Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

Global Proceedings Repository

American Research Foundation


http://arab.kmshare.net/
ISSN 2476-017X

Available online at http://proceedings.sriweb.org

The 12th International Scientific Conference

Under the Title


“Innovative Human, Social, Natural research, our vision for a prosperous economy and a
better future by 2030”

‫املؤمتر العلمي الدويل الثاين عشر‬

‫حتت عنوان‬
"٢٠٣٠ ‫ رؤيتنا من أجل اقتصاد مزدهر ومستقبل أفضل حبلول‬،‫"حبوث إنسانية واجتماعية وطبيعية مبتكرة‬

‫ اسطنبول – تركيا‬- 2021 ‫ يوليو‬30-29


http://kmshare.net/isac2021/

‫الدور التمويلي للمساهم يف شركات املسامهة‬


‫ جامعة حممد االول‬،‫الدكتور عبد الرزاق حباين‬
‫كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية وجدة‬
،‫ جامعة حممد اخلامس‬،‫الدكتورة ربيعة غيث‬
‫كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية سال‬

Abstract: The joint stock company is a legal and economic mechanism capable of attracting
people and bringing them to invest their money. It was organized by the Moroccan legislator
under Law No. 17.95, which was amended and completed by Law No. 20.05, Law No. 78.12
and Law No. 20.19. The joint stock company is the wonderful tool for capitalism and a legal
mechanism for collecting funds through full subscription. In the capital, release cash shares of
no less than a quarter of their nominal value, and release the rest in one or several installments,
a good decision taken by the board of directors or the collective board of directors within a
period not exceeding three years starting from the company’s registration in the commercial
register, with the full release of the shares in kind when issued And its evaluation based on a
report attached to the articles of association thereafter, under the responsibility of an observer
or auditors of the shares appointed by the founders

140
Global Proceedings Repository
American Research Foundation
http://arab.kmshare.net/
ISSN 2476-017X

Available online at http://proceedings.sriweb.org

And if the financial role of the shareholder determines his position, the owned capital ratio is
what gives the right to invest in the management and management authorities and the decision
industries related to the company’s fate, which results in the majority of the decisive decision-
maker in the company by virtue of her position and financial ability, and a minority whose
financing role is not supported even in participation In decision-making, it even reaches the
point of depriving her of the material right, which is the basis for embodying the desire to
subscribe to the joint stock company.
The Moroccan legislator worked under Law No. 17.95 related to joint stock companies, which
was amended and supplemented by Law No. 20.05, Law No. 78.12 and Law No. 19.20, to
achieve a balance between an authoritarian majority that makes the decision and a damaged
minority that seeks to find protective mechanisms for its rights.
The issue of the shareholder’s financing role is of great importance, not only at the economic
level, as it emerges as an essential element in financing the project, but also at the legal level,
where most of the shares constitute the company’s capital and the core of its financial
disclosure. joint stock companies.

‫ملخص‬
‫ ولقد نظمها‬،1‫تعترب شركة املسامهة ميكانيزم قانوين واقتصادي قادر على استقطاب األشخاص وجلبهم إىل استثمار أمواهلم‬
،20.19 ‫ والقانون رقم‬78.12 ‫ والقانون رقم‬20.05 ‫ والذي عدل ومتم ابلقانون رقم‬217.95 ‫املشرع املغريب مبقتضى القانون رقم‬

،‫ شركات األموال‬،‫ شركات ذات الطابع املختلط‬،‫ شركات األشخاص‬،‫ االحكام العامة للشركات التجارية‬،‫ الشركات التجارية‬:‫ربيعة غيث‬-1
.1 ‫ ص‬،2019 ،‫ الطبعة الثالثة‬،‫مطبعة دار القلم‬
‫ بتاريخ‬4422 ‫) الجريدة الرسمية عدد‬1996 ‫ أغسطس‬30( 1417 ‫ من ربيع اآلخر‬14 ‫ صادر في‬1-96-124 ‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬-2
: ‫ كما تم تعديله وتتميمه بـ‬،2320 ‫ ص‬،)1996 ‫ أكتوبر‬17( 1417 ‫ جمادى األخر‬4
6773 ‫ الجريدة الرسمية عدد‬،)2019 ‫ أبريل‬29( 1440 ‫ من شعبان‬23 ‫ بتاريخ‬1.19.78 ‫ الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬20.19 ‫ قانون رقم‬-
،2177 ‫ ص‬،)2019 ‫ أبريل‬29( 1440 ‫ من شعبان‬23 ‫بتاريخ‬
‫ من شوال‬12 ‫ بتاريخ‬1.15.106 ‫ املتعلق بالشركات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬17.95 ‫ بتغيير وتتميم القانون رقم‬78.12 ‫ القانون رقم‬-
.‫ مكرر‬7416 ‫ ص‬،)2015 ‫ أغسطس‬28( 1436 ‫ ذو القعدة‬12 ‫ مكرر بتاريخ‬6390 ‫ الجريدة الرسمية عدد‬،)2015 ‫ يوليو‬29( 1436

141
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫فشركة املسامهة هي االداة الرائعة للرأمسالية وآلية قانونية لتجميع األموال عن طريق االكتتاب الكامل يف الرأمسال‪ 1‬وحترير األسهم‬
‫النقدية‪ 2‬مبا ال يقل عن الربع من قيمتها اإلمسية وحترير الباقي دفعة واحدة أو عدة دفعات حسن قرار يتخذه جملس اإلدارة أو جملس‬
‫اإلدارة اجلماعية داخل أجل ال يتجاوز ثالث سنوات ابتداء من تقييد الشركة يف السجل التجاري‪ ،3‬مع التحرير الكامل للحصص‬
‫العينية عند إصدارها وتقييمها بناءا على تقرير ملحق ابلنظام األساسي بعده حتت مسؤوليتهم مراقب أو مراقيب احلصص يعينهم‬
‫املؤسسون‪.4‬‬
‫وإذا كان الدور التمويلي للمساهم هو الذي حيدد مركزه‪ ،‬فإن نسبة الرأمسال اململوكة هي اليت تعطي حق االستثمار بسلطات‬
‫اإلدارة والتسيري وصناعات القرارات املتعلقة مبصري الشركة‪ ،‬االمر الذي ينتج عنه أغلبية صاحبة القرارات احلامسة يف الشركة حبكم‬
‫مركزها وقدرهتا املالية واقلية ال يسعفها دورها التمويلي حىت يف املشاركة يف صنع القرار‪ ،‬بل يصل األمر إىل حد حرماهنا من احلق‬
‫املادي الذي هو أساس جتسيد رغبة االكتتاب يف شركة املسامهة‪.‬‬
‫ولقد عمل املشرع املغريب مبقتضى القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة والذي عدل ومتم ابلقانون رقم ‪20.05‬‬
‫والقانون رقم ‪ 78.12‬والقانون رقم ‪ 19.20‬على حتقيق التوازن بني أغلبية مستبدة صاحبة القرار وأقلية متضررة تسعى إىل إجياد‬
‫آليات محائية حلقوقها‪.‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 20.05‬القاض ي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.08.18‬‬
‫بتاريخ ‪ 17‬من جمادى األولى ‪ 23( 1429‬ماي ‪ )2008‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5669‬بتاريخ ‪ 12‬من جمادى اآلخرة ‪ 16( 1429‬يونيو ‪ ،)2008‬ص‬
‫‪،1359‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 23.01‬القاض ي بتغير وتتميم الظهير الشريف املعتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.212‬بتاريخ ‪ 4‬ربيع األخر ‪ 21( 1414‬سبتمبر ‪)1993‬‬
‫املتعلق بمجلس القيم املنقولة وباملعلومات املطلوبة إلى االشخاص املعنوية التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها الصادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.04.17‬بتاريخ فاتح ربيع األول ‪ 26( 1425‬أبريل ‪ ،)2004‬ص ‪،1834‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 81.99‬القاض ي بتغيير القانون رقم ‪ 1795‬املتعلق بشركات املساهمة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.99.327‬بتاريخ ‪21‬‬
‫من رمضان ‪ 30( 1420‬ديسمبر ‪ ،)1999‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4756‬بتاريخ ‪ 21‬رمضان ‪ 30( 1420‬ديسمبر ‪ ،)1999‬ص ‪.3071‬‬
‫‪-1‬الرأسمال‪ :‬هي املبالغ والقيم املكتتب فيها من قبل املساهمين‪ ،‬و يتكون من مجموع األسهم والذي هو اساس الذمة املالية للمساهمين‪ ،‬ومن‬
‫الناحية القانونية فإن الرأسمالي يظل هو الحد األدنى لضمان ديون املساهمين لذا أخضعه املشرع ملبدأ الثبات ‪ ،Fixite du capital‬بحيث يجب‬
‫أن ال تقل اصول الشركة عن قيمته الرأسمال املكتتب فيه‪ ،‬واملالحظ أن الحصص الصناعية ال تدخل في رأسمال شركة املساهمة ألنها غير‬
‫قابلة للتنفيذ الجبري عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬عز الدين بنتس ي‪ :‬الشركات في القانون املغربي‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2014 /،1435‬ص ‪.30‬‬
‫يقصد باألسهم النقدية املبالغ التي يقدمها املساهمون في الشركة‪ ،‬ويجب التميز بين االسهم النقدية املقدمة لفائدة الشركة والتي تمثل نصيبه‬
‫فيها‪ ،‬وبين ذلك التسبيق في شكل حساب جاري أو ما يصطلح على تسميته بالحساب الجاري ‪ Compte courant des actionnaires‬والذي يتمثل‬
‫في القرض الذي يمن حه املساهم لفائدة الشركة‪ ،‬ففي الحالتين توجد هناك واقعة دفع مبلغ نقدي‪ ،‬إال أنه في الحالة األولى يتلقى املساهم في‬
‫املقابل حقوقا مشتركة تتخذ شكل قيم منقولة في شركة املساهمة‪ ،‬أما في الحالة الثانية‪ ،‬فال يمكنه التمسك سوى بصفته كمقرض‪.‬‬
‫‪-3‬تم تغيير وتتميم املادة ‪ 21‬بمقتض ى املادة االولى من القانون رقم ‪.20.05‬‬
‫‪-4‬تم تغيير وتتميم املادة ‪ 24‬بمقتض ى املادة االولى من القانون رقم ‪.20.05‬‬

‫‪142‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫مقدمة‬
‫موضوع الدور التمويلي للمساهم يكتسي أمهية ابلغة ليس على الصعيد االقتصادي فحسب حيث يربز كعنصر أساسي يف‬
‫متويل املشروع‪ ،‬وإمنا أيضا على الصعيد القانوين حيث تشكل أغلب احلصص رأمسال الشركة ونواة ذمتها املالية‪ ،‬فهي اليت متنح صفة‬
‫املسامهة ملقدم احلصص وسلطة صنع القرار لألغلبية املالكة لعدد األسهم يف شركات املسامهة‪.1‬‬
‫وعلى املستوى النظري فأمهية هذا املوضوع تتجسد من خالل املقتضيات القانونية اليت تقنن الدور التمويلي للمساهم‪.‬‬
‫أما االمهية العملية فتتجسد من خالل اإلشكاليات اليت يطرحها هذا املوضوع على أرض الواقع وما يرتتب عن الدور التمويلي‬
‫من تعسفات لألغلبية الذي من شأنه االضرار أبقلية املسامهني والدائنني واألغيار املتعاملني مع الشركة واالدخار العام‪.‬‬
‫وسنعاجل هذا املوضوع من خالل اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫إىل أي حد عملت املقتضيات القانونية املتعلقة بشركات املسامهة على خلق التوازن بني مسامهي األغلبية ومسامهي‬
‫االقلية‪ ،‬وما مدى جناعة اآلليات احلمائية للحد من تعسف األغلبية وإجحافها حبقوق األقلية؟‬
‫ولقد عمل املشرع املغريب مبقتضى القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة والذي عدل ومتم ابلقانون رقم ‪20.05‬‬
‫والقانون رقم ‪ 78.12‬والقانون رقم ‪ 19.20‬على حتقيق التوازن بني أغلبية مستبدة صاحبة القرار وأقلية متضررة تسعى إىل إجياد‬
‫آليات محائية حلقوقها‪.‬‬
‫وموضوع الدور التمويلي للمساهم يكتسي أمهية ابلغة ليس على الصعيد االقتصادي فحسب حيث يربز كعنصر أساسي يف‬
‫متويل املشروع‪ ،‬وإمنا أيضا على الصعيد القانوين حيث تشكل أغلب احلصص رأمسال الشركة ونواة ذمتها املالية‪ ،‬فهي اليت متنح صفة‬
‫املسامهة ملقدم احلصص وسلطة صنع القرار لألغلبية املالكة لعدد األسهم يف شركات املسامهة‪.2‬‬
‫وعلى املستوى النظري فأمهية هذا املوضوع تتجسد من خالل املقتضيات القانونية اليت تقنن الدور التمويلي للمساهم‪.‬‬
‫أما االمهية العملية فتتجسد من خالل اإلشكاليات اليت يطرحها هذا املوضوع على أرض الواقع وما يرتتب عن الدور التمويلي‬
‫من تعسفات لألغلبية الذي من شأنه االضرار أبقلية املسامهني والدائنني واألغيار املتعاملني مع الشركة واالدخار العام‪.‬‬
‫وسنعاجل هذا املوضوع من خالل اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪-1‬عبد الوهاب املريني‪ :‬سلطة االغلبية في شركات املساهمة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1997-1996‬ص ‪.69‬‬
‫‪-2‬عبد الوهاب املريني‪ :‬سلطة االغلبية في شركات املساهمة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1997-1996‬ص ‪.69‬‬

‫‪143‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫إىل أي حد عملت املقتضيات القانونية املتعلقة بشركات املسامهة على خلق التوازن بني مسامهي األغلبية ومسامهي‬
‫االقلية‪ ،‬وما مدى جناعة اآلليات احلمائية للحد من تعسف األغلبية وإجحافها حبقوق األقلية؟‬

‫املبحث األول‪ :‬سلطة االغلبية يف اختاذ القرار‬


‫وما يرتتب عنه من تعسفات‬
‫إن نظام تويل السلطة يف شركة املسامهة كان وما يزال يقوم على فكرتني أساسيتني متالزمني‪ :‬مها من جهة وضع سلطة القرار‬
‫يف يد مجاعة املسامهني بوصفهم أصحاب املال‪ ،‬وختويلهم صالحيات واسعة مجاعية ومشرتكة لتدبري شؤون الشركة وتسيري أمورها‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى مسايرة التطور االقتصادي الذي كان يقتضي ويستوجب ديناميكية خاصة يف تسيري وإدارة شؤوهنا ويف نفس الوقت‬
‫االحتفاظ لكتلة املسامهني حبقها الشمويل يف حتديد االختيارات السياسية واالقتصادية واملالية العامة للشركة‪.1‬‬
‫املطلب األول‪ :‬سلطة األغلبية يف صنع القرار يف شركة املسامهة‬
‫يقصد ابألغلبية يف شركات املسامهة‪ ،‬جمموع املسامهني الذين ميلكون أغلبية األسهم أو السندات‪ ،‬وابلتايل‪ ،‬أغلبية حقوق‬
‫التصويت يف اجلمعيات العامة وهو ما مينحهم وفق قانون األغلبية سلطة التقرير‪ ،‬ولغواي فاألغلبية هي أكرب عدد من املسامهني‪ 2‬أو‬
‫مبعىن أصح أغلبية الرأمسال‪ ،‬ما دام أن األصوات يتم احتساهبا على أساس عدد االسهم اململوكة من طرف املسامهني‪ 3‬وليس على‬
‫أساس الشخص ‪ ،4La tête‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 128‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة واليت نصت على أن‪:‬‬
‫"حيسب النصاب القانوين يف كل اجلمعيات تبعا جملموع األسهم املكونة لرأمسال الشركة أو لفئة األسهم املعنية‪ ،‬وتطرح عند االقتضاء‬
‫االسهم احملرومة من حق التصويت مبوجب أحكام قانونية أو نظامية‪ ،‬وتبت اجلمعية العامة العادية أبغلبية األصوات اليت ميلكها‬
‫املسامهون أو احلاضرون أو املمثلون‪ ،‬وميكن أن ينص النظام االساسي على أنه يعترب يف حكم احلاضرين ألجل احتساب النصاب‬
‫واألغلبية املسامهون الذين يشاركون يف اجلمعية بوسائل االتصال عرب الصوت والصورة أو بوسائل مماثلة متكن من التعريف هبم واليت‬

‫‪-1‬ربيعة غيث‪ :‬مركز املساهم في شركة املساهمة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2004-2003‬‬
‫‪2 -H.Mohi : la protection de l’intérêt social de la société anonyme, Thèse N°1 ANTA 1990, p 171.‬‬

‫‪-3‬عبد الواحد حمداوي‪ :‬تعسف األغلبية في شركات املساهمة‪ ،‬طبعة ‪ ،2013‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪-4‬عبد الرحيم شميعة‪ :‬الشركات التجارية في ضوء أخذ التعديالت القانونية‪ ،‬طبعة ‪ ،2016‬ص ‪.220‬‬

‫‪144‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪2‬‬
‫حددت شروطها يف املادة ‪ 50‬املكررة من هذا القانون‪ ،1‬ولقد قضت حمكمة النقض يف قرارها الصادر بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪2015‬‬
‫أبن‪" :‬ملا كان انعقاد اجلمعية العامة مت طبقا للقانون والنظام األساسي للشركة فإن قرارها القاضي ابملصادقة على قرار اجمللس والذي‬
‫مت اختاذه أبغلبية أصوات املسامهني‪ ،‬يكون منتجا لكافة آاثره القانونية يف مواجهة مجيع املسامهني"‪.‬‬
‫فقانون االغلبية هو ضرورة عملية لتسيري الشركة‪ ،‬وليس جمرد عملية حسابية مما يقتضي ترابطا بني اإلرادة املعرب عنها والقوة‬
‫املالية اليت تدعمها لضمان االستمرارية للفريق املسري‪ ،‬أي جمموعة من املسامهني يكونون قوة أو كتلة تسمح هلم ابحتالل مقاعد‬
‫اهليآت املسرية والتحكم يف اجلمعية العامة اليت ختدم االسرتاتيجية اليت حددوا حدودها واعتربوا أهنا مناسبة مع غرض الشركة‪ ،‬فاهلدف‬
‫من مسامهتهم وتقويتها هو أتكدهم أهنم سيكونون أصحاب السلطة والتأثري يف حياة الشركة وتوجهاهتا‪ ،3‬وهذا ما أكدته حمكمة‬
‫النقض بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ 42015‬حيث قضت‪: :‬ملا كان انعقاد اجلمعية العامة مت طبقا للقانون ولنظام األساسي للشركة‪ ،‬فإن‬
‫قرارها القاضي ابملصادقة على قرار اجمللس اإلداري ببيع العقار والذي مت اختاذه أبغلبية أصوات املسامهني‪ ،‬يكون منتجا لكافة آاثره‬
‫القانونية يف مواجهة مجيع املسامهني‪.‬‬
‫واملالحظ أن املشرع املغريب قد منح للمسامهني حق االختيار يف إدارة وتسيري شؤون الشركة اليت تستدعي وجود هيئة دائمة‬
‫ومستقرة لإلدارة يف حدود االختيارات االقتصادية واملالية للشركة‪ ،‬فيمكن تسيري شركة املسامهة أما من طرف جملس اإلدارة أو من‬
‫جملس اإلدارة اجلماعية‪.5‬‬

‫‪-1‬تم تغيير وتتميم املادة ‪ 111‬بمقتض ى املادة األولى من القانون ‪.20-05‬‬


‫يقصد بوسائل االتصال عبر الصوت والصورة أو وسائل مماثلة كل الوسائل التي تمكن املتصرفين أو أعضاء مجلس الرقابة أو املساهمين في‬
‫الشركة من املشاركة عن بعد في اجتماعات أجهزة تسيير الشركة أو أجهزتها االجتماعية‪،‬‬
‫يجب أن تستجيب وسائل االتصال عبر الصوت والصورة للشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوفر على املميزات التقنية التي تضمن املشاركة الفعلية في اجتماعات أجهزة التسيير أو األجهزة االجتماعية التي يتم من مداوالتها بطريقة‬
‫غير منقطعة‪.‬‬
‫‪ -‬التمكن من التعريف باألشخاص املشاركين في االجتماع بواسطة هذه الوسيلة‪.‬‬
‫‪-‬التمكين من وضع تسجيل موثوق للمناقشات واملداوالت من أجل وسائل اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تبين محاضر اجتماعات هذه األجهزة كل طارئ تقني متعلق بوسائل االتصال عبر الصوت والصورة عندما يحدث اضطرابا في سير‬
‫االجتماع‪.‬‬
‫املالحظ أن املادة ‪ 50‬مكررة من قانون رقم ‪ 17-95‬املتعلق بشركات املساهمة أضيفت بمقتض ى املادة الثالثة من القانون رقم ‪.20.05‬‬
‫‪-2‬القرار عدد ‪ 148‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ 2015‬في امللف التجاري عدد ‪.2012/1/3/1595‬‬
‫‪-3‬ربيعة غيث‪ ،‬مركز املساهم في شركة املساهمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪-4‬قرار محكمة النقض بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ 2015‬في الملف التجاري عدد ‪.2012/1/3/1595‬‬
‫‪-5‬نصت املادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة على أن‪" :‬يمكن التنصيص في النظام األساس ي لكل شركة مساهمة على‬
‫خضوعها إلى أحكام هذا الباب‪ ،‬وتبقى الشركة في هذه الحالة خاضعة ملجموع القواعد التي تسري على شركات املساهمة باستثناء تلك التي‬
‫تنص عليها املواد من ‪ 39‬إلى ‪.76‬‬

‫‪145‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫إن االغلبية هلا حق اختاذ كل القرارات اليت هتم الشركة وهتدف إىل حتقيق غرضها‪ ،‬ابعتبار أن جملس اإلدارة يتكون من‬
‫مسامهني ميلكون سلطات تفويضية لتسيري شؤون الشركة‪ ،‬فإنه يقوم بصفة عامة جبميع األعمال اليت تدخل يف النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫فمجلس اإلدارة حيدد التوجهات املتعلقة بنشاط الشركة ويسهر على تنفيذها‪ ،‬وينظر كذلك يف كل مسألة هتم حسن سري الشركة‬
‫ويسوي بقراراته األمور املتعلقة هبا مع مراعاة السلط املخولة بصفة صرحية جلمعيات املسامهني يف حدود غرض الشركة‪ ،1‬ويدعو‬
‫اجلمعية العامة لالنعقاد وحيدد جدول أعماهلا ويعد يف هناية كل سنة مالية جرد املختلف عناصر اصول وخصوم الشركة يف الفرتة ويعد‬
‫القوائم الرتكيبية السنوية طبقا للتشريع املعمول به‪.‬‬
‫وينتخب جملس اإلدارة من بني أعضائه وفق النصاب واألغلبية املنصوص عليها يف املادة ‪ 50‬رئيسا يكون حتت طائلة بطالن‬
‫تعيينه شخصا طبيعيا‪ ،2‬فهو صاحب السلطة يف اختيار الرئيس وعزله وحتديد مقدار مكافئته‪ ،3‬فالرئيس ميثل جملس اإلدارة وينظم‬
‫ويدير اشغاله اليت يقدم بشأهنا بياان إىل اجلمعية العامة ويسهر على حسن سري أجهزة الشركة‪ ،‬ويتأكد بصفة خاصة من قدرة املسامهني‬
‫من أداء مهامهم‪ ،4‬فاإلدارة العامة لشركة املسامهة يتوالها حتت مسؤوليته إما رئيس جملس اإلدارة بصفته رئيسا مديرا عاما أو أي‬
‫شخص طبيعي بصفته مديرا عاما‪ ،‬فاملدير العام يتمتع يف حدود غرض الشركة أبوسع السلط للتصرف ابمسها مع مراعاة السلطات‬
‫اليت خيوهلا القانون صراحة جلمعيات املسامهني وجملس اإلدارة‪ ،‬فاألغلبية تعمل على تسيري الشركة مقابل امتيازات مادية جيسدها احلق‬
‫يف األجر والتعويض‪ ،‬فيمكن للجمعية العامة أن ترصد جمللس اإلدارة على سبيل بدل احلضور مبلغا سنواي قارا حتدده دون قيد ويوزعه‬
‫اجمللس على أعضائه وفق النسب اليت يراها مالئمة وحيق للمجلس أن يرصد لبعض املتصرفني مقابل املهام أو التفويضات املوكلة‬
‫إليهم بصورة خاصة أو مؤقتة مكافآت استثنائية مع مراعاة املسطرة اليت تنص عليها املادة ‪ 56‬من قانون شركات املسامهة‪ ،‬وميكن له‬
‫الرتخيص بتسديد مصاريف السفر والتنقل الذين يتمان لصاحل الشركة‪ ،5‬تدرج املكافآت وتسديد املصاريف يف ابب تكاليف‬
‫االستغالل‪.‬‬
‫واملالحظ أنه إذا مت اختيار التسيري عن طريق جملس اإلدارة اجلماعية وجملس الرقابة خيول جمللس اإلدارة اجلماعية أوسع السلط‬
‫للتصرف ابسم الشركة يف مجيع الظروف‪ ،‬ويزاوهلا يف حدود غرض الشركة مع مراعاة السلط املخولة صراحة جمللس الرقابة واجلمعيات‬
‫العامة‪.6‬‬

‫ويمكن اتخاذ قرار بإدراج هذا التنصيص في النظام االساس ي أو بحذفه خالل مدة وجود الشركة"‪.‬‬
‫‪ -1‬تم تغيير وتتميم املادة ‪ 69‬من القانون رقم ‪ 17.95‬بمقتض ى املادة األولى من القانون رقم ‪.20.05‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 63‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة‪.‬‬
‫‪-4‬تم نسخ وتعويض احكام املادة ‪ 74‬بمقتض ى املادة الثانية من القانون رقم ‪.20.05‬‬
‫‪-5‬تم تغيير وتتميم الفقرة الثالثة من املادة ‪ 55‬بمقتض ى املادة األولى من القانون رقم ‪.20.05‬‬
‫‪-6‬تم تغيير وتتميم املادة ‪ 102‬بمقتض ى املادة األولى من القانون رقم ‪.78.12‬‬

‫‪146‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫وميارس جملس الرقابة املراقبة الدائمة على تسيري جملس اإلدارة اجلماعية للشركة‪ ،1‬وميكن له أن يرصد مكافآت استثنائية عن‬
‫املهام والتوكيالت املسندة ألعضاء جملس اإلدارة اجلماعية‪.2‬‬
‫وإذا كانت األغلبية متلك حق اختاذ فإن هذا احلق الشمويل ميكن أن ترتتب عنه تعسفات متس مصاحل األقلية‪ ،‬فأين تتجسد‬
‫مظاهر هذا التعسف؟‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مظاهر تعسف األغلبية يف شركة املسامهة‬
‫إذا كانت سلطة اختاذ القرار يف يد أغلبية املسامهني بوصفهم أصحاب املال‪ ،‬إال أن هذه األغلبية قد تنحرف يف ممارسة هذه‬
‫السلطة‪ ،‬فهي غالبا من تتعسف يف إستعمال الصالحيات املخولة هلا وتعمد على حتقيق مصلحتها على حساب مصلحة الشركة‪.3‬‬
‫فنظرية تعسف االغلبية تعترب نظرية اجتهادية من صنع وإبداع القضاء الفرنسي وهذا ما أكده القرار الصادر عن حمكمة‬
‫النقض الفرنسي‪ ،‬بتاريخ ‪ 18‬أبريل ‪ ،41961‬حينما اعترب أنه يعترب تعسفنا قرار األغلبية الذي يتعارض مع املصلحة العامة للشركة‪.‬‬
‫واملشرع املغريب على غرار نظره الفرنسي مل يعرف تعسف األغلبية‪ ،‬فهذه النظرية من صنع الفقه والقضاء‪ ،5‬ويرى االستاذ عز‬
‫الدين بنسيت‪ 6‬أبن تعسف األغلبية رغم كونه يعترب جمرد نقل ملا اصطلح على تسميته يف القانون املدين بنظرية التعسف يف استعمال‬
‫احلق‪ 7‬فإن هذا التعسف ال يعتد به إال إذا اختذ صورة من الصور التالية‪:‬‬

‫‪-1‬تم تغييره وتتميم املادة ‪ 104‬بمقتض ى املادة األولى من القانون رقم ‪.20.19‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 93‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة‪.‬‬
‫‪-3‬طارق البختي‪ ،‬محددات املنظومة الزجرية لشركات املساهمة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويس ي‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويس ي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -‬لقد حاول املشرع الفرنس ي تحديد املقصود باملصلحة االجتماعية للشركة من خالل الفصل ‪ 1832‬من القانون املدني الفرنس ي‪ ،‬إذ أنه ربطها‬
‫باعتناء كل واحد من الشركاء من خالل االعتناء االجتماعي‪ ،‬وهذه املصلحة هي نفسها بالنسبة لهم جميعا وبذلك فهي مشتركة بينهم‪.‬‬
‫‪4 -Mestre Jean et yves chartier : « les grands de avion de la jurisprudence : les société PUF, paris 1988, p 52 et 53.‬‬

‫‪-5‬فاطمة السحاسح‪ :‬القضاء التجاري املغربي ودعاوي الشركات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.326‬‬
‫املالحظ أن التعسف في استعمال الحق يقوم على معيار شخص ي قصد اإلضرار الذي يتوافر لدى صاحب الحق أثناء استعماله لحقه واملعيار‬
‫املوضوعي باعتبار أن ممارسة الحق تسعفية‪.‬‬
‫‪-6‬عز الدين بنستي‪ :‬الشركات في القانون املغربي‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2014‬ص ‪.123‬‬
‫‪-7‬نصت املادة ‪ 94‬من قانون االلتزامات والعقود على أن‪" :‬ال محل للمسؤولية املدنية‪ ،‬إذا فعل الشخص بغير قصد األضرار ما كان له الحق في‬
‫فعله‪."...‬‬
‫‪ -‬إذا كانت املصالح التي ترمي إلى تحقيقها صاحب الحق قليلة األهمية‪ ،‬بحيث ال تتناسب مع ما يصيب الغير من ضرر‪.‬‬
‫واملالحظ أن الفصل ‪ 94‬من ق‪.‬ل‪.‬ع جمع بين املعيارين الشخص ي واملوضوعي لنظرية التعسف‪.‬‬
‫ولقيام التعسف في القانون املغربي يكفي وجود أحد العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬قصد األضرار بالغير‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم التناسب بين املصلحة والضرر‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ -‬قصد األضرار ابألقلية‪.‬‬


‫‪ -‬إذا كانت املصاحل اليت ترمي األغلبية إىل حتقيقها قليلة األمهية حبيث ال تتناسب مع ما يصيب االقلية من ضرر‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت األغلبية جتاوزت يف ممارستها لعملها احلدود املألوفة وكانت ترمي من وراء ذلك حتقيق مصاحل غري مشروعة‪.‬‬
‫فاألغلبية هي اليت حتدد السياسة العامة للشركة وتعيني املمثلني ملصاحلها اخلاصة يف مناصب اإلدارة‪ ،‬فإذا كانت الغاية منها‬
‫اال ستئثار مبصلحة شخصية على حساب املصلحة اجلماعية للمسامهني فهذا الفعل هو الذي يشكل تعسف األغلبية‪ ،‬فصحة‬
‫القرارات من الناحية الشكلية تعترب غري كافية‪ ،‬إذ ينبغي فضال عن ذلك أن تتوافر فيها الصحة الباطنية ‪Régularité‬‬
‫‪ ،1intrinsèque‬فتعسف األغلبية ال يتحقق إال بتوافر عنصرين أساسيني مها‪:‬‬
‫تعارض مصلحة االغلبية مع املصلحة االجتماعية للشركة‪ ،2‬وأيضا خرق مبدأ املساواة بني املسامهني‪ ،‬وهذا ما أكده قرار‬
‫حمكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪ 25‬فرباير ‪.3 1974‬‬
‫ويف قرار آخر صادر عن حمكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪ 41990/06/06‬قضت فيه إببطال مداوالت اجلمعيات العامة‬
‫اليت أدجمت أرابح سنة ‪ 1979‬و‪ 1983‬يف االحتياطي‪ ،‬ألن هذا اإلدماج ال يستجيب إىل غرض الشركة ومصلحتها‪ ،‬وألن هذه‬
‫املداوالت سعت غلى تفضيل مصاحل األغلبية على حساب األقلية‪.‬‬
‫واملالحظ أن هذه القرارات كرست تطور القضاء خرق املساواة بني املسامهني كعنصر مشكل لتعسف األغلبية‪.‬‬
‫ومبا أن مبدأ املساواة يشكل أحد املفاهيم اليت ترتكز عليها محاية حقوق مسامهني األقلية‪ ،‬فقد مت التنصيص عليه يف قانون‬
‫لشركات املسامهة‪ ،‬فالفصل ‪ 166‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة نص على أن‪ ..." :‬يتحقق مراقب أو مراقبوا‬
‫احلساابت من احرتام قاعدة املساواة بني املسامهني"‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم مشروعية املصلحة التي يرمي إليها مستعمل الحق‪.‬‬


‫‪-1‬عبد الواحد حمداوي‪ :‬تعسف األغلبية في شركة املساهمة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة األمنية ‪ ،2013‬ص ‪.89‬‬
‫‪-2‬املالحظ أن املشرع املغربي في الفصل ‪ 1007‬من ق‪.‬ل‪.‬ع استعمل مصطلح "الصالح املشترك "فلقد نص على أن‪" :‬يلتزم كل شريك بأن يقدم‬
‫الحساب‪ ...‬عن كل ما تسلمه من أجل الصالح املشترك‪"...‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 384‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركة املساهمة على أن‪" :‬يعاقب اعضاء اجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير‪....‬‬
‫‪ -3.....‬الذين استعملوا بسوء نية‪ ،‬أموال الشركة أو اعتماداتها استعماال يعلمون تعارضه مع املصالح االقتصادية لهذه األخيرة وذلك بغية‬
‫تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة"‪.‬‬
‫‪3 -cass 25 Rev 1974-Fev Soc 1975 p 121. Les sociétés anonymes sont soumise à la loi de majorité, les tribunaux n’en doivent‬‬

‫‪pas moins contrôles si la décision des assemblées générales, bien que apparaissent régulières nout posté acquises pour‬‬
‫‪avantager certains actionnaires du détriment d’autre actionnaires.‬‬
‫‪4‬‬
‫)‪-Mastre jacques : « Abus de ministre un grands arrêts du droit des affaires sous la direction de Master (J‬‬
‫‪putmant vidal (D). Dalloz 1995, p 496 et 497, cass.com 06/06/1990. Revue de Société 1990, p 600.‬‬

‫‪148‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫وال ميكن وضع تعداد ملظاهر تعسف االغلبية ألن احلياة العملية ميكن أن ختلق كل كل يوم شكال من اشكال التعسف‬
‫ابختاذ قرارات هتدف احلصول على الربح ابعتباره الغاية االساسية اليت يسعى إليها املسامهني من خالل مسامهتهم النقدية والعينية يف‬
‫شركات املسامهة‪ ،‬وهذا ما أكده القضاء املغريب حيث قضت حمكمة االستئناف التجارية بفاس يف إحدى القرارات الصادرة عنها‬
‫بتاريخ ‪" :12002/12/19‬أبن ختصيص ‪ %75‬من األرابح قصد تكوين االحتياطي االختياري من قبل األغلبية يشكل تعسفا‬
‫على حقوق األقلية"‪.‬‬
‫فاألغلبية هي اليت متتلك سلطة تقدير توزيع أرابح الشركة أو عدم توزيعها حبيث تعمد إىل عدم توزيع أية أرابح خالل سنوات‬
‫متتابعة وذلك إبجبار األقلية على اخلروج من الشركة والتخلي عن أسهمها‪ ،‬فمن ميلك أغلبية االسهم هم األغلبية يف اهليئة العامة‪،‬‬
‫وهبذه الصفة حيتل مواقع جملس اإلدارة‪ ،‬ومع اجلمع بني الصفتني تصبح الوظائف حكرا له‪ .‬أما أرابح الشركة فما مل تبتلعه الرواتب‬
‫العالية منها يتم رصده للمشروعات التوسعية للشركة‪ ،‬طبعا كل هذا يدخل يف السلطة التقديرية لألغلبية وفقا للقانون والدميقراطية‪،‬‬
‫وأن ما دفعته األقلية من مال للمشاركة يف الشركة أصبح قرضا طويل األجل تدفع عنه األغلبية فائدة يسرية يف صورة أرابح قليلة اليت‬
‫توزعها يف الوقت الذي تريد وقد حتجم عن توزيعها‪.‬‬
‫فاستئثار األغلبية بعضوية جملس اإلدارة وتويل الوظائف اإلدارية يف الشركة ورفع رواتب أعضائها وعدم توزيع أرابح على‬
‫املسامهني مجيعها تصرفات تصدر عن االغلبية يف ممارستها لسلطتها التقديرية‪ ،2‬فتكوين االحتياطي االختياري قد خيفي أحياان بعض‬
‫االحنرافات يف سلوك األغلبية وهذا ما حيدث ابخلصوص عندما تقرر اجلمعية العامة وضع األرابح يف االحتياطي من أجل حرمان‬
‫مسامهي االقلية من موارد هم وإجبارهم عن بيع أسهمهم بثمن زهيد‪ ،‬لكن ما جيب اإلشارة إليه أن عدم توزيع االرابح ال ميكن أن‬
‫يشكل لوحده سببا لتعسف األغلبية‪ ،‬فال بد من وجود ضرر يصيب األقلية من جراء عدم توزيع هذه األرابح‪.‬‬
‫يشكل رأمسال الشركة الضمان العام للدائنني‪ ،‬ومبدأ الثبات يعين فقط أنه ال ميكن الزايدة يف رأمسال الشركة أو ختفيضه إال‬
‫إبتباع مسطرة معينة‪.‬‬
‫وإذا كانت الزايدة يف رأمسال لشركة املسامهة تفيد الشركة وتقوي الضمان العام للدائنني‪ ،‬فإن هذه العملية قد تنحرف أبهدافها‬
‫وتضر مبسامهي االقلية ابلتقليص من نسبة مشاركتهم يف رأمساهلا‪ ،‬وإذا كان حق االفضلية يف االكتتاب الذي قرره القانون‪ 3‬للمسامهني‬
‫القدامى يف االكتتاب يف الزايدة اليت تتم عن طريق اسهم نقدية ختول لكل مساهم االحتفاظ بنفس نسبة املشاركة يف رأمسال اليت كان‬
‫ميلكها من قبل‪ ،‬فإن هذا مشروط بضرورة توفر املساهم على االمكانيات املادية اليت متكنه من االكتتاب يف األسهم اجلديدة‪ ،‬فاألغلبية‬
‫قد تتعسف يف قرار الزايدة إذا كانت الغاية اليت هتدف إليها استبعاد مسامهي األقلية عن مراكز القرار داخل الشركة ومتكني جملس‬

‫‪-1‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد ‪ 1399‬بتاريخ ‪ 2002/12/19‬في امللف املدني عدد ‪ 2002/392‬منشور بمجلة املعيار‬
‫عدد ‪ ،2004 ،31‬ص ‪.236‬‬
‫‪-2‬ربيعة غيث‪ :‬مركز املساهم في شركة املساهمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪-3‬لقد نص الفصل ‪ 189‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة على أن‪" :‬للمساهمين حق افضلية اكتتاب االسهم النقدية الجديدة‬
‫بصورة متناسبة مع عدد االسهم التي يملكونها‪ ،‬ويعد كل شرط مخالف كان لم يكن‪."...‬‬

‫‪149‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫اإلدارة واالغلبية اليت تسانده من تثبيت سلطتها وهيمنتها‪ ،‬وكانت الغاية من الزايدة خدمة مصاحل مسامهي األقلية على حساب‬
‫مصاحل األقلية فالذي ميكن أخذه بعني االعتبار من أجل حتديد حقوق املساهم ليس هو عدد االسهم‪ ،‬وإمنا مقدار هذه االسهم‪،‬‬
‫لكن هذه القاعدة قاعدة النسبة ليست سهلة االحرتام يف املمارسة العملية‪ ،‬فاملشكلة ال تطرح عندان تكون الزايدة مضاعفة الرأمسال‬
‫القدمي‪ ،‬ألن أي مساهم يصبح له ضعف األسهم اليت كان ميلكها‪ ،‬فهي احلالة اليت تتقرر فيها الزايدة يف الرأمسال بنسبة ‪ %50‬جيب‬
‫من أجل االكتتاب يف سهم جديد امتالك سهمني قدميني‪ ،‬ولذلك فالذين ال ميلكون إال سهما واحدا ال ميكنهم االكتتاب يف هذه‬
‫األسهم‪ ،‬وحىت ال يفقد هؤالء حقهم عليهم إما شراء أسهم جديدة قصد تكملة حقهم الذي خيوله إايه اقتناء أسهم جديدة‪ ،‬وإما‬
‫بيع أسهمهم بثمن زهيد واخلروج من الشركة‪.‬‬
‫وتبقى مصلحة الشركة املعيار األساسي احملدد ملشروعية الزايدة يف رأمسال الشركة‪ ،‬وهذا ما أكدته احملكمة التجارية ملدينة‬
‫‪ Valenciennes‬يف قرارها بتاريخ ‪ 30‬سبتمرب ‪ ،1980‬حيث اعتربت أن "الزايدة يف رأمسال اليت ميكن أن تفقد بعض املسامهني‬
‫أقلية التجميد ال تكفي لوحدها لتدل على وجود تعسف األغلبية‪ ،‬الذي ال ميكن ان ينتج إال عن قرار متخذ خالفا ملصلحة الشركة‬
‫وفقط من أجل ترجيح أعضاء األغلبية على حساب األقلية‪.1‬‬
‫وإذا كان املشرع املغريب بسنه ملقتضيات القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة يسعى إىل إجياد توازن بني اغلبية‬
‫متعسفة واقلية متضررة‪ ،‬فما هي اآلليات احلمائية اليت خوهلا ملسامهي األقلية حلماية حقوقها‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬اآلليات احلمائية ألقلية املسامهني‬


‫لقد خول املشرع املغريب مبقتضى القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة آليات محائية لألقلية ملواجهة تعسفات‬
‫األغلبية اليت تستأثر بصنع القرار واالمتياز املادي‪ ،‬ويقصد ابألقلية جمموعة من املسامهني الذين حيضرون اجلمعية العامة بصفة شخصية‬
‫أو بوكالة حمددة ويرفضون املوافقة على مقرتحات األغلبية والقرارات املعروضة على التصويت عندما ال يرون فيها فائدة للمصلحة‬
‫االجتماعية أو جمموع املسامهني‪ ،‬ويف ذات الوقت ال يستطيعون منع املصادقة عليها وال فرض تغيريها بسبب ضعف قوهتم اجتاه‬
‫األغلبية احلاضرة‪ 2‬وخلص بعد الفقه الفرنسي‪ 3‬إىل أن‪" :‬املقصود مبسامهي األقلية الذين ينبغي توفري احلماية هلم كل املسامهني غري‬
‫املنتمني إىل فئة املسامهني اليت تتحكم يف اختاذ القرارات وتسيري شؤون الشركة"‪.‬‬
‫ومن حيث املفهوم العلمي لألقلية‪ ،‬فاألقلية هي ‪%49‬من رأمسال الشركة مقابل ‪.%51‬‬

‫‪1 -T.com valenciennes 30 sep 1980, p 14, obs bousquet.‬‬

‫‪-2‬عبد الوهاب املريني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.376‬‬


‫‪3 -D.Ducoary : l’expertise judicaire en matière à abus de droit de majorité Rev.Soc 1979, p 743-744.‬‬

‫‪150‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫ومحاية حلقوق األقلية من تعسفات األغلبية سن املشرع املغريب مقتضيات محائية ملواجهة تعسف األغلبية وذلك بتمكني‬
‫االقلية من آلية خربة التسيري مع املساءلة اجلنائية لألغلبية كجهاز تدبريي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬آلية خربة التسيري حلماية األقلية‬
‫لقد نص الفصل ‪ 157‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة على أن‪" :‬يسوغ ملساهم أو عدة مسامهني ميثلون‬
‫ما ال يقل عن عشر رأمسال الشركة رفع طلب لرئيس احملكمة بصفته قاضي املستعجالت بتعيني خبري أو عدة خرباء مكلفني بتقدمي‬
‫تقرير عن عملية أو عدة عمليات تتعلق ابلتسيري‪.‬‬
‫إن متت االستجابة هلذا الطلب‪ ،‬حدد األمر االستعجايل نطاق مهمة اخلبري وسلطاته‪ ،‬على أن يتم استدعاء املمثلني القانونيني‬
‫للشركة إىل اجللسة استدعاء قانونيا‪.‬‬
‫حيدد األمر االستعجايل كذلك إن اقتضى احلال‪ ،‬أتعاب اخلبري أو اخلرباء بصورة مؤقتة‪ ،‬وال يتم أداء األتعاب إال عند انتهاء‬
‫مهمة اخلرباء إما من طرف الشركة أو من طرف املسامهني الذين طلبوا إجراء اخلربة إذا تبني أن للطلب طابعا تعسفيا وأنه يهدف إىل‬
‫اإلضرار ابلشركة‪.‬‬
‫يوجه هذا التقرير إىل مقدم الطلب وإىل جملس اإلدارة أو اإلدارة اجلماعية وجملس الرقابة وكذلك إىل مراقب او مراقيب‬
‫احلساابت‪ ،‬وجيب أن يوضع رهن إشارة املسامهني مبناسبة اجلمعية العامة املقبلة ويكون مرفقا بتقرير مراقب أو مراقيب احلساابت"‪.‬‬
‫فخربة االقلية وإن كانت تشكل تدخل القضاء يف حياة شركة املسامهة ابعتبارها تقوم على االعتبار املايل‪ ،‬فهي تشكل آلية‬
‫محائية من تعسفات األغلبية‪ ،‬فلقد نص الفصل ‪ 157‬من قانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة على أن‪" :‬يسوغ ملساهم أو‬
‫عدة مسامهني ميثلون ما ال يقل عن عشر رأمسال الشركة رفع طلب لرئيس احملكمة بصفته قاضي املستعجالت بتعيني خبري أو عدة‬
‫خرباء‪ "...‬وهذا ما أكده القضاء املغريب فقد قضت حمكمة النقض يف قرارها الصادر بتاريخ ‪ 15‬يناير ‪ 12015‬على أن‪" :‬يسوغ‬
‫ملساهم أو عدة مسامهني ميثلون ما ال يقل عن عشر رأمسال الشركة رفع طلب لرئيس احملكمة بصفته قاضي املستعجالت بتعني خبري‬
‫أو عدة خرباء مكلفني بتقدمي تقرير عن عملية أو عدة عمليات تتعلق ابلتسيري‪ ،‬واحملكمة ملا اعتربت أن جمرد إطالع املساهم على‬
‫القوائم الرتكيبية يغين عن املطالبة إبجراء خربة‪ ،‬يكون قرارها غري مرتكز على أساس قانوين"‪.‬‬
‫إال أن إلزامية ملكية نسبة ‪ %10‬من رأمسال الشركة يقيد تطبيق املادة ‪ 157‬من قانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات‬
‫املسامهة مما جيرد صغار املسامهني بفرض نسبة ضعيفة مثال ‪%5‬من رأمسال الشركة‪ ،‬وإن كنا خنشى وجود دعاوي كيدية‪ ،‬إال أن هذا‬
‫االحتمال موجه بدور القضاء يف مالئمة الطلب إذ كان اهلدف هو معارضة األغلبية واملسريين‪ 2‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 157‬من‬
‫القانون رقم ‪ 17.95‬واليت نصت على أن‪" :‬إذا متت االستجابة للطلب‪ ،"...‬ولقد خول املشرع املغريب لرئيس احملكمة التجارية‬

‫‪-1‬قرار محكمة النقض‪ ،‬الغرفة التجارية عدد ‪ 17‬في امللف التجاري عدد ‪ 2012/1/491‬بتاريخ ‪ 15‬يناير ‪.2015‬‬
‫‪-2‬ربيعة غيث‪ :‬مركز املساهم في شركة املساهمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫سلطة تقديرية وساعة يف جمال اآلمر ابخلربة كرستها املادة ‪ 157‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة‪ ،‬واليت نصت‬
‫على أن‪ ..." :‬رفع طلب لرئيس احملكمة بصفة قاضي املستعجالت بتعيني خبري أو عدة خرباء مكلفني بتقدمي تقرير عن عملية أو‬
‫ع دة عمليات تتعلق ابلتسيري‪ ."..‬فعملية التسيري ينبغي أن تكون جمددة‪ ،‬ذلك يعين أن خربة التسيري ال ينبغي أن تكون عامة‬
‫‪ ،Ensemble de gestion‬وهذا ما أكده القضاء حيث قضت احملكمة التجارية ابلدار البيضاء يف أمر صادر عن رئيسها‬
‫بتاريخ ‪ 9‬مارس ‪" :11999‬ابن الطلب ينبغي ان ينصب على عملية أو عدة عمليات للتسيري‪ ،‬وأن تكون هذه العمليات حمددة‪،‬‬
‫ال أن ينصب طلب اخلربة على جمموع عمليات التسيري منذ إنشاء الشركة"‪.‬‬
‫ونظرا ألن خربة التسيري إجراء يف مصلحة الشركة فقد محل املشرع تكاليفها للشركة‪ ،‬لكن إذ تبني أن للطلب طابعا تعسفيا‬
‫وأنه يهدف إىل اإلضرار ابلشركة‪ ،‬فيمكن أداء األتعاب من طرف املسامهني الذين طلبوا إجراء اخلربة الن األقلية هي بدورها ميكن‬
‫أن تتعسف يف استعمال اآلليات اليت خوهلا هلا املشرع حلماية حقوقها‪ ،‬وهذا ما أكده قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراك بتاريخ‬
‫‪ 2‬يوليوز ‪ 22002‬الذي جاء فيه‪" :‬ذلك أن الشركة املدعية كانت مرغمة على الزايدة يف رأمسال هلا بغية حتقيق هدف من األهداف‬
‫املسطرة يف عرضها االجتماعي‪ ،‬واليت مل يتأتى بلوغها دون الزايدة يف رأمسال القائم‪ ،‬طاهلا إن اجمللس املانح لالمتياز الذي يدخل يف‬
‫غرضها وطاملا أن املؤسسة البنكية اليت ستمنح القرض املايل وقرض االجياز التمويلي االستجابة لطلب املتعاملني معها سوف يضيع‬
‫صفقة مهمة منها مما يلحق ابلشركاء وابلشركة أضرارا جسيمة قد تقضي هبا إىل الدخول يف صعوابت مالية واقتصادية قد تقودها‬
‫بدورها غلى التصفية القضائية‪ ،‬ومن مت فموقف الشريك الذي عارض مشروع الزايدة يف الرأمسال ال ميكن أن يوصف إال ابلتعسف‬
‫ما دام مل يعر اي اهتمام ملصلحة الشركة والشركاء على النحو السابق"‪.‬‬
‫واملالحظ أن أتعاب اخلبري ال ميكن أداؤها إال عد انتهاء اخلبري من مهمته‪ ،‬وهذا يعين أن هذه األتعاب وإن كانت واقيا من‬
‫تعسف مساهم األقلية فإهنا ليست عائقة أمامه وحتول دون حتريك دعوى التسيري‪ ،‬لكن ما هي الوسائل املعتمد عليها إلثبات تعسف‬
‫األغلبية ألن للمسريين تربيراهتم الكفيلة بتغطية احلقائق والعمل على عدم اكتشافها يف ظل عدم التوازن بني أغلبية مستبدة تستأثر‬
‫بصنع القرار وآلية تسعى لإلجياد آليات محائية حلقوقها؟ وإذا ثبت تعسف األغلبية فما طبيعة اجلزاء الزجري لردع استبدادها وتسلطها؟‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املسؤولية اجلنائية كجهاز تدبري‬


‫إن محاية األقلية من تعسفات األغلبية يفرض مساءلتهم عن األفعال ذات الطابع اإلجرامي اليت يقرتفوهنا أثناء قيامهم مبهامهم‪،‬‬
‫هذه األفعال قد تشكل إحدى اجلرائم املنصوص عليها يف القانون اجلنائي‪ ،‬أو أحدى اجلرائم املنصوص عليها يف القانون املتعلق‬

‫‪-1‬األمر االستعجالي رقم ‪ 1/99/408‬الصادر عن رئيس املحكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 9‬مارس ‪ 1999‬في ملف عدد ‪.99/103‬‬
‫‪-2‬قرار املحكمة التجارية بمراكش عدد ‪ 597‬بتاريخ ‪ 2002/07/02‬عدد ‪.01/705‬‬

‫‪152‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫بشركات املسامهة‪ ،‬ولقد نص الفصل ‪ 540‬من القانون اجلنائي‪ 1‬على أن‪" :‬يعترب مرتكبا جلرمية النصب‪ ،‬ويعاقب ابحلبس من سنة‬
‫إىل مخس سنوات وغرامة من مخسمائة إىل مخسة آالف درهم‪ ،‬من استعمل االحتيال ليوقع شخاص يف الغلط بتأكيد أن خادعة أو‬
‫إخفاء وقائع صحيحة أو استغالل ماكر خلطأ وقع فيه غريه ويدفعه بذلك إىل أعمال متس مصلحة أو مصاحل الغري املالية بقصد‬
‫احلصول على منفعة مالية له أو لشخص آخر‪ ،‬وترفع عقوبة احلبس إىل الضعف واحلد األقصى للغرامة إىل مائة درهم‪ ،‬إذا كان‬
‫مرتكب اجلرمية أحد األشخاص الذين استعانوا ابجلمهور إىل إصدار أسهم أو سندات أو أدوات أو حصص أو أوراق مالية أخرى‬
‫متعلقة بشركة أو مبؤسسة جتارية أو صناعية"‪ ،‬ومساءلة األغلبية كجهاز ال تدبريي ال تقف عند أفعال النصب املرتكبة بل ميكن‬
‫مساءلتهم أيضا عن جرمية خيانة األمانة‪ ،‬فعقوبة احلبس من ستة أشهر إىل ثالث سنوات ترفع إىل الضعف‪ ،‬كما أن الغرامة املقررة‬
‫من مائتني إىل ألفي درهم احلد األقصى هلا إىل ألف درهم إذا ارتكب خيانة األمانة أحد االشخاص الذين حيصلون من اجلمهور‬
‫على مبالغ أو قيم على سبيل الوديعة أو الوكالة أو الرهن‪ ،‬سواء بصفتهم الشخصية أو بصفتهم مديرين أو مسريين أو عمالء لشركات‬
‫أو مؤسسات جتارية أو صناعية‪ ،2‬واملساءلة اجلنائية لألغلبية كجهاز تدبريي نص عليها املشرع أيضا يف قانون شركات املسامهة فلقد‬
‫نص الفصل ‪ 384‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة على أن‪" :‬يعاقب بعقوبة احلبس من شهر إىل ستة أشهر‬
‫وبغرامة من ‪ 100.000‬إىل ‪ 1.000.000‬درهم أو إبحدى هاتني العقوبتني فقط أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبري لشركة املسامهة‪،3‬‬
‫الذين استعملوا بسوء نية‪ ،‬أموال الشركة أو اعتماداهتا استعماالت يعلمون تعارضه مع املصاحل االقتصادية هلذه األخرية‪،‬‬
‫وذلك بغية حتقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى هلم هبا مصاحل مباشرة أو غري مباشرة‪...‬‬
‫فإذا كان من الطبيعي ان يستعمل املسريون أموال الشركة واعتماداهتا فإن ذلك مشروط أبن حترتم الغاية القانونية اليت منحوا‬
‫من أجلها الوظيفة‪ ،‬فاملالحظ أن بعض املسريين ال يفرقون بني ذمتهم الشخصية وذمة الشركة اليت يسريوهنا ويستعملون أمواهلا كما‬
‫لو كان األمر يتعلق أبمواهلم لقضاء مصاحلهم‪ ،‬ويقصد مبال الشركة كل االشياء املادية اليت متتلكها املنقوالت واألدوات والبضائع اليت‬
‫توجد مبخازن الشركة‪ ،‬أ ما املقصود ابعتمادات الشركة حسب مفهومه الواسع قدرهتا على استقطاب ثقة الغري ابلنظر إىل رأمساهلا‬
‫وطبيعة معامالهتا والسري اجليد للمقاولة‪ ،‬ويتجلى ذلك يف استغالل إمضائها بشكل يعرض موجوداهتا للخطر‪ ،‬ويكفي جمرد تعرضها‬
‫ملخاطر حمتملة ولو مل تقع ابلفعل‪ ،‬بل وحىت ولو حقق ذلك أرابحا للشركة‪ ،‬كما ال تنتفي الصفة اجلرمية عن هذا الفعل إبجازة‬

‫‪-1‬الصادر بتنفيذه ظهير رقم ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادى الثانية ‪ 26( 1382‬نونبر ‪ ،)1962‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر بتاريخ ‪12‬‬
‫محرم ‪ 5( 1383‬يونيو ‪ ،)1963‬ص ‪ ،1253‬كما تم تعديله في القانون رقم ‪ 33-18‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-19-44‬بتاريخ ‪ 4‬رجب‬
‫‪ 11( 1440‬مارس ‪ )2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6769‬بتاريخ ‪ 18‬رجب ‪ 25( 1440‬مارس ‪ ،2019‬ص ‪.1612‬‬
‫‪-2‬الفصل ‪ 550‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫‪-3‬نصت املادة ‪ 773‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة على أن‪" :‬يقصد بتغيير أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير في‬
‫مفهوم هذا القسم‪:‬‬
‫‪ -‬في شركات مجلس اإلدارة‪ ،‬أعضاء مجلس اإلدارة بما في ذلك الرئيس واملديرون العامون غير األعضاء في املجلس واملديرون العامون املنتدبون‪.‬‬
‫‪ -‬في شركات املساهمة ذات مجلس الغدارة الجماعية ومجلس الرقابة‪ ،‬أعضاء املجلسين املذكورين بحسب االختصاصات املسندة إليهم‪.‬‬
‫املالحظ انه تم تغيير وتتميم املادة ‪ 373‬بمقتض ى املادة األولى من القانون رقم ‪.20.05‬‬

‫‪153‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫الشركة‪ ،1‬فأعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبري أو التسيري الذين وزعوا عن قصد على املسامهني أرابحا ومهية يف غياب أي جرد أو‬
‫ابالعتماد على جرود تدليسية والذين قاموا عن قصد ويف حالة عدم توزيع أرابح وبغية إخفاء وضع الشركة احلقيقي بنشر أو تقدمي‬
‫قوائم تركيبية سنوية ال تعطي صورة صادقة للنتائج احملققة برسم كل سنة مالية والوصفية املالية للشركة وذمتها املالية لتلك الفرتة يعاقبون‬
‫ابحلبس من شهر إىل ستة أشهر وبغرامة من ‪ 100.000‬إىل ‪ 1.000.000‬درهم أو ابحلبس من شهر أو ستة أشهر‪ ،2‬وذلك‬
‫ابملغاالة يف االصول وإضعاف اخلصوم بغية إخفاء الوضع احلقيقي للشركة‪.‬‬
‫واملالحظ أن استغالل السلط تشكل جرائم مسهلة ‪ infraction moyen‬جلرمية استغالل أموال الشركة واعتماداهتا‪،3‬‬
‫ولقد نصت الفقرة األخرية من املادة ‪ 384‬من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املسامهة على أن‪" :‬يعاقب بعقوبة احلبس من‬
‫شهر إىل ستة أشهر وبغرامة من ‪ 100.000‬إىل ‪ 1.000.000‬أو إبحدى هاتني العقوبتني فقط أعضاء أجهزة اإلدارة أو التسيري‬
‫لشركة املسامهة‪.‬‬
‫‪-4‬الذين استعملوا بسوء نية‪ ،‬السلط املخول هلم واالصوات اليت ميلكوهنا يف الشركة أو مها معا حبكم منصبهم يعيلون تعارضه‬
‫مع املصاحل االقتصادية هلذه األخرية وذلك بغية حتقيق أغراض شخصية أو تفضيل شركة أو مقاولة أخرى هلم هبا مصاحل مباشرة أو‬
‫غري مباشرة" فاألغلبية ابعتبارها جهازا تدبريا ألموال الشركة حتدد التوجهات املتعلقة بنشاط الشركة وتسهر على تنفيذها وتنظر يف‬
‫كل مسألة هتم حسن سري الشركة يف حدود غرض الشركة ومصلحتها‪.‬‬
‫النتائج‬
‫‪ -‬ان تعسف األغلبية ال يعتد به إال إذا قصد األضرار ابألقلية‪ .‬او إذا كانت املصاحل اليت ترمي األغلبية إىل حتقيقها‬
‫قليلة األمهية حبيث ال تتناسب مع ما يصيب االقلية من ضرر‪ .‬وإذا كانت األغلبية جتاوزت يف ممارستها لعملها‬
‫احلدود املألوفة وكانت ترمي من وراء ذلك حتقيق مصاحل غري مشروعة‪.‬‬

‫‪ -‬فاألغلبية هي اليت حتدد السياسة العامة للشركة وتعيني املمثلني ملصاحلها اخلاصة يف مناصب اإلدارة‬
‫‪ ، -‬فإذا كانت الغاية منها االستئثار مبصلحة شخصية على حساب املصلحة اجلماعية للمسامهني فهذا الفعل هو‬
‫الذي يشكل تعسف األغلبية‬
‫‪ ، -‬ال ميكن وضع تعداد ملظاهر تعسف االغلبية ألن احلياة العملية ميكن أن ختلق كل كل يوم شكال من اشكال‬
‫التعسف ابختاذ قرارات هتدف احلصول على الربح ابعتباره الغاية االساسية اليت يسعى إليها املسامهني من خالل‬
‫مسامهتهم النقدية والعينية يف شركات املسامهة‪،‬‬

‫‪1 -cass crim 21 Octobre 1997, la semaine juridique et général n°6 1998 note Michel prolus p 246.‬‬

‫‪-2‬الفقرة األولى والفقرة الثانية من القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق بشركات املساهمة‪.‬‬


‫‪-3‬ربيعة غيث‪ :‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2019‬مطبعة دار القلم‪ ،‬ص ‪.213‬‬

‫‪154‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ -‬استئثار األغلبية بعضوية جملس اإلدارة وتويل الوظائف اإلدارية يف الشركة ورفع رواتب أعضائها وعدم توزيع أرابح‬
‫على املسامهني مجيعها تصرفات تصدر عن االغلبية يف ممارستها لسلطتها التقديرية‪ ،1‬فتكوين االحتياطي االختياري‬
‫قد خيفي أحياان بعض االحنرافات يف سلوك األغلبية وهذا ما حيدث ابخلصوص عندما تقرر اجلمعية العامة وضع‬
‫األرابح يف االحتياطي من أجل حرمان مسامهي االقلية من مواردهم وإجبارهم عن بيع أسهمهم بثمن زهيد‪ ،‬لكن‬
‫ما جيب اإلشارة إليه أن عدم توزيع االرابح ال ميكن أن يشكل لوحده سببا لتعسف األغلبية‪ ،‬فال بد من وجود‬
‫ضرر يصيب األقلية من جراء عدم توزيع هذه األرابح‪.‬‬

‫‪ -‬مصلحة الشركة املعيار األساسي احملدد ملشروعية الزايدة يف رأمسال الشركة‪ ،‬وهذا ما أكدته احملكمة التجارية ملدينة‬
‫‪ Valenciennes‬يف قرارها بتاريخ ‪ 30‬سبتمرب ‪ ،1980‬حيث اعتربت أن "الزايدة يف رأمسال اليت ميكن أن‬
‫تفقد بعض املسامهني أقلية التجميد ال تكفي لوحدها لتدل على وجود تعسف األغلبية‪ ،‬الذي ال ميكن ان ينتج‬
‫إال عن قرار متخذ خالفا ملصلحة الشركة وفقط من أجل ترجيح أعضاء األغلبية على حساب األقلية‬
‫‪ -‬حسن سري الشركة ومحاية حقوق املسامهني‪ ،‬تفرض أتمني ضمانة هلذه احلقوق بفرض شروط خاصة ابملساهم الذي‬
‫يتقلد منصب تسيري وإدارة الشركة‪ ،‬فأين تتجلى مظاهر التزام املساهم بشروط التدبري ؟‬
‫‪ -‬ان من واجبات املساهم الذي يتقلد منصب عضو يف اجمللس اإلداري هو جتنب كل ما من شأنه املساس مبصلحة‬
‫الشركة ومصلحة املسامهني حتت طائلة اجلزاء املدين واجلنائي‪ ،‬فما طبيعة هذه االلتزامات ؟‬
‫‪ -‬جيب على املسامهني امللزمني بتسيري شؤون الشركة‪ ،‬العمل من خالل اجتماعات دورية حيدد تراتبها وانتظامها‬
‫النظام األساسي‪ ،‬والرئيس هو الذي يستدعي األعضاء لالجتماع يف مواعيد معينة وتؤخذ القرارات ابألغلبية‬
‫احلاضرة‪ ،‬على أن يرجح الفريق الذي صوت إىل جانبه الرئيس يف حالة تساوي األصوات‬

‫خامتة‬
‫انطالقا من املوضوع نالحظ أبن مغرب اليوم يواجه حتدايت االخنراط واالندماج يف التغريات اليت عرفتها هياكل املبادالت التجارية‬
‫يف إطار التحوالت االقتصادية اليت عرفها العامل‪ ،‬ونظرا للحاجة امللحة لتوحيد اإلطار القانوين الذي ينظم عامل األعمال صدر قانون‬
‫‪ 30‬غشت ‪ 1996‬املتعلق بشركة املسامهة والذي عدل مبقتضى الظهري الشريف رقم ‪ 1.08.18‬املتمم واملغري للقانون األخري‬
‫الصادر ب ‪ 23‬ماي ‪2008‬‬
‫وأمهية املساهم تربز على املستوى العملي يف كون املساهم يتالشى خبضوعه لقواعد االنضمام للشركة‪ ،‬وحيتل مكانة خاصة داخلها‬
‫ابالستفادة من منافع تقتضيها شروط االنضمام اليت تتطلب التزامات مفروضة على عاتقه وواجبة األداء‪.‬‬

‫‪-1‬ربيعة غيث‪ :‬مركز املساهم في شركة املساهمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬

‫‪155‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫ومعلوم أن شركة املسامهة تعتمد على االعتبار املايل يف عالقاهتا الداخلية واخلارجية‪ ،‬وانطالقا من هذا التصور برزت صورة غري‬
‫صحيحة عن صفة املساهم وطبيعة عالقته ابلشركة ودوره يف حياهتا‪ ،‬ابعتباره جمرد مقرض لألموال‪ ،‬وتبعا لذلك أضحى املساهم أقرب‬
‫إىل الغريب منه وترتب عن ذلك أن معاملة املسامهني املسريين له أخذت طابعا إقصائـيا خصوصا فيما يتعلق مبتابعة شؤون الشركة‬
‫واإلطالع على أحواهلا مما أفرز أغلبية مستبدة وأقلية متضررة تسعى إلجياد آليات محائـية حلقوقها‪ ،‬والذي أدى ابلتشريع اجلديد املتعلق‬
‫بشركة املسامهة إىل ختويل أقلية املسامهني هذه اآلليات من دعوة اجلمعية العامة وجتريح مراقب احلساابت انهيك عن حقها يف طلب‬
‫اخلربة ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإذا كانت شركة املسامهة آلية قانونية لتجميع األموال‪ ،‬فإن نسبة الرأمسال اململوكة هي اليت تعطي حق اإلستئثار‬
‫بسلطات اإلدارة والتسيري وصناعة القرارات مبصري الشركات بناء على سلطة األغلبية وهي اليت متتلك أغلبية األصوات ابجلمعية‬
‫العامة‪ ،‬فليس الوضع املشرتك للمال هو الذي حيقق غرض الشركة بل استغالل هذه األموال بواسطة مسامهني أغلبية ُخول هلم مركزهم‬
‫داخل الشركة هذا احلق مقابل االمتياز املادي‪ .‬واجلدير ابلذكر أن مركز املساهم داخل شركة املسامهة له من األمهية ما جيعله جديرا‬
‫ابلدراسة‪.‬‬

‫‪156‬‬

You might also like