Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫اعداد االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫مجزوءة السياسة‬ ‫تتكون من ثالث مفاهيم‬

‫العنف‬ ‫الحق العدالة‬ ‫الدولة‬

‫الدولة‬ ‫تتكون من ثالث محاور‬

‫الدولة بين الحق‬ ‫طبيعة السلطة‬ ‫مشروعية الدولة‬


‫والعنف‬ ‫السياسية‬ ‫وغايتها‬

‫مشروعية الدولة وغايتها‬


‫شرح المفاهيم ‪:‬‬
‫الدولة ‪ :‬ويقصد بها مجموع المؤسسات التي تمارس السلطة والحكم في بلد ما فالدولة بهذا المعنى تستعمل مقابل الشعب ويقصد‬
‫بها التنظيم السياسي و االجتماعي و القانوني الذي يخول لها التدخل احيانا بعنف واحيانا بوسائل اديولوجية ‪.‬‬
‫المشروعية ‪ :‬هي حالة تتحقق عندما تكون الحقوق االنسانية االساسية هي القاعدة و المحدد االول للعالقات االجتماعية و السياسية‬
‫اي ان المشروعية تتحقق عندما تكون الحقوق االنسانية اساس للقوانين ‪.‬‬
‫االشكال ‪:‬‬
‫من اين تستمد الدولة مشروعيتها ؟ وما هي غايتها ؟‬
‫أراء الفالسفة ‪:‬‬
‫شرح المفاهيم ‪:‬‬
‫الحق ‪ :‬يشير الى معنيين اوال حق طبيعي يستند الى القوة المادية والذهنية ثانيا الحق الوضعي الذي يستند الى القانون وغايته‬
‫حفظ حق الجميع ‪.‬‬
‫العنف ‪ :‬هو الشدة والقسوة واستخدام القوة غير مشروع ومخالف للقوانين انه الحاق الضرر بالشخص او بالذات سواء كان‬
‫ضررا ماديا او معنويا‪.‬‬
‫االشكال ‪:‬‬
‫ماألساس التي تقوم علية الدولة ؟ هل على القوة والعنف ؟ ام على الحق والقانون ؟ ام عليهما ما ؟‬
‫أراء الفالسفة ‪:‬‬

‫شرح المفاهيم ‪:‬‬


‫السلطة‪ :‬هي القدرة التي يتوفر عليها الفرد والجماعة بحيث تسمح لمن يمتلكها بممارسة التاتير على االخرين‬
‫وتوجيه تصرفاتهم وتكون سلطة مشروعة ان تاسست على مبادئ اما ان تاسست على القوة فهي استبدادية ‪.‬‬
‫االشكال ‪:‬‬
‫ماطبيعة السلطة السياسية ؟ هل هي فردية ام جماعية ؟ استبدادية ام ديموقراطية ؟‬
‫أراء الفالسفة ‪:‬‬
‫انجازاالستاذ عادل الجراوي‬
‫المفهوم الثاني‪ :‬الحق والعدالة‬
‫محاور المفهوم ‪:‬‬
‫العداللة بين المساواة واالنصاف‬ ‫العدالة باعتبارها اساس للحق‬ ‫الحق الطبيعي والوضعي‬
‫المحور االول ‪:‬‬
‫الحق الطبيعي والوضعي‬
‫مفاهيم المحور ‪:‬‬
‫‪ ‬مفهوم الحق الطبيعي ‪ :‬الحق المستقل عن قوانين المجتمع الوضعية والمنتمي الى طبيعة الكائن البشري ذاته كحق الحرية والحياة‬
‫‪ ‬مفهوم الحق الوضعي ‪ :‬ينتج عن العادات والتقاليد والقوانين المكتوبة المتفق والمتواضع عليها كحق الشغل والصحة والتعلم‬
‫االشكال ‪ :‬على مذا يتأسس الحق ؟ هل على ماهو طبيعي أم على ماهو وضعي تعاقدي ؟‬
‫موقف جون جاك روسو‪ :‬اساس الحق وضعي تعاقدي‪:‬‬
‫ان اساس الحق وضعي مدني لكونه نتاج تعاقد اجتماعي مرجعيته اراده عامه تلمس المصلحه المشتركه وتسعى الى الخير العام‪ ،‬ويميز روسو‬
‫بين حالة حاله الطبيعه وحاله المدنيه ففي الحاله االولى كانت تطغى على االنسان االنانيه وكان يتبع اهوائه وغرائزه وال يستشير عقله اما‬
‫الم يزه االساسيه لحاله المدنيه فهي انتهاء الحقوق االنانيه وسياده القانون الذي يضمن حقوق الكل فالحقوق في الحاله االجتماعيه المدنيه‬
‫القائمه على التعاقد يضمنها القانون للجميع‪.‬‬
‫موقف توماس هوبز‪ :‬اساس الحق طبيعي‪:‬‬
‫يرى ان حالة الطبيعة هي حالة حرب الكل ضد الكل بسبب طبيعة الشخص العدوانية و الشريرة حيث كل االفراد تسعى الى الحفاظ على حياتها‬
‫ليصل االمر الى القتل والعنف هذا ما اضطرهم الى الدخول في عقد اجتماعي يتنازلون فيه عن كل مايملكون من قوة لحاكم يضمن لهم السلم‬
‫واالمان مقابل طاعته فأصل الحق طبيعي يستمد اساسه من القوة ‪.‬‬
‫موقف اسبينوزا‪ :‬اساس الحق طبيعي‪:‬‬
‫أساس الحق طبيعي‪ .‬يرى اسبينوزا أن اإلنسان في حالة الطبيعة يعيش تحت وطأة الصراع من أجل البقاء‪ .‬حيث ينعدم األمن والسلم فكل‬
‫فرد يتمتع بحرية مطلقة تخول له استعمال كل فوته البيولوجية لحفظ بقائه وإشباع رغباته وشهواته‪ .‬ولو كان ذلك على حساب اآلخر الذي‬
‫ال يقوى على المواجهة والدفاع عن نفسه‪ :‬وفي ظل هذا الوضع غير اآلمن كان لزاما على األفراد أن يؤسسوا لمجتمع سياسي يسهر على‬
‫حفظ بقائهم وحماية مصالحم بناء على تعاقد عقلي وإرادي‪ .‬فأساس الحق طبيعى يستمد أساسه من القوة‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬‬
‫العدالة باعتبارها اساس للحق‬
‫مفهوم العدالة ‪ :‬ملكة في النفس تمنع من االعتداء والظلم والرذائل كما تعني خضوع الكل لسلطة القانون مع احترام كرامة كل فرد‪.‬‬
‫االشكال ‪ :‬ما عالقة العدالة بالحق ؟وايهما اساس لالخر ؟‬
‫موقف اسبينوزا‪ :‬العدالة أساس للحق ‪:‬‬
‫“إن الضامن للعدالة هي الدولة من خالل قوانين مدنية ووضعية؛ فال حق خارج قوانين الدولة ومؤسساتها؛ فالعدالة هي التجسيد الفعلي للحق‬
‫ليس باعتبارها قيمة أخالقية‪ ،‬بل باعتباره قاعدة قانونية‪ .‬يقول اسبينوزا” العدل هو استعداد دائم للفرد ألن يعطي كل ذي حق ما يستحقه طبقا‬
‫للقانون المدني”‪ :‬إذن العدالة هي أساس كل الحقوق التي يتمتع بها الفرد داخل مؤسسة الدولة‪ ،‬ومن هنا فالعدالة عدالة قانونية‪.‬‬
‫موقف الفيلسوف شيشرون ‪ :‬اساس الحق الطبيعة الخيرة‬
‫يؤكد شيشرون”ال يوجد عبث أكبر من االعتقاد بأن ماهو منظم بواسطة المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل”‪ .‬هذا يعني أن القوانين ال‬
‫يمكن أن تضمن لنا العدالة ألنها متغيرة ومتعددة ونسبية تتماشى وخصوصية كل مجتمع‪ ،‬فهي متغيرة بتغير مصلحة ومنعة األفراد فالقوانين‬
‫على كل حال ال يمكن أن تكون منصفة لجميع إرادات األفراد‪ .‬من هنا بات –حسب شيشرون‪ -‬البحت عن أساس أخر للعدالة الذي سيتمثل في‬
‫الطبيعة الخيرة للبشرية التي تتجه نحو الميل إلى الحب والفضيلة‪.‬‬
‫موقف الفيلسوف فون هايك ‪ :‬العدالة اساس للحق ‪:‬‬
‫العدالة هي أساس الحق‪ .‬يرى فون هايك أن العدالة تضمن الحق لكل المواطنين في اطار مجتمع تسوده الحرية وتنظمه قوانين تشريعية‬
‫وضعية‪ .‬فالعدالة ال تكتسب داللتها إال في ظل نظام شرعيء وهذا ال يعني أن قواعد السلوك العادل المرعبة في مجتمع من المجتمعات هي‬
‫صادرة عن القانون‪ .‬كما ال يعني أن القانون يستند دائما على قواعد السلوك العادل‪ .‬ورغم ذلك يبقى القانون الذي يرتكز على قواعد العدالة‬
‫له مقام استثنائي‪ .‬ألن هذا القسم من الحقوق هو وحدة الكفيل بأن يكون ملزما للمواطنين ومفروضا على الجميع ‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪:‬‬
‫العداللة بين المساواة واالنصاف‬
‫مفهوم المساواة ‪ :‬اعتبار الناس سواء في التمتع بالحقوق دون اختالف في الجذارة او الجنس او اللون او المعتقد‪...‬‬
‫مفهوم اإلنصاف ‪ :‬الحكم العادل الصادر عن احترام روح القوانين وليس عن التطبيق الحرفي لها‪.‬‬
‫االشكال ‪ :‬هل العدالة إنصاف أم مساواة؟ام هما معا ؟‬
‫موقف الفيلسوف االن ‪:‬العدالة تسعى لتحقيق المساواة ‪:‬‬
‫أالن(إميل شارتيي) في كتابه”تأمالت رجل من نورماندي” يقر منذ األول أن العدالة هي المساواة هذه األخيرة التي يجب أن ترتكز على مبدأ‬
‫تكافؤ الفرص بين األفراد ضمن االحتكام للقوانين؛ فالقوانين العادلة هي التي يكون الجميع أمامها سواسية‪.‬إذن فالعدالة مساواة‪ ،‬والمساواة‬
‫هي ذلك الفعل العادل الذي يعامل األفراد بموجبه داخل مجتمع معين بالتساوي في الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫موقف الفيلسوف جون راولز ‪ :‬العدالة مساواة منصفة‬
‫موقف جون راولز في كتابه” نظرية العدالة ”يقول أن العدالة تقوم على قاعدة اإلنصاف هذه األخيرة التي تتأسس من خالل مبدأين ‪:‬المبدأ‬
‫األول‪ :‬المساواة في الحقوق والواجبات األساسية‪( .‬الحقوق الطبيعية والمدنية) المبدأ الثاني‪ :‬الالمساواة فيما هو اجتماعي واقتصادي‪( .‬السلطة‪،‬‬
‫الثروات)‪.‬‬
‫موقف الفيلسوف ماكس شيلر ‪ :‬العدالة تسعى لتحقيق االنصاف‬
‫ينتقد ماكس شيلر فكرة المساواة المطلقة ويعتبيرها مساواة جائرة ألنها ال تراعي اختالف الناس وتمايز قدراتهم ومؤهالتهم‪ ,‬إن المساواة‬
‫المطلقة عبارة عن ظلم‪ :‬بل أكثر من ذلك إنها تعبير عن حقد دفين وكراهية يكنها األشخاص الذين هم في أسفل درجات السلم االجتماعي‬
‫ألولئتك المتفوقين عليهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافياء فالذي يخشى على نفسه الخسارة هو وحده من ينشد المساواة ألنه عاجز عن تحقيق‬
‫ما يصبو إليه؛ ولكن وراء هذه الدعوة للمساواة ‪ /‬يتستر الحقد على المبادئ السامية‪.‬‬
‫انجازاالستاذ عادل الجراوي‬

‫مفهوم العنف‬
‫المحاور ‪:‬‬
‫العنف في التاريخ‬ ‫العنف والمشروعية‬ ‫أشكال العنف‬
‫تعريف العنف ‪:‬‬
‫يقصد به الشدة والقسوة واستخدام القوة استخداما غير مشروع ومخالف للقانون انه الحاق الضرر بالذات أو بشخص اخر سواء كان‬
‫الضرر جسديا اونفسيا ‪.‬‬
‫المحور االول ‪ :‬أشكال العنف‬
‫االشكال ‪ :‬ما هي أشكال العنف ؟ هل يمكن حصره في ما هو مادي أم انه يشمل ما هو معنوي ؟‬
‫موقف إيف ميشو‪ :‬العنف يتخذ اشكاال متعددة ‪:‬العنف االعالمي التكنولوجي‬
‫العنف حاضر في مجتمعاتنا الحالية بأشكال متعددة وطرائق متنوعة‪ ،‬تلجأ إليه المؤسسات واألفراد‪ ،‬إلبادة اآلخرين وتدميرهم أو إقصائهم أو‬
‫على األقل إخضاعهم‪ .‬هذه األشكال التدميرية‪ ،‬كانت حاضرة في الماضي‪ ،‬لكن ما يميزها حاليا باعتبارها عنفا هو أنها صارت أيضا تمارس‬
‫بنوع من الدهاء والذكاء الساخر الذي يسخر كل الوسائل التعليمية والتقنية حتى تكون له نتائج فعالة‪ ،‬تجعله خطيرا وعظيما‪( .‬إن ما يميز‬
‫العنف المعاصر‪...‬هو التدخل المزدوج للتكنولوجيا والعقلنة في إنتاجه)‪.‬‬
‫موقف بيير بورديو‪:‬العنف الرمزي‬
‫يشير إلى نمط جديد من العنف هو العنف الرمزي‪ ،‬الذي رغم أنه غير مجسد ماديا‪ ،‬فهو قائم على تعسف ثقافي يتلقاه الفرد عبر الكالم‪ ،‬اللغة‪،‬‬
‫التربية‪ ...‬بعيدا عن ثقافت ه الرسمية‪ ،‬انطالقا من ثقافة وإيديولوجية الطبقة السائدة المختلفة عن ثقافته‪ .‬إنه عنف خفي غير ملموس‪ ،‬يأتي في‬
‫صورة لطيفة‪ ،‬تجعل الفرد ال يراه كعنف بقدر ما يكون مستعدا تلقائيا لتقبله واالعتراف بشرعية المعلومات واآلراء والمعتقدات المنقولة إليه‪،‬‬
‫وبالسلطة التربوية ألجهزة اإلرسال التربوية على أنها تمثل الصواب والحقيقة‪( .‬يمكن أن يحقق العنف الرمزي نتائج أحسن قياسا إلى ما‬
‫يحققه العنف السياسي أو البوليسي)‪.‬‬
‫موقف جان بودريار‪:‬االرهاب‬
‫يقدم شكال من أشد أشكال العنف ضراوة في مجتمعاتنا المعاصرة؛ هو ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬حيث يفسرها (وبشكل خاص أحداث ‪ 11‬سبتمبر) على‬
‫أنها فعل ال أخالقي نابع من الفهم السيئ للعالم انطالقا من ثنائية الخير والشر‪ ،‬فهذين األخيرين يتطوران بشكل مواز لبعضهما‪ ،‬وظهور أحدهما‬
‫بشكل ملفت ليس معناه ضمور األخر‪ ،‬وأي انقطاع في عالقة الخير بالشر من شأنه أن ينهي التوازن ويفسح المجال لبروز الشر وتمتعه‬
‫باالستقاللية؛ ذلك أن كل عمل إرهابي هو فعل ال أخالقي‪ ،‬يتولد من عولمة ال أخالقية‪( .‬تحول الشر إلى جرثوم شبحي‪ ،‬يخترق بقاع األرض‬
‫وينبعث من كل تخوم وهوامش النظام المهيمن‪ ...‬إنه داخل كل واحد منا)‪.‬‬
‫موقف سيغموند فرويد‬
‫يولي أهمية بالغة لإلنسان في بعده الالواعي كما يبدو في األهواء والميوالت‪ :‬وبشكل خاص في ذلك النزوع العدواني‪ ،‬سواء الفردي (الغرائز‬
‫الفطرية) والميوالت‪ ،‬أو الجماعي (االستيالء‪ ،‬الغزوات‪ ،‬الهجرات‪ ،)...‬الذي يهدد المجتمع المتحضر دائما باالنهيار والزوال‪ ،‬مما يفرض على‬
‫الحضارة اإلنسانية التقليص من تلك العدوانية البشرية بردود أفعال نفسية خلقية وأخالقية في نفس الوقت‪( ،‬بفعل هذه العدوانية األولية‪ ...‬يجد‬
‫المجتمع المتحضر نفسه مهددا باستمرار باالنهيار والدمار)‪.‬‬
‫تركيب عام لمحور أشكال العنف‬
‫هكذا ننتهي إذن‪ ،‬إلى القول بأن العنف يتخذ أشکال متعددة ومظاهر متنوعة تشكل تجليات النزعة العدوانية في اإلنسان وتطويرا لها‪ ،‬من حيث‬
‫إنه متأرجح بين عنف مادي وآخر رمزي‪ ،‬بين عنف فردي وآخر جماعي‪ ،‬لكنه يبقى سلوكا متنافيا مع إنسانية اإلنسان وفعال مدمرا ال يمكن‬
‫قبوله بأي حال من االحوال‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬العنف في التاريخ ‪:‬‬
‫االشكال ‪ :‬كيف يتولد العنف في التاريخ البشري؟‬
‫موقف طوماس هوبس‬
‫يری (هوبس) أن العنف يتولد عن ثالثة عوامل رئيسية هي‪ * :‬التنافس؛ ذلك أن األفراد يتخذون من الهجوم خير وسيلة لتحقيق منافعهم‬
‫ومصالحهم وسيادتهم‪* ،‬والحذر كسبيل لضمان أمنهم وسالمتهم‪ * .‬ثم الكبرياء الذي يرمز إلى سمعتهم‪ :‬فرغم ما يتراءى من أن الناس‬
‫يتشاركون السلطة فيما بينهم بشكل يحول دون أن يعتدي بعضهم على بعض‪ ،‬فإنهم مع ذلك يعيشون حربا خفية غير معلنة ضد بعضهم‬
‫البعض‪( .‬نعثر في الطبيعة اإلنسانية على أسباب ثالثة أساسية هي مصدر النزاع‪ .‬أولها‪ :‬التنافس‪ ،‬وثانيها الحذر‪ ،‬وثالثها‪ :‬الكبرياء)‪.‬‬
‫موقف كارل ماركس‬
‫(المضطهدون) وبين من ال يملكونها (المضطهَدون)‪ .‬وهذا‬
‫ِ‬ ‫يرى أن المعطى األساسي في المجتمع هو الصراع بين من يملكون وسائل اإلنتاج‬
‫الصراع يخترق تاريخ المجتمع البشري منذ المجتمع البدائي إلى المجتمع الرأسمالي؛ حيث التعارض الكلي بين طبقة البرجوازية وطبقة‬
‫البروليتاريا‪ .‬إال أن هذا الصراع الطبقي يتخذ طابعا فرديا ال يعيه الفرد ذاته كما قد يتخذ طابع صراع نقابي أو سياسي أو إيديولوجي واضح‪(( .‬لم‬
‫يكن تاريخ أي مجتمع‪ ،‬إلى يومنا هذا‪ ،‬إال تاريخ الصراع بين الطبقات)‪.‬‬
‫موقف سيغموند فرويد‬
‫پری (فرويد) أن اإلنسان ميال بشكل طبيعي نحو العنف‪ ،‬لحسم خالفاته‪ ،‬وهو في ذلك يشبه الحيوان‪ ،‬فقد ارتبط العنف لديه في البداية بالقوة‬
‫العضلية لفرض هيمنته‪ .‬ثم في مرحلة ثانية‪ ،‬ارتبط بالقوة العضلية المسلحة باألدوات والتقنيات ولكن مع ذلك بقي الهدف هو إرغام اآلخرين‪،‬‬
‫وفي المرحلة األخيرة سيرتبط استخدام القوة المسلحة بالتفوق العقلي ليكون الغرض هو تغيير اآلخرين أو إقصائهم بشكل نهائي‪ .‬وهنا‬
‫بالضرورة سيتشكل اتحاد القوى الضعيفة لمجابهة القوة المتفوقة لفرد واحد‪ ،‬مما سيعطي الشرعية والحق لقوة الجماعة‪ ،‬وبهذا فالعنف هو‬
‫الذي أدى إلى ظهور الحقوق والقوانين والقواعد األخالقية‪( .‬أصبحت قوة أولئك الذين اتحدوا هي التي تمثل القانون على النقيض من عنف‬
‫الفرد الواحد‪ .‬وهكذا نرى أن الحق هو قوة الجماعة)‪.‬‬
‫تركيب عام لمحور العنف في التاريخ‬
‫العنف محرك التاريخ‪ ،‬هكذا يمكن أن نصرح بأن العنف ليس حدثا فجائيا أو عابرا في تاريخ البشرية‪ ،‬بل هو القوة المحركة له‪ ،‬والتي الزمت‬
‫اإلنسان منذ القدم‪ ،‬فكان أحيانا طريقا مؤديا إلى نشوء الحق أو القانون‪ ،‬وأحيانا أخرى سبيال ال محيد عنه لتحقيق التطور االقتصادي للشعوب‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬العنف والمشروعية ‪:‬‬


‫االشكال‪:‬هل هناك عنف مشروع واخر غير مشروع ؟وما الذي يجعل عنفا ما مشروعا ؟‬
‫موقف إيمانويل كانط‪:‬الدولة وحدها من يملك الحق في العنف‬
‫مع التصور الكانطي ال يجوز مجابهة العنف الصادر عن السلطة ذات الشرعية بعنف غير مشروع‪ ،‬بل ينبغي إقامة قطيعة مع كل مظهر أو‬
‫شكل من أشكال العنف الذي ال يمكن أن يوجه ضد السلطة الشرعية‪ ،‬بل ويعتبره كانط‪ ،‬جرما عظيما يجب إدانته مهما كانت األسباب‪ ،‬ألن‬
‫العنف ال يولد إال العنف‪ ،‬والعنف ال يواجه بالعنف‪ .‬فهذا عمل غير مشروع وغير مقبول ونتائجه وخيمة‪ ،‬والدولة وحدها هي التي لها حق‬
‫احتكار العنف بدون اعتراض من الرعايا داخل الجمهورية على هذا الحق‪( ،‬ال يسمح مطلقا للرعايا أن يقاوموا أو يعترضوا على العنف بعنف‬
‫مماثل)‪،‬‬
‫موقف حنا أرندنت‬
‫تنظر إلى العنف كشيء يحمل منطقا داخليا خطيرا يهدد وجود اإلنسان‪ ،‬وباألخص في الحاالت العظمى (اإلبادة‪ ،‬التطهير‪ ،‬التقتيل‪ .)...‬ولذلك ال‬
‫يمكن أن يحظى العنف بالمشروعية‪ ،‬ولو كان مبررا أحيانا‪ ،‬كما في حالة الدفاع عن النفس أو المقاومة‪ .‬وبذلك فمؤسسات السلطة تحاول أن‬
‫تبرر العنف حينما تكون مهددة‪ ،‬لكن هذا التبرير الن يحوز أبدا على الشرعية أو المشروعية‪( .‬قد يبرر العنف‪ ،‬لكنه لن يحوز أبدا على‬
‫المشروعية‪.)...‬‬
‫موقف ماكس فيبر‬
‫ترتكز السلطة على ممارسة العنف‪ ،‬فهي وحدها لها مشروعية استخدامه‪ ،‬ألن التعاقدات والمواثيق االجتماعية تعني من بين ما تعنيه التنازل‬
‫للدولة عن حق استعمال العنف في مجال سياسي يتميز بتقاسم السلط ومراقبتها‪ ،‬وعلى ذلك فالعنف المشروع هو حق من حقوق الدولة الحديثة‬
‫التي تحتكر استخدامه لصالح الجماعة بطريقة ديمقراطية‪( .‬الدولة تقوم على عالقة سيطرة يمارسها اإلنسان على اإلنسان‪ ،‬وهي سيطرة تقوم‬
‫على أساس استعمال العنف المشروع)‪.‬‬
‫موقف كرمشاند غاندي‪:‬العنف ليس مشروعا‬
‫يتصور العنف كشيء سلبي وهدام وال يمكن أن يصلح أساسا لبناء أي شيء‪ .‬إنه نية سيئة تضمر حقدا‪ .‬أما الالعنف الذي يدين به (غاندي)‬
‫ويدعو إليه‪ ،‬فهو ليس شيئا سلبيا واستسالميا‪ ،‬بل هو نضال ضد الشر وضد الحقد وضد كل المظاهر السلبية‪ .‬إنه القانون الذي يحكم النوع‬
‫اإلنساني‪ ،‬وبالتالي يمكن أن يحقق أشياء إيجابية في حين يظل العنف عنفا أي سلبا ورذيلة‪ ،‬وقانونا يحكم النوع الحيواني‪ .‬وبالتالي فال إيجابية‬
‫وال أحقية وال مشروعية له‪( .‬إن الالعنف هو الغياب التام لإلرادة السيئة تجاه كل ما يحيا‪ ،‬بل‪ ...‬هو إرادة طيبة تجاه كل ما يحيا)‪.‬‬
‫تركيب عام لمحور العنف والمشروعية‬
‫إن ما يمكن التوصل إليه انطالقا من هذه الرؤى الفلسفية هو أن العنف يبقى مسألة أخالقية وغير قانونية‪ ،‬وال يمكن أن تحظى بأية‬
‫مشروعية مهما كانت األسباب واألحوال‪ ،‬أو على أقل تقدير دولة الحق والقانون هي وحدها التي تملك الحق والمشروعية في اللجوء إلى‬
‫العنف كحل أخير حينما تستعصي الحلول السلمية‪.‬‬

You might also like