Professional Documents
Culture Documents
انواع الشفاعة يوم القيامة
انواع الشفاعة يوم القيامة
أسعد الناس بشفاعة نبينا صلى اهللا تعالى أسعد الناس بشفاعة نبينا صلى اهللا تعالى عليه
وآله وسلم عليه وآله وسلم:
وأسعد الناس بشفاعة هذا الرسول الكريم صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم من قال ال إله إال
اهللا مخلصا من قلبه ومات عليها فالموحدون هم السعداء بشفاعته صلى اهللا تعالى عليه وآله
وسلم .فعن أبي هريرة رضي اهللا تعالى عنه قال :قلت :يا رسول اهللا من أسعد الناس
بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول اهللا صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم " :لقد ظننت يا أبا
هريرة أن ال يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد
الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ال إله إال اهللا خالصا من قلبه أو نفسه " .رواه البخاري
في العلم من صحيحه 205/203/1وفي الرقاق .ومعناه أن أكثر الناس سعادة بشفاعته صلى
اهللا تعالى عليه وآله وسلم مطلقًا في كل موقف من مواقف يوم القيامة المؤمن المخلص ،أما
مطلق الشفاعة كإراحة الناس من الموقف ،وإخراج العصاة من النار ،فالناس مشتركون فيها
حتى الكفار بالنسبة للموقف ،وأهل الكبائر بالنسبة لعصاة الموحدي.
ياره صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم اختياره صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم الشفاعة
ألمته عن إدخال نصفها الجنة الشفاعة ألمته عن إدخال نصفها الجنة.
وكما ادخر دعوته صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم شفاعة ألمته رحمة بها فقد خير صلى
اهللا تعالى عليه وآله وسلم بين أن يدخل اهللا عز وجل نصف أمته الجنة ،وبين الشفاعة
فاختار الشفاعة ألنها أعم وأشمل .وقد جاء هذا أيضا عنه صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم
من روايات جماعة من الصحابة رضي اهللا تعالى عنهم .فورد عن عوف بن مالك ،وابن
عمر ،وأبي موسى األشعري ،ومعاذ بن جبل ،وأنس وغيرهم ...فحديث عوف رواه
الطيالسي 2802والترمذي في صفة القيامة 2262وابن ماجة 4317وكذا أحمد 29/28/6
وابن حبان 6463/211والحاكم 66/15/1وبعض أسانيده صحيحة وسياقه قال رسول اهللا
صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم " :أتاني آت من عند ربي ،فخيرني بين أن يدخل نصف
أمتي الجنة ،وبين الشفاعة ،فاخترت الشفاعة ،وهي لمن مات ال يشرك باهللا شيئا " .وحديث
ابن عمر رواه أحمد 75/2عنه صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم قالُ " :خ ِّيرُت بين الشفاعة
أو يدخل نصف أمتي الجنة ،فاخترت الشفاعة ألنها أعم وأكفى ،أترونها للمتقين ،ال ولكنها
للمتلوثين الخطائين " قال في المجمع 378/10ورجاله رجال الصحيح .وحديث أبي موسى
ومعاذ رواه أحمد 415/404/4ورواه عبد الرزاق في المصنف 20865عن عوف ومعاذ
وأبي موسى ورجال أحمد رجال الصحيح ولفظه بنحو ما سبق .وحديث أنس رواه الطبراني
كما في المجمع.
ومجموع هذه األحاديث كما ترى كلها تدور حول رحمته صلى اهللا تعالى عليه وآله وسلم
بأمته واختياره لها ما هو صالح ونافع لها في اآلخرة .فاختار لها الشفاعة دون إدخال نصفها
الجنة ألن الشفاعة تكون للعموم وفيهم المتلوثون بالذنوب وكثرة اآلثام وما أكثرهم ،وهؤالء
سبق في علم اهللا وقضائه أنهم ينفذ فيهم وعيد اهللا تعالى تطهيرا لهم ،فألمثال هؤالء اختار
الشفاعة لينقذهم بإذن اهللا من عذابه وأليم عقابه ،فصلوات اهللا وسالمه عليه وعلى آل بيته،
فما أكرمه من نبي ،وما أرحمه من رسول
الشفاعة في اآلخرة:
أجمع أهل الُّس َّنة على ثبوت الشفاعة في اآلخرة ،وتشتمل على نوعين :شفاعة مثبتة ،وشفاعة
منفية ،وسوف نتحدث عن كل منهما.
( )3وقال جل شأنهَ ﴿ :يْو َم ِئٍذ اَل َتْنَفُع الَّش َفاَع ُة ِإاَّل َم ْن َأِذ َن َلُه الَّرْح َم ُن َو َرِض َي َلُه َقْو اًل ﴾ [طه:
]109؛ (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ،ص .)265
قال اإلماُم البيهقُّي (رحمه هللا) :الَّظاِلُم وَن َها ُهَنا ُهُم اْلَك اِفُروَن َ ،و َيْش َهُد ِلَذ ِلَك ُم ْفَتَتُح اآْل َيِة ِإْذ
ِهَي ِفي ِذ ْك ِر اْلَك اِفِر يَن ؛ (شعب اإليمان للبيهقي جـ1صـ)471
ثالًثا :إذن هللا تعالى بالشفاعة :قال سبحانهَ ﴿ :م ْن َذ ا اَّلِذ ي َيْش َفُع ِع ْنَد ُه ِإاَّل ِبِإْذ ِنِه ﴾ [البقرة:
،]255وقال تعالىَ ﴿ :م ا ِم ْن َش ِفيٍع ِإاَّل ِم ْن َبْع ِد ِإْذ ِنِه َذ ِلُك ُم ُهَّللا َر ُّبُك ْم َفاْع ُبُد وُه َأَفاَل َتَذَّك ُروَن ﴾
[يونس]3 :؛ (الشفاعة لمقبل الوادعي صـ)13:12
وروى الشيخاِن َع ْن َأِبي َسِع يٍد الُخ ْد ِر ِّي (وذلك في حديث الشفاعة)َ ،قاَل َ :قاَل َر ُسوُل ِهللا
صلى هللا عليه وسلم (وهو يتحدث عن المؤمنين الذين نجاهم هللا من النار)َ :و ِإَذ ا َر َأْو ا َأَّنُهْم َقْد
َنَج ْو ا ِفي ِإْخ َو اِنِهْم َ ،يُقوُلوَن َ :ر َّبَنا ِإْخ َو اُنَناَ ،ك اُنوا ُيَص ُّلوَن َم َع َناَ ،و َيُصوُم وَن َم َع َناَ ،و َيْع َم ُلوَن
َم َع َناَ ،فَيُقوُل ُهَّللا َتَع اَلى :اْذ َهُبواَ ،فَم ْن َو َج ْد ُتْم ِفي َقْلِبِه ِم ْثَقاَل ِد يَناٍر ِم ْن ِإيَم اٍن َفَأْخ ِر ُجوُهَ ،و ُيَح ِّر ُم
ُهَّللا ُص َو َر ُهْم َع َلى الَّناِر َ ،فَيْأُتوَنُهْم َو َبْعُضُهْم َقْد َغاَب ِفي الَّناِر ِإَلى َقَد ِمِهَ ،و ِإَلى َأْنَص اِف َس اَقْيِه،
َفُيْخ ِر ُجوَن َم ْن َع َر ُفواُ ،ثَّم َيُعوُد وَن َ ،فَيُقوُل :اْذ َهُبوا َفَم ْن َو َج ْد ُتْم ِفي َقْلِبِه ِم ْثَقاَل ِنْص ِف ِد يَناٍر
َفَأْخ ِر ُجوُهَ ،فُيْخ ِر ُجوَن َم ْن َع َر ُفواُ ،ثَّم َيُعوُد وَن َ ،فَيُقوُل :اْذ َهُبوا َفَم ْن َو َج ْد ُتْم ِفي َقْلِبِه ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة
ِم ْن ِإيَم اٍن َفَأْخ ِر ُجوُهَ ،فُيْخ ِر ُجوَن َم ْن َع َر ُفوا؛ (البخاري حديث ، /7439 :مسلم حديث.)183 ،
( )2الصيام:
روى أحمٌد َع ْن َع ْبِدِهَّللا ْبِن َع ْم ٍر و بِن الَع اِصَ :أَّن َر ُسوَل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم َقاَل :الِّص َياُم
َو اْلُقْر آُن َيْش َفَع اِن ِلْلَع ْبِد َيُقوُل الِّص َياُم َ :أْي َر ِّب ِإِّني َم َنْع ُتُه الَّطَع اَم َو الَّش َهَو اِت ِبالَّنَهاِر َ ،فَش ِّفْع ِني
ِفيِه َو َيُقوُل اْلُقْر آُن َ :م َنْع ُتُه الُّنْو َم ِبالَّلْيِل َفَش ِّفْع ِني ِفيِه فُيَش فعاِن ؛ (حديث صحيح)( ،صحيح الجامع
لأللباني حديث)3882 :
روى ُم ْس ِلٌم َع ْن َع ْبِدِهَّللا ْبِن َعَّباٍس َأَّنُه َم اَت اْبٌن َلُه ِبُقَد ْيٍد َأْو ِبُعْس َفاَن َ ،فَقاَل َ :يا ُك َر ْيُب اْنُظْر َم ا
اْج َتَم َع َلُه ِم ْن الَّناِس؟ َقاَل َ :فَخ َر ْج ُت َفِإَذ ا َناٌس َقْد اْج َتَم ُعوا َلُه َفَأْخ َبْر ُتُهَ ،فَقاَل َ :تُقوُل ُهْم َأْر َبُعوَن ،
َقاَل َ :نَعْم َ ،قاَل َ :أْخ ِر ُجوُهَ ،فِإِّني َسِم ْع ُت َر ُسوَل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم َيُقوُلَ :م ا ِم ْن َر ُج ٍل
ُم ْس ِلٍم َيُم وُت َ ،فَيُقوُم َع َلى َج َناَز ِتِه َأْر َبُعوَن َر ُج اًل اَل ُيْش ِر ُك وَن ِباِهَّلل َشْيًئا ِإاَّل َش َّفَع ُهْم ُهَّللا ِفيِه؛ (مسلم
حديث .)948
( )4ترديد األذان والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم وطلب الوسيلة له:
روى ُم ْس ِلٌم َع ْن َع ْبِدِهللا ْبِن َع ْم ِر و ْبِن اْلَع اِص َأَّنُه َسِمَع الَّنِبَّي صلى هللا عليه وسلم َيُقوُلِ« :إَذ ا
َسِم ْع ُتُم اْلُم َؤ ِّذ َن َ ،فُقوُلوا ِم ْثَل َم ا َيُقوُل ُثَّم َص ُّلوا َع َلَّي َ ،فِإَّنُه َم ْن َص َّلى َع َلَّي َص اَل ًة َص َّلى هللا َع َلْيِه
ِبَها َع ْش ًراُ ،ثَّم َس ُلوا َهللا ِلَي اْلَو ِس يَلَةَ ،فِإَّنَها َم ْنِز َلٌة ِفي اْلَج َّنِة ،اَل َتْنَبِغ ي ِإاَّل ِلَع ْبٍد ِم ْن ِع َباِد ِهللا،
َو َأْر ُجو َأْن َأُك وَن َأَنا ُهَو َ ،فَم ْن َس َأَل ِلي اْلَو ِس يَلَة َح َّلْت َلُه الَّش َفاَع ُة»؛ (مسلم حديث.)384 :
( )2وقال سبحانهَ ﴿ :يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا َأْنِفُقوا ِمَّم ا َر َز ْقَناُك ْم ِم ْن َقْبِل َأْن َيْأِتَي َيْو ٌم اَل َبْيٌع ِفيِه َو اَل
ُخ َّلٌة َو اَل َش َفاَع ٌة َو اْلَك اِفُروَن ُهُم الَّظاِلُم وَن ﴾ [البقرة ،]254 :وقال سبحانهَ ﴿ :و َأْنِذ ْر ِبِه اَّلِذ يَن
َيَخ اُفوَن َأْن ُيْح َش ُروا ِإَلى َر ِّبِهْم َلْيَس َلُهْم ِم ْن ُد وِنِه َو ِلٌّي َو اَل َش ِفيٌع َلَع َّلُهْم َيَّتُقوَن ﴾ [األنعام]51 :
( )3وقال َج َّل شأنهَ ﴿ :فَم ا َلَنا ِم ْن َش اِفِع يَن * َو اَل َص ِد يٍق َحِم يٍم * َفَلْو َأَّن َلَنا َك َّر ًة َفَنُك وَن ِم َن
اْلُم ْؤ ِمِنيَن ﴾ [الشعراء]102 - 100
( )4وقال تعالىَ ﴿ :و َأْنِذ ْر ُهْم َيْو َم اآْل ِز َفِة ِإِذ اْلُقُلوُب َلَدى اْلَح َناِج ِر َك اِظِم يَن َم ا ِللَّظاِلِم يَن ِم ْن
َحِم يٍم َو اَل َش ِفيٍع ُيَطاُع ﴾ [غافر]18 :
وممن ال يقبل هللا شفاعتهم يوم القيامة اللعانون ،فقد روى مسلٌم َع ْن َأِبي الَّد ْر َداِء َقاَل َ :سِم ْع ُت
َر ُسوَل ِهللا صلى هللا عليه وسلمَ ،يُقوُلِ« :إَّن الَّلَّعاِنيَن اَل َيُك وُنوَن ُش َهَداَء َ ،و اَل ُش َفَع اَء َيْو َم
اْلِقَياَم ِة»؛ (مسلم حديث)2598:
واللعن :هو الطرُد من رحمة هللا تعالى التي وسعت ُك َّل شيٍء ،والَّلَّعاُنون :الذيَن ُيْك ِثُروَن ِم ن
اللْع ِن
المصادر :