Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

2021،)3(‫ االصدار‬،)2(‫ المجلد‬،‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‬

Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021

‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة له والرقابة القضائية الالحقة وفقا ألحكا قاون‬
8162 ‫ لسنة‬61 ‫التحكيم األردوي المعدل رقم‬
Arbitration Agreement, between Previous Judicial Oversight and
Subsequent Judicial Oversight in Accordance with the Provisions of the
Amended Jordanian Arbitration Law No. 16 Of 2018
*‫هنادي أسعد تيسير العمادي‬

‫الملخص‬

‫ابتداء من التثبت من وجود شرط‬


ً ،‫تبرز أهمية هذه الدراسة في بيان الدور الرقابي القضائي السابق التفاق التحكيم والالحق له‬
‫ وتكمن خطورة الرقابة القضائية على اتفاق التحكيم من خالل‬.‫ وحتى الرقابة على دعوى بطالن حكم التحكيم‬،‫التحكيم وصحته‬
‫ والثاني يمثل المصلحة الوطنية‬،‫ األول يتمثل في احترام إرادة أطراف النزاع الذين فضلوا اللجوء إلى التحكيم‬:‫الموازنة بين اعتبارين‬
‫ ومن هنا ظهرت إشكالية‬.‫ أو مخالف للنظام واآلداب العامة‬،‫والنظا م العام اللذين يستبعدان االعتراف بقرار تحكيمي مشوب بعيب‬
‫ وتوصلت‬.‫هذه الدراسة فكان ال ّبد لنا من الوقوف عليها لتسليط الضوء على مفهوم الدور الرقابي القضائي على العملية التحكيمية‬
‫هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أن محكمتي التمييز واالستئناف اعتبرتا ومن خالل العديد من أحكامهما المتواترة أن‬
‫ وخلصت الدراسة إلى عدة توصيات من أهمها إنشاء مركز تحكيم مؤسسي له‬،‫رقابتهما على حكم التحكيم هي رقابة شكلية إجرائية‬
‫نظامه وقواعده وإجراءاته بحيث تخضع األحكام قبل صدورها عن المحكمين لنظام مراجعة مؤسسي لتقويمها بما يرفع من مستوى‬
.‫األحكام الصادرة‬

.‫ دعوى بطالن حكم التحكيم‬،‫ الرقابة القضائية الالحقة‬،‫ الرقابة القضائية السابقة‬،‫ اتفاق التحكيم‬:‫الدالة‬
ّ ‫الكلمات‬
Abstract
This study highlights the importance of this study in clarifying the judicial oversight role prior to
and subsequent to the arbitration agreement, starting from verifying the existence and validity of
the arbitration clause and even monitoring the claim of invalidity of the arbitral award. The danger
of judicial oversight over the arbitration agreement lies in balancing two considerations: the first is
to respect the will of the parties to the dispute that preferred to resort to arbitration, and the second
represents the national interest and public order, which exclude recognition of a defective arbitral
award, or contrary to public order and morals. Hence the problem of this study arose, and it was
necessary for us to tackle it to shed light on the concept of the judicial oversight role on the arbitral
process. This study reached a set of results, the most important of which is that the Courts of
Cassation and Appeal considered, through many of their frequent rulings, that their oversight of the
arbitral award is a formal, procedural oversight. The Study concluded a number of
recommendations, the most important of which is establishing an institutional review center with
its own rules and procedures whereby judgments undergo- before their issuance- an institutional
review to evaluate them in such a way that raises the level of judgments issued.
Keywords: Arbitration Award, Pre-Judicial Oversight, Post-Judicial Oversight, Claim for Nullity
of the Arbitral Award

8186/61/61 ‫ وتاريخ قبنله‬8186/2/61 ‫ تاريخ استال البحث‬. ‫ االرد‬،‫ جامعة الزيتنوة االردوية‬،‫* كلية الحقنق‬

DOI:10.15849/ZUJJLS.211130.03
95 2021 ‫ جامعة الزيتونة االردنية‬/‫عمادة البحث العلمي‬،‫©جميع الحقوق محفوظة‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫المقدمة‬
‫يعد القضاء صاحب الوالية العامة في الدولة من أجل الفصل في المنازعات التي تحصل بين األشخاص على‬ ‫ّ‬
‫مختلف فئاتهم ويستمد القضاء هذه الوالية من الدستور والقانون‪ .‬والمشرع األردني كسائر التشريعات العربية والدولية‬
‫(محكمون) ويتم اختيارهم‬
‫ّ‬ ‫يسمون‬
‫تفض منازعاتهم بواسطة أشخاص ّ‬ ‫األخرى سمح لطرفي التحكيم باالتفاق على أن ّ‬
‫كأصل عام من قبل الخصوم أنفسهم ليفصلوا في النزاع بقرار ملزما لهما له الطابع القضائي‪.‬‬
‫والدولة مقابل هذا االعتراف ال تتنازل عن أداء وظيفة تحقيق العدالة التي هي مظهر من مظاهر السيادة‪،‬‬
‫وبالتالي ال ّبد لها من تحقيق الضمانات األساسية التي تكفل للتحكيم القيام بدوره دون انحراف ويكون ذلك بإخضاع‬
‫إجراءات وأحكام المحكمين لرقابة القضاء‪ ،‬وبالتالي فإن الدور الذي يؤديه قضاء الدولة تجاه التحكيم ال يقتصر‬
‫على دور الرقابة واإلشراف على إجراءات التحكيم بل يشمل دور المساعدة والمؤازرة‪ ،‬فهنالك أمور ال تستطيع هيئة‬
‫التحكيم أن تقوم بها على انفراد الفتقارها إلى سلطة الجبر واإللزام وبالتالي ال غنى لهيئة التحكيم عن االستعانة‬
‫بشأنها بقضاء الدولة‪ .‬وضمن هذا السياق فليس للقاضي أن ينظر نزاعا خاضعا التفاق تحكيمي وإذا ما دفع أمامه‬
‫برد الدعوى وهذا ما نصت عليه المادة (‪/21‬أ) من قانون التحكيم األردني‬
‫بمثل هذا األمر فيجب عليه أن يقوم ّ‬
‫المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ " 1122‬على المحكمة التي يرفع إليها وزاع ينجد بشأوه اتفاق تحكيم أ تحكم برد الدعنى‬
‫إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل الدخنل في أساس الدعنى"‪.‬‬
‫وباستعراض نصوص قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬نجد أن المشرع قد حدد وبشكل واضح‬
‫وصريح متى تتدخل المحاكم األردنية خالل مرحلة ما قبل صدور حكم التحكيم حماية لمبدأ استقالل هيئة التحكيم‪.‬‬
‫إال أن السلطة الرقابية للقضاء تزداد اتساعا عقب صدور حكم التحكيم إذ إنه بمجرد صدور حكم التحكيم تنتهي‬
‫خصومة التحكيم وتستنفذ هيئة التحكيم واليتها‪ ،‬ويتمتع الحكم الذي تصدره بحجية األمر المقضي به بالنسبة لوقائع‬
‫النزاع وبالنسبة لألطراف ولهيئة التحكيم وبالتالي ال يكون للسلطة الرقابية التي تمارسها المحاكم على أحكام المحكمين‬
‫خالل هذه المرحلة أي مساس بمبدأ استقالل هيئة التحكيم‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫تتلخص مشكلة الدراسة في بيان صور الرقابة القضائية السابقة لحكم التحكيم‪ ،‬والرقابة في أثناء تنفيذ حكم‬
‫التحكيم‪ ،‬إلى أن يتم صدور حكم التحكيم فإما أن يتم تنفيذه أو يتم الطعن به بدعوى بطالن حكم التحكيم‪ ،‬ولبيان‬
‫ماهية وصور هذه الرقابة فال ّبد من إجمال إشكالية الدراسة بالتساؤالت التالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬هل هناك رقابة قضائية سابقة والحقة قبل صدور حكم التحكيم وبعده وما هي صورها؟‬
‫‪ -1‬هل هناك رقابة قضائية في أثناء تنفيذ العملية التحكيمية وما هي صورها؟‬
‫فرق قانون التحكيم األردني بين التحكيم التجاري والتحكيم المدني أو بين التحكيم الدولي والتحكيم‬
‫‪ -3‬هل ّ‬
‫الداخلي كسائر التشريعات المختلفة؟‬
‫‪ -4‬لماذا تتعرض أحكام التحكيم إلى البطالن؟ وما هي الحاالت واألسباب التي تؤدي إلى بطالن حكم التحكم؟‬

‫‪00‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫تم حكم التحكيم خارج المملكة أو كان مقره خارج المملكة وطبق عليه قانون التحكيم األردني‬
‫‪ -5‬ماذا لو ّ‬
‫باختيار األطراف له فهل يكون خاضعاً لدعوى بطالن حكم التحكيم في األردن‪ ،‬أو يعامل كحكم تحكيم‬
‫أجنبي يتطلب اإلكساء سندًا ألحكام قانون تنفيذ األحكام األجنبية؟‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫التحكيم قضاء خاص يلجأ إليه األطراف للتحرر من القضاء العادي وما به من إجراءات وتعقيدات أحيانا‪ ،‬وإذا‬
‫المحكم من أحكام صحيحة فقد يشوب ذلك الحكم ما‬
‫ّ‬ ‫كان التحكيم قضاء خاصا فإن ذلك ال يعني أن كل ما يصدره‬
‫يجعله محال للطعن‪ ،‬وتتطلب العدالة وجود نوع من الرقابة على ذلك الحكم في حدود معينة‪ .‬ومن هذا المنطلق‬
‫التعرف على األسباب التي يمكن أن تؤدي إلى بطالن هذا الحكم‪،‬‬
‫تبرز أهمية موضوع بطالن حكم التحكيم في ّ‬
‫المحكم سلطة‬
‫ّ‬ ‫المحكم سلطة الفصل في النزاع ومنح‬
‫ّ‬ ‫فطبيعة هذه األحكام المستمدة من اتفاق األطراف على تخويل‬
‫إصدار أحكام تختلف في طبيعتها عن األحكام الصادرة من القضاء‪ ،‬هذا من الناحية النظرية‪ ،‬أما من الناحية‬
‫العملية فإننا نجد أن المحاكم قد ازدحمت بالدعاوى التي ترفع بشأن بطالن حكم التحكيم نتيجة الزدياد اتباع هذا‬
‫الطريق وتفضيله على طريق القضاء لما يتميز به من مميزات خاصة‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -2‬بيان ّ‬
‫ماهية الرقابة القضائية السابقة والالحقة على اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫‪ -1‬بيان ّ‬
‫ماهية الرقابة القضائية في أثناء العملية التحكيمية‪.‬‬
‫المحكم واستقالليته عن حيدة واستقالل القاضي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬بيان الفرق بين مفهوم حيدة‬
‫ماهية الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق الطعن به بدعوى البطالن وبيان المحكمة‬‫ّ‬ ‫‪ -4‬بيان‬
‫المختصة بنظرها والحاالت التي تؤدي إلى بطالن حكم التحكيم التي أشارت إليها المادة ‪ 44‬من قانون‬
‫التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪.1122‬‬
‫ماهية القواعد الخاصة‬ ‫‪ -5‬بيان ّ‬
‫ماهية الرقابة القضائية الالحقة على حكم التحكيم من خالل تنفيذه‪ ،‬وبيان ّ‬
‫التي نص عليها قانون التحكيم األردني نص في المادة (‪ )1‬منه‪.‬‬
‫منهجية الدراسة‪:‬‬

‫فيما يتعلق بالمنهج المتبع في سبيل التعامل مع موضوع البحث فيتجّلى في منهج البحث العلمي (المنهج الوصفي‬
‫التحليلي) المتمثل باستقراء األحكام القانونية‪ ،‬ومن ثم تحليل ما جاء فيها في سبيل وضع تقييم منطقي للمسائل‬
‫محل البحث‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫المبحث األول‬
‫الرقابة القضائية على اتفاق التحكيم‬

‫إن القضاء بصفته حاميا للعدالة ال ّبد أن يراقب مدى توافق العملية التحكيمية مع االعتبارات األساسية للعدالة‬
‫وعدم خرقها لقواعد النظام العام أو تجاوزها للمشروعية‪ .‬وسنتناول الحديث في هذا المبحث عن دور الرقابة القضائية‬
‫السابقة على صدور حكم المحكمين في المطلب األول وفي المطلب الثاوي سنتناول الحديث عن صور الرقابة‬
‫القضائية التي تتعلق بهيئة التحكيم‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫الرقابة القضائية السابقة على صدور حكم المحكمين‬

‫من المعلوم أنه ال يجوز ألي محكمة أن تتدخل في المسائل التي يحكمها قانون التحكيم إال في األحوال المبينة‬
‫فيه‪ ،‬وذلك دون إخالل بحق هيئة التحكيم في الطلب من المحكمة المختصة مساعدتها على إجراءات التحكيم وفق‬
‫ما تراه هذه الهيئة مناسبا لحسن سير عملية التحكيم وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )2‬من قانون التحكيم األردني‬
‫المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ " 1122‬ال يجنز ألي محكمة أ تتدخل في المسائل التي يحكمها هذا القاون إال في‬
‫المبينة فيه وذلك دو إ خالل بحق هيئة التحكيم في الطلب من المحكمة المختصة مساعدتها على‬ ‫ّ‬ ‫األحنال‬
‫إجراءات التحكيم وفق ما تراه هذه الهيئة مناسبا لحسن سير التحكيم مثل دعنة شاهد أو خبير أو األمر بإحضار‬
‫مستند أو صنرة عنه أو االطالع عليه أو غير ذلك"‪.‬‬
‫وهناك العديد من اإلجراءات التي تقوم بها المحكمة المختصة في سبيل السير بنزاع التحكيم ومساعدة المحكمين‬
‫(وتعد في بعض األحيان صو ار للرقابة القضائية‬
‫ّ‬ ‫التخاذ قرارهم بخصوص الدعوى المقامة لديهم ومن هذه اإلجراءات‬
‫المتعلقة بإجراءات التحكيم)‪:‬‬
‫التثبت من وجند اتفاق تحكيم‬
‫أوال‪ :‬الرقابة القضائية على ّ‬
‫برد الدعنى إذا دفع المدعى‬
‫يقع على عاتق المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم أن تحكم ّ‬
‫عليه بذلك قبل الدخول في أساس الدعوى وذلك وفقا ألحكام المادة (‪/21‬أ) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم‬
‫‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬وهذا الدفع يرفع يد المحكمة عن الدعوى كونها غير مختصة بنظر النزاع‪ ،‬فاألصل أن القضاء‬
‫هنا ال يراقب صحة اتفاق التحكيم بل يكتفي بالتحقق من وجوده فقط‪ .‬وال يمنع رفع الدعوى الموضوعية أمام القضاء‬
‫بهذا الشكل دون البدء في إجراءات التحكيم أ و االستمرار فيها أو إصدار التحكيم ما لم يتفق الطرفان على غير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقد استقرت االجتهادات القضائية على هذا األمر حيث تواترت أحكام محكمة التمييز الموقرة لذلك"(‪ ")6‬التي‬
‫تستند إلى التثبت فقط من وجود شرط التحكيم وعدم مخالفته للنظام العام أو بطالنه بطالناً ظاه ار‪ ،‬فالمحكمة ال‬

‫(‪)2‬‬
‫ق اررات محكمة التمييز ذوات األرقام ‪.1112/224 ،1112/221 ،1114/213 ،1121/542‬‬
‫"وبالرجوع إلى المادة (‪ )11‬من االتفاقية المذكورة نجد أنها تقضي تحت عنوان تسوية النزاعات بأنه إذا حدث نزاع بين الحكومة واألكاديمية بتفسير أو‬
‫تطبيق هذا االتفاق أو أي اتفاق ملحق بهذا االتفاق أو تعديله إذا لم يتم تسويته بين الطرفين بالمفاوضة أو أي طريق من طرق التسوية يتفق عليها‬

‫‪02‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫تبحث بعمق لتتثبت من صحة أو بطالن االتفاق وإنما من وجوده فقط‪ .‬ويترتب على وجود اتفاق التحكيم وفقاً لما‬
‫است قر عليه الفقه واجتهاد القضاء حرمان األطراف من اللجوء للقضاء بناء على تنازلهم المسبق عن هذا الحق‬
‫"(‪ ،")6‬وبالتالي فإن إثارة أ ي دفوع بعدم صحة أو بطالن أو سقوط اتفاق التحكيم يتم نظره من قبل هيئة التحكيم أو‬
‫من المحكمة الحقاً عند نظرها دعوى البطالن وليس مسبقاً من القضاء عدا التحقق من وجود الشرط‪ .‬وفي هذا‬
‫تم االتفاق على التحكيم في أثناء وظر النزاع من قبل المحكمة هل تستمر‬
‫السياق يطرح التساؤل اآلتي‪ :‬ماذا لن ّ‬
‫ّ‬
‫المحكمة في وظر النزاع أو تحيل هذا النزاع إلى التحكيم؟‬
‫أجاب قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬على ذلك في المادة (‪/21‬ج) منه التي نصت‪ ":‬إذا‬
‫يعد‬
‫تم االتفاق على التحكيم أثناء وظر النزاع من قبل المحكمة فعلى المحكمة أ تقرر إحالة النزاع إلى التحكيم و ّ‬
‫هذا القرار بمثابة اتفاق تحكيم مكتنب‪".‬‬
‫ثاويا‪ :‬المساعدة القضائية في تنفيذ طلبات التحكيم‬
‫قد تضطر هيئة ال تحكيم إلى اتخاذ إجراءات قضائية معينة متعلقة بالنزاع المقام لديها ومن ذلك دعوة شاهد أو‬
‫خبير أو تقديم مستندات معينة موجودة لدى شخص ثالث وفي مثل هذه الحالة ال تستطيع هيئة التحكيم تنفيذ هذه‬
‫الطلبات باإلجبار مما يضطرها إلى اللجوء للقضاء لطلب المساعدة لما لها من قوة في طلب التنفيذ وصالحية في‬
‫إيقاع الجزاءات في حالة عدم التنفيذ وقد نصت المادة (‪ )2‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪1122‬‬
‫على مثل هذه الحالة واعتبرت تدخل المحكمة من قبيل المساعدة‪.‬‬
‫وعلى هذا قضت محكمة التمييز األردوية " وحيث إن هيئة التحكيم توصلت بقرارها إلى أن قطعة األرض رقم‬
‫(‪ ) 3411‬عائدة لشركة دحدل الصناعية وأنها سجلت بأسماء الشركاء ألسباب خاصة وقررت بيع هذه القطعة‬
‫وتوزيع ثمنها عن طريق دائرة التنفيذ‪ .‬وأ اتفاقية التحكيم اشتملت في البند السابع بأ لهيئة التحكيم االستعاوة‬
‫بخبير أو أكثر في أي مجال آخر ترى ضرورة له وخاصة في مجال األراضي والعقارات وتقدير قيمتها وطريقة‬
‫القسمة حسب النسب المذكنرة أعاله فيكون قرار هيئة التحكيم الذي اكتسب الدرجة القطعية ال يجوز الطعن به‬
‫حسب أحكام المادة (‪ )52‬من قانون التحكيم وأصبح قضية مقضية بالمعنى المقصود في المادة (‪ )42‬من قانون‬
‫البينات وتكون دعوى إزالة الشيوع غير مقبولة‪ .‬وحيث توصلت محكمة االستئناف لخالف ما توصلنا إليه فيكون‬
‫قرارها مستوجباً للنقض لمخالفته للقانون واألصول مما يتعين نقضه"(‪.")8‬‬

‫بعرض هذا النزاع على هيئة تحكيم مكونة من ثالثة أعضاء تعين أحدهم دولة المقر والثاني تعينه األكاديمية والثالث يختاره العضوان اآلخران وإذا لم‬
‫يتفق العضوان على اختيار العضو الثالث فإن تعيينه يتم بواسطة رئيس محكمة بداية عمان‪ .‬وحيث إن المادة (‪/21‬أ) من قانون التحكيم رقم ‪32‬‬
‫لسنة ‪ 1112‬تقضي بأن على المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم أن تحكم برد الدعوى إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل الدخول في‬
‫أساس الدعوى‪ .‬وحيث إن النزاع المرفوع في هذه الدعوى يوجد بشأنه اتفاق تحكيم وأن المدعى عليهم تقدموا بطلب لرد الدعوى قبل الدخول في‬
‫أساسها فإن ما انتهى إليه الق ارر المطعون فيه يتفق وحكم القانون مما يتعين رد أسباب الطعن‪ .‬لهذا نقرر رد الطعن التمييزي وتأييد القرار المطعون‬
‫فيه وإعادة األوراق إلى مصدرها"‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫حداد‪ ،‬حمزة (‪ ،)1112‬التحكيم في القوانين العربية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط ‪ ،2‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الحكم رقم ‪ - 1123/2224‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1123/21/4‬‬

‫‪03‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫ثالثا‪ :‬اتخاذ التدابير المؤقتة أو التحفظية‬


‫تعد مسألة من يملك االختصاص باتخاذ التدابير الوقتية والتحفظية ذات الطبيعة المستعجلة في المنازعات المتفق‬
‫ّ‬
‫عليها على التحكيم من المسائل المهمة في التحكيم‪ ،‬فإذا كان من المتفق عليه أن اتفاق التحكيم يمنع القضاء‬
‫العادي من نظر النزاع المتفق على طرحه على هيئة التحكيم فإن المختلف فيه هو نطاق هذا األثر‪ ،‬فهل يقتصر‬
‫يمتد ليشمل سلطة القضاء المستعجل؟‬
‫أثر اتفاق التحكيم على سلب منضنع النزاع من سلطة القضاء العادي أو ّ‬
‫و ّأيا كاوت اإلجابة‪ ،‬فهل تملك هيئة التحكيم أيضا أثناء عملية التحكيم اتخاذ قرار مستعجل أو أ األمر خارج عن‬
‫اختصاصها؟ وهل يجنز االتفاق على منح هيئة التحكيم سلطة الفصل في المسائل المستعجلة أو أ هذه المسائل‬
‫من النظا العا التي ال يجنز االتفاق على التحكيم بشأوها؟‬
‫من خالل استقراء أحكام قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬نالحظ أن المادتين (‪ )23‬و (‪)13‬‬
‫منه أجابتا على هذه التساؤالت بحيث ّبينت أن اتفاق التحكيم ال يمنع أي طرف من األطراف الطلب من قاضي‬
‫األمور المستعجلة سواء قبل البدء بإجراءات التحكيم أو في أثناء سيرها اتخاذ أي إجراء وقتي أو تحفظي وفقا‬
‫لألحكام المنصوص عليها في قانون أصول المحاكمات المدنية ويجوز الرجوع عن تلك اإلجراءات بالطريقة ذاتها‪.‬‬
‫ومن خالل الرجوع إلى نص المادة (‪ )23‬من القانون السالف ذكره فإننا نجد بأنه قد أعطى لقاضي األمور‬
‫المستعجلة صالحية اتخاذ أي إجراء وقتي أو تحفظي أثناء نظر الخصومة التحكيمية‪ ،‬وبالتالي فإن الدور الذي‬
‫يؤديه قضاء الدولة تجاه التحكيم ال يقتصر على دور الرقابة واإلشراف على إجراءات التحكيم بل يشمل دور‬
‫المساعدة والمؤازرة‪ ،‬فهناك أمور ال تستطيع هيئة التحكيم أن تقوم بها على انفراد الفتقارها إلى سلطة الجبر واإللزام‬
‫وبالتالي ال غنى لهيئة التحكيم عن االستعانة بشأنها بقضاء الدولة‪.‬‬
‫والتساؤل الذي يمكن أ يثار أيضا في هذا المنقع‪ :‬إذا ما تم اتخاذ إجراءات وقتية مستعجلة من قبل قاضي‬
‫األمنر المستعجلة‪ ،‬فما هي المدة الناجب على الخصم إقامة دعناه التحكيمية فيها؟‬
‫ال مجال هنا لتطبيق أحكام المادة (‪ )242‬من قانون أصول المحاكمات المدنية بهذا الخصوص لصعوبة تشكيل‬
‫هيئة التحكيم خالل المدة الواردة في قانون أصول المحاكمات المدنية بإقامة الدعوى خالل (‪ )2‬أيام بخالف المحكمة‬
‫العادية المشكلة مسبقا‪ ،‬إضافة لذلك فإن قانون التحكيم لم يرد به نص خاص على إقامة الدعوى التحكيمية بعد‬
‫اتخاذ اإلجراء المستعجل وال مجال للتوسع والقياس على قانون أصول المحاكمات المدنية على اعتبار أن لألط ارف‬
‫حق اختيار قانون اإلجراءات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الرقابة القضائية على تمديد مدد التحكيم‬


‫يقع على عاتق هيئة التحكيم إنهاء التحكيم وإصدار الحكم المنهي للخصومة كلها خالل الموعد المتفق عليه بين‬
‫ابتداء‪ ،‬فإذا لم يوجد مثل هذا االتفاق يجب أن يصدر الحكم خالل (‪ )21‬شه ار من تاريخ بدء‬‫ً‬ ‫أطراف التحكيم‬
‫إجراءات التحكيم‪ ،‬فإذا لم ينته التحكيم بإصدار حكم في هذه الفترة ألي سبب كان يجوز لهيئة التحكيم تمديد هذه‬
‫المدة إلى مدة ال تزيد على (‪ )1‬أشهر ما لم يتفق الطرفان على مدة تزيد على ذلك وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫(‪/32‬أ) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬التي جاء فيها‪:‬‬

‫‪06‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫‪ .6‬على هيئة التحكيم إصدار الحكم المنهي للخصنمة كلها خالل المنعد الذي اتفق عليه الطرفا فإ لم‬
‫ينجد اتفاق وجب أ يصدر الحكم خالل اثني عشر شه اًر من تاريخ بدء إجراءات التحكيم‪ ،‬وفي جميع‬
‫األحنال يجنز أ تقرر هيئة التحكيم تمديد هذه المدة على أال تزيد على ستة أشهر ما لم يتفق الطرفا‬
‫على مدة تزيد على ذلك‪.‬‬
‫‪ .8‬وإذا لم يصدر حكم التحكيم خالل الميعاد المشار إليه في الفقرة (أ) من هذه المادة جاز ألي من طرفي‬
‫التحكيم أ يطلب من رئيس المحكمة المختصة أ يصدر أم ًار لتحديد منعد إضافي أو أكثر أو بإوهاء‬
‫إجراءات التحكيم‪ ،‬فإذا صدر القرار بإوهاء تلك اإلجراءات يكن ألي من الطرفين رفع دعناه إلى المحكمة‬
‫المختصة أصالً بنظرها‪.‬‬
‫وباستقراء المادة اآلنف ذكرها وبتحليل مفرداتها الواردة في نص الفقرة (أ) نالحظ أن المشرع استخدم مفردتين‬
‫األولى (على) والثانية (وجب) األمر الذي يستدل منه أننا أمام نص آمر‪ ،‬بمعنى أنه تضمن قواعد آمرة ال يجوز‬
‫االتفاق على خالفها‪ .‬كما يفهم أيضا من سياق النص أن المشرع منح هيئة التحكيم صالحية تمديد الميعاد إذا‬
‫استشعرت أن هذا الميعاد ليس كافياً إلصدار الحكم المنهي للخصومة كلها سواء كان هذا الميعاد محدداً باتفاق‬
‫الطرفين أو بنص القانون في حالة عدم وجود اتفاق بينهما على هذا الميعاد وفق ما جاء في عجز الفقرة (أ) من‬
‫هذا النص‪ ،‬وهي مدة ال تتجاوز ستة أشهر إال إذا اتفق الطرفان على مدة تزيد على ذلك وهذا يعني أن الحكم الذي‬
‫يصدر بعد انتهاء الميعاد يعتبر حكماً باطالً‪ ،‬وفي حال قررت هيئة التحكيم تمديد المدة فيجب أن يصدر قرارها‬
‫بالتمديد قبل انقضاء الميعاد وإال سقطت سلطة المحكمين‪ .‬ولكن ماذا لن اوقضى الميعاد المحدد اتفاقي ًا أو قاونوياً‬
‫أو بقرار هيئة التحكيم دو أ يصدر الحكم المنهي للخصنمة كلها؟‬
‫أجابت على ذلك الفقرة (ب) من المادة (‪ )32‬سالفة اإلشارة بقولها (جاز ألي من طرفي التحكيم أ يطلب من‬
‫رئيس المحكمة المختصة أ يصدر أم اًر لتمديد منعد إضافي أو أكثر أو بإوهاء إجراءات التحكيم‪ )...‬يالحظ من‬
‫نص هذه الفقرة أن المختص بنظر هذا الطلب هو رئيس محكمة االستئناف حص اًر فإذا وجد أن هناك ظروفاً‬
‫ال له أن يأمر بتحديد ميعاد إضافي‪ ،‬أما إذا لم يجد مبر اًر فله أن يرفض‬
‫تستدعي منح مهلة إضافية لطبيعة النزاع مث ً‬
‫الطلب ومما تجدر اإلشارة إليه في هذا الصدد أن األمر هنا ال يتعلق بتمديد ميعاد التحكيم وإنما بمنح ميعاد جديد‬
‫ولهذا فإن منح مثل هذا الميعاد ال يطلب إال بعد انقضاء ميعاد التحكيم‪.‬‬
‫كما يحق ألي من الطرفين أن يطلب من رئيس محكمة االستئناف إنهاء إجراءات التحكيم لعدم صدور حكم‬
‫التحكيم المنهي للخصومة كلها في الميعاد المحدد‪ ،‬وإذا لم يتقدم أي من الطرفين بطلب لمنح ميعاد إضافي وجب‬
‫عندئذ إصدار األمر بإنهاء إجراءات التحكيم‪ .‬ويالحظ أيض ًا أنه ال يجوز قبول طلب إنهاء إجراءات التحكيم إال بعد‬
‫انقضاء الميعاد األصلي أو اإلضافي دون صدور حكم التحكيم المنهي للخصومة كلها‪ .‬ويستفاد مما تقد أ رئيس‬
‫محكمة االستئناف ينحصر اختصاصه في منح منعد إضافي أو بإوهاء إجراءات التحكيم وليس أمامه خيار آخر‪.‬‬
‫وعلى ضوء ذلك فإنه إذا انقضى ميعاد التحكيم سواء كان ذلك باالتفاق أو بنص القانون أو بقرار الهيئة (وسواء‬
‫أكان الميعاد األصلي أم الميعاد بعد تمديده قبل صدور الحكم المنهي للخصومة) سقط اتفاق التحكيم وال يكون لهيئة‬
‫التحكيم والية االستمرار في التحكيم‪ ،‬وإذا صدر الحكم بعد انقضاء الميعاد فإنه يكون باط ً‬
‫ال لصدوره ممن ليس له‬

‫‪09‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫والية إصداره وتتوافر عندئذ الحالة التي تجيز فيها المادة (‪/44‬أ) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة‬
‫‪ 1122‬رفع دعوى البطالن لسقوطه بانتهاء مدته"(‪.")6‬‬
‫وهذا ما وصت عليه محكمة التمييز "وعن السبب الثالث ومفاده تخطئة هيئة التحكيم لمخالفتها نص المادة‬
‫(‪/32‬ب) من قانون التحكيم من حيث عدم التزام هيئة التحكيم بالمدة القانونية للتحكيم‪ .‬وفي ذلك نجد أن هذا السبب‬
‫في غير محله ذلك أن هيئة التحكيم تجاوزت المدة المقررة إلصدار الحكم المنهي للنزاع لغايات المصالحة بناء على‬
‫طلب الطرفين وكانت تتخذ ق ار اًر بتمديد هذه المدة مما يستتبع معه رد هذا السبب""(‪.")8‬‬

‫خامسا‪ :‬تدخل المحكمة في المسائل األولية بناء على طلب من هيئة التحكيم‬
‫فيتعين اللجوء إلى المحكمة في شأنها وعندئذ‬
‫ّ‬ ‫قد تقع خالل اإلجراءات أمام المحكمين أمور تخرج عن سلطتهم‬
‫يجب وقف إجراءات التحكيم حتى الفصل فيها‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )43‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم‬
‫‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬على "إذا عرضت خالل إجراءات التحكيم مسألة تخرج عن اختصاص هيئة التحكيم أو تم الطعن‬
‫بالتزوير في ورقة قدمت لها واتخذ إجراءات جزائية بشأ تزويرها أ و بشأ أي فعل جزائي آخر‪ ،‬يجنز لهيئة‬
‫التحكيم االستمرار في وظر منضنع النزاع إذا رأت أ الفصل في هذه المسألة أو في تزوير النرقة أو في الفعل‬
‫الجزائي اآلخر ليس الزما للفصل في منضنع النزاع‪ ،‬وإال وقفت اإلجراءات حتى يصدر حكم قطعي في منضع‬
‫النزاع ويترتب على ذلك وقف سريا المنعد المحدد إلصدار حكم التحكيم‪ ".‬فمثال قد يطعن بالتزوير في ورقة‬
‫قدمت لهيئة التحكيم يتوقف الحكم على الفصل بها‪.‬‬

‫المطلب الثاوي‬
‫صنر الرقابة القضائية التي تتعلق بهيئة التحكيم‬
‫المحكم‬
‫ّ‬ ‫أوال‪ :‬الرقابة على تعيين‬
‫نصت المادتان (‪ )24‬و (‪ )21‬من قانون التحكيم رقم ‪ 32‬لسنة ‪ 1112‬على كيفية تشكيل هيئة التحكيم بإحدى‬
‫الطريقتين‪:‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬قيا الخصن باختيار هيئة التحكيم‬
‫وهو ما يسمى (بالتعيين المباشر لألطراف) أي أن لطرفي التحكيم حرية اختيار المحكمين مهما كان عددهم‬
‫المعينان على تعيين‬
‫ّ‬ ‫المحكمان‬
‫ّ‬ ‫يعين كل طرف محكما ويتفق‬‫فإذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من ثالثة محكمين ّ‬
‫المحكم الثالث‪ .‬أو عن طريق (التعيين غير المباشر) وذلك بالرجوع إلى مركز تحكيم‪.‬‬
‫ّ‬
‫الطريقة الثاوية‪ :‬تدخل القضاء بتشكيل هيئة التحكيم من خالل طلب يقد للمحكمة المختصة التي تصدر قرارها‬
‫بتشكيل هيئة التحكيم‪.‬‬
‫فإذا لم يتفق طرفا التحكيم على اختيار المحكمين‪ ،‬يتم تعيينهم من قبل رئيس المحكمة في الحاالت الواردة في‬
‫المادة (‪ )21‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬وتتمثل هذه الحاالت بـ ‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫انظر الحكم رقم ‪ – 1111/2142‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1111/1/12‬‬
‫(‪)8‬‬
‫انظر الحكم رقم ‪ - 1111/3551‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1111/22/1‬‬

‫‪00‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫الحالة األولى إذا كانت هيئة التحكيم تتكون من محكم واحد‪ ،‬ففي هذه الحالة تتولى المحكمة المختصة‬ ‫‪-‬‬
‫تعيينه بناء على طلب أحد الطرفين‪ .‬وبهذا قضت محكمة التمييز " إذا اتفق الطرفان على إحالة موضوع‬
‫محكم واحد منفرد واتفقا على اسمه وعمال بأحكام المادة (‪ )21‬من قانون التحكيم‬
‫الدعوى للتحكيم إلى ّ‬
‫محكما منفردا في هذه الدعوى وذلك للسير‬
‫المحكم ّ‬
‫ّ‬ ‫األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬اعتبار هذا‬
‫بإجراءات التحكيم‪ ،‬على أن يراعي أحكام قانون التحكيم وشروط العقد موضوع النزاع وأحكام المادتين‬
‫(‪ )32،32‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬وعلى أن يقوم ّ‬
‫المقدر بتقدير أتعابه‬
‫المحكم حسب األصول"‪")6(".‬‬
‫ّ‬ ‫في هذا الجانب وتبليغ‬
‫حكمه خالل‬ ‫يعين أحد الطرفين ُم ّ‬
‫مشكلة من ثالثة محكمين ولم ّ‬
‫الحالة الثاوية إذا كانت هيئة التحكيم ّ‬ ‫‪-‬‬
‫(‪ )25‬يوما التالية لتسلمه طلبا بذلك من الطرف اآلخر تتولى المحكمة المختصة في هذه الحالة تعيينه‬
‫المعينان أو الذي‬
‫ّ‬ ‫المحكمان‬
‫ّ‬ ‫بناء على طلب أي من الطرفين‪ ،‬وتكون رئاسة هيئة التحكيم للذي اختاره‬
‫عينته المحكمة‪.‬‬
‫ّ‬
‫المعينان على اختيار المحكم الثالث خالل (‪ )25‬يوما التالية لتاريخ‬
‫ّ‬ ‫المحكمان‬
‫ّ‬ ‫الحالة الثالثة إذا لم يتفق‬ ‫‪-‬‬
‫تعيين آخرهما‪ ،‬تتولى المحكمة المختصة تعيينه بناء على طلب أي من الطرفين وتكون رئاسة هيئة التحكيم‬
‫عينته المحكمة‪ .‬وقد أوجبت المادة (‪ )21‬من ذات القانون على‬‫المحكمان المعينان أو الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫للذي اختاره‬
‫المحكم الذي تختاره الشروط التي يتطلبها هذا القانون وتلك التي اتفق عليها‬
‫ّ‬ ‫أن تراعي المحكمة في‬
‫المحكم‬
‫ّ‬ ‫الطرفان‪ ،‬كما ّبينت أيضا المادة (‪ )21‬من ذات القانون أنه على المحكمة إصدار قرارها باختيار‬
‫وبينت أن مثل هذا القرار ال يكون قابال للطعن فيه بأي من طرق الطعن‪.‬‬
‫على وجه السرعة‪ّ ،‬‬
‫المحكم‬
‫ّ‬ ‫رد‬
‫ثاويا‪ :‬الرقابة على طلب ّ‬
‫رد المحكم من ناحية األسباب واإلجراءات والجهة‬
‫ابتداء سنعرض النصوص التشريعية التي تحكم طلب ّ‬ ‫ً‬
‫بالبت‪ .‬لقد نظمت نصوص القانون األردني الرقابة على طلب ّ‬
‫رد المحكم‪ ،‬وقد قصرت المادة (‪ )22‬من‬ ‫المختصة ّ‬
‫المحكم لقيام ظروف جدية تثير شكوكا حول حيدته‬
‫ّ‬ ‫قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬جواز ّ‬
‫رد‬
‫واستقالله‪.‬‬
‫برده‬
‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " خالف الحكم الطعين المادة (‪/44‬أ‪/‬ب‪ 1/‬و‪ )2‬على الصفحة (‪ّ )41‬‬
‫على دفوع المستدعية وخرج عن حيادته واستقالليته ووصب وفسه مدافع ًا عن المستدعى ضده ذلك أن جميع‬
‫الردود لم تأت على لسان المستدعى ضده وال هي مدعومة ببينات أصولية‪ ،‬وأن تخريج القضية بهذه الصورة بدءاً‬
‫من الصورية التي استولدتها هيئة التحكيم من الغيب مرو اًر بأن المستدعية وكيالً ونائب ًا عن المستدعى ضده مرو اًر‬
‫بالحكم على ميزانية تقديرية وصوالً إلى أن المستدعية نائباً عن المستدعى ضده لنصل إلى الفقرة الحكمية التي‬
‫بنيت على افتراضات غير قانونية األمر الذي يجعل الحكم الطعين مستوجباً اإلبطال "(‪.")1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫انظر الحكم رقم ‪ - 1111/5141‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ‪.1112/1/25‬‬

‫(‪)2‬‬
‫الحكم رقم ‪ - 1111/1143‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1111/2/2‬‬

‫‪06‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫تبين له بعد‬
‫المحكم إالّ لسبب ّ‬
‫ّ‬ ‫رد‬
‫عين محكماً أو اشترك في تعيينه ّ‬
‫كما حظرت هذه المادة على الطرف الذي ّ‬
‫هذا التعيين‪ ،‬وهذا ما أشار إليه عجز الفقرة (ب) من المادة (‪ )22‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬
‫في حين نظمت المادة (‪ )22‬من ذات القانون إجراءات الرّد عندما ّبينت المحكمة المختصة بنظر طلب ّ‬
‫الرد‬
‫وهي محكمة االستئناف‪ ،‬ولكنها حرص ًا على عدم إعاقة العملية التحكيمية أو استغالل هذه الرخصة أو إساءة‬
‫استعمالها للمماطلة وإلعاقة الفصل في النزاع نصت على عدم وقف إجراءات التحكيم أثناء نظر الطلب‪.‬‬
‫المعدل لقانون التحكيم رقم ‪ 32‬لسنة ‪ 1112‬تضمن‬‫ّ‬ ‫وال ّبد من اإلشارة إلى أن القانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪1122‬‬
‫تعديالً سواء بخصوص اإلجراءات أو أسباب طلب الرد حيث عدلت المادة (‪ )25‬بإضافة كلمة "جدية" بعد الشكوك‪،‬‬
‫المحكم‬
‫ّ‬ ‫ابتداء وفي حال عدم تنحي‬
‫ً‬ ‫عدل نص المادة (‪ )21‬حيث أصبحت توجب تقديم طلب الرد كتابة للهيئة‬ ‫كما ّ‬
‫فيتعين عليه أن يقدم جوابه على طلب الرد وبيناته‪ ،‬وتحيل الهيئة طلب الرد إلى محكمة االستئناف التي يجري في‬
‫ّ‬
‫سد ثغرة حيث إن النص‬‫دائرة اختصاصها التحكيم وهذا النص المعدل يعني عدم اختصام المحكم‪ ،‬وبذلك فإنه ّ‬
‫المحكم أمام محكمة االستئناف مما يعني توّلد خصومة قضائية للمحكم مع‬
‫ّ‬ ‫السابق قبل التعديل كان يختصم فيه‬
‫المحكم في حال عدم رده واستم ارره نظر النزاع بعد اختصامه‬
‫ّ‬ ‫أحد األطراف ما يضفي ظالالً من الشك على حيدة‬
‫سابقاً من أحد األطراف‪.‬‬
‫الرد وفقا لقاون التحكيم األردوي‬
‫‪ ‬أسباب ّ‬
‫الرد فتكون وفقا للظروف التي تثير سلوكا حول الحياد واالستقالل‪ ،‬وهذا أمر مرن يختلف من‬
‫أما عن أسباب ّ‬
‫المحكم‬
‫ّ‬ ‫حالة إلى أخرى بحكم الحياد واالستقالل وله معان كثيرة للتحليل إال أنه ال يمكن التوصل الستقاللية وحياد‬
‫بد من طرح تساؤل‬
‫السياق ال ّ‬
‫من خالل مظاهر وظروف خارجية مثل ارتباطه بعالقة عداوة مع الخصوم‪ .‬وفي هذا ّ‬
‫المحكم واستقاللية القاضي‪ ،‬فهل هناك فرق فيما بينهم؟‬
‫ّ‬ ‫ماهية الفرق بين حيدة‬
‫مهم حنل ّ‬
‫المحك م واستقالليته تختلف عن حيدة واستقالل القاضي ألن مبدأ الحياد في القضاء ينبغي أن‬
‫ّ‬ ‫إن مفهوم حيدة‬
‫يسود كل نواحي الخصومة القضائية‪ ،‬وإن اإلخالل بهذا المبدأ قد يؤدي إلى إفراغ مبدأ الحيدة من مضمونه وهذا ما‬
‫يعرف باستقالل القاضي‪ ،‬والمقصود بذلك هو استقالل القاضي عن الخصن وعن الغير أصحاب المصلحة في‬
‫النزاع واالستقالل بشكل عا يدفع مظّنة التأثير على القاضي وهن أمر يدعم وينفر الحيدة المطلنبة‪.‬‬
‫المحكم عن أطراف التحكيم غير‬
‫ّ‬ ‫في حين يختلف األمر في مجال التحكيم ولو قليالً ذلك أن أمر استقالل‬
‫ضروري وليس الزماً دائماً‪ .‬كما قد يكون لالستقالل في التحكيم مفهوم مختلف عنه في القضاء‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬
‫المحكم من الناحية الفنية والواقعية قاضياً حتى بالنسبة إلى النزاع التحكيمي المعروض عليه ومن ثم ال‬
‫ّ‬ ‫اعتبار‬
‫المحكم غير (القاضي) وألن التحكيم غير (القضاء) فقد غاير المشرع‬
‫ّ‬ ‫ينطبق على المحكم قواعد قضاء الدولة‪ .‬وألن‬
‫المحكمين فيما أورده بأسباب عدم صالحية القضاة وردهم وتنحيتهم الواردة في المادة (‪)231‬‬
‫األردني بين القضاة و ّ‬
‫المحكمين‬
‫ّ‬ ‫من قانون أصول المحاكمات المدنية في حين أورد المشرع بالمادة (‪ )61‬من قاون التحكيم بالنسبة ّ‬
‫لرد‬
‫المحكم صالحية نظر الدعوى‬
‫ّ‬ ‫حيث سلك طريق اإلجمال والعمومية‪ ،‬الذي يفهم من هذه النصوص أن ما يفقد‬
‫التحكيمية يختلف بالضرورة عن أسباب عدم الصالحية الواردة في شأن القضاة‪.‬‬
‫وأما ما ذهب إليه الفقه والقضاء بهذا الشأن بأن المقصود باالستقالل وفقاً لما ذهب إلى تعريفه الفقه " أال يكن‬
‫للتحيز‪ ".‬كما ألزم القانون‬
‫ّ‬ ‫للمحكم أية صلة أو ارتباط بمنضنع النزاع أو بأحد المحتكمين أو بممثلهم قد تدفعه‬

‫‪06‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫محكما أن يوضح كتابة عند قبوله عن أي ظروف من شأنها المساس بحيدته أو إثارة‬ ‫الشخص الذي تم اختياره ّ‬
‫الشكوك حولها‪ .‬وأنه يتوجب التمييز بين حياد المحكم واستقالله‪.‬‬
‫بالرغم من محاولة بعضهم التمييز بين الحيدة واالستقالل بالقول إن عد الحيدة يمثل منقف ًا شخصياً لتعّلقه‬
‫المحكم بأحد الخصوم كالمودة والكراهية‪ ،‬في حين يمثل عد االستقالل منقفاً‬
‫ّ‬ ‫بالعاطفة التي ترجع إلى عالقة‬
‫(‪)2‬‬
‫إال أن المعمول عليه في رد المحكم هو أمر‬ ‫منضنعياً يرجع إلى الضغط الذي قد يباشره الخصم على المحكم‪.‬‬
‫واحد يتمثل في ترجيح عدم استطاعة الحكم بغير ميل وسواء بعد ذلك رجع هذا الميل إلى عدم حياده أو عدم‬
‫(‪)1‬‬
‫استقالله‪.‬‬
‫‪ ‬اإلجراءات المتبعة في حال تقديم طلب الرّد‬
‫نصت المادة (‪ )22‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬على هذه اإلجراءات وهي‪:‬‬
‫الرد كتابة إلى هيئة التحكيم‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم طلب ّ‬
‫الرد بتشكيل هيئة التحكيم أو بالظروف‬
‫الرد خالل (‪ )25‬يوما من تاريخ علم طالب ّ‬
‫‪ -1‬ضرورة بيان أسباب ّ‬
‫للرد‪.‬‬
‫المبررة ّ‬
‫‪ -3‬إشعار المحكم بالطلب‪.‬‬
‫الرد والبينات خالل خمسة عشر‬
‫رده فعليه أن يقدم جوابه على طلب ّ‬ ‫المحكم المطلوب ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬في حالة عدم تنحي‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬وعلى هيئة التحكيم في هذه الحالة بناء على طلب طالب الرد إحالة الطلب مع جواب‬
‫رده إن وجد الى المحكمة المختصة للبت فيه‪.‬‬‫المحكم المطلوب ّ‬
‫ّ‬
‫الرد من المحكمة المختصة تدقيقا ما لم تقرر خالف ذلك وعليها أن تفصل فيه خالل ثالثين‬
‫‪ -5‬ينظر طلب ّ‬
‫يوما من تاريخ وروده لقلمها‪ ،‬ويكون قرارها غير قابل للطعن فيه بأي طريق من طرق الطعن‪.‬‬

‫الرد‬
‫‪ ‬األثر الذي يترتب على تقديم طلب ّ‬
‫يستفاد من الفقرة (د) من المادة (‪ )22‬من قانون التحكيم المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬أن المشرع أراد أن ال‬
‫المحكم في هذه الحالة االستمرار‬
‫ّ‬ ‫المحكم على إجراءات التحكيم ويكون سببا معيقا لها‪ ،‬و ّ‬
‫أن على‬ ‫ّ‬ ‫رد‬
‫يؤثر تقديم طلب ّ‬
‫في إجراءات التحكيم إلى نهايتها وأن يصدر القرار الذي يراه مناسبا في موضوع التحكيم‪ .‬ويتوقف األثر على‬
‫احتمالين‪:‬‬
‫المحكم تعتبر جميع اإلجراءات التي تمت من قبل المحكم صحيحة‪.‬‬‫ّ‬ ‫رد‬
‫‪ ‬في حالة رفض طلب ّ‬
‫المحكم تعتبر إجراءات التحكيم التي شارك فيها بما فيها حكم التحكيم النهائي‬
‫ّ‬ ‫رد‬
‫‪ ‬وفي حالة قبنل طلب ّ‬
‫كأن لم تكن ولهيئة التحكيم بتشكيلها الجديد اعتماد أي من اإلجراءات السابقة‪ ،‬على أن يبقى تعيين رئيس‬
‫هيئة التحكيم الذي شارك في اختياره المحكم المحكوم برده صحيح ًا‪.‬‬

‫إال أنه عند تقديم دعوى بطالن حكم التحكيم فإن المحكمة المختصة في هذه الدعوى ال تستطيع الفصل فيها إال‬
‫المحكم واكتساب الحكم الصادر فيه الدرجة القطعية‪ ،‬ذلك ألن من الحاالت التي يجوز‬
‫ّ‬ ‫رد‬
‫بعد الفصل في طلب ّ‬

‫(‪)2‬‬
‫المصري‪ ،‬حسني‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة (‪ ،)1111‬دار الكتب القانونية‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انظر الحكم رقم ‪ – 1122/2151‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية – الصادر بتاريخ ‪.1122 /22/12‬‬

‫‪05‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫المحكم أو هيئة التحكيم وطريقة تعيين أي منهما مما‬


‫ّ‬ ‫فيها قبول دعوى بطالن حكم التحكيم حاالت تتعلق بشخص‬
‫المحكم واكتساب الحكم الصادر فيه الدرجة القطعية‬
‫ّ‬ ‫يجعل الفصل في دعوى البطالن قبل الفصل في طلب ّ‬
‫رد‬
‫سابقا ألوانه‪ ،‬األمر الذي يوجب على محكمة التمييز أن تؤخر الفصل في هذه الدعوى إلى حين الفصل في طلب‬
‫المحكم واكتساب هذا الحكم الدرجة القطعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رد‬
‫ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الرقابة على عزل المحكم‬
‫العزل إما أن يكون عزال اتفاقيا أو عزال قضائيا وهذا ما أشارت إليه المادة (‪ )24‬من قانون التحكيم األردني‬
‫المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬التي نصت "إذا تعذر على المحكم أداء مهمته أو لم يباشرها أو اوقطع عن أدائها‬
‫بما يؤدي إلى تأخير غير مبرر في إجراءات التحكيم ولم يتنح ولم يتفق الطرفا على عزله‪ ،‬يجنز للمحكمة‬
‫المختصة األمر بإوهاء مهمته بناء على طلب أي من الطرفين بقرار ال يقبل أي طريق من طرق الطعن"‪ .‬ويستفاد‬
‫من هذه المادة أن للمحكمة السلطة في إنهاء مهمة المحكم وفقا لشروط وإجراءات معينة وأنه ال يجوز الطعن في‬
‫كما أنه إذا انتهت مهمة المحكم بإصدار حكم برده أ و عزله أو تنحيه أو وفاته أو عجزه أو ألي‬ ‫هذا القرار‪.‬‬
‫المحكم الذي انتهت مهمته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سبب آخر وجب تعيين بديل له طبقا لإلجراءات التي تتبع في اختيار‬
‫وفي هذا الشأ قضت محكمة التمييز "وعن أسباب بطال قرار التحكيم أوالً‪ :‬أن قرار التحكيم مستوجب اإلبطال‬
‫لمخالفته ألحكام المادة )‪ (19‬من قانون التحكيم رقم ‪ 31‬لسنة ‪ 1112‬حيث تجد محكمتكم أن هيئة التحكيم كانت‬
‫قد شكلت بتاريخ ‪ 1125/1/2‬وكانت مكونة من كل من عطوفة محمد الغزو الذي كان آنذاك محاميا م ازوال‬
‫باإلضافة للمحامي األستاذ محمد الحموري والمستشار الدكتور تحسين القطاونة‪ .‬إال أوه وبصدور اإلرادة الملكية‬
‫عين بمنجبها المحامي محمد عنده صالح الغزو رئيساً لمحكمة‬
‫السامية بتاريخ ‪ 8161 / 5 / 82‬والذي ّ‬
‫التمييز‪ /‬رئيساً للمجلس القضائي وبالتالي فقد تعذر على رئيس هيئة التحكيم أداء مهمته و‪ /‬أو اوقطع عن‬
‫أدائها بحكم أوه أصبح رئيساً للمجلس القضائي حيث كا على المحكمة المختصة إعطاء القرار بإوهاء مهمة‬
‫رئيس هيئة التحكيم بناء على طلب أي من الطرفين إعماالً لنص المادة (‪ )61‬من قاون التحكيم ومن ثم وجب‬
‫عليها تعيين بديل له طبقاً لإلجراءات التي تتبع في اختيار المحكم الذي اوتهت مهمته إعماالً لنص المادة (‪)81‬‬
‫من قاون التحكيم أي أ المحكمة المختصة هي من تقن بهذا التعيين"‪ .‬وباستقراء قرار هيئة التحكيم نجد أن‬
‫القرار الصادر عن هيئة المحكمين لم يوضح الطريقة التي تم اختيار العضو البديل المحامي األستاذ نعيم المدني‪،‬‬
‫وفيما إذا تم تعيينه بواسطة المحكمة المختصة وفيما إذا صدر قرار من المحكمة المختصة بإنهاء مهمة رئيس‬
‫الهيئة السابق ويكون قرار هيئة التحكيم باطالً من هذه الناحية" "(‪.")2‬‬

‫(‪)2‬‬
‫الحكم رقم ‪ - 1122 /2422‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1122/4/21‬‬

‫‪60‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫المبحث الثاوي‬
‫الرقابة القضائية الالحقة على حكم التحكيم‬
‫لم يشأ المشرع األردني ترك أحكام المحكمين ‪ -‬وهي صادرة عن قضاء خاص‪ -‬دون رقابة من القضاء العادي‬
‫للدولة‪ ،‬لذلك سنتناول الحديث في هذا المبحث عن الرقابة الالحقة على صدور حكم التحكيم من خالل مطلبين‪:‬‬
‫سأتحدث في المطلب األول عن الرقابة القضائية عن طريق تنفيذ حكم التحكيم وفي المطلب الثاني سأتحدث عن‬
‫الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق الطعن به بدعوى البطالن‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق تنفيذه‬

‫تحديد المقصند بتنفيذ حكم التحكيم‬

‫يعد األمر بتنفيذ حكم التحكيم دليال على صالحية الحكم للتنفيذ الفوري‪ ،‬وإنما وضع الصبغة التنفيذية عليه‬
‫ال ّ‬
‫هي وحدها دليل على هذه الصالحية‪ ،‬ومن خالل إصدار القضاء المختص (محكمة التمييز) األمر بتنفيذ حكم‬
‫يتثبت من وجود شرط التحكيم‪ ،‬إذ ال يقصد بإجراء األمر بالتنفيذ أن يتحقق القاضي من عدالة‬
‫التحكيم فإن القاضي ّ‬
‫الحكم‪ ،‬فهو ال ينظر في سالمة أو صحة الخصومة‪ ،‬كما ال يقصد بإجراء األمر تنفيذ حكم التحكيم منحه صفة‬
‫الورقة الرسمية‪ ،‬ألن هذه الصفة يتميز بها حال صدوره‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن المقصود باألمر بالتنفيذ هو أن يصبح سندا‬
‫تنفيذيا وفقا ألحكام المادة (‪ )1‬من قانون التنفيذ األردني‪.‬‬

‫إجراءات تنفيذ حكم التحكيم‬


‫نظم المشرع األردني هذه اإلجراءات بموجب المادتين (‪ )54،53‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪21‬‬

‫لسنة ‪ 1122‬ومن خالل االطالع على مضمون نصوص هذه المواد ّ‬


‫نبين هذه اإلجراءات على النحو التالي‪:‬‬
‫الجهة المختصة بإصدار األمر بتنفيذ حكم التحكيم‬
‫ابتداء فإن محكمة التمييز هي المحكمة المختصة بطلب تنفيذ حكم التحكيم وهي التي تأمر بتنفيذ الحكم إذا‬ ‫ً‬
‫برد دعوى البطالن وتأييد حكم التحكيم وفقاً للمادة (‪ )52‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة‬ ‫قضت ّ‬
‫‪ ،1122‬أو عندما يتم تقديم طلب التنفيذ مستوفياً لشروطه الواردة في المادة (‪ )53‬من ذات القانون‪.‬‬
‫كيفية وظر طلب تنفيذ حكم التحكيم‬
‫تختص محكمة التمييز بإصدار األمر بتنفيذ حكم التحكيم في الطلب المقدم إليها من ذوي الشأن تدقيقا‪ ،‬أي دون‬
‫مرافعة ودعوة ذوي الشأن في خصومة التحكيم وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )54‬من قانون التحكيم األردني المعدل‬
‫رقم ‪ 21‬لسنة ‪ ،1122‬ويتم تدقيق الطلب من خالل التحقق من توافر البيانات المرفقة في طلب التنفيذ التي على‬
‫أساسها يتم إصدار األمر بالتنفيذ‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫مرفقات طلب تنفيذ حكم التحكيم‬


‫حددت المادة (‪/ 53‬ب) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬مرفقات طلب تنفيذ حكم التحكيم‬
‫وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬انقضاء موعد رفع دعوى بطالن الحكم‪.‬‬
‫ب‪ -‬إرفاق صورة عن اتفاق التحكيم وأصل الحكم أو صورة موقعة عنه‪.‬‬
‫ج‪ -‬ترجمة لحكم التحكيم إلى اللغة العربية مصادق عليها من جهة معتمدة إذا لم يكن ذلك الحكم صاد ًار بها‪.‬‬
‫ومعنى ذلك جواز األمر بتنفيذه إذا قدم بعد فوات ميعاد الطعن دون رفع دعوى بطالن حكم التحكيم‪ .‬أما إذا كان‬
‫التثبت من تبليغه فإن المحكمة تأمر بتنفيذه وال‬
‫طلب التنفيذ مستوفي ًا لمتطلباته وال توجد به مخالفة للنظام العام وتم ّ‬
‫يطلب في هذه الحالة جلب ملف التحكيم وال يقدم طلب تنفيذ الحكم بشكل الئحة دعوى وإنما بطلب استدعاء‪")2(".‬‬
‫وبالتالي فإن طلب التنفيذ وفقاً للقانون األردني المقدم بانقضاء مدة الطعن بالبطالن ينظر تدقيقاً من محكمة‬
‫التمييز ويتوجب عليها األمر بالتنفيذ بموجب المادة (‪ )54‬ما لم يكن الحكم مخالفاً للنظام العام في المملكة أو لم‬
‫يتم تبليغه للمحكوم عليه تبليغا صحيحا‪ .‬وبهذا النص فإن محكمة التمييز تبسط رقابتها وتتصدى من تلقاء نفسها‬
‫لمخالفة النظام العام وتتصدى لعدم تبليغ الحكم تبليغاً صحيحاً‪ .‬أما قرارها برفض األمر بالتنفيذ فكان خاضعاً للطعن‬
‫أمام محكمة التمييز خالل (‪ )31‬يوماً كما ال يترتب على صدور القرار برفض األمر بالتنفيذ سقوط اتفاق التحكيم‬
‫ما لم يكن االتفاق باطالً بذاته‪.‬‬
‫إال أن تبليغ أحكام التحكيم ال يتم بذات القواعد الخاصة لتبليغ أحكام المحاكم النظامية‪ ،‬ألن قانون التحكيم‬
‫األردني نص في المادة (‪ )1‬منه على قواعد خاصة في التبليغ يجب اتباعها‪ ،‬وهي مراعاة االتفاق بين طرفي الن ازع‪،‬‬
‫فإن لم يوجد مثل هذا االتفاق‪ ،‬يتم تسليم التبليغ إلى من يراد تبليغه شخصيا‪ ،‬أو في مقر عمله أو في محل إقامته‬
‫أو إلى عنوانه البريدي المعروف للطرفين أو المحدد في اتفاق التحكيم أو في الوثيقة المنظمة للعالقة التي يتناولها‬
‫التحكيم‪.‬‬
‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية بأنه " إذا اعتبرت محكمة االستئناف تبليغ حكم التحكيم باإللصاق ودون‬
‫اتباع أصول التبليغات الواردة في الفقرتين (أ‪ ،‬ب) من المادة (‪ )1‬من قانون التحكيم المذكور باطال وال يرتب أي‬
‫أثر‪ ،‬وحيث أنها لم تبحث في ما ورد في الفقرة (ج) من المادة ذاتها‪ ،‬وفيما إذا كان التبليغ قد تم أمام المحكمة‬
‫المختصة أم ال‪ ،‬فيكون قرارها قاص ار في التسبيب والتعليل بحيث ال تسمح أسبابه لمحكمة التمييز أن تمارس رقابتها‬
‫يتعين نقضه"‪")8(".‬‬
‫مما ّ‬

‫الطراونة‪ ،‬مصلح‪ ،)1121( ،‬الرقابة القضائية على األحكام التحكيمية في القانون األردني‪ ،‬ا‬
‫درسة مقارنة‪ .‬ط ‪ ،2‬عمان‪ :‬دار وائل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬
‫للنشر‪ .‬ص ‪-121‬ص‪122‬‬

‫(‪ )2‬انظر الحكم رقم ‪ – 1113/251‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫المطلب الثاوي‬
‫الرقابة القضائية على حكم التحكيم عن طريق الطعن به بدعنى البطال ‪.‬‬
‫منح قانون التحكيم األردني الجديد المعدل ذي الرقم (‪ )21‬لسنة ‪ 1122‬الحكم التحكيمي حصانة كاملة ّ‬
‫ضد كل‬

‫الطعون العادية وغير العادية وأكسبه حجية األمر المقضي به‪ .‬وقد ّ‬
‫تميز الحكم التحكيمي بحصانته وحجيته على‬
‫حكم القضاء الرسمي الذي وضعه المشرع في مرمى الطعون العادية وغير العادية المنصوص عليها في قانون‬
‫أصول المحاكمات المدنية‪ .‬إال أن المشرع األردني استثناء على األصل أجاز لكل من طرفي النزاع أن يطلب من‬
‫المحكمة المختصة (محكمة التمييز) سندا ألحكام المادة (‪/51‬أ) من قانون التحكيم بطالن حكم التحكيم إذا شابه‬
‫عيب تمثل في إحدى الحاالت المنصوص عليها في قانون التحكيم األردني والمحددة على سبيل الحصر في المادة‬
‫(‪ )44‬منه‪ .‬وسنتناول في هذا المطلب البحث في المحكمة المختصة بنظر دعوى البطالن وأسبابها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المحكمة المختصة بنظر دعنى البطال‬


‫حدد المشرع األردني المحكمة المختصة في قانون التحكيم األردني رقم ‪ 32‬لسنة ‪ 1112‬محكمة االستئناف التي‬
‫يجري ضمن دائرة اختصاصها التحكيم كمحكمة مختصة للنظر في دعوى البطالن وحكمها قابل للتمييز وفي‬
‫القانون المعدل رقم ‪ 21‬لعام ‪ 1122‬تم تعديل النص بحيث أصبح اختصاص نظر دعوى البطالن أو طلب التنفيذ‬
‫(‪)2‬‬
‫وحدد‬ ‫لمحكمة التمييز وذلك في مسعى لعدم إ خضاع حكم التحكيم للرقابة مرتين‪ ،‬مما يستنزف الجهد والوقت‬
‫ميعادها ب (‪ )31‬يوماً من اليوم التالي لتبليغ الحكم‪ .‬ولقد تضمنت المواد (‪ 44 42‬و‪ 51‬و‪ )52‬من قانون التحكيم‬
‫األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬أسباب وإجراءات بطالن حكم التحكيم والمحكمة المختصة وقد نصت المادة‬
‫(‪ )42‬منه على ما يلي‪" :‬ال تقبل أحكا التحكيم التي تصدر طبقاً ألحكا هذا القاون الطعن فيها بأي طريق من‬
‫طرق الطعن المنصنص عليها في قاون أصنل المحاكمات المدوية‪ ،‬ولكن يجنز رفع دعنى بطال حكم التحكيم‬
‫وفقا لألحكا المبينة في المناد (‪ )91‬و (‪ )56( )51‬من هذا القاون "‪ .‬ومفاد هذا النص عدم خضوع حكم التحكيم‬
‫للطعن‪ ،‬وقصر رقابة القضاء فقط على دعوى البطالن كما سلف ذكره‪.‬‬
‫وفي هذا المقا ينبغي علينا طرح التساؤل اآلتي‪ :‬هل ّفرق قاون التحكيم األردوي بين التحكيم التجاري‬
‫والتحكيم ال مدوي أو بين التحكيم الدولي والتحكيم الداخلي كسائر التشريعات المختلفة؟‬

‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن قانون التحكيم األردني لم ّ‬


‫يميز بين التحكيم الدولي والتحكيم الداخلي‪ ،‬وال بين التحكيم‬
‫وحد المحكمة المختصة بنظر دعوى البطالن وذلك خالفاً للقانون المصري واللبناني‬ ‫التجاري والمدني‪ ،‬وبالتالي فقد ّ‬
‫والتونسي والجزائري‪ ،‬وبذلك فإن االختصاص بنظر دعوى البطالن معقود لذات المحكمة في حين أنه في القانون‬
‫المصري وفقاً للمواد يختلف فيما إذا كان دولياً تجاري ًا أو كان داخلياً‪.‬‬
‫ماذا لن كا التحكيم أجنبيا فهل ينطبق عليه قاون التحكيم األردوي؟ وهل تختص محكمة التمييز األردوية بنظر‬
‫دعنى البطال ؟‬

‫انظر نصوص المواد ‪ 51‬والمادة ‪ 52‬والمادة ‪ 54‬من قانون التحكيم رقم ‪ 32‬لعام ‪ 1112‬ونصوص المواد ‪ 55‬من قانون التحكيم رقم ‪ 21‬لسنة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ 1122‬المعدل لقانون رقم ‪ 32‬لسنة ‪.1112‬‬

‫‪63‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫في حال كون التحكيم أجنبياً أي أنه صدر خارج المملكة فال ينطبق عليه قانون التحكيم األردني وذلك بداللة‬
‫المادة رقم (‪ )3‬من قانون التحكيم رقم ‪ 32‬لسنة ‪ ،1112‬األمر الذي يجعل محكمة التمييز غير مختصة بنظره‬
‫كونه حكماً أجنبياً يخضع لقانون تنفيذ األحكام األجنبية‪.‬‬
‫إال أن نص المادة (‪ )3‬المعدل بمقتضى القانون رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 1122‬قد يثير اللبس بهذا الخصوص حيث‬
‫نصت المادة ‪/3‬أ على ما يلي‪" :‬مع مراعاة أحكام االتفاقيات الدولية النافذة في المملكة تسري أحكام هذا القانون‬
‫اء تعلق‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫على كل تحكيم اتفاقي يكو مقره في المملكة‪ ،‬وعلى كل تحكيم يتم االتفاق على إخضاعه لهذا القانو ‪ ،‬سو ً‬
‫بنزع مدني أو تجاري بين أطراف أشخاص القانون العام أو القانون الخاص وأياً كانت طبيعة العالقة القانونية التي‬
‫ا‬
‫يدور حولها النزاع‪ ،‬عقدية أو غير عقدية"‪.‬‬
‫وطبق عليه‬
‫تم حكم تحكيم خارج المملكة أو كا مقره خارج المملكة ّ‬
‫وهذا يدفعنا إلى طرح التساؤل اآلتي‪ :‬إذا ّ‬
‫قاون التحكيم األردوي باختيار األطراف له فهل يكن خاضعاً لدعنى بطال حكم التحكيم في األرد ‪ ،‬أو يعامل‬
‫كحكم تحكيم أجنبي يتطلب اإل كساء سندًا ألحكا قاون تنفيذ األحكا األجنبية؟‬
‫المقر أو في بلد صدور الحكم وفقاً‬
‫هذا الفرض متصور سواء كان ذلك في حال الطعن في حكم التحكيم في بلد ّ‬
‫لقانون تحكيمها‪ .‬حيث إنه من الوارد حدوث تنازع في االختصاص القضائي فيما يتعلق بدعوى بطالن الحكم‪ ،‬فلو‬
‫جرى تحكيم في جمهورية مصر العربية وأخضع ألحكام قانون التحكيم األردني فإن أحكام قانون التحكيم المصري‬
‫تسري عليه بما فيها اختصاص محاكمها بنظر دعوى البطالن‪ ،‬وبذات الوقت فإن محكمة التمييز األردنية مختصة‬
‫لسريان أحكام قانون التحكيم األردني على هذا التحكيم ومن ضمنها أحكام دعوى البطالن‪.‬‬
‫ثاوياً‪ :‬أسباب دعنى البطال‬
‫أما عن أسباب دعوى البطالن حسب قانون التحكيم األردني فقد وردت على سبيل الحصر وحددت بثمانية‬
‫أسباب وفقاً لمنطوق المادة (‪ )44‬منه‪ ،‬إال أنه ال ّبد من اإلشارة إلى أن هنالك أسباباً أخرى إلبطال حكم التحكيم‬
‫غير المنصوص عليها في المادة (‪ )44‬وردت في القانون ومنها عدم تسبيب حكم التحكيم‪ ،‬أو عدم توقيع الحكم‪،‬‬
‫أو عدم توقيع األقلية دون إيراد أسباب عدم توقيعها‪ ،‬أو خلو الحكم من البيانات األساسية مثل مكان وتاريخ صدوره‬
‫وأسماء الخصوم وعناوينهم وأسماء المحكمين وعناوينهم وجنسياتهم‪ ،‬وقد اعتبر بعض الفقه وبعض القضاء إلى أن‬
‫تتسع ألسباب أخرى غير المذكورة نصاً‬ ‫هذه األسباب مشمولة في المادة (‪/44‬أ‪ )2/‬وقال بعض الفقه أن هذه المادة ّ‬
‫في القانون‪ .‬هذا وقد اعتبرت محكمتا التمييز واالستئناف األردنيتان ومن خالل العديد من أحكامهما المتواترة أن‬
‫رقابتهما على حكم التحكيم شكلية إجرائية‪")2(".‬‬
‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " وقد جرى قضاء هذه المحكمة على أن دعوى بطالن حكم التحكيم ليست‬
‫طعناً كما هو الحال في األحكام القضائية فال تتسع إلعادة النظر في موضوع النزاع وتعييب قضاء الحكم فيه‪ ،‬كما‬
‫أنه ليس للمحكمة التي تنظر دعوى البطالن مراجعة حكم التحكيم لتقدير مالءمته أو مراقبة حسن تقدير المحكمين‬
‫وصواب أو خطأ اجتهادهم في فهم الواقع وتكييفه أو تفسير القانون وتطبيقه‪ ،‬ذلك أن الرقابة المنصوص عليها في‬

‫(‪ )1‬انظر قرار محكمة التمييز رقم ‪ 1111/112‬تاريخ ‪ 1111/2/12‬وقرار محكمة االستئناف رقم ‪ 1121/411‬تاريخ ‪ 1122/2/24‬وقرارها رقم‬
‫‪ 1121/112‬تاريخ ‪ 1122/3/14‬وقرارها رقم ‪ 1112 /143‬تاريخ ‪.1121/ 21/1‬‬

‫‪66‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫المادة )‪ (49‬من قانون التحكيم األردني لها صبغة شكلية ما دام أن هيئة التحكيم لم تخرق قواعد النظام العام مما‬
‫رد هذا السبب"‪")6(".‬‬
‫يستوجب ّ‬
‫الحالة األولى‪ :‬عد وجند اتفاق تحكيم أو بطالوه أو سقنطه الوتهاء مدته‪.‬‬
‫تضمنت المادة (‪/44‬أ) من قانون التحكيم المعدل حاالت البطالن المتعلقة باتفاق التحكيم‪ ،‬بحيث يخضع اتفاق‬
‫إيجابا وقبوال الختيار التحكيم وسيلة لفض النزاع‬
‫ً‬ ‫التحكيم ألحكام القواعد العامة من حيث توافر والتقاء إرادة الطرفين‬
‫القائم بينهما أو المحتمل قيامه مستقبال بدال من اللجوء إلى القضاء‪ .‬فاالتفاق سواء أكان شرطا أم مشارطة يجب‬
‫قائما بين طرفيه بشكل صحيح‪ .‬ولم يتضمن قانون التحكيم األردني تعر ًيفا التفاق التحكيم كما في القانون‬‫أن يكون ً‬
‫المعرف‪ .‬وقد تضمنت المادة (‪/44‬أ‪ )2/‬من قانون التحكيم‬ ‫ّ‬ ‫المصري على الرغم من أهميته التي تنبع من أهمية‬
‫األردني المعدل السبب األول من أسباب رفع دعوى بطالن حكم التحكيم متمثال في عدم وجود اتفاق تحكيم أصال‪،‬‬
‫أو وجود اتفاق لكنه غير صحيح‪ ،‬حيث نصت على أنه‪ :‬أ‪ -‬ال تقبل دعنى بطال حكم التحكيم إال في الحاالت‬
‫التالية‪ " :‬إذا لم ينجد اتفاق تحكيم صحيحا ومكتنبا أو كا هذا االتفاق باطال أو سقط باوتهاء مدته" ‪.‬‬
‫أما المقصود بسقنط اتفاق التحكيم باوتهاء مدته أن ينص على أن تبدأ إجراءات التحكيم خالل مدة معينة من‬
‫استرد كل من‬
‫واقعة معينة أو من قيام المنازعة أو من االتفاق بحيث إذا لم تبدأ قبل انقضائها سقط اتفاق التحكيم و ّ‬
‫الطرفين حقه في االلتجاء إلى قضاء الدولة‪ ،‬ويدخل في هذه الحالة أيضاً تجاوز إجراءات التحكيم للمدة التي اتفق‬
‫الطرفان على وجوب صدور الحكم خاللها أو التي يحددها النظام اإلجرائي الذي اتفق الطرفان على تطبيقه ألن‬
‫هذه المدة تعتبر أحد عناصر االتفاق وإذا سقط اتفاق التحكيم على ما تقدم ومع ذلك بدأت خصومة التحكيم فللمحتكم‬
‫ضده التمسك بسقوط االتفاق النتهاء مدته ويكون من اختصاص الهيئة الفصل في هذا الدفع‪.‬‬

‫وهذا يعني أن على هيئة التحكيم أن تصدر حكمها خالل المدة المحددة باتفاق األطراف ويشمل ذلك المدة‬
‫اإلضافية المقررة‪ ،‬وهذا تأكيد آخر على وجوب احترام إرادة أطراف النزاع بإلزام هيئة التحكيم بإصدار حكمها المنهي‬
‫للنزاع خالل الفترة الزمنية المتفق عليها‪ .‬أما إذا لم يتم االتفاق على مثل هذه المدة‪ ،‬فإن القانون قد حدد مدة (‪)21‬‬
‫اعتبار من تاريخ بدء إجراءات التحكيم‪ .‬ولهذا قررت المادة (‪ )32‬من‬
‫ًا‬ ‫شهر لهيئة التحكيم إلصدار حكمها‪ ،‬وذلك‬
‫ًا‬
‫قانون التحكيم األردني المعدل أن على هيئة التحكيم أن تصدر حكمها خالل المدة المتفق عليها‪ ،‬وإذا لم يحدد‬
‫األطراف هذه المدة‪ ،‬توجب على هيئة التحكيم إصدار حكم التحكيم خالل (‪ )21‬شه ار من تاريخ بدء إجراءات‬
‫التحكيم‪ .‬وعليه‪ ،‬فإذا لم يصدر الحكم خالل المدة المحددة وتبع ذلك صدور قرار عن المحكمة المختصة بانتهاء‬
‫إجراءات التحكيم أصبح من حق أي من طرفي النزاع العودة إلى القضاء الرسمي ورفع دعوى أمام المحكمة المختصة‬
‫أصال بنظر موضوع النزاع للحصول على حكم قضائي فيه‪.‬‬

‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " وبالتناوب ومع التمسك بما ورد أعاله أخطأت هيئة التحكيم وجاء قرارها‬
‫مخالفاً ألحكام المادة (‪/44‬أ‪ )2/2/‬من قانون التحكيم وذلك بتجاوز هيئة التحكيم أحكام المادة )‪ (37‬من القانون‬
‫ذاته قبل التعديل باعتبار القانون الذي يسري على هذا الطعن بداللة أحكام المادة )‪ (55‬من القانون ذاته المعدل‬

‫(‪ )1‬انظر الحكم رقم ‪ 5522‬لسنة ‪ - 1111‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ ، 21-13-1112‬وانظر أيضا الحكم رقم ‪1412‬‬
‫لسنة ‪ - 1111‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.15-12-1112‬‬

‫‪69‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫لسنة ‪ 1122‬بتجاوزها نظر إجراءات التحكيم من تاريخ تشكيل هيئة التحكيم المدة المقررة بموجب المادة )‪ (37‬من‬
‫قانون التحكيم قبل التعديل وعليه ولما كانت هيئة التحكيم قد باشرت بإجراءات التحكيم بتاريخ ‪ 5/7/2015‬ولما‬
‫كان القرار محل طلب البطالن قد صدر بتاريخ ‪ 21/11/2016‬أي بعد انقضاء ما يزيد على اثني عشر شه اًر‬
‫من تاريخ تشكيلها دون أن يكون هناك أي قرار بالتمديد صادر عن الهيئة مصدرة القرار محل الطعن مما يجعل‬
‫من القرار محل الطعن حرياً بالبطالن‪")1(" ".‬‬
‫ولكن السؤال الذي يمكن طرحه يتمثل فيما إذا كاوت صالحية هيئة التحكيم في تمديد مدة التحكيم االتفاقية‬
‫أو القاونوية مرهنوة بمنافقة األطراف على ذلك التمديد؟‬

‫واإلجابة عن هذا السؤال تتمثل في القول‪ :‬إن هذه الصالحية منحها المشرع لهيئة التحكيم دون ربطها بموافقة‬
‫أطراف النزاع وهذا ما نصت عليه الفقرة (أ) من المادة (‪ )32‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة‬
‫‪ 1122‬بصراحة القول "وفي جميع األحنال يجنز أ تقرر هيئة التحكيم تمديد هذه المدة على أال تزيد على ستة‬
‫أيضا حق التمديد ولمدة‬
‫أشهر"؛ أي أن المشرع قد ترك قرار التمديد سلطة جوازية لهيئة التحكيم مع إعطاء األطراف ً‬
‫تزيد على ستة شهور‪ .‬لقد أعطى المشرع األردني األطراف حق األولوية في تمديد فترة التحكيم وإن لهيئة التحكيم‬
‫أن تمارس صالحيتها في التمديد إذا لم يكن هناك اتفاق على ذلك بين األطراف‪.‬‬

‫وفقا للقاون الذي َيحكم‬ ‫التحكيم وقت إبرامه فاقد األهلية أو ِ‬


‫واقصها ً‬ ‫طرفي اّتفاق َ‬ ‫الحالة الثاوية‪ :‬إذا كا أحد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أهليته‪.‬‬
‫ّ‬
‫نصت المادة (‪/44‬أ‪ )1/‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ " 1122‬ال تقبل دعوى بطالن حكم‬
‫فاقدا لألهلية أو واقصها‬
‫التحكيم إال في أي من الحاالت التالية‪ -1 :‬إذا كا أحد طرفي اتفاق التحكيم وقت إبرامه ً‬
‫وفقا للقاون الذي يحكم أهليته" وبالتالي فإن عدم تمتع أحد طرفي اتفاق التحكيم باألهلية القانونية الالزمة لصحة‬
‫ً‬
‫هذا االتفاق يجعله سببا من أسباب رفع دعوى بطالن حكم التحكيم‪.‬‬

‫أشخاصا طبيعيين أو اعتباريين – فنحيله‬


‫ً‬ ‫أما عن نوع األهلية التي يجب أن يتمتع بها أطراف اتفاق التحكيم –‬
‫على ما سبق منعا لإلطالة والتكرار‪ .‬لكن ماذا عن األهلية الالزمة للشخص المعنني؟‬

‫ومقيدة به‪ ،‬إالّ أن السؤال المثار‬


‫ّ‬ ‫تستمد الشخصية المعنوية وجودها من سند إنشائها وصحة تصرفاتها محكومة‬
‫هنا ما هن مصير مبدأ استقاللية شرط التحكيم عن العقد الذي تضمنه وعد بطال الشرط عند بطال العقد؟‬
‫ماذا لن كاوت الشركة فاقدة لألهلية عند إب ار العقد ذي العالقة‪ ،‬فهل تكن فاقدة ألهلية إب ار اتفاق تحكيم حتى‬
‫لن لم يرد وص في سند إوشائها يمنعها من إب ار اتفاق تحكيم؟ إذ من غير المتصور في األعم تضمين سند إنشاء‬
‫الشركة أو نظامها أو عقد تأسيسها نصاً يمنع الشركة من االتفاق على التحكيم‪ ،‬ولذا يكون من الواجب هنا بحث‬
‫بطالن اتفاق التحكيم ذاته النعدام أهلية إبرامه وليس بطالنه تبعاً لبطالن العقد الذي تضمنه‪ ،‬ذلك أن األصل أن‬

‫(‪)2‬‬
‫انظر الحكم رقم ‪ - 1111 / 5141‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.25/11/1112‬‬

‫‪60‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫لكل شخصية معنوية أن تبرم العقود ما لم يتم إعمال قاعدة إذا سقط األصل سقط الفرع‪ ،‬وهي القاعدة التي قصد‬

‫المشرعون استثناءها في قوانين التحكيم ومنها قانون التحكيم األردني بنص المادة (‪ )11‬التي ّ‬
‫أكدت على استقالل‬
‫أقر الفقه والقضاء أيضا استبعادها لصالح استقاللية شرط التحكيم‪.‬‬
‫شرط التحكيم كما ّ‬

‫وفي الواقع فإن القضاء األردني سار مسا اًر مؤيداً لذلك حيث صدرت عدة ق اررات بأن شرط التحكيم مستقل عن‬
‫العقد فإذا بطل العقد يبقى شرط التحكيم صحيحا‪ ،‬وفي قضية تحكيم"(‪ ")6‬تعاقدت شركة على أعمال محظور عليها‬
‫القيام بها خارج الدولة وتضمن العقد شرط تحكيم‪ ،‬وعند الطعن ببطالن حكم التحكيم على أساس بطالن العقد‬
‫وشرط التحكيم الوارد فيه لعدم األهلية درأت محكمة التمييز دعوى البطالن رغم إثارة هذا الدفع ابتداء أمام الهيئة‪.‬‬
‫وفي ذات المنحى سارت اجتهادات القضاء عربياً ودوليا‪")1(".‬‬

‫الحكم على وحن أثر في مضمنوه أو استَند‬


‫الشروط الناجب تنافرها في ُ‬
‫التحكيم ُ‬ ‫الحالة الثالثة إذا لم ُتراع هيئة َ‬
‫الحكم على إجراءات تحكيم باطل ٍة َّأثرت فيه‪.‬‬‫ُ‬
‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " وبالتناوب‪ ،‬فإن حكم التحكيم المتخذ باألكثرية المطلوب إبطاله جاء‬
‫متناقضاً بخصوص تقرير الخبرة األصلي والالحق حيث إن هيئة التحكيم وبالرغم من أنها قد ذكرت في حيثيات‬
‫حكمها تخطئة الخبير فيما توصل إليه في تقرير الخبرة األصلي والالحق من نتائج حول عدم مسؤولية المستدعى‬
‫ضده األول (المقاول) عن جميع أسباب التأخير التي أدت إلى تأخر إنجاز المشروع إال أنها استندت في فقرتها‬
‫الحكمية إلى النتائج التي توصل إليها الخبير وتقديراته الخاطئة في الحكم للمستدعى ضده األول (المقاول) بطلباته‬
‫المزعومة في االدعاء المتقابل ولم تحكم للمستدعية (المدعية بالتقابل) في دعواها المتقابلة بكامل مطالبتها بغرامات‬
‫التأخير البالغة حسب العقد مبلغ وقدره (‪ )4434414111‬دينا اًر وحيث إ في ذلك مخالفة للشروط الناجب تنفرها‬
‫في حكم التحكيم فإ ذلك ينجب بطالوه وفقاً ألحكا المادة (‪/91‬أ‪ )1/‬من قاون التحكيم حيث ذكرت هيئة‬
‫التحكيم في مقدمة الصفحة (‪ )211‬من الحكم (وتوصل الخبير إلى أنه وبحسب رأيه الفني فإن جميع أسباب التأخير‬
‫الحاصلة هي ليست من مسؤولية االئتالف وخارج عن سيطرته وبالتالي يستحق التمديد عن كامل فترة التأخير‬
‫البالغة (‪ )545‬يوماً"‪")3(" .‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬استبعاد تطبيق القاون الذي اتفق األطراف على تطبيقه على منضنع النزاع‬

‫لقد اشترط القانون أن تعمل هيئة التحكيم على تطبيق القانون الذي اتفق الطرفان على تطبيقه في موضوع النزاع‪،‬‬
‫وهذا يحتم ‪ -‬بطبيعة الحال ‪ -‬الفصل في النزاع وفًقا للقواعد الموضوعية التي يتضمنها القانون المختار‪ .‬وبمعنى‬
‫(‪)4‬‬
‫آخر‪ ،‬فإن سبب رفع دعوى البطالن مرتبط باستبعاد هيئة التحكيم تطبيق أحكام هذا القانون على وجه التحديد‪.‬‬

‫قرار محكمة التمييز األردنية رقم ‪ 1124/5221‬الصادر بتاريخ ‪ 1124/4/22‬منشورات قسطاس‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫مجلة التحكيم (‪ .)1114‬عدد ‪ ،2‬ص‪ 211‬محكمة استئناف بيروت قرار رقم ‪ 1112/241‬وص ‪ 241‬قرار محكمة استئناف الشمال رقم‬
‫‪ 1112/352‬وص ‪ 414‬قرار محكمة استئناف رقم ‪ 1112/244‬مسقط‪ ،‬وص ‪ 111‬قرار محكمة استئناف باريس رقم ‪.1251/1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الحكم رقم ‪ ،1111/1123‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪15/12/1112‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمود مختار أحمد بريري‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ص ‪141، 142‬؛ الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة من‬
‫التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬ص‪.414‬‬

‫‪66‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫ومثال ذلك إذا اتفق األطراف على تطبيق القانون المصري أو اتفقوا على تطبيق الشريعة اإلسالمية فليس للمحكمين‬
‫استبعاد القانون المصري أو الشريعة اإلسالمية تحت أي ادعاء وإال كان الحكم باطالً‪.‬‬

‫والسؤال الذي يطرح وفسه هن ماذا لو لم يتفق األطراف على اختيار القانون الواجب التطبيق على موضوع‬

‫النزاع‪ ،‬واختارت هيئة التحكيم القانون األكثر اتصاال بالنزاع لتطبيقه إال أنها لم تقم بتطبيقه ً‬
‫فعليا‪ ،‬فهل يعتبر رجوعها‬

‫عن تطبيق هذا القانون الذي اختارته ً‬


‫سببا من أسباب رفع دعوى البطالن؟‬

‫لإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬ال ّبد من التأكيد على أن سبب البطالن ال يتحقق إال إذا عمدت هيئة التحكيم إلى‬
‫استبعاد تطبيق القانون الذي اتفق األطراف – وليس هيئة التحكيم– على تطبيقه في موضوع النزاع‪ .‬وهذا ما نصت‬
‫عليه صراحة المادة (‪/ 44‬أ‪ )4 /‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬التي جاء فيها " ‪ -4‬إذا‬
‫استبعد حكم التحكيم تطبيق القاون الذي اتفقت األطراف على تطبيقه في منضنع النزاع‪ ".‬وهذا يعني بمفهوم‬
‫معين لتطبيقه واختارت هيئة التحكيم القانون األكثر اتصاال بالنزاع‬
‫المخالفة أنه في حال عدم االتفاق على قانون ّ‬
‫لتعمل على تطبيقه فال يعتبر اختيار هذا القانون قد تم نتيجة إرادة الطرفين ال بصورة مباشرة وال غير مباشرة‪ ،‬وإن‬
‫سببا من أسباب رفع دعوى البطالن لألسباب‬
‫استبعاد تطبيقه من قبل هيئة التحكيم رغم قرارها باختياره لذلك ال يعتبر ً‬
‫ضمنا تفويض هيئة‬
‫ً‬ ‫التي تم ذكرها أعاله‪ ،‬إضافة إلى أن عدم اختيار أطراف النزاع للقانون الواجب التطبيق‪ ،‬يعني‬
‫التحكيم بتطبيق القانون الذي تجده أكثر مالءمة واتصاال بموضوع النزاع‪.‬‬

‫أصرت على استبعاد القانون الذي اتفق األطراف على‬ ‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " إال أن الهيئة ّ‬
‫تطبيقه على موضوع النزاع بصورة مخالفة للمادة (‪/44‬أ‪ )4/‬من قانون التحكيم ولم تأخذ الهيئة في االعتبار األعراف‬
‫الجارية في نوع المعاملة والعادات المتبعة وما جرى عليه التعامل بين الطرفين رغم أن المادة رقم (‪ )114‬من‬
‫القانون المدني األردني نصت على أن (المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً) وعليه يكون قرار هيئة التحكيم مستوجب‬
‫اإلبطال من هذه الناحية أيضاً"‪")2(" .‬‬

‫إال أنني أود أن أشير بهذا الصدد إلى ندرة الحاالت التي استبعدت فيها هيئة التحكيم صراحة تطبيق القانون‬
‫المتفق عليه وهي حاالت مشهورة ومعروفة حصلت في القرن الماضي ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬قضية ‪ Petrolium Development‬ضد شيخ أبو ظبي عام ‪ 2452‬الذي قررت الهيئة فيه عدم تطبيق‬
‫قانون أبو ظبي‪.‬‬
‫‪ ‬قضية ‪ Internatonal Marine Oil‬ضد حاكم قطر الذي قررت فيه الهيئة استبعاد قانون قطر‪.‬‬
‫‪ ‬قضية آرامكو ضد السعودية الذي قررت فيه الهيئة عدم تطبيق الشريعة االسالمية‪.‬‬

‫وكلها صادرة عن محكمين بريطانيين رفضوا تطبيق القوانين المحلية أو أحكام الشريعة اإلسالمية من منطلق‬
‫استعالئي اعتبر أن هذه القوانين والشريعة ال تحتوي على مبادئ قانونية مكرسة يمكن تطبيقها في هذه المنطقة الجد‬

‫(‪)2‬‬
‫الحكم رقم ‪ 5222‬لسنة ‪ - 1111‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪22-21-1111‬‬

‫‪66‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫بدائية على العقود التجارية أو ال تتضمن قواعد تفصيلية‪ ")6(".‬ليتم تطبيقها على النزاع‪ .‬وبالرغم من عودة المحاكم‬
‫البريطانية الستبعاد الشريعة االسالمية في عام ‪Beximo Pharmacauticals V. Shamil Bank of 1114‬‬
‫‪ Bahrain‬واالكتفاء بتطبيق القانون البريطاني اال أن األسباب الواردة لتحييد الشريعة االسالمية كانت أيضا من‬
‫(‪)1‬‬
‫رؤيا استعالئية‪.‬‬

‫وال بد من اإلشارة إلى حكم محكمة العدل العليا في لندن في القضية رقم ‪ HCOSC00497‬بين محمد موسوي‬
‫والدولية ‪ R.E‬ومحمد الشهرستاني الذي صدر فيه حكم تحكيم مستنداً إلى القانون اإلسالمي والذي تضمن أن‬
‫النظام األنجلوسكسوني يسمح بتطبيق أي قانون آخر يريده األطراف بما فيها الشريعة اإلسالمية‪ .‬وعليه فإنه ليس‬
‫تصرح الهيئة أنها سوف تطبق أو طبقت قانوناً غير المتفق عليه بين األطراف‪.‬‬
‫من المتصور إال فيما ندر أن ّ‬
‫الحالة الخامسة إذا فصل حكم التحكيم في مسائل ال يشملها اتفاق األطراف أو تجاوز حدود هذا االتفاق‬

‫تنعقد هيئة التحكيم لفض النزاع الذي اتفق أطرافه على إحالته عليها دون أن تملك صالحية تجاوز حدود هذا‬
‫االتفاق تحت طائلة البطالن‪ .‬فهيئة التحكيم ال تملك سلطات المحكمة العامة في تطبيق مبدأ أن (قاضي األصل‬
‫هو قاضي الفرع) بل إن القانون يلزم هيئة التحكيم بوقف اإلجراءات إذا عرضت عليها مسألة فرعية يتوقف عليها‬
‫الفصل في موضوع النزاع‪ ،‬لحين عرضه على المحكمة الرسمية وإصدار قرارها فيه "(‪ ")2‬وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫(‪/44‬أ‪ )1 /‬من قانون التحكيم المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬التي جاء فيها " ال تقبل دعنى بطال حكم التحكيم‬
‫إال في أي من الحاالت التالية‪ -1 :‬إذا فصل حكم التحكيم في مسائل ال يشملها اتفاق التحكيم أو تجاوز حدود‬
‫االتفاق"‪ .‬ولذلك يجب على المحكم أن يتقيد عند فصله في النزاع وإصداره الحكم فيه بحدود المهمة المكلف القيام‬
‫بها من قبل األطراف‪.‬‬

‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " ومن الرجوع إلى الوكالة التي أقيمت بموجبها الدعوى نجد أنها جاءت‬
‫خالية من المطالبة ببدل تكلفة أجور النقل وغرامات التأخير واقتصرت على المطالبة بفروقات األسعار بخالف ما‬
‫انتهى إليه القرار محل البطالن‪ ،‬مما يفقدها أساسها مخالفة بذلك أحكام عقد الوكالة التي يشترط بها أن يكون‬
‫الموكل به معلوماً وأن تكون الوكالة بالخصومة محددة بموضوعها وأشخاصها وصالحية الوكيل المخول القيام بها‬
‫لكي ترتب آثارها القانونية وهو ما ينحدر بها إلى البطالن‪ ،‬األمر الذي يستنجب معه إعال بطال حكم التحكيم‬
‫لتجاوزه مطالبة المستدعى ضدها عمالً بأحكا المادة (‪/91‬أ‪ )1/‬من قاون التحكيم‪".‬‬

‫(‪)1‬‬
‫فضل الله‪ ،‬إبراهيم (‪" )1114‬التحكيم في مواجهة نزاع الثقافات"‪ ،‬مجلة التحكيم‪ ،‬عدد ‪ ،4‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪ 25‬ويمكن الرجوع للمجلة لقراءة‬
‫تفصيلية في هذه الحاالت والنصوص الخاصة باألحكام الصادرة فيها المتعلقة باستبعاد القانون‪.‬‬
‫وهذا ما قضت به محكمة النقض المصرية في حكمها الذي جاء فيه "أن التحكيم طريق استثنائي مقصور على ما انصرفت إليه إرادة المحتكمين"‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫نقض ‪ ،2422/1/21‬طعن ‪ ،125 -31‬المجموعة ‪ ،11‬صفحة ‪ ، 224‬كما قضت في حكم آخر بأن "والية المحكم ال تمتد للمسائل الفرعية لعدم‬
‫أيضا‪ :‬الحداد‪ ،‬مدى اختصاص القضاء‬
‫انطباق أن قاضي األصل هو قاضي الفرع"‪ .‬نقض ‪ ،2451/2/1‬المحاماة‪ 33 ،‬عدد ‪ ،2‬ص ‪ ،2144‬انظر ً‬
‫الوطني باتخاذ اإلجراءات الوقتية والتحفظية في المنازعات الخاصة الدولية المتفق بشأنها على التحكيم‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪65‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫الحالة السادسة إذا تعذر على أي من طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عد تبليغه تبليغا صحيحا بتعيين محكم‬
‫أو بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته‪.‬‬
‫يستند هذا السبب بشكل رئيسي على مبدأ هام في التقاضي هو مبدأ احترام حقوق الدفاع ألطراف النزاع مما‬
‫التقيد به تحت طائلة البطالن لحكم التحكيم‪ .‬فقد نصت المادة (‪/ 44‬أ‪/‬‬
‫يرتب على هيئة التحكيم احترام هذا المبدأ و ّ‬
‫إعالنا‬
‫ً‬ ‫‪ )3‬من قانون التحكيم األردني‪ ،‬وهذا يعني أنه إذا لم يتمكن أحد األطراف من تقديم دفاعه بسبب عدم إعالنه‬
‫محكم أو بإجراء ات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته‪ ،‬ومع ذلك صدر حكم التحكيم‪ ،‬فإن‬
‫قانونيا بتعيين ّ‬
‫ً‬
‫هذا الحكم يكون عرضة للطعن برفع دعوى البطالن لعدم احترام حقوق الدفاع ومبدأ المساواة الكاملة بين أطراف‬
‫النزاع أمام هيئة التحكيم‪ .‬وقد أكدت هذا المبدأ المادة (‪ )85‬من قانون التحكيم األردوي التي نصت على أنه‪" :‬يعامل‬
‫طرفا التحكيم على قد المساواة وتهيأ لكل منهما فرصة كاملة ومتكافئة لعرض دعناه أو دفاعه‪.‬‬

‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " وبرجوع محكمتكم إلى مذكرة التبليغ الخاصة بموعد أول جلسة من جلسات‬
‫التحكيم تجد أنها لم تتم وفق ما جاء بهذه المادة بل جاءت مخالفة تماماً لها حيث جاء التبليغ باإللصاق‪ ،‬مع شرح‬
‫أن الشركة مغلقة األمر الذي يجعل من كافة إجراءات التحكيم إجراءات باطلة لكون أن الجهة المستدعية قد حرمت‬
‫من المثول بالدعوى التحكيمية حسب األصول‪ ،‬كما حرمت من تقديم دفوعها واعتراضاتها وبيناتها وم ارفعاتها النهائية‬
‫التي تعتبر جزءاً هاماً في هذه الدعوى‪ .‬وبالتالي تكوين هيئة التحكيم مما يجعل من الحكم الطعين حرياً بالبطالن‬
‫سنداً ألحكام المادة (‪/44‬أ‪ )3‬من قانون التحكيم مما يجعل من كافة إجراءات التحكيم قد شابها البطالن وحرية‬
‫"(‪.")6‬‬
‫بالبطالن‬

‫كما قضت محكمة التمييز األردوية " أجازت المادة (‪/44‬أ‪ )3/‬من قانون التحكيم قبول دعوى بطالن حكم‬
‫التحكيم إذا تعذر على أي من طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عدم تبليغه تبليغاً صحيحاً بتعيين محكم أو‬
‫بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته ‪ ،‬وحيث إ المستدعي لم يتبلغ أي من إخطار تعيين المحكم‬
‫من قبل المدعى عليه وال إخطار طلب تعيين المحكم المقد لدى محكمة االستئناف وال إخطار بدء إجراءات‬
‫التحكيم من قبل المحكم بصنرة قاونوية لكنوها تمت جميعها على عننا العمل ذاته الذي لم يثبت أوه يعند‬
‫المدعي من تقديم دفاعه وتغدو دعناه والحالة هذه منافقة‬ ‫للمدعي بصنرة قاونوية مما أدى إلى حرما‬
‫لحكم المادة (‪/91‬أ‪ )2/‬من قاون التحكيم ويتعين إعال بطال هذا الحكم ‪ ،‬ذلك أن ما جاء في مذكرة تبليغ‬
‫المدعي لإلخطار العدلي الموجه من المدعى عليه للمدعي بخصوص تعيين المحكم من شرح المحضر على لسان‬
‫حارس العمارة بأن المدعي يتردد إلى المكتب باستمرار ال يعني بأن هذا العنوان هو مقر عمله على ضوء ما بيناه‬
‫آنفاً‪ .‬وحيث يترتب على بطالن الحكم التحكيمي بأكمله زواله مما يتعين معه والحالة هذه إلغاء قرار محكمة التمييز‬
‫"(‪")8‬‬
‫السابق رقم (‪/1‬ط‪ )1111/‬اآلمر بتنفيذ حكم التحكيم تبعاً لذلك"‪.‬‬

‫(‪ )1‬الحكم رقم ‪ - 1111/5141‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1112/1/25‬‬
‫(‪ )1‬الحكم رقم ‪ -1111/3132‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1111/2/12‬‬

‫‪60‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫الحالة السابعة إذا كا حكم التحكيم يخالف النظا العا في المملكة أو إذا كا منضنع النزاع من المسائل التي‬
‫ال يجنز التحكيم فيها‪.‬‬
‫إن معظم الق اررات الصادرة عن القضاء األردني بهذا الخصوص تركزت على مخالفة النظام العام لعدم دفع‬
‫رسوم الطوابع وقد تباينت الق اررات بهذا الخصوص‪ ،‬حيث أُبطلت بعض األحكام كلياً وبعضها في الجزء المتعلق‬
‫برسوم الطوابع وبعضها لم يبطل في ق اررين آخرين حصال على إذن تمييز وأثير فيهما الدفع بعدم دفع رسوم الطوابع‪،‬‬
‫وبذلك لم يستقر موقف القضاء األردني على نهج واحد ثابت بخصوص جزاء عدم دفع رسوم الطوابع لمدة طويلة‬
‫حيث استمرت المراوحة في تقرير الجزاء‪ ،‬كما صدرت ق اررات أخرى بإبطال أحكام التحكيم لعدم دفع رسوم الطوابع‬
‫ثم قررت محكمة التمييز بهيئتها العامة أن على محكمة االستئناف تكليف مبرز العقد بدفع الرسوم وإالّ فإبطال‬
‫ال طبقت ذلك في قرار قضت فيه أنه كان على محكمة االستئناف تكليف مبرز السند بدفع رسوم الطوابع‬
‫الحكم‪ ،‬وفع ً‬
‫البت في دعوى البطالن‪ .‬ويتفق الباحث مع هذا النهج المحمود‪.‬‬
‫قبل ّ‬
‫وبهذا قضت محكمة التمييز األردوية " ودون البحث بأسباب التمييز نجد أن المميز لم يدفع الرسم القانوني عند‬
‫تقديم دعوى بطالن حكم التحكيم أمام محكمة االستئناف حيث ينقص الرسم بمقدار (‪ )2132‬دينا اًر‪ ،‬وحيث فصلت‬
‫محكمة االستئناف الدعنى دو تكليف مدعي البطال بدفع الرسم كامالً وإ ذلك من مقتضيات النظا العا‬
‫فنقرر وقض الحكم المطعن فيه وإعادة الدعنى إلى مصدرها إلجراء المقتضى القاونوي مع التنويه إلى أن مدعي‬
‫البطالن هو عصام الشعبان وليس الشركة العربية لإلنشاءات‪ .‬لهذا وتأسيساً على ما تقدم نقرر نقض الحكم المطعون‬
‫فيه وإعادة األوراق إلى مصدرها إلجراء المقتضى القانوني‪")6(".‬‬
‫وبهذا الخصنص قضت أيضا محكمة التمييز األردوية " (يستفاد من المادة العاشرة من قانون رسوم الطوابع رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 1112‬أنه ال تقبل في معرض البينة في الدعاوى المرفوعة لدى أي محكمة أو محكم أي معاملة خاضعة‬
‫للرسم تتعلق بأموال واقعة في المملكة أو بأي شأن آخر فيها بصورة كلية أو جزئية‪ ،‬إال إذا تم دفع الرسم المستحق‬
‫عليها‪ .‬وحيث إن القوانين المتعلقة بالضرائب والرسوم تعتبر من القوانين الوطنية اآلمرة لتعلقها بالنظام العام‪ ،‬فإنه‬
‫يتوجب على المحكمين احترامها ويكون للمحكمة المختصة التي تنظر دعوى البطالن أن تحكم من تلقاء نفسها‬
‫ببطالن حكم التحكيم فيما تضمن ما يخالف النظام العام في المملكة طبقاً ألحكام الفقرة (ب) من المادة (‪ )44‬من‬
‫"(‪")1‬‬
‫قانون التحكيم)"‪.‬‬
‫كما قضت محكمة التمييز بهذا الخصنص أيضا " وحيث إن االجتهاد القضائي مستقر على أن مقتضيات المادة‬
‫(‪ )21‬من قانون رسوم طوابع الواردات المشار إليها والمتعلقة بحجية المستندات المقدمة أمام المحاكم والتحكيم ال‬
‫يترت ب على عدم دفع الرسوم بطالن المستند الخاضع لها‪ ،‬وإنما يستبعد من عداد البينات في الدعوى عندما يتم‬
‫تكليف الخصم مبرز السند بدفع رسوم طوابع الواردات المستحقة عليه خالل مهلة تحددها لهذه الغاية ولم يقم‬
‫بدفعها‪ ،‬ولما كا ذلك فإوه كا من الناجب على محكمة االستئناف وقبل أ تفصل في طلبي البطال أ تتحقق‬
‫فيما إذا كاوت رسن طنابع الناردات المستحقة على عقد المقاولة قد استنفيت أ ال وفي حال إغفال استيفائها‬
‫أما هيئة التحكيم أ تكلف مبرز العقد بدفعها مع الغرامة خالل المهلة التي تحددها ومن ثم ترتب األثر القاونوي‬

‫(‪ )2‬الحكم رقم ‪ -1111/5313‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1111/21/32‬‬
‫(‪ )1‬انظر قرار محكمة التمييز رقم (‪ )1111/112‬الصادر بتاريخ ‪.1111/2/12‬‬

‫‪61‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫لهذا العقد من حيث بطال قرار التحكيم أو تجزئته أو األمر بتنفيذه إعماالً لنص المادة (‪ )61‬من قاون رسن‬
‫طنابع الناردات رقم (‪ )81‬لسنة ‪ 8116‬والمادة (‪/91‬ب) من قاون التحكيم وعليه فإ ما جاء بهذا السبب يرد‬
‫على القرار الطعين وينجب وقضه"‪")6(" .‬‬

‫الخاتمة‬
‫النتائج‬
‫‪ ‬تتمثل الرقابة القضائية السابقة لحكم التحكيم بتحقق المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم‬
‫من وجود اتفاق التحكيم‪ ،‬وفي حال وجوده ترفع المحكمة يدها عن الدعوى كونها غير مختصة بنظر النزاع‬
‫تم االتفاق على التحكيم أثناء نظر النزاع من قبل المحكمة فعلى المحكمة أن‬
‫برد الدعوى‪ .‬أما إذا ّ‬
‫وتحكم ّ‬
‫ويعد هذا القرار بمنزلة اتفاق تحكيم مكتوب‪.‬‬
‫تقرر إحالة النزاع إلى التحكيم ّ‬
‫‪ ‬منحت المادة ‪ 23‬من قانون التحكيم المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬لقاضي األمور المستعجلة صالحية‬
‫اتخاذ أي إجراء وقتي أ و تحفظي أثناء نظر الخصومة التحكيمية وبالتالي فإن الدور الذي يؤديه قضاء‬
‫الدولة تجاه التحكيم ال يقتصر على دور الرقابة واإلشراف على إجراءات التحكيم بل يشمل دور المساعدة‬
‫والمؤازرة‪ ،‬فهناك أمور ال تستطيع هيئة التحكيم أن تقوم بها على انفراد الفتقارها إلى سلطة الجبر واإللزام‬
‫وبالتالي ال غنى لهيئة التحكيم عن االستعانة بشأنها بقضاء الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا انقضى ميعاد التحكيم سواء باالتفاق أو بنص القانون أو بقرار الهيئة (وسواء كان الميعاد األصلي أو‬
‫الميعاد المقرر بعد تمديده) قبل صدور الحكم المنهي للخصومة سقط اتفاق التحكيم وال يكون لهيئة التحكيم‬
‫والية االستمرار في التحكيم‪ ،‬وإذا صدر الحكم بعد انقضاء الميعاد فإنه يكون باطالً لصدوره ممن ليس له‬
‫والية إصداره وتتوافر عندئذ الحالة التي تجيز فيها المادة (‪/44‬أ) من قانون التحكيم األردني المعدل رقم‬
‫‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬رفع دعوى البطالن‪.‬‬
‫المعدل لقانون التحكيم رقم ‪ 32‬لسنة ‪ 1112‬في المادة‬
‫ّ‬ ‫سد قانون التحكيم األردني رقم ‪ 21‬لسنة ‪1122‬‬
‫‪ّ ‬‬
‫(‪ )21‬منه ثغرة قانونية بأن أضاف تعديال بخصوص اإلجراءات أو أسباب طلب الرد حيث أصبحت توجب‬
‫فيتعين عليه أن يقدم جوابه على طلب‬
‫ّ‬ ‫المحكم‬
‫ّ‬ ‫ابتداء‪ ،‬وفي حال عدم تنحي‬
‫ً‬ ‫تقديم طلب الرد كتابة للهيئة‬
‫الرد إلى محكمة االستئناف التي يجري في دائرة اختصاصها التحكيم وهذا‬
‫الرد وبيناته‪ ،‬وتحيل الهيئة طلب ّ‬
‫ّ‬
‫المعدل يعني عد اختصا المحكم‪ ،‬حيث إن النص السابق قبل التعديل كان يختصم فيه المح ّكم‬
‫ّ‬ ‫النص‬
‫للمحكم مع أحد األطراف مما يضفي ظالالً من‬
‫ّ‬ ‫أمام محكمة االستئناف مما يعني توّلد خصومة قضائية‬
‫رده واستم ارره نظر النزاع بعد اختصامه سابقاً من أحد األطراف‪.‬‬
‫الشك على حيدة المح ّكم في حال عدم ّ‬
‫المحكم واستقالليته تختلف عن حيدة واستقالل القاضي ألن مبدأ الحياد في القضاء ينبغي‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬إن مفهوم حيدة‬
‫أن يسود كل نواحي الخصومة القضائية وبالتالي استقالل القاضي عن الخصوم وعن الغير أصحاب‬
‫للمحكم أية صلة‬
‫ّ‬ ‫المصلحة في النزاع‪ .‬في حين يختلف األمر في مجال التحكيم فقد عرفه الفقه " أال يكون‬

‫(‪)3‬‬
‫الحكم رقم ‪ 2‬لسنة ‪ - 1125‬محكمة التمييز بصفتها الحقوقية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪.1125/4/25‬‬

‫‪62‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫للتحيز‪ .‬وقد غاير المشرع األردني بين‬


‫ّ‬ ‫أو ارتباط بموضوع النزاع أو بأحد المحتكمين أو بممثلهم قد تدفعه‬
‫المحكمين فيما أورده بأسباب عدم صالحية القضاة وردهم وتنحيتهم الواردة في المادة (‪ )231‬من‬
‫القضاة و ّ‬
‫قانون أصول المحاكمات المدنية في حين أورد المشرع بالمادة (‪ )22‬من قانون التحكيم بالنسبة ّ‬
‫لرد‬
‫المحكمين‪ .‬وبالرغم من محاولة بعضهم التمييز بين الحيدة واالستقالل بالقول إن عد الحيدة يمثل منقفاً‬
‫ّ‬
‫المحكم بأحد الخصوم كالمودة والكراهية في حين يمثل عد‬
‫ّ‬ ‫شخصياً لتعّلقه بالعاطفة التي ترجع إلى عالقة‬
‫االستقالل منقف ًا منضنعي ًا يرجع إلى الضغط الذي قد يباشره الخصم على المحكم‪ .‬إال أن المعمول عليه‬
‫المحك م هو أمر واحد يتمثل في ترجيح عدم استطاعة الحكم بغير ميل وسواء بعد ذلك أو رجع هذا‬
‫ّ‬ ‫رد‬
‫في ّ‬
‫الميل إلى عدم حياده أو عدم استقالله‪.‬‬
‫‪ ‬تتمثل الرقابة القضائية الالحقة على حكم التحكيم من خالل تنفيذه‪ ،‬ولقد نظم المشرع األردني إجراءات‬
‫التنفيذ بموجب المادتين (‪ )54،53‬من قانون التحكيم األردني المعدل رقم ‪ 21‬لسنة ‪ ،1122‬وجعل محكمة‬
‫برد دعوى‬
‫التمييز المحكمة المختصة بطلب تنفيذ حكم التحكيم وهي التي تأمر بتنفيذ الحكم إذا قضت ّ‬
‫البطالن وتأييد حكم التحكيم وفقاً للمادة (‪ )52‬من ذات القانون‪ ،‬وأن تبليغ أحكام التحكيم ال يتم بذات‬
‫القواعد الخاصة لتبليغ أحكام المحاكم النظامية‪ ،‬ألن قانون التحكيم األردني نص في المادة (‪ )1‬منه على‬
‫قواعد خاصة في التبليغ يجب اتباعها‪.‬‬
‫‪ ‬أن المادة ‪ 44‬من قانون التحكيم األردني المعدل حددت الحاالت التي تقبل فيها لرفع دعوى بطالن حكم‬
‫التحكيم فمن البطالن ما يتعلق باتفاق التحكيم ومن البطالن ما يتعلق بعدم احترام إرادة األطراف ومن‬
‫البطالن ما يتعلق بتجاوز حقوق الدفاع والمساواة بين األطراف ومن البطالن ما يتعلق بالنظام العام‪.‬‬
‫اعتبرت محكمتا التمييز واالستئناف األردنيتان ومن خالل العديد من أحكامهما المتواترة أن رقابتهما على‬ ‫‪‬‬
‫حكم التحكيم شكلية إجرائية‪.‬‬
‫التنصيات‬
‫‪ ‬نتمنى على المشرع األردني إضافة نص خاص بالمادة الواجب على الخصم إقامة دعواه التحكيمية فيما‬
‫إذا تم اتخاذ إجراءات وقتية مستعجلة من قبل قاضي األمور المستعجلة وذلك لصعوبة تطبيق أحكام المادة‬
‫(‪ )242‬من قانون أصول المحاكمات المدنية وتشكيل هيئة التحكيم خالل (‪ )2‬أيام بخالف المحكمة العادية‬
‫المشكلة مسبقا‪.‬‬
‫‪ ‬نتمنى على المشرع األردني ضرورة التدخل إلضفاء المرونة على نص المادة (‪/44‬أ) من قانون التحكيم‬
‫التوسع أو‬
‫ّ‬ ‫المعدل بحيث تسمح باتفاق األطراف على أسباب مغايرة لدعوى البطالن بما يجيز لألطراف‬
‫التضيق في أسباب البطالن ما عدا ما يخالف النظام العام‪ .‬وتحديدًا في معالجة عدم تطبيق هيئة التحكيم‬
‫للقانون الموضوعي المحدد على النزاع‪.‬‬
‫إنشاء مركز تحكيم مؤسسي له نظامه وقواعده وإجراءاته بحيث يخضع نظام تعيين واختيار المحكمين له‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مرجعة مؤسسي لتقويمها وإعادتها‬
‫وتخضع األحكام قبل صدورها عن المحكمين بمقتضى قواعده لنظام ا‬
‫للتصويب إذا اقتضت الحاجة وبما يرفع من مستوى األحكام الصادرة ومستوى الثقة فيها مع بقاء هذه‬
‫األحكام خاضعة لدعاوى البطالن بموجب القانون وإصدار دليل لمعايير الحياد واإلفصاح‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫هنادي اسعد تيسير العمادي‬ ‫اتفاق التحكيم بين الرقابة القضائية السابقة‪...‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫اوالً‪ :‬الكتب‬

‫‪ ‬الجغبير‪ ،‬إبراهيم رضوان (‪ ،)1122‬بطالن حكم التحكيم‪ ،‬دار الثقافة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ ‬الحداد‪ ،‬حفيظة السيد (‪ ،)2442‬الطعن بالبطالن على أحكام التحكيم الصادرة في المنازعات الخاصة‬
‫الدولية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ ‬الحداد‪ ،‬حفيظة السيد (‪ ،)1111‬الرقابة القضائية على أحكام التحكيم بين االزدواجية والوحدة‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون طبعة‪.‬‬
‫‪ ‬الدبوبي‪ ،‬خالد عبدالله‪ ،‬قانون التحكيم (‪ ،)1111‬محاضرات تم إعطاؤها في مادة مدى الرقابة القضائية‬
‫على حكم التحكيم لطالب المعهد القضائي‪.‬‬
‫‪ ‬الزعبي‪ ،‬محمد داود (‪ ،)1122‬دعوى بطالن حكم التحكيم في المنازعات التجارية الدولية‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ ‬الطراونة‪ ،‬مصلح (‪ ،)1121‬الرقابة القضائية على األحكام التحكيمية في القانون األردني‪ ،‬دراسة مقارنة‪.‬‬
‫الطبعة ‪ ،2‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫‪ ‬أبو الوفا‪ ،‬أحمد (‪ ،)1112‬التحكيم االختياري واإلجباري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون طبعة‪.‬‬
‫‪ ‬حداد‪ ،‬حمزة (‪ ،)1112‬التحكيم في القوانين العربية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط ‪ ،2‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬
‫‪ ‬سامي‪ ،‬فوزي محمد‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي (‪ ،)1121‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة‪.‬‬
‫‪ ‬شرايري‪ ،‬أحمد بشير (‪ ،) 1121‬بطالن حكم التحكيم ومدى رقابة محكمة النقض(التمييز) عليه" دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار الثقافة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ ‬علي‪ ،‬وليد علي‪ ،‬دعوى بطالن أحكام التحكيم التجاري الدولي (‪ ،)1124‬القاهرة‪ ،‬دار الوفا للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الطبعة ‪.2‬‬

‫ثاوياً‪ :‬الرسائل الجامعية‬

‫‪ ‬المحاميد‪ ،‬مروان محمد سالمة (‪ ،)1122‬رقابة القضاء على ميعاد التحكيم‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪.‬‬
‫‪ ‬المصري‪ ،‬عمر محيي الدين (‪ ،)1111‬سلطة القضاء في إبطال حكم التحكيم موضوعيا‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫األوسط‪.‬‬
‫‪ ‬مطر‪ ،‬وئام مصطفى محي الدين‪ ،)1124( ،‬آثار حكم التحكيم وطرق الطعن فيه" دراسة مقارنة "‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة األزهر‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬
‫مجلة جامعة الزيتونة االردنية للدراســـــــــــات القانونية‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬االصدار(‪2021،)3‬‬
‫‪Al-Zaytoonah University of Jordan Journal for Legal studies, Volume (2), Issue (3), 2021‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المجالت‬

‫‪ ‬عبيدات‪ ،‬رضوان إبراهيم‪ ،‬حزبون‪ ،‬جورج حزبون (‪ ،)1111‬النظام القانوني لدعوى البطالن لحكم التحكيم‬

‫وفق أحكام القانون األردني والمقارن‪ ،‬دراسات علوم الشريعة والقانون‪ّ ،‬‬
‫المجلد ‪ ،33‬العدد ‪.1‬‬

‫‪ ‬العدوان‪ ،‬وضاح (‪ ،)1122‬بطالن حكم التحكيم في ضوء أحكام القانون األردني‪ ،‬دراسات علوم الشريعة‬
‫والقانون‪ ،‬مجلد ‪ ،44‬العدد‪.4‬‬

‫رابعاً‪ :‬القناوين‬

‫‪ ‬قانون التحكيم األردني رقم ‪ 32‬لعام ‪.1112‬‬


‫‪ ‬قانون التحكيم األردني رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1122‬المعدل لقانون رقم ‪ 32‬لسنة ‪.1112‬‬

‫‪69‬‬ ‫©جميع الحقوق محفوظة‪،‬عمادة البحث العلمي‪ /‬جامعة الزيتونة االردنية ‪2021‬‬

You might also like