Professional Documents
Culture Documents
3
3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة له والرقابة القضائية الالحقة وفقا ألحكا قاون
8162 لسنة61 التحكيم األردوي المعدل رقم
Arbitration Agreement, between Previous Judicial Oversight and
Subsequent Judicial Oversight in Accordance with the Provisions of the
Amended Jordanian Arbitration Law No. 16 Of 2018
*هنادي أسعد تيسير العمادي
الملخص
. دعوى بطالن حكم التحكيم، الرقابة القضائية الالحقة، الرقابة القضائية السابقة، اتفاق التحكيم:الدالة
ّ الكلمات
Abstract
This study highlights the importance of this study in clarifying the judicial oversight role prior to
and subsequent to the arbitration agreement, starting from verifying the existence and validity of
the arbitration clause and even monitoring the claim of invalidity of the arbitral award. The danger
of judicial oversight over the arbitration agreement lies in balancing two considerations: the first is
to respect the will of the parties to the dispute that preferred to resort to arbitration, and the second
represents the national interest and public order, which exclude recognition of a defective arbitral
award, or contrary to public order and morals. Hence the problem of this study arose, and it was
necessary for us to tackle it to shed light on the concept of the judicial oversight role on the arbitral
process. This study reached a set of results, the most important of which is that the Courts of
Cassation and Appeal considered, through many of their frequent rulings, that their oversight of the
arbitral award is a formal, procedural oversight. The Study concluded a number of
recommendations, the most important of which is establishing an institutional review center with
its own rules and procedures whereby judgments undergo- before their issuance- an institutional
review to evaluate them in such a way that raises the level of judgments issued.
Keywords: Arbitration Award, Pre-Judicial Oversight, Post-Judicial Oversight, Claim for Nullity
of the Arbitral Award
8186/61/61 وتاريخ قبنله8186/2/61 تاريخ استال البحث. االرد، جامعة الزيتنوة االردوية،* كلية الحقنق
DOI:10.15849/ZUJJLS.211130.03
95 2021 جامعة الزيتونة االردنية/عمادة البحث العلمي،©جميع الحقوق محفوظة
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
المقدمة
يعد القضاء صاحب الوالية العامة في الدولة من أجل الفصل في المنازعات التي تحصل بين األشخاص على ّ
مختلف فئاتهم ويستمد القضاء هذه الوالية من الدستور والقانون .والمشرع األردني كسائر التشريعات العربية والدولية
(محكمون) ويتم اختيارهم
ّ يسمون
تفض منازعاتهم بواسطة أشخاص ّ األخرى سمح لطرفي التحكيم باالتفاق على أن ّ
كأصل عام من قبل الخصوم أنفسهم ليفصلوا في النزاع بقرار ملزما لهما له الطابع القضائي.
والدولة مقابل هذا االعتراف ال تتنازل عن أداء وظيفة تحقيق العدالة التي هي مظهر من مظاهر السيادة،
وبالتالي ال ّبد لها من تحقيق الضمانات األساسية التي تكفل للتحكيم القيام بدوره دون انحراف ويكون ذلك بإخضاع
إجراءات وأحكام المحكمين لرقابة القضاء ،وبالتالي فإن الدور الذي يؤديه قضاء الدولة تجاه التحكيم ال يقتصر
على دور الرقابة واإلشراف على إجراءات التحكيم بل يشمل دور المساعدة والمؤازرة ،فهنالك أمور ال تستطيع هيئة
التحكيم أن تقوم بها على انفراد الفتقارها إلى سلطة الجبر واإللزام وبالتالي ال غنى لهيئة التحكيم عن االستعانة
بشأنها بقضاء الدولة .وضمن هذا السياق فليس للقاضي أن ينظر نزاعا خاضعا التفاق تحكيمي وإذا ما دفع أمامه
برد الدعوى وهذا ما نصت عليه المادة (/21أ) من قانون التحكيم األردني
بمثل هذا األمر فيجب عليه أن يقوم ّ
المعدل رقم 21لسنة " 1122على المحكمة التي يرفع إليها وزاع ينجد بشأوه اتفاق تحكيم أ تحكم برد الدعنى
إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل الدخنل في أساس الدعنى".
وباستعراض نصوص قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122نجد أن المشرع قد حدد وبشكل واضح
وصريح متى تتدخل المحاكم األردنية خالل مرحلة ما قبل صدور حكم التحكيم حماية لمبدأ استقالل هيئة التحكيم.
إال أن السلطة الرقابية للقضاء تزداد اتساعا عقب صدور حكم التحكيم إذ إنه بمجرد صدور حكم التحكيم تنتهي
خصومة التحكيم وتستنفذ هيئة التحكيم واليتها ،ويتمتع الحكم الذي تصدره بحجية األمر المقضي به بالنسبة لوقائع
النزاع وبالنسبة لألطراف ولهيئة التحكيم وبالتالي ال يكون للسلطة الرقابية التي تمارسها المحاكم على أحكام المحكمين
خالل هذه المرحلة أي مساس بمبدأ استقالل هيئة التحكيم.
إشكالية الدراسة:
تتلخص مشكلة الدراسة في بيان صور الرقابة القضائية السابقة لحكم التحكيم ،والرقابة في أثناء تنفيذ حكم
التحكيم ،إلى أن يتم صدور حكم التحكيم فإما أن يتم تنفيذه أو يتم الطعن به بدعوى بطالن حكم التحكيم ،ولبيان
ماهية وصور هذه الرقابة فال ّبد من إجمال إشكالية الدراسة بالتساؤالت التالية:
ّ
-2هل هناك رقابة قضائية سابقة والحقة قبل صدور حكم التحكيم وبعده وما هي صورها؟
-1هل هناك رقابة قضائية في أثناء تنفيذ العملية التحكيمية وما هي صورها؟
فرق قانون التحكيم األردني بين التحكيم التجاري والتحكيم المدني أو بين التحكيم الدولي والتحكيم
-3هل ّ
الداخلي كسائر التشريعات المختلفة؟
-4لماذا تتعرض أحكام التحكيم إلى البطالن؟ وما هي الحاالت واألسباب التي تؤدي إلى بطالن حكم التحكم؟
00 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
تم حكم التحكيم خارج المملكة أو كان مقره خارج المملكة وطبق عليه قانون التحكيم األردني
-5ماذا لو ّ
باختيار األطراف له فهل يكون خاضعاً لدعوى بطالن حكم التحكيم في األردن ،أو يعامل كحكم تحكيم
أجنبي يتطلب اإلكساء سندًا ألحكام قانون تنفيذ األحكام األجنبية؟
أهمية الدراسة:
التحكيم قضاء خاص يلجأ إليه األطراف للتحرر من القضاء العادي وما به من إجراءات وتعقيدات أحيانا ،وإذا
المحكم من أحكام صحيحة فقد يشوب ذلك الحكم ما
ّ كان التحكيم قضاء خاصا فإن ذلك ال يعني أن كل ما يصدره
يجعله محال للطعن ،وتتطلب العدالة وجود نوع من الرقابة على ذلك الحكم في حدود معينة .ومن هذا المنطلق
التعرف على األسباب التي يمكن أن تؤدي إلى بطالن هذا الحكم،
تبرز أهمية موضوع بطالن حكم التحكيم في ّ
المحكم سلطة
ّ المحكم سلطة الفصل في النزاع ومنح
ّ فطبيعة هذه األحكام المستمدة من اتفاق األطراف على تخويل
إصدار أحكام تختلف في طبيعتها عن األحكام الصادرة من القضاء ،هذا من الناحية النظرية ،أما من الناحية
العملية فإننا نجد أن المحاكم قد ازدحمت بالدعاوى التي ترفع بشأن بطالن حكم التحكيم نتيجة الزدياد اتباع هذا
الطريق وتفضيله على طريق القضاء لما يتميز به من مميزات خاصة.
أهداف الدراسة:
-2بيان ّ
ماهية الرقابة القضائية السابقة والالحقة على اتفاق التحكيم.
-1بيان ّ
ماهية الرقابة القضائية في أثناء العملية التحكيمية.
المحكم واستقالليته عن حيدة واستقالل القاضي.
ّ -3بيان الفرق بين مفهوم حيدة
ماهية الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق الطعن به بدعوى البطالن وبيان المحكمةّ -4بيان
المختصة بنظرها والحاالت التي تؤدي إلى بطالن حكم التحكيم التي أشارت إليها المادة 44من قانون
التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة .1122
ماهية القواعد الخاصة -5بيان ّ
ماهية الرقابة القضائية الالحقة على حكم التحكيم من خالل تنفيذه ،وبيان ّ
التي نص عليها قانون التحكيم األردني نص في المادة ( )1منه.
منهجية الدراسة:
فيما يتعلق بالمنهج المتبع في سبيل التعامل مع موضوع البحث فيتجّلى في منهج البحث العلمي (المنهج الوصفي
التحليلي) المتمثل باستقراء األحكام القانونية ،ومن ثم تحليل ما جاء فيها في سبيل وضع تقييم منطقي للمسائل
محل البحث.
01 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
المبحث األول
الرقابة القضائية على اتفاق التحكيم
إن القضاء بصفته حاميا للعدالة ال ّبد أن يراقب مدى توافق العملية التحكيمية مع االعتبارات األساسية للعدالة
وعدم خرقها لقواعد النظام العام أو تجاوزها للمشروعية .وسنتناول الحديث في هذا المبحث عن دور الرقابة القضائية
السابقة على صدور حكم المحكمين في المطلب األول وفي المطلب الثاوي سنتناول الحديث عن صور الرقابة
القضائية التي تتعلق بهيئة التحكيم.
المطلب األول
الرقابة القضائية السابقة على صدور حكم المحكمين
من المعلوم أنه ال يجوز ألي محكمة أن تتدخل في المسائل التي يحكمها قانون التحكيم إال في األحوال المبينة
فيه ،وذلك دون إخالل بحق هيئة التحكيم في الطلب من المحكمة المختصة مساعدتها على إجراءات التحكيم وفق
ما تراه هذه الهيئة مناسبا لحسن سير عملية التحكيم وهذا ما نصت عليه المادة ( )2من قانون التحكيم األردني
المعدل رقم 21لسنة " 1122ال يجنز ألي محكمة أ تتدخل في المسائل التي يحكمها هذا القاون إال في
المبينة فيه وذلك دو إ خالل بحق هيئة التحكيم في الطلب من المحكمة المختصة مساعدتها على ّ األحنال
إجراءات التحكيم وفق ما تراه هذه الهيئة مناسبا لحسن سير التحكيم مثل دعنة شاهد أو خبير أو األمر بإحضار
مستند أو صنرة عنه أو االطالع عليه أو غير ذلك".
وهناك العديد من اإلجراءات التي تقوم بها المحكمة المختصة في سبيل السير بنزاع التحكيم ومساعدة المحكمين
(وتعد في بعض األحيان صو ار للرقابة القضائية
ّ التخاذ قرارهم بخصوص الدعوى المقامة لديهم ومن هذه اإلجراءات
المتعلقة بإجراءات التحكيم):
التثبت من وجند اتفاق تحكيم
أوال :الرقابة القضائية على ّ
برد الدعنى إذا دفع المدعى
يقع على عاتق المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم أن تحكم ّ
عليه بذلك قبل الدخول في أساس الدعوى وذلك وفقا ألحكام المادة (/21أ) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم
21لسنة 1122وهذا الدفع يرفع يد المحكمة عن الدعوى كونها غير مختصة بنظر النزاع ،فاألصل أن القضاء
هنا ال يراقب صحة اتفاق التحكيم بل يكتفي بالتحقق من وجوده فقط .وال يمنع رفع الدعوى الموضوعية أمام القضاء
بهذا الشكل دون البدء في إجراءات التحكيم أ و االستمرار فيها أو إصدار التحكيم ما لم يتفق الطرفان على غير
ذلك.
وقد استقرت االجتهادات القضائية على هذا األمر حيث تواترت أحكام محكمة التمييز الموقرة لذلك"( ")6التي
تستند إلى التثبت فقط من وجود شرط التحكيم وعدم مخالفته للنظام العام أو بطالنه بطالناً ظاه ار ،فالمحكمة ال
()2
ق اررات محكمة التمييز ذوات األرقام .1112/224 ،1112/221 ،1114/213 ،1121/542
"وبالرجوع إلى المادة ( )11من االتفاقية المذكورة نجد أنها تقضي تحت عنوان تسوية النزاعات بأنه إذا حدث نزاع بين الحكومة واألكاديمية بتفسير أو
تطبيق هذا االتفاق أو أي اتفاق ملحق بهذا االتفاق أو تعديله إذا لم يتم تسويته بين الطرفين بالمفاوضة أو أي طريق من طرق التسوية يتفق عليها
02 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
تبحث بعمق لتتثبت من صحة أو بطالن االتفاق وإنما من وجوده فقط .ويترتب على وجود اتفاق التحكيم وفقاً لما
است قر عليه الفقه واجتهاد القضاء حرمان األطراف من اللجوء للقضاء بناء على تنازلهم المسبق عن هذا الحق
"( ،")6وبالتالي فإن إثارة أ ي دفوع بعدم صحة أو بطالن أو سقوط اتفاق التحكيم يتم نظره من قبل هيئة التحكيم أو
من المحكمة الحقاً عند نظرها دعوى البطالن وليس مسبقاً من القضاء عدا التحقق من وجود الشرط .وفي هذا
تم االتفاق على التحكيم في أثناء وظر النزاع من قبل المحكمة هل تستمر
السياق يطرح التساؤل اآلتي :ماذا لن ّ
ّ
المحكمة في وظر النزاع أو تحيل هذا النزاع إلى التحكيم؟
أجاب قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122على ذلك في المادة (/21ج) منه التي نصت ":إذا
يعد
تم االتفاق على التحكيم أثناء وظر النزاع من قبل المحكمة فعلى المحكمة أ تقرر إحالة النزاع إلى التحكيم و ّ
هذا القرار بمثابة اتفاق تحكيم مكتنب".
ثاويا :المساعدة القضائية في تنفيذ طلبات التحكيم
قد تضطر هيئة ال تحكيم إلى اتخاذ إجراءات قضائية معينة متعلقة بالنزاع المقام لديها ومن ذلك دعوة شاهد أو
خبير أو تقديم مستندات معينة موجودة لدى شخص ثالث وفي مثل هذه الحالة ال تستطيع هيئة التحكيم تنفيذ هذه
الطلبات باإلجبار مما يضطرها إلى اللجوء للقضاء لطلب المساعدة لما لها من قوة في طلب التنفيذ وصالحية في
إيقاع الجزاءات في حالة عدم التنفيذ وقد نصت المادة ( )2من قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122
على مثل هذه الحالة واعتبرت تدخل المحكمة من قبيل المساعدة.
وعلى هذا قضت محكمة التمييز األردوية " وحيث إن هيئة التحكيم توصلت بقرارها إلى أن قطعة األرض رقم
( ) 3411عائدة لشركة دحدل الصناعية وأنها سجلت بأسماء الشركاء ألسباب خاصة وقررت بيع هذه القطعة
وتوزيع ثمنها عن طريق دائرة التنفيذ .وأ اتفاقية التحكيم اشتملت في البند السابع بأ لهيئة التحكيم االستعاوة
بخبير أو أكثر في أي مجال آخر ترى ضرورة له وخاصة في مجال األراضي والعقارات وتقدير قيمتها وطريقة
القسمة حسب النسب المذكنرة أعاله فيكون قرار هيئة التحكيم الذي اكتسب الدرجة القطعية ال يجوز الطعن به
حسب أحكام المادة ( )52من قانون التحكيم وأصبح قضية مقضية بالمعنى المقصود في المادة ( )42من قانون
البينات وتكون دعوى إزالة الشيوع غير مقبولة .وحيث توصلت محكمة االستئناف لخالف ما توصلنا إليه فيكون
قرارها مستوجباً للنقض لمخالفته للقانون واألصول مما يتعين نقضه"(.")8
بعرض هذا النزاع على هيئة تحكيم مكونة من ثالثة أعضاء تعين أحدهم دولة المقر والثاني تعينه األكاديمية والثالث يختاره العضوان اآلخران وإذا لم
يتفق العضوان على اختيار العضو الثالث فإن تعيينه يتم بواسطة رئيس محكمة بداية عمان .وحيث إن المادة (/21أ) من قانون التحكيم رقم 32
لسنة 1112تقضي بأن على المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم أن تحكم برد الدعوى إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل الدخول في
أساس الدعوى .وحيث إن النزاع المرفوع في هذه الدعوى يوجد بشأنه اتفاق تحكيم وأن المدعى عليهم تقدموا بطلب لرد الدعوى قبل الدخول في
أساسها فإن ما انتهى إليه الق ارر المطعون فيه يتفق وحكم القانون مما يتعين رد أسباب الطعن .لهذا نقرر رد الطعن التمييزي وتأييد القرار المطعون
فيه وإعادة األوراق إلى مصدرها".
()2
حداد ،حمزة ( ،)1112التحكيم في القوانين العربية ،الجزء األول ،ط ،2بيروت :منشورات الحلبي الحقوقية.
()1
الحكم رقم - 1123/2224محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1123/21/4
03 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
06 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
.6على هيئة التحكيم إصدار الحكم المنهي للخصنمة كلها خالل المنعد الذي اتفق عليه الطرفا فإ لم
ينجد اتفاق وجب أ يصدر الحكم خالل اثني عشر شه اًر من تاريخ بدء إجراءات التحكيم ،وفي جميع
األحنال يجنز أ تقرر هيئة التحكيم تمديد هذه المدة على أال تزيد على ستة أشهر ما لم يتفق الطرفا
على مدة تزيد على ذلك.
.8وإذا لم يصدر حكم التحكيم خالل الميعاد المشار إليه في الفقرة (أ) من هذه المادة جاز ألي من طرفي
التحكيم أ يطلب من رئيس المحكمة المختصة أ يصدر أم ًار لتحديد منعد إضافي أو أكثر أو بإوهاء
إجراءات التحكيم ،فإذا صدر القرار بإوهاء تلك اإلجراءات يكن ألي من الطرفين رفع دعناه إلى المحكمة
المختصة أصالً بنظرها.
وباستقراء المادة اآلنف ذكرها وبتحليل مفرداتها الواردة في نص الفقرة (أ) نالحظ أن المشرع استخدم مفردتين
األولى (على) والثانية (وجب) األمر الذي يستدل منه أننا أمام نص آمر ،بمعنى أنه تضمن قواعد آمرة ال يجوز
االتفاق على خالفها .كما يفهم أيضا من سياق النص أن المشرع منح هيئة التحكيم صالحية تمديد الميعاد إذا
استشعرت أن هذا الميعاد ليس كافياً إلصدار الحكم المنهي للخصومة كلها سواء كان هذا الميعاد محدداً باتفاق
الطرفين أو بنص القانون في حالة عدم وجود اتفاق بينهما على هذا الميعاد وفق ما جاء في عجز الفقرة (أ) من
هذا النص ،وهي مدة ال تتجاوز ستة أشهر إال إذا اتفق الطرفان على مدة تزيد على ذلك وهذا يعني أن الحكم الذي
يصدر بعد انتهاء الميعاد يعتبر حكماً باطالً ،وفي حال قررت هيئة التحكيم تمديد المدة فيجب أن يصدر قرارها
بالتمديد قبل انقضاء الميعاد وإال سقطت سلطة المحكمين .ولكن ماذا لن اوقضى الميعاد المحدد اتفاقي ًا أو قاونوياً
أو بقرار هيئة التحكيم دو أ يصدر الحكم المنهي للخصنمة كلها؟
أجابت على ذلك الفقرة (ب) من المادة ( )32سالفة اإلشارة بقولها (جاز ألي من طرفي التحكيم أ يطلب من
رئيس المحكمة المختصة أ يصدر أم اًر لتمديد منعد إضافي أو أكثر أو بإوهاء إجراءات التحكيم )...يالحظ من
نص هذه الفقرة أن المختص بنظر هذا الطلب هو رئيس محكمة االستئناف حص اًر فإذا وجد أن هناك ظروفاً
ال له أن يأمر بتحديد ميعاد إضافي ،أما إذا لم يجد مبر اًر فله أن يرفض
تستدعي منح مهلة إضافية لطبيعة النزاع مث ً
الطلب ومما تجدر اإلشارة إليه في هذا الصدد أن األمر هنا ال يتعلق بتمديد ميعاد التحكيم وإنما بمنح ميعاد جديد
ولهذا فإن منح مثل هذا الميعاد ال يطلب إال بعد انقضاء ميعاد التحكيم.
كما يحق ألي من الطرفين أن يطلب من رئيس محكمة االستئناف إنهاء إجراءات التحكيم لعدم صدور حكم
التحكيم المنهي للخصومة كلها في الميعاد المحدد ،وإذا لم يتقدم أي من الطرفين بطلب لمنح ميعاد إضافي وجب
عندئذ إصدار األمر بإنهاء إجراءات التحكيم .ويالحظ أيض ًا أنه ال يجوز قبول طلب إنهاء إجراءات التحكيم إال بعد
انقضاء الميعاد األصلي أو اإلضافي دون صدور حكم التحكيم المنهي للخصومة كلها .ويستفاد مما تقد أ رئيس
محكمة االستئناف ينحصر اختصاصه في منح منعد إضافي أو بإوهاء إجراءات التحكيم وليس أمامه خيار آخر.
وعلى ضوء ذلك فإنه إذا انقضى ميعاد التحكيم سواء كان ذلك باالتفاق أو بنص القانون أو بقرار الهيئة (وسواء
أكان الميعاد األصلي أم الميعاد بعد تمديده قبل صدور الحكم المنهي للخصومة) سقط اتفاق التحكيم وال يكون لهيئة
التحكيم والية االستمرار في التحكيم ،وإذا صدر الحكم بعد انقضاء الميعاد فإنه يكون باط ً
ال لصدوره ممن ليس له
09 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
والية إصداره وتتوافر عندئذ الحالة التي تجيز فيها المادة (/44أ) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة
1122رفع دعوى البطالن لسقوطه بانتهاء مدته"(.")6
وهذا ما وصت عليه محكمة التمييز "وعن السبب الثالث ومفاده تخطئة هيئة التحكيم لمخالفتها نص المادة
(/32ب) من قانون التحكيم من حيث عدم التزام هيئة التحكيم بالمدة القانونية للتحكيم .وفي ذلك نجد أن هذا السبب
في غير محله ذلك أن هيئة التحكيم تجاوزت المدة المقررة إلصدار الحكم المنهي للنزاع لغايات المصالحة بناء على
طلب الطرفين وكانت تتخذ ق ار اًر بتمديد هذه المدة مما يستتبع معه رد هذا السبب""(.")8
خامسا :تدخل المحكمة في المسائل األولية بناء على طلب من هيئة التحكيم
فيتعين اللجوء إلى المحكمة في شأنها وعندئذ
ّ قد تقع خالل اإلجراءات أمام المحكمين أمور تخرج عن سلطتهم
يجب وقف إجراءات التحكيم حتى الفصل فيها ،حيث نصت المادة ( )43من قانون التحكيم األردني المعدل رقم
21لسنة 1122على "إذا عرضت خالل إجراءات التحكيم مسألة تخرج عن اختصاص هيئة التحكيم أو تم الطعن
بالتزوير في ورقة قدمت لها واتخذ إجراءات جزائية بشأ تزويرها أ و بشأ أي فعل جزائي آخر ،يجنز لهيئة
التحكيم االستمرار في وظر منضنع النزاع إذا رأت أ الفصل في هذه المسألة أو في تزوير النرقة أو في الفعل
الجزائي اآلخر ليس الزما للفصل في منضنع النزاع ،وإال وقفت اإلجراءات حتى يصدر حكم قطعي في منضع
النزاع ويترتب على ذلك وقف سريا المنعد المحدد إلصدار حكم التحكيم ".فمثال قد يطعن بالتزوير في ورقة
قدمت لهيئة التحكيم يتوقف الحكم على الفصل بها.
المطلب الثاوي
صنر الرقابة القضائية التي تتعلق بهيئة التحكيم
المحكم
ّ أوال :الرقابة على تعيين
نصت المادتان ( )24و ( )21من قانون التحكيم رقم 32لسنة 1112على كيفية تشكيل هيئة التحكيم بإحدى
الطريقتين:
الطريقة األولى :قيا الخصن باختيار هيئة التحكيم
وهو ما يسمى (بالتعيين المباشر لألطراف) أي أن لطرفي التحكيم حرية اختيار المحكمين مهما كان عددهم
المعينان على تعيين
ّ المحكمان
ّ يعين كل طرف محكما ويتفقفإذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من ثالثة محكمين ّ
المحكم الثالث .أو عن طريق (التعيين غير المباشر) وذلك بالرجوع إلى مركز تحكيم.
ّ
الطريقة الثاوية :تدخل القضاء بتشكيل هيئة التحكيم من خالل طلب يقد للمحكمة المختصة التي تصدر قرارها
بتشكيل هيئة التحكيم.
فإذا لم يتفق طرفا التحكيم على اختيار المحكمين ،يتم تعيينهم من قبل رئيس المحكمة في الحاالت الواردة في
المادة ( )21من قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122وتتمثل هذه الحاالت بـ :
()2
انظر الحكم رقم – 1111/2142محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1111/1/12
()8
انظر الحكم رقم - 1111/3551محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1111/22/1
00 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
الحالة األولى إذا كانت هيئة التحكيم تتكون من محكم واحد ،ففي هذه الحالة تتولى المحكمة المختصة -
تعيينه بناء على طلب أحد الطرفين .وبهذا قضت محكمة التمييز " إذا اتفق الطرفان على إحالة موضوع
محكم واحد منفرد واتفقا على اسمه وعمال بأحكام المادة ( )21من قانون التحكيم
الدعوى للتحكيم إلى ّ
محكما منفردا في هذه الدعوى وذلك للسير
المحكم ّ
ّ األردني المعدل رقم 21لسنة 1122اعتبار هذا
بإجراءات التحكيم ،على أن يراعي أحكام قانون التحكيم وشروط العقد موضوع النزاع وأحكام المادتين
( )32،32من قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122وعلى أن يقوم ّ
المقدر بتقدير أتعابه
المحكم حسب األصول"")6(".
ّ في هذا الجانب وتبليغ
حكمه خالل يعين أحد الطرفين ُم ّ
مشكلة من ثالثة محكمين ولم ّ
الحالة الثاوية إذا كانت هيئة التحكيم ّ -
( )25يوما التالية لتسلمه طلبا بذلك من الطرف اآلخر تتولى المحكمة المختصة في هذه الحالة تعيينه
المعينان أو الذي
ّ المحكمان
ّ بناء على طلب أي من الطرفين ،وتكون رئاسة هيئة التحكيم للذي اختاره
عينته المحكمة.
ّ
المعينان على اختيار المحكم الثالث خالل ( )25يوما التالية لتاريخ
ّ المحكمان
ّ الحالة الثالثة إذا لم يتفق -
تعيين آخرهما ،تتولى المحكمة المختصة تعيينه بناء على طلب أي من الطرفين وتكون رئاسة هيئة التحكيم
عينته المحكمة .وقد أوجبت المادة ( )21من ذات القانون علىالمحكمان المعينان أو الذي ّ
ّ للذي اختاره
المحكم الذي تختاره الشروط التي يتطلبها هذا القانون وتلك التي اتفق عليها
ّ أن تراعي المحكمة في
المحكم
ّ الطرفان ،كما ّبينت أيضا المادة ( )21من ذات القانون أنه على المحكمة إصدار قرارها باختيار
وبينت أن مثل هذا القرار ال يكون قابال للطعن فيه بأي من طرق الطعن.
على وجه السرعةّ ،
المحكم
ّ رد
ثاويا :الرقابة على طلب ّ
رد المحكم من ناحية األسباب واإلجراءات والجهة
ابتداء سنعرض النصوص التشريعية التي تحكم طلب ّ ً
بالبت .لقد نظمت نصوص القانون األردني الرقابة على طلب ّ
رد المحكم ،وقد قصرت المادة ( )22من المختصة ّ
المحكم لقيام ظروف جدية تثير شكوكا حول حيدته
ّ قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122جواز ّ
رد
واستقالله.
برده
وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " خالف الحكم الطعين المادة (/44أ/ب 1/و )2على الصفحة (ّ )41
على دفوع المستدعية وخرج عن حيادته واستقالليته ووصب وفسه مدافع ًا عن المستدعى ضده ذلك أن جميع
الردود لم تأت على لسان المستدعى ضده وال هي مدعومة ببينات أصولية ،وأن تخريج القضية بهذه الصورة بدءاً
من الصورية التي استولدتها هيئة التحكيم من الغيب مرو اًر بأن المستدعية وكيالً ونائب ًا عن المستدعى ضده مرو اًر
بالحكم على ميزانية تقديرية وصوالً إلى أن المستدعية نائباً عن المستدعى ضده لنصل إلى الفقرة الحكمية التي
بنيت على افتراضات غير قانونية األمر الذي يجعل الحكم الطعين مستوجباً اإلبطال "(.")1
()2
انظر الحكم رقم - 1111/5141محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ.1112/1/25
()2
الحكم رقم - 1111/1143محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1111/2/2
06 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
تبين له بعد
المحكم إالّ لسبب ّ
ّ رد
عين محكماً أو اشترك في تعيينه ّ
كما حظرت هذه المادة على الطرف الذي ّ
هذا التعيين ،وهذا ما أشار إليه عجز الفقرة (ب) من المادة ( )22من القانون السالف الذكر.
في حين نظمت المادة ( )22من ذات القانون إجراءات الرّد عندما ّبينت المحكمة المختصة بنظر طلب ّ
الرد
وهي محكمة االستئناف ،ولكنها حرص ًا على عدم إعاقة العملية التحكيمية أو استغالل هذه الرخصة أو إساءة
استعمالها للمماطلة وإلعاقة الفصل في النزاع نصت على عدم وقف إجراءات التحكيم أثناء نظر الطلب.
المعدل لقانون التحكيم رقم 32لسنة 1112تضمنّ وال ّبد من اإلشارة إلى أن القانون رقم 21لسنة 1122
تعديالً سواء بخصوص اإلجراءات أو أسباب طلب الرد حيث عدلت المادة ( )25بإضافة كلمة "جدية" بعد الشكوك،
المحكم
ّ ابتداء وفي حال عدم تنحي
ً عدل نص المادة ( )21حيث أصبحت توجب تقديم طلب الرد كتابة للهيئة كما ّ
فيتعين عليه أن يقدم جوابه على طلب الرد وبيناته ،وتحيل الهيئة طلب الرد إلى محكمة االستئناف التي يجري في
ّ
سد ثغرة حيث إن النصدائرة اختصاصها التحكيم وهذا النص المعدل يعني عدم اختصام المحكم ،وبذلك فإنه ّ
المحكم أمام محكمة االستئناف مما يعني توّلد خصومة قضائية للمحكم مع
ّ السابق قبل التعديل كان يختصم فيه
المحكم في حال عدم رده واستم ارره نظر النزاع بعد اختصامه
ّ أحد األطراف ما يضفي ظالالً من الشك على حيدة
سابقاً من أحد األطراف.
الرد وفقا لقاون التحكيم األردوي
أسباب ّ
الرد فتكون وفقا للظروف التي تثير سلوكا حول الحياد واالستقالل ،وهذا أمر مرن يختلف من
أما عن أسباب ّ
المحكم
ّ حالة إلى أخرى بحكم الحياد واالستقالل وله معان كثيرة للتحليل إال أنه ال يمكن التوصل الستقاللية وحياد
بد من طرح تساؤل
السياق ال ّ
من خالل مظاهر وظروف خارجية مثل ارتباطه بعالقة عداوة مع الخصوم .وفي هذا ّ
المحكم واستقاللية القاضي ،فهل هناك فرق فيما بينهم؟
ّ ماهية الفرق بين حيدة
مهم حنل ّ
المحك م واستقالليته تختلف عن حيدة واستقالل القاضي ألن مبدأ الحياد في القضاء ينبغي أن
ّ إن مفهوم حيدة
يسود كل نواحي الخصومة القضائية ،وإن اإلخالل بهذا المبدأ قد يؤدي إلى إفراغ مبدأ الحيدة من مضمونه وهذا ما
يعرف باستقالل القاضي ،والمقصود بذلك هو استقالل القاضي عن الخصن وعن الغير أصحاب المصلحة في
النزاع واالستقالل بشكل عا يدفع مظّنة التأثير على القاضي وهن أمر يدعم وينفر الحيدة المطلنبة.
المحكم عن أطراف التحكيم غير
ّ في حين يختلف األمر في مجال التحكيم ولو قليالً ذلك أن أمر استقالل
ضروري وليس الزماً دائماً .كما قد يكون لالستقالل في التحكيم مفهوم مختلف عنه في القضاء ،وبالتالي ال يمكن
المحكم من الناحية الفنية والواقعية قاضياً حتى بالنسبة إلى النزاع التحكيمي المعروض عليه ومن ثم ال
ّ اعتبار
المحكم غير (القاضي) وألن التحكيم غير (القضاء) فقد غاير المشرع
ّ ينطبق على المحكم قواعد قضاء الدولة .وألن
المحكمين فيما أورده بأسباب عدم صالحية القضاة وردهم وتنحيتهم الواردة في المادة ()231
األردني بين القضاة و ّ
المحكمين
ّ من قانون أصول المحاكمات المدنية في حين أورد المشرع بالمادة ( )61من قاون التحكيم بالنسبة ّ
لرد
المحكم صالحية نظر الدعوى
ّ حيث سلك طريق اإلجمال والعمومية ،الذي يفهم من هذه النصوص أن ما يفقد
التحكيمية يختلف بالضرورة عن أسباب عدم الصالحية الواردة في شأن القضاة.
وأما ما ذهب إليه الفقه والقضاء بهذا الشأن بأن المقصود باالستقالل وفقاً لما ذهب إلى تعريفه الفقه " أال يكن
للتحيز ".كما ألزم القانون
ّ للمحكم أية صلة أو ارتباط بمنضنع النزاع أو بأحد المحتكمين أو بممثلهم قد تدفعه
06 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
محكما أن يوضح كتابة عند قبوله عن أي ظروف من شأنها المساس بحيدته أو إثارة الشخص الذي تم اختياره ّ
الشكوك حولها .وأنه يتوجب التمييز بين حياد المحكم واستقالله.
بالرغم من محاولة بعضهم التمييز بين الحيدة واالستقالل بالقول إن عد الحيدة يمثل منقف ًا شخصياً لتعّلقه
المحكم بأحد الخصوم كالمودة والكراهية ،في حين يمثل عد االستقالل منقفاً
ّ بالعاطفة التي ترجع إلى عالقة
()2
إال أن المعمول عليه في رد المحكم هو أمر منضنعياً يرجع إلى الضغط الذي قد يباشره الخصم على المحكم.
واحد يتمثل في ترجيح عدم استطاعة الحكم بغير ميل وسواء بعد ذلك رجع هذا الميل إلى عدم حياده أو عدم
()1
استقالله.
اإلجراءات المتبعة في حال تقديم طلب الرّد
نصت المادة ( )22من قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122على هذه اإلجراءات وهي:
الرد كتابة إلى هيئة التحكيم.
-2تقديم طلب ّ
الرد بتشكيل هيئة التحكيم أو بالظروف
الرد خالل ( )25يوما من تاريخ علم طالب ّ
-1ضرورة بيان أسباب ّ
للرد.
المبررة ّ
-3إشعار المحكم بالطلب.
الرد والبينات خالل خمسة عشر
رده فعليه أن يقدم جوابه على طلب ّ المحكم المطلوب ّ
ّ -4في حالة عدم تنحي
يوما من تاريخ تقديم الطلب ،وعلى هيئة التحكيم في هذه الحالة بناء على طلب طالب الرد إحالة الطلب مع جواب
رده إن وجد الى المحكمة المختصة للبت فيه.المحكم المطلوب ّ
ّ
الرد من المحكمة المختصة تدقيقا ما لم تقرر خالف ذلك وعليها أن تفصل فيه خالل ثالثين
-5ينظر طلب ّ
يوما من تاريخ وروده لقلمها ،ويكون قرارها غير قابل للطعن فيه بأي طريق من طرق الطعن.
الرد
األثر الذي يترتب على تقديم طلب ّ
يستفاد من الفقرة (د) من المادة ( )22من قانون التحكيم المعدل رقم 21لسنة 1122أن المشرع أراد أن ال
المحكم في هذه الحالة االستمرار
ّ المحكم على إجراءات التحكيم ويكون سببا معيقا لها ،و ّ
أن على ّ رد
يؤثر تقديم طلب ّ
في إجراءات التحكيم إلى نهايتها وأن يصدر القرار الذي يراه مناسبا في موضوع التحكيم .ويتوقف األثر على
احتمالين:
المحكم تعتبر جميع اإلجراءات التي تمت من قبل المحكم صحيحة.ّ رد
في حالة رفض طلب ّ
المحكم تعتبر إجراءات التحكيم التي شارك فيها بما فيها حكم التحكيم النهائي
ّ رد
وفي حالة قبنل طلب ّ
كأن لم تكن ولهيئة التحكيم بتشكيلها الجديد اعتماد أي من اإلجراءات السابقة ،على أن يبقى تعيين رئيس
هيئة التحكيم الذي شارك في اختياره المحكم المحكوم برده صحيح ًا.
إال أنه عند تقديم دعوى بطالن حكم التحكيم فإن المحكمة المختصة في هذه الدعوى ال تستطيع الفصل فيها إال
المحكم واكتساب الحكم الصادر فيه الدرجة القطعية ،ذلك ألن من الحاالت التي يجوز
ّ رد
بعد الفصل في طلب ّ
()2
المصري ،حسني ،التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة ( ،)1111دار الكتب القانونية ،ص .224
()1
انظر الحكم رقم – 1122/2151محكمة التمييز بصفتها الحقوقية – الصادر بتاريخ .1122 /22/12
05 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
()2
الحكم رقم - 1122 /2422محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1122/4/21
60 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
المبحث الثاوي
الرقابة القضائية الالحقة على حكم التحكيم
لم يشأ المشرع األردني ترك أحكام المحكمين -وهي صادرة عن قضاء خاص -دون رقابة من القضاء العادي
للدولة ،لذلك سنتناول الحديث في هذا المبحث عن الرقابة الالحقة على صدور حكم التحكيم من خالل مطلبين:
سأتحدث في المطلب األول عن الرقابة القضائية عن طريق تنفيذ حكم التحكيم وفي المطلب الثاني سأتحدث عن
الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق الطعن به بدعوى البطالن.
المطلب األول
الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق تنفيذه
يعد األمر بتنفيذ حكم التحكيم دليال على صالحية الحكم للتنفيذ الفوري ،وإنما وضع الصبغة التنفيذية عليه
ال ّ
هي وحدها دليل على هذه الصالحية ،ومن خالل إصدار القضاء المختص (محكمة التمييز) األمر بتنفيذ حكم
يتثبت من وجود شرط التحكيم ،إذ ال يقصد بإجراء األمر بالتنفيذ أن يتحقق القاضي من عدالة
التحكيم فإن القاضي ّ
الحكم ،فهو ال ينظر في سالمة أو صحة الخصومة ،كما ال يقصد بإجراء األمر تنفيذ حكم التحكيم منحه صفة
الورقة الرسمية ،ألن هذه الصفة يتميز بها حال صدوره .وعليه ،فإن المقصود باألمر بالتنفيذ هو أن يصبح سندا
تنفيذيا وفقا ألحكام المادة ( )1من قانون التنفيذ األردني.
61 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
الطراونة ،مصلح ،)1121( ،الرقابة القضائية على األحكام التحكيمية في القانون األردني ،ا
درسة مقارنة .ط ،2عمان :دار وائل ()1
.
للنشر .ص -121ص122
62 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
المطلب الثاوي
الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق الطعن به بدعنى البطال .
منح قانون التحكيم األردني الجديد المعدل ذي الرقم ( )21لسنة 1122الحكم التحكيمي حصانة كاملة ّ
ضد كل
الطعون العادية وغير العادية وأكسبه حجية األمر المقضي به .وقد ّ
تميز الحكم التحكيمي بحصانته وحجيته على
حكم القضاء الرسمي الذي وضعه المشرع في مرمى الطعون العادية وغير العادية المنصوص عليها في قانون
أصول المحاكمات المدنية .إال أن المشرع األردني استثناء على األصل أجاز لكل من طرفي النزاع أن يطلب من
المحكمة المختصة (محكمة التمييز) سندا ألحكام المادة (/51أ) من قانون التحكيم بطالن حكم التحكيم إذا شابه
عيب تمثل في إحدى الحاالت المنصوص عليها في قانون التحكيم األردني والمحددة على سبيل الحصر في المادة
( )44منه .وسنتناول في هذا المطلب البحث في المحكمة المختصة بنظر دعوى البطالن وأسبابها:
انظر نصوص المواد 51والمادة 52والمادة 54من قانون التحكيم رقم 32لعام 1112ونصوص المواد 55من قانون التحكيم رقم 21لسنة ()1
63 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
في حال كون التحكيم أجنبياً أي أنه صدر خارج المملكة فال ينطبق عليه قانون التحكيم األردني وذلك بداللة
المادة رقم ( )3من قانون التحكيم رقم 32لسنة ،1112األمر الذي يجعل محكمة التمييز غير مختصة بنظره
كونه حكماً أجنبياً يخضع لقانون تنفيذ األحكام األجنبية.
إال أن نص المادة ( )3المعدل بمقتضى القانون رقم ( )21لسنة 1122قد يثير اللبس بهذا الخصوص حيث
نصت المادة /3أ على ما يلي" :مع مراعاة أحكام االتفاقيات الدولية النافذة في المملكة تسري أحكام هذا القانون
اء تعلق ن ن
على كل تحكيم اتفاقي يكو مقره في المملكة ،وعلى كل تحكيم يتم االتفاق على إخضاعه لهذا القانو ،سو ً
بنزع مدني أو تجاري بين أطراف أشخاص القانون العام أو القانون الخاص وأياً كانت طبيعة العالقة القانونية التي
ا
يدور حولها النزاع ،عقدية أو غير عقدية".
وطبق عليه
تم حكم تحكيم خارج المملكة أو كا مقره خارج المملكة ّ
وهذا يدفعنا إلى طرح التساؤل اآلتي :إذا ّ
قاون التحكيم األردوي باختيار األطراف له فهل يكن خاضعاً لدعنى بطال حكم التحكيم في األرد ،أو يعامل
كحكم تحكيم أجنبي يتطلب اإل كساء سندًا ألحكا قاون تنفيذ األحكا األجنبية؟
المقر أو في بلد صدور الحكم وفقاً
هذا الفرض متصور سواء كان ذلك في حال الطعن في حكم التحكيم في بلد ّ
لقانون تحكيمها .حيث إنه من الوارد حدوث تنازع في االختصاص القضائي فيما يتعلق بدعوى بطالن الحكم ،فلو
جرى تحكيم في جمهورية مصر العربية وأخضع ألحكام قانون التحكيم األردني فإن أحكام قانون التحكيم المصري
تسري عليه بما فيها اختصاص محاكمها بنظر دعوى البطالن ،وبذات الوقت فإن محكمة التمييز األردنية مختصة
لسريان أحكام قانون التحكيم األردني على هذا التحكيم ومن ضمنها أحكام دعوى البطالن.
ثاوياً :أسباب دعنى البطال
أما عن أسباب دعوى البطالن حسب قانون التحكيم األردني فقد وردت على سبيل الحصر وحددت بثمانية
أسباب وفقاً لمنطوق المادة ( )44منه ،إال أنه ال ّبد من اإلشارة إلى أن هنالك أسباباً أخرى إلبطال حكم التحكيم
غير المنصوص عليها في المادة ( )44وردت في القانون ومنها عدم تسبيب حكم التحكيم ،أو عدم توقيع الحكم،
أو عدم توقيع األقلية دون إيراد أسباب عدم توقيعها ،أو خلو الحكم من البيانات األساسية مثل مكان وتاريخ صدوره
وأسماء الخصوم وعناوينهم وأسماء المحكمين وعناوينهم وجنسياتهم ،وقد اعتبر بعض الفقه وبعض القضاء إلى أن
تتسع ألسباب أخرى غير المذكورة نصاً هذه األسباب مشمولة في المادة (/44أ )2/وقال بعض الفقه أن هذه المادة ّ
في القانون .هذا وقد اعتبرت محكمتا التمييز واالستئناف األردنيتان ومن خالل العديد من أحكامهما المتواترة أن
رقابتهما على حكم التحكيم شكلية إجرائية")2(".
وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " وقد جرى قضاء هذه المحكمة على أن دعوى بطالن حكم التحكيم ليست
طعناً كما هو الحال في األحكام القضائية فال تتسع إلعادة النظر في موضوع النزاع وتعييب قضاء الحكم فيه ،كما
أنه ليس للمحكمة التي تنظر دعوى البطالن مراجعة حكم التحكيم لتقدير مالءمته أو مراقبة حسن تقدير المحكمين
وصواب أو خطأ اجتهادهم في فهم الواقع وتكييفه أو تفسير القانون وتطبيقه ،ذلك أن الرقابة المنصوص عليها في
( )1انظر قرار محكمة التمييز رقم 1111/112تاريخ 1111/2/12وقرار محكمة االستئناف رقم 1121/411تاريخ 1122/2/24وقرارها رقم
1121/112تاريخ 1122/3/14وقرارها رقم 1112 /143تاريخ .1121/ 21/1
66 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
المادة ) (49من قانون التحكيم األردني لها صبغة شكلية ما دام أن هيئة التحكيم لم تخرق قواعد النظام العام مما
رد هذا السبب"")6(".
يستوجب ّ
الحالة األولى :عد وجند اتفاق تحكيم أو بطالوه أو سقنطه الوتهاء مدته.
تضمنت المادة (/44أ) من قانون التحكيم المعدل حاالت البطالن المتعلقة باتفاق التحكيم ،بحيث يخضع اتفاق
إيجابا وقبوال الختيار التحكيم وسيلة لفض النزاع
ً التحكيم ألحكام القواعد العامة من حيث توافر والتقاء إرادة الطرفين
القائم بينهما أو المحتمل قيامه مستقبال بدال من اللجوء إلى القضاء .فاالتفاق سواء أكان شرطا أم مشارطة يجب
قائما بين طرفيه بشكل صحيح .ولم يتضمن قانون التحكيم األردني تعر ًيفا التفاق التحكيم كما في القانونأن يكون ً
المعرف .وقد تضمنت المادة (/44أ )2/من قانون التحكيم ّ المصري على الرغم من أهميته التي تنبع من أهمية
األردني المعدل السبب األول من أسباب رفع دعوى بطالن حكم التحكيم متمثال في عدم وجود اتفاق تحكيم أصال،
أو وجود اتفاق لكنه غير صحيح ،حيث نصت على أنه :أ -ال تقبل دعنى بطال حكم التحكيم إال في الحاالت
التالية " :إذا لم ينجد اتفاق تحكيم صحيحا ومكتنبا أو كا هذا االتفاق باطال أو سقط باوتهاء مدته" .
أما المقصود بسقنط اتفاق التحكيم باوتهاء مدته أن ينص على أن تبدأ إجراءات التحكيم خالل مدة معينة من
استرد كل من
واقعة معينة أو من قيام المنازعة أو من االتفاق بحيث إذا لم تبدأ قبل انقضائها سقط اتفاق التحكيم و ّ
الطرفين حقه في االلتجاء إلى قضاء الدولة ،ويدخل في هذه الحالة أيضاً تجاوز إجراءات التحكيم للمدة التي اتفق
الطرفان على وجوب صدور الحكم خاللها أو التي يحددها النظام اإلجرائي الذي اتفق الطرفان على تطبيقه ألن
هذه المدة تعتبر أحد عناصر االتفاق وإذا سقط اتفاق التحكيم على ما تقدم ومع ذلك بدأت خصومة التحكيم فللمحتكم
ضده التمسك بسقوط االتفاق النتهاء مدته ويكون من اختصاص الهيئة الفصل في هذا الدفع.
وهذا يعني أن على هيئة التحكيم أن تصدر حكمها خالل المدة المحددة باتفاق األطراف ويشمل ذلك المدة
اإلضافية المقررة ،وهذا تأكيد آخر على وجوب احترام إرادة أطراف النزاع بإلزام هيئة التحكيم بإصدار حكمها المنهي
للنزاع خالل الفترة الزمنية المتفق عليها .أما إذا لم يتم االتفاق على مثل هذه المدة ،فإن القانون قد حدد مدة ()21
اعتبار من تاريخ بدء إجراءات التحكيم .ولهذا قررت المادة ( )32من
ًا شهر لهيئة التحكيم إلصدار حكمها ،وذلك
ًا
قانون التحكيم األردني المعدل أن على هيئة التحكيم أن تصدر حكمها خالل المدة المتفق عليها ،وإذا لم يحدد
األطراف هذه المدة ،توجب على هيئة التحكيم إصدار حكم التحكيم خالل ( )21شه ار من تاريخ بدء إجراءات
التحكيم .وعليه ،فإذا لم يصدر الحكم خالل المدة المحددة وتبع ذلك صدور قرار عن المحكمة المختصة بانتهاء
إجراءات التحكيم أصبح من حق أي من طرفي النزاع العودة إلى القضاء الرسمي ورفع دعوى أمام المحكمة المختصة
أصال بنظر موضوع النزاع للحصول على حكم قضائي فيه.
وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " وبالتناوب ومع التمسك بما ورد أعاله أخطأت هيئة التحكيم وجاء قرارها
مخالفاً ألحكام المادة (/44أ )2/2/من قانون التحكيم وذلك بتجاوز هيئة التحكيم أحكام المادة ) (37من القانون
ذاته قبل التعديل باعتبار القانون الذي يسري على هذا الطعن بداللة أحكام المادة ) (55من القانون ذاته المعدل
( )1انظر الحكم رقم 5522لسنة - 1111محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ ، 21-13-1112وانظر أيضا الحكم رقم 1412
لسنة - 1111محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .15-12-1112
69 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
لسنة 1122بتجاوزها نظر إجراءات التحكيم من تاريخ تشكيل هيئة التحكيم المدة المقررة بموجب المادة ) (37من
قانون التحكيم قبل التعديل وعليه ولما كانت هيئة التحكيم قد باشرت بإجراءات التحكيم بتاريخ 5/7/2015ولما
كان القرار محل طلب البطالن قد صدر بتاريخ 21/11/2016أي بعد انقضاء ما يزيد على اثني عشر شه اًر
من تاريخ تشكيلها دون أن يكون هناك أي قرار بالتمديد صادر عن الهيئة مصدرة القرار محل الطعن مما يجعل
من القرار محل الطعن حرياً بالبطالن")1(" ".
ولكن السؤال الذي يمكن طرحه يتمثل فيما إذا كاوت صالحية هيئة التحكيم في تمديد مدة التحكيم االتفاقية
أو القاونوية مرهنوة بمنافقة األطراف على ذلك التمديد؟
واإلجابة عن هذا السؤال تتمثل في القول :إن هذه الصالحية منحها المشرع لهيئة التحكيم دون ربطها بموافقة
أطراف النزاع وهذا ما نصت عليه الفقرة (أ) من المادة ( )32من قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة
1122بصراحة القول "وفي جميع األحنال يجنز أ تقرر هيئة التحكيم تمديد هذه المدة على أال تزيد على ستة
أيضا حق التمديد ولمدة
أشهر"؛ أي أن المشرع قد ترك قرار التمديد سلطة جوازية لهيئة التحكيم مع إعطاء األطراف ً
تزيد على ستة شهور .لقد أعطى المشرع األردني األطراف حق األولوية في تمديد فترة التحكيم وإن لهيئة التحكيم
أن تمارس صالحيتها في التمديد إذا لم يكن هناك اتفاق على ذلك بين األطراف.
()2
انظر الحكم رقم - 1111 / 5141محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .25/11/1112
60 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
لكل شخصية معنوية أن تبرم العقود ما لم يتم إعمال قاعدة إذا سقط األصل سقط الفرع ،وهي القاعدة التي قصد
المشرعون استثناءها في قوانين التحكيم ومنها قانون التحكيم األردني بنص المادة ( )11التي ّ
أكدت على استقالل
أقر الفقه والقضاء أيضا استبعادها لصالح استقاللية شرط التحكيم.
شرط التحكيم كما ّ
وفي الواقع فإن القضاء األردني سار مسا اًر مؤيداً لذلك حيث صدرت عدة ق اررات بأن شرط التحكيم مستقل عن
العقد فإذا بطل العقد يبقى شرط التحكيم صحيحا ،وفي قضية تحكيم"( ")6تعاقدت شركة على أعمال محظور عليها
القيام بها خارج الدولة وتضمن العقد شرط تحكيم ،وعند الطعن ببطالن حكم التحكيم على أساس بطالن العقد
وشرط التحكيم الوارد فيه لعدم األهلية درأت محكمة التمييز دعوى البطالن رغم إثارة هذا الدفع ابتداء أمام الهيئة.
وفي ذات المنحى سارت اجتهادات القضاء عربياً ودوليا")1(".
لقد اشترط القانون أن تعمل هيئة التحكيم على تطبيق القانون الذي اتفق الطرفان على تطبيقه في موضوع النزاع،
وهذا يحتم -بطبيعة الحال -الفصل في النزاع وفًقا للقواعد الموضوعية التي يتضمنها القانون المختار .وبمعنى
()4
آخر ،فإن سبب رفع دعوى البطالن مرتبط باستبعاد هيئة التحكيم تطبيق أحكام هذا القانون على وجه التحديد.
قرار محكمة التمييز األردنية رقم 1124/5221الصادر بتاريخ 1124/4/22منشورات قسطاس. ()1
()2
مجلة التحكيم ( .)1114عدد ،2ص 211محكمة استئناف بيروت قرار رقم 1112/241وص 241قرار محكمة استئناف الشمال رقم
1112/352وص 414قرار محكمة استئناف رقم 1112/244مسقط ،وص 111قرار محكمة استئناف باريس رقم .1251/1
()2
الحكم رقم ،1111/1123محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ 15/12/1112
()1
محمود مختار أحمد بريري ،التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة العربية ،القاهرة ص 141، 142؛ الحداد ،الموجز في النظرية العامة من
التحكيم التجاري الدولي ،ص.414
66 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
ومثال ذلك إذا اتفق األطراف على تطبيق القانون المصري أو اتفقوا على تطبيق الشريعة اإلسالمية فليس للمحكمين
استبعاد القانون المصري أو الشريعة اإلسالمية تحت أي ادعاء وإال كان الحكم باطالً.
والسؤال الذي يطرح وفسه هن ماذا لو لم يتفق األطراف على اختيار القانون الواجب التطبيق على موضوع
النزاع ،واختارت هيئة التحكيم القانون األكثر اتصاال بالنزاع لتطبيقه إال أنها لم تقم بتطبيقه ً
فعليا ،فهل يعتبر رجوعها
لإلجابة عن هذا السؤال ،ال ّبد من التأكيد على أن سبب البطالن ال يتحقق إال إذا عمدت هيئة التحكيم إلى
استبعاد تطبيق القانون الذي اتفق األطراف – وليس هيئة التحكيم– على تطبيقه في موضوع النزاع .وهذا ما نصت
عليه صراحة المادة (/ 44أ )4 /من قانون التحكيم األردني المعدل رقم 21لسنة 1122التي جاء فيها " -4إذا
استبعد حكم التحكيم تطبيق القاون الذي اتفقت األطراف على تطبيقه في منضنع النزاع ".وهذا يعني بمفهوم
معين لتطبيقه واختارت هيئة التحكيم القانون األكثر اتصاال بالنزاع
المخالفة أنه في حال عدم االتفاق على قانون ّ
لتعمل على تطبيقه فال يعتبر اختيار هذا القانون قد تم نتيجة إرادة الطرفين ال بصورة مباشرة وال غير مباشرة ،وإن
سببا من أسباب رفع دعوى البطالن لألسباب
استبعاد تطبيقه من قبل هيئة التحكيم رغم قرارها باختياره لذلك ال يعتبر ً
ضمنا تفويض هيئة
ً التي تم ذكرها أعاله ،إضافة إلى أن عدم اختيار أطراف النزاع للقانون الواجب التطبيق ،يعني
التحكيم بتطبيق القانون الذي تجده أكثر مالءمة واتصاال بموضوع النزاع.
أصرت على استبعاد القانون الذي اتفق األطراف على وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " إال أن الهيئة ّ
تطبيقه على موضوع النزاع بصورة مخالفة للمادة (/44أ )4/من قانون التحكيم ولم تأخذ الهيئة في االعتبار األعراف
الجارية في نوع المعاملة والعادات المتبعة وما جرى عليه التعامل بين الطرفين رغم أن المادة رقم ( )114من
القانون المدني األردني نصت على أن (المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً) وعليه يكون قرار هيئة التحكيم مستوجب
اإلبطال من هذه الناحية أيضاً"")2(" .
إال أنني أود أن أشير بهذا الصدد إلى ندرة الحاالت التي استبعدت فيها هيئة التحكيم صراحة تطبيق القانون
المتفق عليه وهي حاالت مشهورة ومعروفة حصلت في القرن الماضي ومن أهمها:
قضية Petrolium Developmentضد شيخ أبو ظبي عام 2452الذي قررت الهيئة فيه عدم تطبيق
قانون أبو ظبي.
قضية Internatonal Marine Oilضد حاكم قطر الذي قررت فيه الهيئة استبعاد قانون قطر.
قضية آرامكو ضد السعودية الذي قررت فيه الهيئة عدم تطبيق الشريعة االسالمية.
وكلها صادرة عن محكمين بريطانيين رفضوا تطبيق القوانين المحلية أو أحكام الشريعة اإلسالمية من منطلق
استعالئي اعتبر أن هذه القوانين والشريعة ال تحتوي على مبادئ قانونية مكرسة يمكن تطبيقها في هذه المنطقة الجد
()2
الحكم رقم 5222لسنة - 1111محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ 22-21-1111
66 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
بدائية على العقود التجارية أو ال تتضمن قواعد تفصيلية ")6(".ليتم تطبيقها على النزاع .وبالرغم من عودة المحاكم
البريطانية الستبعاد الشريعة االسالمية في عام Beximo Pharmacauticals V. Shamil Bank of 1114
Bahrainواالكتفاء بتطبيق القانون البريطاني اال أن األسباب الواردة لتحييد الشريعة االسالمية كانت أيضا من
()1
رؤيا استعالئية.
وال بد من اإلشارة إلى حكم محكمة العدل العليا في لندن في القضية رقم HCOSC00497بين محمد موسوي
والدولية R.Eومحمد الشهرستاني الذي صدر فيه حكم تحكيم مستنداً إلى القانون اإلسالمي والذي تضمن أن
النظام األنجلوسكسوني يسمح بتطبيق أي قانون آخر يريده األطراف بما فيها الشريعة اإلسالمية .وعليه فإنه ليس
تصرح الهيئة أنها سوف تطبق أو طبقت قانوناً غير المتفق عليه بين األطراف.
من المتصور إال فيما ندر أن ّ
الحالة الخامسة إذا فصل حكم التحكيم في مسائل ال يشملها اتفاق األطراف أو تجاوز حدود هذا االتفاق
تنعقد هيئة التحكيم لفض النزاع الذي اتفق أطرافه على إحالته عليها دون أن تملك صالحية تجاوز حدود هذا
االتفاق تحت طائلة البطالن .فهيئة التحكيم ال تملك سلطات المحكمة العامة في تطبيق مبدأ أن (قاضي األصل
هو قاضي الفرع) بل إن القانون يلزم هيئة التحكيم بوقف اإلجراءات إذا عرضت عليها مسألة فرعية يتوقف عليها
الفصل في موضوع النزاع ،لحين عرضه على المحكمة الرسمية وإصدار قرارها فيه "( ")2وهذا ما نصت عليه المادة
(/44أ )1 /من قانون التحكيم المعدل رقم 21لسنة 1122التي جاء فيها " ال تقبل دعنى بطال حكم التحكيم
إال في أي من الحاالت التالية -1 :إذا فصل حكم التحكيم في مسائل ال يشملها اتفاق التحكيم أو تجاوز حدود
االتفاق" .ولذلك يجب على المحكم أن يتقيد عند فصله في النزاع وإصداره الحكم فيه بحدود المهمة المكلف القيام
بها من قبل األطراف.
وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " ومن الرجوع إلى الوكالة التي أقيمت بموجبها الدعوى نجد أنها جاءت
خالية من المطالبة ببدل تكلفة أجور النقل وغرامات التأخير واقتصرت على المطالبة بفروقات األسعار بخالف ما
انتهى إليه القرار محل البطالن ،مما يفقدها أساسها مخالفة بذلك أحكام عقد الوكالة التي يشترط بها أن يكون
الموكل به معلوماً وأن تكون الوكالة بالخصومة محددة بموضوعها وأشخاصها وصالحية الوكيل المخول القيام بها
لكي ترتب آثارها القانونية وهو ما ينحدر بها إلى البطالن ،األمر الذي يستنجب معه إعال بطال حكم التحكيم
لتجاوزه مطالبة المستدعى ضدها عمالً بأحكا المادة (/91أ )1/من قاون التحكيم".
()1
فضل الله ،إبراهيم (" )1114التحكيم في مواجهة نزاع الثقافات" ،مجلة التحكيم ،عدد ،4مرجع سابق .ص 25ويمكن الرجوع للمجلة لقراءة
تفصيلية في هذه الحاالت والنصوص الخاصة باألحكام الصادرة فيها المتعلقة باستبعاد القانون.
وهذا ما قضت به محكمة النقض المصرية في حكمها الذي جاء فيه "أن التحكيم طريق استثنائي مقصور على ما انصرفت إليه إرادة المحتكمين". ()3
نقض ،2422/1/21طعن ،125 -31المجموعة ،11صفحة ، 224كما قضت في حكم آخر بأن "والية المحكم ال تمتد للمسائل الفرعية لعدم
أيضا :الحداد ،مدى اختصاص القضاء
انطباق أن قاضي األصل هو قاضي الفرع" .نقض ،2451/2/1المحاماة 33 ،عدد ،2ص ،2144انظر ً
الوطني باتخاذ اإلجراءات الوقتية والتحفظية في المنازعات الخاصة الدولية المتفق بشأنها على التحكيم ،ص.2
65 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
الحالة السادسة إذا تعذر على أي من طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عد تبليغه تبليغا صحيحا بتعيين محكم
أو بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته.
يستند هذا السبب بشكل رئيسي على مبدأ هام في التقاضي هو مبدأ احترام حقوق الدفاع ألطراف النزاع مما
التقيد به تحت طائلة البطالن لحكم التحكيم .فقد نصت المادة (/ 44أ/
يرتب على هيئة التحكيم احترام هذا المبدأ و ّ
إعالنا
ً )3من قانون التحكيم األردني ،وهذا يعني أنه إذا لم يتمكن أحد األطراف من تقديم دفاعه بسبب عدم إعالنه
محكم أو بإجراء ات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته ،ومع ذلك صدر حكم التحكيم ،فإن
قانونيا بتعيين ّ
ً
هذا الحكم يكون عرضة للطعن برفع دعوى البطالن لعدم احترام حقوق الدفاع ومبدأ المساواة الكاملة بين أطراف
النزاع أمام هيئة التحكيم .وقد أكدت هذا المبدأ المادة ( )85من قانون التحكيم األردوي التي نصت على أنه" :يعامل
طرفا التحكيم على قد المساواة وتهيأ لكل منهما فرصة كاملة ومتكافئة لعرض دعناه أو دفاعه.
وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " وبرجوع محكمتكم إلى مذكرة التبليغ الخاصة بموعد أول جلسة من جلسات
التحكيم تجد أنها لم تتم وفق ما جاء بهذه المادة بل جاءت مخالفة تماماً لها حيث جاء التبليغ باإللصاق ،مع شرح
أن الشركة مغلقة األمر الذي يجعل من كافة إجراءات التحكيم إجراءات باطلة لكون أن الجهة المستدعية قد حرمت
من المثول بالدعوى التحكيمية حسب األصول ،كما حرمت من تقديم دفوعها واعتراضاتها وبيناتها وم ارفعاتها النهائية
التي تعتبر جزءاً هاماً في هذه الدعوى .وبالتالي تكوين هيئة التحكيم مما يجعل من الحكم الطعين حرياً بالبطالن
سنداً ألحكام المادة (/44أ )3من قانون التحكيم مما يجعل من كافة إجراءات التحكيم قد شابها البطالن وحرية
"(.")6
بالبطالن
كما قضت محكمة التمييز األردوية " أجازت المادة (/44أ )3/من قانون التحكيم قبول دعوى بطالن حكم
التحكيم إذا تعذر على أي من طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عدم تبليغه تبليغاً صحيحاً بتعيين محكم أو
بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته ،وحيث إ المستدعي لم يتبلغ أي من إخطار تعيين المحكم
من قبل المدعى عليه وال إخطار طلب تعيين المحكم المقد لدى محكمة االستئناف وال إخطار بدء إجراءات
التحكيم من قبل المحكم بصنرة قاونوية لكنوها تمت جميعها على عننا العمل ذاته الذي لم يثبت أوه يعند
المدعي من تقديم دفاعه وتغدو دعناه والحالة هذه منافقة للمدعي بصنرة قاونوية مما أدى إلى حرما
لحكم المادة (/91أ )2/من قاون التحكيم ويتعين إعال بطال هذا الحكم ،ذلك أن ما جاء في مذكرة تبليغ
المدعي لإلخطار العدلي الموجه من المدعى عليه للمدعي بخصوص تعيين المحكم من شرح المحضر على لسان
حارس العمارة بأن المدعي يتردد إلى المكتب باستمرار ال يعني بأن هذا العنوان هو مقر عمله على ضوء ما بيناه
آنفاً .وحيث يترتب على بطالن الحكم التحكيمي بأكمله زواله مما يتعين معه والحالة هذه إلغاء قرار محكمة التمييز
"(")8
السابق رقم (/1ط )1111/اآلمر بتنفيذ حكم التحكيم تبعاً لذلك".
( )1الحكم رقم - 1111/5141محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1112/1/25
( )1الحكم رقم -1111/3132محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1111/2/12
60 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
الحالة السابعة إذا كا حكم التحكيم يخالف النظا العا في المملكة أو إذا كا منضنع النزاع من المسائل التي
ال يجنز التحكيم فيها.
إن معظم الق اررات الصادرة عن القضاء األردني بهذا الخصوص تركزت على مخالفة النظام العام لعدم دفع
رسوم الطوابع وقد تباينت الق اررات بهذا الخصوص ،حيث أُبطلت بعض األحكام كلياً وبعضها في الجزء المتعلق
برسوم الطوابع وبعضها لم يبطل في ق اررين آخرين حصال على إذن تمييز وأثير فيهما الدفع بعدم دفع رسوم الطوابع،
وبذلك لم يستقر موقف القضاء األردني على نهج واحد ثابت بخصوص جزاء عدم دفع رسوم الطوابع لمدة طويلة
حيث استمرت المراوحة في تقرير الجزاء ،كما صدرت ق اررات أخرى بإبطال أحكام التحكيم لعدم دفع رسوم الطوابع
ثم قررت محكمة التمييز بهيئتها العامة أن على محكمة االستئناف تكليف مبرز العقد بدفع الرسوم وإالّ فإبطال
ال طبقت ذلك في قرار قضت فيه أنه كان على محكمة االستئناف تكليف مبرز السند بدفع رسوم الطوابع
الحكم ،وفع ً
البت في دعوى البطالن .ويتفق الباحث مع هذا النهج المحمود.
قبل ّ
وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " ودون البحث بأسباب التمييز نجد أن المميز لم يدفع الرسم القانوني عند
تقديم دعوى بطالن حكم التحكيم أمام محكمة االستئناف حيث ينقص الرسم بمقدار ( )2132دينا اًر ،وحيث فصلت
محكمة االستئناف الدعنى دو تكليف مدعي البطال بدفع الرسم كامالً وإ ذلك من مقتضيات النظا العا
فنقرر وقض الحكم المطعن فيه وإعادة الدعنى إلى مصدرها إلجراء المقتضى القاونوي مع التنويه إلى أن مدعي
البطالن هو عصام الشعبان وليس الشركة العربية لإلنشاءات .لهذا وتأسيساً على ما تقدم نقرر نقض الحكم المطعون
فيه وإعادة األوراق إلى مصدرها إلجراء المقتضى القانوني")6(".
وبهذا الخصنص قضت أيضا محكمة التمييز األردوية " (يستفاد من المادة العاشرة من قانون رسوم الطوابع رقم
11لسنة 1112أنه ال تقبل في معرض البينة في الدعاوى المرفوعة لدى أي محكمة أو محكم أي معاملة خاضعة
للرسم تتعلق بأموال واقعة في المملكة أو بأي شأن آخر فيها بصورة كلية أو جزئية ،إال إذا تم دفع الرسم المستحق
عليها .وحيث إن القوانين المتعلقة بالضرائب والرسوم تعتبر من القوانين الوطنية اآلمرة لتعلقها بالنظام العام ،فإنه
يتوجب على المحكمين احترامها ويكون للمحكمة المختصة التي تنظر دعوى البطالن أن تحكم من تلقاء نفسها
ببطالن حكم التحكيم فيما تضمن ما يخالف النظام العام في المملكة طبقاً ألحكام الفقرة (ب) من المادة ( )44من
"(")1
قانون التحكيم)".
كما قضت محكمة التمييز بهذا الخصنص أيضا " وحيث إن االجتهاد القضائي مستقر على أن مقتضيات المادة
( )21من قانون رسوم طوابع الواردات المشار إليها والمتعلقة بحجية المستندات المقدمة أمام المحاكم والتحكيم ال
يترت ب على عدم دفع الرسوم بطالن المستند الخاضع لها ،وإنما يستبعد من عداد البينات في الدعوى عندما يتم
تكليف الخصم مبرز السند بدفع رسوم طوابع الواردات المستحقة عليه خالل مهلة تحددها لهذه الغاية ولم يقم
بدفعها ،ولما كا ذلك فإوه كا من الناجب على محكمة االستئناف وقبل أ تفصل في طلبي البطال أ تتحقق
فيما إذا كاوت رسن طنابع الناردات المستحقة على عقد المقاولة قد استنفيت أ ال وفي حال إغفال استيفائها
أما هيئة التحكيم أ تكلف مبرز العقد بدفعها مع الغرامة خالل المهلة التي تحددها ومن ثم ترتب األثر القاونوي
( )2الحكم رقم -1111/5313محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1111/21/32
( )1انظر قرار محكمة التمييز رقم ( )1111/112الصادر بتاريخ .1111/2/12
61 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
لهذا العقد من حيث بطال قرار التحكيم أو تجزئته أو األمر بتنفيذه إعماالً لنص المادة ( )61من قاون رسن
طنابع الناردات رقم ( )81لسنة 8116والمادة (/91ب) من قاون التحكيم وعليه فإ ما جاء بهذا السبب يرد
على القرار الطعين وينجب وقضه"")6(" .
الخاتمة
النتائج
تتمثل الرقابة القضائية السابقة لحكم التحكيم بتحقق المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم
من وجود اتفاق التحكيم ،وفي حال وجوده ترفع المحكمة يدها عن الدعوى كونها غير مختصة بنظر النزاع
تم االتفاق على التحكيم أثناء نظر النزاع من قبل المحكمة فعلى المحكمة أن
برد الدعوى .أما إذا ّ
وتحكم ّ
ويعد هذا القرار بمنزلة اتفاق تحكيم مكتوب.
تقرر إحالة النزاع إلى التحكيم ّ
منحت المادة 23من قانون التحكيم المعدل رقم 21لسنة 1122لقاضي األمور المستعجلة صالحية
اتخاذ أي إجراء وقتي أ و تحفظي أثناء نظر الخصومة التحكيمية وبالتالي فإن الدور الذي يؤديه قضاء
الدولة تجاه التحكيم ال يقتصر على دور الرقابة واإلشراف على إجراءات التحكيم بل يشمل دور المساعدة
والمؤازرة ،فهناك أمور ال تستطيع هيئة التحكيم أن تقوم بها على انفراد الفتقارها إلى سلطة الجبر واإللزام
وبالتالي ال غنى لهيئة التحكيم عن االستعانة بشأنها بقضاء الدولة.
إذا انقضى ميعاد التحكيم سواء باالتفاق أو بنص القانون أو بقرار الهيئة (وسواء كان الميعاد األصلي أو
الميعاد المقرر بعد تمديده) قبل صدور الحكم المنهي للخصومة سقط اتفاق التحكيم وال يكون لهيئة التحكيم
والية االستمرار في التحكيم ،وإذا صدر الحكم بعد انقضاء الميعاد فإنه يكون باطالً لصدوره ممن ليس له
والية إصداره وتتوافر عندئذ الحالة التي تجيز فيها المادة (/44أ) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم
21لسنة 1122رفع دعوى البطالن.
المعدل لقانون التحكيم رقم 32لسنة 1112في المادة
ّ سد قانون التحكيم األردني رقم 21لسنة 1122
ّ
( )21منه ثغرة قانونية بأن أضاف تعديال بخصوص اإلجراءات أو أسباب طلب الرد حيث أصبحت توجب
فيتعين عليه أن يقدم جوابه على طلب
ّ المحكم
ّ ابتداء ،وفي حال عدم تنحي
ً تقديم طلب الرد كتابة للهيئة
الرد إلى محكمة االستئناف التي يجري في دائرة اختصاصها التحكيم وهذا
الرد وبيناته ،وتحيل الهيئة طلب ّ
ّ
المعدل يعني عد اختصا المحكم ،حيث إن النص السابق قبل التعديل كان يختصم فيه المح ّكم
ّ النص
للمحكم مع أحد األطراف مما يضفي ظالالً من
ّ أمام محكمة االستئناف مما يعني توّلد خصومة قضائية
رده واستم ارره نظر النزاع بعد اختصامه سابقاً من أحد األطراف.
الشك على حيدة المح ّكم في حال عدم ّ
المحكم واستقالليته تختلف عن حيدة واستقالل القاضي ألن مبدأ الحياد في القضاء ينبغي
ّ إن مفهوم حيدة
أن يسود كل نواحي الخصومة القضائية وبالتالي استقالل القاضي عن الخصوم وعن الغير أصحاب
للمحكم أية صلة
ّ المصلحة في النزاع .في حين يختلف األمر في مجال التحكيم فقد عرفه الفقه " أال يكون
()3
الحكم رقم 2لسنة - 1125محكمة التمييز بصفتها الحقوقية ،الصادر بتاريخ .1125/4/25
62 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
63 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
هنادي اسعد تيسير العمادي اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة...
المصادر والمراجع
اوالً :الكتب
الجغبير ،إبراهيم رضوان ( ،)1122بطالن حكم التحكيم ،دار الثقافة والنشر والتوزيع ،عمان.
الحداد ،حفيظة السيد ( ،)2442الطعن بالبطالن على أحكام التحكيم الصادرة في المنازعات الخاصة
الدولية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.
الحداد ،حفيظة السيد ( ،)1111الرقابة القضائية على أحكام التحكيم بين االزدواجية والوحدة ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،دون طبعة.
الدبوبي ،خالد عبدالله ،قانون التحكيم ( ،)1111محاضرات تم إعطاؤها في مادة مدى الرقابة القضائية
على حكم التحكيم لطالب المعهد القضائي.
الزعبي ،محمد داود ( ،)1122دعوى بطالن حكم التحكيم في المنازعات التجارية الدولية ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،عمان.
الطراونة ،مصلح ( ،)1121الرقابة القضائية على األحكام التحكيمية في القانون األردني ،دراسة مقارنة.
الطبعة ،2عمان :دار وائل للنشر.
أبو الوفا ،أحمد ( ،)1112التحكيم االختياري واإلجباري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،دون طبعة.
حداد ،حمزة ( ،)1112التحكيم في القوانين العربية ،الجزء األول ،ط ،2بيروت :منشورات الحلبي الحقوقية.
سامي ،فوزي محمد ،التحكيم التجاري الدولي ( ،)1121دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة
السادسة.
شرايري ،أحمد بشير ( ،) 1121بطالن حكم التحكيم ومدى رقابة محكمة النقض(التمييز) عليه" دراسة
مقارنة ،دار الثقافة والنشر والتوزيع.
علي ،وليد علي ،دعوى بطالن أحكام التحكيم التجاري الدولي ( ،)1124القاهرة ،دار الوفا للطباعة
والنشر ،الطبعة .2
المحاميد ،مروان محمد سالمة ( ،)1122رقابة القضاء على ميعاد التحكيم ،جامعة الشرق األوسط.
المصري ،عمر محيي الدين ( ،)1111سلطة القضاء في إبطال حكم التحكيم موضوعيا ،جامعة الشرق
األوسط.
مطر ،وئام مصطفى محي الدين ،)1124( ،آثار حكم التحكيم وطرق الطعن فيه" دراسة مقارنة "،
رسالة ماجستير ،جامعة األزهر.
66 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021
مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية ،المجلد( ،)2االصدار(2021،)3
Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021
ثالثاً :المجالت
عبيدات ،رضوان إبراهيم ،حزبون ،جورج حزبون ( ،)1111النظام القانوني لدعوى البطالن لحكم التحكيم
وفق أحكام القانون األردني والمقارن ،دراسات علوم الشريعة والقانونّ ،
المجلد ،33العدد .1
العدوان ،وضاح ( ،)1122بطالن حكم التحكيم في ضوء أحكام القانون األردني ،دراسات علوم الشريعة
والقانون ،مجلد ،44العدد.4
رابعاً :القناوين
69 ©جميع الحقوق محفوظة،عمادة البحث العلمي /جامعة الزيتونة االردنية 2021