Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫موضوع الدرس‬

‫التأطير اإلشكالي‪:‬‬

‫موقف رونيه ديكار ت من هوية الشخص‬

‫موقف جون لوك من هوية الشخص‬

‫موقف جول الشولييه من هوية الشخص‬

‫موقف آرثور شوبنهاور من هوية الشخص‬

‫استنتاج عام‬

‫التأطير اإلشكالي للمحور‬

‫يدل مفهوم الشخص على اإلنسان بما هو ذات واعية وعاقلة قادرة على التمييز بين الخير والشر وبين الصدق‬
‫والكذب وتتحمل مسؤولية أفعالها واختياراتها‪ .‬ويحيل أيضا على وحدة وهوية ومطابقة مع الذات تستمر رغم تعدد‬
‫الحاالت التي يمر منها الشخص واختالفها‪ .‬كل هذا يفتحنا على عدة تساؤالت وإشكاالت مرتبطة بهوية الشخص‬
‫وهي‪ :‬ما األنا؟ على ماذا تتأسس هوية الشخص؟ وكيف يكون الشخص مطابقا لذاته رغم اختالف األزمنة‬
‫واألمكنة؟ وهل ما يشكل هويته هو مظهره الخارجي أم تفكيره ووعيه؟ وهل يمكن القول بثبات هوية الشخص؟‬

‫مواقف فلسفية حول إشكال هوية الشخص‬

‫محور الشخص والهوية مفهوم الشخص‬

‫موقف رونيه ديكارت‪ :‬الفكر أساس هوية الشخص‬

‫بخصوص هوية الشخص يؤكد رونيه ديكارت أن أساس هوية الشخص هو الفكر بما هو فكر مجرد‪ .‬ففي كتابه‬
‫التأمالت يذهب ديكارت إلى أن األنا (الذات) هو شيء مفكر‪ ،‬أن الشيء هو شيء يفكر ويفهم ويتصور‪ ،‬ويثبت…‬
‫ومنه فالذي يمنح الذات وجودها ويمكنها من وعي ذاتها هو الفكر‪ .‬ومنه يتضح لنا كيف أن أساس هوية الشخص‬
‫حسب الفيلسوف رونيه ديكارت هو الفكر‪ ،‬والذي هو فكر مجرد‪ ،‬أي الفكر الذي ال يرتبط بأي شيء مادي‪.‬‬
‫وللتوسع في هذا الموقف الفلسفي الذي يجعل الفكر أساس هوية الشخص يمكن العودة إلى أسس المذهب‬
‫العقالني في الفلسفي والذي يعتبر ديكارت رائده في الفترة الحديثة‪.‬‬

‫موقف جون لوك الوعي والشعور والذاكرة أساس هوية الشخص‬

‫بحسب لوك فالشخص هو الذات أو األنا القادرة على تعقل ذاتها‪ .‬والوعي بذاتها والتفكير في ذاتها رغم تنوع‬
‫السياقات والوضعيات التي تواجهها‪ .‬وعلى هذا األساس جاز لنا التمييز بين المعرفة العادية العامة والمعرفة‬
‫بالذات‪ .‬فالمعرفة العادية هي معرفة الموضوعات الخارجية في تنوعها وتغيرها‪ .‬بينما المعرفة بالذات هي نوع من‬
‫الوعي باألنا المفكرة التي تظل هي هي رغم التحوالت التي تعرفها في الزمان والمكان‪ .‬وهذا ما يشكل الهوية‬
‫الذاتية‪ .‬وعليه ‪ ،‬تتحدد الهوية الذاتية من خالل اإلجابة عن سؤال مركزي وهو كيف يمكن التفكير في رحلة األنا في‬
‫الزمان المتبدل واألمكنة المتغيرة؟ هل أنا الشخص نفسه الذي كنته قبل عشرين سنة؟ لقد اقترح لوك حل إشكال‬
‫الهوية الشخصية بفكرة الذاكرة‪ :‬إذا كنت الشخص ذاته الذي كان قبل عشرين سنة‪ ،‬فألنني أتذكر مختلف‬
‫المراحل التي مر بها وعيي أو شعوري‪ .‬وبناء على ما سبق‪ ،‬فإن كلما امتد شعوري بسلوكاتي وتصرفاتي‬
‫وأفكاري في الماضي كلما اتسعت دائرة هويتي‬

‫موقف آرتور شوبنهاور ‪ :‬اإلرادة أساس هوية الشخص‬ ‫‪‬‬

‫على النقيض مما ذهب إليه لوك يصعب بحسب شوبنهاور تحديد الهوية الشخصية من خالل الذاكرة ألن التقدم في‬
‫سن أو المرض أو إصابة في المخ يؤدي إلى تعطيل في الذاكرة وهذا يعني هذا تعطيال في هويتي؟ كما أن الهوية‬
‫الشخصية ليست كما سبق وأن أكد ديكارت الذات العارفة ألن النشاط المعرفي ما هو بحسب شوبنهاور إال وظيفة‬
‫بسيطة من وظائف الدماغ‪ .‬إن الهوية تتأسس بناء على عنصر ثابت فينا والذي يبقى دائما وال يعرف الشيخوخة‬
‫وهو نواة وجودنا ويسمي باإلرادة‪ .‬والتي تشاطرنا الحيوانات فيها ضمن خانة عامة تسمى بإرادة الحياة وهي مبدأ‬
‫كوني يعبر عن المجهود الغريزي لدى الحيوان للحفاظ على نوعه في مواجهة بقية األنواع‪ .‬وبالتالي فإن اإلرادة‬
‫الشخصية لإلنسان المؤسسة لهويته ما هي إال إحدى تمظهرات إرادة الحياة والتي تترجم إلى إرادة التفكير‬
‫وإرادة الوعي بكوننا كائنات مخيرة ومريدة‪.‬‬

‫موقف جول الشولييه‪ :‬وحدة الطبع والذاكرة أساس هوية الشخص‬ ‫‪‬‬

‫في كتابه السيكولوجيا والميتافيزيقا حاول الفيلسوف الفرنسي جول الشولييه اإلجابة عن إشكال إن كان لهويتنا‬
‫أساسا ثابتا‪ .‬ليجيب بأن هناك من الوقائع ما يفند األطروحة القائلة بوجود أساس ثابت‪ ،‬مؤكدا ذلك بمجموعة من‬
‫األمثلة من قبيل مثال النوم ومثال فقدان الذاكرة وأيضا مثال الذين يعانون من انفصام الشخصية‪ .‬فالذي يكون نائما‬
‫يكون له أنا متخيال فقط‪ ،‬والذي فقد ذاكرته يفقد صلة الوصل بين ماضيه حاضره‪ ،‬والذي يعاني من اإلنفصام‬
‫يتشكل لديه أنا أول وأنا ثاني‪ .‬لكن كيف ننظر ألنفسنا على أننا شخص واحد في كل فترات عمرنا؟ يجيبنا جول‬
‫الشولييه بقولة ‪“ :‬هناك شيئين يجعالننا نحس بهويتنا أمام أنفسنا وهما دوام نفس الطبع والذاكرة‪ ،‬فوحدة الطبع‬
‫تجعلنا نقوم بنفس رد الفعل وتطبع حاالتنا النفسية الداخلية بطابع شخصي‪ .‬أما الذاكرة فهي التي تمسح بامتداد‬
‫وعينا إلى الماضي‪ .‬ليستنتج الشولييه بأن هويتنا الشخصية ليست معطى أوليا‪ ،‬وإنما صدى إلدراكاتنا الماضية‬
‫في إدراكاتنا الحاضرة‪.‬‬

‫استنتاج محوري‬

‫لعل ابرز ما يمكن استنتاجه بعد تحليل إشكال الشخص والهوية‪ ،‬هو أن هوية الشخص يمكن أن يظر إليها إال على‬
‫أن لها اساس ثابتا وهو الفكر المجرد‪ ،‬وهذا الموقف يجعل من أساس الهوبة أساسا ثابتا‪ ،‬وجوهرا للذات‪ .‬ويمكن‬
‫أن ينظر إليها عكس ذلك حيث تتأسس على الفكر ليس بما هو فكر مجرد وإنما بما هو شعور‪ ،‬يسمح للذات بإدراك‬
‫ذاتها بأنها هي نفسها رغم اختالف األزمنة واألمكنة‪ .‬غير أن الموقفين لم يشفيا الغليل بالنسبة لمجموعة من‬
‫الفالسفة‪ ،‬حيث سينتقد الموقف القائل بكون الهوية تتأسس على ما هو ثابت‪ ،‬ليرى منتقدوا هذا الموقف بأن وحدة‬
‫الطبع والذاكرة هما أساس وعي الذات لذاته‪.‬‬

You might also like