Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫ص‪0101-1002‬‬ ‫جملت العلوم القاًوًيت واالجتواعيت جاهعت سياى عاشور باجللفت ـ اجلشائز‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬

‫جملت العلوم القاًوًيت واالجتواعيت‬


‫‪Journal of legal and social studies‬‬
‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪2676-1742:Eissn‬‬

‫مبدأ ازدواجية السلطة التنفيذية في الدساتير الجزائرية‬


‫‪The principle of duplication of executive authority in the Algerian‬‬
‫‪constitutions‬‬
‫‪2‬‬
‫سويلم محمد‪ ،*1‬بن بادة عبد الحليم‬

‫‪souilem.mohammed@univ-ghardaia.dz‬‬ ‫‪1‬جامعة غرداية‪(،‬اجلزائر)‪،‬‬

‫‪benbada.abdelhalim@univ-ghardaia.dz‬‬ ‫‪2‬جامعة غرداية‪(،‬اجلزائر)‪،‬‬

‫تاريخ النشر‪9492/40/42 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪9492/40/21:‬‬ ‫تاريخ ارسال المقال‪9492/40/ 92:‬‬

‫*المؤلف المرسل‬

‫‪1002‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫الملخص‪:‬‬
‫إن السلطة التنفيذية يف اجلزائر تعترب اىم سلطة من خالل ما منحها الدستور من صالحيات عرب تطور الدساتَت‬
‫اجلزائرية‪ ،‬و قد دتيزت يف فًتة باألحادية ‪ ،‬غَت اهنا اجتهت اىل االزدواجية يف مرحلة أخرى ‪ ،‬ذلك ان ازدواجية‬
‫السلطة التنفيذية و ىي من آليات النظام الربدلاين دتنح دورا للحكومة يف تقاسم السلطة مع رئاسة الدولة ‪.‬التجربة‬
‫اجلزائرية مل تد م طويال و مت تفريغ ىذه االزدواجية من زلتواىا‪ ،‬ليصبح الوزير األول منفذا لربنامج الرئيس يف مرحلة‬
‫ما ‪ ،‬و رغم اإلصالحات يبقى حتقيق االزدواجية امرا شبو مستحيل مع تعديالت الدستور لسنة ‪.2020‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬السلطة التنفيذية؛ الدستور؛ االزدواجية؛ الوزير األول‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The executive power in Algeria is considered to be the most important‬‬
‫‪authority through the powers conferred on it by the constitution‬‬
‫‪through the development of Algerian constitutions, and it was‬‬
‫‪characterized at one time by unilateralism, but it had tendency to‬‬
‫‪duplication at another stage, because the duplication of executive‬‬
‫‪power, which is one of the mechanisms of the parliamentary system,‬‬
‫‪gives the government a role In sharing power with the presidency of‬‬
‫‪the state .‬‬
‫‪The Algerian experience n 'did not last long and this duplication was‬‬
‫‪emptied of its content, so much so that the prime minister became an‬‬
‫‪implementer of the president's program at one point, and despite the‬‬
‫‪reforms, achieving duplication remains almost impossible with the‬‬
‫‪amendments to the constitution for the year 2020.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪Keywords:executive power;constitution;duplication; prime minister.‬‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫من اىم زلاور الدساتَت مبدا الفصل بُت السلطات فهو مبدأ تقوم عليو اغلب الدساتَت الدؽلقراطية‪ ،‬ولقد دأبت‬
‫الدساتَت على تفصيل مكونات واختصاصات كل سلطة‪ ،‬حيث تربز السلطة التنفيذية اىل جانب السلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬مث القضائية‪ .‬كما يرمي ادلبدأ اىل قيام كل سلطة بالرقابة على السلطة األخرى يف شكل توازن يؤطره‬
‫فصل تام او مرن بينها حسب احلالة‪.‬‬

‫عرفت اجلزائر نوعُت من الدساتَت ‪،‬دساتَت الربامج يف سنيت ‪ 1963‬و ‪ 1976‬مث دساتَت القانون وىذا يف‬
‫مرحلة االصالحات من خالل دستور ‪ 1989‬مث دستور ‪. 1996‬ولقد تناولت سلتلف تلك الدساتَت ادلؤسسات‬
‫الدستورية يف النظام السياسي اجلزائري ومن بينها ادلؤسسة التنفيذية حيث يربز جليا الدور الذي حتتلو ىذه‬
‫‪3001‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬
‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫ادلؤسسة يف ىيكل النظام السياسي اجلزائري سواء يف مرحلة احادية السلطة التنفيذية من سنة ‪ 1963‬اىل سنة‬
‫‪ ، 1988‬او يف مرحلة االزدواجية اليت اجتو اليها ادلؤسس الدستوري بعد تعديل ‪ 1988‬مث كرسها يف دستور‬
‫‪ 1989‬مث اكد على ىذا الدور يف دستور ‪ 1996‬وتعديالتو ‪.‬‬

‫لقد تأرجح ادلؤسس الدستوري اجلزائري يف تفعيل ازدواجية السلطة التنفيذية فًتاه تارة ينفيها‪ ،‬مث ما يلبث ان‬
‫يتبناىا لفًتة مث يفرغها من زلتواىا اىل ان تصَت ازدواجية شكلية‪ ،‬كما انو تأرجح أيضا يف استعمال ادلصطلح الذي‬
‫يعرب بو عمن يقود احلكومة فمرة ىو وزير اول ومرة أخرى ىو رئيس حكومة‪.‬‬

‫وتكمن أعلية البحث يف ان فكرة ازدواجية السلطة التنفيذية تساىم يف تشخيص طبيعة النظام السياسي‬
‫السائد يف البالد خصوصا ان النظام السياسي اجلزائري يستمد بعض اآلليات من النظامُت الربدلاين والرئاسي‪ ،‬مث‬
‫ىي تربز مدى قوة رئيس اجلمهورية ومدى اقتسامو الصالحيات مع القطب الثاين يف السلطة التنفيذية اال وىو‬
‫رئيس احلكومة او الوزير األول حسب التسمية‪.‬‬

‫من اجل ذلك نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما مدى قبول المؤسس الدستوري الجزائري بمبدأ ازدواجية‬
‫السلطة التنفيذية؟ واليت تتفرع عنها عدة تساؤالت فرعية‪ :‬ىل اعتمد ادلؤسس الدستوري مبدأ االزدواجية يف ىرم‬
‫السلطة التنفيذية يف مرحلة دساتَت الربامج؟ مىت ظهر ىذا ادلبدأ يف الدساتَت اجلزائرية؟ ما مدى التزام ادلؤسس‬
‫الدستوري هبذا ادلبدأ بعد ظهوره؟‬

‫وسنعتمد ادلنهج التحليلي لإلجابة على ىذه اإلشكالية من خالل ثالث زلاور نتطرق يف أوذلا اىل ازدواجية‬
‫السلطة التنفيذية قبل التعديل الدستوري ‪ ،2008‬ونتطرق يف احملور الثاين اىل توحيد السلطة التنفيذية يف التعديل‬
‫الدستوري ‪ 2008‬و مربراتو‪ ،‬فيما طلصص احملور األخَت اىل بوادر الرجوع اىل ثنائية السلطة التنفيذية بُت‬
‫تعديالت ‪.2016‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ازدواجية السلطة التنفيذية قبل التعديل الدستوري ‪2002‬‬

‫يقر ادلؤسس الدستوري يف مجيع الدساتَت اجلزائري وتعديالهتا على ضرورة منح وتزويد رئيس اجلمهورية بعدة‬
‫صالحيات للنهوض مبهامو اجلسيمة‪ ،‬وذلك يف الظروف العادية أو االستثنائية‪ .‬فرئيس اجلمهورية يتمتع يف‬
‫احلاالت العادية مبركز إداري وسياسي سامي وزلصن‪ ،‬يسمو فوق باقي ادلناصب السياسية واإلدارية يف الدولة‪.‬‬

‫ويلعب رئيس اجلمهورية الدور الرئيسي يف توجيو شؤون احلكم فيو‪ ،‬بناء على ان تقلده ىذا ادلنصب كان عن‬
‫طريق انتخابات مباشرة وسرية‪ ،‬صوت لو فيها أغلبية الشعب‪ ،‬لذلك يعترب رئيس اجلمهورية ادلمثل األول للشعب‬
‫وادلعرب عنو والراعي دلصاحلو واحملقق ألىداف والساىر على محاية استقالل دولتو‪ ،‬ويكون من الطبيعي إذن أن‬
‫يتمتع ىذا الرئيس ادلنتخب من الشعب بسلطات مهمة‪ ،‬باعتباره حامي الدستور‪ ،‬وغلسد وحدة األمة‪ ،‬و رلسد‬
‫‪1‬‬
‫الدولة داخلها وخارجها‪.‬‬
‫‪3001‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬
‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫المطلب األول‪ :‬أحادية السلطة التنفيذية في دساتير البرامج‬

‫لقد عرفت اجلزائر دساتَت الربامج يف مرحلة االشًتاكية‪ ،‬حيث انتهت أزمة صيف ‪ 1962‬بسيطرة اجلناح‬
‫العسكري‪ ،‬الذي سعى إىل ارساء نظام سياسي يتالءم والدولة اجلزائرية ادلستقلة حديثا‪ ،‬وىو ما ُخ ِطط لو يف ميثاق‬
‫طرابلس بإرساء دؽلقراطية شعبية‪ .‬من اجل ذلك اعتمد ادلكتب السياسي على ندوة اإلطارات لتحضَت مشروع‬
‫الدستور ومل يبقى للمجلس التأسيسي سوى ادلصادقة ليعرض ادلشروع على استفتاء ‪ 08‬سبتمرب ويصدر دستور‬
‫‪.1963‬‬

‫سنتطرق يف ىذا ادلطلب اىل مرحلتُت‪ :‬مرحلة تشخيص السلطة يف دستور ‪ 1963‬مث نعرج على توحيد السلطة‬
‫التنفيذية يف دستور ‪1976‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تشخيص السلطة في دستور ‪1693‬‬

‫برزت جبهة التحرير الوطٍت حزب الطليعة الواحد فكان ذلا دور كبَت يف تسيَت ىذه ادلرحلة‪ ،‬وكان دور احلزب‬
‫قويا لسببُت‪ ،‬أوذلما مرتبط بالدور الريادي جلبهة التحرير كحزب قاد الثورة التحريرية خالل فًتة وجود االحتالل‬
‫الفرنسي‪ ،‬فاكتسب شرعية ثورية امتد مفعول تأثَتىا لعقود‪ ،‬وثانيا وجود بيئة إيديولوجية شجعت على تبٍت خيار‬
‫احلزب الواحد‪ ،‬وىذا ما دفع إىل إعطاء ىذه ادلكانة ادلتميزة للحزب ‪.‬‬

‫وكانت ادلؤسسة التنفيذية أحادية بناء على نص ادلادة ‪" :39‬تسند السلطة التنفيذية إىل رئيس الدولة الذي‬
‫ػلمل لقب رئيس اجلمهورية‪ .‬وىو ينتخب دلدة مخس سنوات عن طريق االقًتاع ال ـعــام ادلباش ــر والسري بعد تعيينو‬
‫من طرف احلزب‪ " .‬كما يتوىل رئيس اجلمهورية حتديد سياسة احلكومة وتوجيهها‪ ،‬كما يقوم بتسيَت وتنسيق‬
‫السياسة الداخلية واخلارجية للبالد طبقا إلرادة الشعب اليت غلسدىا احلزب‪ ،‬ويعرب عنها اجمللس الوطٍت ‪.‬‬

‫ان ىذه ادلرحلة كانت مصَتية‪ ،‬وكان على القيادة السياسية يف البالد مراعات رلموعة من االعتبارات؛ أوذلا‬
‫الصراعات اليت ظهرت بُت اخوة السالح‪ ،‬مث الوضع العام الذي تعيشو البالد من تفشي الفقر واجلهل وكذا تربص‬
‫العدو اخلارجي‪ .‬وجاءت رلموعة من االحداث ادلتسارعة لتفرض وقف العمل بالدستور لتتشخص السلطة بيد‬
‫الرئيس ‪ .‬مل يدم االمر طويال اىل قامت رلموعة من الضباط بانقالب على السلطة الشرعية يوم ‪ 19‬جوان ‪1965‬‬
‫ودخلنا مرحلة رللس الثورة الذي كان رئيسو اىم مؤسسة يف تلك ادلرحلة وىذا من خالل اجلمع بُت قيادة رللس‬
‫الثورة من جهة وقيادة رللس الوزراء من جهة أخرى وكان ػلوز رلموعة من الصالحيات ادلهمة يف تسيَت اجلهاز‬
‫التنفيذي‪.‬‬

‫‪3001‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫الفرع الثاني‪ :‬توحيد السلطة التنفيذية في دستور ‪1699‬‬

‫مرحلة دستور ‪ 1976‬وىنا ظهر مصطلح "الوظيفة التنفيذية" عوض السلطة التنفيذية‪ ،‬حسب نص ادلادة‬
‫‪ : 104‬يضطلع بقيادة الوظيفة التنفيذية رئيس اجلمهورية‪ ،‬وىو رئيس الدولة‪ .‬فكان تكريسا ألحادية السلطة‬
‫التنفيذية أيضا بالرغم من ان ادلؤسس الدستوري ادلادة ‪ :113‬منح رئيس اجلمهورية سلطة تعيُت أعضاء احلكومة‬
‫كما منحو سلطة تعيُت وزيرا أول‪.‬‬

‫ولعل ورود منصب الوزير األول إىل جانب رئيس اجلمهورية يف اجلهاز التنفيذي توحي بوجود سلطة تنفيذية‬
‫برأسُت‪ ،‬لكنها جاءت دون أن تتضمن النصوص اليت احتوهتا أي إشارة إىل وجود ثنائية حقيقية يف السلطة‬
‫التنفيذية‪ .‬ودستور ‪ 1976‬حُت منح لرئيس اجلمهورية حق تعيُت وزير اول اقر كذلك ان يكون مسؤوال أمامو‬
‫مبعية نائب رئيس اجلمهورية واعضاء احلكومة‪ .‬ويعد النظام الربدلاين الذي يقوم على ثنائية السلطة التنفيذية‪ ،‬اول‬
‫من استعمل لقب الوزير األول‪ ،‬نظرا الن ادللك غَت مسؤول سياسيا‪ ،‬فكان ىو من يتحمل تلك ادلسؤولية‪ ،‬لكن‬
‫مقابل ذلك أسندت لو سلطات حقيقية كرئيس الجتماعات رللس احلكومة ‪.‬‬

‫وؽلكن القول ان احداث اكتوبر ‪ 88‬تشكل حلقة اساسية يف تطور النظام السياسي يف اجلزائر ذلك اهنا‬
‫اجربت السلطة على االجتاه اىل االصالحات كان من أبرزىا االجتاه اىل ثنائية السلطة التنفيذية من خالل تعديل‬
‫يف ‪ 03‬نوفمرب ‪ 88‬والذي مل يكن يف مستوى التطلعات بالرغم من انو جاء مبصطلح يوحي بوجود ثنائية يف‬
‫اجلهاز التنفيذي وىو مصطلح "رئيس احلكومة"‪ .‬وحسب نص ادلادة ‪ :113‬فإن رئيس احلكومة يضبط برنامج‬
‫حكومتو‪ ،‬وينسقو وينفذه‪ .‬وىو مسؤول أمام اجمللس الشعيب الوطٍت‪.‬‬

‫كما منح نص التعديل رئيس احلكومة االضطالع باختصاصات تنظيمية يف اطار تنفيذ القوانُت‪ ،‬ىكذا مت‬
‫تكريس مبدا عدم تركيز السلط ة التنظيمية يف يد واحدة‪ ،‬على غرار الدستور الفرنسي‪ ،‬مبا يدعم الفاعلية االدارية‬
‫للسلطة التنفيذية‪ .‬وكان ىذا االختصاص التنظيمي التنفيذي ينسحب اىل القرارات الصادرة عن رئيس الدولة‬
‫والتشريعات الصادرة عن رللس الدولة خالل الفًتة االنتقالية‪ ،‬مبعٌت تقاسم السلطة التنظيمية بُت رئيس الدولة‬
‫ورئيس احلكومة‪ ،‬دتاشيا مع الدستور‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ظهور ازدواجية السلطة التنفيذية مع دساتير القانون‬

‫ؽلكن القول ان ازدواجية السلطة التنفيذية ظهرت يف النظام الربدلاين يف بريطانيا كمحاولة للتوفيق ما بُت رغبتُت‬
‫متناقضتُت‪ ،‬وعلا اإلبقاء على ظلط احلكم القدمي الذي ساد لفًتات طويلة من سيطرت ادللك‪ ،‬وبُت إحداث تغيَت‬
‫ضلو معايشة ادلبادئ اليت تتطلبها الدؽلقراطية‪ ،‬وىي إسناد احلكم للشعب‪ ،‬بإدراج آليات جديدة يتم من خالذلا‬
‫إتاحة تعدد اآلراء عن طريق األحزاب السياسية‪.2‬‬

‫‪3001‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫سنتطرق يف ىذا ادلطلب اىل إرساء ازدواجية السلطة التنفيذية يف دستور ‪ 1989‬مث نستعرض اقرار مبدأ االزدواجية‬
‫يف السلطة التنفيذية عند ظهور دستور ‪.1996‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إرساء ازدواجية السلطة التنفيذية في دستور ‪1626‬‬

‫و كما قلنا سابقا اول ظهور لثنائية السلطة التنفيذية يف اجلزائر جاء بتعديل دستور ‪ 1976‬سنة ‪ 1988‬ولقد‬
‫استمر ادلؤسس الدستوري اجلزائري يف اعتماد ىذا ادلبدأ كذلك يف كل من دستوري ‪ 1989‬و ‪ ، 1996‬و كما‬
‫سبق القول يعد ىذا ادلبدأ أحد مقومات النظام الربدلاين ‪ ،‬وعالوة على ذلك كان رئيس احلكومة يتمتع باستقالل‬
‫نسيب عن رئيس اجلمهورية ‪ ،‬وىذا من خالل مشاركتو ادلعتربة يف النشاط احلكومي ‪ ،‬ودتتعو ببعض األدوات اليت‬
‫تساعده على القيام بتلك ادلهمة‪.3‬‬

‫ان واضعوا دستور ‪ 4 1989‬كانوا يتجهون ضلو بناء نظام دستوري ىجُت‪ ،‬يكيفو بعض الفقهاء بأنو نظام شبو‬
‫رئاسي‪ ،‬يقوم على ثنائية السلطة التنفيذية‪ ،‬بالتأسيس لرئاسة اجلمهورية ورئاسة احلكومة‪ ،‬كمؤسستُت داخل‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬يتمتعان باختصاصات دستورية قد تتداخل أحيانا‪ ،‬مقابل أحادية السلطة التشريعية مبجلس‬
‫شعيب وطٍت‪ ،5‬ورئيس احلكومة يتوىل تعيينو رئيس اجلمهورية وينهي مهامها‪ ،‬وكان ىذا النص الدستوري بداية‬
‫التحول التدرغلي عن النهج االشًتاكي ادلعتمد منذ االستقالل كخيار اسًتاتيجي ‪.6‬‬

‫وقد حدد ادلؤسس الدستوري اجملال التنظيمي لكل من قطيب السلطة التنفيذية يف دستور ‪ 1989‬بقولو‪" :‬‬
‫يوقع رئيس اجلمهورية ادلراسيم الرئاسية ‪ ...‬ويوقع رئيس احلكومة ادلراسيم التنفيذية‪ 7".‬فتم التمييز بذلك بُت‬
‫ادلراسيم الرئاسية اليت قد تكون تنظيمية وىم رلال التنظيم ادلستقل‪ ،‬او خاصة بتعيُت ادلسئولُت واالطارات السامية‬
‫يف الدولة من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية ادلراسيم التنفيذية الصادرة عن رئيس احلكومة واليت قد تكون ىي االخرى‬
‫تنظيمية يف إطار تنفيذ القوانُت والتنظيمات الرئاسية‪ .8‬كما ؼلتار رئيس الـحكومة أعضاء حكومتو ويقدم لرئيس‬
‫الـجمهورية الذي يعينهم‪ .‬ويضبط رئيس الـحكومة برنامج حكومتو‪ ،‬ويعرضو يف رللس الوزراء ‪.‬وبعد ذلك يقدمو‬
‫إىل الـمجلس الشعيب الوطٍت للـموافقة عليو عن طريق مناقشة عامة‪ ،‬وىنا ويـمكن رئيس الـحكومة أن يكيف‬
‫برنارلو يف ضوء ىذه الـمناقشة‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يظهر ذلك وجود ازدواجية حقيقية يف السلطة التنفيذية‪ .‬وىناك اختصاص آخر برز فيو‬
‫رئيس احلكومة وىو اختصاص التعيُت‪ ،‬حيث جاء ليمنح لو رلاال واسعا يف ىذا االختصاص من خالل ادلرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 44-89‬والذي حدد رلال التعيُت لرئيس اجلمهورية و منح االختصاص يف ما بقي من الوظائف ادلدنية‬
‫لرئيس احلكومة حسب ما جاء يف نص ادلادة ‪ 05‬منو‪.9‬‬

‫‪3001‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اقرار مبدأ االزدواجية في السلطة التنفيذية عند ظهور دستور ‪1669‬‬

‫جاء دستور سنة ‪ - 10 1996‬والذي يعتربه الكثَت من ادلالحظُت رلرد تعديال لدستور ‪ 1989‬من حيث‬
‫اجلانب ادلوضوعي ‪ -‬لسد عديد الثغرات اليت ظهرت فيما قبلو‪ ،‬امام العجز عن إجاد مرجعية دستورية وقانونية‬
‫لشرعنة اإلجراءات‪ ،‬الالزمة دلواجهة األزمة متعددة األبعاد‪ ،‬اليت دخلتها اجلزائر خاصة يف شقها االمٍت‪ .11‬كما‬
‫واصل ادلؤسس الدست وري نفس التوجو يف ازدواجية السلطة التنفيذية وتعزيز مركز رئيس اجلمهورية‪ ،‬يف مقابل رئيس‬
‫احلكومة الذي منح لو بعض الصالحيات األخرى‪ ،‬حيث جاء يف نص ادلادة ‪ 85‬منو انو ؽلارس زيادة على‬
‫السلطات اليت ختوذلا إياه صراحة أحكام أخرى يف ال ّدستور‪ ،‬الصالحيات اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬
‫وزع الصالحيات بُت أعضاء احلكومة مع احًتام األحكام ال ّدستورية‪،‬‬
‫‪-1‬ي ّ‬
‫‪ - 2‬يرأس رللس احلكومة‪،‬‬

‫‪ - 3‬يسهر على تنفيذ القوانُت والتنظيمات‪،‬‬

‫‪ - 4‬يوقّع ادلراسيم التنفيذية‪،‬‬

‫يعُت يف وظائف ال ّدولة دون ادلساس بأحكام ادلادتُت ‪ 77‬و‪ 78‬السابقيت ال ّذكر‪.‬‬
‫‪ّ -5‬‬
‫‪ - 6‬يسهر على حسن سَت اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫لقد أضيفت الصالحية األخَتة ادلتعلقة بسهره على حسن سَت اإلدارة العمومية حبكم دتوقعو يف اجلهاز‬
‫التنفيذي‪ .‬اىل جانب ذلك ؽلكن للحكومة ان تقدم إىل رللس األمة بيانا عن السياسة العامة‪ ،‬بعد إقرار ازدواجية‬
‫السلطة التشريعية‪.‬‬

‫فادلؤسس ال دستوري كان صرػلا يف قبول مبدأ االزدواجية يف السلطة التنفيذية مبؤسستُت‪ :‬رئاسة اجلمهورية اىل‬
‫جانب رئاسة احلكومة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬توحيد السلطة التنفيذية في التعديل الدستوري ‪ 2002‬ومبرراته‬


‫وصل الرئيس بوتفليقة اىل سدة احلكم سنة ‪ 1999‬و شهد دستور ‪ 1996‬يف عهده عدة تعديالت‪ ،‬كان‬
‫أوذلا سنة ‪ 2002‬لكنو مل يتطرق اىل توازنات السلطة التنفيذية ‪ ،‬غَت ان تعديل سنة ‪ 122008‬محل تراجع‬
‫مكانة الوزير األول يف النظام الدستوري اجلزائري ‪ ،‬بعد ان قلص رئيس اجلمهورية سلطتو يف التعيُت من خالل‬
‫الغاء ادلرسوم الرئاسي ‪ 44-89‬و ظهور ادلرسوم الرئاسي ‪ ، 240-99‬و الذي استحوذ فيو رئيس اجلمهورية على‬
‫سلطة التعيُت‪ . 13‬وادلالحظ أن ادلشرع اجلزائري يف ظل التعديل اجلديد قد كرس وأكد على أحادية السلطة‬
‫التنفيذية وبدأ يًتاجع عن فكرة ثنائية ىذه ادلؤسسة الدستورية‪.14‬‬
‫‪3001‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬
‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫سنعرض اىل مظاىر توحيد السلطة التنفيذية يف التعديل الدستوري ‪ 2008‬مث نتطرق اىل مربرات ذلك‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مظاهر توحيد السلطة التنفيذية في التعديل الدستوري ‪2002‬‬

‫بعد سنة ‪ 1999‬عرفت العالقة بُت الوزير األول ورئيس اجلمهورية نوع من التنازع والتداخل‪ ،‬وىذا يف حتديد‬
‫رلال عمل كل منهما‪ ، 15‬ولعل أبرزىا ما وقع مع رئيس احلكومة السابق امحد بن بيتور مث مع نظَته علي بن‬
‫فليس‪ ،‬وعلى إثر ذلك جاء التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬ليحدث قطيعة مع الفًتة ادلاضية‪ ،‬حيث مت التخلي‬
‫حىت عن حال ة التوازن اجلد مًتاجعة‪ ،‬وتبٌت ادلؤسس الدستوري موقف حاسم قائم على ىيمنة طرف وخضوع‬
‫اخر‪ .16‬ولعل أبرز مظاىر توحيد السلطة التنفيذية يف التعديل الدستوري ‪ 2008‬تتجسد يف رلموعة من العناصر‬
‫نتطرق ذلا يف النقاط التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬من حيث المصطلحات المعتمدة‬

‫ان اىم ما يالحظ يف نص التعديل الدستوري ىو استعمال مصطلحات دالة على أحادية السلطة التنفيذية من‬
‫جهة مث على ارتباط الوزير األول بالرئيس‪ ،‬ونورد أعلها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬استبدلت عبارة (وظيفة رئيس احلكومة) بـ عبارة (وظيفة الوزير األول) وذلك ما نصت عليو ادلادة ‪ 13‬من‬
‫قانون ‪.19 / 08‬‬

‫‪ -‬كما استبدلت عبارة (برنامج احلكومة) بـ عبارة (سلطط عمل احلكومة)‬

‫وبالتايل اتضح أكثر دور الوزير األول وادلتمثل يف تنفيذ برنامج رئيس اجلمهورية وذلك من خالل وضع سلطط‬
‫عمل حلكومتو وىذا حسب ادلادة ‪ 79‬ادلعدلة مبوجب القانون ‪.19 / 08‬‬

‫وادلؤسس الدستوري اجلزائري يف ىذه ادلرحلة كان يرمي اىل تقوية سلطة الرئيس‪ ،‬لذا فضل اللجوء اىل ادوات‬
‫النظام شبو الرئاسي أكثر‪ ،‬وىو ما كان يلمح لو الرئيس يف كل مناسبة‪ .‬وبالنظر إىل طبيعة الثنائية على مستوى‬
‫اجلهاز التنفيذي من الناحيتُت النظرية والواقعية‪ ،‬صلد أن اإلقرار بوجودىا ال ينسجم بالضرورة مع الواقع خصوصا‬
‫يف ىذه ادلرحلة‪ ،‬شلا يطرح استفهاما كبَتا يرتبط مبدى وجود ازدواجية حقيقية يف السلطة التنفيذية من عدمو‪.17‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬غياب مجلس الحكومة الذي كان يرأسه رئيس الحكومة‬

‫ختلى النص عن ىيئة رللس احلكومة الذي كان سابقا يرقى اىل رللس وزراء بًتأسو من قبل الرئيس‪ ،‬وحسب‬
‫ادلادة ‪ 77‬ف‪ 06‬فإنو ؽلكن لرئيس اجلمهورية أن يفوض جزءاً من صالحياتو للوزير األول لرئاسة اجتماعات‬
‫احلكومة واليت كانت من اختصاص رئيس مجهورية فقط‪ .‬وىنا يظهر ان الوزير األول يفوض فقط فليس صاحب‬
‫اختصاص اصيل‪.‬‬

‫‪3001‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫أما الفقرة ‪ 07‬من نفس ادلادة ‪ 77‬فقد أعطت لرئيس اجلمهورية إمكانية تعيُت نائباً أو عدة نواب للوزير األول‬
‫هبدف مساعدتو يف شلارسة وظائفو وإمكانية إهناء مهامهم‪ .‬وىو ما يفيد ان الوزير األول ىو منسق للطاقم‬
‫احلكومي ورئيس اجلمهورية ىو احملور األساسي يف السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬وجوب موافقة الرئيس عند توقيع الوزير األول للمراسيم التنفيذية‬

‫وإضافة دلا سبق‪ ،‬فإن من آثار التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬على مؤسسة رئاسة احلكومة‪ ،‬إلزامية موافقة‬
‫رئيس اجلمهورية عند توقيع الوزير األول على ادلراسيم التنفيذية ‪ ، 18‬األمر الذي يؤكد أكثر ىيمنة وسلطة رئيس‬
‫اجلمهورية على الوزير األول؛ فالتوقيع على ادلراسيم التنفيذية يستوجب ادلوافقة ادلسبقة لرئيس اجلمهورية؛ مبعٌت أن‬
‫اختصاص الوزير األول مقيد ومعلق‪ ،‬فال يكون للمراسيم التنفيذية أثر إال بعد موافقة رئيس اجلمهورية‪.‬‬

‫يالحظ ان ىذا التعديل قد زاد من تقييد سلطات الوزير األول‪ ،‬حيث يتبُت مدى اجتاه ادلؤسس الدستوري‬
‫اجلزائري إىل توحيد السلطة التنفيذية‪ ،‬بعد أن كشف ان طبيعة السلطة التنفيذية ىي ثنائية شكلية‪ ،‬ورمبا أصبح‬
‫الوزير األول موظف ضمن مؤسسة الرئاسة فقط‪ .‬وىنا يثور اإلشكال حول احلل الدستوري يف حال وجود أغلبية‬
‫بردلانية معارضة لسياسة الرئيس‪ .19‬ان اجتاه الرئيس اىل ادراج ىذه التعديالت كان كواكبها وجود قوة بردلانية‬
‫تسانده‪ ،‬وىي اليت كانت تسمى التحالف الرئاسي‪ .‬ويف ظل تلك ادلعطيات والنظام االنتخايب ادلعتمد كان من‬
‫ادلستحيل صعود معارضة قوية اىل الربدلان‪ ،‬وان وقع ذلك فهناك الثلث الضامن على مستوى رللس االمة‪.‬‬

‫بعد ىذا التعديل كان لرئيس اجلمهورية سلطة تعيُت وعزل الوزير األول اىل جانب االختصاصات القوية األخرى‬
‫اليت ؽلتلكها و ىو ما غلعل زلور النظام داخل الدولة‪ ،‬والوزير األول يتحول من عنصر اعتدال للنظام‪ ،‬إىل عنصر‬
‫اخلاضع والتابع إلرادة رئيس اجلمهورية‪ ،‬وىو ما يعد خروجا عن األصول والقواعد ادلتعلقة بثنائية السلطة التنفيذية‪،‬‬
‫ان مل نقل انو هتميش لدور الوزير األول‪.20‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبررات توحيد السلطة التنفيذية في التعديل الدستوري ‪2002‬‬

‫السياسية‬
‫مشل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬مخسة زلاور وىي‪ :‬محاية رموز الثورة اجمليدة وترقية احلقوق ّ‬
‫للمرأة ودتكُت الشعب من حرية اختيار حكامو وكذا إعادة تنظيم السلطة التنفيذية الذي اخذ أكرب حيز يف‬
‫التعديل‪ ،‬وسنتطرق اىل مربرات التعديل حسب كل جهة صرحت بو كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبررات رئيس الجمهورية‬

‫لقد تطرق رئيس اجلمهورية اول مرة اىل قضية تعديل الدستور يوم ‪ 28‬اكتوبر مبناسبة افتتاح السنة القضائية‬
‫‪ 2009_2008‬وشلا جاء يف خطابو "إن الدساتَت ىي نتاج جهد بشري قابل للتطوير والتحسُت‪ ،‬وىي تعبَت‬
‫عن إرادة الشعب يف مرحلة معينة من تارؼلو‪ ،‬جتسيداً لفلسفتو ورؤيتو احلضارية للمجتمع الذي ينشده‪ ،‬فلكل‬

‫‪3030‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫دستور إذن‪ ،‬ظروفو وأسبابو وأبعاده اليت يرمي إليها يف تأسيس وتنظيم اجملتمع والدولة‪ ،‬وكافة العالقات واآلليات‬
‫الدستورية ادلتعلقة بنظام احلكم وشلارستو‪ ،‬وتكريس احلقوق واحلريات الفردية واجلماعية للمواطن"‪.21‬‬

‫اما من حيث اآللية اليت اعتمدىا فهو برر جلوءه اىل طريق الربدلان دون االستفتاء الشعيب‪ 22‬لكون " إدخال‬
‫تعديالت دستورية استعجاليو "و "نظرا لثقل االلتزامات وتراكم األولويات وادلواعيد االنتخابية خاصة تلك ادلتعلقة‬
‫بانتخاب أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت وجتديد اجملالس الشعبية البلدية والوالئية" كما ان الرئيس كان ػلظى بأغلبية‬
‫بردلانية سواء من قوى التحالف يف الغرفة السفلى او الثلث الضامن‪ 23‬يف الغرفة العليا‪.‬‬

‫تناول الرئيس زلاور التعديل حيث جاء يف الفقرة الثانية من كلمتو السابقة‪ :‬إعادة تنظيم وتدقيق وتوضيح‬
‫الصالحيات والعالقات بُت مكونات السلطة التنفيذية واضاف يف مرحلة اخرى "من اجل دتكُت الشعب من‬
‫شلارسة حقو ادلشروع يف اختيار من يقود مصَته‪ ،‬وأن غل ّدد الثقة فيو بكل سيادة" يف إشارة اىل فتح العهدة‬
‫الرئاسية‪ .‬و ىناك من رآه تلميح اىل تقليص سلطات الوزير األول‪ ،‬و ان كان ىناك من يرى ان إلغاء منصب‬
‫رئيس احلكومة و تعويضو بالوزير األول متعلق باختالل دستوري يف ىندسة مؤسسات السلطة التنفيذية ‪.24‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تبريرات رئيس الحكومة‬

‫اما بالنسبة لرئيس احلكومة يف تلك الفًتة السيد امحد أوػلِت فبمناسبة تقدؽلو دلشروع التعديل الدستوري يوم‬
‫‪ 12‬نوفمرب ‪ 2008‬امام الربدلان بغرفتيو رلتمعتُت فقد حاول تربير التعديل من خالل عدة زلاور نوجزىا من‬
‫خالل تدخلو ‪:‬‬

‫‪ ‬يهدف ىذا ادلشروع اىل تعزيز حق الشعب السيد يف اختيار من يتوىل مصَته‪.‬‬

‫‪ ‬ان استبدال وظيفة رئيس احلكومة بوظيفة الوزير األول من شأنو ان يضفي ادلزيد من الوضوح واالنسجام‬
‫على ادلكونات الوظيفية للسلطة التنفيذية ‪ ...‬وهبدف ازالة االلتباس الذي يعًتي مهمة احلكومة‪.‬‬

‫‪ ‬ان تعديل الدستور فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية سوف يوفر للربدلان ظروفا انسب دلمارسة الرقابة على‬
‫‪25‬‬
‫احلكومة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تبريرات مقرر لجنة الشؤون القانونية والحريات‬

‫اما مقرر جلنة الشؤون القانونية واحلريات فقد تناول ه االخر مربرات التعديل عند مناقشتو وكان من مجلة ما‬
‫اورده ان ىذا التعديل جاء كثمرة للتحوالت العميقة اليت شهدهتا اجلزائر على سلتلف االصعدة مؤكدا انو ال ؽلس‬
‫باحلري ات واحلقوق وال بالتوازنات االساسية للسلطات ومنو فان فتح العهدة سوف ؽلكن الشعب من شلارسة حقو‬
‫يف اختيار حكامو ومنو تصبح العهدة الرئاسية مفتوحة‪.‬‬

‫‪3033‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تبريرات المجلس الدستوري‬

‫اما بالنسبة للراي ادلطابق للمجلس الدستوري فيمكن القول انو مل ؼلرج عن ادلعتاد‪ ،‬فبعد ان قام رئيس‬
‫اجلمهورية بإخطار اجمللس الدستوري يف ‪ ،08-01-03‬قصد إبداء رأيو حول مشروع التعديل الدستوري تطبيقا‬
‫للمادة ‪ 176‬من الدستور ‪ ،‬صدر الرأي ادلطابق دتاشيا مع رغبة اجلميع وقد كان من خالل ما ورد فيو أن‬
‫األحكام اليت مشلها مشروع التعديل الدستوري "تقتصر على اعتماد ىيكلة جديدة داخل السلطة التنفيذية‪ ،‬فإهنا‬
‫ال تؤثر البتة على صالحيات السلطات وادلؤسسات األخرى واآلليات الدستورية اليت يقوم على أساسها توازن‬
‫السلطتُت التنفيذية والتشريعية" ويبدو ىذا التربير كان منطقي لتماشيو مع إرادة التوجو بالسلطة التنفيذية ضلو‬
‫األحادية‪ ،‬حيث ال يتصور قيام أحادية ذلا مشاركة رئيس احلكومة لسلطات وصالحيات إدارهتا مع رئيس‬
‫اجلمهورية ‪.‬‬

‫شلا جاء فيو أيضا؛ ان الغرض من دتكُت رئيس اجلمهورية من تعيُت نائب او نواب للوزير األول وربط توقيع‬
‫ىذا األخَت على ادلراسيم التنفيذية واستبدال التسمية من رئيس للحكومة إىل وزير اول‪ ،‬والتعيينات اليت غلريها اال‬
‫مبوافقة مسبقة من الرئيس‪ ،‬واسناد رئاسة اجتماع رللس احلكومة للوزير األول لكن بعد تفويض من الرئيس‪ .‬كل‬
‫ىذا نظر اليو اجمللس بان القصد من ورائو احداث انسجام اکرب وفاعلية أفضل‪ ،‬يف حُت أن األمر من ورائو حسب‬
‫البعض ىو تقييد سلطة الوزير االول والتحكم فيما تبقى منها بالشكل ادلباشر ‪.‬‬

‫يتضح جليا ان تعديل ‪ 2008‬جاء من اجل هتميش دور الوزير األول ‪ ،‬و بادلقابل تقوية سلطة الرئيس‬
‫خصوصا انو فتح العهدة الرئاسية بعد ان كانت مقيدة ‪ ،‬و اصبح الوزير األول منفذا لربنامج الرئيس يعينو و يعزلو‬
‫مىت رأى عدم صالحيتو للمرحلة ‪،‬اما فيما يتعلق مبسؤولية الوزير األول فأصبحت مسؤولية مضاعفة ‪ ،‬أي أمام‬
‫رئيس اجلمهورية ألنو ىو من يعينو ومن ينهي مهامو‪ ،‬باإلضافة إىل أن الربنامج السياسي ادلطبق ىو برنامج رئيس‬
‫اجلمهورية ‪ ،‬فيصبح من اليسَت على ىذا األخَت أن يضحي بالوزير األول ككبش فداء يف حال فشلو يف تنفيذ‬
‫سلطط عملو اجملسد لربنامج الرئيس ‪ ،‬ويف ىذا غطاء حقيقي للسلطة ادلباشرة اليت ؽلارسها ىذا األخَت‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بوادر الرجوع الى ثنائية السلطة التنفيذية بين تعديالت ‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫لقد تأثرت اجلزائر مبوجة ادلطالبة باحلريات اليت اكتسحت بعض الدول العربية فيما يعرف بالربيع العريب‪ ،‬وكانت‬
‫السلطة سباقة اىل الدعوة للحوار مبشاركة مجيع الفاعلُت‪ ،‬وقد وعد الرئيس بتعديل الدستور مبا يتناسب مع ادلرحلة‬
‫اجلديدة‪ .‬وىذا ما مت فعال من خالل التعديل الدستوري لسنة ‪ . 262016‬فإذا كان ىناك من يرى أن مؤسسة‬
‫رئاسة اجلمهورية تبقى أقوى مؤسسة دستورية يف البالد دلا تتمتع بو من مكانة خاصة‪ ،‬جتعل رئيس اجلمهورية وىو‬
‫رئيس السلطة التنفيذية‪ ،‬الفاعل األساسي يف النظام السياسي اجلزائري‪ ،‬يعلو ويسمو على باقي السلطات يف‬
‫الدولة ‪. 27‬‬

‫‪3031‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫من جانب آخر فالبعض يرى تنازل من الرئيس عن بعض صالحياتو لصاحل الوزير األول‪ ،‬ورمبا ىي‬
‫الصالحيات اليت انتزعها منو يف تعديل ‪ ، 2008‬فمن أجل ضمان سَتورة النشاط احلكومي وتنفيذ السياسة‬
‫العامة والتحكم أكثر يف كل ادلستجدات احلاصلة داخل الدولة؛ غلب أن دتنح للوزير األول بعض الوسائل‬
‫واألدوات الدستورية اليت دتكنو من ذلك‪ .28‬وسنتطرق اىل بوادر تقوية مركز الوزير األول يف تعديل ‪ 2016‬مث نعرج‬
‫على طريقة اختيار من يقود احلكومة حسب األغلبية الربدلانية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بوادر تقوية مركز الوزير األول في تعديل ‪2019‬‬

‫ابقى التعديل الدستوري التوجو اذليكلي ضلو أحادية السلطة‪ ،‬حيث مل يفارق إرادة ادلؤسس يف تعديل سنة‬
‫‪ 2008‬يف التخلي عن منصب رئيس احلكومة ودوره الدستوري‪ ،‬مبا يتماشى مع وجوب ابراز مجلة من‬
‫اإلصالحات اذليكلية يف ىرم السلطة التنفيذية كالتزام من الرئيس بالتغيَت و االستجابة لتطلعات الطبقة السياسية‪،‬‬
‫غَت انو نظم ادلركز الدستوري للوزير األول بشكل يوىم التقارب بينو وبُت مركز رئيس احلكومة سابقا‪29.‬و سنتطرق‬
‫اىل بعض األحكام اجلديدة فيو‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استعادة صالحيات رئاسة مجلس الحكومة واستقاللية في توقيع المراسيم التنفيذية‬

‫الصالحيّات بُت أعضاء احلكومة يف ضل احًتام األحكام‬ ‫اىل جانب اختصاص الوزير األول بتوزيع ّ‬
‫ال ّدستوريّة‪ ،‬و كذا سلطتو يف تطبيق القوانُت والتنظيمات و كذا السهر على حسن سَت اإلدارة العموميّة وادلرافق‬
‫العمومية ‪ ،‬جاء نص ادلادة ‪ 112‬بصالحيات جديدة للوزير األول أو رئيس احلكومة‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬كما أعاد‬
‫لو بعض الصالحيات اليت سلبت منو سابقا و ىي كالتايل ‪:‬‬

‫‪ -‬يوجو وينسق ويراقب عمل احلكومة‪ ،‬وىو بند جديد مل يكن سابقا يعطيو نوعا من االستقاللية يف الرقابة على‬
‫احلكومة‪.‬‬

‫‪ -‬يرأس اجتماعات احلكومة‪ ،‬مل يكن يتمتع هبذه الصالحية اال عن طريق التفويض‪ ،‬وان كان ادلؤسس الدستوري‬
‫اقر لرئيـس اجلمهورية أن يفوض للوزيـر األول أو رئيـس احلكومــة‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬بعضاً من صالحياتو‪ .‬وىنا عدل‬
‫عن تفويضو لرئاسة رللس احلكومة الذي أصبح اختصاصا اصيال‪.‬‬

‫‪ -‬يوقّع ادلراسيم التّنفيذيّة‪ ،‬لقد كان سابقا مقيد بادلوافقة الصرػلة لرئيس اجلمهورية ليتحرر من ىذا االجراء ادلقيد‪.‬‬
‫وأصبح الوزير األول يوقع ادلراسيم التنفيذية دوظلا رجوع اىل رئيس اجلمهورية وىو ما سيمنحو نوعا من التحرر من‬
‫سيطرة الرئيس‪.‬‬

‫‪3031‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استعادة سلطة التعيين في الوظائف المدنية للدولة‬

‫يعُت يف الوظائف ادلدنية للدولة اليت ال تندرج ضمن سلطة التعيُت لرئيس اجلمهورية أو‬
‫ان الوزير األول أصبح ّ‬
‫تلك اليت يفوضها لو ىذا األخَت‪ ،‬ونذكر ىنا ان التفويض يف التعيُت سيمنح للوزير األول او رئيس احلكومة ىامش‬
‫من مشاركة رئيس اجلمهورية يف التعيُت‪ .‬ويذكر ان سلطة الوزير األول يف التعيُت سابقا كانت مشروطة مبوافقة‬
‫رئيس اجلمهورية‪ .‬كما ؽلكن اإلشارة اىل اسًتجاع الوزير األول سلطة التعيُت بعد صدور ادلرسوم الرئاسي ‪-20‬‬
‫‪ 30 39‬حيث نضم ىذا النص رلال اختصاص الوزير األول او رئيس احلكومة يف التعيُت بطريقة سلبية‪ ،‬ذلك انو‬
‫حصر رلال رئيس اجلمهورية واقر لرئيس احلكومة او الوزير األول مبا بقي من مناصب يف نص ادلادة ‪ 05‬منو‪.‬‬

‫غَت أن قراءة ىذا احلكم ‪ -‬ضمن باقي األحكام الناظمة دلركز الوزير األول يف اذليكلة الدستورية اجلديدة‬
‫للسلطة التنفيذية ‪ -‬يظهر غموض تربير اجمللس الدستوري ذلذا احلكم بتعزيز صاحليات الوزير األول‪ ،‬بل مناقضتو‬
‫للمركز الدستوري ذلذا ادلنصب يف ظل السعي ألحادية السلطة التنفيذية‪ ،‬واليت ال يعقل فيها تعزيز صاحليات الوزير‬
‫األول ومنافستو رئيس اجلمهورية‪ ،‬أو على األقل استقاللو عنو‪ ،31‬فنفس اجمللس قد برر تقليص صالحيات الوزير‬
‫األول يف السابق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير األغلبية الرئاسية واألغلبية البرلمانية في تعيين هرم الحكومة‬

‫ان مركز ريس اجلمهورية يبقى األقوى يف ظل تعديالت ‪ 2016‬و‪ 2020‬فهو القائد وادلوجو وادلهيمن على‬
‫باقي السلطات يف الدولة‪ ،‬وىو األمر الذي انعكس على طبيعة ومالمح النظام السياسي اجلزائري‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يتجو أكثر ضلو النظام الرئاسوي بعدما كان أقرب للنظام الشبو الرئاسي يف ظل دستور ‪ 1996‬والنظام الرئاسي يف‬
‫ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 32.2008‬اما القطب الثاين يف السلطة التنفيذية فهو اقل درجة‪ ،‬وؽلكن القول انو‬
‫استعاد بعض الصالحيات اال هنا ال ترقى اىل بروزه كقطب ثاين يف ىرم السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫و ادلؤسس الدستوري فصل يف تسمية من يقود احلكومة حسب ما تسفر عليو نتائج االنتخابات الربدلانية اىل‬
‫خيارين اساسُت‪ ،‬سنعرض اىل احلالتُت اليت جاء هبما نص ادلادة ‪ 103‬من دستور ‪ 2016‬مث اقرعلا ادلؤسس‬
‫الدستوري يف تعديل ‪ 2020‬و علا حالة األغلبية الرئاسية و حالة األغلبية الربدلانية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وجود اغلبية رئاسية في المجلس الشعبي الوطني‬

‫جاء يف نص ادلادة ‪ 103‬من دستور ‪ 2016‬على ان يقود احلكومة وزير أول يف حال أسفرت االنتخابات‬
‫التشريعية عــن أغلبية رئاسية‪ ،‬كما يقودىا رئيس حكومة‪ ،‬يف حال أسفرت االنتخابات التشريعية عن أغلبية‬
‫بردلانية‪ .‬وتتكون احلكومة من الوزير األول أو رئيس احلكومة‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬ومن الوزراء الذين يشكلوهنا‪ .‬وىو‬
‫يعُت رئيس‬
‫نفس ما جاء يف تعديل ‪( 2020‬ادلادة ‪ )103‬وإذا أسفرت االنتخابات التشريعية عن أغلبية رئاسية‪ّ ،‬‬

‫‪3031‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫اجلمهورية وزيرا أول ويكلفو باقًتاح تشكيل احلكومة وإعداد سلطط عمل لتطبيق الربنامج الرئاسي الذي يعرضو‬
‫على رللس الوزراء‪.‬‬

‫ويقصد بو وجود قوة بردلانية تساند رئيس اجلمهورية سواء كانت من حزب سياسي واحد يكتسح مقاعد الغرفة‬
‫السفلى للربدلان او أحزاب سياسية متحالفة بينها او حىت ادلًتشحُت االحرار‪ .‬العربة بوجود قوة بردلانية تساند‬
‫الرئيس‪ ،‬وىنا سيكون من يقود احلكومة وزيرا اول استَتادا من النظام الرئاسي‪ .‬والوزير األول ىنا سوف يعد سلطط‬
‫عمل لتطبيق الربنامج الرئاسي الذي يعرضو على رللس الوزراء مث اجمللس الشعيب الوطٍت‪ ،‬وحبكم وجود اغلبية‬
‫بردلانية تسانده سيوافق الربدلان على ىذا ادلخطط اكيد‪ .‬ويف حال مل يوافق سيقدم الوزير األول استقالتو ويعُت‬
‫الرئيس وزير اول ثان‪ .‬وادلالحظ ان اجمللس الشعيب الوطٍت رلرب على ادلوافقة على سلطط عمل احلكومة يف ادلرة‬
‫الثانية واال تعرض للحل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وجود اغلبية برلمانية‬

‫يعُت رئي ــس اجلمهوريـ ــة‬


‫يف حال ما إذا أسفرت االنتخابات التشريعية عن أغلبية بردلانية غَت األغلبية الرئاسية‪ّ ،‬‬
‫رئيـ ــس احلكوم ـ ــة من األغلبيـ ــة الربدلاني ــة‪ ،‬ويكلف ــو بتشكي ــل حكومت ــو وإعداد برنامج األغلبية الربدلانية‪ .‬إذا مل يصل‬
‫يعُت رئيس اجلمهورية رئيس حكومة‬ ‫ادلعُت إىل تشكيل حكومتو يف أجل ثالثُت (‪ )30‬يوما‪ّ ،‬‬ ‫رئيس احلكومة‪ّ ،‬‬
‫جديدة ويكلفو بتشكيل احلكومة‪ .‬ويعرض رئيس احلكومة‪ ،‬يف كل احلاالت‪ ،‬برنامج حكومتو على رللس الوزراء‪،‬‬ ‫َ‬
‫مث يقدمو للربدلان‪ .‬وقد بررىا الوزير األول عند تقدؽلو مشروع التعديل امام غرفيت الربدلان باهنا جاءت من أجل‬
‫إقامة توازن بن السلطات وعدم التداخل يف صالحيات بعضها إال يف حدود ما يقرره الدستور‪.‬‬

‫ويقصد بو وجود قوة بردلانية ال تساند الرئيس أي اهنا معارضة ىنا سوف يستبعد برنامج الرئيس‪ .‬ويكون من‬
‫يقود احلكومة رئيس حكومة استَتادا من النظام الربدلاين ويقوم بإعداد برنامج األغلبية الربدلانية سواء كانت من‬
‫حزب سياسي واحد يكتسح مقاعد الغرفة السفلى للربدلان او أحزاب سياسية متحالفة بينها او حىت ادلًتشحُت‬
‫االحرار‪ .‬يقدم رئيس احلكومة برنارلو امام رللس الوزراء الذي يوافق عليو مث يقدمو امام اجمللس الشعيب الوطٍت‬
‫الذي ػلوز فيو اغلبية‪ ،‬ىذه القوة الربدلانية ستساىم يف ادلوافقة على ىذا الربنامج‪.‬‬

‫إذا كان ىذا الطرح سليم من اجلانب النظري فهو غَت شلكن التصور يف الواقع و رمبا يكون سبب ذلك امرين‬
‫اثنُت‪ :‬مركز رئيس اجلمهورية الذي يستحوذ على رلال كبَت من السلطات يف احلالة العادية و االستثنائية و سلطتو‬
‫على رئيس احلكومة من جهة‪ ،‬من جهة أخرى ضعف التشكيالت السياسية اليت ؽلكن ان تعارض الرئيس‪ ،‬فالواقع‬
‫يوحي بوجود شبو تكتالت هترول اىل استمالة رضا الرئيس‪ ،‬و قد ال نتفاجأ بوجود حتالف رئاسي اكرب من الذي‬
‫كان سابقا سيضمن اغلبية رئاسية يف الربدلان‪.‬‬

‫‪3031‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ان مبدأ ازدواجية السلطة التنفيذية مل يكن لو موقع يف اىتمامات ادلؤسس الدستوري اجلزائري على األقل يف‬
‫مرحلة االشًتاكية ودساتَت الربامج‪ ،‬ففي دستور ‪ 1963‬الذي مل يعمر طويال كان الرئيس ىو زلور السلطة‬
‫التنفيذية ونفس االمر واكبو ظهور دستور ‪ ، 1976‬غَت ان ادلؤسس الدستوري اجتو اىل استحداث ثنائية يف ىرم‬
‫السلطة التنفيذية بداية من تعديل ىذا الدستور سنة ‪ .1988‬ورمبا كانت األوضاع االقتصادية واالجتماعية دافعا‬
‫اىل ىذا التوجو‪.‬‬

‫لقد استمر العمل مببدأ االزدواجية بوجود رئيس مجهورية ورئيس حكومة يف دستور ‪ ،1996‬غَت ان تعديل‬
‫سنة ‪ 2008‬كان نقطة انعطاف وتنكر ادلؤسس الدستوري ذلذا ادلبدأ من اجل توحيد السلطة التنفيذية يف يد‬
‫رئيس اجلمهورية يهيمن على وزير اول بصالحيات زلدودة مل يسًتد جزء منها اال سنة ‪ ،2016‬وىنا عاد‬
‫مصطلح رئيس احلكومة اىل الظهور بناء على وجود اغلبية بردلاين معارضة للرئيس‪.‬‬

‫من خالل ىذا البحث ؽلكن ان نورد رلموعة من النتائج كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يعترب دستور ‪ 1989‬النص الوحيد الذي كفل وجود ثنائية حقيقية يف السلطة التنفيذية بتقسيم‬
‫الصالحيات بُت القطبُت‪.‬‬

‫‪ -‬دستور ‪ 1996‬رغم انو اقر وجود الثنائية يف ىرم السلطة التنفيذية اال اهنا كانت مفرغة من مقوماهتا‪ ،‬اذ‬
‫مل تظهر بوادر وجودىا فعليا لسيطرت الرئيس و ىيمنتو على الربدلان‪.‬‬

‫‪ -‬النص الدستوري احلايل يقر بوجود الثنائية لكن حتقيقها مستبعد يف الواقع بالنظر دلركز رئيس اجلمهورية‬
‫الذي يستحوذ على رلال كبَت من السلطات يف احلالة العادية واالستثنائية وسلطتو على رئيس احلكومة‬
‫من جهة‪ ،‬من جهة أخرى ضعف التشكيالت السياسية اليت ؽلكن ان تعارض الرئيس‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف اجمللس الدستوري يف القيام مبهامو خصوصا ادلطابقة الدستورية ورمبا يعود ذلك لسيطرة السلطة‬
‫التنفيذية شلثلة يف رئيس اجلمهورية عليو‪ ،‬فهو من ؼلتار جزء من اعضاءه مبا فيهم الرئيس ولو سلطة تعيُت‬
‫مجيع االعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬ىناك تذبذب يف وضع اآلليات اليت تشخص النظام السياسي اجلزائري‪ ،‬فهو نظام ىجُت غلمع بُت‬
‫الرئاسي والشبو رئاسي والربدلاين‪.‬‬

‫وؽلكن يف األخَت ان نتقدم ببعض التوصيات كما يلي‪:‬‬

‫‪3031‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫‪ -‬ؽلكن االستغناء عن االزدواجية يف حتديد ىرم احلكومة على أساس " رئيس حكومة" بتعيينو من األغلبية‬
‫الربدلانية وكفى‪ ،‬سواء كانت مساندة او معارضة‪ ،‬وىو ما سيعطي انسجام يف عالقة احلكومة بالربدلان‪.‬‬

‫‪ -‬ؽلكن للمؤسس الدستوري التوسيع من صالحيات رئيس احلكومة مبا يسمح لو التحرر من سيطرة‬
‫الرئيس‪ ،‬كمنحو جزء من السلطة التنظيمية ادلستقلة‪.‬‬

‫‪ -‬يف حال مل يوافق اجمللس الشعيب الوطٍت على سلطط احلكومة سيقدم الوزير األول استقالتو ويعُت الرئيس‬
‫وزير اول ثان وادلالحظ ان اجمللس الشعيب الوطٍت رلرب على ادلوافقة على سلطط عمل احلكومة يف ادلرة‬
‫الثانية واال تعرض للحل‪ ،‬وىو يظهر ىيمنة للرئيس على اجمللس‪ ،‬وىنا ؽلكن ختفيفها باقًتاح التعديل‬
‫ادلناسب على ادلخطط واجتماع الغرفتُت لتمريره‪.‬‬

‫‪ -‬يستحسن تشكيل احملكمة الدستورية مبا يوفر نوع من التوازن بُت جهات االقًتاح لألعضاء غَت انو‬
‫يست حسن إغلاد صيغة النتخاب الرئيس بدل تعيينو والًتكيز على عنصر الكفاءة‪ ،‬من اجل منح ىذه‬
‫ادلؤسسة استقاللية أكرب‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد العايل حاحة‪ .‬آمال يعيش دتام‪ .‬ادلركز القانوين لرئيس اجلمهورية يف ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬رللة العلوم القانونية والسياسية‬
‫جامعة الوادي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪ ،7‬العدد ‪ ،3‬أكتوبر ‪ ،2016‬ص ‪75‬‬
‫‪ -2‬سامية مسري‪ .‬انتفاء ازدواجية السلطة التنفيذية يف األنظمة السياسية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية احلقوق جامعة اجلزائر ‪ ،1‬اجمللد‬
‫‪ ،52‬العدد ‪ ،4‬ديسمرب ‪ ،2015‬ص ‪07‬‬
‫‪ -3‬امحد بن مسعود‪ .‬العالقة بُت الوزير األول ورئيس اجلمهورية يف اجلزائر يف ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2008‬رللة احلقوق والعلوم اإلنسانية‬
‫جامعة زيان عشور اجللفة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪ ،8‬العدد ‪ ،3‬سبتمرب ‪ ،2015‬ص ‪459‬‬
‫‪ -4‬الدستور اجلزائري لسنة ‪1989.‬الصادر بادلرسوم الرئاسي رقم ‪89-18‬ادلؤرخ يف ‪ 22‬رجب عام ‪ 1409‬ادلوافق ‪ 28‬فرباير سنة ‪1989.‬‬
‫‪ -5‬زلمد منَت حساين‪ .‬حتوالت السلطة التنفيذية يف نظر االجتهاد الدستوري‪ ،‬رللة القانون واجملتمع‪ ،‬جامعة أمحد دراية أدرار‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪،6‬‬
‫العدد‪ ،1‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪02‬‬
‫‪ -6‬عبد احلليم مرزوقي‪ .‬رػلاين امينة‪ .‬الوزير األول يف النظام الدستوري اجلزائري ‪ -‬دراسة على ضوء التعديل الدستوري لعام ‪ ،2016‬رللة ادلفكر‬
‫جامعة زلمد خيضر بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪ ،14‬العدد ‪ ،1‬فيفري ‪ ،2019‬ص ‪285‬‬
‫‪ -7‬ادلادة ‪ 116‬من دستور ‪1989‬‬
‫‪ -8‬زلمد بودة‪ .‬مالحظات قانونية على دواعي التعديل الدستوري األخَت ‪ ،2008‬رللة احلضارة اإلسالمية‪ ،‬جامعة وىران ‪ 1‬امحد بن بلة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،15‬العدد ‪ ،22‬ماي ‪ ،2014‬ص ‪683‬‬
‫‪ -9‬ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 44-89‬ادلؤرخ يف ‪ 4‬رمضان عام ‪ 1404‬ادلوافق ‪10‬ابريل سنة ‪1989‬وادلتعلق بالتعيُت يف الوظائف ادلدنية والعسكرية‬
‫للدولة‪ ،‬ج ر عدد ‪15‬‬
‫‪ -10‬دستور ‪ 1996‬صادر بادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 438-96‬ادلؤرخ يف ‪ 07‬ديسمرب ‪ 1996‬ادلتعلق بإصدار نص تعديل الدستور ادلصادق عليو يف‬
‫استفتاء ‪ 28‬نوفمرب ‪ ،1996‬ج ر رقم ‪76‬‬
‫‪ -11‬عبد احلليم مرزوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪286‬‬
‫‪ -12‬القانون رقم ‪ 08 - 19‬مؤرخ يف ‪ 17‬ذي القعدة عام ‪ 1429‬ا دلوافق ‪ 15‬نوفمرب سنة ‪ 2008‬يتضمن التعديل الدستوري ج ر رقم ‪63‬‬

‫‪3031‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬


‫سويلن حمود ‪ -‬بي بادة عبد احللين‬ ‫هبدأ اسدواجيت السلطت التنفيذيت يف الدساتري اجلشائزيت‬

‫‪ -13‬ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 240-99‬ادلؤرخ يف ‪17‬رجب عام ‪ 1420‬ادلوافق ‪ 27‬أكتوبر سنة ‪ 1999‬وادلتعلق بالتعيُت يف الوظائف ادلدنية‬
‫والعسكرية‪ ،‬ج ر عدد‪76‬‬
‫‪ -14‬عبد العايل حاحة‪ .‬آمال يعيش دتام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪75‬‬
‫‪ -15‬امحد بن مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪459‬‬
‫‪ -16‬زلمد بودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪683‬‬
‫‪ -17‬سامية مسري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪07‬‬
‫‪ - 18‬ادلادة ‪85‬ف‪ 4‬من دستور ‪1996‬تعديل ‪2008‬‬
‫‪ -19‬عيسى طييب‪ .‬مكانة الوزير األول يف اجلزائر من خالل طبيعة سلطاتو على ضوء التعديل الدستوري ‪ ،2008‬رللة احلقوق والعلوم اإلنسانية جامعة‬
‫زيان عشور اجللفة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬العدد ‪ ،1‬جوان ‪ ،2009‬ص ‪201‬‬
‫‪ -20‬امحد بن مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪464‬‬
‫‪- 21‬مقتطفات من خطاب رئيس اجلمهورية عند افتتاحو للسنة القضائية ‪2009/2008‬‬
‫‪22‬‬
‫ؽلس البتّة ادلبادئ العامة اليت حتكم اجملتمع‬
‫دستوري ال ّ‬
‫ّ‬ ‫أي تعديل‬
‫‪-‬ينص دستور ‪ 1996‬يف ادلادة ‪ :176‬إذا ارتأى اجمللس ال ّدستوري أن مشروع ّ‬
‫للسلطات وادلؤسسات ال ّدستوريّة‪ ،‬وعلّل رأيو‪ ،‬أمكن رئيس‬ ‫بأي كيفية التوازنات األساسية ّ‬
‫ؽلس ّ‬‫اجلزائري‪ ،‬وحقوق اإلنسان وادلواطن وحرياهتما‪ ،‬وال ّ‬
‫يتضمن التّعديل ال ّدستوري مباشرة دون أن يعرضو على االستفتاء الشعيب‪ ،‬مىت أحرز ثالثة أرباع (‪ )4/3‬أصوات‬ ‫اجلمهورية أن يصدر القانون الذي ّ‬
‫أعضاء غرفيت الربدلان‪.‬‬
‫‪- 23‬يعُت رئيس اجلمهورية ثلث اعضاء رللس االمة حسب نص ادلادة ‪ 101‬من الدستور احلايل‬
‫‪ " -24‬إن حقيقة إلغاء منصب رئيس احلكومة متعلقة باختالل دستوري يف ىندسة مؤسسات السلطة التنفيذية‪ ،‬جعل باإلمكان حتول رئيس احلكومة‬
‫إىل منافس دلن قام بتعيينو؛ وىو رئيس اجلمهورية‪ ،‬خاصة من خالل امتالكو برنامج خاص لعمل حكومتو‪ ،‬وىي مكانة دستورية حتفظها األنظمة الربدلانية‬
‫لرئيس احلكومة دون غَتىا من األنظمة‪ ،‬لذا جاء اإللغاء ألقلمو وتصحيح اذلندسة الدستورية للسلطة التنفيذية‪ ،‬وجعل رئيس اجلمهورية السيد الوحيد‬
‫فيو" زلمد منَت حساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪04‬‬
‫‪ 25‬اجلريدة الرمسية للمناقشات‪ .‬اجمللس الشعيب الوطٍت‪ ،‬السنة الثانية عدد‪93‬‬
‫‪ -26‬القانون رقم ‪ 01-16‬ادلؤرخ يف ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 14‬ادلؤرخة يف ‪ 7‬مارس ‪2016‬‬
‫‪ -27‬عبد العايل حاحة‪ .‬آمال يعيش دتام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪ -28‬امحد بن مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪466‬‬
‫‪ -29‬زلمد منَت حساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪08‬‬
‫‪ -30‬ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 39-20‬مؤرخ يف ‪ 8‬مجادى الثانية عام ‪ 1441‬ادلوافق ‪ 2‬فرباير سنة ‪ ،2020‬يتعلق بالتعيُت يف الوظائف ادلدنية والعسكرية‬
‫للدولة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،06‬متمم بادلرسوم الرئاسي رقم ‪ ،122-20‬ج ر عدد ‪.30‬‬
‫‪ -31‬زلمد منَت حساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪ -32‬عبد العايل حاحة‪ .‬آمال يعيش دتام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪83‬‬

‫‪3031‬‬ ‫اجمللد السادص ‪ -‬العدد الثاًي ‪ -‬السنت جواى ‪0202‬‬

You might also like