Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 42

‫تأليف ‪ :‬نابليون هيل‬

‫ترجمة وتلخيص ‪ :‬قسم المحتوى بأكاديمية‬


‫إعمل بيزنس‬
‫ا لمــــــؤ لف‬

‫عن الكاتب « نابليون هيل »‬


‫نابليون هيل كان كاتبًا‪ ،‬محررًا صحفيًا‪ ،‬محاضرًا ورجل مبيعات أمريكي‪ ،‬ولد بوالية‬
‫فرجينيا بحلول عام ‪ ،1883‬وعاصر على مدار حياته العديد من رواد األعمال وال ُ‬
‫مبتكرين‬
‫األبرز واألكثر نجا ً‬
‫حا‪ ،‬وحاول نقل تجربته تلك من خالل تأليفه لمجموعة من كتب‬
‫ً‬
‫أساسا لعلم التنمية البشرية الحديث‪ ،‬مثل‬ ‫التنمية البشرية التي أصبحت فيما بعد‬
‫«قانون النجاح» و»فكر تصبح غنيًا»‪ ،‬الذي يعتبر واح ًدا من بين أكثر ‪ 10‬كتب مبي ًعا‬
‫على اإلطالق‪.‬‬
‫ُعرف عن نابليون هيل اتباعه لألسلوب التحفيزي في طريقة كتابته‪ ،‬حيث ركز بشكل‬
‫أساسي على مساعدة كل من يقرأ كتبه على توضيح الطرق واالستراتيجيات التي‬
‫يمكن اتباعها لمساعدته على تحقيق النجاح في حياته‪ ،‬كما آمن طوال حياته بأن‬
‫القدرة على تحقيق النجاح ال تتأتى إال عبر عقلية اإلنسان وطريقة تفكيره‪ ،‬لذلك‬
‫سعى لنقل فلسفته عن الحياة إلى اآلخرين عبر مؤلفاته‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفهرس‬
‫‪2‬‬ ‫عن الكاتب‬

‫‪5‬‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫• الرجل الذي قاده فكره نحو مشاركة طوماس إديسون‬
‫الفصل الثاني‪« :‬الرغبة»‬
‫‪9‬‬
‫• كيف يمكن للرغبة أن تتحدى الطبيعة ؟‬
‫الفصل الثالث‪« :‬اإليمان»‬
‫‪13‬‬ ‫• معادلة الثقة بالنفس‬
‫• هل سمعت ساب ًقا عن ظاهرة «االنتحار العقلي» ؟!‬
‫الفصل الرابع‪« :‬اإليحاء الذاتي»‬
‫‪15‬‬
‫• ملخص التعليمات‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪17‬‬ ‫• المتخصصون األكثر احتيا ً‬
‫جا‬
‫• درجة التدرب المرغوبة‬
‫الفصل السادس‪« :‬التخيل»‬
‫‪20‬‬ ‫• الغالية السحرية‬
‫• ماذا يمكن أن أفعل إذا امتلكت مليون دوالر ؟‬
‫الفصل السابع‪« :‬التخطيط المنظم»‬
‫• أهم صفات القيادة‬
‫• ‪ 10‬أسباب رئيسية يمكن أن تؤدي للفشل في القيادة‬
‫• ماهي المعلومات التي ينبغي أن تتوفر في السيرة الذاتية ؟!‬
‫• كيف يمكنك أن تحصل على الوظيفة التي ترغب فيها ؟!‬
‫‪21‬‬
‫• ما هو تحليل ‪ QQS‬الخاص بك ؟!‬
‫• القيمة الرأسمالية للخدمات التي تقدمها‬
‫• األسباب الثالثون الرئيسية للفشل‬
‫• أين وكيف يمكن للفرد أن يجد الفرص المختلفة لجمع الثروات‬
‫• ماذا قد تفعل لكي تتكيف مع النظام الرأسمالي ؟!‬

‫‪24‬‬ ‫الفصل الثامن‪« :‬اتخاذ القرار»‬

‫الفصل التاسع‪« :‬اإلصرار»‬


‫‪25‬‬ ‫• أعراض انخفاض اإلصرار‬
‫• كيف يمكنك أن تنمي اإلصرار ؟‬
‫• النبي العظيم األخير‬
‫الفصل العاشر‪« :‬قوة العقل المدبر»‬
‫‪27‬‬
‫• اكتساب القوة من العقل المدبر‬
‫الفصل الحادي عشر‪« :‬لغز تحويل الجنس»‬
‫• المحفزات الـ‪ 10‬للعقل‬
‫‪29‬‬
‫• «عبقري» تم تطويره عبر الحاسة السادسة‬
‫• لماذا نادرًا ما ينجح الرجال قبل سن األربعين ؟!‬
‫الفصل الثاني عشر‪« :‬العقل الباطن»‬
‫‪32‬‬ ‫• العواطف اإليجابية‬
‫• العواطف السلبية السبعة (التي ينبغي تجنبها)‬
‫الفصل الثالث عشر‪« :‬الدماغ»‬
‫• القوى األعظم «غير ملموسة»‬
‫‪34‬‬
‫• القصة الدرامية للدماغ‬
‫• ما هو «التخاطر» ؟‬
‫الفصل الرابع عشر‪« :‬الحاسة السادسة»‬
‫‪36‬‬
‫• بناء الشخصية باستخدام اإليحاء الذاتي‬

‫‪3‬‬
‫‪38‬‬ ‫الفصل الخامس عشر‪« :‬كيف تتخلص من األشباح الـ‪ 6‬للخوف»‬
‫• الخوف من الفقر‬
‫• الخوف من النقد‬
‫• الخوف من اعتالل الصحة‬
‫• الخوف من فقدان الحب‬
‫• الخوف من الشيخوخة‬
‫• الخوف من الموت‬
‫• القلق‬
‫‪39‬‬ ‫ورشة عمل الشيطان «الشر األساسي السابع»‬
‫‪40‬‬ ‫• كيف يمكنك أن تقي نفسك من «التأثيرات السلبية» ؟‬
‫‪40‬‬ ‫• أسئلة اختبار تحليل الذات‬

‫‪4‬‬
‫مقد مــــــة‬

‫ما هو أكثر ما ترغب في تحقيقه؟!‬

‫لطالما كانت وصفة النجاح سرًا يتطلب الكشف عنه الكثير من المجهود والوقت والدراسة المتعمقة‪ ،‬ويسعى الجميع‬
‫لمعرفته في سبيل تحقيق أهدافهم ورغباتهم في الحياة!‬

‫المفتاح لهذا السر بالضبط كان ما سعى نابليون هيل لتمريره ونقله بسهولة إلى كل رجل وامرأة‪.‬‬
‫فمن خالل تعلقه الكبير برائد األعمال األمريكي الشهير أندرو كارنيجي‪ ،‬والذي أوحى له بفكرة هذا الكتاب‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫شغفه وسعيه المستمر للكشف عن سر النجاح في الحياة ككل‪ ،‬وهب مؤلف هذا الكتاب أكثر من ‪ 20‬عا ًما من حياته‬
‫في جمع وتحليل وتفسير هذا السر‪ ،‬وكيفية نقله بطريقة مبسطة لكل الناس‪.‬‬

‫ال يركز «فكر تصبح ثريًا» على تقديم النصائح التي تمكنك بشكل أساسي من معرفة الطريقة األفضل واألسرع لتحقيق‬
‫النجاح فقط‪ ،‬ولكنه يقدم لك أي ً‬
‫ضا الوسيلة األسهل الستيعاب تلك النصائح وتطبيقها بشكل عملي في حياتك‪ ،‬عبر قصص‬
‫المئات من رجال األعمال الذين تمكنوا من اكتشاف وصفة النجاح بطريقتهم الخاصة من أجل الوصول ألهدافهم المادية‬
‫واالجتماعية واألسرية التي يتطلعون إليها على حد سواء!‬

‫هذا الكتاب ال يتحدث عن قصص النجاح فقط‪ ،‬ولكنه يتحدث أي ً‬


‫ضا عن الفشل‪ ،‬والفلسفة التي عليك أن تتبعها وتقنع عقلك‬
‫باستخدامها من أجل التخلص من العوامل المؤدية له بشكل أساسي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫(الرجل الذي قاده فكره نحو مشاركة طوماس إديسون)‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫في مطلع القرن الـ‪ ،19‬كان « إدوين بارنز « يحلم بأن يكون الشريك التجاري للمخترع األشهر في ذلك العصر‪ ،‬طوماس‬
‫إديسون‪.‬‬

‫لم يكن «بارنز» مستع ًدا من قريب أو من بعيد لتحقيق هدفه‪ ،‬فحين لمعت الفكرة في عقله لم يكن على أي عالقة‬
‫بالمخترع األمريكي‪ ،‬كما لم يمتلك سعر تذكرة القطار الذي سوف ينقله إلى مقاطعة «أورنج» بوالية نيوجرسي‪ ،‬حيث‬
‫يقطن «إديسون»‪ ،‬وبالتالي كل هذه الظروف كانت كفيلة بإثناء أي رجل عن االستمرار‪ ،‬ولكن هذا لم يحرك لـ»بارنز»‬
‫ساك ًنا‪.‬‬

‫ففي أحد قطارات الشحن المتوجهة إلى مقاطعة «أورنج»‪ ،‬اضطر «بارنز» لالختباء وسط األمتعة المتواجدة على متن‬
‫القطار‪ ،‬وبمجرد وصوله توجه ُمباشرة لمقابلة المخترع األمريكي الشهير بمعمله‪ ،‬وكما يروي «إديسون»‪ ،‬فإنه بدا له أن‬
‫«بارنز» يبدو كأحد المشردين‪ ،‬خاصة مع المظهر الرث الذي بدا عليه‪.‬‬

‫«إديسون» يقول‪« :‬رغم أن مظهر إدوين لم يرق لي في البداية‪ ،‬إال أن ما جذبني له هو تلك النظرة في عينيه بينما كان‬
‫يشرح لي سبب مجيئه‪ ،‬حيث بدا لي أنه مصمم على الفوز‪ ،‬وأنه لن يتوقف قبل تحقيق هدفه‪ ،‬ومن أجل هذا قررت أن‬
‫أمنحه الفرصة للعمل معي»‪.‬‬

‫رغم أن «بارنز» في البداية كان يعمل لدى «إديسون» وليس معه كما كان يأمل‪ ،‬كما أنه لم يتولى مسؤولية التسويق‬
‫والدعاية لمخترعات «إديسون» األكثر أهمية‪ ،‬إال أنه لم يستسلم‪ ،‬واستمر في شحذ عزيمته نحو الوصول لهدفه‬
‫األسمى‪ ،‬حتى تحقق له ما أراد!‬

‫ً‬
‫نوعا ما‪ ،‬فعادة ما تختبئ أو تظهر في شكل مصيبة‬ ‫واحدة من أبرز السمات التي تتميز بها فرص العمر هي كونها خادعة‬
‫أو محنة مؤقتة يمر بها الفرد‪ ،‬وهذا ما يصعب على عدد كبير من األفراد رؤيتها واستغاللها لتحقيق النجاح‪ ،‬ولكن هذا ما‬
‫لم يفعله «بارنز»‪.‬‬

‫فبعد فترة ليست ببعيدة عن بداية عمل «بارنز» لدى إديسون‪ ،‬ابتكر ال ُ‬
‫مبتكر األمريكي آلة جديدة لتسجيل األصوات‪ ،‬إال‬
‫إن فريق المبيعات الذي يعمل لصالحه وجد آن بيع هذه اآللة سوف يكون صعبًا للغاية‪ ،‬نظرًا لشكلها غير المألوف‪ ،‬وهنا‬
‫ظهرت فرصة «بارنز»‪.‬‬

‫عرض «بارنز» على «إديسون» فكرة إسناد مهمة بيع هذه اآللة له‪ ،‬وهو ما وافق عليه المخترع األمريكي‪ ،‬وبالفعل نجح‬
‫«بارنز» سري ًعا في تحقيق هذه المهمة بنجاح‪ ،‬إلى الحد الذي اضطر «إديسون» بتوقيع عقد حصري معه لبيع المنتج في‬
‫جميع أنحاء البالد‪ ،‬مع اإلشادة بفضله الكبير في هذا األمر من خالل وضع جملة «تم اختراع هذا الجهاز بواسطة إديسون‬
‫وبيعه بواسطة بارنز»‪.‬‬

‫في الواقع‪ ،‬لم يكن «بارنز» في بداياته يمتلك المال‪ ،‬لم يكن متعل ً‬
‫ما أو يمتلك من يرشده لطريق النجاح‪ ،‬ولكن استغالله‬
‫المثالي للفرصة التي أتيحت له جاء بفضل مثابرته ورغبته الكبيرة في الوصول لهدفه‪ ،‬وهو ما مكنه من أن يصبح ثريًا‬
‫وبشكل هائل‪ ،‬وذلك من خالل قدرته الكبيرة على التسويق لجهاز «إديسون» على مدار ‪ 30‬عا ًما‪ ،‬كما حقق هدفه‬
‫ً‬
‫شريكا للمخترع األعظم على مر التاريخ‪.‬‬ ‫األسمى‪ ،‬وهو أن يصبح‬

‫‪6‬‬
‫(‪ 3‬خطوات على الذهب)‬

‫خالل العصر الذهبي للتنقيب عن الذهب في أمريكا‪ ،‬قرر فرد من عائلة «آر‪.‬يو‪.‬داربي» أن يجرب حظه ويسافر إلى والية‬
‫كولورادو على آمل أن يكتشف منجم ذهب يمكنه من تحقيق حلمه نحو الثراء‪.‬‬

‫بمجرد وصوله‪ ،‬بدأ ابن عائلة «داربي» البحث عن منجمه الخاص‪ ،‬وبمجرد وأن وجده‪ ،‬قرر أن يبدأ مباشرة في عملية‬
‫التنقيب‪ ،‬وباالستعانة بالمعول والمجرفة فقط‪.‬‬

‫على مدار أسابيع من التنقيب كانت المفاجأة‪ ،‬لقد وجد «داربي» أخيرًا ما يبحث عنه‪ ،‬من خالل التقاطه لخيط رفيع من‬
‫الذهب بالمنجم الذي يقوم بالحفر فيه‪.‬‬

‫رغم شعوره بالسعادة المفرطة‪ ،‬ولكن «داربي» أدرك أنه سوف يحتاج إلى آالت ذات جودة أكبر حتى يتمكن من استكمال‬
‫عملية الحفر‪ ،‬وبالتالي قام بتغطية المنجم وقرر العودة إلى موطنه مرة أخرى‪ ،‬حيث أقنع أقاربه وجيرانه بمساعدته في‬
‫شراء اآلالت والمعدات الالزمة لحفر المنجم‪.‬‬

‫مع عودته‪ ،‬ورفقة مجموعة من أقاربه‪ ،‬دأب الجميع على الحفر في المنجم وبالفعل نجحوا في استخراج ما يوازي عربتين‬
‫من الذهب‪ ،‬وهو المقدار الذي كان بالمناسبة سوف يكفيهم للوفاء بديونهم فقط‪ ،‬ولكن فجأة اختفى الذهب‪.‬‬

‫استمرت عائلة «داربي» في الحفر على أمل الوصول للمعدن النفيس مرة أخرى‪ ،‬إال إنهم وبعد فترة وجيزة من التنقيب‬
‫قرروا االستسالم والرجوع لموطنهم مرة أخرى‪ ،‬حيث قرروا هناك بيع المعدات التي اشتروها ألحد منافسيهم في‬
‫التنقيب‪.‬‬

‫استعان المالك الجديد للمنجم بأحد المهندسين المتخصصين في التنقيب‪ ،‬والذي بمجرد فحصه للمنجم‪ ،‬اكتشف أن‬
‫عائلة «داربي» استسلمت وانسحبت مبكرًا من االستمرار في التنقيب‪ ،‬حيث كان المنجم الحقيقي للذهب يتواجد على‬
‫بعد ‪ 3‬أقدام فقط!‬

‫وبالتالي‪ ،‬قاد هذا االكتشاف الشخص ألن يصبح واحد من أغنى أغنياء بالده‪ ،‬فيما اشتهرت عائلة «داربي» لفترة من‬
‫الزمن على أنها العائلة التي كان الذهب على بعد ‪ 3‬خطوات منها!‬

‫هذه القصة في الحقيقة ساعدت «آر‪.‬يو‪.‬داربي»‪ ،‬الذي تحدثنا عنه في األعلى‪ ،‬ألن يكتشف سر النجاح‪.‬‬

‫كان «آر‪.‬يو‪.‬داربي»‪ ،‬ورغم صغر سنه وقتها‪ ،‬من بين من شاركوا من عائلة «داربي» في أحداث هذه القصة‪ ،‬وقد سعى‬
‫لتخطي هذه النكسة من خالل دخوله لمجال التأمين على الحياة والسعي للنجاح فيه‪ ،‬وتمكن تدريجيًا من أن يتحول‬
‫ألحد أشهر بائعي وثائق التأمين في تاريخ أمريكا!‬

‫كيف تمكن من تحقيق ذلك؟!‬

‫وف ًقا لما يؤكده بنفسه‪ ،‬فإن قصة «‪ 3‬خطوات من الذهب» كانت بمثابة جرس اإلنذار الذي يحذر «آر‪.‬يو‪.‬داربي» وينبهه‬
‫دائ ً‬
‫ما من أال ينسحب حين يرفض أي عميل التعامل معه‪ ،‬حيث يستمر في االجتهاد والتعرف على كافة األساليب التي‬
‫قد تقوده لمحاولة إقناع هؤالء العمالء المحتملين مرة أخرى‪ ،‬وهو ما مكنه في النهاية من تحقيق مبيعات بقيمة مليون‬
‫دوالر سنويًا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫يقول «داربي»‪« :‬حينما يقول لي أي عميل (ال)‪ ،‬فإني أتذكر هذه القصة‪ ،‬وهو ما يجعلني تدريجيًا أسعى للمحاولة مرارًا‬
‫وتكرارًا مع نفس العميل‪ ،‬وبأكثر من طريقة مختلفة‪ ،‬وقد مكنني هذا بالفعل في زيادة مبيعاتي بصورة كبيرة»‪.‬‬

‫إذا ما نظرنا في تاريخ أنجح الشخصيات عبر التاريخ‪ ،‬فإننا نجد أن من بين أبرز أسرار نجاحهم هي قدرتهم على اجتياز أي‬
‫«فشل مؤقت»‪ ،‬فالمرور بمرحلة «الفشل المؤقت» من الوارد أن يحدث في حياة أي منا‪ ،‬بغرض اختبار مدى قدرتنا على‬
‫التعامل مع هذا الفشل والتعلم منه‪ ،‬وهذا ما فعله «آر‪.‬يو‪.‬داربي» تما ًما‪.‬‬

‫فاستخدام عقلك في تفسير وتحليل كافة مواقف الفشل التي قد تتعرض لها في حياتك يساعدك تدريجيًا على اكتساب‬
‫العقلية المناسبة لتحقيق النجاح والثراء‪ ،‬وبمجرد اكتسابك لهذه العقلية بالدرجة اإليجابية الكافية سوف يبدأ أي شيء‬
‫تلمسه يتحول إلى نجاح!‬

‫واحدة من ضمن أبرز أسرار نجاح رائد األعمال وال ُ‬


‫مبتكر ومهندس السيارات الشهير «هنري فورد»‪ ،‬مؤسس ماركة «فورد»‬
‫الرائدة‪ ،‬هو امتالكه لهذه العقلية تحدي ًدا‪ ،‬ويظهر هذا جليًا في تركيزه الشديد على الحصول على ما يريده بصورة‬
‫مستمرة‪.‬‬

‫ففي ثالثينيات القرن الماضي‪ ،‬رغب «فورد»‪ ،‬والذي بدأ ُيذاع صيته وقتها كواحد من بين أبرز ظواهر صناعة السيارات في‬
‫العالم‪ ،‬في أن يصنع أول محرك يتكون من ‪ 8‬اسطوانات ويعتمد على البنزين‪ ،‬وعندما طرح الفكرة على مهندسيه أكدوا‬
‫ً‬
‫مستحيل‪ ،‬فما كان منه إال أن يقول لهم‪« :‬فلنحاول أن نقوم باألمر بأي حال من األحوال‪ ،‬ومهما‬ ‫له أن األمر يكاد يكون‬
‫تطلب منا األمر من وقت»‪.‬‬

‫عقب مرور ‪ 6‬أشهر‪ ،‬فشل المهندسون في تصميم الموتور‪ ،‬فعادوا وأكدوا لـ»فورد»‪ ،‬إال إنه طلب منهم االستمرار في‬
‫المحاولة‪ ،‬وعقب مرور أكثر من ‪ 6‬أشهر أخرى على المحاولة‪ ،‬تمكنوا أخيرًا من تحقيق هدفهم وصنعوا الموتور الفريد من‬
‫نوعه على مستوى العالم وقتها‪.‬‬

‫حين ننظر إلى حياة «فورد» وتمكنه من النجاح وتحقيق ثروة كبيرة‪ ،‬فإننا نجد أن حياته بأكملها مليئة بقصص شبيهة‬
‫لتلك‪ ،‬وذلك ألنه ببساطة اكتشف وطبق واحد من بين أبرز وأهم أسرار النجاح‪ ،‬تحديد الهدف الذي يسعى لتحقيقه‬
‫وامتالكه العزيمة الدائمة نحو القيام بذلك‪.‬‬

‫في القصص السابقة‪ ،‬تظهر لنا حقيقة واحدة جلية‪ ،‬وهي أن اإلنسان هو المسؤول األول واألخير عن تحديد الطريقة التي‬
‫تسير بها حياته‪ ،‬فطريقة تفكيرك وتحليلك لألمور وتعاملك مع المواقف والخبرات المختلفة التي تمر بها في حياتك‪ ،‬يمكن‬
‫ضا أن تحولك ألغنى رجل في العالم!‬ ‫أن تجعلك فقيرًا‪ ،‬ويمكن أي ً‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرغبة‬
‫نقطة االنطالق نحو تحقيق كل اإلنجازات‬

‫هل تتذكرون إدوين بارنز؟! حينما هبط «بارنز» من القطار‪ ،‬لم يكن يفكر في أن منظره رث‪ ،‬وحينما كان ذاهبًا للقاء‬
‫«إديسون» للمرة األولى لم يكن يفكر أب ًدا في إن هذه الفرصة مؤقتة بالنسبة له‪ ،‬وأنه سوف يأخذ ما يستطيع من خبرة‬
‫ضا في إنه سوف ينسحب بمجرد اعتراض أول عقبة في‬ ‫من هناك ثم سيذهب للعمل في مكان أخر‪ ،‬ولم يكن يفكر أي ً‬
‫طريقه!‬

‫«بارنز» كان ُيفكر فقط‪ ،‬وطوال األعوام الـ‪ 5‬التي كان يعمل فيها لدى «إديسون» قبل أن يتولى المسؤولية التسويقية‬
‫ً‬
‫شريكا له في أعماله التجارية‪ ،‬وهو ما تمكن في النهاية من تحقيقه‪.‬‬ ‫لجهاز المخترع األمريكي‪ ،‬في رغبته بأن يكون‬

‫حينما ننظر إلى قصة حياة «بارنز»‪ ،‬نجد أن رغبته كانت بمثابة نقطة االنطالق له نحو تحويل حلمه إلى حقيقة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬اكتشف «بارنز» أمر أخر قد يساعده على ذلك‪ ،‬وهي قيامه بقطع كل السبل التي يمكنها أن تساعده‬
‫على إعادة المحاولة حال فشل في المرة األولى في تحويل رغبته إلى حقيقة «فإما ينجح في تحقيق هدفه أو ينساه»‪.‬‬

‫من بين أبرز العوامل التي يمكنها أن تساعدك على تحقيق أهدافك‪ ،‬هي علمك أنه ال مجال أمامك للعودة‪ ،‬فمعرفتك بأن‬
‫ما ما يعطيك داف ًعا إضافيًا نحو تحقيقه‪ ،‬والتركيز بشكل أساسي ووحيد على‬
‫هذه هي فرصتك الوحيدة لتحقيق هدفك دائ ً‬
‫الوصول له‪.‬‬

‫كما أن تحقيق األهداف والثروات أمرًا ال يأتي بالرغبة فقط‪ ،‬ولكن عليك أن تقوم‪ ،‬وبعدما تحدد الهدف الذي تسعى الوصول‬
‫له‪ ،‬أن تضع خطة من خطوات تمكنك في النهاية من الوصول إلى هذا الهدف‪ ،‬وهو ما قمت بتحديده في الخطوات‬
‫التالية‪:‬‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬قم بتحديد المبلغ الذي تسعى لجمعه‪ ،‬وليكن هذا التحديد دقي ًقا‪ ،‬حيث إنه إذا كنت تسعى فقط لـ»تكون غنيًا» لن‬
‫تتمكن من تحقيق هذا الهدف بالصورة التي تنتظرها‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حدد األمر الذي يمكنك أن تتخلى عنه في سبيل جمعك لهذا المال‪ ،‬مثل الوقت أو المجهود‪ ...‬إلخ‪ ،‬فال شيء‬
‫يتحقق بال مقابل‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬حدد التوقيت الذي تسعى خالله لتحقيق هدفك‪.‬‬

‫ً‬
‫رابعا‪ :‬قم بوضع الخطة التي تحتوي على الطرق التي سوف تمكنك من جمع المال الذي تتطلع له‪ ،‬وسواء كنت جاه ًزا‬
‫أم ال‪ ،‬ابدأ في تنفيذ هذه الخطة فورًا‪.‬‬

‫ً‬
‫خامسا‪ :‬قم بكتابة كافة الخطوات السابقة في ورقة‪.‬‬

‫ً‬
‫سادسا‪ :‬قم بقراءة هذه الورقة لنفسك بصوت عالي مرتين يوميًا‪ ،‬األولى حينما تستيقظ في الصباح والثانية قبل أن تنام‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الخطوة السادسة تحدي ًدا يعتبر تنفيذها ها ًما للغاية‪ ،‬خاصة وأن إقناع نفسك بأن إمكانية تحويل حلمك إلى حقيقة يعتبر‬
‫ضروريًا من أجل الوصول إلى هذا الحلم‪.‬‬

‫كما أنه وبمجرد إلقاء نظرة على الخطوات الـ‪ 6‬السابقة‪ ،‬سوف نجد أن تنفيذها ال يتطلب منا عمل شاق بصورة مبالغ فيها‪،‬‬
‫أو تضحية في غير محلها‪ ،‬كما أنها ال تحتاج لقدر كبير من التعليم‪ ،‬ولكنها تحتاج لشخص لديه الرغبة والوعي الكافي‬
‫بالمال‪ ،‬واإلدراك الذي يمكنه من فهم بأن تحقيق الثراء ال يتوقف فقط على التمني أو الصدفة أو الحظ السعيد!‬

‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬يأتي الدور الهام للتصور‪ ،‬أي شخص تمكن من تحقيق هدفه‪ ،‬تواجد في مخيلته ً‬
‫أول تصور عن هذا‬
‫الهدف‪ ،‬والتغيرات التي ستطرأ من تمكن هذا الفرد من تحقيقه‪ ،‬ما أعطاه الدافع والرغبة نحو السعي لتحقيق هذا‬
‫الهدف‪ ،‬إذا لم يتواجد في مخيلتك التصور الكافي الذي يجعلك ترى كيف ستحقق الثراء‪ ،‬لن تشاهد هذا األموال في‬
‫حسابك البنكي‪.‬‬

‫كما تأتي القابلية للتأقلم مع متغيرات العصر لتلعب دورًا كبيرًا في ذلك‪ ،‬فبمرور الوقت‪ ،‬يمر المجتمع الذي نعيش فيه‬
‫بمجموعة من المتغيرات المختلفة‪ ،‬سواء على المستوى االجتماعي أو الثقافي أو السياسي أو التكنولوجي‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫كل متغير من هذه المتغيرات قد نجد فيه فرصة أو طريقة جديدة قد تساعدنا على تحقيق الثراء الذي نتطلع له‪ ،‬كل ما‬
‫عليك فعله أن تكون منتب ًها لتلك المتغيرات والكيفية التي ستتعامل بها معها‪ ،‬بالطريقة التي تمكنك من تحقيق الهدف‬
‫الذي تسعى له‪.‬‬

‫إلى جانب كل هذا‪ ،‬ال تضع اعتبارات كثيرة لما يقوله الناس عن أحالمك وأهدافك وامتلك الرغبة الكافية لتحقيقها‪.‬‬

‫كيف يمكن للرغبة أن تتحدى الطبيعة؟‬

‫قبل نحو ‪ 24‬عا ًما‪ ،‬قابلت واحد من بين أكثر الشخصيات تفر ًدا في حياتي‪ ،‬هذا الشخص كان ابني «بلير»‪ ،‬الذي ولد أص ً‬
‫ما‪،‬‬
‫ضا على اإلطالق‪ ،‬إلن أذنيه ببساطة لم تولدا‬‫حيث أكد لنا الطبيب أنه لن يمتلك القدرة على السمع‪ ،‬وربما الكالم أي ً‬
‫مكتملتين‪.‬‬

‫رغم اعتراضي على ما قاله هذا الطبيب في البداية‪ ،‬إال إن كالمه ببساطة كان صحي ً‬
‫حا‪ ،‬ولكني لم أستطع أن أؤمن‬
‫بحقيقة أنه سوف يعيش صام ًتا لبقية حياته‪ ،‬بل بكونه قادرًا على السمع والكالم‪ ،‬وكنت أسعى ألن أحول هذا اإليمان‬
‫إلى حقيقة‪ ،‬من هنا ظهرت الرغبة!‬

‫من بين أبرز األمور التي أؤمن بقدرتها على تغيير الطبيعة هي الرغبة‪ ،‬وبالتالي كنت ُم ً‬
‫دركا بأن رغبتي في جعل ابني‬
‫يسمع ولو بقدر ضئيل‪ ،‬ونقل هذه الرغبة له‪ ،‬قد تمكنني من الوصول لهدفي‪ ،‬وهو ما تحقق بالفعل‪.‬‬

‫فمجرد وصول ابني للسن الذي يبدأ فيه إدراك العالم من حوله‪ ،‬أدركنا معه كذلك بأنه يمتلك القدرة على سماع األصوات‬
‫ولو بشكل ضئيل‪ ،‬ورغم أنه لم يتكلم مع وصوله للسن الذي عادة ما يتكلم فيه األطفال‪ ،‬إال إنه كان يصدر مجموعة من‬
‫الهمهمات التي أكدت لي أنه يمتلك «الرغبة» للسمع بصورة أكبر والمتالك القدرة على التحدث‪ ،‬وهنا حدث ما غير‬
‫موازين األمور‪ ،‬فقد اشترينا آلة موسيقية «فيكتوروال»‪.‬‬

‫بمجرد تمكن ابني من سماع الموسيقى الصادرة من اآللة‪ ،‬أظهر شغ ًفا وتعل ًقا كبيرًا بها‪ ،‬وبالتالي هذا أوصل لنا قدرته‬
‫على سماع الموسيقى‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ً‬
‫نوعا ما‪ ،‬حيث يقوم بتشغيل اآللة ويلصق أسنانه على حافتها! ورغم أن‬ ‫بمرور الوقت‪ ،‬وجدت ابني يقوم بعادة غريبة‬
‫طريقة «توصيل العظام لألصوات والكالم» لم يكن قد تم اكتشافها في هذا الوقت‪ ،‬إال أنني أدركت إنه يقوم باستغالل‬
‫أسنانه وعظامه من أجل سماع األصوات‪ ،‬ومن هنا بدأت في نقل كالمي له بنفس الطريقة‪.‬‬

‫خالل فترة قصيرة‪ ،‬اكتشفت حبه للقصص القصيرة التي أقرأها له قبل النوم‪ ،‬فسعيت ألن أكتب له مجموعة من القصص‬
‫ً‬
‫طفل طبيعيًا قادرًا على السمع والكالم‪.‬‬ ‫التي أنقل له فيها اإليمان والرغبة في أن يصبح‬

‫كنت مؤم ًنا بصورة كبيرة بأنه على الرغم من عدم اختراع وابتكار أي أدوات قد تساعده على السمع بصورة أفضل‪ ،‬إال أنه‬
‫يمكن للرغبة المدفوعة باإليمان أن تمكنه من تحدي قوانين الطبيعة واإلعاقة التي ُولد بها‪ ،‬وتحويلها إلى مصدر قوة‬
‫بالنسبة له‪.‬‬

‫وهذا بالضبط ما فعله‪ ،‬فحين وصل لسن السابعة‪ ،‬بدأت رغبة االعتماد على الذات تظهر لديه‪ ،‬وبالتالي طلب منا أن يعمل‬
‫ً‬
‫موزعا للصحف (مثل أخيه األكبر)‪ ،‬إال أن والدته رفضت في البداية لخوفها عليه من إمكانية تعرضه لألذى كونه أصم‪ ،‬ولكن‬
‫رغبة االبن الصغير كان لها رأي أخر‪ ،‬حيث قام باقتراض مبلغ ‪ 6‬سنتات من أحد جيراننا‪ ،‬وتسلل من المنزل في صباح أحد‬
‫األيام‪ ،‬وبدأ يستثمر هذه األموال في بيع الورق والصحف‪ ،‬حتى تمكن مع المساء من تسديد المال الذي اقترضه‪ ،‬كما‬
‫حقق صافي ربح ‪ 42‬سن ًتا‪ ،‬ونام وهو ممسك بهذا المال بين يديه‪.‬‬

‫لقد علمني ابني من هذه التجربة إنه يمكن ألي شخص أن يقوم بتحويل إعاقته إلى مصدر قوة‪ ،‬فعادة ما كان الناس‬
‫يعاملونه بلطف أكبر ويعجبون به وبالرغبة التي يمتلكها‪ ،‬ما يشجعهم على التعامل معه‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬امتالك «بلير» لإليمان بتحويل رغبته في السمع إلى حقيقة‪ ،‬مكننا من أن نساعده على عيش حياة‬
‫طبيعية‪ ،‬من خالل رفضنا لفكرة أن يتعلم لغة اإلشارة أو يلتحق بمدرسة للصم والبكم‪ ،‬ولكنه استمر (ومع تعاون زمالؤه‬
‫ومدرسيه) في المدرسة حتى التحق بالجامعة‪ ،‬حيث تحول هناك حلمه إلى حقيقة‪.‬‬

‫ففي عامه األخير بالجامعة‪ ،‬تم إرسال جهاز كهربائي يساعده على السمع بغرض تجربته‪ ،‬إال إنه كان محبطًا من مثل‬
‫ً‬
‫مثيل لها في مناسبات عدة سابقة دون أن تحدث معه أي فارق‪،‬‬ ‫تلك النوعية من األجهزة‪ ،‬والتي سبق له وأن جرب‬
‫خاصة مع تأكيد طبيب لنا أن تكوين جهازه السمعي ليس طبيعيًا‪.‬‬

‫ولكن بمجرد تجربة هذا الجهاز الجديد‪ ،‬سمع بشكل طبيعي للمرة األولى في حياته!‬

‫«بلير» الذي أكدت لنا الطبيعة واألطباء إنه قد ال يسمع أو يتحدث أب ًدا‪ ،‬أصبح يسمع بشكل كامل للمرة األولى في حياته‪.‬‬
‫بسبب ذلك‪ ،‬قرر «بلير» أن يرسل رسالة شكر إلى الشركة ال ٌ‬
‫مصنعة للجهاز‪ ،‬والتي تواجد مقرها في والية نيويورك‪ ،‬حاكيًا‬
‫لهم عن العالم الجديد والمتغير الذي جلبوه له في هذا الجهاز الجديد‪ ،‬وعن الكيفية التي ساعدوه بها على تحقيق‬
‫حلمه‪.‬‬

‫حينها دعته تلك الشركة للتعرف على هذه الحالة الفريدة من نوعها والتي من الممكن أن تكون بداية الطريق بالنسبة‬
‫لها من أجل ترويج منتجها وتغيير العالم ومساعدة الصم على السمع بشكل طبيعي‪.‬‬

‫حينما ذهب «بلير» إلى هناك أكد لهم أن برنامجهم التسويقي المستخدم للوصول إلى جمهورهم المستهدف «الصم»‬
‫بحاجة إلى مجموعة من التعديالت‪ ،‬وعكف على الدراسة وإعداد خطة تسويقية جديدة لمدة شهر كامل لهذه الشركة‪،‬‬
‫وبمجرد إلقاء مجلس إدارتها نظرة على هذه الخطة‪ ،‬عينوه بشكل فوري‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اآلن‪ ،‬أصبح «بلير» يسمع بشكل طبيعي‪ ،‬باإلضافة ألنه بالفعل يحقق حلمه في يساعد كل الصم على مستوى العالم‬
‫على أن يسمعوا بشكل طبيعي مثله؟!‬

‫كيف تحقق ذلك؟! عن طريق‪:‬‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬أنني ذرعت بداخله الرغبة في أن يسمع‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أنني نقلت له تلك الرغبة بكل الصور واألشكال الممكنة‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أنه صدقني‪.‬‬

‫قصة «بلير» جعلتني أكثر إيمانًا بأن وجود الرغبة الكافية لدى شخص ما‪ ،‬وسعيه لتحويل هذه الرغبة إلى حقيقة‪ ،‬يمكن‬
‫أن يؤدي في النهاية إلى المعجزات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اإليمان‬

‫خطوتك الثانية نحو تحقيق الثراء‬

‫اإليمان ببساطة هي عبارة عن حالة ذهنية تنتاب الشخص‪ ،‬وهي تتمثل في السعي نحو تحويل الرغبة الغير ملموسة‬
‫إلى شيء مادي‪ ،‬عن طريق اإليحاء الذاتي والتحفيز المستمر للعقل الباطن بضرورة الوصول إلى هذه الرغبة‪ ،‬وهو ما‬
‫يعيده العقل الباطن لك في النهاية‪ ،‬في صورة «اإليمان»‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬عندما يتعرض أو يقوم شخص ما بارتكاب جريمة ألول مرة فإنه يبغضها‪ ،‬ولكن حال تكرر األمر عدة‬
‫مرات فإنه يتحملها ويعتاد عليها‪ ،‬وإذا استمر هذا األمر لفترة طويلة‪ ،‬فإنه سوف يؤمن بها وسوف تصبح شي ًئا ثاب ًتا في‬
‫تكوينه الشخصي‪ ،‬طبق نفس هذا المثال على اإليمان بالرغبة في تنفيذ شيء إيجابي‪.‬‬

‫رغم أنه ال توجد طريقة أو شكل ثابت وواضح قد يساعدك على تطوير اإليمان بداخلك‪ ،‬حيث تندرج من البداية للنهاية‬
‫تحت إطار العواطف‪ ،‬إال أنه ومن خالل المثال السابق‪ ،‬يمكنك ببساطة أن تدرك بأن العقل الباطن هو الذي يساعد في‬
‫التحكم في مصائر الفرد‪ ،‬وفي مدى إيمانهم بقدرتهم على التغير‪.‬‬

‫فإذا كنت تحفز عقلك الباطن بصورة إيجابية مستمرة بأنك قادر على الوصول لهدفك وتحقيق النجاح في حياتك‪ ،‬فإنك‬
‫ستجد أن ذلك يتحقق على المستوى الفعلي‪ ،‬والعكس بالطبع صحيح‪ ،‬ألنه كلما كانت درجة تحفيزك لعقلك الباطن‬
‫بنوعية محددة من األفكار‪ ،‬سواء أكانت تلك األفكار إيجابية أو سلبية‪ ،‬كلما كانت درجة إيمانك بتلك األفكار أكبر‪.‬‬

‫وبالتالي يجب عليك أن تدرك شي ًئا واح ًدا فقط‪ ،‬وهي أن التحلي باإليمان اإليجابي والتخلي عن المشاعر السلبية‪ ،‬قد‬
‫ً‬
‫محركا لك نحو الوصول ألهدافك المادية‪ ،‬خاصة وأنه يأتي في إطار الحالة الذهنية الناجمة عن اإليحاء الذاتي‪.‬‬ ‫يكون‬

‫إ ًذا‪ ،‬كيف يمكنك أن تقوم بالتحكم في عملية اإليحاء الذاتي وطبيعة دخول األفكار في عقلك؟! الرد على هذا السؤال‬
‫بسيط للغاية‪ ،‬ويتمثل في التكرار‪ ،‬ومن هنا أي ً‬
‫ضا تظهر أهمية كتابة األهداف التي تسعى لتحقيقها في ورقة‪ ،‬ثم قراءة‬
‫هذه الورقة مرارًا وتكرارًا‪ ،‬حيث يساعد التكرار بصورة مستمرة على تدعيم مبدأ اإليحاء الذاتي‪.‬‬

‫حينما تسعى للتخلص من كافة المشتتات التي قد تعوقك عن تنفيذ رغباتك‪ ،‬قد تجد أن ضعف الثقة بالنفس هو ال ُ‬
‫معوق‬
‫األساسي أمام رغبتك في تحقيق أهدافك‪ ،‬وهنا يظهر الدور الفعال لإليحاء الذاتي‪ ،‬والذي يمدك مع الوقت بالشجاعة‬
‫التي ستساعدك على الوصول لهذا الهدف‪ ...‬كيف تتمكن من التحلي بتلك الشجاعة؟ اكتب النقاط التالية والخاصة‬
‫بمعادلة الثقة بالنفس وكررها لنفسك بصورة مستمرة‪ ،‬حتى تقتنع بها‪.‬‬

‫ً‬
‫سابقا عن ظاهرة «االنتحار العقلي»؟!‬ ‫هل سمعت‬

‫في أحد المدن األمريكية‪ ،‬كان هناك محاسب ُيدعى جوزيف برانت‪ ،‬قام باقتراض مبلغ كبير من البنك الذي يعمل به‪ ،‬دون‬
‫الحصول على إذن مدراءه‪ ،‬وضيعه بالكامل على القمار‪ ،‬وحينما جاء مفتش البنك لكي يراجع عهدته المالية‪ ،‬هرب‬
‫«جرانت» من البنك‪ ،‬واختفى لمدة ‪ 3‬أيام‪ ،‬قبل أن تجده الشرطة مي ًتا في أحد فنادق المدينة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫في الواقع‪ ،‬تم تصنيف حالة وفاة «جرانت» بأنها «انتحار عقلي»‪ ،‬ببساطة ألنه استمر يكرر ويقول لنفسه‪« :‬سوف‬
‫يكتشفون األمر وسوف يقتلونني في النهاية»‪ ،‬إلى أن توفي بالفعل‪.‬‬

‫«جرانت» لم يسمح لعقله الباطن بأن يستقبل أي أفكار إيجابية قد تحمل في طياتها أي حلول للمشكلة التي تسبب‬
‫بها‪ ،‬ولكنه اكتفى باألفكار السلبية فقط‪ ،‬وأنه «ميت ال محالة»‪ ،‬وأقنع عقله الباطن بذلك‪ ،‬إلى أن توفي بالفعل‪.‬‬

‫مثلما قد يلعب اإليحاء الذاتي دورًا في إيمانك بقدرتك على النجاح‪ ،‬وبنفس الشكل الذي مكن هنري فورد من ابتكار‬
‫السيارات بمفهومها الحديث‪ ،‬فإنه قد يؤدي بك إلى نتائج عكسية تما ًما‪ ،‬ويقودك للفشل‪.‬‬

‫فهمك الصحيح لمبدأ اإليمان والمشاعر واألفكار التي تؤثر في تكوينه‪ ،‬يلعب دورًا كبيرًا في قدرتك على الوصول إلى‬
‫رغباتك‪ ،‬ويمكن ان نأخذ من المهاتما غاندي أكبر مثال على ذلك‪.‬‬

‫لم يمتلك «غاندي» أي قوة مالية أو عسكرية كان من الممكن أن يتم استخدامها في تفسير النجاح الكبير الذي تمكن‬
‫من تحقيقه في قيادة الهند نحو االستقالل عن بريطانيا‪ ،‬ولكنه امتلك ما هو أكبر بكثير من هاتين القوتين‪ ،‬قوة اإليمان‪.‬‬

‫تمكن «غاندي» من امتالك هذه القوة من خالل فهمه العميق لفكرته ولإليمان بها‪ ،‬وتمكن من نقل هذا اإليمان ألكثر من‬
‫‪ 200‬مليون شخص وقتها‪ ،‬وبالتالي حقق في النهاية ما ال يمكن ألي قوة عسكرية أن تحققه‪.‬‬

‫وخالل فترة الكساد العظيم التي مرت بها التجارة األمريكية‪ ،‬خالل ثالثينيات القرن الماضي‪ ،‬أنسحب الكثير من رواد‬
‫األعمال عن استثمار أموالهم في المشاريع المختلفة‪ ،‬بسبب خوفهم من أن يتسبب هذا الكساد في ضياع أموالهم‪.‬‬

‫فيما‪ ،‬وعلى الجانب األخر‪ ،‬تسببت تلك الفترة في ظهور وبروز مجموعة من رواد األعمال‪ ،‬الذي امتلكوا العقل المؤمن‬
‫المتحرر والقادر على االبتكار‪ ،‬والذين تمكنوا تدريجيًا من االستفادة من هذا الكساد في إنشاء مشاريعهم الخاصة بهم‬
‫وقيادتها للنجاح‪ ،‬وحققوا في نفس الوقت النجاح والثراء الذي يتطلعون له‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإليحاء الذاتي‬
‫خطوتك الثالثة نحو تحقيق الثراء‬

‫اإليحاء الذاتي ببساطة هو العملية التي تتحكم في وصول كافة األفكار والمحفزات إلى العقل عن طريق الحواس‬
‫الخمس‪ ،‬كما أنه يمكن تعريفه بطريقة أخرى على أنه العملية التي تربط بين العقل الذي يقوم بالتفكير الواعي‪ ،‬والعقل‬
‫الباطن‪.‬‬

‫فاألفكار المهيمنة على تفكير العقل الواعي تنتقل تدريجيًا للسيطرة على العقل الباطل وتستقر به‪ ،‬سواء أكانت تلك‬
‫األفكار إيجابية أو سلبية‪.‬‬

‫من بين أبرز اإلمكانيات التي يتحلى بها العقل البشري هي ببساطة قدرته على التحكم والسيطرة على طبيعة األفكار‬
‫التي يستقبلها عقله الواعي من الحواس الخمس‪ ،‬ولكن لآلسف‪ ،‬ال يتم استخدام هذه الميزة بصورة كبيرة‪ ،‬وهو ما‬
‫يفسر في النهاية سبب ابتعاد الثراء عن عدد كبير من الناس‪.‬‬

‫لكي تكون قادرًا على تحقيق مبدأ اإليحاء الذاتي بالشكل الصحيح وبالتالي اكتساب قدرة «الوعي بالمال»‪ ،‬يجب‬
‫ً‬
‫مثل تحدد المبلغ الذي ترغب في الوصول له‪ ،‬أحرص على إغالق عينيك والتركيز‬ ‫ببساطة أن تعتمد على التركيز‪ ،‬فحين‬
‫في تخيل مظهر المال‪ ،‬وفكر دائ ً‬
‫ما من منطلق أن المال الذي ترغب في الحصول عليه بحوزتك بالفعل‪ ،‬أي ببساطة‪ ،‬اخدع‬
‫عقلك الباطن!‬

‫فالتركيز على الوصول لألهداف التي تسعى لتحقيقها من خالل التفكير فيها على إنها موجودة بالفعل‪ ،‬تساعد على‬
‫إعطاء أوامر مطعمة باإليمان الالزم لعقلك الباطن بإيجاد طرق الوصول إلى الثراء الذي تسعى للوصول له!‬

‫ولكن للوصول أي ً‬
‫ضا إلى المبلغ الذي تسعى إليه‪ ،‬يجب عليك ان تكون واعيًا تجاه إلزامية وجود الخطط الالزمة للوصول‬
‫إلى هذا النجاح‪ ،‬وحال لمعت تلك الخطط في عقلك بأي وقت‪ ،‬يجب أن تقوم بتنفيذها فورًا‬

‫ملخص التعليمات‬

‫يمكن ببساطة تلخيص كافة الخطوات التي ُورد ذكرها في الفصل الثاني بعد دمجها مع التعليمات التي ورد ذكرها في‬
‫هذا الفصل‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬

‫ً‬
‫مثل السرير‪ ،‬وأذكر لنفسك بصوت عالي كافة التفاصيل عن مقدار المال الذي‬ ‫ً‬
‫أول‪ :‬اذهب إلى مكان هادئ‪ ،‬وليكن‬
‫تسعى للحصول عليه‪ ،‬الوقت وكيفية الحصول على هذا المال‪ ،‬والمقابل الذي سوف تقدمه مقابل الحصول على هذا‬
‫ً‬
‫مثل)‪.‬‬ ‫المال (سلعة أو خدمة‬

‫ثانيًا‪ :‬كرر هذا األمر ً‬


‫ليل وصبا ً‬
‫حا حتى تقتنع بالصورة الكافية التي تمكنك من رؤية هذا المال في خيالك‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬حاول أن ضع تلك الورقة في مكان مكشوف‪ ،‬وبحيث تكون مجبرًا وف ًقا لذلك على رؤيتها بشكل دائم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أثناء تنفيذ التعليمات الثالثة السابقة‪ ،‬أحرص على االعتماد معها على مبدأ اإليحاء الذاتي‪ ،‬من خالل إقناع عقلك الباطن‬
‫بضرورة تنفيذ هذه الرغبة وجمع هذا المقدار من المال‪ ،‬لتحقيق هذا اإلقناع المطلوب‪ ،‬فإنك بالطبع سوف تكون بالحاجة‬
‫لالعتماد على العواطف‪ ،‬وال توجد عاطفة أقوى لدى أي شخص أقوى من عاطفة اإليمان‪.‬‬

‫من الوارد أثناء تنفيذك لتلك الخطوات الثالثة أن ينتابك الشك حول جدواها‪ ،‬إال إنه إذا نجحت في تطبيقها بالشكل‬
‫المكتوب‪ ،‬حينما ستحول شكك إلى إيمان مطلق‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬المعرفة المتخصصة‬
‫الخبرات والمالحظات الشخصية‬

‫خطوتك الرابعة نحو تحقيق الثراء‬

‫هناك نوعان أساسيان من المعرفة‪ ،‬المعرفة العامة والمعرفة المتخصصة‪ ،‬يمكن تلخيص المعرفة العامة في كونها المعرفة‬
‫التي يمكنك إيجادها في المناهج الدراسية المختلفة‪ ،‬والتي ال تساعد من قريب أو بعيد في عملية جمع المال‪،‬‬
‫ً‬
‫مثل نادرًا ما يمتلكون المال‪ ،‬خاصة وأنهم متخصصون في تدريس المعرفة‪ ،‬وليس الطريقة التي يمكن بها‬ ‫فاألساتذة‬
‫استخدام المعرفة للوصول إلى المال‪.‬‬

‫ال تعتبر المعرفة فقط مصدرًا من قريب أو من بعيد للوصول إلى المال‪ ،‬ولكن إذا تم تنظيمها بذكاء‪ ،‬من خالل إعداد الخطط‬
‫المخصصة لذلك‪ ،‬سوف يساعد على توجيهها للوصول إلى هذا الهدف على النحو الصحيح‪.‬‬

‫هناك قدر كبير من الناس الذين يختلط عليهم األمر‪ ،‬حيث يعتقدون أن «المعرفة قوة» ولها القدرة وحدها على جلب‬
‫المال‪ ،‬إال أن هذا ال يرتبط بأي شكل من األشكال بالحقيقة‪ ،‬وهذا ما يخطئ الكثير من الناس في اعتقاده عند الحديث‬
‫عن «هنري فورد» وكونه «غير متعلم»‪.‬‬

‫فـ»فورد» لم يهتم كثيرًا بمدى حصوله على المعرفة من المناهج التعليمية‪ ،‬بقدر اهتمامه بالتعلم من الخبرات والمالحظات‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫خالل الحرب العالمية األولى‪ ،‬وصفت إحدى صحف «شيكاجو» في تقرير لها‪« ،‬فورد» بأنه «جاهل»‪ ،‬وقد اعترض «فورد»‬
‫على هذا اللفظ كثيرًا‪ ،‬إلى الحد الذي أدى به نحو إقامة دعوى على الصحيفة للحصول على حقه‪.‬‬

‫في المحكمة‪ ،‬قام محامي الصحيفة بطرح مجموعة كبيرة من األسئلة التي تتواجد في المناهج التعليمية‪ ،‬والتي تهدف‬
‫بشكل أو بأخر نحو التأكيد على أنه رغم كون «فورد» متخص ً‬
‫صا بشكل كبير في مجاله‪ ،‬إال أنه في النهاية «جاهل»‪.‬‬

‫ً‬
‫رأسا على عقب‪ ،‬فعقب قيام المحامي بسؤاله أحد تلك األسئلة‪ ،‬قال له «فورد»‪« :‬إذا‬ ‫ولكن «فورد» نجح في قلب األمور‬
‫كان يجب علي أن أرد على األسئلة الحمقاء التي تطرحها علي‪ ،‬أسمح لي أن أذكرك بأنه لدي على مكتبي ما يكفي‬
‫من األزرار الكهربائية والتي يمكنني بمجرد الضغط على أي منها أن استدعي أحد رجالي الذين يستطيعون اإلجابة على‬
‫كل ما أحتاجه من كافة تلك النوعيات من األسئلة»‪.‬‬

‫وقد كان هذا هو الجواب المثالي‪ ،‬فكل من في القاعة أدركوا أن «فورد» ليس بجاهل‪ ،‬وإنما يقوم باستخدام هذا العلم‬
‫بالشكل األمثل الذي يمكنه من الوصول إلى أهدافه‪ ،‬فيما امتلك هو المعرفة المتخصصة التي مكنته من أن يصبح واح ًدا‬
‫من أغنى الرجال في أمريكا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫قبل أن تتأكد من قدرتك على تحويل رغبتك في الثراء إلى مال حقيقي‪ ،‬يجب أن تتأكد ً‬
‫أول من امتالكك المعرفة والخبرة‬
‫الشخصية بالخدمة أو السلعة التي سوف تقدمها مقابل الحصول على مقدار المال الذي تتطلع له‪ ،‬وحال وجدت فجوة‬
‫في هذه الخبرة أو المعرفة الشخصية‪ ،‬أحرص على ملئ هذه الفجوة‪ ،‬عن طريق امتالكك لمجموعة العقول المدبرة‪،‬‬
‫وهي المجموعة التي تتكون من األشخاص الذين يمتلكون درجة التعليم والمعرفة والعلوم الكافية التي قد ال تكون‬
‫متواجدة لديك‪ ،‬والذين لو قمت بإدارتهم وتنظيم علمهم بالشكل الصحيح‪ ،‬سوف تصل في النهاية لمقدار الثراء الذي‬
‫تتطلع إليه‪.‬‬

‫ولكن في البداية‪ ،‬عليك ً‬


‫أول تحديد نوعية المعرفة والعلم اللذان ترغب في اكتسابهم‪ ،‬وفهمك وإدراكك للهدف األساسي‬
‫الذي تتطلع لتحقيقه في حياتك‪ ،‬سوف يساعدك على التعرف على هذه نوعية من العلم‪.‬‬

‫أما بالنسبة للخطوة الثانية التي ينبغي أن تقوم بها في هذا الشأن‪ ،‬فهي تتمثل في التعرف الدقيق على مصادر المعرفة‬
‫الموثوقة‪ ،‬والتي تأتي تحت إطار‪:‬‬

‫‪ -‬الخبرة الشخصية للفرد ودرجة تعليمه‪.‬‬


‫‪ -‬المعرفة والخبرة المتوفرة نتيجة التعاون المتواجد بين مجموعة من األفراد (مجموعة العقل المدبر)‪.‬‬
‫‪ -‬الكليات والجامعات‪.‬‬
‫‪ -‬المكتبات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الدورات التدريبية الخاصة‪.‬‬

‫يعتبر األهم من التعرف على مصادر المعرفة واكتسابها هي القدرة على تنظيمها‪ ،‬وإال فلن يكون لها قيمة!‬

‫هناك اعتقاد خاطئ سائد على نحو كبير بين األفراد الذين لم يتمكنوا من تحقيق النجاح في حياتهم‪ ،‬يتمثل في أن‬
‫التعلم ينتهي بمجرد إنهاء الفرد لمرحلة التعليم النظامي سواء في المدرسة أو الجامعة‪ ،‬ولكن الحقيقة تتمثل ببساطة‬
‫في أن تلك النوعية من التعليم يعتبر الهدف منها هي وضع الفرد على بداية الطريق نحو تعلم خبرة الحياة العملية‪.‬‬

‫المتخصصون األكثر احتيا ً‬


‫جا‬

‫هناك اعتقاد خاطئ سائد على نحو كبير بين األفراد الذين لم يتمكنوا من تحقيق النجاح في حياتهم‪ ،‬يتمثل في أن‬
‫التعلم ينتهي بمجرد إنهاء الفرد لمرحلة التعليم النظامي سواء في المدرسة أو الجامعة‪ ،‬ولكن الحقيقة تتمثل ببساطة‬
‫في أن تلك النوعية من التعليم يعتبر الهدف منها هي وضع الفرد على بداية الطريق نحو تعلم خبرة الحياة العملية‪.‬‬

‫درجة التدرب المرغوبة‬

‫يجب دائ ً‬
‫ما تشجيع أصحاب الشركات المختلفة على وضع نظام لتدريب الطالب وإعطائهم الخبرة الكافية لكي يكونوا‬
‫ً‬
‫إدراكا بأن معظم‬ ‫مؤهلين لسوق العمل عند التخرج‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب على الطالب أنفسهم أن يكونوا أكثر‬
‫الشركات الكبيرة تطلب األن موظفين يمتلكون الخبرة الكافية للعمل‪ ،‬وأن يبدؤوا بداية من السنة الثانية أو الثالثة من‬
‫الكلية نحو السعي الكتساب خبرة الحياة العملية‪ ،‬والتعرف على طبيعة الوظيفة الذي توفرها لهم المناهج الدراسية‬
‫التي يقومون بتعلمها‪.‬‬

‫ماذا لو انعكست األمور وكنت تسعى لمزيد من الخبرات األكاديمية في مجال عملك؟! ال توجد بالفعل أفضل من المدارس‬
‫الليلية والدورات التدريبية للقيام بهذه الوظيفة‪ ،‬خاصة مع المرونة الكبيرة التي توفرها لطالب العلم‪ ،‬والفرصة التي توفرها‬
‫له من أجل اكتساب الخبرات الالزمة تحدي ًدا لطبيعة ومجال عمله‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫يعتبر التعلم بالمراسلة أو التعلم بعيد المدى أي ً‬
‫ضا من بين أبرز أنواع التعلم فعالية على اإلطالق‪ ،‬وذلك نظرًا النخفاض‬
‫أسعاره من ناحية‪ ،‬ومطالبة مقدمي تلك النوعية من التعلم للحصول على قيمة الدورة التدريبية بشكل كامل مقد ًما‪.‬‬

‫قيامك بدفع قيمة الدورة التدريبية كلها بشكل ُمسبق قد يدفعك بشكل أو بأخر نحو إكمال هذه الدورة حتى النهاية‪ ،‬وذلك‬
‫لرغبتك في الحصول على تعويض عن األموال التي قمت بدفعها‪ ،‬وبالتالي تصبح فرصك في االنسحاب ال ٌ‬
‫مبكر من إكمال‬
‫الدور التدريبية ضعيفة‪.‬‬

‫هذا األمر يجعلنا نعود لمراجعة أمر هام للغاية في النظام التعليمي‪« ،‬المجانية»‪.‬‬

‫في أمريكا‪ ،‬قدمت الحكومة األمريكية نظام التعليم المجاني للمرحلة األساسية‪ ،‬بصورة سلسة تساعد الجميع على‬
‫الحصول على العلم‪ ،‬ولكن هنا بالضبط تكمن المشكلة‪ ،‬فعادة ما ال يقدر الناس ما هو مجاني‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة‬
‫للشركات بالطبع‪ ،‬وبالتالي تظهر أهمية الدورات التدريبية‪.‬‬

‫وعادة أي ً‬
‫ضا ما تقدر الشركات الموظف الذي يخصص جز ًءا من وقت فراغه الكتساب معرفة جديدة في مجال عمله‪ ،‬ألنه‬
‫ببساطة يمتلك الطموح الكافي لتطوير نفسه بصورة مستمرة‪ ،‬وهذا الطموح هو ما يعطيه األفضلية عن غيره‪.‬‬

‫ً‬
‫أفاقا عديدة من التطور أمام صاحبه‪ ،‬كما أنه ووف ًقا لألوضاع االقتصادية‬ ‫امتالك الطموح الكافي لمواصلة التعلم دائ ً‬
‫ما ما يفتح‬
‫الحالية التي نمر بها‪ ،‬يجب على كل فرد أن يسعى الكتساب «المعرفة المتخصصة»‪ ،‬والتي تساعده على تحسين‬
‫مصادر دخله‪ ،‬أو الحصول على فرص عمل أفضل‪ ،‬أو حتى تغيير نشاط عمله ألخر يساعده دخله على التوائم مع الظروف‬
‫الحالية‪.‬‬

‫مهندسا معماريًا الم ًعا‪ ،‬إال أنه بمجرد حلول مرحلة الكساد العظمى في أمريكا فقد جز ًءا كبيرًا‬
‫ً‬ ‫«ستيوارت أوستن وير» كان‬
‫من أعماله‪ ،‬ولم يعد دخله كما كان بالصورة الكافية‪ ،‬وبالتالي وجد أن عليه تغيير طبيعة عمله‪ ،‬ومن هنا قرر أن يقوم‬
‫بدراسة القانون‪ ،‬والذي كان واح ًدا من بين أهم وأبرز مجاالت العمل ازدهارًا خالل تلك الفترة‪ ،‬في أحد الجامعات الليلية‪،‬‬
‫وعقب سنتين‪ ،‬حصل على شهادته في القانون‪ ،‬ونتيجة اجتهاده في مجاله الجديد‪ ،‬تمكن من أن يكون له العديد من‬
‫األعمال في عدد مختلف من الواليات‪.‬‬

‫لم يفكر «وير» في كونه كبيرًا في السن على التعلم من جديد أو تغيير مجال عمله‪ ،‬حيث كان بالفعل قد تجاوز الـ ‪40‬‬
‫من عمره‪ ،‬كما لم يفكر في كونه يمتلك عائلة‪ ،‬وبالتالي قد ال يمتلك الوقت أو المال من أجل تغيير مجاله للمحاماة‪ ،‬كل‬
‫ما فكر فيه وسعى له هي رغبته في تغيير مجال عمله لمجال أخر يحقق له مستوى الدخل الذي يتطلع له‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬التخيل‬

‫ورشة عمل العقل‬


‫خطوتك الخامسة نحو الثراء‬

‫العائق الوحيد الذي يمكن أن يقف في طريق أي إنسان نحو تحقيق الثراء هي الطريقة التي يقوم فيها باستخدام خياله‪.‬‬
‫لماذا؟! إلن الخيال ببساطة هو المكان الذي تتحول فيه كافة األفكار والرغبات والدوافع التي تتواجد في عقل اإلنسان‬
‫إلى شكل ثابت يكون بمثابة الخطوة الفعلية نحو الوصول للثراء‪.‬‬

‫عادة ما يعود الفضل للخيال في اإلنجازات الكثيرة التي تمكننا من الوصول لها على مدار السنين القليلة الماضية‪ ،‬مقارنة‬
‫باإلنجازات التي حققها اإلنسان على مدار تاريخ البشرية بأكمله‪ ،‬فقدي ً‬
‫ما كان اإلنسان يتخيل أنه يطير‪ ،‬إال إنه كان‬
‫يستخدم هذا الخيال بطريقة بدائية حرمته من تحويل هذا الحلم إلى شكل ثابت‪ ،‬كما حدث معه حدي ًثا حينما تخيل‬
‫الشكل والطريقة التي تمكنه من ابتكار الطائرة التي سوف تساعده على الطيران‪ ،‬قس استخدام هذا المثال على غيره‬
‫من األمثلة األخرى المشابهة‪.‬‬

‫لكي نقوم بالتعرف على الطريقة التي يمكن بها استخدام الخيال بالشكل الذي يمكننا من تحقيق الثراء المطلوب‪ ،‬يجب‬
‫ً‬
‫أول أن نتعرف على نوعيه‪ :‬الخيال االصطناعي والخيال اإلبداعي‪.‬‬

‫يمكن تعريف الخيال االصطناعي باعتباره الخيال الذي يقوم بترتيب كافة األفكار‪ ،‬الخبرات والمعرفة السابقة للشخص في‬
‫أشكال جديدة تساعده على الوصول لهدفه‪ ،‬ولكن دون أن يكون لهذا النوع من الخيال أي قدرة على االبتكار‪.‬‬

‫أما بالنسبة للخيال اإلبداعي‪ ،‬فهي تلك النوعية من الخيال التي يكون لديها القدرة على االبتكار‪ ،‬عبر توصيل العقل‬
‫بشكل مباشر بالذكاء الالمتناهي‪.‬‬

‫عادة ما يعمل الخيال اإلبداعي في عقل اإلنسان حال امتلك القدرة على التفكير بالشكل السريع المدفوع من قبل رغبة‬
‫الشخص في الوصول لهذا الهدف‪ ،‬وهو ما يدفعه نحو ابتكار أشكال جديدة لألفكار واألهداف التي يتطلع للوصول لها‬
‫بشكل مستمر‪.‬‬

‫لكي تمتلك إمكانية تطوير خيالك االصطناعي واإلبداعي‪ ،‬يجب أن تكون قادرًا على مساعدة خيالك على العمل بشكل‬
‫مستمر ودؤوب‪ ،‬ويجب أن تدرك أي ً‬
‫ضا أنه على الرغم من الدور الكبير للخيال االصطناعي في تحويل رغباتك المجردة إلى‬
‫مال‪ ،‬إال إنك قد تكون مضطرًا في أحيان كثيرة الستخدام خيالك اإلبداعي‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬لماذا قد تحتاج إلى الخيال؟!‬

‫األرض التي نعيش عليها هي عبارة عن مجموعة هائلة من أشكال الطاقة غير الملموسة‪ ،‬والتي تم تنظيمها بشكل‬
‫ابتكاري‪ ،‬لكي تتحول إلى شكل ملموس وثابت‪.‬‬

‫هذا بالضبط ما يقوم به الخيال‪ ،‬فهو يقوم بتحويل الفكر والرغبة إلى مال ملموس‪ ،‬بنفس الطريقة التي تم فيها تحويل‬
‫أشكال الطاقة إلى األرض التي نعيش عليها اليوم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬التخطيط المنظم‬
‫لكي ننجح في الوصول للثراء المطلوب‪ ،‬يجب أن تمتلك الرغبة في تحقيق ذلك‪ ،‬ثم نقل هذه الرغبة إلى ورشة عمل‬
‫العقل‪ ،‬إلى ثراء ملموس‪.‬‬

‫لكي تتمكن من تنفيذ هذا األمر بشكل سليم‪ ،‬يجب أن تتبع الخطوات الـ‪ 4‬التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬في البداية‪ ،‬أحط نفسك بأكبر قدر ممكن من األشخاص الالزمين لتكوين الخطة المناسبة لتحويل الرغبة إلى ثراء‬
‫ملموس‪.‬‬
‫‪ -2‬قبل قيامك بتكوين فريق «العقل المدبر» الخاص بك‪ ،‬يجب أن تحدد ألفراد هذه المجموعة المقابل الذي سيحصلون‬
‫عليه مقابل العمل لصالحك‪ ،‬فال يوجد أي شخص موهوب قد يعمل معك بال مقابل‪.‬‬
‫‪ -3‬بعد ذلك‪ ،‬حاول أن تجتمع بفريق العمل الخاص بك مرتين على األقل أسبوعيًا‪ ،‬حتى تتمكنوا سويًا من وضع الخطط‬
‫الالزمة لتحويل الرغبة إلى شيء ملموس‪.‬‬
‫‪ -4‬حافظ على درجة التناغم المثالي بينك وبين كل فرد في فريق عملك‪ ...‬حال عدم وجود هذا التناغم‪ ،‬فال تتفاجأ إذا‬
‫تعرضت للفشل‪.‬‬

‫في وضعك لهذه الخطط‪ ،‬يجب أن تأخذ في اعتبارك أن‪:‬‬

‫• أنت تشارك بالفعل في أمر شديد األهمية بالنسبة لك‪ ،‬وبالتالي حتى تتمكن من تحقيق النجاح‪ ،‬يجب أن تكون خططك‬
‫خالية من أي عيوب‪.‬‬

‫• تتمتع بالخبرة‪ ،‬التعليم‪ ،‬اإلمكانية وموهبة التصور والتخيل الفطرية الموجودة لدى كل فرد في فريق عملك‪.‬‬

‫يجب عليك أن تدرك جي ًدا أي ً‬


‫ضا أنك لن تمتلك كافة العناصر الالزمة التي سوف تمكنك من جمع الثروات الطائلة‪ ،‬دون‬
‫امتالكك لفريق العمل المناسب‪ ،‬الذي يضمن لك وجود كافة هذه العناصر‪.‬‬

‫ماذا لو فشلت الخطة الدقيقة التي قمت بوضعها؟! حينها يجب عليك أن تستبدل هذه الخطط بخطط أخرى بديلة‪،‬‬
‫وتستمر في المحاولة مرة تلو األخرى حتى تجد الخطة المناسبة التي تقودك للوصول إلى غايتك‪ ،‬هذه المحاوالت‬
‫ما‪،‬‬ ‫ً‬
‫فشل دائ ً‬ ‫العديدة هي عادة ما تفصل بين نجاح شخص ما في تحقيق هدفه من عدمه‪ ،‬فالهزيمة المؤقتة ليست‬
‫ً‬
‫خلل في خطتك يجب أن تقوم بتصليحه من خالل المحاولة من جديد‪.‬‬ ‫ولكنها تعني ببساطة أن هناك‬

‫يجب أن تكون صفة اإلصرار متواجدة أي ً‬


‫ضا في كل فرد من أفراد فريق عملك‪ ،‬فامتالكهم اإلصرار والرغبة نحو تحقيق‬
‫النجاح‪ ،‬وعدم التأثر بمراحل الفشل المؤقت التي قد يمرون بها‪ ،‬يعتبر عنصر شديد األهمية يساعد على الوصول إلى‬
‫درجة الثراء الالزمة والحفاظ عليها‪.‬‬

‫هناك من يعتقد بالخطأ أن المال فقط هو ما يؤدي إلى المال‪ ،‬ولكن هذا غير صحيح على اإلطالق‪ ،‬فالرغبة وحدها هي‬
‫ما تساعد على الوصول له‪ ،‬ال يستجيب المال بأي شكل من األشكال إال لإلنسان الذي يمتلك الرغبة الكافية التي تمكنه‬
‫من اإليمان وامتالك درجة التصور الكافية من أجل تحويل رغبته إلى درجة الثراء المطلوبة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أهم صفات القيادة‬

‫هناك نوعان أساسيان من األشخاص‪ ،‬القادة والتابعين‪ ،‬يجب من البداية أن تحدد أي نوعية من األشخاص أنت‪ ،‬ألن‬
‫الفارق في العائد سوف يكون ببساطة شاس ًعا للغاية‪ ،‬فال يمكن للتابع أن يتوقع العائد الذي يتلقاه القائد بأي شكل من‬
‫األشكال‪.‬‬

‫أن تكون تاب ًعا ليس عيبًا‪ ،‬ولكن العيب أن تظل تاب ًعا‪ ،‬ألن معظم القادة الناجحين بدأوا حياتهم كتابعين‪ ،‬إال أن ذكائهم‬
‫ومالحظاتهم الدقيقة لصفات قادتهم حولهم بشكل أو بأخر لقادة فاعلين‪.‬‬

‫ً‬
‫إذا ماهي أهم صفات القيادة التي ينبغي أن تتوفر في أي قائد؟!‬
‫‪ -1‬شجاعة غير محدودة‪.‬‬
‫‪ -2‬التحكم في النفس‪.‬‬
‫‪ -3‬إحساس عميق بالعدالة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحزم في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -5‬الدقة في التخطيط‪.‬‬
‫‪ -6‬عادة القيام بأكثر مما ُيطلب منه‪.‬‬
‫‪ -7‬شخصية مرحة‪.‬‬
‫‪ -8‬التعاطف والتفاهم‪.‬‬
‫‪ -9‬أقصى درجات االهتمام بالتفاصيل‪.‬‬
‫‪ -10‬الرغبة في تحمل المسؤولية بشكل كامل‪.‬‬
‫‪ -11‬التعاون‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب أن ُتدرك أن هناك نوعان من القيادة‪ ،‬النوع االكثر فعالية هي القيادة بموافقة التابعين وبالحصول‬
‫على تعاطفهم‪ ،‬أما النوع الثاني‪ ،‬فهو يتمثل في القيادة بالقوة‪ ،‬وهو النوع الذي أثبت التاريخ أن استخدامه لوقت طويل‬
‫لن يكون مجديًا‪ ،‬وهو ما يظهر جليًا في سقوط الطغاة‪.‬‬

‫المفهوم الحديث للقيادة يتطلب من القائد أن ُيدرك جي ًدا مفهوم «التعاون» مع التابعين له‪ ،‬وأن يفهم بأن عالقته بهم‬
‫أشبه بالشراكة إلى حد كبير‪ ،‬ولكي تتمكن من تطبيقه‪ ،‬يجب عليك أن تفهم وتطبق جي ًدا المبادئ الـ‪ 11‬السابقة‪.‬‬

‫‪ 10‬أسباب رئيسية يمكن أن تؤدي للفشل في القيادة‬

‫هناك بالفعل ‪ 10‬أخطاء كبرى يقع فيها القادة‪ ،‬يمكن أن تؤدي في النهاية لفشلهم‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪-1‬عدم القدرة على االهتمام بالتفاصيل وتنظيمها‪.‬‬


‫‪-2‬عدم وجود رغبة في القيام بمهام أقل شئ ًنا‪.‬‬
‫ً‬
‫بدل من خبراته‪..‬‬ ‫‪-3‬االعتماد على علم الفريق فقط‬
‫‪-4‬الخوف من المنافسة مع التابعين‪.‬‬
‫‪ -5‬نقص القدرة على التخيل‪.‬‬
‫‪ -6‬األنانية‪.‬‬
‫‪ -7‬العصبية‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم الوالء‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ً‬
‫بدل من التفهم‪.‬‬ ‫‪ -9‬التأكيد على مبدأ «سلطة» القيادة بالقوة‪،‬‬
‫‪ -10‬اللقب‪ :‬القائد الناجح ال يحتاج إلى لقب محدد من أجل منحه احترام أتباعه‪.‬‬

‫أين وكيف يمكن للفرد أن يجد الفرص المختلفة لجمع الثروات؟‬

‫حين ننظر إلى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬سنجد أنها واحدة من ضمن أبرز البلدان من ً‬
‫حا للحريات المختلفة‪ ،‬فهي توفر‬
‫للفرد القاطن بها‪ ،‬سواء أكان أمريكيًا أو يمتلك جنسية أخرى‪ ،‬أكبر قدر ممكن من الحريات التي تتيح له الفرصة نحو‬
‫التمكن من تطبيق مبادئ تحقيق الثراء بالصورة الكافية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المستوى المعيشي للفرد في أمريكا أكثر من جيد في كثير من النواحي‪ ،‬فمعظم األسعار (والتي‬
‫جمعها نابليون هيل في منتصف الثالثينيات من القرن الماضي)‪ ،‬تتناسب بصورة كبيرة مع مستوى األسرة األقل من‬
‫متوسطة‪.‬‬

‫يمكن للفرد في أمريكا أن يوفر حياة مريحة لنفسه ولكافة أفراد عائلته بأقل التكاليف الممكنة‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نتساءل‪:‬‬
‫ما المعجزة التي تسببت في توفير هذا القدر الكبير من الحريات؟‬

‫إنها الرأسمالية! وال نتحدث عن الرأسمالية هنا باعتبارها المال فقط‪ ،‬ولكنه ببساطة عبارة عن مجموعة الرجال والنساء‬
‫األذكياء والمنظمين والذين يمتلكون معرفة متخصصة ومميزة في مجالتهم المختلفة‪ ،‬ويسعون لنقلها إلى جمهورهم‬
‫بالشكل الذي يحقق لهم الربح المطلوب ويفيد هذا الجمهور في نفس الوقت‪.‬‬

‫رأس المال المنظم يلعب دورًا شديد األهمية في تقدم األمم وفي تطور الواليات المتحدة األمريكية وتنمية فرص العيش‬
‫والحياة بها بشكل أساسي‪.‬‬

‫حتى يمكن توفير وجبة اإلفطار البسيطة إلى كل مواطن أمريكي‪ ،‬فإن هناك نظام رأسمالي منظم ساهم في توفير كافة‬
‫ً‬
‫مثل على بناء خطوط المالحة‬ ‫العناصر لنقل كافة مكونات تلك الوجبة بأقل التكاليف‪ ،‬رغم التكلفة العمالقة التي تم إنفاقها‬
‫والسكك الحديد من قبل هذا النظام الرأسمالي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬اتخاذ القرار‬
‫فن المماطلة‬

‫خطوتك السابعة نحو الثراء‬

‫عقب تحليلي ألكثر من ‪ 25‬ألف شخص واجهوا الفشل في حياتهم‪ ،‬اكتشفت أن السبب األساسي وراء ذلك يعود بسبب‬
‫«المماطلة في اتخاذ القرار»‪ ،‬لذلك يأتي هذا األمر على رأس قائمة الـ‪ 30‬سبب للفشل بالفعل‪.‬‬

‫«المماطلة في اتخاذ القرار» يعتبر من بين أبرز األعداء الذين ينبغي عليك أن تقوم بالتخلص منهم على وجه‬
‫السرعة‪ ،‬حيث كشفت األبحاث التي قمت بها عن أن مئات األشخاص الذين تجاوزت ثرواتهم المليون دوالر أنهم يمتلكون‬
‫القدرة على الوصول للقرار بسرعة‪ ،‬مع امتالك القدرة على التغيير البطيء لتلك القرارات إذا ما ظهر عدم تناسبها معهم‪،‬‬
‫والعكس صحيح بالطبع‪.‬‬

‫ما ما ينجح في اتخاذ قراراته بشكل سريع وبنا ًء على‬ ‫ً‬


‫معروفا بعناده الشديد لقراراته‪ ،‬حيث كان دائ ً‬ ‫ً‬
‫مثل كان‬ ‫هنري فورد‬
‫دراسة ُمعمقة لتلك القرارات‪ ،‬ولكنه يميل للبطء الشديد في تغييرها‪ ،‬وهو ما يظهر جليًا في قصة ابتكاره لمحرك الـ‪8‬‬
‫اسطوانات‪.‬‬

‫من بين أبرز ما يتسم به معظم األشخاص الذين واجهوا الفشل في حياتهم هي تأثرهم الشديد بآراء الغير‪ ،‬وبالتالي‬
‫يلجؤون لتغيير قراراتهم بسرعة بمجرد انتقاد األخرين لقراراتهم المختلفة‪ ،‬وبالتالي ال يتمكنون من تحفيز الرغبة الخاصة‬
‫بهم تجاه أحد القرارات التي اتخذوها‪ ،‬وتنعدم فرصهم تدريجيًا في تحقيق الثراء‪.‬‬

‫ال نعني بهذا الكالم أنك لن تحتاج آلراء األخرين‪ ،‬بالعكس سوف تحتاج إليها‪ ،‬ولكن يجب أن يكون ذلك عبر مجموعة «العقل‬
‫المدبر» الخاصة بك فقط‪ ،‬والتي يجب أن تختار أعضاؤها بعناية شديدة بحيث يتوافقون جمي ًعا مع طبيعة تفكيرك‪ ،‬وتثق‬
‫في رأيهم بشكل كبير‪ ،‬وتتأثر في نفس الوقت بما تجد أنه يتوافق مع رأيك‪.‬‬

‫ً‬
‫قليل‪ ،‬فمن بين أبرز عادات الجهالء هي قيامهم بالتحدث كثيرًا واالستماع بشكل قليل‪،‬‬ ‫حاول أي ً‬
‫ضا أن تستمع كثيرًا وتتكلم‬
‫وبالتالي فإنه إذا كنت من بين من يتأثرون باآلراء كثيرًا‪ ،‬قد يؤدي ذلك بك في النهاية إلى تأثرك بالسلب بآراء هؤالء الناس‪،‬‬
‫ما يقودك في النهاية التخاذ قرارات خاطئة‪ ،‬فكلما استمعت أكثر كلما زادت فرصتك في زيادة معرفتك باألمور‪ ،‬كما يهدد‬
‫قيامك بالتحدث كثيرًا في الكشف عن خطتك التي تنوي القيام بها‪ ،‬وبالتالي قد يقوم واحد من بين األفراد المحيطين بك‪،‬‬
‫والذي قد يكون يحسدك‪ ،‬على حسك على تغيير مخطتك‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬اإلصرار‬
‫الجهود المستدامة للوصول إلى اإليمان‬

‫خطوتك الثامنة نحو الثراء‬

‫لإلصرار دور أساسي في تحويل رغبة أي شخص في الثراء إلى نقود حقيقية‪ ،‬وللوصول إلى اإلصرار الكافي‪ ،‬يجب أن تمتلك‬
‫قوة اإلرادة‪.‬‬

‫عادة ما يتم وصف رواد األعمال الناجحين بالصالبة التي يمتلكونها‪ ،‬هذه الصالبة تتكون ببساطة من قوة اإلرادة ممزوجة‬
‫باإلصرار‪ ،‬ومدفوعة بالرغبة الشديدة من هذا الشخص للوصول إلى هدفه‪.‬‬

‫معظم الناس لديهم االستعداد للتخلي عن أحالمهم بمجرد مواجهتهم ألول عائق‪ ،‬فيما يتمكن القالئل من النجاح‪ ،‬بسبب‬
‫إصرارهم على موقفهم ومواجهتهم ألي عائق قد يتعرضون له‪ ،‬وذلك ببساطة ألنهم يمتلكون الرغبة الكافية لالستمرار‪،‬‬
‫فكلما كانت رغبتك في تحقيق الحلم قوية‪ ،‬كلما تمتعت بإصرار أقوى للوصول للحلم‪ ،‬والعكس صحيح بالطبع‪.‬‬

‫ففي ‪ ،1915‬قررت « فاني هورست» أن تنتقل إلى مدينة نيويورك‪ ،‬لرغبتها الشديدة في تحويل موهبتها في الكتابة إلى‬
‫مصدر يحقق لها الثراء‪ ،‬على مدار ‪ 4‬سنوات‪ ،‬دأبت « هورست» على الكتابة والتغلب على كافة السلبيات التي كانت تقوم‬
‫بها‪ ،‬واستمرت في إرسال قصصها إلى كافة الناشرين خالل تلك الفترة‪ ،‬ولكنها تلقت منهم ‪ 36‬رف ً‬
‫ضا!‬

‫من الممكن أن ييأس الشخص الذي ال يمتلك عقلية اإلصرار منذ أول رفض يتعرض له‪ ،‬ولكن هذه لم تكن «هرست»‪ ،‬والتي‬
‫دأبت على المثابرة فيما تقوم به حتى حصلت على أول فرصة لها‪ ،‬حيث وافق أحد الناشرين على طبع قصتها‪ ،‬وحينها بدأت‬
‫األموال تتدفق عليها‪.‬‬

‫فالنجاح الكبير الذي حققته تلك القصة جذبت االنظار نحو « هورست»‪ ،‬إلى أن نجحت شركة « ‪ »The moving picture‬في‬
‫التعاقد معها‪ ،‬ودفعت لها قرابة الـ‪ 100‬ألف دوالر مقابل الحصول على حقوق روايتها « ‪ ،»Great Laughter‬لتكون بذلك أعلى‬
‫رواية في التاريخ يتم الدفع مقابل الحصول على حقوقها «في ذلك التوقيت»‪.‬‬

‫« هورست» ببساطة زرعت اإلصرار بداخلها‪ ،‬حتى تمكنت من تحويل موهبتها إلى مصدر للوصول إلى الثراء‪.‬‬

‫إ ًذا‪ ،‬كيف يمكن أن تقوم بزرع المثابرة بداخلك؟!‬

‫هناك مجموعة من العوامل التي تساعدك على ذلك‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫‪ -‬تحديد الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على النفس‪.‬‬
‫‪ -‬دقة الخطط وتمتعها بالنظام‪.‬‬
‫‪ -‬المعرفة الكافية‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬قوة اإلرادة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬العادة‪ :‬يمكن زرع اإلصرار بشكل مباشر إذا كانت تتواجد كعادة بالفعل لدى الشخص‪ ،‬حيث أنه يمكن ببساطة خداع‬
‫العقل ومساعدته على التغلب على أسوأ المخاوف من خالل االعتياد على ممارسة األعمال الشجاعة مرة تلو األخرى‬
‫حتى تتحول إلى عادة‪.‬‬

‫بعد قراءة العوامل الثمانية السابقة‪ ،‬حدد بالضبط أي منها الذي تفتقر إليه في شخصيتك‪ ،‬وحاول اكتسابها‪ ،‬ما سيساعدك‬
‫على اكتساب اإلصرار الالزم للنجاح‪.‬‬

‫كيف يمكنك أن تنمي اإلصرار؟‬

‫هناك ‪ 4‬خطوات أساسية يمكنها أن تساعدك على اكتساب عادة اإلصرار‪ ،‬هذه الخطوات ال تحتاج بالفعل إلى درجة كبيرة‬
‫من الذكاء أو التعليم‪ ،‬ولكنها تحتاج فقط إلى قليل من الوقت والجهد‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد الهدف ودعمه بالرغبة الكافية لتحقيقه‪.‬‬


‫‪ -2‬خطة محددة وواضحة تساعد على االستمرار في العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬عقل مغلق بإحكام ضد كل التأثيرات السلبية‪.‬‬
‫‪ -4‬التعاون مع األشخاص الذين يمكن أن يشجعونك على المتابعة نحو االستمرار في سبيل تحقيق الهدف‪.‬‬

‫هذه الخطوات األربعة تعتبر بمثابة المفتاح نحو تحقيق النجاح في جميع جوانب الحياة‪ ،‬فاتباعها بشكل إيجابي وتحويلها‬
‫لعادة يساعدك بشكل أو بأخر على الوصول ألهدافك‪.‬‬

‫حين نعود إلى قصتي «فورد» و»إديسون»‪ ،‬سنجد ببساطة أن اتباعهم لهذه الخطوات األربعة مكن األول من تأسيس‬
‫امبراطورية صناعية ال تزال متواجدة حتى يومنا هذا‪ ،‬فيما أصبح الثاني واح ًدا من أعالم المبتكرين على مر التاريخ‪ ،‬بفضل‬
‫اختراعاته المذهلة‪ ،‬رغم عدم امتالك الثنائي للثروة والتعليم الكافي في البداية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬قوة العقل المدبر‬
‫القوة الدافعة‬

‫خطوتك التاسعة نحو الثراء‬

‫امتالك القوة ضروري ج ًدا لتحقيق النجاح‪ ،‬فالخطط وحدها ال تكفي للوصول إلى الثراء‪ ،‬ولكنها تحتاج إلى القوة الكافية‬
‫لتحقيقها‪.‬‬

‫يمكن تعريف القوة في هذه الحالة على أنها «المعرفة المنظمة والموجهة بذكاء»‪ ،‬أي الجهد المنظم‪ ،‬والذي يأتي بتضافر‬
‫جهود شخصين أو أكثر‪ ،‬في سبيل تحويل الرغبة إلى ثراء ملموس‪.‬‬

‫إذا كانت القوة هي المعرفة المنظمة‪ ،‬فما هي مصادر المعرفة؟!‬


‫‪-‬الذكاء الغير محدود والمدعوم من قوة التخيل واالبتكار‪.‬‬
‫‪-‬الخبرات المتراكمة‪.‬‬
‫‪-‬التجربة والبحث‪.‬‬

‫هذه المصادر السابقة للمعرفة‪ ،‬يمكن ببساطة تحويلها إلى قوة‪ ،‬من خالل تنظيمها في خطط محددة وتنفيذ تلك الخطط‪.‬‬
‫إال أن تنفيذ هذه الخطط عادة ما يكون أمرًا شديد الصعوبة‪ ،‬نظرًا لتعقيداتها المختلفة‪ ،‬وبالتالي ظهرت ضرورة قيام الفرد‬
‫بإقناع األخرين وتشجيعهم على التعاون معه‪ ...‬ومن هنا ظهرت «القوة الدافعة»‪.‬‬

‫اكتساب القوة من العقل المدبر‬

‫يمكنك ببساطة أن تكتسب إمكانيات القوة المتاحة أمامك‪ ،‬إذا قمت باختيار مجموعة «العقل المدبر» بشكل صحيح‪،‬‬
‫لذلك عليك ً‬
‫أول أن تتعرف على سمات العقل المدبر‪ ،‬وهما سمتين أساسيتين‪ ،‬األولى اقتصادية والثانية نفسية‪.‬‬

‫السمة االقتصادية يمكن شرحها ببساطة على أنها درجة المشورة والتعاون اللذان يوفرهما مجموعة من األشخاص ألي‬
‫شخص‪ ،‬وقد كان االعتماد على هذه السمة االقتصادية واحدة من بين أبرز األسباب التي ساعدت على تحقيق الثراء‬
‫لعدد كبير من األفراد‪.‬‬

‫أما السمة النفسية فهي أكثر تعقي ًدا‪ ،‬حيث تعبر ببساطة عن القوة الروحية التي يوفرها هذا التعاون‪ ،‬فببساطة يمكن‬
‫ً‬
‫عقل ثال ًثا معهما بالشكل‬ ‫لتعاون عقلين أو أكثر سويًا أن يؤدي بشكل أو بأخر لتكوين طاقة غير ملموسة تكون بمثابة‬
‫الذي يزيد من قوة هذا التعاون‪.‬‬

‫في البداية‪ ،‬تعرفت فقط على السمة االقتصادية للعقل المدبر‪ ،‬وذلك قبل ‪ 25‬عا ًما عن طريق أندرو كارنيجي‪ ،‬والذي تكون‬
‫رجل أحاط نفسه بهم‪ ،‬وقدموا له المشورة والتعاون الكاملين ما مكنه في النهاية من الوصول‬ ‫ً‬ ‫عقله المدبر من قوة ‪50‬‬
‫للثراء‪.‬‬

‫يمكن التعبير عن هذا المبدأ أي ً‬


‫ضا من خالل تصوير عقل اإلنسان على أنه بطارية كهربائية‪ ،‬حيث أنه إذا تم استخدام أكثر‬
‫من بطارية سويًا فإن كفاءتها التشغيلية تزيد‪ ،‬كذلك األمر بالنسبة لإلنسان‪ ،‬فكلما تعاون مع غيره من العقول األخرى‪،‬‬
‫كلما أصبح عقله أكثر كفاءة وقدرة على العمل‪ ،‬وهنري فورد أكبر دليل على ذلك‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫فرغم أنه بدأ حياته فقيرًا وال يمتلك أي إمكانيات للنجاح‪ ،‬إال أن مثابرته في البداية‪ ،‬ثم تعاونه مع عدد كبير من األفراد ذوي‬
‫القدرات العقلية الهائلة‪ ،‬مثل توماس إديسون‪ ،‬مكنوه خالل ‪ 25‬عا ًما من أن يصبح واح ًدا من بين أغنى أغنياء أمريكا‪ ،‬وذلك‬
‫بفضل التعاون الودي الذي وقع بين عقله وبين عقول هؤالء الشخصيات‪.‬‬

‫ويمكن التعبير ببساطة عن مجمل هذا األمر في جملة بسيطة‪ ،‬وهي‪« :‬ينطبع الفرد بطبيعة وعادات وقوة تفكير األشخاص‬
‫الذين يتعاون معهم»‪.‬‬

‫المهاتما غاندي أي ً‬
‫ضا يعتبر واح ًدا من بين أبرز من اعتمدوا على القوة الكبيرة التي يتيحها «العقل المدبر»‪ ،‬خاصة بعدما نجح‬
‫في إقناع أكثر من ‪ 200‬مليون شخص بالتعاون سويًا لمدة غير محددة‪ ،‬وذلك بفضل إصراره وإيمانه بفكرته وقدرته الكبيرة‬
‫على اإلقناع‪ ...‬تشك في صعوبة ما قام به «غاندي»؟! حاول أن تشجع شخصين على العمل سويًا بشكل متوائم كليًا ألي‬
‫مدة زمنية من اختيارك!‬

‫حين ننظر إلى مصادر الحصول على تلك القوة‪ ،‬سنجد أننا ذكرنا في البداية «الذكاء الالمتناهي»‪ ،‬فعندما يتعاون شخصان‬
‫ما على تحقيق هدف معين بشكل متوائم‪ ،‬يفتحون أمام أنفسهم الطريق نحو الحصول على القوة من مصدر «الذكاء‬
‫الالمتناهي»‪ ...‬أعظم مصادر الحصول على الطاقة على اإلطالق‪.‬‬

‫ولكن هذه القوة بشكل أو بأخر تحمل تيارين مختلفين‪ ،‬تيار يؤدي في النهاية إلى السقوط في بؤرة الفقر‪ ،‬بينما يرفعك التيار‬
‫األخر إلى السماء حيث يتواجد الثراء‪.‬‬

‫طريقة تفكيرك هي وحدها ما تحدد طبيعة التيار الذي تسير فيه‪ ،‬فإذا كانت أفكارك إيجابية زادت فرصك في السير بتيار‬
‫الثراء‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫كما أنه يجب عليك أن تدرك جي ًدا أن المال خجول‪ ،‬وبالتالي فإن جذبه لك يحتاج إلى قدر كبير من جهد والمثابرة والذكاء‪،‬‬
‫فيما ال يحتاج الفقر إلى خطة من أجل الوصول له‪ ،‬فهو جريء بطبعه!‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬المحفزات‬
‫خطوتك العاشرة نحو الثراء‬

‫عادة ما يستجيب اإلنسان لمجموعة من المحفزات التي تساعد بصورة كبيرة على زيادة قوة طاقة األفكار لديه‪ ،‬وبالتالي‬
‫ترفع من معدالت حماسه وخياله اإلبداعي ورغبته‪ ،‬هذه المحفزات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجنس‪.‬‬
‫‪ -2‬الحب‪.‬‬
‫‪ -3‬الرغبة الشديدة في الشهرة أو السلطة أو المال‪.‬‬
‫‪ -4‬الموسيقى‪.‬‬
‫‪ -5‬الصداقة «سواء من نفس الجنس أو الجنس األخر»‪.‬‬
‫‪ -6‬تعاون «العقل المدبر»‪.‬‬
‫‪ -7‬المعاناة المشتركة‪.‬‬
‫‪ -8‬اإليحاء الذاتي‪.‬‬
‫‪ -9‬الخوف‪.‬‬
‫‪ -10‬المخدرات أو الكحول‪.‬‬

‫فيما تتواجد عاطفة الجنس على رأس محفزات عملية التفكير‪ ،‬فإن هناك من بين هذه المحفزات اثنان مدمران‪ ،‬والهدف‬
‫من هذا هنا هو التعرف على الطريقة التي يمكن فيها استغالل هذه المحفزات للوصول طاقة أفكار عظيمة‪.‬‬

‫قد تتساءل أحيانًا‪« :‬كيف يمكن الوصول إلى الذكاء الالمتناهي عبر امتالك قوة األفكار؟!» أو «هل هناك مصادر معرفة‬
‫محددة ومعروفة للعبقرية فقط؟ وكيف يمكن الوصول لها؟!»‪.‬‬

‫المثال المقبل سوف يمكنك أنت شخصيًا من اإلجابة عن هذين السؤالين‪.‬‬

‫«عبقري» تم تطويره عبر الحاسة السادسة‬

‫يمكن ببساطة تعريف الحاسة السادسة على أنها «التخيل اإلبداعي»‪ ،‬فكلية «التخيل اإلبداعي» عادة ما ال يستخدمها‬
‫العديد من األشخاص طوال حياتهم‪ ،‬فيما ينجح من يستخدمها في أن يتحول إلى «عبقري»‪ ،‬خاصة وأنها تعتبر الرابط‬
‫األساسي بين العقل محدود اإلمكانيات والذكاء الالمتناهي‪.‬‬

‫حينما تومض األفكار في ذهن الفرد‪ ،‬من خالل ما يطلق عليه اسم «الحدس»‪ ،‬فإنها تأتي من واحدة أو أكثر من‬
‫المصادر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الذكاء الالمتناهي‪.‬‬
‫‪ -‬العقل الباطن‪.‬‬
‫‪ -‬من عقل شخص أخر أثار الفكرة أو صورة لتلك الفكرة أو المفهوم‪ ،‬من خالل الفهم الواعي‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل العقل الباطن لشخص أخر‪.‬‬

‫«إديسون» استعان بالطريقة السابقة في الوصول لعدد كبير من مخترعاته‪ ،‬مثل المصباح الكهربائي‪ ،‬فيما لجأ أبراهام‬
‫لينكولن لطريقة مختلفة للوصول على العبقرية‪ ،‬وذلك من خالل التحفيز الجنسي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫فمنذ أن قابل «لينكولن» حبه األول «آن روتليدج»‪ ،‬ساعده ذلك على تحفيز جانب «التخيل اإلبداعي» في عقله‪ ،‬وكذلك‬
‫الحال بالنسبة لنابليون بونابرت‪ ،‬والذي دفعه حبه لزوجته األولى «جوزفين» للقيام بمخططاته االستعمارية الواسعة‪،‬‬
‫وبمجرد أن تركها بدأ تركيزه يقل تدريجيًا‪ ،‬نتيجة انخفاض الحافز الذي ينمي من قدرة التخيل اإلبداعي لديه‪ ،‬وبالتالي ُ‬
‫هزم‬
‫في النهاية‪.‬‬

‫التحفيز الجنسي إذا ما استخدم بطريقة صحيحة‪ ،‬يساعد عدد كبير من الرجال على االرتقاء فكريًا بصورة أعلى‪ ،‬ما‬
‫يمكنهم من التغلب على كافة المشاكل التي قد يمرون بها في حياتهم‪ ،‬ويساعدهم على التركيز بصورة أفضل‪.‬‬

‫هناك عدد كبير من األعالم والعباقرة‪ ،‬سواء أكانوا من القدماء أو من بين عباقرة الوقت الحالي‪ ،‬الذين عرفوا دائ ً‬
‫ما بأنهم‬
‫مدفوعون برغبة جنسية متطورة‪ ،‬تمكنوا من تحويلها إلى طاقة كافية لتشغيل التخيل اإلبداعي في عقولهم‪.‬‬

‫ال نعني بهذا الكالم أن نؤكد بأن أي شخص امتلك رغبة أو طاقة جنسية متطورة يمكنه أن يصبح عبقريًا‪ ،‬حيث أنه ينبغي‬
‫على هذه الطاقة أن تنتقل من شكلها الجسدي إلى شكل أخر من أشكال الطاقة المتمثلة في الرغبة في العمل‪ ،‬قبل‬
‫أن تتحول إلى عبقرية‪ ،‬فيما قد يؤدي االستخدام الخاطئ لهذه العاطفة إلى الفشل‪.‬‬

‫لماذا ناد ًرا ما ينجح الرجال قبل سن األربعين؟!‬

‫من خالل تحليلي ألكثر من ‪ 25‬ألف شخص‪ ،‬اكتشفت أن معظم من يتمكن من تحقيق النجاح منهم ال ينجح في ذلك‬
‫قبل سن الـ‪ ،40‬كما ال يتمكن من الوصول إلى درجة النجاح والثراء التي يتطلع لها قبل سن الـ‪! 50‬‬

‫هذه الحقيقة دفعتني لدراستها بشكل دقيق لمدة ‪ 12‬عا ًما حتى توصلت في النهاية إلى السبب‪ ،‬وهو أن معظم الرجال‬
‫ينغمسون في البداية في التعبير عن هذه الطاقة الجنسية في صورتها الجسدية‪ ،‬والتي تكون متأججة بصورة كبيرة‬
‫حتى الوصول إلى سن الـ‪ 45‬عا ًما‪.‬‬

‫طوال تلك السنوات‪ ،‬عادة ما ال يكتشف الرجال بأن للطاقة الجنسية إمكانيات أخرى يمكنه أن يستغلها على النحو األمثل‬
‫كمحفز يساعده على تحقيق أحالمه‪ ،‬وهو ما أكده أحد أكثر الرجال في أمريكا ثرا ًء ونفو ًذا حين أشار إلى أن وجود‬
‫سكرتيرته الجذابة بجانبه ساعده على وضع الخطط السليمة والدقيقة وتحويلها إلى حقائق‪.‬‬

‫كما كان من بين أوائل من اكتشفوا هذا األمر أحد المعلمين‪ ،‬والذي توصل من خالل دراسة قام بها على أكثر من ‪30‬ألف‬
‫مندوب مبيعات‪ ،‬بأن من يمتلك بينهم طاقة ورغبة جنسية ذات درجة أعلى كان أكثر قدرة على البيع من األخرين‪ ،‬وذلك‬
‫نظرًا المتالكهم درجة جاذبية وحماس أعلى‪ ،‬يتم استخدامهما في الوصول إلى عالقات أفضل مع الناس‪ ،‬حيث يمكن‬
‫توصيل هذه الطاقة لألخرين عبر‪:‬‬
‫‪ -‬المصافحة‪.‬‬
‫‪ -‬نغمة الصوت‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة الوقوف وحركة الجسد‪.‬‬
‫‪ -‬تذبذب األفكار‪.‬‬
‫‪ -‬المظهر الشخصي‪.‬‬

‫مهنة المبيعات بصورة عامة تتطلب قدر كبير من المغناطيسية الشخصية والتي عادة ما تتواجد في الشخصيات ذوي‬
‫الرغبة الجنسية األعلى‪ ،‬خاصة وأن هذه المهنة تحتاج درجة أكبر من الحماس لدى الشخص‪ ،‬حتى يتمكن من إقناع‬
‫األخرين والتأثير عليهم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫فالبائع الذي يتمكن من تحويل هذه الرغبة الجنسية إلى جهود متواصلة في العمل تساهم في رفع درجة الحماس‬
‫والتصميم‪ ،‬وزيادة القدرة على االهتمام بالتفاصيل‪ ،‬يكون قد اكتسب ببراعة فن تحويل الجنس‪ ،‬وينطبق األمر كذلك على‬
‫أي مهنة أخرى‪.‬‬

‫على الطرف األخر‪ ،‬يجب التأكيد على إن اإلفراط في التعبير عن الرغبة الجنسية‪ ،‬قد يؤدي بشكل أو بأخر في النهاية‬
‫نحو إهالك الجسد والعقل سويًا‪ً ،‬‬
‫بدل من إثراؤهما‪ ،‬وهذا ما يظهر جليًا في مستوى وطريقة تفكير عدد كبير من األشخاص‬
‫الذين يسيئون التعامل مع مبدأ «الرغبة الجنسية» في صورتها المفيدة‪.‬‬

‫لماذا يتم التأثر بشكل متأخر بقدرة الجنس على تطوير درجة إبداع اإلنسان أو يتم استخدامها بشكل سلبي؟!‬

‫ببساطة بسبب الجهل‪ ،‬فلطالما كان الجنس أحد المواضيع الشائكة والتي ال ينبغي التحدث بشأنها كثيرًا أو بيان الجوانب‬
‫اإليجابية لها على زيادة درجة اإلبداع في العلن‪ ،‬وخاصة بالنسبة لصغار السن أو حديثي النشء‪.‬‬

‫لهذا السبب‪ ،‬قد يتطلب األمر من الفرد الكثير من الوقت حتى يبدأ في إدراك هذا الجانب من الجنس‪ ،‬وهناك العديد من‬
‫األمثلة على ذلك‪ ،‬مثل «كارنيجي» و»فورد»‪ ،‬حيث يبدأ الفرد في الوصول لذروة أداءه الفكري خالل السن من ‪، 60-40‬‬
‫ألنه ببساطة يكون قد توصل إلى هذا الهدف وبدأ في رؤية الصورة بشكل أكثر وضو ً‬
‫حا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬العقل الباطن‬
‫خطوتك الحادية عشر نحو الثراء‬

‫يتكون العقل الباطن من حقل للوعي‪ ،‬حيث يتم فيه تصنيف وتحليل وتسجيل كل األفكار التي تصل إلى العقل‬
‫الموضوعي باستخدام أي من الحواس الخمس‪ ،‬على أن يتم بعدها تذكر األفكار أو وضعها في هيئة رسائل معينة‬
‫داخل خزانة العقل‪.‬‬

‫يمكنك ببساطة أن تخزن كافة أنواع األفكار أو االنطباعات أو المشاعر أو الخطط التي تنوي القيام بها في عقلك‬
‫الباطن‪ ،‬نظرًا لقدرته الكبيرة على القيام بذلك‪ ،‬حيث يركز في األساس على كافة أنواع الرغبات الممزوجة‬
‫بالشعور العاطفي‪ ،‬مثل اإليمان‪.‬‬

‫وليل‪ ،‬وبشكل يجعل من الصعب التحكم به‪ ،‬حيث يقوم في طريقة عمله على عملية‬ ‫ً‬ ‫يعمل العقل الباطن صبا ً‬
‫حا‬
‫إجرائية يعتمد فيها على قوة الذكاء الالمتناهي‪ ،‬من أجل تحويل رغبات المرء إلى صورتها المادية عبر إيجاد أكثر‬
‫الوسائط العملية للوصول إلى هذا الهدف‪ ،‬ويعتبر وف ًقا للكثير من األدلة هو حلقة الوصل بين العقل المحدود‬
‫والذكاء الالمتناهي‪ ،‬حيث يقوم بتعديل النبضات العقلية إلى مثيلتها الروحية‪.‬‬

‫رغم معرفتنا الضئيلة بقدرات العقل الباطن‪ ،‬إال أن إلمامك باألهمية الكبيرة لتلك المعرفة سوف يجعلك تدرك‬
‫األهمية الكبيرة للتعليمات الواردة في فصل «الرغبة»‪ ،‬وضرورة جعل رغباتك واضحة وكتابتها‪ ،‬والمثابرة واإلصرار‬
‫على تنفيذها‪.‬‬

‫لكي تتمكن ببساطة من التحكم في عقلك الباطن والتأثير عليه بشكل إيجابي‪ ،‬يجب أن تدرك أن هذا لن يتم‬
‫بدون اإليمان‪ ،‬وقد ال يحدث من المرة األولى‪ ،‬فال تيأس‪ ...‬كما يجب أن تعرف أي ً‬
‫ضا أنه قد يتأثر بأي نوع من‬
‫المحفزات السلبية التي قد تصل إلى عقلك‪ ،‬مثل الخوف أو الفقر‪ ،‬إال إذا تمكنت من إبعادها عن عقلك الواعي‪.‬‬
‫حتى تمرر األفكار التي تسعى لتحويلها إلى واقع في عقلك الباطن يجب عليك أن تتخيلها ً‬
‫أول‪ ،‬فعملية التخيل‬
‫أو التصور تساهم بشكل فعال في دخول مختلف األفكار في العقل الباطن‪ ،‬باإلضافة لدمجها مع اإليمان‪ ،‬ما يجعل‬
‫إمكانية تحققها شديد الورود‪.‬‬

‫من المعروف أي ً‬
‫ضا أن العقل الباطن يصبح أكثر قابلية للتأثر باألفكار ذات الطابع العاطفي‪ ،‬فالعواطف في األغلب‬
‫هي التي تسير تصرفات الناس وسلوكياتهم‪ ،‬لهذا ينبغي عليك أن تدرك جي ًدا أن هناك ‪ 7‬أنواع من العواطف‬
‫اإليجابية و‪ 7‬أخريين للعواطف السلبية‪.‬‬

‫وإذا كانت العواطف السلبية لديها القدرة على الولوج بسهولة إلى العقل الباطن‪ ،‬فإن العواطف اإليجابية تحتاج‬
‫إلى مزيد من الجهد‪ ،‬حيث يمكن إدخالها باالعتماد على مبادئ اإليحاء الذاتي (كما ورد في الفصل السابع)‪ ،‬حيث‬
‫تعد نفسك بالشكل الكافي من أجل التأثير على عقلك الباطن‪ ،‬عبر تمرير رغبتك في الثراء إليه لتحويله إلى‬
‫أول أن تتحدث بلغته‪ ،‬وهي لغة العاطفة‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬يجب‬ ‫شكله المادي‪ ،‬وبالتالي فلكي تؤثر عليه يجب عليك ً‬
‫أول أن تتعرف على كافة أنواع العواطف‪:‬‬ ‫ً‬

‫‪32‬‬
‫العواطف اإليجابية السبعة‪:‬‬
‫‪ -‬عاطفة الرغبة‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة اإليمان‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الحب‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الجنس‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الحماس‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الرومانسية‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة األمل‪.‬‬

‫العواطف السلبية السبعة (التي ينبغي تجنبها)‪:‬‬


‫‪ -‬عاطفة الخوف‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الكره‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة االنتقام‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الجشع‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الجهل أو الخرافة‪.‬‬
‫‪ -‬عاطفة الغضب‪.‬‬

‫ال يمكن للعواطف اإليجابية أو السلبية أن يتواجدا م ًعا في عقلك الباطن‪ ،‬لذلك تأكد دائ ً‬
‫ما من اعتمادك على العواطف‬
‫اإليجابية‪ ،‬وهنا سيأتي دور قانون العادة‪ ،‬والذي سيقوم بإقناع عقلك الباطن بضرورة تقبل كافة المشاعر اإليجابية التي‬
‫تصل إليه‪ ،‬وبشكل يجعله مع الوقت ال يتقبل دخول أي من العواطف السلبية إليه‪.‬‬

‫دخول عاطفة سلبية واحدة فقط إلى عقلك الباطن‪ ،‬كفيلة بالقضاء على كافة العواطف اإليجابية المتواجدة بداخله‪ ،‬لذلك‬
‫نجد أن الناس عادة ما يلجؤون للصالة والصالة فقط بعدما يستنفدون كافة المشاعر اإليجابية من داخلهم‪ ،‬حيث يدخلون‬
‫للصالة وهم بمشاعر مليئة بالخوف والشك فقط‪.‬‬

‫إذا كنت تصلي وأنت تعلم أن الشيء الذي تصلي من أجله لن يتم االستجابة له‪ ،‬فإنه لن يتم تمرير الهدف من هذه‬
‫الصالة إلى عقلك الباطن‪ ،‬وبالتالي لن يتحقق!‬

‫منذ أكثر ‪ 100‬عام‪ ،‬كان الناس يخشون من الرعد ويعتبرونه غضب من هللا‪ ،‬إال أن إيمانهم جعلهم يستخدمون هذا البرق‬
‫في الصناعة (الكهرباء)‪ ...‬يمكن تطبيق المثال السابق على غيره من األمثلة األخرى التي تمكننا فيها بفضل امتالكنا‬
‫لقوة السيطرة على العقل الباطن من تحويل مخاوفنا أو خرافاتنا إلى وقائع نستفيد منها اآلن‪ ...‬لكن ذلك لم يكن ليتواجد‬
‫بدون وجود التواصل بين العقل المحدود للفرد والذكاء الالنهائي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المخ‬ ‫الفصل الثالث عشر‪:‬‬
‫خطوتك الثانية عشر نحو الثراء‬

‫قبل نحو ‪ 20‬عا ًما‪ ،‬الحظت عبر متابعته ألعمال العالمين ألكسندر جراهام بيل وإلمر جيتس‪ ،‬أن المخ يقوم في عمله على‬
‫مبدأ البث اإلذاعي‪ ،‬من خالل كونه محطة ُمذيعة ومستقبلة لألفكار‪ ،‬عبر وسيط األثير‪ ،‬حيث يمتلك القدرة على التقاط‬
‫ذبذبات التفكير التي تطلقها األدمغة األخرى أي ً‬
‫ضا‪.‬‬

‫وف ًقا لذلك‪ ،‬فإنه يمكننا التعامل مع العقل الباطن على اعتباره جهاز اإلرسال لذبذبات األفكار التي تدور في ذهنك‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للتخيل اإلبداعي‪ ،‬فهو جهاز االستقبال الذي يتلقى األفكار التي تصدرها عقول األخرين‪ ،‬حيث يعمل بدور‬
‫الوسيط بين العقل الواعي وبين المصادر األربعة التي يتلقى منها الفرد محفزات التفكير‪.‬‬

‫عندما يتم تحفيز العقل باستخدام العواطف اإليجابية أو السلبية‪ ،‬فإنه يصبح أكثر قابلية الستقبال ذبذبات األفكار التي ترد‬
‫له من مصادر خارجية‪ ،‬حيث أن األفكار التي يتم تحفيزها باستخدام أي من العواطف المختلفة يتم استقبالها بفعالية‬
‫أكبر من األفكار العادية من قبل الدماغ‪ ،‬خاصة لو كانت هذه العاطفة هي العاطفة الجنسية‪.‬‬

‫كما أنه وجنبًا إلى جنب مع «التخيل اإلبداعي» و»العقل الباطن»‪ ،‬واللذان يمثالن جهازي االستقبال واإلرسال لجهاز البث‬
‫الخاص بك والمتمثل في المخ‪ ،‬فإنه يجب أن نأخذ في االعتبار مبدأ «اإليحاء الذاتي»‪ ،‬والذي يمكن أن نبدأ فيه عملية‬
‫البث‪.‬‬

‫عندما ترغب في تشغيل عملية البث العقلي الخاصة بك‪ ،‬يجب أن تأخذ في االعتبار بالعناصر الثالثة المشغلة له‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لطريقة التشغيل نفسها فهي بسيطة‪ ،‬حيث تبدأ بخطوة «الرغبة»‪.‬‬

‫القوى األعظم «غير ملموسة»‬

‫قبل مرحلة الكساد التي مر بها العالم خالل ثالثينيات القرن الماضي‪ ،‬اعتمد اإلنسان في فهمه لطبيعته وللكون على‬
‫الجانب الجسدي والمادي فقط‪ ،‬ولكنه أصبح اآلن ُيدرك أن «الذات األخرى» أو «الذات غير ملموسة» أقوى بالفعل من‬
‫هذا الجانب المادي أو الجسدي الذي نراه في المرآة‪.‬‬

‫لماذا قد يسخر اإلنسان من هذه القوى الغير الملموسة وسيطرتها علينا؟! ألنه ببساطة ال يملك القدرة على السيطرة‬
‫ً‬
‫مثل ال يستطيع أن يفهم طبيعة القوى الغير ملموسة التي تؤثر على حركة المد والجذر‬ ‫عليها بصورة كافية‪ ،‬فاإلنسان‬
‫في المحيطات والسيطرة عليها‪ ،‬ال يفهم طبيعة الجاذبية‪ ،‬وأنها القوى الغير ملموسة التي تحمي األرض من الضياع في‬
‫الكون وتحمينها من الضياع فيها‪ ،‬وكذلك ال يفهم القوى الغير ملموسة للذكاء‪ ،‬والتي تساهم في توفير كافة المتطلبات‬
‫المادية لإلنسان‪.‬‬

‫القصة الدرامية للدماغ‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال يفهم اإلنسان بكل العلم الذي يمتلكه‪ ،‬القوى الغير ملموسة لعملية التفكير‪ ،‬أو للعمليات الكثيرة‬
‫المعقدة التي يقوم بها الدماغ باستخدام تلك القوى‪ ،‬والتي تساهم في ترجمة عملية التفكير إلى معادلها المادي‪.‬‬
‫لهذا السبب‪ ،‬بدأ تركيز العلماء يتحول تدريجيًا نحو دراسة الدماغ بمكوناته‪ ،‬وقد اكتشفوا في دراساتهم األولية فقط أن‬
‫لوحة التشغيل المركزية في عقل اإلنسان أو الخطوط التي تربط خاليا الدماغ ببعضها البعض‪ ،‬تساوي الرقم واحد‪ ،‬وبجانبه‬
‫‪ 15‬مليون صفر!‬

‫‪34‬‬
‫ما هو «التخاطر»؟‬

‫قام الدكتور «راين» ومعاونيه في جامعة «ديوك»‪ ،‬بأكثر من ‪ 100‬ألف اختبار لتحديد مدى حقيقة تواجد عملية «التخاطر»‬
‫أو «االستبصار»‪ ،‬وقد اعتمدت هذه االختبارات بشكل أساسي على جعل مجموعة من الرجال والنساء يقومون بعملية‬
‫افتراض ما الذي تحتويه مجموعة من البطاقات‪ ،‬دون أن يتمكنوا من رؤية البطاقات بشكل أولي أو يكون لهم بها أي تواصل‬
‫مادي على اإلطالق‪.‬‬

‫وكانت النتيجة أن مجموعة من بين هؤالء الرجال والنساء تمكنوا من تسمية هذه البطاقات بشكل صحيح أكثر من مرة‪،‬‬
‫وهو ما يلغي إمكانية االعتماد على الحظ أو المصادفة في هذه النتائج‪.‬‬

‫كما تم تكرار هذه التجارب ولكن على مسافات متباعدة عن المكان األول الذي تم فيه إجراء االختبارات األولى‪ ،‬وقد‬
‫نجحت التجارب مرة أخرى أي ً‬
‫ضا‪ ،‬ما يلغي افتراضية عطل خاصية التخاطر في المسافات‪ ،‬كما يتم في حالة األثير‪.‬‬

‫أشارت التجارب أي ً‬
‫ضا أن حاسة التخاطر ال تعمل بأعلى درجة من كفاءاتها إال حين يكون صاحب هذه اإلمكانية شديد‬
‫التيقظ‪ ،‬أو حين يتم تنشيط عقله بالمحفزات المختلفة‪.‬‬

‫وف ًقا لما توصل له «راين»‪ ،‬فإن التخاطر أو االستبصار يمكن أن يتمثال في كونهما نفس الهدية‪ ،‬فالشخص الذي تمكن من‬
‫معرفة محتويات بطاقة مقلوبة‪ ،‬يمكنه أي ً‬
‫ضا قراءة األفكار المتواجدة في عقل شخص أخر‪ ،‬عبر استقبالها‪.‬‬

‫هذه التجارب تقودنا ببساطة أي ً‬


‫ضا لالستنتاج بأن التجارب غير الحسية االخرى‪ ،‬الوحي والتنبؤات‪ ،‬يمكن األخذ بنتيجتها‬
‫بنفس الصورة التي تتواجد عليها االتجاهات األخرى‪ ،‬وهو األمر الذي يساعد بصورة كبيرة على تطوير الحاسة السادسة‬
‫لدى اإلنسان‪.‬‬

‫ما توصل له الدكتور «راين» جعلني رفقة إثنين من أصدقائي نكتشف طريقة جديدة يمكن بها تحفيز العقل‪ ،‬وبحيث يمكن‬
‫من خالل هذا التحفيز جعل تلك الحاسة السادسة تعمل بطريقة عملية لدى أي إنسان‪ ،‬وبالتالي إلى خاصية‬
‫«المستشارون غير المرئيون»‪.‬‬

‫توصلنا إلى هذه الطريقة ببساطة من خالل جلوس ثالثتنا على نفس الطاولة لمعالجة أحد المشكالت التي تواجهنا‪،‬‬
‫حيث نقوم بذكر كافة عناصر هذه المشكلة‪ ،‬ثم نقوم بالتعبير عن األفكار التي يمكنها أن تساعد في حل تلك المشكلة‪،‬‬
‫هذه الطريقة ساهمت بشكل كبير في تحفيز العقل من خالل توصيله بمصادر أخرى من الخبرة والمعرفة ال تتواجد ضمن‬
‫نطاق معرفته الخاصة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الحاسة السادسة‬ ‫الفصل الرابع عشر‪:‬‬
‫خطوتك الثالثة عشر نحو الثراء‬

‫يعرف المبدأ الثالث عشر واألخير باسم الحاسة السادسة‪ ،‬والتي من خاللها عمل تواصل طوعي بين الذكاء الالمتناهي‬
‫في عقل اإلنسان وبين متطلباته‪ ،‬دون وجود أي مجهود‪.‬‬

‫يمكن التعبير ببساطة عن الحاسة السادسة على اعتبارها التخيل اإلبداعي‪ ،‬أو مقر استقبال األفكار في الدماغ‪ ،‬وأحيانًا‬
‫يطلق عليه اسم «اإللهام»‪.‬‬

‫ال يمكن ألي فرد أن يفهم أو يتقن استخدام الحاسة السادسة‪ ،‬إال إذا كان قد أتقف كافة المبادئ الـ‪ 12‬السابقة لفلسفة‬
‫الحصول على الثراء‪ ،‬فهي تعتمد على تنمية العقل من الداخل‪ ،‬ومعرفة الطريقة األنسب واألفضل للمزج بين الجانب‬
‫العقلي والروحي لدى اإلنسان‪.‬‬

‫إتقان الحاسة السادسة سيساعدك بصورة كبيرة على االبتعاد عن المخاطر الوشيكة في الوقت المناسب لالبتعاد عنها‪،‬‬
‫وإخطارك بأفضل الفرص المتاحة أمامك الغتنامها‪ ،‬وبالتالي فإنها تفتح لك بشكل أو بأخر الباب نحو معبد الحكمة‪.‬‬

‫أنا ال أؤمن بالمعجزات‪ ،‬ألنني ببساطة لدي من العلم ما يؤكد لي أن الطبيعة ال تنحرف عن قوانينها‪ ،‬ولكن هناك من بين‬
‫هذه القوانين الذي ينتج ما هو أشبه بالفعل بالمعجزات‪ ،‬ومن هنا ظهرت «الحاسة السادسة»‪ ،‬ألنني ببساطة ال أفهم‬
‫الطريقة التي يعمل بها‪.‬‬

‫في نفس التوقيت‪ ،‬أؤمن باحتواء كل ذرة في الطبيعة على قوة أو ذكاء خاص بها‪ ،‬ما يؤدي للمحافظة على كل عناصر‬
‫الطبيعة على عالقتها ببعض البعض‪ ،‬يمكنك ببساطة أن تستخدم عناصر هذا الذكاء غير المتناهي‪ ،‬في تحويل رغباتك‬
‫التي تسعى لتحقيقها لشكلها الملموس أو المادي‪.‬‬

‫لقد حاولت بالفعل أن استخدم ذلك من خالل القيام بتقليد الشخصيات التي تعجبني بصورة أكبر‪ ،‬وقد منحني عنصر‬
‫اإليمان القدرة على القيام بذلك‪ ،‬حيث لم أبدد كل وقتي وطاقتي في أن أجعل من هؤالء األبطال فقط بمثابة مصدر‬
‫إعجاب لي‪ ،‬ولكني حاولت القيام بمحاكاتهم‪ ،‬بقدر المستطاع‪.‬‬

‫بالنسبة لي‪ ،‬كان هناك ‪ 9‬من العظماء الذين كانت مسيرتهم تعجبني بصورة كبيرة‪ ،‬هذه المجموعة هي‪« :‬إيمرسون‪،‬‬
‫باين‪ ،‬داروين‪ ،‬لينكولن‪ ،‬بوربانك‪ ،‬نابليون‪ ،‬فورد وكارنيجي»‪ ،‬وقد جعلت من هذه المجموعة بمثابة «مستشاري غير‬
‫ما من يرأس هذا االجتماع‪.‬‬ ‫ً‬
‫اجتماعا في مخيلتي‪ ،‬وكنت أنا دائ ً‬ ‫المرئيين»‪ ،‬حيث كنت أعقد معهم يوميًا‬

‫كان هدفي من هذا االجتماع هو أن أقوم بتغيير شخصيتي لتحتوي على جزء من هذه الشخصيات العظيمة‪ ،‬كما حاولت‬
‫التخلي عن كافة أنواع الجهل والخرافات التي سببتها لي البيئة التي نشأت بها‪ ،‬من خالل عقد تلك النوعية من‬
‫االجتماعات‪ ،‬والتي كانت تمنحني فرصة التفكير مثل هؤالء الـ‪ 9‬العظام‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫بناء الشخصية باستخدام اإليحاء الذاتي‬

‫وف ًقا لدراستي لعلم النفس‪ ،‬أدركت ان كل الرجال أصبحوا على ما هم عليه وف ًقا لمدى قدرتهم على السيطرة على‬
‫أفكارهم ورغباتهم‪ ،‬وأن كل رغبة عميقة يمكنها ببساطة أن تؤثر على تصرفات اإلنسان بالشكل الذي يؤدي لتحول هذه‬
‫الرغبات إلى واقع ملموس‪ ،‬لذلك كنت أعرف بالفعل مدى أهمية وقوة عملية اإليحاء الذاتي في بناء الشخصية‪.‬‬

‫لهذا ففي اجتماعاتي الوهمية التي كنت أعقدها في مخيلتي مع هؤالء الـ‪ 9‬العظام‪ ،‬كنت أناشد في كلمة لكل منهم‬
‫أن يمنحوني العلم والجزء من الشخصية التي أبتغي أن تتواجد في شخصيتي بالفعل‪ ،‬وقد أدركت‪ ،‬بعد عدة أشهر من‬
‫ممارسة هذه العادة ومن البحث الدقيق عن طبائع هذه الشخصيات‪ ،‬أن هدفي تحول تدريجيًا إلى حقيقة‪.‬‬

‫كيف؟! دراستك العميقة لكل فرد من أفراد «مستشاريك غير المرئيين» سوف يجعلك ُتدرك ببساطة أن كل منهم يتمتع‬
‫بشخصية تختلف عن األخر‪ ،‬هذا االختالف سيساهم في جعل كل منهم ينقل لك خالصة تجربته في الحياة‪.‬‬

‫كما أن هذه االجتماعات الوهمية سوف تتيح لك إمكانية مناقشة كل فرد منهم بشكل شخصي عن تجربته‪ ،‬والمواقف‬
‫التي ساهمت في تخطيهم للصعاب التي واجهتهم في الحياة‪.‬‬

‫أعضاء «مستشاريي الوهميين»‪ ،‬والذين ازداد عددهم اآلن ألكثر من ‪ 50‬فر ًدا اآلن‪ ،‬من بينهم المسيح وغاليليو‬
‫وكوبرنيكوس‪ ،‬ساهموا بصورة كبيرة في توجهي لمسارات جديدة من المغامرات‪ ،‬وشجعوني على تحفيز نواحي التفكير‬
‫اإلبداعي لدي‪ ،‬ما ساهم في تقوية حاستي السادسة‪ ،‬من خالل المعرفة غير الحسية التي أتلقاها عبر تلك الشخصيات‪.‬‬

‫كيف تمكنت من القيام بذلك؟! ببساطة عبر االستعانة بمبدأ اإليحاء الذاتي‪ ،‬حيث تمكنت من إقناع عقلي الباطن بأن‬
‫هذه االجتماعات حقيقية بالفعل‪.‬‬

‫معظم القادة الكبار عادة ما يمتلكون تلك الحاسة السادسة ويقومون باستخدامها بالطريقة المناسبة‪ ،‬ويظهر هذا جليًا‬
‫في صفقات «فورد» التجارية الكبيرة‪ ،‬وبراءات اختراع «إديسون»‪ ،‬والتي قد ال يستند في بعضها على أي مخترعات أو‬
‫خبرات سابقة‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ً‬
‫طويل‪ ،‬فنادرًا ما يتمكن اإلنسان من الحصول على‬ ‫لكي تكتسب هذه الحاسة‪ ،‬يجب أن تدرك أن هذا قد يستغرق وق ًتا‬
‫«الحاسة السادسة» بكامل إمكانياتها قبل سن الـ‪ ،40‬ألنها ببساطة تحتاج إلى سنوات طويلة من التأمل والتفكير‪ ،‬قبل‬
‫وصولها إلى مرحلة النضج لدى اإلنسان‪.‬‬

‫فهمك لمبدأ «الحاسة السادسة» سوف يمكنك ببساطة من تحقيق كافة األغراض التي تتطلع لها في الحياة‪ ،‬ألنك‬
‫ببساطة سوف تمتلك حينها المعرفة الكافية إلدراك وفهم كافة العناصر المحيطة بك‪ ،‬واستغاللها في تحويل رغباتك إلى‬
‫واقع‪.‬‬

‫أنت اآلن‪ ،‬وبينما تقترب من إنهاء الكتاب‪ ،‬قد تشعر بوجود حالة كبيرة من التحفيز لديك‪ ...‬هذا رائع!‬

‫عد بعد شهر وأعد قراته مرة أخرى ستجد أن درجة تحفزك قد ارتفعت بصورة أكبر‪ ،‬وهكذا األمر في كل مرة تقرأه فيه‪،‬‬
‫حتى تجد بمرور الوقت أنك قد خلصت عقلك الباطن من كافة المشاعر السلبية التي قد تتواجد فيه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫كيف تتخلص من األشباح الستة للخوف؟‬ ‫الفصل الخامس عشر‪:‬‬
‫قبل أن تبدأ في وضع أي خطة تطبق فيها المبادئ الـ‪ 13‬السابقة للوصول إلى حلمك في الثراء‪ ،‬يجب عليك ً‬
‫أول أن‬
‫تكتشف عدد األعداء «األشباح» الذين يقفون في طريقك‪ ،‬والذين قد يعوقوك عن الوصول لهدفك‪ ،‬وهم في العادة لن‬
‫يخرجوا عن هؤالء األعداء الثالثة‪ :‬االرتياب‪ ،‬الشك والخوف‪.‬‬

‫عادة ما ال تعمل خاصية الحاسة السادسة بشكل سليم ومناسب حال وجود أي من هذا الثالثي في عقلك‪ ،‬ألن وجود‬
‫أي منهم سوف يؤدي تدريجيًا إلى دخول اإلثنين األخرين‪ ،‬نظرًا الرتباطهم الوثيق ببعضهم البعض‪.‬‬

‫عادة ما يكون التردد هو البذرة التي يتكون منها الخوف‪ ،‬حيث يؤدي تدريجيًا إلى وجود الشك‪ ،‬وحال امتزج هذا الثنائي‬
‫سويًا يؤدي لوجود الخوف‪ ،‬هنا يظهر خطر األشباح الثالثة‪ ،‬فهي تنبت دون أن تشعر بها‪.‬‬

‫ً‬
‫إذا‪ ،‬ماهي المخاوف الـ‪ 6‬التي قد تعوقك عن الوصول إلى هدفك؟!‬
‫هناك ‪ 6‬مخاوف أساسية يعتبر معظم الناس محظوظون ألنهم ال يعانون منها جمي ًعا في وقت واحد‪ ،‬وقد سميت على‬
‫ً‬
‫شيوعا‪:‬‬ ‫ً‬
‫وفقا لترتيبها األكثر‬ ‫النحو التالي‬
‫‪ -‬الخوف من الفقر‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من النقد‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من اعتالل الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من فقدان الحب‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من الشيخوخة‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من الموت‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمعظم المخاوف األخرى فهي أقل شأنًا‪ ،‬ويمكن أن تندرج تحت أحد تلك المخاوف الـ‪ 6‬السابقة الذكر‪.‬‬

‫الخوف ما هو إال عبارة عن حالة ذهنية ُتخضع سلوك الفرد للسيطرة والتوجيه‪ ،‬فاألطباء كما يعلم الجميع أقل عرضة‬
‫اللتقاط األمراض عن المرضى أنفسهم‪ ،‬رغم أنهم قد يتعرضون لمئات األمراض يوميًا‪ ،‬لماذا؟! ألنهم ببساطة ال يشعرون‬
‫بالخوف من المرض‪.‬‬

‫الخوف من الفقر‬

‫ال يوجد حل وسط بين الفقر والثراء (سواء أكان ثرا ًء ماليًا أو عاطفيًا أو روحيًا أو ماديًا)‪ ،‬فكل منهما يسيران في اتجاهين‬
‫متعاكسين تما ًما‪ ...‬إذا كنت ترغب في الثراء‪ ،‬يجب أن ترفض قبول الفقر بأي شكل من األشكال‪.‬‬

‫لكي تبدأ في الوصول إلى الثراء المطلوب‪ ،‬ينبغي أن تبدأ في االستفادة العملية من التعليمات التي ورد ذكرها في فصل‬
‫«الرغبة»‪ ،‬حيث يجب ً‬
‫أول أن تحدد الشكل والمبلغ الذي ترغب في الوصول له‪ ،‬مع االستعانة بكافة المبادئ والخطط التي‬
‫ورد ذكرها في هذا الكتاب‪ ،‬وإذا اتبعتها سوف تتمكن من الوصول لهدفك‪ ،‬أما إذا شعرت بالخوف وكان لديك استعداد لتقبل‬
‫الفقر‪ ،‬أو توقفت عن السير على المخطط في مرحلة ما فاستعد للفقر‪ ،‬وال تلوم إال نفسك!‬

‫رغم أن الخوف من الفقر حالة ذهنية‪ ،‬إال أنه يدمر أي فرصة للشخص في الوفاء بأي تعهد خاص به‪ ،‬حيث يشل القدرات‬
‫العقلية‪ ،‬وقدرات التخيل‪ ،‬ويقوض الحماس ويشجع على المماطلة ويجعل السيطرة على النفس مستحيل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫يعتبر الخوف من الفقر أقوى المخاوف الـ‪ ،6‬لهذا وضع على رأس القائمة‪ ،‬نظرًا ألنه في العادة يكون من الصعب للغاية‬
‫السيطرة عليه بالصورة الكافية‪ ،‬حيث يتطلب شجاعة كبيرة من أجل إثبات حقيقة وجوده وقبولها قبل البدء في السيطرة‬
‫عليها‪.‬‬

‫ما هو السبب وراء ظهور الخوف من الفقر وتطوره؟! هو ببساطة الرغبة الموروثة لدى اإلنسان نحو الجني على ثروة ومال‬
‫أخيه اإلنسان‪ ،‬فعكس الحيوانات‪ ،‬ال يلتهم اإلنسان جسد زميله اإلنسان‪ ،‬ولكنه يشعر بارتياح أكبر إذا التهم أمواله!‬

‫نحن اآلن نعيش في عصر «جنون المال» إذا لم يكن المرء غنيًا فهو ال يساوي شي ًئا‪ ،‬أما إذا امتلك حسابًا مصرفيًا ضخ ً‬
‫ما‬
‫فقد امتلك العالم بالفعل! لهذا ال يعتبر الفقر شي ًئا جي ًدا‪ ،‬ولعل منكم من كان يعيش في حالة فقر ويقرأ هذا الكالم سوف‬
‫يٌدرك معنى كالمي جي ًدا‪ ،‬لهذا يسعى اإلنسان اآلن نحو الوصول ألكبر قدر ممكن من الثروة‪ ،‬سواء أتمكن من تحقيق ذلك‬
‫بالطرق القانونية أم ال‪.‬‬

‫كيف يمكنك أن تعرف إذا ما كنت تعاني من الخوف من الفقر؟! هناك مجموعة من األعراض التي إذا ما وجدتها في‬
‫شخصيتك‪ ،‬فاعرف إنك عرضة لهذه النوعية من الخوف‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ -‬الالمباالة‪ :‬أو قلة الطموح واالستعداد لتقبل الفقر‪.‬‬


‫‪ -‬التردد‪.‬‬
‫‪ -‬الشك‪ :‬يتم التعبير عنه في العادة عبر الحجج واألعذار التي يتم وصفها للتستر على األخطاء‪ ،‬أو في انتقاد الشخص‬
‫لغيره من الناجحين وحسده لهم‪.‬‬
‫‪ -‬القلق‪ :‬يمكن أن تظهر ببساطة في افتعال المشاكل مع اآلخرين‪ ،‬العصبية الدائمة‪ ،‬عدم االهتمام بالمظهر الشخصي‪،‬‬
‫العبوس واالنزعاج‪ ،‬عدم وجود وعي ذاتي أو اعتماد على الذات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلفراط في الحذر‪ :‬يظهر في عادة البحث الدائم عن الجانب السلبي في كل الظروف‪ ،‬والتحدث عن الفشل ً‬
‫بدل من‬
‫التركيز على تحقيق النجاح‪.‬‬
‫‪ -‬المماطلة‪ :‬عادة تأجيل العمل الذي كان ينبغي القيام به قبل عام مضى إلى الغد‪ ،‬وقضاء الكثير من الوقت في اختالق‬
‫ً‬
‫بدل من إنجاز المهمة‪ ،‬باإلضافة لرفض قبول المسؤوليات المختلفة‪.‬‬ ‫الحجج واألعذار‬

‫ورشة عمل الشيطان‬


‫الشر األساسي السابع‬

‫باإلضافة إلى المخاوف الـ‪ 6‬األساسية السابقة‪ ،‬هناك «شر» سابع يعاني منه الناس‪ ،‬وقد يكون تأثير هذا الشر أكثر عم ًقا‬
‫وتأثيرًا من المخاوف السابقة‪ ،‬نظرًا ألنه قد ال يكتشف الناس وجوده في الكثير في األحيان‪ ،‬ونتيجة عدم وجود مسمى‬
‫واضح له‪ ،‬دعونا نطلق عليه اسم «التأثيرات السلبية»‪.‬‬

‫كل شخص يتمكن من تحقيق النجاح في حياته يتمكنون في العادة من السيطرة على هذا الشر‪ ،‬لذلك‪ ،‬إذا أردت أن‬
‫تجمع الثروات التي تبتغيها‪ ،‬حاول أن تفحص نفسك وشخصيتك بصورة مستمرة‪ ،‬للتأكد من عدم تحسسك تجاه تلك‬
‫«التأثيرات السلبية»‪.‬‬

‫بعد قراءة األسئلة المعدة خصي ً‬


‫صا لهذه النوعية من التحليالت الشخصية‪ ،‬أحرص على اإلجابة عليها بشكل صادق‪،‬‬
‫والتعامل مع األخطاء أو االتجاهات السلبية التي تنطوي عليها شخصيتك بشكل دقيق‪ ،‬وكأنها عدو يتربص بك‪ ،‬فهذا‬
‫«الشر األساسي السابع» غير مادي‪ ،‬ألنه ببساطة يتكون في العقل‪ ،‬وهو مميت في تأثيره مثل السم‪ ،‬على الرغم من‬
‫أنه ال يقتل بسرعة!‬

‫‪39‬‬
‫كيف يمكنك أن تقي نفسك من «التأثيرات السلبية»؟‬

‫لحماية نفسك من هذه التأثيرات السلبية‪ ،‬سواء أكانت من صنعك أو من اآلخرين‪ ،‬يجب عليك ببساطة أن تمتلك قوة‬
‫اإلرادة التي تمكنك من بناء جدار يحمي عقلك من التعرض لها‪.‬‬

‫يجب أن تتقبل أن اإلنسان بطبيعته كسول وغير مبالي ويتأثر سري ًعا بجميع االنتقادات الموجهة لنقاط الضعف المتواجدة‬
‫لديه‪ ،‬كما أنه عرضه لإلصابة بأي من المخاوف الـ‪ ،6‬لكن يجب عليه أن ُيدرك أي ً‬
‫ضا أن عليه مواجهتها بإنشاء وتكوين عادات‬
‫تحميه من تأثيراتها‪.‬‬

‫يجب أن ُتدرك أي ً‬
‫ضا أن هذه التأثيرات السلبية تبدأ في السيطرة عليك من عقلك الباطن‪ ،‬وبالتالي يجب عليك أن تغلقه‬
‫ً‬
‫شيوعا لدى اإلنسان هو‬ ‫بإحكام أمام جميع األشخاص الذين قد يثبطون من عزيمتك‪ ،‬فبال شك‪ ،‬تعتبر أكثر نقاط الضعف‬
‫إنه يترك عقله مفتو ً‬
‫حا أمام إمكانية التعرض للتأثيرات السلبية المختلفة‪ ،‬حتى تتحول هذه التأثيرات إلى عادات ثابتة في‬
‫شخصيته ال يتمكن من محوها‪.‬‬

‫لهذا‪ ،‬تم تصميم األسئلة التالية‪ ،‬والتي ينبغي عليك أن تجيب على كل منها بصوت عالي‪ ،‬للتأكد من صدق تلك اإلجابات‬
‫بصورة كبيرة‪ ،‬وتبدأ في التعرف على المشكلة التي تعاني منها‪.‬‬

‫أسئلة اختبار تحليل الذات‬

‫‪ -‬هل تشكو دائ ً‬


‫ما من الشعور بشكل سلبي؟! وإذا كانت إجابتك نعم‪ ،‬فما هو السبب؟‬
‫‪ -‬هل تتصيد األخطاء لآلخرين بصورة مستمرة ألتفه األسباب؟‬
‫‪ -‬هل ترتكب الكثير من األخطاء في عملك؟ إذا كانت اإلجابة نعم فلماذا؟‬
‫ما بشكل قد يكون ساخرًا ومهي ًنا لآلخرين؟‬
‫‪ -‬هل تتحدث دائ ً‬
‫‪ -‬هل تتعمد بصورة مستمرة االرتباط بأي شخص؟! ولماذا؟‬
‫‪ -‬هل تعاني كثيرًا من عسر الهضم؟ إذا كانت اإلجابة نعم‪ ،‬فهل تبدو لك الحياة غير مجدية والمستقبل ميؤوس منه؟! إذا‬
‫كانت اإلجابة نعم‪ ،‬هل تحب مهنتك؟ إذا كانت اإلجابة ال‪ ،‬فلماذا؟‬
‫‪ -‬هل تشعر في كثير من األحيان بالشفقة على النفس وعلى الحال الذي آلت له األمور بالنسبة لك؟‬
‫‪ -‬هل تشعر بالحسد تجاه من يتفوقون عليك في العمل؟‬
‫‪ -‬في أي شيء تكرس وقتك معظم الوقت‪ ،‬التفكير في النجاح أم في الفشل؟‬
‫‪ -‬هل تكتسب أم تفقد ثقتك بنفسك مع تقدمك بالعمر؟‬
‫‪ -‬هل تتعلم شي ًئا من أخطائك السابقة؟‬
‫‪ -‬هل تسمع ألصدقائك وأقاربك بإقالقك؟ إذا كانت اإلجابة نعم‪ ،‬فلماذا؟‬
‫‪ -‬هل تشعر في بعض األحيان أنك ال ترغب في التواصل مع العالم الحقيقي؟ وهل تتواجد في أحيان أخرى في أعماق‬
‫االكتئاب واليأس؟‬
‫‪ -‬من الذي يقوم بإلهامك؟ ولماذا؟‬
‫‪ -‬هل تتساهل مع التعرض للتأثيرات السلبية التي قد تتعرض لها والتي يمكنك تجنبها؟‬
‫‪ -‬هل تقوم باالهتمام بمظهرك الشخصي؟ وإذا كانت اإلجابة ال‪ ،‬فلماذا؟‬
‫‪ -‬هل تعلمت كيف تقوم بالتغلب على مشاكلك‪ ،‬عن طريق االنشغال بصورة مستمرة ودائمة وبحيث ال تلتفت ألي منهم؟‬
‫‪ -‬هل تعتبر نفسك ضعيف الشخصية إذا سمحت لآلخرين بالتفكير في أمورك نيابة عنك؟‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬هل تهمل القيام بـ»االغتسال الداخلي»‪ ،‬حتى تتسمم داخليًا وتتحول إلى شخص عصبي وسيء المزاج؟‬
‫‪ -‬كم عدد التشويشات التي تزعجك والتي يمكنك الوقاية منها؟ ولماذا تتساهل معها؟‬
‫‪ -‬هل تلجأ إلى الخمور أو المخدرات أو السجائر من أجل تهدئة نفسك؟ ولماذا ال تجرب قوة اإلرادة؟‬
‫‪ -‬هل قام أي شخص بمضايقتك أو إزعاجك؟ ولماذا؟‬
‫‪ -‬إذا كنت تمتلك غاية أو هدف واضح تتطلع له‪ ،‬ماهي الخطة التي وضعتها في سبيل تحقيقه؟‬
‫‪ -‬هل تعاني من أي من المخاوف الـ‪ 6‬األساسية؟ وإذا كانت اإلجابة نعم فأي منها تعاني منه؟‬
‫‪ -‬هل تمتلك طريقة تحمي بها نفسك من التعرض للتأثيرات السلبية من اآلخرين؟‬
‫‪ -‬هل تستفيد من استخدام «اإليحاء الذاتي» في جعل طريقة تفكيرك أكثر إيجابية؟‬
‫‪ -‬ما هو أكثر ما تقدره في حياتك؟ ممتلكاتك المادية؟ أم قدرتك على التحكم في عقلك واألفكار الذي تدور فيه؟‬
‫‪ -‬هل تتأثر بسهولة بآراء اآلخرين؟‬
‫‪ -‬هل أضاف اليوم لك أي شيء قيم لرصيد المعرفة الخاص بك أو إلى حالتك الذهنية؟‬
‫‪ -‬هل تواجه بشكل أساسي المشاكل التي قد تتعرض لها‪ ،‬ام تتجنبها؟‬
‫‪ -‬هل تحلل كافة األخطاء أو اإلخفاقات التي تتعرض لها لالستفادة منها؟ أم تعتقد أن هذا األمر ليس واجبًا عليك؟‬
‫‪ -‬هل يمكنك تسمية أبرز نقاط الضعف المتواجدة لديك؟ وماذا تفعل من أجل تصحيحها؟‬
‫‪ -‬هل تسمح لآلخرين بجلب مخاوفهم لك على سبيل التعاطف؟‬
‫‪ -‬هل تختار من تجاربك اليومية الدروس التي تعلمتها أو التأثيرات التي تعرضت لها من أجل تطوير حياتك الشخصية؟‬
‫‪ -‬هل يؤدي تواجدك إلى وجود تأثيرات سلبية على اآلخرين بشكل عام؟‬
‫‪ -‬ماهي عادات اآلخرين والتي تزعجك بصورة كبيرة؟‬
‫‪ -‬هل تشكل أرائك الخاصة أم تسمح لنفسك بالتأثر باآلخرين؟‬
‫‪ -‬هل تعلمت كيفية تكوين حالة ذهنية تحميك من التأثيرات السلبية والمحبطة التي قد تتعرض لها؟‬
‫‪ -‬هل يساهم منصبك أو وظيفتك في إلهامك بالشعور باإليمان واآلمل؟‬
‫‪ -‬هل تؤمن بامتالكك قوة روحية تتمتع بقدرة كافية تمكنك من الحفاظ على عقلك خاليًا من كافة أشكال الخوف؟‬
‫‪ -‬هل يساعدك دينك على الحفاظ على تفكيرك إيجابيًا؟‬
‫‪ -‬هل تشعر أنه من واجبك مشاركة اآلخرين مخاوفهم؟ وإذا كانت اإلجابة نعم‪ ،‬فلماذا؟‬
‫‪ -‬إذا كنت تؤمن بأن «الطيور على أشكالها تقع»‪ ،‬فما الذي تعلمته من األصدقاء الذين تكتسبهم؟‬
‫‪ -‬ماهي نوع العالقة التي تربطك باألشخاص األكثر قربًا لك؟ وهل تكتسب منهم أي مواقف أو تأثيرات تعيسة؟‬
‫‪ -‬هل من الممكن أن يكون صديقك هو أقرب أعداءك بسبب تأثيره السلبي عليك؟‬
‫‪ -‬ماهي القواعد التي تستخدمها لتحديد من يفيدك ومن يضرك؟‬
‫‪ -‬هل يتمتع أقرب الناس إليك بإمكانيات وقدرات عقلية أكبر أم أقل منك؟‬
‫‪ -‬ما هو الوقت الذي تخصصه يوميًا من أجل‪ :‬وظيفتك – النوم – اللعب واالسترخاء – اكتساب المعرفة الجديدة؟‬
‫‪ -‬من بين معارفك يقوم بـ‪ :‬تشجيعك بصورة أكبر – تحذيرك بصورة أكبر – يحبطك بصورة أكبر – يساعدك أكثر بطرق أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ماهي أكبر مخاوفك‪ ،‬ولماذا تتساهل معها؟‬
‫‪ -‬عندما يقدم لك اآلخرون نصيحة أو خبرة مجانية‪ ،‬هل تتقبلها بشكل طبيعي أم تحلل الدافع وراء تصرفاتهم ً‬
‫أول؟‬
‫‪ -‬ما هو أكثر ما ترغب فيه؟ وهل تنوي الحصول عليه؟ وهل أنت مستعد إلخضاع كافة الرغبات األخرى من أجل تحقيق‬
‫هذه الرغبة؟ وما مقدار الوقت الذي تكرسه في سبيل الوصول لهذا الغرض؟‬
‫‪ -‬هل تغير رأيك كثيرًا؟ إذا كانت اإلجابة نعم‪ ،‬فلماذا؟‬
‫‪ -‬هل تمتلك عادة االنتهاء من أي شيء تبدأ فيه؟‬
‫‪ -‬هل ُتعجب بسهولة بإنجازات اآلخرين؟‬
‫‪ -‬هل تتأثر بسهولة بما يقوله اآلخرون عنك؟‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬هل تتعامل مع اآلخرين وف ًقا لوضعهم المادي أو االجتماعي؟‬
‫‪ -‬من هو الشخص الذي تعتقد أنه أفضل إنسان حي خالل الوقت الحالي؟ وما الذي يتفوق به هذا الشخص عليك؟‬
‫‪ -‬كم من الوقت كرست لقراءة هذه األسئلة واإلجابة عليها؟ (تحتاج إلى يوم واحد على األقل من أجل اإلجابة عن هذه‬
‫األسئلة بشكل كامل)‪.‬‬

‫بعد قراء تلك األسئلة ادرسها بعناية وأجب عنها بصدق‪ ،‬وأحرص على العودة لقراتها واإلجابة عليها مرة واحدة على األقل‬
‫أسبوعيًا لعدة أشهر‪ ،‬وسوف تتعجب من مقدار المعرفة الكبيرة التي سوف تكتسبها عن نفسك‪ ،‬وعن مقدار التحسن‬
‫الكبير في شخصيتك الذي سوف يطرأ عليك بمرور الوقت‪.‬‬

‫عقلك هو الوسيلة الوحيدة التي يمكنك بها التحكم في مصيرك‪ ،‬فهو القوة الروحية التي تمتلكها‪ ،‬لذلك أحرص على‬
‫حمايته واستخدامه بشكل دقيق وحريص‪ ،‬من خالل االستعانة بقوة اإلرادة التي تمتلكها‪.‬‬

‫لآلسف‪ ،‬ال توجد أي عقوبة رادعة يمكنها أن تمنع األشخاص ذوي التأثيرات السلبية‪ ،‬رغم أن هذه التأثيرات السلبية قد‬
‫تؤدي بشكل أو بأخر إلى تدمير فرص األشخاص في الحصول على غاياتهم وفي الوصول إلى الثراء‪.‬‬

‫ولكن ببساطة‪ ،‬ومن خالل الرجوع إلى أمثلة شخصيات كـ»إديسون» و»فورد» وجورج واشنطن‪ ،‬سنجد ببساطة أن ما‬
‫مكنهم من النجاح هي قدرتهم الكبيرة على عدم التأثر بتلك التأثيرات السلبية بأي شكل من األشكال‪ ،‬حيث يمتلكون‬
‫ً‬
‫مثل أن يفرق بين «فورد»‬ ‫ببساطة «القدرة على السيطرة على األفكار التي ترد في عقولهم»‪ ،‬وهذا ببساطة ما يمكن‬
‫وبين الـ‪ 100‬ألف شخص الذين يعملون لصالحه ويسعون نحو مساعدته على تحقيق حلمه هو وليس حلمهم‪ ...‬فبدون‬
‫هذه السيطرة تكون فرص النجاح معدومة‪.‬‬

‫‪42‬‬

You might also like