Professional Documents
Culture Documents
Think and Grow Rich
Think and Grow Rich
2
الفهرس
2 عن الكاتب
5 مقدمة
الفصل األول:
6
• الرجل الذي قاده فكره نحو مشاركة طوماس إديسون
الفصل الثاني« :الرغبة»
9
• كيف يمكن للرغبة أن تتحدى الطبيعة ؟
الفصل الثالث« :اإليمان»
13 • معادلة الثقة بالنفس
• هل سمعت ساب ًقا عن ظاهرة «االنتحار العقلي» ؟!
الفصل الرابع« :اإليحاء الذاتي»
15
• ملخص التعليمات
الفصل الخامس
17 • المتخصصون األكثر احتيا ً
جا
• درجة التدرب المرغوبة
الفصل السادس« :التخيل»
20 • الغالية السحرية
• ماذا يمكن أن أفعل إذا امتلكت مليون دوالر ؟
الفصل السابع« :التخطيط المنظم»
• أهم صفات القيادة
• 10أسباب رئيسية يمكن أن تؤدي للفشل في القيادة
• ماهي المعلومات التي ينبغي أن تتوفر في السيرة الذاتية ؟!
• كيف يمكنك أن تحصل على الوظيفة التي ترغب فيها ؟!
21
• ما هو تحليل QQSالخاص بك ؟!
• القيمة الرأسمالية للخدمات التي تقدمها
• األسباب الثالثون الرئيسية للفشل
• أين وكيف يمكن للفرد أن يجد الفرص المختلفة لجمع الثروات
• ماذا قد تفعل لكي تتكيف مع النظام الرأسمالي ؟!
3
38 الفصل الخامس عشر« :كيف تتخلص من األشباح الـ 6للخوف»
• الخوف من الفقر
• الخوف من النقد
• الخوف من اعتالل الصحة
• الخوف من فقدان الحب
• الخوف من الشيخوخة
• الخوف من الموت
• القلق
39 ورشة عمل الشيطان «الشر األساسي السابع»
40 • كيف يمكنك أن تقي نفسك من «التأثيرات السلبية» ؟
40 • أسئلة اختبار تحليل الذات
4
مقد مــــــة
لطالما كانت وصفة النجاح سرًا يتطلب الكشف عنه الكثير من المجهود والوقت والدراسة المتعمقة ،ويسعى الجميع
لمعرفته في سبيل تحقيق أهدافهم ورغباتهم في الحياة!
المفتاح لهذا السر بالضبط كان ما سعى نابليون هيل لتمريره ونقله بسهولة إلى كل رجل وامرأة.
فمن خالل تعلقه الكبير برائد األعمال األمريكي الشهير أندرو كارنيجي ،والذي أوحى له بفكرة هذا الكتاب ،باإلضافة إلى
شغفه وسعيه المستمر للكشف عن سر النجاح في الحياة ككل ،وهب مؤلف هذا الكتاب أكثر من 20عا ًما من حياته
في جمع وتحليل وتفسير هذا السر ،وكيفية نقله بطريقة مبسطة لكل الناس.
ال يركز «فكر تصبح ثريًا» على تقديم النصائح التي تمكنك بشكل أساسي من معرفة الطريقة األفضل واألسرع لتحقيق
النجاح فقط ،ولكنه يقدم لك أي ً
ضا الوسيلة األسهل الستيعاب تلك النصائح وتطبيقها بشكل عملي في حياتك ،عبر قصص
المئات من رجال األعمال الذين تمكنوا من اكتشاف وصفة النجاح بطريقتهم الخاصة من أجل الوصول ألهدافهم المادية
واالجتماعية واألسرية التي يتطلعون إليها على حد سواء!
5
(الرجل الذي قاده فكره نحو مشاركة طوماس إديسون) الفصل األول:
في مطلع القرن الـ ،19كان « إدوين بارنز « يحلم بأن يكون الشريك التجاري للمخترع األشهر في ذلك العصر ،طوماس
إديسون.
لم يكن «بارنز» مستع ًدا من قريب أو من بعيد لتحقيق هدفه ،فحين لمعت الفكرة في عقله لم يكن على أي عالقة
بالمخترع األمريكي ،كما لم يمتلك سعر تذكرة القطار الذي سوف ينقله إلى مقاطعة «أورنج» بوالية نيوجرسي ،حيث
يقطن «إديسون» ،وبالتالي كل هذه الظروف كانت كفيلة بإثناء أي رجل عن االستمرار ،ولكن هذا لم يحرك لـ»بارنز»
ساك ًنا.
ففي أحد قطارات الشحن المتوجهة إلى مقاطعة «أورنج» ،اضطر «بارنز» لالختباء وسط األمتعة المتواجدة على متن
القطار ،وبمجرد وصوله توجه ُمباشرة لمقابلة المخترع األمريكي الشهير بمعمله ،وكما يروي «إديسون» ،فإنه بدا له أن
«بارنز» يبدو كأحد المشردين ،خاصة مع المظهر الرث الذي بدا عليه.
«إديسون» يقول« :رغم أن مظهر إدوين لم يرق لي في البداية ،إال أن ما جذبني له هو تلك النظرة في عينيه بينما كان
يشرح لي سبب مجيئه ،حيث بدا لي أنه مصمم على الفوز ،وأنه لن يتوقف قبل تحقيق هدفه ،ومن أجل هذا قررت أن
أمنحه الفرصة للعمل معي».
رغم أن «بارنز» في البداية كان يعمل لدى «إديسون» وليس معه كما كان يأمل ،كما أنه لم يتولى مسؤولية التسويق
والدعاية لمخترعات «إديسون» األكثر أهمية ،إال أنه لم يستسلم ،واستمر في شحذ عزيمته نحو الوصول لهدفه
األسمى ،حتى تحقق له ما أراد!
ً
نوعا ما ،فعادة ما تختبئ أو تظهر في شكل مصيبة واحدة من أبرز السمات التي تتميز بها فرص العمر هي كونها خادعة
أو محنة مؤقتة يمر بها الفرد ،وهذا ما يصعب على عدد كبير من األفراد رؤيتها واستغاللها لتحقيق النجاح ،ولكن هذا ما
لم يفعله «بارنز».
فبعد فترة ليست ببعيدة عن بداية عمل «بارنز» لدى إديسون ،ابتكر ال ُ
مبتكر األمريكي آلة جديدة لتسجيل األصوات ،إال
إن فريق المبيعات الذي يعمل لصالحه وجد آن بيع هذه اآللة سوف يكون صعبًا للغاية ،نظرًا لشكلها غير المألوف ،وهنا
ظهرت فرصة «بارنز».
عرض «بارنز» على «إديسون» فكرة إسناد مهمة بيع هذه اآللة له ،وهو ما وافق عليه المخترع األمريكي ،وبالفعل نجح
«بارنز» سري ًعا في تحقيق هذه المهمة بنجاح ،إلى الحد الذي اضطر «إديسون» بتوقيع عقد حصري معه لبيع المنتج في
جميع أنحاء البالد ،مع اإلشادة بفضله الكبير في هذا األمر من خالل وضع جملة «تم اختراع هذا الجهاز بواسطة إديسون
وبيعه بواسطة بارنز».
في الواقع ،لم يكن «بارنز» في بداياته يمتلك المال ،لم يكن متعل ً
ما أو يمتلك من يرشده لطريق النجاح ،ولكن استغالله
المثالي للفرصة التي أتيحت له جاء بفضل مثابرته ورغبته الكبيرة في الوصول لهدفه ،وهو ما مكنه من أن يصبح ثريًا
وبشكل هائل ،وذلك من خالل قدرته الكبيرة على التسويق لجهاز «إديسون» على مدار 30عا ًما ،كما حقق هدفه
ً
شريكا للمخترع األعظم على مر التاريخ. األسمى ،وهو أن يصبح
6
( 3خطوات على الذهب)
خالل العصر الذهبي للتنقيب عن الذهب في أمريكا ،قرر فرد من عائلة «آر.يو.داربي» أن يجرب حظه ويسافر إلى والية
كولورادو على آمل أن يكتشف منجم ذهب يمكنه من تحقيق حلمه نحو الثراء.
بمجرد وصوله ،بدأ ابن عائلة «داربي» البحث عن منجمه الخاص ،وبمجرد وأن وجده ،قرر أن يبدأ مباشرة في عملية
التنقيب ،وباالستعانة بالمعول والمجرفة فقط.
على مدار أسابيع من التنقيب كانت المفاجأة ،لقد وجد «داربي» أخيرًا ما يبحث عنه ،من خالل التقاطه لخيط رفيع من
الذهب بالمنجم الذي يقوم بالحفر فيه.
رغم شعوره بالسعادة المفرطة ،ولكن «داربي» أدرك أنه سوف يحتاج إلى آالت ذات جودة أكبر حتى يتمكن من استكمال
عملية الحفر ،وبالتالي قام بتغطية المنجم وقرر العودة إلى موطنه مرة أخرى ،حيث أقنع أقاربه وجيرانه بمساعدته في
شراء اآلالت والمعدات الالزمة لحفر المنجم.
مع عودته ،ورفقة مجموعة من أقاربه ،دأب الجميع على الحفر في المنجم وبالفعل نجحوا في استخراج ما يوازي عربتين
من الذهب ،وهو المقدار الذي كان بالمناسبة سوف يكفيهم للوفاء بديونهم فقط ،ولكن فجأة اختفى الذهب.
استمرت عائلة «داربي» في الحفر على أمل الوصول للمعدن النفيس مرة أخرى ،إال إنهم وبعد فترة وجيزة من التنقيب
قرروا االستسالم والرجوع لموطنهم مرة أخرى ،حيث قرروا هناك بيع المعدات التي اشتروها ألحد منافسيهم في
التنقيب.
استعان المالك الجديد للمنجم بأحد المهندسين المتخصصين في التنقيب ،والذي بمجرد فحصه للمنجم ،اكتشف أن
عائلة «داربي» استسلمت وانسحبت مبكرًا من االستمرار في التنقيب ،حيث كان المنجم الحقيقي للذهب يتواجد على
بعد 3أقدام فقط!
وبالتالي ،قاد هذا االكتشاف الشخص ألن يصبح واحد من أغنى أغنياء بالده ،فيما اشتهرت عائلة «داربي» لفترة من
الزمن على أنها العائلة التي كان الذهب على بعد 3خطوات منها!
هذه القصة في الحقيقة ساعدت «آر.يو.داربي» ،الذي تحدثنا عنه في األعلى ،ألن يكتشف سر النجاح.
كان «آر.يو.داربي» ،ورغم صغر سنه وقتها ،من بين من شاركوا من عائلة «داربي» في أحداث هذه القصة ،وقد سعى
لتخطي هذه النكسة من خالل دخوله لمجال التأمين على الحياة والسعي للنجاح فيه ،وتمكن تدريجيًا من أن يتحول
ألحد أشهر بائعي وثائق التأمين في تاريخ أمريكا!
وف ًقا لما يؤكده بنفسه ،فإن قصة « 3خطوات من الذهب» كانت بمثابة جرس اإلنذار الذي يحذر «آر.يو.داربي» وينبهه
دائ ً
ما من أال ينسحب حين يرفض أي عميل التعامل معه ،حيث يستمر في االجتهاد والتعرف على كافة األساليب التي
قد تقوده لمحاولة إقناع هؤالء العمالء المحتملين مرة أخرى ،وهو ما مكنه في النهاية من تحقيق مبيعات بقيمة مليون
دوالر سنويًا.
7
يقول «داربي»« :حينما يقول لي أي عميل (ال) ،فإني أتذكر هذه القصة ،وهو ما يجعلني تدريجيًا أسعى للمحاولة مرارًا
وتكرارًا مع نفس العميل ،وبأكثر من طريقة مختلفة ،وقد مكنني هذا بالفعل في زيادة مبيعاتي بصورة كبيرة».
إذا ما نظرنا في تاريخ أنجح الشخصيات عبر التاريخ ،فإننا نجد أن من بين أبرز أسرار نجاحهم هي قدرتهم على اجتياز أي
«فشل مؤقت» ،فالمرور بمرحلة «الفشل المؤقت» من الوارد أن يحدث في حياة أي منا ،بغرض اختبار مدى قدرتنا على
التعامل مع هذا الفشل والتعلم منه ،وهذا ما فعله «آر.يو.داربي» تما ًما.
فاستخدام عقلك في تفسير وتحليل كافة مواقف الفشل التي قد تتعرض لها في حياتك يساعدك تدريجيًا على اكتساب
العقلية المناسبة لتحقيق النجاح والثراء ،وبمجرد اكتسابك لهذه العقلية بالدرجة اإليجابية الكافية سوف يبدأ أي شيء
تلمسه يتحول إلى نجاح!
ففي ثالثينيات القرن الماضي ،رغب «فورد» ،والذي بدأ ُيذاع صيته وقتها كواحد من بين أبرز ظواهر صناعة السيارات في
العالم ،في أن يصنع أول محرك يتكون من 8اسطوانات ويعتمد على البنزين ،وعندما طرح الفكرة على مهندسيه أكدوا
ً
مستحيل ،فما كان منه إال أن يقول لهم« :فلنحاول أن نقوم باألمر بأي حال من األحوال ،ومهما له أن األمر يكاد يكون
تطلب منا األمر من وقت».
عقب مرور 6أشهر ،فشل المهندسون في تصميم الموتور ،فعادوا وأكدوا لـ»فورد» ،إال إنه طلب منهم االستمرار في
المحاولة ،وعقب مرور أكثر من 6أشهر أخرى على المحاولة ،تمكنوا أخيرًا من تحقيق هدفهم وصنعوا الموتور الفريد من
نوعه على مستوى العالم وقتها.
حين ننظر إلى حياة «فورد» وتمكنه من النجاح وتحقيق ثروة كبيرة ،فإننا نجد أن حياته بأكملها مليئة بقصص شبيهة
لتلك ،وذلك ألنه ببساطة اكتشف وطبق واحد من بين أبرز وأهم أسرار النجاح ،تحديد الهدف الذي يسعى لتحقيقه
وامتالكه العزيمة الدائمة نحو القيام بذلك.
في القصص السابقة ،تظهر لنا حقيقة واحدة جلية ،وهي أن اإلنسان هو المسؤول األول واألخير عن تحديد الطريقة التي
تسير بها حياته ،فطريقة تفكيرك وتحليلك لألمور وتعاملك مع المواقف والخبرات المختلفة التي تمر بها في حياتك ،يمكن
ضا أن تحولك ألغنى رجل في العالم! أن تجعلك فقيرًا ،ويمكن أي ً
8
الفصل الثاني :الرغبة
نقطة االنطالق نحو تحقيق كل اإلنجازات
هل تتذكرون إدوين بارنز؟! حينما هبط «بارنز» من القطار ،لم يكن يفكر في أن منظره رث ،وحينما كان ذاهبًا للقاء
«إديسون» للمرة األولى لم يكن يفكر أب ًدا في إن هذه الفرصة مؤقتة بالنسبة له ،وأنه سوف يأخذ ما يستطيع من خبرة
ضا في إنه سوف ينسحب بمجرد اعتراض أول عقبة في من هناك ثم سيذهب للعمل في مكان أخر ،ولم يكن يفكر أي ً
طريقه!
«بارنز» كان ُيفكر فقط ،وطوال األعوام الـ 5التي كان يعمل فيها لدى «إديسون» قبل أن يتولى المسؤولية التسويقية
ً
شريكا له في أعماله التجارية ،وهو ما تمكن في النهاية من تحقيقه. لجهاز المخترع األمريكي ،في رغبته بأن يكون
حينما ننظر إلى قصة حياة «بارنز» ،نجد أن رغبته كانت بمثابة نقطة االنطالق له نحو تحويل حلمه إلى حقيقة.
باإلضافة إلى هذا ،اكتشف «بارنز» أمر أخر قد يساعده على ذلك ،وهي قيامه بقطع كل السبل التي يمكنها أن تساعده
على إعادة المحاولة حال فشل في المرة األولى في تحويل رغبته إلى حقيقة «فإما ينجح في تحقيق هدفه أو ينساه».
من بين أبرز العوامل التي يمكنها أن تساعدك على تحقيق أهدافك ،هي علمك أنه ال مجال أمامك للعودة ،فمعرفتك بأن
ما ما يعطيك داف ًعا إضافيًا نحو تحقيقه ،والتركيز بشكل أساسي ووحيد على
هذه هي فرصتك الوحيدة لتحقيق هدفك دائ ً
الوصول له.
كما أن تحقيق األهداف والثروات أمرًا ال يأتي بالرغبة فقط ،ولكن عليك أن تقوم ،وبعدما تحدد الهدف الذي تسعى الوصول
له ،أن تضع خطة من خطوات تمكنك في النهاية من الوصول إلى هذا الهدف ،وهو ما قمت بتحديده في الخطوات
التالية:
ً
أول :قم بتحديد المبلغ الذي تسعى لجمعه ،وليكن هذا التحديد دقي ًقا ،حيث إنه إذا كنت تسعى فقط لـ»تكون غنيًا» لن
تتمكن من تحقيق هذا الهدف بالصورة التي تنتظرها.
ثانيًا :حدد األمر الذي يمكنك أن تتخلى عنه في سبيل جمعك لهذا المال ،مثل الوقت أو المجهود ...إلخ ،فال شيء
يتحقق بال مقابل.
ً
رابعا :قم بوضع الخطة التي تحتوي على الطرق التي سوف تمكنك من جمع المال الذي تتطلع له ،وسواء كنت جاه ًزا
أم ال ،ابدأ في تنفيذ هذه الخطة فورًا.
ً
خامسا :قم بكتابة كافة الخطوات السابقة في ورقة.
ً
سادسا :قم بقراءة هذه الورقة لنفسك بصوت عالي مرتين يوميًا ،األولى حينما تستيقظ في الصباح والثانية قبل أن تنام.
9
الخطوة السادسة تحدي ًدا يعتبر تنفيذها ها ًما للغاية ،خاصة وأن إقناع نفسك بأن إمكانية تحويل حلمك إلى حقيقة يعتبر
ضروريًا من أجل الوصول إلى هذا الحلم.
كما أنه وبمجرد إلقاء نظرة على الخطوات الـ 6السابقة ،سوف نجد أن تنفيذها ال يتطلب منا عمل شاق بصورة مبالغ فيها،
أو تضحية في غير محلها ،كما أنها ال تحتاج لقدر كبير من التعليم ،ولكنها تحتاج لشخص لديه الرغبة والوعي الكافي
بالمال ،واإلدراك الذي يمكنه من فهم بأن تحقيق الثراء ال يتوقف فقط على التمني أو الصدفة أو الحظ السعيد!
باإلضافة إلى هذا ،يأتي الدور الهام للتصور ،أي شخص تمكن من تحقيق هدفه ،تواجد في مخيلته ً
أول تصور عن هذا
الهدف ،والتغيرات التي ستطرأ من تمكن هذا الفرد من تحقيقه ،ما أعطاه الدافع والرغبة نحو السعي لتحقيق هذا
الهدف ،إذا لم يتواجد في مخيلتك التصور الكافي الذي يجعلك ترى كيف ستحقق الثراء ،لن تشاهد هذا األموال في
حسابك البنكي.
كما تأتي القابلية للتأقلم مع متغيرات العصر لتلعب دورًا كبيرًا في ذلك ،فبمرور الوقت ،يمر المجتمع الذي نعيش فيه
بمجموعة من المتغيرات المختلفة ،سواء على المستوى االجتماعي أو الثقافي أو السياسي أو التكنولوجي ...إلخ.
كل متغير من هذه المتغيرات قد نجد فيه فرصة أو طريقة جديدة قد تساعدنا على تحقيق الثراء الذي نتطلع له ،كل ما
عليك فعله أن تكون منتب ًها لتلك المتغيرات والكيفية التي ستتعامل بها معها ،بالطريقة التي تمكنك من تحقيق الهدف
الذي تسعى له.
إلى جانب كل هذا ،ال تضع اعتبارات كثيرة لما يقوله الناس عن أحالمك وأهدافك وامتلك الرغبة الكافية لتحقيقها.
قبل نحو 24عا ًما ،قابلت واحد من بين أكثر الشخصيات تفر ًدا في حياتي ،هذا الشخص كان ابني «بلير» ،الذي ولد أص ً
ما،
ضا على اإلطالق ،إلن أذنيه ببساطة لم تولداحيث أكد لنا الطبيب أنه لن يمتلك القدرة على السمع ،وربما الكالم أي ً
مكتملتين.
رغم اعتراضي على ما قاله هذا الطبيب في البداية ،إال إن كالمه ببساطة كان صحي ً
حا ،ولكني لم أستطع أن أؤمن
بحقيقة أنه سوف يعيش صام ًتا لبقية حياته ،بل بكونه قادرًا على السمع والكالم ،وكنت أسعى ألن أحول هذا اإليمان
إلى حقيقة ،من هنا ظهرت الرغبة!
من بين أبرز األمور التي أؤمن بقدرتها على تغيير الطبيعة هي الرغبة ،وبالتالي كنت ُم ً
دركا بأن رغبتي في جعل ابني
يسمع ولو بقدر ضئيل ،ونقل هذه الرغبة له ،قد تمكنني من الوصول لهدفي ،وهو ما تحقق بالفعل.
فمجرد وصول ابني للسن الذي يبدأ فيه إدراك العالم من حوله ،أدركنا معه كذلك بأنه يمتلك القدرة على سماع األصوات
ولو بشكل ضئيل ،ورغم أنه لم يتكلم مع وصوله للسن الذي عادة ما يتكلم فيه األطفال ،إال إنه كان يصدر مجموعة من
الهمهمات التي أكدت لي أنه يمتلك «الرغبة» للسمع بصورة أكبر والمتالك القدرة على التحدث ،وهنا حدث ما غير
موازين األمور ،فقد اشترينا آلة موسيقية «فيكتوروال».
بمجرد تمكن ابني من سماع الموسيقى الصادرة من اآللة ،أظهر شغ ًفا وتعل ًقا كبيرًا بها ،وبالتالي هذا أوصل لنا قدرته
على سماع الموسيقى.
10
ً
نوعا ما ،حيث يقوم بتشغيل اآللة ويلصق أسنانه على حافتها! ورغم أن بمرور الوقت ،وجدت ابني يقوم بعادة غريبة
طريقة «توصيل العظام لألصوات والكالم» لم يكن قد تم اكتشافها في هذا الوقت ،إال أنني أدركت إنه يقوم باستغالل
أسنانه وعظامه من أجل سماع األصوات ،ومن هنا بدأت في نقل كالمي له بنفس الطريقة.
خالل فترة قصيرة ،اكتشفت حبه للقصص القصيرة التي أقرأها له قبل النوم ،فسعيت ألن أكتب له مجموعة من القصص
ً
طفل طبيعيًا قادرًا على السمع والكالم. التي أنقل له فيها اإليمان والرغبة في أن يصبح
كنت مؤم ًنا بصورة كبيرة بأنه على الرغم من عدم اختراع وابتكار أي أدوات قد تساعده على السمع بصورة أفضل ،إال أنه
يمكن للرغبة المدفوعة باإليمان أن تمكنه من تحدي قوانين الطبيعة واإلعاقة التي ُولد بها ،وتحويلها إلى مصدر قوة
بالنسبة له.
وهذا بالضبط ما فعله ،فحين وصل لسن السابعة ،بدأت رغبة االعتماد على الذات تظهر لديه ،وبالتالي طلب منا أن يعمل
ً
موزعا للصحف (مثل أخيه األكبر) ،إال أن والدته رفضت في البداية لخوفها عليه من إمكانية تعرضه لألذى كونه أصم ،ولكن
رغبة االبن الصغير كان لها رأي أخر ،حيث قام باقتراض مبلغ 6سنتات من أحد جيراننا ،وتسلل من المنزل في صباح أحد
األيام ،وبدأ يستثمر هذه األموال في بيع الورق والصحف ،حتى تمكن مع المساء من تسديد المال الذي اقترضه ،كما
حقق صافي ربح 42سن ًتا ،ونام وهو ممسك بهذا المال بين يديه.
لقد علمني ابني من هذه التجربة إنه يمكن ألي شخص أن يقوم بتحويل إعاقته إلى مصدر قوة ،فعادة ما كان الناس
يعاملونه بلطف أكبر ويعجبون به وبالرغبة التي يمتلكها ،ما يشجعهم على التعامل معه.
باإلضافة إلى ذلك ،امتالك «بلير» لإليمان بتحويل رغبته في السمع إلى حقيقة ،مكننا من أن نساعده على عيش حياة
طبيعية ،من خالل رفضنا لفكرة أن يتعلم لغة اإلشارة أو يلتحق بمدرسة للصم والبكم ،ولكنه استمر (ومع تعاون زمالؤه
ومدرسيه) في المدرسة حتى التحق بالجامعة ،حيث تحول هناك حلمه إلى حقيقة.
ففي عامه األخير بالجامعة ،تم إرسال جهاز كهربائي يساعده على السمع بغرض تجربته ،إال إنه كان محبطًا من مثل
ً
مثيل لها في مناسبات عدة سابقة دون أن تحدث معه أي فارق، تلك النوعية من األجهزة ،والتي سبق له وأن جرب
خاصة مع تأكيد طبيب لنا أن تكوين جهازه السمعي ليس طبيعيًا.
ولكن بمجرد تجربة هذا الجهاز الجديد ،سمع بشكل طبيعي للمرة األولى في حياته!
«بلير» الذي أكدت لنا الطبيعة واألطباء إنه قد ال يسمع أو يتحدث أب ًدا ،أصبح يسمع بشكل كامل للمرة األولى في حياته.
بسبب ذلك ،قرر «بلير» أن يرسل رسالة شكر إلى الشركة ال ٌ
مصنعة للجهاز ،والتي تواجد مقرها في والية نيويورك ،حاكيًا
لهم عن العالم الجديد والمتغير الذي جلبوه له في هذا الجهاز الجديد ،وعن الكيفية التي ساعدوه بها على تحقيق
حلمه.
حينها دعته تلك الشركة للتعرف على هذه الحالة الفريدة من نوعها والتي من الممكن أن تكون بداية الطريق بالنسبة
لها من أجل ترويج منتجها وتغيير العالم ومساعدة الصم على السمع بشكل طبيعي.
حينما ذهب «بلير» إلى هناك أكد لهم أن برنامجهم التسويقي المستخدم للوصول إلى جمهورهم المستهدف «الصم»
بحاجة إلى مجموعة من التعديالت ،وعكف على الدراسة وإعداد خطة تسويقية جديدة لمدة شهر كامل لهذه الشركة،
وبمجرد إلقاء مجلس إدارتها نظرة على هذه الخطة ،عينوه بشكل فوري.
11
اآلن ،أصبح «بلير» يسمع بشكل طبيعي ،باإلضافة ألنه بالفعل يحقق حلمه في يساعد كل الصم على مستوى العالم
على أن يسمعوا بشكل طبيعي مثله؟!
ً
أول :أنني ذرعت بداخله الرغبة في أن يسمع.
ثانيًا :أنني نقلت له تلك الرغبة بكل الصور واألشكال الممكنة.
ثال ًثا :أنه صدقني.
قصة «بلير» جعلتني أكثر إيمانًا بأن وجود الرغبة الكافية لدى شخص ما ،وسعيه لتحويل هذه الرغبة إلى حقيقة ،يمكن
أن يؤدي في النهاية إلى المعجزات.
12
الفصل الثالث :اإليمان
اإليمان ببساطة هي عبارة عن حالة ذهنية تنتاب الشخص ،وهي تتمثل في السعي نحو تحويل الرغبة الغير ملموسة
إلى شيء مادي ،عن طريق اإليحاء الذاتي والتحفيز المستمر للعقل الباطن بضرورة الوصول إلى هذه الرغبة ،وهو ما
يعيده العقل الباطن لك في النهاية ،في صورة «اإليمان».
فعلى سبيل المثال ،عندما يتعرض أو يقوم شخص ما بارتكاب جريمة ألول مرة فإنه يبغضها ،ولكن حال تكرر األمر عدة
مرات فإنه يتحملها ويعتاد عليها ،وإذا استمر هذا األمر لفترة طويلة ،فإنه سوف يؤمن بها وسوف تصبح شي ًئا ثاب ًتا في
تكوينه الشخصي ،طبق نفس هذا المثال على اإليمان بالرغبة في تنفيذ شيء إيجابي.
رغم أنه ال توجد طريقة أو شكل ثابت وواضح قد يساعدك على تطوير اإليمان بداخلك ،حيث تندرج من البداية للنهاية
تحت إطار العواطف ،إال أنه ومن خالل المثال السابق ،يمكنك ببساطة أن تدرك بأن العقل الباطن هو الذي يساعد في
التحكم في مصائر الفرد ،وفي مدى إيمانهم بقدرتهم على التغير.
فإذا كنت تحفز عقلك الباطن بصورة إيجابية مستمرة بأنك قادر على الوصول لهدفك وتحقيق النجاح في حياتك ،فإنك
ستجد أن ذلك يتحقق على المستوى الفعلي ،والعكس بالطبع صحيح ،ألنه كلما كانت درجة تحفيزك لعقلك الباطن
بنوعية محددة من األفكار ،سواء أكانت تلك األفكار إيجابية أو سلبية ،كلما كانت درجة إيمانك بتلك األفكار أكبر.
وبالتالي يجب عليك أن تدرك شي ًئا واح ًدا فقط ،وهي أن التحلي باإليمان اإليجابي والتخلي عن المشاعر السلبية ،قد
ً
محركا لك نحو الوصول ألهدافك المادية ،خاصة وأنه يأتي في إطار الحالة الذهنية الناجمة عن اإليحاء الذاتي. يكون
إ ًذا ،كيف يمكنك أن تقوم بالتحكم في عملية اإليحاء الذاتي وطبيعة دخول األفكار في عقلك؟! الرد على هذا السؤال
بسيط للغاية ،ويتمثل في التكرار ،ومن هنا أي ً
ضا تظهر أهمية كتابة األهداف التي تسعى لتحقيقها في ورقة ،ثم قراءة
هذه الورقة مرارًا وتكرارًا ،حيث يساعد التكرار بصورة مستمرة على تدعيم مبدأ اإليحاء الذاتي.
حينما تسعى للتخلص من كافة المشتتات التي قد تعوقك عن تنفيذ رغباتك ،قد تجد أن ضعف الثقة بالنفس هو ال ُ
معوق
األساسي أمام رغبتك في تحقيق أهدافك ،وهنا يظهر الدور الفعال لإليحاء الذاتي ،والذي يمدك مع الوقت بالشجاعة
التي ستساعدك على الوصول لهذا الهدف ...كيف تتمكن من التحلي بتلك الشجاعة؟ اكتب النقاط التالية والخاصة
بمعادلة الثقة بالنفس وكررها لنفسك بصورة مستمرة ،حتى تقتنع بها.
ً
سابقا عن ظاهرة «االنتحار العقلي»؟! هل سمعت
في أحد المدن األمريكية ،كان هناك محاسب ُيدعى جوزيف برانت ،قام باقتراض مبلغ كبير من البنك الذي يعمل به ،دون
الحصول على إذن مدراءه ،وضيعه بالكامل على القمار ،وحينما جاء مفتش البنك لكي يراجع عهدته المالية ،هرب
«جرانت» من البنك ،واختفى لمدة 3أيام ،قبل أن تجده الشرطة مي ًتا في أحد فنادق المدينة.
13
في الواقع ،تم تصنيف حالة وفاة «جرانت» بأنها «انتحار عقلي» ،ببساطة ألنه استمر يكرر ويقول لنفسه« :سوف
يكتشفون األمر وسوف يقتلونني في النهاية» ،إلى أن توفي بالفعل.
«جرانت» لم يسمح لعقله الباطن بأن يستقبل أي أفكار إيجابية قد تحمل في طياتها أي حلول للمشكلة التي تسبب
بها ،ولكنه اكتفى باألفكار السلبية فقط ،وأنه «ميت ال محالة» ،وأقنع عقله الباطن بذلك ،إلى أن توفي بالفعل.
مثلما قد يلعب اإليحاء الذاتي دورًا في إيمانك بقدرتك على النجاح ،وبنفس الشكل الذي مكن هنري فورد من ابتكار
السيارات بمفهومها الحديث ،فإنه قد يؤدي بك إلى نتائج عكسية تما ًما ،ويقودك للفشل.
فهمك الصحيح لمبدأ اإليمان والمشاعر واألفكار التي تؤثر في تكوينه ،يلعب دورًا كبيرًا في قدرتك على الوصول إلى
رغباتك ،ويمكن ان نأخذ من المهاتما غاندي أكبر مثال على ذلك.
لم يمتلك «غاندي» أي قوة مالية أو عسكرية كان من الممكن أن يتم استخدامها في تفسير النجاح الكبير الذي تمكن
من تحقيقه في قيادة الهند نحو االستقالل عن بريطانيا ،ولكنه امتلك ما هو أكبر بكثير من هاتين القوتين ،قوة اإليمان.
تمكن «غاندي» من امتالك هذه القوة من خالل فهمه العميق لفكرته ولإليمان بها ،وتمكن من نقل هذا اإليمان ألكثر من
200مليون شخص وقتها ،وبالتالي حقق في النهاية ما ال يمكن ألي قوة عسكرية أن تحققه.
وخالل فترة الكساد العظيم التي مرت بها التجارة األمريكية ،خالل ثالثينيات القرن الماضي ،أنسحب الكثير من رواد
األعمال عن استثمار أموالهم في المشاريع المختلفة ،بسبب خوفهم من أن يتسبب هذا الكساد في ضياع أموالهم.
فيما ،وعلى الجانب األخر ،تسببت تلك الفترة في ظهور وبروز مجموعة من رواد األعمال ،الذي امتلكوا العقل المؤمن
المتحرر والقادر على االبتكار ،والذين تمكنوا تدريجيًا من االستفادة من هذا الكساد في إنشاء مشاريعهم الخاصة بهم
وقيادتها للنجاح ،وحققوا في نفس الوقت النجاح والثراء الذي يتطلعون له.
14
الفصل الرابع :اإليحاء الذاتي
خطوتك الثالثة نحو تحقيق الثراء
اإليحاء الذاتي ببساطة هو العملية التي تتحكم في وصول كافة األفكار والمحفزات إلى العقل عن طريق الحواس
الخمس ،كما أنه يمكن تعريفه بطريقة أخرى على أنه العملية التي تربط بين العقل الذي يقوم بالتفكير الواعي ،والعقل
الباطن.
فاألفكار المهيمنة على تفكير العقل الواعي تنتقل تدريجيًا للسيطرة على العقل الباطل وتستقر به ،سواء أكانت تلك
األفكار إيجابية أو سلبية.
من بين أبرز اإلمكانيات التي يتحلى بها العقل البشري هي ببساطة قدرته على التحكم والسيطرة على طبيعة األفكار
التي يستقبلها عقله الواعي من الحواس الخمس ،ولكن لآلسف ،ال يتم استخدام هذه الميزة بصورة كبيرة ،وهو ما
يفسر في النهاية سبب ابتعاد الثراء عن عدد كبير من الناس.
لكي تكون قادرًا على تحقيق مبدأ اإليحاء الذاتي بالشكل الصحيح وبالتالي اكتساب قدرة «الوعي بالمال» ،يجب
ً
مثل تحدد المبلغ الذي ترغب في الوصول له ،أحرص على إغالق عينيك والتركيز ببساطة أن تعتمد على التركيز ،فحين
في تخيل مظهر المال ،وفكر دائ ً
ما من منطلق أن المال الذي ترغب في الحصول عليه بحوزتك بالفعل ،أي ببساطة ،اخدع
عقلك الباطن!
فالتركيز على الوصول لألهداف التي تسعى لتحقيقها من خالل التفكير فيها على إنها موجودة بالفعل ،تساعد على
إعطاء أوامر مطعمة باإليمان الالزم لعقلك الباطن بإيجاد طرق الوصول إلى الثراء الذي تسعى للوصول له!
ولكن للوصول أي ً
ضا إلى المبلغ الذي تسعى إليه ،يجب عليك ان تكون واعيًا تجاه إلزامية وجود الخطط الالزمة للوصول
إلى هذا النجاح ،وحال لمعت تلك الخطط في عقلك بأي وقت ،يجب أن تقوم بتنفيذها فورًا
ملخص التعليمات
يمكن ببساطة تلخيص كافة الخطوات التي ُورد ذكرها في الفصل الثاني بعد دمجها مع التعليمات التي ورد ذكرها في
هذا الفصل ،على النحو التالي:
ً
مثل السرير ،وأذكر لنفسك بصوت عالي كافة التفاصيل عن مقدار المال الذي ً
أول :اذهب إلى مكان هادئ ،وليكن
تسعى للحصول عليه ،الوقت وكيفية الحصول على هذا المال ،والمقابل الذي سوف تقدمه مقابل الحصول على هذا
ً
مثل). المال (سلعة أو خدمة
ثال ًثا :حاول أن ضع تلك الورقة في مكان مكشوف ،وبحيث تكون مجبرًا وف ًقا لذلك على رؤيتها بشكل دائم.
15
أثناء تنفيذ التعليمات الثالثة السابقة ،أحرص على االعتماد معها على مبدأ اإليحاء الذاتي ،من خالل إقناع عقلك الباطن
بضرورة تنفيذ هذه الرغبة وجمع هذا المقدار من المال ،لتحقيق هذا اإلقناع المطلوب ،فإنك بالطبع سوف تكون بالحاجة
لالعتماد على العواطف ،وال توجد عاطفة أقوى لدى أي شخص أقوى من عاطفة اإليمان.
من الوارد أثناء تنفيذك لتلك الخطوات الثالثة أن ينتابك الشك حول جدواها ،إال إنه إذا نجحت في تطبيقها بالشكل
المكتوب ،حينما ستحول شكك إلى إيمان مطلق.
16
الفصل الخامس :المعرفة المتخصصة
الخبرات والمالحظات الشخصية
هناك نوعان أساسيان من المعرفة ،المعرفة العامة والمعرفة المتخصصة ،يمكن تلخيص المعرفة العامة في كونها المعرفة
التي يمكنك إيجادها في المناهج الدراسية المختلفة ،والتي ال تساعد من قريب أو بعيد في عملية جمع المال،
ً
مثل نادرًا ما يمتلكون المال ،خاصة وأنهم متخصصون في تدريس المعرفة ،وليس الطريقة التي يمكن بها فاألساتذة
استخدام المعرفة للوصول إلى المال.
ال تعتبر المعرفة فقط مصدرًا من قريب أو من بعيد للوصول إلى المال ،ولكن إذا تم تنظيمها بذكاء ،من خالل إعداد الخطط
المخصصة لذلك ،سوف يساعد على توجيهها للوصول إلى هذا الهدف على النحو الصحيح.
هناك قدر كبير من الناس الذين يختلط عليهم األمر ،حيث يعتقدون أن «المعرفة قوة» ولها القدرة وحدها على جلب
المال ،إال أن هذا ال يرتبط بأي شكل من األشكال بالحقيقة ،وهذا ما يخطئ الكثير من الناس في اعتقاده عند الحديث
عن «هنري فورد» وكونه «غير متعلم».
فـ»فورد» لم يهتم كثيرًا بمدى حصوله على المعرفة من المناهج التعليمية ،بقدر اهتمامه بالتعلم من الخبرات والمالحظات
الشخصية.
خالل الحرب العالمية األولى ،وصفت إحدى صحف «شيكاجو» في تقرير لها« ،فورد» بأنه «جاهل» ،وقد اعترض «فورد»
على هذا اللفظ كثيرًا ،إلى الحد الذي أدى به نحو إقامة دعوى على الصحيفة للحصول على حقه.
في المحكمة ،قام محامي الصحيفة بطرح مجموعة كبيرة من األسئلة التي تتواجد في المناهج التعليمية ،والتي تهدف
بشكل أو بأخر نحو التأكيد على أنه رغم كون «فورد» متخص ً
صا بشكل كبير في مجاله ،إال أنه في النهاية «جاهل».
ً
رأسا على عقب ،فعقب قيام المحامي بسؤاله أحد تلك األسئلة ،قال له «فورد»« :إذا ولكن «فورد» نجح في قلب األمور
كان يجب علي أن أرد على األسئلة الحمقاء التي تطرحها علي ،أسمح لي أن أذكرك بأنه لدي على مكتبي ما يكفي
من األزرار الكهربائية والتي يمكنني بمجرد الضغط على أي منها أن استدعي أحد رجالي الذين يستطيعون اإلجابة على
كل ما أحتاجه من كافة تلك النوعيات من األسئلة».
وقد كان هذا هو الجواب المثالي ،فكل من في القاعة أدركوا أن «فورد» ليس بجاهل ،وإنما يقوم باستخدام هذا العلم
بالشكل األمثل الذي يمكنه من الوصول إلى أهدافه ،فيما امتلك هو المعرفة المتخصصة التي مكنته من أن يصبح واح ًدا
من أغنى الرجال في أمريكا.
17
قبل أن تتأكد من قدرتك على تحويل رغبتك في الثراء إلى مال حقيقي ،يجب أن تتأكد ً
أول من امتالكك المعرفة والخبرة
الشخصية بالخدمة أو السلعة التي سوف تقدمها مقابل الحصول على مقدار المال الذي تتطلع له ،وحال وجدت فجوة
في هذه الخبرة أو المعرفة الشخصية ،أحرص على ملئ هذه الفجوة ،عن طريق امتالكك لمجموعة العقول المدبرة،
وهي المجموعة التي تتكون من األشخاص الذين يمتلكون درجة التعليم والمعرفة والعلوم الكافية التي قد ال تكون
متواجدة لديك ،والذين لو قمت بإدارتهم وتنظيم علمهم بالشكل الصحيح ،سوف تصل في النهاية لمقدار الثراء الذي
تتطلع إليه.
أما بالنسبة للخطوة الثانية التي ينبغي أن تقوم بها في هذا الشأن ،فهي تتمثل في التعرف الدقيق على مصادر المعرفة
الموثوقة ،والتي تأتي تحت إطار:
يعتبر األهم من التعرف على مصادر المعرفة واكتسابها هي القدرة على تنظيمها ،وإال فلن يكون لها قيمة!
هناك اعتقاد خاطئ سائد على نحو كبير بين األفراد الذين لم يتمكنوا من تحقيق النجاح في حياتهم ،يتمثل في أن
التعلم ينتهي بمجرد إنهاء الفرد لمرحلة التعليم النظامي سواء في المدرسة أو الجامعة ،ولكن الحقيقة تتمثل ببساطة
في أن تلك النوعية من التعليم يعتبر الهدف منها هي وضع الفرد على بداية الطريق نحو تعلم خبرة الحياة العملية.
هناك اعتقاد خاطئ سائد على نحو كبير بين األفراد الذين لم يتمكنوا من تحقيق النجاح في حياتهم ،يتمثل في أن
التعلم ينتهي بمجرد إنهاء الفرد لمرحلة التعليم النظامي سواء في المدرسة أو الجامعة ،ولكن الحقيقة تتمثل ببساطة
في أن تلك النوعية من التعليم يعتبر الهدف منها هي وضع الفرد على بداية الطريق نحو تعلم خبرة الحياة العملية.
يجب دائ ً
ما تشجيع أصحاب الشركات المختلفة على وضع نظام لتدريب الطالب وإعطائهم الخبرة الكافية لكي يكونوا
ً
إدراكا بأن معظم مؤهلين لسوق العمل عند التخرج ،باإلضافة إلى ذلك ،يجب على الطالب أنفسهم أن يكونوا أكثر
الشركات الكبيرة تطلب األن موظفين يمتلكون الخبرة الكافية للعمل ،وأن يبدؤوا بداية من السنة الثانية أو الثالثة من
الكلية نحو السعي الكتساب خبرة الحياة العملية ،والتعرف على طبيعة الوظيفة الذي توفرها لهم المناهج الدراسية
التي يقومون بتعلمها.
ماذا لو انعكست األمور وكنت تسعى لمزيد من الخبرات األكاديمية في مجال عملك؟! ال توجد بالفعل أفضل من المدارس
الليلية والدورات التدريبية للقيام بهذه الوظيفة ،خاصة مع المرونة الكبيرة التي توفرها لطالب العلم ،والفرصة التي توفرها
له من أجل اكتساب الخبرات الالزمة تحدي ًدا لطبيعة ومجال عمله.
18
يعتبر التعلم بالمراسلة أو التعلم بعيد المدى أي ً
ضا من بين أبرز أنواع التعلم فعالية على اإلطالق ،وذلك نظرًا النخفاض
أسعاره من ناحية ،ومطالبة مقدمي تلك النوعية من التعلم للحصول على قيمة الدورة التدريبية بشكل كامل مقد ًما.
قيامك بدفع قيمة الدورة التدريبية كلها بشكل ُمسبق قد يدفعك بشكل أو بأخر نحو إكمال هذه الدورة حتى النهاية ،وذلك
لرغبتك في الحصول على تعويض عن األموال التي قمت بدفعها ،وبالتالي تصبح فرصك في االنسحاب ال ٌ
مبكر من إكمال
الدور التدريبية ضعيفة.
هذا األمر يجعلنا نعود لمراجعة أمر هام للغاية في النظام التعليمي« ،المجانية».
في أمريكا ،قدمت الحكومة األمريكية نظام التعليم المجاني للمرحلة األساسية ،بصورة سلسة تساعد الجميع على
الحصول على العلم ،ولكن هنا بالضبط تكمن المشكلة ،فعادة ما ال يقدر الناس ما هو مجاني ،وكذلك الحال بالنسبة
للشركات بالطبع ،وبالتالي تظهر أهمية الدورات التدريبية.
وعادة أي ً
ضا ما تقدر الشركات الموظف الذي يخصص جز ًءا من وقت فراغه الكتساب معرفة جديدة في مجال عمله ،ألنه
ببساطة يمتلك الطموح الكافي لتطوير نفسه بصورة مستمرة ،وهذا الطموح هو ما يعطيه األفضلية عن غيره.
ً
أفاقا عديدة من التطور أمام صاحبه ،كما أنه ووف ًقا لألوضاع االقتصادية امتالك الطموح الكافي لمواصلة التعلم دائ ً
ما ما يفتح
الحالية التي نمر بها ،يجب على كل فرد أن يسعى الكتساب «المعرفة المتخصصة» ،والتي تساعده على تحسين
مصادر دخله ،أو الحصول على فرص عمل أفضل ،أو حتى تغيير نشاط عمله ألخر يساعده دخله على التوائم مع الظروف
الحالية.
مهندسا معماريًا الم ًعا ،إال أنه بمجرد حلول مرحلة الكساد العظمى في أمريكا فقد جز ًءا كبيرًا
ً «ستيوارت أوستن وير» كان
من أعماله ،ولم يعد دخله كما كان بالصورة الكافية ،وبالتالي وجد أن عليه تغيير طبيعة عمله ،ومن هنا قرر أن يقوم
بدراسة القانون ،والذي كان واح ًدا من بين أهم وأبرز مجاالت العمل ازدهارًا خالل تلك الفترة ،في أحد الجامعات الليلية،
وعقب سنتين ،حصل على شهادته في القانون ،ونتيجة اجتهاده في مجاله الجديد ،تمكن من أن يكون له العديد من
األعمال في عدد مختلف من الواليات.
لم يفكر «وير» في كونه كبيرًا في السن على التعلم من جديد أو تغيير مجال عمله ،حيث كان بالفعل قد تجاوز الـ 40
من عمره ،كما لم يفكر في كونه يمتلك عائلة ،وبالتالي قد ال يمتلك الوقت أو المال من أجل تغيير مجاله للمحاماة ،كل
ما فكر فيه وسعى له هي رغبته في تغيير مجال عمله لمجال أخر يحقق له مستوى الدخل الذي يتطلع له.
19
الفصل السادس :التخيل
العائق الوحيد الذي يمكن أن يقف في طريق أي إنسان نحو تحقيق الثراء هي الطريقة التي يقوم فيها باستخدام خياله.
لماذا؟! إلن الخيال ببساطة هو المكان الذي تتحول فيه كافة األفكار والرغبات والدوافع التي تتواجد في عقل اإلنسان
إلى شكل ثابت يكون بمثابة الخطوة الفعلية نحو الوصول للثراء.
عادة ما يعود الفضل للخيال في اإلنجازات الكثيرة التي تمكننا من الوصول لها على مدار السنين القليلة الماضية ،مقارنة
باإلنجازات التي حققها اإلنسان على مدار تاريخ البشرية بأكمله ،فقدي ً
ما كان اإلنسان يتخيل أنه يطير ،إال إنه كان
يستخدم هذا الخيال بطريقة بدائية حرمته من تحويل هذا الحلم إلى شكل ثابت ،كما حدث معه حدي ًثا حينما تخيل
الشكل والطريقة التي تمكنه من ابتكار الطائرة التي سوف تساعده على الطيران ،قس استخدام هذا المثال على غيره
من األمثلة األخرى المشابهة.
لكي نقوم بالتعرف على الطريقة التي يمكن بها استخدام الخيال بالشكل الذي يمكننا من تحقيق الثراء المطلوب ،يجب
ً
أول أن نتعرف على نوعيه :الخيال االصطناعي والخيال اإلبداعي.
يمكن تعريف الخيال االصطناعي باعتباره الخيال الذي يقوم بترتيب كافة األفكار ،الخبرات والمعرفة السابقة للشخص في
أشكال جديدة تساعده على الوصول لهدفه ،ولكن دون أن يكون لهذا النوع من الخيال أي قدرة على االبتكار.
أما بالنسبة للخيال اإلبداعي ،فهي تلك النوعية من الخيال التي يكون لديها القدرة على االبتكار ،عبر توصيل العقل
بشكل مباشر بالذكاء الالمتناهي.
عادة ما يعمل الخيال اإلبداعي في عقل اإلنسان حال امتلك القدرة على التفكير بالشكل السريع المدفوع من قبل رغبة
الشخص في الوصول لهذا الهدف ،وهو ما يدفعه نحو ابتكار أشكال جديدة لألفكار واألهداف التي يتطلع للوصول لها
بشكل مستمر.
لكي تمتلك إمكانية تطوير خيالك االصطناعي واإلبداعي ،يجب أن تكون قادرًا على مساعدة خيالك على العمل بشكل
مستمر ودؤوب ،ويجب أن تدرك أي ً
ضا أنه على الرغم من الدور الكبير للخيال االصطناعي في تحويل رغباتك المجردة إلى
مال ،إال إنك قد تكون مضطرًا في أحيان كثيرة الستخدام خيالك اإلبداعي.
األرض التي نعيش عليها هي عبارة عن مجموعة هائلة من أشكال الطاقة غير الملموسة ،والتي تم تنظيمها بشكل
ابتكاري ،لكي تتحول إلى شكل ملموس وثابت.
هذا بالضبط ما يقوم به الخيال ،فهو يقوم بتحويل الفكر والرغبة إلى مال ملموس ،بنفس الطريقة التي تم فيها تحويل
أشكال الطاقة إلى األرض التي نعيش عليها اليوم.
20
الفصل السابع :التخطيط المنظم
لكي ننجح في الوصول للثراء المطلوب ،يجب أن تمتلك الرغبة في تحقيق ذلك ،ثم نقل هذه الرغبة إلى ورشة عمل
العقل ،إلى ثراء ملموس.
لكي تتمكن من تنفيذ هذا األمر بشكل سليم ،يجب أن تتبع الخطوات الـ 4التالية:
-1في البداية ،أحط نفسك بأكبر قدر ممكن من األشخاص الالزمين لتكوين الخطة المناسبة لتحويل الرغبة إلى ثراء
ملموس.
-2قبل قيامك بتكوين فريق «العقل المدبر» الخاص بك ،يجب أن تحدد ألفراد هذه المجموعة المقابل الذي سيحصلون
عليه مقابل العمل لصالحك ،فال يوجد أي شخص موهوب قد يعمل معك بال مقابل.
-3بعد ذلك ،حاول أن تجتمع بفريق العمل الخاص بك مرتين على األقل أسبوعيًا ،حتى تتمكنوا سويًا من وضع الخطط
الالزمة لتحويل الرغبة إلى شيء ملموس.
-4حافظ على درجة التناغم المثالي بينك وبين كل فرد في فريق عملك ...حال عدم وجود هذا التناغم ،فال تتفاجأ إذا
تعرضت للفشل.
• أنت تشارك بالفعل في أمر شديد األهمية بالنسبة لك ،وبالتالي حتى تتمكن من تحقيق النجاح ،يجب أن تكون خططك
خالية من أي عيوب.
• تتمتع بالخبرة ،التعليم ،اإلمكانية وموهبة التصور والتخيل الفطرية الموجودة لدى كل فرد في فريق عملك.
ماذا لو فشلت الخطة الدقيقة التي قمت بوضعها؟! حينها يجب عليك أن تستبدل هذه الخطط بخطط أخرى بديلة،
وتستمر في المحاولة مرة تلو األخرى حتى تجد الخطة المناسبة التي تقودك للوصول إلى غايتك ،هذه المحاوالت
ما، ً
فشل دائ ً العديدة هي عادة ما تفصل بين نجاح شخص ما في تحقيق هدفه من عدمه ،فالهزيمة المؤقتة ليست
ً
خلل في خطتك يجب أن تقوم بتصليحه من خالل المحاولة من جديد. ولكنها تعني ببساطة أن هناك
هناك من يعتقد بالخطأ أن المال فقط هو ما يؤدي إلى المال ،ولكن هذا غير صحيح على اإلطالق ،فالرغبة وحدها هي
ما تساعد على الوصول له ،ال يستجيب المال بأي شكل من األشكال إال لإلنسان الذي يمتلك الرغبة الكافية التي تمكنه
من اإليمان وامتالك درجة التصور الكافية من أجل تحويل رغبته إلى درجة الثراء المطلوبة.
21
أهم صفات القيادة
هناك نوعان أساسيان من األشخاص ،القادة والتابعين ،يجب من البداية أن تحدد أي نوعية من األشخاص أنت ،ألن
الفارق في العائد سوف يكون ببساطة شاس ًعا للغاية ،فال يمكن للتابع أن يتوقع العائد الذي يتلقاه القائد بأي شكل من
األشكال.
أن تكون تاب ًعا ليس عيبًا ،ولكن العيب أن تظل تاب ًعا ،ألن معظم القادة الناجحين بدأوا حياتهم كتابعين ،إال أن ذكائهم
ومالحظاتهم الدقيقة لصفات قادتهم حولهم بشكل أو بأخر لقادة فاعلين.
ً
إذا ماهي أهم صفات القيادة التي ينبغي أن تتوفر في أي قائد؟!
-1شجاعة غير محدودة.
-2التحكم في النفس.
-3إحساس عميق بالعدالة.
-4الحزم في اتخاذ القرار.
-5الدقة في التخطيط.
-6عادة القيام بأكثر مما ُيطلب منه.
-7شخصية مرحة.
-8التعاطف والتفاهم.
-9أقصى درجات االهتمام بالتفاصيل.
-10الرغبة في تحمل المسؤولية بشكل كامل.
-11التعاون.
باإلضافة إلى ذلك ،يجب أن ُتدرك أن هناك نوعان من القيادة ،النوع االكثر فعالية هي القيادة بموافقة التابعين وبالحصول
على تعاطفهم ،أما النوع الثاني ،فهو يتمثل في القيادة بالقوة ،وهو النوع الذي أثبت التاريخ أن استخدامه لوقت طويل
لن يكون مجديًا ،وهو ما يظهر جليًا في سقوط الطغاة.
المفهوم الحديث للقيادة يتطلب من القائد أن ُيدرك جي ًدا مفهوم «التعاون» مع التابعين له ،وأن يفهم بأن عالقته بهم
أشبه بالشراكة إلى حد كبير ،ولكي تتمكن من تطبيقه ،يجب عليك أن تفهم وتطبق جي ًدا المبادئ الـ 11السابقة.
هناك بالفعل 10أخطاء كبرى يقع فيها القادة ،يمكن أن تؤدي في النهاية لفشلهم ،وهي:
22
ً
بدل من التفهم. -9التأكيد على مبدأ «سلطة» القيادة بالقوة،
-10اللقب :القائد الناجح ال يحتاج إلى لقب محدد من أجل منحه احترام أتباعه.
حين ننظر إلى الواليات المتحدة األمريكية ،سنجد أنها واحدة من ضمن أبرز البلدان من ً
حا للحريات المختلفة ،فهي توفر
للفرد القاطن بها ،سواء أكان أمريكيًا أو يمتلك جنسية أخرى ،أكبر قدر ممكن من الحريات التي تتيح له الفرصة نحو
التمكن من تطبيق مبادئ تحقيق الثراء بالصورة الكافية.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن المستوى المعيشي للفرد في أمريكا أكثر من جيد في كثير من النواحي ،فمعظم األسعار (والتي
جمعها نابليون هيل في منتصف الثالثينيات من القرن الماضي) ،تتناسب بصورة كبيرة مع مستوى األسرة األقل من
متوسطة.
يمكن للفرد في أمريكا أن يوفر حياة مريحة لنفسه ولكافة أفراد عائلته بأقل التكاليف الممكنة ،وهذا ما يجعلنا نتساءل:
ما المعجزة التي تسببت في توفير هذا القدر الكبير من الحريات؟
إنها الرأسمالية! وال نتحدث عن الرأسمالية هنا باعتبارها المال فقط ،ولكنه ببساطة عبارة عن مجموعة الرجال والنساء
األذكياء والمنظمين والذين يمتلكون معرفة متخصصة ومميزة في مجالتهم المختلفة ،ويسعون لنقلها إلى جمهورهم
بالشكل الذي يحقق لهم الربح المطلوب ويفيد هذا الجمهور في نفس الوقت.
رأس المال المنظم يلعب دورًا شديد األهمية في تقدم األمم وفي تطور الواليات المتحدة األمريكية وتنمية فرص العيش
والحياة بها بشكل أساسي.
حتى يمكن توفير وجبة اإلفطار البسيطة إلى كل مواطن أمريكي ،فإن هناك نظام رأسمالي منظم ساهم في توفير كافة
ً
مثل على بناء خطوط المالحة العناصر لنقل كافة مكونات تلك الوجبة بأقل التكاليف ،رغم التكلفة العمالقة التي تم إنفاقها
والسكك الحديد من قبل هذا النظام الرأسمالي.
23
الفصل الثامن :اتخاذ القرار
فن المماطلة
عقب تحليلي ألكثر من 25ألف شخص واجهوا الفشل في حياتهم ،اكتشفت أن السبب األساسي وراء ذلك يعود بسبب
«المماطلة في اتخاذ القرار» ،لذلك يأتي هذا األمر على رأس قائمة الـ 30سبب للفشل بالفعل.
«المماطلة في اتخاذ القرار» يعتبر من بين أبرز األعداء الذين ينبغي عليك أن تقوم بالتخلص منهم على وجه
السرعة ،حيث كشفت األبحاث التي قمت بها عن أن مئات األشخاص الذين تجاوزت ثرواتهم المليون دوالر أنهم يمتلكون
القدرة على الوصول للقرار بسرعة ،مع امتالك القدرة على التغيير البطيء لتلك القرارات إذا ما ظهر عدم تناسبها معهم،
والعكس صحيح بالطبع.
من بين أبرز ما يتسم به معظم األشخاص الذين واجهوا الفشل في حياتهم هي تأثرهم الشديد بآراء الغير ،وبالتالي
يلجؤون لتغيير قراراتهم بسرعة بمجرد انتقاد األخرين لقراراتهم المختلفة ،وبالتالي ال يتمكنون من تحفيز الرغبة الخاصة
بهم تجاه أحد القرارات التي اتخذوها ،وتنعدم فرصهم تدريجيًا في تحقيق الثراء.
ال نعني بهذا الكالم أنك لن تحتاج آلراء األخرين ،بالعكس سوف تحتاج إليها ،ولكن يجب أن يكون ذلك عبر مجموعة «العقل
المدبر» الخاصة بك فقط ،والتي يجب أن تختار أعضاؤها بعناية شديدة بحيث يتوافقون جمي ًعا مع طبيعة تفكيرك ،وتثق
في رأيهم بشكل كبير ،وتتأثر في نفس الوقت بما تجد أنه يتوافق مع رأيك.
ً
قليل ،فمن بين أبرز عادات الجهالء هي قيامهم بالتحدث كثيرًا واالستماع بشكل قليل، حاول أي ً
ضا أن تستمع كثيرًا وتتكلم
وبالتالي فإنه إذا كنت من بين من يتأثرون باآلراء كثيرًا ،قد يؤدي ذلك بك في النهاية إلى تأثرك بالسلب بآراء هؤالء الناس،
ما يقودك في النهاية التخاذ قرارات خاطئة ،فكلما استمعت أكثر كلما زادت فرصتك في زيادة معرفتك باألمور ،كما يهدد
قيامك بالتحدث كثيرًا في الكشف عن خطتك التي تنوي القيام بها ،وبالتالي قد يقوم واحد من بين األفراد المحيطين بك،
والذي قد يكون يحسدك ،على حسك على تغيير مخطتك.
24
الفصل التاسع :اإلصرار
الجهود المستدامة للوصول إلى اإليمان
لإلصرار دور أساسي في تحويل رغبة أي شخص في الثراء إلى نقود حقيقية ،وللوصول إلى اإلصرار الكافي ،يجب أن تمتلك
قوة اإلرادة.
عادة ما يتم وصف رواد األعمال الناجحين بالصالبة التي يمتلكونها ،هذه الصالبة تتكون ببساطة من قوة اإلرادة ممزوجة
باإلصرار ،ومدفوعة بالرغبة الشديدة من هذا الشخص للوصول إلى هدفه.
معظم الناس لديهم االستعداد للتخلي عن أحالمهم بمجرد مواجهتهم ألول عائق ،فيما يتمكن القالئل من النجاح ،بسبب
إصرارهم على موقفهم ومواجهتهم ألي عائق قد يتعرضون له ،وذلك ببساطة ألنهم يمتلكون الرغبة الكافية لالستمرار،
فكلما كانت رغبتك في تحقيق الحلم قوية ،كلما تمتعت بإصرار أقوى للوصول للحلم ،والعكس صحيح بالطبع.
ففي ،1915قررت « فاني هورست» أن تنتقل إلى مدينة نيويورك ،لرغبتها الشديدة في تحويل موهبتها في الكتابة إلى
مصدر يحقق لها الثراء ،على مدار 4سنوات ،دأبت « هورست» على الكتابة والتغلب على كافة السلبيات التي كانت تقوم
بها ،واستمرت في إرسال قصصها إلى كافة الناشرين خالل تلك الفترة ،ولكنها تلقت منهم 36رف ً
ضا!
من الممكن أن ييأس الشخص الذي ال يمتلك عقلية اإلصرار منذ أول رفض يتعرض له ،ولكن هذه لم تكن «هرست» ،والتي
دأبت على المثابرة فيما تقوم به حتى حصلت على أول فرصة لها ،حيث وافق أحد الناشرين على طبع قصتها ،وحينها بدأت
األموال تتدفق عليها.
فالنجاح الكبير الذي حققته تلك القصة جذبت االنظار نحو « هورست» ،إلى أن نجحت شركة « »The moving pictureفي
التعاقد معها ،ودفعت لها قرابة الـ 100ألف دوالر مقابل الحصول على حقوق روايتها « ،»Great Laughterلتكون بذلك أعلى
رواية في التاريخ يتم الدفع مقابل الحصول على حقوقها «في ذلك التوقيت».
« هورست» ببساطة زرعت اإلصرار بداخلها ،حتى تمكنت من تحويل موهبتها إلى مصدر للوصول إلى الثراء.
25
-العادة :يمكن زرع اإلصرار بشكل مباشر إذا كانت تتواجد كعادة بالفعل لدى الشخص ،حيث أنه يمكن ببساطة خداع
العقل ومساعدته على التغلب على أسوأ المخاوف من خالل االعتياد على ممارسة األعمال الشجاعة مرة تلو األخرى
حتى تتحول إلى عادة.
بعد قراءة العوامل الثمانية السابقة ،حدد بالضبط أي منها الذي تفتقر إليه في شخصيتك ،وحاول اكتسابها ،ما سيساعدك
على اكتساب اإلصرار الالزم للنجاح.
هناك 4خطوات أساسية يمكنها أن تساعدك على اكتساب عادة اإلصرار ،هذه الخطوات ال تحتاج بالفعل إلى درجة كبيرة
من الذكاء أو التعليم ،ولكنها تحتاج فقط إلى قليل من الوقت والجهد ،وهي:
هذه الخطوات األربعة تعتبر بمثابة المفتاح نحو تحقيق النجاح في جميع جوانب الحياة ،فاتباعها بشكل إيجابي وتحويلها
لعادة يساعدك بشكل أو بأخر على الوصول ألهدافك.
حين نعود إلى قصتي «فورد» و»إديسون» ،سنجد ببساطة أن اتباعهم لهذه الخطوات األربعة مكن األول من تأسيس
امبراطورية صناعية ال تزال متواجدة حتى يومنا هذا ،فيما أصبح الثاني واح ًدا من أعالم المبتكرين على مر التاريخ ،بفضل
اختراعاته المذهلة ،رغم عدم امتالك الثنائي للثروة والتعليم الكافي في البداية.
26
الفصل العاشر :قوة العقل المدبر
القوة الدافعة
امتالك القوة ضروري ج ًدا لتحقيق النجاح ،فالخطط وحدها ال تكفي للوصول إلى الثراء ،ولكنها تحتاج إلى القوة الكافية
لتحقيقها.
يمكن تعريف القوة في هذه الحالة على أنها «المعرفة المنظمة والموجهة بذكاء» ،أي الجهد المنظم ،والذي يأتي بتضافر
جهود شخصين أو أكثر ،في سبيل تحويل الرغبة إلى ثراء ملموس.
هذه المصادر السابقة للمعرفة ،يمكن ببساطة تحويلها إلى قوة ،من خالل تنظيمها في خطط محددة وتنفيذ تلك الخطط.
إال أن تنفيذ هذه الخطط عادة ما يكون أمرًا شديد الصعوبة ،نظرًا لتعقيداتها المختلفة ،وبالتالي ظهرت ضرورة قيام الفرد
بإقناع األخرين وتشجيعهم على التعاون معه ...ومن هنا ظهرت «القوة الدافعة».
يمكنك ببساطة أن تكتسب إمكانيات القوة المتاحة أمامك ،إذا قمت باختيار مجموعة «العقل المدبر» بشكل صحيح،
لذلك عليك ً
أول أن تتعرف على سمات العقل المدبر ،وهما سمتين أساسيتين ،األولى اقتصادية والثانية نفسية.
السمة االقتصادية يمكن شرحها ببساطة على أنها درجة المشورة والتعاون اللذان يوفرهما مجموعة من األشخاص ألي
شخص ،وقد كان االعتماد على هذه السمة االقتصادية واحدة من بين أبرز األسباب التي ساعدت على تحقيق الثراء
لعدد كبير من األفراد.
أما السمة النفسية فهي أكثر تعقي ًدا ،حيث تعبر ببساطة عن القوة الروحية التي يوفرها هذا التعاون ،فببساطة يمكن
ً
عقل ثال ًثا معهما بالشكل لتعاون عقلين أو أكثر سويًا أن يؤدي بشكل أو بأخر لتكوين طاقة غير ملموسة تكون بمثابة
الذي يزيد من قوة هذا التعاون.
في البداية ،تعرفت فقط على السمة االقتصادية للعقل المدبر ،وذلك قبل 25عا ًما عن طريق أندرو كارنيجي ،والذي تكون
رجل أحاط نفسه بهم ،وقدموا له المشورة والتعاون الكاملين ما مكنه في النهاية من الوصول ً عقله المدبر من قوة 50
للثراء.
27
فرغم أنه بدأ حياته فقيرًا وال يمتلك أي إمكانيات للنجاح ،إال أن مثابرته في البداية ،ثم تعاونه مع عدد كبير من األفراد ذوي
القدرات العقلية الهائلة ،مثل توماس إديسون ،مكنوه خالل 25عا ًما من أن يصبح واح ًدا من بين أغنى أغنياء أمريكا ،وذلك
بفضل التعاون الودي الذي وقع بين عقله وبين عقول هؤالء الشخصيات.
ويمكن التعبير ببساطة عن مجمل هذا األمر في جملة بسيطة ،وهي« :ينطبع الفرد بطبيعة وعادات وقوة تفكير األشخاص
الذين يتعاون معهم».
المهاتما غاندي أي ً
ضا يعتبر واح ًدا من بين أبرز من اعتمدوا على القوة الكبيرة التي يتيحها «العقل المدبر» ،خاصة بعدما نجح
في إقناع أكثر من 200مليون شخص بالتعاون سويًا لمدة غير محددة ،وذلك بفضل إصراره وإيمانه بفكرته وقدرته الكبيرة
على اإلقناع ...تشك في صعوبة ما قام به «غاندي»؟! حاول أن تشجع شخصين على العمل سويًا بشكل متوائم كليًا ألي
مدة زمنية من اختيارك!
حين ننظر إلى مصادر الحصول على تلك القوة ،سنجد أننا ذكرنا في البداية «الذكاء الالمتناهي» ،فعندما يتعاون شخصان
ما على تحقيق هدف معين بشكل متوائم ،يفتحون أمام أنفسهم الطريق نحو الحصول على القوة من مصدر «الذكاء
الالمتناهي» ...أعظم مصادر الحصول على الطاقة على اإلطالق.
ولكن هذه القوة بشكل أو بأخر تحمل تيارين مختلفين ،تيار يؤدي في النهاية إلى السقوط في بؤرة الفقر ،بينما يرفعك التيار
األخر إلى السماء حيث يتواجد الثراء.
طريقة تفكيرك هي وحدها ما تحدد طبيعة التيار الذي تسير فيه ،فإذا كانت أفكارك إيجابية زادت فرصك في السير بتيار
الثراء ،والعكس صحيح.
كما أنه يجب عليك أن تدرك جي ًدا أن المال خجول ،وبالتالي فإن جذبه لك يحتاج إلى قدر كبير من جهد والمثابرة والذكاء،
فيما ال يحتاج الفقر إلى خطة من أجل الوصول له ،فهو جريء بطبعه!
28
الفصل الحادي عشر :المحفزات
خطوتك العاشرة نحو الثراء
عادة ما يستجيب اإلنسان لمجموعة من المحفزات التي تساعد بصورة كبيرة على زيادة قوة طاقة األفكار لديه ،وبالتالي
ترفع من معدالت حماسه وخياله اإلبداعي ورغبته ،هذه المحفزات هي:
-1الجنس.
-2الحب.
-3الرغبة الشديدة في الشهرة أو السلطة أو المال.
-4الموسيقى.
-5الصداقة «سواء من نفس الجنس أو الجنس األخر».
-6تعاون «العقل المدبر».
-7المعاناة المشتركة.
-8اإليحاء الذاتي.
-9الخوف.
-10المخدرات أو الكحول.
فيما تتواجد عاطفة الجنس على رأس محفزات عملية التفكير ،فإن هناك من بين هذه المحفزات اثنان مدمران ،والهدف
من هذا هنا هو التعرف على الطريقة التي يمكن فيها استغالل هذه المحفزات للوصول طاقة أفكار عظيمة.
قد تتساءل أحيانًا« :كيف يمكن الوصول إلى الذكاء الالمتناهي عبر امتالك قوة األفكار؟!» أو «هل هناك مصادر معرفة
محددة ومعروفة للعبقرية فقط؟ وكيف يمكن الوصول لها؟!».
يمكن ببساطة تعريف الحاسة السادسة على أنها «التخيل اإلبداعي» ،فكلية «التخيل اإلبداعي» عادة ما ال يستخدمها
العديد من األشخاص طوال حياتهم ،فيما ينجح من يستخدمها في أن يتحول إلى «عبقري» ،خاصة وأنها تعتبر الرابط
األساسي بين العقل محدود اإلمكانيات والذكاء الالمتناهي.
حينما تومض األفكار في ذهن الفرد ،من خالل ما يطلق عليه اسم «الحدس» ،فإنها تأتي من واحدة أو أكثر من
المصادر التالية:
-الذكاء الالمتناهي.
-العقل الباطن.
-من عقل شخص أخر أثار الفكرة أو صورة لتلك الفكرة أو المفهوم ،من خالل الفهم الواعي.
-من خالل العقل الباطن لشخص أخر.
«إديسون» استعان بالطريقة السابقة في الوصول لعدد كبير من مخترعاته ،مثل المصباح الكهربائي ،فيما لجأ أبراهام
لينكولن لطريقة مختلفة للوصول على العبقرية ،وذلك من خالل التحفيز الجنسي.
29
فمنذ أن قابل «لينكولن» حبه األول «آن روتليدج» ،ساعده ذلك على تحفيز جانب «التخيل اإلبداعي» في عقله ،وكذلك
الحال بالنسبة لنابليون بونابرت ،والذي دفعه حبه لزوجته األولى «جوزفين» للقيام بمخططاته االستعمارية الواسعة،
وبمجرد أن تركها بدأ تركيزه يقل تدريجيًا ،نتيجة انخفاض الحافز الذي ينمي من قدرة التخيل اإلبداعي لديه ،وبالتالي ُ
هزم
في النهاية.
التحفيز الجنسي إذا ما استخدم بطريقة صحيحة ،يساعد عدد كبير من الرجال على االرتقاء فكريًا بصورة أعلى ،ما
يمكنهم من التغلب على كافة المشاكل التي قد يمرون بها في حياتهم ،ويساعدهم على التركيز بصورة أفضل.
هناك عدد كبير من األعالم والعباقرة ،سواء أكانوا من القدماء أو من بين عباقرة الوقت الحالي ،الذين عرفوا دائ ً
ما بأنهم
مدفوعون برغبة جنسية متطورة ،تمكنوا من تحويلها إلى طاقة كافية لتشغيل التخيل اإلبداعي في عقولهم.
ال نعني بهذا الكالم أن نؤكد بأن أي شخص امتلك رغبة أو طاقة جنسية متطورة يمكنه أن يصبح عبقريًا ،حيث أنه ينبغي
على هذه الطاقة أن تنتقل من شكلها الجسدي إلى شكل أخر من أشكال الطاقة المتمثلة في الرغبة في العمل ،قبل
أن تتحول إلى عبقرية ،فيما قد يؤدي االستخدام الخاطئ لهذه العاطفة إلى الفشل.
من خالل تحليلي ألكثر من 25ألف شخص ،اكتشفت أن معظم من يتمكن من تحقيق النجاح منهم ال ينجح في ذلك
قبل سن الـ ،40كما ال يتمكن من الوصول إلى درجة النجاح والثراء التي يتطلع لها قبل سن الـ! 50
هذه الحقيقة دفعتني لدراستها بشكل دقيق لمدة 12عا ًما حتى توصلت في النهاية إلى السبب ،وهو أن معظم الرجال
ينغمسون في البداية في التعبير عن هذه الطاقة الجنسية في صورتها الجسدية ،والتي تكون متأججة بصورة كبيرة
حتى الوصول إلى سن الـ 45عا ًما.
طوال تلك السنوات ،عادة ما ال يكتشف الرجال بأن للطاقة الجنسية إمكانيات أخرى يمكنه أن يستغلها على النحو األمثل
كمحفز يساعده على تحقيق أحالمه ،وهو ما أكده أحد أكثر الرجال في أمريكا ثرا ًء ونفو ًذا حين أشار إلى أن وجود
سكرتيرته الجذابة بجانبه ساعده على وضع الخطط السليمة والدقيقة وتحويلها إلى حقائق.
كما كان من بين أوائل من اكتشفوا هذا األمر أحد المعلمين ،والذي توصل من خالل دراسة قام بها على أكثر من 30ألف
مندوب مبيعات ،بأن من يمتلك بينهم طاقة ورغبة جنسية ذات درجة أعلى كان أكثر قدرة على البيع من األخرين ،وذلك
نظرًا المتالكهم درجة جاذبية وحماس أعلى ،يتم استخدامهما في الوصول إلى عالقات أفضل مع الناس ،حيث يمكن
توصيل هذه الطاقة لألخرين عبر:
-المصافحة.
-نغمة الصوت.
-طريقة الوقوف وحركة الجسد.
-تذبذب األفكار.
-المظهر الشخصي.
مهنة المبيعات بصورة عامة تتطلب قدر كبير من المغناطيسية الشخصية والتي عادة ما تتواجد في الشخصيات ذوي
الرغبة الجنسية األعلى ،خاصة وأن هذه المهنة تحتاج درجة أكبر من الحماس لدى الشخص ،حتى يتمكن من إقناع
األخرين والتأثير عليهم.
30
فالبائع الذي يتمكن من تحويل هذه الرغبة الجنسية إلى جهود متواصلة في العمل تساهم في رفع درجة الحماس
والتصميم ،وزيادة القدرة على االهتمام بالتفاصيل ،يكون قد اكتسب ببراعة فن تحويل الجنس ،وينطبق األمر كذلك على
أي مهنة أخرى.
على الطرف األخر ،يجب التأكيد على إن اإلفراط في التعبير عن الرغبة الجنسية ،قد يؤدي بشكل أو بأخر في النهاية
نحو إهالك الجسد والعقل سويًاً ،
بدل من إثراؤهما ،وهذا ما يظهر جليًا في مستوى وطريقة تفكير عدد كبير من األشخاص
الذين يسيئون التعامل مع مبدأ «الرغبة الجنسية» في صورتها المفيدة.
لماذا يتم التأثر بشكل متأخر بقدرة الجنس على تطوير درجة إبداع اإلنسان أو يتم استخدامها بشكل سلبي؟!
ببساطة بسبب الجهل ،فلطالما كان الجنس أحد المواضيع الشائكة والتي ال ينبغي التحدث بشأنها كثيرًا أو بيان الجوانب
اإليجابية لها على زيادة درجة اإلبداع في العلن ،وخاصة بالنسبة لصغار السن أو حديثي النشء.
لهذا السبب ،قد يتطلب األمر من الفرد الكثير من الوقت حتى يبدأ في إدراك هذا الجانب من الجنس ،وهناك العديد من
األمثلة على ذلك ،مثل «كارنيجي» و»فورد» ،حيث يبدأ الفرد في الوصول لذروة أداءه الفكري خالل السن من ، 60-40
ألنه ببساطة يكون قد توصل إلى هذا الهدف وبدأ في رؤية الصورة بشكل أكثر وضو ً
حا.
31
الفصل الثاني عشر :العقل الباطن
خطوتك الحادية عشر نحو الثراء
يتكون العقل الباطن من حقل للوعي ،حيث يتم فيه تصنيف وتحليل وتسجيل كل األفكار التي تصل إلى العقل
الموضوعي باستخدام أي من الحواس الخمس ،على أن يتم بعدها تذكر األفكار أو وضعها في هيئة رسائل معينة
داخل خزانة العقل.
يمكنك ببساطة أن تخزن كافة أنواع األفكار أو االنطباعات أو المشاعر أو الخطط التي تنوي القيام بها في عقلك
الباطن ،نظرًا لقدرته الكبيرة على القيام بذلك ،حيث يركز في األساس على كافة أنواع الرغبات الممزوجة
بالشعور العاطفي ،مثل اإليمان.
وليل ،وبشكل يجعل من الصعب التحكم به ،حيث يقوم في طريقة عمله على عملية ً يعمل العقل الباطن صبا ً
حا
إجرائية يعتمد فيها على قوة الذكاء الالمتناهي ،من أجل تحويل رغبات المرء إلى صورتها المادية عبر إيجاد أكثر
الوسائط العملية للوصول إلى هذا الهدف ،ويعتبر وف ًقا للكثير من األدلة هو حلقة الوصل بين العقل المحدود
والذكاء الالمتناهي ،حيث يقوم بتعديل النبضات العقلية إلى مثيلتها الروحية.
رغم معرفتنا الضئيلة بقدرات العقل الباطن ،إال أن إلمامك باألهمية الكبيرة لتلك المعرفة سوف يجعلك تدرك
األهمية الكبيرة للتعليمات الواردة في فصل «الرغبة» ،وضرورة جعل رغباتك واضحة وكتابتها ،والمثابرة واإلصرار
على تنفيذها.
لكي تتمكن ببساطة من التحكم في عقلك الباطن والتأثير عليه بشكل إيجابي ،يجب أن تدرك أن هذا لن يتم
بدون اإليمان ،وقد ال يحدث من المرة األولى ،فال تيأس ...كما يجب أن تعرف أي ً
ضا أنه قد يتأثر بأي نوع من
المحفزات السلبية التي قد تصل إلى عقلك ،مثل الخوف أو الفقر ،إال إذا تمكنت من إبعادها عن عقلك الواعي.
حتى تمرر األفكار التي تسعى لتحويلها إلى واقع في عقلك الباطن يجب عليك أن تتخيلها ً
أول ،فعملية التخيل
أو التصور تساهم بشكل فعال في دخول مختلف األفكار في العقل الباطن ،باإلضافة لدمجها مع اإليمان ،ما يجعل
إمكانية تحققها شديد الورود.
من المعروف أي ً
ضا أن العقل الباطن يصبح أكثر قابلية للتأثر باألفكار ذات الطابع العاطفي ،فالعواطف في األغلب
هي التي تسير تصرفات الناس وسلوكياتهم ،لهذا ينبغي عليك أن تدرك جي ًدا أن هناك 7أنواع من العواطف
اإليجابية و 7أخريين للعواطف السلبية.
وإذا كانت العواطف السلبية لديها القدرة على الولوج بسهولة إلى العقل الباطن ،فإن العواطف اإليجابية تحتاج
إلى مزيد من الجهد ،حيث يمكن إدخالها باالعتماد على مبادئ اإليحاء الذاتي (كما ورد في الفصل السابع) ،حيث
تعد نفسك بالشكل الكافي من أجل التأثير على عقلك الباطن ،عبر تمرير رغبتك في الثراء إليه لتحويله إلى
أول أن تتحدث بلغته ،وهي لغة العاطفة ،ومن هنا ،يجب شكله المادي ،وبالتالي فلكي تؤثر عليه يجب عليك ً
أول أن تتعرف على كافة أنواع العواطف: ً
32
العواطف اإليجابية السبعة:
-عاطفة الرغبة.
-عاطفة اإليمان.
-عاطفة الحب.
-عاطفة الجنس.
-عاطفة الحماس.
-عاطفة الرومانسية.
-عاطفة األمل.
ال يمكن للعواطف اإليجابية أو السلبية أن يتواجدا م ًعا في عقلك الباطن ،لذلك تأكد دائ ً
ما من اعتمادك على العواطف
اإليجابية ،وهنا سيأتي دور قانون العادة ،والذي سيقوم بإقناع عقلك الباطن بضرورة تقبل كافة المشاعر اإليجابية التي
تصل إليه ،وبشكل يجعله مع الوقت ال يتقبل دخول أي من العواطف السلبية إليه.
دخول عاطفة سلبية واحدة فقط إلى عقلك الباطن ،كفيلة بالقضاء على كافة العواطف اإليجابية المتواجدة بداخله ،لذلك
نجد أن الناس عادة ما يلجؤون للصالة والصالة فقط بعدما يستنفدون كافة المشاعر اإليجابية من داخلهم ،حيث يدخلون
للصالة وهم بمشاعر مليئة بالخوف والشك فقط.
إذا كنت تصلي وأنت تعلم أن الشيء الذي تصلي من أجله لن يتم االستجابة له ،فإنه لن يتم تمرير الهدف من هذه
الصالة إلى عقلك الباطن ،وبالتالي لن يتحقق!
منذ أكثر 100عام ،كان الناس يخشون من الرعد ويعتبرونه غضب من هللا ،إال أن إيمانهم جعلهم يستخدمون هذا البرق
في الصناعة (الكهرباء) ...يمكن تطبيق المثال السابق على غيره من األمثلة األخرى التي تمكننا فيها بفضل امتالكنا
لقوة السيطرة على العقل الباطن من تحويل مخاوفنا أو خرافاتنا إلى وقائع نستفيد منها اآلن ...لكن ذلك لم يكن ليتواجد
بدون وجود التواصل بين العقل المحدود للفرد والذكاء الالنهائي.
33
المخ الفصل الثالث عشر:
خطوتك الثانية عشر نحو الثراء
قبل نحو 20عا ًما ،الحظت عبر متابعته ألعمال العالمين ألكسندر جراهام بيل وإلمر جيتس ،أن المخ يقوم في عمله على
مبدأ البث اإلذاعي ،من خالل كونه محطة ُمذيعة ومستقبلة لألفكار ،عبر وسيط األثير ،حيث يمتلك القدرة على التقاط
ذبذبات التفكير التي تطلقها األدمغة األخرى أي ً
ضا.
وف ًقا لذلك ،فإنه يمكننا التعامل مع العقل الباطن على اعتباره جهاز اإلرسال لذبذبات األفكار التي تدور في ذهنك ،أما
بالنسبة للتخيل اإلبداعي ،فهو جهاز االستقبال الذي يتلقى األفكار التي تصدرها عقول األخرين ،حيث يعمل بدور
الوسيط بين العقل الواعي وبين المصادر األربعة التي يتلقى منها الفرد محفزات التفكير.
عندما يتم تحفيز العقل باستخدام العواطف اإليجابية أو السلبية ،فإنه يصبح أكثر قابلية الستقبال ذبذبات األفكار التي ترد
له من مصادر خارجية ،حيث أن األفكار التي يتم تحفيزها باستخدام أي من العواطف المختلفة يتم استقبالها بفعالية
أكبر من األفكار العادية من قبل الدماغ ،خاصة لو كانت هذه العاطفة هي العاطفة الجنسية.
كما أنه وجنبًا إلى جنب مع «التخيل اإلبداعي» و»العقل الباطن» ،واللذان يمثالن جهازي االستقبال واإلرسال لجهاز البث
الخاص بك والمتمثل في المخ ،فإنه يجب أن نأخذ في االعتبار مبدأ «اإليحاء الذاتي» ،والذي يمكن أن نبدأ فيه عملية
البث.
عندما ترغب في تشغيل عملية البث العقلي الخاصة بك ،يجب أن تأخذ في االعتبار بالعناصر الثالثة المشغلة له ،أما
بالنسبة لطريقة التشغيل نفسها فهي بسيطة ،حيث تبدأ بخطوة «الرغبة».
قبل مرحلة الكساد التي مر بها العالم خالل ثالثينيات القرن الماضي ،اعتمد اإلنسان في فهمه لطبيعته وللكون على
الجانب الجسدي والمادي فقط ،ولكنه أصبح اآلن ُيدرك أن «الذات األخرى» أو «الذات غير ملموسة» أقوى بالفعل من
هذا الجانب المادي أو الجسدي الذي نراه في المرآة.
لماذا قد يسخر اإلنسان من هذه القوى الغير الملموسة وسيطرتها علينا؟! ألنه ببساطة ال يملك القدرة على السيطرة
ً
مثل ال يستطيع أن يفهم طبيعة القوى الغير ملموسة التي تؤثر على حركة المد والجذر عليها بصورة كافية ،فاإلنسان
في المحيطات والسيطرة عليها ،ال يفهم طبيعة الجاذبية ،وأنها القوى الغير ملموسة التي تحمي األرض من الضياع في
الكون وتحمينها من الضياع فيها ،وكذلك ال يفهم القوى الغير ملموسة للذكاء ،والتي تساهم في توفير كافة المتطلبات
المادية لإلنسان.
باإلضافة إلى ذلك ،ال يفهم اإلنسان بكل العلم الذي يمتلكه ،القوى الغير ملموسة لعملية التفكير ،أو للعمليات الكثيرة
المعقدة التي يقوم بها الدماغ باستخدام تلك القوى ،والتي تساهم في ترجمة عملية التفكير إلى معادلها المادي.
لهذا السبب ،بدأ تركيز العلماء يتحول تدريجيًا نحو دراسة الدماغ بمكوناته ،وقد اكتشفوا في دراساتهم األولية فقط أن
لوحة التشغيل المركزية في عقل اإلنسان أو الخطوط التي تربط خاليا الدماغ ببعضها البعض ،تساوي الرقم واحد ،وبجانبه
15مليون صفر!
34
ما هو «التخاطر»؟
قام الدكتور «راين» ومعاونيه في جامعة «ديوك» ،بأكثر من 100ألف اختبار لتحديد مدى حقيقة تواجد عملية «التخاطر»
أو «االستبصار» ،وقد اعتمدت هذه االختبارات بشكل أساسي على جعل مجموعة من الرجال والنساء يقومون بعملية
افتراض ما الذي تحتويه مجموعة من البطاقات ،دون أن يتمكنوا من رؤية البطاقات بشكل أولي أو يكون لهم بها أي تواصل
مادي على اإلطالق.
وكانت النتيجة أن مجموعة من بين هؤالء الرجال والنساء تمكنوا من تسمية هذه البطاقات بشكل صحيح أكثر من مرة،
وهو ما يلغي إمكانية االعتماد على الحظ أو المصادفة في هذه النتائج.
كما تم تكرار هذه التجارب ولكن على مسافات متباعدة عن المكان األول الذي تم فيه إجراء االختبارات األولى ،وقد
نجحت التجارب مرة أخرى أي ً
ضا ،ما يلغي افتراضية عطل خاصية التخاطر في المسافات ،كما يتم في حالة األثير.
أشارت التجارب أي ً
ضا أن حاسة التخاطر ال تعمل بأعلى درجة من كفاءاتها إال حين يكون صاحب هذه اإلمكانية شديد
التيقظ ،أو حين يتم تنشيط عقله بالمحفزات المختلفة.
وف ًقا لما توصل له «راين» ،فإن التخاطر أو االستبصار يمكن أن يتمثال في كونهما نفس الهدية ،فالشخص الذي تمكن من
معرفة محتويات بطاقة مقلوبة ،يمكنه أي ً
ضا قراءة األفكار المتواجدة في عقل شخص أخر ،عبر استقبالها.
ما توصل له الدكتور «راين» جعلني رفقة إثنين من أصدقائي نكتشف طريقة جديدة يمكن بها تحفيز العقل ،وبحيث يمكن
من خالل هذا التحفيز جعل تلك الحاسة السادسة تعمل بطريقة عملية لدى أي إنسان ،وبالتالي إلى خاصية
«المستشارون غير المرئيون».
توصلنا إلى هذه الطريقة ببساطة من خالل جلوس ثالثتنا على نفس الطاولة لمعالجة أحد المشكالت التي تواجهنا،
حيث نقوم بذكر كافة عناصر هذه المشكلة ،ثم نقوم بالتعبير عن األفكار التي يمكنها أن تساعد في حل تلك المشكلة،
هذه الطريقة ساهمت بشكل كبير في تحفيز العقل من خالل توصيله بمصادر أخرى من الخبرة والمعرفة ال تتواجد ضمن
نطاق معرفته الخاصة.
35
الحاسة السادسة الفصل الرابع عشر:
خطوتك الثالثة عشر نحو الثراء
يعرف المبدأ الثالث عشر واألخير باسم الحاسة السادسة ،والتي من خاللها عمل تواصل طوعي بين الذكاء الالمتناهي
في عقل اإلنسان وبين متطلباته ،دون وجود أي مجهود.
يمكن التعبير ببساطة عن الحاسة السادسة على اعتبارها التخيل اإلبداعي ،أو مقر استقبال األفكار في الدماغ ،وأحيانًا
يطلق عليه اسم «اإللهام».
ال يمكن ألي فرد أن يفهم أو يتقن استخدام الحاسة السادسة ،إال إذا كان قد أتقف كافة المبادئ الـ 12السابقة لفلسفة
الحصول على الثراء ،فهي تعتمد على تنمية العقل من الداخل ،ومعرفة الطريقة األنسب واألفضل للمزج بين الجانب
العقلي والروحي لدى اإلنسان.
إتقان الحاسة السادسة سيساعدك بصورة كبيرة على االبتعاد عن المخاطر الوشيكة في الوقت المناسب لالبتعاد عنها،
وإخطارك بأفضل الفرص المتاحة أمامك الغتنامها ،وبالتالي فإنها تفتح لك بشكل أو بأخر الباب نحو معبد الحكمة.
أنا ال أؤمن بالمعجزات ،ألنني ببساطة لدي من العلم ما يؤكد لي أن الطبيعة ال تنحرف عن قوانينها ،ولكن هناك من بين
هذه القوانين الذي ينتج ما هو أشبه بالفعل بالمعجزات ،ومن هنا ظهرت «الحاسة السادسة» ،ألنني ببساطة ال أفهم
الطريقة التي يعمل بها.
في نفس التوقيت ،أؤمن باحتواء كل ذرة في الطبيعة على قوة أو ذكاء خاص بها ،ما يؤدي للمحافظة على كل عناصر
الطبيعة على عالقتها ببعض البعض ،يمكنك ببساطة أن تستخدم عناصر هذا الذكاء غير المتناهي ،في تحويل رغباتك
التي تسعى لتحقيقها لشكلها الملموس أو المادي.
لقد حاولت بالفعل أن استخدم ذلك من خالل القيام بتقليد الشخصيات التي تعجبني بصورة أكبر ،وقد منحني عنصر
اإليمان القدرة على القيام بذلك ،حيث لم أبدد كل وقتي وطاقتي في أن أجعل من هؤالء األبطال فقط بمثابة مصدر
إعجاب لي ،ولكني حاولت القيام بمحاكاتهم ،بقدر المستطاع.
بالنسبة لي ،كان هناك 9من العظماء الذين كانت مسيرتهم تعجبني بصورة كبيرة ،هذه المجموعة هي« :إيمرسون،
باين ،داروين ،لينكولن ،بوربانك ،نابليون ،فورد وكارنيجي» ،وقد جعلت من هذه المجموعة بمثابة «مستشاري غير
ما من يرأس هذا االجتماع. ً
اجتماعا في مخيلتي ،وكنت أنا دائ ً المرئيين» ،حيث كنت أعقد معهم يوميًا
كان هدفي من هذا االجتماع هو أن أقوم بتغيير شخصيتي لتحتوي على جزء من هذه الشخصيات العظيمة ،كما حاولت
التخلي عن كافة أنواع الجهل والخرافات التي سببتها لي البيئة التي نشأت بها ،من خالل عقد تلك النوعية من
االجتماعات ،والتي كانت تمنحني فرصة التفكير مثل هؤالء الـ 9العظام.
36
بناء الشخصية باستخدام اإليحاء الذاتي
وف ًقا لدراستي لعلم النفس ،أدركت ان كل الرجال أصبحوا على ما هم عليه وف ًقا لمدى قدرتهم على السيطرة على
أفكارهم ورغباتهم ،وأن كل رغبة عميقة يمكنها ببساطة أن تؤثر على تصرفات اإلنسان بالشكل الذي يؤدي لتحول هذه
الرغبات إلى واقع ملموس ،لذلك كنت أعرف بالفعل مدى أهمية وقوة عملية اإليحاء الذاتي في بناء الشخصية.
لهذا ففي اجتماعاتي الوهمية التي كنت أعقدها في مخيلتي مع هؤالء الـ 9العظام ،كنت أناشد في كلمة لكل منهم
أن يمنحوني العلم والجزء من الشخصية التي أبتغي أن تتواجد في شخصيتي بالفعل ،وقد أدركت ،بعد عدة أشهر من
ممارسة هذه العادة ومن البحث الدقيق عن طبائع هذه الشخصيات ،أن هدفي تحول تدريجيًا إلى حقيقة.
كيف؟! دراستك العميقة لكل فرد من أفراد «مستشاريك غير المرئيين» سوف يجعلك ُتدرك ببساطة أن كل منهم يتمتع
بشخصية تختلف عن األخر ،هذا االختالف سيساهم في جعل كل منهم ينقل لك خالصة تجربته في الحياة.
كما أن هذه االجتماعات الوهمية سوف تتيح لك إمكانية مناقشة كل فرد منهم بشكل شخصي عن تجربته ،والمواقف
التي ساهمت في تخطيهم للصعاب التي واجهتهم في الحياة.
أعضاء «مستشاريي الوهميين» ،والذين ازداد عددهم اآلن ألكثر من 50فر ًدا اآلن ،من بينهم المسيح وغاليليو
وكوبرنيكوس ،ساهموا بصورة كبيرة في توجهي لمسارات جديدة من المغامرات ،وشجعوني على تحفيز نواحي التفكير
اإلبداعي لدي ،ما ساهم في تقوية حاستي السادسة ،من خالل المعرفة غير الحسية التي أتلقاها عبر تلك الشخصيات.
كيف تمكنت من القيام بذلك؟! ببساطة عبر االستعانة بمبدأ اإليحاء الذاتي ،حيث تمكنت من إقناع عقلي الباطن بأن
هذه االجتماعات حقيقية بالفعل.
معظم القادة الكبار عادة ما يمتلكون تلك الحاسة السادسة ويقومون باستخدامها بالطريقة المناسبة ،ويظهر هذا جليًا
في صفقات «فورد» التجارية الكبيرة ،وبراءات اختراع «إديسون» ،والتي قد ال يستند في بعضها على أي مخترعات أو
خبرات سابقة ...إلخ.
ً
طويل ،فنادرًا ما يتمكن اإلنسان من الحصول على لكي تكتسب هذه الحاسة ،يجب أن تدرك أن هذا قد يستغرق وق ًتا
«الحاسة السادسة» بكامل إمكانياتها قبل سن الـ ،40ألنها ببساطة تحتاج إلى سنوات طويلة من التأمل والتفكير ،قبل
وصولها إلى مرحلة النضج لدى اإلنسان.
فهمك لمبدأ «الحاسة السادسة» سوف يمكنك ببساطة من تحقيق كافة األغراض التي تتطلع لها في الحياة ،ألنك
ببساطة سوف تمتلك حينها المعرفة الكافية إلدراك وفهم كافة العناصر المحيطة بك ،واستغاللها في تحويل رغباتك إلى
واقع.
أنت اآلن ،وبينما تقترب من إنهاء الكتاب ،قد تشعر بوجود حالة كبيرة من التحفيز لديك ...هذا رائع!
عد بعد شهر وأعد قراته مرة أخرى ستجد أن درجة تحفزك قد ارتفعت بصورة أكبر ،وهكذا األمر في كل مرة تقرأه فيه،
حتى تجد بمرور الوقت أنك قد خلصت عقلك الباطن من كافة المشاعر السلبية التي قد تتواجد فيه.
37
كيف تتخلص من األشباح الستة للخوف؟ الفصل الخامس عشر:
قبل أن تبدأ في وضع أي خطة تطبق فيها المبادئ الـ 13السابقة للوصول إلى حلمك في الثراء ،يجب عليك ً
أول أن
تكتشف عدد األعداء «األشباح» الذين يقفون في طريقك ،والذين قد يعوقوك عن الوصول لهدفك ،وهم في العادة لن
يخرجوا عن هؤالء األعداء الثالثة :االرتياب ،الشك والخوف.
عادة ما ال تعمل خاصية الحاسة السادسة بشكل سليم ومناسب حال وجود أي من هذا الثالثي في عقلك ،ألن وجود
أي منهم سوف يؤدي تدريجيًا إلى دخول اإلثنين األخرين ،نظرًا الرتباطهم الوثيق ببعضهم البعض.
عادة ما يكون التردد هو البذرة التي يتكون منها الخوف ،حيث يؤدي تدريجيًا إلى وجود الشك ،وحال امتزج هذا الثنائي
سويًا يؤدي لوجود الخوف ،هنا يظهر خطر األشباح الثالثة ،فهي تنبت دون أن تشعر بها.
ً
إذا ،ماهي المخاوف الـ 6التي قد تعوقك عن الوصول إلى هدفك؟!
هناك 6مخاوف أساسية يعتبر معظم الناس محظوظون ألنهم ال يعانون منها جمي ًعا في وقت واحد ،وقد سميت على
ً
شيوعا: ً
وفقا لترتيبها األكثر النحو التالي
-الخوف من الفقر.
-الخوف من النقد.
-الخوف من اعتالل الصحة.
-الخوف من فقدان الحب.
-الخوف من الشيخوخة.
-الخوف من الموت.
أما بالنسبة لمعظم المخاوف األخرى فهي أقل شأنًا ،ويمكن أن تندرج تحت أحد تلك المخاوف الـ 6السابقة الذكر.
الخوف ما هو إال عبارة عن حالة ذهنية ُتخضع سلوك الفرد للسيطرة والتوجيه ،فاألطباء كما يعلم الجميع أقل عرضة
اللتقاط األمراض عن المرضى أنفسهم ،رغم أنهم قد يتعرضون لمئات األمراض يوميًا ،لماذا؟! ألنهم ببساطة ال يشعرون
بالخوف من المرض.
الخوف من الفقر
ال يوجد حل وسط بين الفقر والثراء (سواء أكان ثرا ًء ماليًا أو عاطفيًا أو روحيًا أو ماديًا) ،فكل منهما يسيران في اتجاهين
متعاكسين تما ًما ...إذا كنت ترغب في الثراء ،يجب أن ترفض قبول الفقر بأي شكل من األشكال.
لكي تبدأ في الوصول إلى الثراء المطلوب ،ينبغي أن تبدأ في االستفادة العملية من التعليمات التي ورد ذكرها في فصل
«الرغبة» ،حيث يجب ً
أول أن تحدد الشكل والمبلغ الذي ترغب في الوصول له ،مع االستعانة بكافة المبادئ والخطط التي
ورد ذكرها في هذا الكتاب ،وإذا اتبعتها سوف تتمكن من الوصول لهدفك ،أما إذا شعرت بالخوف وكان لديك استعداد لتقبل
الفقر ،أو توقفت عن السير على المخطط في مرحلة ما فاستعد للفقر ،وال تلوم إال نفسك!
رغم أن الخوف من الفقر حالة ذهنية ،إال أنه يدمر أي فرصة للشخص في الوفاء بأي تعهد خاص به ،حيث يشل القدرات
العقلية ،وقدرات التخيل ،ويقوض الحماس ويشجع على المماطلة ويجعل السيطرة على النفس مستحيل.
38
يعتبر الخوف من الفقر أقوى المخاوف الـ ،6لهذا وضع على رأس القائمة ،نظرًا ألنه في العادة يكون من الصعب للغاية
السيطرة عليه بالصورة الكافية ،حيث يتطلب شجاعة كبيرة من أجل إثبات حقيقة وجوده وقبولها قبل البدء في السيطرة
عليها.
ما هو السبب وراء ظهور الخوف من الفقر وتطوره؟! هو ببساطة الرغبة الموروثة لدى اإلنسان نحو الجني على ثروة ومال
أخيه اإلنسان ،فعكس الحيوانات ،ال يلتهم اإلنسان جسد زميله اإلنسان ،ولكنه يشعر بارتياح أكبر إذا التهم أمواله!
نحن اآلن نعيش في عصر «جنون المال» إذا لم يكن المرء غنيًا فهو ال يساوي شي ًئا ،أما إذا امتلك حسابًا مصرفيًا ضخ ً
ما
فقد امتلك العالم بالفعل! لهذا ال يعتبر الفقر شي ًئا جي ًدا ،ولعل منكم من كان يعيش في حالة فقر ويقرأ هذا الكالم سوف
يٌدرك معنى كالمي جي ًدا ،لهذا يسعى اإلنسان اآلن نحو الوصول ألكبر قدر ممكن من الثروة ،سواء أتمكن من تحقيق ذلك
بالطرق القانونية أم ال.
كيف يمكنك أن تعرف إذا ما كنت تعاني من الخوف من الفقر؟! هناك مجموعة من األعراض التي إذا ما وجدتها في
شخصيتك ،فاعرف إنك عرضة لهذه النوعية من الخوف ،مثل:
باإلضافة إلى المخاوف الـ 6األساسية السابقة ،هناك «شر» سابع يعاني منه الناس ،وقد يكون تأثير هذا الشر أكثر عم ًقا
وتأثيرًا من المخاوف السابقة ،نظرًا ألنه قد ال يكتشف الناس وجوده في الكثير في األحيان ،ونتيجة عدم وجود مسمى
واضح له ،دعونا نطلق عليه اسم «التأثيرات السلبية».
كل شخص يتمكن من تحقيق النجاح في حياته يتمكنون في العادة من السيطرة على هذا الشر ،لذلك ،إذا أردت أن
تجمع الثروات التي تبتغيها ،حاول أن تفحص نفسك وشخصيتك بصورة مستمرة ،للتأكد من عدم تحسسك تجاه تلك
«التأثيرات السلبية».
39
كيف يمكنك أن تقي نفسك من «التأثيرات السلبية»؟
لحماية نفسك من هذه التأثيرات السلبية ،سواء أكانت من صنعك أو من اآلخرين ،يجب عليك ببساطة أن تمتلك قوة
اإلرادة التي تمكنك من بناء جدار يحمي عقلك من التعرض لها.
يجب أن تتقبل أن اإلنسان بطبيعته كسول وغير مبالي ويتأثر سري ًعا بجميع االنتقادات الموجهة لنقاط الضعف المتواجدة
لديه ،كما أنه عرضه لإلصابة بأي من المخاوف الـ ،6لكن يجب عليه أن ُيدرك أي ً
ضا أن عليه مواجهتها بإنشاء وتكوين عادات
تحميه من تأثيراتها.
يجب أن ُتدرك أي ً
ضا أن هذه التأثيرات السلبية تبدأ في السيطرة عليك من عقلك الباطن ،وبالتالي يجب عليك أن تغلقه
ً
شيوعا لدى اإلنسان هو بإحكام أمام جميع األشخاص الذين قد يثبطون من عزيمتك ،فبال شك ،تعتبر أكثر نقاط الضعف
إنه يترك عقله مفتو ً
حا أمام إمكانية التعرض للتأثيرات السلبية المختلفة ،حتى تتحول هذه التأثيرات إلى عادات ثابتة في
شخصيته ال يتمكن من محوها.
لهذا ،تم تصميم األسئلة التالية ،والتي ينبغي عليك أن تجيب على كل منها بصوت عالي ،للتأكد من صدق تلك اإلجابات
بصورة كبيرة ،وتبدأ في التعرف على المشكلة التي تعاني منها.
40
-هل تهمل القيام بـ»االغتسال الداخلي» ،حتى تتسمم داخليًا وتتحول إلى شخص عصبي وسيء المزاج؟
-كم عدد التشويشات التي تزعجك والتي يمكنك الوقاية منها؟ ولماذا تتساهل معها؟
-هل تلجأ إلى الخمور أو المخدرات أو السجائر من أجل تهدئة نفسك؟ ولماذا ال تجرب قوة اإلرادة؟
-هل قام أي شخص بمضايقتك أو إزعاجك؟ ولماذا؟
-إذا كنت تمتلك غاية أو هدف واضح تتطلع له ،ماهي الخطة التي وضعتها في سبيل تحقيقه؟
-هل تعاني من أي من المخاوف الـ 6األساسية؟ وإذا كانت اإلجابة نعم فأي منها تعاني منه؟
-هل تمتلك طريقة تحمي بها نفسك من التعرض للتأثيرات السلبية من اآلخرين؟
-هل تستفيد من استخدام «اإليحاء الذاتي» في جعل طريقة تفكيرك أكثر إيجابية؟
-ما هو أكثر ما تقدره في حياتك؟ ممتلكاتك المادية؟ أم قدرتك على التحكم في عقلك واألفكار الذي تدور فيه؟
-هل تتأثر بسهولة بآراء اآلخرين؟
-هل أضاف اليوم لك أي شيء قيم لرصيد المعرفة الخاص بك أو إلى حالتك الذهنية؟
-هل تواجه بشكل أساسي المشاكل التي قد تتعرض لها ،ام تتجنبها؟
-هل تحلل كافة األخطاء أو اإلخفاقات التي تتعرض لها لالستفادة منها؟ أم تعتقد أن هذا األمر ليس واجبًا عليك؟
-هل يمكنك تسمية أبرز نقاط الضعف المتواجدة لديك؟ وماذا تفعل من أجل تصحيحها؟
-هل تسمح لآلخرين بجلب مخاوفهم لك على سبيل التعاطف؟
-هل تختار من تجاربك اليومية الدروس التي تعلمتها أو التأثيرات التي تعرضت لها من أجل تطوير حياتك الشخصية؟
-هل يؤدي تواجدك إلى وجود تأثيرات سلبية على اآلخرين بشكل عام؟
-ماهي عادات اآلخرين والتي تزعجك بصورة كبيرة؟
-هل تشكل أرائك الخاصة أم تسمح لنفسك بالتأثر باآلخرين؟
-هل تعلمت كيفية تكوين حالة ذهنية تحميك من التأثيرات السلبية والمحبطة التي قد تتعرض لها؟
-هل يساهم منصبك أو وظيفتك في إلهامك بالشعور باإليمان واآلمل؟
-هل تؤمن بامتالكك قوة روحية تتمتع بقدرة كافية تمكنك من الحفاظ على عقلك خاليًا من كافة أشكال الخوف؟
-هل يساعدك دينك على الحفاظ على تفكيرك إيجابيًا؟
-هل تشعر أنه من واجبك مشاركة اآلخرين مخاوفهم؟ وإذا كانت اإلجابة نعم ،فلماذا؟
-إذا كنت تؤمن بأن «الطيور على أشكالها تقع» ،فما الذي تعلمته من األصدقاء الذين تكتسبهم؟
-ماهي نوع العالقة التي تربطك باألشخاص األكثر قربًا لك؟ وهل تكتسب منهم أي مواقف أو تأثيرات تعيسة؟
-هل من الممكن أن يكون صديقك هو أقرب أعداءك بسبب تأثيره السلبي عليك؟
-ماهي القواعد التي تستخدمها لتحديد من يفيدك ومن يضرك؟
-هل يتمتع أقرب الناس إليك بإمكانيات وقدرات عقلية أكبر أم أقل منك؟
-ما هو الوقت الذي تخصصه يوميًا من أجل :وظيفتك – النوم – اللعب واالسترخاء – اكتساب المعرفة الجديدة؟
-من بين معارفك يقوم بـ :تشجيعك بصورة أكبر – تحذيرك بصورة أكبر – يحبطك بصورة أكبر – يساعدك أكثر بطرق أخرى.
-ماهي أكبر مخاوفك ،ولماذا تتساهل معها؟
-عندما يقدم لك اآلخرون نصيحة أو خبرة مجانية ،هل تتقبلها بشكل طبيعي أم تحلل الدافع وراء تصرفاتهم ً
أول؟
-ما هو أكثر ما ترغب فيه؟ وهل تنوي الحصول عليه؟ وهل أنت مستعد إلخضاع كافة الرغبات األخرى من أجل تحقيق
هذه الرغبة؟ وما مقدار الوقت الذي تكرسه في سبيل الوصول لهذا الغرض؟
-هل تغير رأيك كثيرًا؟ إذا كانت اإلجابة نعم ،فلماذا؟
-هل تمتلك عادة االنتهاء من أي شيء تبدأ فيه؟
-هل ُتعجب بسهولة بإنجازات اآلخرين؟
-هل تتأثر بسهولة بما يقوله اآلخرون عنك؟
41
-هل تتعامل مع اآلخرين وف ًقا لوضعهم المادي أو االجتماعي؟
-من هو الشخص الذي تعتقد أنه أفضل إنسان حي خالل الوقت الحالي؟ وما الذي يتفوق به هذا الشخص عليك؟
-كم من الوقت كرست لقراءة هذه األسئلة واإلجابة عليها؟ (تحتاج إلى يوم واحد على األقل من أجل اإلجابة عن هذه
األسئلة بشكل كامل).
بعد قراء تلك األسئلة ادرسها بعناية وأجب عنها بصدق ،وأحرص على العودة لقراتها واإلجابة عليها مرة واحدة على األقل
أسبوعيًا لعدة أشهر ،وسوف تتعجب من مقدار المعرفة الكبيرة التي سوف تكتسبها عن نفسك ،وعن مقدار التحسن
الكبير في شخصيتك الذي سوف يطرأ عليك بمرور الوقت.
عقلك هو الوسيلة الوحيدة التي يمكنك بها التحكم في مصيرك ،فهو القوة الروحية التي تمتلكها ،لذلك أحرص على
حمايته واستخدامه بشكل دقيق وحريص ،من خالل االستعانة بقوة اإلرادة التي تمتلكها.
لآلسف ،ال توجد أي عقوبة رادعة يمكنها أن تمنع األشخاص ذوي التأثيرات السلبية ،رغم أن هذه التأثيرات السلبية قد
تؤدي بشكل أو بأخر إلى تدمير فرص األشخاص في الحصول على غاياتهم وفي الوصول إلى الثراء.
ولكن ببساطة ،ومن خالل الرجوع إلى أمثلة شخصيات كـ»إديسون» و»فورد» وجورج واشنطن ،سنجد ببساطة أن ما
مكنهم من النجاح هي قدرتهم الكبيرة على عدم التأثر بتلك التأثيرات السلبية بأي شكل من األشكال ،حيث يمتلكون
ً
مثل أن يفرق بين «فورد» ببساطة «القدرة على السيطرة على األفكار التي ترد في عقولهم» ،وهذا ببساطة ما يمكن
وبين الـ 100ألف شخص الذين يعملون لصالحه ويسعون نحو مساعدته على تحقيق حلمه هو وليس حلمهم ...فبدون
هذه السيطرة تكون فرص النجاح معدومة.
42