Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫الفرقة بين الزوجين‪.

‬‬

‫إعداد الطالب ‪ :‬يزن احمد مبارك عصيدان الزهراني‬

‫الرقم الجامعي ‪443028476:‬‬


‫الفرقة بين الزوجين‪.‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫إن الفرقة بين الزوجين تعني انحالل عقدة النكاح‪ ،‬وقد أوضح قانون األسرة الموحد أن الفرقة بين الزوجين تتم بإحدى‬

‫ثالث طرق وقد صنف هذه الطرق تبعاً إلرادة الزوجين‪ ،‬فجعل الطريقة األولى بإرادة الزوج وسماها طالقاً‪ ،‬والطريقة‬

‫الثانية بطلب الزوجة وموافقة الزوج مع بذل العوض من الزوجة وسماها مخالعة (خلع) والطريقة الثالثة بموجب حكم‬

‫القضاء وسماها تطليقاً أو فسخاً أو تفريقاً بحسب الحال‪.‬‬

‫إن الطالق بإرادة الزوج هو حل عقد النكاح بالصيغة الموضوعة له شرعاً وعرف ًا وقد اتفق المذهبان السني والجعفري‬

‫في صيغة التعريف المذكورة للطالق‪ ،‬ويقع الطالق باللفظ الصريح أو الكتابة أو اإلشارة المفهومة‪ ،‬والطالق إما رجعي‬

‫أو بائن‪ ،‬فالطالق الرجعي ال ينهي عقد الزواج إال بانقضاء العدة‪ ،‬أما الطالق البائن فإنه ينهي عقد الزواج بمجرد‬

‫وقوعه‪ ،‬وهو نوعان‪ ،‬بائن بينونة صغرى إذا انقضت العدة من طالق رجعي وفي هذه ال بد من عقد ومهر جديدين‬

‫للرجعة‪ ،‬وبائن بينونة كبرى وهو المكمل للثالث‪ ،‬وال تحل له زوجته إال إذا تزوجها غيره ودخل بها دخوالً صحيحاً‪ ،‬فكل‬

‫طالق يقع رجعي إال الطالق المكمل للثالث‬

‫أما الخلع‪ ،‬فهو إنهاء عقد الزواج بطلب الزوجة بعوض تبذله للزوج‪ ،‬ويعتبر الخلع فسخاً ولكن يوقعه القاضي بصيغة‬

‫الخلع ال الفسخ وذلك الختالف آثار الخلع عن الفسخ‪ ،‬ويعتبر الخلع طالقاً بائناً بينونة كبرى‪ ،‬وال يستحق الزوج بدل‬

‫الخلع إال إذا كان خلع الزوجة اختياراً منها دون إكراه أو إضرار بها‪ ،‬وإال فإنه ال يستحق ما خولع عليه ويكون مستحقاً‬

‫للبدل الذي سمى فقط وال يحق له المطالبة بسواه‪.‬‬

‫أما التطليق أو الفسخ بحكم المحكمة فإنه يقع لمجموعة من األسباب منها التطليق لوجود علة يتعذر معها استمرار‬

‫الحياة وال يرجى منها برء أو يمكن البرء منها بعد أكثر من سنة سواء كانت العلة عقلية أو عضوية‪ ،‬أما السبب اآلخر‬

‫لطلب التطليق بحكم قضائي فهو الضرر أو الشقاق فيحق للزوجة أن تطلب التطليق بسبب الضرر وللضرر عدة صور‬

‫منها تركها وهجرها دون عذر أو سبب مشروع ومنها ضربها ضرباً مبرحاً‪ ،‬كما أن أحد أسباب التطليق هو عدم إنفاق‬

‫الزوج على زوجته حتى لو كان ليس له مال ظاهر ‪،‬كما يحق للزوجة طلب التطليق من زوجها إذا كان محبوساً تنفيذاً‬

‫لحكم نهائي أو كان من متعاطي المسكرات أو المخدرات‪ ،‬ولم يشترط القانون مدة الحبس التي تطلب فيه الزوجة‬

‫التطليق وبالتالي يحق لها أن تطلب التطليق حتى لو كانت مدة الحبس قصيرة طالما أنه حبس تنفيذاً لحكم نهائي‪.‬‬

‫إن العالقة الزوجية تعتبر من أكثر العالقات االجتماعية قدسية وذات خصوصية عالية أحاطها الشرع والقانون بالرعاية‬
‫ووضع األحكام المقننة لها ألن آثارها ممتدة في األبناء ومتشعبة إلى األسر‪ ،‬لذلك يجب أن تسود المودة والتقدير‬

‫واالحترام في كافة جوانب هذه العالقة حتى وإن قدر لها أن تنتهي‪ ،‬فالزوجان عاقالن وراشدان وفي إمكانهما إنهاء‬

‫عالقتهما الزوجية بالتراضي واالتفاق دون اللجوء للقضاء والخوض في الدعاوى والمطالبات‪ ،‬فليس فشالً انتهاء‬

‫العالقة الزوجية بين أي زوجين‪ ،‬بل إن الفشل في طريقة إنهاء هذه العالقة إذا لم تنتهِ بالمودة والتقدير واالحترام‪.‬‬

‫آثار الفرقة وفقاً للنظام السعودي‪ ،‬ورأينا الشخصي ‪،‬تقع الفرقة بين الزوجين بإردة الزوج وتسمى طالقاً‪ ،‬وبإردة‬

‫الزوجين وتسمى مخالعة‪ ،‬وبحكم القضاء وتسمى تطليقا أو فسخا‪.‬‬

‫التطليق لم تنص الئحة األحوال الشخصية على التطليق وإنما تركتها مدموجة مع الفسخ‪ ،‬والتطليق إما أن يكون التطليق‬

‫للعـلل لكل من الزوجين طلب التطليق لعلة في اآلخر يتعذر معها استمرار الحياة الزوجية وال يرجى منها برء‪ ،‬أو يرجى‬

‫بعد مضي أكثر من سنة ‪،‬عقلية كانت العلة أو عضوية‪ ،‬أصيب بها قبل العقد أو بعده‪ ،‬أو يكون التطليق لعدم أداء‬

‫الصداق الحال يحكم للزوجة غير المدخول بها بالتطليق لعدم أداء الزوج صداقها الحال في الحالتين التاليتين إذا لم‬

‫يكن للزوج مال ظاهر يؤخذ منه الصداق‪ ،‬إذا كان الزوج ظاهر العسر أو مجهول الحال وانتهى األجل الذي حدده‬

‫القاضي ألداء الصداق الحال ولم يؤده‪ ،‬ال يحكم بتطليق الزوجة بعد الدخول لعدم أداء صداقها الحال‪ ،‬ويبقى دينا في‬

‫ذمة الزوج‪ ،‬أو يكون التطليق للضرر والشقاق لكل من الزوجين طلب التطليق للضرر الذي يتعذر معه دوام العشرة‬

‫بينهما‪ ،‬أو يكون لعدم اإلنفاق للزوجة طلب الطالق إذا امتنع زوجها عن اإلنفاق عليها‪ ،‬أو تعذراستيفاء النفقة منه‪،‬‬

‫وليس له مال ظاهر‪ ،‬ولم يثبت إعساره وال تطلق منه إال بعد إمهاله مدة يحددها له القاضي‪ ،‬ال تطلق الزوجة إلعسار‬

‫الزوج إذا علمت بعسره قبل الزواج‪ ،‬ورضيت بذلك‪ ،‬ال تطلق الزوجة الموسرة على زوجها المعسر‪ ،‬أو يكون للغياب‬

‫والفقدان للزوجة طلب الطالق بسبب غياب زوجها‪ ،‬المعروف موطنه‪ ،‬أو محل إقامته‪ ،‬ولو كان له مال يمكن استيفاء‬

‫النفقة منه‪ ،‬وال يحكم لها بذلك إال بعد إنذاره‪ :‬أما باإلقامة مع زوجته‪ ،‬أو نقلها إليه‪ ،‬أو طالقها‪ ،‬على أن يمهل ألجل‬

‫ال يقل عن سنة‪.‬‬

‫آثار الفرقة النفسية والمالية والقانونية على الوالدين واألبناء‬

‫بعد الفرقة بين الزوجين تتغير أدوار ومسئوليات كل منهما في حياة اآلخر فقد يكون للفرقة آثار إيجابية في تحقيق‬

‫االستقرار والتوازن األسري من جديد في حالة تركيز كل من الوالدين على سعادة األبناء من خالل خلق بيئة مثالية‬

‫لألبناء بحل كل خالفاتهم ونزعاتهم والعمل بيد واحدة على سعادة أبناءهم‪ ،‬ولكن قد يحصل العكس وينتج عن الطالق‬

‫مشاكل ال يحمد عقباها فيحسب البعض الطالق نهاية المشكلة ولكن في الحقيقة هو بداية المشكلة فتكبر المشاكل‬
‫بعد الطالق فيترتب عليها الكثير من اآلثار على الرجل والمرأة واألبناء‪.‬‬

‫آثار الفرقة على الرجل‬

‫تتمثل في اآلثار النفسية للرجل‪ :‬سيكولوجية الرجل تختلف عن المرأة وذلك ألنه يتحكم بعاطفته‪ ،‬إال أنه مع ذلك يصاب‬

‫بأعراض نفسية من الطالق مثل الحزن واآلسى والحزن والندم والتقصير‪ ،‬ونظرة المجتمع إليه بأنه انفصل عن زوجته‬

‫ولماذا انفصل عنها هل هو مقصر أم فيه عيب‪ ،‬وقد ال يفكر الزواج مرة أخرى ويكره النساء‪ ،‬كما يكون مشغول‬

‫وخائف على أبناءه ألنهم ليس معه وإنما مع زوجته التي انفصل عنها‪.‬وتتمثل في اآلثار المالية والقانونية للرجل‪ :‬بعد‬

‫الفراق يترتب على الزوج‬

‫مجموعة من اآلثار المالية التي تأتي نتيجة للطالق تتمثل في مؤخر الصداق وهو مبلغ ثابت في وثيقة الزواج بأنه‬

‫يستحق عند الموت أو الطالق‪ ،‬ونفقة العدة وهي قد تقدر بثالثة أشهر‪ ،‬والنفقة على األبناء إلى حين وصولهم سن‬

‫االعتماد على أنفسهم ففي تلك الفترة يكون عليه مصاريف السكن والدراسة واإلعاشة والصحة وهذه تعتبر أعباء مالية‬

‫عليه ال سيما إن كان من ذوي الدخل المحدود‪ ،‬وعليه حقوق الحاضنة في تمكينها من السكن بصفتها حاضنة وأجرة‬

‫رضاع‪.‬‬

‫آثار الفرقة على المرأة‬

‫تتمثل في اآلثار النفسية للمرأة‪ :‬المرأة عاطفية عكس الرجل فهي تتأثر بصورة كبيرة وقد تصاب بأمراض نفسية مثل‬

‫القلق والتوتر والحزن‪...‬الخ‪ ،‬ال سيما رجوعها إلى أهلها مرة أخرى وهي مطلقة‪ ،‬كما تواجه مشكلة تربية األبناء‬

‫واالعتناء بهم‪.‬‬

‫وتتمثل اآلثار المالية والقانونية للمرأة‪ :‬عندما ينتقلون أبناءها معها بسبب سن الحضانة‪ ،‬وعدم قيام األب بمسئوليته‬

‫تجاه أبناءه في حالة تعسفه أو إعساره ‪،‬فيقع االنفاق في هذه الحالة على المرأة‪ ،‬تنحصر في اآلثار القانونية ال تستحق‬

‫المطلقة نفقة إذا كانت ناشز عن طاعته أو خرجت دون إذن زوجها‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫يسبب الطالق لألبناء حزن وحيرة وعدم تقبل انفصال والديهم ‪،‬وتكون حضانة األبناء عند أحد الوالدين وفي هذه‬

‫الحالة يجوز لألخر زيارة المحضون إال أن هذه الزيارة غير كافية بالنسبة لألبناء‪ ،‬وتسبب هذه اآلثار النفسية في‬

‫ضعفهم من التواصل مع اآلخرين لفقدان التربية المزدوجة التي تقع على عاتق الوالدين عند عدم اندماج األسرة‬

‫واستقرارها‪ ،‬وانقطاع صالت المصاهرة وتزايد الجفوة والبغضاء بين أسرة الزوج والزوجة مما ينعكس سلبا على‬

‫األبناء‪.‬‬
‫المراجع ‪:‬‬

‫‪-1‬دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة ‪ ،‬عمر سليمان األشقر ‪. 54/1 ،‬انظر‪ ،‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث‬
‫منار السبيل‪ ،‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬المكتب االسالمي – بيروت‪، .314 -311/6،‬م‪ - 1985‬هـ‪1، 1415‬ط‬

‫‪-2-‬مقاصد الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬محمد الطاهر بن عاشور (د‪،‬ن)‪ ،‬ط ‪1 ، 1366‬هـ ‪ ،‬ص‪98 . :‬‬

‫‪-3‬دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة ‪ ،‬عمر سليمان األشقر ‪1/53. ،‬‬

‫‪-4‬أثر االستدالل بالمقاصد الجزئية ‪ ،‬عبد الناصر حمدان بيومي إبراهيم‪ .‬دار الكلمة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، .1175/1،‬م‪، 1115‬‬
‫هـ‪1 ، 1436‬ط‬

‫‪-5-‬بداية المجتهد‪ ،‬ابن رشد‪1/81 ، ،‬المغنى – ابن قدامة المقدسي ‪579/7‬الحاوي الكبير‪،‬الماوردي‪.338/9 ،‬حاشية‬
‫الدسوقي ‪ ،‬محمد عرفة‪. ،‬‬

You might also like