Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫اﻟﺮﺋٮ"ﺴٮ"ﺔ ‪ /‬اﻟﺴ )ٮﺔ اﻷوﻟﻰ ‪1437‬ﻫـ ‪ /‬ﻋﺪد رﻣﻀﺎن ‪1437‬ﻫـ ‪ /‬وﺳﺎﺋﻞ وٮ‪H‬ﻤرات اﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻋﲆ ﻋﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬

‫وﺳﺎﺋﻞ وٮ‪5‬ﻤرات اﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻋﲆ ﻋﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ‪% -‬ﺣﻄٮ"ﺔ‬


‫اﻟ (ٮ &ڡﺎﺻٮ"ﻞ‬
‫*‬
‫اﻟﻠﺤ )ٮﺔ اﻟﻌﻠﻤٮ"ﺔ‬ ‫ﻛ ‪1‬ٮﺐ ٮ*واﺳﻄﺔ‪:‬‬
‫*‬
‫اﻟﻤﺤﻤﻮﻋﺔ‪ :‬ﻋﺪد رﻣﻀﺎن ‪1437‬ﻫـ‬

‫اﻟزيﺎرات‪35567 :‬‬

‫وسائل وثمرات ا‪0‬داومة على عمل الصالحات‬

‫عناصر الخطبة‬

‫مقدمة‬

‫فضل ا‪7‬داومة على ا‪3‬عمال الصالحة‬

‫الوسائل ا‪7‬عينة على ا‪7‬داومة‬

‫ثمرات ا‪7‬داومة‬

‫يقربنا من ا‪S‬خرة‪ ،‬ويبعدنا من الدنيا ‪ ،‬فما أح َو َجنا في سيرنا إلى ربنا أن نقطع مراحل الطريق‬
‫مقدمة ‪ :‬نحن في هذه الحياة نسير إلى رب‪T‬نا‪ ،‬فكل يوم ‪T‬‬
‫في سي ٍر متواصل غير منقطع‪ ،‬من غير كلل و‪ e‬ملل! و‪ e‬يكون ذلك إ‪ e‬إذا استحضرنا طول الطريق‪ ،‬ولم نستنفذ الجهد كله في بعض مراحل الطريق‪،‬‬
‫فاستب َقيْنا جهدنا لبقية الطريق ‪ ،‬ا‪7‬هم أن نلزم الطريق ونواصل السير ولو كان فيه ضعف‬

‫ع اللحاق بهم‪(1).‬‬ ‫ال ‪ :‬إِن َ‬


‫كنت على طريقهم فَ َما ْ‬
‫أسر َ‬ ‫حسن البصري ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬سب َقنَا ا ْل َق ْو ُم على خي ٍل ُد ْهم َونحن على ُح ُم ٍر ُم َع ‪r‬ق ٍ‬
‫رة ؟ فَ َق َ‬ ‫ِ‬ ‫قيل لِ ْل‬

‫‪ -‬فضل ا‪7‬داومة على ا‪3‬عمال الصالحة‬

‫وخصائص جليلة منها‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫فضل عظيم‬ ‫ا‪7‬داومة على الطاعات لها‬

‫‪ -‬هي أحب ا‪3‬عمال إلى ا‪u‬‬


‫ال َما تُ ِ‬
‫طي ُقونَ‪ ،‬فَ ِإ ‪r‬ن ا‪ eَ َu‬يَ َم |ل َحت‪r‬ى‬ ‫اس َع َل ْي ُك ْم ِم َن ْ‬
‫ا‪ْ َ 3‬ع َم ِ‬ ‫سول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪َ )) : -‬يا أ َ |ي َها الن ‪ُ r‬‬ ‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ ، -‬أَن‪َ r‬ها َقا َل ْ‬ ‫ائ َ‬ ‫َع ْن َع ِ‬
‫ت‪ :‬قال َر ُ‬
‫ال إِ َلى ا‪َ ِu‬ما ُدو ِو َم َع َليْ ِه‪َ ،‬و إِ ْن َق ‪r‬ل ((‪(2).‬‬‫ا‪ْ َ 3‬ع َم ِ‬
‫ب ْ‬‫تَ َم |لوا‪َ ،‬و إِ ‪r‬ن أ َ َح ‪r‬‬

‫ال‪ )) :‬أَدوم ُه و إِ ْن َق ‪r‬ل ((‪(3).‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫س ِئ َ‬
‫ل‬ ‫ول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪-‬‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬ ‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ ، -‬أ َ ‪r‬ن َر‬ ‫و َع ْن َع ِ‬
‫ائ َ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ِ؟‬ ‫‪u‬‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ب‬
‫|‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫|‬ ‫ُ‬

‫ت‬ ‫ال إِ َلى ا‪ ِu‬تَ َعا َلى أ َ ْد َو ُم َها‪َ ،‬و إِ ْن َق ‪r‬ل ((‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬و َكانَ ْ‬ ‫ا‪ْ َ 3‬ع َم ِ‬
‫ب ْ‬ ‫ول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ )) : -‬أ َ َح |‬ ‫س ُ‬ ‫ت‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُ‬ ‫ش َة‪َ ،‬قا َل ْ‬ ‫ائ َ‬ ‫اس ُم بْ ُن ُم َح ‪r‬م ٍد‪َ ،‬ع ْن َع ِ‬
‫وقال ا ْل َق ِ‬
‫ت ا ْل َع َم َل َل ِز َمت ْ ُه‪(4).‬‬ ‫ش ُة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ -‬إِذَا َع ِم َل ِ‬ ‫َع ِ‬
‫ائ َ‬

‫قال النووي ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬فيه الحث على ا‪7‬داومة على العمل وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير ا‪7‬نقطع ‪3‬ن‬
‫بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر وا‪7‬راقبة والنية وا„خ†ص وا„قبال على الخالق سبحانه وتعالى ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير ا‪7‬نقطع‬
‫أضعافا كثيرة‪(5).‬‬

‫‪ -‬ا‪7‬داومة على ا‪3‬عمال الصالحة من صفات النبي ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪-‬‬

‫ص‬ ‫ول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬؟ َه ْل َكا َن َي ُ‬


‫خ |‬ ‫س ِ‬ ‫ف َكا َن َع َم ُل َر ُ‬ ‫ت‪ :‬يَا أ ُ ‪r‬م ْا‪ُ7‬ؤ ِْم ِن َ‬
‫‡ َك ْي َ‬ ‫ال‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪َ ، -‬ق َ‬ ‫‡ َع ِ‬
‫ائ َ‬ ‫ت أ ُ ‪r‬م ْا‪ُ7‬ؤ ِْم ِن َ‬
‫سأ َ ْل ُ‬‫ال‪َ :‬‬ ‫قال َع ْل َق َمة ‪َ ،‬ق َ‬
‫ست َ ِ‬
‫طيعُ‪(6).‬‬ ‫ول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬يَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ست َ ِ‬
‫طيعُ َما َكا َن َر ُ‬ ‫ت‪َ ،eَ :‬كا َن َع َم ُل ُه ِد َ‬
‫يم ًة‪َ ،‬وأَي| ُك ْم يَ ْ‬ ‫شيْئًا ِم َن ْ‬
‫ا‪َ3‬ي‪r‬ام ِ؟ َقا َل ْ‬ ‫َ‬

‫ت‪ :‬ال ‪r‬د ِ‬


‫ائ ُم‪(7).‬‬ ‫‪- ِ r‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬؟ َقا َل ْ‬ ‫َ‬ ‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪-‬‬ ‫ت َع ِ‬
‫ائ َ‬ ‫سأ َ ْل ُ‬
‫وقال مسروق ‪-‬رحمه ا‪َ : -u‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫‪ r‬إلى النبي‪T‬‬‫ب‬‫ح‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫|‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬
‫ص ِ‬
‫احبُ ُه‪(8).‬‬ ‫ول ا‪- ِru‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬ا ‪r‬ل ِذي يَ ُدو ُم َع َليْ ِه َ‬ ‫س ِ‬ ‫ب ال َع َم ِل إِ َلى َر ُ‬ ‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ ، -‬أَن‪َ r‬ها َقا َل ْ‬
‫ت‪َ :‬كا َن أ َ َح |‬ ‫و َع ْن َع ِ‬
‫ائ َ‬

‫آل ُم َح ‪r‬م ٍد ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬إِذَا َع ِم ُلوا َع َم ً† أَثْبَتُو ُه‪(9).‬‬ ‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ ، -‬أَن‪َ r‬ها َقا َل ْ‬
‫ت‪َ :‬كا َن ُ‬ ‫َع ْن َع ِ‬
‫ائ َ‬

‫‪ -‬ا‪7‬داومة على ا‪3‬عمال الصالحة من خصائص عباد ا‪ u‬ا‪7‬ؤمن‡‬

‫ص َ† ِت ِه ْم َد ِ‬
‫ائ ُمو َن { ]ا‪7‬عارج‪[23 :‬‬ ‫قال تعالى مادحا أهل ا„يمان ‪ } :‬ا ‪r‬ل ِذي َن ُه ْم َع َلى َ‬
‫ص َ† ِت ِه ْم يُ َح ِ‬
‫افظُونَ{ ]ا‪7‬عارج‪[34 :‬‬ ‫وقال سبحانه في مدحهم ‪َ } :‬وا ‪r‬ل ِذي َن ُه ْم َع َلى َ‬

‫فا‪7‬حافظة على الطاعات من صفات عباد ا‪ u‬ا‪7‬ؤمن‡ فهم دائما في طاعة لربهم‬

‫‪ -‬وهي وصية من ا‪ u‬عز وجل لخير خلقه ا‪3‬نبياء‬

‫قال تعالى مخاطبا نبيه ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬وكل عباده ا‪7‬ؤمن‡ ‪َ } :‬وا ْعبُ ْد َرب‪َ r‬ك َحت‪r‬ى يَأ ْ ِتيَ َك ا ْليَ ِق ُ‬
‫‡ { ]الحجر‪[99 :‬‬

‫ت َحيًّا{ ]مريم‪[31 :‬‬ ‫الص َ† ِة َوالز‪َ r‬ك ِ‬


‫اة َما ُد ْم ُ‬ ‫ص ِ‬
‫اني ِب ‪r‬‬ ‫وأنطق ا‪ ُu‬عيسى في ا‪7‬هد بهذه الكلمات العظيمة ‪َ } :‬وأ َ ْو َ‬

‫‪ -‬في ا‪7‬داومة على ا‪3‬عمال الصالحة القيام بحقيقة العبودية‬

‫‪3‬ن ا‪3‬صل فيما أمر ا‪ u‬به أن يفعل على الدوام ويحافظ عليه‪ ،‬ففي ا‪7‬حافظة تطبيق ل•وامر وعمل بالنصوص وتعظيم لها وتعظيم لشريعة ا‪.u‬‬

‫‪ -‬في ا‪7‬داومة على العمل الصالح إغاظة للشيطان‬

‫‪3‬ن عدو ا‪ u‬تعالى يحب تثبيط ا‪7‬سلم عن العمل الصالح‪ ،‬فإذا رآه يداوم عليه ويستمر فيه كان ذلك سببًا لغيظه‪.‬‬

‫‪ -‬الوسائل ا‪7‬عينة على ا‪7‬داومة على العمل الصالح‬

‫وأسباب تُع‡ على ا‪7‬داومة على الطاعات؛ منها‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫هناك وسائل‬

‫‪ -‬معرفة ثَمرات ا‪7‬داومة‬

‫ط ِب ِه‬ ‫ص ِب ُر َع َلى َما َل ْم تُ ِ‬


‫ح ْ‬ ‫خ ِ‬
‫ضر ‪7‬وسى عليهما الس†م‪َ ﴿ :‬و َكيْ َ‬
‫ف تَ ْ‬ ‫والتمسك به؛ كما قال ال َ‬
‫|‬ ‫فمعرفة ثمرات الشيء وا„حاط ُة بفوائده تُع‡ على الثبات عليه‬
‫ُ‬
‫خبْ ًرا ﴾ ]الكهف‪[68 :‬‬

‫علمت ا‪7‬قصو َد منه ومآ َله؟‪(10).‬‬


‫َ‬ ‫ِ‬
‫بباطنه وظاهره‪ ،‬و‪e‬‬ ‫طت‬ ‫قال السعدي ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬أي كيف تَصبر على أم ٍر ما َ‬
‫أح َ‬

‫‪ -‬الخوف من سوء الخاتمة‬

‫‡ * َو َل ْن يُ َؤ ‪T‬‬
‫خ َر ا‪ُru‬‬ ‫الصالِ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ص ‪r‬دقَ َوأ َ ُك ْن ِم َن ‪r‬‬ ‫خ ْرتَ ِني إِ َلى أ َ َج ٍل َق ِر ٍ‬
‫يب فَأ َ ‪r‬‬ ‫ب َل ْو َ‪ e‬أ َ ‪r‬‬
‫ول َر ‪T‬‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬وأَنْ ِف ُقوا ِم ْن َما َرزَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن َقبْ ِل أ َ ْن َيأ ْ ِتيَ أ َ َح َد ُك ُم ْا‪ْ َ 7‬و ُ‬
‫ت فَ َي ُق َ‬
‫ير ِب َما تَ ْع َم ُلو َن ﴾ ]ا‪7‬نافقون‪.[11 ،10 :‬‬ ‫سا إِذَا َجا َء أ َ َج ُل َها َوا‪َ ُru‬‬
‫خ ِب ٌ‬ ‫نَفْ ً‬

‫الكتاب السابق‪ ،‬ومن هنا كان َيشت |د خوف السلف من سوء‬‫ِ‬ ‫ث السوابق‪ ،‬فكل ذلك سبق في‬ ‫قال ابن رجب ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬وفي الجملة‪ :‬فالخواتيم ميرا ُ‬
‫ا‪7‬قرب‡ معلقة بالسوابق‪،‬‬
‫‪r‬‬ ‫الخاتمة‪ ،‬ومنهم َمن كان يَقلقُ من ِذكر السوابق‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إن قلوب ا‪3‬برار مع ‪r‬لقة بالخواتيم؛ يقولون‪ :‬بماذا يُ ْ‬
‫ختم لنا؟ وقلوب‬
‫يقولون‪ :‬ماذا سبَق لنا؟‪(11).‬‬

‫‪ -‬العزيمة الصادقة والثبات عليها‬

‫يحدثنا عن أهمية ذلك ابن القيم ‪-‬رحمه ا‪ -u‬فيقول‪:‬‬

‫كمال العبد بالعزيمة والثبات‪ ،‬فمن لم يكن له عزيمة فهو ناقص‪ ،‬ومن كانت له عزيمة ولكن ‪ e‬ثبات له عليها فهو ناقص‪ .‬فإذا انضم الثبات إلى العزيمة‬
‫ش ِد‬ ‫ات ِفي ا‪ْ َ 3‬م ِر ‪َ ،‬وا ْل َع ِز َ‬
‫يم َة َع َلى |‬
‫الر ْ‬ ‫أثمر كل مقام شريف وحال كامل‪ (12).‬ولهذا جاء في دعاء النبي ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ )) : -‬ال ‪r‬ل ُه ‪r‬م إِن‪T‬ي أ َ ْ‬
‫سأ َ ُل َك الث‪r‬بَ َ‬
‫((‪(13).‬‬

‫يقول ابن القيم ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬وهاتان الكلمتان هما جماع الف†ح‪ ،‬وما أُتي العبد إ‪ e‬من تضييعهما ‪ ،‬أو تضييع أحدهما ‪ ،‬فما أُتي أح ٌد إ‪ e‬من باب‬
‫العجلة والطيش ‪ ،‬واستفزاز البداءآت له ‪ ،‬أو من باب التهاون والتماوت ‪ ،‬وتضييع الفرصة بعد مواتاتها ‪ ،‬فإذا حصل الثبات أو‪ ،ًe‬والعزيمة ثانيا ً ؛ أفلح‬
‫‪r‬‬
‫كل الف†ح‪(14).‬‬

‫‪ -‬ا‪e‬قتصاد في العبادة‬

‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ ، -‬أَن‪َ r‬ها‬ ‫ف† يثقل العبد على النفس بأعمال تؤدي إلى ا‪7‬شقة‪ ،‬وتفضي إلى السآمة وا‪7‬لل من العبادة فقد جاء في الصحيح‡ َع ْن َع ِ‬
‫ائ َ‬
‫طي ُقو َن ((‪(15).‬‬
‫ال َما تُ ِ‬
‫ال‪ )) :‬ا ْك َلفُوا ِم َن ا‪ْ َ 3‬ع َم ِ‬
‫ال‪ )) :‬أ َ ْد َو ُم َها َو إِ ْن َق ‪r‬ل ((‪َ .‬و َق َ‬
‫ب إِ َلى ا‪ِru‬؟ َق َ‬ ‫س ِئ َل الن ‪ِ r‬بي| ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ : -‬أ َ |ي ا‪ْ َ 3‬ع َم ِ‬
‫ال أ َ َح |‬ ‫َقا َل ْ‬
‫ت‪ُ :‬‬

‫ال‪ )) :‬إِ ‪r‬ن ال ‪T‬دي َن يُ ْ‬


‫س ٌر‪َ ،‬و َل ْن‬ ‫وحذ‪r‬ر ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬من الغل ‪T‬و والتش |دد فجاء َع ْن أ َ ِبي ُهر ْيرةَ ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪َ ، -‬ع ِن الن ‪ِ r‬بي‪- T‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪َ -‬ق َ‬
‫َ َ‬
‫شي ٍْء ِم َن ال |د ْل َج ِة ((‪(16).‬‬
‫الر ْو َح ِة َو َ‬ ‫ِ‬ ‫شروا‪َ ،‬و ْ ِ‬
‫استَعينُوا ِبا ْل َغ ْد َوة َو ‪r‬‬
‫ِ‬ ‫شا ‪r‬د ال ‪T‬دي َن أ َ َح ٌد إِ ‪َ er‬غ َلبَ ُه‪ ،‬فَ َ‬
‫س ‪T‬د ُدوا َو َقا ِر ُبوا‪َ ،‬وأ َ ْب ُ‬ ‫ُي َ‬

‫ال الن ‪ِ r‬بي| ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه‬ ‫فعلى ا‪7‬رء ا‪7‬سلم أن تكون عبادته قصدا ً ‪ e‬إفراط و‪ e‬تفريط ‪ ،‬بل تكون على وفق سنة رسول ا‪- u‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬؛ فقد َق َ‬
‫سن ‪ِ r‬تي ‪ ،‬فَ َق ْد أَفْ َلحَ ‪َ ،‬و َم ْن َكانَ ْ‬
‫ت‬ ‫ش ‪r‬ر ٍة فَت ْ َرةٌ ‪ ،‬فَ َم ْن َكانَ ْ‬
‫ت فَت ْ َرتُ ُه إِ َلى ُ‬ ‫شرةً ‪َ ،‬ولِ ُك ‪T‬ل ِ‬
‫ِ‬
‫وسلم‪ -‬لعبد ا‪ u‬بن عمرو بن العاص ‪-‬رضي ا‪ u‬عنهما‪ )) : -‬إِ ‪r‬ن لِ ُك ‪T‬ل َع َم ٍل ‪r‬‬
‫فَت ْ َرتُ ُه إِ َلى َغيْ ِر ذَلِ َك ‪ ،‬فَ َق ْد َه َل َك ((‪(17).‬‬

‫الص َحابَ ِة‪ :‬ا ْق ِت َ‬


‫صا ٌد ِفي‬ ‫ض ‪r‬‬ ‫ون ِب ِ‬
‫ا‪e‬ت‪T‬بَاع ِ‪َ .‬ك َما َق َ‬
‫ال بَ ْع ُ‬ ‫ص َم ْق ُر ٍ‬ ‫خ َ† ٍ‬ ‫ص ٍ‬
‫اد‪َ ،‬و إِ ْ‬ ‫اد ِبا ْق ِت َ‬‫اج ِت َه ٍ‬
‫خيْ ِر ِفي ْ‬ ‫يقول ابن القيم ‪-‬رحمه ا‪ -u‬معلقا ً على هذا الحديث‪ :‬فَ ُك |ل ا ْل َ‬
‫سن ‪ِ r‬ت ِه ْم‪(18).‬‬ ‫ا‪َ3‬نْ ِبيَ ِ‬
‫اء َع َليْ ِه ُم ‪r‬‬
‫الس َ† ُم َو ُ‬ ‫صوا أ َ ْن تَ ُكو َن أ َ ْع َما ُل ُك ْم َع َلى ِمن ْ َهاج ِ ْ‬ ‫سن ‪ٍ r‬ة‪ ،‬فَ ْ‬
‫اح ِر ُ‬ ‫س ِبي ٍل َو ُ‬ ‫خ َ† ِ‬
‫ف َ‬ ‫اد ِفي ِ‬
‫اج ِت َه ٍ‬ ‫سن ‪ٍ r‬ة‪َ ،‬‬
‫خيْ ٌر ِم َن ْ‬ ‫س ِبي ٍل َو ُ‬
‫َ‬

‫ت به ‪ ،‬فَ َق َ‬
‫ال‬ ‫الحبْ ُل؟ (( َقا ُلوا‪َ :‬هذَا َحبْ ٌل لِزَيْن َ َ‬
‫ب فَ ِإذَا فَت َ َر ْ‬
‫ت تَ َع ‪r‬ل َق ْ‬ ‫ال‪َ )) :‬ما َهذَا َ‬‫و ‪7‬ا دخل ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬ا‪7‬سجد رأى حب†ً ممدودا ً ب‡ ساريت‡‪ ،‬فَ َق َ‬
‫شاطَ ُه‪ ،‬فَ ِإذَا فَت َ َر فَ ْليَ ْق ُع ْد ((‪(19).‬‬ ‫الن ‪ِ r‬بي| ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ُ َe )) : -‬ح |لو ُه لِ ُي َ‬
‫ص ‪T‬ل أ َ َح ُد ُك ْم نَ َ‬

‫‪ -‬قراءة القرآن بتدبر وتعقل‪:‬‬

‫فإن القرآن يهدي للتي هي أقوم ‪ ،‬قال تعالى }إِ ‪r‬ن َهذَا ا ْل ُق ْرآ َن يَ ْه ِدي لِ ‪r‬ل ِتي ِهيَ أ َ ْق َو ُم { ]ا„سراء‪[9 :‬‬

‫ت ا ‪r‬ل ِذي َن آ َمنُوا َو ُه ًدى َوبُ ْ‬


‫ش َرى‬ ‫س ِم ْن َرب‪َ T‬ك ِبا ْل َحق‪ T‬لِيُثَب‪َ T‬‬
‫وهو وسيلة من وسائل الثبات والتثبيت على ا‪7‬داومة على العمل الصالح‪ُ } ،‬ق ْل نَ ‪r‬ز َل ُه ُرو ُح ا ْل ُق ُد ِ‬
‫سلِ ِم َ‬
‫‡{ ]النحل‪[102 :‬‬ ‫لِ ْل ُم ْ‬

‫وهو الذي ربى ا‪3‬مة َوأدبها‪ ،‬وزكى منها النفوس‪ ،‬وصفى القرائح‪ ،‬وأعلى الهمم‪ ،‬وغرس ا„يمان في ا‪3‬فئدة‪ ،‬وفي قراءته تثبيت لقلب القارئ ا‪7‬تدبر ‪7‬ا‬
‫يقرأ‪.‬‬

‫وقصر ا‪3‬مل‬ ‫ِ‬


‫ا‪7‬وت والدا ِر ا‪S‬خرة‬ ‫‪ -‬تذكر‬
‫ُ‬

‫الص َ† ِة‬ ‫است َ ِعينُوا ِب ‪r‬‬


‫الصبْ ِر َو ‪r‬‬ ‫فإن طول ا‪3‬مل يورث الكسل ‪ ،‬ويقعد عن العمل ‪ ،‬أما ذكر ا‪7‬وت وتقصير ا‪3‬مل يدفع العبد إلى العمل دفعا ‪ ،‬قال تعالى } َو ْ‬
‫ج ُعونَ{ ]البقرة‪[46 ،45 :‬‬ ‫اش ِع َ‬
‫‡ )‪ (45‬ا ‪r‬ل ِذي َن يَظُن|و َن أَن‪ُ r‬ه ْم ُم َ† ُقو َرب‪ِ T‬ه ْم َوأَن‪ُ r‬ه ْم إِ َليْ ِه َرا ِ‬ ‫خ ِ‬‫يرةٌ إِ ‪َ er‬ع َلى ا ْل َ‬
‫َو إِن‪َ r‬ها َل َك ِب َ‬
‫ال أ َ َم ُل َعبْ ٍد َق | ِ ‪ r‬أَساء ا ْلعم َل‪.‬‬
‫ت إِ ‪َ er‬رأَى ذَلِ َك ِفي َع َملِ ِه ‪َ ،‬و َ‪ e‬طَ َ‬ ‫سن البصري ‪-‬رحمه ا‪َ : -u‬ما أ َ ْكثَر َعبْ ٌد ِذ ْكر ْا‪ْ َ 7‬و ِ‬
‫لذلك أرشدنا النبي‬ ‫ط إ‪(20) َ َ َ َ e‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال ا ْل َح َ‬
‫ت ‪(21).‬‬ ‫ات ((‪ .‬يَ ْع ِني ْا‪ْ َ 7‬و َ‬
‫اذم ِ ال ‪r‬لذ‪ِ r‬‬
‫‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬إلى ا„كثار من ذكر ا‪7‬وت فقال ‪ )) :‬أ َ ْك ِثروا ِذ ْكر َه ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فمن أكثر من ذكر ا‪7‬وت نَ َ‬
‫شط في عمله‪ ،‬ولم يغتر بطول أمله؛ بل يبادر با‪3‬عمال قبل نزول أجله‪ ،‬ويحذر من الركون إلى الدنيا‪.‬‬

‫ات َك ِ‪ْ َ 7‬و ِت َك‪.‬‬


‫ض َك‪َ ،‬و ِم ْن َحيَ ِ‬
‫ص ‪r‬ح ِت َك ِ‪َ7‬ر ِ‬
‫َ‬
‫خذْ ِم ْن ِ‬ ‫ت فَ†َ تَنْت َ ِ‬
‫ظ ِر ا‪َ َ 7‬‬
‫سا َء‪َ ،‬و ُ‬ ‫الصبَا َح‪َ ،‬و إِذَا أ َ ْ‬
‫صبَ ْح َ‬ ‫ت فَ†َ تَنْت َ ِ‬
‫ظ ِر ‪r‬‬ ‫ول‪ :‬إِذَا أ َ ْم َ‬
‫سيْ َ‬ ‫َو َكا َن ابْ ُن ُع َم َر ‪-‬رضي ا‪ u‬عنهما‪ ، -‬يَ ُق ُ‬
‫)‪(22‬‬

‫‪ -‬صحبة ا‪3‬خيار‬

‫الذين يعينون على طاعة ا‪ u‬عز وجل؛ فإن ا„نسان ينشط للقيام بالطاعة ح‡ يرى أن إخوانه من حوله مقيمون عليها‪ ،‬وقد يشعر بالخجل من نفسه إن‬
‫رآهم على طاعة وهو مقصر‪ ،‬فلهذا كانت صحبة ا‪3‬خيار‪ ،‬وأهل الفضل والص†ح الذين إذا رآهم ا„نسان ذ ‪r‬كرته رؤيتهم با‪ u‬عز وجل وبطاعته؛ محل‬
‫اة ال |دنْ َيا َو َ‪ e‬تُ ِ‬
‫طعْ‬ ‫اك َعن ْ ُه ْم تُ ِري ُد ِزين َ َة ا ْل َح َي ِ‬ ‫اة َوا ْل َع ِ‬
‫شي‪ُ T‬ي ِري ُدو َن َو ْج َه ُه َو َ‪ e‬تَ ْع ُد َع ْين َ َ‬ ‫س َك َمعَ ا ‪r‬ل ِذي َن َي ْد ُعو َن ر ‪r‬ب ُه ْم ِبا ْل َغ َد ِ‬
‫اص ِب ْر نَفْ َ‬
‫اهتمام ا„س†م ‪ ،‬قال تعالى ‪َ } :‬و ْ‬
‫َ‬
‫َم ْن أ َ ْغفَ ْلنَا َق ْلبَ ُه َع ْن ِذ ْك ِرنَا َوات‪r‬بَعَ َه َواهُ َو َكا َن أ َ ْم ُرهُ فُ ُرطًا{ ]الكهف‪[28 :‬‬

‫وغيره أُسو ُته في ا‪3‬وامر والنواهي ‪ -‬أن يَص ِبر نفسه مع ا‪7‬ؤمن‡ العباد‬
‫ُ‬ ‫قال السعدي ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬يأمر تعالى نبي‪r‬ه محم ًدا ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪- -‬‬
‫ا‪3‬مر بصحبة‬ ‫أول النهار ِ‬
‫وآخ َره يريدون بذلك وج َه ا‪ ،u‬فوصفَهم بالعبادة وا„خ†ص فيها‪ ،‬ففيها‬ ‫شي‪ ﴾ T‬؛ أي‪َ :‬‬ ‫اة َوا ْل َع ِ‬
‫ا‪7‬نيب‡ ﴿ ا ‪r‬ل ِذي َن يَ ْد ُعو َن رب‪ُ r‬ه ْم ِبا ْل َغ َد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ا‪3‬خيار‪ ،‬ومجاهدةُ النفس على صحبتهم‪ ،‬ومخالطتهم وإن كانوا فقراء؛ فإن في صحبتهم من الفوائد ما ‪ e‬يُحصى‪(23).‬‬

‫‪ -‬الدعاء وسؤال ا‪ u‬الثبات وطلب العون من ا‪u‬‬

‫اك نَ ْعبُ ُد َو إِ ‪r‬ي َ‬


‫اك‬ ‫ات ِه‪ ،‬ثُ ‪r‬م َرأ َ ْيت ُ ُه ِفي ا ْلفَ ِ‬
‫ات َح ِة ِفي }إِ ‪r‬ي َ‬ ‫ض ِ‬‫َال ا‪ u‬ا ْل َع ْو َن َع َلى َم ْر َ‬
‫سؤ ُ‬ ‫ت أَنْفَعَ ال |د َع ِ‬
‫اء فَ ِإذَا ُه َو ُ‬ ‫س َ†م ِ ابْ ُن تَيْ ِم ‪r‬ي َة ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬تَأ َ ‪r‬م ْل ُ‬ ‫شيْخُ ْ ِ‬
‫ا„ ْ‬ ‫ال َ‬ ‫َق َ‬
‫‡{‪(24).‬‬ ‫ست َ ِع ُ‬‫نَ ْ‬

‫ب َلنَا ِم ْن َل ُدنْ َك َر ْح َم ًة إِن‪َ r‬ك‬


‫فإن ا‪ u‬سبحانه قد أثنى على الراسخ‡ في العلم أنهم يسألون ربهم الثبات على الهداية‪َ }:‬رب‪r‬نَا َ‪ e‬تُ ِزغْ ُق ُلو َبنَا َب ْع َد إِذْ َه َد ْيتَنَا َو َه ْ‬
‫ت ا ْل َو ‪r‬ه ُ‬
‫اب { ]آل عمران‪[8 :‬‬ ‫أَنْ َ‬

‫ت َق ْل ِبي َع َلى ِد ِ‬
‫ين َك ((‪(25).‬‬ ‫وب ثَب‪ْ T‬‬ ‫ول‪ )) :‬يَا ُم َق ‪T‬ل َ‬
‫ب ال ُق ُل ِ‬ ‫ول ا‪- ِru‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬يُ ْك ِث ُر أ َ ْن يَ ُق َ‬
‫س ُ‬‫و َكا َن َر ُ‬
‫ول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬معاذَ ب َن جب ٍل ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ -‬بأن يدعو بعد كل ص†ة أن يعينَه رب|ه على ذكره وشكره ‪ ،‬ف َع ْن ُم َع ِ‬
‫اذ بْ ِن َجبَ ٍل‬ ‫س ُ‬‫وأوصى َر ُ‬
‫ص َ† ٍة أن‬ ‫يك َيا ُم َعاذُ ‪ eَ :‬تَ َد َع ‪r‬ن ِفي ُدبُ ِر ُك ‪T‬ل َ‬ ‫حب| َك ‪ ،‬أ ُ ِ‬
‫وص َ‬ ‫ال‪َ )) :‬يا ُم َعاذُ ‪َ ،‬وا‪ ِru‬إِن‪T‬ي َ‪ِ ُ 3‬‬
‫خذَ ِب َي ِد ِه‪َ ،‬و َق َ‬
‫ول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬أ َ َ‬ ‫س َ‬ ‫‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ ، -‬أ َ ‪r‬ن َر ُ‬
‫س ِن ِعبَا َد ِت َك ((‪(26).‬‬ ‫تَ ُقول ‪ :‬ال ‪r‬ل ُه ‪r‬م أ َ ِعن‪T‬ي َع َلى ِذ ْك ِر َك‪َ ،‬و ُ‬
‫ش ْك ِر َك‪َ ،‬و ُح ْ‬

‫ص ْر َع َلي‪َ ،r‬وا ْم ُك ْر لِي‬


‫ص ْر ِني َو َ‪ e‬تَن ْ ُ‬
‫ب أ َ ِعن‪T‬ي َو َ‪ e‬تُ ِع ْن َع َلي‪َ ،r‬وانْ ُ‬ ‫ال‪َ :‬كا َن الن ‪ِ r‬بي| ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬يَ ْد ُعو يَ ُق ُ‬
‫ول‪َ )) :‬ر ‪T‬‬ ‫اس ‪-‬رضي ا‪ u‬عنهما‪َ ، -‬ق َ‬ ‫و َع ْن ابْ ِن َعب‪ٍ r‬‬
‫س ِر ال ُه َدى لِي ((‪(27).‬‬
‫َو َ‪ e‬تَ ْم ُك ْر َع َلي‪َ ،r‬وا ْه ِد ِني َو َي ‪T‬‬

‫فالتوفيق والعون من ا‪ u‬وحده‪ ،‬وقد أحسن من قال‪:‬‬

‫فأول ما يجني عليه اجتهاده‬ ‫إذا لم يكن عون من ا‪ u‬للفتى‬

‫‪ -‬البعد عن ا‪7‬عاصي‬

‫يجر إلى الكثير‪ .‬فكم من أكلة منعت قيام ليلة‬


‫فإن ا‪7‬عصية تجر إلى أختها‪ ،‬والخير يدعو إلى الخير والشر يدعو إلى الشر والقليل من كل واحد منهما |‬
‫‪ ،‬وكم من نظرة منعت قراءة سورة وإن العبد ليأكل أكلة أو يفعل فعلة فيحرم بها قيام سنة ‪ ،‬وكما إن الص†ة تنهي عن الفحشاء وا‪7‬نكر فكذلك الفحشاء‬
‫تنهى عن الص†ة وسائر الخيرات‪.‬‬

‫قيل ‪e‬بن مسعود ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ : -‬ما نستطيع قيام الليل‪ .‬قال‪ :‬أبعدتكم ذنوبُكم‪.‬‬

‫وقيل للحسن البصري ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬أعجزنا قيام الليل‪ ،‬قال‪ :‬قيدتكم خطاياكم‪ .‬وقال‪ :‬إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل‪.‬‬

‫وأحب قيام الليل وأع |د طهوري فما بالي ‪ e‬أقوم ؟! فقال ‪ :‬ذنوبك قيدتك!‪.‬‬
‫|‬ ‫قال له ٌ‬
‫رجل ‪ :‬يا أبا سعيد إني أبيت ُمعافى‬
‫ٍ‬
‫مراء !‪(28).‬‬ ‫رمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته‪ .‬قيل ‪ :‬وما ذاك الذنب قال ‪ :‬رأيت رج†ً يبكي فقلت في نفسي هذا‬
‫وقال الثوري ‪-‬رحمه ا‪ُ : -u‬ح ُ‬

‫وقال الفضيل بن عياض ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محرو ٌم مكب‪ٌ r‬ل كبلتك خطيئتك‪(29).‬‬

‫‪ -‬ثمرات ا‪7‬داومة على العمل الصالح‬

‫سبب لزيادة ا„يمان‬


‫ٌ‬ ‫‪-‬‬

‫تجر إلى غيرها ‪ ،‬عن عروة بن الزبير ‪-‬رحمه ا‪ -u‬قال ‪ :‬إذا‬


‫|‬ ‫كثيرا‪ .‬وكل طاعة‬
‫ً‬ ‫كبيرا‪ ،‬قلي†ً أو‬
‫ً‬ ‫صغيرا أو‬
‫ً‬ ‫بحس ِبه؛ إن كان‬
‫َ‬ ‫فكل عمل صالح َيزيد ا„يما َن‬
‫رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات‪ ،‬وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات‪ ،‬فإن الحسنة تدل على أختها‪ ،‬وإن السيئة تدل‬
‫على أختها‪(30).‬‬

‫‪ -‬ا‪7‬داومة على العمل الصالح سبب ‪7‬حبة ا‪ u‬تعالى للعبد ‪ ،‬وكفى بها ثمرةً وكرامة‬

‫اف ِل َحت‪r‬ى أ ُ ِ‬
‫حب‪ُ r‬ه ((‪.‬‬ ‫ب إِ َلي‪ِ r‬بالن ‪َ r‬و ِ‬
‫َال َعبْ ِدي يَت َ َق ‪r‬ر ُ‬ ‫ول ا‪- ِru‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ )) : -‬إِ ‪r‬ن ا‪َ َru‬ق َ‬
‫ال‪َ ..... :‬و َما يَز ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َع ْن أ َ ِبي ُه َريْ َرةَ ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪َ ، -‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُ‬
‫)‪(31‬‬

‫سبب ‪7‬حبة ا‪ u‬تعالى للعبد‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫ففي هذا دليل على أن ا‪7‬داومة وا‪e‬ستمرار على العمل الصالح ‪،‬‬

‫‪ -‬أنها سبب لتكفير الخطايا وا‪S‬ثام ‪.‬‬


‫س َمر ٍ‬
‫ات‪َ ،‬ه ْل‬ ‫س ُل ِمن ْ ُه ُك ‪r‬ل يَ ْوم ٍ َ‬
‫اب أ َ َح ِد ُك ْم َي ْغت َ ِ‬
‫ال ‪ )) :‬أ َ َرأ َ ْيت ُ ْم َل ْو أ َ ‪r‬ن نَ ْه ًرا ِببَ ِ‬
‫خ ْم َ ‪r‬‬ ‫ول ا‪- ِu‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪َ ، -‬ق َ‬ ‫س َ‬ ‫َع ْن أ َ ِبي ُه َريْ َرةَ ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ ، -‬أ َ ‪r‬ن َر ُ‬
‫خطَا َيا ((‪(32).‬‬ ‫س‪َ ،‬ي ْم ُحو ا‪ِ ُu‬ب ِه ‪r‬ن ا ْل َ‬ ‫خ ْم ِ‬ ‫ات ا ْل َ‬‫الص َل َو ِ‬
‫ال‪ )) :‬فَذَلِ َك َمث َ ُل ‪r‬‬ ‫شيْ ٌء؟ ((‪َ .‬قا ُلوا‪َ eَ :‬يبْ َقى ِم ْن َد َر ِن ِه َ‬
‫شيْ ٌء‪َ ،‬ق َ‬ ‫يَبْ َقى ِم ْن َد َر ِن ِه َ‬

‫‪ -‬أنها سبب للنجاة من الكرب والشدائد في الدنيا وا‪S‬خرة ‪.‬‬

‫اح َف ِظ ا‪ َru‬يَ ْحفَظْ َك‪،‬‬ ‫ال‪ )) :‬يَا ُغ َ† ُم إِن‪T‬ي أ ُ َع ‪T‬ل ُم َك َكلِ َم ٍ‬


‫ات‪ْ ،‬‬ ‫س ِ‬
‫ول ا‪- ِru‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬يَ ْو ًما‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫خ ْل َ‬
‫ف َر ُ‬ ‫ال‪ُ :‬كن ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫اس ‪-‬رضي ا‪ u‬عنهما‪َ ، -‬ق َ‬ ‫َع ْن ابْ ِن َعب‪ٍ r‬‬
‫احفَ ِظ ا‪ َru‬تَج ِ ْدهُ تُ َجا َه َك ((‪(33).‬‬
‫ْ‬

‫))تعرف إلى ا‪ u‬في الرخاء يعرفك في الشدة(( ‪(34).‬‬


‫‪r‬‬ ‫وفي رواية ‪:‬‬

‫ومعنى هذا أن العبد ا‪7‬ؤمن بمداومته على العمل الصالح في حال الرخاء تكون بينه وب‡ ا‪ u‬تعالى صلة ومعرفة ‪ ،‬تنفعه وتنجيه متى ما وقع في شيء‬
‫من الشدائد ‪ .‬ها هو يونس عليه الس†م ينجيه ا‪ u‬تعالى من الكربات والظلمات بسبب أنه كان مداوما على ذكر ا‪ u‬تعالى وتسبيحه ‪ } :‬فَ َل ْو َ‪ e‬أَن‪ُ r‬ه َكا َن‬
‫خ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪(35).‬‬ ‫ط ِن ِه إِ َلى يَ ْوم ِ يُبْ َعثُو َن { ]الصافات‪ [144 ،143 :‬وا‪7‬عنى‪َ :‬ل ْو َ‪َ e‬ما تَ َق ‪r‬د َم َل ُه م َن ا ْل َع َم ِل في ‪r‬‬
‫الر َ‬ ‫ث ِفي بَ ْ‬
‫‡ )‪َ (143‬ل َل ِب َ‬
‫ح َ‬ ‫ِم َن ْا‪َ ُ 7‬‬
‫سب‪ِ T‬‬

‫‪ -‬دوام اتصال القلب با‪ u‬تعالى‬

‫وذلك يعطي القلب قوةً ونورا ً وثباتا ً على دين ا‪ u‬وتعلقا با‪ u‬عز وجل‪ ،‬وتوك† عليه‪ ،‬ومن ثم يكفيه همه} َو َم ْن َيت َ َو ‪r‬ك ْل َع َلى ا‪ ِru‬فَ ُه َو َح ْ‬
‫سبُ ُه{‪ .‬وقد ع ‪r‬د بعض‬
‫ا‪3‬ذكار ا‪7‬طلقة ‪ ،‬أو ا‪7‬قي‪r‬دةُ با‪3‬حوال ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أهل العلم هذا ا‪3‬مر من ِ‬
‫الح َكم التي شرعت من أجلها ا‪3‬ذكار ‪ ،‬سوا ًء‬

‫‪ -‬حفظ النفس من الغفلة‬

‫ال َو َ‪ e‬تَ ُك ْن ِم َن‬


‫ص ِ‬ ‫خيفَ ًة َو ُدو َن ا ْل َج ْه ِر ِم َن ا ْل َق ْو ِل ِبا ْل ُغ ُد ‪T‬و َو ْ‬
‫ا‪َ S‬‬ ‫ضر ًعا َو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقد ذ ‪r‬م ا‪ u‬الغفلة وأه َلها‪ ،‬ونهى عن ا‪e‬ت‪T‬صاف بها؛ فقال‪َ ﴿ :‬واذْ ُك ْر َر ‪r‬ب َك في نَفْس َك تَ َ |‬
‫‡ ﴾ ]ا‪3‬عراف‪[205 :‬‬ ‫افلِ َ‬
‫ا ْل َغ ِ‬

‫خسران‪ ،‬والنفس إن لم تَش َغلها بالطاعة شغ َلتك با‪7‬عصية وص َدق من قال‪:‬‬


‫فا‪7‬داومة على الطاعات وقاي ٌة من الغفلة التي تَقود إلى اله†ك وال ُ‬

‫نفسك فاجع ِل‬


‫ففي صالحِ ا‪3‬عمال َ‬ ‫ث يَج َع ُل َ‬
‫نفسه‬ ‫وما ا‪7‬ر ُء إ‪ re‬حي ُ‬

‫‪ -‬ثبوت ا‪3‬جر عند ا‪7‬رض والسفر‬

‫مرض أو سفر ‪ُ ،‬ك ِتب له ما كان يعمل حال صحته وإقامته ‪ ،‬عن أبي موسى ا‪3‬شعري ‪-‬رضي‬ ‫ٍ‬ ‫إذا داوم العبد على العمل الصالح ‪ ،‬ثم عرض له عذر من‬
‫يحا ((‪(36).‬‬
‫ح ً‬‫ص ِ‬ ‫ب َل ُه ِمث ْ ُل َما َكا َن يَ ْع َم ُل ُم ِق ً‬
‫يما َ‬ ‫سافَ َر‪ُ ،‬ك ِت َ‬
‫ض ال َعبْ ُد‪ ،‬أ َ ْو َ‬ ‫ول ا‪- ِru‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ )) : -‬إِذَا َم ِر َ‬
‫س ُ‬ ‫ا‪ u‬عنه‪َ ، -‬ق َ‬
‫ال َر ُ‬

‫فم ِنع منها ‪ ،‬وكانت ني‪r‬تُه لو‪ e‬ا‪7‬انع أن يدوم عليها ‪(37).‬‬
‫قال ابن حجر ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬هذا في حق من كان يعمل طاع ًة ُ‬

‫ص َ† ِت ِه‪،‬‬ ‫ص َ†ةٌ ِب َليْ ٍل فَ َغ َلبَ ُه َع َليْ َها نَ ْو ٌم إِ ‪َ er‬كت َ َ‬


‫ب ا‪َ ُru‬ل ُه أ َ ْج َر َ‬ ‫ال‪َ )) :‬ما ِم َن ا ْم ِر ٍ‬
‫ئ تَ ُكو ُن َل ُه َ‬ ‫ول ا‪- ِru‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪َ -‬ق َ‬
‫س َ‬‫ش َة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ ، -‬أ َ ‪r‬ن َر ُ‬ ‫ائ َ‬ ‫وعن َع ِ‬
‫ص َد َق ًة َع َليْ ِه ((‪(38).‬‬
‫َو َكا َن نَ ْو ُم ُه َ‬

‫ٌ‬
‫وعمل يداوم عليه ‪.‬‬ ‫وهذا الفضل من ا‪ u‬تعالى ‪ ،‬إنما يكون فيمن كان له ور ٌد يحافظ عليه ‪،‬‬

‫‪ -‬ومن آثار ا‪7‬داومة على العمل الصالح‪ ،‬أنها سبب لحسن الختام‬

‫‪3‬ن ا‪7‬ؤمن ‪ e‬يزال يجاهد نفسه بفعل الطاعات وترك ا‪7‬حرمات‪ ،‬حتى يقوى عزمه‪ ،‬ويستقيم حاله‪ ،‬ويستمر على العمل الصالح حتى ا‪7‬مات } يُثَب‪ُ T‬‬
‫ت ا‪ُru‬‬
‫ض |ل ا‪ ُru‬الظ‪ِ r‬ا‪َ ِ7‬‬
‫‡ َويَفْ َع ُل ا‪َ ُru‬ما يَ َ‬
‫شا ُء { ]إبراهيم‪[27 :‬‬ ‫خر ِة َو ُي ِ‬
‫اة ال |دنْ َيا َو ِفي ْ ِ‬
‫ا‪َ S‬‬
‫ت ِفي ا ْل َح َي ِ‬
‫ا ‪r‬ل ِذي َن آ َمنُوا ِبا ْل َق ْو ِل الث‪r‬ا ِب ِ‬

‫‪ -‬ا‪7‬داومة سبب لدخول الجنة ‪.‬‬

‫ها هو ب†ل ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ -‬ب‡ يدي النبي ‪-‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪ -‬في الجنة ‪ ،‬ف َع ْن أ َ ِبي ُه َريْ َرةَ ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ : -‬أ َ ‪r‬ن الن ‪ِ r‬بي‪- r‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪َ -‬ق َ‬
‫ال‬
‫الجن ‪ِ r‬ة ((‪َ .‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬ما َع ِم ْل ُ‬
‫ت َع َم ً† أ َ ْر َجى‬ ‫ف نَ ْع َل ْي َك َب ْ َ‬
‫‡ َي َد ‪r‬ي ِفي َ‬ ‫ت َد ‪r‬‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫س†َم ِ‪ ،‬فَ ِإن‪T‬ي َ‬ ‫ص† َِة الفَ ْج ِر )) َيا ِب† َُل َح ‪T‬دثْ ِني ِبأ َ ْر َجى َع َم ٍل َع ِم ْلت َ ُه ِفي ِ‬
‫ا„ ْ‬ ‫لِ ِب† ٍَل ِعن ْ َد َ‬
‫ص ‪T‬ليَ‪ (39).‬فأفاد الحديث أن ا‪ u‬تعالى يحب ا‪7‬داومة‬ ‫ب لِي أ َ ْن أ ُ َ‬ ‫ت ِبذَلِ َك الط| ُهو ِر َما ُك ِت َ‬ ‫سا َع ِة َليْ ٍل أ َ ْو نَ َها ٍر‪ ،‬إِ ‪َ er‬‬
‫ص ‪r‬ل ْي ُ‬ ‫ورا‪ِ ،‬في َ‬
‫عنْدي‪ :‬أَن‪T‬ي َل ْم أَتَطَ ‪r‬ه ْر طَ ُه ً‬
‫ِ ِ‬
‫على العمل الصالح وإن كان قلي†ً ‪ ،‬وأنه يجزي عامله بدخول الجنة ‪.‬‬

‫الجن ‪ِ r‬ة‪ :‬يَا َعبْ َد ا‪َ ِru‬هذَا‬‫اب َ‬ ‫ود َي ِم ْن أَبْ َو ِ‬


‫س ِبي ِل ا‪ ،ِru‬نُ ِ‬ ‫ال‪َ )) :‬م ْن أ َ ْن َفقَ زَ ْو َج ْ‡ِ ِفي َ‬ ‫ول ا‪- ِru‬صلى ا‪ u‬عليه وسلم‪َ ، -‬ق َ‬ ‫س َ‬ ‫و َع ْن أ َ ِبي ُه َريْ َرةَ ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ ، -‬أ َ ‪r‬ن َر ُ‬
‫ان‪،‬‬‫الري‪ِ r‬‬
‫اب ‪r‬‬ ‫الصيَام ِ ُد ِعيَ ِم ْن بَ ِ‬ ‫اد‪َ ،‬و َم ْن َكا َن ِم ْن أ َ ْه ِل ‪T‬‬
‫اب الج ِ َه ِ‬
‫اد ُد ِعيَ ِم ْن بَ ِ‬ ‫الص† َِة‪َ ،‬و َم ْن َكا َن ِم ْن أ َ ْه ِل الج ِ َه ِ‬
‫اب ‪r‬‬ ‫الص† َِة ُد ِعيَ ِم ْن بَ ِ‬ ‫خيْ ٌر‪ ،‬فَ َم ْن َكا َن ِم ْن أ َ ْه ِل ‪r‬‬ ‫َ‬
‫اب ِم ْن‬
‫ول ا‪َ ِru‬ما َع َلى َم ْن ُد ِعيَ ِم ْن ِت ْل َك ا‪َ3‬بْ َو ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال أَبُو بَ ْك ٍر ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ِ : -‬بأ َ ِبي أَنْ َ‬
‫ت َوأ ُ ‪T‬مي يَا َر ُ‬ ‫الص َد َق ِة ((‪ .‬فَ َق َ‬
‫اب ‪r‬‬ ‫الص َد َق ِة ُد ِعيَ ِم ْن بَ ِ‬ ‫َو َم ْن َكا َن ِم ْن أ َ ْه ِل ‪r‬‬
‫ال‪ )) :‬نَ َع ْم َوأ َ ْر ُجو أ َ ْن تَ ُكو َن ِمن ْ ُه ْم ((‪(40).‬‬‫اب ُك ‪T‬ل َها‪َ ،‬ق َ‬ ‫ور ٍة‪ ،‬فَ َه ْل يُ ْد َعى أ َ َح ٌد ِم ْن ِت ْل َك ا‪َ3‬بْ َو ِ‬
‫ض ُر َ‬ ‫َ‬

‫قال ابن عبد البر ‪-‬رحمه ا‪ : -u‬فيه أن من أكثر من شيء عرف به ونسب إليه أ‪ e‬ترى إلى قوله )) فمن كان من أهل الص†ة (( يريد من أكثر منها فنسب‬
‫إليها ‪3‬ن الجميع من أهل الص†ة وكذلك من أكثر من الجهاد ومن الصيام على هذا ا‪7‬عنى ونسب إليه دعي من بابه ذلك‪(41).‬‬

‫‪---‬‬

‫)‪ (1‬الفوائد ‪e‬بن القيم )ص‪(43 :‬‬

‫)‪ (2‬رواه مسلم )‪(782‬‬

‫)‪ (3‬رواه مسلم )‪(782‬‬

‫)‪ (4‬رواه مسلم )‪(783‬‬

‫)‪ (5‬شرح النووي على مسلم )‪(71 /6‬‬

‫)‪ (6‬رواه مسلم )‪(783‬‬

‫)‪ (7‬رواه البخاري )‪(6461‬‬

‫)‪ (8‬رواه البخاري )‪(6462‬‬

‫)‪ (9‬رواه مسلم )‪(782‬‬

‫)‪ (10‬تفسير السعدي )ص‪(482 :‬‬

‫)‪ (11‬جامع العلوم والحكم )‪(174 /1‬‬

‫)‪ (12‬طريق الهجرت‡ )ص‪(266 :‬‬

‫)‪ (13‬رواه أحمد )‪ (122 /4‬والطبراني )‪ (7135‬وجود إسناده ا‪3‬لباني في سلسلة ا‪3‬حاديث الصحيحة )‪(695 /7‬‬

‫)‪ (14‬مفتاح دار السعادة )‪(142 /1‬‬

‫)‪ (15‬رواه البخاري )‪ (6456‬ومسلم )‪(783‬‬

‫)‪ (16‬رواه البخاري )‪.(39‬‬

‫)‪ (17‬رواه أحمد )‪ (188 /2‬وصححه ا‪3‬لباني في صحيح الجامع )‪(431 /1‬‬

‫)‪ (18‬مدارج السالك‡ )‪(108 /2‬‬

‫)‪ (19‬رواه البخاري )‪ ، (1150‬ومسلم )‪ (784‬من حديث أنس ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪.-‬‬

‫)‪ (20‬الزهد ‪3‬حمد بن حنبل )ص‪(218 :‬‬

‫)‪ (21‬رواه الترمذي )‪ (2307‬وصححه ا‪3‬لباني في صحيح الجامع )‪ (264 /1‬من حديث أبي هريرة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪.-‬‬

‫)‪ (22‬رواه البخاري )‪(6416‬‬

‫)‪ (23‬تفسير السعدي )ص‪(475 :‬‬

‫)‪ (24‬مدارج السالك‡ )‪(100 /1‬‬

‫)‪ (25‬رواه الترمذي )‪ (2140‬من حديث أنس ‪-‬رضي ا‪ u‬عنه‪ -‬و )‪ (3522‬من حديث أم سلمة ‪-‬رضي ا‪ u‬عنها‪ ، -‬وصححه ا‪3‬لباني في صحيح الجامع )‪ (871 /2‬و )‪(1323 /2‬‬

‫)‪ (26‬رواه أبو داود )‪ (1522‬وصححه ا‪3‬لباني في صحيح الجامع )‪(1320 /2‬‬

‫)‪ (27‬رواه أبو داود )‪ (1510‬والترمذي )‪ (3551‬وصححه ا‪3‬لباني في صحيح أبي داود )‪(244 /5‬‬

‫)‪ (28‬إحياء علوم الدين )‪(356 /1‬‬

‫)‪ (29‬غذاء ا‪3‬لباب في شرح منظومة ا‪S‬داب )‪(504 /2‬‬

‫)‪ (30‬صفة الصفوة )‪(349 /1‬‬

‫)‪ (31‬رواه البخاري )‪.(6502‬‬

‫)‪ (32‬رواه البخاري )‪ (528‬ومسلم )‪(667‬‬

‫)‪ (33‬رواه أحمد )‪ (293 /1‬والترمذي )‪ (2516‬وصححه ا‪3‬لباني في صحيح الجامع )‪(1318 /2‬‬

‫)‪ (34‬رواه أحمد )‪(307 /1‬‬

‫)‪ (35‬تفسير ابن كثير )‪(39 /7‬‬

‫)‪ (36‬رواه البخاري )‪(2996‬‬

‫)‪ (37‬فتح الباري ‪e‬بن حجر )‪(136 /6‬‬

‫)‪ (38‬رواه النسائي )‪ (1784‬وصححه ا‪3‬لباني في إرواء الغليل )‪(205 /2‬‬

‫)‪ (39‬رواه البخاري )‪ (1149‬ومسلم )‪(2458‬‬

‫)‪ (40‬رواه البخاري )‪ (1897‬ومسلم )‪(1027‬‬

‫)‪ (41‬التمهيد )‪(185 /7‬‬

‫ﺎلى‬
‫اﻟ ‪1‬ٮ ‪Q‬‬ ‫اﻟﺴﺎٮ*ﻖ‬

‫اﻟٮ‪6‬ﺤﺚ‬

‫اﻟٮ*ﺤﺚ‬ ‫اﻛ ‪1‬ٮﺐ ﻫ )ٮﺎ ﻣﺎ ٮ‪1‬ريﺪ اﻟٮ*ﺤﺚ ﻋ )ٮﻪ‬

‫‪6‬ﺣﺪٮ "ﺪ اﻟﻤﻮ ‪+‬ڡﻊ‬

‫‪1‬ڡﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟ ‪1‬ڡريﺔ‬

‫اﻟﻤﺎل ٮ*يﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟرٮ*ﺎ )ٮٮ"ﺔ واﻟ )ٮ )ڡﺲ اﻟٮ*ﺸريﺔ‬


‫اﻵٮ‪H‬ﺎر اﻹٮ "ﻤﺎ )ٮٮ"ﺔ ﻻﺳﻢ ﷲ )‬
‫اﻟڡ ‪1‬ٮﺎح‬

‫ﻣ )ٮﺰﻟﺔ اﻟﺸﻜﺮ‬

‫ﺴﺮ‬ ‫ﺳورة اﻟﻌﺼﺮ ﻃوق اﻟ )ٮ *ﺤﺎة ﻣﻦ ) ُ‬


‫اﻟﺤ ْ‬
‫اﻵٮ‪H‬ﺎر اﻹٮ "ﻤﺎ )ٮٮ"ﺔ ﻟﻠ ‪1‬ڡرآن اﻟﻜريﻢ‬

‫ﻫﺪي اﻟ )ٮﱯ ‪-‬ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠٮ"ﻪ وﺳﻠﻢ‪) -‬ڡ ‪Q‬ى رﻣﻀﺎن‬

‫ﻫ )ٮٮ"ﺌﺎ ﻟﻤﻦ أدرك رﻣﻀﺎن‬

‫اﻷﻛ <ٮﺮ ‪+‬ڡراءة‬

‫*‬
‫وﻋﻼﺣﻬﺎ ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬ ‫أﻣراض اﻟ ‪1‬ڡﻠﻮب‬

‫و ‪1‬ڡ )ڡﺎت ٮ‪1‬رٮ*ويﺔ ﻣﻊ ﺷﻬﺮ ﺷﻌٮ*ﺎن ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬

‫ﻣ )ٮﺰﻟﺔ اﻟﺸﻜﺮ ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬

‫ٮ‪1‬ﺬﻛٮ"ﺮ اﻵٮ*ﺎء ٮ*ﻀرورة ٮ‪1‬رٮ*يﺔ اﻷ *ٮ )ٮﺎء ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬

‫ٮ‪1‬ﺤويﻞ اﻟ ‪1‬ڡٮ*ﻠﺔ‪ . . . .‬و دروس ﻟﻸﻣﺔ ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬

‫اﻟڡرار إﻟﻰ ﷲ ‪ ..‬ﺣ ‪1‬ڡ "ٮ ‪1‬ڡ ‪1‬ٮﻪ وٮ‪H‬ﻤراٮ‪1‬ﻪ ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬


‫)‬

‫*‬
‫رﺣﺐ ﺷﻬﺮ اﻟﻌ} ﺮس ‪) -‬ﺣﻄٮ*ﺔ‬

‫اﻟ ‪+‬ڡﺎﺋﻤﺔ اﻟﺮﺋٮ"ﺴٮ"ﺔ‬

‫اﻟﺮﺋٮ"ﺴٮ"ﺔ‬

‫اﻟﺴ )ٮﺔ اﻷوﻟﻰ ‪1437‬ﻫـ‬


‫ﻋﺪد اﻟﻤﺤﺮم ‪1437‬ﻫـ‬
‫ﻋﺪد ‪,‬‬
‫ﺻڡﺮ ‪1437‬ﻫـ‬

‫ﻋﺪد رٮ‪4‬يﻊ اﻷول ‪1437‬ﻫـ‬

‫اﻵﺣﺮ ‪1437‬ﻫـ‬
‫ﻋﺪد رٮ‪4‬يﻊ ‪,‬‬
‫ﻋﺪد ‪4‬ﺣﻤﺎدى اﻷوﻟﻰ ‪1437‬ﻫـ‬

‫ﻋﺪد ‪4‬ﺣﻤﺎدى ‪,‬‬


‫اﻵﺣﺮة ‪1437‬ﻫـ‬
‫ﻋﺪد ‪4‬‬
‫رﺣﺐ ‪1437‬ﻫـ‬

‫ﻋﺪد ﺷﻌٮ‪4‬ﺎن ‪1437‬ﻫـ‬

‫ﻋﺪد رﻣﻀﺎن ‪1437‬ﻫـ‬

‫ﻋﺪد ﺷوال ‪1437‬ﻫـ‬

‫ﻋﺪد ذو اﻟ ‪G‬ڡﻌﺪة ‪1437‬ﻫـ‬


‫‪4‬‬
‫اﻟﺤﺤﺔ ‪1437‬ﻫـ‬ ‫ﻋﺪد ذو‬

‫اﻟﺴ )ٮﺔ اﻟ ‪H‬ٮﺎ )ٮٮ"ﺔ ‪1438‬ﻫـ‬

‫اﻟﺴ )ٮﺔ اﻟ ‪H‬ٮﺎﻟ ‪H‬ٮﺔ ‪1439‬ﻫـ‬


‫)‬
‫اﻟواﻋﻄٮ"ﻦ‬ ‫زاد‬

‫ﻣوا ‪+‬ڡﻊ ﺻﺪٮ " ‪+‬ڡﺔ‬

You might also like