Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫ِبْس ِم الَّلـِه الَّرْح َم ٰـ ِن الَّرِح يِم‬

‫حكومة أقليم كورديستان‬


‫جامعة زاخو‬
‫فاكولتي العلوم االنسانية‬
‫قسم دراسات االسالمية‬

‫االسم ‪ :‬ريزين عباس موسى‬

‫الموضوع ‪ :‬أنواع الشفاعة يوم القيامة‬


‫الشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة‪.‬‬
‫وهي قسمان‪:‬‬
‫القسم األول ‪ :‬الشفاعة التي تكون في اآلخرة ـ يوم القيامة ـ‬
‫القسم الثاني ‪ :‬الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا‬
‫فأما الشفاعة التي تكون في اآلخرة فهي نوعان‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬الشفاعة الخاصة‪ ،‬وهي التي تكون للرسول صلى هللا عليه وسلم خاصة ال‬
‫يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده هللا إياه ‪ ،‬في قوله تعالى‪" :‬‬
‫َو ِم ْن الَّلْيِل َفَتَهَّج ْد ِبِه َناِفَلًة َلَك َع َس ى َأْن َيْبَع َثَك َر ُّبَك َم َقاًم ا َم ْح ُم وًدا(‪ " )79‬سورة اإلسراء ‪.‬‬
‫وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر هللا الحساب فيطول بهم االنتظار‬
‫في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما ال يطيقون ‪ ،‬فيقولون‪ :‬من يشفع‬
‫لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد‪ ،‬يتمنون التحول من هذا المكان ‪ ،‬فيأتي الناس إلى األنبياء‬
‫فيقول كل واحد منهم ‪ :‬لست لها‪ ،‬حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى هللا عليه وسلم فيقول‪" :‬أنا لها‪،‬‬
‫أنا لها"‪ .‬فيشفع لهم في فصل القضاء ‪ ،‬فهذه الشفاعة العظمى‪ ،‬وهي من خصائص النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫واألحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري‬
‫في صحيحه ( ‪ ) 1748‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما‪" :‬إن الناس يصيرون يوم القيامة ُجثًا‪،‬‬
‫كل أمة تتبع نبيها‪ ،‬يقولون‪ :‬يا فالن اشفع‪ ،‬حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فذلك يوم يبعثه هللا المقام المحمود‪".‬‬
‫ثانيها ‪ :‬الشفاعة ألهل الجنة لدخول الجنة‪:‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬آتي باب الجنة‬
‫يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن‪ :‬من أنت؟ فأقول‪ :‬محمد‪ ،‬فيقول‪ :‬بك أمرت ال أفتح ألحد‬
‫قبلك " رواه مسلم (‪.)333‬‬
‫وفي رواية له( ‪ ") 332‬أنا أول شفيع في الجنة‪".‬‬
‫ثالثها ‪ :‬شفاعة الرسول صلى هللا عليه وسلم لعمه أبي طالب‪:‬‬
‫فعن أبي سعيد الخدري أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال‪:‬‬
‫"لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة‪ ،‬فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه"‬
‫رواه البخاري ( ‪ ) 1408‬ومسلم(‪")360‬‬
‫رابعها ‪ :‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب‪:‬‬
‫وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه ‪ُ" :‬ثَّم‬
‫ُيَقاُل َيا ُمَحَّم ُد اْر َفْع َر ْأَس َك َس ْل ُتْع َطْه َو اْش َفْع ُتَش َّفْع َفَأْر َفُع َر ْأِس ي َفَأُقوُل ُأَّمِتي َيا َر ِّب ُأَّمِتي َيا‬
‫َر ِّب ُأَّمِتي َيا َر ِّب َفُيَقاُل َيا ُمَحَّم ُد َأْد ِخ ْل ِم ْن ُأَّمِتَك َم ْن ال ِحَس اَب َع َلْيِهْم ِم ْن اْلَباِب اَأْلْيَمِن ِم ْن‬
‫َأْبَو اِب اْلَج َّنِة َو ُهْم ُش َر َك اُء الَّناِس ِفيَم ا ِس َو ى َذ ِلَك ِم ْن اَأْلْبَو اِب " رواه البخاري ( ‪) 4343‬‬
‫ومسلم ‪)287(.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬الشفاعة العامة‪ ،‬وهي تكون للرسول صلى هللا عليه وسلم ويشاركه فيها من‬
‫شاء هللا من المالئكة والنبيين والصالحين وهي أقسام‪:‬‬
‫أوالها‪ :‬الشفاعة ألناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها ‪ .‬واألدلة على هذا القسم كثيرة‬
‫جدا منها‪:‬‬
‫ما جاء في صحيح مسلم( ‪ ) 269‬من حديث أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه مرفوعا‪" :‬‬
‫فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة هلل في استقصاء الحق من المؤمنين هلل يوم‬
‫القيامة إلخوانهم الذين في النار‪ ،‬يقولون‪ :‬ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون‪ .‬فيقال‬
‫لهم‪ :‬أخرجوا من عرفتم‪ ،‬فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا‪ ...‬فيقول هللا عز‬
‫وجل‪ :‬شفعت المالئكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إال أرحم الراحمين‪ ،‬فيقبض‬
‫قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط"‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬الشفاعة ألناس قد استحقوا النار في أن ال يدخلوها‪ ،‬وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجال ال يشركون باهلل‬
‫شيئا إال شفعهم هللا فيه) أخرجه مسلم ( ‪ ) 1577‬فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار‪ ،‬فيشفعهم‬
‫هللا في ذلك‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬الشفاعة ألناس من أهل اإليمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في‬
‫الجنة ‪،‬ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه هللا (‪ )1528‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه دعــا‬
‫ألبي سلمة فقال‪ " :‬الّلهّم اغفر ألبي سلمة وارفع درجته في المهدّيين‪ ،‬واخلفه في عقبه في‬
‫الغابرين واغفر لنا وله يا رّب العالمين‪ ،‬وافسح له في قبره‪ ،‬ونّو ر له فيه""‪.‬‬
‫شروط هذه الشفاعة‪:‬‬
‫دلت األدلة على أن الشفاعة في اآلخرة ال تقع إال بشروط هي‪:‬‬
‫‪ )1‬رضا هللا عن المشفوع له‪ ،‬لقول تعالى‪( :‬وال يشفعون إال لمن ارتضى) األنبياء‪. 28 /‬‬
‫وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد ألن هللا ال يرضى عن المشركين‪.‬‬
‫وفي صحيح البخاري ( ‪ ) 97‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه َأَّنُه َقاَل ِقيَل َيا َر ُسوَل ِهَّللا َم ْن‬
‫َأْس َع ُد الَّناِس ِبَش َفاَع ِتَك َيْو َم اْلِقَياَم ِة َقاَل َر ُسوُل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْيِه َو َس َّلَم ‪َ " :‬لَقْد َظَنْنُت َيا َأَبا‬
‫ُهَر ْيَر َة َأْن ال َيْس َأُلِني َع ْن َهَذ ا اْلَحِد يِث َأَح ٌد َأَّوُل ِم ْنَك ِلَم ا َر َأْيُت ِم ْن ِح ْر ِص َك َع َلى اْلَح ِد يِث‬
‫َأْس َع ُد الَّناِس ِبَش َفاَع ِتي َيْو َم اْلِقَياَم ِة َم ْن َقاَل ال ِإَلَه ِإال ُهَّللا َخ اِلًصا ِم ْن َقْلِبِه َأْو َنْفِس ه"‬
‫‪ )2‬إذن هللا للشافع أن يشفع لقوله تعالى ‪ ( :‬من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه ) البقرة‪/‬‬
‫‪.255‬‬
‫‪ )3‬رضا هللا عن الشافع‪ ،‬لقوله تعالى‪( :‬إال من بعد أن يأذن هللا لمن يشاء ويرضى) النجم‪/‬‬
‫‪.26‬‬
‫كما َبَّين الرسول صلى هللا عليه وسلم أن اللعانين ال يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى‬
‫َّل‬
‫مسلم في صحيحه ( ‪ ) 4703‬عن أبي الدرداء رضي هللا عنه قال ‪َ :‬سِم ْع ُت َر ُسوَل ِهَّللا َص ى‬
‫ُهَّللا َع َلْيِه َو َس َّلَم َيُقوُل‪ِ " :‬إَّن الَّلَّعاِنيَن ال َيُك وُنوَن ُش َهَداَء َو ال ُش َفَع اَء َيْو َم اْلِقَياَم ة"‪.‬‬

‫أسعد الناس بشفاعة نبينا صلى اهللا تعالى أسعد الناس بشفاعة نبينا صلى اهللا تعالى عليه‬
‫وآله وسلم عليه وآله وسلم‪:‬‬

‫وأسعد الناس بشفاعة هذا الرسول الكريم صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم من قال ال إله إال‬
‫اهللا مخلصا من قلبه ومات عليها فالموحدون هم السعداء بشفاعته صلى اهللا تعالى عليه وآله‬
‫وسلم‪ .‬فعن أبي هريرة رضي اهللا تعالى عنه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول اهللا من أسعد الناس‬
‫بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول اهللا صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم ‪ " :‬لقد ظننت يا أبا‬
‫هريرة أن ال يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد‬
‫الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ال إله إال اهللا خالصا من قلبه أو نفسه "‪ .‬رواه البخاري‬
‫في العلم من صحيحه ‪ 205/203/1‬وفي الرقاق‪ .‬ومعناه أن أكثر الناس سعادة بشفاعته صلى‬
‫اهللا تعالى عليه وآله وسلم مطلقًا في كل موقف من مواقف يوم القيامة المؤمن المخلص‪ ،‬أما‬
‫مطلق الشفاعة كإراحة الناس من الموقف‪ ،‬وإخراج العصاة من النار‪ ،‬فالناس مشتركون فيها‬
‫حتى الكفار بالنسبة للموقف‪ ،‬وأهل الكبائر بالنسبة لعصاة الموحدي‪.‬‬
‫ياره صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم اختياره صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم الشفاعة‬
‫ألمته عن إدخال نصفها الجنة الشفاعة ألمته عن إدخال نصفها الجنة‪.‬‬
‫وكما ادخر دعوته صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم شفاعة ألمته رحمة بها فقد خير صلى‬
‫اهللا تعالى عليه وآله وسلم بين أن يدخل اهللا عز وجل نصف أمته الجنة‪ ،‬وبين الشفاعة‬
‫فاختار الشفاعة ألنها أعم وأشمل‪ .‬وقد جاء هذا أيضا عنه صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم‬
‫من روايات جماعة من الصحابة رضي اهللا تعالى عنهم‪ .‬فورد عن عوف بن مالك‪ ،‬وابن‬
‫عمر‪ ،‬وأبي موسى األشعري‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وأنس وغيرهم‪ ...‬فحديث عوف رواه‬
‫الطيالسي ‪ 2802‬والترمذي في صفة القيامة ‪ 2262‬وابن ماجة ‪ 4317‬وكذا أحمد ‪29/28/6‬‬
‫وابن حبان ‪ 6463/211‬والحاكم ‪ 66/15/1‬وبعض أسانيده صحيحة وسياقه قال رسول اهللا‬
‫صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم ‪ " :‬أتاني آت من عند ربي‪ ،‬فخيرني بين أن يدخل نصف‬
‫أمتي الجنة‪ ،‬وبين الشفاعة‪ ،‬فاخترت الشفاعة‪ ،‬وهي لمن مات ال يشرك باهللا شيئا "‪ .‬وحديث‬
‫ابن عمر رواه أحمد ‪ 75/2‬عنه صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم قال‪ُ " :‬خ ِّيرُت بين الشفاعة‬
‫أو يدخل نصف أمتي الجنة‪ ،‬فاخترت الشفاعة ألنها أعم وأكفى‪ ،‬أترونها للمتقين‪ ،‬ال ولكنها‬
‫للمتلوثين الخطائين " قال في المجمع ‪ 378/10‬ورجاله رجال الصحيح‪ .‬وحديث أبي موسى‬
‫ومعاذ رواه أحمد ‪ 415/404/4‬ورواه عبد الرزاق في المصنف ‪ 20865‬عن عوف ومعاذ‬
‫وأبي موسى ورجال أحمد رجال الصحيح ولفظه بنحو ما سبق‪ .‬وحديث أنس رواه الطبراني‬
‫كما في المجمع‪.‬‬
‫ومجموع هذه األحاديث كما ترى كلها تدور حول رحمته صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم‬
‫بأمته واختياره لها ما هو صالح ونافع لها في اآلخرة‪ .‬فاختار لها الشفاعة دون إدخال نصفها‬
‫الجنة ألن الشفاعة تكون للعموم وفيهم المتلوثون بالذنوب وكثرة اآلثام وما أكثرهم‪ ،‬وهؤالء‬
‫سبق في علم اهللا وقضائه أنهم ينفذ فيهم وعيد اهللا تعالى تطهيرا لهم‪ ،‬فألمثال هؤالء اختار‬
‫الشفاعة لينقذهم بإذن اهللا من عذابه وأليم عقابه‪ ،‬فصلوات اهللا وسالمه عليه وعلى آل بيته‪،‬‬
‫فما أكرمه من نبي‪ ،‬وما أرحمه من رسول‬

‫الشفاعة في اآلخرة‪:‬‬
‫أجمع أهل الُّس َّنة على ثبوت الشفاعة في اآلخرة‪ ،‬وتشتمل على نوعين‪ :‬شفاعة مثبتة‪ ،‬وشفاعة‬
‫منفية‪ ،‬وسوف نتحدث عن كل منهما‪.‬‬

‫أواًل ‪ :‬الشفاعة المثبتة‪:‬‬


‫الشفاعة المثبتة المقبولة هي الشفاعة التي أثبتها هللا تعالى في كتابة العزيز‪ ،‬وهي خاصة‬
‫بأهل التوحيد‪.‬‬
‫(‪ )1‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬م ْن َذ ا اَّلِذ ي َيْش َفُع ِع ْنَد ُه ِإاَّل ِبِإْذ ِنِه َيْع َلُم َم ا َبْيَن َأْيِد يِهْم َو َم ا َخ ْلَفُهْم َو اَل ُيِح يُطوَن‬
‫ِبَش ْي ٍء ِم ْن ِع ْلِمِه ِإاَّل ِبَم ا َش اَء َو ِسَع ُك ْر ِس ُّيُه الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض َو اَل َيُئوُد ُه ِح ْفُظُهَم ا َو ُهَو اْلَعِلُّي‬
‫اْلَعِظ يُم ﴾ ‪[.‬البقرة‪]255 :‬‬
‫(‪ )2‬وقال سبحانه‪َ ﴿ :‬و اَل َيْش َفُعوَن ِإاَّل ِلَمِن اْر َتَض ى َو ُهْم ِم ْن َخ ْش َيِتِه ُم ْش ِفُقوَن ﴾ [األنبياء‪]28 :‬‬

‫(‪ )3‬وقال جل شأنه‪َ ﴿ :‬يْو َم ِئٍذ اَل َتْنَفُع الَّش َفاَع ُة ِإاَّل َم ْن َأِذ َن َلُه الَّرْح َم ُن َو َرِض َي َلُه َقْو اًل ﴾ [طه‪:‬‬
‫‪]109‬؛ (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد‪ ،‬ص ‪.)265‬‬

‫شروط الشفاعة المقبولة‪:‬‬


‫الشفاعة المقبولة عند هللا تعالى ال بد أن تتوفر فيها ثالثُة شروٍط هي‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬إسالم المشفوع له‪ :‬قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬و َأْنِذ ْر ُهْم َيْو َم اآْل ِز َفِة ِإِذ اْلُقُلوُب َلَدى اْلَح َناِج ِر‬
‫َك اِظ ِم يَن َم ا ِللَّظاِلِم يَن ِم ْن َحِم يٍم َو اَل َش ِفيٍع ُيَطاُع ﴾ [غافر‪]18 :‬‬

‫قال اإلماُم البيهقُّي (رحمه هللا)‪ :‬الَّظاِلُم وَن َها ُهَنا ُهُم اْلَك اِفُروَن ‪َ ،‬و َيْش َهُد ِلَذ ِلَك ُم ْفَتَتُح اآْل َيِة ِإْذ‬
‫ِهَي ِفي ِذ ْك ِر اْلَك اِفِر يَن ؛ (شعب اإليمان للبيهقي جـ‪1‬صـ‪)471‬‬

‫ثانًيا‪ :‬رضا هللا تعالى عن الشافع والمشفوع له‪:‬‬


‫ْأ‬ ‫َأ‬
‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َك ْم ِم ْن َم َلٍك ِفي الَّس َم اَو اِت اَل ُتْغ ِني َش َفاَع ُتُهْم َشْيًئا ِإاَّل ِم ْن َبْع ِد ْن َي َذ َن ُهَّللا ِلَم ْن‬
‫َيَش اُء َو َيْر َض ى ﴾ [النجم‪ ،]26 :‬وقال جل شأنه‪َ ﴿ :‬و اَل َيْش َفُعوَن ِإاَّل ِلَمِن اْر َتَض ى َو ُهْم ِم ْن‬
‫َخ ْش َيِتِه ُم ْش ِفُقوَن ﴾ [األنبياء‪]28 :‬‬

‫ثالًثا‪ :‬إذن هللا تعالى بالشفاعة‪ :‬قال سبحانه‪َ ﴿ :‬م ْن َذ ا اَّلِذ ي َيْش َفُع ِع ْنَد ُه ِإاَّل ِبِإْذ ِنِه ﴾ [البقرة‪:‬‬
‫‪ ،]255‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬م ا ِم ْن َش ِفيٍع ِإاَّل ِم ْن َبْع ِد ِإْذ ِنِه َذ ِلُك ُم ُهَّللا َر ُّبُك ْم َفاْع ُبُد وُه َأَفاَل َتَذَّك ُروَن ﴾‬
‫[يونس‪]3 :‬؛ (الشفاعة لمقبل الوادعي صـ‪)13:12‬‬

‫أنواع الشفاعة المثبتة‪:‬‬


‫(‪ )1‬شفاعة المالئكة والنبيين والمؤمنين‪:‬‬
‫روى مسلٌم َع ْن َأِبي َسِع يٍد اْلُخ ْد ِر ِّي ‪ ،‬قاَل ‪َ :‬قاَل َر ُسوُل ِهللا صلى هللا عليه وسلم َيُقوُل ُهللا َع َّز‬
‫َو َج َّل‪َ :‬ش َفَعِت اْلَم اَل ِئَك ُة‪َ ،‬و َش َفَع الَّنِبُّيوَن ‪َ ،‬و َش َفَع اْلُم ْؤ ِم ُنوَن ‪َ ،‬و َلْم َيْبَق ِإاَّل َأْر َح ُم الَّراِحِم يَن ‪َ ،‬فَيْقِبُض‬
‫َقْبَض ًة ِم َن الَّناِر ‪َ ،‬فُيْخ ِر ُج ِم ْنَها َقْو ًم ا َلْم َيْع َم ُلوا َخْيًرا َقُّط َقْد َعاُد وا ُح َم ًم ا‪َ ،‬فُيْلِقيِهْم ِفي َنَهٍر ِفي‬
‫َأْفَو اِه اْلَج َّنِة ُيَقاُل َلُه‪َ :‬نَهُر اْلَحَياِة‪َ ،‬فَيْخ ُرُجوَن َك َم ا َتْخ ُرُج اْلِح َّبُة ِفي َحِم يِل الَّسْيِل ؛ (مسلم حديث‪:‬‬
‫‪.)183‬‬

‫وروى الشيخاِن َع ْن َأِبي َسِع يٍد الُخ ْد ِر ِّي (وذلك في حديث الشفاعة)‪َ ،‬قاَل ‪َ :‬قاَل َر ُسوُل ِهللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم (وهو يتحدث عن المؤمنين الذين نجاهم هللا من النار)‪َ :‬و ِإَذ ا َر َأْو ا َأَّنُهْم َقْد‬
‫َنَج ْو ا ِفي ِإْخ َو اِنِهْم ‪َ ،‬يُقوُلوَن ‪َ :‬ر َّبَنا ِإْخ َو اُنَنا‪َ ،‬ك اُنوا ُيَص ُّلوَن َم َع َنا‪َ ،‬و َيُصوُم وَن َم َع َنا‪َ ،‬و َيْع َم ُلوَن‬
‫َم َع َنا‪َ ،‬فَيُقوُل ُهَّللا َتَع اَلى‪ :‬اْذ َهُبوا‪َ ،‬فَم ْن َو َج ْد ُتْم ِفي َقْلِبِه ِم ْثَقاَل ِد يَناٍر ِم ْن ِإيَم اٍن َفَأْخ ِر ُجوُه‪َ ،‬و ُيَح ِّر ُم‬
‫ُهَّللا ُص َو َر ُهْم َع َلى الَّناِر ‪َ ،‬فَيْأُتوَنُهْم َو َبْعُضُهْم َقْد َغاَب ِفي الَّناِر ِإَلى َقَد ِمِه‪َ ،‬و ِإَلى َأْنَص اِف َس اَقْيِه‪،‬‬
‫َفُيْخ ِر ُجوَن َم ْن َع َر ُفوا‪ُ ،‬ثَّم َيُعوُد وَن ‪َ ،‬فَيُقوُل‪ :‬اْذ َهُبوا َفَم ْن َو َج ْد ُتْم ِفي َقْلِبِه ِم ْثَقاَل ِنْص ِف ِد يَناٍر‬
‫َفَأْخ ِر ُجوُه‪َ ،‬فُيْخ ِر ُجوَن َم ْن َع َر ُفوا‪ُ ،‬ثَّم َيُعوُد وَن ‪َ ،‬فَيُقوُل‪ :‬اْذ َهُبوا َفَم ْن َو َج ْد ُتْم ِفي َقْلِبِه ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة‬
‫ِم ْن ِإيَم اٍن َفَأْخ ِر ُجوُه‪َ ،‬فُيْخ ِر ُجوَن َم ْن َع َر ُفوا؛ (البخاري حديث‪ ، /7439 :‬مسلم حديث‪.)183 ،‬‬

‫(‪ )2‬شفاعة نبينا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬


‫لنبينا محمد صلى هللا عليه وسلم شفاعات يوم القيامة وهي‪:‬‬
‫(‪ )1‬الشفاعة العظمى له صلى هللا عليه وسلم للفصل بين العباد‪ ،‬وهي المقام المحمود الذي‬
‫وعده هللا تعالى به‪.‬‬
‫وهذه الشفاعة خاصة بنبينا محمد صلى هللا عليه وسلم دون سائر األنبياء والمرسلين‪.‬‬
‫(‪ )2‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم في دخول المؤمنين الجنة‪.‬‬
‫(‪ )3‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم ألقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة‪.‬‬
‫(‪ )4‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم ألقوام من أهل الجنة‪ ،‬وذلك برفع درجاتهم فيها‪.‬‬
‫(‪ )5‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم في إخراج الُعصاة ِم ن الموحدين ِم ن النار‪ ،‬ودخولهم الجنة‪.‬‬
‫(‪ )6‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب‪ ،‬فيكون في قليل ِم ن‬
‫نار تغلي منها دماغه‪.‬‬
‫(‪ )7‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم ألقوام من الموحدين العصاة‪ ,‬قد استوجبوا دخول النار‪،‬‬
‫فيشفع لهم أال يدخلوها‪.‬‬
‫(‪ )8‬شفاعته صلى هللا عليه وسلم في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب؛ كُعكاشة بن ِم ْح صن‬
‫رضي هللا عنه؛ (شرح العقيدة الطحاوية جـ ‪ 1‬صـ‪ ،274‬ص ـ‪ ،)284‬و(النهاية في الفتن‬
‫والمالحم؛ البن كثير جـ‪ 2‬صـ‪ :202‬صـ‪.)209‬‬

‫من أسباب نيل الشفاعة في اآلخرة‪:‬‬


‫(‪ )1‬تالوة القرآن‪:‬‬
‫ُأ‬
‫روى مسلٌم َع ْن أبي َم اَم َة اْلَباِهِلُّي َقاَل ‪َ :‬سِم ْع ُت َر ُسوَل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم َيُقوُل‪" :‬اْقَر ُؤ وا‬
‫اْلُقْر آَن ‪َ ،‬فِإَّنُه َيْأِتي َيْو َم اْلِقَياَم ِة َش ِفيًعا َأِلْص َح اِبِه"؛ ( مسلم حديث ‪.) 804‬‬

‫(‪ )2‬الصيام‪:‬‬
‫روى أحمٌد َع ْن َع ْبِدِهَّللا ْبِن َع ْم ٍر و بِن الَع اِص‪َ :‬أَّن َر ُسوَل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم َقاَل ‪ :‬الِّص َياُم‬
‫َو اْلُقْر آُن َيْش َفَع اِن ِلْلَع ْبِد َيُقوُل الِّص َياُم ‪َ :‬أْي َر ِّب ِإِّني َم َنْع ُتُه الَّطَع اَم َو الَّش َهَو اِت ِبالَّنَهاِر ‪َ ،‬فَش ِّفْع ِني‬
‫ِفيِه َو َيُقوُل اْلُقْر آُن ‪َ :‬م َنْع ُتُه الُّنْو َم ِبالَّلْيِل َفَش ِّفْع ِني ِفيِه فُيَش فعاِن ؛ (حديث صحيح)‪( ،‬صحيح الجامع‬
‫لأللباني حديث‪)3882 :‬‬

‫(‪ )3‬صالة الجنازة على الميت‪:‬‬


‫ُأ‬
‫روى ُم ْس ِلٌم َع ْن َعاِئَش َة َع ْن الَّنِبِّي صلى هللا عليه وسلم َقاَل ‪َ :‬م ا ِم ْن َم ِّيٍت ُتَص ِّلي َع َلْيِه َّم ٌة ِم ْن‬
‫اْلُم ْس ِلِم يَن َيْبُلُغ وَن ِم اَئًة ُك ُّلُهْم َيْش َفُعوَن َلُه ِإاَّل ُشِّفُعوا ِفيِه ؛ (مسلم حديث ‪.)947‬‬

‫روى ُم ْس ِلٌم َع ْن َع ْبِدِهَّللا ْبِن َعَّباٍس َأَّنُه َم اَت اْبٌن َلُه ِبُقَد ْيٍد َأْو ِبُعْس َفاَن ‪َ ،‬فَقاَل ‪َ :‬يا ُك َر ْيُب اْنُظْر َم ا‬
‫اْج َتَم َع َلُه ِم ْن الَّناِس؟ َقاَل ‪َ :‬فَخ َر ْج ُت َفِإَذ ا َناٌس َقْد اْج َتَم ُعوا َلُه َفَأْخ َبْر ُتُه‪َ ،‬فَقاَل ‪َ :‬تُقوُل ُهْم َأْر َبُعوَن ‪،‬‬
‫َقاَل ‪َ :‬نَعْم ‪َ ،‬قاَل ‪َ :‬أْخ ِر ُجوُه‪َ ،‬فِإِّني َسِم ْع ُت َر ُسوَل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم َيُقوُل‪َ :‬م ا ِم ْن َر ُج ٍل‬
‫ُم ْس ِلٍم َيُم وُت ‪َ ،‬فَيُقوُم َع َلى َج َناَز ِتِه َأْر َبُعوَن َر ُج اًل اَل ُيْش ِر ُك وَن ِباِهَّلل َشْيًئا ِإاَّل َش َّفَع ُهْم ُهَّللا ِفيِه؛ (مسلم‬
‫حديث ‪.)948‬‬

‫(‪ )4‬ترديد األذان والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم وطلب الوسيلة له‪:‬‬
‫روى ُم ْس ِلٌم َع ْن َع ْبِدِهللا ْبِن َع ْم ِر و ْبِن اْلَع اِص َأَّنُه َسِمَع الَّنِبَّي صلى هللا عليه وسلم َيُقوُل‪ِ« :‬إَذ ا‬
‫َسِم ْع ُتُم اْلُم َؤ ِّذ َن ‪َ ،‬فُقوُلوا ِم ْثَل َم ا َيُقوُل ُثَّم َص ُّلوا َع َلَّي ‪َ ،‬فِإَّنُه َم ْن َص َّلى َع َلَّي َص اَل ًة َص َّلى هللا َع َلْيِه‬
‫ِبَها َع ْش ًرا‪ُ ،‬ثَّم َس ُلوا َهللا ِلَي اْلَو ِس يَلَة‪َ ،‬فِإَّنَها َم ْنِز َلٌة ِفي اْلَج َّنِة‪ ،‬اَل َتْنَبِغ ي ِإاَّل ِلَع ْبٍد ِم ْن ِع َباِد ِهللا‪،‬‬
‫َو َأْر ُجو َأْن َأُك وَن َأَنا ُهَو ‪َ ،‬فَم ْن َس َأَل ِلي اْلَو ِس يَلَة َح َّلْت َلُه الَّش َفاَع ُة»؛ (مسلم حديث‪.)384 :‬‬

‫(‪ )5‬الشهادة في سبيل هللا‪:‬‬


‫روى أبو داوَد َع ْن أبي الَّد ْر َداَء َقاَل ‪َ :‬قاَل َر ُسوُل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم‪ُ« :‬يَش َّفُع الَّش ِهيُد ِفي‬
‫َس ْبِع يَن ِم ْن َأْهِل َبْيِتِه؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود لأللباني حديث‪)2201:‬‬

‫ثانًيا‪ :‬الشفاعة المنفية‪:‬‬


‫الشفاعة التي نفاها القرآُن الكريُم هي الشفاعة للمشركين؛ (فتح المجيد صـ‪:)238‬‬
‫(‪ )1‬قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬و اَّتُقوا َيْو ًم ا اَل َتْج ِز ي َنْفٌس َع ْن َنْفٍس َشْيًئا َو اَل ُيْقَبُل ِم ْنَها َش َفاَع ٌة َو اَل ُيْؤ َخ ُذ‬
‫ِم ْنَها َع ْد ٌل َو اَل ُهْم ُيْنَص ُروَن ﴾ [البقرة‪]48 :‬‬

‫(‪ )2‬وقال سبحانه‪َ ﴿ :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا َأْنِفُقوا ِمَّم ا َر َز ْقَناُك ْم ِم ْن َقْبِل َأْن َيْأِتَي َيْو ٌم اَل َبْيٌع ِفيِه َو اَل‬
‫ُخ َّلٌة َو اَل َش َفاَع ٌة َو اْلَك اِفُروَن ُهُم الَّظاِلُم وَن ﴾ [البقرة‪ ،]254 :‬وقال سبحانه‪َ ﴿ :‬و َأْنِذ ْر ِبِه اَّلِذ يَن‬
‫َيَخ اُفوَن َأْن ُيْح َش ُروا ِإَلى َر ِّبِهْم َلْيَس َلُهْم ِم ْن ُد وِنِه َو ِلٌّي َو اَل َش ِفيٌع َلَع َّلُهْم َيَّتُقوَن ﴾ [األنعام‪]51 :‬‬

‫(‪ )3‬وقال َج َّل شأنه‪َ ﴿ :‬فَم ا َلَنا ِم ْن َش اِفِع يَن * َو اَل َص ِد يٍق َحِم يٍم * َفَلْو َأَّن َلَنا َك َّر ًة َفَنُك وَن ِم َن‬
‫اْلُم ْؤ ِمِنيَن ﴾ [الشعراء‪]102 - 100‬‬

‫(‪ )4‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬و َأْنِذ ْر ُهْم َيْو َم اآْل ِز َفِة ِإِذ اْلُقُلوُب َلَدى اْلَح َناِج ِر َك اِظِم يَن َم ا ِللَّظاِلِم يَن ِم ْن‬
‫َحِم يٍم َو اَل َش ِفيٍع ُيَطاُع ﴾ [غافر‪]18 :‬‬

‫وممن ال يقبل هللا شفاعتهم يوم القيامة اللعانون‪ ،‬فقد روى مسلٌم َع ْن َأِبي الَّد ْر َداِء َقاَل ‪َ :‬سِم ْع ُت‬
‫َر ُسوَل ِهللا صلى هللا عليه وسلم‪َ ،‬يُقوُل‪ِ« :‬إَّن الَّلَّعاِنيَن اَل َيُك وُنوَن ُش َهَداَء ‪َ ،‬و اَل ُش َفَع اَء َيْو َم‬
‫اْلِقَياَم ِة»؛ (مسلم حديث‪)2598:‬‬

‫واللعن‪ :‬هو الطرُد من رحمة هللا تعالى التي وسعت ُك َّل شيٍء ‪ ،‬والَّلَّعاُنون‪ :‬الذيَن ُيْك ِثُروَن ِم ن‬
‫اللْع ِن‬
‫المصادر ‪:‬‬

‫‪ -‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬ألبي جعفر الطبري ‪.15/44‬‬


‫‪ -‬تفسير ابن كثير‪4/121‬‬
‫‪ -‬فتح الباري البن حجر‪11/427‬‬
‫‪ -‬شرح العقيدة الطحاوية (‪.)229‬‬
‫‪ -‬التذكرة بأحوال الموتى وأمور اآلخرة‪ ،‬للقرطبي (ص‪ ،)608 :‬وانظر‪ :‬شرح النووي على‬
‫مسلم ‪3/36‬‬

You might also like