Professional Documents
Culture Documents
مجزوءة السياسة
مجزوءة السياسة
مفهوم العنف
المحاور :
العنف في التاريخ العنف والمشروعية أشكال العنف
تعريف العنف :
يقصد به الشدة والقسوة واستخدام القوة استخداما غير مشروع ومخالف للقانون انه الحاق الضرر بالذات أو بشخص اخر سواء كان
الضرر جسديا اونفسيا .
المحور االول :أشكال العنف
االشكال :ما هي أشكال العنف ؟ هل يمكن حصره في ما هو مادي أم انه يشمل ما هو معنوي ؟
موقف إيف ميشو :العنف يتخذ اشكاال متعددة :العنف االعالمي التكنولوجي
العنف حاضر في مجتمعاتنا الحالية بأشكال متعددة وطرائق متنوعة ،تلجأ إليه المؤسسات واألفراد ،إلبادة اآلخرين وتدميرهم أو إقصائهم أو
على األقل إخضاعهم .هذه األشكال التدميرية ،كانت حاضرة في الماضي ،لكن ما يميزها حاليا باعتبارها عنفا هو أنها صارت أيضا تمارس
بنوع من الدهاء والذكاء الساخر الذي يسخر كل الوسائل التعليمية والتقنية حتى تكون له نتائج فعالة ،تجعله خطيرا وعظيما( .إن ما يميز
العنف المعاصر...هو التدخل المزدوج للتكنولوجيا والعقلنة في إنتاجه).
موقف بيير بورديو:العنف الرمزي
يشير إلى نمط جديد من العنف هو العنف الرمزي ،الذي رغم أنه غير مجسد ماديا ،فهو قائم على تعسف ثقافي يتلقاه الفرد عبر الكالم ،اللغة،
التربية ...بعيدا عن ثقافت ه الرسمية ،انطالقا من ثقافة وإيديولوجية الطبقة السائدة المختلفة عن ثقافته .إنه عنف خفي غير ملموس ،يأتي في
صورة لطيفة ،تجعل الفرد ال يراه كعنف بقدر ما يكون مستعدا تلقائيا لتقبله واالعتراف بشرعية المعلومات واآلراء والمعتقدات المنقولة إليه،
وبالسلطة التربوية ألجهزة اإلرسال التربوية على أنها تمثل الصواب والحقيقة( .يمكن أن يحقق العنف الرمزي نتائج أحسن قياسا إلى ما
يحققه العنف السياسي أو البوليسي).
موقف جان بودريار:االرهاب
يقدم شكال من أشد أشكال العنف ضراوة في مجتمعاتنا المعاصرة؛ هو ظاهرة اإلرهاب ،حيث يفسرها (وبشكل خاص أحداث 11سبتمبر) على
أنها فعل ال أخالقي نابع من الفهم السيئ للعالم انطالقا من ثنائية الخير والشر ،فهذين األخيرين يتطوران بشكل مواز لبعضهما ،وظهور أحدهما
بشكل ملفت ليس معناه ضمور األخر ،وأي انقطاع في عالقة الخير بالشر من شأنه أن ينهي التوازن ويفسح المجال لبروز الشر وتمتعه
باالستقاللية؛ ذلك أن كل عمل إرهابي هو فعل ال أخالقي ،يتولد من عولمة ال أخالقية( .تحول الشر إلى جرثوم شبحي ،يخترق بقاع األرض
وينبعث من كل تخوم وهوامش النظام المهيمن ...إنه داخل كل واحد منا).
موقف سيغموند فرويد
يولي أهمية بالغة لإلنسان في بعده الالواعي كما يبدو في األهواء والميوالت :وبشكل خاص في ذلك النزوع العدواني ،سواء الفردي (الغرائز
الفطرية) والميوالت ،أو الجماعي (االستيالء ،الغزوات ،الهجرات ،)...الذي يهدد المجتمع المتحضر دائما باالنهيار والزوال ،مما يفرض على
الحضارة اإلنسانية التقليص من تلك العدوانية البشرية بردود أفعال نفسية خلقية وأخالقية في نفس الوقت( ،بفعل هذه العدوانية األولية ...يجد
المجتمع المتحضر نفسه مهددا باستمرار باالنهيار والدمار).
تركيب عام لمحور أشكال العنف
هكذا ننتهي إذن ،إلى القول بأن العنف يتخذ أشکال متعددة ومظاهر متنوعة تشكل تجليات النزعة العدوانية في اإلنسان وتطويرا لها ،من حيث
إنه متأرجح بين عنف مادي وآخر رمزي ،بين عنف فردي وآخر جماعي ،لكنه يبقى سلوكا متنافيا مع إنسانية اإلنسان وفعال مدمرا ال يمكن
قبوله بأي حال من االحوال.
المحور الثاني :العنف في التاريخ :
االشكال :كيف يتولد العنف في التاريخ البشري؟
موقف طوماس هوبس
يری (هوبس) أن العنف يتولد عن ثالثة عوامل رئيسية هي * :التنافس؛ ذلك أن األفراد يتخذون من الهجوم خير وسيلة لتحقيق منافعهم
ومصالحهم وسيادتهم* ،والحذر كسبيل لضمان أمنهم وسالمتهم * .ثم الكبرياء الذي يرمز إلى سمعتهم :فرغم ما يتراءى من أن الناس
يتشاركون السلطة فيما بينهم بشكل يحول دون أن يعتدي بعضهم على بعض ،فإنهم مع ذلك يعيشون حربا خفية غير معلنة ضد بعضهم
البعض( .نعثر في الطبيعة اإلنسانية على أسباب ثالثة أساسية هي مصدر النزاع .أولها :التنافس ،وثانيها الحذر ،وثالثها :الكبرياء).
موقف كارل ماركس
(المضطهدون) وبين من ال يملكونها (المضطهَدون) .وهذا
ِ يرى أن المعطى األساسي في المجتمع هو الصراع بين من يملكون وسائل اإلنتاج
الصراع يخترق تاريخ المجتمع البشري منذ المجتمع البدائي إلى المجتمع الرأسمالي؛ حيث التعارض الكلي بين طبقة البرجوازية وطبقة
البروليتاريا .إال أن هذا الصراع الطبقي يتخذ طابعا فرديا ال يعيه الفرد ذاته كما قد يتخذ طابع صراع نقابي أو سياسي أو إيديولوجي واضح(( .لم
يكن تاريخ أي مجتمع ،إلى يومنا هذا ،إال تاريخ الصراع بين الطبقات).
موقف سيغموند فرويد
پری (فرويد) أن اإلنسان ميال بشكل طبيعي نحو العنف ،لحسم خالفاته ،وهو في ذلك يشبه الحيوان ،فقد ارتبط العنف لديه في البداية بالقوة
العضلية لفرض هيمنته .ثم في مرحلة ثانية ،ارتبط بالقوة العضلية المسلحة باألدوات والتقنيات ولكن مع ذلك بقي الهدف هو إرغام اآلخرين،
وفي المرحلة األخيرة سيرتبط استخدام القوة المسلحة بالتفوق العقلي ليكون الغرض هو تغيير اآلخرين أو إقصائهم بشكل نهائي .وهنا
بالضرورة سيتشكل اتحاد القوى الضعيفة لمجابهة القوة المتفوقة لفرد واحد ،مما سيعطي الشرعية والحق لقوة الجماعة ،وبهذا فالعنف هو
الذي أدى إلى ظهور الحقوق والقوانين والقواعد األخالقية( .أصبحت قوة أولئك الذين اتحدوا هي التي تمثل القانون على النقيض من عنف
الفرد الواحد .وهكذا نرى أن الحق هو قوة الجماعة).
تركيب عام لمحور العنف في التاريخ
العنف محرك التاريخ ،هكذا يمكن أن نصرح بأن العنف ليس حدثا فجائيا أو عابرا في تاريخ البشرية ،بل هو القوة المحركة له ،والتي الزمت
اإلنسان منذ القدم ،فكان أحيانا طريقا مؤديا إلى نشوء الحق أو القانون ،وأحيانا أخرى سبيال ال محيد عنه لتحقيق التطور االقتصادي للشعوب.