Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

]921 -991 ‫ [ص‬0102 ‫ أفريل‬/ ‫ه‬9111 ‫ رمضان‬19‫الع ــدد‬/91‫المجلد‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫مبادئ التَّحليل الفونولوجي‬


Principles of phonological analysis

‫ براهيمي بوداود‬، ‫باللطة حمزة‬


hamza.belalta@univ-relizane.dz ، )‫ غليزان(الجزائر‬-‫ جامعة أحمد زبانة‬1

brahimitc@yahoo.fr ، )‫ غليزان(الجزائر‬-‫ جامعة أحمد زبانة‬2

.0200/20/51‫تاريخ النشر‬ .0200/55/51‫تاريخ القبول‬ 0200/20/20 ‫تاريخ االرسال‬


Abstract ‫امللخص‬
This study deals with the principles of ،‫تتناول هذه الدراسة مبادئ التحليل الفونولوجي‬
phonological analysis, by highlighting
the most important results achieved by ‫من خالل تسليط الضوء على أهم النتائج اليت‬
the Prague School linguists in the
‫حققها لغويو مدرسة براغ يف التحليل الفونولوجي‬
phonological analysis of the sounds of
language, whether it is related to ،‫ سواء تعلق األمر بنظرية الفونيم‬،‫ألصوات اللغة‬
phoneme theory, aspects of its
performance, and what falls within it
‫ وإلغاء‬،‫ وما يندرج ضمنها من تقابل‬،‫وأوجه تأديته‬
of opposition, cancellation or . ‫أو حتييد وصوال إىل نظرية السمات املميزة‬
neutralization, leading to the theory of
distinctive features.
‫وضمن هذا الطرح سنركز على أهم النتائج اليت‬
Within this proposition, we will focus ‫حققها كل من تروباتسكوي و رومان جاكبسون‬
on the most important results achieved
by Trubetzkoy and Roman Jacobson ‫من خالل حبثهما يف آليات التحليل الفونولوجي‬
through their research on the . ‫ألصوات اللغة‬
mechanisms of phonological analysis
of language sounds.
Keywords :phoneme‫ ؛‬opposition‫؛‬ ‫ فونيم؛ تقابل؛ حتليل فونولوجي؛‬:‫كلمات مفتاحية‬
phonological analysis‫ ؛‬distinctive .‫ِّسات مميزة‬
features.

hamza.belalta@univ-relizane.dz : ‫ باللطة محزة‬:‫المؤلف المرسل‬

119
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫أسس اللغوي فيالم ماثسيوس (‪1882‬م‪1491-‬م) مع مجاعة من اللغويني التشيك سنة ‪1421‬‬
‫م نادي أو حلقة براغ اللغوية‪ ،‬الذي أصبح فيما بعد يعرف مبدرسة براغ أو املدرسة الوظيفية‪ ،‬مث انضم‬
‫إليهم الحقا كال من نيكوالي تروبتسكوي‪ ،‬ورومان جاكبسون‪ ،‬وكرسيفسكي سنة ‪ 1428‬م‪ ،‬وبفضل‬
‫هؤالء الثالثة ذاع صيت املدرسة من خالل تقدميهم لبيان "مبادئ دراسة أصوات اللغة" ‪ -‬حرره رومان‬
‫جاكبسون ‪ ،-‬والذي شاركوا به يف املؤمتر الدويل للغويني سنة ‪ 1428‬م بـ الهاي؛ ومتيز منهجهم الذي‬
‫أطلقوا عليه اسم الصوتيات الوظيفية ‪ «phonology‬بدراسة نظام اللغة الكلي مبستوياته املختلفة‬
‫النحوية‪ ,‬والصرفية‪ ،‬والصوتية‪ ،‬والداللية دراسة وظيفية حمضة »‪ « ،1‬فهم يرون أن اللُّغة نظام من الوظائف‪،‬‬
‫كل وظيفة نظام من العالمات »‪ ، 2‬وبذلك يكون رواد هذه املدرسة قد أرسو معامل أساسية يف التحليل‬
‫و ُّ‬
‫الوظيفي للُّغة من خالل معاجلة هذه األخرية على أساس الوظيفة اليت يؤديها ُّ‬
‫كل عنصر يف عملية التواصل‪،‬‬
‫كل مكون فيها دورا وظيفيا‪ ،‬ومن هذا املنطلق فصل رواد املدرسة‬
‫ألَّنم يعدُّون اللغة نظاما وظيفيا يُؤدي ُّ‬
‫بني مصطلحي الفنولوجيا ( ‪ )la phonologie‬والفونتيك ( ‪ ،)la phonétique‬إذ يرون يف األول‬
‫عكس ما يرى دي سوسري‪ ،‬فيعتربوَّنا فرعا من األلسنية يُعىن بوظيفة الظواهر الصوتية اللُّغوية‪ ،‬أما املصطلح‬
‫وخيتص بدراسة الصوت يف الكالم بغض النظر عن وظيفته‪ ،‬ويف هذا االطار‬
‫ُّ‬ ‫الثاين فهو جزء من األلسنية‬
‫جند اللغوي أندري مارتيين يؤكد هو اآلخر على أمهية الدراسة الوظيفية للغة إذ يقول‪ «:‬من الطبيعي أن نبدأ‬
‫دراسة أداة ما كاللُّغة مثال بدءًا من وظيفتها قبل البحث عن سبب وكيفية ُّ‬
‫تغريها عرب الزمن »‪.3‬‬
‫ومن بني أهم القضايا اليت تناوهلا ُرواد املدرسة الفنولوجية‪ :‬مفهوم الفونيم وأوجه تأديته‪ ،‬ومفهوم‬
‫التقابل‪ ،‬وعالقته بوظيفة الوحدة الصوتية‪ ،‬والتحليل الفونولوجي ألصوات اللغة‪ ،‬والسمات املميزة للفونيم‪،‬‬
‫واهتموا أيضا بالبنية الصوتية للمفردة‪ ،‬كما أَّنم خاضوا يف جماالت عديدة على غرار « الصوتيات الوظيفية‬
‫اآلنية‪ ،‬والصوتيات الوظيفية التارخيية‪ ،‬والتحليل الوظيفي والعروضي‪ ،‬وتصنيف التضاد الفونولوجي‪،‬‬
‫واألسلوبية اللسانية الوظيفية ودراسة الوظيفة اجلمالية للغة ودورها يف األدب واجملتمع والفنون »‪4‬؛ وضمن‬

‫‪120‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫هذا الطرح سنحاول االجابة عن االشكالية الرئيسة واملتمثلة يف‪ :‬ما هي مبادئ التحليل الفونولوجي عند‬
‫املدرسة الوظيفية؟‪ ،‬خاصة عند تروبتسكوي وجاكبسون؛ وما هو مفهومهم للفونيم‪ ،‬والتقابل‪ ،‬والتحييد‪،‬‬
‫ونظرية السمات املميزة ؟‪.‬‬

‫‪ . 0‬في مفهوم التحليل الفونولوجي‪:‬‬


‫قبل احلديث عن مفهوم التحليل الفونولوجي جيدر بنا تقدمي حملة عن مفهوم الفونولوجيا؛ حيث نال‬
‫هذا املصطلح كغريه من املصطلحات اليت ترمجت إىل اللغة العربية‪ ،‬اختالفات عديدة نذكر منها على سبيل‬
‫املثال ال احلصر‪ :‬علم وظائف األصوات‪ ،‬وعلم األصوات الوظيفي‪ ،‬وعلم األصوات التشكيلي‪،‬‬
‫والفونولوجيا‪ ،‬وهي « العلم الذي يدرس األصوات باعتبارها وحدات ذات وظيفة لغوية‪ ،‬تفرق بني املعاين‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫هتتم الفونولوجيا بالبحث عن وظائف الصوت اللغوي يف الَّتكيب الصويت‬
‫فتميز بني الدالالت » ‪،‬كما ُّ‬
‫من خالل تركيبها وائتالفها وقوانينها الصوتية والظواهر اليت تلحق هبا‪.‬‬
‫يرتكز التحليل الفونولوجي على جمموعة من األسس منها القطعية كالفونيم واملقطع واملظاهر‬
‫غريات الصوتية كاملماثلة واملخالفة‪،‬‬
‫السياقية‪ ،‬ومنها الفوقطعية كالنرب والتنغيم والفواصل الصوتية‪ ،‬والت ُّ‬
‫واالعالل واالبدال‪ ،‬واالدغام والقلب املكاين والتوافق احلركي‪ .‬كما« يتناول التحليل الفونولوجي أصوات‬
‫اللُّغة باعتبارها عناصر حاملة لوظيفة لغوية معينة‪ ،‬فهو ال ُّ‬
‫يهتم باخلصائص النطقية والفيزيائية والسمعية‬
‫لألصوات باعتبارها غاية يف حد ذاهتا‪ ،‬وإَّنا يعتربها جمرد وسيلة لتحديد دور الصوت اللغوي يف عملية‬
‫التبليغ ومدى تأثريه يف املتلقي » ‪.6‬‬
‫هتمهم‬
‫ويقوم ‪ -‬التحليل الفونولوجي ‪ -‬عند مدرسة براغ على تتبُّع املالمح التمييزية‪ ،‬حيث أنه ال ُّ‬
‫هتمهم الصفات والسمات التمييزية اليت تتميز هبا الوحدات الصوتية عن‬
‫اخلصائص الصوتية املادية بقدر ما ُّ‬
‫وعرف عند براغ بالوظيفة املميزة وارتبط بفكرة نظام التقابل‪ ،‬حيث يقوم هذا األخري –‬
‫بعضها البعض‪ُ ،‬‬
‫التقابل الفونولوجي‪ -‬بني الفونيمات على مستوى املخارج والصفات كما أنه يُبىن على القيمة االجيابية‬
‫( ‪ ) positive value‬أو السلبية (‪ )négative value‬للفونيم « ومها قيمتان حتددان بناء على‬

‫‪121‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫جمموع الصفات الذاتية اليت متيز كل حرف عن غريه من احلروف‪ ،‬فيكتسب القيمة األوىل حبضور هذه‬
‫الصفات أو واحدة منها على األقل‪ ،‬والقيمة الثانية بغياهبا »‪. 7‬‬
‫‪ . 2‬في مفهوم الفونيم ‪:‬‬
‫يعد مصطلح الفونيم ‪ -‬منذ ظهوره يف َّناية القرن الثامن عشر‪ 18‬م ‪-‬اجنازا علميا عظيما يف جمال‬
‫دراسة اللغة‪ ،‬رغم اختالف اللغويني حوله كثريا‪ ،‬األمر الذي خلق تعدُّدا يف املفاهيم بتعدُّد النظريات‬
‫اللغوية اليت تناولت نظرية الفونيم‪ ،‬ليصبح فيما بعد من بني أهم الركائز اليت يقوم عليها التحليل‬
‫الفونولوجي عند مدرسة براغ‪ ،‬حيث عرفه تروبتسكوي بأنّهَ « أوال وقبل كل شيء مفهوم وظيفي‪ ،‬وهو‬
‫كذلك الوحدة الفونولوجية اليت ال تقبل التجزيء إىل وحدات فونولوجية أخرى أصغر منها يف لغة معينة‬
‫»‪ 8‬؛ كما يرى « أن تلك الوحدات الفونولوجية اليت ال ميكن ضمن إطار لغة ما حتليلها إىل وحدات‬
‫متتابعة أصغر منها تسمى الفونيمات »‪ ،9‬بينما يعرفه جاكبسون بأنه« جمموع أو حزمة (‪ set‬أو‬
‫‪ ) bundle‬من الصفات املميزة‪ ،‬أو العناصر التفاضلية على حد تعبري سوسري »‪10‬ويقول أيضا «الفونيم‬
‫صوت ذو قيم خالفية » ‪ 11‬على أساس ِّساته التمييزية مبعىن أن الفونيمات ميكن أن تتطابق فيما بينها يف‬
‫بعض السمات وختتلف يف البعض اآلخر؛ ومن املرجح أن هذا ما أوحى جلاكبسون بنظرية السمات‬
‫التمييزية‪ ،‬تلك النظرية اليت أصبحت فيما بعد من املعامل الرئيسة يف التحليل الفونولوجي لدى مدرسة براغ‪،‬‬
‫حيث « تقوم هذه النظرية على أساس أن مثة تطابقا بني أكثر السمات يف األصوات املتناظرة وأن مثة‬
‫اختالفا يف ِّسة واحدة بني كل صوتني متناظرين »‪.12‬‬
‫إذا لقد حدد الوظيفيون مفهومهم للفونيم انطالقا من الوظيفة املنوطة به أال وهي التمييز بني‬
‫ينجر عنه تغيريا يف‬
‫املعاين‪ ،‬فهم يرون أنه يؤدي وظيفتني إما إجيابا من خالل استبدال فونيم بآخر‪ ،‬مما ُّ‬
‫بتغري الفونيم‪ ،‬أو سلبا بعدم حدوث التغيري على مستوى املعىن‪ ،‬لذلك ميكننا التأكيد على‬
‫معىن الكلمة ُّ‬
‫الدور الكبري الذي يلعبه الفونيم يف توضيح معىن أي مفردة‪ ،‬ويقسم اللغويون الفونيم إىل نوعني‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫أ ‪ -‬فونيمات قطعية ‪:‬‬


‫وتشمل الصوامت والصوائت وخيتلف عددها من لغة إىل أخرى‪ ،‬يُطلق عليها الفونيمات الَّتكيبية‬
‫ويدعوها البعض بالفونيمات اخلطية والبعض اآلخر بالفونيمات األولية وأيضا الفونيمات الرئيسة ‪ ...‬إخل‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫وهي عند أمحد مومن « أصغر وحدة صوتية متمثلة يف أحد الصوامت أو الصوائت اليت نتلفظ هبا »‬
‫وهي يف العربية أربعة وثالثني فونيما تركيبيا موزعة على ‪ 21‬حرفا هجائيا‪ ،‬و‪ 3‬صوائت قصرية ( الفتحة‪،‬‬
‫الضمة‪ ،‬الكسرة )‪ ،‬و‪ 3‬صوائت طويلة ( األلف‪ ،‬الياء‪ ،‬الواو )‪ ،‬باالضافة للواو والياء باعتبارمها أنصاف‬
‫صوائت‪.‬‬
‫ب ‪ -‬فونيمات فوقطعية ‪:‬‬
‫«هلا عند اللغويني أِّساء عديدة‪ ،‬فالبعض فوتركيبية أو فوق تركيبية مقارنة بالفونيمات الَّتكيبية‬
‫»‪،14‬كما يطلق عليها أيضا بالفونيمات التطريزية‪ ،‬أو الفونيمات الربوسودية‪ ،‬وتشمل النرب‪ ،‬والتنغيم‪،‬‬
‫والفواصل‪.‬‬
‫‪ . 1‬التَّقابالت الصوتية و أنواعها ‪:‬‬
‫( ‪)opposition‬‬ ‫يقوم التحليل الفونولوجي عند مدرسة براغ على مبدإ التباين أو التقابل‬
‫الفونولوجي حيث ُّ‬
‫يعد ‪ -‬التقابل ‪ -‬عندهم مفهوما بالغ األمهية ألنه أساس التحليل الصويت؛ إذ يرى‬
‫تروبتسكوي « أن املنظومة الصوتية ألية لغة‪ ،‬ما هي إال نتيجة طبيعية لنظام التقابالت » ‪ ،15‬ويتحقق‬
‫يتم استبدال صوت بصوت آخر ويؤدي هذا إىل تغيري املعىن فنقول أن التقابل قد حدث‪،‬‬
‫التقابل حينما ُّ‬
‫تضاد فونولوجي بني صوتني خمتلفني‪ ،‬ميكن أن مييز بني معان فكرية يف لغة معينة »‪ 16‬وَّنثل لذلك‬
‫« فكلُّ ٍّ‬
‫يف اللُّغة العربية باملثال التايل‪:‬‬
‫إذا مت استبدال حرف الصاد حبرف السني يف كلمة (سار) تصبح (صار) وأيضا إذا أخذنا كلمة قام‬
‫واستبدلنا حرف القاف حبرف الصاد أو حبرف الالم أو حبرف النون ‪ ،‬تصبح على التوايل (صام‪ ،‬الم‪ ،‬نام)‬
‫كل مفردة هلا مدلول خاص هبا يف اللُّغة العربية ‪.‬‬
‫و ُّ‬

‫‪123‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫أكد تروبتسكوي على وجود نظام التقابل وجعله أساس التحليل الفونولوجي قائال‪ « :‬إن الدور‬
‫األساس يف الفونولوجيا ال يأيت من الوحدات الصوتية يف ذاهتا ‪ ،‬ولكن من التقابالت املميزة »‪17‬؛ والتقابل‬
‫يعين على األقل وجود ِّسة )‪ ) trait‬واحدة أو أكثر تتميز هبا وحدة صوتية دون الوحدات األخرى‪ ،‬وهذا‬
‫ال ينفي عدم وجود ِّسات مشَّتكة بني الوحدات املتقابلة‪ ،‬فالسمات املشَّتكة هي أساس املقارنة فإذا انعدم‬
‫هذا األساس بني كل وحدتني غاب التقابل بينهما‪ ،‬وهذا ما يؤكده تروبتسكوي قائال‪ « :‬إن فكرة الفرق‬
‫‪18‬‬
‫تستلزم فكرة التقابل‪ ،‬إن شيئني ال ميكنهما أن يفَّتقا إال يف حدود أن كال منهما يقابل اآلخر » ‪ ،‬فكلُّ‬
‫تقابل بني وحدتني خمتلفتني نتج عنه تغيري معاين الكلمات يف لغة معينة يسمى بالتقابل الفونولوجي‪.‬‬
‫حدد تروبتسكوي يف كتابه ( مبادئ الفونولوجيا ) ثالثة قواعد لتسهيل عملية التمييز بني‬
‫الفونيمات وبني ما هو تأدية هلا فقط وهي كاآليت‪:‬‬
‫أ ‪ -‬القاعدة األولى ‪ « :‬إذا جاء صوتان خمتلفان من نفس اللُّغة يف سياق واحد من احلروف‪ ،‬ال فرق‬
‫بينهما وميكن مع ذلك استبدال أحدمها من اآلخر دون أن حيصل أي تغيري يف املعىن املفهوم من الكلمة‬
‫فهذان الصوتان مها وجهان اختياريان لفونيم واحد »‪19‬؛ وقدم مثاال عن نطق فونيم (‪ )R‬يف اللغة األملانية‬
‫حبيث ينطق هلويا يف منطقة ولثويا يف منطقة أخرى؛ بينما ينطق (‪ )R‬عند بعض الفرنسيني مثل الراء‬
‫العربية وعند البعض اآلخر مثل الغني العربية‪ ،‬فهما صوتان خمتلفان حلرف واحد دون تغيري املعىن يف حال‬
‫استبدال أحدمها باآلخر‪.‬‬
‫أما يف اللغة العربية فنمثل هلا بنطق احلرف (ق) يف كلمة ( قمر) الذي ينطق صوتا (حنجريا‪،‬‬
‫انفجاريا‪ ،‬جمهورا ) يف هلجة القاهرة‪ ،‬بينما ينطق كصوت (أقصى – حنكي‪ ،‬انفجاري‪ ،‬جمهور) عند أهل‬
‫العراق والكويت ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬القاعدة الثانية ‪ « :‬إذا جاء صوتان يف نفس املوقع الصويت وال ميكن أن يستبدل أحدمها باآلخر‬
‫دون أن يتغري معىن الكلم أو دون أن تصبح الكلمة معروفة‪ ،‬فهذان الصوتان مها تأديتان لفونيمني اثنني‬
‫خمتلفني‪ ،‬أي هناك صوتان خمتلفان مثل السابق لكنهما ميثالن حرفني خمتلفني مع ذلك لتغري املعىن‬

‫‪124‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫هبما»‪ ،20‬وَّنثل لذلك يف اللغة العربية بـحريف (الراء و الغني ) فهما صوتان خمتلفان وحرفان خمتلفان حيث‬
‫يتغري معىن املفردة حاملا نستبدل أحدمها باآلخر مثل‪ :‬راب‪ ،‬غاب ‪ /‬ريب‪ ،‬غيب‪ ،‬إذا فهما فونيمان‬
‫خمتلفان يف اللغة العربية‪ ،‬بينما على العكس يف اللغة الفرنسية ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬القاعدة الثالثة ‪ « :‬إذا كان صوتان متقاربان خمرجا أو صوتيا ال يقعان أبدا يف نفس السياق من‬
‫احلروف فهما تأديتان تركيبيتان لفونيم واحد »‪ ،21‬حيث أن الوحدات الصوتية قد ختتلف تأدياهتا عند‬
‫جماورهتا لبعض احلروف‪ ،‬وَّنثل لذلك بأصوات احلركات يف اللغة العربية عند جماورهتا للحروف املفخمة وهي‬
‫( أصوات االستعالء السبعة ‪ :‬ص‪ ،‬ض‪ ،‬ط‪ ،‬ظ‪ ،‬ق‪ ،‬غ‪ ،‬خ ) فيصري الصوت مفخما‪ ،‬بينما يصبح مرققا‬
‫عند جماورته للحروف املرققة‪ ،‬ورغم ذلك ال يتغري املعىن ألنه نتج عن تركيب األصوات فتأثر بعضها ببعض‬
‫نتيجة للتجاور فيما بينها؛ هلذا يرى كمال بشر أن الصوائت تابعة للصوامت فهي « ال توصف بتفخيم أو‬
‫ترقيق بذاهتا‪ ،‬إَّنا يعود تفخيمها وترقيقها إىل السياق وهذا ينطبق بتمامه على احلركات‪ ،‬الفتحة والكسرة‬
‫الضمة‪ ،‬سواء أكانت قصرية هذه احلركات أم طويلة »‪.22‬‬
‫و ّ‬
‫انطالقا مما سبق ذكره من قواعد يالحظ أن تروبتسكوي يؤكد على الطبيعة الوظيفية للفونيم‪ ،‬من‬
‫خالل قدرة هذا األخري على متييز معىن الكلمة عن غريها ضمن إطار نظام صويتّ معني‪ ،‬كما أنه مل يغفل‬
‫عن طرح قضية الوجوه األدائية للفونيم ‪.‬‬
‫‪ .5‬أنواع المتقابالت الفونولوجية ‪:‬‬
‫« حددت مدرسة براغ جمموعة من املتقابالت اإلستبدالية اليت أثبتت فعاليتها يف التحليل الصوايت‬
‫البنوي‪ ،‬باعتبارها بالنسبة إىل تروبتسكوي تساعد على حتديد الوحدات الصوتية ( الفونيمات ) »‪، 23‬‬
‫حيث تطرق إليها يف كتابه ( مبادئ الفونولوجيا ) من خالل تقسيمه املتقابالت إىل ثالثة أنواع‪ ،‬حيث‬
‫خيتص النوع الثالث بالفونيم يف حد ذاته فقط‬
‫خيتص النوع األول والثاين بالنظام الفونولوجي ككل‪ ،‬بينما ُّ‬
‫ُّ‬
‫وهي كاآليت‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫‪ .9‬بحسب عالقتها بجميع التقابالت الموجودة في النظام الصوتي ‪ :‬وجند فيها ‪:‬‬
‫‪ - .9.9‬تقابل ذي طرفين (‪ )bilatéral‬أو التقابالت الثنائية ( ‪oppositions‬‬
‫‪:) bilatérales‬وهي أكثر شيوعا يف نظر تروبتسكوي‪ ،‬حيث « تتعلق بزوجني صوتيني‪ ،‬حيث تشَّتك‬
‫‪24‬‬
‫بعض األزواج الصوتية يف أكرب عدد ممكن من السمات مقارنة مع غريها من األزواج الصوتية »‬
‫األخرى‪ ،‬وذلك مثل التضاد املوجود بني « ‪ K /G‬يف الفرنسية واالنكليزية إذ يشَّتكان يف املخرج وهو‬
‫مؤخر أو وسط احلنك وال يوجد أي حرف آخر من هذا املخرج يف هاتني اللغتني‪ ،‬وتقابلهما حيصل‬
‫باجلهر من عدمه » ‪ ،25‬بينما جند يف اللغة العربية « التضاد املوجود بني ك‪/‬خ حيث يشَّتكان يف السمات‬
‫التالية ‪+ :‬فمي‪ ،‬طبقي‪ +،‬مهموس »‪ 26‬بينما تنفرد كل من م ‪/‬ن باالشَّتاك يف الغنة فقط ويتقابالن يف‬
‫املخرج ( شفوي ‪ /‬نطعي )‪.‬‬
‫‪ -0.9‬تقابل متعدِّد األطراف (‪: )multilatéral opposition‬‬
‫يوجد هذا التقابل بعدد قليل مقارنة بالتقابل ذي الطرفني‪ ،‬و« هو الذي يكون قدره املشَّتك‬
‫‪27‬‬
‫موجودا يف أكثر من حرفني وذلك ‪ P/K‬يف الفرنسية واالجنليزية ألنه يشَّتكان مع ‪ T‬مثال يف اهلمس »‬
‫بينما تشَّتك الذال والثاء يف اللثوية ضمن اللغتني العربية واالجنليزية ‪.‬‬
‫‪ . 0‬بحسب تناسبها فيما بينها وعدم تناسبها ‪ :‬وتنقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ -9. 0‬متقابالت متناسبة (‪: )proportionnelles‬‬
‫« إذا تكرر الفارق بني تقابل وآخر حصل تناسب وذلك مثل ‪ z/s،g/k ، d/t، b/p:‬يف‬
‫الفرنسية واالجنليزية واجلامع بينهما هو االختالف جهر ‪ /‬مهس‪ ،‬إذا يشَّتك املتقابالن يف فارق واحد »‪.28‬‬
‫‪ - 0. 0‬متقابالت ال تناسب بينها (‪: )oppositions isolées‬‬
‫« إذا انفرد التقابل وليس بينه وبني أي تقابل آخر تناسب وذلك مثل ‪، p /g، b/z ،p/l :‬‬
‫‪29‬‬
‫أي هي اليت‬ ‫فكل هذه املتقابالت منفردة ال تناسبها تقابالت أخرى يف الكثري من اللغات »‬
‫وغريها ُّ‬
‫ال ختضع لنموذج مشَّتك‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫‪ . 2‬بحسب العالقات القائمة بين طرفي التَّقابل ‪:‬‬


‫خيص الفونيم يف حد ذاته من خالل تقابله مع غريه من الفونيمات‪ ،‬وينقسم إىل ثالثة أقسام هي كاآليت‪:‬‬
‫‪ - 9.2‬التَّقابل المانع أو( السلبي ‪ ،‬أو الحارم ) (‪: ) privatif opposition‬‬
‫« يقوم على وجود صفة مميزة يف طرف وعدم وجودها يف الطرف اآلخر‪ ،‬كاجلهر وعدمه يف الذال‬
‫والتاء‪ ،‬والغنة وعدمها يف امليم والباء واالطباق وعدمه يف الصاد والسني وغريها »‪ ،30‬إذا يقتضي هذا النوع‬
‫وجود اتفاق بني احلرفني على أن يتميز أحدمها بوجود الصفة وعدمها يف الطرف املقابل‪.‬‬
‫‪ -0.2‬التَّقابل المتدرج ( ‪:) gradual opposition‬‬
‫يقوم هذا النوع على الزيادة والنُّقصان يف الصفة نفسها حنو التقابل احلاصل بني املصوتات التالية‬
‫درج « من الفتح التام إىل الفتح املفخم إىل الضم املفخم إىل الضم‬ ‫(‪) u-o-a-à‬حيث حيدث الت ُّ‬
‫وتعد هذه املصوتات فونيمات يف اللُّغة الفرنسية‪ ،‬وكمثال آخر جند « الت ُّ‬
‫درج املتسلسل يف‪-(:‬‬ ‫املرقق» ‪ُّ ، 31‬‬
‫‪ ( ) i-e-ԑa‬الفتحة احملضة – الفتحة املمالة إمالة خفيفة – الفتحة املمالة إمالة شديدة – الكسرة‬
‫احملضة)‪ [ ،‬ويف اللغة العربية يوجد ] تقابل بالزيادة يف االنفتاح من الكسر إىل الفتح‪ ،‬وبالنُّقصان من الفتح‬
‫إىل الكسر‪ ،‬فالفارق بينهما متدرج من االنفتاح التام إىل االنغالق األقصى والعكس »‪.32‬‬
‫‪ -2.2‬التَّقابل المنفصل (المتعادل أو المتكافئ ) (‪:) disjoint opposition‬‬
‫كل فونيم يستقل عن مجيع املتقابالت األخرى‪ « ،‬حبيث يكون لكل عنصر يف التقابل ِّسة مميزة ال‬
‫ُّ‬
‫توجد يف العنصر اآلخر ولكن هذه السمة ال تعطيه أي امتياز للوحدة املستبدلة كالتقابل الصويت بني‬
‫( ‪ )p-t-k‬وبني ( م – ع ) وبني ( ب ‪ ،‬خ ) »‪33‬؛ ويف اللُّغة االنكليزية إذا الحظنا الفونيمني‪t –( :‬‬
‫‪ )p‬سنجد ملمحا يوجد يف الفونيم ‪ p‬ال يوجد يف الفونيم ‪ ،t‬فاألول صوت شفتاين بينما الثاين خمرجه من‬
‫اللثة واللسان‪ ،‬وبني (‪ )k-f‬جند أن كل طرف مستقل عن اآلخر‪ .‬بينما يف اللغة العربية نأخذ مثال‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫( ك – ق) فنالحظ وجود اختالف يف املخرج بينهما حيث أن الكاف خمرجه من أقصى احلنك بينما‬
‫القاف من اللهاة‪ ،‬لكن نلمس توافق يف الصفة بينهما فكالمها صوت انفجاري مهموس‪ ،‬لذا نقول أن‬
‫هناك توافق وتعادل يف الصفة‪.‬‬
‫‪ .1‬مبدأ اإللغاء أو التحييد (‪: ) Neutralisation‬‬
‫ُّ‬
‫يعد هذا املصطلح من بني املصطلحات اجلديدة اليت وظفتها مدرسة براغ‪ ،‬حيث انفرد تروبتسكوي‬
‫بكونه أول من استعمل املصطلح سنة ‪ 1431‬م‪ ،‬ويقصد بالتحييد توقُّف الوظيفة التمييزية الفارقة بني‬
‫وحدتني صوتيتني بينهما تقابل يف النظام الصويت يف سياق معني‪ ،‬أي ميكن أن يزول التقابل بني بعض‬
‫املتقابالت إذا وقع أحد احلرفني يف مواضع معينة‪ ،‬ونتيجة لذلك ختتلف كيفية أداء احلرف الناتج فينتج ما‬
‫يسمى بـ" الفونيم اجلامع " (‪ )archi-phonéme‬الذي يولد نوعا من االنسجام الصويت من خالل‬
‫اجلمع بني خصائص احلرفني املتقابلني‪ ،‬حبيث يفقد احلرف األول بعض صفاته ويكتسب يف املقابل صفات‬
‫أخرى‪ ،‬أو حدوث العكس مع احنرافه عن خمرجه األصلي املعتمد نتيجة حلدوث تفاعل بني األصوات فيما‬
‫بينها؛ كما يرى تروبتسكوي أن موقع التحييد خيتلف من لغة إىل أخرى‪ ،‬حبيث ميكن حدوثه يف وسط أو‬
‫َّناية املفردة حسب خصوصية كل لغة ‪.‬‬
‫‪ . 7‬أنواع اإللغاء‪:‬‬
‫مييز تروبتسكوي يف كتابه املبادئ « بني أنواع اإللغاء اليت يسببها السياق وبني اليت تسببها بنية‬
‫الكلمة‪ ،‬أي بني اإللغاء لتقابل فونولوجي يقع طرفاه يف جوار حروف معينة‪ ،‬أو مبعزل عن احلروف اجملاورة‬
‫هلا‪ ،‬أي يف مواقع معينة يف داخل الكلمة »‪ .34‬وقسم اإللغاء املسبب بالسياق إىل نوعني‪ :‬تبعيدية‪ ،‬وتقريبية‬
‫حيث يقول يف ذلك ‪ « :‬نقسم أنواع اإللغاء املسبب بالسياق إىل تبعيدية (‪ ،)dissimilatifs‬وتقريبية‬
‫(‪ )assimilatifs‬وهذا حبسب ما حيصل من التباعد أو التماثل بالنسبة إىل الصفة املميزة خلاصية صوتية‬
‫مثيلي فال‬
‫بعيدي أن يتصف احلرف اجملاور هبذه الصفة‪ ،‬وأما اإللغاء الت ّ‬
‫معينة فال بد حبصول اإللغاء الت ّ‬
‫حيصل على العكس إال يف جوار احلروف اليت تنقصها هذه الصفة » ‪. 35‬‬

‫‪128‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫أما اإللغاء الذي يكون سببه اجلوار املؤدي إىل احتاد احلرفني أو اختالفهما‪ ،‬فهو كثري احلدوث‬
‫خاصة يف اللُّغة العربية‪ ،‬وهذا ما مل يغفل عنه علماء لغة الضاد منذ القدم‪ ،‬ومثال ذلك التقابل املوجود بني‬
‫(الطاء والتاء ) ما جيعلهما عرضة حلدوث اإللغاء يف مواقع معينة مثل‪:‬ابدال (التاء‪ ،‬داال ) يف ازدجر‪ ،‬أو‬
‫ابدال (التاء‪ ،‬طاءً ) يف اضطرد‪ ،‬واصطرب‪ ،‬واضطرب‪ ،‬أي إذا وقعت تاء األفعال بعد ( الطاء‪ ،‬الظاء‪،‬‬
‫الصاد‪ ،‬الضاد )‪ ،‬ويرجع سبب هذا اإلبدال إىل حدوث تقارب بني ( التاء‪ ،‬الدال ) يف املثال األول‪ ،‬وبني‬
‫( التاء ‪ ،‬الطاء‪ ،‬والصاد‪ ،‬والضاد ) يف املثال الثاين حَّت يزول الفارق بني احلرفني املتقاربني‪.‬‬
‫‪ . 8‬الخصائص المميِّزة ‪:‬‬
‫جاهدا‬
‫ً‬ ‫استناد إىل مبدإ التقابل‪ ،‬سعى‬
‫ً‬ ‫بعد أن ُوفق تروبتسكوي يف تصنيف الوحدات الصوتية‬
‫للبحث عن كيفية لتحليل الوحدات الصوتية على أساس " اخلصائص املميزة لألصوات "‬
‫(‪ )distinctive properties of phonemes‬لتشكل هذه الفكرة فيما بعد‪ ،‬جوهر نظرية‬
‫املالمح املميزة ملن سيأيت بعده من اللغويني‪ ،‬حيث استطاع من خالل دراسته لعدد معترب من لغات العامل‬
‫أن يتوصل إىل تقدمي وصف عام لنظامها الفونولوجي عن طريق التقابالت الصوتية ضمن تلك األنظمة‪،‬‬
‫مستخلصا املالمح املتقاربة اليت متكننا من وصف‬
‫ً‬ ‫فمكنه ذلك من حتديد اخلصائص املميزة لألصوات‪،‬‬
‫‪36‬‬
‫احلركات والسواكن مصنـ ًفا إياها إىل صنفني اثنني وهي كاآليت‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الخصائص النطقية للحركات ‪:‬‬
‫لقد قسم تروبتسكوي هذا النوع إىل ثالثة فئات هي ‪:‬‬
‫أ‪ . 9 -‬تقابالت مبنيَّة على أساس النَّوعيَّة ‪ُّ :‬‬
‫وتضم اآلليات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬وضعية اللسان ودرجة انفتاحه ‪.‬‬
‫‪ -‬اجلرس ويشمل وضع الشفتني‪ ،‬واملوضع ( أمامي أو خلفي ) ‪.‬‬
‫الرنين ‪ُّ :‬‬
‫وتضم اآليت ‪:‬‬ ‫أ – ‪ / 0‬تقابالت مبنيَّة على أساس اختالف غرفة َّ‬
‫‪ -‬حركة أنفية ‪ /‬حركة غري أنفية ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫‪ -‬حركة مفخمة ‪ /‬حركة غري مفخمة ‪.‬‬


‫أ – ‪ / 2‬تقابالت بروسودية ‪ ) prosodic opposition( :‬وتشمل كال من ‪:‬‬
‫‪ -‬شدة الصوت (‪ : )intensity‬حركة منبورة ‪ /‬حركة غري منبورة‬
‫‪ -‬كمية الصوت ‪ :‬حركة طويلة ‪ /‬حركة قصرية ‪.‬‬
‫‪ -‬درجة الصوت (‪ . )pitch‬وطبقة الصوت (‪.)register‬‬
‫‪ -‬التنغيم ) ‪ .)intonation‬وحركة النغمات ‪.‬‬
‫نستخلص من التصنيف الذي وضعه تروبتسكوي حول احلركة أن هذه األخرية ميكن أن متسها‬
‫عدد من العمليات النطقية املختلفة حبيث يلعب اللسان دورا حموريا فيها‪ ،‬فكلما كان حترك اللسان عاليا‬
‫حنو سقف الفم كانت احلركة ضيقة ومثال ذلك‪ :‬نطق الكسرة أو الياء يف العربية‪ ،‬وإذا حصل العكس أي‬
‫من األعلى حنو األسفل سيحدث اتساعا يعطينا حركة منفتحة يف مثال نطق الفتحة واأللف ‪.‬‬
‫لقد الحظ تروبتسكوي أن اللغة العربية توظف درجتني فقط خبصوص درجة االنفتاح كما وضحنا‬
‫يف األمثلة السابقة‪ ،‬فالفتحة حركة منفتحة بينما الكسرة حركة ضيقة‪ ،‬كما توصل إىل أن لكل حركة طول‬
‫خاص هبا‪ ،‬ومكان نطق معني من اللسان إما اجلزء األمامي أو األوسط أو اخللفي‪ ،‬كما أنه تتميز كل‬
‫حركة بقوة نطق معينة وهذا ما حيصل عنه النرب‪ ،‬ولكل حركة نغمة خاصة ضمن اللغات النغمية‪ ،‬وخبصوص‬
‫نظام احلركات الحظ استخدام العربية لفئة واحدة‪ ،‬أال وهي التقابل بني احلركة األمامية واحلركة اخللفية‬
‫فقط‪.‬‬
‫أما خبصوص اجلرس فتوصل إىل إمكانية وجود مثانية فئات يف بعض اللُّغات ويف أخرى أربعة فقط‪،‬‬
‫وهي انطالقا من التقابالت التالية ‪:‬‬
‫مستديرة ‪ /‬غري مستديرة‪ ،‬أمامية ‪ /‬خلفية‪ ،‬أمامية مستديرة ‪ /‬خلفية مستديرة‪ ،‬أمامية غري مستديرة ‪ /‬خلفية‬
‫غري مستديرة ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الخصائص النطقية للسواكن ‪ :‬أحصى تروبتسكوي أربعة أنواع من التقابالت‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫ب – ‪ . 1‬تقابالت تتعلق مبخرج الصوت ‪.‬‬


‫ب – ‪ . 2‬تقابالت تتعلق بطريقة نطق الصوت‪ ،‬أي صفة الصوت‪ ،‬حبيث تتحكم فيها ‪:‬‬
‫احلبال الصوتية‪ ،‬وضعية اللسان‪ ،‬درجات الت ُّ‬
‫حكم يف خروج اهلواء‪ ،‬وضعية الغضاريف وعضالت احلنجرة‪،‬‬
‫حيث توصل لوضع التقابالت التالية ‪:‬‬
‫اجلهر‪ ،‬نفسي ‪ /‬غري نفسي‪ ،‬مهموس ‪ /‬غري مهموس‪ ،‬درجة احنباس الصوت‪.‬‬
‫ب – ‪ . 3‬تقابالت تتعلق باجلرس‪ ،‬وجند فيها ‪:‬‬
‫مفخم ‪ /‬غري مفخم ‪ ،‬حمنك ‪ /‬غري حمنك‪ ،‬مستدير ‪ /‬غري مستدير‪ ،‬أسناين ‪ /‬انقاليب ‪.‬‬
‫ب – ‪ . 9‬تقابالت تتعلق بالشدة ‪:‬‬
‫شديد ‪ /‬رخو‪ ،‬قوي ‪ /‬ضعيف ‪ ،‬طويل ‪ /‬قصري ‪ ،‬مشدد ‪ /‬غري مشدد ‪ ،‬مضغوط ‪ /‬غري مضغوط ‪.‬‬
‫السمات المميِّزة عند رومان جاكبسون ‪:‬‬
‫‪ . 1‬نظريَّة ِّ‬
‫قدم جاكبسون دفعة قوية للدراسة الفونولوجية من خالل األفكار اليت طرحها‪ ،‬ففي مؤلفه "مبادئ‬
‫اللسانيات العامة " أعطى أمهية كبرية لدراسة اخلصائص املشَّتكة بني األنظمة اللسانية يف اجملال الفونولوجي‬
‫بعد أن تتبعها باملالحظة‪ ،‬والتدقيق فتوصل إىل حصرها وضبطها وفق نظام التقابل فيما بينها‪ ،‬كما أنه‬
‫عمل على تطوير فكرة اخلصائص املميزة‪ ،‬وعلى األرجح أن القيم اخلالفية لألصوات هي من أوحى له‬
‫بنظرية السمات املتمايزة ‪distinctive features‬؛ و« تقوم هذه النظرية على أساس مؤداه أن مثة‬
‫تطابقا بني أكثر السمات يف األصوات املتناظرة‪ ،‬وأن مثة اختالفا يف ِّسة واحدة بني كل صوتني‬
‫متناظرين»‪37‬؛ وتتجلى نظرية السمات املتمايزة عند جاكبسون من خالل مقابلة فونيم بآخر‪ ،‬ما ينتج عنه‬
‫الوظيفي عنده ال حيدث مبجرد استبدال فونيم بآخر فحسب‪ ،‬بل‬
‫ّ‬ ‫بروز السمات املميزة لكليهما‪ ،‬فالتمييز‬
‫حيدث بفضل السمات التمييزية اخلاصة‪ ،‬وهي حسب رأيه أصغر من الفونيم إذ يرى فيه جمموع السمات‬
‫املميزة النابعة من اخلصائص النُّطقية‪ ،‬والسمعية احملددة لكل صوت من أصوات اللُّغة‪ ،‬وتلك السمات هي‬

‫‪131‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫املسؤولة عن الوظيفة التمييزية اليت ينفرد هبا الفونيم ويدخل من خالهلا يف عالقات تقابل مع غريه من‬
‫الفونيمات ‪.‬‬
‫جلأ رومان جاكبسون يف دراسته الصوتية الستعمال األجهزة واآلالت لكي يثبت املالمح املميزة‬
‫معي القائم على خصائص املوجات الصوتية؛ « وعليه بىن‬ ‫للفونيم‪ ،‬معتمدا يف ذلك على الوصف الس ّ‬
‫نظريته الفونولوجية على مبدإ االزدواجية أو الثُّنائية اليت حتدث نتيجة لتقلُّبات صوتية معينة إذا وجدت‬
‫فالوحدة الصوتية معلمة وإذا غابت فهي غري معلمة » ‪. 38‬‬
‫أما خبصوص التقابل‪ ،‬فنجده مييز بني ثالثة أنواع من الثُّنائيات املتقابلة اليت وضعها على أساس‬
‫مالحظته ( للمخرج‪ ،‬وطريقة النُّطق‪ ،‬ووضع الوترين الصوتيني ) وهي كاآليت ‪:‬‬
‫‪ « -1‬التقابل بني السواكن اخللفية ( طبقية أوغارية )‪ ،‬والسواكن األمامية ( شفوية أو أسنانية ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬التقابل بني الصوت الرزين ( ‪ ) grave‬والصوت احلاد ( ‪.) acute‬‬
‫‪ -3‬التقابل بني السواكن ذات النغمة العالية‪ ،‬والسواكن الرخيمة ذات النغمة احلادة »‪.39‬‬
‫أصر جاكبسون على أن كل ِّسة متايزية هي ثنائية‪ ،‬حيث « بني يف كتابه " مقدمة يف حتليل‬
‫كل اللُّغات االنسانية ومن‬
‫الكالم " أن مثة نظاما فونولوجيا كليا يتضمن اثنيت عشرة ِّسة مميزة تتصف هبا ُّ‬
‫بني هذه الس مات ‪ (:‬صائت ‪ /‬صامت)‪( ،‬جمهور‪ /‬مهموس ) ‪ (،‬زفريي‪ /‬شهيقي) ‪ ( ،‬أنفي ‪ /‬شفهي) ‪( ،‬‬
‫غليظ ‪ /‬حاد ) ‪ ( ،‬رخو ‪ /‬شديد ) ‪ ( ،‬مزيد ‪ /‬غري مزيد ) ‪ ( ،‬مكثف ‪ /‬منفلش) ‪ ...‬إخل‪[.‬كما أنه‬
‫عمل] على حتليل الفونيمات إىل ِّساهتا املكونة هلا‪ ،‬عوض النظر يف كيفية توسيعها ضمن الوحدات‬
‫املفرداتية املختلفة »‪ 40‬واليت يقصد هبا جمموع اخلصائص الصوتية اليت متيز فونيما عن آخر‪ ،‬حيث يرى أن‬
‫املالمح املميزة هي أصغر الوحدات املميزة يف اللغة إذ ال ميكن جتزئتها إىل وحدات لغوية أصغر منها‪ ،‬وهو‬
‫بذلك مييز بني نوعني من السمات ‪:‬‬
‫‪ِّ - 1‬سات جوهرية أو مالزمة ) ‪ :) traits intrinsèques‬تالزم الفونيم ألَّنا جوهره‪ ،‬وحيدث‬
‫التقابل بينها بوجود امللمح ( موسوم ) أو بعدم وجوده ( غري موسوم ) ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫‪ِّ – 2‬سات فوق‪ -‬قطعية (‪ ) traits prosodiques‬أو التطريزية ‪ :‬تصاحب الفونيم وتشمل مِّستا النرب‬
‫و التنغيم ‪.‬‬
‫‪. 91‬خاتمة‪:‬‬

‫حاولنا من خالل هذا البحث‪ ،‬تسليط الضوء على أهم األفكار اليت طرحها لسانيو املدرسة‬
‫الوظيفية يف جمال الدراسات الصوتية‪ ،‬من خالل سعيهم احلثيث للبحث عن وظيفة األصوات وحتليلها‪،‬‬
‫حيث جنح هؤالء يف حتقيق نتائج باهرة ضمن ما يعرف بالصوتيات الوظيفية؛ ومن خالل ما سبق طرحه‬
‫ميكننا أن نقف على مجلة من النتائج اليت نربزها يف النقاط اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬أحدث رواد مدرسة براغ قفزة نوعية يف الدراسة الوظيفية للُّغة‪ ،‬بعد أن فصلوا بني الفونتيك والفونولوجيا‪،‬‬

‫وبعد جناحهم يف تقدمي آليات مهمة وفعالة لتحليل الصوت اللُّ ّ‬


‫غوي حتليال فونولوجيا ضمن علم األصوات‬
‫الوظيفي‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب لسانيو مدرسة براغ اللُّغة نظاما من الوظائف وكلُّ مكون فيها يؤدي ً‬
‫دورا وظيفيا؛ لذا كان‬
‫مفهومهم للفونيم وظيفيا أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم نظرية التحليل الفونولوجي عندهم على مبدإ التقابل بني الفونيمات‪.‬‬
‫‪ -‬فرق تروبتسكوي بني الفونيم وأوجه تأديته؛ وجنح يف إدراج مصطلحات جديدة يف الدراسة الصوتية‬
‫كالتقابل والتحييد أو اإللغاء‪ ،‬باإلضافة لذلك ميز بني نوعني من اإللغاء حيث يتعلق األول ببنية املفردة‬
‫أما الثاين فبالسياق‪ ،‬والذي ينقسم بدوره – أي النوع الثاين ‪ -‬إىل إلغاء تبعيدي وإلغاء تقرييب‪.‬‬
‫‪ -‬عمل لغويو براغ على تتبُّع املالمح التمييزية للفونيم‪ ،‬فتوصلوا إىل وضع نظرية املالمح أو السمات‬
‫التمييزية ‪ ،‬واليت كان جلاكبسون كل الفضل يف تطويرها ‪.‬‬
‫‪ -‬جنح رومان جاكبسون يف وضع نظام من الثنائيات املتقابلة‪ ،‬حيث أحصى هذا األخري اثنيت عشرة‬
‫تقابال ميكن تطبيقها على الكثري من اللغات بنسب متفاوتة ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫‪ -‬فرق رواد املدرسة بني الفونيمات األساسية والثانوية وأكدوا على وجود تكامل بينهما يف توضيح املعاين‪،‬‬
‫كما أَّنم اهتموا بالفونيمات التطريزية ألَّنا تؤدي وظيفة يف املعىن‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أمحد مومن ‪.‬اللسانيات النشأة والتطور ‪ 2002 .‬م‪.‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر‪ ،‬ط ‪ .2‬ص ‪.131‬‬
‫‪ - 2‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 131‬‬
‫‪ - 3‬املرجع نفسه ‪،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ - 4‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ - 5‬عبد العزيز أمحد عالم ‪ ،‬علم الصوتيات ‪2004،‬م ‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض ‪ ،‬د ط ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪ - 6‬حممود فهمي حجازي ‪ ،‬مدخل إىل علم اللغة د ت ‪، ،‬دار قباء ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د ط ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪ - 7‬عبد الرمحن حاج صاحل ‪ ،‬حبوث ودراسات يف علوم اللسان ‪ 2012.‬م‪.‬موفم للنشر ‪.‬الرغاية اجلزائر‪.‬ص‪ - 122‬ص‪. 121‬‬
‫‪ - 8‬أمحد مومن ‪.‬اللسانيات النشأة و التطور ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص ‪.192‬‬
‫‪principes of phonology. University of California ،Nicolai Trubetzkoy -9‬‬
‫‪press.english . éd.1962 . p35.‬‬
‫‪- 10‬عبد الرمحن حاج صاحل ‪ ،‬حبوث و دراسات يف اللسانيات العربية ج‪ 2012، 2‬م‪ .‬الرغاية اجلزائر‪.‬ص‪.292‬‬
‫‪ِّ - 11‬سري شريف استيتية ‪،‬اللسانيات اجملال و الوظيفة و املنهج ‪2008‬م‪، ،‬عامل الكتب احلديث ‪،‬إربد ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪ ، 2‬ص‪.41‬‬
‫‪ - 12‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ - 13‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 189‬‬
‫‪ - 14‬حممد علي اخلويل ‪ ،‬األصوات اللغوية والنظام الصويت للغة العربية‪1440 ،‬م‪ ، ،‬دار الفالح ‪ ،‬عمان ‪،‬ط‪ ،1‬ص‪.13‬‬
‫‪.p67 principes of phonology ، Trubetzkoy Nicolai-15-‬‬
‫‪ - 16‬أمحد مومن ‪،‬اللسانيات النشأة و التطور ‪ ،‬ص‪.193‬‬
‫‪ - 17‬مصطفى غلفان ‪ ،‬يف اللسانيات العامة ‪ .‬تارخيها ‪ .‬موضوعها ‪ .‬مفاهيمها ‪2010 .‬م ‪ ،‬دار الكتاب املتحدة ‪،‬ط‪. 218 ،1‬‬
‫‪ - 18‬نفسه ‪،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ - 19‬عبد الرمحن حاج صاحل ‪ ،‬حبوث و دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج ‪، 2‬ص‪.299‬‬
‫‪ - 20‬نفسه ‪،‬ص‪.292‬‬

‫‪134‬‬
‫المجلد‪/91‬الع ــدد‪ 19‬رمضان ‪9111‬ه ‪ /‬أفريل ‪[ 0102‬ص ‪]921 -991‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫‪ - 21‬نفسه ‪. 292 ،‬‬


‫‪ - 22‬حممد كمال بشر‪ ،‬علم األصوات ‪2000 ،‬م ‪ ،‬دار غريب القاهرة ‪ ،‬د ط ‪ ،‬ص ‪.904‬‬
‫‪ - 23‬مصطفى غلفان‪ ،‬يف اللسانيات العامة ‪ .‬تارخيها ‪ .‬موضوعها ‪ .‬مفاهيمها ‪ ،‬ص‪. 240‬‬
‫‪ - 24‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 240‬‬
‫‪ - 25‬عبد الرمحن حاج صاحل ‪ ،‬حبوث و دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج ‪، 2‬ص ‪. 294‬‬
‫‪ - 26‬مصطفى غلفان‪ ،‬يف اللسانيات العامة ‪ .‬تارخيها ‪ .‬موضوعها ‪ .‬مفاهيمها ‪ ،‬ص‪. 240‬‬
‫‪ - 27‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.294‬‬
‫‪ - 28‬عبد الرمحن حاج صاحل‪ ،‬حبوث و دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج ‪، 2‬ص‪.294‬‬
‫‪ - 29‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 298‬‬
‫‪ - 30‬نفسه‪،‬ص‪. 294‬‬
‫‪ - 31‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 294‬‬
‫‪ - 32‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 294‬‬
‫‪ - 33‬مصطفى غلفان ‪ ،‬يف اللسانيات العامة تارخيها ‪ ،‬موضوعها ‪ ،‬مفاهيمها ‪ ،‬ص ‪. 240‬‬
‫‪294p.principes of phonology . Nicolai Trubetzkoy-34‬‬
‫‪ - 35‬عبد الرمحن حاج صاحل‪ ،‬حبوث و دراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪.222‬‬
‫‪.42-112. principes of phonology .p، Nicolai Trubetzkoy -36‬‬
‫‪ِّ - 37‬سري شريف استيتية ‪،‬اللسانيات اجملال و الوظيفة و املنهج ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ - 38‬بوقرة نعمان ‪،‬حماضرات يف املدارس اللسانية املعاصرة ‪ 2001،‬م‪ ،‬منشورات جامعة باجي خمتار ‪ ،‬عنابة ‪ ،‬د ط ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪ - 39‬عمر أمحد خمتار ‪ ،‬دراسة الصوت اللغوي ‪ 1444،‬م ‪،‬عامل الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د ط ‪ ،‬ص‪. 143‬‬
‫‪ - 40‬أمحد مومن ‪،‬اللسانيات النشأة و التطور ‪ ،‬ص‪.198‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬


‫‪ -1‬أمحد مومن ‪.‬اللسانيات النشأة والتطور ‪ 2002 .‬م‪.‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ -2‬بوقرة نعمان ‪،‬حماضرات يف املدارس اللسانية املعاصرة ‪ 2001،‬م‪ ،‬منشورات جامعة باجي خمتار‪ ،‬عنابة ‪،‬‬
‫دط‪.‬‬
‫‪ -3‬حممد كمال بشر‪ ،‬علم األصوات ‪2000 ،‬م ‪ ،‬دار غريب القاهرة ‪ ،‬د ط ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫باللطة حمزة ‪ ،‬براهيمي بوداود‬

‫‪ -9‬حممود فهمي حجازي ‪ ،‬مدخل إىل علم اللغة د ت ‪، ،‬دار قباء ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د ط ‪.‬‬
‫‪ -2‬حممد علي اخلويل ‪ ،‬األصوات اللغوية والنظام الصويت للغة العربية‪1440 ،‬م‪ ، ،‬دار الفالح ‪ ،‬عمان‬
‫‪،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -1‬مصطفى غلفان ‪ ،‬يف اللسانيات العامة ‪ .‬تارخيها ‪ .‬موضوعها ‪ .‬مفاهيمها ‪2010 .‬م ‪ ،‬دار الكتاب‬
‫املتحدة ‪،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز أمحد عالم ‪ ،‬علم الصوتيات ‪2004،‬م ‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض ‪ ،‬د ط ‪.‬‬
‫‪ -8‬عبد الرمحن حاج صاحل ‪ ،‬حبوث ودراسات يف علوم اللسان ‪ 2012.‬م‪.‬موفم للنشر ‪.‬الرغاية اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد الرمحن حاج صاحل ‪ ،‬حبوث و دراسات يف اللسانيات العربية ج‪ 2012، 2‬م‪ .‬الرغاية اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -10‬عمر أمحد خمتار ‪ ،‬دراسة الصوت اللغوي ‪ 1444،‬م ‪،‬عامل الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د ط ‪.‬‬
‫‪ِّ -11‬سري شريف استيتية ‪،‬اللسانيات اجملال و الوظيفة و املنهج ‪2008‬م‪، ،‬عامل الكتب احلديث ‪،‬إربد ‪،‬‬
‫األردن ‪ ،‬ط‪. 2‬‬
‫‪Nicolai Trubetzkoy .principes of phonology. University of -11‬‬
‫‪California press.english . éd.1962 .‬‬

‫‪136‬‬

You might also like