‫كتبي‬

‫ن‬
‫للقائمي عىل العمل*‬ ‫*جميع الحقوق محفوظة‬



‫را‬‫ش‬‫ ا‬ - ‫و‬‫التعليم ال‬

‫ة‬‫�ش‬‫ ا‬‫و‬‫شنة اإل‬‫ال‬

‫عة‬‫را‬‫ وا‬‫لي‬‫لت‬ ‫ق‬

‫ش‬‫ش‬‫ت‬‫ ا‬‫ م‬‫ري‬

2023 - 1445 ‫بعة‬

 ‫وزارة التعليم‪ 1443 ,‬هـ‬ ‫ح‬
‫فهر�سة مكتبـة امللـك فهد الوطنيـة �أثنـاء النـ�شـر‬
‫وزارة التعلـيـم‬
‫الدراسات اإلسالمية ‪ -‬احلديث ‪ - 1‬التعليم الثانوي ‪ -‬نظام املسارات ‪ -‬السنة‬
‫األوىل املشرتكة ‪ -‬الفصل الدرايس الثالث‪ / .‬وزارة التعليم ‪ -‬الرياض‪1443 ،‬هـ‬
‫‪ 102‬ص ؛ ‪ 25.5 x 21‬سم‬
‫ردمـك ‪978-603-511-228-4 :‬‬
‫‪ 1‬ـ احلديث ‪ -‬كتب دراسية ‪ 2‬ـ التعليم الثانوي ـ السعوديـة أ ‪ .‬العنوان‬

‫‪1443/12289‬‬ ‫ديـوي ‪237٫30713‬‬

‫رقم اإلإيداع‪1443/12289 :‬‬

‫ردمـك ‪978-603-511-228-4 :‬‬

‫حقوق الطبع والن�شر حمفوظة لوزارة التعليم‬

‫‪www.moe.gov.sa‬‬

‫ﻣﻮاد إﺛﺮاﺋﻴﺔ وداﻋﻤﺔ ﻋﻠﻰ "ﻣﻨﺼﺔ ﻋﻴﻦ اﺛﺮاﺋﻴﺔ"‬

‫‪ien.edu.sa‬‬

‫أﻋﺰاءﻧﺎ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ واﻟﻤﻌﻠﻤﺎت‪ ،‬واﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت‪ ،‬وأوﻟﻴﺎء اﻣﻮر‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪:‬‬
‫ﻳﺴﻌﺪﻧﺎ ﺗﻮاﺻﻠﻜﻢ؛ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺪرﺳﻲ‪ ،‬وﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻜﻢ ﻣﺤﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ‪.‬‬

‫‪fb.ien.edu.sa‬‬

‫حقوق طباعة ونرش واستخدام هذا الكتاب وما يرتبط به من حمتوى تعليمي أو إثرائي أو داعم حمفوظة مجيع ًا لوزارة التعليم باململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫و ُيمنَع منع ًا بات ًا بيعه أو نسخه أو التربع به أو استخدامه أو إعادة طباعته أو إنتاجه أو مسحه ضوئي ًا أو أي جزء منه بأي شكل وأية وسيلة كانت‪ ،‬ويقترص‬
‫استخدامه عىل املدارس التابعة للوزارة واملرخصة باستخدامه فقط‪.‬‬
 ‫اﻟﻤﺤـﺘــﻮﻳـﺎت‬

‫الصفحة‬ ‫المــــوضــــوع‬
‫‪6‬‬ ‫الــمـﻘــدﻣـــة‬
‫‪8‬‬ ‫ً‬
‫أواًل‪ :‬السنة النبوية‬
‫‪9‬‬ ‫الســ َّن ُة ال َّن َبــوِ َّيــ ُة (تعري ُفها ‪َ -‬م ْنزِل ُتها ‪ُ -‬ح ِّج َّيتها)‪.‬‬
‫ﱡ‬
‫‪12‬‬ ‫للسنة النبوية‪.‬‬
‫حفﻆ اهلل تعالى ﱡ‬
‫‪16‬‬ ‫تعريف بالكتب السبعة‪ ،‬ومؤلفيها‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اﻷﺣاديـــث‬
‫ً‬
‫‪22‬‬ ‫احلديث األول‪« :‬مثل ما بعثني اهلل به من الهدى والعلم‪.»...‬‬
‫‪26‬‬ ‫احلديث الثاني‪ « :‬من سن في اإلسالم سنة حسنة‪.»...‬‬
‫‪30‬‬ ‫احلديث الثالث‪« :‬إن احلالل ِّبﲔ وإن احلرام ِّبﲔ‪.»...‬‬
‫‪33‬‬ ‫احلديث الرابع‪ « :‬سبعة يظلهم اهلل في ظله‪.»...‬‬
‫‪38‬‬ ‫احلديث اﳋامس‪« :‬من عادى لي ول ًّيا‪.»...‬‬
‫‪41‬‬ ‫أحدا منكم عمله»‪« ..‬سدِّ دوا وقاربوا‪.»..‬‬
‫احلديث السادس‪ « :‬لن ُي َن ِّجي ً‬
‫‪45‬‬ ‫احلديث السابع‪َ « :‬مث َُل املُؤْ ِم ِن َكا َﳋا َم ِة ِم َن ال َّز ْر ِع‪ ..،‬و َمث َُل املُ َنا ِفقِ َكاأل ْر َز ِة‪.»..‬‬
‫‪48‬‬ ‫احلديث الثامن‪« :‬إن أثقل صالة على املنافقﲔ صالة العشاء وصالة الفجر‪ ،‬ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو ح ْب ًوا»‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫احلديث التاسع‪« :‬الفطرة خمس »‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫احلديث العاشر‪« :‬أنا زعيم ببيﺖ في ربﺾ اﳉنة ملن ترك املراء وإن كان مح ًّقا‪.»...‬‬
‫‪57‬‬ ‫رجال قال للنبي ‪ :‬أوصني‪ .‬قال‪« :‬ال تغضب»‪.‬‬
‫احلديث احلادي عشر‪ :‬أن ً‬
‫‪60‬‬ ‫احلديث الثاني عشر‪ :‬كان رسول اهلل ‪ ‬يعلمنا االستخارة في األمور كلها‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫احلديث الثالث عشر‪ « :‬اجتنبوا السبع املوبقات»‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫احلديث الرابع عشر‪ « :‬كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا‪.»..‬‬
‫‪69‬‬ ‫احلديث اﳋامس عشر‪ « :‬من غشنا فليس منا»‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫المــــوضــــوع‬
‫‪74‬‬ ‫ان ا ْن َق َط َع عن ُه َع َم ُل ُه إال ِم ْن َثال َثةٍ ‪.»..‬‬
‫ات ا ِإلن َْس ُ‬
‫احلديث السادس عشر‪« :‬إذا َم َ‬
‫‪78‬‬ ‫احلديث السابع عشر‪« :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة‪.»..‬‬
‫‪82‬‬ ‫احلديث الثامن عشر‪ « :‬إن الظلم ظلمات يوم القيامة»‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫احلديث التاسع عشر‪« :‬أتدرون ما املفلس؟»‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫طيبا ‪.»...‬‬
‫احلديث العشرون‪« :‬أيها الناس إن اهلل طيب ال يقبل إال ً‬
‫شراب يشربونه بأرضهم من َ‬
‫الذرة‪ُ ،‬يقال‬ ‫ال قدم من َج ْي َشان‪ ،‬فسأل النبي ‪ ‬عن ٍ‬
‫احلديث احلادي والعشرون‪:‬أن رج ً‬
‫‪93‬‬
‫له‪ :‬املِ ْز ُر‪ ،‬فقال النبي‪« :‬أو مسك ٌر هو ؟ ‪.»...‬‬
‫‪100‬‬ ‫احلديث الثاني والعشرون‪« :‬ال يؤمن أحدكم حتى ُيحب ألخيه ما ُيحب بنفسه»‪.‬‬
‫‪104‬‬ ‫شوك‪.» ...‬‬
‫بطريق‪ ،‬وجد غصن ٍ‬
‫ٍ‬ ‫احلديث الثالث والعشرون‪« :‬بينما ُ‬
‫رجل ميشي‬
 ‫المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪،‬‬
‫أمـا بعد‪:‬‬
‫بين يديك ‪ -‬أخي الطالب‪ /‬أختي الطالبة ‪ -‬الكتاب المخصص لمقرر‪ ( :‬الدراسات‬
‫اإلسالمية‪ :‬حديث ‪ ،)1‬للصف األول الثانوي (السنة المشتركة)‪ ،‬ويتضمن محورين‪:‬‬
‫ً‬
‫أواًل‪ /‬السنة النبوية‪ ،‬وتدرس فيه موضوعات تتعلق بالسنة النبوية وحجيتها‪،‬‬
‫والتعريف بأهم مصادرها‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬الحديث النبوي‪ ،‬وتدرس فيه أحاديث مختارة عن النبي ﷺ‪ ،‬مصحوبة ببيان‬
‫ً‬
‫ألهم الفوائد واإلرشادات المتعلقة بها‪.‬‬
‫وبقدر علمك وعملك بما تضمنته األحاديث النبوية التي تدرسها‪ ،‬تكون بإذن اهلل‬
‫تعالى ممن أراد اهلل بهم الخير وسعادة الدارين؛ حيث أخبرنا رسولنا الكريم ﷺ أن‪:‬‬
‫وبشر من ب َّلغ شريعته‪ ،‬ودعا له ﷺ بأن يرزقه اهلل‬
‫هلل ِب ِه َخ ْي ًرا ُي َف ِّقه ُه ِفي الدِّ ين»(‪َّ ،)1‬‬
‫« َم ْن ُيرِد ا ُ‬
‫امرءا سمع منا حدي ًثا فحفظه حتى يبلغه غيره‪ ،‬فرب حامل‬
‫البهجة بقوله ﷺ‪« :‬نضر اهلل ً‬
‫فقه إلى من هو أفقه منه‪ ،‬ورب حامل فقه ليس بفقيه»(‪.)2‬‬
‫وقد ُق ِّس َم المقرر إلى دروس متوالية‪ ،‬ووضع لكل درس أهدافًا تربوية ُيتوخى منك‬
‫‪ -‬أخي الطالب‪ /‬أختي الطالبة ‪ -‬أن تحرص عليها وتتمثلها في حياتك‪ ،‬وقد ضمن كل‬
‫وفهما واستيعا ًبا للدرس‪ ،‬وتساعدك‬
‫علما ً‬
‫درس في هذا المقرر نشاطات متنوعة تزيدك ً‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)71‬ومسلم (‪.)1037‬‬

‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي (‪.)2656‬‬
 ‫طالبا ً‬
‫نشطا داخل الصف؛ تشارك في الدرس بفاعلية‪ ،‬وتنمي لديك المهارات‬ ‫لتكون ً‬
‫المتنوعة؛ وتعينك على البحث عن المعلومة بنفسك؛ مع مساعدتك في البحث عنها؛‬
‫كما تعينك على التعاون مع زمالئك في إثراء المادة‪ ،‬وقبل ذلك وبعده تعينك ‪-‬إن شاء‬
‫اهلل تعالى‪ -‬في التعرف على كثير من األحكام الشرعية واألصول العلمية التي تستفيدها‬
‫في حياتك‪ ،‬وتكون عو ًنا لك ‪-‬بإذن اهلل تعالى‪ -‬على تحصين نفسك من التيارات الفكرية‬
‫المنحرفة‪ ،‬كما إنها تقربك إلى ربك وخالقك؛ مما يقودك بإذن اهلل لسعادة الدنيا ونعيم‬
‫اآلخرة‪.‬‬
‫والذي يؤمل أن يكون الكتاب داف ًعا لك لالرتقاء في علمك وأخالقك وخدمة دينك‬
‫وولي أمرك خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية ‪-‬يحفظه اهلل‪-‬‬
‫ووطنك‪ ،‬نفع اهلل بك‪ ،‬وحفظك من كل مكروه‪.‬‬
 ‫أوﻻً‪:‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‬
 ‫ال‪‬شــ ‪‬نة‪ ‬ال ‪‬ن ‪‬بــ ‪‬و ‪‬يــة‪ ‬عري ‪‬ف‪ - ‬م ‪‬ن‪ ‬لت‪ - ‬ح ‪ ‬يت‪‬‬
‫‪‬‬

‫اأهدا‪ ‬الدر�‪‬‬
‫‪‬تو‪ ‬منك ‪‬عد الدر�‪ ‬اأ‪‬‬
‫‪.ÉMÓ£°UG‬‬
‫‪k‬‬ ‫‪áæ°ùdG ±ôu ©J‬‬
‫‪.áæ°ùdG ádõæe ÚÑJ‬‬
‫‪.ájƒÑædG áæ°ùdG á«éM ÚÑJ‬‬
‫‪.ájƒÑædG áæ°ùdG á«éM ≈∏Y áæ°ùdGh ¿BGô≤dG øe ∫óà°ùJ‬‬

‫ال‪‬شنة‬
‫‪‬عر‪ ‬‬

‫َقرير أو صفةٍ ِخ ْلقيةٍ أو خُ ُلقيةٍ ‪.‬‬

‫فعل أو ت ٍ‬ ‫النبي ‪ ‬من ٍ‬
‫قول أو ٍ‬ ‫السنة ﻓﻲ اﺻﻄﻼح اﶈدﱢ ثﲔ‪ :‬ما ُأ َ‬
‫ضيف إلى ِّ‬

‫ال‪‬شنة النبو‪‬ة‬
‫من‪‬لة ‪‬‬
‫للسنة النبوية مكانة عظيمة في اإلسالم‪ ،‬ميكن تلخيصها في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ﱡ‬
‫السنة هي املصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكرﱘ‪.‬‬
‫ﱡ‬ ‫‪1‬‬

‫وحي َم ْت ُل ﱞو وهو‪:‬‬ ‫ِ‬

‫وحيان‪ٌ :‬‬ ‫الوحي‬
‫َ‬ ‫وحي غي ُر َم ْت ُل ﱟو؛ فإن‬
‫وحي من اهلل تعالى لرسوله ‪ ،‬ولكنها ٌ‬
‫السنة النبوية ٌ‬
‫ﱡ‬ ‫‪2‬‬

‫القرآن الكرﱘ‪َ ،‬و َو ْح ٌي غي ُر َم ْت ُل ﱟو وهو‪ :‬السنة النبوية‪.‬‬

‫السنة النبوية تأتي من القرآن الكرﱘ على ثالثة أنواع‪:‬‬
‫ﱡ‬ ‫‪3‬‬

‫وتوضيحا ِل َما ُأجمل ِمن أحكامه؛ كتفصيل أحكام الصالة والزكاة واحلﺞ‪.‬‬
‫ً‬ ‫بيا ًنا للقرآن الكرﱘ‪،‬‬ ‫ا‪‬‬

‫وتقريرا ألحكام القرآن الكرﱘ؛ كإيجاب صلة األرحام وﲢرﱘ السرقة‪.‬‬

‫ً‬ ‫تأكيدا‬
‫ً‬ ‫‪‬‬

‫وع َّمتها أوخالتها‪.‬‬ ‫ُ‬

‫القرآن الكرﱘ؛ كتحرﱘ اﳉمع بﲔ املرأة َ‬ ‫سكﺖ عنها‬
‫َ‬ ‫بأحكام‬
‫ٍ‬ ‫تأتي‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
 ‫ال‪‬ش ‪‬ن ‪‬ة ال ‪‬ن ‪‬ب ‪‬و ‪ ‬ة‬
‫‪  ‬ي ‪‬ة ‪‬‬
‫الس َّن ُة ال َّن َبوِ َّي ُة ُح َّج ٌة في األحكام الشرعية االعتقادية والعملية‪ ،‬فهي واجبة االتِّباع كالقرآن الكرﱘ‪ ،‬وقد َّ‬
‫دل على ذلك‬ ‫ﱡ‬
‫الكتاب والسنة في نصوص كثيرة؛ منها‪:‬‬
‫ﱪ ‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫(‪)1‬‬
‫ا‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ ‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬‬ ‫‪‬‬

‫وش ُك ال َّر ُج ُل ُم َّت ِك ًﺌا على َأر َ‬

‫ِيك ِت ِه‪،‬‬ ‫هلل ‪ُ « :‬ي ِ‬ ‫رسول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫‪ ‬حديث ا ْل ِم ْقدَ ا ِم بن َم ْع ِدي َكر َِب الكندي ‪َ ‬‬
‫الل ْاس َت ْح َل ْل َنا ُه‪َ ،‬و َما‬
‫وجل‪َ ،‬ف َما َو َجدْ َنا فيه ِمن َح ٍ‬ ‫اب ا ِ‬
‫هلل ع َّز َّ‬ ‫يث ِم ْن َح ِدي ِثي فيقول‪َ :‬ب ْي َن َنا َو َب ْي َن ُك ْم ِك َت ُ‬
‫ُي َحدَّ ُث ب َِح ِد ٍ‬
‫رسول ا ِ‬
‫هلل ‪ِ ‬مث ُْل ما َح َّر َم اهلل» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫َو َجدْ َنا فيه ِمن َح َر ٍام َح َّر ْم َنا ُه‪َ ،‬أ َال َوإ َِّن ما َح َّر َم‬
‫السنة النبوية‪.‬‬
‫إجماع علماء اإلسالم املعتبرين كافة على حجية ﱡ‬ ‫د‬

‫السن َة ٌ‬
‫وحي من اهلل لنبيه ‪.‬‬ ‫بالرجوع إلى سورة النجم‪ ،‬استخرج اآلية التي تدل على أن ﱡ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫مجمع خاد ِم احلرمﲔ الشريفﲔ امللك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود‬

‫ِ‬ ‫ملكي بتاريﺦ ‪1439/1/27‬هـ بإنشا ِء‬
‫ٌ‬ ‫صد َر أم ٌر‬
‫للحديث النبوي الشريف‪.‬‬
‫أكتب تقريراً عن املجمع يشمل‪ :‬موقعه‪ ،‬مبررات إنشائه‪ ،‬وأهدافه‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه الترمذي (‪ ،)2664‬وابن ماجه (‪ ،)12‬واللفﻆ له‪.‬‬ ‫سورة احلشر‪.7 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪ )1‬سورة التغابن‪.12 :‬‬

‫‪10‬‬
 ‫اصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ :1¢S‬ع ِّرف ﱡ‬
‫السنة‬

‫‪ِّ :2¢S‬بﲔ مكانة ﱡ‬

‫السنة النبوية‪.‬‬

‫‪ :3¢S‬ﱡ‬
‫للسنة النبوية مع القرآن الكرﱘ ثالث حاالت؛ اذكرها ً‬
‫ﳑثال لكل منها ﲟثال‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫نة ال ‪‬ن ‪‬ب ‪‬و ‪‬ي ‪‬ة‬
‫ل‪‬ش ‪‬‬
‫‪ ‬ع‪‬ل‪ ‬ل ‪‬‬
‫حف‪ ‬ا ‪‬‬
‫‪‬‬

‫اأهدا‪ ‬الدر�‪‬‬
‫‪‬تو‪ ‬منك ‪‬عد الدر�‪ ‬اأ‪‬‬
‫‪.ájƒÑædG áæ°ù∏d ˆG ßØM ≈∏Y øgôÑJ‬‬
‫‪.áæ°ùdG áHÉàµH ôeC’G øe ᪵ëdG ø«ÑJ‬‬
‫‪.áæ°ùdG øjhóJ πMGôe ø«ÑJ‬‬
‫‪.áæ°ùdG øjhóJ πMGôe ø«H ¿QÉ≤J‬‬
‫‪.áæ°ùdG ßØM »a Aɪ∏©dG Oƒ¡L Qó≤J‬‬

‫‪ ‬ا‪ ‬لل‪‬شنة النبو‪‬ة‬

‫محمدا ‪ ‬ببيان كتابه للناس‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ً‬ ‫َل َّما كان رسول اهلل ‪ ‬هو املبلغ عن اهلل تعالى فقد أمر سبحانه نبيه‬
‫ﱪ (‪ ،)1‬فكانﺖ السنة النبوية بيان ًا للقرآن الكرﱘ‪ ،‬وقد تكفل‬ ‫ﱫ‬
‫سبحانه بحفﻆ هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمد ‪ ،‬وهذا يتضمن حفﻆ السنة املبينة له‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ﱪ (‪.)2‬‬ ‫ﱫ‬

‫‪ ‬النب‪  ‬ل‪  ‬ال‪‬شنة النبو‪‬ة و‪‬بلي‪‬ها للنا�‪‬‬

‫ملا للسنة النبوية من املنزلة العظيمة فقد أمر النبي ‪ ‬بحفظها وتبليغها للناس‪ ،‬فقال ‪« :‬نضر اهلل ً‬
‫امرءا سمع منا‬
‫حدي ًثا فحفظه حتى يبلغه غيره‪ ،‬فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه‪ ،‬ورب حامل فقه ليس بفقيه»(‪ ،)3‬وقال ‪ِ ‬‬
‫لوفد‬
‫القيس‪ِ « :‬ا ْح َف ُظو ُه َّن و َأخْ بِروا بِهِ َّن َمن َو َرا َء ُك ْم» (‪.)4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبد‬

‫(‪ )1‬سورة النحل‪.44 :‬‬

‫(‪ )2‬سورة احلجر‪.9 :‬‬
‫(‪ )3‬تقدم تخريجه (ص‪.)6‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)53‬ومسلم (‪ ،)17‬واللفﻆ للبخاري‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫(‪)1‬‬
‫مرا‪ ‬تا‪‬ة ال‪‬شنة النبو‪‬ة و‪‬دو‪‬نها‬

‫َم َّرت كتاب ُة احلديث النبوي وتدوينه ِبعدَّ ِة مراحل‪ ،‬ميكن إجمالها فيما يأتي‪:‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠة اﻷولﻰ‪ :‬الﻜﺘاﺑة ﻓﻲ ﻋﻬد النبﻲ ‪ ‬وأﺻحاﺑﻪ ‪ ،‬وذلك في القرن األول الهجري‪ ،‬وقد نهى النبي ‪‬‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬ال‬ ‫عن كتابة أحاديثه في أول اإلسالم خشية اختالطها بالقرآن‪ ،‬فعن أبي سعيد اﳋدري‬
‫القرآن َف ْل َي ْم ُح ُه»(‪ )1‬وكان الصحابة ‪ ‬يحفظون األحاديث حفظ ًا متقناً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تكتبوا عني‪ ،‬ومن َك َت َب عني غي َر‬
‫ثم َأ ِذ َن ‪ ‬لبعﺾ الصحابة ‪ ،‬قال أبو هريرة ‪« :‬ما من أصحاب النبي ‪ ‬أحد أكثر حديث ًا عنه مني؛ إال‬
‫ما كان من عبد اهلل بن عمرو؛ فإنه يكتب وال أكتب» (‪.)2‬‬
‫‪:‬كنﺖ أكتب كل شيء أسمعه من رسول اهلل ‪ ‬أريد حفظه‪ ،‬فنهتني‬ ‫وقال عبد اهلل بن عمرو بن العاص‬
‫قريﺶ‪ ،‬وقالوا‪ :‬أتكتب كل شيء تسمعه من رسول اهلل ‪ ،‬ورسول اهلل بشر يتكلم في الغضب والرضا‪ ،‬فأمسكﺖ‬
‫عن الكتابة‪ ،‬فذكرت ذلك لرسول اهلل ‪ ‬فقال‪« :‬اكتب‪ ،‬فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إال حق» (‪ ،)3‬وكتب ‪‬‬
‫صحيفة كان يسميها‪( :‬الصادقة) (‪.)4‬‬
‫وأمر النبي ‪ ‬بالكتابة لبعﺾ أصحابه ‪ ،‬فعن أبي هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬خطب في عام فتﺢ مكة خطبة‪،‬‬
‫فقام رجل من أهل اليمن يقال له‪ :‬أبو شاه‪ ،‬فقال‪ :‬اكتب لي يا رسول اهلل‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪« :‬اكتبوا ألبي شاه»(‪،)5‬‬
‫وكتب النبي ‪ ‬كتاب ًا في الصدقات (‪.)6‬‬
‫وكتب جمع من الصحابة ‪ً ‬‬
‫كثيرا من األحاديث‪ ،‬وكانﺖ عندهم صحف‪ ،‬منهم‪ :‬علي بن أبي طالب‪،‬‬
‫وعبداهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬وجابر بن سمرة‪ ،‬وغيرهم ‪ ‬أجمعﲔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)3004‬‬

‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)113‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داوود (‪ ،)3646‬وأحمد (‪ ،)6802‬واللفﻆ له‪.‬‬
‫(ص‪.)178‬‬ ‫(‪ )4‬جامع بيان العلم البن عبد البر ‪ ،72/1‬ومعرفة النسﺦ والصحف احلديثية للشيﺦ بكر أبو زيد‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)2434‬ومسلم (‪.)1355‬‬
‫(‪ )6‬سﲍ أبو داود (‪ ،)4564‬املستدرك للحاكم (‪.)394-392/1‬‬

‫‪13‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠة الﺜانية‪ :‬ﺗدويﻦ اﳊديث ﻓﻲ أواﺧﺮ ﻋﻬد الﺘاﺑﻌﲔ‪ ،‬في القرن الثاني الهجري‪ ،‬وﲤيزت هذه الكتابة‬
‫بالتدوين العا ِّم للسنة النبوية؛ ولكنه لم يكن له ترتيب محدَّ د‪ ،‬وكان أول من اهتم بذلك أمير املؤمنﲔ عمر‬
‫السنة‪ ،‬وكتب إلى اآلفاق‪:‬‬
‫الزهري وأبا بكر بن حزم بجمع ﱡ‬
‫َّ‬ ‫؛ فأمر اإلما َم محمد بن شهاب‬ ‫ابن عبدالعزيز‬
‫«انظروا حديث رسول اهلل ‪ ‬فاجمعوه واحفظوه؛ فإني أخاف دروس العلم وذهاب العلماء» (‪)1‬؛ فكان أول من‬
‫‪.‬‬ ‫د َّون احلديث بأمره – تدوي ًنا عا ًما – اإلمام الزهري‬

‫اﳌﺮﺣﻠة الﺜالﺜة‪ :‬ﺗﺄليﻒ السنة ﻋﻠﻰ ﻫيﺌة ﻛﺘﺐ ﻣصنفة ﻣﺮﺗبة‪ ،‬على املوضوعات كاإلميان والعلم والطهارة‬
‫‪ ،‬وﲤيزت هذه املرحلة بالترتيب‪ ،‬ومزج‬ ‫والصالة وغيرها‪ ،‬وفي هذه املرحلة ُص ِّنف‪ :‬موطأ اإلمام مالك بن أنس‬
‫أقوال النبي ‪ ‬بأقوال الصحابة والتابعﲔ وفتاويهم‪.‬‬

‫اﳌﺮﺣﻠة الﺮاﺑﻌة‪ :‬ﻣﺮﺣﻠة إﻓﺮاد ﺣديث النبﻲ ‪ ‬ﺑالﺘصنيﻒ‪ ،‬وجمعه وترتيبه دون مزجه بغيره من أقوال‬
‫الصحابة والتابعﲔ – إال بالقدر اليسير الذي قد يحتاج إليه – وهذه املرحلة بدأت مع بداية القرن الثالث الهجري‪،‬‬
‫وفيها ظهر التأليف على طريقة املسانيد فيذكرون أحاديث أبي بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬وهكذا إلى ما رواه بقية الصحابة ‪،‬‬
‫ومن أشهر ما ُألِّ َف فيها‪ :‬مسند اإلمام أحمد‪ ،‬ومسند ا ُحلميدي‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬ثم بلغ تدوين احلديث غايته في‬
‫منتصف القرن الثالث الهجري؛ حيث ألف اإلمام البخاري صحيﺢ البخاري‪ ،‬واإلمام مسلم صحيﺢ مسلم‪ُ ،‬‬
‫وكتبﺖ‬
‫السﲍ‪ :‬سﲍ أبي داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وسﲍ الدارمي‪ ،‬وغيرها من كتب احلديث املشهورة‪.‬‬

‫حث اإلسالم على العلم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬جهود العلماء في تدوين السنة‪ ،‬من خالل قراءتك للدرس د ِّون أسماء أربعة‬
‫من الكتب التي ُذكرت ُمص ّنفة ُمرتب ًة حسب األسبق في التأليف‪.‬‬

‫‪........................... 2‬‬ ‫‪........................... 1‬‬

‫‪........................... 4‬‬ ‫‪........................... 3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبونعيم في أخبار أصبهان (‪ )1183‬وعلقه البخاري في بداية كتاب‪ :‬العلم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫كانﺖ وسائل حفﻆ السنة في السابق هي‪ :‬احلفﻆ في الصدور أو بتدوين السنة وكتابتها‪ ،‬واليوم وجدت وسائل‬
‫حديثة ميكن االستفادة منها في ذلك‪ ،‬باحلوار مع زمالئك اذكر ثالثًا من هذه الوسائل‪.‬‬
‫‪...................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫‪ :1¢S‬ما احلكمة من األمر بكتابة السنة؟‬

‫‪ :2¢S‬اذكر ثالثة من أصحاب النبي ‪ ‬كتبوا أحاديث النبي ‪ ‬في حياته‪.‬‬
‫دور بارز في تدوين السنة‪ ،‬وضﺢ ذلك‪.‬‬ ‫‪ :3¢S‬كان للخليفة عمر بن عبدالعزيز‬

‫‪15‬‬
 ‫‪‬عري‪ ‬ل‪‬ت‪ ‬ال‪‬شبعة‪ ‬ومو‪‬ل‪‬في‪‬‬

‫اأهدا‪ ‬الدر�‪‬‬
‫‪‬تو‪ ‬منك ‪‬عد الدر�‪ ‬اأ‪‬‬
‫‪.á©Ñ°ùdG ÖàµdÉH OGôªdG ø«ÑJ‬‬
‫‪.á©Ñ°ùdG ÖàµdG »ØdDƒÃ ±ôu ©J‬‬
‫‪.áæ°ùdG ßØM »a á©Ñ°ùdG ÖàµdG ôKCG ø«ÑJ‬‬
‫‪.ÜÉàµdG Ö«JôJ - åjOÉMC’G OóY - ∞dDƒªdG è¡æe :å«M øe á©Ñ°ùdG ÖàµdG ø«H ¿QÉ≤J‬‬
‫‪hô°T RôHCG õ«ªJ‬ح ‪.É¡JGô°üàîeh á©Ñ°ùdG ÖàµdG‬‬
‫خالل املرحلة الرابعة من مراحل تدوين السنة ظهرت مؤلفات كثيرة في السنة النبوية تنوعﺖ فيها أساليب‬
‫املؤلفﲔ ومناهجهم‪ ،‬ومن بﲔ تلك املؤلفات برزت كتب سبعة حظيﺖ باهتمام العلماء بها‪ ،‬وقبول األمة لها‪ ،‬فكثرت‬
‫شروحها ومختصراتها‪ ،‬وعكف طالب العلم على حفظها‪ ،‬واستنباط األحكام منها‪ ،‬فما تلك الكتب السبعة؟ ومن‬
‫مؤلفوها؟ وﰈ ﲤيز ﱡ‬
‫كل واحد منها؟‬

‫‪16‬‬
 ‫‪1‬ش‪‬ي‪ ‬الب‪‬ار‪‬‬
‫اﺳﻢ ﻫﺬا الﻜﺘاب‪« :‬اﳉامع املسند الصحيﺢ املختصر من أمور رسول اهلل ‪‬‬
‫وسننه وأيامه»‪.‬‬
‫ُﻣ َص ﱢن ُف ُﻪ‪ :‬أبو عبد اهلل‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ا ُﳉعفي‪ ،‬البخاري‪ ،‬ولد‬
‫سنة ‪194‬هـ‪ ،‬وتوفي سنة ‪256‬هـ ‪.‬‬
‫ﻣنﺰلﺘﻪ‪ :‬هو أصﺢ كتب السنة بإجماع العلماء‪.‬‬
‫أيﻀا‪ :‬أنه أول كتاب ُص ِّن َف في احلديث الصحيﺢ املج َّرد عن‬ ‫ﳑا ﲤيﺰ ﺑﻪ الﻜﺘاب ً‬
‫الضعيف واملوضوع‪ ،‬وﲤيز بدقة تبويبه‪ ،‬حتى قيل‪ِ :‬ف ْق ُه البخاري في تراجمه (‪.)1‬‬
‫واختصارا‪ ،‬ومن أفضل شروحه‪:‬‬
‫ً‬ ‫وشرحا‬
‫ً‬ ‫ﻋناية الﻌﻠماء ﺑﻪ‪ :‬اعتنى العلماء به رواي ًة‬
‫(فتﺢ الباري) البن حجر العسقالني‪ ،‬ومن أجود مختصراته‪( :‬مختصر صحيﺢ‬
‫البخاري) للزبيدي (‪893‬هـ)‪.‬‬

‫‪2‬ش‪‬ي‪ ‬م‪‬شلم‬
‫ُﻣ َص ﱢن ُف ُﻪ‪ :‬أبو احلسﲔ‪ ،‬مسلم بن احلجاج ال ُقشيري النيسابوري‪ ،‬ولد سنة ‪204‬هـ‬
‫وتوفي سنة ‪261‬هـ ‪.‬‬
‫حيث الصحة‪.‬‬ ‫ﻣنﺰلﺘﻪ‪ :‬يأتي بعد صحيﺢ البخاري من ُ‬
‫وﳑا ﲤيﺰ ﺑﻪ‪ :‬أنه يذكر طرق احلديث‪ ،‬وألفاظه مرتب ًة على األبواب في مكان‬
‫واحد‪ ،‬لكنه ال يذكر التراجم‪ ،‬قد وضع تراجمه جماعة من شراحه‪ ،‬ومن‬
‫أحسنها تراجم اإلمام النووي ‪.‬‬
‫ﺷﺮوﺣﻪ‪ُ :‬شرح عدة شروح‪ ،‬أشهرها‪ :‬شرح النووي‪ ،‬املسمى باملنهاج في شرح‬
‫صحيﺢ مسلم بن احلجاج ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املراد‪ :‬عناوين الكتب واألبواب‪.‬‬

‫‪17‬‬
 ‫‪�3‬شن‪ ‬اأ‪ ‬او‪‬‬
‫ُﻣ َص ﱢن ُف ُﻪ‪ :‬أبو داود‪ ،‬سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬ولد سنة ‪202‬هـ وتوفي‬
‫سنة ‪275‬هـ ‪.‬‬
‫انتقاه ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬من خمس مﺌة ألف حديث‪.‬‬
‫وﳑا اﻣﺘاز ﺑﻪ الﻜﺘاب‪ :‬ما ذكره ُم َص ِّن ُف ُه في وصفه إذ يقول‪َ « :‬ذ َك ُ‬
‫رت فيه الصحيﺢ‬
‫وما يشبهه وما يقاربه‪ ،‬وما كان في كتابي من حديث فيه َو َه ٌن شديد فقد بين ُته‪،‬‬
‫وليس فيه عن رجل متروك احلديث شيء‪ ،‬وما لم أذكر فيه شيﺌ ًا فهو صالﺢ»‪.‬‬
‫وقد اعتنى بزيادات املتون‪ ،‬وألفاظ احلديث التي يعتني بها الفقهاء‪.‬‬
‫ولﻪ ﺷﺮوح ﻛﺜيﺮة أﻗدﻣﻬا‪ :‬معالم السﲍ‪ ،‬لﻺمام اﳋطابي (ت‪388‬هـ)‪.‬‬

‫‪4‬ام‪ ‬الترم‪‬‬
‫ُﻣ َص ﱢن ُف ُﻪ‪ :‬أبو عيسى‪ ،‬محمد بن عيسى بن َسورة الترمذي ولد سنة ‪209‬هـ وتوفي‬
‫سنة ‪279‬هـ ‪.‬‬
‫وﳑا اﻣﺘاز ﺑﻪ الﻜﺘاب‪ :‬أن مصنفه ذكر فيه الصحيﺢ وغيره‪ ،‬مبي ًنا درجة كل‬
‫حديث‪ ،‬وأضاف إلى ذلك ذكر أقوال العلماء من الصحابة ومن بعدهم في‬
‫املسائل التي يتضمنها الباب‪ ،‬ذاكراً ما أجمعوا عليه‪ ،‬وما اختلفوا فيه‪.‬‬
‫وقد قال عن كتابه هذا‪« :‬صنفﺖ هذا الكتاب‪ ،‬فعرضته على علماء احلجاز‪،‬‬
‫والعراق‪ ،‬وخراسان‪ ،‬فرضوا به»‪.‬‬

‫‪18‬‬
 ‫‪�5‬شن‪ ‬الن‪‬شا‪‬‬
‫اﺳمﻪ‪« :‬املُجتبى»‪.‬‬
‫ُﻣ َص ﱢن ُف ُﻪ‪ :‬أبو عبد الرحمن‪ ،‬أحمد بن شعيب النسائي‪ ،‬نسب ًة إلى ( َنسا) بلدة‬
‫مشهورة بخراسان ولد سنة ‪215‬هـ وتوفي سنة ‪303‬هـ ‪.‬‬
‫وﳑا اﻣﺘاز ﺑﻪ الﻜﺘاب‪ :‬أن غالب أحاديثه صحيحة‪ ،‬وبعﺾ العلماء يقدم كتابه‬
‫هذا على سﲍ أبي داود والترمذي؛ لشدة ﲢري مؤلفه في الرجال‪ ،‬وفي الكتاب‬
‫تراجم دقيقة‪ ،‬تُنبﺊ عن فقه مؤلفه‪.‬‬

‫‪�6‬شن‪ ‬ا‪ ‬ما‪‬‬

‫ُﻣ َص ﱢن ُف ُﻪ‪ :‬أبو عبد اهلل‪ ،‬محمد بن يزيد ابن ماجه‪ ،‬ال َق ْزويني‪ ،‬ولد سنة ‪209‬هـ‪،‬‬
‫وتوفي سنة ‪273‬هـ ‪.‬‬
‫قال ابن كثير عن سننه‪« :‬وهي دالة على علمه‪ ،‬وعمله‪ ،‬وتبحره‪ ،‬واطالعه‪،‬‬
‫واتباعه السنة»‪.‬‬
‫وهو أقل مرتبة من باقي السﲍ املذكورة‪ ،‬وغالب ما ينفرد به عنها يكون ضعي ًفا‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫‪7‬م‪‬شند ا‪‬ما‪ ‬اأ‪‬د‬
‫ُﻣ َص ﱢن ُف ُﻪ‪ :‬هو إمام أهل السنة‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني‪،‬‬
‫توفي سنة ‪241‬هـ‪.‬‬
‫قال عنه علي بن املديني‪ :‬إن اهلل أيد هذا الدين بـ (أبي بكر الصديق) يوم الردة‪،‬‬
‫وبـ (أحمد بن حنبل) يوم اﶈنة ‪.‬‬
‫وﳑا اﻣﺘاز ﺑﻪ الﻜﺘاب‪ :‬يعد من أجمع وأكبر كتب احلديث‪.‬‬

‫ارجع إلى أحد الكتب السبعة‪ ،‬ثم انقل ثالث فوائد منه‪:‬‬

‫اسم الكتاب‪.……………………… :‬‬

‫‪....................................................................‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪....................................................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪....................................................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ :1¢S‬ما الكتب السبعة؟ و َم ْن مؤلفوها؟‬

‫‪ :2¢S‬ﰈ ﲤيز صحيحا البخاري ومسلم عن بقية الكتب السبعة؟‬

‫‪20‬‬
 ‫ثانيًا‪:‬‬
‫األحاديث‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪.åjóëdG äGOôØe ≈fÉ©e í°VƒJ‬‬ ‫‪u‬‬

‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J‬‬
‫‪.åjóëdG …hGôd ºLôàJ‬‬
‫‪.∫ÉãeC’G Üô°V óFGƒa ø«u ÑJ‬‬
‫‪.åjóëdG »a OQGƒdG πãªdG »a ájô«Ñ©àdG IQƒ°üdG èàæà°ùJ‬‬
‫‪.º∏©dG øe É¡Øbƒe »a ¢SÉædG äÉÄa ø«H ¿QÉ≤J‬‬
‫‪.»Yô°ûdG º∏©dG º∏q ©J ᫪gCG π∏©J‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬

‫ﻃ ﱢﻴ َﺒ ٌﺔ‬
‫ﷲ ِﺑ ِﻪ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻗﺎل‪َ » :‬ﻣ َﺜ ُﻞ ﻣﺎ َﺑ َﻌ َﺜ ِﻨﻲ ا ُ‬ ‫اﻷﺷﻌﺮي ‪ ‬ﱠأن ﱠ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻮﺳﻰ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻣ َ‬ ‫اﳌﻄﺮ‬
‫ﺎب َأ ْر ًﺿﺎ؛ َﻓ َﻜﺎنَ ِﻣ ْﻨ َﻬﺎ َﻧ ِﻘ ﱠﻴ ٌﺔ َﻗ ِﺒ َﻠ ْﺖ‬
‫ﻴﺮ َأ َﺻ َ‬ ‫ا ْﻟ ُﻬ َﺪى َوا ْﻟ ِﻌ ْﻠ ِﻢ َﻛ َﻤ َﺜ ِﻞ ا ْﻟ َﻐ ْﻴ ِﺚ ا ْﻟ َﻜ ِﺜ ِ‬
‫ﻃﺐ‬
‫اﻟﻨﺒﺎت اﻟ ﱠﺮ ُ‬
‫اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﲤﺴﻚ‬
‫ﱡ‬ ‫ﻴﺮ‪َ ،‬و َﻛﺎ َﻧ ْﺖ ِﻣ ْﻨ َﻬﺎ َأ َﺟﺎ ِد ُب َأ ْﻣ َﺴ َﻜ ْﺖ ْاﳌَﺎ َء‬ ‫ﻸ َوا ْﻟ ُﻌ ْﺸ َﺐ ا ْﻟ َﻜ ِﺜ َ‬ ‫ْاﳌَﺎ َء َﻓ َﺄ ْﻧ َﺒ َﺘ ْﺖ ا ْﻟ َﻜ َ‬ ‫واﻟﻴﺎﺑﺲ‬
‫ُ‬
‫اﳌﺎء وﻻ ﺗُﻨﺒﺖ‬
‫اﻟ ُﻌﺸﺐ‬
‫اﻟﻨﺎس َﻓ َﺸ ِﺮ ُﺑﻮا َو َﺳﻘ َْﻮا َو َز َر ُﻋﻮا‪َ ،‬و َأ َﺻﺎ َﺑ ْﺖ ِﻣ ْﻨ َﻬﺎ َﻃﺎ ِﺋ َﻔ ًﺔ ُأ ْﺧ َﺮى‬ ‫َ‬ ‫ﷲ ﺑ َِﻬﺎ‬ ‫َﻓ َﻨﻔ ََﻊ ا ُ‬
‫ﻃﺐ‪،‬‬‫اﻟﻨﺒﺎت اﻟ ﱠﺮ ُ‬
‫وﻫﺬا ﻣﻦ ذﻛﺮ‬
‫ﻳﻦ ا ِ‬
‫ﷲ‬ ‫ﻸ؛ َﻓ َﺬ ِﻟ َﻚ َﻣ َﺜ ُﻞ ﻣﻦ َﻓﻘ َُﻪ ﻓﻲ ِد ِ‬ ‫ِﺖ َﻛ ً‬ ‫ﻴﻌﺎنٌ َﻻ ُ ْﲤ ِﺴ ُﻚ َﻣﺎ ًء وﻻ ُﺗ ْﻨﺒ ُ‬ ‫إﳕﺎ ِﻫ َﻲ ِﻗ َ‬
‫اﳋﺎص ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺎم‬

‫َو َﻧﻔ ََﻌ ُﻪ ﻣﺎ َﺑ َﻌ َﺜ ِﻨﻲ اﷲ ِﺑ ِﻪ َﻓ َﻌ ِﻠ َﻢ َو َﻋ ﱠﻠ َﻢ‪َ ،‬و َﻣ َﺜ ُﻞ َﻣﻦ َﻟ ْﻢ َﻳ ْﺮ َﻓ ْﻊ ﺑ َِﺬ ِﻟ َﻚ َر ْأ ًﺳﺎ‪ ،‬وﻟﻢ‬ ‫اﻷرض اﳌﺴﺘﻮﻳﺔ‬
‫اﳌﻠﺴﺎ ُء اﻟﺘﻲ ﻻ‬
‫ُﲤﺴﻚ ً‬
‫ﷲ اﻟﺬي ُأ ْر ِﺳ ْﻠ ُﺖ ِﺑ ِﻪ« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َﻳﻘْ َﺒﻞْ ُﻫ َﺪى ا ِ‬ ‫ﻣﺎء وﻻ‬
‫ﺗُﻨﺒﺖ‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ‪ ،‬اﻗﺘﺮح ﻋﻨﻮا ًﻧﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‪ ،)79( ،‬وﻣﺴﻠﻢ (‪ ،)2282‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪22‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﻟﺤﺪﻳﺚ‬

‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫ﱡ‬ ‫اﻷﺷﻌﺮي‬
‫ﱡ‬ ‫ﺑﻦ َﻗ ْﻴ ِﺲ‬
‫َﻋ ْﺒﺪُ اﷲ ُ‬

‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫ﺟﺪا‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ‪ ،‬وﻗﺎل ﻟﻪ ﻳﻮ ًﻣﺎ‪» :‬ﻟﻮ َر َأ ْﻳ َﺘ ِﻨﻲ وأﻧﺎ َأ ْﺳ َﺘ ِﻤ ُﻊ ِﻟ ِﻘ َﺮا َء ِﺗ َﻚ‬
‫ﻛﺎن ﺣﺴﻦ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﻘﺮآن ًّ‬ ‫‪1‬‬

‫ا ْﻟ َﺒﺎر َِﺣ َﺔ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ُأو ِﺗ َ‬

‫ﻴﺖ ِﻣ ْﺰ َﻣ ًﺎرا ﻣﻦ َﻣ َﺰا ِﻣﻴ ِﺮ آلِ َدا ُو َد«(‪.)1‬‬

‫ﻼ َﻛﺮ ً‬
‫ِﻳﻤﺎ«(‪.)2‬‬ ‫ﷲ ﺑﻦ َﻗ ْﻴ ٍﺲ َذ ْﻧ َﺒ ُﻪ‪َ ،‬و َأ ْد ِﺧ ْﻠ ُﻪ َﻳﻮ َم ا ْﻟ ِﻘ َﻴﺎ َﻣ ِﺔ ُﻣﺪْ َﺧ ً‬
‫ﻬﻢ ْاﻏ ِﻔ ْﺮ ِﻟ َﻌ ْﺒ ِﺪا ِ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓ َﻘ َ‬
‫ﺎل‪» :‬اﻟ ﱠﻠ ﱠ‬ ‫دﻋﺎ ﻟﻪ ﱡ‬ ‫‪2‬‬

‫أﺣﺪُ ﻛﺒﺎ ِر ﻓﻘﻬﺎ ِء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ و ُﻗ ﱠﺮا ِﺋﻬﻢ‪.‬‬

‫َ‬ ‫‪3‬‬

‫‪‬‬

‫ﺑﻴﺎن ﻟﻔﻀﻞ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ وأﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌ ّﻠﻤﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻮ أﺷﺮف اﻟﻌﻠﻮم وأرﻓﻌﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ‪:‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ٌ‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﻤﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺷﺮﻳﻌﺘﻪ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﺴﺒﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ اﻟﺨﻠﻖ‪ ،‬وﻫﻲ‪ :‬ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ وﻳﺮﺿﺎﻩ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫واﺿﺤﺎ‬
‫ً‬ ‫اﻟﻤﻀﺮوب َﺛ َﻤ َﺮ َﺗ ُﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن‬
‫ُ‬ ‫واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ :‬أن ﻳﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل‪ ،‬وﻻ ُﻳﺆ ِﺗﻲ ا ْﻟ َﻤﺜ َُﻞ‬
‫َ‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ ﻟﻤﻦ أراد اﻟﺘﺮﺑﻴ َﺔ‬
‫‪ 2‬ﻣﻦ ﱡ‬
‫ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺎ ﻣﻊ أﻓﻬﺎﻣﻬﻢ وﻣﺪارﻛﻬﻢ‪ ،‬وﻣﻦ واﻗﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ‪،‬‬

‫ﻟﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل ﻓﻮاﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺗﻴﺴﻴﺮ اﻟ َﻔﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ )5048‬و ﻣﺴﻠﻢ (‪ ،)793‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‪.‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2498‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺳﺒﺐ‬‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺬي أﻧﺰﻟﻪ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻬﺪاﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺚ اﻟﻜﺜﻴﺮ؛ ﻷن ﻛ ًّ‬ ‫‪ 4‬ﺷ ﱠﺒﻪ ﱡ‬
‫واﻟﻌ ْﻠ ُﻢ َﺳ َﺒ ُﺐ ﺣﻴﺎ ِة اﻟﻘﻠﻮب‪.‬‬‫ﻓﺎﻟﻐﻴﺚ َﺳ َﺒ ُﺐ ﺣﻴﺎ ِة اﻷﺑﺪان‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻟﻠﺤﻴﺎة؛‬
‫واﻷﺟﺎدب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻓﻲ َﺗ َﻠ ﱢﻘﻴﻬِ ْﻢ ِﻟ ْﻠ ِﻌ ْﻠ ِﻢ ﺛﻼﺛ ُﺔ أﻗﺴﺎم‪َ ،‬و َﺷ ﱠﺒ َﻬ ُﻬﻢ ﺑﺄﻧﻮاع اﻷرض اﻟﺜﻼﺛﺔ‪ :‬اﻟﻨﻘﻴ ُﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬أن َ‬
‫‪ 5‬ﺑ ﱠﻴ َﻦ ﱡ‬
‫ِ‬
‫واﻟﻘﻴﻌﺎن ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺪول اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫وﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ‬ ‫اﳌﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ‬ ‫اﳌﺸ ﱠﺒﻪ‬
‫اﻷرض اﻟﻨﻘﻴﺔ‬ ‫اﳌﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ اﳌﺒﻠﻐﻮن ﻟﻪ‬
‫اﻷرض اﻷﺟﺎدب‬ ‫اﳌﺒﻠﻐﻮن ﻟﻠﻌﻠﻢ دون أن ﻳﻨﺘﻔﻌﻮا ﺑﻪ‬
‫اﻷرض اﻟﻘﻴﻌﺎن‬ ‫اﳌﻌﺮﺿﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ‬

‫اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻪ آﺛﺎ ٌر ﺳﻴﺌ ٌﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫ﱢ‬ ‫َﻓ ْﻘﺪُ ِ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ‬اﻟ ُﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﷲ‪.‬‬ ‫‪ ‬اﻧﺘﺸﺎ ُر اﻟﺒﺪع‪.‬‬

‫ﺗﺼﺢ ﺑﻪ ﻋﺒﺎداﺗﻪ وﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﱡ‬ ‫‪7‬‬

‫َو َﺻ َﻒ ﱡ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﺑﺄﻧﻪ ُﻫﺪى‪ ،‬ﻓﺎﻟﻬﺪى ﻛﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﻨﺰل ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ أو ﺳﻨﺔ رﺳﻮﻟﻪ ‪‬‬ ‫‪8‬‬

‫ﻓﻤﻦ أﻋﺮض ﻋﻨﻪ واﻟﺘﻤﺲ اﻟﻬﺪى ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ أﺿﻠﻪ اﷲ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ ‪4 3 2 10 / . - , +‬‬
‫‪ C B A @ ? > = < ; :9 8 7 6 5‬ﱪ (‪. )1‬‬

‫اﻻﻧﺼﺮاف ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻪ أﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪدة أﺷﺎر اﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟﻰ أﻫﻤﻬﺎ وﻫﻮ‪ :‬اﻟﻜﺒﺮ واﻟﺘﻌﺎﻟﻲ‪ ،‬واﻹﻋﺮاض ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ‬ ‫‪9‬‬

‫وﺟﻬﻼ ﺑﺄﻫﻤﻴﺘﻪ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪َ » :‬ﻣﻦ َﻟ ْﻢ َﻳ ْﺮ َﻓ ْﻊ ﺑ َِﺬ ِﻟ َﻚ َر ْأ ًﺳﺎ‪ ،‬وﻟﻢ َﻳ ْﻘ َﺒ ْﻞ ُﻫﺪَ ى ا ِ‬

‫ﷲ اﻟﺬي‬ ‫ً‬ ‫وزﻫﺪا ﻓﻴﻪ‬
‫ً‬ ‫رﻏﺒﺔ ﻋﻨﻪ‬
‫ُأ ْر ِﺳ ْﻠ ُﺖ ِﺑ ِﻪ«‪.‬‬

‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪،‬‬ ‫ﷲ ِﺑ ِﻪ ﻣﻦ ا ْﻟ ُﻬﺪَ ى َوا ْﻟ ِﻌ ْﻠ ِﻢ« دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﱠ‬

‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﱡ‬ ‫‪ 10‬ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪» :‬ﻣﺎ َﺑ َﻌ َﺜ ِﻨﻲ ا ُ‬
‫(‪. )2‬‬ ‫وﻫﺬا ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.120 :‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺠﻢ‪.4-3 :‬‬

‫‪24‬‬
 ‫واﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻛﺘﺐ اﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬اﻛﺘﺐ ً‬
‫ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﻘﺮآن‬ ‫ﻛﺜﺮ ﺿﺮب اﻷﻣﺜﺎل ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﱡ‬
‫اﻟﺴﻨﺔ‪:‬‬
‫وآﺧﺮ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﱡ‬

‫اﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﱡ‬ ‫ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﻘﺮآن‬

‫‪................................................‬‬ ‫‪................................................‬‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ‪ ،‬اﻛﺘﺐ ﻓﻮاﺋﺪَ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ وآﺛﺎ َرﻩ اﻟﺤﺴﻨ َﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس‪:‬‬

‫‪...................................................................‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪...................................................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪..................................................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ :1¢S‬ﺑ ﱢﻴﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻵﺗﻴﺔ‪ ) :‬ﻧﻘﻴﺔ – اﻟﻜﻸ – اﻟﻌﺸﺐ – أﺟﺎدب – ﻗﻴﻌﺎن (‪.‬‬
‫‪ :2¢S‬ﱢ‬
‫وﺿﺢ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ‪.‬‬
‫‪ :3¢S‬ﻗﺎرن ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎت اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ :4¢S‬ﻋﻠﻞ‪ :‬أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌ ّﻠﻢ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ‪.‬‬

‫‪25‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.åjó◊G äGOôØe ÊÉ©e ÚÑJ‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìÎ≤J‬‬
‫‪,åjó◊G …hGôd ºLÎJ‬‬
‫‪.(áÄ«°ùdG áæ°ùdG‬‬ ‫‪t :øe πµd πãu “o‬‬
‫)‪t ,áæ°ù◊G áæ°ùdG‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjó◊G óFGƒa øe É°†©H‬‬
‫‪.åjó◊G ¢üf‬‬ ‫–‪q ßØ‬‬

‫اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ‬

‫اﳋﻴﺮ أو اﻟﺸﺮ‬ ‫ﷲ ‪َ » :‬ﻣ ْﻦ َﺳ ﱠﻦ ِﻓﻲ ْ‬
‫اﻹﺳ َ‬
‫ﻼ ِم ُﺳ ﱠﻨ ًﺔ‬ ‫ُ‬
‫رﺳﻮل ا ِ‬ ‫ﻗﺎل‪َ :‬‬
‫ﻗﺎل‬ ‫ﷲ‪َ ‬‬ ‫ﺑﻦ َﻋ ْﺒ ِﺪ ا ِ‬
‫ﻳﺮ ِ‬ ‫ﻋﻦ َﺟ ِﺮ ِ‬
‫َﺣ َﺴ َﻨ ًﺔ َﻓ َﻠ ُﻪ َأ ْﺟ ُﺮ َﻫﺎ‪َ ،‬و َأ ْﺟ ُﺮ َﻣ ْﻦ َﻋ ِﻤ َﻞ ﺑ َِﻬﺎ ‪َ -‬ﺑ ْﻌ َﺪ ُﻩ ‪ِ -‬ﻣ ْﻦ ﻏَ ْﻴ ِﺮ َأ ْن َﻳ ْﻨﻘ َ‬
‫ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ‬
‫ُﺺ ِﻣ ْﻦ‬
‫ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ‬
‫إﺛﻤﻬﺎ‬ ‫ﻼ ِم ُﺳ ﱠﻨ ًﺔ َﺳ ﱢﻴ َﺌ ًﺔ َﻛﺎنَ َﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ ِو ْز ُر َﻫﺎ‪َ ،‬و ِو ْز ُر‬
‫اﻹﺳ َ‬‫ُأ ُﺟﻮ ِر ِﻫ ْﻢ ﺷَ ْﻲ ٌء‪َ ،‬و َﻣ ْﻦ َﺳ ﱠﻦ ِﻓﻲ ْ‬
‫ُـﺺ ِﻣ ْﻦ َأ ْو َزا ِر ِﻫ ْـﻢ ﺷَ ْﻲ ٌء« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َﻣ ْﻦ َﻋ ِﻤ َﻞ ﺑ َِﻬﺎ ‪ِ -‬ﻣ ْﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ِﻩ ‪ِ -‬ﻣ ْﻦ ﻏَ ْﻴ ِﺮ َأ ْن َﻳ ْﻨﻘ َ‬

‫)اﻟﻤﺒﺎدرة ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ( ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس‪ ،‬ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻋﻨﻮان آﺧﺮ‪ ،‬واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ‬
‫أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)1017‬‬

‫‪26‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﻟﺤﺪﻳﺚ‬

‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫ﷲ ا ْﻟ َﺒ َﺠ ِﻠ ﱡﻲ اﻟ َﻴ َﻤﺎ ِﻧ ﱡﻲ ‪.‬‬
‫ﻋﺒﺪا ِ‬
‫ﺑﻦ ِ‬‫َﺟﺮِﻳ ُﺮ ُ‬

‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫ﷲ ‪ُ ‬ﻣ ْﻨ ُﺬ َأ ْﺳ َﻠ ْﻤ ُﺖ‪ ،‬وﻻ َرآ ِﻧﻲ إﻻ َﺿ ِﺤ َﻚ«(‪.)1‬‬ ‫ﻮل ا ِ‬
‫ِﻳﺮ ‪َ » :‬ﻣﺎ َﺣ َﺠ َﺒ ِﻨﻲ َر ُﺳ ُ‬ ‫ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻳﻜﺮﻣﻪ‪ ،‬ﻗﺎل َﺟﺮ ُ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺟﺮﻳﺮ ‪» :‬ﺷَ َﻜ ْﻮ ُت ِإ َﻟﻰ اﻟ ﱠﻨ ﱢ‬

‫ﺒﻲ ﷺ َأﻧﱢﻲ َﻻ َأ ْﺛ ُﺒ ُﺖ َﻋ َﻠﻰ ا ْﻟﺨَ ْﻴﻞِ ‪َ ،‬ﻓ َﻀ َﺮ َب‬ ‫دﻋﺎ ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺎدﻳ ًﺎ ﻣﻬﺪﻳ ًﺎ‪ ،‬ﻗﺎل ٌ‬ ‫‪2‬‬
‫ﺎل‪» :‬اﻟ ﱠﻠ ُﻬ ﱠﻢ َﺛ ﱢﺒ ْﺘ ُﻪ‪َ ،‬و ْاﺟ َﻌ ْﻠ ُﻪ َﻫﺎ ِدﻳ ًﺎ َﻣ ْﻬ ِﺪ ّﻳ ًﺎ«(‪.)2‬‬
‫ِﺑ َﻴ ِﺪ ِﻩ ِﻓﻲ َﺻ ْﺪ ِري َو َﻗ َ‬

‫‪‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮك اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺪي ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺎس‪ ،‬وأن ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻠﻪ أﺟﺮ ﻓﻌﻠﻪ‪ ،‬وأﺟﺮ‬ ‫‪1‬‬

‫ﻣﻦ اﻗﺘﺪى ﺑﻪ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻨﻘﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺷﻴ ًﺌﺎ‪ ،‬وﻫﺬا ﻓﻀﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻻ‬
‫وﻳﻌﻈﻢ أﺟ ُﺮﻩ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻳﻨﻘﻄﻊ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؛ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﺴﻠﻚ ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ِﻟ َﻴ ُﻌ ﱠﻢ ﻧﻔ ُﻌﻪ‪،‬‬
‫ﻼ ِم ُﺳ ﱠﻨ ًﺔ َﺣ َﺴ َﻨﺔً«ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل‪:‬‬‫اﻹﺳ َ‬
‫ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪َ » :‬ﻣ ْﻦ َﺳ ﱠﻦ ِﻓﻲ ْ‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻴﻜﻮن أول ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ‬‫ﱠ‬ ‫‪ ‬اﻟﻤﺒﺎدرة إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ إذا ﺳﻤﻊ اﻹﻧﺴﺎن‬
‫أو زﻣﺎﻧﻪ َﻓ َﻴ ْﻘ َﺘ ِﺪي ﺑﻪ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺣﻴﺎء اﻟﺴﻨﺔ إذا أﻣﻴﺘﺖ وﺗُﺮك اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ؛ ﻓﻤﻦ أﺣﻴﺎﻫﺎ وأﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ واﻟﺪﻋﻮة إﻟﻴﻬﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ أﺟﺮ‬
‫إﺣﻴﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬وأﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪﻩ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺼﺤﻒ ٍ‬
‫واﺣﺪ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺟﻤﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ‬ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ُﻣ‬ ‫ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺸﺮوع؛ ﻣﺜﻞ‪ِ :‬‬ ‫‪ ‬اﺑﺘﻜﺎر وﺳﻴﻠﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ٍ‬
‫ﺎﺳﻮﺑ ﱠﻴﺔٍ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬ ‫واﺑﺘﻜﺎ ِر ﻃﺮﻳﻘﺔٍ ﻟﺘﺨﺮﻳﺞ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮي‪ ،‬أو ﺑﺮﻣﺠﺔٍ َﺣ ُ‬
‫ﻣﺜﺎﻻ آﺧﺮ ( ‪............................................................‬‬ ‫) أﺿﻒ ً‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2475‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)6089‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)2475‬‬

‫‪27‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺳﻠﻮك اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ َﻳﻘﺘﺪي ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺎس‪ ،‬وأن ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻌﻠﻴﻪ إﺛﻢ ﻓﻌﻠﻪ‪ ،‬وإﺛﻢ‬ ‫‪3‬‬

‫ﻣﻦ اﻗﺘﺪى ﺑﻪ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻨﻘﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ إﺛﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺷﻴ ًﺌﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ إﻫﺪاء ﺛﻮاب اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷن ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺴﻨﺎت اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫دل‬ ‫‪4‬‬

‫ﺟﻤﻴﻊ ُأ ﱠﻣ ِﺘ ِﻪ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ‪ ‬ﻓﺈن َﻟ ُﻪ ِﻣ َ‬
‫ﺜﻞ أﺟﻮ ِر‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ‪ ،‬اﻛﺘﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﺨﻴﺮ‪:‬‬

‫‪.............................. 2 .............................. 1‬‬

‫‪.............................. 4 .............................. 3‬‬

‫ﷲ ‪ ‬ﻗﺎل‪َ » :‬ﻣ ْﻦ َد َﻋﺎ إﻟﻰ ُﻫ ًﺪى ﻛﺎن َﻟ ُﻪ‬ ‫َ‬

‫رﺳﻮل ا ِ‬ ‫أوﺟﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺪرس وﺣﺪﻳﺚ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬أن‬
‫ﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ ُأ ُﺟﻮر ِِﻫ ْﻢ َﺷ ْﻴ ًﺌﺎ‪ ،‬و َﻣﻦ َدﻋﺎ إﻟﻰ َﺿﻼ َﻟﺔٍ ‪َ ،‬‬
‫ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ِﻣ َﻦ اﻹ ْﺛ ِﻢ‬ ‫ﻣﻦ ا َﻷ ْﺟ ِﺮ ِﻣﺜ ُْﻞ ُأ ُﺟﻮ ِر ﻣﻦ َﺗ ِﺒ َﻌ ُﻪ‪َ ،‬ﻻ َﻳ ْﻨ ُﻘ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ذﻟﻚ ِﻣﻦ آﺛﺎ ِﻣﻬِ ْﻢ ﺷﻴ ًﺌﺎ« ‪.‬‬ ‫ﺺ َ‬ ‫ِﻣﺜ ُْﻞ آﺛﺎ ِم َﻣﻦ َﺗ ِﺒ َﻌ ُﻪ‪ ،‬ﻻ َﻳ ْﻨ ُﻘ ُ‬

‫‪........ .......................................................................‬‬

‫‪................ ...............................................................‬‬

‫‪................ ...............................................................‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2674‬‬

‫‪28‬‬
 ‫‪َ :1¢S‬ﺑ ﱢﻴ ْﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻵﺗﻴﺔ‪ ) :‬ﺳﻨﺔ ﺣﺴﻨﺔ – ﺳﻨﺔ ﺳﻴﺌﺔ – وزرﻫﺎ(‪.‬‬
‫‪ :2¢S‬اﺿﺮب أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪرج ﺗﺤﺖ اﺳﻢ‪:‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﱡ‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫ﱡ‬ ‫‪‬‬

‫‪ :3¢S‬ﻣﺜﱢﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫إﺣﻴﺎء ﺳﻨﺔ ﻗﺪ أﻣﻴﺘﺖ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اﺑﺘﻜﺎر وﺳﻴﻠﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺸﺮوع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :4¢S‬اﺳﺘﻨﺒﻂ ﻓﺎﺋﺪﺗﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ‪.‬‬

‫‪29‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.åjó◊G äGOôØe ≈fÉ©e í°VƒJ‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìÎ≤J‬‬
‫‪.åjóëdG …hGôd ºLôàJ‬‬
‫‪.åjóëdG »a OQGƒdG πãªdG »a ájô«Ñ©àdG IQƒ°üdG èàæà°ùJ‬‬
‫‪.äÉ¡Ñ°ûdG øe »Yô°ûdG ∞bƒª∏d ∫óà°ùJ‬‬
‫‪.äÉ¡Ñ°ûdG øY ó©ÑdG óFGƒa O uó©J‬‬
‫‪.äÉ¡Ñ°ûdG øY ó©ÑdG »a Ö∏≤dG ìÓ°U ôKCG ø«u ÑJ‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬

‫ﻳﺸﻜﻞ ﺣﻜﻤﻬﺎ‬ ‫ﷲ ‪ ‬ﻳﻘﻮل‪:‬‬ ‫ﻮل ا ِ‬ ‫ﺎن ﺑﻦ َﺑ ِﺸﻴﺮ ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ َر ُﺳ َ‬ ‫ﻋﻦ اﻟ ﱡﻨ ْﻌ َﻤ ِ‬

‫وﻳﺨﻔﻰ‬ ‫ﲔ َوإ ﱠِن ْ َ‬ ‫اﳊ َ‬ ‫»إ ﱠِن ْ َ‬
‫ﺎت ﻻ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻤ ُﻬ ﱠﻦ‬ ‫ﲔ‪َ ،‬و َﺑ ْﻴ َﻨ ُﻬ َﻤﺎ ُﻣ ْﺸ َﺘﺒ َِﻬ ٌ‬ ‫اﳊ َﺮا َم َﺑ ﱢ ٌ‬ ‫ﻼل َﺑ ﱢ ٌ‬ ‫واﺿﺢ‬
‫اﳌﺮﻋﻰ اﻟﺬي‬ ‫اﺳ َﺘ ْﺒ َﺮ َأ ِﻟ ِﺪﻳ ِﻨ ِﻪ َو ِﻋ ْﺮ ِﺿ ِﻪ‪َ ،‬و َﻣ ْﻦ‬
‫ﺎت ْ‬‫اﻟﺸ ُﺒ َﻬ ِ‬
‫ﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‪َ ،‬ﻓ َﻤ ْﻦ ا ﱠﺗﻘَﻰ ﱡ‬ ‫َﻛ ِﺜ ٌ‬
‫ﻳﺤﺠﺰﻩ اﳌﻠﻚ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻨﺎس‬ ‫اﳊ َﻤﻰ‬ ‫ﺎﻟﺮ ِاﻋﻲ َﻳ ْﺮ َﻋﻰ َﺣ ْﻮ َل ْ ِ‬ ‫ﺎت َو َﻗ َﻊ ﻓﻲ ْ َ‬
‫اﳊ َﺮا ِم؛ َﻛ ﱠ‬ ‫َو َﻗ َﻊ ﻓﻲ ﱡ‬
‫اﻟﺸ ُﺒ َﻬ ِ‬
‫ﻮﺷ ُﻚ َأ ْن َﻳ ْﺮ َﺗ َﻊ ﻓﻴﻪ‪ ،‬أﻻ َوإ ﱠِن ِﻟ ُﻜ ﱢﻞ َﻣ ِﻠ ٍﻚ ِﺣ ًﻤﻰ‪ ،‬أﻻ َوإ ﱠِن ِﺣ َﻤﻰ ا ِ‬
‫ﷲ‬ ‫ُﻳ ِ‬
‫ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ‬ ‫اﳉ َﺴ ُﺪ ُﻛ ﱡﻠ ُﻪ‪،‬‬‫اﳉ َﺴ ِﺪ ُﻣ ْﻀ َﻐ ًﺔ إذا َﺻ َﻠ َﺤ ْﺖ َﺻ َﻠ َﺢ ْ َ‬ ‫َﻣ َﺤﺎ ِر ُﻣ ُﻪ‪ ،‬أﻻ َوإ ﱠِن ﻓﻲ ْ َ‬
‫اﳉ َﺴ ُﺪ ُﻛ ﱡﻠ ُﻪ‪ ،‬أﻻ َو ِﻫ َﻲ ا ْﻟ َﻘ ْﻠ ُﺐ« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫وإذا َﻓ َﺴ َﺪ ْت َﻓ َﺴ َﺪ ْ َ‬

‫)ﻣﺤﺎرم اﷲ ‪ -‬اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﻬﺎت ‪ -‬ﺻﻼح اﻟﻘﻠﺐ(‬

‫اﻟﺠﻤﻞ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻨﺎﺳﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻟﻠﺪرس‪ ،‬اﺧﺘﺮ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ )52‬و ﻣﺴﻠﻢ (‪ ،)1599‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‪.‬‬

‫‪30‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ َﺑ ِﺸﻴﺮ ِﺑﻦ ٍ‬
‫ﺳﻌﺪ اﻷﻧﺼﺎري اﳋﺰرﺟﻲ ‪.‬‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫ﻫﻮ وأﺑﻮﻩ ﺻﺤﺎﺑ ﱠﻴﺎن ‪ ،‬وﺧﺎﻟﻪ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﳉﻠﻴﻞ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ رواﺣﻪ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أول ﻣﻮﻟﻮد وﻟﺪ ﻓﻲ اﻷﻧﺼﺎر ﺑﻌﺪ ﻗﺪوم اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣﻦ أﺧﻄﺐ اﻟﻨﺎس وأﺣﺴﻨﻬﻢ ﻛﻼ ًﻣﺎ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪‬‬
‫‪ 1‬ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻗﻀ ﱠﻴﺘﻴﻦ أﺳﺎﺳ ﱠﻴﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻫﻤﺎ‪» :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻘﻠﺐ«‪ ،‬وﻫﺎﺗﺎن اﻟﻘﻀ ﱠﻴﺘﺎن‬
‫ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن؛ ﻓﺼﻼح اﻟﻈﺎﻫﺮ واﻟﺒﺎﻃﻦ ﻟﻪ أﻛﺒﺮ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس وﻓﻖ دﻳﻦ اﷲ اﻟﻘﻮﻳﻢ‪.‬‬
‫ﺣﻴﺚ اﻟﺤﻜﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم‪:‬‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أن اﻷﺷﻴﺎء ﻣﻦ ُ‬
‫ُ‬ ‫دل‬‫ﱠ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ‬ﺣﻼل ﺑ ﱢﻴﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻻ ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻴﻪ‪ ،‬وﻫﻮ‪ :‬ﱡ‬

‫ﻛﻞ ﻣﺎ َأ ِذ َن اﻟﺸﺮع ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ‪ ،‬ﻣﺜﻞ أﻛﻞ اﻟﻄﻴﺒﺎت ﻣﻦ اﻟﺰروع واﻟﺜﻤﺎر وﻏﻴﺮ‬
‫أﻳﻀﺎ ﻣﺎ أﻣﺮ اﻟﺸﺮع ﺑﻔﻌﻠﻪ أو اﺳﺘﺤﺒﻪ‪.‬‬
‫ذﻟﻚ‪ ،‬وﻳﺸﻤﻞ ً‬
‫‪ ‬ﺣﺮام ﺑ ﱢﻴﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻻ ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻴﻪ ﻛﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ وأﻛﻞ اﻟﺮﺑﺎ وأﻛﻞ ﻣﺎل اﻟﻴﺘﻴﻢ وﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻧﺺ اﻟﺸﺮع ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﺤﺮﻳﻤﻪ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﺘﺠ ﱠﻨﺒﻪ‪ ،‬وﻻ َﻳ ﱡ‬
‫ﺤﻞ ﻟﻪ أن ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﺸﺘﺒﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام‪ ،‬واﻟﺸﺒﻬﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ أﻣﺮ ﺗﺮدد ﺣﻜﻤﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺸﺘﺒﻪ أﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﻜﻠﻒ أﺣﻼل ﻫﻮ أم ﺣﺮام ﻛﺎﻟﻤﻌﺎﻣﻼت واﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ‪.‬‬
‫واﺿﺤﺎ ﻋﻨﺪ آﺧﺮ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ً‬ ‫‪ 3‬ا ِﻻ ْﺷ ِﺘ َﺒﺎ ُﻩ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ أﻣ ٌﺮ ِﻧ ْﺴﺒ ﱞِﻲ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ ُﻣ ْﺸ َﺘﺒ ًِﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺷﺨﺺ‬
‫واﺿﺤﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ آﺧﺮ؛ وذﻟﻚ ﻷن ا ِﻻ ْﺷ ِﺘ َﺒﺎ َﻩ ﻏﻴ ُﺮ واﻗﻊ ﻓﻲ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ِ‬
‫ﻧﻔﺴﻬﺎ؛ إﻧﻤﺎ ﻫﻮ‬ ‫ً‬ ‫ﻳﻜﻮن ُﻣ ْﺸ َﺘﺒ ًِﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ‬
‫اﻟﺤﻜﻢ وأﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻪ َﻓﻬﻤﻪ‪ ،‬وﻫﻮ ﻏﻴﺮ ُﻣﺸ َﺘ ِﺒﻪٍ ﻋﻨﺪ َﻣﻦ ﻋ ِﻠﻤﻪ وﺗﺒ ﱠﻴﻦ ﻟﻪ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل ‪ ‬ﻓﻲ‬
‫َ‬ ‫ﺣﻖ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ‬ ‫واﻗﻊ ﻓﻲ ﱢ‬
‫ِﻬﺎت‪» :‬ﻻ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻤ ُﻬ ﱠﻦ َﻛ ِﺜﻴ ٌﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس«‪.‬‬
‫اﻟﻤﺸ َﺘﺒ ِ‬
‫وﻋﺮﺿ ِﻪ ﻋﻦ ﱢ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ُﻳﺪَ ﻧ ُﱢﺴ ُﻪ‪ ،‬وﻻ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ إﻻ ﺑﺎﺗﺒﺎع اﻟﺸﺮع ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻮاﺟﺒﺎت وﺗﺮك‬ ‫‪ 4‬اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺄﻣﻮر ﺑﺤﻔﻆ ِدﻳ ِﻨ ِﻪ ِ‬
‫اﻟﻤﻨﻬﻴﺎت‪ ،‬واﻟﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﻤﺸ َﺘﺒ ِ‬
‫ِﻬﺎت‪.‬‬

‫‪31‬‬
 ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﺎﺋﺪﺗﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﺘﻴﻦ ﺗﺤﺼﻞ ﻟﻤﻦ اﺗﻘﻰ اﻟﺸﺒﻬﺎت‪:‬‬ ‫ﻗﺪ ﺑ ﱠﻴﻦ ﱡ‬ ‫‪5‬‬

‫اﻻﺳ ِﺘ ْﺒ َﺮا ُء ﻟﻠﺪﱢ ﻳﻦ‪ ،‬وﻣﻌﻨﺎﻩ‪ :‬ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ِﻟ ِﺪﻳ ِﻨ ِﻪ ﻣﻦ وﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺺ أو اﻟﺨﻠﻞ ﻟﺘﺴﺎﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺒﻬﺎت‪.‬‬
‫‪ْ ‬‬
‫اﻻﺳ ِﺘ ْﺒ َﺮا ُء ِﻟ ْﻠ ِﻌ ْﺮ ِض‪ ،‬وﻣﻌﻨﺎﻩ‪ :‬ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺴﺎﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺒﻬﺎت‪.‬‬
‫‪ْ ‬‬
‫اﻟﻤﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ا ْﻟ ُﻤ ْﺸ َﺘﺒِﻬﺎت‪ ،‬وﻫﻮ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺮام‪ ،‬وذﻟﻚ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ‪:‬‬
‫َ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬اﻷ َﺛ َﺮ‬
‫ﺑ ﱠﻴﻦ ﱡ‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ‬أن اﻟﺬي ﻳﺘﻌ ﱠﻮد ﻓﻌﻞ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺎت وﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮف ﻳﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ا ْﻟ ُﻤ َﺤ ﱠﺮ ِ‬
‫ﻣﺎت اﻟﺒ ﱢﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺸﺘ َﺒﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺤ ّﺮﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام وﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ ‬أن ُ‬
‫‪ 7‬ﻟﻠﻘﻠﺐ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ؛ ﻓﻬﻮ اﻟﻤﺤﺮك ﻟﺴﺎﺋﺮ اﻷﻋﻀﺎء‪ ،‬وﺑﺼﻼﺣﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺪن‪ ،‬وﺑﻔﺴﺎدﻩ ﻳﻔﺴﺪ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﻓﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺼﻼح ﻗﻠﺒﻪ‪ ،‬وﻳﺤﺬر ﻣﻦ ﻓﺴﺎدﻩ‪ ،‬و ِذ ْﻛ ُﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺧﺘﺎم اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫ٌ‬ ‫اﻟﺒﺪن‪،‬‬
‫إﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﺗﻘﺎء اﻟﺸﺒﻬﺎت ﺳﺒﺒﻪ ﺻﻼح اﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬واﻟﻮﻗﻮع ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﺒﻪ ﺿﻌﻒ اﻟﻘﻠﺐ أو ﻓﺴﺎدﻩ‪.‬‬

‫ّ‬
‫وﺿﺢ ﺻﻠﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ واﻟﻘﻴﻢ‪:‬‬

‫وﺟﻪ اﻟﺼﻠﺔ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ‬ ‫ﻟﻪ ﺻﻠﺔ‬ ‫اﳌﻌﻨﻰ‬ ‫م‬

‫اﻟﺘﻘﻮى‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﻮرع‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟﺰﻫﺪ‬ ‫‪3‬‬

‫اﳊﻴﺎء‬ ‫‪4‬‬

‫‪ :1¢S‬ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻷﺣﻜﺎم ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ دﺧﻮل اﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﻓﻴﻬﺎ وﻋﺪﻣﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم؛ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ؟‬
‫‪ :2¢S‬ﻣﺎ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺸﺘﺒﻬﺔ؟ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻟﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫‪ :3¢S‬ﻣﺎ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺘﺒﻬﺎت؟‬

‫‪32‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.åjóëdG äGOôØe ≈fÉ©e í°VƒJ‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J‬‬
‫‪.åjóëdG …hGôd ºLôàJ‬‬
‫‪.áeÉ«≤dG ∫GƒgCG ¢†©H åjóëdG øe èàæà°ùJ‬‬
‫‪.¬∏X »a ˆG º¡∏¶j øjòdG á©Ñ°ùdG O uó©J‬‬
‫‪.åjóëdG »a äOQh »àdG á©Ñ°ùdG ∫ɪYC’G á∏«°†a ø«u ÑJ‬‬
‫‪.áeÉ«≤dG Ωƒj øªMôdG πX »a ∫Ó¶à°S’ÉH á©Ñ°ùdG ¢UÉ°üàNG Ωó©d ∫óà°ùJ‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬
‫‪.åjóëdG ¢üf‬‬ ‫‪q ßØëJ‬‬

‫ﷲ َﺗ َﻌﺎ َﻟﻰ ﻓﻲ ِﻇ ﱢﻠ ِﻪ ﻳﻮم ﻻ ِﻇ ﱠﻞ إﻻ ِﻇ ﱡﻠ ُﻪ‪ِ :‬إ َﻣﺎ ٌم‬‫»ﺳ ْﺒ َﻌ ٌﺔ ُﻳ ِﻈ ﱡﻠ ُﻬﻢ ا ُ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻗﺎل‪َ :‬‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة ‪ ‬أن ﱠ‬
‫ﷲ ْاﺟ َﺘ َﻤ َﻌﺎ‬ ‫ﻼن َ َﲢﺎ ﱠﺑﺎ ﻓﻲ ا ِ‬
‫ﺎﺟ ِﺪ‪َ ،‬و َر ُﺟ ِ‬ ‫ﺎب َﻧ َﺸ َﺄ ﻓﻲ ِﻋ َﺒﺎ َد ِة ا ِ‬
‫ﷲ‪َ ،‬و َر ُﺟ ٌﻞ َﻗ ْﻠ ُﺒ ُﻪ ُﻣ َﻌ ﱠﻠ ٌﻖ ﻓﻲ ْاﳌَ َﺴ ِ‬ ‫َﻋ ْﺪ ٌل‪َ ،‬وﺷَ ﱞ‬
‫ﷲ‪َ ،‬و َر ُﺟ ٌﻞ‬ ‫َات َﻣ ْﻨ ِﺼ ٍﺐ َو َﺟ َﻤ ٍﺎل ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﻲ َأ َﺧ ُ‬
‫ﺎف ا َ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ َو َﺗﻔ ﱠَﺮ َﻗﺎ ﻋﻠﻴﻪ‪َ ،‬و َر ُﺟ ٌﻞ َد َﻋ ْﺘ ُﻪ ا ْﻣ َﺮ َأ ٌة ذ ُ‬
‫ﷲ َﺧﺎ ِﻟ ًﻴﺎ َﻓﻔ َ‬
‫َﺎﺿ ْﺖ‬ ‫َﺗ َﺼﺪﱠ َق ﺑ َِﺼ َﺪ َﻗ ٍﺔ َﻓ َﺄ ْﺧﻔ َ‬
‫َﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ َﺗ ْﻌ َﻠ َﻢ ِﺷ َﻤﺎ ُﻟ ُﻪ ﻣﺎ ُﺗ ْﻨ ِﻔ ُﻖ َﳝِﻴ ُﻨ ُﻪ‪َ ،‬و َر ُﺟ ٌﻞ ذ ََﻛ َﺮ ا َ‬
‫َﻋ ْﻴ َﻨﺎ ُﻩ« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪.)1423‬‬

‫‪33‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫اﻟﺪ ْو ِﺳﻲ ‪.‬‬ ‫ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺻﺨﺮ ﱠ‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﺖ َأ َﺑﺎ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮةَ؟ ﻓﻘﺎل‪ُ :‬ﻛ ْﻨ ُﺖ َأ ْر َﻋﻰ َﻏ َﻨ َﻢ َأ ْﻫ ِﻠﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ ٌة َﺻ ِﻐ َﻴﺮةٌ‪َ ،‬ﻓ ُﻜ ْﻨ ُﺖ َأ َﺿ ُﻌ َﻬﺎ‬ ‫ﺳﺌﻞ أﺑﻮ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮةَ‪ِ :‬ﻟ َﻢ ُﻛ ﱢﻨ َ‬ ‫‪2‬‬

‫ِﺑﺎﻟ ﱠﻠ ْﻴﻞِ ﻓﻲ ﺷَ َﺠ َﺮ ٍة‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟ ﱠﻨ َﻬ ُﺎر َذ َﻫ ْﺒ ُﺖ ﺑﻬﺎ َﻣ ِﻌﻲ َﻓ َﻠ ِﻌ ْﺒ ُﺖ ﺑﻬﺎ‪َ ،‬ﻓ َﻜ ﱠﻨ ْﻮ ِﻧﻲ َأ َﺑﺎ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮةَ‪.‬‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫اﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﳊﺪﻳﺚ واﳊﺮص ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬داﺋﻢ اﳌﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﺤﻔﻆ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻤ ًﺎ ﻛﺜﻴﺮاً‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رواﻳﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ‪.‬‬

‫ﺣﻈﻲ أﺑﻮﻫﺮﻳﺮة ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬واﻫﺘﻤﺎﻣﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺪ دﻋﺎ اﷲ أن ﻳﺮزﻗﻪ ِﻋ ْﻠﻤ ًﺎ ﻻ ُﻳ ْﻨ َﺴﻰ‪ ،‬ﻓﺄ ﱠﻣﻦ ﱡ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ دﻋﺎﺋﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬ ‫‪2‬‬

‫دﻋﺎ ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻈﻪ‪ ،‬ﻳﻘﻮل أﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ،‬ﻗﻠﺖ‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬إﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻚ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ﻛﺜﻴﺮاً‬
‫»ﺿ ﱠﻤﻪ« ﻓﻀﻤﻤﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ﺑﻌﺪ (‪.)1‬‬
‫ﻓﺄﻧﺴﺎﻩ‪ ،‬ﻗﺎل‪» :‬اﺑﺴﻂ رداءك« ﻓﺒﺴﻄﺖ‪ ،‬ﻓﻐﺮف ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل‪ُ :‬‬
‫ﻛﺎن ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ ﻋﺒﺎدة ﻓﻜﺎن ﻫﻮ واﻣﺮأﺗﻪ وﺧﺎدﻣﻪ ﻳﻘﺴﻤﻮن اﻟﻠﻴﻞ ﺛﻼﺛ ًﺎ ﻳﺼﻠﻲ ﻫﺬا ﺛﻢ‬ ‫‪3‬‬

‫ﻳﻮﻗﻆ ﻫﺬا‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اﻟﻮارد ِذﻛ ُﺮﻫﻢ‪ ،‬وأن أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺳﺒﺐ ﻟﺤﺼﻮل اﻻﺳﺘﻈﻼل ﺑﻈﻞ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ اﻟﺴﺒﻌﺔ‬ ‫‪ 1‬ﱠ‬
‫دل‬
‫ﺣﻴﻦ ﺗﺪﻧﻮ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻗﺪر ِﻣ ٍﻴﻞ‪.‬‬
‫وﻳﻨﻈﻢ أﻣﻮرﻫﻢ‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ أﺣﻮاﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬‫‪ 2‬ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس ﺑﻐﻴﺮ وﻟﻲ أﻣﺮ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ‪ ،‬ﱢ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﺪل اﻟﺬي أﻧﺰﻟﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‪ ،‬وﺑ ﱠﻴﻨﻪ رﺳﻮل اﷲ ‪ ‬ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻪ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ؛ اﺳﺘﺤﻖ أن ﻳﻈﻠﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮم ﻻ ﻇﻞ إﻻ ﻇﻠﻪ‪.‬‬

‫‪¬æ«Hh ¬HÉàc »a ≈dÉ©J ˆG ¬dõfCG …òdG ∫ó©dG ≈∏Y Ωƒ≤j Éææ«H ºµëdG ¿CG ,á«dɨdG ÉfOÓH »a Éæ«∏Y ˆG π°†a øe‬‬
‫‪ ˆG ∫ƒ°SQ‬ﷺ‪.-ˆG ¬¶Øëj- ájOƒ©°ùdG á«Hô©dG áµ∏ªªdG ∂∏e ø«Øjô°ûdG ø«eôëdG ΩOÉN ÉfôeCG »dh IOÉ«≤H ,‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)119‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)2492‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﻀﻞ اﻟﻤﻮﻋﻮ َد ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ‪ ،‬وﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨﺸﺄة ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺳﺘﺤﻖ‬ ‫‪3‬‬

‫واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻤﻔﺮوﺿﺎت ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬و ِﺑ ﱢﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ وﺻﻠ ِﺔ اﻷرﺣﺎم‬

‫ِ‬ ‫‪ ‬ﻓﻌﻞ اﻟﻮاﺟﺒﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬
‫وﻏﻴﺮِﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺮك اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاﻋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮك‪ ،‬واﻟﺘﻜﺎﺳﻞ ﻋﻦ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻤﻔﺮوﺿﺎت‪ ،‬وﻋﻘﻮق اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ‪،‬‬
‫واﻟﻜﺬب‪ ،‬واﻟﺨﻴﺎﻧﺔ‪ ،‬وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﻴﻮت اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻫﻲ أﻃﻬﺮ اﻟﺒﻘﺎع وأﻓﻀﻠﻬﺎ‪ ،‬وأﺣﺒﻬﺎ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﻌ ﱡﻠﻖِ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ‬اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮدد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷداء اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻤﻔﺮوﺿﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ ‬ﻛﻠﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ أﺣﺐ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ 5‬ا ْﻟ ُﺤ ﱡﺐ ﻓﻲ اﷲ ُﻳﺮاد ﺑﻪ‪ :‬ﻣﺤﺒ ُﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎل اﻟﺨﻴﺮ واﻟﻄﺎﻋﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎﻓﻌ ُﺔ ﻳﻮم‬
‫واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣ ًّﺒﺎ ﺻﺎدﻗًﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﻴﺲ‬
‫ﻛﻞ ٍ‬‫ﻓﺄﺣﺐ ﱡ‬
‫ﱠ‬ ‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؛ ﻓﺈذا اﺟﺘﻤﻊ اﺛﻨﺎن ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ اﷲ‪،‬‬
‫ﻟﻐﺮض ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﻤﺎل‪ ،‬أو اﻟﻨﺴﺐ‪ ،‬واﺳﺘﻤ ﱠﺮا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺮﻗﺎ وﻫﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺤﻘﺎ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن‬‫ٍ‬
‫ﻳﻈﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮم ﻻ ﻇﻞ إﻻ ﻇﻠﻪ‪.‬‬
‫واﺟﺐ ﻋﻈﻴﻢ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫ٌ‬ ‫ِإ ُ‬
‫ﻋﻔﺎف اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ َو َوﺳﺎﺋ ِﻠﻬﺎ‬ ‫‪6‬‬

‫ﱪ ‪ ،‬ﻓﺈذا اﺑ ُﺘ ِﻠ َﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻣﺮأةٍ ِ‬

‫(‪)1‬‬
‫ﻣﻨﺼﺐ وﺟﻤﺎل ﺗﺪﻋﻮﻩ إﻟﻰ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪،‬‬‫ٍ‬ ‫ذات‬
‫ﻛﺎن ﻣﻤﻦ ُﻳﺮﺟﻰ أن ﻳﻈﻠﻬﻢ اﷲ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻓﻲ ﻇ ﱢﻠﻪ ﻳﻮم ﻻ ﻇﻞ إﻻ ﻇ ﱡﻠﻪ‪.‬‬
‫اﻟﺼﺪ َﻗ ُﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎل ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺘﺼﺪﱢ ق‪ ،‬واﻟﻤﺘﺼﺪﱠ ق‬ ‫‪ 7‬ﱠ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﺗ ُِﺸﻴ ُﻌ ُﻪ اﻟﺼﺪﻗ ُﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ﻓﻬﻲ أﺣﺐ إﻟﻰ‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‪> = < ; : 9 8 76 5 4 3 2‬ﱪ ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻹﺧﻼص واﻟﺼﺪق ﻣﻊ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻛﻤﺎ إﻧﻬﺎ أرﻓﻖ ﺑﺎﻟﻔﻘﻴﺮ وأﺳﺘﺮ ﻟﻪ‪ ،‬وإذا أﺧﻔﻰ اﻟﻤﺮ ُء ﺻﺪﻗ َﺘﻪ‬
‫أﺣﺪا؛ ﻛﺎن ﺣﺮ ًّﻳﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻇﻞ اﷲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺒﺮ ﺑﻬﺎ ً‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر‪.33 :‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.271 :‬‬

‫‪35‬‬
 ‫‪É¡ªjó≤J øe Qòëj ¿CGh ,êÉàëªdG ój »a É¡©°Vh ≈∏Y ¢Uôëj ¿CG ¬àbó°U ∫òH óæY º∏°ùª∏d »¨Ñæj‬‬
‫‪â°UôM óbh ,º¡d ∫GƒeC’G ™aO øe á°üàîªdG äÉ¡édG äQòq M øjòdG ø«dƒ°ùàªdÉc ø«≤ëà°ùªdG ô«¨d‬‬
‫‪¬JÉbó°U ∫É°üjEG ≈∏Y øWGƒªdG ø«©J »àdG äÉ°üæªdG‬‬
‫‪q‬‬ ‫‪ô«aƒJ ≈∏Y -ˆG ÉgÉYQ- ÉfOÓH áeƒµM‬‬
‫‪:ÉgÉjGõe øeh ,…ô«îdG πª©∏d ájOƒ©°S á«æWh á°üæe »gh (¿É°ùMEG á°üæe) :É¡æeh ,áæeBG ¥ô£H‬‬
‫‪m É¡«≤ëà°ùªd‬‬
‫‪.∫òÑdG ä’Éée »a ´ƒæàdGh ,ádƒ¡°ùdGh ,á«bƒKƒªdG‬‬

‫‪‬‬

‫‪ 8‬اﻟ ُﺒﻜﺎء ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻳﻘﻮل‪» :‬ﻋﻴﻨﺎن ﻻ ﺗﻤﺴﻬﻤﺎ‬
‫(‪)1‬‬
‫اﻟﻨﺎر‪ :‬ﻋﻴﻦ ﺑﻜﺖ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ اﷲ‪ ،‬وﻋﻴﻦ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺤﺮس ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ« ‪ ،‬واﻟﺒﻜﺎء ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻠﻮة دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼص‬
‫واﻟﺼﺪق اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻈﻴﻢ اﻷﺟﺮ وﺟﻠﻴﻞ اﻟﺜﻮاب‪ ،‬وﻣﻨﻪ ﻣﺎ وﻋﺪ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ‪ ،‬ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺧﺸﻮع ﻗﻠﺒﻪ‪ ،‬وﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺒﻜﺎء ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ رﺑﻪ‪ ،‬وﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎﺑﻪ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪:‬‬
‫‪ ‬أﻛﻞ اﻟﺤﻼل‪.‬‬ ‫‪ ‬ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن‪.‬‬
‫‪ِ 9‬ذ ْﻛ ُﺮ اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺼﺮ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ أﺧﺮى ﻏﻴ ُﺮ ﻫﺆﻻء ﻣﻤﻦ ﻳﻈﻠﻬﻢ‬
‫َ‬
‫ﻌﺴﺮا ﺑﻤﺎ‬ ‫اﷲ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺬا ِﻣﻦ ﻣﺰﻳﺪ ﻓﻀﻠﻪ وﺗَﻜ ﱡﺮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ‪َ ،‬ﻓ ِﻤ ﱠﻤﻦ ورد ذﻛﺮﻩ ﻏﻴ ُﺮﻫﻢ‪َ :‬ﻣﻦ أﻧﻈﺮ ُﻣ ً‬
‫ﷲ ‪َ » :‬ﻣ ْﻦ َأﻧ َْﻈ َﺮ ُﻣ ْﻌ ِﺴ ًﺮا‬ ‫اﻟﺴ َﻠ ِﻤﻲ اﻷﻧﺼﺎري ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل َر ُﺳ ُ‬
‫ﻮل ا ِ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﱠ ﻳﻦ أو أﺳﻘﻂ ﻋﻨﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ا ْﻟ َﻴ َﺴ ِﺮ ﱠ‬
‫أو َو َﺿ َﻊ ﻋﻨﻪ؛ َأ َﻇ ﱠﻠ ُﻪ اﷲ ﻓﻲ ِﻇ ﱢﻠ ِﻪ« ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي (‪.)1639‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)3006‬‬

‫‪36‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﺒﻌﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻠﻬﻢ اﷲ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﺗﻼﺣﻆ أن ﺻﻔﺔ اﻹﺧﻼص ﻛﺎﻧﺖ داﻓﻌ ًﺎ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻢ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ‬
‫زﻣﻼﺋﻚ‪ :‬ﺑ ﱢﻴﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻹﺧﻼص ﺑﻜﻞ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ‪:‬‬

‫وﺟﻪ وﺟﻮد اﻹﺧﻼص‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫م‬

‫ِإ َﻣﺎ ٌم َﻋﺪْ ٌل‬ ‫‪1‬‬

‫ﺎب ﻧ ََﺸ َﺄ ﻓﻲ ِﻋ َﺒﺎ َد ِة ا ِ‬

‫ﷲ‬ ‫ﺷَ ﱞ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺎﺟ ِﺪ‬
‫َر ُﺟ ٌﻞ َﻗ ْﻠ ُﺒ ُﻪ ُﻣ َﻌ ﱠﻠ ٌﻖ ﻓﻲ ا ْﻟ َﻤ َﺴ ِ‬ ‫‪3‬‬

‫ﻼن َ َﲢﺎ ﱠﺑﺎ ﻓﻲ ا ِ‬

‫ﷲ ْاﺟ َﺘ َﻤ َﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ َو َﺗﻔ ﱠَﺮ َﻗﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫َر ُﺟ ِ‬ ‫‪4‬‬

‫ﷲ‬
‫ﺎف ا َ‬ ‫َر ُﺟ ٌﻞ َد َﻋ ْﺘ ُﻪ ا ْﻣ َﺮ َأ ٌة َذ ُ‬
‫ات َﻣ ْﻨ ِﺼ ٍﺐ َو َﺟ َﻤ ٍﺎل ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﻲ َأ َﺧ ُ‬ ‫‪5‬‬

‫َﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗ َْﻌ َﻠ َﻢ ِﺷ َﻤﺎﻟُ ُﻪ ﻣﺎ ُﺗ ْﻨ ِﻔ ُﻖ َ ِﳝﻴ ُﻨ ُﻪ‬

‫َر ُﺟ ٌﻞ ﺗ ََﺼ ﱠﺪ َق ِﺑ َﺼﺪَ َﻗ ٍﺔ َﻓ َﺄﺧْ ﻔ َ‬ ‫‪6‬‬

‫ﷲ ﺧَ ﺎ ِﻟ ًﻴﺎ َﻓﻔ َ‬
‫َﺎﺿ ْﺖ َﻋ ْﻴ َﻨﺎ ُﻩ‬ ‫َر ُﺟ ٌﻞ َذ َﻛ َﺮ ا َ‬ ‫‪7‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻋﺪﱢ د اﻟﺴﺒﻌﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻠﻬﻢ اﷲ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ :2¢S‬ﻫﻞ اﻻﺳﺘﻈﻼل ﺑﻈﻞ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺴﺒﻌﺔ ﻓﻘﻂ؟ اﺳﺘﺪل ﻟﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫‪ :3¢S‬ﺑﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨﺸﺄة ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ؟‬
‫‪ :4¢S‬اﺳﺘﺪل ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ إﺧﻔﺎء ّ‬
‫اﻟﺼﺪﻗﺔ‪.‬‬

‫‪37‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.åjó◊G äGOôØe ≈fÉ©e í°VƒJ‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìÎ≤J‬‬
‫‪.(‹ƒdG)`H OGôŸG ÚÑJ‬‬‫‪u‬‬
‫‪.ˆG áj’h ≥«≤– ≥jôW èàæà°ùJ‬‬
‫–‪.äGOÉÑ©dG πaGƒf øe ̵à°ùJh ¢†FGôØdG ≈∏Y ¢Uô‬‬
‫‪.óÑ©∏d ˆG áj’h QÉKBG èàæà°ùJ‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjó◊G óFGƒa øe É°†©H‬‬

‫ﷲ ﻗﺎل‪َ :‬ﻣ ْﻦ َﻋﺎ َدى ِﻟﻲ َو ِﻟ ًّﻴﺎ َﻓﻘ َْﺪ‬‫ﻋﻦ َأﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮ َة ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪» :‬إ ﱠِن ا َ‬ ‫أﻋﻠﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫اﳊﺮب‬
‫ِﺎﳊ ْﺮ ِب‪ ،‬و َﻣﺎ َﺗﻘ ﱠَﺮ َب ِإ َﻟ ﱠﻲ َﻋ ْﺒ ِﺪي ﺑ َِﺸ ْﻲءٍ َأ َﺣ ﱠﺐ ِإ َﻟ ﱠﻲ ِﳑﱠﺎ ا ْﻓ َﺘ َﺮ ْﺿ ُﺖ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬و َﻣﺎ َﻳ َﺰ ُ‬
‫ال‬ ‫آ َذ ْﻧ ُﺘ ُﻪ ﺑ ْ َ‬
‫ﻛﻨﺖ َﺳ ْﻤ َﻌ ُﻪ ا ﱠﻟﺬي َﻳ ْﺴ َﻤ ُﻊ ِﺑ ِﻪ‪،‬‬
‫َﻋ ْﺒ ِﺪي َﻳ َﺘﻘ ﱠَﺮ ُب ِإ َﻟ ﱠﻲ ﺑِﺎﻟ ﱠﻨ َﻮا ِﻓ ِﻞ ﺣﺘﻰ ُأ ِﺣ ﱠﺒ ُﻪ‪ ،‬ﻓﺈذا َأ ْﺣ َﺒ ْﺒ ُﺘ ُﻪ ُ‬ ‫اﻟ َﺒ ْﻄﺶ‪ :‬اﻷﺧْ ُﺬ‬
‫اﻟ َﻘﻮِ ُّي َّ‬
‫اﻟﺸ ِﺪﻳﺪُ‬
‫َو َﺑ َﺼ َﺮ ُﻩ ا ﱠﻟﺬي ُﻳ ْﺒ ِﺼ ُﺮ ِﺑ ِﻪ‪َ ،‬و َﻳ َﺪ ُﻩ ا ﱠﻟﺘﻲ َﻳ ْﺒ ِﻄ ُﺶ ﺑﻬﺎ‪َ ،‬ور ِْﺟ َﻠ ُﻪ ا ﱠﻟﺘﻲ َ ْﳝ ِﺸﻲ ﺑﻬﺎ‪َ ،‬وإ ِْن َﺳ َﺄ َﻟ ِﻨﻲ‬
‫اﺳ َﺘ َﻌﺎ َذ ِﻧﻲ ُﻷ ِﻋ َ‬
‫ﻴﺬ ﱠﻧ ُﻪ‪ ،‬و َﻣﺎ َﺗ َﺮد ْﱠد ُت َﻋﻦ ﺷَ ْﻲءٍ أﻧﺎ َﻓ ِ‬
‫ﺎﻋ ُﻠ ُﻪ َﺗ َﺮدﱡ ِدي ﻋﻦ‬ ‫ُﻷ ْﻋ ِﻄ َﻴ ﱠﻨ ُﻪ‪َ ،‬و َﻟ ِﺌ ْﻦ ْ‬
‫َﻧﻔْ ِﺲ ْاﳌُ ْﺆ ِﻣ ِﻦ؛ َﻳ ْﻜ َﺮ ُﻩ ْاﳌَ ْﻮ َت وأﻧﺎ َأ ْﻛ َﺮ ُﻩ َﻣ َﺴﺎ َء َﺗ ُﻪ« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪.)6502‬‬

‫‪38‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬
‫ﻘﻲ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬ ‫َو ِﻟ ﱡﻲ ا ِ‬
‫ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟ َﻮﻻﻳﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟ ﱠﺘ ﱡ‬ ‫‪1‬‬

‫ﱪ ‪ ،‬ﻗﺎل ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤ ﱠﻴﺔ ‪ » :‬ﱡ‬

‫ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﺆﻣ ًﻨﺎ ﺗﻘ ًّﻴﺎ‬
‫(‪)1‬‬

‫ﻗﺴ َﻤﻬﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ« ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫وأﺻﺤﺎب اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﻤﻘﺘﺼﺪون؛ ﻛﻤﺎ ﱠ‬
‫ُ‬ ‫ﻛﺎن ﷲ وﻟ ًّﻴﺎ‪ ،‬وﻫﻢ ﻋﻠﻰ درﺟﺘﻴﻦ‪ :‬اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن اﻟﻤﻘ ﱠﺮﺑﻮن‪،‬‬
‫اﻟﺼﺤﻴﺢ إﻟﻰ َوﻻﻳﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻫﻮ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻦ‪:‬‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻄﺮﻳﻖَ‬ ‫ﺑ ﱠﻴﻦ‬ ‫‪2‬‬

‫ﻼ وﺗﺮﻛً ﺎ؛ ﻣﺜﻞ‪:‬‬ ‫‪ ‬اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺋﺾ‪ ،‬وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮاﺟﺒﺎت ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻌ ً‬
‫إﺧﻼص اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤﺎل وﻧﺒﺬ اﻟﺸﺮك ﺑﺄﻧﻮاﻋﻪ‪ ،‬وأداء اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻤﻔﺮوﺿﺎت ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺰﻛﺎة‬
‫واﻟﺼﻴﺎم واﻟﺤﺞ وﺑﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬وﺗﺮك اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺬب واﻟﻐﺶ واﻟﺨﻴﺎﻧﺔ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻓﻞ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬اﻟﺘﻄﻮع ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻟﺼﻴﺎم واﻟﻌﻤﺮة‪.‬‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﻞ‪ ،‬واﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﻧﻮاﻋﻬﺎ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫دل‬ ‫‪3‬‬

‫وأﺣﺐ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪،‬‬

‫ﱡ‬ ‫أﻫﻢ‬ ‫َ‬
‫اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﱡ‬ ‫اﻟﺘﻘ ﱡﺮب إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻣﻘﺪﱠ ٌم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺮب ﺑﺎﻟﻨﻮاﻓﻞ؛ وذﻟﻚ ﻷن‬ ‫‪4‬‬

‫وﻟﺬﻟﻚ أﻟﺰم ﻋﺒﺎدﻩ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ‪.‬‬

‫إذا أﺣﺐ اﷲ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻪ؛ ﻓﻲ ﺳﻤﻌﻪ وﺑﺼﺮﻩ وﻳﺪﻩ ورﺟﻠﻪ؛ ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ إﻻ‬ ‫‪5‬‬

‫ﻣﺎ أﺑﺎح اﷲ ﻟﻪ‪ ،‬وﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻻ إﻟﻰ ﻣﺎ أﺑﺎح اﷲ ﻟﻪ‪ ،‬وﻻ ﻳﻤﺸﻲ إﻻ إﻟﻰ ﻣﺎ أﺑﺎح اﷲ ﻟﻪ‪ ،‬وﻣﻊ ﻫﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﻴﺐ دﻋﻮﺗﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﺳﺄﻟﻪ أﻋﻄﺎﻩ‪ ،‬وإن اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻪ أﻋﺎﻧﻪ‪ ،‬وإن اﺳﺘﻌﺎذ ﺑﻪ أﻋﺎذﻩ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﻬﺪﻳﺪٌ ﺷﺪﻳﺪٌ ِﻟ َﻤﻦ ﻳﻌﺎدي أوﻟﻴﺎ َء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﱢ‬
‫ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎداة‪ ،‬وأن ذﻟﻚ ﻛﺒﻴﺮ ٌة ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬وأن‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ إﺛﺒﺎت ﺻﻔﺔ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫‪7‬‬

‫ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻸﺷﻴﺎء ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺐ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ؛ ﻓﺎﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻳﺤﺒﻬﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﻞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ إﻧﻪ‬
‫ﺗﺘﻔﺎﺿﻞ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻸﺷﺨﺎص؛ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺐ َﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮاﺋﺾ واﺳﺘﻤ ﱠﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮاﻓﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ‪.36-26 :‬‬

‫(‪ )2‬ﻣﺠﻤﻮع ﻓﺘﺎوى ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ‪.224/2‬‬
‫(‪ )3‬ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان‪.31 :‬‬

‫‪39‬‬
 ‫اﻟﻤﻮت َﻃ ْﺒ ٌﻊ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ آدم ﻻ ُﻳﻌﺎب ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ أن »ا ْﻟ ُﻤﺆْ ِﻣﻦ َﻳ ْﻜ َﺮ ُﻩ ا ْﻟ َﻤ ْﻮ َت«‪ ،‬وﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ‬ ‫ِ‬ ‫ﻛﺮاﻫﻴ ُﺔ‬ ‫‪8‬‬

‫»ﻛ ﱡﻠ َﻨﺎ َﻧ ْﻜ َﺮ ُﻩ ا ْﻟ َﻤ ْﻮ َت« ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎء اﻟﺸﺮع ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻊ ﺣﻴﺚ ﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺗﻤ ﱢﻨﻲ اﻟﻤﻮت‪ ،‬ﻓﻌﻦ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ُ :‬‬
‫ﷲ ‪َ :‬‬
‫»ﻻ َﻳ َﺘ َﻤ ﱠﻨ َﻴ ﱠﻦ َأ َﺣﺪُ ُﻛﻢ ا ْﻟ َﻤ ْﻮ َت ِﻟ ُﻀ ﱟﺮ َﻧ َﺰ َل ِﺑ ِﻪ«(‪.)2‬‬ ‫ُ‬
‫رﺳﻮل ا ِ‬ ‫ﻗﺎل‪َ :‬‬
‫ﻗﺎل‬ ‫َأ َﻧ ٍﺲ ‪َ ‬‬

‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ‬
‫ً‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮاﺋﺾ واﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺤﺒﺔ اﷲ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺿﻊ‬
‫ﻳﻮﻣ ًّﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﻟﺘﻨﺎل ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ‪:‬‬

‫وﻗﺘﻪ‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫م‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻣﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ وﻻﻳﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟‬

‫‪) :2¢S‬اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻰ اﷲ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻓﻞ(‪ ،‬اﺳﺘﺪل ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﺤﺔ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ :3¢S‬ﻣﺎ آﺛﺎر ﻣﺤﺒﺔ اﷲ ﻟﻠﻌﺒﺪ؟‬
‫‪ :4¢S‬اﺳﺘﻨﺘﺞ ﺛﻼﺛ ًﺎ ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2684‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2680‬‬

‫‪40‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e ø«ÑJ‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J‬‬
‫‪.QÉædG øe IÉéædG »a πª©dG ôKCG èàæà°ùJ‬‬
‫‪.ˆG áªMQ ≈dEG á∏°UƒªdG ÜÉÑ°SC’G í°VƒJ‬‬
‫‪.áédódG - ìGhôdG - hó¨dG :äÉbhCG »a ´ô°ûJ »àdG äGOÉÑ©dG ø«u ÑJ‬‬
‫‪.áæédG É¡ÑMÉ°U πNóJo ∫ɪYC’G q¿CG ≈∏Y ádGóq dG äÉjB’Gh åjóëdG Gòg ø«H ™ªéJ‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬

‫ﷲ ‪َ » :‬ﻟ ْﻦ ُﻳ َﻨ ﱢﺠ َﻲ َأ َﺣ ًﺪا‬‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل ا ِ‬

‫اﻟﺰﻣﻮا اﻟﺴﺪاد وﻫﻮ‬

‫إذا ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﻋﻤﻞ اﻷﻛﻤﻞ‬ ‫ﷲ؟ ﻗﺎل‪»:‬وﻻ‬ ‫ﻮل ا ِ‬ ‫ِﻣ ْﻨ ُﻜ ْﻢ َﻋ َﻤ ُﻠ ُﻪ«‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬وﻻ أﻧﺖ ﻳﺎ َر ُﺳ َ‬ ‫اﻟﺼﻮاب واﻟﺘﻮﺳﻂ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻓﺎﻋﻤﻠﻮا ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻨﻪ‬
‫أﻧﺎ؛ إﻻ َأ ْن َﻳ َﺘ َﻐ ﱠﻤ َﺪ ِﻧﻲ اﷲ ﺑ َِﺮ ْﺣ َﻤ ٍﺔ‪َ ،‬ﺳﺪﱢ ُدوا َو َﻗﺎ ِر ُﺑﻮا‪َ ،‬واﻏْ ُﺪوا‬ ‫إﻓﺮاط وﻻ ﺗﻔﺮﻳﻂ‬
‫اﻟﻐَﺪوة‪ :‬اﻟﺴﻴﺮ أول اﻟﻨﻬﺎر‬ ‫اﻟﺪﱡ ﳉﺔ‪ :‬ﺳﻴﺮ اﻟﻠﻴﻞ‬
‫َﺼ َﺪ َﺗ ْﺒ ُﻠ ُﻐﻮا« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وﺣﻮا‪َ ،‬وﺷَ ْﻲ ٌء ﻣﻦ اﻟﺪﱡ ْ َﳉ ِﺔ‪َ ،‬وا ْﻟﻘ ْ‬
‫َﺼ َﺪ ا ْﻟﻘ ْ‬ ‫َو ُر ُ‬
‫اﻟﺮوﺣﺔ‪ :‬اﻟﺴﻴﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺰوال‬
‫اﻟﺰﻣﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﺳﻂ‬
‫اﳌﻌﺘﺪل ﺗﺒﻠﻐﻮا اﳉﻨﺔ‬

‫ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺪرس‪) :‬رﺣﻤﺔ اﷲ(‪ ،‬ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان آﺧﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ‬
‫ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)6463‬وﻣﺴﻠﻢ (‪ )2816‬ﺑﻨﺤﻮﻩ‪.‬‬

‫‪41‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬

‫ُ‬
‫ودﺧﻮل اﻟﺠﻨﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ‪ :‬اﻟﻨﺠﺎ ُة ِﻣﻦ اﻟﻨﺎر‬ ‫‪1‬‬

‫ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻮم ﻣﻦ اﻷﻋﺮاب‬

‫ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻤﻠﻪ؛ وﻗﺪ َﻋ َﺘ َﺐ ا ُ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ِﻣﻦ ِ‬
‫اﻟﻌ َﺒ ِﺎد أن َﻳ ُﻤ ﱠﻦ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﻤﻞ ٍ‬ ‫‪2‬‬

‫اﻣﺘﻨﺎ َﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ ﺑﺈﺳﻼﻣﻬﻢ‪ ،‬وﺑ ّﻴﻦ ﻟﻬﻢ أن اﻟﻤﻨﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬ﱫ‪Ç Æ Å‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í Ì Ë Ê ÉÈ‬ﱪ‬

‫ﻋﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺠ ﱠﺮ ًدا ﻻ ُﻳﻨﺠﻴﻪ ِﻣﻦ اﻟﻨﺎر وﻻ ُﻳﺪﺧﻠﻪ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ذﻟﻚ ﺑﺮﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻷن اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫‪3‬‬

‫ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻤﻞ ِﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت َﻓ َﻠ ْﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻤﻮاﻓﺎ ِة ﺷﻲءٍ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وﻣﻬﻤﺎ ﺷﻜﺮ ﻓﻬﻮ إﻧﻤﺎ ﻳﺸﻜﺮ ﺑﻔﻀﻞ‬
‫ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ إﻟﻰ رﺣﻤﺔ رﺑﻪ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﺟﻨﺘﻪ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﺑﺤﻖ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ؛ وﻛﺎن‬
‫اﷲ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﻠﻬﺬا ﻛﺎن ﻋﺎﺟ ًﺰا ﻋﻦ ﺗﻤﺎ ِم اﻟﻘﻴﺎ ِم ﱢ‬
‫اﻟﻤﻮﺻﻠﺔ إﻟﻰ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﻐﻔﺮﺗﻪ‪َ ،‬وأﻓﻀﻞ اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫ّ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﻔﻌﻞ اﻷﺳﺒﺎب‬ ‫‪4‬‬

‫ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺴﺪاد واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﻴﺴﻴﺮ؛ دون ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﻜﻠﻒ واﻟﺘﻌﺴﻴﺮ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﳊﺠﺮات‪.17 :‬‬

‫‪42‬‬
 ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺛﻼﺛ َﺔ أوﻗﺎت ﺣﺎ ًّﺛﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻬﻦ‪:‬‬ ‫َذ َﻛ َﺮ ﱡ‬ ‫‪5‬‬

‫‪َ » ‬و ْاﻏﺪُ وا« ِﻣﻦ اﻟ َﻐﺪوة‪ ،‬واﻟﻤﺮا ُد‪َ :‬ﺳ ْﻴ ُﺮ أولِ اﻟﻨﻬﺎرِ‪ ،‬وﻣﻤﺎ ُﻳﺸﺮع ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ‪ :‬ﺻﻼ ُة اﻟﻔﺠﺮ‪ ،‬و ِذﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫ﺑﺄذﻛﺎ ِر اﻟﺼﺒﺎح‪.‬‬
‫وذﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫وﺣﻮا« ِﻣﻦ اﻟ ﱠﺮوﺣ ِﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺮا ُد‪َ :‬ﺳ ْﻴ ُﺮ آﺧ ِﺮ اﻟﻨﻬﺎر‪ ،‬وﻣﻤﺎ ُﻳﺸﺮع ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ‪ :‬ﺻﻼ ُة اﻟﻌﺼﺮ‪ِ ،‬‬ ‫‪َ » ‬و ُر ُ‬
‫ﺑﺄذﻛﺎ ِر اﻟﻤﺴﺎء‪.‬‬
‫ﻳﺸﺮع ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ‪ :‬ﻗﻴﺎ ُم اﻟﻠﻴﻞ واﻟﺪﻋﺎ ُء ﻓﻴﻪ‪ ،‬واﻻﺳﺘﻐﻔﺎ ُر‬
‫اﻟﻠﻴﻞ‪ ،‬وﻣﻤﺎ ُ‬‫‪َ » ‬و َﺷ ْﻲ ٌء ِﻣﻦ اﻟﺪﱡ ْﻟ َﺠ ِﺔ« واﻟﻤﺮا ُد ﺑﺎﻟﺪﱡ ﻟﺠﺔ‪َ :‬ﺳ ْﻴ ُﺮ ِ‬
‫ﺑﺎﻷﺳﺤﺎر‪ ،‬وﻗﺎل‪َ » :‬و َﺷ ْﻲ ٌء« ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺸﻖ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ؛ ﻓﻴﻜﻔﻴﻪ ﻟﻮ ﺗﺰود ِﻣﻦ ﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻴﺴﻴﺮِ‪.‬‬
‫وﻫﺬﻩ اﻷوﻗﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻗﺪ ذﻛﺮﻫﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ آﻳﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺣﺎ ًّﺛﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻬﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ(‪ ،)1‬وﻫﺬا ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﺴﻨﺔ ﻟﻠﻘﺮآن‪.‬‬

‫وﻛﺮرﻩ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ‪ ،‬وإﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ُ‬

‫واﻻﻋﺘﺪال‪ ،‬ﱠ‬ ‫اﻟﺘﻮﺳ ُﻂ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة وﻫﻮ ﱡ‬‫‪َ 6‬أ َﻣ َﺮ ﱡ‬
‫ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷوﻗﺎت واﻷﺣﻮال‪ ،‬وﻗﺪ ﱠﺑﻴﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬أن َﻣﻦ اﻟﺘﺰم اﻟﻘﺼﺪَ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻎٌ ﺑﺈذن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫وواﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة اﻷﺑﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺜﻞ ﻗﻮ ِﻟ ِﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬

‫ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ اﻟﺠﻨ َﺔ‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫اﻵﻳﺎت اﻟﺪاﻟ ِﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻋﻤﺎل ُﺗ ُ‬
‫ﺪﺧﻞ‬ ‫ِ‬ ‫ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ‬ ‫‪7‬‬

‫َ‬
‫دﺧﻮل اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ‬ ‫ﱪ (‪ ،)2‬وذﻟﻚ أن ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺎت‪ :‬أن‬
‫اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل‪ ،‬واﻟﻬﺪاﻳ ُﺔ ﻟﻺﺧﻼص ﻓﻴﻬﺎ و َﻗﺒﻮﻟﻬﺎ إﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﺮﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻓﻀﻠﻪ‪.‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﻹﻧﺴﺎن‪.26-25 :‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ‪.32 :‬‬

‫‪43‬‬
‫ﻮت َأ ْز َو ِاج اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢﻲ ‪َ ‬ﻳ ْﺴ َﺄﻟُﻮنَ َﻋ ْﻦ ِﻋ َﺒﺎ َد ِة اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢﻲ ‪َ ‬ﻓ َﻠ ﱠﻤﺎ ُأﺧْ ِﺒ ُﺮوا َﻛ َﺄﻧ ُﱠﻬ ْﻢ َﺗﻘَﺎ ﱡﻟﻮ َﻫﺎ َﻓﻘَﺎﻟُﻮا‪َ :‬و َأ ْﻳ َﻦ ﻧ َْﺤ ُﻦ‬ ‫َﺟﺎ َء َﺛ َﻼ َﺛ ُﺔ َر ْﻫ ٍﻂ ِإ َﻟﻰ ُﺑ ُﻴ ِ‬
‫ﺎل آﺧَ ُﺮ‪َ :‬أﻧَﺎ َأ ُﺻﻮ ُم‬ ‫ﺎل َأ َﺣ ُﺪ ُﻫ ْﻢ‪َ :‬أ ﱠﻣﺎ َأﻧَﺎ َﻓﺈﻧﱢﻲ ُأ َﺻ ﱢﻠﻲ اﻟ ﱠﻠ ْﻴ َﻞ َأ َﺑ ًﺪا‪َ ،‬و َﻗ َ‬ ‫ِﻣ َﻦ اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢﻲ ‪َ ‬ﻗ ْﺪ ُﻏ ِﻔ َﺮ َﻟ ُﻪ َﻣﺎ َﺗﻘ ﱠَﺪ َم ِﻣ ْﻦ َذ ْﻧ ِﺒ ِﻪ َو َﻣﺎ َﺗ َﺄﺧﱠ َﺮ؟ َﻗ َ‬
‫ﺎل آﺧَ ُﺮ‪َ :‬أﻧَﺎ َأ ْﻋ َﺘﺰ ُِل اﻟ ﱢﻨ َﺴﺎ َء َﻓ َﻼ َأ َﺗ َﺰ ﱠو ُج َأ َﺑ ًﺪا (‪.)1‬‬ ‫اﻟﺪ ْﻫ َﺮ َو َﻻ ُأﻓ ِْﻄ ُﺮ‪َ ،‬و َﻗ َ‬
‫ﱠ‬
‫أﺻﺎب ﻫﺆﻻء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ‬ﻓﻲ ﺷﻲء‪ ،‬وأﺧﻄﺆوا ﻓﻲ ﺷﻲء‪.‬‬
‫ﻣﺎ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻮا ﻓﻴﻪ؟ ‪...................................................................‬‬
‫ﻣﺎ اﻟﺬي أﺧﻄﺆوا ﻓﻴﻪ؟‪..................................................................‬‬
‫ﺻﺤ َﺢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ‬ﻣﺎ أﺧﻄﺆوا ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪..................................... » :‬‬ ‫ﱠ‬
‫‪.«...................................................................‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻣﺎ أﺛﺮ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻨﺎر؟‬

‫‪ :2¢S‬ﻣﺎ اﻟﻌﺒﺎدات اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت‪ :‬اﻟﻐﺪو ‪ -‬اﻟﺮواح ‪ -‬اﻟﺪﻟﺠﺔ؟‬
‫‪ :3¢S‬ﻣﺎ أﺛﺮ اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻤﻞ وﺳﻼﻣﺘﻪ؟‬

‫ﱪ ‪ ،‬وﺣﺪﻳﺚ ‪َ » :‬ﻟ ْﻦ ُﻳ َﻨ ﱢﺠ َﻲ َأ َﺣ ًﺪا‬ ‫‪ :4¢S‬ﻛﻴﻒ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬

‫ِﻣ ْﻨ ُﻜ ْﻢ َﻋ َﻤ ُﻠﻪُ«؟‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)5063‬وﻣﺴﻠﻢ (‪ )1401‬ﺑﻨﺤﻮﻩ‪.‬‬

‫‪44‬‬
 



.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e ø«ÑJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.åjóëdG …hGôd ºLôàJ
.åjóëdG »a IOQGƒdG á«¡«Ñ°ûàdG IQƒ°üdG èàæà°ùJ
.AÓàH’G øe ≥aÉæªdGh øeDƒªdG :øe πc ∞bƒe ø«H ¿QÉ≤J
q
.AÓàH’G Ωƒ¡Øe í°VƒJ
.AÓàH’G Qƒ°U O uó©J
.øeDƒª∏d AÓàH’G óFGƒa èàæà°ùJ
k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H

‫ » َﻣ َﺜ ُﻞ اﳌُ ْﺆ ِﻣ ِﻦ‬:‫ ﻗﺎل‬ ‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻋﻦ أﺑﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ‬

‫ و َﻣ َﺜ ُﻞ‬،ً‫ و َﺗ ْﻌ ِﺪ ُﻟ َﻬﺎ َﻣ ﱠﺮة‬،ً‫ﻳﺢ َﻣ ﱠﺮة‬
ُ ‫اﻟﺮ‬ ‫َﻛﺎ َﳋﺎ َﻣ ِﺔ ِﻣ َﻦ ﱠ‬
‫ ُﺗ َﻔ ﱢﻴ ُﺌ َﻬﺎ ﱢ‬،‫اﻟﺰ ْر ِع‬ ‫اﻟﻨﺒﺖ‬
‫اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﺮﻃﺐ‬
ِ ْ َ‫ال ﺣ ﱠﺘﻰ َﻳﻜﻮن‬
ِ ‫اﳒ َﻌﺎ ُﻓ َﻬﺎ َﻣ ﱠﺮ ًة‬
. «ً‫واﺣ َﺪة‬
)1(
ُ ‫ ﻻ َﺗ َﺰ‬،‫ﺎﻷر َز ِة‬
ْ ‫اﳌُ َﻨﺎ ِﻓ ِﻖ َﻛ‬
‫ﺷﺠﺮة ﻛﺒﻴﺮة‬

.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.)5643( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

45
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﳋﺰرﺟﻲ ‪.‬‬

‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫وﺻﺎﺣﺒﻪ‪ ،‬ﻛﺎن أﺣﺪ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﻠﻔﻮا ﻋﻦ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك‪ ،‬ﻓﺘﺎب اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‪ ،‬وأﻧﺰل اﷲ‬ ‫ﺷﺎﻋﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪‬‬
‫ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ! " ‪- , + * ) ( ' & % $ #‬‬
‫‪@ ? > = < ;: 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 / .‬ﱪ (‪.)1‬‬

‫‪‬‬

‫َ‬
‫اﻟﺼﺎدق ﻓﻲ ﻛﺜﺮة ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء وﻣﻮ ِﻗ ِﻔ ِﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟ ﱠﺮﻃﺐ‪ ،‬اﻟﺬي ﺗﺼﻴﺒﻪ اﻟﺮﻳﺎح‬ ‫اﳌﺆﻣﻦ‬
‫َ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪‬‬
‫ﺷ ﱠﺒ َﻪ ﱡ‬ ‫‪1‬‬

‫وﻳﺴﺎرا‪ ،‬وﺗﻘﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﺟﻬﺎت‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ وﲢﺮﻛﻪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﲢﻄﻤﻪ وﻻ ﺗﻜﺴﺮﻩ‪ ،‬ﺑﻞ ﳝﻴﻞ ﻫﻨﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻓ ُﺘ ِﻤﻴﻠﻪ ﳝﻴ ًﻨﺎ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻛﺄن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺷﻲء‪ ،‬وﻫﻜﺬا اﳌﺆﻣﻦ ﺗﺼﻴﺒﻪ اﶈﻦ واﻻﺑﺘﻼءات اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻓﻲ‬ ‫وﻫﻨﺎ وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻌﻮد ً‬
‫ﻧﻔﺴﻪ ووﻟﺪﻩ وأﻫﻠﻪ وﻣﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻓﺘﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ دﻳﻨﻪ‪ ،‬وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺰول ﻋﻨﻪ وﻳﻌﻮد ﻛﻤﺎ ﻛﺎن‪.‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬اﳌﻨﺎﻓﻖ ﻓﻲ ِﻗ ﱠﻠ ِﺔ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﺑﺎﻟﺸﺠﺮة اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﺷ ﱠﺒ َﻪ ﱡ‬ ‫‪2‬‬

‫ﻳﻮم ﻓﺘﻨﻜﺴﺮ وﺗﺘﺤﻄﻢ‪.‬‬

‫اﳊﻴﺎة ﻛﻠﻬﺎ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﺑﺘﻼ ٌء واﺧﺘﺒﺎ ٌر ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻨﺎس؛ ﺣﻴﺚ اﺑﺘﻼﻫﻢ ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ وﻧﻬﺎﻫﻢ ﻟﻴﻨﻈﺮ‬ ‫‪3‬‬

‫ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻟﻪ ِﻣﻦ َﻋﺪﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻴﺜﻴﺐ َﻣﻦ أﻃﺎﻋﻪ وﻳﻌﺎﻗﺐ َﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ(‪.)2‬‬
‫ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺑﺘﻼء ﺑﺎﻷﻗﺪار اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﳌﺆﳌﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺘﻠﻲ اﷲ ﻋﺒﺎدﻩ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﳌﺼﺎﺋﺐ واﻷﻣﺮاض ﻟﻴﺨﺘﺒﺮ ﺻﺪق إﳝﺎﻧﻬﻢ‬ ‫‪4‬‬

‫وﺛﺒﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺻﺒﺮ ورﺿﻲ ﻛ ﱠﻔﺮ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ وأﻋﻈﻢ أﺟﺮﻩ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﺰع وﺳﺨﻂ ﻓﻠﻪ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺴﺨﻂ‪،‬‬
‫ﻗــــــﺎل ﺗـ ــﻌـ ــﺎﻟـ ــﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ (‪.)118‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﳌﻠﻚ‪.2 :‬‬
‫(‪ )3‬ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت‪.3-2 :‬‬
‫‪46‬‬
 ‫ﺑﺎﻟﺴ ﱠﺮا ِء ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺷﻜ َﺮﻫﻢ وأدا َءﻫﻢ ﳊﻖ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺑﺘﻼء ﺑﺎﻟ ﱢﻨﻌﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺘﻠﻲ اﷲ ﻋﺒﺎدﻩ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﱠ‬ ‫‪5‬‬

‫ﱪ (‪. )1‬‬ ‫اﻟ ﱢﻨﻌﻢ‪ ،‬وﻫﻞ َﻳﻨﺴﺒﻮﻧﻬﺎ إﻟﻴﻪ أو ﻳﺠﺤﺪون ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻓﻴﻨﺴﺒﻮﻧﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮﻩ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬

‫ﻣﺆﻣﻦ ﻳﺒﺘﻠﻰ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻬﻢ ُﻳﺒﺘﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﺪر إﳝﺎﻧﻬﻢ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻓﻲ دﻳﻨﻪ ﺻﻼﺑﺔ زِﻳﺪَ ﻓﻲ‬ ‫ﻛﻞ ٍ‬ ‫اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أن ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َد ﱠل‬ ‫‪6‬‬

‫ﻼ ًء؟ ﻗﺎل‪» :‬اﻷﻧﺒﻴﺎ ُء‪،‬‬ ‫ﷲ‪ ،‬أي اﻟﻨﺎس َأ َﺷﺪﱡ َﺑ َ‬ ‫ﺑﻼﺋﻪ‪ ،‬ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ َﺳ ْﻌ ِﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ‪ :‬ﻳﺎ َر ُﺳ َ‬
‫ﻮل ا ِ‬
‫ﺻﻠﺒﺎ اﺷﺘﺪﱠ ﺑﻼ ُؤ ُﻩ‪ ،‬وإن َ‬
‫ﻛﺎن ﻓﻲ دﻳ ِﻨ ِﻪ‬ ‫ﻛﺎن ﻓﻲ دﻳﻨ ِﻪ ً‬ ‫ﺣﺴ ِﺐ دﻳ ِﻨﻪ‪ ،‬ﻓﺈن َ‬ ‫ﺟﻞ ﻋﻠﻰ ْ‬ ‫اﻷﻣﺜﻞ ﻓﺎﻷﻣﺜ َُﻞ‪ ،‬ﻓ ُﻴﺒﺘﻠﻰ اﻟ ﱠﺮ ُ‬
‫ُ‬ ‫ﺛﻢ‬
‫ﱠ‬
‫اﻷرض ﻣﺎ ﻋﻠ ْﻴ ِﻪ ﺧﻄﻴﺌ ٌﺔ«(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﺣ ﱠﺘﻰ ﻳﺘ ُﺮ َﻛ ُﻪ ﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ِ‬ ‫ﺣﺴ ِﺐ دﻳﻨﻪ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ُ‬
‫ﻳﺒﺮح اﻟﺒﻼ ُء‬ ‫اﺑﺘﻠﻲ ﻋﻠﻰ ْ‬ ‫ر ﱠﻗ ٌﺔ َ‬
‫ﷲ ﻟﻌﺒﺎد ِﻩ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﻮاﺋﺪُ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫ِﻻ ْﺑ ِﺘ َ‬
‫ﻼ ِء ا ِ‬ ‫‪7‬‬

‫ﺻﺪق اﻹﳝﺎن ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ‪.‬‬‫ُ‬ ‫‪ ‬ا ِﻻﺧْ ﺘﺒﺎ ُر ﻟﻴﺘﺒﲔ‬

‫‪ ‬اﻟﺘﻄﻬﻴ ُﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب واﳋﻄﺎﻳﺎ‪.‬‬
‫ﳉﻮء اﳌﺆﻣﻨﲔ إﻟﻰ ر ﱢﺑﻬﻢ وإﻇﻬﺎر اﻓﺘﻘﺎرﻫﻢ إﻟﻴﻪ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ﷲ اﻟﻌﺒﺪَ ِﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈن ﻣﺎ أﻋﻄﺎﻩ ِﻣﻦ اﻟ ﱢﻨﻌﻢ وﻣﺎ َﺻ َﺮ َف ﻋﻨﻪ ِﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺒﻼء اﻷﺧﺮى أﻛﺜﺮ‬
‫ﻣﻬﻤﺎ أﺻﺎب ا ُ‬ ‫‪8‬‬

‫وأﻋﻈﻢ‪.‬‬

‫ﲔ اﳌﺆﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻻﺑﺘﻼء‪.‬‬

‫وﺑﲔ وﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻬﺎ و َﺑ ْ َ‬ ‫‪ :1¢S‬ﱢ‬
‫وﺿﺢ ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﺧﺎﻣﺔ اﻟﺰرع‪ ،‬ﱢ‬
‫ا‬
‫‪ :2¢S‬ﻣﺎ ﻓﻮاﺋﺪ اﻻﺑﺘﻼء اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻦ؟‬
‫اﻟ‬

‫اﳋ‬

‫اﻷ‬
‫اﳌ‬
‫ﲤ‬

‫ﺑﺎ‬
‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﻷﻧﺒﻴﺎء‪.35 :‬‬
‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي (‪.)2398‬‬

‫‪47‬‬
 



.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e í°VƒJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.AÉ°û©dGh ôéØdG »JÓ°U øY ø«≤aÉæªdG πbÉãJ »a ÖÑ°ùdG Oóq ëJ
.áYɪédG IÓ°U ᫪gCG í°VƒJ q
.zGƒk Ñr Mn ƒdh ɪgƒJC’ ɪ¡«a Ée ¿ƒª∏©j ƒd{ : ¬dƒb ìô°ûJ
.AÉ°û©dGh ôéØdG »JÓ°U á°UÉNh IÓ°üdG AGOCG øY πbÉãàdGh π°SɵàdG ºµM ø«u ÑJ
.IÓ°üdG øY ôNCÉàdG »a ø«≤aÉæªdÉH ¬Ñ°ûàdG øe QòëJ u
k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H

َ ُ‫أﺷﺪﱠ ﺻﻼةٍ ﻓﻲ اﳌ‬

‫ﻮاﻇﺒ ِﺔ‬
‫ﻔﺎظ ﻋﻠﻰ‬ ِ ‫ وا ِﳊ‬،‫ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
.‫أدا ِﺋﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺘﻬﺎ‬
ٍ‫ »إ ﱠِن َأ ْﺛﻘ ََﻞ َﺻﻼة‬: ‫ﻮل اﷲ‬
ُ ‫ﻗﺎل َر ُﺳ‬
َ :‫ﻗﺎل‬
َ  ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ اﻷﺟﺮ‬
.‫واﻟﺜﻮاب‬
‫ َو َﻟ ْﻮ َﻳ ْﻌ َﻠ ُﻤﻮنَ ﻣﺎ‬،‫ﲔ َﺻﻼ ُة ا ْﻟ ِﻌ َﺸﺎ ِء َو َﺻﻼ ُة ا ْﻟﻔ َْﺠ ِﺮ‬ َ ‫ﻋﻠﻰ ْاﳌ ُ َﻨﺎ ِﻓ ِﻘ‬
.‫ زﺣ ًﻔﺎ‬:‫أي‬
.)1(«‫ِﻓﻴﻬِ َﻤﺎ َﻷ َﺗ ْﻮ ُﻫ َﻤﺎ َو َﻟ ْﻮ َﺣ ْﺒ ًﻮا‬

‫ ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان آﺧﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس‬،(‫ )ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ‬:‫ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺪرس‬
.‫واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.‫ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‬،)651( ‫ وﻣﺴﻠﻢ‬،)657( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

48
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﻫﻲ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم‪ ،‬واﳌﺆﻣﻦ اﻟﺼﺎدق ﻳﺤﺒﻬﺎ وﻳﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬وﻳﺆ ﱢدﻳﻬﺎ ُﻣ ْﺨ ِﻠ ًﺼﺎ ﷲ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﺑﺨﻼف اﳌﻨﺎﻓﻖ اﻟﺬي ﻳﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺮاﻩ اﻟﻨﺎس‪ ،‬وﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺎﺋﻬﻢ وإﻋﺠﺎﺑﻬﻢ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﺒﺎدات؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺟﻮ ﺛﻮاﺑﻬﺎ اﻷﺧﺮوي‪ ،‬وﺗﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ أﻛﺜﺮ ﺣﲔ ﻻ ﻳﺮاﻩ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫ﻼﺗَﻲ اﻟﻌﺸﺎ ِء واﻟﻔﺠﺮِ‪ ،‬وﳑﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔٍ ِﻟ َﺼ َ‬
‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔٍ‬ ‫ﱠ‬
‫دل‬ ‫‪2‬‬

‫ﻓﻜﺄﳕﺎ ﺻ ﱠﻠﻰ اﻟ ﱠﻠ َ‬
‫ﻴﻞ‬ ‫ﺒﺢ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔٍ ‪ّ ،‬‬ ‫اﻟﺼ َ‬ ‫ﻤﺎﻋﺔٍ َﻓ َﻜ ّﱠﺄﳕﺎ ﻗﺎ َم ِﻧ ْﺼ َﻒ اﻟ ﱠﻠ ِ‬
‫ﻴﻞ‪ ،‬و َﻣ ْﻦ ﺻ ﱠﻠﻰ ﱡ‬ ‫ﻗﺎل‪َ » :‬ﻣ ْﻦ ﺻ ﱠﻠﻰ ِ‬
‫اﻟﻌﺸﺎ َء ﻓﻲ َﺟ َ‬
‫ﻛ ﱠﻠ ُﻪ«(‪.)1‬‬
‫‪ 3‬اﳌﺆﻣﻦ اﻟﺼﺎدق ﻳﺤﺐ اﻟﺼﻼة ﻣﻊ اﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﻮت اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻻ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻬﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷﻣﻮر ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﳉﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﺐ ِﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ أن‬
‫ِﻳﻦ‬ ‫»ﺻﻼ ُة ْ َ‬
‫اﳉ َﻤﺎ َﻋ ِﺔ َأ ْﻓ َﻀ ُﻞ ﻣﻦ َﺻﻼ ِة ا ْﻟ َﻔ ﱢﺬ ﺑ َِﺴ ْﺒ ٍﻊ َو ِﻋ ْﺸﺮ َ‬ ‫ﻗﺎل ‪َ :‬‬ ‫أﻓﻀﻞ ِﻣﻦ َﺻﻼة اﻟﻔﺮد‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬أن َﺻﻼة اﳉﻤﺎﻋﺔ‬
‫(‪)2‬‬
‫َد َر َﺟﺔً« ‪.‬‬
‫ﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻗﺎل ﻋﺒﺪُ ا ِ‬ ‫أﺣﺮص اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺻﻼة اﳉﻤﺎﻋﺔ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺘﺨﻠﻔﻮن ﻋﻨﻬﺎ إﻻ ِﻣﻦ ُﻋ ْﺬ ٍر‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫‪ 4‬ﻛﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑ ُﺔ ‪‬‬
‫ﻓﺈن ﱠ َ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮد ‪» :‬ﻣﻦ ﺳﺮﻩ َأ ْن ﻳ ْﻠ َﻘﻰ ﱠ َ‬
‫اﷲ‬ ‫ات َﺣ ْﻴ ُﺚ ُﻳ َﻨﺎ َدى ﺑﻬِ ﱠﻦ‪ ،‬ﱠ‬ ‫اﻟﺼ َﻠ َﻮ ِ‬‫اﷲ َﻏ ًﺪا ُﻣ ْﺴ ِﻠ ًﻤﺎ‪َ ،‬ﻓ ْﻠ ُﻴ َﺤﺎ ِﻓ ْﻆ ﻋ َﻠﻰ َﻫﺆ َُﻻ ِء ﱠ‬ ‫َ َ ﱠُ َ‬
‫اﻟﻬﺪَ ى‪ ،‬وﻟﻮ أﻧ ُﱠﻜ ْﻢ َﺻ ﱠﻠ ْﻴ ُﺘ ْﻢ ﻓﻲ ُﺑ ُﻴﻮ ِﺗ ُﻜ ْﻢ ﻛﻤﺎ ُﻳ َﺼ ﱢﻠﻲ ﻫﺬا اﳌُ َﺘ َﺨ ﱢﻠ ُﻒ‬ ‫ﲍ ُ‬ ‫اﻟﻬﺪَ ى‪ ،‬وإﻧ ُﱠﻬ ﱠﻦ َﻣﻦ ُﺳ َ َ‬ ‫ﲍ ُ‬ ‫َﺷ َﺮعَ ِﻟ َﻨ ِﺒ ﱢﻴ ُﻜ ْﻢ ‪ُ ‬ﺳ َ َ‬
‫ﻓﻲ َﺑ ْﻴ ِﺘ ِﻪ‪َ ،‬ﻟ َﺘ َﺮ ْﻛ ُﺘ ْﻢ ُﺳ ﱠﻨ َﺔ َﻧ ِﺒ ﱢﻴ ُﻜ ْﻢ‪ ،‬وﻟﻮ َﺗ َﺮ ْﻛ ُﺘ ْﻢ ُﺳ ﱠﻨ َﺔ َﻧ ِﺒ ﱢﻴ ُﻜ ْﻢ َﻟ َﻀ َﻠ ْﻠ ُﺘ ْﻢ‪َ ،‬وﻣﺎ ِﻣﻦ َر ُﺟ ٍﻞ َﻳ َﺘ َﻄ ﱠﻬ ُﺮ ﻓ ُﻴ ْﺤ ِﺴ ُﻦ ﱡ‬
‫اﻟﻄ ُﻬﻮ َر‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ َﻳ ْﻌ ِﻤﺪُ‬
‫ﺑﻜ ﱢﻞ َﺧ ْﻄ َﻮةٍ َﻳ ْﺨ ُﻄ َ‬
‫ﻮﻫﺎ َﺣ َﺴ َﻨﺔً‪َ ،‬و َﻳ ْﺮ َﻓ ُﻌ ُﻪ َﺑﻬﺎ َد َر َﺟﺔً‪َ ،‬و َﻳ ُﺤ ﱡﻂ ﻋ ْﻨﻪ َﺑﻬﺎ‬ ‫اﷲ ﻟﻪ ُ‬ ‫ﺎﺟ ِﺪ‪ ،‬ﱠإﻻ َﻛ َﺘ َﺐ ﱠ ُ‬ ‫ﻫﺬﻩ اﳌَ َﺴ ِ‬ ‫إﻟﻰ َﻣ ْﺴ ِﺠ ٍﺪ ِﻣﻦ ِ‬
‫ﲔ‬‫ﺑﲔ اﻟ ﱠﺮ ُﺟ َﻠ ْ ِ‬
‫ﻛﺎن اﻟ ﱠﺮ ُﺟ ُﻞ ُﻳﺆْ ﺗَﻰ ﺑﻪ ُﻳ َﻬﺎ َدى ْ َ‬ ‫ﺎق‪َ ،‬وﻟ َﻘﺪْ َ‬ ‫َﺳ ﱢﻴ َﺌﺔً‪َ ،‬وﻟ َﻘﺪْ َر َأ ْﻳ ُﺘ َﻨﺎ َوﻣﺎ َﻳ َﺘ َﺨ ﱠﻠ ُﻒ َﻋ ْﻨ َﻬﺎ ﱠإﻻ ُﻣ َﻨﺎ ِﻓ ٌﻖ َﻣ ْﻌ ُﻠﻮ ُم اﻟ ﱢﻨ َﻔ ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫اﻟﺼ ﱢﻒ« ‪.‬‬ ‫ﺣ ﱠﺘﻰ ُﻳ َﻘﺎ َم ﻓﻲ ﱠ‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)656‬‬

‫ّ‬
‫)اﻟﻔﺬ( أي‪ :‬اﻟﻔﺮد‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)645‬وﻣﺴﻠﻢ (‪ ،)650‬وﻣﻌﻨﻰ‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)654‬‬

‫‪49‬‬
 ‫ﻣﻦ اﻷﻋﺬار اﻟﺘﻲ ﳝﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺘﺨ ﱡﻠ ُﻒ ﻋﻦ ﺻﻼة اﳉﻤﺎﻋﺔ‪ِ :‬‬
‫اﳌﺮض اﻟﺬي ﻳﺸﻖ ﻣﻌﻪ اﳊﻀﻮر إﻟﻰ اﻟﺼﻼة‪ ،‬واﳌﻄ ِﺮ‬ ‫‪5‬‬

‫ِ‬
‫اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺸﻖ ﻣﻌﻪ اﳋﺮوج إﻟﻰ اﳌﺴﺠﺪ‪.‬‬
‫ِﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ‪ :‬أﻧﻬﻢ ﻟ ِﺜ َﻘﻞ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﻮﻣﻮن إﻟﻴﻬﺎ إﻻ ُﻛ َﺴﺎﻟﻰ‪ ،‬و َﻳ ْﻨ ُﻘﺮوﻧﻬﺎ َﻧ ْﻘ ًﺮا‪ ،‬وﻻ ﻳﺬﻛﺮون اﷲ‬ ‫‪6‬‬

‫رﺳﻮل اﷲ ‪ُ ‬‬
‫ﻳﻘﻮل‪ِ » :‬ﺗ ْﻠ َﻚ َﺻﻼ ُة اﳌُ َﻨﺎ ِﻓﻖِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ﺳﻤﻌﺖ‬
‫ُ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ‪:‬‬ ‫ﺑﻦ ٍ‬ ‫أﻧﺲ ُ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﻗﻠﻴﻼ‪ ،‬وﻳﺆﺧﺮوﻧﻬﺎ ﻋﻦ وﻗﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺎل ُ‬
‫اﻟﺸ ْﻴ َﻄ ِﺎن َﻗﺎ َم َﻓ َﻨ َﻘ َﺮ َﻫﺎ َأ ْر َﺑ ًﻌﺎ‪ ،‬ﻻ َﻳ ْﺬ ُﻛ ُﺮ ا َ‬ ‫اﻟﺸ ْﻤ َﺲ؛ ﺣﺘﻰ ِإ َذا َﻛﺎ َﻧ ْﺖ َﺑ ْ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﷲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ َﻗ ِﻠﻴﻼ« ‪.‬‬ ‫ﲔ َﻗ ْﺮ َﻧ ْﻲ ﱠ‬ ‫َﻳ ْﺠ ِﻠ ُﺲ َﻳ ْﺮ ُﻗ ُﺐ ﱠ‬

‫(‪)2‬‬
‫ﱪ ‪.‬‬ ‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫ﺿﻊ ﻟﻚ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺗﺴﺎﻋﺪك ﻋﻠﻰ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺻﻔﺎت اﳌﻨﺎﻓﻘﲔ وﺗﻀﺒﻂ ﺑﻬﺎ أﻓﻌﺎﻟﻚ‬
‫ﺷﺮﻋﺎ‪.‬‬
‫وﺳﻠﻮﻛﻚ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ً‬

‫‪ :1¢S‬ﳌﺎذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺸﺎء واﻟﻔﺠﺮ أﺛﻘﻞ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎﻓﻖ؟‬

‫‪» :2¢S‬وﻟﻮ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ« ﻳﻌﻨﻲ‪ :‬ﻣﻦ اﻷﺟﺮ‪ ،‬وردت أﺣﺎدﻳﺚ أﺧﺮى ﺗﺒﲔ اﻷﺟﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﳌﻦ‬
‫ﺻﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء واﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ؛ اذﻛﺮ أﺣﺪﻫﺎ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)622‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ‪.54 :‬‬

‫‪50‬‬
 



.åjóëdG äGOôØe ≈fÉ©e í°VƒJ u
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.Iô£ØdG ∫É°üN O uó©J
.∑ôà°ûe ƒg Éeh ∫ÉLôdG ¬H ¢üàîj Ée Ö°ùM Iô£ØdG ∫É°üN ∞æu °üJ
.Iô£ØdG ∫É°üîH á≤∏©àªdG ΩɵMC’G ºgCG ø«u ÑJ
.Iô£ØdG ∫É°üN ≈∏Y á¶aÉëªdG óFGƒa èàæà°ùJ
k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H
.åjóëdG ¢üf q ßØëJ

:‫ﺲ‬ ُ
ٌ ‫ »ا ْﻟ ِﻔ ْﻄ َﺮ ُة َﺧ ْﻤ‬:‫ﻳﻘﻮل‬  ‫ﺳﻤﻌﺖ اﻟ ﱠﻨﺒ ﱠِﻲ‬ ُ :‫ ﻗﺎل‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة‬
‫اﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﱡ‬
. «‫ﺎط‬
)1(
ِ ‫ َو َﻧ ْﺘ ُﻒ اﻵ َﺑ‬،ِ‫ﻴﻢ ا َﻷ ْﻇﻔَﺎر‬
ُ ‫ َو َﺗﻘْ ِﻠ‬،‫اﻟﺸﺎر ِِب‬
‫ﺺ ﱠ‬ ‫ َو َﻗ ﱡ‬،‫ َوا ِﻻ ْﺳ ِﺘ ْﺤ َﺪا ُد‬، ُ‫اﳋ َﺘﺎن‬
ِْ
‫أﺧﺬ ﺷﻌﺮ اﻟﻌﺎﻧﺔ‬
‫اﻟﻤﻮﺳﻰ‬
َ ‫ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪة وﻫﻲ‬
.(‫)ﺷﻔﺮة اﻟﺤﻼﻗﺔ‬
.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.‫ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎري‬،)257( ‫ وﻣﺴﻠﻢ‬،)5891( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

51
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬
‫ﻧﻘﺘﺪي ﺑﻬﻢ‬
‫َ‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬واﳌﻌﻨﻰ أن ﻫﺬﻩ اﳋﺼﺎل ِﻣﻦ ﺳﲍ اﻷﻧﺒﻴﺎء واﳌﺮﺳﻠﲔ ‪ ،‬وﻃﺮﻳ َﻘ ِﺘﻬﻢ اﻟﺘﻲ ُأﻣﺮﻧﺎ أن‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻔﻄﺮ ُة ﻫﻲ ﱡ‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﻔﻄﺮة ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ِﻟ ِﻠﻔﻄﺮة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‪.‬‬

‫وﺳ ﱢﻤ َﻴ ْﺖ ﻫﺬﻩ اﳋﺼﺎل ﺑِﺨﺼﺎل ِ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ‪ُ ،‬‬
‫ﺣﻖ ﱡ‬
‫اﻟﺬﻛﻮرِ‪ ،‬وﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪﻩ اﺗﺒﺎع اﻟﺴﻨﺔ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ‪.‬‬ ‫واﺟﺐ ﻓﻲ ﱢ‬
‫ٌ‬ ‫ﺎن‬ ‫ِْ‬
‫اﳋ َﺘ ُ‬ ‫‪2‬‬

‫ا ِﻻ ْﺳ ِﺘ ْﺤﺪَ ا ُد ُﺳ ﱠﻨ ٌﺔ ِﻟﻠ ﱢﺮ َﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬وﻫﻮ إزاﻟﺔ ﺷﻌﺮ اﻟﻌﺎﻧﺔ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اﻟﺸﺎر ِِب ُﺳ ﱠﻨ ٌﺔ ِﻟﻠ ﱢﺮ َﺟﺎل‪ ،‬واﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ َﻗ ﱢﺼ ِﻪ اﳌﺒﺎﻟﻐ ُﺔ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺒ َﻪ اﳊﻠﻖَ ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ اﻹﺣﻔﺎء اﻟﻮارد ﻓﻲ‬
‫َﻗ ﱡﺺ ﱠ‬ ‫‪4‬‬

‫ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪َ » :‬أ ْﺣ ُﻔﻮا ﱠ‬

‫(‪)1‬‬
‫اﻟﺸ َﻔ ِﺔ ﻓﻬﺬا‬
‫ﻗﺺ أﻃﺮاﻓﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺰل ﻋﻠﻰ َﺷ َﻔ ِﺘ ِﻪ اﻟ ُﻌﻠﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺪ َو إﻃﺎر ﱠ‬
‫ِب« ‪ ،‬وإن ﱠ‬‫اﻟﺸ َﻮار َ‬
‫اﻟﺴ ﱠﻨ ُﺔ‪.‬‬
‫َﺣ َﺴ ٌﻦ ﺟﺎءت ﺑﻪ ﱡ‬
‫ﲔ ُﺳ ﱠﻨ ٌﺔ ِﻟﻠ ﱢﺮ َﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬واﻟﺴﻨﺔ ﺗﻘﻠﻴﻤﻬﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ‪ ،‬وﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻘﻠﻴﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ُ‬
‫وﺗﺮك‬ ‫اﻟﻴﺪﻳﻦ واﻟﻘﺪﻣ ِ‬
‫ِ‬ ‫ﻴﻢ َأ ْﻇ َﻔﺎ ِر‬
‫ﺗ َْﻘ ِﻠ ُ‬ ‫‪5‬‬

‫ﺑﻌﻀﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺎط ُﺳ ﱠﻨ ٌﺔ ِﻟﻠ ﱢﺮ َﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬واﻟﻨﺘﻒ أﻓﻀﻞ ﳌﻦ َﻗﻮِ ي ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وﲢﺼﻞ ﱡ‬

‫اﻟﺴ ﱠﻨﺔ ﺑﺎﳊﻠﻖ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس‬ ‫َﻧ ْﺘ ُﻒ اﻵ َﺑ ِ‬ ‫‪6‬‬

‫ﻣﺰﻳﺪا ِﻣﻦ اﻟﻘﺬارة واﻟﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ﻟﻬﺬا‬ ‫ٌ‬

‫ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻔﻄﺮة‪ ،‬وﻫﻮ ﻳﺠﻠﺐ ً‬ ‫ﻣﻦ ﺗﺮك ﺣﻠﻖ اﻵﺑﺎط ﻣﺪ ًة ﻃﻮﻳﻠ ًﺔ ٌ‬
‫ﻋﻤﻞ‬
‫اﳌﻮﺿﻊ‪ ،‬ﻛﻤﺎ إﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﳊﺴﺎﺳﻴﺔ وﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاض‪.‬‬

‫ُ‬
‫واﻹﺣﺴﺎن‬ ‫ُ‬
‫واﻻﺣﺘﻴﺎط ﻟﻠﻄﻬﺎرﺗﲔ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وﺗﻨﻈﻴﻒ اﻟ َﺒﺪن‪،‬‬ ‫ِ ِﳋﺼﺎلِ ا ْﻟ ِﻔ ْﻄ َﺮ ِة ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ﻓﻮاﺋﺪُ ﻛﺜﻴﺮ ٌة ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﲢﺴ ُ‬
‫ﲔ ا ْﻟ َﻬ ْﻴ َﺌ ِﺔ‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫ُ‬
‫واﻣﺘﺜﺎل أﻣ ِﺮ دﻳﻨﻪ‪ ،‬واﶈﺎﻓﻈ ُﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ﺑﻜﻒ ﻣﺎ ﻳﺘﺄ ﱠذى ﺑﻪ ﻣﻦ راﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ‪،‬‬ ‫إﻟﻰ اﻷﺧﺮﻳﻦ ﱢ‬
‫ﱪ ‪َ ،‬ﻓ َﻜ َﺄﻧﱠﻪ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺪ ﱠ‬ ‫ﱫ‬
‫(‪)2‬‬
‫ﻨﺖ ُﺻﻮ َرﻛﻢ ﻓﻼ ﺗﺸ ﱢﻮﻫﻮﻫﺎ‪ ،‬وﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﻪ‬ ‫ﺣﺴ ُ‬
‫ُﺣﺴﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)5892‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)259‬‬
‫(‪ )2‬ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ‪.64 :‬‬

‫‪52‬‬
 ‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﲟﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻔﻄﺮة‪.‬‬

‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪ :1¢S‬ﱢﺑﲔ ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬اﻟﻔﻄﺮة‪.‬‬

‫‪ :2¢S‬ﱢﺑﲔ اﳊﻜﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫اﳋﺘﺎن ﻟﻠﻤﻮﻟﻮد اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ﺗﻘﻠﻴﻢ اﻷﻇﺎﻓﺮ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :3¢S‬ﻣﺎ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺨﺼﺎل اﻟﻔﻄﺮة واﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟‬

‫‪ :4¢S‬ﺻ ّﻨﻒ ﺧﺼﺎل اﻟﻔﻄﺮة ﺑﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻪ اﻟﺮﺟﻞ وﻣﺎ ﺗﺸﺘﺮك ﻓﻴﻪ اﳌﺮأة ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻞ‪.‬‬

‫‪53‬‬
 



.åjóëdG äGOôØe ≈fÉ©e ø«ÑJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.áæédG ∫RÉæe ähÉØJ ≈∏Y åjóëdG øe ∫óà°ùJ
.ΩƒeòªdG ∫GóédGh OƒªëªdG ∫GóédG ø«H ¥ôu ØJ
.¥ó°üdG ádõæe ƒ∏Yh ÜòµdG IQƒ£N èàæà°ùJ
.≥∏îdG ø°ùM π°†a í°VƒJq
k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H
.åjóëdG ¢üf q ßØëJ

‫ﺿﺎﻣﻦ‬

‫أﺳﻔ ُﻠﻬﺎ‬
‫ﺾ‬ ِ ‫ﻴﻢ ﺑ َِﺒ ْﻴ ٍﺖ ﻓﻲ َر َﺑ‬ ٌ ‫ » َأ َﻧﺎ َز ِﻋ‬: ‫ﷲ‬ ُ
ِ ‫رﺳﻮل ا‬ َ :‫ ﻗﺎل‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُأ َﻣﺎ َﻣ َﺔ‬
‫ﻗﺎل‬
َ ْ ‫ َوﺑ َِﺒ ْﻴ ٍﺖ ﻓﻲ َو َﺳ ِﻂ‬،‫اﳉ ﱠﻨ ِﺔ ِﳌَ ْﻦ َﺗ َﺮ َك ْاﳌِ َﺮا َء َوإ ِْن ﻛﺎن ُﻣ ِﺤ ًّﻘﺎ‬
‫اﳉ ﱠﻨ ِﺔ ِﳌَ ْﻦ َﺗ َﺮ َك‬ َْ
‫اﳉﺪال‬
. «‫اﳉ ﱠﻨ ِﺔ ِﳌَ ْﻦ َﺣ ُﺴ َﻦ ُﺧ ُﻠ ُﻘ ُﻪ‬
)1(
َ ْ ‫ َوﺑ َِﺒ ْﻴ ٍﺖ ﻓﻲ َأ ْﻋ َﻠﻰ‬،‫ا ْﻟ َﻜ ِﺬ َب َوإ ِْن ﻛﺎن َﻣﺎز ًِﺣﺎ‬

‫ ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻋﻨﻮان آﺧﺮ واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ‬،‫)ﺗﻔﺎوت ﻣﻨﺎزل اﳉﻨﺔ( ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ‬
.‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.‫) ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ‬4800( ‫) أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داوود‬1(

54
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫أﺑﻮ ُأ َﻣﺎ َﻣ َﺔ‪ُ :‬ﺻﺪَ ّي ﺑﻦ َﻋ ْﺠ َ‬
‫ﻼن اﻟ َﺒ ِﺎﻫ ِﻠ ﱡﻲ ‪.‬‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫ﺎﻛ ْﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺎل َﻓ ُﻜ ْﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ِ :‬ﺟ ْﺌ ُﺖ َﻷﻧ َْﻬ ُ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬إﻟﻰ َﻗ ْﻮ ِﻣﻪ َﺑ ِﺎﻫ َﻠ َﺔ‪َ ،‬ﻓ َﺄﺗَﺎﻫﻢ َو ُﻫ ْﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮنَ ﱠ‬
‫اﻟﺪ َم‪ ،‬ﻓﻘَﺎﻟُﻮا‪َ :‬ﺗ َﻌ َ‬ ‫َﺑ َﻌ َﺜ ُﻪ ﱡ‬ ‫‪1‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ِ ‬ﻟ ُﺘ ْﺆ ِﻣ ُﻨﻮا ِﺑ ِﻪ‪َ .‬ﻓ َﻜ ﱠﺬ ُﺑﻮﻩ‪َ .‬ﻓﺎﻧ َْﻄ َﻠﻖ وﻫﻮ َﺟﺎ ِﺋ ٌﻊ َﻇ ْﻤﺂنُ ‪ ،‬ﻓﻨﺎ َم‪َ ،‬ﻓ ُﺄ ِﺗﻲ ﻓﻲ َﻣ َﻨﺎ ِﻣﻪ‬
‫رﺳﻮل ﱢ‬ ‫ُ‬ ‫ﻫﺬا ﱠ‬
‫اﻟﻄ َﻌﺎ ِم‪ ،‬وأﻧَﺎ‬
‫ﺎﺟ َﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ َﻃ َﻌﺎ ِﻣ ُﻜ ْﻢ َوﺷَ َﺮا ِﺑ ُﻜ ْﻢ؛ ﻓﺈن ا َ‬
‫ﷲ َﻗ ْﺪ‬ ‫ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻻ َﺣ َ‬ ‫ِﺑ َﻠ َ ٍﱭ َﻓ َﺸﺮِب ﺣ ﱠﺘﻰ َﻋ ُﻈ َﻢ َﺑ ْﻄﻨﻪ‪ .‬ﻓﺄﺗﺎﻩ اﻟﻘﻮم ُﻟﻴ ْﻄ ِﻌ ُﻤﻮ ُﻩ؛ َ‬
‫ﺎل اﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا َﻋ ْﻦ َآ ِﺧﺮ ِِﻫ ْﻢ(‪.)1‬‬ ‫اﳊ ِ‬ ‫َأ ْﻃ َﻌ َﻤ ِﻨﻲ َو َﺳﻘَﺎ ِﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻧ ُْﻈﺮوا‪َ ،‬ﻓ َﻨ َﻈﺮوا إﻟﻰ ْ َ‬
‫ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻜﺜﺮﻳﻦ ﻣﻦ رواﻳﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺣﺪﺛﻬﻢ ‪" :‬إن ﻫﺬﻩ اﳌﺠﺎﻟﺲ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬وﻳﻘﻮل ﳉﻠﺴﺎﺋﻪ إذا ّ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺎﺑﺪا ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺼﻴﺎم‪،‬‬ ‫ﻛﺎن ً‬ ‫‪3‬‬
‫ﺑﻼغ اﷲ إﻳﺎﻛﻢ‪ ،‬وإن رﺳﻮل اﷲ ‪ ‬ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﺎ أرﺳﻞ ﺑﻪ إﻟﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺒﻠﻐﻮا ﻋﻨﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮن" ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪‬‬

‫اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أن اﳉﻨﺔ درﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ‪ ،‬وأن ﻫﺬﻩ اﻟﺪرﺟﺎت ﻳﻨﺎﻟﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎد ﺑﺤﺴﺐ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫دل‬ ‫‪1‬‬

‫ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺗﺮك اﳉﺪال إذا ﻛﺎن ﳑﺎ ﻻ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪة‪ ،‬ﺣﺘﻰ وان ﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ‪ ،‬ﻷن ﻛﺜﺮﺗﻪ ﺗﻮﻏﺮ‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟﺼﺪور‪ ،‬وﺗُﺴ ﱢﺒ ُﺐ اﻷﺣﻘﺎد‪ ،‬وﺗﻮرث اﻟﻌﺪاوة ﺑﲔ اﳌﺴﻠﻤﲔ‪.‬‬

‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬أن اﻟﻜﺬب ﻻ ﻳﺠﻮز ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ووﻗﺖ اﻟﺪﻋﺎﺑﺔ؛ ﱠﺑﲔ ﱡ‬ ‫َ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺎﻫﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﻜﺬب َ‬
‫ﺣﺎل اﳌﺰاح‬ ‫َﳌﱠﺎ ﻛﺎن ُ‬ ‫‪3‬‬

‫اﻟﺼﺪق ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻣﻨﺰ ًﻻ ﻓﻲ وﺳﻂ اﳉﻨﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ورد اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﳋﺎص ﳌﻦ َﻛ َﺬ َب‬ ‫َ‬ ‫وﺿ ِﻤ َﻦ ﳌﻦ اﻟﺘﺰم‬ ‫اﻷﺣﻮال‪َ ،‬‬
‫ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ ‬ﻳﻘﻮل‪َ » :‬و ْﻳ ٌﻞ ِﻟ ﱠﻠﺬي ُﻳ َﺤﺪﱢ ُث ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ُ‬ ‫ﻹﺿﺤﺎك اﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﻓﻌﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ َﺣ ْﻴﺪَ َة ‪ ‬ﻗﺎل‪:‬‬
‫ﻜﺬب‪َ ،‬و ْﻳ ٌﻞ ﻟﻪ‪َ ،‬و ْﻳ ٌﻞ ﻟﻪ«(‪ ،)3‬وﻗﺪ ﻛﺎن ِﻣﻦ ﺧُ ﻠﻖ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻘﺪو ِة ‪ ‬أﻧﻪ ﳝﺰح ﺑﺎﳊﻖ؛ ﻓﻌﻦ أﺑﻲ‬ ‫َ‬
‫ﻀﺤﻚ ﺑﻪ اﻟﻘﻮ َم َﻓ َﻴ ِ‬ ‫ِﻟ ُﻴ‬
‫ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬إﻧﻚ ﺗُﺪاﻋﺒﻨﺎ؟! ﻗﺎل‪ِ » :‬إﻧﱢﻲ ﻻ أ ُﻗ ُ‬
‫ﻮل إﻻ ﺣ ًّﻘﺎ«(‪.)4‬‬
‫ﺴﻦ ﺧُ ُﻠ ِﻘ ِﻪ‪:‬‬
‫اﳋ ُﻠﻖِ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻛﺎ ﱠﻓﺔ‪ ،‬وﻣﻊ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وأوﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺑ ُِﺤ ِ‬ ‫ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ُﺣﺴﻦ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن‬ ‫‪4‬‬

‫واﻟﺪا ُﻩ وإﺧﻮاﻧُﻪ‪ ،‬وأﻗﺎر ُﺑﻪ‪ ،‬وﺟﻴﺮاﻧُﻪ‪.‬‬

‫اﻵﺣﺎد واﳌﺜﺎﻧﻲ ﻻﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﺎﺻﻢ (‪ ،)1234‬اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻄﺒﺮاﻧﻲ (‪ُ )286 /8‬ﻣﺨﺘﺼﺮاً‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻻﺑﻦ ﺳﻌﺪ (‪.)411/7‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود (‪ )4990‬واﻟﺘﺮﻣﺬي (‪ ،)2315‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي (‪.)1990‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪55‬‬
‫أﺣﺴﻦ اﻟﻨﺎس ﺧُ ُﻠ ًﻘﺎ‪ ،‬ﻗﺎل َأ َﻧ ِﺲ‬
‫َ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪‬‬ ‫ِ ُﳊﺴﻦ ْ ُ‬
‫اﳋ ُﻠﻖِ ﻓﻮاﺋﺪُ وﻣﺼﺎ ِﻟ ُﺢ ﻛﺜﻴﺮ ٌة ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد واﳌﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎن ﱡ‬ ‫‪5‬‬

‫زﻛﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﺧﻼق رﺳﻮ ِﻟ ِﻪ ‪ ‬ﻓﻘﺎل‪:‬‬ ‫ﷲ ‪َ ‬أ ْﺣ َﺴ َﻦ اﻟﻨﺎس ﺧُ ُﻠ ًﻘﺎ«(‪ ،)1‬وﻗﺪ ﱠ‬ ‫ُ‬
‫رﺳﻮل ا ِ‬ ‫َ‬
‫»ﻛﺎن‬ ‫ﺑﻦ َﻣﺎ ِﻟ ٍﻚ ‪:‬‬
‫ﱪ(‪.)2‬‬ ‫ﱫ‬

‫ُﺣﺴﻦ ْ ُ‬
‫اﳋﻠﻖِ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ‪ِ ‬ﻣﻦ أﺣﺴﻦ اﻟﻨﺎس ﺧُ ﻠ ًﻘﺎ‪ ،‬اذﻛﺮ ﻣﻮﻗ ًﻔﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪ ‬ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪...................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫‪) :1¢S‬زﻋﻴﻢ‪ ،‬رﺑﺾ‪ ،‬اﳌﺮاء( اﺳﺘﺨﺪم اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻞ ﻣﻦ إﻧﺸﺎﺋﻚ‪.‬‬

‫‪) :2¢S‬اﳉﻨﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ واﺣﺪة( اﺳﺘﻔﺪ ﻣﻦ اﳊﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ زﻋﻢ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ :3¢S‬دل اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﺣﺴﻦ اﳋﻠﻖ‪ ،‬ﱢﺑﲔ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﲢﺼﻴﻞ اﻷﺧﻼق اﳊﺴﻨﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ )6203‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)2310‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﻘﻠﻢ‪.4 :‬‬

‫‪56‬‬
 



.(Ö°†¨J ’).¬ãYGƒHh
: »ÑædG Ö°†¨dG
∫ƒb ÜÉÑ°SC
≈æ©e Gô°ùØJÚÑJ
qu
.ΩƒeòŸG Ö°†¨dGh OƒªëŸG .åjóë∏d Ö°†¨dG
Éfk GƒæYÚHìôà≤J
¥ôu ØJ
Jn ’{ : ´GƒfC
.zÖr °†rn ¨.Ö°†¨dG ¬dƒbG ìô°ûJ
O uó©J
.™ªàéŸGh OôØdG ≈∏Y √QÉKBGh Ö°†¨dG IQƒ£N èàæà°ùJ
.ΩƒeòªdG Ö°†¨dÉH ¿É£«°ûdG ábÓY ø«q ÑJ
.¬HÉ°ùàcG á«Ø«ch º∏◊G π°†a ÚÑJ
.Ö°†¨dG ™aO πFÉ°Sh í°VƒJ q
.åjó◊G óFGƒa øe Ék KÓK èàæà°ùJ
.™ªàéªdGh Iô°SC’Gh OôØdG ≈∏Y Ö°†¨dG QÉKBG èàæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG ¢üf q ßØëJ

‫اﺟــﺘــﻨــﺐ أﺳــﺒــﺎب‬
‫اﻟﻐﻀﺐ وﻧﺘﺎﺋﺠﻪ‬

‫ َﻓ َﺮ ﱠد َد‬،«‫ »ﻻ َﺗ ْﻐ َﻀ ْﺐ‬:‫ ﻗﺎل‬،‫ َأ ْو ِﺻ ِﻨﻲ‬: ‫ﻗﺎل ِﻟﻠ ﱠﻨﺒ ﱢِﻲ‬

َ ‫ﻼ‬ ً ‫ َأ ﱠن َر ُﺟ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة‬
‫ﻛﺮر ﻋﻠﻴﻪ‬ . «‫ » َﻻ َﺗ ْﻐ َﻀ ْﺐ‬:‫ ﻗﺎل‬،‫ِﻣ َﺮ ًارا‬
)1(

‫ﻃـــــﻠـــــﺐ‬
‫اﻟﻮﺻﻴﺔ‬

.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.)6116( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

57
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬
‫اﻟﻐﻀﺐ َﻏﺮِﻳ َﺰ ٌة ِﻣﻦ اﻟﻐﺮاﺋﺰ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﻐﺮﻳﺰة وﺗﻬﺬﻳﺒﻬﺎ‪ ،‬ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﳌﻨﺎﺳﺐ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﻐﻀﺐ ﻧﻮﻋﺎن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪2‬‬

‫ﻏﻀﺐ ﻣﺤﻤﻮ ٌد‪ :‬وﻫﻮ اﻟﻐﻀﺐ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻬﺎك ﺣﺮﻣﺎت اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬اﻟﻐﻀﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ‬
‫ٌ‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﻌﻘﻴﺪة أو أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬أو اﳉﺮأة ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أو ﻛﺘﺎﺑﻪ أو رﺳﻮﻟﻪ ‪ ،‬وﻫﺬا اﻟﻐﻀﺐ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن‬
‫ﻣﻀﺒﻮﻃً ﺎ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﺼﺮف اﻹﻧﺴﺎن إﻻ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪﻩ وﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ وﺗﺸﺮﻳﻌﺎت‬
‫ﺗﻀﻤﻦ ﲢﻘﻴﻖ اﳌﺼﺎﻟﺢ وإزاﻟﺔ اﳌﻔﺎﺳﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺼﺮ‬ ‫ﻏﻀﺐ ﻣﺬﻣﻮ ٌم‪ :‬وﻫﻮ اﻟﻐﻀﺐ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻷي ﺳﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻏﻀﺐ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﲔ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ إذا ﱠ‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬

‫ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﻪ‪ ،‬وﻏﻀﺐ اﻷب ﻋﻠﻰ وﻟﺪﻩ إذا أﻓﺴﺪَ ﺷﻴ ًﺌﺎ ﻓﻲ اﳌﻨﺰل‪ ،‬وﻫﻜﺬا‪. ...‬‬
‫دﻟﱠﺖ اﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻐﻀﺐ ﻏﻴﺮ اﶈﻤﻮد ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﺜﻴﺮﻩ و ُﻳﻐ ﱢَﺬﻳﻪ وﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ؛ ﻓﺈن‬ ‫‪3‬‬

‫اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻳﺠﺮي ﻣﻦ اﺑﻦ آدم ﻣﺠﺮى اﻟﺪم؛ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ وﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﻫﻮاﻩ؛‬
‫ﻼن ِﻋ ْﻨﺪَ اﻟﻨﺒﻲ ‪َ ‬وﻧ َْﺤ ُﻦ ِﻋ ْﻨﺪَ ُﻩ ُﺟ ُﻠ ٌ‬
‫ﻮس‪َ ،‬و َأ َﺣ ُﺪ ُﻫ َﻤﺎ َﻳ ُﺴ ﱡﺐ‬ ‫ﺎل‪ْ :‬اﺳ َﺘ ﱠﺐ َر ُﺟ ِ‬ ‫ﻓﻔﻲ ﺣﺪﻳﺚ ُﺳ َﻠ ْﻴ َﻤﺎنَ ﺑﻦِ ُﺻ َﺮ ٍد ‪َ ‬ﻗ َ‬
‫ﺎﺣ َﺒ ُﻪ ُﻣﻐْ َﻀ ًﺒﺎ ﻗﺪ ْاﺣ َﻤ ﱠﺮ َو ْﺟ ُﻬ ُﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡﻲ ‪ِ » :‬إﻧﱢﻲ َﻷ ْﻋ َﻠ ُﻢ َﻛ ِﻠ َﻤ ًﺔ ﻟﻮ َﻗﺎ َﻟ َﻬﺎ َﻟ َﺬ َﻫ َﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ َﻳ ِﺠ ُﺪ؛ َﻟ ْﻮ َ‬
‫ﻗﺎل‪َ :‬أ ُﻋﻮ ُذ‬ ‫َﺻ ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﻴﻢ« ‪.‬‬ ‫اﻟﺸ ْﻴ َﻄ ِﺎن ﱠ‬
‫اﻟﺮ ِﺟ ِ‬ ‫ﷲ ﻣﻦ ﱠ‬ ‫ِﺑﺎ ِ‬
‫اﻟﺘﺨ ﱡﻠﻖ ﺑﻪ واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ‬ ‫واﻟﺘﺤﻜ َﻢ ﻓﻴﻪ ﺧُ ُﻠ ٌﻖ ُﻣ ْﻜ َﺘ َﺴ ٌﺐ؛ ﻓ ُﻴ ْﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎن َ‬ ‫ﱡ‬ ‫اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺮك اﻟﻐﻀﺐ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫دل‬ ‫‪4‬‬

‫اﻟﺸ ِﺪﻳﺪُ اﻟﱠﺬي ﳝَ ْ ِﻠ ُﻚ َﻧ ْﻔ َﺴ ُﻪ ِﻋ ْﻨﺪَ‬

‫ِﺎﻟﺼ َﺮ َﻋ ِﺔ؛ إﳕﺎ ﱠ‬
‫اﻟﺸ ِﺪﻳﺪُ ﺑ ﱡ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﺣﲔ اﻟﻐﻀﺐ‪ ،‬وﻳﺆﻳﺪﻩ ُ‬
‫ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪َ » :‬ﻟ ْﻴ َﺲ ﱠ‬
‫ا ْﻟ َﻐ َﻀ ِﺐ« ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻐﻀﺐ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ِ ‬ذ ْﻛ ُﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎر وﻏﻴﺮﻩ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﻌﺎذة ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)6115‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)2610‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)6114‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)2609‬‬

‫‪58‬‬
 ‫‪ ‬اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬
‫ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻠﻴﻀﻄﺠﻊ‪.‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻠﻴﺠﻠﺲ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ً‬
‫‪ ‬ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈن ﻛﺎن ً‬
‫‪ ‬اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺤﻞ اﻟﻐﻀﺐ وﺳﺒﺒﻪ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺎﳋﺮوج ﻣﻦ اﳌﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻓﻴﻪ ﻣﺎ أوﺟﺐ ﻏﻀﺒﻪ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺪأ وﻳﺰول ﻏﻀﺒﻪ‬
‫‪ ‬اﻟﺴﻜﻮت وﺗﺮك اﻟﻜﻼم ﻓﻲ اﳌﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻏﻀﺐ ﺑﺴﺒﺒﻪ‪.‬‬
‫ﻣﻦ آﺛﺎر اﻟﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد واﻷﺳﺮة واﳌﺠﺘﻤﻊ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ‬اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﳋﺎﻃﺌﺔ وﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺪم ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬

‫‪ ‬إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ اﻟﻐﻀﺐ ﻣﺜﻞ‪ :‬اﳉﻠﻄﺎت اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ‪ ،‬وﻗﺮﺣﺔ اﳌﻌﺪة‪ ،‬واﻟﻘﻮﻟﻮن اﻟﻌﺼﺒﻲ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺑﲔ اﻷﻓﺮاد واﻷﺳﺮ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺣﺼﻮل اﳌﺸﺎﺟﺮات وﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء‪.‬‬
‫اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ُﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻵداب‪ ،‬ﻓﻤﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫دلﱠ‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ‬إرﺷﺎ ُد اﳌﻨﺼﻮح إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻪ وﻳﻨﺎﺳﺒﻪ‪ ،‬ﺑﻜﻼمٍ واﺿﺢ وﻣﺨﺘﺼﺮ‪.‬‬

‫‪ ‬ﻋﺪ ُم اﻟﺴﺂﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻜﺮار ﻃﻠﺐ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ‪ ،‬وﻻ ﻣﻦ ﺗﻜﺮار اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻮﺣﺔ وﻋ ﱢﻠﻘﻬﺎ‬
‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺛﻼث وﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﻀﺐ وﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﺛﻢ اﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ٍ‬
‫ﻓﻲ ﻓﻨﺎء اﳌﺪرﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻣﺎ َد ْو ُر اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﻐﻀﺐ؟‬

‫‪ :2¢S‬ﻣﺎ اﳌﺮاد ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪» :‬ﻻ ﺗﻐﻀﺐ«؟‬
‫‪ :3¢S‬ﻣﺎ آﺛﺎر اﻟﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد واﳌﺠﺘﻤﻊ؟‬

‫‪59‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J‬‬
‫‪.åjóëdG …hGôd ºLôàJ‬‬
‫‪.¿BGô≤dG øe IQƒ°ùdÉH IQÉîà°S’G ¬«Ñ°ûJ ¬Lh ø«q ÑJ‬‬
‫‪.IQÉîà°S’G IÓ°U á«Yhô°ûe øe ᪵ëdG èàæà°ùJ‬‬
‫‪.É¡«a ´ô°ûJ ’ »àdG ä’ÉëdGh IQÉîà°S’G IÓ°U É¡«a ´ô°ûJ »àdG ä’ÉëdG ø«H ¥ôu ØJ‬‬
‫‪.IQÉîà°S’G AÉYO ™°Vƒe Oóq ëJ‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬
‫‪.åjóëdG ¢üf‬‬ ‫‪q ßØëJ‬‬

‫ﻮر ِة ﻣﻦ ا ْﻟﻘ ُْﺮ ِآن‪ ،‬ﻳﻘﻮل‪:‬‬ ‫اﻻﺳ ِﺘ َﺨ َﺎر َة ﻓﻲ ا ُﻷ ُﻣﻮ ِر ُﻛ ﱢﻠ َﻬﺎ َﻛ ﱡ‬

‫ﺎﻟﺴ َ‬ ‫ﻋﻦ َﺟﺎﺑ ٍِﺮ ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎنَ اﻟ ﱠﻨﺒ ﱡِﻲ ‪ُ ‬ﻳ َﻌ ﱢﻠ ُﻤ َﻨﺎ ْ‬
‫ﻴﺮ َك‬ ‫ﻬﻢ ِإﻧﱢﻲ َأ ْﺳ َﺘ ِﺨ ُ‬ ‫ﻳﻘﻮل‪ :‬اﻟ ﱠﻠ ﱠ‬
‫ُ‬ ‫ﻳﻀ ِﺔ‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ‬‫ﲔ ﻣﻦ ﻏَ ْﻴ ِﺮ ا ْﻟﻔ َِﺮ َ‬ ‫» ِإذَا َﻫ ﱠﻢ َأ َﺣ ُﺪ ُﻛ ْﻢ ﺑِﺎ َﻷ ْﻣ ِﺮ َﻓ ْﻠ َﻴ ْﺮ َﻛ ْﻊ َر ْﻛ َﻌ َﺘ ْ ِ‬
‫ﻴﻢ‪َ ،‬ﻓﺈﻧ َﱠﻚ َﺗﻘْ ِﺪ ُر وﻻ َأ ْﻗ ِﺪ ُر‪َ ،‬و َﺗ ْﻌ َﻠ ُﻢ و َﻻ‬ ‫ِﺑ ِﻌ ْﻠ ِﻤ َﻚ‪َ ،‬و َأ ْﺳ َﺘﻘْ ِﺪ ُر َك ِﺑﻘ ُْﺪ َر ِﺗ َﻚ‪َ ،‬و َأ ْﺳ َﺄ ُﻟ َﻚ ِﻣ ْﻦ َﻓ ْﻀ ِﻠ َﻚ ا ْﻟ َﻌ ِﻈ ِ‬
‫ﺎﺷﻲ َو َﻋﺎ ِﻗ َﺒ ِﺔ‬ ‫ﻬﻢ ْإن ُﻛ ْﻨ َﺖ َﺗ ْﻌ َﻠ ُﻢ َأ ﱠن ﻫﺬا ا َﻷ ْﻣ َﺮ َﺧ ْﻴ ٌﺮ ِﻟﻲ ﻓﻲ ِدﻳ ِﻨﻲ َو َﻣ َﻌ ِ‬ ‫ﻮب‪ ،‬اﻟ ﱠﻠ ﱠ‬ ‫َأ ْﻋ َﻠ ُﻢ‪َ ،‬و َأ ْﻧ َﺖ َﻋ ﱠ‬
‫ﻼ ُم ا ْﻟ ُﻐ ُﻴ ِ‬
‫آﺟ ِﻠ ِﻪ‪َ -‬ﻓﺎ ْﻗ ُﺪ ْر ُﻩ ﻟﻲ َو َﻳ ﱢﺴ ْﺮ ُﻩ ﻟﻲ‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ َﺑﺎر ِْك ﻟﻲ ِﻓﻴ ِﻪ‪َ ،‬وإ ِْن ُﻛ ْﻨ َﺖ َﺗ ْﻌ َﻠ ُﻢ‬ ‫ﺎﺟ ِﻞ َأ ْﻣ ِﺮي َو ِ‬ ‫ﺎل‪ :‬ﻓﻲ َﻋ ِ‬ ‫َأ ْﻣ ِﺮ ْ‬
‫ي‪-‬أو َﻗ َ‬
‫ﺎﺻ ِﺮ ْﻓ ُﻪ‬ ‫ﺎﺟ ِﻞ َأ ْﻣ ِﺮي َو ِ‬
‫آﺟ ِﻠ ِﻪ‪َ -‬ﻓ ْ‬ ‫ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻲ َﻋ ِ‬ ‫ﺎﺷﻲ َو َﻋﺎ ِﻗ َﺒ ِﺔ َأ ْﻣ ِﺮي‪ -‬أو َ‬ ‫َأ ﱠن ﻫﺬا ا َﻷ ْﻣ َﺮ ﺷَ ﱞﺮ ِﻟﻲ ِﻓﻲ ِدﻳ ِﻨﻲ َو َﻣ َﻌ ِ‬
‫ﺎﺟ َﺘ ُﻪ(« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫)و ُﻳ َﺴ ﱢﻤﻲ َﺣ َ‬ ‫اﺻ ِﺮ ْﻓ ِﻨﻲ َﻋﻨ ُﻪ‪َ ،‬وا ْﻗ ُﺪ ْر ِﻟﻲ ْ َ‬
‫اﳋ ْﻴ َﺮ َﺣ ْﻴ ُﺚ ﻛﺎنَ ‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ َر ﱢﺿ ِﻨﻲ ِﺑ ِﻪ‪َ ،‬‬ ‫َﻋ ﱢﻨﻲ َو ْ‬

‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪.)1162‬‬

‫‪60‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ َﻋ ْﻤﺮِو ﺑﻦ َﺣ َﺮ ٍام اﻷﻧﺼﺎري ‪ ،‬ﻫﻮ وأﺑﻮﻩ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎن‪.‬‬

‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫‪َ 1‬ﺷﻬِ ﺪَ ﺑﻴﻌ َﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ واﻟﺪﻩ‪ ،‬وﻛﺎن أﺻﻐﺮﻫﻢ‪.‬‬
‫‪َ 2‬ﺷﻬِ ﺪَ ﺑﻴﻌ َﺔ اﻟﺮﺿﻮان‪.‬‬
‫ﻛﺎن ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ اﳌﻜﺜﺮﻳﻦ ﻟﻠﺮواﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻛﺎن ﻣﻔﺘﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ‪ ،‬ﻋﺎش ﺑﻌﺪ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ ‬أﻋﻮا ًﻣﺎ وﺗﻔﺮد ﺑﺎﻟﻔﺘﻮى واﻟﺘﺤﺪﻳﺚ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪‬‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻓﻲ أﻣﺮ دﻳﻨﻬﻢ ودﻧﻴﺎﻫﻢ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﻣﺎ‬ ‫ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﱠ‬
‫ً‬ ‫رﺣﻴﻤﺎ ﺑﺄ ﱠﻣﺘﻪ‬
‫ً‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪‬‬
‫‪ 1‬ﻛﺎن ﱡ‬
‫َ‬
‫اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮ َﱘ‪.‬‬ ‫ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻜﺮر ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﻳﺤ ﱢﻔﻈﻬﻢ ﱢ‬
‫اﻟﺬﻛ َﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ‬
‫أﻣﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻌ َﻠﻪ أو َ‬
‫ﺗﺮﻛﻪ‪ ،‬وﻫﻲ ُﺳ ﱠﻨ ٌﺔ‬ ‫اﻻﺳ ِﺘ َﺨﺎ َر ُة ﻫﻲ‪ :‬أن ﻳﻄﻠﺐ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ اﳋﻴﺮ ﻓﻲ ٍ‬
‫ْ‬ ‫‪2‬‬

‫أﻣﺮا ﻣﻦ اﳌﺒﺎﺣﺎت وﻻ ﻳﻜﻮن ﻋﺎز ًﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺮدد ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ أم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﻔﻌﻞ ً‬
‫ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺮدد ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﺨﻴﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ دراﺳﺘﻪ‪ ،‬أو اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪،‬‬
‫أو اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ‪ ،‬أو اﻟﺰواج‪ ،‬أو ﺷﺮاء ﻣﻨﺰل واﺳﺘﺌﺠﺎرﻩ‪ ،‬أو اﻟﺴﻔﺮ‪.‬‬
‫‪ 3‬ﻻ ﺗﺸﺮع اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﻓﻲ ﻋﺪﱠ ة أﺣﻮال‪:‬‬
‫‪ ‬ﻓﻌﻞ اﻟﻄﺎﻋﺎت ﻛﺎﳊﺞ واﻟﻌﻤﺮة‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺗﺸﺮع اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﺬﻫﺎب أو اﻟﺮﻓﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺤﺒﻬﺎ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪،‬‬
‫أو ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻌﺎرض اﳌﺴﺘﺤﺒﺎت ﻓﻴﺴﺘﺨﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﺧﺬ ﺑﺄﺣﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻓﻌﻞ اﶈﺮﻣﺎت واﳌﻜﺮوﻫﺎت؛ ﻷﻧﻬﺎ ﳑﺎ ﻻ ﻳﺤﺒﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ‪.‬‬
‫‪ 4‬اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻨﺪ إرادة اﻻﺳﺘﺨﺎرة‪:‬‬
‫‪ ‬ﺻﻼ ُة رﻛﻌﺘﺎن ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻨﻮاﻓﻞ‪ُ ،‬ﻳﻘﺮأ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﻔﺎﲢﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﺛﻢ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬وﻻ ﻳﺼﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ‬
‫وﻗﺖ اﻟﻨﻬﻲ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺨﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺷﻴ ًﺌﺎ ﻗﺪ ﻳﻔﻮﺗﻪ‪ ،‬وﻳﺤﺘﺎج ﻓﻴﻪ ﻟﻼﺳﺘﺨﺎرة اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ ‬اﻟﺪﻋﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳌﺬﻛﻮر ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬وﻳﺴﻤﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻴﻘﻮل ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻣﺜﻼً‪:‬‬
‫ﺧﻴﺮا ﻟﻲ ﻓﻲ دﻳﻨﻲ وﻣﻌﺎﺷﻲ وﻋﺎﻗﺒﺔ أﻣﺮي ﻓﺎﻗﺪرﻫﺎ ﻟﻲ وﻳﺴﺮﻫﺎ ﻟﻲ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﺎرك ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ ‪..‬إﻟﺦ‪،‬‬ ‫إن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻼﻧﺔ ً‬
‫ﺧﻴﺮا ‪ ..‬إﻟﺦ‪.‬‬
‫وﻳﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ‪ :‬إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ً‬
‫ﻛﺘﺎب أو‬ ‫‪ 5‬دﻋﺎء اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﻳﻘﺮؤﻩ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ِﺣﻔﻈﻪ إن َﺗ َﻴ ﱠﺴ َﺮ ﻷن ﻓﻴﻪ ﺣﻀﻮر ﻟﻠﻘﻠﺐ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻗﺮ َأﻩ ﻣﻦ ٍ‬
‫ورﻗﺔٍ أو ﻫﺎﺗﻒ ﺟﻮال وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻳﺴﺮﻩ اﷲ ﻟﻪ‪ .‬وإن َو َﺟﺪَ ﻓﻲ ﻗﻠﺒِﻪ اﻧﺼﺮاﻓًﺎ ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ورﻏﺒ ًﺔ‬ ‫ﺧﻴﺮا ّ‬
‫‪ 6‬إذا اﺳﺘﺨﺎر اﻻﻧﺴﺎن ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻀﻲ ﳌﺎ أرادﻩ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ً‬
‫اﺻ ِﺮ ْﻓ ِﻨﻲ‬
‫ﺎﺻ ِﺮ ْﻓ ُﻪ َﻋ ﱢﻨﻲ َو ْ‬ ‫دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ْ ِ‬
‫اﳋﻴ َﺮ ِة ﻓﻴﻪ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪َ » :‬ﻓ ْ‬ ‫اﻧﻘﺒﺎﺿﺎ وﺻﺪو ًدا‪ ،‬أو َﺗ َﻌ ﱡﺴ ًﺮا؛ ﻓﻬﺬا ٌ‬
‫ً‬ ‫ﻋﻨﻪ أو‬
‫(‪)1‬‬
‫َﻋﻨ ُﻪ« ‪.‬‬
‫وﺗﻮﻛ ِﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺣﺪﻩ‬ ‫ٌ‬
‫ودﻟﻴﻞ َﻋ َﻠﻰ ﺗَﻌ ﱡﻠﻖِ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﺮ ﱢﺑ ِﻪ ﱡ‬ ‫وإﺧﻼص ﻓﻲ دﻋﺎﺋﻪ وﺣﺪَ ُﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫اﻻﺳ ِﺘ َﺨﺎ َر ُة ﳉﻮ ٌء إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫ْ‬ ‫‪7‬‬

‫ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ‪ ،‬واﻋﺘﻤﺎ ِد ِﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺆو ِﻧ ِﻪ‪.‬‬

‫اﺣﻔﻆ دﻋﺎء اﻻﺳﺘﺨﺎرة‪ ،‬ﺛﻢ َﺳ ﱢﻤ ْﻌ ُﻪ ﳌﻌﻠﻤﻚ أو زﻣﻴﻠﻚ‪.‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻋﻼم ﻳﺪل ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺴﻮرة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن؟‬

‫‪ :2¢S‬ﻣﺎ اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ اﻻﺳﺘﺨﺎرة؟‬
‫‪ :3¢S‬ﱢﺑﲔ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺮع ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﻣﻦ اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬أراد اﳊﺞ ﻓﻲ إﺣﺪى اﳊﻤﻼت ﻓﺘﺮدد ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﳊﻤﻠﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﻘﺪم ﻻﻣﺮأة ﺧﺎﻃﺒﺎن ﻛﻼﻫﻤﺎ ﳑﻦ ُﻳﺮﺿﻰ دﻳﻨﻪ وأﻣﺎﻧﺘﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬أراد ﺻﻴﺎم اﻷﻳﺎم اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺮﻩ‪.‬‬
‫‪ :4¢S‬ﻣﺘﻰ ﻳﻘﺪم اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ أو ﻳﺤﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﺨﺎرة؟‬

‫(‪ )1‬ﻓﺘﺎوى اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ ‪.322-321/14‬‬

‫‪62‬‬
 



.(äÉ≤HƒªdG) :áª∏c ≈©e í°VƒJ q
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.܃fòdG ôFÉÑc øe äÉ≤HƒªdG ™Ñ°ùdG ¿CG ≈∏Y oøgp ôr Ñn Jo
.äÉ≤HƒªdG ™Ñ°ùdG O uó©Jo
.¬ÑLƒj ’ Éeh ôصdG ÖLƒj Ée ≈dEG äÉ≤HƒªdG ™Ñ°ùdG ∞æu °üJ
.åjóëdG »a IOQGƒdG äÉ≤HƒªdG ™Ñ°ùdG q »a ´ƒbƒdG IQƒ£N ø«u ÑJo
.¬≤jƒ°ûJh ™eÉ°ùdG √ÉÑàfG ó°T Ö«dÉ°SCG øe Ék Hƒ∏°SCG åjóëdG øe èàæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H k §Ñæà°ùJ

‫اﳌﻬﻠﻜﺎت‬

‫ وﻣﺎ ُﻫ ﱠﻦ؟‬،‫ﷲ‬ ِ ‫ﻮل ا‬َ ‫ ﻳﺎ َر ُﺳ‬:‫ ﻗﺎﻟﻮا‬،«‫َﺎت‬ ِ ‫اﻟﺴ ْﺒ َﻊ ْاﳌُﻮ ِﺑﻘ‬‫»اﺟ َﺘ ِﻨ ُﺒﻮا ﱠ‬
ْ :‫ﻗﺎل‬ َ  ‫اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫ ﱠأن ﱠ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة‬
ِ‫ َو َأ ْﻛ ُﻞ َﻣﺎل‬،‫اﻟﺮ َﺑﺎ‬
‫ َو َأ ْﻛ ُﻞ ﱢ‬،‫ِﺎﳊ ﱢﻖ‬
َ ْ ‫ َو َﻗ ْﺘ ُﻞ اﻟ ﱠﻨﻔْ ِﺲ اﻟﺘﻲ َﺣ ﱠﺮ َم اﷲ إﻻ ﺑ‬،‫اﻟﺴ ْﺤ ُﺮ‬ ‫ َو ﱢ‬،‫ﷲ‬ِ ‫»اﻟﺸ ْﺮ ُك ﺑِﺎ‬
‫ ﱢ‬:‫ﻗﺎل‬
ِ ‫ﺎت ْاﳌ ُ ْﺆ ِﻣ َﻨ‬
. «‫ﺎت ا ْﻟ َﻐﺎ ِﻓ َﻼ ِت‬ ِ ‫اﶈ َﺼ َﻨ‬ ‫ َواﻟ ﱠﺘ َﻮ ﱢﻟﻲ ﻳﻮم ﱠ‬،‫ﻴﻢ‬
ْ ُ ْ ‫ َو َﻗ ْﺬ ُف‬،‫اﻟﺰ ْﺣ ِﻒ‬ ِ ‫ا ْﻟ َﻴ ِﺘ‬
)1(

‫ واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ‬،‫ ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻋﻨﻮان آﺧﺮ‬،‫ ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس‬،(‫)اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ‬
.‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.)89( ‫ وﻣﺴﻠﻢ‬،)2766( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

63
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ )‪.(4‬‬

‫‪‬‬

‫ﱪ ‪،‬‬ ‫اﻻﺟﺘﻨﺎب ﻫﻮ ا ِﻻ ْﺑ ِﺘ َﻌﺎ ُد ﻋﻦ اﻟﺸﻲء‪ ،‬وﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﳌﻮﺻﻠﺔ إﻟﻴﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪1‬‬

‫ﱪ ‪.‬‬ ‫ﱪ ‪ ،‬وﻗﻮﻟﻪ‪ :‬ﱫ‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫وﻧﺤﻮﻩ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫ﺑﺎﳌُ ْﻬ ِﻠ َﻜﺎت ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬واﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ اﳊﺬ ُر ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫اﻟﺬﻧﻮب ْ‬
‫ِ‬ ‫وﺻ ُﻒ ِ‬
‫ﺑﻌﺾ‬ ‫ْ‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬وﻳﻜﻮن ﺣﺬ ُرﻩ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ أﺷﺪﱠ ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ اﳌﻮ ِﺑ َﻘﺔ أﺷﺪﱠ وأﺷﺪﱠ ‪.‬‬
‫اﻟﺸ ْﺮ ُك ﻫﻮ‪ :‬ﺻﺮف ﺷﻲءٍ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻐﻴﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻫﻮ أﻋﻈﻢ اﻟﺬﻧﻮب وأﺷﺪﱡ ﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻮ اﻟﺬﻧﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻻ‬ ‫‪ 3‬ﱢ‬
‫ﷲ؟ ﻗﺎل‪َ » :‬أ ْن َ ْﲡ َﻌ َﻞ ِ ِ‬
‫ﷲ ِﻧ ًّﺪا وﻫﻮ َﺧ َﻠ َﻘ َﻚ« ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ‬
‫)‪(4‬‬
‫اﻟﺬﻧ ِْﺐ َأ ْﻋ َﻈ ُﻢ ِﻋ ْﻨﺪَ ا ِ‬ ‫ﻳﻐﻔﺮﻩ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ ،‬وﳌﱠﺎ ُﺳﺌﻞ ﱡ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪َ :‬أ ﱡي ﱠ‬
‫اﻟﺸﺮك َﻛﺒِﻴﺮِﻩ وﺻﻐﻴﺮِﻩ‪ ،‬واﳊﺬ ُر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻴﻪ واﻟﺘﺤﺬﻳ ُﺮ ﻣﻨﻪ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اﺟﺘﻨﺎب‬
‫ُ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ‬‫ﻋﻠﻰ ﱢ‬
‫ﺳﺤﺮِﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﳌﺎ‬ ‫‪ 4‬اﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻳﺤﺼﻞ ﺑﺨﻀﻮع اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﲔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ِ‬
‫ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻐﻴﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺼﺤﻴﺔ‪ ،‬واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ ٍ‬
‫ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ اﳊﺬر ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮ‪ ،‬واﳊﺬر ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﺴﺤﺮة و اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻌﻬﻢ‪.‬‬
‫‪َ 5‬ﻗ ْﺘ ُﻞ اﻟ ﱠﻨ ْﻔ ِﺲ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ أﺷﻨﻊ اﳉﺮاﺋﻢ وأﻛﺒﺮ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎءت اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻪ واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﻗﺎل‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ ‪o n m l k j i h g f e d c‬‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪» :‬ﻟﻦ َﻳ َﺰ َال ْاﳌُﺆْ ِﻣ ُﻦ ِﻓﻲ ُﻓ ْﺴ َﺤﺔٍ ِﻣ ْﻦ ِدﻳ ِﻨ ِﻪ َﻣﺎ َﻟ ْﻢ‬ ‫‪ s r q p‬ﱪ ‪ ،‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬
‫)‪(5‬‬

‫)‪(6‬‬
‫ُﻳ ِﺼ ْﺐ َد ًﻣﺎ َﺣ َﺮا ًﻣﺎ« ‪.‬‬

‫)‪ (3‬ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء‪.32 :‬‬ ‫)‪ (2‬ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم‪.151 :‬‬ ‫)‪ (1‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ‪.36 :‬‬
‫)‪ (6‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري )‪.(6862‬‬ ‫)‪ (5‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء‪.93 :‬‬ ‫)‪ (4‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري )‪ ،(6811‬وﻣﺴﻠﻢ )‪.(86‬‬

‫‪64‬‬
 ‫ْأﻛـ ُ‬
‫ـﻞ اﻟ ّﺮﺑﺎ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ اﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ~ } | { z y x w v u :‬ﮯ‬ ‫‪6‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫¡‪¢‬‬
‫ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻓﻬﻮ أﺷﺪ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‪:‬‬
‫أﻛﻞ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﺟﺮﳝﺔ ﻛﺒﻴﺮة‪ ،‬وإذا ﻛﺎن اﻟﺬي ﻳﺆﻛﻞ ﻣﺎﻟﻪ ً‬ ‫‪7‬‬

‫‪a ` _^ ] \ [ Z Y X W V U T‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 8‬اﻟﺘﻮﻟﻲ ﻳﻮم اﻟﺰﺣﻒ‪ ،‬وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﻔﺮار ﻣﻦ اﳌﻌﺮﻛﺔ؛ ﻷن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬ﻛﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ‬
‫إذا ﻛﻠﻒ وﻟﻲ أﻣﺮﻧﺎ ﺧﺎدم اﳊﺮﻣﲔ اﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ﻣﻠﻚ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪-‬ﻳﺤﻔﻈﻪ اﷲ‪ -‬ﻓﺌ ًﺔ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎل ً‬
‫اﻟﻮﻃﻦ‪ُ ،‬ﺣﺮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺮك أرض اﳌﻌﺮﻛﺔ‪ ،‬وﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ‪ :‬ﻣﻦ ﻛﺎن ﻓﺮارﻩ ﺑﻘﺼﺪ ﺧﺪاع اﻟﻌﺪو‪ ،‬أو اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔٍ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ أﺧﺮى‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ :‬‬
‫‪. Ì Ë Ê ÉÈ Ç Æ Å Ä Ã Â Á‬‬
‫)‪(3‬‬

‫ـﻼت ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ‬ ‫ـــﺬ ُف اﻟﻨﺴﺎء ْاﳌُــﺆْ ِﻣــ َﻨ ِ‬

‫ــﺎت اﻟﻌﻔﻴﻔﺎت‪ ،‬اﻟﺒﻌﻴﺪات ﻋــﻦ اﻟ ـ ﱢﺰﻧــﺎ‪ ،‬ا ْﻟ ـ َﻐــﺎ ِﻓـ ِ‬ ‫‪ 9‬ﻣــﻦ اﳉــﺮاﺋــﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮة‪َ :‬ﻗ ْ‬
‫ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺑــﺄﺷــﺪ اﻟــﻌــﺬاب ﻓــﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧـ ــﺮة‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪:‬‬ ‫إﻧــﻬــﻦ ﻻ ﻳﻔﻜﺮن ﻓﻴﻪ أﺻ ــﻼً ؛ وﻟــﺬﻟــﻚ ﺗــﻬــﺪﱠ َد ا ُ‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻲ ﺗﺸﻮﻳﻖ اﻟﺴﺎﻣﻌﲔ وﺟﺬب اﻧﺘﺒﺎﻫﻬﻢ ﳌﺎ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ؛ ﺣﻴﺚ أ َﻣ َﺮﻫﻢ‬ ‫‪ 10‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ أﺳﻠﻮب ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﱢ‬
‫ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ِﻋﻈﻢ إﺛﻤﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﺛﻢ َﺳ َﻜ َﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪‬‬ ‫ﺷﺪﻳﺪ ﱡ‬
‫ٍ‬ ‫ﺑﺎﺟﺘﻨﺎب ﻋﺪَ دٍ ﻣﺤﺪودٍ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﺻﻲ‪َ ،‬و َو َﺻ َﻔ ُﻪ ﺑﻮﺻﻒ‬
‫اﻧﺘﺒﺎﻫﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺳﺄﻟﻮﻩ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑ ﱠﻴﻨﻬﺎ ﻟﻬﻢ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ﺑﻌﺪ أن أﺛﺎر‬

‫‪ :1¢S‬ﻫﻞ اﻟﺴﺒﻊ اﳌﻮﺑﻘﺎت ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب؟ ﺑﺮﻫﻦ ﳌﺎ ﺗﺬﻛﺮ‪.‬‬

‫‪ :2¢S‬ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻊ اﳌﻮﺑﻘﺎت ﻣﺎ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻹﺳﻼم‪ّ ،‬ﺑﲔ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ :3¢S‬ﳌﺎذا ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﺸﺮك ﻋﻨﺪ ذﻛﺮ اﻟﺴﺒﻊ اﳌﻮﺑﻘﺎت؟‬

‫)‪ (1‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.278 :‬‬

‫)‪ (2‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء‪.10 :‬‬
‫)‪ (3‬ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل‪.16 :‬‬
‫)‪ (4‬ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر‪.23 :‬‬

‫‪65‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e ø«ÑJ‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J‬‬
‫‪.ÉfõdG øe ìQGƒédG ßØMh áØ©dGh áeÉ≤à°S’G ᫪gCG ∑QóJ‬‬
‫‪.Ö∏≤dG ±GôëfG »a ∂dP ôKCGh ô¶ædG ¥ÓWEG ô£N ø«u ÑJ‬‬
‫‪.πLôdGh ó«dGh ¿PC’Gh ø«©dG :ÉfR ≈∏Y ’k Éãe Üô°†J‬‬
‫‪.ÉfõdÉH »°UÉ©ªdG √òg ᫪°ùJ øe ᪵ëdG ø«u ÑJ‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬

‫ُﻗﺪﱢ ر‬
‫ﻴﺒ ُﻪ ﻣﻦ‬ ‫»ﻛ ِﺘ َﺐ َﻋ َﻠﻰ ِ‬
‫اﺑﻦ آ َد َم َﻧ ِﺼ ُ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة ‪ ‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻗﺎل‪ُ :‬‬
‫ﺎن ِز َﻧﺎ ُﻫ َﻤﺎ اﻟ ﱠﻨ َﻈ ُﺮ‪َ ،‬وا ُﻷ ُذ َﻧ ِ‬
‫ﺎن ِز َﻧﺎ ُﻫ َﻤﺎ‬ ‫اﻟﺰ َﻧﺎ ُﻣ ْﺪر ٌِك ذ َ‬
‫َﻟﻚ ﻻ َﻣ َﺤﺎ َﻟﺔَ‪َ ،‬ﻓﺎ ْﻟ َﻌ ْﻴ َﻨ ِ‬ ‫ﱢ‬
‫ﺎﻫﺎ ا ْﻟ َﺒ ْﻄ ُﺶ‪َ ،‬و ﱢ‬
‫اﻟﺮ ْﺟ ُﻞ ِز َﻧ َ‬
‫ﺎﻫﺎ‬ ‫ﺎع‪َ ،‬واﻟ ﱢﻠ َﺴﺎنُ ِز َﻧﺎ ُﻩ ا ْﻟ َﻜﻼ ُم‪َ ،‬وا ْﻟ َﻴ ُﺪ ِز َﻧ َ‬
‫اﻻﺳ ِﺘ َﻤ ُ‬
‫ْ‬
‫ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻔﻌﻞ‬
‫اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‬ ‫اﳋ َﻄﺎ‪َ ،‬وا ْﻟ َﻘ ْﻠ ُﺐ َﻳ ْﻬ َﻮى َو َﻳ َﺘ َﻤ ﱠﻨﻰ‪َ ،‬و ُﻳ َﺼﺪﱢ ُق ذﻟﻚ ا ْﻟﻔ َْﺮ ُج َو ُﻳ َﻜ ﱢﺬ ُﺑ ُﻪ« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ُْ‬

‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)6243‬وﻣﺴﻠﻢ (‪ ،)2657‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‪.‬‬

‫‪66‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬

‫‪ 1‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻦ أن َﻳ ْﺤ َﻔ َﻆ ﻋﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﶈ ﱠﺮﻣﺎت ﻛ ﱢﻠﻬﺎ‪ ،‬وﺑ َِﺨ ﱠ‬
‫ﺎﺻﺔٍ ﻣﺎ ﻳﺆ ﱢدي إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺰﻧﺎ؛ ﻓﺈن اﻟﻌﲔ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﻄﺮق اﳌﺆ ﱢدﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪأ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ﻗﺼﺪا ﻓﻬﻮ آﺛﻢ‪ ،‬وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪاﻓﻌﺔ ﻧﻔﺴﻪ واﻟﺘﻮﺑﺔ واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر‪ ،‬وإن وﻗﻊ ﻧﻈﺮﻩ‬ ‫‪ 2‬إذا ﻧ ََﻈ َﺮ اﳌﺴ ِﻠ ُﻢ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ً‬
‫ﻋﺒﺪ ا ِ‬
‫ﷲ ‪ ‬ﻗﺎل‪َ :‬ﺳ َﺄ ْﻟ ُﺖ‬ ‫ﻳﺴﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻦ َﺟﺮِﻳ ِﺮ ﺑﻦ ِ‬
‫ُ‬ ‫ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺼﺮف َﺑ َﺼ َﺮﻩ ﻋﻦ اﳊﺮام وﻻ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﷲ ‪ ‬ﻋﻦ ﻧ ََﻈ ِﺮ ا ْﻟﻔ َُﺠﺎ َء ِة » َﻓ َﺄ َﻣ َﺮ ِﻧﻲ َأنْ َأ ْﺻﺮ َ‬
‫ِف َﺑ َﺼﺮِي« ‪.‬‬ ‫ﻮل ا ِ‬
‫َر ُﺳ َ‬
‫‪ 3‬اﻟﺴﻤﻊ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ‪ ،‬واﻟﻮاﺟﺐ ﺷﻜﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺟﺘﻨﺎب اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﳊــﺮام‪ ،‬ﻛﺎﻟﻐﻴﺒﺔ واﻟﻨﻤﻴﻤﺔ‬
‫واﻟﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ إﻟﻰ ﺧﻄﻮرة زﻧﺎ اﻟ ﱢﻠ َﺴ ِﺎن‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﺻﻮر ﻣﺘﻌﺪﱢ َد ٌة ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ ﲡﻨﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ 4‬ﻧ ﱠﺒ َﻪ ﱡ‬
‫اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﻔﺎﺣﺶ‪ ،‬واﻟﻘﺬف ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ واﻟﻔﺠﻮر‪ ،‬واﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﻨﺴﺎء ﺑﻜﻼم ﺧﺎدش ﻟﻠﺤﻴﺎء‪.‬‬
‫زﻧﺎ اﻟﻴﺪﻳﻦ ُﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻨﻜﺮ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺑﺎﻟﻴﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻗﺪ ُﻳﻮﺻﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ إﻟﻰ اﻟﺰﻧﺎ اﳊﻘﻴﻘﻲ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬ﳌﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻠﻤﺮأة‬ ‫‪5‬‬

‫اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﲢﻞ ﻟﻪ‪ ،‬أو اﻟﻌﻜﺲ‪.‬‬

‫‪ 6‬اﳌﺸﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪﻣﲔ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﲢﻤﻞ اﻟﻌﺒﺪ إﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﳌﺸﻲ إﻟﻰ اﳌﺴﺎﺟﺪ وﻓﻲ ﺻﻠﺔ اﻷرﺣﺎم‪،‬‬
‫واﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﻓﻼ ﳝﺸﻲ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﻓﺴﺎد ﻓﻲ اﻷرض واﻧﺘﻬﺎك ْ ُ‬
‫اﳊﺮﻣﺎت‪،‬‬
‫اﳋ َﻄﺎ«‪.‬‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﺑﻘﻮﻟﻪ‪َ » :‬واﻟ ﱢﺮ ْﺟ ُﻞ ِز َﻧ َﺎﻫﺎ ْ ُ‬
‫ﻓﺈن ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ دﺧﻞ ﺑﺎ ًﺑﺎ ﻣﻦ أﺑﻮاب اﻟ ﱢﺰﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﻧ ﱠﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﱡ‬
‫ا ْﻟ َﻘ ْﻠ ُﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪار اﻷﻋﻤﺎل‪ ،‬وﻫﻮ ﻗﺪ َﻳ ْﻬ َﻮى َو َﻳ َﺘ َﻤ ﱠﻨﻰ اﻟﺸﻬﻮات‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﳌﺆﻣﻦ أن ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫وﻳﻌﻠﻢ أن ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ دار اﻣﺘﺤﺎن‪ ،‬وﻗﺪ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‪ t s r q p‬ﱪ ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2159‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت‪.69 :‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ 8‬ﻗﺪ ﻳﻘﻊ اﳌﺴﻠﻢ ﻓﻲ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﻮﺻﻠﺔ إﻟﻰ اﳊﺮام‪ ،‬وﻳﺴﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻮ ﻫﻨﺎ إﻣﺎ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ‪ ،‬وإﻣﺎ أن‬
‫ﻳﺘﻤﺎدى ﻓﻴﻐﻠﺒﻪ اﻟﻬﻮى واﻟﺸﻴﻄﺎن ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮلِ اﻟﻨﺒﻲ ‪َ » :‬و ُﻳ َﺼﺪﱢ ُق ذﻟﻚ ا ْﻟ َﻔ ْﺮ ُج‬
‫َو ُﻳ َﻜ ﱢﺬ ُﺑ ُﻪ«‪.‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻣﺎ أﺛﺮ ِ‬
‫اﻟﻌ ﱠﻔﺔ واﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ؟‬
‫‪ :2¢S‬ﻣﺎ اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﻌﺎﺻﻲ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺴﻤﺎع واﻟﺒﻄﺶ وﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ؟‬

‫‪68‬‬
 



.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e ø«q ÑJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
q ≈æ©e ø«u ÑJ
.¬ªµMh ,¢û¨dG
.É¡«a ¢û¨dG ™≤j ¿CG øµªj »àdG á∏ãeC’G ¢†©H Oó©Jo
.á©∏°ùdG Ö«Y QÉ¡XEG ºµM èàæà°ùJ
.¢û¨dG OƒLh óæY …ôà°ûªdG ≥M ßØëd áYhô°ûªdG πFÉ°SƒdG ø«u ÑJ
.¢û¨dG ≈∏Y áÑJôàªdG á«Ñ∏°ùdG QÉKB’G O uó©J
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©Hk §Ñæà°ùJ

‫ﻛﻮﻣﺔ‬
‫ َﻓ َﺄ ْد َﺧ َﻞ َﻳ َﺪ ُﻩ‬،‫ َﻣ ﱠﺮ ﻋﻠﻰ ُﺻ ْﺒ َﺮ ِة ﻃَ َﻌ ٍﺎم‬ ‫ﷲ‬ َ ‫ َأ ﱠن َر ُﺳ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة‬
ِ ‫ﻮل ا‬
‫رﻃﻮﺑﺔ‬
:‫ﻗﺎل‬ َ ،«‫اﻟﻄ َﻌﺎ ِم؟‬ ‫ﺎﺣ َﺐ ﱠ‬ ِ ‫ » َﻣﺎ َﻫ َﺬا َﻳﺎ َﺻ‬:‫ ﻓﻘﺎل‬،ً‫ َﻓ َﻨﺎ َﻟ ْﺖ َأ َﺻﺎ ِﺑ ُﻌ ُﻪ َﺑ َﻠﻼ‬،‫ﻓﻴﻬﺎ‬
‫اﳌﻄﺮ‬
‫ » َأ َﻓﻼ َﺟ َﻌ ْﻠ َﺘ ُﻪ َﻓ ْﻮ َق ﱠ‬:‫ ﻗﺎل‬،‫ﷲ‬
‫اﻟﻄ َﻌﺎ ِم َﻛ ْﻲ َﻳ َﺮا ُﻩ‬ ِ ‫ﻮل ا‬َ ‫اﻟﺴ َﻤﺎ ُء َﻳﺎ َر ُﺳ‬ ‫َأ َﺻﺎ َﺑ ْﺘ ُﻪ ﱠ‬
‫ » َﻣ ْﻦ ﻏَ ﱠﺸ َﻨﺎ َﻓ َﻠ ْﻴ َﺲ‬:‫ وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ آﺧﺮ‬، «‫اﻟﻨﺎس؟! ﻣﻦ ﻏَ ﱠﺶ َﻓ َﻠ ْﻴ َﺲ ِﻣ ﱢﻨﻲ‬
)1(

. «‫ِﻣ ﱠﻨﺎ‬
)2(

.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.)102( ‫) أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ‬1(

.)101( ‫) أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ‬2(
69
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬
‫ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬وﻗﺎﻋﺪ ًة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫‪ُ 1‬ﻳﻘ ﱢَﺮ ُر اﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡﻲ ‪ ‬ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺒﺪ ًأ ً‬
‫اﻷﺧﻼق واﻟﺴﻠﻮك؛ أﻻ وﻫﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ اﻟﻐﺶ ﺑﻜﻞ ﺻﻮرﻩ وأﺷﻜﺎﻟﻪ‪ ،‬وﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮر‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻐﺶ ﺑﺎ ْﻟ َﻘ ْﻮ ِل‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬أن ﻳﻘﻮل‪ :‬ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﺣﺴﻦ أو أﺟﻮد ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬أو‪ :‬ﻫﻲ ُﻣ َﺠ ﱠﺮﺑﺔ وﻣﻤﺘﺎزة‪،‬‬
‫أو‪ :‬أﻧﻬﺎ ﺳﻠﻴﻤﺔ‪ ،‬واﻟﻮاﻗﻊ ﺧﻼف ذﻟﻚ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻠﻐﺶ ﺑﺎﻟﻘﻮل‪ :‬ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﻮاﻗﻊ‬
‫اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺴﻮق ﻟﺒﻀﺎﻋﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺸﺮ ﺻﻮر ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ‪ ،‬أو ﻋﺮض ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﻻ‬
‫ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺮوﻳﺞ ﺳﻠﻌﺘﻪ‪ ،‬وﺧﺪاع اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ واﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ﺑﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻐﺶ ِﺑﺎ ْﻟ ِﻔ ْﻌﻞِ ‪ ،‬وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﻐﺶ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء‪ ،‬وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻣﺎ‬
‫ﺤﺮﻛﻬﺎ )ﻣﺎﻛﻴﻨﺘﻬﺎ( ﻳﺘﺴﺮب ﻣﻨﻪ اﻟﺰﻳﺖ ﻓﻴﻨﻈﻒ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﻊ ﺳﻴﺎرﺗﻪ‪ ،‬ﻛﺄن ﻳﻜﻮن ُﻣ ﱠ‬
‫ﻋﺪاد اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻟﻴﻮﻫﻢ ﻗﻠﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻠﻐﺶ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪:‬‬ ‫ﻻ ﻳﺮاﻩ اﻟﻤﺸﺘﺮي‪ ،‬أو َﻳﻔْ ِﺼ ُﻞ ﱠ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ واﻟﺘﺰوﻳﺮ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬وإﻳﻬﺎم اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ أﻧﻬﺎ أﺻﻠﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻐﺮﻳﺮ‬
‫ﺑﻪ‪ ،‬وأﻛﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ‪.‬‬
‫ﻮت‪ ،‬وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﺴﻜﻮت ﻋﻦ اﻟﻌﻴﺐ اﻟﺬي ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻠﻪ وﻗﻮع ﺿﺮر ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ‬ ‫ﺎﻟﺴ ُﻜ ِ‬
‫‪ ‬اﻟﻐﺶ ِﺑ ﱡ‬
‫اﻟﺨﻄﺒﺔ‪ ،‬وﻛﺘﻢ‬ ‫ﺑﻪ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻛﺘﻢ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺰواج ﻟﻠﻌﻴﺐ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻃﺐ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﺸﺎرة ﻓﻲ ِ‬
‫ﻣﻨﺰﻻ أو ﺳﻴﺎرة أو ﻫﺎﺗ ًﻔﺎ أو ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻠﻌﻴﺐ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﺳﻠﻌﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻴﺒﻴﻌﻬﺎ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي‬‫ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ً‬
‫دون ﺑﻴﺎن ﻋﻴﻮﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺷﺮاﺋﻬﺎ‪ ،‬أو اﻟﻤﻔﺎوﺿﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﺮﻫﺎ‪،‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺘﻢ اﻟﻤﺆﺟﺮ ﻟﻠﻌﻴﺐ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟ َﻌﻘﺎر اﻟﺬي ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻟﻺﻳﺠﺎر وﻻ ﻳﺒﻴﻨﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬وﻗﺪ َد ﱠل‬
‫ﺻﺎﺣﺐ‬
‫َ‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺚ َﻋ َﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻢ ِﻛ ْﺘ َﻤ ِﺎن اﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻌﺔ اﻟﻤﺒﻴﻌﺔ‪ ،‬أو اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة‪ ،‬وﻟﻬﺬا َأ َﻣ َﺮ ﱡ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪‬‬ ‫ُ‬
‫ﻳﺨﻔﻴﻪ‪.‬‬
‫َ‬ ‫اﻟﻤﻌﻴﺐ وﻻ‬
‫َ‬ ‫اﻟﻄﻌﺎم أن ُﻳﻈﻬﺮ‬
‫اﻟﻐﺎش و َﻧ َﻔﻰ ﻋﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ‬
‫ﱢ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪َ ‬ﺗ َﺒ ﱠﺮأ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷن ﱠ‬ ‫اﳊﺪﻳﺚ َﻋ َﻠﻰ أن ﱠ‬
‫ُ‬ ‫‪َ 2‬د ﱠل‬
‫اﳋﺼﻠﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪،‬‬ ‫اﳌﺴﻠﻤﲔ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﺼﻴﻐﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ واﻟﺰﺟﺮ اﻷﻛﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ ْ َ‬
‫وﻟﻜﻨﻪ ﻻ َﻳ ْﻜ ُﻔ ُﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ 3‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﻮاﻓﻖ ﻓﻲ ﺑﻴﻌﻪ وﺷﺮاﺋﻪ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮع اﻟﻤﻄﻬﺮ؛ وإن ﺗﺴﺒﺐ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻘﺺ ﻗﻴﻤﺔ ﺳﻠﻌﺘﻪ أو‬
‫ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﺑﺎﻟﻐﺶ واﻟﺨﺪاع اﻟﺒﺎﻃﻞ واﻹﺿﺮار ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬و ْﻟ َﻴ ْﻌﻠﻢ أن‬ ‫ُ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻋﺪم ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق؛ وﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪» :‬ا ْﻟ َﺒ ﱢﻴ َﻌ ِﺎن ِﺑﺎ ْﻟ ِﺨ َﻴﺎ ِر ﻣﺎ ﻟﻢ َﻳ َﺘﻔ ﱠَﺮ َﻗﺎ ‪ -‬أو‬
‫ﻗﻞ‪ ،‬وا ْﻟ َﻤ ْﺤ َﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام وإن َﻛ ُﺜ َﺮ؛ وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﺎل ﱡ‬ ‫اﻟﺒﺮﻛ َﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻼل وﻟﻮ ﱠ‬
‫َﺖ َﺑ َﺮ َﻛ ُﺔ َﺑ ْﻴ ِﻌ ِﻬ َﻤﺎ« ‪.‬‬ ‫ﻗﺎل‪ :‬ﺣﺘﻰ َﻳ َﺘﻔ ﱠَﺮ َﻗﺎ‪َ -‬ﻓﺈنْ َﺻﺪَ َﻗﺎ َو َﺑ ﱠﻴ َﻨﺎ ُﺑﻮ ِر َك َﻟ ُﻬ َﻤﺎ ﻓﻲ َﺑ ْﻴ ِﻌ ِﻬ َﻤﺎ‪َ ،‬و ِإنْ َﻛ َﺘ َﻤﺎ َو َﻛ َﺬ َﺑﺎ ُﻣ ِﺤﻘ ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ 4‬إن ﲢﺮﱘ اﻟﻐﺶ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدي أو اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ أﻣﺮ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻀﻠﻴﻞ‬
‫أو ﺧﺪاع ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬وﻣﻦ ذﻟﻚ‪ :‬اﻟﻐﺶ ﻓﻲ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻌﻠﻤﻲ أو اﻷدﺑﻲ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﺻﻮر ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻐﺶ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت اﻻﺧﺘﺒﺎرات‪ ،‬وﺑﺄي وﺳﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ؛ ﳌﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺼﻮل اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ‬
‫درﺟﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ‪ ،‬واﻷﺷﺪ ﻣﻨﻪ اﻧﺘﺤﺎل ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺨﺘﺒﺮ‪ ،‬واﻻﺧﺘﺒﺎر ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺘﺰوﻳﺮ ﻟﻠﺸﻬﺎدات واﳌﺆﻫﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؛ ﻷن اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺰ ّور ﻳﻨﺴﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ‪ ،‬وﻟﻢ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ‬
‫اﻟﺘﻜﺴﺐ اﳌﺎدي ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺰوﻳﺮ‪ ،‬وﺗﻀﻠﻴﻞ اﻟﻨﺎس وﺧﺪاﻋﻬﻢ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ﺑﺠﻬﺪﻩ‪ ،‬وﻳﺰداد اﻷﻣﺮ ﲢﺮ ًﳝﺎ إذا ﺣﺎول‬
‫‪ ‬اﻧﺘﻬﺎك اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ‪ :‬اﻟﺴﺮﻗﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ﳌﺆﻟﻔﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬وﻧﺘﺎﺟﻬﻢ‬
‫اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﻗﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬أو ﺟﺰﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ ،‬ﻓﻴﻨﻘﻞ ﺟﻬﻮد ﻏﻴﺮﻩ‪،‬‬
‫وﻳﻀﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ‪ ،‬دون أن ﻳﻮﺛﻖ ﻫﺬا اﻟﻨﻘﻞ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬وﻳﻨﺴﺐ ﻫﺬﻩ اﳉﻬﻮد ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﲡﻨﺐ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﻐﺶ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻔﻜﺮي‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻨﺴﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫(‪)2‬‬
‫»اﻟﻤ َﺘ َﺸ ﱢﺒ ُﻊ ﺑﻤﺎ َﻟ ْﻢ ُﻳ ْﻌ َﻂ َﻛﻼ ِﺑ ِﺲ َﺛ ْﻮ َﺑ ْﻲ ُزورٍ « ‪،‬‬ ‫ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻮﻋﻴﺪ اﻟﺸﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ُ :‬‬
‫وﻳﻌﻠﻢ أن اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻬﺬﻩ اﳊﻘﻮق‪ ،‬وﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪´GóHE’Gh ôµØdG »ªëJ »àdG ¥ƒ≤ëdG áYƒªée »g ‬‬
‫‪äÉeÓ©dGh ,´GôàN’G äGAGôHh ,∞dDƒªdG ≥M πª°ûJh ,»fÉ°ùfE’G‬‬
‫‪ºJ óbh ,á∏eɵàªdG äGQGó∏d á«£«£îàdG äɪ«ª°üàdGh ,á«JÉÑædG ±Éæ°UC’Gh ,á«YÉæ°üdG êPɪædGh ,ájQÉéàdG‬‬
‫‪AÉæHh ájôµØdG ᫵∏ªdG ¥ƒ≤M ΩôàëJ áÄ«H AÉ°SQEGh ,¥ƒ≤ëdG √òg ájɪëd ájôµØdG ᫵∏ª∏d ájOƒ©°ùdG áÄ«¡dG AÉ°ûfEG‬‬
‫‪.áµ∏ªªdG πNGO ájQɪãà°SG á«°ùaÉæJ áÄ«H ≥∏Nh ,äÉcÉ¡àf’G øe ∫ÉN‬‬
‫‪m ,ɡ૪gCG »©j ™ªàée‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)2079‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)532‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)5219‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)2129‬‬

‫‪71‬‬
 ‫اﻟﻨﺒﻲ ‪َ ‬‬
‫اﻟﺒﺎﺋﻊ أن ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻟﻪ اﻟﺒﻠﻞ واﻟﻔﺴﺎد وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻴﺮاﻩ اﻟﻨﺎس؛ دل ذﻟﻚ‬ ‫‪َ 5‬ﻟ ﱠﻤﺎ أﻣﺮ ﱡ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺑﺄس ﺑﺒﻴﻊ اﻟﺸﻲء اﻟﺮديء إذا ﻋﻠﻢ اﳌﺸﺘﺮي ﺑﻌﻴﺒﻪ‪.‬‬
‫‪ 6‬ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺶ ﻣﻔﺎﺳﺪُ ﻛﺜﻴﺮة‪ ،‬ﻓﻤﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻇﻬﻮر اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء واﳌﺸﺎﺟﺮات ﺑﲔ اﳌﺴﻠﻤﲔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻧﺘﺸﺎر اﳌﻜﺮ واﳋﺪﻳﻌﺔ وﻣﺴﺎوئ اﻷﺧﻼق‪.‬‬
‫‪ ‬أﻛﻞ اﳌﺎل ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻹﺿﺮار ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ وأﻣﻮاﻟﻬﻢ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻗﻠﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻸﻓﺮاد واﳌﺠﺘﻤﻊ ﺑﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﻗﻠﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ‪ ،‬وﺣﻠﻮل اﻟﻜﻮارث اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪،‬‬
‫وﺷﻴﻮع اﻷﻣﺮاض‪ ،‬وﻋﺪم اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء‪.‬‬

‫اﻛﺘﺐ أﺷﻬﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻐﺶ‪ ،‬واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻲ اﳌﺸﺘﺮي ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻪ‪:‬‬

‫وﺳﺎﺋﻞ ﲡﻨﺐ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻴﻪ‬ ‫اﻟﻐﺶ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق‬

‫‪72‬‬
‫ﻗﺎﻣﺖ وزارة اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﻌﻤﻞ رﻗﻢ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻠﺒﻼﻏﺎت (‪ )1900‬وﺑﺈﺻﺪار ﺗﻄﺒﻴﻖ )ﺑﻼغ ﲡﺎري(‪ ،‬ﺗﻌﺮف ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺑﺮز ﳑﻴﺰاﺗﻪ وﻃﺮاﺋﻖ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻪ‪:‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫اﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬ﱢﺑﲔ دﻻﻟﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪.‬‬ ‫‪:1¢S‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎذا ﻳﺪل ُ‬
‫ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪» :‬أﻓﻼ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻮق اﻟﻄﻌﺎم ﻛﻲ ﻳﺮاﻩ اﻟﻨﺎس«؟‬ ‫‪:2¢S‬‬
‫اذﻛﺮ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺶ ﻓﻲ ﻛﻞ ﳑﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪ :‬اﻟﺰواج‪ ،‬اﻟﻐﺶ اﻟﺘﺠﺎري‪ ،‬اﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ‪،‬‬ ‫‪:3¢S‬‬
‫اﻟﻐﺶ ﻓﻲ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت‪ ،‬اﻟﻐﺶ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‪.‬‬
‫ﻣﺎ اﳌﻔﺎﺳﺪ اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺶ؟‬ ‫‪:4¢S‬‬

‫‪73‬‬
 



(ájQÉédG ábó°üdG) :`H OGôªdG í°VƒJq
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.ájQÉédG ábó°üdG á∏ãeCG O uó©J
.º∏©dG ô°ûf á∏«°†a ø«u ÑJ
.O’hCÓd áëdÉ°üdG á«HôàdG π°†a ø«u ÑJ
.äɪªdG ó©H ™Øæj ɪH É«fódG IÉ«ëdG ΩÉæàZG πFÉ°Sh O uó©J
.É¡HGƒK ôªà°ùj »àdG ∫ɪYC’G ≈∏Y ¢UôëJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©Hk §Ñæà°ùJ

‫اﻟﺼﺪﻗﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺎت ا ِﻹ ْﻧ َﺴﺎنُ ا ْﻧﻘ ََﻄ َﻊ ﻋﻨ ُﻪ َﻋ َﻤ ُﻠ ُﻪ إﻻ‬
َ ‫ »إذا َﻣ‬:‫ ﻗﺎل‬ ‫ أن اﻟ ﱠﻨﺒ ﱠِﻲ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة‬ ‫ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺛﻮاﺑﻬﺎ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﻮت‬
. «‫ ْأو َو َﻟ ٍﺪ َﺻﺎ ِﻟ ٍﺢ َﻳ ْﺪ ُﻋﻮ َﻟ ُﻪ‬،‫ ْأو ِﻋ ْﻠ ٍﻢ ُﻳ ْﻨ َﺘﻔ َُﻊ ِﺑ ِﻪ‬،‫ إﻻ ِﻣ ْﻦ َﺻ َﺪ َﻗ ٍﺔ َﺟﺎ ِر َﻳ ٍﺔ‬:‫ِﻣ ْﻦ َﺛﻼ َﺛ ٍﺔ‬
)1(

.‫اﻹﻧﺴﺎن‬

(‫)اﻟﺼﺪﻗﺔ اﳉﺎرﻳﺔ – ﺗﻮرﻳﺚ اﻟﻌﻠﻢ – ﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻷوﻻد – اﺳﺘﻤﺮار اﳊﺴﻨﺎت ﺑﻌﺪ اﳌﻤﺎت‬
.‫ واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬،‫اﺧﺘﺮ اﻟﻌﻨﻮان اﻷﻧﺴﺐ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ أﻋﻼﻩ‬

.)1631( ‫) أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ‬1(

74
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬

‫‪ِ 1‬ﻣ ْﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺒﺎدﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ أن أﺑﻘﻰ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺛﻮاﺑﻪ ﻋﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ُﻳ ِﺪ ﱡر‬
‫وﻳﺮﻓﻊ درﺟﺎ ِﺗﻬﻢ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﻨﺎت ﻣﺎ ُﻳ َﻜ ﱢﻔ ُﺮ ﺳﻴﺌﺎ ِﺗﻬﻢ‪،‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ٌ‬
‫ﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪﻗﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ‪ ،‬وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻬﺎ‪ :‬اﻟﻮﻗﻒ‪ ،‬وﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ‪ ،‬وﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﻤﺼﺤﻒ وﺗﻮزﻳﻌﻪ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وﺳﻘﻴﺎ اﻟﻤﺎء‪ ،‬ﻛﻮﺿﻊ ﺑﺮادات اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻷﺳﻮاق واﻟﻄﺮﻗﺎت‪.‬‬

‫وﻏﺮس اﻷﺷﺠﺎر‪ ،‬وﺣﻔﺮ اﻵﺑﺎر‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻧﺸﺮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ‪ ،‬وﻫﻮ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻣﺒﺎح ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫‪ 3‬ﱠ‬
‫دل‬
‫اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪ ،‬أم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ وﻧﺸﺮﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ 4‬ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻫﻤ ﱠﻴ ُﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬وأﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ أن ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ‪ ،‬وﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻨﻪ‬
‫ﺻﻐﻴﺮا‪ ،‬وﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟ ﱠﺘ َﺴ ﱡﺒ ِﺐ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪ ﻛﻘﻮﻟﻪ‪ :‬رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ وﻟﻮاﻟﺪي‪ ،‬رب ارﺣﻤﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ رﺑﻴﺎﻧﻲ‬
‫اﷲ ‪» :‬إن‬ ‫دﻋ ْﻮا ﻟﻮاﻟﺪَ ْﻳﻬﻢ‪ ،‬وﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل ِ‬ ‫ﺑﺤﻴﺚ إذا أﺣﺴﻦ اﻷوﻻد إﻟﻰ اﻟﻨﺎس َ‬
‫ِﺎﺳ ِﺘﻐْ َﻔﺎ ِر َو َﻟ ِﺪ َك َﻟ َﻚ« ‪.‬‬ ‫ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ َﻟ َﻴ ْﺮ َﻓ ُﻊ اﻟﺪﱠ َر َﺟ َﺔ ِﻟ ْﻠ َﻌ ْﺒ ِﺪ ﱠ‬
‫اﻟﺼﺎ ِﻟ ِﺢ ﻓﻲ ا ْﻟ َﺠ ﱠﻨ ِﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻘﻮل‪ :‬ﻳﺎ َر ﱢب َأﻧﱠﻰ ﻟﻲ ﻫﺬﻩ؟ ﻓﻴﻘﻮل‪ :‬ﺑ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ا َ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻷوﻻد‪ ،‬ﻓﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻌﻮن واﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﺣﺚ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻏﺘﻨﺎم ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت؛ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻤﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﱞ‬ ‫‪6‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ (‪ ،)3660‬وأﺣﻤﺪ (‪ ،)10610‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‪.‬‬

‫‪75‬‬
 IOó©àªdG É¡©aÉæªd ,É¡«a áªgÉ°ùªdG »a Ö«ZôàdGh ,±ÉbhC’ÉH ájÉæ©dG ≈∏Y á«eÓ°SE’G á©jô°ûdG âãM
 áHÉë°üdG øe óMCG øe Éeh ,É¡©ØfCGh äÉbó°üdG π°†aCG ¿ƒµJ ¿CG â≤ëà°SG Gòdh ,™ªàéªdGh OôØ∏d
. ˆG óÑY øH ôHÉL ôcP ɪc ,¬dÉe øe ÉÄk «°T ∞bh ’EG IQó≤e hP ƒgh
á°UÉN ájÉæY -ˆG ¬¶Øëj- ø«Øjô°ûdG ø«eôëdG ΩOÉN IOÉ«≤H ájOƒ©°ùdG á«Hô©dG áµ∏ªªdG ÉfOÓH âdhCG ≥∏£æªdG Gòg øe
QhO õjõ©J ≈dEG ±ó¡J »àdGh ,(±ÉbhCÓd áeÉ©dG áÄ«¡dG) AÉ°ûfEG :∂dP ôgɶe øeh ,É¡H ô«¶ædG ™£≤æe Ék eɪàgGh ,±ÉbhC’ÉH
ájDhQh ,᪶fC’Gh ,á«eÓ°SE’G á©jô°ûdG ó°UÉ≤ªd É≤k ah ,»YɪàL’G πaɵàdGh á«YɪàL’Gh ájOÉ°üàb’G ᫪æàdG »a ±ÉbhC’G
.2030 ájOƒ©°ùdG á«Hô©dG áµ∏ªªdG
»a á«©ªàéªdG ácQÉ°ûªdG õ«ØëJ ≈dEG ±ó¡J »àdG ,(»Øbh á°üæe) `c ,èeGôÑdGh äGQOÉѪdG øe GkOóY áÄ«¡dG â≤∏WCG óbh
πµ°ûH É¡∏jhªJh ™jQÉ°ûªdG ºYO »a á«∏µdG hCG á«FõédG áªgÉ°ùª∏d ; áaÉc ™ªàéªdG äÉÄa ΩÉeCG á°UôØdG í«àJh ,»ØbƒdG ∫ÉéªdG
.áæeBG ™aO äGQÉ«N ∫ÓN øe »ªbQ
±ÉbhC’G ,᫪∏©dG ±ÉbhC’G ,ˆG 䃫H áeóN ,øªMôdG ±ƒ«°V áeóN :É¡æe ,ä’ÉéªdG øe GkOóY (»Øbh á°üæe) ºYóJh
.áLÉM ó°TC’G äÉÄØdG ,á«ë°üdG



،‫واﺣﺪ‬ ِ ‫ﺮﺟ ُﻊ‬

ٌ ‫اﺛﻨﺎن وﻳﺒﻘَﻰ ﻣ َﻌ ُﻪ‬ ِ ‫ َﻓ َﻴ‬،‫ » َﻳ ْﺘ َﺒ ُﻊ ا ْﻟ َﻤ ﱢﻴ َﺖ ﺛﻼﺛ ٌﺔ‬:‫ ﻗﺎل‬ ‫ أن اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫ﻗﺎرن ﺑﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ وﺣﺪﻳﺚ أﻧﺲ‬
)1(
. «‫ وﻳﺒﻘَﻰ َﻋ َﻤ ُﻠ ُﻪ‬،‫ ﻓﻴﺮﺟﻊ أﻫ ُﻠ ُﻪ وﻣﺎﻟُ ُﻪ‬،‫وﻋ َﻤ ُﻠ ُﻪ‬
َ ‫ﻳﺘﺒ ُﻌ ُﻪ أﻫ ُﻠ ُﻪ و َﻣﺎﻟُ ُﻪ‬
................................................................................
................................................................................
................................................................................

.)2960( ‫ وﻣﺴﻠﻢ‬،)6514( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

76
‫ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻄﺮاﺋﻖ ﻣﺒﺘﻜﺮة وﻣﺘﻴﺴﺮة‪ ،‬اﻛﺘﺐ ﺑﻌﺾ وﺳﺎﺋﻞ ﻧﺸﺮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺘﻲ‬
‫ﳝﻜﻨﻚ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻋﺪﱢ د ﺛﻼﺛ ًﺎ ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺼﺪﻗﺔ اﳉﺎرﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ :2¢S‬ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﺪل ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺑﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻷﺑﻨﺎء‪.‬‬
‫‪ ‬ﻧﺸﺮ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬

‫‪77‬‬
 



.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e ø«ÑJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.áeÉ«≤dG Ωƒj ÜÉ°ùëdG äÉÑKEG ≈∏Y åjóëdÉH ∫óà°ùJ
.áeÉ«≤dG Ωƒj óÑ©dG É¡æY ∫CÉ°ùjo »àdG á∏Ä°SC’G ºgCG O uó©J
.É«fódG »a ¢ùØædG áÑ°SÉëe ᫪gCG ø«u ÑJ
.IôNB’G É«fódG »a ∂©Øæj Ée »a √ôªãà°ùJh ∂àbh ≈∏Y ¢UôëJ
.¬«a ¬bÉØfEGh ∫ÓëdG øe ∫ɪdG ™ªL ≈∏Y ¢UôëJ
.¬fóHh ¬°ùØf ≈∏Y øªJDƒe ¿É°ùfE’G ¿CG ≈∏Y åjóëdÉH ∫óà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H k §Ñæà°ùJ

‫ﻻ ﻳﺘﺰﺣﺰح‬ ُ ‫ »ﻻ َﺗ ُﺰ‬: ‫رﺳﻮل اﷲ‬

‫ول َﻗ َﺪ َﻣﺎ‬ ُ ‫ ﻗﺎل‬:‫ ﻗﺎل‬ ‫اﻷﺳﻠﻤﻲ‬
‫ﱢ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ َﺑ ْﺮ َز َة‬
‫ﺧﺎرﺟﺎ ﻣﻦ‬
ً
‫أرض اﶈﺸﺮ‬ َ ‫اﻟﻌ ْﺒ ِﺪ َﻳ ْﻮ َم ا ْﻟ ِﻘ َﻴﺎ َﻣ ِﺔ َﺣ َّﺘﻰ ُﻳ ْﺴ َﺄ َل َﻋ ْﻦ ُﻋ ُﻤ ِﺮ ِﻩ ِﻓ‬
‫ َو َﻋ ْﻦ ِﻋ ْﻠ ِﻤ ِﻪ َﻣﺎ‬،‫ﻴﻤﺎ َأ ْﻓ َﻨﺎ ُﻩ‬ َ
‫ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺄل‬
َ ‫ َو َﻋ ْﻦ َﺟ َﺴ ِﺪ ِﻩ ِﻓ‬،‫ﻴﻤﺎ َأ ْﻧ َﻔ َﻘ ُﻪ‬
‫ﻴﻤﺎ‬ َ ‫ َو ِﻓ‬،‫ َو َﻋ ْﻦ َﻣﺎ ِﻟ ِﻪ ِﻣ ْﻦ َأ ْﻳ َﻦ ْاﻛ َﺘ َﺴ َﺒ ُﻪ‬،‫َﻋ ِﻤ َﻞ ِﻓﻴ ِﻪ‬
. «‫َأ ْﺑـﻼ ُﻩ‬ ‫ﺑﻠﻲ اﻟﺸﻲء إذا‬
)1(

‫ﻗﺪﻳﻤﺎ‬
ً ‫ﺻﺎر‬

.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.‫ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ‬،)7434( ‫ وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ‬،)2417( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬1(

78
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫اﻷﺳ َﻠ ﱡ‬
‫ﻤﻲ ‪.‬‬ ‫َﻧ ْﻀﻠ ُﺔ ُ‬
‫ﺑﻦ ُﻋ َﺒ ْﻴﺪ ْ‬
‫ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ‬
‫أﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻗﺎﺗﻞ اﳋﻮارج ﻳﻮم اﻟﻨﻬﺮوان ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬وﺷﻬﺪ ﻣﻌﻪ ﺻ ّﻔﲔ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪‬‬

‫ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدﻩ أﻋﻤﺎ َﻟﻬﻢ اﳊﺴﻨ َﺔ واﻟﺴﻴﺌ َﺔ ﻓﻲ أرض‬ ‫‪ 1‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ إﺛﺒﺎت اﳊﺴﺎب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻫﻮ أن َﻳ َ‬
‫ﻌﺮض ا ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﱢ‬
‫وﻳﺬﻛ ُﺮﻫﻢ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ا ْﻟ َﻤ ْﺤﺸﺮ‪ ،‬وﻳﺆﺗﻴﻬﻢ ُﻛ ُﺘ َﺐ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎﺗُﻬﻢ وﺳﻴﺌﺎﺗُﻬﻢ‪ ،‬و ُﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺳﺌﻠﺔ‬
‫‪َ 2‬ﻧ ﱠﺒ َﻪ ﱡ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻳﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺪﻋﻮﻩ إﻟﻰ إﻋﺪاد اﻹﺟﺎﺑﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺳﺆال‪.‬‬
‫ﺣﺴﺎب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﶈﺎﺳﺒﺔ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ؛ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‪1 0 / . -‬‬ ‫‪3‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻵﻳﺔ‪ :‬أي‪ :‬ﺣﺎﺳﺒﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ أن ﲢﺎﺳﺒﻮا‪.‬‬ ‫‪6 5 4 3 2‬ﱪ ‪ ،‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ‬

‫ﻴﻢ ﻗﻀﻰ ُﻋ ُﻤ َﺮ ُﻩ‪ :‬ﻫﻞ ﻗﻀﺎﻩ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أو‬ ‫ﻴﻤﺎ َأ ْﻓ َﻨﺎ ُﻩ‪َ :‬ﻓ ُﻴ ُ‬
‫ﺴﺄل ِﻓ َ‬ ‫‪ 4‬ﳑﺎ ُﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ُ :‬ﻋ ُﻤ ِﺮ ِﻩ ِﻓ َ‬
‫ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ وزاد‬
‫ً‬ ‫اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪‬‬‫وأﺧﺺ ﻣﺎ ُﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﻓﺘﺮة اﻟﺸﺒﺎب؛ ﻓﻘﺪ روى ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ُ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ؟‬
‫ﻴﻢ َأ ْﺑﻼ ُﻩ« ‪ ،‬وﻣﺎ ذﻟﻚ إﻻ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة‪ ،‬وﻛﺜﺮة اﳌﻐﺮﻳﺎت ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎب‬
‫(‪)3‬‬
‫ﻓﻴﻪ‪َ » :‬و َﻋ ْﻦ َﺷ َﺒﺎ ِﺑ ِﻪ ِﻓ َ‬
‫ﺑﺎﳋﺼﻮص أن ﻳﺤﻔﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﳑﺎ ُﻳﺴﺨﻂ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫(‪ )1‬ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻷﻧﺒﻴﺎء ‪ ،‬وﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮن اﳉﻨﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎب‪.‬‬
‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﳊﺸﺮ‪.18 :‬‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي (‪ ،)2416‬واﻟﺒﺰار (‪.)1435‬‬

‫‪79‬‬
‫ﳑﺎ ُﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ :‬ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻌﻞ‪ :‬واﳌﺮاد ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻫﻨﺎ )اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ(؛ ﻷن اﻟﻐﺎﻳ ُﺔ ﻣﻦ ﺗﻌ ﱡﻠﻤﻪ‬ ‫‪5‬‬

‫ُ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ‪.‬‬ ‫ﻫﻲ‬
‫ﳑﺎ ُﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﺎﻟُ ُﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻴﻪ ﺳﺆاﻻن‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ‬اﻟﺴﺆال اﻷول‪ :‬ﻣﻦ َأ ْﻳ َﻦ ْاﻛ َﺘ َﺴ َﺒ ُﻪ‪ .‬ﻫﻞ اﻛﺘﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺣﻼل أو ﻣﻦ ﺣﺮام؟ ﻓﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﻜﻮن‬
‫رﻳﺎل ﻳﺪﺧﻞ ﺟﻴﺒﻪ‪ ،‬أو ﻳﺘﻮ ﱠﻓ ُﺮ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﻪ؛ وﻳﺘﺠﻨﺐ اﳌﻜﺎﺳﺐ اﶈ ّﺮﻣﺔ‪ ،‬واﻷﻣﻮال‬ ‫ﻛﻞ ٍ‬ ‫ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ِﺣ ﱢﻞ ﱢ‬
‫ً‬
‫اﳌﺸﺘﺒﻬﺔ‪.‬‬
‫ﻴﻢ َأ ْﻧ َﻔ َﻘ ُﻪ‪ .‬ﻫﻞ أﻧﻔﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ اﷲ أو ﻳﺴﺨﻄﻪ؟ ﻓﻲ اﳊﻼل أو اﳊﺮام‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺴﺆال اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ِ :‬ﻓ َ‬
‫ﻴﻢ َأ ْﺑﻼ ُﻩ؟ ﻓ ُﻴ ُ‬
‫ﺴﺄل ﻋﻦ ﺑﺪﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﺎل ﻗﻮﺗﻪ وﻓﺘ ﱠﻮﺗﻪ وﺷﺒﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺣﺎلِ ﺿﻌﻔﻪ‬ ‫‪ 7‬ﳑﺎ ُﻳ ُ‬
‫ﺴﺄل ﻋﻨﻪ اﻟﻌﺒﺪُ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ِ :‬ﺟ ْﺴ ُﻤ ُﻪ ِﻓ َ‬
‫ًّ‬
‫ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻟﻠﺠﻮاب؛ ﻟﻴﻨﺠ َﻮ ﻳﻮ َم اﳊﺴﺎب‪.‬‬ ‫أي ﺷﻲء ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ واﻟﺸﺮ؟ ﻓﻠﻴﻜﻦ اﻟﻌﺒﺪُ‬ ‫وﻛﻬﻮﻟﺘﻪ وﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ؛ ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ 8‬ﻣﺎ ُذﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻌﺎ ﱠﻣﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ أن‬
‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﳑﺎ َﻳﺪﺧﻞ ﲢﺖ ﻫﺬﻩ اﻷرﺑﻌﺔ؛ ﻓﻤﻨﻬﺎ‪ :‬اﻟﺴﺆال ﻋﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﺰﻛﺎة وﻏﻴﺮﻫﺎ‬ ‫اﻟﻌﺒﺪ ُﻳﺴﺄل ﻋﻦ أﺷﻴﺎ َء ﻛﺜﻴﺮةٍ ؛ ُ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎدات‪ ،‬وﻣﻨﻬﺎ‪ :‬اﻟﺴﺆال ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺎس‪ ،‬وﻣﻨﻬﺎ‪ :‬اﻟﺴﺆال ﻋﻦ اﻟ ﱠﻨﻌﻴﻢ ﻣﻦ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب واﳌﻠﺒﺲ واﳌﺴﻜﻦ‬
‫ﷲ ﻓﻴﻪ؟ وﻣﻨﻬﺎ‪ :‬اﻟﺴﻤﻊ واﻟﺒﺼﺮ‪ ،‬وﻳﺴﺄل اﳌﺸﺮﻛﻮن ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎء واﻷﻧﺪاد‪ ،‬وﰈ أﺟﺎﺑﻮا اﳌﺮﺳﻠﲔ؟‬ ‫ﺣﻖ ا ِ‬
‫وﻫﻞ أ ﱠدى ﱠ‬

‫ﺿﻊ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺟﺪو ًﻻ ﻹدارة وﻗﺘﻚ‪.‬‬

‫‪80‬‬
 ‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ ذﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻤﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎدر ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﺪل ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫‪ ‬أن ﺑﺪن اﻹﻧﺴﺎن أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪﻩ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﺛﺒﻮت اﳊﺴﺎب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ :2¢S‬ﻣﺜﱢﻞ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺟﻤﻊ اﳌﺎل ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﺮق اﻟﻜﺴﺐ اﳊﻼل‪ ،‬وﻧﻔﻘ ِﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﻔﻘﺔ اﳊﻼل‪.‬‬
‫ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﺴﺆال ﺑﻌﺪ ذﻛﺮ اﻟ ُﻌ ُﻤﺮِ؛ ﻓﻤﺎ اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫‪ :3¢S‬ورد ﻓﻲ رواﻳﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ‬
‫ﻫﺬا اﻟﺘﺨﺼﻴﺺ؟‬

‫‪81‬‬
 



.º∏¶dÉH OGôªdG ø«u ÑJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.¬JQƒ£Nh º∏¶dG ºµM í°VƒJ q
.º∏¶dG ´GƒfC’ πãq ªJ
.º∏¶dG áÑbÉY ø«u ÑJ
.ºdɶªdG øe áHƒàdG •hô°T O uóëJ
k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H

. «‫ﺎت ﻳﻮ َم ا ْﻟ ِﻘ َﻴﺎ َﻣ ِﺔ‬

)1( ‫ »إ ﱠِن ﱡ‬:‫ﻗﺎل‬
ٌ ‫اﻟﻈ ْﻠ َﻢ ُﻇ ُﻠ َﻤ‬ َ  ‫ﱠأن اﻟ ﱠﻨﺒ ﱠِﻲ‬ ‫ﺑﻦ ُﻋ َﻤ َﺮ‬
ِ ‫ﷲ‬ِ ‫ﻋﺒﺪ ا‬
ِ ‫ﻋﻦ‬

.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.)2579( ‫ وﻣﺴﻠﻢ‬،)2447( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

82
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤ َﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب اﻟ َﻌﺪَ وِي ‪.‬‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫وﻟﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﺑﺴﻨﺘﻴﻦ‪ ،‬وأﺳﻠﻢ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ وﻋﻤﺮﻩ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮا ت‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺤﺎﻓﻈﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ : ‬ﻣﺎ رأﻳﺖ أﺣﺪاً أﻟﺰم ﻟﻸﻣﺮ اﻷول ﻣﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪.‬‬ ‫ً‬
‫ﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ‪ُ ،‬ﻣ ً‬ ‫ﻛﺎن ُﻣ‬ ‫‪2‬‬

‫زاﻫﺪا‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺜﺮﻳﻦ ﻣﻦ رواﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪.‬‬

‫ﻋﺎﺑﺪا ً‬
‫ﻓﻘﻴﻬﺎ ً‬
‫ﻛﺎن ً‬ ‫‪3‬‬

‫‪‬‬

‫ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻔِ ﻌﻞ أو اﻟ ﱠﺘﺮْك‪ ،‬وﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع‪:‬‬

‫اﻟﻈﱡ ﻠﻢ ﲟﻌﻨﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞﱠ ﲡﺎوُزٍ ِﳊُﺪودِ ا ِ‬ ‫‪1‬‬

‫اﻷول‪ :‬اﻟﻈﱡ ﻠﻢ اﻟﻌﻈﻴﻢ‪ :‬وﻫﻮ اﻟﺸﺮك ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻫﻮ أﺷﺪ أﻧﻮاع اﻟﻈﻠﻢ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎء إﻃﻼق اﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮك‬
‫ﻓﻲ آﻳﺎت ﻛﺜﻴﺮة‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‪C B A @? > = < ; : 9 8 7 6‬‬
‫‪D‬ﱪ (‪.)1‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻇُ ﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻨﻔﺴﻪ‪ :‬وﻳﻜﻮن ﺑﺈﺳﺮاﻓﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺬﻧﻮب واﳌﻌﺎﺻﻲ‪ ،‬وﺗﺮكِ أواﻣ ِﺮ ا ِ‬
‫ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‪p o n m l k j i h g f e d‬ﱪ(‪.)2‬‬
‫وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﺸﻤﻞ ﺻﻮرًا ﻛﺜﻴﺮةً‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫َﺎت ﻣﻦ ﻋﻘﻮق اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬وﺗﻨﺎولِ‬
‫‪ ‬ﺗﺮكُ اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة‪ ،‬واﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬واﻟﺼﻴﺎم‪ ،‬وﻓﻌﻞُ اﻟْـﻤُ ﺤَ ﱠﺮﻣ ِ‬
‫واﻟﻜﺬب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اﻟْـﻤُ ْﺴ ِﻜﺮات‪ ،‬واﳌﺨﺪﱢ رات‪،‬‬
‫‪ ‬ﻇُ ﻠْﻤُ ُﻪ ﻧَﻔْ َﺴ ُﻪ ﺑﺎﻟﺘﺸﺪﻳﺪِ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻵﺧﺮة وﲢﻤﻴﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗُﻄﻴﻖ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻇُ ﻠْﻤُ ُﻪ ﻧَﻔْ َﺴ ُﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﺸﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﺎ ﻳَﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻻ ﺗﻄﻴﻘﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻇُ ﻠْﻤُ ُﻪ ﻧَﻔْ َﺴ ُﻪ ﺑﺈﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻬﻠُﻜﺔ ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﻬﻠُﻜﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ذﻟﻚ‪ :‬اﻻﻧﺘﺤﺎر ﺑﺄي ﻧﻮع أو ﺷﻜﻞ‪،‬‬
‫وﻣﻨﻪ‪ :‬اﻟﺘﻬﻮر ﻓﻲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎرة‪ ،‬ﺗﻐﺬﻳﺘﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﻀﺮﻫﺎ ﻛﺎﳌﺴﻜﺮات واﳌﺨﺪرات واﻟﺪﺧﺎن‪ ،‬وﻛﻞ ﻃﻌﺎم أو‬
‫ﺷﺮاب ﻣﻀﺮ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة ﻟﻘﻤﺎن‪.13 :‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء‪.110 :‬‬

‫‪83‬‬
 ‫ﺣﻴﻮان‪ :‬وﻫﻮ اﳌﺮاد ﺑﻬﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﺑﺎﳌﻘﺎم اﻷول‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫إﻧﺴﺎن أو‬
‫ٍ‬ ‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻇُ ﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ‬
‫وﻳﺸﻤﻞ ذﻟﻚ ﺻﻮرًا ﻛﺜﻴﺮ ًة ﻣﻦ اﻟﻈﱡ ﻠﻢِ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻇُ ﻠْﻢُ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ؛ ﺑﺘﺮك ِﺑﺮﱢﻫﻤﺎ واﻟﻨﺼﺢِ ﻟﻬﻤﺎ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ﻇُ ﻠْﻢُ اﻟﻮﻟﺪ؛ ﺑﺘﺮك ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ أو اﻟﻨﻔﻘ ِﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ﻇُ ﻠْﻢُ اﻟﺰوﺟﺔ؛ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬أو ﻫﻀﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﺰوج؛ ﺑﺘﺮك ﺣﻘﻮﻗﻪ اﻟﺘﻲ ﲡﺐ ﻟﻪ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ﻇُ ﻠْﻢُ‬ ‫‪‬‬

‫ﻇُ ﻠْﻢُ اﻟﻌﺎﻣﻞ واﻷﺟﻴﺮ‪ ،‬وﻧﺤﻮﻫﻢ؛ ﺑﺘﺤﻤﻴﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬أو أﻛﻞ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﻪ‪ ،‬أو ﺗﺄﺧﻴﺮ راﺗﺒﻪ أو‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﻨﻘﺺ ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫اﳌﻮﻇﻒ ﻣﻦ ِﻗﺒَﻞِ ﻣُﺪِ ﻳ ِﺮﻩِ؛ ﺑﺘﺤﻤﻴﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬أو ﺣِ ْﺮﻣَﺎ ِﻧ ِﻪ ﻣﻦ َﺗ ْﺮ ِﻗﻴَﺔٍ ﻳ َْﺴﺘ َِﺤﻘﱡ ﻬﺎ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻇُ ﻠْﻢُ‬ ‫‪‬‬

‫اﻹﺳﺎء ُة ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ وإﻳﺬاؤﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﻛﺎﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ أﻧَﻔْ ِﺴﻬﻢ‪ ،‬أو أﻣْﻮاﻟِﻬﻢ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫واﻟﻘﺮﻳﺐ واﻟﺒﻌﻴﺪِ ‪،‬‬

‫ِ‬ ‫‪ 2‬دل اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﱘ اﻟﻈﻠﻢِ ﻛﻠﱢﻪ ﻗﻠﻴ ِﻠ ِﻪ وﻛﺜﻴ ِﺮﻩِ‪ ،‬ﺻﻐﻴ ِﺮ ِﻩ وﻛﺒﻴ ِﺮﻩِ‪ ،‬ﻋَ ﻠﻰ اﳌﺴﻠِﻢِ وﻏﻴﺮ اﳌﺴﻠﻢ‪،‬‬
‫أﺣﺪ‪.‬‬
‫وﻣﻦ أيﱢ أﺣﺪ ﻛﺎن ﻷيﱢ ٍ‬

‫ﻳ َِﺠ ُﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻟﻢ ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ أن ﻳﺘﻮب إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻪ‪ ،‬وﻣﻦ َﺗﺘِﻤﱠ ﺔ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻣﺎل ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ‪ ،‬أو ﻳﻌﻴﺪﻩ إﻟﻴﻬﻢ إن ﺗﻴﺴﺮ‪ ،‬وإﻻ ﺗﺼﺪق ﺑﻪ ﻋﻨﻬﻢ‪.‬‬ ‫‪ ‬إن ﻛﺎن اﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ٍ‬
‫‪ ‬إن ﻛﺎن اﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ أﻣﺮٍ ﻣﻌﻨﻮي ﻛﺎﻟﻀﺮب واﻟﺴﺐ واﻟﺸﺘﻢ وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ إن ﺗﻴﺴﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ ‬إن ﻛﺎن اﻟﺘﺤﻠﱡﻞ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻔﺴﺪة‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬اﻟﻐِ ﻴﺒﺔ أو اﻟﺘﻌﺪي ﻋﻠﻰ اﻷَﻋْ ﺮَاض؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ وﻳﺴﺘﻐﻔﺮ‬
‫ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮى أﻧﻪ ﻗﺪ وﻓﺎﻩ ﺣﻘﻪ‪.‬‬

‫ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻘﻮﺑ َﺔ اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﺆﺧﺮﻫﺎ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺘﻮب وﻳﺘﺮك اﻟﻈﻠﻢ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﻓﺈن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫‪ 4‬ﻗﺪ ﻳﻌﺠﱢ ﻞ ا ُ‬
‫ﻗﺪ ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ أو ﻳﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻈﺎﳌِ ِ ِﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﱪ‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ‪.42 :‬‬

‫‪84‬‬
 ‫‪ :1¢S‬ﻣﺎ اﳌﺮاد ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ؟ وﻣﺎ أﻧﻮاﻋﻪ؟‬
‫‪ :2¢S‬أي أﻧﻮاع اﻟﻈﻠﻢ أﺷﺪ؟ وﳌﺎذا؟‬
‫‪ :3¢S‬ﻣﺜﱢﻞ ﲟﺜﺎﻟﲔ ﻟﻜﻞ ﳑﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻇﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻇﻠﻢ اﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ :4¢S‬ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮن ﺗﻮﺑﺔ اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﳌﻪ؟‬

‫‪85‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫–‪.åjó◊G ‘ ¢ù∏ØŸÉH OGôŸG O uó‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìÎ≤J‬‬
‫“ ‪.¢SÉædÉH iPC’G ´É≤jEG øe Qƒ°üd πãq‬‬
‫‪.áeÉ«≤dG Ωƒj á°UÉ≤ŸG ¿ƒµJ ∞«c í°VƒJ‬‬‫‪q‬‬
‫‪.É¡∏gC’ ⁄ɶŸG OQ ºµM ÚÑJ‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪.áeÉ«≤dG Ωƒj ¢SÓaE’G Öæéàd π«Ñ°ùdG èàæà°ùJ‬‬
‫‪.åjó◊G óFGƒa øe É°†©H‬‬ ‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬

‫ﷲ ‪ ‬ﻗﺎل‪َ » :‬أ َﺗ ْﺪ ُرونَ ﻣﺎ اﳌُﻔْ ِﻠ ُﺲ؟« ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬اﳌُﻔْ ِﻠ ُﺲ ِﻓﻴ َﻨﺎ ﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻮل ا ِ‬ ‫ﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة ‪َ ‬أ ﱠن َر ُﺳ َ‬
‫ﺎع‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪» :‬إ ﱠِن اﳌ ُْﻔ ِﻠ َﺲ ﻣﻦ ُأ ﱠﻣ ِﺘﻲ َﻳ ْﺄ ِﺗﻲ ﻳﻮ َم اﻟ ِﻘ َﻴﺎ َﻣ ِﺔ ﺑ َِﺼﻼةٍ َو ِﺻ َﻴ ٍﺎم َو َز َﻛﺎةٍ ‪َ ،‬و َﻳ ْﺄ ِﺗﻲ‬ ‫ِد ْر َﻫ َﻢ ﻟﻪ وﻻ َﻣ َﺘ َ‬
‫َﻚ َد َم َﻫ َﺬا‪َ ،‬و َﺿ َﺮ َب َﻫ َﺬا؛ َﻓ ُﻴ ْﻌ َﻄﻰ َﻫ َﺬا ﻣﻦ‬ ‫ﺎل َﻫ َﺬا‪َ ،‬و َﺳﻔ َ‬ ‫ﻗﺪ ﺷَ َﺘ َﻢ َﻫ َﺬا‪َ ،‬و َﻗ َﺬ َف َﻫ َﺬا‪َ ،‬و َأ َﻛ َﻞ َﻣ َ‬
‫ﺈن َﻓ ِﻨ َﻴ ْﺖ َﺣ َﺴ َﻨﺎ ُﺗ ُﻪ ﻗﺒﻞ َأ ْن ُﻳﻘْ َﻀﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ُأ ِﺧ َﺬ ﻣﻦ َﺧ َﻄﺎ َﻳﺎ ُﻫ ْﻢ‬ ‫َﺣ َﺴ َﻨﺎ ِﺗ ِﻪ‪َ ،‬و َﻫ َﺬا ﻣﻦ َﺣ َﺴ َﻨﺎ ِﺗ ِﻪ‪َ ،‬ﻓ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫َﻓ ُﻄ ِﺮ َﺣ ْﺖ ﻋﻠﻴﻪ‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ ُﻃ ِﺮ َح ﻓﻲ اﻟ ﱠﻨﺎرِ«‪.‬‬

‫)ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻟﻈﻠﻢ( ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس‪ ،‬ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻋﻨﻮان آﺧﺮ‪ ،‬واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)258‬‬

‫‪86‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬

‫‪ 1‬دل اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻢ أ َذى اﻟﻨﺎس ﺑﺄي ﻟﻮن ﻣﻦ أﻟﻮان اﻷ َذى‪ ،‬وﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ؛‬
‫ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬أﻧﻪ ﻗﺎل‪» :‬ا ْﻟ ُﻤ ْﺴ ِﻠ ُﻢ َﻣ ْﻦ َﺳ ِﻠ َﻢ ا ْﻟ ُﻤ ْﺴ ِﻠ ُﻤﻮنَ ِﻣ ْﻦ ِﻟ َﺴﺎ ِﻧ ِﻪ َو َﻳ ِﺪ ِﻩ«(‪.)1‬‬
‫وﺷﺘﻤﻬﻢ ِﻣﻦ اﻷﺧﻼق اﻟﺬﻣﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﺘﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ﺳﺐ اﻟﻨﺎس‬
‫ﱡ‬ ‫‪2‬‬

‫ﻣﺜﻼ‪ :‬ﻳﺎ ﻓﺎﺟﺮ أو ﻳﺎ ﺧﺒﻴﺚ‪،‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﻀﺎ‪ ،‬ﻛﺄن ﻳﻘﻮل ً‬
‫ً‬ ‫اﻟﻈﻦ ﺻﺮاﺣ ًﺔ أو‬
‫‪ 3‬ﻳﺤﺮم ﻗﺬف اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻜﺬب أو ْ‬
‫وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪. Lkjihg fedcba`M :‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وﺣﺮم أﻛ َﻠﻬﺎ ﺑﺄي وﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮﻩ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬اﻟﻐﺼﺐ‪ ،‬واﻟﺴﺮﻗﺔ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن اﻟﻤﺮء ﺿﻌﻴ ًﻔﺎ‬
‫‪ 4‬أﻣﺮ اﻹﺳﻼم ﺑﺤﻔﻆ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﱠ‬
‫اﺷﺘﺪ ﺗﺤﺮﻳﻢ أﻛﻞِ ﻣﺎ ِﻟﻪ‪.‬‬
‫ﱠ‬
‫ﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء اﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬وﻣﺮﺗﻜﺐ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻳﻌﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺴﺨﻂ اﷲ وﻋﻘﻮﺑﺘﻪ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﺣﻖ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻳﻌﺎ ِﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ِ‬

‫ﺑﺎﻟﻘﺼﺎص أو اﻟ ﱠﺘﻌﺰﻳﺮ‪ ،‬وإن ﻟﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀ ْﺮ ِب ﺑﻐﻴﺮ وﺟﻪ ﱟ‬
‫اﻟﻘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﱠ‬
‫ﱢ‬ ‫‪ 6‬ﺗ ََﺴ ﱡﻠ ُﻂ‬
‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈن ِ‬
‫اﻟﻘﺼﺎص اﻟﻌﺪل ﻳﻜﻮن ﻳﻮ َم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎت ﻇﺎﻟﻤﻪ‪.‬‬ ‫ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﺣﻘﱠﻪ ﻓﻲ ﱡ‬
‫ورد اﻟﺤﻘﻮق ﻷﻫﻠﻬﺎ واﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻨﻬﻢ‪َ ،‬ﺛ َﺒ َﺖ ﻋﻦ ﱢ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪‬‬ ‫اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ إﻟﻰ ﺗﺠﻨﺐ اﻹﻓﻼس ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ُ :‬‬
‫ﺗﺮك اﻟﻈﻠﻢ ﱡ‬ ‫‪7‬‬

‫ﻗﺎل‪َ » :‬ﻣ ْﻦ َﻛﺎﻧ َْﺖ َﻟ ُﻪ َﻣ ْﻈ َﻠ َﻤ ٌﺔ َﻷ َﺣ ٍﺪ ِﻣ ْﻦ ِﻋ ْﺮ ِﺿ ِﻪ أو ﺷَ ْﻲ ٍء؛ َﻓ ْﻠ َﻴ َﺘ َﺤ ﱠﻠ ْﻠ ُﻪ ﻣﻨﻪ ا ْﻟ َﻴ ْﻮ َم؛ َﻗ ْﺒ َﻞ َأنْ ﻻ َﻳ ُﻜﻮنَ ِدﻳ َﻨ ٌﺎر وﻻ ِد ْر َﻫ ٌﻢ‪،‬‬
‫أﻧﻪ َ‬
‫ﺎﺣ ِﺒ ِﻪ َﻓ ُﺤ ِﻤ َﻞ َﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ« ‪.‬‬
‫ﺎت َﺻ ِ‬
‫ﺎت ُأ ِﺧ َﺬ ِﻣ ْﻦ َﺳ ﱢﻴ َﺌ ِ‬ ‫إنْ ﻛﺎنَ َﻟ ُﻪ َﻋ َﻤ ٌﻞ َﺻﺎ ِﻟ ٌﺢ ُأ ِﺧ َﺬ ِﻣ ْﻨ ُﻪ ِﺑﻘ َْﺪ ِر َﻣ ْﻈ َﻠ َﻤ ِﺘ ِﻪ‪َ ،‬و ِإنْ ﻟﻢ ﺗ َُﻜ ْﻦ ﻟﻪ َﺣ َﺴ َﻨ ٌ‬
‫(‪)3‬‬

‫َﻣﻦ ﻣﺎت وﻋﻠﻴﻪ دﻳﻮن ﻟﻠﻨﺎس أو ﺣﻘﻮق ﻓﺈن ﻋﻠﻰ ورﺛﺘﻪ ﻗﻀﺎءﻫﺎ ﻣﻦ َﺗﺮ َِﻛ ِﺘ ِﻪ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)6848‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)40‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻷﺣﺰاب‪.58 :‬‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪.)2449‬‬

‫‪87‬‬
 ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ‪ ،‬اذﻛﺮ أﻫﻢ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻢ واﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪ :1¢S‬ﻣَﻦ اﳌﻔﻠﺲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟‬

‫‪ :2¢S‬ﻣﺎ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﺘﺠﻨﺐ اﻻﻓﻼس ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟‬
‫‪ :3¢S‬ذَﻛَ َﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﳕﺎذج ﻹﻳﻘﺎع اﻷذى ﺑﺎﻟﻨﺎس؛ اذﻛﺮ ﳕﺎذج أﺧﺮى ﻟﻢ َﺗﺮِدْ ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪.‬‬

‫‪88‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e í°VƒJ‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J‬‬
‫»إن َ‬
‫اﷲ َﻃ ﱢﻴ ٌﺐ ﻻ َﻳﻘ َﺒ ُﻞ إﻻ ﻃ ﱢﻴ ًﺒﺎ«‪.‬‬ ‫‪ : ¬dƒ≤H OGôªdG í°VƒJ‬ﱠ‬
‫‪.»Yô°T ÖÑ°S ô«¨d äÉÑ«£dG øY ´Éæàe’G ºµM ôcòJ‬‬
‫‪.É¡∏cCG ˆG ΩôM »àdG åFÉÑîdG ´GƒfCG »a ∫ƒ≤dG π°üØJ‬‬
‫‪q‬‬
‫‪.AÉYódG áHÉéà°SG ™fGƒe ≈∏Y åjóëdG øe ∫óà°ùJ‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬

‫أي‪ :‬ﻃﺎﻫﺮ ﻣﻨﺰ ٌﻩ‬

‫ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ‬
‫َﻋﻦ أﺑﻲ ُﻫﺮﻳﺮة ‪َ ‬ﻗﺎل‪َ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪» :‬أ ﱡﻳﻬﺎ اﻟ ﱠﻨﺎس‪ ،‬ﱠإن َ‬
‫اﷲ َﻃ ﱢﻴ ٌﺐ ﻻ‬
‫أي‪ :‬اﻟﻄﻴﺐ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‪.‬‬
‫ﲔ‪َ ،‬ﻓﻘَﺎل‪:‬ﱫ‪rq‬‬ ‫ﲔ ﲟِ َﺎ أ َﻣﺮ ﺑِﻪ اﳌُ ْﺮ َﺳ ِﻠ َ‬ ‫وإن َ‬
‫اﷲ أ َﻣ َﺮ اﳌُﺆ ِﻣ ِﻨ َ‬ ‫ﻘﺒ ُﻞ إﻻ ﻃ ﱢﻴ ًﺒﺎ‪ ،‬ﱠ‬
‫َﻳ َ‬ ‫ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل‬
‫ﺛﺎﺋﺮ ﺷﻌﺮ اﻟﺮأس؛‬ ‫واﻷﻣﻮال‪.‬‬
‫‪| { z y xw v u t s‬ﱪ ‪ ،‬وﻗﺎل‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ﻟــﻌــﺪم ﺗﺴﺮﻳﺤﻪ‬
‫وﻣﺸﻄﻪ‪.‬‬
‫اﻟﺴﻔ ََﺮ َأﺷْ َﻌ َﺚ َأ َ‬
‫ﻏﺒ َﺮ‪،‬‬ ‫ﻴﻞ ﱠ‬ ‫اﻟﺮ ُﺟ َﻞ ُﻳ ِﻄ ُ‬‫‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ ذ ََﻛ َﺮ ﱠ‬
‫(‪)2‬‬

‫ﻏ ﱠﻴﺮ اﻟﻐﺒﺎ ُر ﻟﻮن‬ ‫داﻋﻴﺎ‪.‬‬

‫ﻳﺮﻓﻌﻬﻤﺎ ً‬
‫ﺷﻌﺮﻩ‪.‬‬ ‫ﺸﺮ ُﺑﻪ َﺣ َﺮا ٌم‪،‬‬
‫ﻄﻌ ُﻤ ُﻪ َﺣ َﺮا ٌم‪ ،‬و َﻣ َ‬
‫رب‪ ،‬و َﻣ َ‬ ‫اﻟﺴ َﻤﺎ ِء‪َ ،‬ﻳﺎ َر ﱢب‪ ،‬ﻳﺎ ﱢ‬ ‫َﳝُﺪﱡ َﻳ َﺪﻳ ِﻪ إ َﻟﻰ ﱠ‬
‫ﺎب ِﻟ َﺬ ِﻟﻚ؟!« ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و َﻣ َﻠﺒ ُﺴ ُﻪ َﺣ َﺮا ٌم‪ ،‬وﻏُ ِﺬ َي ﺑﺎ َﳊ َﺮا ِم‪ ،‬ﻓﺄﻧﱠﻰ ُﻳ ْﺴ َﺘ َﺠ ُ‬
‫ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺴﺘﺠﺎب‬
‫ﻟﻪ ؟!‬
‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن‪.51 :‬‬

‫(‪ )2‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.172 :‬‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)1015‬‬

‫‪89‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)4‬‬

‫‪‬‬

‫»إن َ‬
‫اﷲ َﻃ ﱢﻴ ٌﺐ«‪ ،‬ﻓﺼﻔﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻃﻴﱢﺒﺔ‪ ،‬ﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‪:‬‬ ‫ﻛﻤﺎل اﷲ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ‪ ،‬وأﻓﻌﺎﻟﻪ‪ ،‬وأﺣﻜﺎﻣﻪ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﻪ ‪ :‬ﱠ‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ ،)1‬أي‪ :‬اﻟﻮﺻﻒ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ وﺟﻪ‪ ،‬وأﻓﻌﺎﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻠﻬﺎ ﻃﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻻﻳﻔﻌﻞ إﻻ ﺧﻴﺮًا‪ ،‬وأﺣﻜﺎﻣﻪ ﻛﻠّﻬﺎ‬
‫وﻣﻜﺎن وﺣﺎل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺒﺎد ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻬﻢ وﻣﻌﺎدﻫﻢ‪ ،‬وﻟﺬا ﻓﻬﻲ ﻃﻴﺒﺔ ﺻﺎﳊﺔ ﻟﻜﻞّ زﻣﺎن‬

‫أنّ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ إﻻ اﻟﻄّ ﻴﺐ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل واﻷﻣﻮال‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﻪ ‪» :‬ﻻ َﻳﻘ َﺒ ُﻞ إﻻ ﻃ ﱢﻴ ًﺒﺎ«‪ ،‬واﻟﻄّ ﻴﺐ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺧﺎﻟﺼﺎ ﷲ‪ ،‬ﻣﻮاﻓﻘًﺎ ﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬واﻟﻄّ ﻴﺐ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال‪ :‬ﻣﺎ اﻛﺘُﺴﺐ ﻣﻦ ٍ‬

‫ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻼل‪ ،‬وأﻣﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺐ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫واﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ اﷲ ‪‬؛ ﻷﻧﻪ ﻻﻳﻘﺒﻞ إﻻ ﻃ ّﻴﺒًﺎ‪ ،‬وﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ‪:‬‬ ‫ﺧﺒﻴﺚ‪ ،‬ﱠ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺮق ﻣﺤﺮﻣﺔٍ ﻓَﺈﻧﱠﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﻃُ ٍ‬
‫ﺈن ﱠ َ‬ ‫وﻻ َﻳ ْﻘﺒ ُﻞ ﱠ ُ‬
‫ﺎﺣ ِﺒ ِﻪ‪،‬‬ ‫اﷲ َﻳ َﺘ َﻘ ﱠﺒ ُﻠ َﻬﺎ ﺑ َﻴ ِﻤﻴ ِﻨ ِﻪ‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ ُﻳ َﺮ ﱢﺑ َ‬
‫ﻴﻬﺎ ِﻟ َﺼ ِ‬ ‫اﷲ ﱠإﻻ ﱠ‬
‫اﻟﻄ ﱢﻴ َﺐ‪َ ،‬ﻓ ﱠ‬ ‫» َﻣﻦ ﺗ ََﺼﺪﱠ َق ﺑ َﻌﺪْ لِ ﺗ َْﻤ َﺮةٍ ِﻣﻦ َﻛ ْﺴ ٍﺐ َﻃ ﱢﻴ ٍﺐ‪َ َ ،‬‬
‫ﻛﻤﺎ ُﻳ َﺮ ﱢﺑﻲ َأ َﺣﺪُ ُﻛ ْﻢ َﻓ ُﻠ ﱠﻮ ُﻩ(‪ ،)2‬ﺣ ﱠﺘﻰ ﺗ َُﻜ َ‬
‫ﻮن ِﻣﺜ َْﻞ َ‬
‫اﻟﺠ َﺒ ِﻞ« (‪.)3‬‬
‫َ‬
‫ﺮﺳ ِﻠ ْﻴ َﻦ« ﺗﻌﻠﻴ ًﺔ ﻟﺸﺄن اﳌﺆﻣﻨﲔ‪ ،‬وأﻧّﻬﻢ أﻫﻞٌ أن ﻳُﻮﺟّ ﻪ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﺎ أُﻣﺮ‬ ‫ﻨﻴﻦ ﺑ َِﻤﺎ َأ َﻣ َﺮ ِﺑ ِﻪ ُ‬
‫اﻟﻤ َ‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪» :‬وإ ﱠِن اﷲ َأ َﻣ َﺮ ُ‬
‫اﻟﻤﺆ ِﻣ َ‬ ‫‪3‬‬

‫ﺑﻪ اﻟﺮّﺳﻞ‪ ،‬وإذا ﻋﻠﻢ اﳌﺆﻣﻦ أنّ ﻣﺎ ﻳُﺆﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺄﻣﻮرات اﳌﺮﺳﻠﲔ ﻓﺈﻧﱠﻪ ﻳﺘﻘﻮﱠى وﻳﺘﺸﺠّ ﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻷﻣﺮ اﷲ ‪.‬‬

‫ﻓﻲ أﻣﺮ اﷲ ‪ ‬رُﺳﻠﻪ اﳌﻜﺮﻣﲔ وﻋﺒﺎدﻩ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻷﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﺒﺎت‪ ،‬ﺑﻘﻮﻟــﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧــــﻪ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،‬دﻻﻟ ٌﺔ ﻋﻠﻰ أنﱠ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻄﻴﺒﺎت ﻟﻐﻴﺮ‬ ‫وﻗﻮﻟﻪ‪:‬‬

‫ﺳﺒﺐ ﺷَ ﺮﻋﻲّ أﻣ ٌﺮ ﻣﺬﻣﻮم؛ ﻷن اﳌﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﻴﺒﺎت اﻟﺘﻲ أﺣﻠّﻬﺎ اﷲ ‪ ‬را ﱞد ﳌﻨّﺔ اﷲ ‪ ‬ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ٍ‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ‪.60 :‬‬

‫(‪ )2‬اﻟ َﻔ ُﻠﻮ‪ :‬ﺻﻐﻴﺮ اﳋﻴﻞ اﻟﺬي ﻓُﻄِ ﻢ أو ﺑﻠﻎ ﱠ‬
‫اﻟﺴﻨﺔ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)1410‬وﻣﺴﻠﻢ (‪ ،)1014‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪90‬‬
 ‫ﲢﺮﱘ اﳋﺒﺎﺋﺚ؛ ﻷن اﳋﺒﻴﺚ ﺿﺪّ اﻟﻄﻴّﺐ‪ ،‬وﻳﺆﻛﺪ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫(‪ ،)1‬واﳋﺒﻴﺚ ﻣﺎ اﺳﺘﺨﺒﺜﻪ اﻟﺸﺮع‪ ،‬وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪:‬‬

‫اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ‪ ،‬ﻛﺎﳋﻤﺮ‪ ،‬واﳌﻴﺘﺔ‪ ،‬وﳊﻢ اﳋﻨﺰﻳﺮ‪،‬‬ ‫‪ ‬ﻣﺎ ﺣﺮّﻣﻪ اﷲ ﻟﺬاﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﻧﺒﻴﻪ ‪ ‬ﻓﻲ اﻟﺴّ ﻨﺔ ّ‬
‫اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ واﻟﺒﺪن‪ ،‬ﻛﺎﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻷن رﻋﺎﻳﺔ‬
‫وﻳُﻘﺎس ﻋﻠﻴﻪ‪ :‬ﻣﺎ أدى ﺗﻨﺎوﻟﻪ إﻟﻰ إﳊﺎق ّ‬
‫وأي ﺿﺮر ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺮّم‪.‬‬‫اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺒﺪن ﻣﻦ اﳌﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﺮ اﷲ ﺑﺤﻔﻈﻬﺎ‪ّ ،‬‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺤﺮّم‪ ،‬ﻛﺎﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﺮّﺑﺎ‪ ،‬أو اﻟﻐﺼﺐ‪ ،‬أو‬ ‫‪ ‬ﻣﺎ أﺣﻠّﻪ اﷲ ﻟﻜﻨﻪ اﻛﺘُﺴﺐ ﻣﻦ ٍ‬
‫اﻟﺴﺮﻗﺔ‪ ،‬أو اﻟﻐﺶ‪ ،‬أو اﻟﺮﺷﻮة‪ ،‬أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﶈﺮﻣﺔ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪πH áeC’G â≤ØJG{ : »ÑWÉ°ûdG ∫ƒ≤j ,¢ùªîdG äÉ«∏µdÉH ±ô©Jo h ,á°ùªN ájQhô°†dG á«eÓ°SE’G á©jô°ûdG ó°UÉ≤e‬‬
‫‪,π°ùæs dGh ,¢ùØæs dGh ,øj uódG :»gh ,¢ùªîdG äÉjQhô°†dG √òg ≈∏Y á¶aÉëª∏d â©°Vh á©jô°ûdG ¿CG ≈∏Y π∏ªdG ôFÉ°S‬‬
‫‪.)2( zπ≤©dGh ,∫ɪdGh‬‬

‫رب« دﻻﻟﺔ‬ ‫اﻟﺴ َﻔ َﺮ َأ ْﺷ َﻌ َﺚ َأﻏ َﺒ َﺮ‪َ ،‬ﻳ ُﻤﺪﱡ َﻳﺪَ ﻳ ِﻪ إ َﻟﻰ ﱠ‬

‫اﻟﺴ َﻤﺎ ِء‪َ ،‬ﻳﺎ َر ﱢب‪ ،‬ﻳﺎ ﱢ‬ ‫ﻴﻞ ﱠ‬‫‪ 6‬ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪ُ ..» :‬ﺛ ﱠﻢ َذ َﻛ َﺮ اﻟ ﱠﺮ ُﺟ َﻞ ُﻳ ِﻄ ُ‬
‫اﻟﺴﻔﺮ‪ ،‬ورﻓﻊ اﻟﻴﺪﻳﻦ أﺛﻨﺎء اﻟﺪّ ﻋﺎء‪ ،‬واﻟﺘﻮﺳﻞ إﻟﻰ اﷲ ‪ ‬ﺑﻮﺻﻒ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ أﺳﺒﺎب إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪّ ﻋﺎء‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ أنّ ّ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟــﻚ‪ ،‬ﻛﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪» :‬ﺛــﻼث دﻋــﻮات ُﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺎت ﻻ ﺷـ ّ‬
‫ـﻚ ﻓﻴﻬﻦ‪:‬‬ ‫وﻗــﺪ دﻟّــﺖ اﻟﻨﺼﻮص ّ‬
‫ﻴﻲ ﻛﺮﻳﻢ َﻳﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ إذا رﻓﻊ إﻟﻴﻪ ﻳﺪﻳﻪ أن ﻳﺮ ﱠدﻫﻤﺎ‬ ‫‪ -‬وذﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪ -‬دﻋﻮة اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ«(‪ ،)3‬وﻗﻮﻟﻪ ‪ّ :‬‬
‫»إن اﷲ َﺣ ﱞ‬
‫ِﺻ ً‬
‫ﻔﺮا« (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف‪.157 :‬‬

‫(‪ )2‬اﳌﻮاﻓﻘﺎت (‪.)31/ 1‬‬
‫وﺣﺴﻨﻪ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داوود (‪ ،)1536‬واﻟﺘﺮﻣﺬي (‪ّ ،)3488‬‬
‫(‪ )4‬أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داوود (‪ ،)1488‬واﻟﺘﺮﻣﺬي (‪ ،)3556‬وﺟ ّﻮد اﺑﻦ ﺣﺠﺮ إﺳﻨﺎدﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ (‪.)143/ 11‬‬

‫‪91‬‬
 ‫ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪َ » :‬أﻧﱠﻰ ُﻳ ْﺴ َﺘ َﺠ ُ‬
‫ﺎب ﻟﺬﻟﻚ؟!« دﻟﻴﻞٌ ﻋﻠﻰ أنّ ﻣﻦ ﻣﻮاﻧﻊ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪّ ﻋﺎء أﻛﻞ اﳊﺮام وﻟﺒﺴﻪ واﻟﺘّﻐﺬﱢ ي ﺑﻪ‬ ‫‪7‬‬

‫وإن ﺗﻮﻓّﺮت ﻓﻲ اﻟﺪّ اﻋﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﺳﺒﺎب اﻹﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬وﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ ﺑﺄﻧّﻪ »أَﺷْ ﻌ َ‬
‫َﺚ أَﻏ َﺒﺮَ«ﺗﺄﻛﻴﺪٌ‬
‫ﺎب ﻟﺬﻟﻚ؟!«؛ أي‪ :‬ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ أن ﻳُﺴﺘﺠﺎب‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻗﺎل ‪ ‬ﻋﻨﻪ‪َ » :‬أﻧﱠﻰ ُﻳ ْﺴ َﺘ َﺠ ُ‬
‫ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ »و َﻣﻄ َﻌ ُﻤ ُﻪ َﺣ َﺮا ٌم‪،‬و َﻣﺸ َﺮ ُﺑﻪ َﺣ َﺮا ٌم‪،‬و َﻣﻠ َﺒ ُﺴ ُﻪ َﺣ َﺮا ٌم‪،‬و ُﻏ ِﺬ َي َ‬
‫ﺑﺎﻟﺤ َﺮامِ«؟!‪ ،‬وﻓﻲ ﻫﺬا ﲢﺬﻳ ٌﺮ ﺷﺪﻳﺪٌ ﻣﻦ أﻛﻞ اﳊﺮام‬
‫واﻟﺸﺮب؛ ﻷﻧﻬﻤﺎ أﻫﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﳊﻴﺎة‪ ،‬وﻓﻴﻬﻤﺎ ﺗُﺼﺮف‬
‫أو اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻪ ﺑﺄي ﺻﻮرة ﻣﻦ اﻟﺼﻮر‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻋُﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻷﻛﻞ ّ‬
‫اﻷﻣﻮال ﻏﺎﻟﺒًﺎ‪ ،‬ﻓ ُﻌﺒﱢﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﻲء ﺑﺄﻫﻢ ﻣُﺴﺒﺒﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫أﺣﻞ اﷲ ﻟﻨﺎ اﻟﻄﻴﺒﺎت‪ ،‬وﺣ ﱠﺮم ﻋﻠﻴﻨﺎ اﳋﺒﺎﺋﺚ‪ ،‬واﳋﺒﻴﺚ ﻣﺎ اﺳﺘﺨﺒﺜﻪ اﻟﺸﺮع‪ ،‬اﺿﺮب ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﻮر ﺣ ّﺮﻣﻬﺎ‬
‫اﻟﺸﺮع ﻟﺬاﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺛﻼﺛﺔ أﻣﻮر ﺣ ّﺮﻣﻬﺎ اﻟﺸﺮع؛ ّ‬
‫ﻷن وﺳﻴﻠﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺤ ّﺮﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺤﺮﻣﺔ‬
‫أﻣﻮر ُﻣﺤﺮﻣﺔ؛ ﻷن وﺳﻴﻠﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ّ‬ ‫أﻣﻮر ُﻣﺤﺮﻣﺔ ﻟﺬاﺗﻬﺎ‬

‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬

‫‪ :1¢S‬وﺿﺢ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ » :‬ﱠإن َ‬

‫اﷲ َﻃ ﱢﻴ ٌﺐ ﻻ َﻳﻘ َﺒ ُﻞ إﻻ ﻃ ﱢﻴ ًﺒﺎ«‪.‬‬
‫‪ :2¢S‬اذﻛﺮ ﺣﻜﻢ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻄﻴﺒﺎت ﻟﻐﻴﺮ ﺳﺒﺐ ﺷﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪.‬‬
‫‪ :3¢S‬ذﻛﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ أﺣﺪ ﻣﻮاﻧﻊ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪّ ﻋﺎء‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻫﻮ؟‬

‫‪92‬‬
 ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e í°VƒJ‬‬
‫‪.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J‬‬
‫‪.ΩÓ°SE’G »a π≤©dG ᫪gCG í°VƒJ‬‬
‫‪.ôªîdG ºjôëJ »a á∏q ©dG èàæ°ùJ‬‬
‫‪.Ωƒª°ùdGh á«∏≤©dG äGôKDƒªdG »WÉ©àd »Yô°ûdG ºµëdG ø«ÑJ‬‬
‫‪.Ωƒª°ùdGh á«∏≤©dG äGôKDƒªdG »WÉ©J ≈∏Y áÑJôàªdG QGô°VC’G »a ∫ƒ≤dG π°üØJ‬‬‫‪q‬‬
‫‪.Ωƒª°ùdGh á«∏≤©dG äGôKDƒªdG »WÉ©àH á≤∏©àªdG ᪶fC’Gh ΩɵMC’G ¢†©H ôcòJ‬‬
‫‪k §Ñæà°ùJ‬‬
‫‪.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H‬‬

‫أي‪ :‬ﻳﺼﻨﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ‬

‫ﺣﺒﻮب ﱡ‬
‫اﻟﺬرة‪.‬‬ ‫اﻟﻴ َﻤ ِﻦ‪َ -‬ﻓ َﺴ َﺄ َل اﻟ ﱠﻨ ﱠ‬
‫ﺒﻲ ‪‬‬ ‫َﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ‬ﱠأن َر ُﺟ ًﻼ َﻗ ِﺪ َم ِﻣﻦ َﺟ ْﻴ َﺸﺎنَ َ‬
‫‪-‬و َﺟ ْﻴ َﺸﺎنُ ِﻣ َﻦ َ‬
‫ﺒﻲ ‪:‬‬ ‫ﻘﺎل اﻟ ﱠﻨ ﱡ‬ ‫اب َﻳ ْﺸ َﺮ ُﺑﻮ َﻧ ُﻪ ﺑ َﺄ ْر ِﺿﻬِ ْﻢ ِﻣ َﻦ ﱡ‬
‫اﻟﺬ َر ِة‪ُ ،‬ﻳﻘ ُ‬
‫َﺎل ﻟﻪ‪ :‬اﳌِ ْﺰ ُر‪َ ،‬ﻓ َ‬ ‫ﻋﻦ ﺷَ َﺮ ٍ‬
‫ﻛﻞ َﺷ ٍ‬
‫ﺮاب‬ ‫أي‪ :‬ﱠأن ﱠ‬
‫َ‬
‫اﻟــﻌــﻘــﻞ‬ ‫ُﻳـ ــﺴـ ـ ِـﻜ ـ ـ ُﺮ‬ ‫»ﻛ ﱡﻞ ُﻣ ْﺴ ِﻜ ٍﺮ َﺣ َﺮا ٌم‪ ،‬ﱠإن ﻋ َﻠﻰ‬
‫ﷲ ‪ُ :‬‬ ‫ﺳﻮل ا ِ‬ ‫ﻗﺎل َر ُ‬ ‫ﻗﺎل‪َ :‬ﻧ َﻌ ْﻢ‪َ ،‬‬ ‫» َأ َو ُﻣ ْﺴ ِﻜ ٌﺮ ُﻫ َﻮ؟« َ‬
‫و ُﻳ ـ ـ ِ‬
‫ـﺬﻫـ ـ ـ ُﺒ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓــﻬــﻮ‬
‫َﺣﺮا ٌم‪.‬‬ ‫ﷲ ‪َ ‬ﻋ ْﻬ ًﺪا ِﳌَﻦ َﻳ ْﺸ َﺮ ُب اﳌُ ْﺴ ِﻜ َﺮ َأ ْن َﻳ ْﺴ ِﻘ َﻴ ُﻪ ِﻣﻦ ِﻃﻴ َﻨ ِﺔ ا َﳋ َﺒﺎلِ «‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻳﺎ َر َ‬
‫ﺳﻮل‬ ‫ا ِ‬
‫أي‪ :‬ﻣــﺎ َﻳــﺴــﻴـ ُـﻞ ِﻣــﻦ‬ ‫»ﻋ َﺮ ُق َأ ْﻫ ِﻞ اﻟ ﱠﻨﺎرِ‪َ -‬أ ْو‪ُ -‬ﻋ َﺼ َﺎر ُة َأ ْﻫ ِﻞ اﻟ ﱠﻨﺎرِ« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ﷲ‪َ ،‬وﻣﺎ ِﻃﻴ َﻨ ُﺔ ا َﳋ َﺒﺎلِ ؟ َ‬
‫ﻗﺎل‪َ :‬‬ ‫ا ِ‬
‫ُﺟــﻠــﻮ ِدﻫــﻢ ِﻣ ــﻦ َﻗ ـ ْﻴـ ٍـﺢ‬
‫ﻠﻮد ذاﺋﺒﺔٍ‬ ‫وﺟ ٍ‬ ‫ﺪﻳﺪ ُ‬
‫وﺻ ٍ‬ ‫َ‬
‫ِﻣﻦ ﺷﺪﱠ ِة اﻟ ﱠﻨﺎرِ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2002‬‬

‫‪93‬‬
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺠﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)12‬‬

‫‪‬‬

‫ﺣﺮص اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﺳﺆال اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ أﻣﻮر دﻳﻨﻬﻢ ودﻧﻴﺎﻫﻢ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت‪،‬‬

‫ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم أﻫﻤﻴ ٌﺔ ﻛﺒﺮى‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺎط اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ‪ ،‬وﺑﻪ ﻛﺮﱠم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻹﻧﺴﺎنَ ﱠ‬ ‫‪2‬‬

‫وﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻀﺮورﻳﺎت اﻟﺘﻲ أوﺟﺒﺖ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻔﻈﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺮص اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﻞ وﺗﺼﻮﻧﻪ‪ ،‬وﺗﻀﻤﻦ ﺳﻼﻣﺘﻪ وﺣﻴﻮﻳﺘﻪ‪.‬‬

‫‪ 3‬ﻓﻲ ﺳﺆال اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﳌﻦ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺷﺮاب اﳌِﺰْر ‪» :‬أ َو ُﻣ ْﺴ ِﻜ ٌﺮ ُﻫ َﻮ؟« ﺑﻴﺎنٌ ﻟﻌﻠّﺔ اﻟﺘﺤﺮﱘ‪ ،‬وﻫﻲ اﻹﺳﻜﺎر‪ ،‬أي‪:‬‬
‫»ﻛ ﱡﻞ ُﻣ ْﺴ ِﻜ ٍﺮ َﺣ َﺮا ٌم«‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ُﻳﻌَﺪﱡ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ً‬
‫أﺻﻼ ﻓﻲ ﲢﺮﱘ ﺗﻨﺎول ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ذﻫﺎب اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬وأﻛّ ﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪ُ :‬‬
‫اﳌﺴﻜﺮات اﳌﺬﻫﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ وأﻟﻮاﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ذﻟﻚ‪ :‬اﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﺴّ ﻤﻮم؛ ﻻﺷﺘﺮاﻛﻬﺎ ﻣﻊ‬
‫اﳋﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﻠّﺔ اﻟﺘﺤﺮﱘ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ذﻫﺎب اﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬

‫‪øY AGƒ``°` S ,á«∏≤©dG äÉ«∏ª©dG ≈``∏`Yh ,»Ñ°ü©dG RÉ¡édG ≈∏Y ôl `«`KCÉ`J É¡d Im OÉ`` e …Ct G :á``«`∏`≤`©`dG äGô``KDƒ` ª` dG‬‬
‫‪,ºjƒæàdG hCG ,ôjóîàdG hCG ,QƒàØdG hCG ,Iƒ°ûædG øe ádÉM »a ÖÑ°ùàJ ,ø≤ëdG hCG ,™∏ÑdG hCG ,ø«NóàdG hCG ,º°ûdG ≥jôW‬‬
‫‪äGQóîªdG ɡ檰V êQóæjh ,É¡«WÉ©J ¿ÉeOEG øe ádÉM ÖÑ°ùJ É¡fCG IOɪdG √òg ¿CÉ°T øe ¿ƒµjh ,§«°ûæàdG hCG‬‬
‫‪.äGôµ°ùªdGh‬‬

‫‪94‬‬
‫واﻟﺴﻤﻮم ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ )ﺣﻔﻆ اﻟﻌﻘﻞ( ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪى ذﻟﻚ إﻟﻰ‬
‫أنﱠ ﺷُ ﺮب اﳌﺴﻜﺮ وﺗﻌﺎﻃﻲ اﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﱡ‬ ‫‪4‬‬

‫اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻀﺮورات اﻟﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬وﻫﻲ‪:‬‬

‫وﻣﻨﺘﻬﻚ ﻟﻠﻤﺤﺮﻣﺎت‪ ،‬ﺑﻞ رُﲟّ ﺎ‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬ﺣﻔﻆ اﻟﺪﻳﻦ‪ :‬ﻓﺎﳌﺘﻌﺎﻃﻲ ﺑﺎﻗﺘﺮاﻓﻪ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻔﺴﺪٌ ﻟﺪﻳﻨﻪ وإﳝﺎﻧﻪ‪ ،‬ﻣﻀﻴﻊٌ ﻟﻠﻮاﺟﺒﺎت‪،‬‬
‫ﲔ ﻳ َْﺸ َﺮﺑُﻬﺎ وﻫﻮ ﻣُﺆْ ﻣِﻦٌ «(‪.)1‬‬
‫وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ‪ ،‬ﻓﺎﳋﻤﺮ أم اﳋﺒﺎﺋﺚ‪ ،‬وﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ‪» :‬وﻻ ﻳ َْﺸﺮ َُب اﳋَﻤْ َﺮ ﺣِ َ‬
‫ﺣﻔﻆ اﻟﺒﺪن‪ :‬ﻓﻘﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺨﺒﺮﻳﺔ أن اﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ ﻣُﻔﺴﺪة ﻟﻠﺼﺤﺔ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وﺳﺒﺐ رﺋﻴﺲ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﳌﺰﻣﻨﺔ‪ ،‬وﻳﺰداد اﻷﻣﺮ ﺧﻄﻮرة ﻋﻨﺪ اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬ ‫ٌ‬
‫ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﻮﻓﺎة‪.‬‬
‫ﺣﻔﻆ اﻟﻨﱠﺴﻞ‪ :‬ﻓﻼ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻞ أن أﺳﺮة اﳌﺘﻌﺎﻃﻲ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺴّ ﻤﻮم ﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ‪ ،‬ﻓﻐﻴﺎب اﻟﻘﺪوة‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﺼﺎﳊﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒـًﺎ ﻋـﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ اﶈﺎﻛﺎة‬
‫ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺿﺮار ﺟﺴﺪﻳﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻬﻢ‪.‬‬ ‫اﳋﺎﻃﺌﺔ ﻣﻦ ٍ‬
‫ﺣﻔﻆ اﳌﺎل‪ :‬ﻓﻔﻲ ﺷﺮاء ﻫﺬﻩ اﻟﺴّ ﻤﻮم ﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻤﺎل اﻟﺬي ﻫﻮ ﻋﺼﺐ اﳊﻴﺎة وﻗﻮاﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﻴﺶ اﳌﺘﻌﺎﻃﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﻓﻲ أزﻣﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﻘﺪاﻧﻪ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬وﻫﺬا ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼل اﳌﺎدي ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ‬
‫اﻟﺴﻤﻮم‪.‬‬ ‫ﻣﺮوﺟﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺴّ ﻠﻊ اﶈﺮﻣﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﺪﻓﻌﻪ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﳉﺮﳝﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﺎل ﻟﺸﺮاء ﻫﺬﻩ ﱡ‬

‫ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪» :‬إنﱠ ﻋﻠَﻰ اﷲ ﻋَ ﻬْ ﺪً ا ﳌِ َﻦ ﻳ َْﺸﺮ َُب اﳌ ُْﺴ ِﻜ َﺮ أَنْ ﻳ َْﺴﻘِ َﻴ ُﻪ ﻣِﻦ ﻃِ ﻴ َﻨ ِﺔ ا َﳋﺒَﺎلِ « دﻟﻴﻞٌ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة‬ ‫‪5‬‬

‫اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺷﺎرب اﳋﻤﺮ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪ ،‬وﳋﻄﻮرة ﻫﺬﻩ اﳌﻌﺼﻴﺔ وﻋﻈﻴﻢ ﺿﺮرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد واﳌﺠﺘﻤﻊ ﺣﺮّم اﷲ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺆدﻳﺔ إﻟﻰ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ وﺗﺪاول اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪» :‬ﻟﻌﻦ ا ُ‬
‫ﷲ اﳋﻤﺮَ‪ ،‬وﺷﺎ ِرﺑَﻬﺎ‪ ،‬وﺳﺎ ِﻗﻴَﻬﺎ‪،‬‬
‫وﺑﺎ ِﺋﻌَﻬﺎ‪ ،‬و ُﻣ ْﺒﺘَﺎﻋَ ﻬَ ﺎ‪ ،‬وﻋﺎﺻﺮَﻫَ ﺎ‪ ،‬وﻣُﻌْ ﺘ َِﺼﺮَﻫﺎ‪ ،‬وﺣﺎ ِﻣﻠَﻬﺎ‪ ،‬و اﶈﻤﻮ َﻟ َﺔ إﻟﻴﻪِ«(‪ ،)2‬وﻣﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﳋﻤﺮ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ‬
‫ﻣﺎ ﻳُﺬﻫﺐ اﻟﻌﻘﻞ وﻳُﻐﻴﱢﺒﻪ ﻣﻦ اﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﺴّ ﻤﻮم‪.‬‬

‫اﻟﺴﻤﻮم ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺗﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪة ﶈﺎرﺑﺘﻬﺎ؛‬
‫ُﺗﻌَﺪﱡ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﳌﺨﺪﱢ رات وﺗﻌﺎﻃِ ﻲ ﱡ‬ ‫‪6‬‬

‫ﳌﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﺿﺮار ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ أﺟﻤﻌﺖ ﻛﻞ اﻟﻘﻮاﻧﲔ‬
‫اﻟﺪﱠ وﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﲡﺮﱘ ﻣﻦ ﻳُﻬﺮﱢب اﳌﺨﺪﱢ رات أو ُﻳ َﺮوﱢج ﻟﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ُﻳﻌَﺪﱡ ﻣﻦ اﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻷرض‪ ،‬ووُﺿﻌﺖ أﺷﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‬
‫ﳌﺮﺗﻜﺐ ﻫﺬﻩ اﳉﺮﳝﺔ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)5578‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)57‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود (‪ ،)3674‬وإﺳﻨﺎدﻩ ﺣﺴﻦ‪.‬‬

‫‪95‬‬
 ∂dòd ,äGQ uóîªdG áëaɵªd É keQÉ°Uh Ékæ«àe É keɶf ájOƒ©°ùdG á«Hô©dG áµ∏ªªdG ÉfOÓH â°ù s°SCG
ájô`jóªdÉH ák ∏sã` ªeo á«`∏` NGódG IQGRh É`` ¡H ≈æ©oJ »àdG ∫ɪ``YC’G Rô``HCG øe áëaɵªdG Oƒ¡L ó©J
QÉ£NCÉH á«FÉbƒdG á«Yƒà∏d á°ShQóe É k££ oN ≈sæÑàJ »àdG äGQqó` îªdG á``ë` `aÉ`` `µªd á`seÉ`` ©dG
πª©J ɪc ,á«©ªàéªdG á«¡«LƒàdG èeGôÑdG ò«ØæJh ,Ωƒª t°ùdGh á«∏≤©dG äGôKDƒªdGh äGQóîªdG
,OÓÑdG πNGO É¡éjhôJh áµ∏ªªdG ≈dEG áØ∏àîªdG É¡YGƒfCÉH äGQóîªdG Öjô¡J ≈dEG ±ó¡J ä’hÉëe ájCG •ÉÑMEG ≈∏Y
ºbQ »µ∏ªdG Ωƒ°SôªdÉH QOÉ°üdG (á«∏≤©dG äGôKDƒªdGh äGQóîªdG áëaɵe Ωɶf) øª°†J q ó≤a ≥∏£æªdG Gòg øeh
¢†©H »a π°üJ èjhôàdG hCG Öjô¡àdG »àªjôL ±GôàbG ≈∏Y áÑJôàªdG äÉHƒ≤©∏d Ó«°üØJ k `g1426/7/8 ïjQÉàH 39/Ω
.)1( Gkôjõ©J πà≤dG ≈dEG É¡J’ÉM



á«∏≤©dG äGôKDƒªdGh äGQóîªdG ô£îd …ó°üqàdG »a Ió«°TôdG ÉæàeƒµM Oƒ¡éd GkOGóàeG

¢ù∏ée QGô≤H (äGQóîªdG áëaɵªd á«æWƒdG áæé∏dG) º«¶æJ ≈∏Y á≤aGƒªdG âªJ ó≤a ,Ωƒª°ùdGh
:)2(á«dÉàdG ±GógC’G ≥«≤ëJ ≈dEG áæé∏dG ≈©°ùJh ,`g1430/4/17 ïjQÉàH 119 ºbQ AGQRƒdG
.™ªàéªdG OGôaCG ø«H äGQóîªdG QÉ°ûàfG øe óq ëdG »a ΩÉ¡°SE’G .1

.á«∏≤©dG äGôKDƒªdG ∫ɪ©à°SG Aƒ°Sh äGQóîªdG QGô°VCÉH ™ªàéªdG OGôaCG iód »aÉ≤Kh »YɪàLGh »ë°U »Yh øjƒµJ .2

.äGQqóîªdG áëaɵªH ábÓ©dG äGP á«∏gC’Gh á«eƒµëdG äÉ¡édG ø«H Oƒ¡édG ≥«°ùæJh ΩÉé°ùf’Gh ºZÉæàdG ≥«≤ëJ .3

.äGQqóîªdG áëaɵe ∫Éée »a ¬JÉ°ù°SDƒeh »fóªdG ™ªàéªdG OGôaC’ á«Yƒ£àdG ácQÉ°ûªdG õjõ©J .4

.ºg pô n°SoCGh ,äGQqóîªdG ≈∏Y ¿ÉeOE’G øe ø«aÉ©àª∏d »JGòdG ºYódG èeGôH ôjƒ£Jh ô«aƒJ .5

.äGQqóîªdG ¿ÉeOEG ≈°Vôªd á«∏«gCÉàdGh á«LÓ©dG èeGôÑdG ôjƒ£Jh ô«aƒJ .6

.äGQqóîªdG áëaɵe ∫ÉéªH ábÓ©dG äGP çƒëÑdGh äÉ°SGQódG ºYO .7

.äGQqóîªdG áëaɵe ∫Éée »a á«dhódGh ᫪«∏bE’G ÜQÉéàdG øe IOÉØà°S’G .8

.‫) ﻣﻦ ﻧﻈﺎم ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﳌﺨﺪرات واﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬37( ‫) ﻳﻨﻈﺮ اﳌﺎدة‬1(

.‫ أﻧﻈﻤﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻷﺣﻮال اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻷﻧﻈﻤﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‬،‫ ﻣﻮﻗﻊ ﻫﻴﺌﺔ اﳋﺒﺮاء ﲟﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء‬:‫) اﳌﺮﺟﻊ‬2(

96
 ‫ﺑ ـ ــﺎﻟ ـ ــﺮﺟ ـ ــﻮع إﻟ ـ ـ ــﻰ ﻗــــﻨــــﺎة )اﻟـ ــﻠـ ــﺠـ ــﻨـ ــﺔ اﻟـ ــﻮﻃـ ــﻨـ ــﻴـ ــﺔ ﳌ ــﻜ ــﺎﻓ ــﺤ ــﺔ اﳌـ ـ ـ ــﺨـ ـ ـ ــﺪرات( ﻓــﻲ‬
‫اﻟـ ــﻴـ ــﻮﺗـ ــﻴـ ــﻮب‪ ،‬ﺷـ ــﺎﻫـ ــﺪ اﻟ ـ ــﻌ ـ ــﺮوض اﳌـــﺮﺋـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻮﻋـــﻮﻳـــﺔ ﻋــــﻦ أﺿــــــــﺮار اﳌــــﺨــــﺪرات‬
‫واﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺛﻢ أﺟﺐ ﻋﻦ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫س‪ :1‬ﻣ ــﺎ اﻷﺳ ــﺒ ــﺎب اﻟــﺘــﻲ دﻓــﻌــﺖ ﺑــﻌــﺾ اﻟ ــﻨ ــﺎس إﻟـ ــﻰ ﲡــﺮﺑــﺔ اﳌـ ــﺨـ ــﺪرات واﳌـ ــﺆﺛـ ــﺮات اﻟــﻌــﻘــﻠــﻴــﺔ ﻷول‬
‫ﻣﺮة؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫س‪ :2‬اذﻛﺮ ُﺳﺒﻞ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﳌﺨﺪرات واﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫س‪ :3‬ﺑــﺼــﻔــﺘــﻚ ﻣ ــﻮاﻃــ ًﻨ ــﺎ ﻳــﺤــﺐ دﻳــﻨــﻪ ووﻃ ــﻨ ــﻪ‪ ،‬وﻳــﺨــﺸــﻰ ﻋــﻠــﻰ أﻓـــــﺮاد ﻣــﺠــﺘــﻤــﻌــﻪ ﻣ ــﻦ اﻟ ــﻮﻗ ــﻮع ﻓﻲ‬
‫ﺑﺮاﺛﻦ اﳌﺨﺪرات واﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪ّ ،‬ﳋﺺ واﺟﺒﻚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪97‬‬
 ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫ﲢﺘﻮي ﻣﺎدﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻮاد اﳋﻄﺮة‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﻣﺎدة ﺗﺘﺮاﻫﻴﺪروﻛﻨﺎﺑﻴﻨﻮل (‪ )THC‬اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺪوث‬ ‫• ‪‬‬
‫ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ وﺟﺴﺪﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪدة‪ ،‬ﻛﺘﺪﻫﻮر وﻇﺎﺋﻒ اﻟﻜﺒﺪ‪ ،‬وﺳﺮﻃﺎﻧﺎت اﳉﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ‪ ،‬واﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ﻋﺪم اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﳌﻈﻬﺮ‪ ،‬وﺿﻌﻒ اﻟﺬاﻛﺮة‪ ،‬واﻧﺨﻔﺎض اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺻﺪاع ﻣﺰﻣﻦ ﻣﻊ اﺣﻤﺮار اﻟﻌﲔ‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﻀﺤﻚ اﻟﻬﺴﺘﻴﺮي‪.‬‬ ‫•‬
‫اﳋﻮف واﻻرﺗﺒﺎك‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب‪.‬‬ ‫•‬
‫وﺟﻮد ﻣﺨﻠﻔﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ أو أدوات ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻌﺎﻃﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫ارﺗﺒﺎط ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﺑﺎرﺗﻜﺎب اﳉﺮاﺋﻢ‪.‬‬ ‫•‬

‫ﻣﺎدة ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﻔﺮز ﻋﺪة ﻣﻮاد ﺗﺪﻣﺮ اﳋﻼﻳﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺑﺎﳌﺦ‪ ،‬واﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ‪ ،‬وﺗﺆدي إﻟﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ‬ ‫• ‪‬‬
‫ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﳉﺴﺪﻳﺔ اﳋﻄﻴﺮة‪ ،‬ﻛﻘﺮﺣﺔ اﳌﻌﺪة‪ ،‬واﻟﻔﺸﻞ اﻟﻜﻠﻮي‪ ،‬واﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫اﻟﺴﻬﺮ اﳌﺴﺘﻤﺮ واﻟﻨﻮم ﻏﻴﺮ اﳌﻨﺘﻈﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻋﺪم اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﳌﻈﻬﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻛﺜﺮة اﳊﺮﻛﺔ واﻟﺜﺮﺛﺮة‪ ،‬واﻟﻀﺤﻚ واﻟﺒﻜﺎء ﺑﺪون ﺳﺒﺐ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺗﺴﺎﻗﻂ اﻷﺳﻨﺎن‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺿﻌﻒ اﻟﺬاﻛﺮة‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻔﺴﻲ‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎل ﻷﺗﻔﻪ اﻷﺳﺒﺎب‪.‬‬ ‫•‬
‫وﻫﻮ ﻣﺎدة ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻔﻌﻮل ﻗﻮي وﺳﺮﻳﻊ ﻋﻠﻰ اﳉﻬﺎر اﻟﻌﺼﺒﻲ اﳌﺮﻛﺰي‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﳉﻬﺎز اﳌﻨﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻳﺄﺗﻲ‬ ‫• ‪‬‬
‫‪‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة ﻣﺴﺤﻮق أﺑﻴﺾ اﻟﻠﻮن‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺴﻤﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻟﻐﺮض اﳋﺪاع واﻟﺘﻀﻠﻴﻞ )اﻵﻳﺲ‪ ،‬اﻟﺰﺟﺎج‪،‬‬
‫اﻟﻄﺒﺸﻮر(‪ ،‬وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ اﳌﺎدة ﻗﻮﻳﺔ وﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ‪ ،‬وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﳋﻄﻴﺮة‪ ،‬ﻛﻨﺰﻳﻒ‬
‫اﳌﺦ‪ ،‬واﻟﻔﺸﻞ اﻟﻜﻠﻮي‪ ،‬وأﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬واﻟﻮﻓﺎة اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ﻫﻼوس ﺳﻤﻌﻴﺔ وﺑﺼﺮﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﲡﻌﻞ اﳌﺘﻌﺎﻃﻲ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺬﻫﻮل واﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻓﻘﺪان اﻟﻮزن‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﺸﺪﻳﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ واﻹﻋﻴﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻌﺪواﻧﻲ‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﺼﺪاع اﳌﺰﻣﻦ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪98‬‬
 ‫‪ :1¢S‬اﺳﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪َ » :‬أ َو ُﻣ ْﺴ ِﻜ ٌﺮ ُﻫ َﻮ؟« اﻟﻌ ّﻠﺔ ﻓﻲ ﲢﺮﱘ اﳋﻤﺮ‪.‬‬
‫واﻟﺴﻤﻮم ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ‪ ،‬وﺿﺢ ذﻟﻚ‪.‬‬ ‫‪ :2¢S‬ﺗﻌﺎﻃﻲ اﳌﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﱡ‬
‫‪ :3¢S‬ﻣﺎ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺷﺎرب اﳋﻤﺮ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة؟‬
‫‪ :4¢S‬ﻋﻠﻞ‪ُ :‬ﻳ َﻌﺪﱡ ﻣﺮوج اﳌﺨﺪرات ﻣﻦ اﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻷرض‪ ،‬وﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ أﺷﺪّ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‪.‬‬

‫‪99‬‬
 




.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e í°VƒJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.åjóëdG …hGôd ºLôàJ
.«øeDƒj ’» : ¬dƒb »a ¿ÉªjE’G »ØæH OGôªdG í°VƒJ
.¬°ùØæd ¬Ñëj Ée √ô«¨d øeDƒªdG áÑëe ºµM èàæà°ùJ
.ô«îdG øe ¬°ùØæd ¬Ñëj Ée √ô«¨d øeDƒªdG áÑëe øe Qƒ°üd πãq ªJ
k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H
.åjóëdG ¢üf q ßØëJ

.‫ ﻷﺧﻴﻪ اﳌﺆﻣﻦ‬:‫أي‬
.‫ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ اﻹﳝﺎن اﻟﻜﺎﻣﻞ‬:‫أي‬

. «‫ﺤﺐ ِﻟ َﻨﻔْ ِﺴﻪ‬

)1(
‫ﻷﺧﻴ ِﻪ ﻣﺎ ُﻳ ﱡ‬ ‫أﺣ ُﺪ ُﻛﻢ ﺣ ّﺘﻰ ُﻳ ﱠ‬
ِ ‫ﺤﺐ‬ َ ‫ »ﻻ ُﻳﺆ ِﻣ ُﻦ‬:‫ ﻗﺎل‬ ‫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫َﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ‬

.‫ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ‬:‫أي‬

.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.‫ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎري‬،)45( ‫ وﻣﺴﻠﻢ‬،)13( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬1(

100
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ‬
‫أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ اﻟﻨﻀﺮ اﻟﻨﺠﺎري اﳋﺰرﺟﻲ اﻷﻧﺼﺎري ‪.‬‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ‬
‫‪ 1‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺎﺟﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺗﺖ ﺑﻪ أ ﱡﻣﻪ أم ُﺳﻠﻴﻢ ‪ ‬إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬وﻫﻮ اﺑﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﻮاﺋﺠﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺒﻘﻲ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ُ ‬ﻣﻼز ًﻣﺎ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻲ‪.‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺜﺮﻳﻦ ﻣﻦ رواﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪.‬‬
‫ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺒﺎع ﱡ‬
‫ً‬ ‫ﻛﺎن‬ ‫‪2‬‬
‫دﻋﺎ ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻓﻘﺎل‪» :‬اﻟﻠﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﺎﻟﻪ ووﻟﺪﻩ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ أﻋﻄﻴﺘﻪ«(‪ )1‬ﻓﻜﺎن ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻷﻧﺼﺎر ً‬
‫ﻣﺎﻻ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫وﺗﺠﺎوز ﻋﺪد أوﻻدﻩ وأﺣﻔﺎدﻩ اﻟﻤﺌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ ،‬وﻛﺎن آﺧﺮ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻮ ًﺗﺎ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اﳌﺮاد ﺑﻨﻔﻲ اﻹﳝﺎن ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪» :‬ﻻ ﻳُﺆﻣﻦ« أي‪ :‬ﻻ ﻳﺆﻣﻦ اﻹﳝﺎن اﻟﺘﺎم‪ ،‬وإﻻ ﻓﺄﺻﻞ اﻹﳝﺎن ﻳﺤﺼﻞ ﳌﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ‪.‬‬

‫وﺟﻮب ﻣﺤﺒﺔ اﳌﺮء ﻷﺧﻴﻪ اﳌﺆﻣﻦ ﻣﺎ ﻳُﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ؛ ﻗﺎل اﺑﻦ رﺟﺐ ‪ :‬ﳌﱠﺎ ﻧﻔﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬اﻹﳝﺎن ﻋﻤﱠ ﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺐ‬ ‫‪2‬‬

‫ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬دلﱠ ﻋﻠﻰ أن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺼﺎل اﻹﳝﺎن‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﻦ واﺟﺒﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺈنﱠ اﻹﳝﺎن ﻻ ﻳُﻨﻔَﻰ إﻻ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎء‬
‫ﺑﻌﺾ واﺟﺒﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ‪َ » :‬ﻻ َﻳ ْﺰﻧِﻲ اﻟﺰﱠاﻧِﻲ ﺣِ َ‬
‫ﲔ َﻳ ْﺰﻧِﻲ َو ُﻫ َﻮ ﻣُﺆْ ﻣِﻦٌ «(‪ )2‬اﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬وإﳕﺎ ﻳﺤﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ‬
‫واﺟﺐ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪» :‬ﻻ ﺗَﺪﺧُ ﻠُﻮا اﳉﻨﱠﺔ ﺣﺘﱠﻰ‬
‫ٌ‬ ‫ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ إذا ﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﳊﺴﺪ واﻟﻐﻞ واﻟﻐﺶ واﳊﻘﺪ‪ ،‬وذﻟﻚ‬
‫ﺗُﺆ ِﻣﻨُﻮا‪ ،‬وﻻ ﺗُﺆ ِﻣﻨُﻮا ﺣﺘﱠﻰ َﲢﺎﺑﱡﻮا« ‪.‬‬
‫(‪)4( )3‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)1015‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)2475‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)57‬‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)54‬‬
‫(‪ )4‬ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﻻﺑﻦ رﺟﺐ (‪.)45/1‬‬

‫‪101‬‬
 ‫‪øeDƒªdG ™e øeDƒªdG ¿CG åjóëdG Gòg ¬≤a øe q¿CG - )1( ájhƒædG ø«©HQCÓd ¬Mô°T »a- ó«©dG ≥«bO øHG ôcP‬‬
‫‪iôn Jn » :åjóëdG »a AÉL ɪc ,IóMGh ¢ùØf‬‬ ‫‪l ɪ¡fEG å«M øe ¬°ùØæd Öëj Ée ¬d Öëjo ¿CG »¨Ñæ«a ,IóMGƒdG ¢ùØædÉc‬‬
‫‪ô¡°ùdÉH‬‬ ‫‪n J ,Gƒk °†r Yo ≈µn àn °TG‬‬
‫‪q √p óp °ùn Ln ôo Fp É°S ¬d ≈YGón‬‬ ‫‪r GPEG ,óp °ùn édG‬‬ ‫‪o Jh ºr gup OGƒnJh ºr ¡p pªMGôn‬‬
‫‪n πp ãn ªn cn ,ºr ¡p Øp WÉ©n‬‬ ‫‪o J »a nø«æp erp Dƒªo dG‬‬
‫‪.)2(«≈ªq ëdGh‬‬

‫إن اﺧﺘﻴﺎر أﻟﻄﻒ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ؛ ﻷن ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻫﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫‪3‬‬

‫اﳊﺪﻳﺚ ﻗﻮﻟﻪ ‪ » :‬ﱡ‬

‫ﻳﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ«؛ ﻷن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﻮﺻﻒ اﻷﺧﻮة ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟﻌﻄﻒ واﻟﺮﺣﻤﺔ واﶈﺒﺔ‪.‬‬

‫ُﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ« أي‪ :‬ﻣﻦ اﳋﻴﺮ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ورد ﻓﻲ رواﻳﺔ أﺧﺮى ﻟﻬﺬا اﳊﺪﻳﺚ‪» :‬ﺣﺘﻰ‬ ‫اﳌﺮاد ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪» :‬ﻳ ﱡ‬
‫ُﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳ ّ‬ ‫‪4‬‬

‫ُﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ«(‪ ،)3‬وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﳋﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻟﻄّ ﺎﻋﺎت‪،‬‬
‫ُﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳ ّ‬
‫ﻳ ﱠ‬
‫وﻛﺬﻟﻚ أﻣﻮر اﻟﺪﱡ ﻧﻴﺎ ﻛﺎﳌﺒﺎﺣﺎت‪ ،‬ﻓﺈذا أﺣﺐ اﳌﺆﻣﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻣﻦ دﻳﻦ أو ﻏﻴﺮﻩ أﺣﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻷﺧﻴﻪ ﻧﻈﻴﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪» :‬إﻧﱢﻲ َﻷﻣ ﱡﺮ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻓﺄﻓﻬﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺄود أن اﻟﻨﺎس ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻬﻤﻮا ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ أﻓﻬﻢ«(‪.)3‬‬

‫ارﺑﻂ ﺑﲔ ﻗﻮل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ‬وﻣﻮﺿﻮع اﳊﺪﻳﺚ‪.‬‬

‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬ﺷﺮح اﻷرﺑﻌﲔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻻﺑﻦ دﻗﻴﻖ اﻟﻌﻴﺪ )ص‪.(64:‬‬

‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)6011‬وﻣﺴﻠﻢ (‪ ،)2586‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﺑﻴﺪ ِﻩ ﻻ ُﻳﺆ ِﻣ ُﻦ أﺣﺪُ ُﻛﻢ ﺣﺘﻰ ُﻳ ِﺤ ﱠﺐ ِ َﻷ ِﺧﻴ ِﻪ ﻣﺎ ُﻳ ِﺤ ﱡﺐ ِ‬
‫ﻟﻨﻔﺴ ِﻪ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ(‪.‬‬ ‫ﻧﻔﺲ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ِ‬
‫ﻛﺎﻣﻼ‪) :‬واﻟﺬي ُ‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ (‪ ،)5071‬وﻟﻔﻈﻪ ً‬
‫(‪ )4‬ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﻻﺑﻦ رﺟﺐ (‪.)41/1‬‬

‫‪102‬‬
 ‫أﺣﺐ ﻷﺧﻴﻪ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻠﻦ ﻳﺮى ﻟﻨﻔﺴﻪ‬
‫ﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺿﻊ؛ ﻷنّ اﻹﻧﺴﺎن إذا ّ‬
‫ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ ﱞ‬ ‫‪5‬‬

‫ﺎﺛﻼ ﻟﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻓﻀﻼ وﻣﺰ ﱠﻳ ًﺔ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﺘﻜﺒّﺮ أو اﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺮى ﻧﻔﺴﻪ ﻣُﺴﺎوﻳًﺎ وﳑُ ً‬
‫أﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﲔ ً‬
‫ﻋﻠﻰ ٍ‬

‫ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ ﲢﺬﻳ ٌﺮ ﻣﻦ اﳊﺴﺪ واﻟﻐِ ﻞ؛ ﻷن اﳊﺎﺳﺪ ﻻ ﻳُﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳُﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺧِ ﻼف ذﻟﻚ‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻤﻨّﻰ زوال ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻦ أﺧﻴﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أن ﻣﻦ ﻛﻤﺎل اﻹﳝﺎن أن ﻳﺤﺐ اﳌﺮء ﻷﺧﻴﻪ ﻣﻦ اﳋﻴﺮ ﻣﺎ ﻳُﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻹﳝﺎن أن ﻳُﺒﻐِ ﺾ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫‪7‬‬

‫ﻳُﺒﻐِ ﺾ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮ؛ ﻷن ﺣُ ﺐ اﻟﺸﻲء ﻣﺴﺘﻠﺰ ٌم ﻟﺒﻐﺾ ﻧﻘﻴﻀﻪ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈنّ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﲢﺬﻳ ٌﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﳋﺼﺎل اﳌﺬﻣﻮﻣﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟِﻐﺶ‪ ،‬واﻟﻈﻠﻢ‪ ،‬واﻟﻐﻴﺒﺔ‪ ،‬واﻟﻨﻤﻴﻤﺔ‪ ،‬وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﶈﺮّﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ :1¢S‬وﺿﺢ اﳌﺮاد ﺑﻨﻔﻲ اﻹﳝﺎن ﻓﻲ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪» :‬ﻻ ُﻳﺆﻣﻦ أﺣﺪﻛﻢ«‪.‬‬

‫‪ :2¢S‬اﺳﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﳊﺪﻳﺚ ﺣﻜﻢ ﻣﺤﺒﺔ اﳌﺮء ﻷﺧﻴﻪ اﳌﺆﻣﻦ ﻣﺎ ُﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪.‬‬
‫ﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ«‪ ،‬ﻣﺜّﻞ ٍ‬
‫ﻷﻣﻮر‬ ‫‪ :3¢S‬ﻋﻠﻰ ﺿﻮء دراﺳﺘﻚ ﻟﻘﻮﻟﻪ ‪» :‬ﻻ ﻳﺆﻣﻦ أﺣﺪﻛﻢ ﺣ ّﺘﻰ ُﻳ ﱠ‬
‫ﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ُﻳ ّ‬
‫ﻣﻦ اﳋﻴﺮ اﻟﺪﻧﻴﻮي واﻷﺧﺮوي ﺗﺘﻤﻨﺎﻫﺎ ﻟﻐﻴﺮك ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻚ‪.‬‬
‫‪) :4¢S‬ﻣﻦ اﻹﳝﺎن أن ُﻳ ِﺒﻐﺾ اﳌﺆﻣﻦ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ُﻳ ِﺒﻐﺾ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮ(‪.‬‬
‫• ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ أن ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة وﻣﻮﺿﻮع اﳊﺪﻳﺚ؟‬
‫• ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﳌﻌﻨﻰ ﻋﻤﻠ ًّﻴﺎ؟‬

‫‪103‬‬
 




.åjóëdG äGOôØe »fÉ©e í°VƒJ
.åjóë∏d Éfk GƒæY ìôà≤J
.܃fòdG øe ô«ãµdG ¿Gôبd ÉÑk Ñ°S ¿ƒµj ób π«∏≤dG πª©dG ¿CG åjóëdG øe èàæà°ùJ
q ájÉæ©∏d áeq É¡dG ádõæªdG ø«q ÑJ
.ΩÓ°SE’G »a áeÉ©dG ¥ô£dÉH
.≥jô£dG øY iPC’G áWÉeEG π°†a ≈∏Y áæ°ùdG
q øe ∫óà°ùJ
.äÉbô£dG ≈∏Y ÖµJôJo »àdG iPC’G Qƒ°üd πãq ªJ
q ≈∏Y ±ôq ©àJ
.ájOôØdG Oƒ¡édÉH ¬àdGREG Qòq ©J óæY äÉbô£dG øe iPC’G ádGRE’ á«eɶædG ¥ô£dG
k §Ñæà°ùJ
.åjóëdG óFGƒa øe É°†©H

،‫ » َﺑ ْﻴ َﻨ َﻤﺎ َر ُﺟ ٌﻞ َ ْﳝ ِﺸﻲ ﺑ َِﻄ ِﺮ ٍﻳﻖ‬:‫ ﻗﺎل‬ ‫ أن رﺳﻮل اﷲ‬ ‫َﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة‬ ‫اﻟﻐﺼﻮن أو‬
،‫ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ‬:‫أي‬ ‫اﻷﻏﺼﺎن‬
‫وﻛﺎﻓﺄﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ‬ )2( ُ ‫ َﻓ َﺸ َﻜﺮ ﱠ‬، ‫ َﻓ َﺄ َﺧ َﺬ ُﻩ‬،‫ﻳﻖ‬
. «‫ َﻓ َﻐﻔ ََﺮ َﻟ ُﻪ‬،‫اﷲ َﻟ ُﻪ‬ )1( ‫َو َﺟ َﺪ ﻏُ ْﺼ َﻦ ﺷَ ْﻮ ٍك َﻋ َﻠﻰ ﱠ‬
ِ ‫اﻟﻄ ِﺮ‬ ‫ أﻃﺮاف‬:‫ﻫﻲ‬
َ
.‫ﺑﺪﺧﻮل اﳉﻨﺔ‬ .‫اﻟﺸﺠﺮ‬
َ ‫ َﻓﻘ‬،‫ﺮﻳﻖ‬
ِ ‫ َوا‬:‫َﺎل‬
‫ﷲ‬ ٍ ‫ » َﻣ ﱠﺮ َر ُﺟ ٌﻞ ِﺑ ُﻐ ْﺼ ِﻦ ﺷَ َﺠﺮةٍ َﻋ َﻠﻰ َﻇ ْﻬ ِﺮ َﻃ‬:‫وﻓﻲ رواﻳﺔ‬
‫ وﺳﻂ‬:‫أي‬
.‫اﻟﻄﺮﻳﻖ‬ . «َ‫ َﻓ ُﺄ ْد ِﺧ َﻞ ا َﳉ ﱠﻨﺔ‬،‫ﲔ َﻻ ُﻳ ْﺆ ِذﻳﻬِ ْﻢ‬
)3(
ِ ‫اﳌﺴ‬
َ ‫ﻠﻤ‬ ‫َ ُﻷ َﻧ ﱢﺤ َ ﱠ‬
ْ ‫ﲔ َﻫ َﺬا َﻋ ِﻦ‬
.‫ ﻷﺑﻌﺪن‬:‫أي‬
.‫ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺆذﻳﻬﻢ‬:‫أي‬

.‫ﺗﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮان ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺪرس واﻛﺘﺒﻪ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬

.‫ أﺑﻌﺪﻩ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ‬:‫ )ﻓﺄﺧّ َﺮﻩ( أي‬:‫) وﻓﻲ رواﻳﺔ‬1(

.)1914( ‫ وﻣﺴﻠﻢ‬،)2472( ‫) أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‬2(
.)1914( ‫) أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ‬3(

104
 ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ راوي اﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺗﻘﺪم اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺠﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ‪ ‬ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ (‪.)12‬‬

‫‪‬‬

‫‪ 1‬ﻳﺪلّ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أنّ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻔﻊ اﳌﺴﻠﻤﲔ‪ ،‬وأزال ﻋﻨﻬﻢ ﺿﺮرًا‪ ،‬ﻛﺎن ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﻠﻤﻐﻔﺮة ودﺧﻮل اﳉﻨﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫اﻟﺠ ﱠﻨ ِﺔ‪ ،‬ﻓﻲ َﺷ َﺠ َﺮةٍ َﻗ َﻄ َﻌﻬﺎ ِﻣﻦ َﻇ ْﻬ ِﺮ ﱠ‬
‫اﻟﻄﺮِﻳﻖِ ‪ ،‬ﻛﺎ َﻧ ْﺖ‬ ‫إﺣﺪى رواﻳﺎت ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ‪» :‬ﻟ َﻘﺪْ َر َأ ْﻳ ُﺖ َر ُﺟ ًﻼ َﻳ َﺘ َﻘ َّﻠ ُﺐ(‪ )1‬ﻓﻲ َ‬
‫ﺗُﺆْ ِذي اﻟ ﱠﻨ َ‬
‫ﺎس«(‪.)2‬‬

‫ﻳﺪلّ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻠﻴﻞ إذا ﺧﺎﻟﻄﺘﻪ اﻟﻨﻴﺔ اﻟﺼﺎﳊﺔ ﻗﺪ ﻳﻐﻔﺮ اﷲ ﺑﻪ ذﻧﻮﺑًﺎ ﻛﺜﻴﺮة‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﺘّﺨﺬ‬ ‫‪2‬‬

‫ﻗﺒﻮﻻ ﻋﻨﺪ‬ ‫أي أﻋﻤﺎﻟﻪ أرﺟﻰ ً‬ ‫ذﻟﻚ ﻣﻨﻬﺠً ﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺼﻐﺮ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻴﺴﻴﺮة أو ﻳﺴﺘﻘﻠّﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ّ‬
‫أﻋﻤﺎﻻ ﻣﻨﻬﺎ‪َ ... :‬و َﻟ ْﻮ َأ ْن ُﺗ َﻨ ﱢﺤ َﻲ ﱠ‬
‫اﻟﺸ ْﻲ َء ِﻣ ْﻦ‬ ‫ً‬ ‫ﻌﺮوف ﺷﻴ ًﺌﺎ ‪ ...‬ﺛﻢ ذﻛﺮ‬ ‫اﻟﻤ ِ‬ ‫اﷲ ‪ ،‬وﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪» :‬ﻻ ﺗ َْﺤ ِﻘ َﺮ ﱠن ِﻣ َﻦ َ‬
‫ﺎك َو َو ْﺟ ُﻬ َﻚ ِإ َﻟ ْﻴ ِﻪ ُﻣ ْﻨ َﻄ ِﻠ ٌﻖ‪َ ،‬و َﻟ ْﻮ َأ ْن َﺗ ْﻠ َﻘﻰ َأ َﺧ َ‬
‫ﺎك َﻓ ُﺘ َﺴ ﱢﻠ َﻢ َﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ ‪.)3( «...‬‬ ‫ﺎس ُﻳﺆْ ِذﻳﻬِ ْﻢ‪َ ،‬و َﻟ ْﻮ َأ ْن َﺗ ْﻠ َﻘﻰ َأ َﺧ َ‬
‫َﻃﺮِﻳﻖِ اﻟ ﱠﻨ ِ‬
‫وﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ ﺳﺎر ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام‪ ،‬ﻓﻌﻦ ُﻣﻌَﺎ ِو َﻳ َﺔ ﺑﻦِ ﻗُﺮة ‪ ‬ﻗَﺎلَ ‪ :‬ﻛُ ﻨﺖ ﻣَﻊ ﻣَﻌﻘﻞ اﳌُﺰﻧﻲ ‪ ‬ﻓَﺄﻣﺎط َأذًى ﻋَ ﻦِ‬
‫َﺮأﻳﺖ ﺷَ ﻴﺌًﺎ ﻓَﺒﺎدَرﺗُﻪ‪ ،‬ﻓَﻘﺎل‪ :‬ﻣَﺎ ﺣَ ﻤَ ﻠﻚ ﻋَ ﻠﻰ ﻣَﺎ َﺻﻨَﻌﺖ ﻳَﺎ اﺑْﻦَ أَﺧِ ﻲ؟ ﻗَﺎلَ ‪ :‬رَأﻳﺘُﻚ ﺗَﺼﻨُﻊ ﺷَ ْﻴﺌًﺎ ﻓَﺼﻨَﻌ ُﺘﻪُ‪،‬‬
‫اﻟﻄﱠ ﺮﻳﻖ‪ ،‬ﻓ ُ‬
‫ﻤﻌﺖ اﻟ ﱠﻨﺒِﻲﱠ ‪ ‬ﻳَﻘﻮل‪َ » :‬ﻣﻦ َأﻣﺎط َأذًى َﻋﻦ َﻃﺮﻳﻖ ُ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ُﻛ ِﺘﺐ َﻟﻪ َﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬و َﻣﻦ‬ ‫ﻗَﺎل‪ :‬أَﺣﺴﻨﺖ ﻳَﺎ اﺑْﻦَ أَﺧﻲ ﺳَ ُ‬
‫ُﺗ ُﻘ ﱢﺒ َﻠﺖ َﻟﻪ َﺣﺴﻨ ٌﺔ َدﺧﻞ َ‬
‫اﻟﺠﻨﺔ«(‪.)4‬‬

‫‪ 3‬ﺑﻴﺎن اﳌﻨﺰﻟﺔ اﻟﻬﺎﻣّﺔ ﻟﻠﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄّ ﺮق اﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وأنّ إزاﻟﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺆذي اﳌﺎرّة وﻳُﺸﻜّ ﻞ ﺧﻄﺮًا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺷُ ﻌﺐ‬
‫ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﻋﺪة أﺣﺎدﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫واﻟﺼﺪﻗﺔ‪ ،‬وﻫﺬا اﻟﻔﻀﻞ ٌ‬ ‫اﻹﳝﺎن‪ ،‬وﻧﻮعٌ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻹﺣﺴﺎن ّ‬
‫وﺳﺒ ُﻌ َ‬
‫ﻮن‪ ،‬أو‬ ‫ِﻀﻊ َ‬
‫ـﺎن ﺑ ٌ‬‫ـﺪل ﻋﻠﻰ أن إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻣﻦ ﺷﻌﺐ اﻹﳝــﺎن‪ ،‬ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ‪» :‬اﻹﳝ ـ ُ‬ ‫‪ ‬ﻣﺎ ﻳـ ّ‬
‫اﻟﻄﺮِﻳﻖِ ‪.)5(«...‬‬ ‫ﻮن ُﺷﻌﺒﺔً‪ ،‬ﻓ َﺄ ْﻓ َﻀ ُﻠﻬﺎ َﻗ ُ‬
‫ﻮل ﻻ إ َﻟﻪ إﻻ اﷲ‪ ،‬و َأ ْد َﻧ َﺎﻫﺎ إ َﻣﺎﻃ ُﺔ اﻷ َذى َﻋﻦ ﱠ‬ ‫وﺳ ﱡﺘ َ‬
‫ﺑﻀ ٌﻊ ِ‬
‫ْ‬

‫(‪ )4‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﳌﻔﺮد (‪ ،)593‬وإﺳﻨﺎدﻩ ﺣﺴﻦ‪.‬‬ ‫ﻳﺘﻨﻌﻢ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫(‪ )1‬أي‪:‬‬
‫(‪ )5‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)35‬‬ ‫(‪ )2‬أﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)1914‬‬
‫(‪ )3‬أﺧﺮﺟﻪ أﺣﻤﺪ (‪ ،)15955‬وإﺳﻨﺎدﻩ ﺻﺤﻴﺢ‪.‬‬

‫‪105‬‬
 ‫ِﻴﻂ اﻷ َذى َﻋ ِﻦ ﱠ‬
‫اﻟﻄﺮِﻳﻖِ َﺻﺪَ َﻗ ٌﺔ« (‪ ،)1‬وﻗﺪ‬ ‫ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﺻﺪﻗﺔ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ ...» :‬وﳝُ ُ‬ ‫ﻣﺎ ّ‬ ‫‪‬‬

‫ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻓﻜﺄن َﻣ ْﻦ أﻣﺎط‬ ‫ذﻛﺮ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ‪ ‬ﱠأن ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻮن اﻹﻣﺎﻃﺔ ﺻﺪﻗﺔ‪ :‬أﻧﻬﺎ ﺗُﺆ ّدي إﻟﻰ َﺳﻼﻣ ِﺔ ﻣﻦ ﳝَ ﺮ ّ‬
‫ﺗﺼﺪﱠ ق ﻋﻠﻰ اﳌﺎ ﱢرﻳﻦ ﺑﺮﻓﻊ اﻷذى‪ ،‬ﻓﺤﺼﻞ ﻟﻪ أﺟﺮ اﻟﺼﺪﻗﺔ(‪.)2‬‬ ‫اﻟﻄﺮﻳﻖ َ‬ ‫اﻷذى ﻋﻦ ّ‬
‫ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻦ أﻋﻤﺎل أﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ‬وﻣﻔﺎﺧﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ُ » :‬ﻋﺮ َِﺿ ْﺖ‬ ‫ﻣﺎ ّ‬ ‫‪‬‬

‫ﻋَ ﻠَﻲﱠ أﻋْ ﻤﺎلُ ُأ ﱠﻣﺘﻲ(‪ )3‬ﺣَ َﺴﻨُﻬﺎ وﺳَ ﱢﻴﺌُﻬﺎ‪َ ،‬ﻓﻮَﺟَ ﺪْ ُت ﻓﻲ َﻣ ﺤﺎﺳِ ﻦِ أﻋْ ﻤﺎﻟِﻬﺎ اﻷذَى ﳝُ ﺎطُ ﻋَ ﻦِ اﻟﻄﱠ ﺮِﻳﻖِ ‪.)4(«... ،‬‬
‫ُﻠﺖ‪ :‬ﻳﺎ َﻧﺒِﻲﱠ اﷲ‪،‬‬‫ﻣﺎ ﻳﺪلّ ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻛﺎن ﻳُﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ َﺑ ْﺮزَة اﻷَﺳْ ﻠَﻤﻲ ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗ ُ‬ ‫‪‬‬

‫ﻋَ ﻠﱢﻤْ ﻨِﻲ ﺷﻴﺌًﺎ َأ ْﻧﺘَﻔِ ﻊُ ﺑﻪ‪ ،‬ﻗﺎلَ ‪» :‬اﻋْ ﺰِلِ اﻷذَى ﻋﻦ ﻃَ ﺮِﻳﻖِ اﳌ ُْﺴﻠِﻤِ ﲔَ«(‪.)5‬‬

‫واﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﺘﻲ ﺗ ّ‬
‫ُﻨﻈﻢ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟ ّﻨﺎس‪ ،‬ووﺿﻌﺖ اﻷﺳﺲ ّ‬
‫اﻟﻄﺮق ﻋﻨﺎﻳﺔ ّ‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ّ‬
‫أوﻟﺖ ّ‬
‫وﺗﺒﲔ أﺣﻜﺎم اﳌﺎ ّرﻳﻦ ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻨﺎول ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ أﺣﺪ ﻫﺬﻩ اﳊﻘﻮق‪ ،‬وﻫﻮ‪) :‬إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ‬
‫أﺣﻮاﻟﻬﺎ ّ‬
‫اﻟﻄﺮﻳﻖ(‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻛﺘﺎب )اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ /‬ﻗﺴﻢ اﳊﺪﻳﺚ( ﻟﻠﺼﻒ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﻮاﺑﺔ ﻋﲔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪:‬‬

‫• اﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ ّ‬
‫ﺗﻀﻤﻦ )ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺮﻳﻖ(‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫• ﻋﻠﻰ ﺿﻮء دراﺳﺘﻚ ﻟﻬﺬا اﳊﺪﻳﺚ‪ّ ،‬ﳋﺺ ﻫﺬﻩ اﳊﻘﻮق‪:‬‬

‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري (‪ ،)2989‬وﻣﺴﻠﻢ (‪.)1009‬‬

‫(‪ )2‬ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﻻﺑﻦ ﺣﺠﺮ (‪.)114/5‬‬
‫ﱠ‬
‫(‪ )3‬أي‪ُ :‬ﺑ ﱢﻠﻐْ ُﺖ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬و ُﺑ ﱢﻴ َﻨ ْﺖ ﻟﻲ‪ ،‬واﻟﺬي ﺑ ﱠﻴ َﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﻫﻮ اﷲ ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)553‬‬
‫(‪ )5‬أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ (‪.)2618‬‬

‫‪106‬‬
 ‫ﻋِ ﻈﻢ اﻷﺟﺮ اﳌﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺣﺮص اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﻘّﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ‬ ‫‪4‬‬

‫اﳊﺬر ﻣﻦ اﻟﺘﱠﺴﺒﱡﺐ ﻓﻲ أذى اﳌﺎرﱠة أو ﺗﺨﺮﻳﺐ اﻟﻄﱡ ﺮﻗﺎت‪ ،‬وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﲡﻨﺒﻪ‪:‬‬
‫وﺿﻊ اﻷﺧﺸﺎب‪ ،‬أو ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﺒﻨﻴﺎن‪ ،‬أو اﻟﺰﺟﺎج‪ ،‬أواﳌﺴﺎﻣﻴﺮ‪ ،‬أو اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت وﻧﺤﻮﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨّﺎس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻲ ﺳﻜﺐ اﳌﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗﺎت وﺗﺮﻛﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺆذﻳﺔ ﻟﻠﻤﺎرّة واﳌﺮﻛﺒﺎت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ﺗﺮك اﳊﻔﺮ واﻟﺒﺎﻟﻮﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻄّ ﺮق دون ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﻮﻗﻮف ﺑﺎﳌﺮﻛﺒﺎت ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ‪ ،‬ﻛﻤﻦ ﻳﻐﻠﻖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف اﳋﺎﻃﺊ‪ ،‬أو ﻳﻮﻗﻒ‬ ‫‪‬‬

‫ﻣﺮﻛﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﳌﻮاﻗﻒ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻗﲔ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫ﲡﺎوز اﻹﺷﺎرات اﳌﺮورﻳﺔ وﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ﻋﺪم اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﱡ ﺮق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗﺮوﻳﻊ اﳌﺸﺎة ﺑﺬﻟﻚ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ﻏﻴﺮ اﳌﻨﻀﺒﻂ ﻵﻻت اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرات وإزﻋﺎج اﳌﺎرة ﺑﺬﻟﻚ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 5‬اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﻌﺎﻣﱠﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﳋﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺎ ّﻣﺔ اﻟ ّﻨﺎس‪،‬‬
‫ﺧﺎﺻﺎ ﻳﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ أﺣﺪﻫﻢ‪ ،‬ﻓﺎﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﺟﺐ دﻳﻨﻲ ووﻃﻨﻲ‪ ،‬واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮق ﻫﻨﺎ‪،‬‬ ‫وﻟﻴﺴﺖ ﻣﻠﻜ ًﺎ ًّ‬
‫وﲡ ّﻨﺐ إﳊﺎق اﻟﻀﺮر ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻳﻨﺼﺮف ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﻛﺎﳊﺪاﺋﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ودورات اﳌﻴﺎﻩ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬واﳌﺮاﻓﻖ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺎﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت‪ ،‬واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ‪ ،‬واﳌﺪارس‪ ،‬وﻏﻴﺮﻫﺎ‪ .‬وﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ أن ﺗُﺴﺎﻫﻢ‬
‫أﺧﻲ اﻟﻄﺎﻟﺐ‪ /‬أﺧﺘﻲ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺤﻘﻮق ﻫﺬﻩ اﳌﻤﺘﻠﻜﺎت اﻟﻌﺎ ّﻣﺔ‪ّ ،‬‬
‫وﺣﺚ اﻟ ّﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮاﻣﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻌﺎﳉﺔ‬
‫اﳋﻠﻞ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ‪.‬‬

‫‪ 6‬إن إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳉﻤﻴﻊ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﻌﺎون ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ‬
‫ﺗﻌﺬر اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﳌﺒﺎﺷﺮ ‪-‬ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي‬ ‫ﻣﻦ إﻫﻤﺎل ﺑﻌﺾ اﻟ ّﻨﺎس ﳊﻘﻮق اﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎل ﱡ‬
‫أزال ﻏﺼﻦ اﻟﺸﺠﺮة ﺑﻨﻔﺴﻪ‪ -‬ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ رﺻﺪ اﳌﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ّ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬وإﺑﻼغ اﳉﻬﺎت اﻟ ّﺮﺳﻤﻴﺔ‬
‫اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻫﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗُﺘﺎﺑﻊ اﳋﻠﻞ وﺗُﻌﺎﳉﻪ‪ ،‬وﻧﺤﺘﺴﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﳋﻴﺮ واﻟﺘﻜﺎﺗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﻮﻃﻨﻲ‪.‬‬

‫‪107‬‬
á°üæe ôjƒ£J ºJ ó≤a ,ä’ÉéªdG áaÉc »a ájOƒ©°ùdG á«Hô©dG áµ∏ªªdG ÉfOÓH √ó¡°ûJ …òdG »ªbôdG ∫tƒëà∏d GkOGóàeG
™ªàéª∏d áªYGódG á«æWƒdG áHGƒÑdG ¿ƒµàd ,¿Éµ°SE’Gh ájhô≤dGh ájó∏ÑdG ¿ƒÄ°ûdG IQGRƒd á©HÉàdG (…ó∏H) ᫪bôdG áæjóªdG
É``≤k «≤ëJ ;É¡JÉeóN øe øjó«Øà°ùªdG É°VQ ™aQh ,áeó≤ªdG ájó∏ÑdG äÉeóîdG IOƒéH AÉ≤JQ’G »a ºgÉ°ùàdh ,…ó∏ÑdG
.2030 ájOƒ©°ùdG á«Hô©dG áµ∏ªªdG ájDhôd
áeóN :É¡æe ,áYƒæàªdG á«∏YÉØàdG äÉeóîdG øe ójó©dG á°üæªdG Ωó≤Jh
ácQÉ°ûªdG h ∂Jƒ°U ∫É°üjEG øe áeóîdG √òg ∂浪J å«M ,(ÆÓH ºjó≤J)
»àdG äÉØdÉîªdG øY ÆÓHE’ÉH ,∂àæjóªd …ô°†ëdG ó¡°ûªdG ø«°ùëJ »a
.áq«ëdG Qƒ°üdÉH É¡≤«KƒJ ó©H ,É¡«∏Y ∞≤J



108
 ‫ﺣﻼ ﳌﻌﺎﳉﺔ ﱟ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬وﻧﺎﻗﺶ ذﻟﻚ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ‪:‬‬ ‫ﺧﻼل ﺳﻴﺮك ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺷﺎﻫﺪت اﳊﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬اﻗﺘﺮح ًّ‬

‫ﻣﻮﻗﻔﻚ‬ ‫اﳊﺎﻟﺔ‬

‫‪...................................‬‬ ‫ﺑﻘﺎﻳﺎ إﻃﺎرات ﺳﻴﺎرة ﺗﺎﻟﻔﺔ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ‬

‫‪...................................‬‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻃﻔﺎل ﻳﻠﻌﺒﻮن وﺳﻂ اﻟﻄﺮﻳﻖ‬

‫‪...................................‬‬ ‫ﺣﻔﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮﻳﻖ‬

‫‪...................................‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻈﻠﻢ )اﻹﻧﺎرة ﻓﻴﻪ ﺗﺎﻟﻔﺔ(‬

‫اﳌﺎء ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺑﻐﺰارة ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﻔﺠﺎر‬

‫‪...................................‬‬
‫اﳊﻲ‬
‫ﻣﺎﺻﻮرة رﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﻐﺬي ّ‬
‫ﻛﻴﺴﺎ‬
‫إﺣﺪى أﺧﻮاﺗﻚ ﻓﺘﺤﺖ ﻧﺎﻓﺬة اﻟﺴﻴﺎرة ﻟﺘﺮﻣﻲ ً‬
‫‪...................................‬‬
‫وﻋﻠﺒﺔ ﻣﺮﻃﺒﺎت ﻓﺎرﻏﺔ‬

‫ﺑﺪرﺟﺔ‬
‫ٍ‬ ‫أﺣﺪ إﺧﻮﺗﻚ ﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮت ﻣﺴﺠﻞ اﻟﺴﻴﺎرة‬
‫‪...................................‬‬
‫ﻋﺎﻟﻴﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻘﻴﺎدة‬
‫ٍ‬

‫‪109‬‬
 ‫ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻐﻔﺮان اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب‪.‬‬ ‫‪ :1¢S‬اﺳﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﳊﺪﻳﺚ ّأن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ً‬
‫اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ‪.‬‬ ‫‪ :2¢S‬اﺳﺘﺪل ﻣﻦ ّ‬
‫ﺮأﻳﺖ َﺷﻴ ًﺌﺎ َﻓﺒﺎ َدرﺗُﻪ‪َ ،‬ﻓﻘﺎل‪:‬‬ ‫ﺎل‪ُ :‬ﻛﻨﺖ َﻣﻊ َﻣﻌﻘﻞ اﳌُﺰﻧﻲ ‪َ ‬ﻓﺄﻣﺎط َأذًى َﻋ ِﻦ ﱠ‬
‫اﻟﻄﺮﻳﻖ‪َ ،‬ﻓ ُ‬ ‫‪ :3¢S‬ﻋﻦ ُﻣ َﻌﺎ ِو َﻳ َﺔ ِﺑﻦ ُﻗﺮة َﻗ َ‬
‫َﻣﺎ َﺣ َﻤﻠﻚ َﻋﻠﻰ َﻣﺎ َﺻ َﻨﻌﺖ َﻳﺎ ا ْﺑ َﻦ َأ ِﺧﻲ؟ َﻗ َ‬
‫ﺎل‪َ :‬رأﻳ ُﺘﻚ ﺗَﺼ ُﻨﻊ َﺷ ْﻴ ًﺌﺎ َﻓﺼ َﻨﻌ ُﺘ ُﻪ‪َ ،‬ﻗﺎل‪َ :‬أﺣﺴﻨﺖ َﻳﺎ ا ْﺑ َﻦ َأﺧﻲ َﺳ ُ‬
‫ﻤﻌﺖ‬
‫اﻟ ﱠﻨﺒ ﱠِﻲ ‪َ ‬ﻳﻘﻮل‪َ » :‬ﻣﻦ َأﻣﺎط َأذًى َﻋﻦ َﻃﺮﻳﻖ اﳌُﺴﻠﻤﲔ ‪ «...‬اﳊﺪﻳﺚ‪.‬‬
‫ﺗﺨﻠﻞ اﳌﺸﻬﺪ أﻋﻼﻩ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎن ﻋﻤﻠﻴﺎن ﻹﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ) َﻣﻌﻘﻞ اﳌُﺰﻧﻲ ‪،(‬‬
‫واﻵﺧﺮ ﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ) ُﻣ َﻌﺎ ِو َﻳ َﺔ ِﺑﻦ ُﻗﺮة ‪ ،(‬ﻋﻠﻰ ﺿﻮء دراﺳﺘﻚ أﺟﺐ ﻋﻦ اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫أ‪ .‬ﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي دﻓﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻹﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬وﻋﻼم ﻳﺪل ذﻟﻚ؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫ب‪ .‬ﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي دﻓﻊ اﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﻹﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬وﻋﻼم ﻳﺪل ذﻟﻚ؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪110‬‬