Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.

‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬


‫‪THE LATE FEE PENALTY IN THE PUBLIC TRANSACTION‬‬
‫‪-A comparative study-‬‬

‫د‪ .‬هواري ليلى‬ ‫*ط‪.‬د‪ .‬برادعية موس ى‬


‫املركزالجامعي أحمد زبانة ‪ -‬غليزان‬ ‫املركزالجامعي أحمد زبانة ‪ -‬غليزان‬
‫‪Leila.houari@cu-relizane.dz‬‬ ‫‪Moussa.bradaia@cu-ralizane.dz‬‬
‫مخبرالتشريعات الدولية للبحارو أثرها‬
‫في املنظومة القانونية البحرية في الجزائر‬
‫تاريخ النشر‪2022/10/13 :‬‬ ‫تاريخ االرسال‪ 2020/11/25 :‬تاريخ القبول‪2022/05/08 :‬‬

‫ملخص ‪:‬‬

‫يعتبر جزاء غرامة التأخير على املتعامل املتعاقد في الصفقة العمومية من أبرز‬
‫الجزاءات املالية التي يمتاز بها هذا العقد‪ ،‬وتستعمله املصلحة املتعاقدة في حالة إخالل‬
‫املتعامل املتعاقد بالتزامه التعاقدي بتأخره في تنفيذ إلتزامه في امليعاد املتفق عليه من‬
‫أجل إرغامه على تنفيذ التزاماته التعاقدية على أكمل وجه وذلك باستناد املصلحة‬
‫املتعاقدة في توقيع هذا الجزاء إلى العقد أو نص قانوني يخولها ذلك‪ ،‬ودون حاجة إلى‬
‫إستصدار حكم قضائي يسمح لها بذلك‪ ،‬ودون إعذار املتعامل املتعاقد‪ ،‬وهذا بغرض‬
‫املحافظة على سير املرفق العام محل تنفيذ هذا العقد بانتظام وإطراد‪ ،‬وحماية املال‬
‫العام وتحقيق املصلحة العامة‪ ،‬غير أن هذا ال يمنعها من إعفاء توقيع غرامة التأخير‬
‫عليه في الحاالت التي يحددها القانون‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬الجزاء املالي؛ غرامة التأخير؛ اإلعفاء اإلداري؛ املتعامل املتعاقد‪.‬‬

‫*املؤلف املرسل‪ :‬برادعية موس ى‬

‫‪202‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
-‫دراسة مقارنة‬- ‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية‬ ‫د برادعية موس ى‬.‫ط‬
225 ‫ ص‬- 202 ‫ص‬ ‫ هواري ليلى‬.‫د‬

Abstract:
In the public transaction, the late fee penalty sanction imposed to the contracting
operator is one of the most prominent financial sanctions which characterize this
contract.
The contracting service uses this sanction - when the contracting operator does
not respect his contractual commitment, and is late in carrying out his
commitment in the agreed date - in order to force him to fully implement his
contractual obligations .The contracting service is referring at this regard to the
legal contract or text which allow this sanction, without need to obtain a court
ruling that allows it to do so, and this is after sending a formal notice to the
contracting operator, in order to: Maintain the perfect and regular functioning of
the public facility subject of implementation of this contract.
Protecting public money and achieving the public interest.
- However, the contracting operator can be exempted from the late fee penalty in
the cases specified by law.
Keywords: Financial sanction ; late fee penalty ; Administrative Exemption;
contracting operator.

:‫مقدمة‬
‫تتمتع املصلحة املتعاقدة بإيقاع جزاءات إدارية على املتعامل املتعاقد في الصفقة‬
‫ ويستوي في ذلك أن يكون قد‬،‫العمومية إذا قصر في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية أو بعضها‬
‫ وهذه الجزاءات اإلدارية التي توقعها‬،‫أمتنع عن تنفيذ التزاماته بالكامل أو تأخر في تنفيذها‬
‫ أو جزاءات‬،‫ واملتمثلة في الجزاءات الضاغطة والفاسخة‬،‫عليه إما تكون جزاءات غير مالية‬
.‫مالية واملتمثلة في مصادرة التأمين والتعويض وغرامة التأخير‬
‫ تعتبر‬،‫وغرامة التأخير في العقود اإلدارية بصفة عامة وفي الصفقات العمومية بصفة خاصة‬
‫من بين الجزاءات التي تفرضها املصلحة املتعاقدة على املتعامل املتعاقد معها الذي أخل‬
‫ فتستحق بمجرد إنقضاء الفترة املحددة إلتمام‬،‫بتنفيذ إلتزاماته وفق ما أتفق عليه في العقد‬
‫ وحتى ال تتعسف‬،‫العمل دون حاجة إلى تنبيه ودون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء لتوقيعها‬

203 2022 ‫ أكتوبر‬- 07 ‫ املجلد‬- ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫اإلدارة في استعمال هذا الحق وجب عليها تطبيق ذلك في حدود املشروعية اإلدارية وتوافر‬
‫ضوابط توقيعها‪ ،‬واملشرع الجزائري كغيرة من التشريعات املقارنة كالتشريع املصري والفرنس ي‬
‫نص على هذا النوع من الجزاءات املالية في املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬املتعلق بتنظيم‬
‫الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ،‬ومنه نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما حدود سلطة‬
‫املصلحة املتعاقدة في توقيع غرامة التأخير في الصفقة العمومية في التشريع الجزائري‬
‫والتشريع املقارن ؟‬
‫ملعالجة هذه اإلشكالية إرتأينا تقسيم دراستنا إلى مبحثين نتطرق في األول إلى مفهوم‬
‫غرامة التأخير والثاني ضوابط غرامة التأخير معتمدين في دراستنا على املنهج الوصفي من‬
‫خالل إبراز املفاهيم‪ ،‬والتحليلي املقارن من خالل املقارنة بين التشريع الجزائري والتشريع‬
‫املقارن‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬سلطة املصلحة املتعاقدة في تطبيق غرامة التأخير‬
‫تعتبر غرامة التأخير من الجزاءات املالية التي يجوز للمصلحة املتعاقدة توقيعها على‬
‫املتعامل املتعاقد إذا أخل بأحد التزاماته التعاقدية إما بعدم تنفيذ التزاماته التعاقدية وفق‬
‫ما تم االتفاق عليه في دفتر الشروط أو أخل في تنفيذ التزاماته في امليعاد املتفق عليه‪ ،‬وهذا‬
‫الجزاء توقعه املصلحة املتعاقد عليه دون حاجة إلى حكم قضائي بشأن ذلك‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق سنقسم هذا املبحث إلى مطلبين األول نخصصه ملفهوم غرامة‬
‫التأخير والثاني أساس غرامة التأخير‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم غرامة التأخير‬
‫إن غرامة التأخير هي امتياز وحق للمصلحة املتعاقدة في الصفقة العمومية إذا لم‬
‫يوف املتعاقد بالتزاماته من أجل حثه وإلزامه على تنفيذ العقد ضمن اآلجال والشروط‬
‫املحددة مسبقا وبالتالي ال تنهي الرابطة العقدية‪ ،‬وعليه ينبغي التطرق إلى تعريفها في الفرع‬
‫األول وخصائصها في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف غرامة التأخير‬
‫يقتض ي تحديد تعريف غرامة التأخير التطرق إلى تعريفها لغويا وإصطالحا من ناحية ثم‬
‫تعريفها تشريعيا من ناحية أخرى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريفها لغويا وإصطالحا‬

‫‪204‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫‪ -1‬الغرامة في اللغة‪ :‬الخسارة‪ ،‬في املال‪ :‬ما يلزم أداؤه تأديبا أو تعويضا‪ ،‬يقال حكم‬
‫القاض ي على فالن بالغرامة‪ -‬دفع غرامة مالية‪ /‬غرامة إجرائية‪ /‬غرامة تحكمية‪ /‬غرامة‬
‫جنائية‪/‬غرامة مدنية‪/‬غرامة إجمالية‪ /‬غرامة رهن‪.‬‬
‫أما التأخير يقال‪ :‬تأخر الش يء أي جعله بعد موضعه‪ ،‬وفي الوقت بعد انقضائه‪.1‬‬
‫‪-2‬الغرامة في اإلصطالح‪ :‬فقد أنقسم الفقهاء حول تعريف غرامة التاخير إلى ثالث إتجاهات‪،‬‬
‫األول يقول‪ :‬بأنها عبارة عن تعويض جزافي‪ ،‬والثاني يقول‪ :‬بأنها جزاء مالي‪ ،‬أما الثالث يرى بأنها‬
‫من طبيعة مختلطة ولكنها في جميع األحوال توقع في حق املتعاقد من طرف اإلدارة نتيجة‬
‫تراخية في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية‪2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريفها قانونا‬


‫إن املشرع الجزائري عبر النصوص القانونية املتعلقة بتنظيم الصفقات العمومية‬
‫وآخرها املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق‬
‫العام لم يتطرق إلى تعريف غرامة التأخير تاركا ذلك للفقه كغيره من التشريعات املقارنة‪،‬‬
‫وحسنا ما فعل املشرع بعدم تطرقه لتعريفها وهذا منطقي ألن دور التشريع يبين النظام‬
‫القانوني لهذا الجزاء أما مسألة التعريف تبقى فقهية‪.‬‬
‫والفقه سواء في مصر أو فرنسا في تناوله لغرامة التأخير في العقد اإلداري والصفقة‬
‫العمومية كإحدى صوره‪ ،‬قد انطلق من تعريف غرامة التأخير على هدى طبيعتها القانونية‪،‬‬
‫لذا انقسم الفقه في هذا الشأن بين إتجاهين أساسيين على النحو التالي‪:‬‬
‫اإلتجاه األول‪ :‬غرامة التأخيرتعويض جزافي‬
‫لقد عبر عن هذا اإلتجاه األستاذ ‪ Bosc‬حيث وجد منذ عام ‪ 1921‬أن الغرامات من‬
‫زاوية طبيعتها القانونية‪ ،‬تعد تعويضات تستحق لإلدارة في حالة التأخير أو عدم التنفيذ‪،‬‬
‫والتي يحدد مقدارها مقدما من جانب األطراف وبصورة جزافية وقت إبرام العقد‪ ،‬ثم أيد هذا‬
‫اإلتجاه جانب من الفقه املعاصر على الرغم من إقراره وتصنيفه لغرامة التأخير ضمن‬
‫الجزاءات املالية حيث تعتبر غرامة التأخير لديه بمثابة تعويضات جزافية يحدد مقدارها وأن‬
‫لها طابع االصالح والطابع التهديدي أو تلك التي تحدد مقدما وبصورة جزافية في العقد‬
‫ويفترض اصالحها الكامل للضرر الناتج عن التأخير‪.3‬‬

‫‪205‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫وفي هذا االتجاه عرفها الدكتور عبد العزيز منعم خليفة بأنها" جزاء تملك اإلدارة حق‬
‫توقيعه على املتعاقد معها املتأخر في الوفاء بالتزامه التعاقدي في امليعاد املنصوص عليه‬
‫بالعقد وتستحق بمجرد هذا التأخير حتى ولو لم ينجم عنه ضرر أصاب اإلدارة املتعاقدة"‪.‬‬
‫ونجد هذا التعريف أنه وفق فيه كون أن تضمن معظم خصائص غرامة التأخير وهي‬
‫أنها جزاء توقعه اإلدارة على املتعامل املتعاقد إذا تأخر هذا األخير في تنفيذ إلتزامه في امليعاد‬
‫املحدد ودون الحاجة في إثباب الضرر من عدمه‪.‬‬
‫وقد عرفها كل من دويزو ديبر وبوالك بأنها" تعويض جزافي محدد في العقد و ال مصدر‬
‫لها سوى نصوص العقد ذاته و ال يشترط لتطبيقها إثبات الضرر"‪.‬‬
‫ونجد أن هذا التعريف جاء قاصرا كون أنه فيه أغفل أهم خاصية تقوم عليها غرامة‬
‫التأخير وهي إخالل املتعامل املتعاقد في تنفيذ إلتزامه في امليعاد املحدد‪.‬‬
‫وقد عرفها بيكينو بأنها" تعويض جزافي منصوص عليه في العقد توقعه اإلدارة على‬
‫املتعاقد الذي تراخى في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية"‪.4‬‬
‫وهذا التعريف جاء قاصرا كونه أغفل أهم خاصية تقوم عليه غرامة التأخير وهي عدم‬
‫إشتراط الضرر لتوقيع غرامة التأخير‪.‬‬
‫وعرفها الدكتور خليل صالح السامرائي" بأنها جزاء يتضمن معنى العقوبة توقعه‬
‫اإلدارة على مقاول األشغال العامة بسبب تأخره في تنفيذ األشغال في الوقت املقرر"‪.5‬‬
‫وهذا التعريف جاء قاصر كوه لم يشر لعدم ضرورة توفر الضرر من عدمه وكذا عدم‬
‫النص على أن يتم اإلتفاق على هذا مبلغ التعويض مسبقا في العقد أو دفتر الشروط ‪.‬‬
‫وما يالحظ على هذا التعاريف وإن تباينت فيما بينهما بخصوص إغفالها لبعض‬
‫خصائص غرامة التأخير بناءا على النقد املبين لكل تعريف على حدى إال أنها أتفقت على أن‬
‫غرامة التأخير هي عبارة عن تعويض أو جزاء توقعه اإلدارة على املتعامل املتعاقد إذا تأخر في‬
‫تنفيذ إلتزامه‪.‬‬
‫اإلتجاه الثاني‪ :‬غرامة التأخيرجزاء مالي‬
‫ذهب جانب من الفقه في تعريفه لغرامة التأخير إلى أنها عبارة عن مبالغ إجمالية تقدرها‬
‫اإلدارة مقدما وتنص على توقيعها متى أخل املتعاقد بالتزام معين ال سيما فيما يتعلق بالتأخير‬
‫في التنفيذ‪.6‬‬

‫‪206‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫في هذا اإلتجاه عرفها الدكتور سليمان الطماوي بأنها مبالغ إجمالية تقدرها اإلدارة‬
‫مقدما‪ ،‬وتنص على توقيعها متى أخل املتعاقد بالتزام معين‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالتأخير في‬
‫التنفيذ‪ ،‬وهذه الجزاءات ال يكاد يخلو منها عقد إداري‪.‬‬
‫وقد عرفها الدكتورين محمد رفعت عبد الوهاب وماجد الحلو بأنها مبلغ من املال محدد‬
‫سابقا ويفرض على املتعاقد أداؤه إذا لم يقم بتنفيذ التزاماته خالل املواعيد املتفق عليها في‬
‫العقد‪.‬‬
‫وقد عرفها الدكتور ابراهيم محمد علي بأنها مبلغ من املال يحدد في العقد املبرم بين‬
‫اإلدارة واملتعاقد ويفرض على املتعاقد أداؤه إذا لم يقم بتنفيذ التزاماته خالل املواعيد املتفق‬
‫عليها في العقد ال سيما فيما يتعلق بالتأخير في التنفيذ‪.‬‬
‫وقد عرفها الدكتور عادل عبد الرحمن بأنها عبارة عن مبالغ مالية محددة سلفا في‬
‫العقد أو في دفتر الشروط امللحق به يتحملها املتعاقد مع اإلدارة في حالة تأخره عن التنفيذ‬
‫دون حاجة إلثبات وقوع ضرر فعلي لإلدارة أو استصدار حكم قضائي بالغرامة‪ ،‬فالضرر في‬
‫هذه الحالة يفترض افتراضا غير قابل إلثبات العكس‪.‬‬
‫وقد عرفها كل من الدكتورين محمد عبد اللطيف وجورجي شفيق ساري بأنها عبارة عن‬
‫مبلغ مالي إجمالي يتم تحديده مقدما في العقد و توقعه الجهة املتعاقدة بنفسها دون حاجة إلى‬
‫اللجوء إلى القضاء متى تأخر املتعاقد في تنفيذ التزامه في املواعيد املتفق عليها في العقد‪.7‬‬
‫وقد عرفتها الدكتورة عزيزة الشريف "بانها مبالغ إجمالية تقدرها اإلدارة مقدما وتنص‬
‫على توقيعها متى أخل املتعاقد بالتزام معين وخاصة التزامه باحترام مدة التنفيذ"‪.8‬‬
‫وقد عرفها الدكتور جابر جاد نصار "بأنها مبلغ مالي تقدره اإلدارة وينص عليه في العقد‬
‫تستحقه عند إخالل املتعاقد باتفاقه"‪.9‬‬
‫ويتضح من اإلتجاهين الفقهيين السابقين أن أصحابهما ال ينكرون كون غرامة التأخير‬
‫تتمثل بمبلغ من املال تفرضه اإلدارة على املتعاقد املخل بشروط العقد بصورة عامة وعدم‬
‫احترام مدة العقد بصورة خاصة‪ ،‬ولكنهم اختلفوا في تحديد طبيعة غرامات التأخير ‪،‬‬
‫فأصحاب اإلتجاه األول يرون بأن لها طبيعة مزدوجة تشمل على الصفتين الجزائية‬
‫والتعويضية في آن واحد‪ ،‬بينما أصحاب االتجاه الثاني يرون بأن لها طبيعة جزائية فقط‪.‬‬

‫‪207‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫ونرجع جميع هذه التعاريف الواردة بشان غرامة التأخير ألنها وإن تباينت كما رأينا‬
‫سالفا إال أنها أجمعت على وضع تعاريف يجمع معظم عناصر غرامة التأخير والتي سنوضحها‬
‫في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص غرامة التأخير‬
‫لغرامة التأخير مجموعة من الخصائص تميزها عن غيرها من الجزاءات اإلدارية‬
‫األخرى في الصفقة العمومية وهي أنها توقع بصفة تلقائية دون اللجوء إلى القضاء‪ ،‬واتفاقية‬
‫وتوقع دون حاجة إلى اثبات ضرر وبموجب قرار إداري‪.‬‬
‫أوال‪ :‬غرامة التأخيرهي غرامة اتفاقية‪:‬‬
‫بمعنى أن الطرفين يتفقان عليها مقدما عند إبرام العقد وبالتالي ال يحق للجهة اإلدارية‬
‫أن تقوم بفرضها على الطرف األخر الذي يتأخر في تنفيذ األعمال املنوطة به إذا لم يكن قد‬
‫نص عليها في العقد خالفا لبقية الجزاءات األخرى كسحب العمل من املقاول وحق اإلدارة في‬
‫فسخ العقد اإلداري‪ ،‬التي يحق لإلدارة اللجوء إليها حتى في حالة عدم النص عليها في العقد‪.10‬‬
‫فإذا اتفق األطراف على شروط خاصة لتنظيم هذه الغرامات فإن هذه الشروط هي‬
‫الواجب إعمالها دون النصوص الالئحية وألنها التي توافقت عليها إرادة املتعاقدين املشتركة‬
‫بمعنى اإلدارة ال تستطيع فرض الغرامات التأخيرية‪.11‬‬
‫غير أنه إذا لم يتم تحديد غرامة التأخير في العقد هذا ال يمنعها من توقيعها وذلك‬
‫بالرجوع إلى النصوص املنظمة لغرامة التأخير‪،12‬كما فعل املشرع الجزائري الذي جعل‬
‫األساس الذي تستند عليه املصلحة املتعاقدة في توقيع غرامة التأخير على املتعاقد إما‬
‫الصفقة أودفتر الشروط أوالنص التنظيمي املتمثل في املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬من خالل‬
‫نص مادتيه ‪ 95‬و‪ 147‬منه‪.13‬‬
‫واملشرع املصري فعل نفس الش يء بجعل األصل الغرامة تحدد في العقد وإذا لم يتم‬
‫تحديدها في العقد يتم الرجوع إلى النصوص املنظمة لغرامة التأخير الواردة في الالئحة‬
‫التنفيذية لقانون املناقصات واملزايدات‪.14‬‬
‫ثانيا‪ -‬غرامة التأخيرتوقع دون حاجة إلثبات ضرر‪:‬‬
‫نظر ألن غرامة التأخير تستهدف أساسا تأمين سير املرافق العامة فإنه ال يشترط‬
‫لتوقيعها إثبات وقوع ضرر أصاب املرفق‪ ،‬إذ أن الضرر هنا هو مفترض بقرينة قاطعة ال يقبل‬
‫إثبات العكس‪ ،‬كما ال يقبل من املتعاقد إثبات عدم تسبب التأخير في إصابة اإلدارة بضرر‬

‫‪208‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫لكي يتخلص من أداء الغرمة‪ ،‬ألن جهة اإلدارة عندما حددت موعدا معينا لتنفيذ اخذت على‬
‫عاتقها أن حاجة املرفق تستوجب تنفيذه خالل هذا املوعد ‪.15‬‬
‫ويذهب رأي في الفقه الفرنس ي إلى القول" إن لإلدارة حق توقيع الغرامات على املتعاقد‬
‫بمجرد التأخير دون حاجة إلثبات ما أصابها من ضرر"‪.16‬‬
‫ثالثا‪ :‬الغرامة التأخيرية تلقائية‬
‫ال يشترط في توقيع غرامة التأخير إنذار املقاول أو تنبيهه بذلك وبهذا فهي تختلف عن‬
‫الشرط الجزائي الذي يشترط الستحقاقه إعذار املدين كما تختلف في هذا عن الفوائد التي‬
‫تحصل عن التأخير في ميدان القانون الخاص إذ يتضمن اإلنذار باستحقاقها حتى ولو تضمن‬
‫العقد شرطا جزائيا عن التأخير‪.17‬‬
‫غير أن املبدأ املعمول به في فرنسا هو أن اإلدارة ملزمة بإعذار املتعاقد معها املقصر‬
‫قبل توقيع الغرامة عليه وذلك تطبيقا للخصائص املشتركة للجزاءات اإلدارية والتي ال تسري‬
‫إال من يوم اإلعذار بها‪.‬‬
‫أما في مصر يختلف عن فرنسا حيث أن نص املادة ‪ 23‬الفقرة ‪ 02‬من قانون املناقصات‬
‫واملزايدات رقم‪ 89:‬لسنة ‪ 1999‬والتي تقابلها املادة ‪ 48‬من الشروط العامة ملقاوالت أعمال‬
‫الهندسة املدنية والتي لم تشترط إنذار املتعاقد املتأخر عن تنفيذ التزامه‪.18‬‬
‫أما بالنسبة للوضع في الجزائر فقد ساير اإلتجاه املعمول به في مصر وهو تمتع اإلدارة‬
‫بسلطة فرض غرامة التأخير دون إلزامها بإنذار املتعاقد وهو ما يتضح من خالل نص املادة‬
‫‪ 147‬من املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬والتي اكتفت بتحديد ضوابط توقيع غرامة التأخير بجعلها‬
‫متمثلة في عدم تنفيذ اإللتزامات التعاقدية في األجل املتفق عليه وعدم التنفيذ املطابق‬
‫للشروط واملواصفات املتفق عليها دون اإلشارة إلى شرط إعذار املتعامل املتعاقد وكذا املادة‬
‫‪ 36‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة لم تشترط إلزام اإلدارة بإعذار املتعامل املتعاقد املقصر‬
‫قبل توقيع غرامة التأخير عليه ونصت على " إذا ورد في عقد الصفقة نصوص تتضمن‬
‫عقوبات على التأخير‪ ،‬فيجري تطبيقها دون إنذار سابق بعد التأكد العادي من تاريخ انقضاء‬
‫األجل التعاقدي للتنفيذ وتاريخ استالم األشغال املؤقت‪."...‬‬
‫نرجح اإلتجاه الذي سايره املشرع الجزائري وهو عدم إشتراط إعذار املتعامل املتعاقد‬
‫قبل توقيع غرامة التأخير كون هذه األخيرة يتم اإلتفاق عليها مسبقا وتوقعها املصلحة‬
‫املتعاقدة بمجرد إخالل املتعامل املتعاقد في تنفيذ إلتزامه في امليعاد املتفق عليه‪ ،‬وإن إعذاره‬

‫‪209‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫سيمكنه من التماطل مرة أخرى في تنفيذ إلتزامه وهذا ما يؤثر على مبدأ سير املرفق العام‬
‫بإنتظام واطراد ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الغرامة توقع إداريا‬
‫تستحصل جهة اإلدارة مبلغ الغرامة التأخيرية من املتعاقد املقصر بموجب قرار إداري‬
‫تصدره بإرادتها املنفردة‪ ،‬دون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء الستصدار حكم قضائي بشأن‬
‫ذلك‪ ،‬وذلك تنفيذا لالمتياز العام الذي تتمتع به اإلدارة في دائرة جزاءات العقد اإلداري ‪.19‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أساس غرامة التأخير‬
‫لتحديد األساس القانوني للمصلحة املتعاقدة في توقيع جزاء غرامة التأخير على‬
‫املتعامل املتعاقد ينبغي معالجة ذلك من الناحية الفقهية والقضائية والتشريعية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬موقف الفقه والقضاء في تحديد أساس غرامة التأخير‬
‫اختلف الفقه حول تحديد سلطة املصلحة املتعاقدة في توقيع جزاء غرامة التأخير على‬
‫املتعامل املتعاقد بين اتجاه أساس تعاقدي واتجاه أساس غير تعاقدي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األساس التعاقدي‬
‫أ‪-‬الفقه‪:‬‬
‫كان املبدأ السائد في الفقه االداري الفرنس ي حتى نهاية القرن التاسع عشر أن‬
‫الجزاءات التي تملك االدارة توقيعها على املتعاقد معها‪ ،‬هي تلك املنصوص عليها في العقد‬
‫االداري دون سواها‪.‬‬
‫وقد انتقد كثير من الفقهاء الفرنسيين مبدأ كفاية الجزاءات العقدية فقد أكد الفقيه‬
‫جيز على أنه من غير املعقول أن يثبت أن التزاما قانونيا منصوصا عليه في عقد يكون مجردا‬
‫من الجزاء‪ ،‬فإرادة املتعاقدين أن كل التزام يجب تنفيذه‪ ،‬وهذا التنفيذ يستلزم بالضرورة‬
‫جزاء‪ ،‬ففي القانون الخاص ينظم القانون املدني هذا الجزاء عندما يكون االطراف قد اثاروا‬
‫الصمت‪ ،‬وال يبدو معقوال في نطاق القانون العام حيث تكون املصلحة العامة هي السمة‬
‫البارزة‪ ،‬أال يوجد جزاء‪ ،‬ودون شك فإن عدم وجود جزاء سوف يدفع امللتزم إلى االهمال‪،‬‬
‫وهذا ما يتمخض بالنسبة لجمهور املنتفعين عن إضطرابات إقتصادية وإجتماعية‪ ،‬ولذلك‬
‫يتطلب مبدأ استمرار وانتظام املرفق العام أن يكون لجميع التزامات امللتزم جزاء حاسم‪.20‬‬

‫‪210‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫ب – القضاء‪:‬‬
‫إن القضاء املصري أخذ باألساس التعاقدي‪ ،‬فقضت املحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬بوجوب‬
‫تقيد جهة اإلدارة بما ورد في العقد‪ ،‬وليس لها كقاعدة عامة أن تخالفه أو تطبق في شأنه‬
‫نصوص الئحة املناقصات‪ ،‬فنص في حكمها الصادر في ‪ 21‬مارس ‪ 1970‬بأنه" من املبادئ‬
‫املسلمة في فقه القانون اإلداري أن غرامات التأخير في العقود اإلدارية مقررة ضمانا لتنفيذ‬
‫هذه العقود في املواعيد املتفق عليها حرصا على حسن سير املرافق العامة بانتظام واطراد‪،‬‬
‫ولذا فإن الغرامات التي ينص عليها في تلك العقود توقعها جهات اإلدارة من تلقاء نفسها دون‬
‫أن تلتزم بإثبات حصول الضرر‪ ،‬كما ال يقبل ابتداء من املتعاقد إثبات عدم حصوله"‪ ،‬وكذلك‬
‫انتهى الرأي في إفتاء مجلس الدولة املصري بأن خلو العقد من النص على غرامة التأخير‪ ،‬ال‬
‫يجيز للجهة اإلدارية املتعاقدة توقيعها‪.‬‬
‫ومجلس الدولة الفرنس ي في قضيتين تتعلقان بعقد االلتزام أقر صراحة عدم جواز‬
‫طلب اإلدارة من القاض ي الحكم لها بتعويض لم تتضمنها العقود التي أبرمتها‪.‬‬
‫وقد كان موضوع العقدين املشار إليهما أعاله هو عقد إلتزام الذي كان يشير في حالة‬
‫إخالل امللتزم بتعهداته فإن لإلدارة حق توقيع غرامات علبه وإسقاط اإللتزام‪ ،‬لذلك فإن‬
‫القاض ي لم يكن مقدروه أن يقض ي بالتعويض بإعتبار أن العقد في الحالتين لم ينص على‬
‫ذلك‪.21‬‬
‫ثانيا‪ :‬األساس غيرالتعاقدي‬
‫أ‪-‬الفقه‪:‬‬
‫اتجه جانب من الفقه في جعل األساس غير تعاقدي معيار تستند عليه املصلحة‬
‫املتعاقدة في توقيع هذا الجزاء على املتعامل املتعاقد‪ ،‬و يتمثل في امتيازات السلطة العامة‬
‫وبموجبها يحق لإلدارة توقيع جزاء غرامة التأخير على املتعاقد و لو لم ينص عليها في العقد‬
‫مبررين أن للمصلحة املتعاقدة حق تمتع في حالة الخطأ الذي ينسب إلى املتعاقد معها‬
‫بمجموعة من الجزاءات لها بالنسبة للقانون الخاص سمات أساسية حيث تتجه ليس فقط‬
‫نحو تعويض الضرر‪ ،‬و إنما أيضا نحو التنفيذ الفعلي وفقا لضرورات املصلحة العامة‪ ،‬فهي‬
‫تطبق بقوة القانون‪ ،‬خارج توقعات العقد‪ ،‬تأسيسا على أن للجهة االدارية املتعاقدة دائما أن‬
‫تقرر الجزاء العقدي الذي يتالئم مع اإلخالل الثابت لاللتزامات التعاقدية حتى عند سكوت‬

‫‪211‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫العقد‪ ،‬وإنه ال يرد على هذه القاعدة استثناء إال فيما يتعلق بإسقاط امتياز املرفق العام الذي‬
‫ال يمكن تقريره إال من جانب القاض ي نظرا لجسامته‪.‬‬
‫ب‪-‬القضاء‪:‬‬
‫إن االتجاه املبين أعاله الذي أخذ به الفقه تبنته املحكمة اإلدارية العليا املصرية في‬
‫حكمها الصادر بتاريخ ‪ 1963-05-25‬أساس هذه السلطة بقولها أن اإلدارة تعمل في إبرامها‬
‫للعقد االداري بوصفها سلطة عامة تتمتع بحقوق وامتيازات ال يتمتع بمثلها املتعاقد معها‪،‬‬
‫وذلك بقصد تحقيق نفع عام أو مصلحة مرفق عام‪.22‬‬
‫وهذا االتجاه الذي كرسته الغرفة اإلدارية باملحكمة العليا في عدة قرارات لها‪ ،‬ال سيما‬
‫قراراها الصادر بتاريخ ‪ 1990-07-28‬بخصوص قضية السيد ( ت‪ .‬ط) ضد والي والية عنابة‪.23‬‬
‫وهو اإلتجاه الذي أعتد به مجلس الدولة الفرنس ي في حكمه املؤرخ في ‪1929-10-11‬‬
‫الصادر في قضية شركة مالحة جنوب االطلنطي " اذا ترتب على تقصير الشركة املتعاقدة‬
‫ضرر للدولة يكون من طبيعته ترتب حق في التعويض‪ ،‬فإنه يجوز للوزير تحديد التعويض‬
‫الذي تلتزم به الشركة"‪.‬‬
‫وبذلك اعترف القضاء الفرنس ي لإلدارة بحقها في تحديد التعويض التي تستحقه قبل‬
‫املتعاقد املخل بالتزاماته التعاقدية بإرادتها املنفردة دون حاجة إلى اللجوء إلى القضاء‬
‫لالستصدار حكم بذلك‪.24‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف التشريع في تحديد أساس غرامة التأخير‬
‫أوال‪ :‬التشريع الجزائري‬
‫إن التشريع الجزائري اعتمد على األساس التعاقدي كمعيار تستند إليه املصلحة‬
‫املتعاقدة في توقيع الجزاء على املتعامل املتعاقد املقصر بالتزامه التعاقدي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫النص التنظيمي دون األساس غير التعاقدي وهو ما يتضح من خالل املادة ‪ 95‬من املرسوم‬
‫الرئاس ي ‪ 247/15‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام التي جاءت في‬
‫قسم البيانات االلزامية والتي نصت على " يجب أن تشير كل صفقة عمومية إلى التشريع‬
‫والتنظيم املعمول بهما و إلى هذا املرسوم ويجب أن تتضمن على الخصوص البيانات اآلتية‪....‬‬
‫نسب العقوبات املالية وكيفية حسابها‪ ،‬وشروط تطبيقها أو النص على حاالت اإلعفاء منها‪،"..‬‬
‫وكذا املادة ‪ 147‬ف ‪ 2-1‬والتي جاءت تحت عنوان العقوبات املالية حيث ورد فيها " يمكن أن‬
‫ينجر عن عدم تنفيذ االلتزامات التعاقدية من قبل املتعاقد في اآلجال املقررة وتنفيذها غير‬

‫‪212‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫املطابق فرض عقوبات مالية دون اإلخالل بتطبيق العقوبات املنصوص عليها في التشريع‬
‫املعمول به‪.‬‬
‫تحدد األحكام التعاقدية للصفقة نسبة العقوبات املالية وكيفيات فرضها أو اإلعفاء‬
‫منها طبقا لدفتر الشروط املذكور في املادة ‪ 26‬من هذا املرسوم باعتبارها عناصر مكونة‬
‫للصفقات العمومية‪."...‬‬
‫فالغرامة كعقوبة تسلط على املتعامل املتعاقد من جانب اإلدارة املعنية تستمد‬
‫وجودها القانوني والرسمي من املرسوم الرئاس ي أوال اعتبارا أنه النص الخاص املنظم‬
‫للصفقات العمومية‪ ،‬وثانيا من العقد ذاته أو الصفقة اعتبارا أن هذه األخيرة تضمنت بيانا‬
‫الزاميا بعنوان العقوبات املالية واحتوى على تفصيل بصدد ممارسة هذه السلطة وكيفيتها‬
‫وإجراءاتها‪.25‬‬
‫ثانيا‪ :‬التشريع املقارن‬
‫إن التشريع املصري خول املصلحة املتعاقدة األساس التعاقدي كمبرر تعتمد عليه في‬
‫توقيع هذا الجزاء على املتعاقد وذلك في قانون املناقصات واملزايدات رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1998‬من‬
‫خالل املادة ‪ 23‬منه و الئحته التنفيذية من خالل نص املادة ‪ 83‬منها ‪ ،‬فهو يقض ي بتوقيع‬
‫غرامة عن مدة التأخير طبقا لألسس وبالنسبة وفي الحدود التي تبينها الالئحة التنفيذية‪ ،‬مما‬
‫يعني توقيع هذه الغرامة وفقا لالئحة التنفيذية لقانون املناقصات واملزايدات حتى و لو لم‬
‫ينص عليها العقد‪ ،‬إذ أنه طاملا لم يستبعدها األطراف صراحة فإنها تندمج في عقودهم‪،‬‬
‫وبالتالي أعتمد األساس التعاقدي وهو العقد والالئحة التنفيذية وباإلضافة إلى النص‬
‫التنظيمي قانون املناقصات واملزيدات وبهذا املوقف فهو يتشابه مع التشريع الجزائري املبين‬
‫أعاله‪.26‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬حاالت توقيع غرامة التأخير وحاالت اإلعفاء منها‬
‫لقد حدد التشريع الجزائري كغيره من التشريعات املقارنة حاالت محددة على سبيل‬
‫الحصر ال املثال تستند عليها املصلحة املتعاقدة في توقيع جزاء غرامة التأخير على املتعامل‬
‫املتعاقد املقصر بالتزامه التعاقدي‪ ،‬كما حدد حاالت يعفى منها املتعامل املتعاقد من توقيع‬
‫غرامة التأخير عليه رغم إخالله بالتزاماته التعاقدية‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق نقسم هذا املبحث إلى مطلبين األول حاالت توقيع غرامة التأخير‪،‬‬
‫والثاني حاالت اإلعفاء من غرامة التأخير‪.‬‬

‫‪213‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫املطلب األول‪ :‬حاالت توقيع غرامة التأخير‬


‫املشرع الجزائري في املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬في مادته ‪ 147‬ف ‪ 1‬منه حدد حالتين على‬
‫سبيل الحصر ال املثال تلتزم املصلحة املتعاقدة بتواجدها قبل توقيع الجزاء عليه وتتمثل في‬
‫عدم تنفيذ املتعامل املتعاقد اللتزاماته التعاقدية في األجل املتفق عليه وعدم التنفيذ املطابق‬
‫للشروط واملواصفات املتفق عليها مع إضافة التشريعات املقارنة لضابط أن يتضمن العقد‬
‫نص يمنح اإلدارة حق توقيع غرامة التأخير‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عدم تنفيذ االلتزامات محل التعاقد في االجل املتفق عليه‬
‫لقد نصت املادة ‪ 147‬ف ‪ 1‬من املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬على هذه الحالة بقولها "‪...‬‬
‫يمكن أن ينجر عن عدم تنفيذ االلتزامات التعاقدية من قبل املتعاقد في اآلجال املقررة ‪...‬‬
‫فرض عقوبات مالية دون االخالل بتطبيق العقوبات املنصوص عليها في التشريع املعمول بها"‪.‬‬
‫وطبقا لهذه املادة فإن عنصر الزمن يعد عامال مهما واستراتيجيا في تنفيذ الصفقات‬
‫العمومية يتعين احترامه والتقيد به قصد التمكن من الدخول في عالقات تعاقدية أخرى أو‬
‫تنفيذ جزء أو شطر من البرنامج املسطر واالنتقال إلى جزء آخر‪ ،‬لذلك فال يمكن إغفال‬
‫عنصر الزمن أو عدم إيالئه األهمية البالغة التي تليق به واألمر يتعلق بمرفق عام وبخدمات‬
‫عامة وبمصلحة عامة‪.27‬‬
‫واملشرع املصري هو اآلخر نص على هذه الحالة من خالل نص املادة ‪ 23‬من القانون‬
‫رقم‪ 89:‬لسنة ‪ 1998‬بشأن املناقصات واملزايدات القواعد األساسية لغرامة التأخير‪ ،‬حيث‬
‫تضمنت أنه في حالة تأخير املتعاقد في تنفيذ العقد عن امليعاد املحدد له‪ ،‬جاز للسلطة‬
‫املختصة لدواعي املصلحة العامة إعطاء املتعاقد مهلة إضافية إلتمام التنفيذ‪ ،‬على أن توقع‬
‫عليه غرامة عن مدة التأخير وتوقع هذه الغرامة بمجرد التأخير دون حاجة إلى تنبيه أو إنذار‬
‫املتعاقد أو اتخاذ أي إجراء آخر بشأنه‪ ،28‬وهو ما أكدته املحكمة اإلدارية العليا في حكمها‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1993-05-4‬رقم الطعن ‪ 3348‬بقولها" غرامة التأخير في العقود اإلدارية مقررة‬
‫ضمانا لتنفيذ العقود في املواعيد املتفق عليها حرصا على حسن سير املرافق العامة بانتظام‬
‫واطرد‪ ،‬ولذا فإن الغرامات التي ينص عليها في تلك العقود توقعها جهات اإلدارة من تلقاء‬
‫نفسها دون أن تلزم بإثبات هذا الضرر‪ ،‬كما ال يقبل ابتداء من املتعاقد إثبات عدم حصوله‬
‫على اعتبار أن جهة اإلدارة في تحديدها ملواعيد معينة لتنفيذ العقد يفترض فيها أنها قدرت أن‬
‫حاجة املرفق تستوجب التنفيذ في املواعيد دون أي تأخير"‪.29‬‬

‫‪214‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم التنفيذ املطابق للشروط واملواصفات املتفق عليها‬


‫نصت على هذه الحالة املادة ‪ 147‬ف ‪ 1‬من املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬بقولها" يمكن أن‬
‫ينجر عن‪ ...‬وتنفيذها غير املطابق فرض عقوبات مالية دون اإلخالل بتطبيق العقوبات‬
‫املنصوص عليها في التشريع املعمول به"‬
‫ويفترض في هذه الحالة أن املتعاقد مع اإلدارة أخل بالشروط املتفق عليها وكيفية‬
‫التنفيذ‪ ،‬فخرج عن االلتزامات التي تعهد بها‪ ،‬فالوضع طبيعي أيضا في هذه الحالة هو‬
‫خضوعه لجزاء مالي‪.30‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تضمين العقد نصا يعطي االدارة حق توقيع غرامة التأخير‬
‫معنى ذلك أنه يجب أن ينص في العقد اإلداري وعقد األشغال كصورة من صوره على‬
‫حق اإلدارة في فرض الغرامة التأخيرية على املتعامل معها إذا ما تأخر في تنفيذ األعمال املنوطة‬
‫به عن املدة املحددة للتنفيذ باعتبارها اتفاقية‪ ،‬وقد أكدت هذا األمر محكمة القضاء اإلداري‬
‫في مصر في حكمها الصادر في ‪ 1961-06-1‬إذ قررت" بأن شرط تطبيق هذه القاعدة فكرة‬
‫الغرامة التأخيرية أن ينص العقد صراحة على مقدار الجزاء مقدما والذي يلتزم به املتعاقد‬
‫الذي أخل بالتزاماته"‪.31‬‬
‫و هذه الحالة وأن لم ينص عليها املشرع الجزائري صراحة كحالة في املادة ‪ 147‬من‬
‫املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬وباكتفائه بالحالتين املبينتان أعاله وهي عدم تنفيذ االلتزامات‬
‫التعاقدية في األجل املتفق عليه وعد التنفيذ املطابق للشروط واملواصفات املتفق عليها إال أن‬
‫هذه املادة نصت على" أنه يمكن أن ينجر على عدم تنفيذ االلتزامات التعاقدية من قبل‬
‫املتعاقد في اآلجال املقررة أو تنفيذها غير املطابق فرض عقوبات مالية دون االخالل بتطبيق‬
‫العقوبات املنصوص عليها في التشريع املعمول به‪.‬‬
‫تحدد االحكام التعاقدية للصفقة نسبة العقوبات املالية وكيفية فرضها أو اإلعفاء منها‬
‫طبقا لدفتر الشروط املذكورة في املادة ‪ 26‬من هذا املرسوم باعتبارها عناصر مكونة للصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ووفقا لهذا النص يتضح أن املشرع وإن لم يجعل هذه الحالة ضمن الحالتين السالفتي‬
‫الذكر إال أنه جعلها كشرط على املصلحة املتعاقدة تلتزم قبل توقيع غرامة التأخير على‬
‫املتعاقد بأن تنص عليها في دفتر الشروط أو بنود الصفقة‪.‬‬

‫‪215‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حاالت اإلعفاء من غرامة التأخير‬


‫إذا كان األصل العام أن لإلدارة الحق في فرض غرامة التأخير على املتعاقد املقصر الذي‬
‫تأخر في تنفيذ التزاماته حسب املدة املحددة في العقد‪ ،‬فإن هذا األصل ترد عليه استثناءات‬
‫حيث تعفى املصلحة املتعاقدة من توقيع غرامة التأخير على املتعامل املتعاقد في أحوال‬
‫معينة‪ ،‬وهذا اإلعفاء ال يشكل محل خالف فقهي إذا ال اجتهاد مع نص‪ ،‬حيث أن املشرع‬
‫الجزائري نص صراحة على إمكانية اإلعفاء من غرامة التأخير‪ ،32‬ويمكن حصر هذه الحاالت‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خطأ االدارة املتعاقدة‬
‫قد تتسبب اإلدارة بتأخير املتعاقد عن تنفيذ التزامه‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يحق لها فرض‬
‫غرامة التأخير عليه بسبب عدم تنفيذه االلتزام في املوعد املحدد‪ ،‬ولذا عليه مطالبتها بإعفائه‬
‫من هذه الغرامة‪ ،‬شريطة أن يثبت أنها بتصرفاتها قد أدت إلى تأخره في تنفيذ التزاماته‬
‫التعاقدية‪ ،‬أو جعل تنفيذها عسيرا مثل تأخير املتعاقد في تسليم املبنى الذي بناه مع اإلدارة‬
‫بسبب تأخرها في تسليمه األرض التي سيقام عليها في املوعد املحدد له في العقد‪.33‬‬
‫وهذه الحالة نص عليها املشرع الجزائري في املادة ‪ 147‬ف ‪ 4‬من املرسوم الرئاس ي ‪-14‬‬
‫‪ 247‬والتي جاء فيها" يعود قرار باإلعفاء من دفع العقوبات املالية بسبب التأخير إلى مسؤولية‬
‫املصلحة املتعاقدة‪ ،‬ويطبق هذا اإلعفاء عندما ال يكون التأخير قد تسبب فيه املتعامل‬
‫املتعاقد الذي تسلم له في هذه الحالة أوامر بتوقيف األشغال أو باستئنافها"‪.‬‬
‫وعليه النص املبين أعاله اشترط توفر شرطين في حالة إعفاء املتعاقد من توقيع عليه‬
‫غرامة التأخير بفعل اإلدارة وهما أن ال يكون التأخير قد تسبب فيه املتعامل املتعاقد أو يكون‬
‫التأخير تسببت فيه املصلحة املتعاقدة وذلك بإصدارها أوامر للمتعامل املتعاقد بتوقيف‬
‫األشغال أو باستئنافها‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يترتب على إعفاء املتعاقد من غرامة التأخير إصدار شهادة إدارية لذلك‬
‫وهو ما نصت عليه املادة ‪ 90‬من املرسوم الرئاس ي ‪ 236-10‬السابق املتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،34‬واملادة ‪ 147‬ف‪ 6‬من املرسوم الرئاس ي الساري املفعول ‪ ،35 247-15‬وهذا ما يقره‬
‫الفقه فإذا قررت اإلدارة إعفاء املقاول من الغرامة فال تستطيع أن تعدل عن هذا اإلعفاء‪.36‬‬

‫‪216‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫وفي مصر نصت املادة ‪ 23‬من قانون املناقصات واملزايدات رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1998‬على‬
‫إعفاء املتعاقد من الغرامة‪ ،‬بعد أخذ رأي إدارة الفتوى املختصة بمجلس الدولة‪ ،‬إذا ثبت أن‬
‫التأخير ألسباب خارجة عن إرادته‪.‬‬
‫واستنادا لنص ذات املادة يتعين على جهة اإلدارة الرجوع إلى إدارة الفتوى املختصة‬
‫بمجلس الدولة ألخذ الرأي القانوني بشأن مدى مشروعية قرار اإلعفاء‪ ،‬وهو إجراء استحدثه‬
‫املشرع املصري في قانون املناقصات واملزايدات املعمول به حاليا في مصر‪ ،‬وحسنا فعل ذلك‬
‫ملا يمثله هذا اإلجراء من ضمانة مزدوجة لإلدارة واملتعاقد معها‪ ،‬حيث يمثل رأي إدارة الفتوى‬
‫املشار إليها ضمان تطبيق اإلدارة لصحيح حكم القانون وقد قرر مجلس الدولة الفرنس ي أن‬
‫أفعال اإلدارة التي تؤدي إلى إعفاء املتعاقد من غرامة التأخير‪ ،‬تأخرها في تسليم املتعاقد صور‬
‫املخططات والتصاميم الالزمة لبدء تنفيذ العقد‪ ،‬أو أن تتأخر في تسليم موقع العمل‪.37‬‬
‫وهذا الشرط التزام اإلدارة بالرجوع إلى إدارة الفتوى املختصة بمجلس الدولة ألخذ رأيه‬
‫القانوني لم ينص عليه املشرع الجزائري كشرط لتطبيق هذه الحالة كما تم تبيانه أعاله‬
‫وحسنا ما فعل إذ ما الغاية من فرضه ونص صريح إذ حدد أن التأخير يكون بفعل اإلدارة‪.‬‬
‫وهذا االتجاه أكدته املحكمة اإلدارية العليا املصرية في حكمها الصادر بتاريخ ‪-5-17‬‬
‫‪ 1994‬الطعن رقم‪ 2356:‬بقولها" إذا كان سبب التأخير في التسليم لألعمال املراد تنفيذها كان‬
‫بسبب الشركة املتعاقدة لتأخرها في تنفيذ التزامها بتوصيل املياه والكهرباء إلى موقع العمل‬
‫والتي بدونها ال يمكن تسليم األعمال وتنفيذ الشركة اللتزاماتها‪ ،‬فال يمكن لجهة اإلدارة توقيع‬
‫غرامة التأخير على الشركة املنفذة‪ ،‬ألنها إذا فعلت ذلك‪ ،‬تكون قد خالفت القانون وأحكام‬
‫القانون الخاص بالعملية املتعاقد عليها‪ ،‬لذلك من حق الشركة املنفذة استرداد غرامة‬
‫التأخير املوقعة عليها بسبب ذلك من الجهة اإلدارية املطعون ضدها‪.38‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القوة القاهرة‬
‫وتعرف القوة القاهرة في القانون اإلداري كما هو الحال في القانون املدني بأنها حدث‬
‫أجنبي مستقل عن إرادة األطراف غير متوقع وال يمكن رده‪ ،‬ويشترط لتطبيق نظرية القوة‬
‫القاهرة توافر شروط عدة تتمثل في أن يكون الحدث املكون للقوة القاهرة مستقال عن إرادة‬
‫األطراف‪ ،‬أن يكون الحدث املكون للقوة القاهرة غير متوقع وقت إبرام العقد‪ ،‬أن يجعل‬
‫الحدث املكون للقوة القاهرة تنفيذ العقد مستحيال‪.39‬‬

‫‪217‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫وهذه الحالة أوردها املشرع الجزائري في املادة ‪ 147‬ف ‪ 5‬من املرسوم الرئاس ي ‪247-14‬‬
‫والتي جاء فيها" وفي حالة القوة القاهرة‪ ،‬تعلق اآلجال وال يترتب على التأخير فرض العقوبات‬
‫املالية بسبب التأخير‪ ،‬ضمن الحدود املسطرة في أوامر توقيف واستئناف الخدمة التي‬
‫تتخذها نتيجة ذلك املصلحة املتعاقدة"‪.‬‬
‫وهذه الحالة يترتب عليها إعفاء املتعاقد من العقوبات املالية بسبب التأخر وتحرير‬
‫شهادة إدارية وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 147‬ف ‪ 6‬من املرسوم الرئاس ي ‪.40247-15‬‬
‫ويتفق الفقه على أنه إذا طرأ أثناء تنفيذ العقد اإلداري ظروف غير متوقعة تسبب‬
‫عرقلة لحسن تنفيذ العقد فإن للمتعاقد مع اإلدارة أن يطالب بإعفائه من تطبيق غرامة‬
‫التأخير‪ ،‬مما أوجب علينا التمييز بين ما يسمى حادثا طارئا خاضعا لنظرية الحوادث الطارئة‬
‫والقوة القاهرة‪ ،‬فالحادث الطارئ هو حادث استثنائي لم يكن في الوسع توقعه‪ ،‬غير أنه وإن‬
‫جعل من تنفيذ االلتزام أمر عسيرا ومرهقا وهدد املتعامل املتعاقد بخسارة فادحة أو مس‬
‫بالتوازن اإلقتصادي للعقد فإنه يبقى تنفيذ العقد ممكنا و ال يجعل منه أمرا مستحيال‪.‬‬
‫إذ اشترط القانون املدني أن تكون الحوادث استثنائية عامة‪ ،‬لم يكن في الوسع توقعها‪،‬‬
‫وأن يترتب على حدوثها أن تنفيذ االلتزام التعاقدي‪ ،‬وإن لم يصبح مستحيال‪ ،‬صار مرهقا‬
‫للمدين‪ ،‬بحيث يهدده بخسارة فادحة ففي هذه الحالة أجاز النص للقاض ي تبعا للظروف‬
‫وبعد مراعاة مصلحة الطرفين‪ ،‬أن يرد اإللتزام املرهق إلى الحد املعقول ويقع باطال كل اتفاق‬
‫على خالف ذلك‪.41‬‬
‫أما حالة القوة القاهرة فيجب أن تتوفر فيها ثالث شروط السالفة الذكر وهي استحالة‬
‫الدفع‪ ،‬وعدم إمكان التوقع‪ ،‬وأن يكون الحادث خارجا عن إرادة املعتد به‪ ،‬وهي نفس‬
‫الشروط التي تميز الحادث الفجائي‪ ،‬إال أن استحالة دفع القوة القاهرة مطلقة‪ ،‬أما استحالة‬
‫دفع الحادث الفجائي استحالة نسبية‪.42‬‬
‫وفي فرنسا دخلت فكرة القوة القاهرة في القضاء اإلداري عام ‪ 1932‬والتي تسمح‬
‫للمتعاقد بالخروج من العقد الذي أصبح غير عادل بصفة ظاهرة أثناء تنفيذه فهي ظروف‬
‫غير متوقعة تؤدي إلى قلب العقد بصفة نهائية بحيث لم يعد للمتعامل سبيل ملوازنة نفقاته‬
‫من املوارد التي تسمح له بتنفيذ العقد‪.43‬‬

‫‪218‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫وفي التشريع املصري تم النص على هذه الحالة في املادة ‪ 23‬من القانون رقم‪ 89:‬لسنة‬
‫‪ 1998‬السالفة الذكر عند تطرقنا لحالة فعل اإلدارة وفيها اشترط إعفاء املتعاقد من غرامة‬
‫التأخير بعد أخذ رأي إدارة الفتوى في مجلس الدولة املصري‪.‬‬
‫وهذا االتجاه أيدته املحكمة اإلدارية العليا املصرية في حكمها ‪ 2006-03-28‬الطعن رقم‬
‫رقم‪ 9686:‬بقولها" غلق الطرق املؤدية للموقع وكذا ارتباك العمل بعد الهزة االرضية التي‬
‫اصابت البالد في ‪ 1992-10-12‬وخلو منصب مدير االدارة الهندسية هذه املدد تعتبر خارجة‬
‫عن إرادة املتعاقد وال يسأل عنها وال يجوز تحصيل غرامة التأخير عنها"‪.44‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلعفاء اإلداري‬
‫استقر الفقه والقضاء على أنه وإن كان لإلدارة أن توقع الغرامات املالية املنصوص‬
‫عليها في العقد من تلقاء نفسها‪ ،‬وذلك دون أن تلتزم بإثبات حصول الضرر كأصل عام‪ ،‬إال أنه‬
‫من املسلم به كذلك أن اقتضاء الغرامات منوط بتقدير املصلحة املتعاقدة‪ ،‬باعتبارها‬
‫القوامة على حسن سير املرافقة العامة والقائمة تبعا لذلك على تنفيذ شروط العقد‪ ،‬ولذا‬
‫فلها صالحية إعفاء املتعاقد معها من الغرامات املالية املنصوص عليها في العقد كلها أو بعضها‬
‫إذا هي قدرت لذلك محال‪.45‬‬
‫وفي هذا املجال في فرنسا قد قرر مجلس الدولة الفرنس ي‪ ،‬أن من حق اإلدارة أن‬
‫تتغاض ى عن الغرامات‪ ،‬فتوقع غرامة أقل من الغرامة املنصوص عليها‪ ،‬أو تتنازل عن الغرامة‬
‫كليا‪ ،‬لكن بشرط أن تكشف عن إرادتها صراحة‪ ،46‬ولم يساير الفقه هذا اإلتجاه إذ يرى‬
‫الفقيه بوسك )‪ (Bosque‬أنه متى نشأ دين لصالح الدولة فإن يكون من حق البرملان وحده أن‬
‫يعفي املدين من هذا الدين دون مقابل‪ ،47‬وأكد على ذلك الفقيه جيز)‪ (jeze‬إذ يرى أنه من‬
‫الخطأ أن تتنازل اإلدارة دون مسوغ قانوني عن الغرامات املستحقة‪ ،48‬ألن ذلك يعتبر تنازال‬
‫عن دين محقق الوجود ومستحق للدولة‪.49‬‬
‫وفي مصر استنادا إلى نص املادة ‪ 23‬من القانون رقم‪ 89:‬لسنة ‪ 1998‬السالفة الذكر في‬
‫حالتي القوة القاهرة وفعل اإلدارة فإنه لإلدارة إعفاء املتعاقد من الغرامة إذا لم ينتج عن‬
‫التأخير ضرر‪ ،‬ولكن يتعين على اإلدارة الرجوع إلى إدارة الفتوى املختصة بمجلس الدولة ألخذ‬
‫الرأي القانوني بشأن مدى مشروعية قرار اإلعفاء‪.50‬‬
‫واإلعفاء ال يكون صريحا في كل الحاالت‪ ،‬بل يمكن أن يكون ضمنيا‪ ،‬وهو ما أكدته‬
‫املحكمة اإلدارية العليا في حكمها الصادر بتاريخ ‪ 1993-05-04‬الطعن رقم‪ 3348:‬بقولها" أن‬

‫‪219‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫اقتضاء الغرامات منوط بتقدير الجهة اإلدارية املتعاقدة‪ ،‬باعتبارها القوامة على حسن سير‬
‫املرافق العامة والقائمة تبعا لذلك على تنفيذ شروط العقد‪ ،‬ومن ثم فلها تقدر الظروف التي‬
‫يتم فيها تنفيذ العقد وظروف املتعاقد فتعفيه من تطبيق الجزاءات املنصوص عليها في العقد‬
‫كلها أو بعضها فتعفيه من تطبيق الجزاءات املنصوص عليها في العقد كلها أو بعضها بما في‬
‫ذلك غرامة التأخير‪ ،‬إذا هي قدرت أن لذلك محال‪ ،‬كما لو قدرت أنه لم يلحق املصلحة العامة‬
‫أي ضرر من جراء التأخير‪ ،‬أو غير ذلك من الظروف‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدارة إذا أقرت صراحة أو‬
‫ضمنا أنها ال تحرص على تنفيذ العقد في هذه املواعيد كان غير الزم‪ ،‬فيعتبر ذلك بمثابة إعفاء‬
‫ضمني للمتعاقد من تنفيذ الغرامة عليه‪ ،‬مما ال يكون معه محل لتوقيع غرامة عليه"‪.51‬‬
‫وفي الجزائر بالرجوع إلى املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات املرفق العام في مادته ‪ 147‬السالفة الذكر في شرحنا لحالتي القوة القاهرة وفعل‬
‫اإلدارة كسببين إلعفاء املتعاقد من توقيع الغرامة التأخيرية عليه نجده نص على هاتين‬
‫الحالتين دون غيرها‪ ،‬وبالتالي فإن املشرع الجزائري حسب ذات املادة لم يمنح للمصلحة‬
‫املتعاقدة السلطة التقديرية في إعفاء املتعاقد من توقيع الغرامة عليه كليا أو جزئيا‬
‫املنصوص عليه في العقد او دفتر الشروط إذ هي قدرت لذلك محال وعليه فإن هذ الحالة لم‬
‫ينص عليها‪ ،‬وإذا طبقت املصلحة املتعاقدة هذه الحالة وأعفت املتعاقد من الغرامة التأخيرية‬
‫كليا أو جزئيا نكون أمام قرار إعفاء غير مشروع يشوبه عيب مخالفة القانون‪.‬‬
‫كما أنه ال يجوز كذلك للقضاء اإلداري أن يطبق هذه الحالة ويجعل من قرار اإلعفاء‬
‫مشروع ألنه ال اجتهاد مع نص مادام نص املادة واضح حدد على سبيل الحصر حالتي القوة‬
‫القاهرة وفعل اإلدارة كمبررين إلعفاء املتعاقد من الغرامة دون غيرهما‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬فعل الغير‬
‫يعفى املتعاقد من الغرامة التأخيرية إذا كان التأخير حصل بفعل الغير كما لو كان‬
‫تنفيذ العقد مناطا بعدة متعاقدين وكان تأخر أحدهم في تنفيذ التزامه في الوقت املقرر يعود‬
‫إلى عدم قيام املتعاقد بإنجاز العمل املنوط به أو لتأخره بتنفيذه وكان عمل املتعاقد األول‬
‫يعتمد على إكمال عمل املتعاقد الثاني‪.52‬‬
‫مما تقدم يمكننا القول أن املتعاقد مع اإلدارة ال يسأل عن التأخير في تنفيذ إلتزاماته‬
‫إذا كان التأخير راجعا إلى فعل الغير وبالتالي يعفى من الغرامة التأخيرية‪.‬‬

‫‪220‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫هذه الحالة لم ينص عليها كذلك املشرع الجزائري حسب املادة ‪ 147‬من املرسوم‬
‫الرئاس ي ‪ ،247-15‬ويرى الباحث من األفضل عليه تدارك ذلك بالنص على هذه الحالة في‬
‫النص القانوني الذي سيعدل املرسوم الرئاس ي املبين عاله املتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫وتفويضات املرفق العام وذلك حماية للمتعامل املتعاقد وتحقيق مبدأ املساواة بين‬
‫املتعاقدين حتى ال نحمله ما لم يتسبب فيه إذ ليس من املنطق فرض غرامة تأخيرية على‬
‫املتعامل املتعاقد وسبب التأخير في تنفيذ الصفقة في أجلها املتفق عليه في العقد ودفتر‬
‫الشروط ليس هو املتسبب فيه وإنما الغير‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬التمديد اإلداري لتنفيذ العقد‬
‫قد يتعرض املتعاقد مع اإلدارة أثناء تنفيذ العقد اإلداري إلى جملة من الصعوبات‬
‫والعراقيل التي تؤدي إلى صعوبة للتنفيذ الجيد‪ ،‬وهذه الصعوبات ال ترقى إلى مرتبة القوة‬
‫القاهرة أو الظروف الطارئة‪ ،‬وينتج عن ذلك أثر في غاية األهمية وهو صعوبة التعاقد في‬
‫التنفيذ في اآلجال واملواعيد املحددة واملتفق عليها للتنفيذ‪ ،‬ففي هذه الحالة فإنه يمكن لإلدارة‬
‫املتعاقدة اللجوء إلى أسلوب التمديد والذي يقصد به إعطاء مهلة أو مدة أو مواعيد جديدة‬
‫للتنفيذ‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة فإن املتعاقد مع اإلدارة تعطى له مهلة جديدة للتنفيذ من خالل طلب‬
‫يقدم لإلدارة رسميا وتوافق عليه دون تحفظ من جانبها‪.53‬‬
‫حتى يستفيد املتعاقد من مهلة جديدة للتنفيذ يجب عليه أن يبذل قصرى جهده من‬
‫أ جل الحرص الشديد والتام على عملية التنفيذ بالرغم من وجود تلك العراقيل والصعوبات‪،‬‬
‫فإن ذلك يكون مبررا إلعفائه من تطبيق غرامة التأخير‪.‬‬
‫كما أن عملية التمديد تدخل ضمن صالحيات وسلطات اإلدارة املتعاقدة‪ ،‬ويكون‬
‫التمديد إما بصورة واضحة أو ضمنية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التمديد بصورة صريحة‬
‫يكون في حالة إفصاح اإلدارة املتعاقدة صراحة دون تحفظ وبشكل رسمي في منح‬
‫املتعاقد مهلة إضافية للتنفيذ وذلك بعد طلب يقدم من قبله وتوافق عليه اإلدارة بشكل‬
‫رسمي‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫ثانيا‪ :‬التمديد بصورة ضمنية‬


‫يكون ذلك في حالة انتهاء أجال التنفيذ ولكن اإلدارة التزمت الصمت ولم تتخذ أي‬
‫إجراء أو جزاء ضد املتعاقد املتراخي او املقصر‪.‬‬
‫كما سبق ذكره فإنه في حالة التمديد اإلداري ملدة التنفيذ فإن األثر املترتب على ذلك‬
‫هو عدم اتخاذ جزاءات مالية كغرامة التأخيرية‪.‬‬
‫وهذه الحالة الخاصة باإلعفاء لم ينص عليها املشرع الجزائري في املرسوم الرئاس ي‬
‫‪ 247/15‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام وال في دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة املطبقة على صفقات االشغال املتعلقة بوزارة تجديد البناء واألشغال‬
‫العمومية والنقل‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫خلصنا في هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات نوجز ذكرها على النحو التالي‪:‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬إن لغرامة التأخير طبيعة مختلطة‪ ،‬فهي جزاء مالي توقعه اإلدارة على املتعامل املتعاقد معها‬
‫إلخالله بمدد التنفيذ‪ ،‬له طابع تعويض ي وطابع تهديدي ويستهدف حسن سير العمل في‬
‫املرافق العامة‪.‬‬
‫‪-‬ال تستطيع املصلحة املتعاقدة توقيع غرامة التأخير على املتعامل املتعاقد معها املقصر‬
‫بالتزامه إذا لم يتضمن العقد أو القانون نصا يخولها ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إن األساس القانوني لتوقيع غرامة التأخير يختلف بحسب مقتض ى الحال فهو تعاقدي إذا‬
‫كان منصوصا على الغرامة في العقد‪ ،‬وإال فهو غير تعاقدي يتمثل في امتيازات السلطة العامة‬
‫التي تجد مبررها في ضمان سير املرفق العام النتظام واطراد‪.‬‬
‫‪ -‬إن فرض غرامة التأخير بصفة تلقائية ما هو إال نتيجة ارتباط العقود اإلدارية باملرفق العام‪.‬‬
‫‪ -‬القاعدة العامة هي إعذار املتعامل املتعاقد مسبقا قبل توقيع غرامة التأخير بحقه‪.‬‬
‫‪ -‬إن القواعد املنظمة لإلعفاء من غرامة التأخير مستمدة من طبيعة العقد التي تمكن اإلدارة‬
‫كسلطة عامة من العمل على تنفيذ عقودها اإلدارية‪ ،‬وفي الوقت نفسه إعمال مبدأ التوازن‬
‫املالي للعقد‪ ،‬وذلك بهدف حسن سير املرفق العام بانتظام واطراد‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫‪-‬إلزام املصلحة املتعاقدة بتسبيب قرارها املتضمن غرامة التأخير‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫‪-‬سد الثغرات املوجودة في املرسوم الرئاس ي ‪ 247-15‬خاصة منها غرامة الجزاءات املالية بما‬
‫فيها غرامة التأخير والتي ذكرت في نص مادة وحيدة كان يتطلب جهدا كبيرا الستخالصها‬
‫وقراءتها قراءة قانونية معمقة‪.‬‬
‫‪ -‬التزام املصلحة املتعاقدة عند طرح العقود اإلدارية أن تحدد بدقة مدة تنفيذ العقد وميعاد‬
‫بدء التنفيذ والتسوية ألنه في حالة اإلخالل باملدة املتفق عليها وعدم التسليم في امليعاد املحدد‬
‫تطبق غرامة التأخير‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تعديل دفتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة‬
‫تجديد البناء واألشغال العمومية والنقل الصادر بموجب القرار املؤرخ في ‪، 1964/11/21‬‬
‫والذي لم تعد مواده مسايرة لقوانين الصفقات العمومية التي تلت عملية إصداره واملعمول‬
‫بها حاليا‪.‬‬
‫‪ -‬من األفضل على املشرع الجزائري أن يتدارك إغفال عدم إدراجه حاالت فعل الغير‪،‬‬
‫والتمديد اإلداري واإلعفاء اإلداري ضمن املادة املخصصة لحاالت اإلعفاء من غرامة التأخير‬
‫ويضيفها في النص القانوني الذي سيعدل املرسوم الرئاس ي ‪.247-15‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬احمد مختار عبد الحميد عمر‪ ،‬عالم الكتب مصر‪ ،2008 ،‬د ص‪.‬‬
‫‪ - 2‬العتوم‪ ،‬منصور ابراهيم‪ ،‬النظام القانوني لغرامة التأخير في العقود االدارية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪،‬‬
‫العدد ‪ ،53‬السنة ‪ ،27‬كلية القانون‪ ،‬جامعة االمارات العربية املتحدة‪ ،2013،‬ص ‪.389-346‬‬
‫‪ 3‬مدحت أحمد يوسف غنايم‪ ،‬النظام القانوني لغرامة التأخير في العقود االدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬املركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪،2014،‬ص ‪.26-25‬‬
‫‪ 4‬طارق محمد عبد الرحمن سلطان‪ ،‬سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات على املتعاقدين معها في العقود اإلدارية وضوابطها‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬الطبعة ‪ ،2010‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،2010،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 5‬خليل صالح السامرائي‪ ،‬عقد االشغال العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ماجيستر في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة منصورة‪،‬‬
‫االسكندرية ‪ ،‬الطبعة ‪ ،2017‬ص‪.178‬‬
‫‪ 6‬مدحت أحمد يوسف غنايم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 7‬طارق محمد عبد الرحمن سلطان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 8‬عزيزة الشريف‪ ،‬دراسات في نظرية العقد االداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪،1981،‬ص‪.160‬‬
‫‪ 9‬جابر جاد نصار‪ ،‬العقود االدارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2000،‬ص‪240‬‬
‫‪ - 10‬ادعين‪ ،‬عبد الرحمن عباس‪ ،‬الغرامة التأخيرية في العقود االدارية‪ ،‬مجلة جامعة بابل العلوم السياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،22‬العدد‪،3‬‬
‫لبنانن‪ ،2014‬ص‪.559‬‬
‫‪ - 11‬طارق محمد عبد الرحمن سلطان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،162‬عبد هللا نواف العنزي‪ ،‬النظام القانوني للجزاءات االدارية في العقود‬
‫االدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬االسكندرية‪ ، 2010،‬ص‪.44‬‬

‫‪223‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫‪ 12‬هيثم حليم غازي‪ ،‬سلطات اإلدارة في العقود اإلدارية‪ ،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،2014 ،‬‬
‫ص‪ ،112‬القاض ي وليد سعود فارس ‪ ،‬الجزاءات في مجال العقود االدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة من اجل نيل شهادة ماجيستر ‪،‬‬
‫كلية الحقوق الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة أل البيت‪ ،‬األردن‪ ،2000،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 13‬ينظر املادتين‪ 147-95 :‬من املرسوم الرئاس ي ‪ ،247-15‬املتضمن الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪. 50‬‬
‫‪ 14‬ينظر هيثم حليم غازي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪ 15‬عبد هللا نواف العنزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.46-45‬‬
‫‪ 16‬سليمان محمد الطماوي ‪،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ، 1991 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 17‬ادعين‪ ،‬عبد الرحمن عباس‪ ،‬الغرامة التأخيرية في العقود االدارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.559‬‬
‫‪ 18‬البنان‪ ،‬حسن محمد علي حسن‪ ،‬الجزاءات املالية في العقد االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬العدد ‪ ، 54‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،2012،‬ص‪.442‬‬
‫‪ 19‬محمد حسن مرعى الجبوري‪ ،‬سلطة اإلدارة في فرض الجزاءات الجنائية واملالية في العقود اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 20‬عبد املجيد فياض‪ ،‬نظرية الجزاءات في العقد اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1975 ،‬ص‬
‫‪.25-20‬‬
‫‪ 21‬ينظر بن صغير مليكة أسماء‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ 22‬ينظر مدحت أحمد يوسف غنايم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70-67-62-61-60‬‬
‫‪ 23‬ينظر رابحي احسن‪ ،‬االعمال القانونية واإلدارية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ، 2013 ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ 24‬عبد املجيد فياض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ 25‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪ ،247-15‬القسم الثاني‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬جسور‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ، 2017 ،‬ص ‪.22-21‬‬
‫‪ 26‬ينظر مدحت أحمد يوسف غنايم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ 27‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪ ،247-15‬القسم الثاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 28‬هيثم حليم غازي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،116‬ذنون سليمان يونس العبادي‪ ،‬مظاهر السلطة العامة في إنهاء العقد اإلداري‪ ،‬دار‬
‫الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ، 2015،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 29‬ينظر هيثم حليم غازي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ 30‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪ ،247-15‬القسم الثاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 31‬ينظر محمد حسن مرعى الجبوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ 32‬عماد مجدي عبد املالك‪ ،‬العقود اإلدارية وأحكامها‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‪.144-143‬‬
‫‪ 33‬عبد هللا نواف العنزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ 34‬ينظر املادة ‪ 90‬من املرسوم الرئاس ي ‪ ، 236-10‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ 35‬ينظر املادة‪ 147:‬ف‪ 6‬من املرسوم الرئاس ي ‪ ،247-15‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪ 36‬هارون عبد العزيز الجمل‪ ،‬النظام القانوني للجزاءات في عقد األشغال العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عين‬
‫الشمس‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،1979 ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ 37‬ينظر نصري منصور نابلس ي‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة زين الحقوقية واألدبية‪ ،2010 ،‬ص ‪-205‬‬
‫‪.206‬‬
‫‪ 38‬ينظر خليل صالح السامرائي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.187‬‬

‫‪224‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫غرامة التأخير في الصفقة العمومية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬ ‫ط‪.‬د برادعية موس ى‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪225‬‬ ‫د‪ .‬هواري ليلى‬

‫‪ 39‬نصر الدين محمد بشير‪ ،‬غرامة التأخير في العقد االداري وأثرها في تسيير املرفق العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ 40‬ينظر املادة‪ 147:‬ف‪ 6‬من املرسوم الرئاس ي ‪ ، 247-15‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪ 41‬ينظر املادة ‪ 107‬الفقرة ‪ 3‬من القانون رقم‪ 05/07:‬الصادر في ‪ 2007/05/13‬املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم لألمر‬
‫رقم‪ 58/75:‬املؤرخ في ‪ ،1975/09/26‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 31‬املؤرخة في ‪.2007/05/13‬‬
‫‪ 42‬خرش ي نوي‪ ،‬تسيير املشاريع في إطار تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ 43‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪ 4‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 44‬ينظر خليل صالح السامرائي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 45‬عبد هللا نواف العنزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ 46‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.208‬‬
‫‪ 47‬عبد املجيد فياض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ 48‬خالد محمد مصطفى املولى‪ ،‬الجزاءات املالية في العقد االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة بحوث مستقبلية‪ ،‬كلية الحدباء الجامعة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2007 ،18‬ص ‪.169‬‬
‫‪ 49‬عبد املجيد فياض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.178‬‬
‫‪ 50‬ينظر نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.210-209‬‬
‫‪ 51‬ينظر عبد هللا نواف العنزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ 52‬البنان‪ ،‬حسن محمد علي حسن‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.431‬‬
‫‪ 53‬علي خطار شنطاوي‪ ،‬صالحية اإلدارة في فرض غرامة التأخير بحق املتعاقد معها‪ ،‬مجلة الحقوق الكويتية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة‬
‫الكويت‪ ،2000،‬ص ‪.106‬‬

‫‪225‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬أكتوبر ‪2022‬‬

You might also like