التوجهات العامة لاستراتيجية رعاية المسنين وضاح

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 54

‫اهليئة السورية لشؤون األسرة والسكان‬

‫مديرية السكان‬

‫التوجهات العامة‬
‫لإلسرتاتيجية الوطنية لرعاية املسنني‬
‫يف اجلمهورية العربية السورية‬
‫‪2020 – 2014‬‬

‫دمشق‪2014-‬‬
‫مراجعة وتدقيق وتحرير‬

‫عميد المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية‬ ‫الدكتور محمد أكرم القش‬

‫فريق العمل‬
‫الدكتور عالء الدين الزعتري‬
‫وضاح الركاد‬
‫رنا خليفاوي‬

‫‪1‬‬
‫المحتويات‬
‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -0‬مقدمة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -1‬إضاءات إنسانية وحضارية حول التعامل مع المسنين‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -1-1‬رعاية كبار السن في الديانات القديمة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -2-1‬رعاية الوالدين في تعاليم الديانة المسيحية‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -3-1‬موقف الحضارة العربية اإلسالمية من مسائل رعاية كبار السن‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -2‬واقع المسنين في الجمهورية العربية السورية‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -1-2‬السياسات والتشريعات والقوانين‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2-2‬الخصائص الديموغرافية للمسنين‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -3-2‬الحالة االجتماعية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -4-2‬الحالة التعليمية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -5-2‬المسنون والنشاط االقتصادي‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -6-2‬الوضع الصحي‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -7-2‬الرعاية االجتماعية‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -8-2‬البيئة المادية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -3‬استنتاجات تحليلية عامة‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1-3‬نقاط القوة‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -2-3‬نقاط الضعف‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -3-3‬الفرص‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -4-3‬التهديدات والتحديات‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -4‬نحو استراتيجية وطنية لرعاية المسنين في سورية ‪ ..‬كحاجة تنموية وأولوية حكومية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1-4‬منهجية إعداد التوجهات العامة لالستراتيجية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -2-4‬الرؤية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -3-4‬الرسالة‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -4-4‬األهداف‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -5-4‬المنطلقات‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -6-4‬التوجهات‬
‫‪25‬‬ ‫التوجه األول ‪ -‬المشاركة في التنمية‬
‫‪25‬‬ ‫القضية ‪ :1‬مشاركة المسنين في إعداد الخطط الوطنية لالستفادة من خبراتهم‬
‫‪26‬‬ ‫القضية ‪ :2‬تحسين الحالة االقتصادية للمسنين‬
‫‪26‬‬ ‫القضية ‪ :3‬التعليم المستمر والتدريب والتأهيل‬
‫‪28‬‬ ‫التوجه الثاني ‪ -‬الرعاية الصحية‬
‫‪28‬‬ ‫القضية المحورية‪ :‬الرعاية الصحية المتكاملة للمسنين‬
‫‪30‬‬ ‫التوجه الثالث ‪ -‬بيئة مادية داعمة‬

‫‪2‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪30‬‬ ‫القضية ‪ :1‬السكن الخاص ودور رعاية للمسنين‬
‫‪31‬‬ ‫القضية ‪ :2‬المباني والمرافق المعدة لالستخدام العام‬
‫‪32‬‬ ‫التوجه الرابع ‪ -‬الرعاية النفسية واالجتماعية‬
‫‪32‬‬ ‫القضية ‪ :1‬الخدمات النفسية واالجتماعية للمسنين ودعم مقدمي الرعاية‬
‫‪33‬‬ ‫القضية ‪ :2‬دمج المسنين في الحياة االجتماعية‬
‫‪33‬‬ ‫القضية ‪ :3‬الحد من العنف الواقع على المسنين‬
‫‪34‬‬ ‫القضية ‪ :4‬نظرة المجتمع للمسنين‬
‫‪35‬‬ ‫القضية ‪ :5‬الشراكة والتنسيق بين المؤسسات المعنية بشؤون المسنين‬
‫‪36‬‬ ‫التوجه الخامس ‪ -‬البحوث والدراسات العلمية وقواعد البيانات‬
‫‪36‬‬ ‫القضية المحورية‪ :‬الدراسات واألبحاث وقواعد البيانات المتعلقة بالمسنين‬
‫‪37‬‬ ‫التوجه السادس ‪ -‬التشريعات والقوانين‬
‫‪37‬‬ ‫القضية ‪ :1‬التشريعات والقوانين المتعلقة بالمسنين والتنمية‬
‫القضية ‪ :2‬التشريعات والقوانين المتعلقة بتوفير الرعاية الصحية المتكاملة‬
‫‪38‬‬ ‫(الوقائية والعالجية والتأهيلية)‬
‫‪38‬‬ ‫القضية ‪ :3‬التشريعات والقوانين المتعلقة بتوفير بيئة مادية داعمة للمسنين‬
‫‪39‬‬ ‫القضية ‪ :4‬التشريعات والقوانين المتعلقة بالرعاية االجتماعية للمسنين‬
‫‪40‬‬ ‫التوجه السابع ‪ -‬رعاية المسنين في حاالت الطوارئ واألزمات‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -1‬اآلثار المتوقعة على المسنين في ظل األزمات‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -1-1‬المشكالت الصحية‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -2-1‬الحاجة إلى الدعم النفسي واالجتماعي‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -3-1‬الحاجة إلى الحماية‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -4-1‬صعوبات كسب الرزق (لقمة العيش)‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -5-1‬ضعف البيانات‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -2‬المحاور األساسية لتلبية االحتياجات اإلنسانية للمسنين في ظل األزمات‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -1-2‬محور الصحة‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -2-2‬محور الماء والصرف الصحي والنظافة‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -3-2‬محور الطعام والتغذية‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -4-2‬محور المأوى ( اإلقامة أو المسكن)‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -5-2‬محور تنسيق مراكز اإلقامة المؤقتة‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -6-2‬محور االستعادة المبكرة‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -7-2‬محور الحماية‬
‫‪45‬‬ ‫ملحق ‪ -1‬خلفية نظرية‬
‫‪47‬‬ ‫ملحق ‪ -2‬الدراسات واألبحاث وقواعد البيانات‬

‫‪3‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫ملحقق ‪ -3‬الققانون رققم ‪ 20‬لعقام ‪ 1981‬حقول إحقداث مركقز لرعايقة المسقنين فقي كقل محافظقة مقن محافظقات‬
‫‪50‬‬ ‫سورية‬
‫‪53‬‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫‪4‬‬
‫‪ -0‬مقدمة‬

‫تتصف كل مرحلة من مراحل عمر اإلنسان بخصوصيتها التي تميزها عن المراحل األخرى بما تحمله من‬
‫تأثيرات على اإلنسان نفسه وعلى المجتمع‪ ،‬والشيخوخة كغيرها من المراحل العمرية للإلنسان لها خصوصيتها‬
‫ومتطلباتها من االهتمام والرعاية الخاصة من جانب األسرة والمجتمع على حد سواء‪ ،‬فالمسنون جزء ال يتج أز من‬
‫المجتمع‪ ،‬ولهم الحق في العيش في بيئة تناسب قدراتهم وتعززها وتستجيب الحتياجاتهم وتلبيها‪ ،‬وتوفر لهم‬
‫الفرص التي تمكنهم من ممارسة النشاطات المالئمة لهم والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم‪ ،‬من خالل االستفادة‬
‫من مخزون خبراتهم المتراكمة‪.‬‬

‫ولقد تعددت المصطلحات التي وردت في الوثائق الدولية والدراسات العلمية‪ ،‬وفي أدبيات البحوث‬
‫االجتماعية المعبرة عن هذه الفئة العمرية‪ ،‬مثل‪ :‬كبار السن‪ ،‬أو األكبر سناً‪ ،‬أو فئة العمر الثالثة‪ ،‬أو فئة العمر‬
‫الرابعة‪ ،‬أو الشيخوخة‪ ،‬أو الشيوخ‪ ،‬أو المعمرين‪ ،‬أو المتقدمين في السن‪.‬‬

‫وتختلف سمات مرحلة الشيخوخة من مجتمع آلخر ومن فرد آلخر ضمن المجتمع الواحد تبعاً لظروف‬
‫حياته ومستوياته الفكرية واالجتماعية‪ ،‬وأسلوب معيشته‪ ،‬وبنيته الصحية والنفسية‪ ،‬وأوضاعه األسرية والبيئية‪.‬‬
‫وغالباً ما يتم تصنيف مراحل الشيخوخة إلى ثالث مراحل أساسية وهي الشيخوخة الشابة بين (‪ )47-06‬سنة‪،‬‬
‫والشيخوخة الكهلة بين (‪ )47-47‬سنة‪ ،‬والشيخوخة الهرمة أو الطاعنة في السن في عمر ‪ 85‬سنة فما فوق‪ .‬إال‬
‫أنه من الناحية العلمية ليس هناك سن أو زمن محدد تبدأ فيه مرحلة الشيخوخة‪ ،‬فالمعايير التي يمكن أن تحدد‬
‫سن الشيخوخة ال تقتصر فقط على المعايير الزمنية أو عدد سنوات العمر‪ ،‬بل يمكن أن ترتبط أيضاً بمعايير‬
‫بيولوجية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬أو نفسية‪ .‬وقد تشترك جميع تلك األبعاد في تحديد مرحلة الشيخوخة والتي هي مرحلة‬
‫حتمية يمر فيها كل انسان إذا قدر له أن يعمر‪.‬‬

‫وألغراض إدارية ‪ -‬تنظيمية أو قانونية يتم ربط تعريف المسن (إجرائياً) بمتغير العمر فقط‪ ،‬ويبرز هنا ثالثة‬
‫اتجاهات رئيسية في تحديد العمر الذي تبدأ فيه هذه المرحلة من عمر اإلنسان‪ ،‬فمعظم الدراسات واألدلة المتعلقة‬
‫بالمسنين‪ ،‬وكذلك اإلدارات اإلحصائية التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬ما زالت تعتمد سن الـ (‪ )06‬سنة كبداية لدخول‬
‫عمل بهذا التعريف بشكل خاص في الدول النامية لنظ اًر النخفاض متوسط األجل‬ ‫اإلنسان مرحلة الشيخوخة‪ ،‬وي َ‬
‫المتوقع عند الوالدة في هذه الدول مقارنة بالدول المتقدمة‪ .‬ومع االرتفاع التدريجي في متوسط األجل المتوقع عند‬
‫الوالدة في بلدان العالم المتعددة ومن ضمنها الدول النامية‪ ،‬واستمرار مساهمة السكان في النشاط االقتصادي‬
‫حتى بعد تجاوزهم سن الـ (‪ )06‬سنة‪ ،‬يعتمد في العديد من الحاالت‪ ،‬وال سيما عند الحديث عن القوة البشرية وقوة‬
‫العمل‪ ،‬سن الـ (‪ )07‬سنة كبداية لتصنيف الفرد ضمن شريحة المسنين وفق فئات عمرية موسعة (شريحة‬
‫األطفال أقل من ‪ 57‬سنة‪ ،‬وشريحة القوة البشرية ما بين‪ 07-57 :‬سنة‪ ،‬وشريحة المسنين ‪ 07‬سنة فأكثر)‪ .‬ومع‬

‫‪5‬‬
‫دخول الدول المتقدمة مرحلة التشيخ السكاني‪ ،1‬برز اتجاه ثالث نحو رفع السن المحددة لدخول مرحلة التشيخ‬
‫لتصل إلى (‪ )46‬سنة‪ .‬ويستند أصحاب هذا االتجاه إلى مبررات تتصل بطبيعة الحياة في العصر الحالي‬
‫واالرتفاع النسبي في مستويات المعيشة والتقدم الصحي‪ ..‬الذي انعكس ايجاباً على العمر البيولوجي لإلنسان‬
‫وصحته واطالة أمد عمره الزمني‪ ،‬والى شروط ومتطلبات العمل التعليمية والتأهيلية التي أخرت دخول الفرد إلى‬
‫سوق العمل لمدة ال تقل عن (‪ )7‬سنوات بالمتوسط‪ ،‬وقد تمتد في بعض األنشطة االقتصادية االنتاجية أو‬
‫الخدمية لمدة قد تصل إلى أكثر من (‪ )57‬سنة‪ ،‬والى طبيعة العمل وظروفه الحالية المعتمدة على الجهد الذهني‬
‫والخبرة المتراكمة أكثر من اعتمادها على الجهد العضلي‪-‬الجسماني‪.‬‬

‫وفي الجمهورية العربية السورية تعتمد سن الـ (‪ )06‬سنة كبداية لسن الشيخوخة في العديد من الحاالت‬
‫المباشرة التي تتصل بهذه الشريحة السكانية وال سيما قوانين العمل والتشغيل والتقاعد‪ ..‬وحيث أن العمر المتوقع‬
‫عند الوالدة وصل في الجمهورية العربية السورية لحوالي (‪ )4..5‬سنة (‪ 45.0‬سنة للذكور و‪ 47.4‬سنة‬
‫لإلناث)‪ ،‬بمعنى أن الفرد يعيش بالمتوسط (‪ )5.‬سنة بعد هذا العمر المحدد‪ ،‬لذلك درجت بعض الدراسات‬
‫والبحوث السكانية على اعتبار المسن هو من يبلغ سن الـ (‪ )07‬سنة فأكثر‪ ،‬كما أن معظم ما هو متوفر من‬
‫بيانات حول القوة البشرية وقوة العمل تدمج الفئة العمرية (‪ )07-06‬سنة مع شريحة السكان داخل القوة البشرية‪،‬‬
‫لتبدأ شريحة المسنين من العمر (‪ )07‬سنة فأكثر‪ .‬هذا بالطبع عدا البيانات اإلحصائية التي تبقي فئة السكان‬
‫داخل القوة البشرية التي تبدأ بالعمر (‪ )57‬سنة مفتوحة النهاية لتصبح (‪ 57‬سنة فأكثر)‪ .‬فبلوغ الفرد عمر‬
‫الستين سنة ال يعني خروجه النهائي من قوة العمل‪ ،‬بل احتمال خروجه بنسبة تقارب (‪ )%77‬في القطاع‬
‫الخاص وأكثر من (‪ )%57‬في القطاع العام‪ ،‬ويزداد هذا االحتمال صعوداً مع التقدم بالعمر لتصل إلى أكثر من‬
‫(‪ )%47‬في القطاع الخاص و(‪ )%55‬في القطاع العام مع العمر (‪ )07‬سنة‪.‬‬

‫وبغض النظر عن التباين في تحديد السن التي تبدأ فيه مرحلة الشيخوخة (‪ 06‬سنة أو ‪ 07‬سنة أو أكثر‬
‫من ذلك)‪ ،‬فإن أعداد المسنين ونسبتهم من إجمالي السكان آخذة بالتزايد المطرد على المستوى العالمي والمحلي‬
‫منذ عدة نتيجة التطور الحضاري والصحي الذي شهده العالم‪ ،‬حيث وصل عدد المسنين (‪ 06‬سن فأكثر) إلى‬
‫(‪ )4.6‬مليون مسن في العام ‪ 0657‬بنسبة تزيد قليالً (‪ )%56‬من سكان العالم‪ ،‬ومن المتوقع أن يصل إلى‬
‫(‪ )0‬مليار منس في العام ‪ .0676‬وفي الجمهورية العربية السورية وصل عدد المسنين إلى (‪ )5,.47‬مليون‬
‫مسن في العام ‪ 0650‬بنسبة (‪ )%0.7‬من إجمالي حجم السكان في سورية‪ ،‬ومن المتوقع أن يصل عدد‬
‫المسنين إلى حوالي (‪ )7.4.0‬مليون مسن في العام ‪ 0676‬بنسبة تصل إلى (‪ )%5.‬من السكان‪.‬‬

‫‪ - 1‬وصول المجتمع السكاني إلى مرحلة تكون فيه نسبة األطفال دون الـ ‪ 57‬سنة تساوي أو تقل عن نسبة السكان ممن تبلغ أعمارهم ‪ 06‬سنة فأكثر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -1‬إضاءات إنسانية وحضارية حول التعامل مع المسنين‬

‫‪ -1-1‬رعاية كبار السن في الديانات القديمة‬

‫تدعو جميع الحضارات االنسانية والشرائع والديانات السماوية إلى كسب رضا الوالدين وحسن التعامل‬
‫معهما‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬دعت الحضارة الهندية القديمة في تعاليمها الدينية إلى حسن التعامل مع الوالدين‪،‬‬
‫حيث ورد في كتاب الهندوس المقدس أنه من غير المستطاع "مكافأة األبوين حتى وال بمئة سنة على ما يقاسيناه‬
‫من عذاب في نسل األوالد‪.2‬‬

‫‪ -2-1‬رعاية الوالدين في تعاليم الديانة المسيحية‬

‫جسدت الديانة المسيحية في تعاليمها الرحمة والمحبة واإلخاء‪ ،‬ففي ظل هذه التعاليم السمحة والخيرة كان‬ ‫ّ‬
‫صى َق ِائالً‪:‬‬ ‫لرعاية اآلباء وبر الوالدين المكانة األولى في العالقات االنسانية‪ .‬فلقد جاء في إنجيل متى }فإن هللاَ أ َْو َ‬
‫اك َوأم َك‪َ ،‬و َم ْن َي ْشِت ْم أًَبا أ َْو أ ًّما َفْل َيم ْت َم ْوتًاً{‪ .3‬كما جاء في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس عن‬ ‫أَ ْك ِرْم أ ََب َ‬
‫صي ٍة‬ ‫َطيعوا والِِديكم ِفي الر ِب ألَن ه َذا حق‪« .‬أَ ْك ِرم أَباك وأمك»‪ ،‬الِتي ِهي أَول و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫األبناء واآلباء }أيُّها األَوالَد‪ ،‬أ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال األ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫اآلباء‪ ،‬الَ تغيظوا أ َْوالََدك ْم‪َ ،‬ب ْل‬‫ُّها َ‬ ‫َع َمار َعَلى األ َْرض»‪َ .‬وأ َْنت ْم أَي َ‬ ‫ب َو ْعد‪« ،‬ل َك ْي َيكو َن َلك ْم َخ ْيٌر‪َ ،‬وتَكونوا ط َو َ‬
‫يب الر ِّب َواِ ْن َذ ِارِه{‪ .4‬وجاء في رسالة بولس الرسول األولى إلى تيموثاوس وصايا بشأن األرامل والشيوخ‬ ‫ربُّوهم ِبتَأِْد ِ‬
‫َ ْ‬
‫ٍ ‪5‬‬
‫ط َه َارة{ ‪.‬‬ ‫ات‪ِ ،‬بك ِّل َ‬ ‫ات َكأَخو ٍ‬
‫ات‪ ،‬واْلحدثَ ِ‬ ‫اث َكِإخوٍة‪ ،‬واْلعج ِائز َكأمه ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والعبيد }الَ تَ ْزج ْر َش ْي ًخا َب ْل ِع ْ‬
‫ََ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َح َد َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ظه َكأَب‪َ ،‬واأل ْ‬
‫اعَف ٍة‪،‬‬
‫ض َ‬ ‫امة م َ‬
‫الشيوخ اْلمدِبرون حسنا َفْليحسبوا أَهالً لِكر ٍ‬
‫ْ ََ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ َ ً‬ ‫ونصت الرسالة نفسها على الدعوة للبر والتعاطف }أَما ُّ‬
‫ين َي ْت َعبو َن ِفي اْل َكِل َم ِة َوالت ْعِلي ِم{‪.6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالَ سي َما الذ َ‬

‫‪ -3-1‬موقف الحضارة العربية اإلسالمية من مسائل رعاية كبار السن‬

‫تتميز الحضارة العربية‪-‬اإلسالمية بموقفها المميز بما يخص مسائل تكريم الوالدين وطاعتهم بشكل خاص‪،‬‬
‫واحترام كبار السن وحماية حقوق المعمرين بشكل عام‪ .‬فالتشريع اإلسالمي تناول مسائل رعاية المسنين وفق‬
‫ثالثة مستويات تبدأ من تأكيد المواقف اإليجابية واألخالقية والدينية في نطاق األسرة‪ ،‬مرو اًر باألهل واألقرباء في‬
‫إطار الدعوة إلى صلة الرحم‪ ،‬ومن ثم تعميم موقف االحترام وأداء الحقوق والرعاية لتشمل جميع كبار السن أو‬
‫المعمرين في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬حقي‪ ،‬إحسان‪ ،‬كتاب الهندوس المقدس ‪/‬الويد‪ ، /‬دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬ص‪.555‬‬
‫‪ -3‬متى ‪.57:7‬‬
‫‪ -4‬افسس ‪.7-5:0‬‬
‫‪ 5‬تيموثاوس ‪.0-5:7‬‬
‫‪ 6‬تيموثاوس ‪.54:7‬‬

‫‪7‬‬
‫فعلى المستوى األسري يتجلّى موقف اإلسالم من رعاية الوالدين في أسمى مظاهره‪ ،‬حيث جعل طاعة‬
‫ُّك أَال تَ ْعبدوْا ِإال ِإياه َوِباْل َوالِ َد ْي ِن‬
‫ضى َرب َ‬ ‫الوالدين واإلحسان إليهما مساوياً لجوهر اإليمان وعدم الشرك باهلل‪َ ﴿ .‬وَق َ‬
‫ض‬ ‫ف والَ تَْنهرهما وقل لهما َقوالً َك ِريما‪ ،‬و ْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخف ْ‬ ‫ً َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َحده َما أ َْو كالَه َما َفالَ تَقل له َمآ أ ّ َ َ ْ َ َ‬ ‫إ ْح َس ًانا إما َيْبل َغن ع َند َك اْلك َب َر أ َ‬
‫ل تَ َعاَل ْوا أ َْتل َما‬ ‫ص ِغ ًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫ير﴾ ‪ .‬وورد في السياق ذاته ﴿قُ ْ‬
‫‪7‬‬
‫اح الذ ّل م َن الر ْح َمة َوقل ر ّب ْار َح ْمه َما َك َما َرب َياني َ‬ ‫َله َما َج َن َ‬
‫َحرَم َربُّك ْم َعَل ْيك ْم أَال ت ْش ِركوْا ِب ِه َش ْيًئا َوِباْل َوالِ َد ْي ِن ِإ ْح َس ًانا﴾‪ .8‬كما نزل األمر اإللهي بوجوب شكر الوالدين بعد شكر‬
‫هللا تعالى إعالء لمكانتهما وتقدي اًر لجهودهما في تنشئة الوالدين مع تقدير خاص لدور األم ومقامها‪ ،‬فقد جاء قوله‬
‫اشك ْر لِي َولِ َوالِ َد ْي َك ِإَلي‬ ‫َن ْ‬ ‫ان ِبوالِ َد ْي ِه َحمَل ْته أ ُّمه و ْهًنا َعَلى و ْه ٍن وِفصاله ِفي َعام ْي ِن أ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نس َ َ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬وَوص ْي َنا اإل َ‬
‫ون َك َما َذا‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ‬
‫اْل َمصير﴾ ‪ .‬ويتمثل تفضيل اآلباء واعطائهم األولوية في اهتمام األبناء وانفاقهم في نص اآلية‪َ ﴿ :‬ي ْسأَل َ‬
‫يل َو َما تَْف َعلوْا ِم ْن َخ ْي ٍر َفِإن َّللَ ِب ِه‬ ‫ين واب ِن السِب ِ‬ ‫ِ‬
‫امى َواْل َم َساك ِ َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ي ِنفقون قل ما أ َ ِ‬
‫َنفْقتم ّم ْن َخ ْي ٍر َفلْل َوال َد ْي ِن َواألَْق َربِ َ‬
‫ين َواْل َيتَ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫يم﴾‪.10‬‬ ‫ِ‬
‫َعل ٌ‬

‫أما على المستوى األوسع‪ ،‬وفي نطاق رعاية األقرباء والتأكيد على صلة الرحم‪ ،‬فإن اآلية الكريمة تذكر‬ ‫ّ‬
‫اعبدوْا َّللَ والَ ت ْش ِركوْا ِب ِه َش ْيًئا وِباْلوالِ َد ْي ِن ِإ ْحس ًانا وبِِذي اْلق ْرَبى واْل َيتَامى واْلمسا ِك ِ‬
‫ين َواْل َج ِار ِذي‬ ‫بقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ْ‬
‫َ َ َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫نب واب ِن السِب ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫يل َو َما َمَل َك ْت أ َْي َمانك ْم ِإن َّللَ الَ يح ُّب َمن َك َ‬
‫ان م ْختَاالً‬ ‫الج ِ َ ْ‬ ‫ِ‬
‫اْلق ْرَبى َواْل َج ِار اْلجنب َوالصاحب ب َ‬
‫ور﴾‪.11‬‬
‫َفخ ًا‬

‫ترسخت دعائمه عبر الدعوة‬ ‫وجسدت سيرة الرسول الكريم وأحاديثه البنيان األخالقي والديني الذي ّ‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فقد ورد في الحديث الشريف "أال أنبئكم بأكبر الكبائر‪ ،‬قلنا بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال اإلشراك باهلل‬
‫وعقوق الوالدين"‪.12‬‬

‫ظ ِهر مدى االهتمام بكبار السن‬


‫هذه النصوص القرآنية وما سبقها من نصوص شرائع سماوية وتعاليم دينية ت ْ‬
‫الك َبر والشيخوخة‪ ،‬من حيث الرعاية واالهتمام واألمن‬ ‫عموماً‪ ،‬والوالدين خصوصاً وتحديداً عند بلوغهما مرحلة ِ‬
‫االجتماعي‪ ،‬ومن حيث اإلنفاق المالي واألمن االقتصادي‪.‬‬

‫‪ - 7‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪...‬‬


‫‪ - 8‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪.575‬‬
‫‪ - 9‬سورة لقمان‪ ،‬اآلية ‪.57‬‬
‫‪ - 10‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.057‬‬
‫‪ - 11‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪..0‬‬
‫‪ - 12‬رواه البخاري‪ :‬انظر‪ :‬كتاب‪ ،‬األدب‪ ،‬باب عقوق الوالدين‪ .‬ومسلم‪ :‬انظر‪ :‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان الكبائر أكبرها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -2‬واقع المسنين في الجمهورية العربية السورية‬

‫‪ -1-2‬السياسات والتشريعات والقوانين‬

‫يستفيد المسنون من الخدمات المجتمعية التي تقدمها الدولة لجميع المواطنين دون تمييز‪ ،‬وذلك تنفيذاً‬
‫ألحكام الدستور الدائم للجمهورية العربية السورية الصادر عام ‪ 554.‬حيث نص في الفقرة (آ) من المادة ‪/77/‬‬
‫منه على أن "األسرة هي خلية المجتمع األساسية وتحميها الدولة"‪ .‬كما نص في المادة ‪ /70/‬أيضاً على‬
‫مايلي‪:‬‬

‫‪ -)5‬تكفل الدولة كل مواطن وأسرته في حاالت الطوارئ والمرض والعجز واليتم والشيخوخة‪.‬‬
‫‪ -)0‬تحمي الدولة صحة المواطنين وتوفر لهم وسائل الوقاية والمعالجة والتداوي‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ /74/‬على أن "تكفل الدولة الخدمات الثقافية واالجتماعية والصحية وتعمل بوجه خاص على‬
‫توفيرها للقرية رفعاً لمستواها"‪.‬‬

‫وأكد الدستور الصادر في العام ‪ 0650‬على هذه القضايا في الفصل الثالث‪ ،‬الباب األول المتعلق بالمبادئ‬
‫االجتماعية‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )06‬على أن "األسرة هي نواة المجتمع ويحافظ القانون على كيانها ويقوي‬
‫أواصرها‪ ،"...‬كما نصت المادة (‪ )00‬على أن "الدولة تكفل كل مواطن وأسرته في حاالت الطوارئ والمرض‬
‫والعجز واليتم والشيخوخة‪."...‬‬

‫وتضمنت التشريعات النافذة في الجمهورية العربية السورية أحكاماً خاصة بتأمين الشيخوخة ورعاية‬
‫المسنين‪ ،‬ولعل من أهم هذه التشريعا‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ -)1‬قانون التأمينات االجتماعية الصادر بالقانون رقم ‪ /92/‬تاريخ ‪ 1959/4/6‬وتعديالته‬


‫لعام‪ ،2001‬والذي خصص الفصل األول منه لقضايا التعويضات والمعاشات‪ ،‬والفصل الثاني لمسائل تأمين‬
‫الشيخوخة‪ .‬وتسري أحكامه‪ ،‬كما نصت المادة ‪ /2/‬منه‪ ،‬على عدة فئات منها‪ :‬مستخدمي وعمال الحكومة‬
‫والوحدات اإلدارية ذات الشخصية االعتبارية المستقلة والمؤسسات العامة‪ .‬فقد نصت المادة ‪ ،/74/‬الخاصة‬
‫باستحقاق معاش الشيخوخة‪ ،‬على أن هذه المعاش يستحق في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ ‬انتهاء الخدمة بسبب إتمام المؤمن عليه سن الستين والمؤمن عليها سن الخامسة والخمسين وبلوغ مدة‬
‫الخدمة المحسوبة في المعاش (‪ )57‬سنة‪.‬‬
‫‪ ‬انتهاء الخدمة بسبب إتمام المؤمن عليه سن الخامسة والخمسين والمؤمن عليها سن الخمسين وبلوغ مدة‬
‫الخدمة المحسوبة في المعاش (‪ )06‬سنة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كما نص الفصل الثالث على تأمين العجز والوفاة وفقاً للمادة ‪ ،/04/‬على أن يربط معاش العجز الكامل‬
‫على أساس (‪ )%.6‬من متوسط األجور في السنوات الثالث األخيرة‪ ،‬أو فترة االشتراك في التأمين إن قلت عن‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المعاشات التقاعدية تخضع للزيادات بنسب محددة كلما طرأت زيادة على رواتب‬
‫العاملين في الدولة والقطاع العام تمشياً مع ارتفاع مستوى المعيشة‪.‬‬

‫‪ -)0‬القانون األساسي للعاملين في الدولة رقم ‪ /50/‬لعام ‪ ،2004‬ويتضمن هذا القانون قواعد التعاقد‬
‫واستخدام العاملين المحالين إلى التقاعد ببلوغ عمر الستين سنة‪ ،‬واألجور التي تمنح لهم‪.‬‬

‫‪ -)3‬التأمين ضد الشيخوخة عن طريق شركة التأمين السورية‪ ،‬وهي مؤسسة عامة ترتبط بو ازرة‬
‫االقتصاد‪ ،‬والتأمين في هذه الشركة اختياري كالتأمين على الحياة‪.‬‬

‫‪ -)4‬القانون رقم ‪ 20‬لعام ‪ ،1981‬والذي ينص على إحداث مركز لرعاية المسنين في كل محافظة من‬
‫المحافظات السورية بقرار من و ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬بحيث يتمتع هذا المركز (دار رعاية) بالشخصية‬
‫االعتبارية واالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬ويرتبط إدارياً ومالياً بالمكتب التنفيذي لمجلس المحافظة‪ .‬وقد تم تحديد‬
‫النظام الداخلي لتلك الدور‪ ،‬وشروط قبول المسنين فيها‪ ،‬وكذلك شروط قبول فئات العاجزين الذين ينتج عجزهم‬
‫عن الشيخوخة‪ ،‬واستفادة المقيمين في تلك الدور من الخدمات الصحية واالجتماعية مقابل ٍ‬
‫بدل نقدي رمزي أو‬
‫بدون بدل نقدي في حال ثبات عدم وجود مورد أو معيل للمسن وذلك حفاظاً على كرامته وحقوقه‪.‬‬

‫‪ -2-2‬الخصائص الديموغرافية للمسنين‬

‫تشير البيانات اإلحصائية الرسمية‪-‬الدورية الواردة في المجموعات اإلحصائية الصادرة عن المكتب المركزي‬
‫لإلحصاء في الجمهورية العربية السورية إلى ارتفاع مستمر في نسبة كبار السن من اجمالي حجم السكان‪ .‬فقد‬
‫ارتفعت نسبة السكان في الفئة العمرية (‪ )07-06‬سنة من (‪ )%5.5‬عام ‪ 0666‬إلى (‪ )%0..‬عام ‪،0655‬‬
‫وهذا االرتفاع كان من (‪ %0.5‬إلى ‪ )%0.7‬للذكور ومن (‪ %5.4‬إلى ‪ )%0.0‬لإلناث‪.‬‬

‫وعموماً‪ ،‬ارتفعت نسبة المسنين الذكور ممن تبلغ أعمارهم (‪ )06‬سنة فأكثر من (‪ )%7.4‬عام ‪ 0666‬إلى‬
‫(‪ )%0.4‬عام ‪ ،0655‬وبالتوازي ارتفعت نسبة المسنات في ذات الشريحة العمرية وخالل نفس الفترة من‬
‫(‪ )%7.5‬إلى (‪ .)%0‬ويعزى ذلك إلى ارتفاع متوسط العمر (األجل) المتوقع عند الوالدة‪ ،‬الذي ارتفع حوالي‬
‫السنتين (من ‪ 45.7‬سنة إلى ‪ ،)4..0‬وتحديداً من ‪ 46‬سنة إلى ‪ 40.0‬سنة للذكور‪ ،‬ومن ‪ 40.5‬سنة إلى‬
‫‪ 47.0‬سنة لإلناث خالل الفترة ‪ ،0655-0666‬وذلك نتيجة التوسع األفقي والعمودي في الخدمات الصحية‬
‫وارتفاع مستوى الوعي الصحي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الجدول (‪)5‬‬
‫تطور نسبة المسنين من إجمالي السكان ‪)%( 0655-0666‬‬
‫إجمالي‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫الجنس‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫الشريحة العمرية‬
‫‪0..‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪64-60‬‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪..5‬‬ ‫‪..4‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪7..‬‬ ‫‪..4‬‬ ‫‪65 +‬‬
‫‪0.7‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪60 +‬‬
‫المصدر‪ :‬المكتب المركزي لإلحصاء‪ ،‬المجموعة اإلحصائية لعامي ‪ 0666‬و‪.0655‬‬

‫وقد أظهرت دراسة واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم (الهيئة السورية لشؤون األسرة‪،‬‬
‫‪ )0656‬التي نفذت وفقاً للمسح بالعينة‪ ،‬أن‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة المسنين والمسنات في الريف تزيد على نسبتهم في المدن‪ ،‬فوفقاً لنتائج المسح بالعينة (‪ %7..7‬في‬
‫الريف مقابل ‪ %70.7‬في الحضر)‪ ،‬كما أن نسبة المسنات في الريف أعلى من المسنين الذكور‪.‬‬
‫‪ ‬شكلت نسبة المسنين (من الجنسيبن) في فئة العمر بين (‪ )05-06‬وهي مرحلة "الشيخوخة الشابة" أكبر‬
‫شريحة بين الفئات العمرية المسنة األخرى‪ ،‬حيث بلغت نسبتها (‪ ،)%77.7‬تليها نسبة المسنين في مرحلة‬
‫الشيخوخة الكهلة من فئة العمر بين (‪ ،)45-46‬حيث بلغت نسبتها (‪ )%.5.7‬تليها الشريحة العمرية‬
‫الطاعنة في السن من عمر الثمانين سنة فما فوق وبنسبة (‪.)%57.0‬‬

‫وتشير دراسة أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية االجتماعية للمسنين (الهيئة السورية لشؤون‬
‫األسرة‪ )0660 ،‬بخصوص التركيب النوعي للمسنين إلى أن‪:‬‬

‫‪ ‬أعداد اإلناث المسنات المقيمات في دور الرعاية أكبر بشكل ملحوظ من أعداد الذكور المسنين المقيمين‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ ‬ال يبتعد التركيب العمري للمسنين داخل دور الرعاية عن التركيب العمري العام لهذه الشريحة السكانية في‬
‫المجتمع‪ ،‬السيما ما يخص فئة شباب المسنين من حيث كونها الفئة األوسع مقارنة بباقي فئات المسنين‪.‬‬

‫‪ -3-2‬الحالة االجتماعية‬

‫بالمقارنة بين ما أظهرته نتائج مسح صحة األسرة (‪ )0665‬والمسح الصحي األسري (‪ ،)0665‬يالحظ أن‬
‫نسبة المتزوجين (حالياً) ال تقل بين المسنين الذكور عن (‪ ،)%50‬وأن االتجاه العام لهذه النسبة هو في ازدياد‬
‫من (‪ )%50.4‬عام ‪ 0665‬إلى (‪ )%5..5‬عام ‪ .0665‬في حين أن هذه النسبة بين المسنات ال تصل إلى‬
‫(‪ ،)%75‬واالتجاه العام لهذه النسبة هو في انخفاض من (‪ )%74.4‬إلى (‪ )%74‬خالل الفترة (‪-0665‬‬
‫‪ .)0665‬ويعود ذلك في الغالب إلى أرجحية القبول االجتماعي لتكرار زواج الذكور األرامل أو المطلقين أكثر‬
‫مما هو عليه الحال بالنسبة لإلناث‪ ،‬وهذا ما تؤكده النسبة المرتفعة للمسنات األرامل التي تراوحت ما بين‬

‫‪11‬‬
‫(‪ )%.5.0-%.4.7‬مقارنة بالنسبة المنخفضة لدى الذكور التي تراوحت ما بين (‪ )%0-%0.0‬ما بين عامي‬
‫(‪ .)0665-0665‬وما يلفت النظر في تحليل الحالة االجتماعية للمسنين ليس تقارب نسب المطلقين بين‬
‫الجنسين‪ ،‬بل انخفاضها لدى كل من المسنين والمسنات‪.13‬‬

‫الجدول (‪)0‬‬
‫التوزع النسبي للمسنين والمسنات (‪ 06‬سنة فأكثر) حسب الحالة الزواجية (‪ )0665‬و(‪)%( )0665‬‬
‫إجمالي‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬
‫الحالة الزواجية‬
‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬
‫‪5.0‬‬ ‫‪5..‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0..‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫لم يتزوج قط‬
‫‪40.7‬‬ ‫‪44.5‬‬ ‫‪74.6‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫‪5..5‬‬ ‫‪50.4‬‬ ‫متزوج‬
‫‪05.7‬‬ ‫‪06..‬‬ ‫‪.5.0‬‬ ‫‪.4.7‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫أرمل‬
‫‪6.7‬‬ ‫‪6..‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫مطلق‬
‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫إجمالي‬
‫المصدر‪ :‬المكتب المركزي لإلحصاء بالتعاون مع جامعة الدول العربية – المشروع العربي لصحة األسرة‪ ،‬مسح صحة األسرة في الجمهورية العربية السورية‬
‫‪ ،0665‬دمشق‪ .0660 ،‬والمكتب المركزي لإلحصاء بالتعاون مع جامعة الدول العربية – قطاع الشؤون االجتماعية‪ ،‬المسح الصحي األسري في الجمهورية‬
‫العربية السورية ‪ ،0665‬التقرير الرئيسي حول األسرة السورية‪ ،‬دمشق‪.0655 ،‬‬

‫وقد بينت دراسة واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم (الهيئة السورية لشؤون األسرة‪،‬‬
‫‪ )0656‬أن نسبة المتزوجين بلغت (‪ )%06‬من مجموع أفراد العينة المدروسة البالغة ‪ .666‬مسن ومسنة‪،‬‬
‫توزعوا إلى (‪ )%.4.0‬من المسنين و(‪ )%00.0‬من المسنات‪ .‬وتبين كذلك أن نسبة األرامل من المسنين تقدر بـ‬
‫(ـ‪ )%7..‬مقابل (‪ )%00.5‬من المسنات‪.‬‬

‫‪ -4-2‬الحالة التعليمية‬

‫أظهرت نتائج المسوح الصحية ‪-‬األسرية لعامي ‪ 0665-0665‬ارتفاع نسبة األميين من المسنين‬
‫والمسنات‪ ،‬وال ينفي ذلك انخفاضها خالل الفترة المذكورة من (‪ %40.5‬إلى ‪ .)%04‬من ناحية أخرى أظهرت‬
‫البيانات الفجوة الجندرية في ارتفاع نسبة األمية بين المسنات بالمقارنة مع المسنين الذكور‪ ،‬حيث تراوحت هذه‬
‫النسبة ما بين (‪ )%04.7‬عام ‪ 0665‬و(‪ )%77..‬عام ‪ 0665‬لدى الذكور‪ ،‬في حين وصلت إلى (‪)%44..‬‬
‫عام ‪ 0665‬و(‪ )%40.5‬في عام ‪ 0655‬بين المسنات‪ .‬ويتأكد ذلك بالنظر إلى نسبة المسنين الحاصلين على‬
‫مؤهل جامعي فأكثر التي ارتفعت من (‪ %7..‬إلى ‪ )%4.7‬بين المسنين الذكور‪ ،‬مقابل مستوى وارتفاع‬
‫محدودين بين المسنات (من ‪ %6.5‬إلى ‪ )%5.7‬خالل نفس الفترة‪.14‬‬

‫‪ - 13‬لمزيــد مــن التفصــيل‪ ،‬انظــر‪ :‬المكتــب المركــزي لإلحصــاء بالتعــاون مــع جامعــة الــدول العربيــة – المشــروع العربــي لصــحة األسـرة‪ ،‬مســح صــحة األسـرة فــي‬
‫الجمهوري ــة العربيـ ــة السـ ــورية ‪ ،0665‬دمشـ ــق‪ .0660 ،‬وانظـ ــر أيض ـ ـاً‪ :‬المكتـ ــب المركـ ــزي لإلحصـ ــاء بالتعـ ــاون مـ ــع جامعـ ــة الـ ــدول العربيـ ــة – قطـ ــاع الشـ ــؤون‬
‫االجتماعية‪ ،‬المسح الصحي األسري في الجمهورية العربية السورية ‪ ،0665‬التقرير الرئيسي حول األسرة السورية‪ ،‬دمشق‪.0655 ،‬‬
‫‪ - 14‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الجدول (‪).‬‬
‫التوزع النسبي للمسنين (‪ 06‬سنة فأكثر) حسب الحالة التعليمية حسب ومتغير الجنس ‪0665-0665‬‬
‫إجمالي‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬
‫البيان‬
‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪0665‬‬
‫‪04.7‬‬ ‫‪40.5‬‬ ‫‪40.5‬‬ ‫‪44..‬‬ ‫‪77..‬‬ ‫‪04.7‬‬ ‫أمي‬
‫‪0..6‬‬ ‫‪54.5‬‬ ‫‪50.5‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪04.4‬‬ ‫‪0..6‬‬ ‫تعليم أساسي‬
‫‪..6‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪..6‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪5..‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪5..‬‬ ‫معهد متوسط‬
‫‪7..‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪7..‬‬ ‫جامعة فأكثر‬
‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫‪566.6‬‬ ‫إجمالي‬
‫المصدر‪ :‬مسح صحة األسرة ‪ ،0665‬والمسح الصحي األسري ‪.0665‬‬

‫وقد بينت دراسة واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم (الهيئة السورية لشؤون األسرة‪،‬‬
‫‪:)0656‬‬

‫‪ ‬أن نسبة األمية لدى من مجموع المسنين المشمولين بالدراسة بلغت (‪ ،)%75.0‬توزعت إلى (‪)%54.5‬‬
‫بين المسنين الذكور‪ ،‬و(‪ )%75.5‬لدى المسنات‪ ،‬وهذا يعني أن نسبة األمية بين المسنات (‪ )%40.0‬هي‬
‫أكثر من ضعف نسبتها بين المسنين الذكور (‪.)%.0.0‬‬
‫‪ ‬ترتفع معدالت األمية باطراد مع تقدم المراحل العمرية للمسنين‪ ،‬ففي حين بلغت نسبة األمية لدى الفئة‬
‫العمرية (‪ )07-06‬سنة حوالي (‪ %04‬لدى المسنين الذكور و‪ %47‬لدى المسنات) ارتفعت في الفئة‬
‫العمرية (‪ )47-46‬سنة إلى (‪ %.4‬لدى المسنين الذكور و‪ %44‬لدى المسنات) والى (‪ %7.‬لدى‬
‫المسنين الذكور و‪ %57‬لدى المسنات في الفئة العمرية (‪ )47-46‬سنة‪.‬‬

‫وبحسب نتائج دراسة أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية االجتماعية للمسنين (الهيئة السورية‬
‫لشؤون األسرة‪ ،)0660 ،‬لوحظ تفشي ظاهرة األمية بين المسنين (من كال الجنسين) في الفئات العمرية كافة‪،‬‬
‫بنسبة تصل إلى (‪ )%7..5‬من مجموع المسنين الذين شملتهم الدراسة‪ .‬واألمر يزداد سوءاً في صفوف المسنات‬
‫الالتي تعادل نسبة األمية لديهن ثالثة أمثال نسبتها بين المسنين الذكور‪ .‬وأوضحت الدراسة أن من بين كل‬
‫ثالثة مسنين (تقريباً) هناك مسن واحد فقط يحمل شهادة تعليمية (ابتدائية فما فوق)‪.‬‬

‫‪ -5-2‬المسنون والنشاط االقتصادي‬

‫بينت دراسة واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم (الهيئة السورية لشؤون األسرة‪،‬‬
‫‪ :)0656‬مجموعة كبيرة من المؤشرات رصدت حالة المسنين العملية والمهنية‪ ،‬لعل من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬ما يزال حوالي (‪ )%55..‬من مجموع المسنين والمسنات على رأس عملهم‪ ،‬مقابل (‪ )%44.4‬ال يمارسون‬
‫يعملن (‪ )%7‬فقط من مجموع المسنات‪ ،‬في حين وصلت هذه‬ ‫ّ‬ ‫العمل‪ .‬وشكلت نسبة المسنات اللواتي‬
‫النسبة إلى (‪ )%06‬من مجموع المسنين الذكور الذين شملتهم الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬أشارت الدراسة إلى رغبة (‪ )%07‬من إجمالي المسنين الذكور واإلناث بالعمل (‪ %57‬من إجمالي‬
‫المسنات مقابل ‪ %.7‬من إجمالي المسنين الذكور)‪.‬‬
‫‪ ‬أفاد (‪ )%4.5‬فقط من المسنين والمسنات بأنهم حصلوا على تعويض نهاية الخدمة‪ ،‬ووصلت نسبة‬
‫المسنين الذكور الحاصلين على التعويضات من مجموع المسنين الذكور إلى (‪ ،)%57‬في حين لم تتجاوز‬
‫هذه النسبة لدى المسنات (‪ )%0‬فقط من مجموع المسنات‪.‬‬
‫‪ )%50( ‬فقط من المسنين الذين عملوا سابقاً حصلوا على الرواتب التقاعدية‪ ،‬توزعوا إلى (‪ )%.‬فقط بين‬
‫المسنات مقابل (‪ )%..‬بين المسنين الذكور‪ ،‬وأفاد (‪ )%7.0‬من هؤالء بأن الرواتب التقاعدية تكفيهم لمدة‬
‫أسبوع واحد فقط‪ ،‬ونسبة (‪ )%4.44‬تكفيهم لمدة أسبوعين ونسبة (‪ )%..6.‬فقط تكفيهم لمدة شهر‪.‬‬
‫‪ ‬بين أصحاب الرواتب التقاعدية من المسنين الذكور بأنهم ينفقون ما نسبته (‪ )%..‬من رواتبهم على‬
‫الغذاء و(‪ )%.5‬على االحتياجات المنزلية األخرى و(‪ )%00‬على الدواء‪ .‬أما المسنات فينفقن (‪)%06‬‬
‫من رواتبهن على الغذاء و (‪ )%57‬على النفقات المنزلية األخرى و(‪ )%.4‬على الدواء‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعالقة المسنين بقوة العمل‪ ،‬فتشير البيانات اإلحصائية المتوفرة إلى ما يلي‪:15‬‬

‫‪ ‬وصلت نسبة مساهمة المسنين الذكور في العمل خارج المنزل من الشريحة العمرية األولى للمسنين (‪-06‬‬
‫‪ )07‬إلى (‪ )%44.4‬عام ‪ .5546‬وانخفضت تدريجياً حتى أصبحت (‪ )%70.7‬عام ‪ ،0667‬كما‬
‫انخفضت نسبة مساهمة عمل المسنين الذكور من الفئة العمرية (‪ 07‬سنة فما فوق) من (‪ )%70.5‬عام‬
‫(‪ )5546‬إلى (‪ )%04.4‬عام ‪ ،0667‬وذلك بسبب ارتفاع نسبة مساهمة بقية الفئات العمرية وخاصة الفئة‬
‫العمرية (‪ ).7-07‬في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬أما المسنات فقد تمركزت نسبة مساهمتهن في العمل في فئتي العمر المذكورتين أعاله عند حدود الـ (‪)%7‬‬
‫عملن داخل خالل هذه الفترة (‪ .)%5.7‬وبلغت‬
‫ّ‬ ‫فقط خالل الفترة ‪ ،0667-5546‬كما لم تتجاوز نسبة من‬
‫نسبة المتفرغات للتدبير المنزلي (‪ )%04‬عام ‪ ،5546‬وارتفعت إلى (‪ )%44.0‬عام ‪ 0667‬لمن هن في‬
‫الفئة العمرية ستين سنة فما فوق‪.‬‬
‫‪ ‬بلغت نسبة المسنين المتقاعدين (‪ )%04.4‬عام ‪ ،0667‬أما المسنات فلم تتجاوز نسبتهن (‪ )%0.4‬للعام‬
‫ذاته‪.‬‬

‫‪ - 15‬المكتــب المركــزي للإلحص ــاء‪ ،‬بيانــات نت ــائج التعــداد الع ــام للســكان والمســاكن لإلعـ ـوام ‪ 5546‬و‪ 0667‬بالتقــاطع م ــع البيانــات الـ ـواردة فــي المجموع ــات‬
‫اإلحصائية الصادرة خالل هذه الفترة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -6-2‬الوضع الصحي‬

‫تتدخل في الوضع الصحي عوامل عديدة بيئية وغذائية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية ووراثية‪،‬‬
‫إضافة إلى أنماط الحياة الصحية أو غير الصحية التي يمارسها اإلنسان خالل مراحل حياته‪ .‬وال بد من‬
‫االنطالق في هذه القضايا من أن التشيخ ليس بالحادثة المفاجئة التي تقع وقوعاً مباغتاً في عمر معين‪ ،‬وأن‬
‫التحضير لهذه المرحلة يستلزم أن تطبق ممارسات واجراءات طوال حياة الفرد‪ .‬وال شك أن األ ّذيات الصغيرة التي‬
‫تظهر آثارها في السنوات األخيرة من حياة اإلنسانقد تراكمت طوال حياة اإلنسان منذ طفولته حتى مراحل عمره‬
‫المتقدمة في السن وتكون هي المسؤولة عن ضعفه أو عجزه المبكر‪.‬‬

‫وقد أسهم تحسن الواقع الصحي في الجمهورية العربية السورية‪ ،‬ال سيما خالل العقود األخيرة‪ ،‬في ارتفاع‬
‫متوسط العمر المتوقع عند الوالدة ليصل إلى حوالي ‪ 4..0‬سنة‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع عدد المسنين وحجمهم‬
‫النسبي من مجموع السكان‪ ،‬كما تمت اإلشارة إلى ذلك في فقرة سابقة‪.‬‬

‫ولعل من أهم البرامج واألنشطة التنموية المنفذة في مجال توفير الرعاية الصحية للمسنين خالل األعوام‬
‫السابقة ‪ ،‬التي أسهمت في إطالة متوسط األجل أو العمر المتوقع عند الوالدة‪ ،‬وبالتالي ازدياد الحجم النسبي‬
‫والمطلق للمسنين في سورية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ )5‬تأسيس عيادات لرعاية المسنين في العديد من المراكز الصحية التابعة لو ازرة الصحة‪.‬‬
‫‪ )0‬إقامة دورات تدريبية لألطباء العاملين ضمن برنامج صحة المسنين في جميع مديريات الصحة‪.‬‬
‫‪ ).‬إقامة دورات تدريبية لعناصر التمريض شارك فيها مئات الممرضين والممرضات‪.‬‬
‫‪ )7‬تأسيس شعب تخصصية لطب المسنين في المشافي العامة‪.‬‬
‫‪ )7‬تبني اختصاص طب الشيخوخة كاختصاص فرعي لطب األسرة في جامعة دمشق‪.‬‬
‫‪ )0‬إطالق مشروع المدن "صديقة المسنين" من قبل و ازرة الصحة في عدد من المدن السورية‪.‬‬

‫وفي هذا السياق أظهرت دراسة واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم (الهيئة السورية لشؤون‬
‫األسرة‪ )0656 ،‬العديد من المؤشرات التي تلقي الضوء على الواقع الصحي للمسنين من خالل دراسة مسحية‬
‫لعينة ممثلة اختيرت عشوائياً من مختلف مناطق المحافظات السورية‪ .‬ولقد بينت نتائج هذه الدراسة الميدانية‪:‬‬

‫‪ ‬أن (‪ )%00.5.‬من المسنين الذين شملتهم الدراسة يعانون من مرض مزمن (بشكل دائم)‪ ،‬يضاف إليهم‬
‫(‪ )%0.04‬لديهم عجز أو إعاقة‪ ،‬ما يعني أن نسبة المصابين بمرض مزمن أو دائم أو اعاقة أو عجز‬
‫تزيد عن ثلثي المسنين‪ .‬إلى جانب ذلك يعاني (‪ )%5.‬من المسنين من حاالت مرضية عابرة‪.‬‬
‫‪ ‬فقط (‪ )%57.4.‬من المسنين ال يشتكون من أي مرض‪ ،‬حوالي (‪ )%.4‬منهم ينتمون إلى الفئة العمرية‬
‫(‪ )07-06‬سنة‪ ،‬و(‪ )%5‬فقط للمسنين الذين تبلغ أعمارهم (‪ 46‬سنة فأكثر)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ‬أكثر األمراض شيوعاً لدى المسنين هي‪ :‬األمراض القلبية‪ ،‬ضغط الدم‪ ،‬السكري‪ ،‬هشاشة العظام‪.‬‬
‫‪ ‬بين حوالي (‪ )%44...‬من مجموع المسنين الذين تلقوا رعاية صحية أنهم حصلوا عليها مجانياً من‬
‫وعبر حوالي (‪ )%04.0.‬منهم عن عدم رضاهم (كلياً أو‬
‫مؤسسات الرعاية الصحية الحكومية أو العامة‪ّ .‬‬
‫جزئياً) عن هذه الخدمات الصحية المقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬في حاالت الضرورة الطارئة يلجأ (‪ )%74.44‬من المسنين إلى المشافي العامة‪ ،‬و(‪ )%5..7‬إلى مشفى‬
‫خاص‪ ،‬و(‪ )%0.77‬إلى مستوصف خيري‪ ،‬و(‪ )%55.0‬يكتفون بمراجعة طبيب خاص‪ ،‬و(‪)%5...‬‬
‫يزورن طبيباً شعبياً‪.‬‬
‫‪ ‬أكثر من نصف المسنين الذين شملتهم الدراسة ليس لديهم أية ضمانات صحية أو تأمين صحي من عملهم‬
‫السابق‪ ،‬فقط (‪ )%0.64‬لديهم تأمين صحي مع تغطية لكامل النفقات الطبية العالجية‪.‬‬
‫‪ ‬قدر (‪ )%50.04‬من المسنين أن مرضهم أو عجزهم كان ناجماً عن طبيعة عملهم‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بواقع الخدمات الصحية المقدمة للمسنين في دور الرعاية ومستوى رضاهم عنها‪ ،‬فقد أظهرت‬
‫دراسة أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية االجتماعية للمسنين (الهيئة السورية لشؤون األسرة‪،‬‬
‫‪ ،)0660‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬حوالي ثالثة أرباع المسنين المقيمين في دور الرعاية مرضى أو لديهم إعاقة‪ ،‬وفي السياق ذاته فإن حوالي‬
‫نصف األصحاء من المسنين ينتمون للفئة العمرية (‪ )47-06‬سنة‪ ،‬و(‪ )%.4.4‬للفئة العمرية (‪)47-47‬‬
‫سنة‪ ،‬و(‪ )%5..7‬للفئة العمرية (‪ 47‬سنة فأكثر)‪.‬‬
‫‪ ‬من مجموع المرضى والمعاقين هناك (‪ )%76.4‬مرضى بمرض مزمن واحد‪ ،‬و(‪ )%.0.5‬بأكثر من‬
‫مرض مزمن‪ ،‬و(‪ )%57‬معاقين‪ ،‬و(‪ )%55..‬لديهم بذات الوقت إعاقة ويعانون من مرض مزمن‪.‬‬
‫‪ ‬سبعة من بين كل عشرة مسنين كان رضاهم عن مستوى الخدمات الصحية تاماً‪.‬‬
‫‪ ‬من أهم احتياجات المسنين الصحية في دور الرعاية‪ ،‬حسب وجهة نظر المسنين أنفسهم‪ ،‬ضرورة توفير‬
‫األدوية لكل الحاالت المرضية بشكل دائم‪ ،‬وتوفير مخبر للتحاليل الطبية‪ ،‬وطبيب‪-‬مختص مقيم‬
‫وممرضات مقيمات في الدار‪.‬‬
‫‪ ‬ال يحصل أي مسن من المسنين المقيمين في دور الرعاية على أية خدمات نفسية من قبل اختصاصيين‪،‬‬
‫فنصف المسنين يحلون مشكالتهم النفسية بأنفسهم‪ ،‬وربعهم يلجأ إلى أحد العاملين في الدار لحلها‪ ،‬والربع‬
‫الباقي يلجأ إلى األهل واألصدقاء‪.‬‬

‫‪-7-2‬الرعاية االجتماعية‬

‫يتجلى واقع المسنين في إطار األسرة والمجتمع من خالل التواصل اإلنساني والعالقات االجتماعية التي‬
‫تساعد اإلنسان على تحقيق ذاته‪ ،‬واإلحساس بمكانته وقيمته في إطار األسرة والمجتمع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وحيث أن المسنين هم من أكثر الفئات االجتماعية حاجة إلى ذلك التواصل اإلنساني الذي يمنح اإلحساس‬
‫بالراحة واألمان والسعادة‪ .‬ومن خالل رصد صيغة العالقات األسرية واالجتماعية والجهات التي تزور المسنين‬
‫وتسأل عنهم وترعاهم‪ ،‬بينت دراسة واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم (الهيئة السورية لشؤون‬
‫األسرة‪ )0656 ،‬أن (‪ )%40.5‬من المسنين الذين شملتهم الدراسة على تواصل اجتماعي مع أفراد أسرهم‬
‫وأقاربهم ومعارفهم عبر الزيارات المباشرة‪ .‬وال توجد فروق كبيرة بهذا الخصوص بين المسنين الذكور (‪)%75‬‬
‫والمسنات (‪ .)%75‬لكن ذلك ال يحجب شكوى بعض المسنين (ولو كانت نسبتهم ضئيلة نسبياً ‪.)%5.7.‬‬

‫وتشير هذه الدراسة أيضاً إلى (‪ )%47.4.‬من المسنين يقضون أكثر من ‪ 57‬ساعة أسبوعياً مع‬
‫األصدقاء‪ )%70( ،‬من المسنين يقضون حوالي ‪ 7‬ساعات أسبوعياً مع الجيران‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تقوم و ازرة الشؤون االجتماعية باإلشراف المباشر على دور رعاية المسنين التابعة لها عن‬
‫طريق مديريات الشؤون االجتماعية في المحافظات وبالتعاون مع الجمعيات األهلية ذات الصلة‪ ،‬حيث يتم تقديم‬
‫خدمات الرعاية الصحية واالجتماعية والنفسية التي يحتاجها المسن‪ ،‬كما تقوم بعض الجمعيات بتقديم الدعم‬
‫المالي لألسرة التي ترعى المسنين‪ ،‬ويقوم البعض اآلخر بإقامة نو ٍاد لتأمين راحة المسنين المقيمين في دور‬
‫الرعاية التابعة لها‪.‬‬

‫ولقد أظهرت دراسة أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية االجتماعية (الهيئة السورية لشؤون األسرة‪،‬‬
‫‪ )0660‬أن‪:‬‬

‫‪ )%.5..( ‬من مجموع المسنين المقيمين في دور الرعاية يفتقدون إلى تواصل أسرهم معهم‪.‬‬
‫‪ ‬أقل من ربع مجموع المسنين المقيمين في الدور فقط‪ ،‬ي َزارون في الدار من قبل أسرهم بمعدل يصل إلى‬
‫أربع مرات في الشهر‪.‬‬
‫‪ )%75.4( ‬من مجموع المسنين ليس لديهم أصدقاء داخل الدور التي يقيمون فيها‪.‬‬
‫‪ ‬بلغت نسبة من رأى من المسنين أن وجود دور لرعاية المسنين أمر ضروري (‪ ،)%04‬ووافق (‪ )%7‬منهم‬
‫على ضرورة وجود مثل هذه الدور لتغطية الرعاية في بعض الحاالت الخاصة‪ .‬ورأى (‪ )%04‬أن وجود‬
‫دور لرعاية المسنين غير ضروري في جميع األحوال‪.‬‬
‫‪ ‬أيد (‪ )%50.4.‬من المسنين و(‪ )%57‬من المسنات ضرورة وجود مثل هذه الدور وال سيما في حالة‬
‫غياب أو عدم وجود معيل للمسن أو المسنة‪ .‬وأعاد (‪ )%05‬من المسنين و(‪ )%....‬من المسنات هذه‬
‫الضرورة الحتمال انشغال أفراد األسرة‪ ،‬وعدم قدرتهم على رعاية كبار السن‪ .‬وأعاد (‪ )%7.5‬من المسنين‬
‫و(‪ )%7.5‬من المسنات ذلك إلى فقر األسرة وعدم قدرتها المادية‪.‬‬
‫‪ّ ‬بين (‪ )%77.44‬من المسنين الذين شملتهم الدراسة بأنهم يحتاجون إلى أكثر من نوع من أنواع الخدمات‬
‫(الصحية‪ ،‬واالنسانية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والخدمات الترويحية‪ )...‬وقد توزعت هذه النسبة إلى (‪ )%70‬لدى‬
‫المسنات مقابل (‪ )%74‬لدى المسنين الذكور‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن االتحاد العام النسائي قام بإعداد أدلة للخدمات االجتماعية المساعدة للمرأة ومن بينها‬
‫دليل خاص بمجالسة المسنين "دليل جليس المسن" الذي يتضمن اإلرشادات الالزمة للتعامل مع هذه الفئة من‬
‫السكان صحياً ونفسياً واجتماعياً‪.‬‬

‫كما تم في الخطة الخمسية العاشرة لألعوام ‪ 0656-0660‬إدراج بند خاص ينص على إحداث دور‬
‫حكومية لرعاية المسنين في المحافظات السورية‪ ،‬وتوسيع آفاق االهتمام بقضايا المسنين في مختلف المجاالت‪.‬‬

‫‪-8-2‬البيئة المادية‬

‫تعتبر تهيئة بيئة مناسبة داعمة للمسنين من الشروط األساسية لرعاية المسنين‪ ،‬إذ أنه من حق جميع‬
‫المسنين العيش في بيئة تعزز قدراتهم وتمكنهم من المساهمة في تنمية مجتمعاتهم المحلية‪ ،‬ويشمل ذلك تيسير‬
‫حصولهم على الخدمات األساسية‪ ،‬مثل‪ :‬توفير السكن المناسب لقدراتهم الوظيفية والجسمانية؛ وتهيئة جميع‬
‫المباني والخدمة العامة بحيث يتمكن المسن من مواصلة حياته اليومية بسهولة‪ .‬وقد أظهرت الدراسات المشار‬
‫إليها آنفاً الحاجة الملحة للعمل على تحسين البيئة المادية المحيطة بالمسنين بما يشمل ذلك من سكنهم الخاص‪،‬‬
‫والمرافق الخدمية العامة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -3‬استنتاجات تحليلية عامة‬

‫من خالل ما تم عرضه آنفاً في فقرات تحليل الوضع الراهن يمكن الوقوف على االستنتاجات التحليلية‬
‫العامة التالية‪:‬‬

‫‪ -1-3‬نقاط القوة‬

‫‪ ‬تأكيد الدستور والتشريعات والقوانين على أهمية األسرة بجميع مكوناتها ومنها المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬توفر إطار قانوني وتشريعي يكفل حقوق المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬مصادقة الجمهورية العربية السورية على االتفاقيات الدولية ذات الصلة والتزامها بالمواثيق الدولية والعربية‬
‫المتعلقة بالمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬وجود التزام وارادة حكومية في العمل على رعاية المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد خطة عمل وطنية للرعاية الصحية واالجتماعية للمسنين في العام ‪ ،5557‬وتشكيل لجنة وطنية‬
‫مشتركة ضمت ممثلين عن الو ازرات المعنية مباشرة بتقديم الرعاية الصحية واالجتماعية للمسنين‪ .‬ولقد‬
‫أنجزت هذه اللجنة مهام عديدة في مجال رعاية المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إدراج بند خاص ضمن الخطة الخمسية العاشرة ينص على توسيع آفاق االهتمام بقضايا المسنين في‬
‫مختلف المجاالت‪.‬‬
‫‪ ‬وجود عدد من المس وح والدراسات واألدلة الهامة حول رعاية المسنين يمكن االستفادة منها عند صياغة‬
‫الخطط التنفيذية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود برامج مستمرة خاصة برعاية المسنين في عدد من الجهات‪ ،‬ووجود دور رعاية للمسنين حكومية‬
‫وأهلية‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث دور رعاية للمسنين حكومية وأهلية في المحافظات‪.‬‬

‫‪ -2-3‬نقاط الضعف‬

‫‪ ‬ضعف آليات التنسيق والتعاون والتكامل وتنظيم الجهود بين الجهات ذات العالقة في ظل غياب جهة‬
‫إشرافية‪.‬‬
‫‪ ‬اقتصار المشاركة الرسمية واألهلية في عمليات التخطيط والتنفيذ للمشاريع الخاصة برعاية المسنين على‬
‫بعض الجهات الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب القطاع الخاص وحضور ضعيف ومتباين للقطاع األهلي على مستوى المحافظات‪.‬‬
‫‪ ‬االفتقار إلى وجود سياسات معتمدة حول رعاية المسنين لدى معظم الجهات‪.‬‬
‫‪ ‬افتقار الخطط الموضوعة إلى إجراءات فعالة قابلة للقياس والمتابعة والتقييم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ‬عدم ترجمة الخطط على أرض الواقع بشكل يرقى لمستوى تلبية احتياجات المسنين‪ ،‬وعدم وصول ما تم‬
‫تنفيذه لمستوى الطموح‪.‬‬
‫‪ ‬قلة عدد الدور المرخصة رسمياً في المحافظات بشكل عام‪ ،‬وغيابها كلياً في بعض المحافظات‪.‬‬
‫‪ ‬توفر مشعرات تنفيذ كمية لبعض الخدمات مقابل تدني في جودتها وخلل في إدارتها‪.‬‬
‫‪ ‬ندرة الموارد البشرية المؤهلة والمدربة‪ ،‬وعدم كفايتها‪ ،‬مع وجود خلل في توزعها أو االستفادة منها بالشكل‬
‫األمثل‪.16‬‬
‫‪ ‬ضعف التمويل لبرامج المسنين وخدماتهم في الميزانيات الحكومية وميزانيات المنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -3-3‬الفرص‬

‫‪ ‬إمكانية تزايد الدعم الفني والمادي‪ ،‬ال سيما من قبل المنظمات الدولية المعنية برعاية المسنين‪ ،‬وزيادة‬
‫مساحة المبادرات والبرامج الخاصة بهم‪.‬‬
‫‪ ‬تزايد االهتمام المجتمعي بقضايا المسنين وامكانية زيادة عدد الجمعيات األهلية المعنية برعاية المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه المسوح األسرية واالجتماعية الدورية لالهتمام بقضايا المسنين عبر إدراج حيز خاص لهذه الشريحة‬
‫العمرية في هذه المسوح‪.‬‬

‫‪-4-3‬التهديدات والتحديات‬

‫‪ ‬صعوبة توفير الموارد المالية والبشرية لتغطية احتياجات برامج المسنين والتوسع في تقديم الخدمات‬
‫االجتماعية والصحية والترويحية لهم‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة تحقيق األهداف الموضوعة لتوفير أفضل أشكال الرعاية للمسنين نتيجة الظروف الحالية التي تمر‬
‫بها البالد‪.‬‬
‫‪ ‬المطالبة بتركيز االهتمام على الفئات العمرية األخرى (الطفولة والشباب) على حساب قضايا رعاية‬
‫المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير ضغط العمل واألعباء بالنسبة لمختلف الجهات في تراجع االهتمام برعاية المسنين ضمن سلم‬
‫األولويات الملحة‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة التنسيق والتكامل بين الجهات المختلفة لتنفيذ المهام المشتركة مع استمرار غياب جهة إشرافية‪.‬‬
‫‪ ‬الترهل الذي قد يلحق ببرامج رعاية المسنين بسبب صعوبات التنفيذ وضعف الحماس وغياب آليات الرصد‬
‫والمتابعة‪.‬‬

‫‪ - 16‬بحسب الدراسة التي أعدتها الهيئة السورية لشؤون األسرة حـول أوضـاع المسـنين واحتياجـاتهم فـي دور الرعايـة االجتماعيـة للمسـنين المرخصـة رسـمياً فـي‬
‫الجمهوريــة العربيــة الســورية تبــين أن (‪ )0‬مــن كــل (‪ )56‬عــاملين فــي دور الرعايــة غيــر متعلمــين‪ ،‬و(‪ )0‬مــن كــل (‪ )56‬فقــط متخصصــين مهني ـاً بأعمــال رعايــة‬
‫المسنين‪ ،‬وثالثة أرباع العاملين في دور الرعاية من حملة الشهادات ما قبل الجامعية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -4‬نحو استراتيجية وطنية لرعاية المسنين في سورية ‪ ..‬كحاجة تنموية وأولوية حكومية‬

‫تشكل عمليات الرعاية االجتماعية لمختلف شرائح المجتمع وفق منظور التنمية البشرية المستدامة أحد أهم‬
‫مكونات العمل التنموي للنهوض باألسرة كوحدة اجتماعية راعية ألفرادها‪ ،‬بما يتضمنه ذلك من تحديد لألولويات‬
‫واستجابة للتحديات واستثمار للفرص المتاحة‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬ترتكز الرعاية االجتماعية للمسنين في مختلف‬
‫مجاالتها من اعتبار أن هذه الشريحة االجتماعية (لها الحق)‪ ،‬فضالً عن حاجتها إلى الرعاية والدعم االجتماعي‬
‫المؤسسي والمنتظم‪ .‬ولعل من أهم مكونات وأهداف الرعاية االجتماعية للمسنين في الجمهورية العربية السورية ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ )5‬تحسين الوضع االجتماعي واالقتصادي للمسنين‪.‬‬


‫‪ )0‬توفير الرعاية النفسية واالجتماعية للمسنين وتعزيز عملية إدماجهم في عملية التنمية‪.‬‬
‫‪ ).‬االستفادة من خبرات المسنين وتجاربهم في المجاالت كافة وال سيما المعرفية والمهنية‪.‬‬
‫‪ )7‬تعديل التشريعات الخاصة بالمسنين بما يتناسب مع تطور الواقع االجتماعي ومتطلباته المستجدة‪.‬‬
‫‪ )7‬إجراء البحوث والدراسات حول المسنين ورصد وتتبع واقعهم واحتياجاتهم‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬تأتي فكرة إعداد استراتيجية وطنية لرعاية المسنين تتمثل مهمتها األساسية في تنسيق وتكثيف‬
‫جهود جميع الجهات الحكومية واألهلية المعنية بهذه الشريحة السكانية بهدف توفير الرعاية االجتماعية المتكاملة‬
‫للمسنين وتلبية احتياجاتهم المتنوعة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار الظروف التي تمر بها الجمهورية العربية السورية‬
‫في ظل األزمة الحالية التي يكون فيها المسن بأمس الحاجة للرعاية واالهتمام‪ .‬وذلك عبر سلة متكاملة من‬
‫البرامج واألنشطة تنفذ من قبل مختلف المؤسسات المجتمعية المعنية بالمسنين وفق مصفوفة عمل تنفيذية محددة‬
‫األهداف والمحاور واإلجراءات وجهات التنفيذ ومستلزماته المادية والزمنية‪.‬‬

‫وتنفيذاً لذلك‪ ،‬وبهدف جعل رعاية المسنين في الجمهورية العربية السورية جزءاً ال يتج أز من برامج التنمية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وبنتيجة التشاور بين الجهات ذات الصلة تم االتفاق على البدء بإعداد استراتيجية وطنية لرعاية‬
‫المسنين‪ ،‬وتم تشكيل لجنة إشرافية ولجنة فنية من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء بالقرار رقم ‪ /56575/‬تاريخ‬
‫‪ 0650‬من هذه الجهات للقيام بوضع وثيقة االستراتيجية الوطنية لرعاية المسنين‪ ،‬وهي وثيقة تضع التوجهات‬
‫العامة فقط‪ ،‬وستقوم الجهات المعنية الحقاً بوضع البرامج والخطط التفصيلية والتفيذية الخاصة بها‪.‬‬

‫ونتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها الجمهورية العربية السورية منذ مطلع العام ‪ 0655‬وتأثيراتها على‬
‫المجتمع بكافة شرائحه‪ ،‬السيما الفئات األكثر احتياجاً كاألطفال والمسنين‪ ،‬فقد تقرر إفراد توجه خاص ضمن‬
‫هذه االستراتيجية في حاالت الطوارئ واألزمات غايته تحديد أولويات العمل لتلبية احتياجات هذه الشريحة‬
‫السكانية في مثل هذه الظروف‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -1-4‬منهجية إعداد التوجهات العامة لالستراتيجية‬

‫مرت صياغة التوجهات العامة لالستراتيجية بالمراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -)5‬تشكيل لجنة إش ارفية برئاسة السيدة رئيسة الهيئة السورية لشؤون األسرة وعضوية ممثلين من الو ازرات‬
‫والهيئات التالية‪ :‬و ازرة الصحة‪ ،‬و ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬و ازرة اإلدارة المحلية‪ ،‬هيئة التخطيط والتعاون الدولي‪،‬‬
‫المكتب المركزي لإلحصاء‪ .‬وحددت مهمة هذه اللجنة باإلشراف على عمل اللجنة الفنية‪ ،‬وتقديم المالحظات‬
‫الالزمة‪ ،‬ومراجعة االستراتيجية خالل مختلف مراحل إعدادها‪ ،‬واقرار مسودة هيكلية االستراتيجية ومحاورها أو‬
‫توجهاتها العامة‪ ،‬ومن ثم إقرار مقترح األهداف والسياسات ضمن كل محور أو توجه‪( .‬ملحق رقم ‪.)5‬‬

‫‪ -)0‬تشكيل لجنة فنية مؤلفة من ممثلي عدد من الو ازرات والهيئات التالية‪ :‬و ازرة الصحة‪ ،‬و ازرة الشؤون‬
‫االجتماعية‪ ،‬و ازرة اإلدارة المحلية‪ ،‬و ازرة الزراعة‪ ،‬و ازرة العدل‪ ،‬و ازرة النقل‪ ،‬و ازرة اإلعالم‪ ،‬و ازرة التعليم العالي‪،‬‬
‫و ازرة المالية‪ ،‬و ازرة البيئة‪ ،‬و ازرة األوقاف‪ ،‬و ازرة الثقافة‪ ،‬و ازرة التربية‪ ،‬و ازرة اإلسكان والتعمير‪ ،‬هيئة التخطيط‬
‫والتعاون الدولي‪ ،‬المكتب المركزي لإلحصاء‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬منظمة الهالل األحمر العربي السوري‪،‬‬
‫الهيئة السورية لشؤون األسرة‪ ،‬األمانة السوري للتنمية‪ ،‬جمعية دار السعادة لرعاية المسنين‪ ،‬جمعية دار الحنان‬
‫لرعاية المسنين‪ .‬وحددت مهمة هذه اللجنة الفنية بالعمل على إعداد مسودة هيكلية االستراتيجية وتحديد محاورها‬
‫أو توجهاتها األساسية في ضوء الوثائق واإلستراتيجيات الوطنية والعربية والدولية الخاصة بالمسنين‪ ،‬واعداد‬
‫مقترح األهداف والسياسات واإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -).‬تكليف خبير وطني وفريق عمل مصغر من الهيئة السورية لشؤون األسرة مهمته وضع اإلطار العام‬
‫لالستراتيجية وصياغة مسودتها بالتنسيق مع اللجنة الفنية وباالستناد إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مراجعة مكتبية لعدد من إستراتيجيات المسنين على المستوى العالمي واإلقليمي والعربي‪ ،‬لالستفادة من‬
‫تجارب هذه الدول في مجال كبار السن وآلية التواصل معهم‪ ،‬وبما يتالءم مع خصوصية المجتمع‬
‫السوري‪ ،‬وذلك في سبيل توفير أفضل الخدمات للمسنين وتحقيق االنسجام مع التوجهات العالمية لتقديم‬
‫أفضل الخدمات الصحية والرعاية النفسية والعالجية والوقائية المناسبة لهذه الفئة المهمة من المجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬إجراء مسح شامل للدراسات والبحوث التي أجريت حول المسنين في الجمهورية العربية السورية‪ ،‬وبشكل‬
‫خاص الدراستين اللتين نفذتهما الهيئة السورية لشؤون األسرة حول واقع المسنين في الجمهورية العربية‬
‫السورية في المجتمع وفي دور الرعاية للمسنين واالستفادة من ماورد فيها من معلومات في تحليل‬
‫الوضع الراهن للمسنين لتصميم التدخالت المناسبة المبنية على هذا التحليل‪.‬‬

‫‪ ‬االستفادة من الدليل اإلرشادي لرعاية المسنين الذي أعدته الهيئة السورية لشؤون األسرة‪ ،‬والذي هدف‬
‫إلى ا الرتقاء بواقع المسنين وتوسيع آفاق رعايتهم وتمكينهم من المشاركة بأدوارهم الفاعلة في بناء‬

‫‪22‬‬
‫المجتمع وتقدمه‪ ،‬بوصفه استكماالً للجهد المبذول سابقاً وتثمي اًر لنتائجه‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬تحضي اًر لرسم‬
‫استراتيجية وطنية شاملة لرعاية المسنين استناداً إلى أسس علمية متينة‪.‬‬

‫‪ -)7‬إعداد اإلطار العام لالستراتيجية ومناقشتها في اللجان المعنية واجراء التعديالت المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -)7‬مراجعة الوثيقة المنجزة وتحريرها بشكل نهائي‪.‬‬
‫‪ -)7‬إرسال مقترح االستراتيجية إلى رئاسة مجلس الوزراء من أجل اعتمادها أصوالً‪.‬‬

‫‪ -2-4‬الرؤية‬

‫مجتمققققققققع سققققققققوري يرتقققققققققي بنوعيققققققققة حيققققققققاة المسققققققققنين‬


‫وجعلهققققققققا حيققققققققاة كريمققققققققة والئقققققققققة‪ ،‬ويققققققققؤمن بأهميققققققققة‬
‫مشاركتهم في عملية التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ -3-4‬الرسالة‬

‫تلبيققققققققققة احتياجققققققققققات المسققققققققققنين وتحسققققققققققين واقعهققققققققققم‬


‫الصقققققققققققحي‪ ،‬والنفسقققققققققققي‪ ،‬واالجتمقققققققققققاعي‪ ،‬والتنمقققققققققققوي‪،‬‬
‫والبيئي‪ ،‬وتطويره بشكل مستمر‪.‬‬

‫‪ -4-4‬األهداف‬

‫‪ -)5‬تعميق إدماج قضايا كبار السن في خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية واعطائها األهمية التي تستحقها‪.‬‬
‫‪ -)0‬تحسين سوية ونوعية الحياة لكبار السن‪ ،‬للوصول إلى حياة كريمة من مختلف النواحي الصحية والنفسية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -).‬تنمية ثقة كبار السن بأنفسهم‪ ،‬وبقدراتهم على مواصلة العطاء‪ ،‬واسهاماتهم ومشاركتهم‪.‬‬
‫‪ -)7‬التأكيد على مبدأ التواصل والحوار بين األجيال وزيادة دعم الروابط األسرية والمجتمعية‪.‬‬
‫‪ -)7‬رفع وعي المجتمع بقضايا ومتطلبات كبار السن‪ ،‬وتعزيز مكانتهم الحيوية والتنموية في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -5-4‬المنطلقات‬

‫تستند اإلستراتيجية الوطنية لرعاية المسنين إلى مجموعة من المنطلقات‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ -)5‬دستور الجمهورية العربية السورية‪.‬‬


‫‪ -)0‬التشريعات الوطنية ذات الصلة بقضايا المسنين‪.‬‬
‫‪ -).‬اإلرث الحضاري االنساني والقيم والمعتقدات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -)7‬توجهات الخطط التنموية الوطنية الخمسية‪.‬‬
‫‪ -)7‬الوثائق المرجعية السورية التي تضمنت نصوصاً تتناول المسنين بصورة مباشرة‪.‬‬
‫‪ -)0‬اتفاقيات حقوق اإلنسان التي صادقت عليها الجمهورية العربية السورية‪ ،‬وااللتزام بمبادئ األمم المتحدة لعام‬
‫‪ 5555‬المتعلقة بالمسنين‪.‬‬
‫‪ -)4‬اإلستراتيجيات وخطط العمل العالمية والعربية ذات العالقة بالمسنين‪.‬‬

‫‪ -6-4‬التوجهات‬

‫تتناول االستراتيجية سبعة توجهات رئيسية تشكل المنطلق األساسي لالستراتيجية الوطنية السورية لرعاية‬
‫المسنين‪ ،‬ويتضمن كل منها جانباً من جوانب حياة المسنين‪ ،‬ويطرح كل توجه أولويات القضايا التي تستوجب‬
‫التدخل لتحسين نوعية الحياة وتيسيرها للمسنين‪ ،‬وتمكينهم من العيش الكريم واآلمن والحياة المنتجة‪ ،‬وتوفير‬
‫أفضل رعاية صحية واجتماعية ممكنة لهم وصوالً إلى مجتمع يكون قاد اًر على مواجهة كل التحديات ويتسع‬
‫لكافة األعمار‪.‬‬

‫المشاركة في التنمية‪.‬‬ ‫التوجه األول‬


‫الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫التوجه الثاني‬
‫بيئة مادية داعمة‪.‬‬ ‫التوجه الثالث‬
‫الرعاية النفسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫التوجه الرابع‬
‫البحوث والدراسات العلمية وقواعد البيانات‪.‬‬ ‫التوجه الخامس‬
‫التشريعات والقوانين‪.‬‬ ‫التوجه السادس‬
‫رعاية المسنين في حاالت الطوارئ واألزمات‪.‬‬ ‫التوجه السابع‬

‫‪24‬‬
‫التوجه األول‬
‫المشاركة في التنمية‬

‫تحتاج عملية التنمية بجوانبها المتعددة إلى مشاركة واسعة من مختلف الفئات العمرية‪ ،‬ال سيما من قبل‬
‫المسنين الذين تكونت خبراتهم وتراكمت عبر الزمن من خالل العمل الجاد والدؤوب‪ .‬ومن هذا المنطلق ال بد أن‬
‫ينظر إلى المسنين باعتبارهم ذخ اًر للمجتمع وألية عملية تنموية‪ ،‬ما يعني ضرورة استثمار خبراتهم المتراكمة في‬
‫مجاالت تتناسب مع قدراتهم وامكاناتهم‪.‬‬

‫القضية ‪ :1‬مشاركة المسنين في إعداد الخطط الوطنية لالستفادة من خبراتهم‬

‫‪ -1-1‬الهدف‬

‫‪ ‬زيادة مشاركة المسنين في عمليات التخطيط وصنع القرار‪.‬‬

‫‪ -2-1‬السياسات‬

‫العمل على وضع السياسات والخطط والبرامج لضمان مشاركة المسنين في عمليات صنع القرار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬دمج المسنين في الخطط الوطنية لجميع القطاعات‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع المسنين على المشاركة في الحياة العامة‪ ،‬وتهيئة الظروف واإلمكانيات لذلك‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة األفكار السلبية الشائعة عن مرحلة الشيخوخة وتشجيع قبول التشيخ كمرحلة طبيعية من حياة‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير منهجيات وسياسات التنفيذ والمتابعة والتقييم وبشكل خاص بما يتعلق بالمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل دور منظمات المجتمع األهلي في تمكين المسنين من ممارسة نشاطاتهم المختلفة واالستفادة من‬
‫خبراتهم‪.‬‬

‫‪ -3-1‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬إنشاء مكون وطني يعنى بتنسيق الجهود وتكاملها ومتابعة تنفيذ البرامج في مجال رعاية المسنين‪ ،‬يتمتع‬
‫بالصالحية وباالستقاللية اإلدارية والمالية (مجلس أعلى أو لجنة وطنية للمسنين تتوفر لها أمانة فنية)‪.‬‬
‫‪ ‬إيجاد آلية مرنة لالستفادة من خبرات المسنين كمستشارين ومتطوعين ووذوي خبرة مع الهيئات الحكومية‬
‫واألهلية‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ ورشات عمل مشتركة مع المسنين تهدف إلى تأهيل المسنين والمعنيين للعمل التشاركي وطرائق‬
‫مشاركة المسنين في الشأن العام بما يتوافق مع خبراتهم وامكانياتهم‪.‬‬
‫‪ ‬عقد ندوات ولقاءات وورشات عمل واعداد مواد إعالمية لمواجهة األفكار السلبية الشائعة عن المسنين‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬عقد لقاءات حوارية يشارك المسنون فيها وفي إعدادها‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد دليل خاص باإلعالميين حول كيفية التعامل مع قضايا المسنين‪.‬‬

‫القضية ‪ :2‬تحسين الحالة االقتصادية للمسنين‬

‫‪ -1-2‬األهداف‬

‫خفض نسبة الفقر بين المسنين وتحسين الظروف المعيشية المحيطة بهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة االستفادة قدر المستطاع من خبرات المسنين في أعمال تتناسب وامكاناتهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2-2‬السياسات‬

‫تشجيع المجتمع األهلي على االستفادة من خبرات المسنين‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تعزيز شبكات األمان االجتماعي وبرامج المعونات المقدمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع إنشاء جمعيات تعاونية خاصة بالمسنين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمان حماية ورعاية المسنين غير النشيطين اقتصادياً‪ ،‬وتلبية احتياجاتهم المعيشية األساسية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3-2‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬تنفيذ دراسة لتحديد مرن لسن التقاعد األمثل تأخذ باالعتبار فوائد العمل والنشاط الفيزيولوجي على صحة‬
‫المسن جسدياً ونفسياً وعقلياً‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على شمول الفئات العاملة كافة بقانون الضمان االجتماعي في الجمهورية العربية السورية‪.‬‬
‫‪ ‬تأسيس ودعم المشاريع اإلنتاجية للمسنين من الجنسين وتسويق منتجاتهم وايالء أهمية خاصة للمسنات‬
‫هن‪.‬‬
‫اللواتي يعلّن أسر ّ‬
‫‪ ‬تأمين الدعم للعاملين من المسنين الراغبين في االستمرار بالعمل‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من خبرات المسنين للعمل كمستشارين ومحاضرين‪.‬‬
‫‪ ‬وضع التدابير الالزمة لخفض معدالت الفقر والتخفيف من وطأته لدى المسنين قيد التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة المسنين المحتاجين وكشف اإلهمال الذي يتعرض له بعض المسنين والعمل على تجاوزه‪.‬‬

‫القضية ‪ :3‬التعليم المستمر والتدريب والتأهيل‬

‫‪ -1-3‬األهداف‬

‫‪ ‬خفض نسبة أمية المسنين وزيادة وعيهم حول القضايا التي تهمهم‪.‬‬
‫‪ ‬رفع الكفاءات المهنية للمسنين الراغبين في العمل أو إعادة تأهيلهم لالستفادة من خبراتهم‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -2-3‬السياسات‬

‫‪ ‬نشر الوعي بين المسنين بالمعلومات المتعلقة بحقوقهم‪.‬‬


‫‪ ‬توعية المسنين حول التطورات التي تحصل لهم في هذه المرحلة من أجل التعرف على مدى قدراتهم‬
‫وكيفية تطويرها‪.‬‬

‫‪ -3-3‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬تصميم برامج محو األمية وتعليم الكبار للمسنين واتاحة الفرص أمامهم لاللتحاق بهذه البرامج‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ البرامج التدريبية واعادة التأهيل للمسنين في المجاالت التي تناسبهم‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير البرامج التدريبية المخصصة للمسنين (محو أمية‪ ،‬مهارات فنية وتكنولوجية)‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫التوجه الثاني‬
‫الرعاية الصحية‬

‫يجب النظر إن اإلنفاق على الرعاية الصحية المتكاملة للمسنين بوصفه إنفاقاً استثمارياً‪ ،‬ألنه يعطي‬
‫المسنين مزيداً من الصحة والنشاط‪ ،‬وبالتالي يحميهم من العوز واالعتماد على اآلخرين‪ ،‬وفي هذا المجال ال بد‬
‫من توفير البرامج الصحية المتكاملة كماً ونوعاً للمسنين للحفاظ على نشاطهم وصحتهم (صحة وقائية‪ ،‬عالجية‪،‬‬
‫تأهيلية) وخاص ًة في المناطق األكثر احتياجاً واألقل نمواً‪.‬‬

‫القضية المحورية‪ :‬الرعاية الصحية المتكاملة للمسنين‬

‫‪ -0‬األهداف‬

‫‪ ‬رفع سوية الحالة الصحية للمسنين وتعزيز الرعاية الصحية المتكاملة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬رفع كفاءة الكوادر الصحية في مجال الرعاية الصحية الوقائية والعالجية والتأهيلية فيما يتعلق باحتياجات‬
‫المسنين‪.‬‬

‫‪ -1‬السياسات‬

‫‪ ‬تشجيع ممارسة أنماط الحياة الصحية السليمة لدى المسنين ولدى الفئات األخرى التي ستدخل في هذه‬
‫المرحلة الحقاً لضمان تمتع المسنين بصحة جيدة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير خدمات الرعاية الصحية الشاملة المتكاملة‪ ،‬الوقائية والعالجية والتأهيلية في مجال الصحة الجسدية‪،‬‬
‫والنفسية‪ ،‬والعقلية‪ ،‬واالجتماعية للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬توفير سلسلة من خدمات الرعاية الصحية الشاملة المتكاملة للمسنين بما فيها خدمات الرعاية الصحية‬
‫المنزلية‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬توعية وتثقيف المسنين وأسرهم والمتعاملين معهم بأهمية ممارسة أنماط الحياة الصحية السليمة وتعزيزها‬
‫بهدف الحفاظ على الصحة والوقاية من األمراض ومضاعفاتها‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف المسنين وأسرهم والمتعاملين معهم بأساليب الرعاية الصحية الوقائية والعالجية والتأهيلية وفق ما‬
‫يسمح لهم بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬تدريب الكوادر الصحية في المجال الوقائي والعالجي والتأهيلي‪ ،‬وتأهيلها لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة‬
‫للمسنين‪ ،‬مع التركيز على تدريب الكوادر باختصاصات نوعية كطب األسرة وطب المسنين‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬توفير وتدريب كوادر تمريضية ومساعدي تمريض مرخصين لخدمة المسنين الذين هم بحاجة لرعاية منزلية‬
‫على مختلف أنواعها‪ ،‬ألهميتها في توفير الخدمات الصحية للمسن في منزله وتجنيبه عناء مراجعة‬
‫المؤسسات الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬إشراك المسنين من أصحاب المؤهالت والكفاءات والمهن المناسبة في إعداد برامج وخدمات الرعاية الصحية‬
‫المتكاملة الوقائية والعالجية والتأهيلية‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على إشراك المسنين في الضمان الصحي‪ ،‬مع الحسومات المناسبة ال سيما للمسنين بدون معيل‬
‫أو كفيل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫التوجه الثالث‬
‫بيئة مادية داعمة‬

‫إن مراعاة تأمين الشروط األساسية في المسكن وفي المرافق التي يستخدمها المسنون يشعرهم بالراحة‬
‫واألمان‪ ،‬ويؤمن سهولة الحركة والتنقل‪ ،‬ويوفر الحماية الالزمة والوقاية الضرورية لهذه المرحلة العمرية‪ .‬وللبيئة‬
‫المحيطة الصديقة للمسنين التي تراعي ظروفهم وتستجيب الحتياجاتهم الجسدية والحركية‪ ،‬دور كبير في تعزيز‬
‫الطمأنينة والسالمة للمسنين ومنحهم الشعور باالستقرار النفسي وتشجيعهم على مزيد من النشاط والمشاركة‪.‬‬

‫القضية ‪ :1‬السكن الخاص ودور رعاية للمسنين‬

‫‪ -1-1‬األهداف‬

‫‪ ‬زيادة أعداد دور الرعاية للمسنين بما يتناسب مع ازدياد أعدادهم‪.‬‬


‫‪ ‬تحسين أوضاع السكن الخاص بالمسنين ليتالءم مع احتياجاتهم‪.‬‬

‫‪ -2-1‬السياسات‬

‫‪ ‬تشجيع القطاعين العام والخاص على إنشاء مجمعات سكنية مؤهلة يستجيب تصميمها ومرافقها الحتياجات‬
‫المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬التشجيع على تصميم واعادة تأهيل دور الرعاية للمسنين بما يتناسب وأوضاعهم‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع إنشاء نواد نهارية بأنشطة تالئم المسنين وقدراتهم الجسدية ومهاراتهم وخبراتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع قيام جمعيات أهلية نوعية لرعاية المسنين ودعمها لالضطالع بدورها في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -3-1‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬منح التسهيالت االئتمانية لألسر الراعية للمسنين للحصول على قروض تفضيلية بهدف إنشاء أو شراء‬
‫مساكن مؤهلة للمسنين أو وسائل مساعدة وداعمة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة احتياجات المسنين وقدراتهم عند تصميم السكن الخاص بهم‪ ،‬من خالل اعتماد مخططات نموذجية‬
‫لدى المحافظات والبلديات‪.‬‬
‫‪ ‬المساعدة في تصميم واعادة تأهيل دور رعاية المسنين بما يتناسب وأوضاع المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء قاعدة بيانات بالمواقع السكنية المناسبة‪ ،‬إلقامة دور رعاية المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ أنشطة توعية وتسويق مجتمعي تهدف إلى زيادة أعداد الجمعيات األهلية المتخصصة برعاية المسنين‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫القضية ‪ :2‬المباني والمرافق المعدة لالستخدام العام‬

‫‪ -1-2‬األهداف‬

‫‪ ‬زيادة المباني والمرافق العامة المهيأة الستخدامات المسنين (مباني صديقة للمسنين)‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين البيئة المرورية الصديقة الستخدامات المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة وسائل النقل المهيأة للمسنين‪.‬‬

‫‪ -2-2‬السياسات‬

‫‪ ‬توفير أماكن مناسبة للمسنين كالمرافق العامة أو األماكن الترفيهية‪.‬‬


‫‪ ‬توفير األجهزة المساندة للمسنين في المرافق العامة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير وسائل النقل لتتناسب واحتياجات المسنين‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬إعادة تأهيل المرافق العامة والترفيهية لتصبح مناسبة الستخدامات المسنين‪.‬‬


‫‪ ‬إعادة تصميم التقاطعات المرورية ومعابر جسور المشاة بما يتناسب وامكانية استخدامها من قبل المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين واعادة تأهيل وسائل النقل لتالئم احتياجات المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من بعض المناطق المهملة وتأهيلها كحدائق أو مراكز مجتمعية خاصة بأنشطة للمسنين‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫التوجه الرابع‬
‫الرعاية النفسية واالجتماعية‬

‫من النتائج الطبيعية النتشار الخدمات الصحية في جميع مناطق الجمهورية العربية السورية وزيادة الوعي‬
‫المجتمعي ارتفاع العمر المتوقع عند الوالدة‪ ،‬وقد تزامن هذا الواقع مع التحوالت الديمغرافية التي تشهدها المنطقة‪،‬‬
‫ومنها الجمهورية العربية السورية‪ ،‬والمتمثلة في انفتاح النافذة الديمغرافية‪ .‬ومع حدوث تغيرات نوعية على بنية‬
‫األسرة الممتدة وشيوع وانتشار نمط األسرة الصغيرة (النواتية أو الزوجية) ظهرت أنماط مختلفة من العيش في‬
‫المجتمع‪ ،‬جعلت أعداداً كبيرة من المسنين يعيشون بمفردهم‪ .‬فزيادة أعداد كبار السن ال بد من أن تقابل بتوفير‬
‫متطلبات جديدة لهذه الزيادات (صحية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬نفسية)‪ ،‬وخاصة في حاالت الوحدة بعد زواج األبناء‬
‫واستقرارهم بمساكن مستقلة عن اآلباء‪ ،‬فالمسنين في هذه الحالة بأمس الحاجة للرعاية النفسية واالجتماعية‬
‫(األسرية والمجتمعية) بسبب زيادة شعورهم بالوحدة‪.‬‬

‫القضية ‪ :1‬الخدمات النفسية واالجتماعية للمسنين ودعم مقدمي الرعاية‬

‫‪ -1-1‬األهداف‬

‫‪ ‬زيادة الخدمات النفسية واالجتماعية المقدمة للمسنين كماً ونوعاً‪.‬‬


‫‪ ‬زيادة الدعم النوعي لمقدمي خدمات الرعاية النفسية واالجتماعية للمسنين‪.‬‬

‫‪ -2-1‬السياسات‬

‫‪ ‬توفير الخدمات النفسية واالجتماعية للمسنين وتطوير ماهو متوفر منها‪.‬‬


‫‪ ‬تطوير مهارات االختصاصيين االجتماعيين والنفسيين والعاملين في مجال رعاية المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع برامج األسر البديلة للمسنين الذين يعيشون بدون أسرهم األصلية أو بدون كفيل‪.‬‬

‫‪ -3-1‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬تقديم االستشارات والتأهيل لألسر والشباب المقبلين على الزواج في مجال رعاية المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إشراك المسنين في إدارة واستثمار األندية االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والترفيهية المخصصة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬تلبية االحتياجات الخاصة بالمسنين الذين يعيشون بمفردهم‪ ،‬والعمل على تلبية احتياجاتهم المعيشية‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة الدورات التدريبية النوعية لمقدمي الخدمات النفسية واالجتماعية بما يخص المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث اختصاصات وأقسام ضمن المشافي والمراكز الصحية والتعليمية للخدمات النفسية واالجتماعية‬
‫للمسنين‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ ‬إجراء مسابقات تعيين عدد من خريجي كليات التربية (اإلرشاد النفسي‪ ،‬علم النفس)‪ ،‬وكلية اآلداب قسم علم‬
‫االجتماع (اإلرشاد االجتماعي) لتعينهم في المشافي والمراكز الصحية ومراكز رعاية المسنين‪.‬‬

‫القضية ‪ :2‬دمج المسنين في الحياة االجتماعية‬

‫‪ -1-2‬الهدف‬

‫‪ ‬زيادة مشاركة المسنين في األنشطة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬السياسات‬

‫‪ ‬تشجيع المسنين على المشاركة في العمل التطوعي‪.‬‬


‫‪ ‬تمكين المسنين من المشاركة في المجاالت االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والترفيهية‪ ،‬والبيئية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز مشاركة المسنات في البرامج والمشاريع التي تمس حياتهن‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير البرامج التدريبية والتأهيلية المتخصصة والخاصة بالمسنين‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬إعداد برامج لتهيئة العاملين لمرحلة التقاعد‪.‬‬


‫‪ ‬تحديد االحتياجات االجتماعية الخاصة بالمسنات اللواتي يعشن بمفردهن‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد برامج توعوية لكافة شرائح المجتمع بأهمية الرعاية االجتماعية والنفسية للمسنين ومشاركتهم في الحياة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد برامج تدريبية تتوافق واحتياجات المسنين بهدف توسيع مساهمتهم في العمل المجتمعي‪.‬‬

‫القضية ‪ :3‬الحد من العنف الواقع على المسنين‬

‫‪ -1-3‬األهداف‬

‫‪ ‬وقاية المسنين وحمايتهم من العنف بأشكاله كافة‪.‬‬


‫‪ ‬تنمية الموارد البشرية لرفع القدرات المؤسسية للجهات العاملة في مجال حماية المسنين من العنف‪.‬‬

‫‪ -2-3‬السياسات‬

‫‪ ‬تضمين مفاهيم العنف الموجه للمسنين‪ ،‬بما في ذلك اإلهمال وسوء المعاملة‪ ،‬وطرق الوقاية والحماية في‬
‫المناهج التعليمية في جميع مراحل التعليم‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين قدرات ومهارات اإلعالميين لنشر ثقافة حماية المسنين من العنف‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ ‬تحسين قدرات ومهارات االختصاصين االجتماعيين‪ ،‬والنفسيين‪ ،‬والمرشدين التربويين في اإلرشاد‪ ،‬والتوعية‬
‫بطرق الوقاية من العنف الموجه للمسنين‪ ،‬وكذلك بكيفية التعامل السليم مع المسن الذي وقع عليه العنف‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز قدرات ومهارات رجال الدين والقيادات المجتمعية والمرشدين النفسيين واالجتماعيين في اإلرشاد‬
‫والتوعية حول قضايا المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬توفير المعلومات حول الخدمات وطرق الحماية من العنف‪ ،‬من خالل إعداد أدلة لهذا الغرض‪.‬‬

‫‪ -3-3‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬إعداد برامج تعليمية وتدريبية تتضمن مفاهيم العنف الموجه للمسنين وطرق الوقاية والحماية منه‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة دورات لإلعالميين لتحسين قدراتهم ومهاراتهم في مجال حماية المسنين من العنف‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة دورات تدريبية نوعية لألختصاصيين االجتماعيين‪ ،‬والنفسيين‪ ،‬والمرشدين التربويين في اإلرشاد‪ ،‬لرفع‬
‫قدراتهم وكفاءاتهم حول التعامل مع قضايا العنف الموجه للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬عقد دورات لرجال الدين والقيادات المجتمعية والمرشدين النفسيين لتحسين قدراتهم ومهاراتهم في اإلرشاد‬
‫والتوعية حول قضايا المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد بروشورات وأدلة توعوية حول طرق الحماية من العنف بالنسبة للمسنين‪.‬‬

‫القضية ‪ :4‬نظرة المجتمع للمسنين‬

‫‪ -1-4‬األهداف‬

‫‪ ‬تنمية نظرة المجتمع اإليجابية للمسنين‪.‬‬


‫‪ ‬تنمية التكافل بين األجيال‪.‬‬

‫‪ -2-4‬السياسات‬

‫‪ ‬تطوير وتعزيز نظرة المجتمع اإليجابية للمسنين‪.‬‬


‫‪ ‬تعزيز مبدأ التكافل بين األجيال‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع الشباب على تقديم الخدمات الالزمة للمسنين‪.‬‬

‫‪ -3-4‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬تنفيذ حمالت توعية موجهة لكافة فئات المجتمع إلبراز الصورة اإليجابية للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ حمالت توعية موجهة لكافة فئات المجتمع لترسيخ مبدأ التكافل بين األجيال‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم حوافز خاصة للعمل مع المسنين وألفضل المشاريع الداعمة لهذا التوجه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫القضية ‪ :5‬الشراكة والتنسيق بين المؤسسات المعنية بشؤون المسنين‬

‫‪ -1-5‬األهداف‬

‫‪ ‬تنمية الشراكة والتنسيق بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات الشعبية واألهلية المعنية‬
‫بشؤون المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية المسؤولية االجتماعية للقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -2-5‬السياسات‬

‫‪ ‬تعزيز مبدأ الشراكة والتنسيق بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات الشعبية واألهلية المعنية‬
‫بشؤون المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز مبدأ المسؤولية االجتماعية للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع القطاع الخاص على دعم وتمويل برامج خاصة بالمسنين‪ ،‬والمساهمة في إعدادها وتنظيمها‪.‬‬

‫‪ -3-5‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬وضع معايير واجراءات لتنظيم عمل المؤسسات العاملة في مجال رعاية المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد برامج توعوية حول المسؤولية االجتماعية للشركات وخاصة للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد برامج توعوية حول أهمية التنسيق والشراكة المجتمعية للمعنيين بقضايا المسنين (القطاع العام‬
‫والخاص والمجتمع األهلي)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫التوجه الخامس‬
‫البحوث والدراسات العلمية وقواعد البيانات‬

‫يواجه راسمو السياسات لقضايا المسنين صعوبات وتحديات يتجلى بعض منها في شح البيانات التفصيلية‬
‫الحديثة عن المسنين (الصحية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬االقتصادية)‪ ،‬التي تمكنهم من رصد واقع المسنين خالل سلسلة‬
‫زمنية معبرة‪ ،‬كما أن األبحاث والدراسات التي تناولت المسنين ما تزال دون المطلوب والمأمول كماً ونوعاً‪،‬‬
‫ويتطلع هذا التوجه (البحوث والدراسات العلمية وقواعد البيانات) إلى تمكين راسمي السياسات والمخططين‬
‫وواضعي برامج العمل التنفيذية من العمل على أرضية صلبة‪ ،‬إذ أن توفر البيانات بالدقة المطلوبة والزمن‬
‫المناسب يعد من أهم عناصر عمل المخططين والمحللين‪.‬‬

‫القضية المحورية‪ :‬الدراسات واألبحاث وقواعد البيانات المتعلقة بالمسنين‬

‫‪ -1‬األهداف‬

‫‪ ‬زيادة األبحاث والدراسات حول المسنين كماً ونوعاً‪.‬‬


‫‪ ‬تحسين جودة البيانات والمعلومات المتعلقة بالمسنين‪.‬‬

‫السياسات‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ ‬توجيه مؤسسات البحث العلمي إلجراء الدراسات حول األوضاع الصحية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والنفسية للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع التعاون بين المؤسسات البحثية واألكاديمية في قضايا المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز استقطاب الدعم المالي إلجراء البحوث والدراسات والتعاون مع المراكز البحثية االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير وتوفير البيانات والمعلومات المتعلقة بالمسنين‪.‬‬

‫اإلجراءات‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ ‬بناء قاعدة بيانات متكاملة حول المسنين على المستويين المركزي والمحلي‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث وحدة لألبحاث والدراسات وقواعد البيانات حول المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تضمين خطط البحث العملي قضايا المسنين ومتطلبات رعايتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تدريب الكادر البشري اإلحصائي العامل في مجال جمع البيانات وتحليلها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫التوجه السادس‬
‫التشريعات والقوانين‬

‫يقتضي االهتمام بالمسنين‪ ،‬توفر بيئة تشريعية وقانونية داعمة وال بد لكل دولة‪ ،‬وبحسب ظروفها وأهدافها‬
‫التنموية‪ ،‬من أن تعمل على صياغة مجموعة من التشريعات والقوانين المتعلقة بضمان حقوق المسنين وحمايتهم‬
‫واعطائهم الشعور بالطمأنينة واألمان‪ ،‬ويجب أن يتم هذا العمل من منظور تنموي يأخذ بعين االعتبار شرائح‬
‫المجتمع كافة وضمن اإلمكانات واألولويات الوطنية‪.‬‬

‫القضية ‪ :1‬التشريعات والقوانين المتعلقة بالمسنين والتنمية‬

‫‪ -1-1‬الهدف‬

‫‪ ‬توفير بنية تشريعية قانونية داعمة لمشاركة المسنين في التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ -2-1‬السياسات‬

‫‪ ‬تطوير التشريعات والقوانين الحالية بما يسهم في تفعيل مشاركة المسنين في التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز مبدأ التدريب المستمر للمعنيين والعاملين في القضاء حول القضايا المتعلقة بالمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل وتعديل ووضع القوانين الداعمة لضمان حد أدنى من الدخل يؤمن حياة كريمة للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع مظلة الشمول بأحكام قانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -3-1‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬إيجاد آلية معينة لضمان استفادة المسنين من بطاقات الضمان الصحي‪.‬‬


‫‪ ‬توفير موارد لتخصيص رواتب شيخوخة لغير المشمولين بأحكام قوانين التقاعد في الجمهورية العربية‬
‫السورية‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ دورات تدريبية نوعية مستمرة للقضاة حول القضايا المتعلقة بالمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إطالع المعنيين على أحدث التشريعات والقوانين الخاصة بالمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ حمالت توعية لكافة شرائح المجتمع حول القوانين والتشريعات التي تدعو إلى مشاركة المسنين بعملية‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫القضية ‪ :2‬التشريعات والقوانين المتعلقة بتوفير الرعاية الصحية المتكاملة‬

‫(الوقائية والعالجية والتأهيلية)‬

‫‪ -1-2‬الهدف‬

‫‪ ‬توفير بنية تشريعية وقانونية لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة والوقائية‪ ،‬والعالجية‪ ،‬والتأهيلية للمسنين‪.‬‬

‫‪ -2-2‬السياسات‬

‫‪ ‬تطوير التشريعات والقوانين الحالية المتعلقة بتوفير الرعاية الصحية المتكاملة والوقائية‪ ،‬والعالجية‪،‬‬
‫والتأهيلية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين البيئة التشريعية المتعلقة بالمسنين‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬تنفيذ دورات تدريبية نوعية مستمرة للقضاة والمحامين حول القضايا المتعلقة بتوفير الرعاية الصحية‬
‫المتكاملة والوقائية‪ ،‬والعالجية‪ ،‬والتأهيلية للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إطالع المعنيين على أحدث التشريعات والقوانين المتعلقة بتوفير الرعاية الصحية المتكاملة والوقائية‪،‬‬
‫والعالجية‪ ،‬والتأهيلية للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ حمالت توعية لكافة شرائح المجتمع حول القوانين والتشريعات التي تدعو إلى توفير الرعاية الصحية‬
‫المتكاملة والوقائية‪ ،‬والعالجية‪ ،‬والتأهيلية‪.‬‬

‫القضية ‪ :3‬التشريعات والقوانين المتعلقة بتوفير بيئة مادية داعمة للمسنين‬

‫‪ -1-3‬الهدف‬

‫‪ ‬توفير البنية التشريعية والقانونية المتعلقة بتهيئة بيئة مادية داعمة المسنين‪.‬‬

‫‪ -2-3‬السياسات‬

‫‪ ‬تطوير التشريعات والقوانين الحالية المتعلقة بتهيئة بيئة مادية داعمة المسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين البيئة التشريعية إلصدار تشريعات وقوانين حديثة تضمن توفير بيئة مادية داعمة للمسنين‪.‬‬

‫‪ -3-3‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬وضع القوانين الناظمة لتهيئة المدن والبنى التحتية والمرافق العامة لتكون صديقة للمسنين‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ ‬تنفيذ دورات تدريبية نوعية مستمرة للقضاة حول القضايا المتعلقة بتوفير بيئة مادية داعمة للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬إطالع المعنيين على أحدث التشريعات والقوانين المتعلقة بتوفير البيئة المادية الداعمة للمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ حمالت توعية لكافة شرائح المجتمع على القوانين والتشريعات التي تدعو إلى توفير بيئة مادية داعمة‬
‫للمسنين‪.‬‬

‫القضية ‪ :4‬التشريعات والقوانين المتعلقة بالرعاية االجتماعية للمسنين‬

‫‪ -1-4‬األهداف‬

‫‪ ‬توفير بنية تشريعية وقانونية تساعد على وقاية المسنين وحمايتهم من العنف‪.‬‬
‫‪ ‬توفير تشريعات وقوانين تكفل ما أمكن رعاية المسنين ضمن أسرهم‪.‬‬

‫‪ -2-4‬السياسات‬

‫‪ ‬تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بوقاية المسنين وحمايتهم من العنف‪.‬‬


‫‪ ‬تطوير التشريعات والقوانين التي تساعد على رعاية المسنين ضمن أسرهم‪.‬‬

‫‪ -3-4‬اإلجراءات‬

‫‪ ‬مراجعة التشريعات والقوانين المتعلقة بوقاية وحماية المسنين وحمايتهم من العنف وتفعيل ماهو موجود‬
‫وتحديثه‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة التشريعات والقوانين التي تكفل رعاية المسنين ضمن أسرهم وتفعيلها وتحديثها‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ دورات تدريبية نوعية مستمرة للقضاة والمحامين حول القضايا المتعلقة بوقاية وحماية المسنين من‬
‫العنف والتي تكفل رعاية لهم ضمن أسرهم‪.‬‬
‫‪ ‬إطالع المعنيين على أحدث التشريعات والقوانين المتعلقة بوقاية وحماية المسنين من العنف والتي تكفل‬
‫رعاية لهم ضمن أسرهم‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ حمالت توعية لكافة شرائح المجتمع على القوانين والتشريعات المتعلقة بوقاية وحماية المسنين من‬
‫العنف والتي تكفل رعاية لهم ضمن أسرهم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫التوجه السابع‬
‫رعاية المسنين في حاالت الطوارئ واألزمات‬

‫تترك األزمات عادة تأثيرات أكبر على الفئات األضعف واألقل قدرة على التأقلم مع التغيرات وفي مقدمتهم‬
‫فئة المسنين‪ ،‬األمر الذي يتطلب إيالء اهتمام أكبر الحتياجات هذه الفئة الصحية واالجتماعية والنفسية‬
‫واالقتصادية وتضافر جهود مختلف الجهات لتجنيب المسنين المعاناة جراء األوضاع غير االعتيادية التي يمكن‬
‫أن يوجدوا فيها‪.‬‬

‫ويحتاج المسنون عموماً إلى رعاية نفسية واجتماعية بقدر حاجتهم للرعاية الصحية والسيما في أوقات‬
‫األزمات والظروف الصعبة‪ .‬وتقسم احتياجات المسنين‪ ،‬ال سيما في الظروف الراهنة‪ ،‬التي تمر بها البالد‪ ،‬إلى‬
‫احتياجات جسمانية تضم السكن والتغذية المناسبين‪ ،‬وتوفير مجال للحركة والرياضة والكشف الطبي الدوري‬
‫والمتابعة الصحية‪ ،‬واحتياجات مادية‪ ،‬وأخرى اجتماعية تتيح للمسن التواصل المستمر مع األشخاص بما يشعرهم‬
‫بوجودهم وكيانهم وأنهم ما زالوا أفراداً ذوي أهمية وفائدة للمجتمع واألسرة‪ .‬وتبرز في هذا المجال االحتياجات‬
‫الروحية والنفسية من خالل توفير أجواء الراحة واالطمئنان ومنحهم شعو اًر بأنهم موضع محبة واحترام‪.‬‬

‫وهناك متطلبات من الضروري توافرها للمسنين في أي مركز أو دار يستقبلهم‪ ،‬ومنها توفير مستلزمات‬
‫النظافة العامة لهم‪ ،‬والتي تشمل نظافة مالبسهم وأماكن جلوسهم وطعامهم واألدوات التي يستخدمونها‪ ،‬إضافة‬
‫لتأمين احتياجاتهم ومساعدتهم في الوقوف والجلوس وصعود الدرج وقضاء الحاجة‪ ،‬ومتابعة أمور صحتهم عبر‬
‫إعطائهم الدواء وقياس الح اررة والضغط‪ ،‬وحمايتهم من الحوادث‪ ،‬ومتابعة أمورهم الخارجية مثل قبض الراتب أو‬
‫دفع الرسوم‪ ،‬واصطحابهم في بعض الزيارات والنزهات‪ ،‬والمساعدة في ممارسة الرياضة ونشاطات ترفيهية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫والمالحظ عموماً‪ ،‬أن حقوق واحتياجات ومساهمات المسنين خالل حاالت األزمات اليجري ايالؤها االهتمام‬
‫الكافي ‪ ،‬وثمة حاجة ملحة لاللتفات إليهم من قبل صناع القرار والعاملين في المجال اإلنساني‪ .‬فعدم قدرتهم على‬
‫الحركة السريعة وضعف النظر واصابتهم بأمراض مزمنة‪ ،‬قد يحول دون حصولهم على الدعم‪ ،‬كما أن خدمات‬
‫المساعدة ال تأخذ في كثير من األحيان هذه القضايا بعين االعتبار‪ .‬وفي بعض األحيان يتردد المسنون في‬
‫حاالت النزوح حيال مغادرة منازلهم‪ ،‬ليكونوا بالتالي آخر الفارين من الخطر‪ .‬وفي حال نزوحهم‪ ،‬يعاني المسنون‬

‫من اضطرابات كبيرة وغالباً ما ينعزلون اجتماعياً وينفصلون عن أسرهم ّ‬


‫مما يسهم في زيادة ضعفهم‪.‬‬

‫وحيث أن من حق المسنين الحصول على الحماية والرعاية على قدم المساواة مع غيرهم بمقتضى القوانين‬
‫والتشريعات الوطنية والدولية‪ .‬فإن نشر التوعية بأهمية حقوق المسنين واحتياجاتهم يعتبر الخطوة األولى نحو‬
‫التخفيف من مغبة اهمالهم أثناء األزمات وتمكينهم من مواصلة إعالة أنفسهم وذويهم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -1‬اآلثار المتوقعة على المسنين في ظل األزمات‬

‫‪ -1-1‬المشكالت الصحية‬

‫تؤدي الشيخوخة عادة إلى صعوبة في الحركة وضعف النظر والسمع وضعف قوة العضالت باإلضافة إلى‬
‫انخفاض قدرة تحمل الح اررة والبرد‪ .‬وقد تتحول األمراض الخفيفة بسرعة إلى عوائق كبيرة تحد من قدرة المسنين‬
‫على مواجهة الحاالت غير العادية‪ ،‬حيث يجدون صعوبة أكبر في الحصول على الخدمات وقد تضعف قدرتهم‬
‫أو رغبتهم على الهرب بسرعة أو حماية أنفسهم من األذى‪.‬‬

‫فقد يجد المسنون صعوبة أكبر في الوصول إلى أماكن توزيع المعونات وحمل المؤن الثقيلة‪ ،‬في حين يؤدي‬
‫ضياع نظاراتهم أو عصيهم التي يعتمدون عليها في المشي إلى جعلهم عبأً على غيرهم في الحاالت التي تتطلب‬
‫التحرك السريع من المكان‪.‬‬

‫كما أن األمراض المزمنة‪ ،‬مثل‪ :‬األمراض القلبية التاجية‪ ،‬وفرط ضغط الدم‪ ،‬وداء السكري‪ ،‬واألمراض‬
‫يتلق المسنون األدوية‬
‫التنفسية‪ ،‬والتهاب المفاصل أو الروماتيزم‪ ،‬التي يعاني منها عادة المسنون قد تتفاقم إذا لم َ‬
‫المالئمة والمتابعة الطبية الدورية‪ .‬كما أن انقطاع التيار الكهربائي‪ ،‬الضروري للحفاظ على سلسلة التبريد‬
‫والمعدات الطبية مثل آالت التنفس‪ ،‬قد يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل كبير‪ .‬باإلضافة لذلك‪ ،‬قد يعاني‬
‫المسنون من نقص في التغذية إذا لم يتناولوا الطعام الكافي أثناء األزمات أو إذا كان طعامهم يفتقر إلى القيمة‬
‫الغذائية الكافية‪.‬‬

‫‪ -2-1‬الحاجة إلى الدعم النفسي واالجتماعي‬

‫قد يموت أفراد األسرة أو يغادرن تاركين وراءهم أشخاصاً مسنين بدون معيل‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬قد تضطر‬
‫األسر التي تعاني من شظف العيش إلى إهمال أفراد األسرة المسنين وتركهم لوحدهم‪ ،‬مما يعرض سالمتهم‬
‫وحياتهم إلى مزيد من األخطار‪ .‬وقد تكون أعراض اإلصابة النفسانية الناجمة عن األزمة منتشرة عند المسنين‬
‫على األقل بنفس الحدة التي تكون فيها منتشرة لدى الشباب‪ ،‬وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا تم تجاهلها‪ .‬وعادة‬
‫ما تكون برامج المساعدة االجتماعية والزيارات المنزلية بمثابة حبل اإلنقاذ بالنسبة للمسنين الوحيدين‪.‬‬

‫‪ -3-1‬الحاجة إلى الحماية‬

‫إن التهميش االجتماعي واالقتصادي يجعل المسنين عرضة للعديد من المخاطر الناجمة عن األزمات‪ ،‬وقد‬
‫تحد الحواجز اللغوية ومشكلة األمية والعزلة االجتماعية من قدرتهم على فهم المعلومات العامة المتعلقة‬
‫بالمخاطر التي يواجهونها وطريقة التعامل معها أثناء األزمات واالستفادة من الموارد المتاحة‪ .‬ويتعرض المسنون‬
‫ألخطار كبيرة أثناء األزمات‪ ،‬كما قد يكونوا أكثر عرضة للعنف والسرقة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -4-1‬صعوبات كسب الرزق (لقمة العيش)‬

‫في الكثير من األحيان يجد المسنون أنفسهم مضطرين إلى كسب عيشهم طالما كانوا قادرين على ذلك‪ .‬لكن‬
‫اإلقصاء العشوائي من األنشطة التي تدر دخالً يعد أم اًر شائعاً‪ .‬وغالباً ما يتم التخطيط ألنشطة تساعد الناس‬
‫على استرجاع مصادر كسب عيشهم دون مراعاة فئة المسنين وقدراتهم‪ .‬وقد يتأثر المسنون أكثر من غيرهم في‬
‫األزمات ألنهم غالباً ما يكونون أوصياء على األرض أو العقارات التي تعرضت للخراب‪ .‬كما أن وضع النساء‬
‫المسنات في القطاع االقتصادي غير الرسمي (غير المنظم) قد يحرمهن من المهارات والكفاءات التسويقية‬
‫الضرورية‪ ،‬كما أن األرامل المسنات غالباً ما يكن أكثر األفراد تضر اًر جراء العادات والتقاليد التي تحرمهن من‬
‫حق اإلرث بعد وفاة أزواجهن‪.‬‬

‫‪ -5-1‬ضعف البيانات‬

‫قد يتم تجاهل المسنين أثناء األزمات بسبب عدم وجود البيانات المتعلقة بتحديد المتضررين حسب فئات‬
‫العمر‪ ،‬وغالباً ما تفتقر الدول إلى المعلومات اإلحصائية األساسية بشأن توزيع السكان حسب فئات العمر‬
‫بناء على‬
‫وحالتهم الصحية قبل حدوث األزمات‪ .‬وغالباً ما يتم تحديد وتقييم المتطلبات اإلنسانية األساسية ً‬
‫المهارات المؤسسية‪ ،‬أما تقييم المتطلبات الشاملة فهي نادرة للغاية‪ ،‬وأغلب الظن أن المسنين‪ ،‬بشكل خاص‪،‬‬
‫يكونون عرضة للنسيان في مرحلة التقييم السريع‪.‬‬

‫‪ -2‬المحاور األساسية لتلبية االحتياجات اإلنسانية للمسنين في ظل األزمات‬

‫فيما يلي أهم محاور الواجب التركيز عليها لتلبية االحتياجات اإلنسانية للمسنين خالل األزمات‪ ،‬والتي‬
‫ينبغي على برامج االستجابة اإلنسانية السريعة أن تأخذها بعين االعتبار‪.‬‬

‫‪ -1-2‬محور الصحة‬

‫‪ ‬تأمين حصول المسنين على جميع الخدمات الصحية والمعونة الخاصة بالمسنين المعوقين التي يحتاجونها‪.‬‬
‫‪ ‬توفير األدوية الخاصة باألمراض المزمنة ضمن المستلزمات الطبية األساسية لحاالت الطوارئ‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان حسن معاملة الكادر البشري للمسنين ورفع مهاراتهم وتدريبهم على الخدمات الصحية الخاصة‬
‫بالمسنين‪.‬‬
‫‪ ‬جمع البيانات وتصنيفها حسب العمر والجنس لمعرفة عدد المسنين واالحتياجات التي تناسبهم‪.‬‬

‫‪ -2-2‬محور الماء والصرف الصحي والنظافة‬

‫‪ ‬إعطاء أوعية الماء المناسبة للمسنين ولكافة االستعماالت‪.‬‬


‫‪ ‬تصميم دورات المياه الخارجية بشكل يسمح للمسنين باستخدامها‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬التركيز على موضوع النظافة الشخصية والعامة‪.‬‬

‫‪ -3-2‬محور الطعام والتغذية‬

‫‪ ‬نشر مراكز توزيع الطعام لتكون في متناول المسنين ويكون هؤالء األشخاص قادرين على حمل المؤن إلى‬
‫حيث مكان إقامتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين حصول المسنين على األطعمة المغذية المناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان إدراج المسنين في التقديرات والمتابعة التغذوية‪.‬‬

‫‪ -4-2‬محور المأوى ( اإلقامة أو المسكن)‬

‫‪ ‬توفير المساعدة عند اإلخالء إلى أماكن آمنة‪.‬‬


‫‪ ‬إيالء عناية خاصة بالمرضى والمعاقين‪ ،‬كتوفير الفراش والغطاء والمالبس الدافئة‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين مأوى مناسب للمسنين ومساعدتهم إذا لم يكن لديهم دعم عائلي‪.‬‬

‫‪ -5-2‬محور تنسيق مراكز اإلقامة المؤقتة‬

‫‪ ‬تحديد المسنين غير القادرين على مغادرة بيوتهم والمعرضين أكثر لألخطار‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم المساعدة للمسنين على استبدال أو الحصول على الوثائق الضرورية‪.‬‬
‫‪ ‬إدخال بيانات العمر والجنس عند تصنيف الوافدين إلى مراكز اإلقامة المؤقتة‪.‬‬

‫‪ -6-2‬محور االستعادة المبكرة‬

‫‪ ‬تصميم برامج لكسب العيش موجهة للمسنين تراعي مقدراتهم وامكانياتهم‪ ،‬ال سيما أولئك الذين يعيشون‬
‫وحدهم أو الذين يعتنون باألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬األخذ بعين االعتبار احتياجات المسنين عند تصميم برامج المساعدة على العودة‪.‬‬

‫‪ -7-2‬محور الحماية‬

‫‪ ‬تصنيف جميع البيانات حسب الجنس والعمر لكي يتم تحديد أعداد المسنين ونوع الحماية الالزمة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل مشاركة المسنين في عملية صنع القرار والوقاية اإلنسانية وأنشطة االستجابة‪.‬‬
‫يبق لديهم أي شخص يعتني بهم‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الحماية للمسنين الذين لم َ‬
‫‪ ‬مشاركة المسنين النازحين في أنشطة لم الشمل‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫من خالل ما تم ذكره أعاله‪ ،‬يمكن تقديم بعض الخدمات األساسية والضرورية للمسنين في ظل األزمات‬
‫والتي تشعرهم بأنهم ال يزالون مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع يجري االهتمام بهم وتلبية احتياجاتهم على قدم‬
‫المساواة مع غيرهم من الفئات العمرية األخرى‪.‬‬

‫ولضمان تنفيذ محاور العمل السابقة‪ ،‬من الضروري القيام بما يلي‪:‬‬

‫‪ -)1‬تعريف راسمي السياسات والشركاء الوطنيين والدوليين بالقضايا التالية‪:‬‬

‫‪ ‬االرتفاع المتزايد في أعداد المسنين وعبء هذا االرتفاع السيما خالل األزمات‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة مشاركة المسنين كشريحة معرضة للخطر في جميع جوانب عمليات الحد من األخطار واالستعداد‬
‫للطوارئ وعمليات اإلغاثة‪.‬‬

‫‪ -)2‬توعية أنظمة االستعداد للطوارئ واالستجابة بمتطلبات واحتياجات المسنين في األزمات‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق‪:‬‬

‫‪ ‬إدراج نموذج خاص يركز على االحتياجات والفرص المرتبطة بالمسنين في أنشطة التدريب الموجهة للكوادر‬
‫البشرية العاملة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ ‬وضع هذه النماذج في المناهج والمواد التعليمية والتدريبية للعاملين في مجال الطوارئ واالستجابة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -)3‬العمل على جمع بيانات التسجيل والتقييمات واالحتياجات واألرقام الخاصة بالمراضة والوفيات وتصنيفها‬
‫حسب العمر والجنس حتى يتم فهم احتياجات المسنين واالستجابة لها بشكل أفضل‪.‬‬

‫‪ -)4‬أثناء تصميم برامج االستجابة وتنفيذها في حاالت األزمات ينبغي إيالء عناية خاصة باألمور التالية‪:‬‬

‫‪ ‬االستشارة والمشاركة النشطة للمسنين في عمليات صنع القرار واعداد البرامج والتنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام باحتياجات المسنين أثناء تصميم برامج الصحة والتغذية (الوصول إلى الخدمات‪ ،‬عالج األمراض‬
‫المزمنة‪ ،‬الحصص الغذائية المعينة‪.)..‬‬
‫‪ ‬األخذ بالحسبان االحتياجات الخاصة للمسنين عند تصميم برامج المساعدة على كسب الدخل والعودة إلى‬
‫مكان اإلقامة لتمكين المسنين من االعتناء بأنفسهم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ملحق ‪1‬‬

‫خلفية نظرية‬

‫حضت جميع الديانات السماوية على احترام المسنين‪ ،‬وتوفير الحياة الكريمة لهم‪ ،‬إال أن قضايا المسنين‬
‫ورعايتهم لم تبرز كعمل منهجي ضمن أولويات اهتمام الدول والمنظمات المجتمعية إال في النصف الثاني من‬
‫القرن العشرين‪ ،‬فقد كانت قضايا الشيخوخة من المسائل التي يتم احتواؤها في إطار سيادة قيم التكافل األسري‬
‫واالجتماعي‪ ،‬حيث كان المسنون يتلقون الرعاية والحماية االجتماعية في إطار أسرهم‪ ،‬ويحظون بالمكانة‬
‫االجتماعية والتقدير نظ اًر لما يقومون به من أدوار اقتصادية واجتماعية وتربوية هامة في ظل النظم التقليدية‬
‫للعمل والحياة‪.‬‬

‫وكان التوجه العام هو تأمين الضمان االقتصادي واالجتماعي لإلنسان في مراحل عمره المتقدمة‪ ،‬أو في‬
‫األوضاع التي تجعله بحاجة ماسة إلى الدعم المادي والمعنوي من خالل األسرة والمجتمع‪ ،‬حيث كان توفير‬
‫الموارد والتخفيف من حدة الفقر‪ ،‬وتأمين االحتياجات المادية والصحية والخدمية واالجتماعية‪ ،‬من مهام األسرة‬
‫الممتدة التي تضم ثالثة أو أربعة أجيال في إطارها‪ ،‬والتي تتكفل فيها األجيال المتعددة مهمة رعاية كبار السن‪.‬‬

‫وانطبعت مبادرات الرعاية االجتماعية في المراحل الماضية بطابع خيري وديني‪ ،‬حيث قامت بتلك المبادرات‬
‫هيئات أو جمعيات يتم تمويلها من قبل المحسنين في حال ضعف قدرة األسرة على الوفاء بالتزاماتها المادية تجاه‬
‫كبار السن في حاالت الفقر المدقع‪ ،‬أو في الكوارث واألزمات‪ ،‬كما كانت أماكن العبادة تحول إلى مالجئ‬
‫ومستشفيات تقدم العون للمسنين والمحتاجين‪ ،‬إلى أن بدأت الدول والمنظمات الدولية المعنية تبدي اهتماماً أكبر‬
‫بالمسنين وسبل توفير الرعاية الالزمة لهم‪.‬‬

‫وقد أولت الدول العربية اهتماماً جاداً بفئات المسنين منذ مطلع السبعينيات‪ ،‬حيث أكدت فقرات ميثاق العمل‬
‫االجتماعي عام ‪ 5546‬والتعديالت المتخذة عليه عام ‪ 0665‬على ضرورة رعاية المسنين في األسرة‪ ،‬ودعم‬
‫األسر المحتاجة‪.‬‬

‫كما أكدت استراتيجية العمل االجتماعي التي أقرت عام ‪ 5545‬وعدلت عام ‪ 0665‬على ضرورة إنشاء‬
‫دور إيواء المسنين الذين تضطرهم ظروفهم لإلقامة فيها وتأمين الرعاية النهارية واألندية لدور اإليواء‪.‬‬

‫وانسجاماً مع إعالن األمم المتحدة عام ‪ 5555‬عاماً دولياً لكبار السن‪ ،‬فقد أكدت الدول العربية ومنها‬
‫الجمهورية العربية السورية مساهمتها في السنة الدولية لكبار السن وذلك بتنمية الوعي والدفع نحو تحقيق‬
‫إنجازات وتشكيل لجان عمل وطنية وتنظيم ورش عمل لهذا الغرض‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫شاركت الجمهورية العربية السورية في االجتماع الوزاري اإلقليمي التحضيري لمؤتمر األمم المتحدة للمسنين‬
‫الذي انعقد في مدينة بيروت عام ‪ 0666‬وجرت فيه مناقشة خطة العمل العربية للمسنين حتى عام ‪ ،0650‬كما‬
‫شاركت في مؤتمر األمم المتحدة للمسنين الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة المنعقدة في مدريد عام ‪0660‬‬
‫وقدمت ورقة عمل في الندوة التي أقامتها االسكوا على هامش المؤتمر‪.‬‬

‫وكانت الجمهورية العربية السورية قد حددت في عام ‪ 5557‬خطة عمل وطنية للرعاية الصحية‬
‫واالجتماعية للمسنين كما تم تشكيل لجنة وطنية ضمت ممثلين عن الو ازرات تعنى بالرعاية االجتماعية للمسنين‬
‫برئاسة وزير الصحة وقد أنجزت اللجنة مهام عديدة في مجال رعاية المسنين وقامت بمبادرات لتحسين وضعهم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ملحق ‪2‬‬

‫الدراسات واألبحاث وقواعد البيانات‬

‫يوجد مجموعة من الدراسات والتقارير والبحوث الميدانية ( ملحق رقم ‪ ،)7‬ولقد اندرجت معظم هذه‬
‫الدراسات في إطار بحوث الخدمة والرعاية االجتماعية والصحية للمسنين‪ ،‬كما أنها تناولت واقع الجمعيات‬
‫والمنظمات األهلية العاملة في مجال المسنين‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تسليط الضوء على قانون التأمينات االجتماعية‬
‫وبما يتعلق بمرحلة الشيخوخة‪.‬‬

‫يالحظ من خالل التمعن في هذه الدراسات والتقارير بأن معظمها أقتصر على الجانب الوصفي والكمي‬
‫في معالجة قضايا المسنين وابتعد عن منحى الدراسات التحليلية المعمقة لالستفادة من النتائج والترابطات‬
‫والتشابكات الممكن استخراجها من التحليل المعمق لوضعها في متناول المهتمين ( راسمي السياسات‪،‬‬
‫المخططين‪ ،‬صناع القرار ‪.)..‬‬

‫يستثنى من ذلك المسح الصحي األسري والدراستان اللتان نفذتهما الهيئة السورية لشؤون األسرة حول واقع‬
‫المسنين في الجمهورية العربية السورية‪ ،‬حيث يالحظ اعتمادها على البحث المعمق في مختلف القضايا المهمة‬
‫حول واقع المسنين وبناء على ذلك االستناد إليهما في إعداد اإلستراتيجيات والخطط وبرامج العمل التنفيذية‪،‬‬
‫اعتمدت هذه االستراتيجية على نتائج هذه الدراسات كأرضية أساسية يمكن البناء عليها في صياغة األهداف‬
‫والمحاور والبرامج التي ستوضع من أجل رعاية المسنين وتلبية احتياجاتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬الدراسة الميدانية األولى "أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية االجتماعية للمسنين المرخصة‬
‫رسمياً في الجمهورية العربية السورية (‪")2006‬‬

‫أٌجريت هذه الدراسة حول أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية االجتماعية في الجمهورية العربية‬
‫السورية‪ ،‬وقد قام فريق من الخبراء الوطنيين المتخصصين في البحث االجتماعي‪ ،‬في عام (‪ )0660‬بتنفيذ مسح‬
‫ميداني مركب من ثالثة أجزاء مترابطة تعطي صورة متكاملة عن واقع الرعاية االجتماعية في الجمهورية العربية‬
‫السورية؛ األول مسح شامل لكل دور الرعاية االجتماعية المرخصة رسمياً في الجمهورية العربية السورية‪ ،‬والثاني‬
‫مسح بالعينة للعاملين في هذه الدور‪ ،‬والثالث مسح شامل ألوضاع المسنين المقيمين في هذه الدور واحتياجاتهم‬
‫الصحية واالجتماعية والنفسية واالقتصادية والترويحية والخدمية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -2‬الدراسة الميدانية الثانية "واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم (‪")2010‬‬

‫وهي دراسة ميدانية وتحليلية استقصت أوضاع ثالثة آالف مسن ومسنة في المجتمع السوري‪ ،‬وتعد هذه‬
‫الدراسة الميدانية شاملة لواقع المسنين واحتياجاتهم في المجتمع السوري المعاصر‪ ،‬استهدف القسم األول من‬
‫الدراسة اإلحاطة بأبعاد قضايا المسنين ورعايتهم في االهتمام الدولي والعربي والوطني باعتبارها من القضايا التي‬
‫باتت بين أهم أولويات االهتمام العالمي والوطني‪.‬‬

‫أما القسم الثاني‪ ،‬فقد اشتمل على دراسة ميدانية شاملة لواقع المسنين واحتياجاتهم في الجمهورية العربية‬
‫السورية من خالل استقصاء أوضاع وآراء ثالثة آالف مسن ومسنة من الريف والحضر في جميع المحافظات‬
‫السورية‪ ،‬وتم استخالص النتائج استناداً إلى دراسة اعتمدت منهجاً علمياً‪ ،‬وخطوات بحث منهجية حققت‬
‫الموضوعية‪ ،‬وأغنت بنتائجها ذات الوثوقية مضامين الدراسة‪ ،‬وحققت غاياتها المعرفية والعملية المنشودة منها في‬
‫تصوير الواقع‪ ،‬وفي التوصل إلى توجهات ورؤى يمكن أن تحقق في إطارها السياساتي‪ ،‬وتطبيقاتها العملية‬
‫خطوات فاعلة باتجاه االرتقاء بواقع المسنين‪ ،‬وزيادة تمكينهم ومشاركتهم في جميع مجاالت الحياة‪.‬‬

‫‪ -3‬اهم الدراسات والبحوث والفعاليات في مجال الخدمة والرعاية االجتماعية للمسنين في الجمهورية العربية‬
‫السورية‬

‫‪ ‬الهيئة السورية لشؤون األسرة‪ ،‬دليل االهتمام بالمسنين ورعايتهم‪ ،‬د‪ .‬نجوه قصاب حسن‪.0650 ،‬‬
‫‪ ‬الهيئة السورية لشؤون األسرة‪ ،‬حالة سكان سورية ‪ ،0656‬النافذة الديموغرافية‪.0656 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬سامي نجيب‪ ،‬دور التأمينات االجتماعية في النهوض بعمل المرأة‪ ،‬بإشراف منظمة المرأة العربية‬
‫"ندوة" قومية‪.0664 ،‬‬
‫‪ ‬مظاهر التغيير االجتماعي في الجمهورية العربية السورية بواقع المسنين بين األعوام ‪ ،5557-0667‬أ‪.‬‬
‫د‪ .‬يوسف يريك و أ‪ .‬د احمد األصفر‪.0664 ،‬‬
‫‪ ‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬و ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬دراسة حول دور رعاية المسنين في الجمهورية‬
‫العربية السورية‪.0664 ،‬‬
‫‪ ‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬المكتب المركزي لإلحصاء‪ ،‬نتائج مسح القوى العاملة لألعوام ‪– 0660‬‬
‫‪.0664‬‬
‫‪ ‬هيئة تخطيط الدولة‪ ،‬التقرير الوطني االستشرافي لمشروع سورية ‪ ،0607‬المحور المجالي والسكاني‪،‬‬
‫التوزع الجغرافي والسكاني على مستوى المحافظات‪ ،‬د‪ .‬جمال باروت و د‪ .‬القش أكرم وآخرون‪.0664 ،‬‬
‫‪ ‬الجمهورية العربية السورية واالسكوا‪ ،‬التقرير الوطني حول أوضاع المسنين في الجمهورية العربية‬
‫السورية الجمعية العالمية للشيخوخة‪ ،‬وثيقة مقدمة لالجتماع العربي التحضيري لمؤتمر األمم المتحدة‬
‫للمسنين‪.0660 ،‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ ‬و ازرة التعليم العالي‪ ،‬الخصائص الديمغرافية للمسنين في الجمهورية العربية السورية والعالم في ظل‬
‫التغييرات النوعية للتركيبة العمرية للسكان‪ ،‬ندوة رعاية المسنين‪ ،‬د‪ .‬أكرم القش‪.0666 ،‬‬
‫‪ ‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬رئاسة مجلس الوزراء‪ ،‬المكتب المركزي لإلحصاء‪ ،‬تحليل تقرير ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة‪.0666 ،‬‬
‫‪ ‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬و ازرة الصحة‪ ،‬دليل األسرة للمحافظة على المسنين‪ ،‬د‪ .‬بشير قصاص‪،‬‬
‫‪.5555‬‬
‫‪ ‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬و ازرة الصحة‪ ،‬الخطة الوطنية لرعاية المسنين الصحية واالجتماعية‪،‬‬
‫‪.5555‬‬
‫‪ ‬االتحاد العام النسائي مكتب الدراسات‪ ،‬واقع الجمعيات والتنظيمات األهلية في الجمهورية العربية‬
‫السورية‪ ،‬د‪ .‬نجوه قصاب حسن‪.5554 ،‬‬
‫‪ ‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬و ازرة الصحة‪ ،‬بحث ميداني حول واقع المسنين‬
‫الصحي واالجتماعي‪ ،‬إعداد د‪ .‬قصاص بشير‪.5554 ،‬‬
‫‪ ‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬و ازرة الصحة‪ ،‬حفظ وتعزيز صحة المسنين دليل المدربين والعاملين في‬
‫الرعاية الصحية األولية‪.5554 ،‬‬
‫‪ ‬السمات الصحية للمسنين‪ ،‬دراسة حول الشيخوخة سماتها ومظاهرها من النواحي الفيزيولوجية والصحية‪،‬‬
‫د‪ .‬خالد اليافي‪.5550 ،‬‬
‫‪ ‬االتحاد العام النسائي مكتب الدراسات‪ ،‬واقع كبار السن ورعايتهم في األسرة والمجتمع‪ ،‬مسح اجتماعي‬
‫شامل لثالث آالف مسن ومسنة في المحافظات السورية‪ ،‬د‪ .‬نجوه قصاب حسن‪.5557 ،‬‬
‫‪ ‬جامعة دمشق‪ ،‬الخدمة االجتماعية‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬محمد صفوح األخرس‪ ،‬و د‪ .‬نجوه قصاب حسن‪.5545 ،‬‬
‫‪ ‬حسن الفاكهاني‪ ،‬قانون التأمينات االجتماعية وأضواء على مرحلة الشيخوخة‪.5505 ،‬‬
‫‪ ‬اللجنة الوطنية للرعاية الصحية واالجتماعية للمسنين‪ ،‬الندوة الوطنية لرعاية المسنين‪ ،‬و ازرة العدل‬
‫والجمعيات الخيرية من أجل مجتمع لجميع األعمار‪ ،‬القاضي المستشار د‪.‬محمد هيثم الطحان‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ملحق ‪3‬‬
‫القانون رقم ‪ 06‬لعام ‪ 5545‬حول إحداث مركز لرعاية المسنين في كل محافظة من محافظات سورية‬

‫‪51‬‬
51
52
‫المصادر‬

‫‪- .5‬القرآن الكريم‬


‫‪ .0‬االنجيل المقدس‬
‫‪ ..‬دستور الجمهورية العربية السورية ‪.554.‬‬
‫‪ .7‬دستور الجمهورية العربية السورية ‪.0650‬‬
‫‪ .7‬القانون األساسي للعاملين في الدولة رقم ‪ /76/‬لعام ‪.0667‬‬
‫‪ .0‬قانون التأمينات االجتماعية ‪ 5575‬وتعديالته عام ‪.0665‬‬

‫المراجع‬

‫‪ .4‬استراتيجية العمل االجتماعي ‪ 5545‬وتعديالتها لعام ‪.0665‬‬


‫‪ .4‬األسكوا‪ ،‬خطة العمل العربية للمسنين حتى عام ‪ ،0650‬بيروت ‪.0660/0/4-7‬‬
‫‪ .5‬تقرير الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة‪ ،‬مدريد‪ 50-4 ،‬نيسان ‪.0660‬‬
‫‪ .56‬الخطة الخمسية العاشرة ‪.0656-0660‬‬
‫‪ .55‬غادة الجابي‪ ،‬التقرير النقدي والتحليلي لإلستراتيجية الوطنية للمرأة‪.‬‬
‫‪ .50‬المكتب المركزي لإلحصاء‪.‬المسح الصحي األسري ‪.0665‬‬
‫‪ .5.‬المكتب المركزي لإلحصاء‪ ،‬المجموعة اإلحصائية لعام ‪.0655‬‬
‫‪ .57‬المكتب المركزي لإلحصاء‪ ،‬مسح اإلنفاق الصحي لعام ‪.0656‬‬
‫‪ .57‬ميثاق العمل االجتماعي ‪ 5546‬وتعديالته عام ‪.0655‬‬
‫‪ .50‬الهيئة السورية لشؤون األسرة ‪ ،0656‬واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات االرتقاء بأوضاعهم‪ :‬دراسة ميدانية‬
‫وتحليلية‪.‬‬
‫‪ .54‬الهيئة السورية لشؤون األسرة‪ ،‬دراسة أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية االجتماعية للمسنين‬
‫المرخصة رسمياً في سورية‪ ،‬دمشق‪.0656 ،‬‬
‫‪ .54‬الهيئة السورية لشؤون األسرة‪ ،‬دليل االهتمام بالمسنين ورعايتهم عام ‪.0650‬‬

‫‪53‬‬

You might also like