Professional Documents
Culture Documents
غرامة التأخير في الصفقة العمومية دراسة مقارنة
غرامة التأخير في الصفقة العمومية دراسة مقارنة
د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
ملخص :
يعتبر جزاء غرامة التأخير على املتعامل املتعاقد في الصفقة العمومية من أبرز
الجزاءات املالية التي يمتاز بها هذا العقد ،وتستعمله املصلحة املتعاقدة في حالة إخالل
املتعامل املتعاقد بالتزامه التعاقدي بتأخره في تنفيذ إلتزامه في امليعاد املتفق عليه من
أجل إرغامه على تنفيذ التزاماته التعاقدية على أكمل وجه وذلك باستناد املصلحة
املتعاقدة في توقيع هذا الجزاء إلى العقد أو نص قانوني يخولها ذلك ،ودون حاجة إلى
إستصدار حكم قضائي يسمح لها بذلك ،ودون إعذار املتعامل املتعاقد ،وهذا بغرض
املحافظة على سير املرفق العام محل تنفيذ هذا العقد بانتظام وإطراد ،وحماية املال
العام وتحقيق املصلحة العامة ،غير أن هذا ال يمنعها من إعفاء توقيع غرامة التأخير
عليه في الحاالت التي يحددها القانون.
الكلمات املفتاحية :الجزاء املالي؛ غرامة التأخير؛ اإلعفاء اإلداري؛ املتعامل املتعاقد.
202 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
-دراسة مقارنة- غرامة التأخير في الصفقة العمومية د برادعية موس ى.ط
225 ص- 202 ص هواري ليلى.د
Abstract:
In the public transaction, the late fee penalty sanction imposed to the contracting
operator is one of the most prominent financial sanctions which characterize this
contract.
The contracting service uses this sanction - when the contracting operator does
not respect his contractual commitment, and is late in carrying out his
commitment in the agreed date - in order to force him to fully implement his
contractual obligations .The contracting service is referring at this regard to the
legal contract or text which allow this sanction, without need to obtain a court
ruling that allows it to do so, and this is after sending a formal notice to the
contracting operator, in order to: Maintain the perfect and regular functioning of
the public facility subject of implementation of this contract.
Protecting public money and achieving the public interest.
- However, the contracting operator can be exempted from the late fee penalty in
the cases specified by law.
Keywords: Financial sanction ; late fee penalty ; Administrative Exemption;
contracting operator.
:مقدمة
تتمتع املصلحة املتعاقدة بإيقاع جزاءات إدارية على املتعامل املتعاقد في الصفقة
ويستوي في ذلك أن يكون قد،العمومية إذا قصر في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية أو بعضها
وهذه الجزاءات اإلدارية التي توقعها،أمتنع عن تنفيذ التزاماته بالكامل أو تأخر في تنفيذها
أو جزاءات، واملتمثلة في الجزاءات الضاغطة والفاسخة،عليه إما تكون جزاءات غير مالية
.مالية واملتمثلة في مصادرة التأمين والتعويض وغرامة التأخير
تعتبر،وغرامة التأخير في العقود اإلدارية بصفة عامة وفي الصفقات العمومية بصفة خاصة
من بين الجزاءات التي تفرضها املصلحة املتعاقدة على املتعامل املتعاقد معها الذي أخل
فتستحق بمجرد إنقضاء الفترة املحددة إلتمام،بتنفيذ إلتزاماته وفق ما أتفق عليه في العقد
وحتى ال تتعسف،العمل دون حاجة إلى تنبيه ودون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء لتوقيعها
203 2022 أكتوبر- 07 املجلد- مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
اإلدارة في استعمال هذا الحق وجب عليها تطبيق ذلك في حدود املشروعية اإلدارية وتوافر
ضوابط توقيعها ،واملشرع الجزائري كغيرة من التشريعات املقارنة كالتشريع املصري والفرنس ي
نص على هذا النوع من الجزاءات املالية في املرسوم الرئاس ي 247-15املتعلق بتنظيم
الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،ومنه نطرح اإلشكالية التالية :ما حدود سلطة
املصلحة املتعاقدة في توقيع غرامة التأخير في الصفقة العمومية في التشريع الجزائري
والتشريع املقارن ؟
ملعالجة هذه اإلشكالية إرتأينا تقسيم دراستنا إلى مبحثين نتطرق في األول إلى مفهوم
غرامة التأخير والثاني ضوابط غرامة التأخير معتمدين في دراستنا على املنهج الوصفي من
خالل إبراز املفاهيم ،والتحليلي املقارن من خالل املقارنة بين التشريع الجزائري والتشريع
املقارن.
املبحث األول :سلطة املصلحة املتعاقدة في تطبيق غرامة التأخير
تعتبر غرامة التأخير من الجزاءات املالية التي يجوز للمصلحة املتعاقدة توقيعها على
املتعامل املتعاقد إذا أخل بأحد التزاماته التعاقدية إما بعدم تنفيذ التزاماته التعاقدية وفق
ما تم االتفاق عليه في دفتر الشروط أو أخل في تنفيذ التزاماته في امليعاد املتفق عليه ،وهذا
الجزاء توقعه املصلحة املتعاقد عليه دون حاجة إلى حكم قضائي بشأن ذلك.
وبناء على ما سبق سنقسم هذا املبحث إلى مطلبين األول نخصصه ملفهوم غرامة
التأخير والثاني أساس غرامة التأخير.
املطلب األول :مفهوم غرامة التأخير
إن غرامة التأخير هي امتياز وحق للمصلحة املتعاقدة في الصفقة العمومية إذا لم
يوف املتعاقد بالتزاماته من أجل حثه وإلزامه على تنفيذ العقد ضمن اآلجال والشروط
املحددة مسبقا وبالتالي ال تنهي الرابطة العقدية ،وعليه ينبغي التطرق إلى تعريفها في الفرع
األول وخصائصها في الفرع الثاني.
الفرع األول :تعريف غرامة التأخير
يقتض ي تحديد تعريف غرامة التأخير التطرق إلى تعريفها لغويا وإصطالحا من ناحية ثم
تعريفها تشريعيا من ناحية أخرى.
أوال :تعريفها لغويا وإصطالحا
204 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
-1الغرامة في اللغة :الخسارة ،في املال :ما يلزم أداؤه تأديبا أو تعويضا ،يقال حكم
القاض ي على فالن بالغرامة -دفع غرامة مالية /غرامة إجرائية /غرامة تحكمية /غرامة
جنائية/غرامة مدنية/غرامة إجمالية /غرامة رهن.
أما التأخير يقال :تأخر الش يء أي جعله بعد موضعه ،وفي الوقت بعد انقضائه.1
-2الغرامة في اإلصطالح :فقد أنقسم الفقهاء حول تعريف غرامة التاخير إلى ثالث إتجاهات،
األول يقول :بأنها عبارة عن تعويض جزافي ،والثاني يقول :بأنها جزاء مالي ،أما الثالث يرى بأنها
من طبيعة مختلطة ولكنها في جميع األحوال توقع في حق املتعاقد من طرف اإلدارة نتيجة
تراخية في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية2
205 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
وفي هذا االتجاه عرفها الدكتور عبد العزيز منعم خليفة بأنها" جزاء تملك اإلدارة حق
توقيعه على املتعاقد معها املتأخر في الوفاء بالتزامه التعاقدي في امليعاد املنصوص عليه
بالعقد وتستحق بمجرد هذا التأخير حتى ولو لم ينجم عنه ضرر أصاب اإلدارة املتعاقدة".
ونجد هذا التعريف أنه وفق فيه كون أن تضمن معظم خصائص غرامة التأخير وهي
أنها جزاء توقعه اإلدارة على املتعامل املتعاقد إذا تأخر هذا األخير في تنفيذ إلتزامه في امليعاد
املحدد ودون الحاجة في إثباب الضرر من عدمه.
وقد عرفها كل من دويزو ديبر وبوالك بأنها" تعويض جزافي محدد في العقد و ال مصدر
لها سوى نصوص العقد ذاته و ال يشترط لتطبيقها إثبات الضرر".
ونجد أن هذا التعريف جاء قاصرا كون أنه فيه أغفل أهم خاصية تقوم عليها غرامة
التأخير وهي إخالل املتعامل املتعاقد في تنفيذ إلتزامه في امليعاد املحدد.
وقد عرفها بيكينو بأنها" تعويض جزافي منصوص عليه في العقد توقعه اإلدارة على
املتعاقد الذي تراخى في تنفيذ إلتزاماته التعاقدية".4
وهذا التعريف جاء قاصرا كونه أغفل أهم خاصية تقوم عليه غرامة التأخير وهي عدم
إشتراط الضرر لتوقيع غرامة التأخير.
وعرفها الدكتور خليل صالح السامرائي" بأنها جزاء يتضمن معنى العقوبة توقعه
اإلدارة على مقاول األشغال العامة بسبب تأخره في تنفيذ األشغال في الوقت املقرر".5
وهذا التعريف جاء قاصر كوه لم يشر لعدم ضرورة توفر الضرر من عدمه وكذا عدم
النص على أن يتم اإلتفاق على هذا مبلغ التعويض مسبقا في العقد أو دفتر الشروط .
وما يالحظ على هذا التعاريف وإن تباينت فيما بينهما بخصوص إغفالها لبعض
خصائص غرامة التأخير بناءا على النقد املبين لكل تعريف على حدى إال أنها أتفقت على أن
غرامة التأخير هي عبارة عن تعويض أو جزاء توقعه اإلدارة على املتعامل املتعاقد إذا تأخر في
تنفيذ إلتزامه.
اإلتجاه الثاني :غرامة التأخيرجزاء مالي
ذهب جانب من الفقه في تعريفه لغرامة التأخير إلى أنها عبارة عن مبالغ إجمالية تقدرها
اإلدارة مقدما وتنص على توقيعها متى أخل املتعاقد بالتزام معين ال سيما فيما يتعلق بالتأخير
في التنفيذ.6
206 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
في هذا اإلتجاه عرفها الدكتور سليمان الطماوي بأنها مبالغ إجمالية تقدرها اإلدارة
مقدما ،وتنص على توقيعها متى أخل املتعاقد بالتزام معين ،ال سيما فيما يتعلق بالتأخير في
التنفيذ ،وهذه الجزاءات ال يكاد يخلو منها عقد إداري.
وقد عرفها الدكتورين محمد رفعت عبد الوهاب وماجد الحلو بأنها مبلغ من املال محدد
سابقا ويفرض على املتعاقد أداؤه إذا لم يقم بتنفيذ التزاماته خالل املواعيد املتفق عليها في
العقد.
وقد عرفها الدكتور ابراهيم محمد علي بأنها مبلغ من املال يحدد في العقد املبرم بين
اإلدارة واملتعاقد ويفرض على املتعاقد أداؤه إذا لم يقم بتنفيذ التزاماته خالل املواعيد املتفق
عليها في العقد ال سيما فيما يتعلق بالتأخير في التنفيذ.
وقد عرفها الدكتور عادل عبد الرحمن بأنها عبارة عن مبالغ مالية محددة سلفا في
العقد أو في دفتر الشروط امللحق به يتحملها املتعاقد مع اإلدارة في حالة تأخره عن التنفيذ
دون حاجة إلثبات وقوع ضرر فعلي لإلدارة أو استصدار حكم قضائي بالغرامة ،فالضرر في
هذه الحالة يفترض افتراضا غير قابل إلثبات العكس.
وقد عرفها كل من الدكتورين محمد عبد اللطيف وجورجي شفيق ساري بأنها عبارة عن
مبلغ مالي إجمالي يتم تحديده مقدما في العقد و توقعه الجهة املتعاقدة بنفسها دون حاجة إلى
اللجوء إلى القضاء متى تأخر املتعاقد في تنفيذ التزامه في املواعيد املتفق عليها في العقد.7
وقد عرفتها الدكتورة عزيزة الشريف "بانها مبالغ إجمالية تقدرها اإلدارة مقدما وتنص
على توقيعها متى أخل املتعاقد بالتزام معين وخاصة التزامه باحترام مدة التنفيذ".8
وقد عرفها الدكتور جابر جاد نصار "بأنها مبلغ مالي تقدره اإلدارة وينص عليه في العقد
تستحقه عند إخالل املتعاقد باتفاقه".9
ويتضح من اإلتجاهين الفقهيين السابقين أن أصحابهما ال ينكرون كون غرامة التأخير
تتمثل بمبلغ من املال تفرضه اإلدارة على املتعاقد املخل بشروط العقد بصورة عامة وعدم
احترام مدة العقد بصورة خاصة ،ولكنهم اختلفوا في تحديد طبيعة غرامات التأخير ،
فأصحاب اإلتجاه األول يرون بأن لها طبيعة مزدوجة تشمل على الصفتين الجزائية
والتعويضية في آن واحد ،بينما أصحاب االتجاه الثاني يرون بأن لها طبيعة جزائية فقط.
207 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
ونرجع جميع هذه التعاريف الواردة بشان غرامة التأخير ألنها وإن تباينت كما رأينا
سالفا إال أنها أجمعت على وضع تعاريف يجمع معظم عناصر غرامة التأخير والتي سنوضحها
في الفرع الثاني.
الفرع الثاني :خصائص غرامة التأخير
لغرامة التأخير مجموعة من الخصائص تميزها عن غيرها من الجزاءات اإلدارية
األخرى في الصفقة العمومية وهي أنها توقع بصفة تلقائية دون اللجوء إلى القضاء ،واتفاقية
وتوقع دون حاجة إلى اثبات ضرر وبموجب قرار إداري.
أوال :غرامة التأخيرهي غرامة اتفاقية:
بمعنى أن الطرفين يتفقان عليها مقدما عند إبرام العقد وبالتالي ال يحق للجهة اإلدارية
أن تقوم بفرضها على الطرف األخر الذي يتأخر في تنفيذ األعمال املنوطة به إذا لم يكن قد
نص عليها في العقد خالفا لبقية الجزاءات األخرى كسحب العمل من املقاول وحق اإلدارة في
فسخ العقد اإلداري ،التي يحق لإلدارة اللجوء إليها حتى في حالة عدم النص عليها في العقد.10
فإذا اتفق األطراف على شروط خاصة لتنظيم هذه الغرامات فإن هذه الشروط هي
الواجب إعمالها دون النصوص الالئحية وألنها التي توافقت عليها إرادة املتعاقدين املشتركة
بمعنى اإلدارة ال تستطيع فرض الغرامات التأخيرية.11
غير أنه إذا لم يتم تحديد غرامة التأخير في العقد هذا ال يمنعها من توقيعها وذلك
بالرجوع إلى النصوص املنظمة لغرامة التأخير،12كما فعل املشرع الجزائري الذي جعل
األساس الذي تستند عليه املصلحة املتعاقدة في توقيع غرامة التأخير على املتعاقد إما
الصفقة أودفتر الشروط أوالنص التنظيمي املتمثل في املرسوم الرئاس ي 247-15من خالل
نص مادتيه 95و 147منه.13
واملشرع املصري فعل نفس الش يء بجعل األصل الغرامة تحدد في العقد وإذا لم يتم
تحديدها في العقد يتم الرجوع إلى النصوص املنظمة لغرامة التأخير الواردة في الالئحة
التنفيذية لقانون املناقصات واملزايدات.14
ثانيا -غرامة التأخيرتوقع دون حاجة إلثبات ضرر:
نظر ألن غرامة التأخير تستهدف أساسا تأمين سير املرافق العامة فإنه ال يشترط
لتوقيعها إثبات وقوع ضرر أصاب املرفق ،إذ أن الضرر هنا هو مفترض بقرينة قاطعة ال يقبل
إثبات العكس ،كما ال يقبل من املتعاقد إثبات عدم تسبب التأخير في إصابة اإلدارة بضرر
208 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
لكي يتخلص من أداء الغرمة ،ألن جهة اإلدارة عندما حددت موعدا معينا لتنفيذ اخذت على
عاتقها أن حاجة املرفق تستوجب تنفيذه خالل هذا املوعد .15
ويذهب رأي في الفقه الفرنس ي إلى القول" إن لإلدارة حق توقيع الغرامات على املتعاقد
بمجرد التأخير دون حاجة إلثبات ما أصابها من ضرر".16
ثالثا :الغرامة التأخيرية تلقائية
ال يشترط في توقيع غرامة التأخير إنذار املقاول أو تنبيهه بذلك وبهذا فهي تختلف عن
الشرط الجزائي الذي يشترط الستحقاقه إعذار املدين كما تختلف في هذا عن الفوائد التي
تحصل عن التأخير في ميدان القانون الخاص إذ يتضمن اإلنذار باستحقاقها حتى ولو تضمن
العقد شرطا جزائيا عن التأخير.17
غير أن املبدأ املعمول به في فرنسا هو أن اإلدارة ملزمة بإعذار املتعاقد معها املقصر
قبل توقيع الغرامة عليه وذلك تطبيقا للخصائص املشتركة للجزاءات اإلدارية والتي ال تسري
إال من يوم اإلعذار بها.
أما في مصر يختلف عن فرنسا حيث أن نص املادة 23الفقرة 02من قانون املناقصات
واملزايدات رقم 89:لسنة 1999والتي تقابلها املادة 48من الشروط العامة ملقاوالت أعمال
الهندسة املدنية والتي لم تشترط إنذار املتعاقد املتأخر عن تنفيذ التزامه.18
أما بالنسبة للوضع في الجزائر فقد ساير اإلتجاه املعمول به في مصر وهو تمتع اإلدارة
بسلطة فرض غرامة التأخير دون إلزامها بإنذار املتعاقد وهو ما يتضح من خالل نص املادة
147من املرسوم الرئاس ي 247-15والتي اكتفت بتحديد ضوابط توقيع غرامة التأخير بجعلها
متمثلة في عدم تنفيذ اإللتزامات التعاقدية في األجل املتفق عليه وعدم التنفيذ املطابق
للشروط واملواصفات املتفق عليها دون اإلشارة إلى شرط إعذار املتعامل املتعاقد وكذا املادة
36من دفتر الشروط اإلدارية العامة لم تشترط إلزام اإلدارة بإعذار املتعامل املتعاقد املقصر
قبل توقيع غرامة التأخير عليه ونصت على " إذا ورد في عقد الصفقة نصوص تتضمن
عقوبات على التأخير ،فيجري تطبيقها دون إنذار سابق بعد التأكد العادي من تاريخ انقضاء
األجل التعاقدي للتنفيذ وتاريخ استالم األشغال املؤقت."...
نرجح اإلتجاه الذي سايره املشرع الجزائري وهو عدم إشتراط إعذار املتعامل املتعاقد
قبل توقيع غرامة التأخير كون هذه األخيرة يتم اإلتفاق عليها مسبقا وتوقعها املصلحة
املتعاقدة بمجرد إخالل املتعامل املتعاقد في تنفيذ إلتزامه في امليعاد املتفق عليه ،وإن إعذاره
209 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
سيمكنه من التماطل مرة أخرى في تنفيذ إلتزامه وهذا ما يؤثر على مبدأ سير املرفق العام
بإنتظام واطراد .
رابعا :الغرامة توقع إداريا
تستحصل جهة اإلدارة مبلغ الغرامة التأخيرية من املتعاقد املقصر بموجب قرار إداري
تصدره بإرادتها املنفردة ،دون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء الستصدار حكم قضائي بشأن
ذلك ،وذلك تنفيذا لالمتياز العام الذي تتمتع به اإلدارة في دائرة جزاءات العقد اإلداري .19
املطلب الثاني :أساس غرامة التأخير
لتحديد األساس القانوني للمصلحة املتعاقدة في توقيع جزاء غرامة التأخير على
املتعامل املتعاقد ينبغي معالجة ذلك من الناحية الفقهية والقضائية والتشريعية.
الفرع األول :موقف الفقه والقضاء في تحديد أساس غرامة التأخير
اختلف الفقه حول تحديد سلطة املصلحة املتعاقدة في توقيع جزاء غرامة التأخير على
املتعامل املتعاقد بين اتجاه أساس تعاقدي واتجاه أساس غير تعاقدي.
أوال :األساس التعاقدي
أ-الفقه:
كان املبدأ السائد في الفقه االداري الفرنس ي حتى نهاية القرن التاسع عشر أن
الجزاءات التي تملك االدارة توقيعها على املتعاقد معها ،هي تلك املنصوص عليها في العقد
االداري دون سواها.
وقد انتقد كثير من الفقهاء الفرنسيين مبدأ كفاية الجزاءات العقدية فقد أكد الفقيه
جيز على أنه من غير املعقول أن يثبت أن التزاما قانونيا منصوصا عليه في عقد يكون مجردا
من الجزاء ،فإرادة املتعاقدين أن كل التزام يجب تنفيذه ،وهذا التنفيذ يستلزم بالضرورة
جزاء ،ففي القانون الخاص ينظم القانون املدني هذا الجزاء عندما يكون االطراف قد اثاروا
الصمت ،وال يبدو معقوال في نطاق القانون العام حيث تكون املصلحة العامة هي السمة
البارزة ،أال يوجد جزاء ،ودون شك فإن عدم وجود جزاء سوف يدفع امللتزم إلى االهمال،
وهذا ما يتمخض بالنسبة لجمهور املنتفعين عن إضطرابات إقتصادية وإجتماعية ،ولذلك
يتطلب مبدأ استمرار وانتظام املرفق العام أن يكون لجميع التزامات امللتزم جزاء حاسم.20
210 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
ب – القضاء:
إن القضاء املصري أخذ باألساس التعاقدي ،فقضت املحكمة اإلدارية العليا ،بوجوب
تقيد جهة اإلدارة بما ورد في العقد ،وليس لها كقاعدة عامة أن تخالفه أو تطبق في شأنه
نصوص الئحة املناقصات ،فنص في حكمها الصادر في 21مارس 1970بأنه" من املبادئ
املسلمة في فقه القانون اإلداري أن غرامات التأخير في العقود اإلدارية مقررة ضمانا لتنفيذ
هذه العقود في املواعيد املتفق عليها حرصا على حسن سير املرافق العامة بانتظام واطراد،
ولذا فإن الغرامات التي ينص عليها في تلك العقود توقعها جهات اإلدارة من تلقاء نفسها دون
أن تلتزم بإثبات حصول الضرر ،كما ال يقبل ابتداء من املتعاقد إثبات عدم حصوله" ،وكذلك
انتهى الرأي في إفتاء مجلس الدولة املصري بأن خلو العقد من النص على غرامة التأخير ،ال
يجيز للجهة اإلدارية املتعاقدة توقيعها.
ومجلس الدولة الفرنس ي في قضيتين تتعلقان بعقد االلتزام أقر صراحة عدم جواز
طلب اإلدارة من القاض ي الحكم لها بتعويض لم تتضمنها العقود التي أبرمتها.
وقد كان موضوع العقدين املشار إليهما أعاله هو عقد إلتزام الذي كان يشير في حالة
إخالل امللتزم بتعهداته فإن لإلدارة حق توقيع غرامات علبه وإسقاط اإللتزام ،لذلك فإن
القاض ي لم يكن مقدروه أن يقض ي بالتعويض بإعتبار أن العقد في الحالتين لم ينص على
ذلك.21
ثانيا :األساس غيرالتعاقدي
أ-الفقه:
اتجه جانب من الفقه في جعل األساس غير تعاقدي معيار تستند عليه املصلحة
املتعاقدة في توقيع هذا الجزاء على املتعامل املتعاقد ،و يتمثل في امتيازات السلطة العامة
وبموجبها يحق لإلدارة توقيع جزاء غرامة التأخير على املتعاقد و لو لم ينص عليها في العقد
مبررين أن للمصلحة املتعاقدة حق تمتع في حالة الخطأ الذي ينسب إلى املتعاقد معها
بمجموعة من الجزاءات لها بالنسبة للقانون الخاص سمات أساسية حيث تتجه ليس فقط
نحو تعويض الضرر ،و إنما أيضا نحو التنفيذ الفعلي وفقا لضرورات املصلحة العامة ،فهي
تطبق بقوة القانون ،خارج توقعات العقد ،تأسيسا على أن للجهة االدارية املتعاقدة دائما أن
تقرر الجزاء العقدي الذي يتالئم مع اإلخالل الثابت لاللتزامات التعاقدية حتى عند سكوت
211 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
العقد ،وإنه ال يرد على هذه القاعدة استثناء إال فيما يتعلق بإسقاط امتياز املرفق العام الذي
ال يمكن تقريره إال من جانب القاض ي نظرا لجسامته.
ب-القضاء:
إن االتجاه املبين أعاله الذي أخذ به الفقه تبنته املحكمة اإلدارية العليا املصرية في
حكمها الصادر بتاريخ 1963-05-25أساس هذه السلطة بقولها أن اإلدارة تعمل في إبرامها
للعقد االداري بوصفها سلطة عامة تتمتع بحقوق وامتيازات ال يتمتع بمثلها املتعاقد معها،
وذلك بقصد تحقيق نفع عام أو مصلحة مرفق عام.22
وهذا االتجاه الذي كرسته الغرفة اإلدارية باملحكمة العليا في عدة قرارات لها ،ال سيما
قراراها الصادر بتاريخ 1990-07-28بخصوص قضية السيد ( ت .ط) ضد والي والية عنابة.23
وهو اإلتجاه الذي أعتد به مجلس الدولة الفرنس ي في حكمه املؤرخ في 1929-10-11
الصادر في قضية شركة مالحة جنوب االطلنطي " اذا ترتب على تقصير الشركة املتعاقدة
ضرر للدولة يكون من طبيعته ترتب حق في التعويض ،فإنه يجوز للوزير تحديد التعويض
الذي تلتزم به الشركة".
وبذلك اعترف القضاء الفرنس ي لإلدارة بحقها في تحديد التعويض التي تستحقه قبل
املتعاقد املخل بالتزاماته التعاقدية بإرادتها املنفردة دون حاجة إلى اللجوء إلى القضاء
لالستصدار حكم بذلك.24
الفرع الثاني :موقف التشريع في تحديد أساس غرامة التأخير
أوال :التشريع الجزائري
إن التشريع الجزائري اعتمد على األساس التعاقدي كمعيار تستند إليه املصلحة
املتعاقدة في توقيع الجزاء على املتعامل املتعاقد املقصر بالتزامه التعاقدي ،باإلضافة إلى
النص التنظيمي دون األساس غير التعاقدي وهو ما يتضح من خالل املادة 95من املرسوم
الرئاس ي 247/15املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام التي جاءت في
قسم البيانات االلزامية والتي نصت على " يجب أن تشير كل صفقة عمومية إلى التشريع
والتنظيم املعمول بهما و إلى هذا املرسوم ويجب أن تتضمن على الخصوص البيانات اآلتية....
نسب العقوبات املالية وكيفية حسابها ،وشروط تطبيقها أو النص على حاالت اإلعفاء منها،"..
وكذا املادة 147ف 2-1والتي جاءت تحت عنوان العقوبات املالية حيث ورد فيها " يمكن أن
ينجر عن عدم تنفيذ االلتزامات التعاقدية من قبل املتعاقد في اآلجال املقررة وتنفيذها غير
212 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
املطابق فرض عقوبات مالية دون اإلخالل بتطبيق العقوبات املنصوص عليها في التشريع
املعمول به.
تحدد األحكام التعاقدية للصفقة نسبة العقوبات املالية وكيفيات فرضها أو اإلعفاء
منها طبقا لدفتر الشروط املذكور في املادة 26من هذا املرسوم باعتبارها عناصر مكونة
للصفقات العمومية."...
فالغرامة كعقوبة تسلط على املتعامل املتعاقد من جانب اإلدارة املعنية تستمد
وجودها القانوني والرسمي من املرسوم الرئاس ي أوال اعتبارا أنه النص الخاص املنظم
للصفقات العمومية ،وثانيا من العقد ذاته أو الصفقة اعتبارا أن هذه األخيرة تضمنت بيانا
الزاميا بعنوان العقوبات املالية واحتوى على تفصيل بصدد ممارسة هذه السلطة وكيفيتها
وإجراءاتها.25
ثانيا :التشريع املقارن
إن التشريع املصري خول املصلحة املتعاقدة األساس التعاقدي كمبرر تعتمد عليه في
توقيع هذا الجزاء على املتعاقد وذلك في قانون املناقصات واملزايدات رقم 89لسنة 1998من
خالل املادة 23منه و الئحته التنفيذية من خالل نص املادة 83منها ،فهو يقض ي بتوقيع
غرامة عن مدة التأخير طبقا لألسس وبالنسبة وفي الحدود التي تبينها الالئحة التنفيذية ،مما
يعني توقيع هذه الغرامة وفقا لالئحة التنفيذية لقانون املناقصات واملزايدات حتى و لو لم
ينص عليها العقد ،إذ أنه طاملا لم يستبعدها األطراف صراحة فإنها تندمج في عقودهم،
وبالتالي أعتمد األساس التعاقدي وهو العقد والالئحة التنفيذية وباإلضافة إلى النص
التنظيمي قانون املناقصات واملزيدات وبهذا املوقف فهو يتشابه مع التشريع الجزائري املبين
أعاله.26
املبحث الثاني :حاالت توقيع غرامة التأخير وحاالت اإلعفاء منها
لقد حدد التشريع الجزائري كغيره من التشريعات املقارنة حاالت محددة على سبيل
الحصر ال املثال تستند عليها املصلحة املتعاقدة في توقيع جزاء غرامة التأخير على املتعامل
املتعاقد املقصر بالتزامه التعاقدي ،كما حدد حاالت يعفى منها املتعامل املتعاقد من توقيع
غرامة التأخير عليه رغم إخالله بالتزاماته التعاقدية.
وبناء على ما سبق نقسم هذا املبحث إلى مطلبين األول حاالت توقيع غرامة التأخير،
والثاني حاالت اإلعفاء من غرامة التأخير.
213 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
214 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
215 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
216 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
وفي مصر نصت املادة 23من قانون املناقصات واملزايدات رقم 89لسنة 1998على
إعفاء املتعاقد من الغرامة ،بعد أخذ رأي إدارة الفتوى املختصة بمجلس الدولة ،إذا ثبت أن
التأخير ألسباب خارجة عن إرادته.
واستنادا لنص ذات املادة يتعين على جهة اإلدارة الرجوع إلى إدارة الفتوى املختصة
بمجلس الدولة ألخذ الرأي القانوني بشأن مدى مشروعية قرار اإلعفاء ،وهو إجراء استحدثه
املشرع املصري في قانون املناقصات واملزايدات املعمول به حاليا في مصر ،وحسنا فعل ذلك
ملا يمثله هذا اإلجراء من ضمانة مزدوجة لإلدارة واملتعاقد معها ،حيث يمثل رأي إدارة الفتوى
املشار إليها ضمان تطبيق اإلدارة لصحيح حكم القانون وقد قرر مجلس الدولة الفرنس ي أن
أفعال اإلدارة التي تؤدي إلى إعفاء املتعاقد من غرامة التأخير ،تأخرها في تسليم املتعاقد صور
املخططات والتصاميم الالزمة لبدء تنفيذ العقد ،أو أن تتأخر في تسليم موقع العمل.37
وهذا الشرط التزام اإلدارة بالرجوع إلى إدارة الفتوى املختصة بمجلس الدولة ألخذ رأيه
القانوني لم ينص عليه املشرع الجزائري كشرط لتطبيق هذه الحالة كما تم تبيانه أعاله
وحسنا ما فعل إذ ما الغاية من فرضه ونص صريح إذ حدد أن التأخير يكون بفعل اإلدارة.
وهذا االتجاه أكدته املحكمة اإلدارية العليا املصرية في حكمها الصادر بتاريخ -5-17
1994الطعن رقم 2356:بقولها" إذا كان سبب التأخير في التسليم لألعمال املراد تنفيذها كان
بسبب الشركة املتعاقدة لتأخرها في تنفيذ التزامها بتوصيل املياه والكهرباء إلى موقع العمل
والتي بدونها ال يمكن تسليم األعمال وتنفيذ الشركة اللتزاماتها ،فال يمكن لجهة اإلدارة توقيع
غرامة التأخير على الشركة املنفذة ،ألنها إذا فعلت ذلك ،تكون قد خالفت القانون وأحكام
القانون الخاص بالعملية املتعاقد عليها ،لذلك من حق الشركة املنفذة استرداد غرامة
التأخير املوقعة عليها بسبب ذلك من الجهة اإلدارية املطعون ضدها.38
الفرع الثاني :القوة القاهرة
وتعرف القوة القاهرة في القانون اإلداري كما هو الحال في القانون املدني بأنها حدث
أجنبي مستقل عن إرادة األطراف غير متوقع وال يمكن رده ،ويشترط لتطبيق نظرية القوة
القاهرة توافر شروط عدة تتمثل في أن يكون الحدث املكون للقوة القاهرة مستقال عن إرادة
األطراف ،أن يكون الحدث املكون للقوة القاهرة غير متوقع وقت إبرام العقد ،أن يجعل
الحدث املكون للقوة القاهرة تنفيذ العقد مستحيال.39
217 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
وهذه الحالة أوردها املشرع الجزائري في املادة 147ف 5من املرسوم الرئاس ي 247-14
والتي جاء فيها" وفي حالة القوة القاهرة ،تعلق اآلجال وال يترتب على التأخير فرض العقوبات
املالية بسبب التأخير ،ضمن الحدود املسطرة في أوامر توقيف واستئناف الخدمة التي
تتخذها نتيجة ذلك املصلحة املتعاقدة".
وهذه الحالة يترتب عليها إعفاء املتعاقد من العقوبات املالية بسبب التأخر وتحرير
شهادة إدارية وهذا ما نصت عليه املادة 147ف 6من املرسوم الرئاس ي .40247-15
ويتفق الفقه على أنه إذا طرأ أثناء تنفيذ العقد اإلداري ظروف غير متوقعة تسبب
عرقلة لحسن تنفيذ العقد فإن للمتعاقد مع اإلدارة أن يطالب بإعفائه من تطبيق غرامة
التأخير ،مما أوجب علينا التمييز بين ما يسمى حادثا طارئا خاضعا لنظرية الحوادث الطارئة
والقوة القاهرة ،فالحادث الطارئ هو حادث استثنائي لم يكن في الوسع توقعه ،غير أنه وإن
جعل من تنفيذ االلتزام أمر عسيرا ومرهقا وهدد املتعامل املتعاقد بخسارة فادحة أو مس
بالتوازن اإلقتصادي للعقد فإنه يبقى تنفيذ العقد ممكنا و ال يجعل منه أمرا مستحيال.
إذ اشترط القانون املدني أن تكون الحوادث استثنائية عامة ،لم يكن في الوسع توقعها،
وأن يترتب على حدوثها أن تنفيذ االلتزام التعاقدي ،وإن لم يصبح مستحيال ،صار مرهقا
للمدين ،بحيث يهدده بخسارة فادحة ففي هذه الحالة أجاز النص للقاض ي تبعا للظروف
وبعد مراعاة مصلحة الطرفين ،أن يرد اإللتزام املرهق إلى الحد املعقول ويقع باطال كل اتفاق
على خالف ذلك.41
أما حالة القوة القاهرة فيجب أن تتوفر فيها ثالث شروط السالفة الذكر وهي استحالة
الدفع ،وعدم إمكان التوقع ،وأن يكون الحادث خارجا عن إرادة املعتد به ،وهي نفس
الشروط التي تميز الحادث الفجائي ،إال أن استحالة دفع القوة القاهرة مطلقة ،أما استحالة
دفع الحادث الفجائي استحالة نسبية.42
وفي فرنسا دخلت فكرة القوة القاهرة في القضاء اإلداري عام 1932والتي تسمح
للمتعاقد بالخروج من العقد الذي أصبح غير عادل بصفة ظاهرة أثناء تنفيذه فهي ظروف
غير متوقعة تؤدي إلى قلب العقد بصفة نهائية بحيث لم يعد للمتعامل سبيل ملوازنة نفقاته
من املوارد التي تسمح له بتنفيذ العقد.43
218 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
وفي التشريع املصري تم النص على هذه الحالة في املادة 23من القانون رقم 89:لسنة
1998السالفة الذكر عند تطرقنا لحالة فعل اإلدارة وفيها اشترط إعفاء املتعاقد من غرامة
التأخير بعد أخذ رأي إدارة الفتوى في مجلس الدولة املصري.
وهذا االتجاه أيدته املحكمة اإلدارية العليا املصرية في حكمها 2006-03-28الطعن رقم
رقم 9686:بقولها" غلق الطرق املؤدية للموقع وكذا ارتباك العمل بعد الهزة االرضية التي
اصابت البالد في 1992-10-12وخلو منصب مدير االدارة الهندسية هذه املدد تعتبر خارجة
عن إرادة املتعاقد وال يسأل عنها وال يجوز تحصيل غرامة التأخير عنها".44
الفرع الثالث :اإلعفاء اإلداري
استقر الفقه والقضاء على أنه وإن كان لإلدارة أن توقع الغرامات املالية املنصوص
عليها في العقد من تلقاء نفسها ،وذلك دون أن تلتزم بإثبات حصول الضرر كأصل عام ،إال أنه
من املسلم به كذلك أن اقتضاء الغرامات منوط بتقدير املصلحة املتعاقدة ،باعتبارها
القوامة على حسن سير املرافقة العامة والقائمة تبعا لذلك على تنفيذ شروط العقد ،ولذا
فلها صالحية إعفاء املتعاقد معها من الغرامات املالية املنصوص عليها في العقد كلها أو بعضها
إذا هي قدرت لذلك محال.45
وفي هذا املجال في فرنسا قد قرر مجلس الدولة الفرنس ي ،أن من حق اإلدارة أن
تتغاض ى عن الغرامات ،فتوقع غرامة أقل من الغرامة املنصوص عليها ،أو تتنازل عن الغرامة
كليا ،لكن بشرط أن تكشف عن إرادتها صراحة ،46ولم يساير الفقه هذا اإلتجاه إذ يرى
الفقيه بوسك ) (Bosqueأنه متى نشأ دين لصالح الدولة فإن يكون من حق البرملان وحده أن
يعفي املدين من هذا الدين دون مقابل ،47وأكد على ذلك الفقيه جيز) (jezeإذ يرى أنه من
الخطأ أن تتنازل اإلدارة دون مسوغ قانوني عن الغرامات املستحقة ،48ألن ذلك يعتبر تنازال
عن دين محقق الوجود ومستحق للدولة.49
وفي مصر استنادا إلى نص املادة 23من القانون رقم 89:لسنة 1998السالفة الذكر في
حالتي القوة القاهرة وفعل اإلدارة فإنه لإلدارة إعفاء املتعاقد من الغرامة إذا لم ينتج عن
التأخير ضرر ،ولكن يتعين على اإلدارة الرجوع إلى إدارة الفتوى املختصة بمجلس الدولة ألخذ
الرأي القانوني بشأن مدى مشروعية قرار اإلعفاء.50
واإلعفاء ال يكون صريحا في كل الحاالت ،بل يمكن أن يكون ضمنيا ،وهو ما أكدته
املحكمة اإلدارية العليا في حكمها الصادر بتاريخ 1993-05-04الطعن رقم 3348:بقولها" أن
219 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
اقتضاء الغرامات منوط بتقدير الجهة اإلدارية املتعاقدة ،باعتبارها القوامة على حسن سير
املرافق العامة والقائمة تبعا لذلك على تنفيذ شروط العقد ،ومن ثم فلها تقدر الظروف التي
يتم فيها تنفيذ العقد وظروف املتعاقد فتعفيه من تطبيق الجزاءات املنصوص عليها في العقد
كلها أو بعضها فتعفيه من تطبيق الجزاءات املنصوص عليها في العقد كلها أو بعضها بما في
ذلك غرامة التأخير ،إذا هي قدرت أن لذلك محال ،كما لو قدرت أنه لم يلحق املصلحة العامة
أي ضرر من جراء التأخير ،أو غير ذلك من الظروف ،وبالتالي فإن اإلدارة إذا أقرت صراحة أو
ضمنا أنها ال تحرص على تنفيذ العقد في هذه املواعيد كان غير الزم ،فيعتبر ذلك بمثابة إعفاء
ضمني للمتعاقد من تنفيذ الغرامة عليه ،مما ال يكون معه محل لتوقيع غرامة عليه".51
وفي الجزائر بالرجوع إلى املرسوم الرئاس ي 247-15املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية
وتفويضات املرفق العام في مادته 147السالفة الذكر في شرحنا لحالتي القوة القاهرة وفعل
اإلدارة كسببين إلعفاء املتعاقد من توقيع الغرامة التأخيرية عليه نجده نص على هاتين
الحالتين دون غيرها ،وبالتالي فإن املشرع الجزائري حسب ذات املادة لم يمنح للمصلحة
املتعاقدة السلطة التقديرية في إعفاء املتعاقد من توقيع الغرامة عليه كليا أو جزئيا
املنصوص عليه في العقد او دفتر الشروط إذ هي قدرت لذلك محال وعليه فإن هذ الحالة لم
ينص عليها ،وإذا طبقت املصلحة املتعاقدة هذه الحالة وأعفت املتعاقد من الغرامة التأخيرية
كليا أو جزئيا نكون أمام قرار إعفاء غير مشروع يشوبه عيب مخالفة القانون.
كما أنه ال يجوز كذلك للقضاء اإلداري أن يطبق هذه الحالة ويجعل من قرار اإلعفاء
مشروع ألنه ال اجتهاد مع نص مادام نص املادة واضح حدد على سبيل الحصر حالتي القوة
القاهرة وفعل اإلدارة كمبررين إلعفاء املتعاقد من الغرامة دون غيرهما.
الفرع الرابع :فعل الغير
يعفى املتعاقد من الغرامة التأخيرية إذا كان التأخير حصل بفعل الغير كما لو كان
تنفيذ العقد مناطا بعدة متعاقدين وكان تأخر أحدهم في تنفيذ التزامه في الوقت املقرر يعود
إلى عدم قيام املتعاقد بإنجاز العمل املنوط به أو لتأخره بتنفيذه وكان عمل املتعاقد األول
يعتمد على إكمال عمل املتعاقد الثاني.52
مما تقدم يمكننا القول أن املتعاقد مع اإلدارة ال يسأل عن التأخير في تنفيذ إلتزاماته
إذا كان التأخير راجعا إلى فعل الغير وبالتالي يعفى من الغرامة التأخيرية.
220 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
هذه الحالة لم ينص عليها كذلك املشرع الجزائري حسب املادة 147من املرسوم
الرئاس ي ،247-15ويرى الباحث من األفضل عليه تدارك ذلك بالنص على هذه الحالة في
النص القانوني الذي سيعدل املرسوم الرئاس ي املبين عاله املتعلق بتنظيم الصفقات
وتفويضات املرفق العام وذلك حماية للمتعامل املتعاقد وتحقيق مبدأ املساواة بين
املتعاقدين حتى ال نحمله ما لم يتسبب فيه إذ ليس من املنطق فرض غرامة تأخيرية على
املتعامل املتعاقد وسبب التأخير في تنفيذ الصفقة في أجلها املتفق عليه في العقد ودفتر
الشروط ليس هو املتسبب فيه وإنما الغير.
الفرع الخامس :التمديد اإلداري لتنفيذ العقد
قد يتعرض املتعاقد مع اإلدارة أثناء تنفيذ العقد اإلداري إلى جملة من الصعوبات
والعراقيل التي تؤدي إلى صعوبة للتنفيذ الجيد ،وهذه الصعوبات ال ترقى إلى مرتبة القوة
القاهرة أو الظروف الطارئة ،وينتج عن ذلك أثر في غاية األهمية وهو صعوبة التعاقد في
التنفيذ في اآلجال واملواعيد املحددة واملتفق عليها للتنفيذ ،ففي هذه الحالة فإنه يمكن لإلدارة
املتعاقدة اللجوء إلى أسلوب التمديد والذي يقصد به إعطاء مهلة أو مدة أو مواعيد جديدة
للتنفيذ.
ففي هذه الحالة فإن املتعاقد مع اإلدارة تعطى له مهلة جديدة للتنفيذ من خالل طلب
يقدم لإلدارة رسميا وتوافق عليه دون تحفظ من جانبها.53
حتى يستفيد املتعاقد من مهلة جديدة للتنفيذ يجب عليه أن يبذل قصرى جهده من
أ جل الحرص الشديد والتام على عملية التنفيذ بالرغم من وجود تلك العراقيل والصعوبات،
فإن ذلك يكون مبررا إلعفائه من تطبيق غرامة التأخير.
كما أن عملية التمديد تدخل ضمن صالحيات وسلطات اإلدارة املتعاقدة ،ويكون
التمديد إما بصورة واضحة أو ضمنية.
أوال :التمديد بصورة صريحة
يكون في حالة إفصاح اإلدارة املتعاقدة صراحة دون تحفظ وبشكل رسمي في منح
املتعاقد مهلة إضافية للتنفيذ وذلك بعد طلب يقدم من قبله وتوافق عليه اإلدارة بشكل
رسمي.
221 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
222 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
-سد الثغرات املوجودة في املرسوم الرئاس ي 247-15خاصة منها غرامة الجزاءات املالية بما
فيها غرامة التأخير والتي ذكرت في نص مادة وحيدة كان يتطلب جهدا كبيرا الستخالصها
وقراءتها قراءة قانونية معمقة.
-التزام املصلحة املتعاقدة عند طرح العقود اإلدارية أن تحدد بدقة مدة تنفيذ العقد وميعاد
بدء التنفيذ والتسوية ألنه في حالة اإلخالل باملدة املتفق عليها وعدم التسليم في امليعاد املحدد
تطبق غرامة التأخير.
-ضرورة تعديل دفتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة
تجديد البناء واألشغال العمومية والنقل الصادر بموجب القرار املؤرخ في ، 1964/11/21
والذي لم تعد مواده مسايرة لقوانين الصفقات العمومية التي تلت عملية إصداره واملعمول
بها حاليا.
-من األفضل على املشرع الجزائري أن يتدارك إغفال عدم إدراجه حاالت فعل الغير،
والتمديد اإلداري واإلعفاء اإلداري ضمن املادة املخصصة لحاالت اإلعفاء من غرامة التأخير
ويضيفها في النص القانوني الذي سيعدل املرسوم الرئاس ي .247-15
الهوامش:
1معجم اللغة العربية املعاصرة ،احمد مختار عبد الحميد عمر ،عالم الكتب مصر ،2008 ،د ص.
- 2العتوم ،منصور ابراهيم ،النظام القانوني لغرامة التأخير في العقود االدارية ،دراسة تحليلية مقارنة ،مجلة الشريعة والقانون،
العدد ،53السنة ،27كلية القانون ،جامعة االمارات العربية املتحدة ،2013،ص .389-346
3مدحت أحمد يوسف غنايم ،النظام القانوني لغرامة التأخير في العقود االدارية ،دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،املركز القومي
لإلصدارات القانونية ،القاهرة،2014،ص .26-25
4طارق محمد عبد الرحمن سلطان ،سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات على املتعاقدين معها في العقود اإلدارية وضوابطها ،دراسة
مقارنة ،الطبعة ،2010دار النهضة العربية ،القاهرة ،2010،ص .151
5خليل صالح السامرائي ،عقد االشغال العامة ،دراسة مقارنة ،ماجيستر في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة منصورة،
االسكندرية ،الطبعة ،2017ص.178
6مدحت أحمد يوسف غنايم ،املرجع السابق ،ص .27
7طارق محمد عبد الرحمن سلطان ،املرجع السابق ،ص .151
8عزيزة الشريف ،دراسات في نظرية العقد االداري ،دار النهضة العربية،1981،ص.160
9جابر جاد نصار ،العقود االدارية ،دار النهضة العربية ،2000،ص240
- 10ادعين ،عبد الرحمن عباس ،الغرامة التأخيرية في العقود االدارية ،مجلة جامعة بابل العلوم السياسية ،املجلد ،22العدد،3
لبنانن ،2014ص.559
- 11طارق محمد عبد الرحمن سلطان ،املرجع السابق ،ص ،162عبد هللا نواف العنزي ،النظام القانوني للجزاءات االدارية في العقود
االدارية ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية ، 2010،ص.44
223 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
12هيثم حليم غازي ،سلطات اإلدارة في العقود اإلدارية ،دراسة تطبيقية ،الطبعة االولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،2014 ،
ص ،112القاض ي وليد سعود فارس ،الجزاءات في مجال العقود االدارية ،دراسة مقارنة ،مذكرة من اجل نيل شهادة ماجيستر ،
كلية الحقوق الفقهية والقانونية ،جامعة أل البيت ،األردن ،2000،ص .29
13ينظر املادتين 147-95 :من املرسوم الرئاس ي ،247-15املتضمن الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،الجريدة الرسمية
العدد . 50
14ينظر هيثم حليم غازي ،املرجع السابق ،ص.113
15عبد هللا نواف العنزي ،املرجع السابق ،ص.46-45
16سليمان محمد الطماوي ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،دراسة مقارنة ،الطبعة الخامسة ،جامعة عين شمس ، 1991 ،ص.51
17ادعين ،عبد الرحمن عباس ،الغرامة التأخيرية في العقود االدارية ،املرجع السابق ،ص .559
18البنان ،حسن محمد علي حسن ،الجزاءات املالية في العقد االداري ،دراسة مقارنة ،مجلة الرافدين للحقوق ،العدد ، 54كلية
الحقوق ،جامعة املوصل ،2012،ص.442
19محمد حسن مرعى الجبوري ،سلطة اإلدارة في فرض الجزاءات الجنائية واملالية في العقود اإلدارية ،دار الجامعة الجديدة،
االسكندرية ،ص .128
20عبد املجيد فياض ،نظرية الجزاءات في العقد اإلداري ،دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1975 ،ص
.25-20
21ينظر بن صغير مليكة أسماء ،املرجع السابق،ص .47
22ينظر مدحت أحمد يوسف غنايم ،املرجع السابق ،ص .70-67-62-61-60
23ينظر رابحي احسن ،االعمال القانونية واإلدارية ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ، 2013 ،ص.80
24عبد املجيد فياض ،املرجع السابق ،ص .38
25عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ،247-15القسم الثاني ،الطبعة الخامسة ،جسور
للنشر والتوزيع ،الجزائر ، 2017 ،ص .22-21
26ينظر مدحت أحمد يوسف غنايم ،املرجع السابق ،ص.61
27عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ،247-15القسم الثاني ،املرجع السابق ،ص.23
28هيثم حليم غازي ،املرجع السابق ،ص ،116ذنون سليمان يونس العبادي ،مظاهر السلطة العامة في إنهاء العقد اإلداري ،دار
الكتب القانونية ،القاهرة ، 2015،ص.174
29ينظر هيثم حليم غازي ،املرجع السابق ،ص .117
30عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ،247-15القسم الثاني ،املرجع السابق ،ص .25
31ينظر محمد حسن مرعى الجبوري ،املرجع السابق ،ص.131
32عماد مجدي عبد املالك ،العقود اإلدارية وأحكامها ،دار املطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،2011 ،ص.144-143
33عبد هللا نواف العنزي ،املرجع السابق ،ص.70
34ينظر املادة 90من املرسوم الرئاس ي ، 236-10املتضمن تنظيم الصفقات العمومية.
35ينظر املادة 147:ف 6من املرسوم الرئاس ي ،247-15املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،املرجع
السابق.
36هارون عبد العزيز الجمل ،النظام القانوني للجزاءات في عقد األشغال العامة ،دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه ،جامعة عين
الشمس ،كلية الحقوق ،1979 ،ص .146
37ينظر نصري منصور نابلس ي ،العقود اإلدارية ،دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،مكتبة زين الحقوقية واألدبية ،2010 ،ص -205
.206
38ينظر خليل صالح السامرائي ،املرجع السابق ،ص.187
224 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022
غرامة التأخير في الصفقة العمومية -دراسة مقارنة- ط.د برادعية موس ى
ص - 202ص 225 د .هواري ليلى
39نصر الدين محمد بشير ،غرامة التأخير في العقد االداري وأثرها في تسيير املرفق العام ،دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،2007 ،ص .239
40ينظر املادة 147:ف 6من املرسوم الرئاس ي ، 247-15املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،املرجع
السابق.
41ينظر املادة 107الفقرة 3من القانون رقم 05/07:الصادر في 2007/05/13املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم لألمر
رقم 58/75:املؤرخ في ،1975/09/26الجريدة الرسمية العدد ، 31املؤرخة في .2007/05/13
42خرش ي نوي ،تسيير املشاريع في إطار تنظيم الصفقات العمومية ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2011،ص .299
43محمد الصغير بعلي ،العقود اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص 4وما بعدها.
44ينظر خليل صالح السامرائي ،املرجع السابق،ص.187
45عبد هللا نواف العنزي ،املرجع السابق ،ص.77
46نصري منصور نابلس ي ،املرجع السابق ،ص.208
47عبد املجيد فياض ،املرجع السابق ،ص .177
48خالد محمد مصطفى املولى ،الجزاءات املالية في العقد االداري ،دراسة مقارنة ،مجلة بحوث مستقبلية ،كلية الحدباء الجامعة،
العدد ،2007 ،18ص .169
49عبد املجيد فياض ،املرجع السابق ،ص.178
50ينظر نصري منصور نابلس ي ،املرجع السابق ،ص.210-209
51ينظر عبد هللا نواف العنزي ،املرجع السابق ،ص .77
52البنان ،حسن محمد علي حسن ،املرجع السابق،ص.431
53علي خطار شنطاوي ،صالحية اإلدارة في فرض غرامة التأخير بحق املتعاقد معها ،مجلة الحقوق الكويتية ،العدد األول ،جامعة
الكويت ،2000،ص .106
225 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -املجلد - 07أكتوبر 2022