Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫اجمللد ‪ / 27‬الع ــدد‪ :‬خاص (‪ ،)2022‬ص ‪280. -.

254‬‬ ‫‪Cahiers de Traduction‬‬


‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن‬
‫معناها الداليل املقصود (التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬
‫‪Legal translation of the constitutional rule from Arabic into‬‬
‫‪French : between the problematic of the term and the difficulty of‬‬
‫‪searching for its intended semantic meaning‬‬
‫)‪(The constitutional revision of 2020 as a model‬‬
‫رمضاين فاطمة الزهراء‪،‬‬
‫جامعة أيب بكر بلقايد (تلمسان‪ ،‬اجلزائر)‪،‬‬
‫اإلمييل املهين ‪fatimazohra.ramdani@univ-tlemcen.dz :‬‬
‫اتريخ النشر‪2022/06/17 :‬‬ ‫اتريخ االستالم‪2021/08/13 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تعد الرتمجة القانونية للدستور من أصعب ميادين الرتمجة املتخصصة‪ ،‬وتطرح هذه الدراسة إشكالية الصعوابت‬
‫الداللية املرتبطة ابملعاين املختلفة املرتتبة على ترمجة القاعدة الدستورية من الفرنسية إىل العربية يف دستور‪،2020‬‬
‫حيث استهدفت تسليط الضوء على إشكالية املصطلح الدستوري‪ ،‬والتكافؤ يف الرتمجة‪ ،‬الذي يعد من أهم‬
‫الصعوابت اليت قد تواجه املرتجم القانوين‪.‬‬
‫وقد كشفت أن صعوبة ترمجة الدستور تكمن يف كم املصطلحات الدستورية املستخدمة وتقنيتها واختالف‬
‫املنظومات القانونية للنصوص األصلية و املرتمجة‪ ،‬ويف عدم متكن القائم هبا من إعطاء املعىن الداليل املقصود من‬
‫السلطة التأسيسية‪ ،‬نظرا لعدم امتالكه الدراية املتعمقة هبذا العلم‪ ،‬وعدم إدراك خبااي األنظمة القانونية‪ ،‬كما أثبتت‬
‫عدم االستعانة يف ترمجة الدستور‪ ،‬ابملتخصصني يف الرتمجة احلائزين على تدريب أكادميي‪ ،‬وخرجت بعدة توصيات‬
‫أمهها؛ ضرورة اعتماد القواعد التقنية املتعلقة ابلصياغة القانونية للدستور من انحية وترمجته وفقا جلوهره‪ ،‬ابلرتكيز‬
‫على حرفية النص لرتمجة املصطلحات الدستورية التقنية‪ ،‬مع االستعانة يف بعض األحيان ابلرتمجة املكافئة يف هذا‬
‫اخلصوص لعدم اخلروج على مقصود املؤسس الدستوري‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬ترمجة حرفية؛ دستور؛ مصطلح‪ ،‬تكافؤ؛ ملفوظات دستورية‪.‬‬

‫املؤلف املرسل‪ :‬رمضاين فاطمة الزهراء‬

‫‪1‬‬
‫ بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬:‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‬
)‫ أمنوذجا‬2020 ‫(التعديل الدستوري لسنة‬

Abstract
Legal translation of the constitution is one of the most difficult fields of
specialized translation, and this study raises the problem of semantic difficulties
associated with the different meanings resulting from translating the constitutional
rule from French into Arabic in the 2020 constitution. You may encounter legal
translator. It revealed that the difficulty of translating the constitution lies in the
amount of constitutional terminology used and its technique, and the different
legal systems of the original and translated texts, and in the inability of the author
to give the semantic meaning intended by the constituent authority, due to his lack
of in-depth knowledge of this science, and his lack of awareness of the mysteries
of legal systems. It demonstrated the lack of assistance in translating the
constitution, with translation specialists with academic training, and came up with
several recommendations, the most important of which are; The necessity of
adopting the technical rules related to the legal drafting of the constitution on the
one hand and translating it according to its essence, focusing on the literalness of
the text in order to translate technical constitutional terms, with sometimes the use
of equivalent translation in this regard in order not to deviate from the intention of
the constitutional founder.
Keywords : literal translation ; constitution ; term, equivalence; Constitutional
notes.
.

: ‫ مقدمة‬.1
‫ فهي تتطلب معرفة كبرية‬،‫إذا كانت الرتمجة مهمة ابعتبارها رابطا بني احلضارات وأداة للتواصل مع الشعوب‬
،‫ وعملية ترمجة النصوص القانونية تتطلب الرتكيز واألخذ يف االعتبار النسيج القانوين ككل‬،‫ابللغة اليت نرتجم فيها‬
،‫ فأي لبس أو ترمجة َغري دقيقة قد يكون هلا عواقب وخيمة‬،‫والدقة يف الرتمجة من اللغة األصلية إىل اللغة اهلدف‬
‫ ألهنا يف هذه احلالة تعرب عن اهلوية القانونية للنظام القانوين حمل‬،‫السيما يف ظل التحدايت الناجتة عن العوملة‬
.‫الرتمجة‬
‫ إىل قواعد عملية‬،‫ورغم كون الصياغة القانونية األداة اليت حتول املادة األولية اليت تتكون منها القاعدة القانونية‬
‫ إال أهنا مل توىل‬،‫ ومنها القاعدة الدستورية أمسى القواعد القانونية يف الدولة القانونية احلديثة‬،‫صاحلة للتطبيق الفعلي‬
‫ عما إذا‬،‫ حيث قد يتبادر ألذهاننا بتفحص التعديالت الدستورية املتتالية‬،‫ابلعناية الكافية من املؤسس الدستوري‬
‫؟ وهذا ما وقفنا عليه إبلقاء‬.‫كانت هذه العملية تتم ابلغة العربية وترتجم نصوص الوثيقة إىل الفرنسية أم العكس‬
‫ الصادر مبوجب املرسوم الرائسي‬،‫ من التعديل الدستور اجلزائري احلايل ( (الرمسية‬141‫ و‬،139 ‫نظرة على املادتني‬

255
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫رقم ‪ 242-20‬بتاريخ ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2020‬املنشور يف اجلريدة الرمسية رقم ‪ 82‬لنفس التاريخ‪ ،‬املعدل واملتمم‬
‫للتعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬الصادر مبوجب القانون ‪ 01-6‬املؤرخ يف ‪ 06‬مارس ‪)2020 ،،2016‬‬
‫واليت ورد النص فيهما ابلغة العربية معطيا معىن خمالف عن ذلك املستنتج من صياغتهما ابللغة الفرنسية‪.‬‬
‫اإلشكالية األساسية‪:‬‬
‫إن مهمة كتابة الدستور صعبة ومع ّقدة‪ ،‬فهذه العملية التقنية تفرتض مهارات قانونية وأخرى لغوية‪ ،‬وترمجة هذه‬
‫الوثيقة مهم جدا لفهم معناها ودالالهتا املقصودة من املؤسس‪ ،‬فهل من املفروض أن تعتمد ترمجة هذه الوثيقة‬
‫األساسية على ترمجة املصطلحات الواردة فيها من الفرنسية إىل العربية؟ أم يتم ترمجة املعىن املكافئ ملا ورد‬
‫يف اللغة األصلية؟ وإىل أي حد كانت ترمجة الوثيقة األساسية موفقة ومتوافقة مع إرادة املؤسس الدستوري‬
‫اجلزائري؟‬
‫مث ما مدى تضافر العناصر اللغوية والال لغوية مع األساليب الرتمجية لتحقيق ترمجة انجعة للمصطلحات القانونية‬
‫املستخدمة يف الوثيقة الدستورية؟ هل الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية اجلزائرية يف التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ ،2020‬كانت حرفية أم وفقا للمعىن العام املستمد من روح الدستور؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪-1‬رمبا يكون من قام برتمجة التعديل الدستور اجلزائري بسنة ‪ ،2020‬خمتصا يف الرتمجة حائز على‪ ،‬تدريب‬
‫أكادميي يف ختصصه‪ ،‬فقام برتمجة متوافقة مع املعين العام للنص دون األخذ يف االعتبار املعاين الدقيقة‬
‫للمصطلحات القانونية فهو ال يدرك خصائصها التقنية ما أدى لتضارب املعىن املعطى للنص يف اللغة العربية عنه‬
‫يف الفرنسية مثل ذلك الوارد خبصوص املادتني ‪ 141 ،139‬منه‪.‬‬
‫‪-2‬رمبا مل يتم اللجوء للمرتجم املتخصص بل قامت اللجنة املكلفة إبعداد مسودة الدستور ابلقص واللصق من‬
‫الدستور الفرنسي ابعتبار أن نص املادة ‪ 141‬من الدستور اجلزائري لسنة ‪ 2016‬هي نفسها املادة ‪37‬من‬
‫الدستور الفرنسي لسنة ‪ ،1958‬مث إعطاء معىن ملا يقابل النص الفرنسي ابللغة العربية غري مدركة أساليب الرتمجة‬
‫القانونية‪ ،‬ما جعل عيب الرتمجة بظهر عند أتويل النص ابلنسبة للمتخصصني يف الصياغة الدستورية‪.‬‬
‫‪-3‬رمبا حنن حباجة يف ترمجة الوثيقة الدستورية إىل االعتماد على مرتجم متخصص حمرتف ذي معرفة كبرية ابللغة‬
‫اليت نرتجم فيها‪ ،‬فعملية ترمجة النصوص القانونية تتطلب الرتكيز والدقة يف الرتمجة من اللغة األصلية إىل اللغة‬
‫اهلدف‪ ،‬واملعرفة ابملصطلحات القانونية التقنية واألخذ يف االعتبار النسيج القانوين للنص ككل‪ ،‬لتفادي أي لبس‬
‫عند تفسري القواعد الدستورية‪.‬‬

‫أمهية الورقة‪ ،‬وأهدافها‪:‬‬

‫‪256‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫من خالل هذه الورقة البحثية سنناقش الصعوابت الداللية أي الصعوابت املرتبطة ابملعاين املختلفة املرتتبة على‬
‫ترمجة القاعدة الدستورية من الفرنسية إىل العربية أو العكس‪ ،‬وتسليط الضوء على إشكالية املصطلح‬
‫الدستوري الذي يعد من أهم الصعوابت اليت قد تواجه املرتجم‪ ،‬والبحث عن املعاين املقابلة للقاعدة‬
‫الدستورية األصلية الواردة ابلفرنسية‪ ،‬والتفسريات املختلفة اليت تقابل وتكافئها‪ ،‬حماولني تبين األفكار املتماشية‬
‫مع طبيعة ومتطلبات اجملتمع اجلزائري للوصول إىل صقل هوية قانونية (دستورية وتشريعية)‪ ،‬وخلفية تشريعية وطنية‬
‫بعيدا التوجهات اخلارجية‪ ،‬قادرة على التنافسية‪ ،‬بغرض طرح النتائج‪ ،‬واالجتهاد يف اقرتاح التوصيات خبصوص‬
‫اعتماد دستور جيد يعتمد عليه يف املرحلة املقبلة املتعلقة ببناء دولة القانون‪.‬‬
‫املنهج البحثي املستخدم‪:‬‬
‫سنعتمد املنهج الوصفي لوصف الظواهر املتعلقة مبوضوع البحث‪ ،‬والتحليلي الستخراج االستنتاجات ذات الداللة‬
‫واملغزى ابلنسبة ملشكلة البحث‪ .‬كما ميكننا االستناد إىل مناهج فرعية تتمثل يف املنهج املقارن لتحليل وتفسري‬
‫احلوادث التارخيية‪ ،‬كأساس لفهم املشاكل املعاصرة‪ ،‬والتنبؤ مبا سيكون عليه املستقبل لألخذ هبا‪ ،‬ذلك أنه ال ميكن‬
‫اكتشاف ما يف النظام القانوين من نقص وفراغ إال من خالل مقارنته بنظم قانونية لدول أخرى‪ ،‬كما سنقوم‬
‫ابعتماد بعض املداخل النظرية كالتذكري ابلنظرايت الفقهية اليت جتاذبت هذا املفهوم‪ .‬كما سنضبط بعض‬
‫املصطلحات حمل الدراسة لتجنب اخللط بينها‪.‬‬

‫‪ .2‬الرتمجة القانونية املتخصصة للقاعدة الدستورية‪.‬‬


‫تعترب جدور الرتمجة القانونية ممتدة يف التاريخ‪ ،‬رغم حداثتها كتخصص علمي إىل جانب الرتمجة األدبية والتقنية‬
‫وغريها‪ ....‬فقد سبقت ترمجة الكتاب املقدس (‪ ،) Nicholas Grimal,1992, p.256‬حيث هتدف إىل‬
‫ترمجة النصوص القانونية املكتوبة منها أو الشفهية‪ ،‬حبسب النصوص املراد ترمجتها‪ ،‬ومنها ترمجة القواعد الدستورية‪،‬‬
‫وللتفصيل فيها نتعرض إىل‪:‬‬
‫‪ 1.2‬مفهوم الرتمجة القانونية‪.‬‬
‫تعد الرتمجة مظهر من مظاهر احلضارة اإلنسانية‪ ،‬ولقد أتثرت الثقافة العربية وتطورت بفضلها‪ ،‬مث أثرت يف‬
‫ثقافات أخرى‪ ،‬حيث يدل املعىن اللغوي للفعل "ترجم"‪ :‬فسر؛ على أهنا كلمة فصيحة متاما وعربية األصل وعن‬
‫العربية اقتبس اإلجنليز كلمة "ترمجان" "‪ " drag man‬وجعلوها من مفردات لغتهم‪ ،‬كما اقتبسها الفرنسيون‬
‫ومسوه»‪ . «Drogman‬وللتعرف على مدلول هذه العملية وعناصرها مث القائم هبا نتطرق إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪ :1.1.2‬تعريف الرتمجة القانونية ومتييزها عن ما يتشابه معها‬

‫‪257‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫جاء يف لسان العرب البن منضور‪" :‬يرتجم الكالم أي ينقله من لغة إىل أخرى‪ ،‬والشخص يسمى الرتمجان‪ ،‬وهو‬
‫الذي يفسر الكالم " (أبو الفضل ابن منظور‪ ،1997 ،‬ص ‪ .)47‬ويف نفس االجتاه يذهب املعجم الوسيط إذ‬
‫جاء فيه‪" :‬ترجم الكالم بينه وضحه‪ ،‬وترجم كالم غريه‪ :‬نقله من لغة إىل أخرى‪ ،‬وترمجة لفالن‪ :‬ذكر ترمجته الرتمجان‬
‫هو املرتجم‪ ،‬مجعه تراجم وترامجة "( ابراهيم أنيس وآخرون ‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ن) ‪ ،‬ص ‪ ،)8‬وهو ما ورد أيضا يف القاموس‬
‫احمليط " ‪" :‬الرتمجان هو املفسر وترمجه ترمجة عنه‪ ،‬والفعل يدل على أصالة التاء" (الفريوز أابدي‪(،‬د‪.‬ت‪.‬ن) ‪ ،‬ص‬
‫‪ ،)83‬أما اصطالحا‪ :‬يعرف الفقيه اللساين "جون دوبوا"»‪ «Jean du Bois‬الرتمجة ‪"La‬‬
‫"‪ traduction‬يف مؤلفه معجم اللسانيات على أهنا "نقل رسالة من لغة األصل )‪ (langue source‬إىل لغة‬
‫اهلدف (‪ )langue cible‬وتطلق هذه التسمية على الفعل ونتاجه(‪ ،)...‬وهي مرتبطة ابلنصوص املكتوبة‪ ،‬أما‬
‫إذا ما كان نقال شفواي فيطلق عليها ترمجة شفهية‪Jean du Bois et ( ) interprétariat،‬‬
‫‪ ،)autres,2002,p 486‬ويف اجتاه آخر ذهب اللغوي املتخصص يف النطق "كاتفورد‪ " Catford -‬على‬
‫أهنا عملية إحالل النص املكتوب إبحدى اللغات‪ ،‬ويسميها اللغة املصدر »‪ «source langage‬بنص يعادله‪،‬‬
‫مكتوب بلغة أخرى ويسميها اللغة املستهدف النقل إليها‪-‬أو ابختصار اللغة املنقول إليها ‪«Target‬‬
‫»‪ ،langage‬فهي عملية حبث ملقابل معنوي وتركييب لنص اهلدف (حممد حسن يوسف‪ ،2006 ،‬ص ‪).29‬‬
‫هذا ويتشابه مدلول كلمة ترمجة مع بعض الكلمات مثل‪ :‬التعريب‪ ،‬التفسري‪ ،‬النقل وهو ما سنحاول تبينه‪:‬‬
‫يقصد ابلتعريب‪ :‬إدخال ألفاظ أعجمية إىل اللغة العربية على حنو يتالءم مع خصائص اللغة العربية‪ ،‬وهذا‬
‫ما جاء يف لسان العرب البن منظور‪ :‬تعريب االسم األعجمي‪ :‬أن تتفوه به العرب على منهاجها‪ ،‬تقول‪ :‬عربته‬
‫العرب‪ ،‬وأعربته أيضا‪( .‬ابن منظور‪ ،‬ص ‪ )345‬فالتعريب يكون للفظة اليت ال مقابل هلا يف لغة العرب مثل‪:‬‬
‫كمبيوتر‪.....‬‬
‫أما املقصود ابلتفسري‪ :‬فهي مفردة تشتق لغة من "فسر"‪ ،‬مبعىن أابن وكشف (الفراهيدي‪ ،‬ص ‪ ).247‬ومعناه يف‬
‫االصطالح‪ :‬إزاحة اإلهبام عن اللفظ املشكل‪ ،‬وعليه تفسري الدستور هو حتديد معناه عن طريق إزالة غموضه وبيان‬
‫مداه واستكمال نقائصه‪ ،‬من خالل تطبيق القواعد املتعلقة ابلتفسري عليه‪ ،‬بغية توضيح معانيه والتعرف على‬
‫مضمونه لغرض تطبيقه تطبيقاً سليما‪ ،‬حيقق الغاية النهائية من وضعه (عبد املهدي أمحد العجلوين‪ ،2005، ،‬ص‬
‫‪.)66‬‬
‫وفيما خيص النقل‪ :‬فاجلدير ابلذكر أن ابن الندمي‪ :‬استخدم كلمة الرتمجة للداللة عن نقل الكالم من لغة إىل أخرى‬
‫(حممد نبيل النحاس احلمصي‪ ،2003 ،‬ص‪)15‬‬
‫أما الرتمجة القانونية‪ ،‬فهي كما عرب "بوكييه" أبهنا" ذلك العلم الذي يتضمن كل من علم القانون جبميع فروعه‬
‫وروح فن الرتمجة الذي يتجلى يف حسن صياغة اجلملة لغواي (‪ )Bocquet Claud, p 20‬كما وصفها‬

‫‪258‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫األستاذ "كمال السباعي"‪" ،‬بتلك العملية اليت تشمل نقل النصوص القانونية من لغة إىل أخرى مع التقيد التام‬
‫بنظام طبيعة املصطلحات القانونية وأصول الصياغة السليمة اليت تتوازن مع القوانني والتشريعات الوطنية") السباعي‬
‫امين كمال‪ ، 2008،‬ص‪ . (1‬والرتمجة القانونية عملية صعبة‪ ،‬تتطلب الكثري من الرتكيز واملراجعةـ‪ ،‬ويف هذا‬
‫اخلصوص يقول "جيمار"‪ :‬إن ترمجة النصوص القانونية ترتكز أساسا على الدقة والوضوح نظرا للطابع املعياري‬
‫الذي متتاز به النصوص القانونية (‪ ،)Gémar Jean Claude,1970, p 35,53‬فما هي عناصر الرتمجة‬
‫القانونية؟‬
‫‪ :2.1.2‬عناصر الرتمجة القانونية وأمهيتها‪.‬‬
‫إن الرتمجة ليست جمرد عملية لغوية فحسب‪ ،‬وإمنا هي عملية تواصلية علمية فهي علم وفن على حد تعبري‬
‫"جورج موانن "‪ ،‬الغاية منها الوصول إىل أقرب معادل طبيعي للبالغ يف لغة األصل" وكما تقول "نيدا" أن أفضل‬
‫ترمجة هي تلك اليت تنسي القارئ أنه يقرأ (مطهري صفية‪ ،2004،‬ص ‪ )57‬وإذا كانت الرتمجة هي نقل معلومة‬
‫من لغة إىل لغة بدقة وأمانة‪ ،‬وعلم بلغتني‪ :‬املنقول منها والناقلة إليها‪ ،‬ومعرفة ابملادة اليت تشكل موضوع الرتمجة‬
‫(بن محادي عبد القادر‪ ،2007 ،‬ص ‪ ،)195‬فيتضح جليا أهنا تقوم على عناصر أساسية هي‪:‬‬
‫‪-‬النص املصدر )‪:(Texte source, texte à traduire‬‬
‫النص بصفة عامة هو تتابع مرتابط من اجلمل ويعترب وحدة متشابكة ومعقدة (نعيمة سعدية‪ ،2009 ،‬ص‪)4‬‬
‫تتوافر عناص ر أساسية منها االتساق واالنسجام‪ .‬والنص املصدر هو النص األصلي‪ ،‬الذي نبدأ منه عملية الرتمجة‪.‬‬

‫‪ -‬النص اهلدف )‪(Texte cible, texte traduit‬‬


‫يعترب النص اهلدف الشكل النهائي الذي يصل إليه النص األصلي‪ ،‬بعد فهمه كوحدة يف لغته األصلية‪ ،‬إذ‬
‫"يشكل الفهم اخلطوة األوىل اليت يقوم هبا املرتجم يف عملية الرتمجة " (روبرت مشالب‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪)16‬‬
‫وجيب أن يقوم النص اهلدف على العناصر أو الركائز اليت يقوم عليها النص األصلي‪ ،‬من اتساق وانسجام‪ ،‬بغرض‬
‫‪.‬حتقيق اهلدف املرجو من الرتمجة وهي تبليغ رسالة معرفية بصورة سليمة‬
‫– لغة املصدر )‪:(Longue source, longue de départ‬‬
‫هي "اللغة اليت ينتمي اليها النص املراد ترمجته‪ ،‬وهي جتريد انتج عن دراسة نصوص تلك اللغة‪ ،‬فاللغة املصدر‬
‫سابقة للرتمجة ودراستها سابقة لدراسة لغة الرتمجة " (روبرت مشالب‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪)16‬‬

‫‪259‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫‪-‬لغة اهلدف ‪ :‬هي اللغة اليت يتم هبا نقل النص املصدر إليها‪ ،‬فهي تقابل لغة املصدر‪ ،‬ومثلها حتتوي على قواعد‬
‫لغوية‪ ،‬حنوية‪ ،‬صرفية‪ ....‬واللغة اهلدف تقف غالبا موقف املتلقي وليس املنتج يف جمال الثقافة والعلوم‪.‬‬
‫إذا كانت هذه هي العناصر العلمية اليت تتكون منها عملية ترمجة النصوص القانونية فمن هو القائم هبذه العملية؟‬
‫‪ :3.1.2‬من هو املرتجم القانوين‪.‬‬
‫املرتجم عنصر أساسي وفعال يف عملية الرتمجة‪ ،‬فقيامه بنقل األفكار واألقوال من لغة إىل أخرى مع حمافظته على‬
‫النص املنقول جيعل منه كاتبا ومبدعا عند التزامه األمانة فيها‪ .‬ولذلك حتاول جل كتب الرتمجة وضع شروط‬
‫للمرتجم‪ ،‬ويف هذا السياق جند "بروتشاسكة" يلح على ضرورة أن يتوفر يف املرتجم الشروط التالية‪( :‬عبد العليم‬
‫السيد املنسي‪ ،‬عبد هللا عبد الرازق إبراهيم‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪)11‬‬
‫*أن يفهم الكلمات األصلية موضوعا وأسلواب‪.‬‬
‫*أن يتغلب على الفوارق بني البنيتني اللغويتني‪.‬‬
‫*أن يعيد يف ترمجته‪ ،‬تراكيب البنيات األسلوبية للعمل األصلي (حممد الديداوي‪ ،1992،‬ص ‪)175‬‬
‫ابإلضافة إىل ذلك ينبغي للمرتجم أن يكون عارفا ابللغة املصدر واللغة اهلدف معا‪ ،‬وجيب عليه توخي الدقة‬
‫واألمانة؛ ألهنا تضفي على عمله مصداقية ومشروعية وإن كان بعض الباحثني يذهب غري هذا املذهب‪ ،‬ومنهم‬
‫"سعيد علوش" الذي يرى أن‪ ":‬األمانة يف الرتمجة ادعاء ال يسلم من القوادح‪ ،‬مادامت تقوم على مقاييس خيانتها‬
‫وانزايحها على مستوى املماثلة إىل املغايرة‪ ".‬ومن جهة أخرى جيب عليه أن حيرص على مالئمة النص (أو‬
‫املصطلح) املنقول للغة املنقول إليها‪ ،‬حيث يرى "عبد السالم املسدي"‪" :‬أن املصطلح النقدي تزداد حظوظ‬
‫مقبوليته يف التداخل والتأثري‪ ،‬كلما توفرت فيه مقومات املواءمة اإلبداعية" (عبد السالم املسدي‪ ،1987 ،‬ص‬
‫‪ )103‬ومن النادر يف الواقع العملي أن جند مرتمجا واحدا ملما بكل احلقول جمتمعة‪ ،‬بل إن االجتاهات احلالية تركز‬
‫على التخصص يف إحدى حقول العلم الواحد أو بعضها‪ ،‬فهذه اإلجراءات تعترب ضرورية لإلملام والفهم املعمق من‬
‫قبل املرتجم‪.‬‬
‫مما تقدم ميكن القول إن صعوابت الرتمجة القانونية تفرض على املرتجم أن يقوم بعمل وساطة بني النظامني‬
‫القانونيني‪ :‬املصدر واهلدف‪ ،‬رغم عدم تطابق النظامني من حيث املفاهيم والثقافة القانونية حىت يف حال تقارب‬
‫النظام القانوين اهلدف مع النظام القانوين األصل‪ ،‬وهذه العملية تبدو على قدر من الصعوبة واألمهية‪ ،‬حبيث أن‬
‫اخلطأ يف إعطاء اجلملة القانونية يف اللغة األصلية معناها يف اللغة املستهدفة‪ ،‬يؤدي إىل سوء فهمها وأتويلها‪،‬‬
‫وابلتايل تطبيقها‪ ،‬وإن كان ذلك مهما ابلنسبة لسائر القواعد القانونية‪ ،‬فتزداد أمهيته ابلنسبة للقواعد الدستورية اليت‬
‫تعد أساس اجملتمع‪ .‬وعليه للتوسع يف معرفة كيفيتها نتعرض للفقرة التالية‪:‬‬
‫‪ 2.2‬ترمجة القاعدة الدستورية‬

‫‪260‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫ختتلف الرتمجة القانونية عن التخصصات األخرى من خالل موضوعها أي القانون الذي يفرض عليها منطقه‬
‫وقيوده‪ ،‬فلغة القانون لغة ضابطة له يف مفرداته وتعابريه‪ ،‬ابإلضافة إىل كون النص القانوين املرتجم قد يكون حمل‬
‫ت نازع أو موضوع تفسري من طرف القاضي أو هيئة خيول هلا إبداء الرأي يف الرتمجة أو مقارنتها ابلنص القانوين‬
‫األصلي وهذا ما ال جنده يف الرتمجة األدبية وغريها(‪.)Jean-Claud Gémar , 2003,p 123‬كما قدي يكون‬
‫هذا النص القانوين عرفيا أي غري مدوان أو مكتواب (دستور‪ ،‬تشريع‪ ،‬تنظيم‪ ،‬تعليمة‪ ،‬أمر)‪ ،‬حيث تعترب القاعدة‬
‫الدستورية أمسى القواعد القانونية يف الدولة القانونية احلديثة‪ ،‬وتستمد هذا السمو من موضوعها وطريقة اختاذها‬
‫)‪ ،)(F. Terré. 1986, p 348‬لذا ال بد أن حتاط عملية وضعها و تعديلها‪ ،‬وكذا ترمجتها لقواعد علمية‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪ :1.2.2‬اللغة املتخصصة ولغة القانون والدستور‪.‬‬
‫اللغة هي أداة لنقل األفكار بل هي أداة التفكري واحلس والشعور (كارم السيد غنيم‪ ،1989 ،‬ص‪ ،)37‬وتعد‬
‫اللغة الرابطة اليت جتمع القانون ابلعلوم اإلنسانية من انحية (خالد وليد احلداد‪ ،2008 ،‬ص‪ ،).139‬ومن أخرى‬
‫ابعتباره ظاهرة اجتماعية هتدف إىل تنظيم عالقات األفراد داخل جمتمع معني‪ .‬وهي يف جمال الصياغة القانونية تعرب‬
‫عن احلس القانوين‪ ،‬وحتيل إىل مبدع من نوع خاص‪ ،‬أال هو املبدع القانوين واملصطلح على تسميته "املشرع" أو‬
‫املؤسس الدستوري وهو واضع القاعدة الدستورية‪ ،‬بل وبتعبري أدق الصائغ القانوين (رمضاين فاطمة الزهراء‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪ ،)45‬حيث تستخدم النصوص القانونية لغ ًة خاصة‪ ،‬وعلى هذا األساس يعتربها الكثريون لغة‬
‫اختصاص وختصص‪ .‬واملقصود بلغة التخصص)‪ : (Les langues Spécialisées‬اللّغات املستعملة يف‬
‫ميادين االختصاص‪ ،‬وهي نظام لساين فرعـي يسـتخدم مصـطلحات معينـة ووسائل لغوية أخرى ‪(Frandsen‬‬
‫)‪ ) Fabian, 1998,p12‬واللغة القانونية‪ ،‬هي استعمال خاص للّغة الوطنية على حد تعبري جريارد كورنو‬
‫( ‪ (GérardCornu‬؛ وهي لغة منفردة مبصطلحاهتا وأسلوهبا تعرب عـن معرفـة خاصة وليست سهلة الفهم‬
‫لدى األفراد غري أهل القانون ‪ )Gérard Cornu , 1990, p 22.( .‬وعليه فهي لغة متخصصة‪ ،‬ويعتقد‬
‫"سوريو‪ Legault ، Sourioux‬لوقو‪ Lerat ،‬لورا" أبنه ميكن معرفة اللغة املتخصصة القانونية من خالل‬
‫املفردات املتخصصة والعبارات اخلاصة اليت ال جندها يف اللغة املتداولة ( ‪Gémar Jean-Claude,‬‬
‫‪ )op.cit, p88‬كما اعترب "مجار" أن القانون ميتلك لغة متخصصة تتوفر على مفردات وحنو وداللة أو أسلوب‬
‫مييزها عن غري من لغات التخصص األخرى (‪)ibid,p90.‬‬
‫أما لغة الدستور فهي اللغة القانونية اليت تصاغ هبا القواعد الدستورية‪ ،‬اليت تتميز بثالث خصائص تتمثل يف‪ :‬البنية‬
‫اليت تضم الصيغ العامة واخلاصة‪ ،‬واملصطلحات التقنية‪ ،‬واخلطاب‪ .‬إذ ميتاز اخلطاب القانوين الدستوري بطابعه‬
‫التقين املرتبط ابملادة التقنية للقانون الدستوري‪ ،‬اليت يعرب هبا من خالل استعمال املفردات القانونية‪ .‬ويف هذا‬
‫‪261‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫السياق أجرى الفيلسوف والسيميائي القانوين جاكسون بريانر‪ ،Bernard Jackson‬مقاربة مسيائية للغة‬
‫القانونية أشار فيها إىل تقنية اللغة القانونية اليت تتجلى من خالل املصطلحات القانونية‪Cao, ( ،‬‬
‫‪ ،)Deborah , p16‬وحبسب الفيلسوف والسيميائي القانوين ‪ ،Bernard Jackson‬فإن اللغة القانونية‬
‫لغة تقنية وأن املعجم القانوين وتركيبته متنح اللغة القانونية خصوصيات جتعل منها لغة تقنية ولغة متخصصة‬
‫)‪ ( Jackson, Bernard in Cao Deborah, 2007p, 16‬وهو ما ينطبق على لغة كتابة‬
‫الدستور‪ .‬فضال عن أن لغة القانون تتميز ابل ّدقة والوضوح واإلجياز (رمضاين فاطمة الزهراء‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪ ، (49‬لكن عمليا يكتنف اخلطاب القانوين غموضا لصيقا مبصطلحاته‪ ،‬وهذا ما جيعل القانونيون يلجئون إىل‬
‫التفسري القانوين من أجل إماطة هذا اللبس‪ ،‬وهذا الغموض يتضح بشكل كبري يف القواعد الدستورية‪ ،‬نظرا‬
‫الستخدامها مصطلحات قانونية تقنية‪ ،‬فما املقصود ابلقواعد الدستورية‪ ،‬وما هي خصائصها؟ هذا ما سنحاول‬
‫اإلجابة عليه يف النقطة املوالية‪:‬‬
‫‪ :2.2.2‬خصائص القاعدة الدستورية حمل الرتمجة القانونية‪.‬‬
‫إن القواعد الدستورية ابعتبارها القواعد القانونية األساسية اليت يرتكز عليها النظام القانوين والسياسي يف الدولة‪ ،‬ما‬
‫هي إال انعكاس إلرادة األغلبية يف كيفية تنظيم وتسيري الشؤون العامة فهي جمموع املبادئ والقواعد اجلوهرية مهما‬
‫كان مصدرها اليت يقوم عليها جمتمع ما‪ ،‬تبني سلطات الدولة وعالقاهتا ونظام احلكم هبا ابإلضافة إىل حقوق‬
‫وحرايت األفراد (أزرقي حممد نسيب‪ ،1998 ،‬ص ‪ )213‬ويعد مسو القاعدة الدستورية أول خاصية مالزمة هلا‬
‫تنفرد هبا ابإلضافة إىل اخلصائص العامة للقاعدة القانونية من عمومية وجتريد وإلزام‪ .‬أما اخلاصية الثانية للقاعدة‬
‫الدستورية فهي املعيارية‪ ،‬فهي قواعد كمعيار وأداة لتقومي السلوك الفردي‪ ،‬القائم على املقاييس أو القواعد‬
‫االجتماعية اخللقية أو الدينية اليت حتددها مجاعة معينة‪( .‬عليان بوزاين‪ ،2014 ،‬ص‪).4‬‬
‫ابإلضافة إىل هذا يتفق الفقه الدستوري على أن متيز القواعد الدستورية مرجعه طبيعة موضوعاهتا؛ وليس أدل‬
‫على هذا املعىن‪ ،‬مما ذكره الدكتور" أمحد كمال أبو اجملد" يف معرض حديثه عن السلطة التقديرية الواسعة للقاضي‬
‫الدستوري واليت أرجعها إىل خصوصية طبيعة القواعد الدستورية حيث يقول " ‪:‬أن نصوص الدساتري هلا طبيعة‬
‫خاصة متيزها عن سائر النصوص القانونية إذ يقع بعضها على احلدود الفاصلة بني عامل السياسة وعامل القانون"‬
‫عليان بوزاين‪ ،2014 ،‬ص ‪)3‬‬
‫وتتطلب هذه الطبيعة اخلاصة للقواعد الدستورية‪ ،‬عناية خاصة يف إعدادها‪ ،‬وتعديلها‪ ،‬وصياغتها مبا يضمن‬
‫االستقرار‪ ،‬والتوازن بني املصلحة العامة‪ ،‬وبني حقوق وحرايت األفراد‪ .‬وميكن القول أن كتابتها تستلزم القيام‬
‫بعمليتني خمتلفتني‪ ،‬وإن كانتا متكاملتني وأحياان متداخلتني‪ ،‬مها؛ االتفاق على مضامني الدستور من جهة وكتابة‬
‫هذه املضامني يف لغة قانونية صرفه جتعله قابال للتطبيق من جهة أخرى‪ .‬لذا‪ ،‬حتمل مرحلة إعداد مشروع الدستور‬

‫‪262‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫بعدين يف ذات الوقت‪ :‬بعدا سياسيا وبعدا تقنيا‪( .‬رمضاين فاطمة الزهراء‪ ،2015 ،‬ص‪ .)112‬وال يقل البعد‬
‫التقين لعملية صياغة مشروع الدستور أمهية عن بعدها السياسي (منذر الشاوي‪ ،2009 ،‬ص‪ )209‬فهو يتجلى‬
‫يف عملية الصياغة القانونية ملضامني الدستور‪ ،‬اليت تتطلب خربة فنيّة عالية يف اجملال القانوين ويف اجملال اللغوي‬
‫ابإلضافة إىل الدرية بقواعد الرتمجة القانونية‪( .‬رمضاين فاطمة الزهراء‪ ،2014 ،‬ص ‪ ، )14‬وتزداد أمهية هذه‬
‫العملية يف حالة توخي الدقة فيما يتم اعتماده من مصطلحات وعبارات قانونية وأيضا يف عملية ترمجته اليت إذا ما‬
‫مل تتم اباللتزام بقواعد علمية دقيقة ستفرغ النص الدستوري من حمتواه وهدفه‪ .‬فحسب "أليكس مارتن" و"جريارد‬
‫فينييه" (‪ ) Martin & G. Vigner.A‬لغة االختصاص القانوين تطبـع مفرداهتا بطابع أحادي املعىن‬
‫وأحادي املرجع‪ ،‬حيث يستحيل استبدال مصطلح آبخر؛ فاملصطلحات تسلّط الضوء مـن جهة على االنتماء إىل‬
‫اختصاص معني‪ ،‬ومن جهة أخرى على وجود لغة طبيعية توفّر مصـادر مـن أجـل ايصـال حمتوايت متخصصة‬
‫()‪ .)Gérard Vigner, Alix Martin, 1976‬وللتفصيل يف هذه القواعد العلمية نتعرض إىل‪:‬‬
‫‪ :3.2.2‬أساليب وقواعد الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية‪.‬‬
‫إن الرتمجة السليمة للقاعدة الدستورية تؤثر على فهمها وابلتايل تطبيقها‪ ،‬ابعتبارها مصدرا لباقي القواعد‬
‫القانونية اليت حتكم عالقات األفراد‪ ،‬وبشكل عام متثل الرتمجة اجليدة للدستور غاية حبد ذاهتا‪ ،‬ينبغي أن تستويف‬
‫شروط خاصة‪ ،‬ألن النص املرتجم خمصص للقراءة أو النشر والتطبيق‪( .‬حممد نبيل النحاس احلمصي‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص)‬
‫إن الرتمجة على العموم متثل غاية ووسيلة لتمازج أفكار وتالقي عبقرايت‪ ،‬وتبادل معارف يف شىت احلقول‬
‫املعرفية‪ ،‬وهوه ما ينبغي توخيه عند اختيار أعضاء اهليئة التأسيسية (السلطة التأسيسية هس اهليئة اليت تسند هلا‬
‫مهمة وضع وتعديل الدساتري‪ ،‬ويتم اختيار أعضائها إما بواسطة االنتخاب أو التعيني)‪ ،‬الذين ينبغي فيهم أن‬
‫جيمعوا بني التخصص القانوين والدراية اللغوية‪ ،‬واملعرفة ابلقواعد العلمية لعم الصياغة والرتمجة‪ ،‬كما أن احلديث عن‬
‫عن تقنيات وأساليب الرتمجة حييلنا إىل التفكري مباشرة يف الدراسة اليت قام هبا كل من ‪Vinay et‬‬
‫‪ ،Darbelnet‬يف كتاهبما األسلوبية املقارنة بني اللغتني الفرنسية واإلجنليزية‪ ،‬الذي يتناول جمموعة من‬
‫مرتجم أن يعرفها أوال ويفهمها اثنيا‪ ،‬وحيسن توظيفها أخريا يف النص الذي هو بصدد‬
‫األساليب اليت البد على كل ً‬
‫ترمجته (‪ ،)(J.P.Vinay, J.Darbelnet, P 50).‬وتطبق األساليب اليت جاء هبا كل من "فيناي و‬
‫الرتمجة بصفة عامة‪ ،‬وحىت على النصوص القانونية‪ ،‬وقد حدد ذلك املختص يف الرتمجة القانونية جون‬
‫داربلين" على ً‬
‫كلود جيمار ‪ ، Jean Claude Gémar‬حيث تنقسم أساليب الرتمجة إىل‪ :‬أساليب مباشرة وأخرى غري‬
‫مباشرة‪:‬‬

‫‪263‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫أ‪ -‬األساليب مباشرة‪ :‬منها‪ :‬أسلوب االقرتاض‪ ":‬فهو استرياد بعض الكلمات من اللغة األصل أو االحتفاظ‬
‫بكلمات على طبيعتها عند نقلها إىل لغة اهلدف‪ ،‬سدا لفراغ موجود يف هذه اللغة‪ ،‬عندما يتعذر إجياد معادالت‬
‫(مكافئات) أثناء الفعل الرتمجي"(حممد عفيف الدين الدمياطي‪ ،2010 ،‬ص ‪ ،)183‬مت أسلوب احملاكاة ‪Le‬‬
‫‪ :claque‬هو نوع من االقرتاض‪ ،‬ولكن للصيغة التعبريية كاملة؛ وترمجة كل جزء من أجزائها‪ ،‬أو ترمجة كل‬
‫العناصر اليت تشَّكل الصيغة التعبريية‪ .‬ابإلضافة إىل أسلوب الرتمجة احلرفية ‪ La traduction littérale‬يتمثل‬
‫الرتكيبية‬
‫هذا األسلوب يف االنتقال من اللغة املصدر إىل اللغة اهلدف‪ ،‬واحلصول على نص صحيح من الناحية ً‬
‫والداللية‪ ،‬وذلك ابلتقيد ابلعالمات اللسانية فقط‪.‬‬
‫ب‪-‬األساليب غري املباشرة‪ :‬جند أسلوب اإلبدال‪ La transposition‬الذي يقوم على تغري قسم من أقسام‬
‫الكالم‪ ،)J.P.Vinay, J.Darbelnet, op.cit, P 50( .‬إىل جانب هذا جند أسلوب التطويع‬
‫‪ :Modulation‬فهو حتوبل يطرأ على التعبري كنتيجة تغري يف وجهة النظر أو يف درجة الوضوح‪.‬‬
‫)‪ ،)J.P.Vinay, J.Darbelnet, ibid,P 51‬ابإلضافة إىل هذين األسلوبني جند أسلوب "التصرف"‬
‫‪ :adaptation‬الذي يلجأ فيه املرتجم إىل ً‬
‫البرت واحلذف واإلضافة وإمهال بعض العبارات املذكورة يف النص‬
‫األصلي العتبارات خاصة لديه‪ ،‬كي ال يؤذي من شؤن قومه‪J.P.Vinay, J.Darbelnet, (.‬‬
‫‪op.cit,50‬‬
‫)‪ ،‬كما يعد أسلوب التكافؤ ‪ L’équivalence‬من أهم أساليب الرتمجة‪ ،‬الذي يتم بواسطته إيصال الوضعية‬
‫نفسها املوجودة يف األصل‪ ،‬ابستخدام وسائل تعبري خمتلفة متاما‪ .‬ويتطلب التكافؤ معرفة واسعة ابللغتني املصدر‬
‫واهلدف‪ ،‬ويقتضي هذا األسلوب إجياد صيغة مرادفة للوضعية األصل يف اللغة اهلدف‬

‫‪ .3‬إشكالية ترمجة قواعد الدستور بني املصطلح والتكافؤ يف املعىن‬


‫أاثرت الوثيقة املتضمنة التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬انتباهنا يف عدة أمور ذات طبيعة دستورية حمضة من‬
‫قبيل النص على صيغة احلكومة اجلديدة الواردة يف املادة ‪ ،103‬أما املالحظة الثانية اليت تراءت لنا فتتعلق ابلرتمجة‬
‫الفرنسية الواردة للنسخة العربية‪ ،‬اليت مل تتم بشكل منضبط وعقالين كتلك اليت أعطيت للمادتني ‪ 139‬املتعلقة‬
‫ابالختصاص احملجوز للربملان لتنظيم بعض املواضيع‪ ،‬مث نص املادة ‪ 141‬املتعلقة ابإلختصاص التنظيمي للسلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وهذه حقيقة ال تقبل من جيادلنا فيها‪ ،‬بل ودفعتنا إىل التفكري يف اللغة األصلية اليت صيغت هبا مسودة‬
‫الدستور؟ مث الطريقة واألسلوب الذي استخدم يف عملية ترمجته؟ وقد ذكرد "جيمار" أن ترمجة النصوص القانونية‬
‫ترتكز على الدقة والوضوح نظرا للطابع املعياري الذي متتاز به نصوصها‪ ،‬ابإلضافة إىل تنوع األنظمة القانونية‬
‫واختالفها‪ ،‬لكن ابلرغم من التشديد على احملافظة على حرفية القانون فإن الرتمجة القانونية ليست عملية نقل‬

‫‪264‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫جملموعة من كلمات من لغة إىل أخرى‪ ،‬كما هو الشأن ابلنسبة مليادين الرتمجة األخرى فإن الوحدة األساسية يف‬
‫الرتمجة القانونية هي النص وليست الكلمة (‪ ،)SARCEVIC Susan, p 5‬فهل تعتمد ترمجة الدستور‬
‫على املصطلحات أم على الرتمجة املكافئة ملقصوده وروحه؟‬
‫‪ 1.3‬املصطلحات القانونية البىن التحتية للرتمجة احلرفية للقاعدة الدستورية‪.‬‬
‫يعترب املصطلح من أهم قضااي تنمية اللغة‪ ،‬فهو عصب لغات االختصاص‪ ،‬وهو يعين؛ جمموع الكلمات املتفق‬
‫على استخدامها بني أصحاب اإلختصاص الواحد للتعبريَ عن املفاهيم العلمية لذلك التخصص‪ .‬واملصطلح" هو‬
‫دليل لغوي خاص يشكل وحدة مركبة من دال ومدلول‪ ،‬وأتيت خصوصيته يف أن اتساعه الداليل مرهون ابملدلول‬
‫وليس ابلدال‪ .‬لذلك فضل "كورين" يف مقاربته عزل الكلمات عن سياقها وعن املفردات العامة‪ ،‬من أجل حتديد‬
‫انتمائها احلصري إىل امليدان القانوين‪ ،‬ويقصد ابنتماء املصطلحات احلصري إىل القانون أن بعض الكلمات ال‬
‫جندها إال يف امليدان القانوين‪ ،‬وأن داللتها هي داللة قانونية حمضة‪ .‬ومن أمثلة املصطلحات القانونية جند‬
‫امل صطلحات الدستورية؛ وهي جمموع الكلمات والعبارات املستقرة يف فقه القانون الدستوري مثل‪ :‬سحب الثقة‪،‬‬
‫املرسوم‪......‬‬
‫‪ :1.1.3‬معىن الرتمجة احلرفية للقاعدة الدستورية ‪La traduction littérale‬‬
‫الرتمجة احلرفية أو الرتمجة كلمة بكلمة‪ ،‬هي االنتقال من اللغة الصدر إىل اللغة اهلدف‪ ،‬بغية الوصول إىل نص‬
‫ً‬
‫املرتجم عناء أي شيء سوى التبعية اللغوية ‪(J. P. Vinay, J.‬‬ ‫مكتوب بلغة سليمة وشائعة‪ ،‬دون أن يتحمل ً‬
‫)‪ Darbelnet, op cit, p 48.‬حيث يتمثل هذا األسلوب ابلنسبة لقواعد الدستور‪ ،‬يف االنتقال من‬
‫الرتكيبية‬
‫اللغة املصدر إىل اللغة اهلدف‪ ،‬للحصول على نص دستوري أو قاعدة دستورية صحيحة من الناحية ً‬
‫والداللية‪ ،‬من خالل التقيد ابلعالمات اللسانية فقط‪ ،‬فيكوف النص الناتج مطابقا للنص األصلي من انحية عدد‬
‫الوحدات والرتاكيب النحوية‪ ،‬لكن قد ال يتحقق هذا دائما‪ ،‬وإن حتقق ذلك سيكون نسبيا خاصة ابلنسبة للغات‬
‫اليت ال تنحدر من نفس األصل كاللغة العربية وللغة اإلجنليزية‪ .‬وتعد هذه الطريقة األكثر انتشارا يف ترمجة خمتلف‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬لكن هذه الطريقة أخذت تتطور شيئا فشيئا عرب السنني لذلك جند "سارسفيك " حتدثت على‬
‫املراحل اليت عرفتها هذه الطريقة يف ترمجة النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪-1‬احلرفية التامة‬
‫‪-2‬احلرفية‬
‫‪-3‬احلرفية املعتدلة‬
‫‪-4‬ترمجة اصطالحية قريبة‬

‫‪265‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫‪-5‬ترمجة اصطالحية‬
‫‪-6‬الصياغة املشرتكة (‪)Sarcevic, Susan,p 24‬‬
‫ونشري هنا إىل ارتباط "احلرفية " ابألمانة يف النقل من النص األصلي‪ ،‬حيث كانت تعترب مقياسا جلودة الرتمجة‪،‬‬
‫فكلما ترمجت الكلمة األصل بكلمة هدف مقابلة هلا‪ ،‬كلما كانت الرتمجة أكثر أمانة‪ ،‬وابالطالع على‬
‫املنظومة القانونية اجلزائرية يتضح جليا أتثر النظام القانوين اجلزائري بنظريه الفرنسي‪ ،‬يف أخده الكثري‬
‫من املفاهيم القانونية‪ ،‬كما هو الشأن مثال ابلنسبة ل"التشريع ب "األوامر "‪ "،‬قانون عضوي" ‪ ،‬حيث يتضح‬
‫جليا من تسمية "قانون عضوي" و "أوامر "‪...‬أهنا ترمجة حرفية للمصطلحني املستعملني ابللغة الفرنسية ‪lois‬‬
‫‪.ordonnance, organique‬‬
‫وإذا كان هلذا النوع من الرتمجة أمهيته ابلنسبة للنصوص القانونية ذات الطابع القضائي (كاألحكام والقرارات‬
‫القضائية)‪ ،‬اليت قد يتدخل القضاة لفرضها على املرتمجني احمللفني أمام اجلهات القضائية‪ ،‬كما يرجع هلم مسألة‬
‫احلسم يف تقييم حتقق األمانة الرتمجية للنص من خالل التطابق احلريف أو كلمة بكلمة‪ ،‬فال يوجد أي هيئة تراقب‬
‫ترمجة القاعدة الدستورية‪ ،‬اليت تقوم إبعدادها هيئة خاصة‪.‬‬
‫لذا الرتمجة احلرفية ليست الطريقة الوحيدة يف الرتمجة‪ ،‬بل الزمتها الرتمجة احلرة أو ما يعرف ابلرتمجة املبنية على روح‬
‫النص‪ ،‬وه و ما ينبغي مراعاته عند ترمجة القواعد الدستورية اليت جيب أن تكون مطابقة لروح الدستور‪ ،‬غري أن‬
‫الواقع كثريا ما أثبت جتاوز هذه القاعدة‪ ،‬ولنتأمل املثال التايل يف الوثيقة املتضمنة التعديل الدستوري لسنة ‪:2020‬‬
‫النص العريب للفقرة األوىل من نص املادة ‪ 21‬منها يشري إىل أن '' الدولة تسهر على ضمان بيئة سليمة من أجل‬
‫محاية األشخاص وحتقيق رفاههم ''‪ ،‬يف حني أن النص الفرنسي يشري إىل" ‪«L’Etat veille à assurer‬‬
‫‪un environnement sain en vue de protéger les personnes ainsi que le‬‬
‫»‪développement de leur bien-être‬‬
‫فكلميت "ضمان" و "حتقيق الرفاه" ال ترتمجان على التوايل ب " ‪ "développement‬و "‪ ،" assurer‬حيث‬
‫أن الضمان يقابلها ابلفرنسية "‪ "garantie‬و » ‪ « developpement‬الفرنسية يقابلها ابلعربية "تطور"‪،‬‬
‫وال خيفى على خرباء القانون الدستوري ما ألمهية الكلمات و املصطلحات والعبارات املختارة يف القاعدة‬
‫الدستورية من أمهية‪ ،‬السيما القواعد الدستورية املتعلقة ابحلقوق واحلرايت‪ ،‬فهي تعكس إرادة الدولة يف االلتزام‬
‫هبا‪(.‬رمضاين فاطمة الزهراء‪ ،2021 ،‬ص) إىل جانب هذا مل تتوفق اللجنة اليت كلفت بصياغة مشروع التعديل‬
‫الدستوري يف استخدام كلمة "رفاه" يف هذه املادة‪ ،‬فكلمة "رفاه"‪ ،‬وهي مصطلح يستخدم يف الفلسفة لإلشارة‬
‫إىل نوعية احلياة اليت يعيشها الشخص‪ ،‬ميكن أن ححتمل على معناها اللغوي أي؛ مصدر "رفاهية" من الفعل‬
‫الرْز ِق‪ ،‬علما أن الرتمجة املقابلة املعطاة للمادة يف‬ ‫"رفحه"‪ :‬يعيش يف ر ِ‬
‫فاهيَة ‪:‬يف عَ ْيش نَعيم‪َ ،‬رغيد‪ ،‬ويف َسعَةح ِّ‬‫ََ َ ح َ‬
‫‪266‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫النسخة الواردة ابلفرنسية هي "‪ ،"bienêtre‬وهذه الكلمة الفرنسية من املفروض أن يقابلها ابلعربية كلمة‪" :‬‬
‫راحة"‪.‬‬
‫أما كلمة "رفاه" ابلعربية فيقابله ابلفرنسية "‪."le lux‬‬
‫ومن قواعد حسن الصياغة القانونية‪ ،‬اإلملام بقواعد اللغة العربية وترمجتها‪ ،‬الستخدامها يف صياغة القواعد‬
‫الدستورية‪ ،‬خاصة وأن املادة ‪ 21‬جتعل الدولة ضامنة لتحقيق الرفاه‪ ،‬فهل مبقدورها هذا؟ لذا كان من‬
‫املستحسن استب داهلا مثال بكلمة "تنمية"‪ ،‬خاصة وأنه يف جمال البيئة كثريا ما ترتبط ابلتنمية املستدامة‪.‬‬
‫(رمضاين فاطمة الزهراء‪ ،‬أبريل ‪ ،2021‬ص)‬
‫‪ :2.1.3‬املصطلحات القانونية الدستورية املستخدمة يف ترمجة دستور‪2020‬‬
‫نعين ابالصطالح‪ :‬إخراج اللفظ من معىن لغوي إىل آخر ملناسبة بينهما‪ ،‬وقيل االصطالح إخراج الشيء عن معىن‬
‫لغوي إىل معىن آخر لبيان املراد‪ .‬ويعين هذا أن االصطالح هو حتويل التسمية املبدئية للمفردة بغرض استعماهلا يف‬
‫ميدان حمدد‪( .‬حممود فهمي حجازي‪) ،‬د‪.‬س‪.‬ن( ‪ ،‬ص‪ .)8‬فاملصطلحات هي كلمات تستخدم فس حقل معريف‬
‫خاص‪ .‬ومن بني أبرز خصا ئص لغة القانون انفرادها مبصطلحات خاصة منها‪ :‬ذات املفاهيم القانونيـة؛ التـي‬
‫يقتصر استعماهلا لإلشارة إىل سياقات قانونية حبتة مثل‪ :‬كلمة مادة ‪ ،Article‬واليت تعرب عن نص يتضمن قاعدة‬
‫قانونية‪ .‬فاملصطلح القانوين؛ فهو كلمة أو عبارة استقر معناها يف جمال العلوم القانونية ( ‪TERRAL‬‬
‫)‪ ،( Florence, 2006, p106.‬ولغة الدستور كما سبق اإلشارة تستعني ابللغة العامة‪ ،‬غري أهنا تنفرد‬
‫بكلمات ومفردات خاصة هبا تسمى املصطلحات ذات االنتماء احلصري إىل القانون ؛ املصطلحات الدستورية ‪:‬‬
‫وهي جمموع الكلمات والعبارات املستقرة يف فقه القانون الدستوري‪ .‬ومن أمثلة املصطلحات الدستورية‪ :‬ما ورد يف‬
‫مواد الدستور احلايل‪ ،‬كاملادة ‪ 111‬عن بيان السياسة العامة‪ ،‬مث املادة ‪" 112‬املراسيم التنفيذية"‪ ،‬املادة‬
‫‪"133‬الفرتة التشريعية"‪ ،‬و"مشروع قانون يف املادة ‪... ،143‬ونشري هنا إىل إختالف هذه املصطلحات ابختالف‬
‫الدول‪ ،‬فعلى سبيل املثال السلطة التنظيمية املنصوص عليها يف املادة ‪ 141‬من دستورينا‪ ،‬املرتمجة من النظام‬
‫الفرنسي ‪ ،pouvoir règlementaire‬يطبق عليها يف مصر السلطة التقريرية ‪pouvoir‬‬
‫‪ ،décisionnel‬ويف تونس السلطة الرتتيبية‪......‬‬
‫إن التأمل يف هذه األمثلة والتمعن يف حقل املصطلحات الدستورية جتعلنا نقف على خصائصها‪:‬‬
‫‪-‬التقنية‪ :‬ألهنا تعرب عن مفاهيم تقنية خاصة مستمدة من القانون الدستوري‪ ،‬فقد استخدم املؤسس الدستوري‬
‫اجلزائري يف املادة ‪ 161‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مصطلح "ملتمس رقابة"‪ ،‬وهو مصطلح دستوري‬
‫حمظ يستخدم يف جمال الرقابة الربملانية‪ ،‬وهو يعين‪ :‬الئحة تتضمن انتقادا ملساعي احلكومة واجنازاهتا‪ ،‬يوقع من عدد‬

‫‪267‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫من النواب ويتضمن لوما هلا حول تصرفاهتا ونشاطاهتا‪ .‬مع العلم أن كلمة "ملتمس" جندها يف اللغة القانونية العامة‬
‫من خالل مثال "ملتمسات ال نيابة العامة" أي الطلبات اليت تقدمها النيابة العامة خبصوص املتهمني‪ ،‬كما جندها يف‬
‫اللغة العامة العادية‪ ،‬إذ كثريا ما تستخدم الكلمة مبعىن "الرجاء"‪.‬‬
‫‪-‬الدقة ‪ :‬يف معانيها اليت تؤهلها لتوصيل املعىن املرغوب‪ ،‬فالعالقة جد وطيدة بني الكلمة واملرجع الذي حتيل إليه‬
‫أي الدستور فهي ال تستعمل يف اللغة العامة‪ ،‬فعندما يستخدم املؤسس الدستوري مصطلح "انئب" يدل على‬
‫عضو الغرفة األوىل من الربملان اجلزائري‪ ،‬وقد حاول املؤسس الدستوري حتري الدقة يف هذا اخلصوص حىت ال يتم‬
‫اخللط بني املراد من اجلملة القانونية‪ ،‬حبيث يشري إىل كلمة انئب عند احلديث على األفراد املنتمني للغرفة األوىل‬
‫وهي اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬بينما يستخدم كلمة عضو جملس األمة عند اإلشارة ألعضاء هذه الغرفة‪ ،‬من خالل‬
‫املواد ‪124،123،118‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ -‬الوضوح‪ :‬أي أن التعبري املستخدم ًبني وظاهر مقصوده‪ ،‬فقد استعمل املؤسس الدستوري مثال يف التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ 2016‬مصطلح "الدفع بعدم الدستورية" الغري معروف يف النظام القانوين اجلزائري‪ ،‬أما اليوم‬
‫فهو شائع االستعمال‪ ،‬وهو ما نتصوره ابلنسبة الستبدال مصطلح "اجمللس الدستوري" ابحملكمة الدستورية" يف‬
‫املادة ‪ 185‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬اليت تستخدم للداللة على نوع الرقابة القضائية يف جمال رقابة‬
‫دستورية القوانني والتنظيمات‪.‬‬

‫‪ :3.1.3‬دقة املفردات وامللفوظات القانونية للقاعدة الدستورية أساس ترمجة سليمة للدستور‬
‫املفردات القانونية هي؛ جمموع الكلمات اليت حيدد القانون مدلوهلا يف اللغة القانونية العامة‪ ،‬وهذا ما يعرف‬
‫ابالنتماء القانوين احلصري للمفردات‪ ،‬أي هي كل الكلمات اليت يستخدمها القانون بداللة خاصة به وتشتمل‬
‫على‪ :‬الكلمات اليت هلا معىن عاما يف اللغة العامة ومعىن أخر متخصصا يف اخلطاب القانوين‪ .‬متل كلمة "ضرر"‬
‫اليت تستخدم يف اللغة العامة العادية للداللة على األمل واألذى‪ ،‬واليت مت االحتفاظ هبا يف اللغة القانونية العامة‬
‫بنفس املفهوم‪.‬‬
‫(كورين) وحتدث كورين عن تعدد املعىن ‪ polysémie‬اليت تعد خاصية أساسية للمفردات القانونية‪ ،‬ويف‬
‫نفس السياق أشار إىل االنتماء املزدوج للمفردات املتعلق ابنتمائها إىل اللغة العامة واخلطاب القانوين معا وهي‬
‫كثرية جدا مقارنة ابلكلمات ذات االنتماء القانوين احلصري‪.‬‬
‫و نشري يف هذا الصدد إىل اخللط الواضح بني الكثري من الدارسني يف مفهوم لغة االختصاص وبني مفهوم‬
‫املصطلحية فيقال مثال لغـة العلـوم أو مصـطلحات العلوم‪ ،‬ولغة القانون أو مصطلحات القانون‪ ،‬إالّ أن التّمييز‬
‫بينهما يكمن يف أن املصطلحات ما هـي إال قـوائم ألفـاظ ومفردات معزولة عن السياق والنّصوص‪ ،‬أما اللّغة‬

‫‪268‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫مبفهومها االصالحي هي أداة للتّواصل ونسق من العالمات اللّفظية اخلاصـة‪ ،‬فمفهوم اللّغة ال ينحصر يف مفردات‬
‫وألفاظ فحسب‪ ،‬بـل ميتـد ليشـمل الـروابط أبشخاص ينتمون إىل فئة واحدة والعالقات اليت جتمع بني عناصرها‪،‬‬
‫كما أن خاصية التّواصل ال تتم من خالل األلفاظ املعزول بعضها عن بعض وإمنا تتح ّقق وهي مرتاكبة‬
‫(‪)Ferdinand De Saussure, 1985, p. 25‬‬
‫متتاز املصطلحات ذات االنتماء احلصري إىل القانون أي جمموع املفردات واأللفاظ القانونية اخلالصة وابألخص‬
‫املصطلحات الدستورية ابلدقة يف معناها اليت تؤهلها لتوصيل املعىن املرغوب‪ ،‬فالعالقة جد وطيدة بني الكلمة‬
‫واملرجع الذي حتيل إليه أي الدستور فهي ال تستعمل يف اللغة القانونية العامة أو يف اللغة العادية‪ ،‬كلفظ "مرسوم‬
‫رائسي" املرتبط ابلدستور‪....‬‬
‫وبصفة عامة تتمثل إشكالية دراسة معاين املصطلحات القانونية يف عدم وجود نظرية متكاملة أتخذ يف عني‬
‫االعتبار املصطلحات القانونية وطابعها املنطقي املتعلق مبنطق اللغة القانونية‪ ،‬ومظاهرها السوسيو لساين اليت تنشأ‬
‫عن الصبغة املنطقية للقانون‪ .‬هذا ما دفع بفالسفة اللغة إىل توجيه دراستهم حنو عامل اخلطاب وامتداد املفردات‬
‫القانونية‪ ،‬وهو ما يعاين منه دارسي وشراح القانون الدستوري فيما خيص ترمجة املصطلحات الدستورية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى تطرح إشكالية تعدد املعىن‪ Polysémie‬بشدة يف اخلطاب القانوين وهي بذلك متثل عائقا‬
‫إلدراك داللة مصطلح قانوين معني وابلنسبة جلمار فإن تعدد املعىن ال ختضع لنفس املفهوم يف لغات التخصص‬
‫األخرى‪ ،‬ألن يف لغة التخصص القانونية خيضع النص إىل التفسري ما يعين اختيار معىن املصطلحات بدال من أخر‬
‫يكون من اختصاص هيئة خمولة متمثلة يف القاضي عموما‪ ،‬والقاضي الدستوري ابلنسبة للقاعدة الدستورية‪ .‬فكما‬
‫هو معلوم اللغة القانونية ختتلف عن اللغة العلمية اليت تتميز مبصطلحات أحادية املعىن ويعرب عنها يف أغلـب‬
‫ألهنا لغة اختصاص مع ّقدة ذات مصطلحات متعددة املعاين‪.‬‬ ‫األحيـان برموز‪ .‬بينما اللغة القانونية أعقد من ذلك ّ‬
‫(‪(Jean-Claude Gémar1998, p. 3‬‬
‫لذا من أصعب املهام اليت تلقى على عاتق اللجان املكلفة بتعديل الدساتري هي حسن ودقة إختيار األلفاظ‬
‫واملفردات‪ ،‬سواء كانت تنتمي حصراي للقانون او للغة العادية‪ ،‬وعالقتها بسياق النص املراد‪ ،‬لتؤدي مقصود النص‪،‬‬
‫فعلى سبيل املثال إختار املؤسس يف نص املادة ‪ 5/ 145‬من الدستور احلايل لفظ "خالف" حيث ورد فيها‪" :‬‬
‫‪ ...":‬يف حالة حدوث خالف بني الغرفتني‪ ،‬جتتمع بطلب من الوزير األول جلنة متساوية األعضاء تتكون من‬
‫أعضاء كلتا الغرفتني ……من أجل اقرتاح نص يتعلق ابألحكام حمل اخلالف‪".…..‬‬
‫بينما ورد اللفظ املقابل هلذه املفردة ابللغة الفرنسية » ‪ ،«désaccord‬إذ نصت نفس الفقرة من املادة ‪145‬‬
‫ابلفرنسية على ما يلي‪:‬‬

‫‪269‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫‪« En cas de désaccord entre les deux chambres, le Premier ministre ou le Chef du‬‬
‫‪Gouvernement, selon le cas, ……demande la réunion ….pour proposer un texte‬‬
‫» ‪sur les dispositions objet du désaccord….‬‬
‫وهو اختيار غري موفق‪ ،‬حيث أن لفظ "خالف" ابلعربية يعين‪ :‬خصام ونزاع‪ ....‬فهو يعرب يف املفهوم القانوين على‬
‫الصراع والتصادم يف الرأي‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل عرقلة اجلهود يف جمال إمرار النص يف املثال املعطى‪ .‬ويقابله ابللغة‬
‫الفرنسية مفردة " ‪ "conflit‬أو " ‪ "contestation‬أو " ‪"dispute‬‬
‫أما لفظ "‪ "désaccord‬املستخدمة يف صياغة هذه املادة ابلفرنسية ;‪fait d'être en opposition‬‬
‫‪ contradiction‬أي ِو ْج َهة نَظَر حخمَالَِفة؛ تعارض‪ ،‬عدم اتفاق‪ ،‬فاملفروض أن يقابله ابلعربية يف صياغة هذه‬
‫املادة هو لفظ‪":‬إختالف"‪ ،‬واملقصود ابالختالف هنا تبادل اآلراء من خالل وجهات نظر متباينة يف إطار‬
‫تكاملي‪.‬‬
‫‪ 2.3‬التكافؤ يف ترمجة القانونية للقاعدة الدستورية‬
‫تطرح الرتمجة القانونية إشكالية ترمجة املصطلح القانوين‪ ،‬ومرجع ذلك هو اختالف الثقافتني القانونيتني للنص‬
‫األصلي واهلدف‪ ،‬لذا يلجأ املرتمجون إىل أسلوب التكافؤ الوظيفي‪ ،‬وهو أسلوب يتم بواسطته ايصال الوضعية‬
‫نفسها املوجودة يف األصل‪ ،‬ابستخدام وسائل تعبري خمتلفة متاما‪ ،‬ويتطلب التكافؤ معرفة واسعة ابللغتني املصدر‬
‫واهلدف‪.‬‬
‫‪ :1.2.3‬مفهوم التكافؤ وأنواعه يف علم الرتمجة القانونية‪.‬‬
‫ظهر مفهوم التكافؤ للمرة األوىل يف علم الرايضيات للداللة على التماثل يف اهلوية يف معادلة رايضية معينة‪ ،‬فإذا‬
‫كان (ب) له نفس اهلوية ِل(أ) فإن(ب) مكافئ ِل(أ) ‪ .‬جاء يف لسان العرب لابن منظور التعريف َاآليت‪" :‬كفأ‪:‬‬
‫‪Le Petit‬‬ ‫كافأه على الشيء مكافأة وكفاء جازاه‪ ،‬تقول مايل به طاقة على أن أكافئه" أما يف قاموس‬
‫‪Robert‬‬
‫‪« Qui est égal ou comparable à quelque chose d’autre, qui a la même‬‬
‫‪quantité, Ou à peu près la même qualité » )Le Petit Robert, p681(.‬‬
‫"هو ما كان مساواي أو قابال للمقارنة مع شيء آخر‪ ،‬له الكمية نفسها أو على األقل له الكيف نفسه"‪ ،‬حيث‬
‫يقتضي هذا األسلوب إجياد صيغة مرادفة للوضعية األصل يف اللغة األصل يف اللغة اهلدف ‪ ،‬يبدو جليا من‬
‫التعريفني السابقني‪ ،‬أهنما يتفقان حول فكرة أن التكافؤ هو املساواة‪ ،‬واملماثلة‪ .‬وللتكافؤ عدة أنواع حددها أهل‬
‫االختصاص‪ ،‬كما أييت‪:‬‬
‫أ_ التكافؤ اللغوي‪ : l’équivalence linguistique‬يسمى أيضا التكافؤ الشكلي‪ ،‬أي تطبيق كلمة‬
‫بكلمة‪ ،‬وهو التكافؤ الذي حيقق جتانسا على املستوى اللساين بني النص األصل والنص اهلدف‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫ب‪-‬التكافؤ التباديل‪ : l’équivalence paradigmatique‬يكون عن طريق النقل‪ ،‬ويتميز هذا النوع‬


‫اهلدف‪(Gladys Gonzalez Matthews, .‬‬ ‫بكونه يفرض تقابال على املستوى النحوي بني النص األصل والنص‬
‫‪p 54).‬‬
‫ج‪-‬التكافؤ األسلويب‪ : l’équivalence stylistique‬يرتبط التكافؤ األسلويب ابلعالقة الوظيفية بني‬
‫العناصر األسلوبية يف النص األصل والنص اهلدف‪ ،‬بغية احلصول على تطابق من الناحية التعبريية أو التأثريية بني‬
‫الرتمجة القانونية‪ ،‬البد أن يطابق أسلوب النص اهلدف النظام القانوين‬
‫النصني دون املساس مبعىن امللفوظ‪ .‬ويف ً‬
‫املستعمل يف اللغة هلدف‪(ibid,p107).‬‬
‫د_التكافؤ الداليل ‪ :l’équivalence sémantique‬يتحقق عندما يكون للنص املصدر واهلدف‬
‫الداليل نفسه‪ ،‬وخيص الكلمات ال الفقرات أو النص ككل‪ ،‬ويفرتض أن املصطلح يف النص املصدر وما‬ ‫ِ‬ ‫احملتوى‬
‫يكافئه يف اللغة اهلدف يتقامسان احلقل الداليل نفسه وتكون الرتمجة احلرفية هي األسلوب املناسب يف هذه احلالة‪.‬‬
‫ق_التكافؤ الصوري ‪ :l’équivalence formelle‬يسمى أيضا التكافؤ النصي أو البنيوي‪ ،‬ويستلزم‬
‫إعادة إنتاج النص املصدر (شكال ومضموان) بطريقة حرفية متكن من تقمص شخصية النص (عاداته‪ ،‬وسائل‬
‫الرتمجة احلرفية‪.‬‬
‫تعبريه وطريقة تفكريه( وموضوعه‪ ،‬أو بتعبري آخر‪ ،‬التكافؤ الصوري هو ً‬
‫ك_التكافؤ املرجعي ‪ :l’équivalence référentielle‬حيرص املرتجم على أن يعاجل النص املصدر‬
‫وترمجته‪ ،‬يف املوضوع نفسه‪.‬‬
‫ز_التكافؤ التداويل ‪ l’équivalence pragmatique‬يطبق هذا النوع من التكافؤ على النصوص اليت‬
‫تكون معقدة نوعا ما‪ ،‬فإذا أخدان ترمجة النصوص األدبية على سبيل املثال‪ ،‬جند انه من الضروري اإلبقاء على‬
‫اجلانب الفين واجلمايل‪ ،‬أثناء عملية الرتمجة‪.‬‬
‫ح_التكافؤ الديناميكي‪ :l’équivalence dynamique‬يهتم هذا النوع ابألثر املكافئ‪ ،‬إذ يسعى ً‬
‫املرتجم‬
‫اىل ترمجة معىن النص األصلي‪ ،‬وخلق األثر والتفاعل نفسهما يف نفسية القارء اهلدف أي قارء الرتمجة‪(A.Nida, .‬‬
‫‪p159.‬‬
‫التكافؤ الوظيفي‪ l’équivalence fonctionnelle‬يبحث املرتجم يف هذا النوع من التكافؤ عن العناصر‬
‫اللغوية‪ ،‬والسياقية والثقافية يف اللغة اهلدف‪ ،‬اليت متكنه من إعادة صياغة نص ميكن أن يكون وظيفيا يف الثقافة‬
‫اهلدف‪ .‬ويستعمل هذا النوع من التكافؤ يف ترمجة األمثال‪ ،‬واحلكم والعبارات ت املرتاصة‪ .‬ابستبداهلا أبمثال‪،‬‬
‫وحكم وعبارات هلا الوظيفة نفسها يف الثقافة اهلدف‪) Sarcevic, Susan,p48( .‬‬
‫‪ :2.2.3‬التكافؤ يف ترمجة القاعدة الدستورية قضية سجالية؟‬

‫‪271‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫أن استخدام التكافؤ مبدلوله الرايضي أي التماثل يف اهلوية يف نظرية الرتمجة وعلمها مل يلق استحساان من لدن‬
‫منظري الرتمجة وعلمائها‪ ،‬ألن لغة الرايضيات هي لغة رقمية (اصطناعية) متتاز ابملوضوعية‪ ،‬أما اللغات اليت‬
‫تستعمل يف الرتمجة فهي لغات طبيعية وذاتية وهذا ما دفع "انيدا ‪ " Nida‬إىل استنتاج استحالة تطبيق التكافؤ‬
‫مبدلوله الرايضي يف الرتمجة بسب عدم متاثل معىن كلمتني يف اللغتني األصل أو اهلدف ( ‪NIDA. 1995,‬‬
‫‪ ، )p225‬وما يعزز هذه الفكرة ابلنسبة للرتمجة القانونية هو عدم متاثل املفاهيم القانونية من بلد إىل أخر الذي‬
‫يؤدي إىل ما يعرف بتعذر الرتمجة أو استحالة الرتمجة ‪.‬ابإلضافة إىل الطابع الرباغمايت للخطاب القانوين الذي‬
‫لطاملا كانت احلرفية هي الطريقة املستعملة يف ترمجته اليت يعتربها القانونيون ضماان لتوليد تكافؤ قانوين‪.‬‬
‫ورغم ذلك جند أن املؤسس الدستوري اجلزائري لسنة ‪ 2020‬توفق يف ترمجة بعض مواد الدستور وهو ما يتضح يف‬
‫األمثلة التالية‪:‬‬
‫‪Art. 24‬‬ ‫املادة ‪24‬‬
‫‪Toute création d’emploi public ainsi‬‬ ‫حيـظــر استحــداث أي منصب عمــومي أو القيام بــأي‬
‫‪que toute commande publique, ne‬‬ ‫طلب عمومي ال يستهدف حتقيق املصلحة العامة‬
‫‪répondant pas à un besoin d’intérêt‬‬
‫‪général sont prohibées‬‬

‫فيما خيص عبارة " استحــداث أي منصب عمــومي" فقد ترمجت ب " ‪création d’emploi‬‬
‫‪ "public‬وابلرجوع إىل قاموس "‪ "Le Petit Robert‬جنده يعرف الفعل " ‪ "créer‬كما يلي‪:‬‬
‫)‪Faire réaliser quelque qui n’existait pas encore (Le Petit Robert, p 420‬‬
‫مبعىن خلق شيء مل يكن موجودا مسبقا‪.‬‬
‫فبعد االطالع على ما وجدانه من شرح للتعبريَ "استحداث من املصدر استحدااث من الفعل استحدت‬
‫"(حدث الشيء حيدث حدواث وحداثة‪ ،‬وأحدثه‪ ،‬فهو حمدث وحديث وكذلك استحدثه‪ ،‬وال يقال حدث ابلضم‬
‫إال مع قدم كأنه إتباع‪ ،‬ومثله كثري‪ ،‬واحلدوث كون شيء مل يكن‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬اجمللد ‪ )4‬وابملقارنة مع ما ورد يف‬
‫التعريف الفرنسي للفعل‪ ،‬تبني لنا من الرتمجة املقرتحة أن املرتجم جلأ إىل التكافؤ الوظيفي الذي أراد أن يبني من‬
‫خالله‪ ،‬عدم إمكانية إجياد أي منصب عمومي‪ ،‬بل ومنع إنشاءه إذا مل يكن هبدف حتقيق املصلحة العامة‪ .‬حيث‬
‫يبدو واضحا أن املرتجم اعتمد بشكل كبري على مفهوم الفعل املوظف يف اللغة األصل‪ ،‬كي يصل إىل الشحنة‬
‫الداللية نفسها يف اللغة اهلدف‪ ،‬فكانت ترمجة موفقة‪ ،‬أحاطت بكامل املعىن‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫إن التكافؤ القانوين يعين أن يصبح النص املرتجم مكافئا من الناحية القانونية للنص األصل أي أنه حيمل نفس‬
‫القوة القانونية‪ ،‬فإذا كان النص األصلي ملزما كانت ترمجته كذلك ملزمة‪ ،‬وإن كان اختالف األنظمة القانونية‬
‫معيقا لتطبيق التكافؤ يف ترمجة القاعدة الدستورية ألنه ال يستوجب تكافئ مبنيا على النوع فقط وامنا على الدرجة‬
‫واحلمولة الثقافية والتارخيية للقاعدة مث آاثر القاعدة القانونية الدستورية املرتمجة (االصلية)‪ ،‬لذلك يشدد العديد من‬
‫املختصني يف الرتمجة القانونية على استخدام التكافؤ الوظيفي ألنه يؤدي الوظيفة املزدوجة على املستويني الرتمجي‬
‫والقانوين‪.‬‬
‫‪ :3.2.3‬إشكالية تغيري املعىن يف ترمجة املادتني ‪ 141-139‬من التعديل الدستوري لسنة ‪2020‬‬
‫توصلنا من خالل ما حللناه أن التكافؤ مسألة ضرورية يف عملية الرتمجة‪ ،‬يسعى املرتجم قدر اإلمكان إىل‬
‫حتقيقها‪ ،‬معتمدا يف ذلك على إملامه على األقل ابللغتني اليت يرتجم منها وإليها‪ ،‬وعلى ثقافته‪ ،‬وخربته‪ ،‬ومهاراته‬
‫الرتمجية‪ ،‬وإن استعصى عليه ذلك‪ ،‬فال مناص من االستعانة ابملعاجم القانونية املتخصصة‪ ،‬حىت ال خيفق يف إعطاء‬
‫النص املرتجم نفس معناه يف اللغة األصل‪ ،‬فقد تبادرت لنا من خالل القراءة املسحية ملواد الدستور اجلزائري لسنة‬
‫‪ ،2020‬مالحظة أخرى غاية يف األمهية‪ ،‬هي اختالف املعىن املرتتب عن الصياغة املعطاة للمواد‪ ،‬ابلعربية‬
‫عن الفرنسية‪ .‬مثلما هو الوضع ابلنسبة لنصي املادتني ‪( 1 /139‬املتعلقة ابملواضيع اليت يشرع فيها الربملان)‬
‫و‪( 141‬املتعلقة ابلسلطة التنظيمية لرئيس اجلمهورية) على التوايل من دستور‪.2020‬‬

‫املادة ابلفرنسية‬ ‫املادة ابلعربية‬


‫‪Art. 139. — Le Parlement légifère dans les‬‬ ‫املادة ‪ ":139‬يشرع الربملان يف امليادين‬
‫‪domaines que lui attribue la Constitution, ainsi‬‬
‫‪que dans les domaines suivants :‬‬ ‫خيصصها له الّدستــور‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫اّليت ّ‬
‫اجملاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪Art. 141. — Les matières autres que celles‬‬ ‫املادة ‪":141‬ميارس رئيس اجلمهورية‬
‫‪réservées à la loi, relèvent du pouvoir‬‬
‫‪réglementaire du Président de la République.‬‬ ‫السلطة التنظيمية يف املسائل غري املخصصة‬
‫‪L’application des lois relève du domaine‬‬ ‫للقانون‪.‬‬
‫‪réglementaire du Premier ministre ou du Chef du‬‬
‫‪Gouvernement, selon le cas‬‬ ‫يندرج تطبيق القوانني يف اجملال‬
‫التنظيميّ لذي يعود للوزير األول أو لرئيس‬
‫احلكومة‪ ،‬حسب احلالة‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫ففـ ـ ــي حـ ـ ــني اسـ ـ ــتخدم املؤسـ ـ ــس الدسـ ـ ــتوري يف الـ ـ ــنص العـ ـ ــريب عبـ ـ ــارة "الـ ـ ــيت لصصـ ـ ــها لـ ـ ــه الدسـ ـ ــتور" يف‬
‫امل ـ ـ ــادة ‪ 1/ 139‬م ـ ـ ــن دس ـ ـ ــتور ‪ ،2020‬ال ـ ـ ــيت تفي ـ ـ ــد أن ه ـ ـ ــذه املوض ـ ـ ــوعات حمجـ ـ ـ ــوزة لل ملـ ـ ـ ــان دون س ـ ـ ـ ـواه‪،‬‬
‫حيي ـ ــث جي ـ ــب عل ـ ــى املش ـ ــرع أن يت ـ ــدخل لتنظ ـ ــيم املواض ـ ــيع ال ـ ـواردة يف ه ـ ــذه امل ـ ــادة‪ ،‬ومين ـ ــع عل ـ ــى الس ـ ــلطة التنفيذي ـ ــة‬
‫التـ ــدخل لتنظيمهـ ــا ابتـ ــداء‪ ،‬والـ ــدليل علـ ــى هـ ــذا هـ ــو وجـ ــود العديـ ــد مـ ــن املـ ـواد الـ ــيت متـ ــنح الربملـ ــان صـ ــالحية تنظـ ــيم‬
‫مواضيع أخرى غري واردة يف هذه املادة منها املواد‪.......36 ،22 ،20 :‬‬
‫جاء النص املقابل هلا ابللغة الفرنسية‪، "que lui attribue la constitution" :‬‬
‫‪attribuer , verbe transitif= Conférer, accorder‬‬
‫وهو يعين‪ :‬خول‪ ،‬أسند‪ ،‬نسب إىل‪.‬‬
‫وه ـ ــي العب ـ ــارة املس ـ ــتخدمة يف امل ـ ــادة ‪115‬دس ـ ــتور ‪" 1989‬ال ـ ــيت خوهل ـ ــا إ ه الدس ـ ــتور"‪ ،‬وال ـ ــيت تفي ـ ــد احلص ـ ــر‪.‬‬
‫أي أن اختصاص الربملان مقيد يف هذه املادة‪.‬‬
‫إذن الـ ـ ـ ــنص العـ ـ ـ ــريب للمـ ـ ـ ــادة ‪ 139‬يف التعـ ـ ـ ــديل الدسـ ـ ـ ــتوري لسـ ـ ـ ــنة ‪ ،2020‬يفي ـ ـ ـ ــد حج ـ ـ ـ ــز االختص ـ ـ ـ ــاص‬
‫لل ملان يف نص هذه املادة‪ ،‬أما النص الفرنسي فيفيد حصر جماالته فيها فقط‪ ،‬يف ظل هذا الدستور‪.‬‬
‫وعليه فإذا حنن وظفنا وطبقنا املادة ‪139‬بصيغتها الفرنسية لتوصلنا إىل نتيجة أن اختصاص السلطة التشريعية‬
‫حمدد حصراي مبا ورد فيها‪ ،‬وهذا غري صحيح‪ ،‬ألنه إذا كان املؤسس حصر إختصاص املشرع يف الدستور‪ ،‬إال أن‬
‫املواضيع الواردة يف ملادة ‪ 139‬جاءت على سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬فهي املواضيع الواردة يف ملادة ‪ 139‬جاءت‬
‫على سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬فهي مواضيع حمجوزة للربملان‪ .‬أما إذا وظفنا الصياغة العربية لوصلنا إىل نتيجة‬
‫عكسية‪ ،‬حبيث ال يغدو التعداد الوارد فيها سوى حجزاي وال حصراي"‪.‬‬
‫ويرج ـ ـ ــع الس ـ ـ ــبب حس ـ ـ ــب اعتق ـ ـ ــادان إىل ع ـ ـ ــدم حت ـ ـ ــري املؤس ـ ـ ــس الدس ـ ـ ــتوري اجلزائ ـ ـ ــري الدق ـ ـ ــة يف الرتمج ـ ـ ــة‪،‬‬
‫حبيـ ـ ــث أنـ ـ ــه مبوجـ ـ ــب املـ ـ ــادة ‪ 122‬مـ ـ ــن التعـ ـ ــديل الدسـ ـ ــتوري لسـ ـ ــنة ‪ ،1996‬مت تغيـ ـ ــري الصـ ـ ــياغة العربيـ ـ ــة للمـ ـ ــادة‬
‫‪ 115‬م ـ ــن دس ـ ــتور ‪ 1989‬مب ـ ــا يتماش ـ ــى مـ ـ ــع التغ ـ ـريات السياس ـ ــية والدس ـ ــتورية الـ ـ ــيت عرفته ـ ــا ال ـ ــبالد‪ ،‬غ ـ ــري أنـ ـ ــه مل‬
‫يـ ـ ــتم تصـ ـ ــحيح التغيـ ـ ــري الطـ ـ ــارئ علـ ـ ــى صـ ـ ــياغة هـ ـ ــذه املـ ـ ــادة يف اللغـ ـ ــة الفرنسـ ـ ــية‪ ،‬وهـ ـ ــو مـ ـ ــا مت االحتفـ ـ ــاظ بـ ـ ــه يف‬
‫النس ـ ـ ــخ الفرنس ـ ـ ــية للتع ـ ـ ــديالت الدس ـ ـ ــتورية اجلزئي ـ ـ ــة ال ـ ـ ــيت عرفه ـ ـ ــا التع ـ ـ ــديل الدس ـ ـ ــتوري لس ـ ـ ــنة ‪ ،1996‬ومنه ـ ـ ــا‬
‫النسخة املتضمنة التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬
‫كـ ـ ــذلك الشـ ـ ــأن ابلنسـ ـ ــبة للمـ ـ ــادة ‪ 141‬مـ ـ ــن التعـ ـ ــديل الدسـ ـ ــتوري لسـ ـ ــنة ‪" :2020‬مي ـ ــارس رئـ ـ ــيس اجلمهوريـ ـ ـة‬
‫الســلطة التنظيميــة‪ ".‬والــيت م ــن املفــروض أن تقابلهــا الرتمجــة احلرفيــة ابلفرنســية‪le président de la :‬‬
‫»‪،république exerce le pouvoir règlementaire‬‬

‫‪274‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫أما نسخة التعديل الدستوري ابللغة الفرنسة‪ ،‬فجاء نص املادة فبها كما يلي‪:‬‬
‫‪"Les matières autres que celles réservées à la loi, relèvent du‬‬
‫‪ ،pouvoir‬وهـ ـ ــي نفـ ـ ــس صـ ـ ــيغة الفقـ ـ ــرة األوىل مـ ـ ــن نـ ـ ــص املـ ـ ــادة ‪ 37‬مـ ـ ــن الدسـ ـ ــتور الفرنسـ ـ ــي لسـ ـ ــنة‬ ‫‪".‬‬
‫‪ 1958‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫فكلمــة ‪ ، être du domaine, de la compétence de. =Relève‬تعــين "تعــود لــه" أي تنــدرج‬
‫ض ـ ــمن جمال ـ ــه‪ .‬حي ـ ــث يوجـ ـ ــد ف ـ ــرق ب ـ ــني مـ ـ ــدلول الص ـ ــياغة العربي ـ ــة لل ـ ــنص والفرنسـ ـ ــية‪ ،‬إذ أن ال ـ ــنص الع ـ ــريب يشـ ـ ــري‬
‫إىل اختص ـ ــاص كب ـ ــري لـ ـ ـرئيس اجلمهوري ـ ــة‪ ،‬فاسـ ـ ــتخدام مص ـ ــطلح "س ـ ــلطة "‪ :‬يع ـ ــين متتـ ـ ــع م ـ ــن حيوزهـ ـ ــا حبري ـ ــة مطلقـ ـ ــة‬
‫يف اخت ـ ـ ـ ــاذ الق ـ ـ ـ ـرارات‪ ،‬وه ـ ـ ـ ــو املقص ـ ـ ـ ــود فق ـ ـ ـ ــد متت ـ ـ ـ ــع رئ ـ ـ ـ ــيس اجلمهوري ـ ـ ـ ــة ع ـ ـ ـ ــرب التع ـ ـ ـ ــديالت الدس ـ ـ ـ ــتورية املتتالي ـ ـ ـ ــة‬
‫بص ـ ــالحيات واس ـ ــعة‪ ،‬أم ـ ــا الفق ـ ــرة الثاني ـ ــة م ـ ــن ن ـ ــص امل ـ ــادة ابللغ ـ ــة الفرنس ـ ــية ال ـ ــذي وظ ـ ــف كلم ـ ــة "‪"domaine‬‬
‫أي "جمـ ــال " فتـ ــدل علـ ــى حتديـ ــد إطـ ــار خـ ــاص ملـ ــن حيـ ــوز هـ ــذا اجملـ ــال‪ ،‬وهـ ــذا هـ ــو املقصـ ــود يف الدسـ ــتور الفرنسـ ــي‬
‫ابلنظـ ـ ــر للسـ ـ ــلطة التنظيميـ ـ ــة الـ ـ ــيت يقتسـ ـ ــمها رئـ ـ ــيس اجلمهوريـ ـ ــة يف فرنسـ ـ ــا مـ ـ ــع الـ ـ ــوزير األول يف الدسـ ـ ــتور الفرنسـ ـ ــي‬
‫حسب املادة ‪ 21‬منه‪.‬‬
‫وهي نفس الكلمة اليت وظفها املؤسس الدستوري اجلزائري يف الفقرة الثانية من نفس املادة يف النص العريب للداللة‬
‫على السلطة التنظيمية اليت حيوزها الوزير األول أو رئيس احلكومة حسب احلالة‪ .‬فمجال رئيس احلكومة أو الوزير‬
‫األول حمدد فيما يتعلق بتطبيق القوانني‪.‬‬
‫قد يوحي هذا أنه مت استخدام أسلوب "القص واللصق " يف هذه املادة الظاهرة يف النسخة الفرنسية من الدستور‬
‫الفرنسي‪ ،‬غري أن املعىن املرتتب عنها ال يتماشى مع التفسري الذي يعطى للدستور اجلزائري‪ ،‬الذي يعطي األولوية‬
‫للسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس جيب أال يكتفي املرتجم مبعرفة املصطلحات القانونية معرفة سطحية‪ ،‬بل ال بد عليه أن يدرك‬
‫الفروق الداللية املوجودة بينها فكما سبق وأشران لكل دال مدلوله‪ ،‬فلكل كلمة مفهوم معني مقصود ال مكان‬
‫للرتادف يف النصوص القانونية‪.‬‬
‫‪ 4‬اخلامتة‪:‬‬
‫تعد الرتمجة القانونية للدستور من أصعب ميادين الرتمجة املتخصصة‪ ،‬ملا يتميز به النص القانوين من جهة‪ ،‬ونظرا‬
‫لطبيعة القاعدة الدستورية وخصائصها كقواعد يقوم عليها اجملتمع‪ ،‬وقد أاثرت النسخة الفرنسية الوثيقة املتضمنة‬
‫التعديل الدستوري اجلزائري لسنة ‪ ، 2020‬انتباهنا وفضولنا العلمي من خالل تناوهلا يف هذا البحث الذي‬
‫حاولنا من خالله تسليط الضوء على صعوابهتا الداللية أي؛ الصعوابت املرتبطة ابملعاين املختلفة املرتتبة على ترمجة‬

‫‪275‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫القاعدة الدستورية من الفرنسية إىل العربية أو العكس‪ ،‬وإشكالية املصطلح الدستوري الذي يعد من أهم‬
‫الصعوابت اليت قد تواجه املرتجم‪ ،‬والبحث عن املعاين املقابلة للقاعدة الدستورية األصلية الواردة ابلفرنسية‪،‬‬
‫والتفسريات املختلفة اليت تقابل وتكافئها‪ ،‬ومن أهم النتائج اليت توصلنا هلا بعد التحليل‪:‬‬
‫‪ -1‬إن اللغة القانونية لغة تتسم ابلصرامة والدقة‪ ،‬ولغة الدستور تزخر ابملصطلحات وامللفوظات الدستورية‪.‬‬
‫‪ -2‬إشكالية الرتمجة القانونية اليت تتمثل يف املعرفة املوضوعاتية اخلاصة ابلقانون‪ ،‬كاملعرفة املتخصصة ابلنظامني‬
‫القانونني املصدر واهلدف )الفرنسي واجلزائري( ألن اختالفها يطرح مشاكل على املستوى املصطلحي‪.‬‬
‫‪ -3‬تكمن صعوبة ترمجة الدستور يف كم املصطلحات املستخدمة وتغريها بتغري الزمان واملكان‪ ،‬ويف عدم متكن‬
‫القائم هبا من إعطاء املعىن الداليل املقصود من السلطة التأسيسية‪ ،‬نظرا لعدم امتالكه الدراية املتعمقة هبذا العلم‪،‬‬
‫وعدم إدراك خبااي األنظمة القانونية‪.‬‬
‫‪ -4‬إن االطالع على تشكيلة اللجنة املكلفة بتعديل الدستور (خرباء يف القانون الدستوري)‪ ،‬يثبت أنه رغم‬
‫مستوى أعضائها العلمي العايل ومسعتهم العلمية املشهود هبا‪ ،‬أنه مل يتم االستعانة يف ترمجة الوثيقة السامية‬
‫ابملتخصصني يف الرتمجة احلائزين على تدريب أكادميي يف ختصصهم‪ ،‬فأغلب مواد الدستور متت ترمجتها متوافقة مع‬
‫املعين العام للنص دون األخذ يف االعتبار املعاين الدقيقة للمصطلحات القانونية الدستورية وخصائصها التقنية‪،‬‬
‫وهو ما أدى مثال إىل تضارب املعىن املعطى للنص يف اللغة العربية عنه يف الفرنسية يف املادتني ‪ 141 ،139‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪.200‬‬
‫‪ -5‬ظهرت بعض الرتمجات وكأهنا منسوخة من مواد يف دساتري مقارنة كالصياغة الفرنسية للمادة ‪ 141‬من‬
‫التعديل الدستوري املطابقة متاما لنص املادة ‪ 37‬من الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1958‬املعدل واملتمم‪ ،‬اليت أحعطيت‬
‫معىن مقابل ابللغة العربية دون إعمال األساليب العلمية للرتمجة القانونية‪.‬‬
‫الرتمجة‪ ،‬يسعى املرتجم منها إىل املعرفة على األقل ابللغة اليت يرتجم منها‬ ‫‪ -6‬التكافؤ مسألة ضرورية يف عملية ً‬
‫وإليها‪ ،‬وعلى ثقافتة‪ ،‬وخربة ومهاراته الرتمجية‪ ،‬وإن استعصى عليه ذلك‪ ،‬فال مناص من االستعانة ابملعاجم القانونية‬
‫املخصصة‪.‬‬
‫انطالقا من هذه النتائج نقدم التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬ضرورة العناية ابلصياغة القانونية للمواد الدستورية‪ ،‬ومنح هذه املهمة الصعبة‪ ،‬لذوي الكفاءة من أهل‬
‫االختصاص‪.‬‬
‫‪-2‬إن ترمجة النصوص القانونية ال حتتاج إىل مرتجم فحسب‪ ،‬بل حتتاج إىل ابحث يلجأ إىل خمتصني فقهاء يف‬
‫اجملال‪ ،‬حىت يتفادى األخطاء اليت تؤدي يف غالب األمر إىل الفهم اخلاطئ للقاعدة الدستورية‪ ،‬فالرتمجة اجليدة‬
‫للقاعدة الدستورية تتطلب االعتماد على مرتجم متخصص حمرتف ذي معرفة كبرية ابللغة اليت نرتجم فيها‪ ،‬فعملية‬

‫‪276‬‬
‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‪ :‬بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬
‫(التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أمنوذجا)‬

‫ترمجة النصوص القانونية تتطلب الرتكيز والدقة يف الرتمجة من اللغة األصلية إىل اللغة اهلدف‪ ،‬واملعرفة ابملصطلحات‬
‫القانونية التقنية واألخذ يف االعتبار النسيج القانوين للنص ككل‪ ،‬لتفادي أي لبس عند تفسري القواعد الدستورية‪.‬‬
‫‪-3‬أن الرتمجة احلرفية حملتوى النص املصدر عند الرتمجة سيؤدي ابملرتجم إىل إنتاج نص هدف تعرتيه بعض األخطاء‬
‫النحوية والداللية واملصطلحية وحىت األسلوبية‪ ،‬وهو ما يتعارض مع ماهية الرتمجة اليت تعين الفهم من أجل اإلفهام‪،‬‬
‫لذا على القائم برتمجة القواعد الدستورية البحث عن املتكافئات اليت تؤدي نفس الوظيفة وتولد األثر التواصلي‬
‫استنادا إىل اخلاصية املهيمنة يف النص الدستوري‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة التفكري يف وضع نظام وطين شامل‪ ،‬يهتم ابلصياغة القانونية للدساتري وترمجتها‪ ،‬ابالعتماد على‬
‫الدراسات والدساتري املقارنة‪ ،‬مبا توفره من صياغات خمتلفة‪ ،‬وفقا ملا خيدم مصاحل اجملتمع اجلزائري وروح ووحدة‬
‫الدولة وثوابت األمة‪ ،‬يف إطار هوية قانونية جزائرية صرفه‪.‬‬
‫‪-5‬كما نوصي بتضمني املناهج الدراسية لكليات القانون مبادة دراسية تعىن بتعليم أصول الصياغة القانونية‪،‬‬
‫وترمجة النصوص القانونية‪ ،‬عوض االكتفاء مبقاييس املصطلحات القانونية‪.‬‬
‫‪- 6‬وأخريا نوصي القائم برتمجة النص الدستوري اجلزائري‪ ،‬ابعتماد القواعد التقنية املتعلقة ابلصياغة القانونية‬
‫للقواعد الدستورية من انحية وترمجتها وفقا جلوهرها مركزا على حرفية النص فيما خيص ترمجة املصطلحات‬
‫الدستورية التقنية‪ ،‬مستعينا يف بعض األحيان ابلرتمجة املكافئة يف هذا اخلصوص لعدم اخلروج على مقصود املؤسس‬
‫الدستوري‪.‬‬

‫‪ .5‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫املؤلفات‬
‫‪-‬ابراهيم أنيس وآخرون‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪.‬‬
‫علي مجال الدين ابن منضور االنصاري االفريقي املصري‪ )1997( ،‬لسان‬ ‫‪-‬أبو الفضل حممد بن مكرم بن ّ‬
‫العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪-‬السباعي امين كمال‪ ،)2008( ،‬املدخل لصياغة وترمجة العقود‪ ،‬مجعية املرتمجني واللغويني املصريني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪-‬الفراهيدي‪ ،‬اخلليل بن أمحد‪ ،‬العني‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪- ،‬حتقق وتصحيح‪ :‬املخزومي مهدي‪ ،‬السامرائي إبراهيم‪ ،-‬اجلزء‬
‫‪ ،7‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ومكتبة‪.‬‬
‫‪-‬املعجم املوحد للمصطلحات اللسانيات (اجنليزي‪ ،‬فرنسي‪ ،‬عريب)‪ ،)2002( ،‬الطبعة ‪ ،2‬منشورات مكتب‬
‫تنسيق التعريب‪ ،‬املغرب‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

‫‪-‬بن محادي عبد القادر‪ )2007( ،‬الرتمجة االلية‪-‬التحليل والتفعيل‪-‬أمهية الرتمجة وشروط إحيائها‪ ،‬اجمللس األعلى‬
‫للغة العربية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪-‬رمضاين فاطمة الزهراء‪ ،)2015( ،‬التعديل الدستوري بني الشروط املفروضة والصياغة القانونية املأمولة‪ ،‬دار‬
‫كنوز للنشر‪ ،‬تلمسان اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬روبرت مشالب‪ ،)1987( ،‬موسوعة الرتمجان احملرتف‪ ،‬قاموس املرتجم من اللغة الفرنسية إىل العربية‪ ،‬دار الراتب‬
‫اجلامعية‪.‬‬
‫‪-‬سامل العيسى‪ ،) 1999( ،‬الرتمجة يف خدمة الثقافة اجلماهريية اترخيها تطورها‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪،‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫‪-‬عبد السالم املسدي‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬املصطلح النقدي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مؤسسة خمتار للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪-‬عبد العليم السيد املنسي‪ ،‬عبد هللا عبد الرازق إبراهيم‪ ،‬الرتمجة‪ ،‬أصوهلا ومبادئها وتطبيقاهتا‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪-‬حممد الديداوي‪ ،)1992( ،‬علم الرتمجة بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار املعارف للطباعة والنشر‪ ،‬سوسة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪-‬حممد حسن يوسف‪ ،).2006( ،‬كيف ترتجم‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪،‬‬
‫‪-‬حممد عفيف الدين الدمياطي‪ ،)2010( ،‬حماضرة يف علم اللغة االجتماعية‪ ،‬دار العلوم املعرفية‪ ،‬سورابيا‪.‬‬
‫‪-‬حممد علي اخلويل‪ ،)1987( ،‬احلياة مع لغتني (الثنائية اللغوية)‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪-‬حممد نبيل النحاس احلمصي‪ ،)2003( ،‬دور الرتمجة ووظائفها وتعلم اللغات األجنبية‪ ،‬جملة جامعة امللك‬
‫سعود‪ ،‬اجمللد ‪ ،15‬الرايض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪-‬مطهري صفية‪ ، ) 2004( ،‬الرتمجة والداللة‪ ،‬اجمللس األعلى للغة العربية‪ ،‬أمهية الرتمجة وشروط احيائها‪( ،‬د‪ .‬ط)‬
‫‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬املعجم املوحد للمصطلحات اللسانيات (‪( ،)2002‬اجنليزي‪ ،‬فرنسي‪ ،‬عريب)‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬منشورات مكتب‬
‫تنسيق التعريب‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪-‬منذر الشاوي‪ ،)2009( ،‬فلسفة القانون الطبعة األوىل‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪-‬مهند وليد احلداد؛ خالد وليد احلداد‪ ،)2008( ،‬مدخل لدراسة علم القانون‪( ،‬نظرية الدولة‪ ،‬نظرية القانون‪،‬‬
‫نظرية احلق)‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫األطروحات‪:‬‬
‫‪-‬عبد املهدي أمحد العجلوين‪ ، )2005( ،‬قواعد تفسري النصوص وتطبيقاهتا يف االجتهاد القضائي األردين ‪-‬‬
‫دراسة أصولية مقارنة‪ ،-‬رسالة دكتوراه بكلية الدراسات العليا ‪-‬اجلامعة األردنية‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫املقاالت‪:‬‬

‫‪278‬‬
‫ بني إشكالية املصطلح وصعوبة البحث عن معناها الداليل املقصود‬:‫الرتمجة القانونية للقاعدة الدستورية من العربية إىل الفرنسية‬
)‫ أمنوذجا‬2020 ‫(التعديل الدستوري لسنة‬

‫ العدد‬،‫ اجمللد التاسع عشر‬،‫ جملة عامل الفكر‬،‫ اللغة العربية والنهضة العلمية املنشودة‬،) 1989( ،‫كارم السيد غنيم‬
.80-37‫ ص‬،‫ الكويت‬،‫الرابع‬
،‫ جملة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية‬،‫ االتساق النصي يف الرتاث العريب‬،)2009( ،‫نعيمة سعدية‬-
.345-1234 ‫ ص‬،‫ اجلزار‬،‫ العدد اخلامس‬،‫جامعة حممد خيضر‬
،‫ أثر فعلية القاعدة الدستورية يف حتقيق األمن القانوين والقضائي للحق يف العدالة االجتماعية‬،‫عليان بوزاين‬-
‫ املنظم من قبل جامعـة‬،‫ األمن القانوين يف اجلزائر‬:‫مقال مقدم للملتقى الوطين السابع حول‬
.2014 ‫ نوفمرب‬12 ‫ و‬11 ‫الدكتور حيـي فـارس ابملديـة كليـة احلقـوق (خمرب السيادة والعوملة) يومي‬
‫ مقدم للملتقى الوطين‬،‫ أثر الصياغة اجليدة للنص يف دعم مبدأ األمن القانوين‬،‫رمضاين فاطمة الزهراء‬-
‫ املنظم من قبل جامعـة الدكتور حيـي فـارس ابملديـة كليـة احلقـوق‬،‫السابع حول األمن القانوين يف اجل زائر‬
.2014 ‫ نوفمرب‬12 ‫ و‬11 ‫(خمرب السيادة والعوملة) يومي‬
:‫املراجع األجنبية‬
-Cao Deborah, traslating law,2007, British Library Cataloguing in Publication
Data, Great britain.
-Ferdinand De Saussure, 1985,Cours de Linguistique Générale, Payot, Genève.
-Florance Terral, 1986, Brève notes sur les problèmes de la traduction juridique,
Revue internationale de droit comparé. Vol 38. n° 02 .
-Frandsen Fabian, 1998, Langue générale et langue de spécialité : une distinction
asymétrique ? Discours professionnels en Français, éd. Yves Gambier, Frankfurt,
Berlin,
-Gémar Jean Claude, 1970, la traduction juridique et son enseignement, in Méta
XV n° 01.
-Gémar Jean-Claud, 2003, Art, Méthodes et Techniques de la traduction juridique,
Hiéronymes, 1, disponible sur: httpwww.tradulex.org/Hieronymus/Gemar.pdf
-
Gérard Cornu, 1990, Linguistique Juridique, Montchrestien, Paris.
-Gérard Vigner, Alix Martin, 1976, Le Français technique, Hachette, France.
-
Germaine Forges. Alain Braun, 1998, Didactique des langues traductologie et
communication, De boec et Larcier S.A, Paris.
-Jean du Bois et autres,2002, dictionnaire de linguistique, éd1, la rousse, bordas
-
Jean-Claude Gémar ,1998, Les Enjeux de la Traduction Juridique : Principes et
Nuances, dans, Traduction de textes juridiques : problèmes et méthodes,
Équivalences 98, Séminaire ASTTI du 25.9.
-Nicholas Grimal, 1992, A History of Ancient Egypt, Blackwell Books
-Nida A, 1964, Towards a science of translating, Leiden, E.J Brill.
-Sarcevic Susan, 1997, New approach to legal translation, Boston : Kluwer
International law. The Hague
279
‫فاطمة الزهراء رمضاين‬

-Vinay Jean Paul, Jean Darbelnet, 1977 ,La stylistique comparée du français etde
l’anglais, Didier.

280

You might also like