Professional Documents
Culture Documents
حركة الحروفية أو الحروفيات في عالم الفن التشكيلي
حركة الحروفية أو الحروفيات في عالم الفن التشكيلي
حركة الحروفية أو الحروفيات في عالم الفن التشكيلي
حركة الحروفية أو الحروفيات في عالم الفن التشكيلي ظهرت في أواخر القرن العشرين بين الفنانين العرب الحروفية
تعريف
مصطلح « حروفية » أو « حروفيات للجمع » مشتق من المصطلح العربي ،حرف ،والذي يعني الحرف (كما في حرف األبجدية).
عندما يستخدم المصطلح لوصف حركة فنية معاصرة ،فإنه يشير بشكل صريح إلى نظام للتدريس في زمن القرون الوسطى أو عصر
الظالم في أوروبا [العصر الذهبي لإلسالم والعرب] حيث نظام التدريس هذا كان متعلقًا في الالهوت السياسي والِحرفية .في هذا الالهوت،
ينظر لألحرف على أنها عالمات بدائية بإمكانها التأثير على الكائنات وتحديدًا البشر وغيرها من مظاهر كونية ]1[.وهكذا ،فإن المصطلح
[]2
مشحون بالمعنى الصوفي والباطني والغموض.
تشير فنون الحروفيات (المعروفة أيًضا باسم حركة الحروفية [ ]3أو الحركة الِحرفية [ )]4إلى استخدام الخط العربي كعنصر بياني في
: Letterist Internationalعمل فني ،وعادًة ما يكون عماًل تجريدًيا ]5[.تتميز الحركة الفنية العربية الحروفية عن [الِحرفية الدولية]
.التي كان لها قسم جزائري أسسه الحاج محمد دحو في الشلف في عام 1953
صار مصطلح «حروفية» مثيًر ا للجدل إلى حٍد ما ورفضه عدد من الباحثين ،بمن فيهم وجدان علي ،وندى شبوط ،وكارين دابروڤسكا .تم
اقتراح مصطلح بديل هو « المدرسة الخطية للفن » (مدرسة الخط العربي للفنون) لوصف االستخدام التجريبي للخط العربي في الفن
[]6
العربي الحديث.
كان الفن التقليدي الحروفي مقيدًا بقواعد صارمة ،حيث يحظر تصوير أو رسم البشر وذات األرواح فيها كذلك كانت معظمها ذات
ارتباطات دينية أو تعبدية إسالمية ]7[.الخطاطون يتدربون على إتقان واحتراف الخط العربي لسنوات عديدة من أجل اكتساب كل من التقنية
والقواعد التي تحكم الخط .تحرر الفنانون الحروفيون المعاصرون من هذه القواعد ،مما سمح بفك الحروف العربية وتغييرها وإدراجها في
[]8
األعمال الفنية التجريدية.
نشأ استخدام العناصر العربية التقليدية ،ال سيما الخط العربي ،في الفن الحديث بشكل مستقل في مختلف الدول اإلسالمية؛ قلة من هؤالء
الفنانين الذين يعملون في هذا المجال ،كانوا يعرفون بعضهم البعض ،مما ساهم بتنوع مظاهر وسمات أعمال الحروفيات وسمح لها بالتطور
في مناطق مختلفة ]9[.في السودان ،على سبيل المثال ،كانت الحركة ُتعرف باسم مدرسة الخرطوم القديمة ]10[ ،وافترضت طابًعا مميًز ا
حيث تم الجمع بين الزخارف والخط العربي ،في حين أن الوسائل والمواد أو الوسائط المستخدمة مثل الجلود والخشب حلت محل القماش
لتوفير نمط أفريقي متميز ]11[.في المغرب ،كانت الحركة مصحوبة باستبدال الوسائط التقليدية بالزيوت؛ فضل الفنانون األصباغ التقليدية مثل
الحناء ،وتميزوا بإدخال أساليب النسيج والمجوهرات والوشم فيها ،باإلضافة إلى الرسوم البربرية التقليدية ]10[.في األردن ،كانت ُتعرف
[]12
عموًما باسم حركة الحروفية ،بينما في إيران ،حركة السقا-خانة.
رفض فنانو الحروفيات مفاهيم الفن الغربي ،وشكلوا هوية فنية جديدة مستمدة من ثقافتهم وتراثهم .نجح هؤالء الفنانون في دمج التقاليد
المرئية اإلسالمية ،وخاصة الخط العربي ،في تراكيب أصلية معاصرة ]13[.الموضوع الشائع بين فناني الحروفيات هو أنهم جميًعا استفادوا
من جماليات وغموض الخط العربي ،لكنهم استخدموه بالمعنى الحديث التجريدي ]14[.على الرغم من أن فناني الحروفيات كافحوا إليجاد
حوارهم الفردي مع القومية ،فقد عملوا أيًضا على تحقيق جمالية أوسع تتخطى الحدود الوطنية ويمثلون انتماًء لهوية عربية في فترة ما بعد
[]12
االستعمار.
:شرح مؤرخ الفن ،كريستيان تريشل ،كيفية يتم استخدام الخط العربي في الفن المعاصر
إنهم يفككون الكتابة ويستغلون الحرف ويحولونه إلى عالمة إشارية للخط والتقاليد والتراث الثقافي .نظًر ا ألن العالمة«
جمالية بحتة ولغوية فقط في ترابطها الثقافي ،فإنها تفتح حتى اآلن طرًقا غير مألوفة للتفسير ،وتجتذب جماهير مختلفة،
ومع ذلك ال تزال تحتفظ بثقافة الفنان الخاصة ،فنانو الحروفيات يتخلصون من وظيفة اللغة المعبرة .الحروف تصبح
».عالمات خالصة ،وُتفرغ مؤقًت ا من معناها المرجعي ،تصبح متاحة لمعاني جديدة
لم تكن الحركة الفنية الحروفية مقتصرة على الرسامين ،ولكنها تضمنت أيًضا فناني خزف مهمين مثل األردني ،محمود طه ،الذي جمع بين
الجماليات التقليدية ،بما في ذلك الخط ،مع الحرف اليدوية البارعة ]15[ ،والنحاتين ،مثل القطري ،يوسف أحمد [ ]16والعراقيان ،جواد
سليم ومحمد غني حكمت .كما لم يتم تنظيم الحركة على أسس رسمية عبر الدول الناطقة بالعربية .في بعض الدول العربية ،شكل فنانو
الحروفيات مجموعات أو مجتمعات رسمية ،مثل العراق مجموعة البعد الواحد ]17[ ،بينما في مدٍن أخرى عمل فنانون بشكل مستقل في نفس
[]18
المدينة قاموا دون علم ببعضهم البعض.
الحروفيات[عدل] تطور
[]4
حدد مؤرخو الفن ثالثة أجيال من فناني الحروفيات:
الجيل األول :الرواد ،الذين استلهموا من استقالل دولهم ،عن لغة جمالية جديدة تسمح لهم بالتعبير عن قوميتهم .رفض
هؤالء الفنانون التقنيات ووسائل اإلعالم األوروبية ،وانتقلوا إلى وسائل اإلعالم المحلية وأدخلوا الخط العربي في فنهم.
بالنسبة لهذه المجموعة من الفنانين ،تعد الحروف العربية سمة أساسية للعمل الفني .من فنانين الجيل األول :الفنانة
األردنية ،األميرة وجدان علي ،الفنانة السودانية ،إبراهيم الصالحي؛ الفنانون العراقيون ،شاكر حسن السعيد ،جميل
حمودي ،مديحة عمر ،جواد سليم؛ الرسام والشاعر اللبناني إيتل عدنان والفنان المصري رمزي مصطفى (مواليد
)1926.
الجيل الثاني :فنانون ،يعيش معظمهم في المنفى ،لكنهم يشيرون إلى تقاليدهم وثقافتهم ولغتهم في أعمالهم الفنية .الفنان،
.ضياء العزاوي هو نموذج من هذا الجيل
الجيل الثالث :الفنانون المعاصرون الذين استوعبوا جماليات عولمية ،والذين يستخدمون الحروف العربية والفارسية من
حين آلخر .إنهم يفككون الحروف ويستخدمونها بطريقة مجردة وزخرفة بحتة .تمثل أعمال كلناز فتحي ولال
.الصعيدي الجيل الثالث