علي حامد عدنان

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 35

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة القادسية‬
‫كلية االدارة واالتتااد‬
‫تسم العلوم المالية والمارفية‬

‫دور البنك المركزي في الرتابة على تنفيذ الموازنة العامة‬


‫للدولة‬
‫بحث مقدم إلى مجمس كمية االدارة واالقتصاد – جامعة القادسية‪ ،‬وهو جزء من‬
‫متطمبات نيل شهادة البكالوريوس في العموم المالية والمصرفية‪.‬‬

‫الطالب‬
‫علي حامد عدنان‬

‫إشراف‬

‫م‪ .‬جنان سليم‬

‫‪1449‬م‬ ‫‪ 4114‬ه ـ‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ان ا َ ْح َا ا ااه ِ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ً‬‫ا‬‫ار‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫َ َِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ْ‬‫ا‬‫األ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ير‬ ‫ين‬ ‫( ي ا ا ااه اَيلَّا ا ااه الاو ا ا ِ‬
‫اَّ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫ألَ اَ ْرا ا ا ا َاألا َ الًوا ا ا ااه ِ بِه ْل اه ِ ا ا ا ا ِ‬ ‫َوال لر ْه َ ا ا ا ا ِ‬
‫اهَ لَيَا ا ا ا اَْ ُنُ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫و‬‫الَّ‬ ‫وَ‬ ‫ز‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ويصدلوَ عَن س ِيا ِ النِّه والو ِ‬
‫َّ‬
‫َ ََ ُ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫َوا ْلفِضوا ااالَ َونَ يًُفِهُألَ ََّ ا ااه لِ ا ااِ َسا ا ا ِيا ِ النّا ا ِاه لََ ا ا ْار ُهم‬
‫اب اَلِيٍم )‬ ‫بَِعََّ ٍ‬
‫صدق اهلل العنِ العظيم‬
‫سأل ة التألبال (اآليال‬
‫‪)43‬‬
‫انها ا ا ااداء‬
‫اهدي جَّدي العنمِ المتألاضع الى‪:‬‬
‫‪ -‬ال عب الَّي يئن رن جراحهت العًف السيهسِ والطهئفِ لِ العراق‪.‬‬
‫‪ -‬جميااع ا سااهفَّة لااِ نيااال االقا ة وانذتصااهق الااَّين لاام ي نااألا بعنمَّاام‬
‫ورعرلتَّم عنوِ‪.‬‬
‫‪ -‬جميع رن يعتهد اَ ا سهَ ذيمالُ عنيه‪.‬‬
‫‪ -‬ا راان يراان بلهااألق اال سااهَ الم ااروعال لطهلااب بَّااه هلمَ ا والمنا‬
‫والمَوى‪.‬‬
‫‪ -‬اال سااه يال المساالألذال بفانس افاهت المااألت اليااألرِ وااااق بهلااَّ ر الفهااراء‬
‫وره عه ألا رن شدة الم الجألع وبؤ الفهر وازق اء الفئهت ضدهم‪.‬‬
‫رن حهو فط يق العد اال سه ِ انجتمهعِ واافق لِ ذلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفانسفاهت التاِ فعتهاد بازالاال التفاهوفاهت الط هياال باين ابًاهء الجاً‬ ‫‪-‬‬
‫ال ري‪.‬‬
‫‪ -‬ش ااَّداء الع ااراق الج ااريذ ر اان اس ااهفَّة ور هف ااين و س ا ال ال ااَّين ذه ااألا‬
‫ضليال الم هقئ وقلعألا ضري ال و ًيتَّم الراس ال‪.‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫الحمــد ب رل الم ـ لمينال واللــا وال ــام عمــي ــيدد محمــد الد ــي المر ــي ا مــينال‬

‫وعمي آله الطي ين الط هرين‪.‬‬

‫يط وعـه التم يـر عـن‬ ‫قد يقف المرء أحي د ً ع ج اًز عن رد الجميل لذوي الفضل الوقـد‬

‫ي ـمدي ن نن‬ ‫مم دي الشكر والتقدير عمي م ذلوه من م عد وعـون ال ومـذ ذلـ‬

‫شراف عمـي حيـي ومـ قدمـه‬ ‫أتقدم لشكر والتقدير نلي (د‪ .‬حسن سامي) لتفضمه‬

‫لــي مــن نرش ـ د وتوجيــه الال ج ـزاه اب عدــي ايــر الج ـزاء وا ــىل اب ـ ح ده وتم ـ لي نن‬

‫يمن عميه للحة والم ية‪.‬‬

‫ال حث‬

‫ج‬
‫الفهرس‬

‫رقم‬ ‫الموضوع‬
‫اللفحة‬
‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪3-1‬‬ ‫مدهجية ال حث‬
‫‪9-1‬‬ ‫الم حث ا ول ‪ :‬مفهوم ال د المركزي‬
‫‪1‬‬ ‫او ‪ -‬مفهوم ال د المركزي‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫ي دي ‪-‬ال ئص ال د المركزي‬
‫‪6‬‬ ‫ي لي ‪-‬أهمية ال د المركزي‬
‫‪6‬‬ ‫ار م ‪-‬دشى ال د المركزي‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫ا م ً ‪-‬أهداف ال د المركزي ‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫د ً ‪-‬وظ ئف ال د المركزي‬
‫‪43-44‬‬ ‫الم حث الي دي ‪ :‬مفهوم الرق ة عمي تدفيذ الموازدة الم مة‬
‫‪41‬‬ ‫قة ‪:‬‬ ‫‪ -4‬الرق ة ال‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -1‬الرق ة الاحقة عمي تدفيذ الميزادية ‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ :3‬الرق ة الم تقمة‬
‫الم حث الي لث ‪ :‬ا ط ر المممي ‪:‬الية رق ة ال د المركزي ي ‪15-45‬‬
‫تدفيذ الموازدة الم مة‬
‫‪47-45‬‬ ‫أو ‪ :‬تحليل اإليرادات‬
‫‪15-48‬‬ ‫ي دي ‪ :‬لـرف الدفق ـ ت‬
‫‪17-16‬‬ ‫الا تمة‬
‫‪19-18‬‬ ‫المل در‬
‫المقدمة‬

‫يعد البنك المركزي المكون األول لمجياز المصرفي وعند التعرض لشخصية نقدية‬
‫بيذا المستوى البد وأن ينصرف إلى أذىاننا إن ىذا البنـك ى ــو مؤسسة مصرفية‬
‫ىدفيا الرقابة عمى كمية النقود واستعماليا بصورة تسيل تنفيذ السي ــاسة النقدية التي‬
‫يجري وضعيا من قبل البنك نفسو ‪ ،‬كما يمكن القول أن البنك المركزي ىو مؤسسو‬
‫نقدية حكومية تييمن عمى النظـ ــام النقدي و المصرفي في الدولة وتقع عمى عاتقيا‬
‫مسؤولية إصدار العممة ومراقب ـ ــة الجياز المصرفي ‪ ،‬وتوجيو االئتمان لتدعيم النمو‬
‫االقتصادي والمحافظ ــة عمى االستقرار النق ــدي عن طريق توفير الكميــات النقدية‬
‫المناسبة داخل الدولـ ـ ــة وربطيا بحاجات النشاط االقتصادي فضبل عن ذلك فأن‬
‫الصيرفة المركزية م ــاىي إال نظام يتولى فيو بنك واحد االحتكار الكامل أو الجزئي‬
‫إلصدار األوراق النقدية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منيجية البحث‬

‫‪ . 1‬مشكمة البحث‬

‫تتمحور مشكمة البحث في طبيعة الدور الذي يمكن ان يضطمع بو البنك‬


‫المركزي في الرقابة عمى تنفيذ الموازنة في العراق من خبلل اإلجراءات والترتيبات‬
‫التي يتخذىا في إدارة النقد واالئتمان وتنظيم السيولة العامة لبلقتصاد الذي عانى وما‬
‫يزال من تجذر االختبلالت وتفاقميا خاصة ظاىرة التضخم الجامح عمى الرغم من‬
‫االصبلحات النقدية التي اعتمدىا البنك المركزي العراقي ‪.‬‬

‫‪ . 2‬أىمية البحث‬

‫تبرز اىمية البنك المركزي في الرقابة عمى تنفيذ الموازنة العامة من خبلل‬
‫قيامة بوظيفتو االساسية ( اصدار النقود ) كذلًك من خبلل دوره في الرقابة عمى‬
‫االئتمان وخاصة عمى المصارف التجارية ‪ .‬التي تشارك البنوك المركزية في التاثير‬
‫في المعروض النقدي عن طريق قياميا بخمق نقود الودائع والتي تعد اىم انواع النقود‬
‫في النظام المصرفي الحديث ‪.‬‬

‫‪ . 3‬ىدف البحث‬

‫التعرف عمى دور البنوك المركزية في الرقابة عمى تنفيذ الموازنة العامة بصورة عامة‬
‫ومعرفة األسباب التي تكمن وراء عدم قدرة البنك المركزي العراقي في تحقيق أھداف‬
‫الرقابة من خبلل تحميل عرض النقد وسعر الصرف ‪ ،‬واثبات الفرضية التي استندت‬
‫عمى نقطة مفادھا ان البنك المركزي يراقب السمطة التنفيذية في تنفيذىا لمموازنة‬

‫‪2‬‬
‫العامة التي اقرتيا السمطة التشريعية من خبلل تنظيم االيرادات والصادرات وااللتزام‬
‫بتنفيذ الموازنة العامة بحسب االبواب التي اقرىا مجمس النواب‬

‫‪ . 4‬فرضية البحث‬

‫يساىم البنك المركزي في الرقابة عمى تنفيذ الموازنة العامة من خبلل سياستو‬
‫في إدارة النقد واالئتمان وتنظيم السيولة العامة لبلقتصاد والتي كانت من اىم النتائج‬
‫المترتبة عمى استقبللو من التبعية المالية لمحكومة المركزية في العراق‪.‬‬

‫حدود البحث ‪:‬‬

‫اوال‪ -‬الحدود الزمانية ‪:‬‬

‫تظير الحدود الزمانية لدور البنك المركزي في الرقابة عمى تنفيذ الموازنة العامة في‬
‫العراق لممدة من ‪ 2003‬لغاية ‪.2019‬‬

‫ثاني ًا‪-‬‬

‫تتمثل الحدود المكانية لمبحث في نطاق عمل البنك المركزي العراقي‪.‬‬

‫ىيكل البحث‬

‫ينقسم البحث إلى ثبلثة مباحث‪ ،‬نتناول في المبحث األول مفيوم البنك المركزي‬
‫‪ ،‬وفي المبحث الثاني مفيوم الرقابة الداخمية‪ ،‬أما المبحث الثالث فنتناول فيو الية‬
‫رقابة البنك المركزي عمى تنفيذ الموازنة العامة‪ ،‬واختتم البحث بعدد من االستنتاجات‬
‫والتوصيات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬مفيوم البنك المركزي‬

‫اوال‪ -‬مفيوم البنك المركزي‪:‬‬


‫يعد البنك المركزي مؤسسة مصرفية ىدفيا الرقابة عمى كمية النقود واستعماليا‬
‫بصورة تسيل تنفيذ السي ــاسة النقدية التي يجري وضعيا من قبل البنك نفسو‪ (.‬باري‬
‫سيجل ‪ ، 1986 ،‬ص ‪).225‬‬

‫وأن البنك المركزي ىو مؤسسو نقدية حكومية تييمن عمى النظـ ــام النقدي و‬
‫المصرفي في الدولة وتقع عمى عاتقيا مسؤولية إصدار العممة ومراقب ـ ــة الجياز‬
‫المصرفي ‪ ،‬وتوجيو االئتمان لتدعيم النمو االقتصادي والمحافظ ــة عمى االستقرار‬
‫النق ــدي عن طريق توفير الكميــات النقدية المناسبة داخل الدولـ ـ ــة وربطيا بحاجات‬
‫النشاط االقتصادي فضبل عن ذلك فأن الصيرفة المركزية م ــاىي إال نظام يتولى فيو‬
‫بنك واحد االحتكار الكامل أو الجزئي إلصدار األوراق النقدية‪( .‬عقيل مجيد محمد‬
‫عباس الحمدي‪ – 2005 ،‬ص ‪).165- 164‬‬

‫ثانيا ‪-‬خصائص البنك المركزي‬


‫تمتاز البنوك المركزية بالخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬البنك المركزي مؤسسو نقدية ذات ممكية عامة‪ .‬أي إنيـا مـدارة مـن قبـل الدولـة‬
‫وتحت إشرافيا‪.‬‬
‫‪ -2‬يكــون البنــك المركــزي ممــثبل لمســمطة النقديــة فــي اإلش ـراف عمــى ســير العمــل‬
‫المصرفي والنشاط االئتماني والتحكم في عرض النقد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -3‬ىنــاك بنــك مركــزي واحــد فــي كــل دولــة مــع إمكانيــة أن يكــون ليــذا البنــك عــدة‬
‫فــروع فــي منــاطق الدولــة المختمفــة وأقاليميــا‪( .‬عف ـراء ىــادي ســعيد ‪، 2004،،‬ص‬
‫‪)12‬‬
‫ثالثا ‪-‬أىمية البنك المركزي‬
‫يمثل البنك المركـزي أىميـة متميـزة فـي الـنظم النقديـة والمصـرفية بمعظـم دول العـالم‬
‫المعاص ــر‪ ،‬وتختم ــف تس ــميات ى ــذه المؤسس ــة م ــن دول ــة إل ــى أخ ــرى‪ ،‬فف ــي الوالي ــات‬
‫المتحــدة االمريكيــة يطمــق عمــى ىــذه المؤسســة اســم ( بنــك االحتيــاطي الف ـ ــدرالي) وفــي‬
‫فرنســا ( بنــك فرنســا) وفــي الســعودية والبحـرين يطمــق عمييــا تســمية ( مؤسســة النقــد) ‪،‬‬
‫فــي حــين إن التســمية الشــائعة فــي أغمــب دول العــالم ىــي ( البنــك المركــزي) كمــا ىــي‬
‫تسمية البنك المركزي العراقي‪ .‬وعمى الرغم مـن ىـذا االخـتبلف فـي التسـميات إال إن‬
‫ى ــذه المؤسس ــات ى ــي ذات وظ ــائف متش ــابية ال ــى ح ــد م ــا ‪ ،‬كم ــا إن أغم ــب البن ــوك‬
‫المركزية ال تمارس أعمال الصيرفة االعتيادية التي تمارسيا البنوك التجارية في حين‬
‫إن القمة المتبقية تزاول األعمال المصرفية التجارية إلـى جانـب أعماليـا اإلشـرافية كمـا‬
‫ىي الحال في فرنسا ‪( .‬عبـد الحميـد الغ ازلـي ‪ ،‬د‪ .‬محمـد خميـل برعـي ‪،‬واخـرون ‪، ،‬ط‬
‫ببل‪ ،‬ص ‪).165-165‬‬
‫رابعا‪-‬نشأة البنك المركزي‪:‬‬
‫نتيجــة تطــور المصــارف التجاريــة وأتســاع قــدراتيا عمــى إصــدار النقــود مــن خــبلل‬
‫الودائع األولية لدييا وبشكل مفرط في أغمـب األحيـان( مـنح االئتمـان بمـا يفـوق مـاىو‬
‫ظيرت الحاجة إلى جية تتولى تنظيم عرض النقد بما يتبلءم‬ ‫مودع أصبل لدييا)‬
‫وحاجة النشاط االقتصادي ‪.‬‬
‫والعوامل التي دعت إلى إنشاء البنوك المركزية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -1‬أالزمات المالية التي حدثت في أوربا بسبب توسع أعمال المصارف التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬تأكيد أىمية الدولة ومركزيتيا وفرض سيطرتيا عمى عممية اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم العون المالي لمدولة عند ألحاجو‪.‬‬
‫‪ -4‬رغبــة الدولــة فــي تغييرمصــدر أمواليــا المقترضــة مــن البنــوك التجاريــة إلـى بنــك‬
‫واحد تشرف عميو ىي بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫‪ -5‬وجــود بنــك مركــزي يزيــد مــن ثقــة الجميــور بالمصــارف التجاريــة كونــو المشــرف‬
‫عمييا ويساعدىا وقت األزمات‪.‬‬
‫‪ -6‬تعميق الثقة بالعممة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -7‬التوصية التـي صـدرت مـن المـؤتمر الـدولي الـذي عقـد فـي بمجيكـا عـام ‪1920‬‬
‫بضرورة تأسيس البنوك المركزية‪( .‬صالح مفتاح ‪، 2005،‬ص ‪).88‬‬
‫لذلك تم إنشاء ما عرف آنذاك ببنوك اإلصدار حتى تتولى عممية اإلصدار الن ـ ـ ــقدي‬
‫وبعــد حــين مــن الــزمن أصــبحت ىــذه البنــوك تســمى بــالبنوك المركزيــة وكــان أول ى ـ ــذه‬
‫البنــوك ىــو البنــك المركــزي الســويدي (‪ )1656‬وبعــده جــاء البنــك المركــزي اإلنكميــزي‬
‫(‪ )1694‬ثــم الفرنســي واليولنــدي واألســباني‪ .‬وتعــد ىــذه البنــوك مــن أعــرق البنــوك فــي‬
‫العالم مقارنة بمجمس االحتياطي الفدرالي األمريكي الذي اسس في عام)‪.(1913‬‬
‫وق ــد باش ــرت ى ــذه البن ــوك من ــذ نش ــأتيا بعممي ــات س ــك واص ــدار النق ــود وتت ــولى‬
‫األعمال المصرفية لمدولة جنبا إلى جنب مع األعمال المصرفية العادية‪.‬‬
‫وخبلل النصف الثاني من القرن التاسع عشر بـدأت البنـوك المركزيـة مباشـرة وظيفتيـا‬
‫األساسية في الرقابة عمى االئتمان مـن حيـث كميتـو ونوعيتـو ومعـدل نمـوه ‪( .‬د‪ .‬وداد‬
‫يونس يحيى‪ ، 2001 ،‬ص ‪).38‬‬

‫‪6‬‬
‫خامساً ‪-‬أىداف البنك المركزي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االستخدام األمثل لمموارد‪.‬‬
‫‪ -2‬المحافظة عمى استقرار األسعار‪.‬‬
‫‪ -3‬تسريع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -4‬ض ــمان قابمي ــة تحوي ــل عمم ــة البم ــد إل ــى عم ــبلت ال ــدول األخ ــرى والحف ــاظ عم ــى‬
‫قيمتيا‪( .‬د‪.‬عبد الرحمن يسري ‪ ،1979،‬ص ‪).118‬‬
‫سادساً ‪-‬وظائف البنك المركزي‬
‫لمبنك المركزي وظائف متعددة يمكن حصرىا بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إصدار العممة‪:‬‬
‫يــتم إصــدار العممــة وفــق أسـ ـ ـ ـ ـ ــس محــدده يــأتي فــي مقــدمتيا احتياجــات التعامــل ف ــي‬
‫االقتصــاد وكــذلك وفــق متطمب ـ ـ ــات السياســة االقتصــادية وعمــى أســاس التشـريعات التــي‬
‫تحكم ىذه العممية‪.‬‬
‫إن عمميــة خم ــق النقــود (إص ــدارىا) تعبــر عــن القــدرة عم ــى تحويــل بعــض األصــول (‬
‫حقيقيــة ‪ ،‬شــبو نقديــة ‪ ،‬أو نقديــة مــن نــوع مغــاير) إلــى وحــدات نقديــة قابمــة لمتـ ـ ـ ـ ـ ــداول‬
‫وتحظ ــى ب ــالقبول بموج ــب الق ــانون‪ ،‬وبع ــد إكم ــال عممي ــة اإلص ــدار يس ــتطيع البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬
‫المركــزي توزيــع ىــذه النقــود المصــدرة عمــى البنــوك التجاريــة مــن خــبلل قروضــو لــيا أو‬
‫صرفيا نقدا إلى دوائر ألدولو عند سحبيا المبالغ البلزمة لممارسة عمميا‪.‬‬
‫و إن قدرة البنـوك المركزيـة عمـى خمـق النقـود تسـتند إلـى محـدد ميـم وىـو حجـم‬
‫القاعـ ــدة النقديـ ــة ومـ ــدى مبلءمتيـ ــا وحاجـ ــة االقتصـ ــاد ليـ ــا‪ .‬والقاعـ ــدة النقديـ ــة تسـ ــاوي‬
‫االحتياطيــات المص ـرفية المتكونــة مــن ودائــع البنــوك ل ـدى البنــك المركــزي والعممــة فــي‬

‫‪7‬‬
‫خزائن المصارف مضافا إلييا مجموع النقـود فـي التـداول لـدى الجميـور (أوراق نقديـة‬
‫وعمبلت معدنية) أي أن القاعدة النقدية تضم النقود ذات القوة العالية ‪.‬‬
‫‪ -2‬التحكم بعرض النقد‪:‬‬
‫يمكن السيطرة عمـى كميـة النقـود فـي التـداول مـن خـبلل تحكـم البنـك المركـزي‬
‫بعــرض النقــد الــذي يعبــر عــن مجمــوع الوحــدات النقديــة القائمــة بوظــائف النقــود التــي‬
‫تكون في حوزة األشخاص االقتصادية في مجتمع ما في لحظة زمنية معينة‪.‬‬
‫وعمميــة الــتحكم ىــذه تنب ــع مــن كــون البنــك المرك ــزي مصــدر لمنقـ ــود القانونيــة وكــذلك‬
‫بصفــتو البنك الذي تحتفظ فيو البنوك التجارية بودائعيا واحتياطياتيا النقدية فضـبلعن‬
‫كونـو المصـدر األخيــر إلق ارضـيا ‪ ،‬وىـذا األمــر يجعم ــو متحكمـا بكميــة النق ـ ــد القانونـ ــي‬
‫بصـورة مباشرة وبصورة غيـر مباشرة بكمية نقـود الودائع‪ (.‬محمد عبد العزيز عجمية ‪،‬‬
‫د‪ .‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،1982، ،‬ص ‪).109-107‬‬
‫‪ -3‬يقوم البنك المركزي بوظيفة بنك الحكومة‪:‬‬
‫تق ــدم البنـــوك المركزيـ ــة لمدولـ ــة كافـ ــة الخـ ــدمات التـــي تقـــدميا البن ــوك التجاريـ ــة‬
‫لعمبلئيــا فالدولــة تــودع فــي البنــك المركــزي مــا تحصــمو مــن إي ـرادات وتنفــق ب صــدار‬
‫صــكوك مســحوبة عمــى حســابيا لديــو ‪ ،‬باإلضــافة إلــى أن ألدولــة تمجــأ لمبنــك المركــزي‬
‫لبلقتــراض فــي حــال عجــزت اإليـرادات العامــة عــن تغطيــة النفقــات‪ .‬وفضــبل عــن ذلــك‬
‫يقوم البنك المركزي باالحتفاظ باحتياطيات ألدولة من العمبلت األجنبية‪.‬‬
‫ويمكن إجمال وظائف البنك المركزي كبنك الحكومة بما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ :‬مسك حسابات الحكومة من استبلم ودائع ومباشرة مدفوعات‪.‬‬
‫ب‪ :‬إصدار القروض العامة واإلشراف عمى عممية االكتتاب‪.‬‬
‫ج ‪ :‬تقديم االستشارات حول السياسات االقتصادية الواجب إتباعيا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫د ‪ :‬يتولى البنك المركزي الرقابة عمى الصرف األجنبي ومعامبلت الحكومة مع‬
‫الخارج‪ (.‬باري سيجل ‪ ، 1986 ،‬ص ‪)228‬‬

‫‪ -4‬يقوم البنك المركزي بوظيفة بنك البنوك‪:‬‬


‫الحاجة‪.‬‬ ‫يقبل البنك المركزي الودائع من البنوك التجارية ويقوم ب قراضيا عند‬
‫وتتعامل البنوك التجارية مع البنك المركزي كما يتعامل األفراد معيا سواء أكان ذلك‬
‫باإليداع أم باإلقراض ‪ ،‬لكن البنوك التجارية عادة ال تمجأ لبلقتراض من البنك‬
‫المركزي إال في حاالت حرجة وطارئة بصفتو الممجأ أو المصدر األخير لئلقراض‬
‫كما انو (البنك المركزي) يضع الحدود الدنيا والعميا ألسعار الفائدة التي تحصل‬
‫عمييا المصارف التجارية أو تدفعيا ويضاف إلى ذلك كمو فأن البنك المركزي يقوم‬
‫بأجراء عمميات المقاصة بين البنوك التجارية‪ ( .‬أ‪.‬رشاد العصار ‪،‬أ‪.‬رياض الحمبي ‪،‬‬
‫‪،2000،‬ص ‪).105‬‬

‫سابعا‪ -‬استقبللية البنك المركزي‬


‫لقــد أثبــت تمتــع البنــك المركــزي باســتقبلليتو جــدواه عمــى صــعيد األىــداف المرســومة‬
‫لمسياســة النقديــة وخصوص ــا الســيطرة عم ــى التضــخم والحفــاظ عم ــى مســتوى األس ــعار‬
‫مستقرا‪.‬‬
‫واســتقبللية البنــك المركــزي إذا مــا أثــرت بشــكل ايج ـابي عمــى النــاتج المحمــي‬
‫اإلجمالي ف نيا سوف تؤثر بشكل سمبي في مستوى البطالة ممـا يجعـل العبلقـة بينيمـا‬
‫عكسية ‪ ،‬ألنو إذا ما تمتع البنـك المركـزي باسـتقبللية جيـده تمكـن مـن إيصـال سياسـتو‬
‫النقديــة إلــى أىــدافيا ممــا يزيــد النــاتج المحمــي اإلجمــالي والطمــب الكمــي نتيجــة زيــادة‬
‫الدخول األمر الذي يشجع عمى زيادة التشـغيل ويقمـل مـن معـدالت البطالـة ‪ (.‬د‪ .‬عبـد‬
‫الحميد الغزالي ‪ ،‬د‪ .‬محمد خميل برعي ‪،‬واخرون ‪،،‬ط ببل‪ ،‬ص ‪)168‬‬
‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مفيوم الرقابة عمى تنفيذ الموازنة العامة‬

‫تعتبر مرحمة تنفيذ الموازنة العامة لمدولة‪ ،‬أىم المراحل وأكثرىا خطورة و‬
‫يقصد بيا وضع بنودىا المختمفة موضع التنفيذ‪ .‬وتختص بيذه المرحمة السمطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وتشرف عمى ىذا التنفيذ و ازرة المالية التي تعتبر أىم أجزاء الجياز اإلداري‬
‫لمدولة وىذه المرحمة تمثل انتقال الميزانية العامة من النظري إلى حيز التطبيق‬
‫العممي الممموس‪ .‬فتتولى الحكومة ممثمة في و ازرة المالية‪ ،‬تحصيل و جباية اإليرادات‬
‫الواردة المقدرة في الميزانية‪ ،‬كما تتولى اإلنفاق عمى األوجو المدرجة في الميزانية‪.‬‬

‫ولضمان تنفيذ الميزانية في األوجو المحددة ليا‪ ،‬فقد اقتضى األمر إيجاد وسائل‬
‫مختمفة لمراقبة الميزانية لمتأكد من مراعاة واحترام المكمفين بالتنفيذ كافة القواعد المالية‬
‫أثناء ممارستيم لوظائفيم‪ ،‬واليدف من الرقابة ىو التأكد من أن تنفيذ الميزانية قد تم‬
‫عمى الوجو المحدد ووفق السياسة التي وضعتيا السمطة التنفيذية و إجازتيا من‬
‫طرف السمطة التشريعية‪ (.‬د‪ .‬محمد حامد دويدار ‪ ،‬د‪ .‬عادل أحمد حشيشس ‪،‬‬
‫‪ ، 1983‬ص‪)214‬‬

‫وبناء عمى ذلك ف ن اليدف األساسي من الرقابة عمى تنفيذ الميزانية ىو ضمان‬
‫تحقيقيا ألقصى قدر من المنافع لممجتمع في حدود السياسة العامة لمدولة‪.‬‬

‫وتأخذ الرقابة عمى تنفيذ الميزانية عدة صور مختمفة وىي الرقابة اإلدارية و‬
‫الرقابة التشريعية والرقابة المستقمة‪.‬‬

‫تتولى و ازرة المالية الرقابة اإلدارية عمى تنفيذ الميزانية‪ ،‬حيث يقوم الرؤساء من‬
‫موظفي الحكومة بمراقبة مرؤوسييم وكذلك مراقبة موظفي و ازرة المالية عن طريق‬
‫المراقبين الماليين ومديري الحسابات عمى عمميات المصروفات التي يأمر بدفعيا‬
‫‪11‬‬
‫المختصون أو من ينوبون عنيم‪ ( .‬د‪ .‬مجيد عمي حسين‪ ،‬د‪ .‬عفاف عبد الجبار‬
‫سعيد‪ ،2004 ، ،‬ص ‪) . 351‬‬

‫تتم الرقابة اإلدارية من الناحية العممية في طريقتين أساسيتين ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرقابة الموضوعية ‪ :‬تعني انتقال الرئيس إلى مكان عمل المرؤوس ليتأكد من‬
‫مباشرتو لعممو عمى نحو دقيق‪ .‬ومثاليا أن ينتقل مدير المالية العامة إلى مكاتب‬
‫رؤساء المصالح ورئيس المصمحة إلى مكاتب رؤساء الدوائر‪ ،‬ورئيس الدائرة إلى‬
‫مكاتب سائر الموظفين التابعين لو وىكذا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة عمى أساس الوثائق ‪:‬‬

‫ىنا ال ينتقل الرئيس إلى محل عمل مرءوسيو ولكن يقوم بفحص أعماليم من‬
‫خبلل التقارير و الوثائق والممفات ‪ .‬وتبدو ىذه الطريقة أيسر في التطبيق من الناحية‬
‫العممية من الطريقة السالفة (الرقابة الموضوعية) حيث أن انتقال الرئيس إلى مكان‬
‫عمل مرءوسيو قد يؤدي وخاصة في الدول النامية إلى انضباط العمل بصورة مؤقتة‬
‫أثناء الزيارة فقط مما يؤثر بالسمب عمى سير العمل وال يحقق الرقابة الفعالة عمى‬
‫تنفيذ الميزانية لمدولة لذا ف ن أغمب الدول تأخذ بالرقابة عمى أساس المستندات‪،‬‬

‫وتنقسم الرقابة اإلدارية من حيث توقيتيا‪ ،‬إلى رقابة قبل تنفيذ الميزانية وأخرى بعد‬
‫تنفيذ الميزانية‪( .‬عقيل مجيد محمد عباس الحمدي ‪ – 2005 ،‬ص‪). 170‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬الرقابة السابقة ‪:‬‬

‫تمثل الجزء األكبر واألىم من الرقابة اإلدارية وتكون ميمتيا عدم صرف أي‬
‫مبمغ إال إذا كان مطابقا لقواعد المالية المعمول بيا سواء كانت قواعد الميزانية أو‬
‫القواعد المقررة في الموائح اإلدارية المختمفة‪.‬‬

‫وينص القانون المنظم لقوانين المالية عمى وجوب امتناع مديري الحسابات‬
‫ورؤسائيم ووكبلئيم عن التأشير عمى أمر بصرف مبمغ إذا لم يكن ىناك اعتماد‬
‫خاص بو أصبل أو يترتب عمى تنفيذ الصرف تجاوز االعتمادات المخصصة في‬
‫باب معين من أبواب الميزانية أو نقل اعتماد من باب إلى آخر‪ .‬كما نص أيضا ىذا‬
‫القانون عمى أنو يتعين عمى المسؤولين الماليين بالجياز اإلداري لمحكومة ووحدات‬
‫اإلدارة المحمية والوحدات االقتصادية إخطار و ازرة المالية و الجياز المركزي‬
‫لممحاسبات بأي مخالفة مالية‪ ( .‬باري سيجل ‪ ، 1986 ،‬ص ‪)229‬‬

‫‪ -2‬الرقابة البلحقة عمى تنفيذ الميزانية ‪:‬‬

‫يقصد بيا الرقابة اإلدارية البلحقة عمى الحسابات وتتمخص في إعداد حسابات‬
‫شيرية وربع سنوية وسنوية‪ ،‬ويقوم المراقب المالي في كل و ازرة أو مصمحة بمناسبة‬
‫إعدادىا بفحصيا لمتأكد من سبلمة المركز المالي لمو ازرة أو المصمحة وبمراجعة‬
‫دفاتر الحسابات المختمفة ويضع عن كل ىذا تقري ار يرسمو مع الحسابات إلى المديرية‬
‫العامة لمميزانية في و ازرة المالية وتشمل أيضا بجانب الرقابة عمى الحسابات الرقابة‬
‫عمى الخزينة وعمى المخازن لمتأكد من عدم حدوث اختبلسات ومخالفات مالية‪.‬‬

‫ومما ىو جدير بالذكر أن الرقابة اإلدارية‪ ،‬أيا كان نوعيا ال تعدو أن تكون رقابة من‬
‫اإلدارة عمى نفسيا‪ ،‬أي أنيا رقابة ذاتية أو داخمية‪ ،‬طبقا لمقواعد التي تضعيا السمطة‬
‫‪12‬‬
‫التنفيذية‪ ،‬ولذا ف نيا ال تعد كافية لمتأكد من حسن التصرف في األموال العمومية‪ ،‬إذ‬
‫كشفت التطبيقات العممية أن مراقبة اإلدارة لنفسيا قد أدى إلى العديد من مظاىر‬
‫التسيب واإلسراف بل واالنحراف المالي والتي كان مصدرىا األساسي يكمن في‬
‫ّ‬
‫انعدام اإلشراف والرقابة عمى السمطة التنفيذية في قياميا بتنفيذ الميزانية ولذا ف ن‬
‫الرقابة اإلدارية عمى تنفيذ الميزانية العامة غير كافية لوحدىا‪ ( .‬د‪ .‬عبد الحميد‬
‫الغزالي ‪ ،‬د‪ .‬محمد خميل برعي ‪،‬واخرون ‪،،‬ط ببل‪ ،‬ص ‪)173‬‬

‫‪ :3‬الرقابة المستقمة‬

‫ىذه الرقابة فعالة لكونيا مستقمة عن السمطة التشريعية والتنفيذية وعادة ما تكون ىيئة‬
‫فنية خاصة تقوم بفحص تفاصيل تنفيذ الميزانية ومراجعة حسابات ومستندات‬
‫التحصيل والصرف ومحاولة كشف ما تضمنو من مخالفات ووضع تقرير شامل عن‬
‫ذلك ساعد السمطة التشريعية عمى فحص الحساب الختامي بطريقة جدية تسمح‬
‫بكشف كل المخالفات المالية وتختمف ىذه الييئة المستقمة من دولة ألخرى ففي فرنسا‬
‫تتوالىا ىيئة إدارية منظمة تنظيما قضائيا ىي محكمة الحسابات تتكون من عدة‬
‫دوائر يرأس كل منيا مستشار وتتشكل من عدد من المحاسبين يتولون تحضير‬
‫التقارير المحاسبية والفنية التي تطمبيا المحكمة ويمثل الحكومة بيا نائب عام‬
‫ومحامون عامون‪.‬‬

‫ويقوم البنك المركزي بمراقبة اإليرادات والنفقات التي تتضمنيا حسابات الدولة لمتأكد‬
‫من تنفيذىا بصورة سميمة ومراجعة حسابات التسوية والقروض والتسييبلت والرقابة‬
‫عمى المخازن ومراجعة الحسابات الختامية لمشركات ومنشآت القطاع العام وفحص‬
‫سجبلت ودفاتر ومستندات التحصيل والصرف وكشف حاالت االختبلس واإلىمال‬

‫‪13‬‬
‫والمخالفات المالية وبحث أسبابيا ووسائل تجنبيا ومعالجتيا كما يختص بفحص‬
‫ومراجعة كل حساب أو عمل آخر يكمفو رئيس الجميورية أو رئيس الحكومة بفحصو‬
‫ومراجعتو‪ ( .‬د‪.‬صالح مفتاح ‪، 2005،‬ص ‪)88‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬االطار العممي ‪:‬الية رقابة البنك المركزي في تنفيذ الموازنة العامة‬

‫بعد المصادقة عمى ميزانية الدولة من طرف السمطة التشريعية يقوم رئيس الجميورية‬
‫ب صدار القانون المتعمق بالميزانية ونشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬من أجل قيام الجيات‬
‫والييئات اإلدارية المختصة بتنفيذىا في الميدان‪ ،‬أي االنتقال من مجال التقدير‬
‫والتوقيع لمسنة المقبمة إلى مجال الواقع الممموس في وقت حاضر‪ ،‬سواء من حيث‬
‫تحصيل اإليرادات وجبايتيا أو صرف النفقات المعتمدة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تحصيل اإليرادات‬

‫تتولى و ازرة المالية ميمة تنفيذ الميزانية‪ ،‬عن طريق تجميع إيرادات الدولة من مختمف‬
‫مصادرىا وايداعيا في الخزينة العمومية أو في البنك المركزي وفقا لنظام حسابات‬
‫الحكومة المعمول بو ويخول القانون المتعمق بالميزانية لمجيات اإلدارية المختصة‬
‫تحصيل اإليرادات‪،‬كأن تتولى و ازرة العدل حيازة الرسوم القضائية‪ ،‬أو تحصيل الرسوم‬
‫الجمركية من مصالح إدارة الجمارك‪ ،‬أو جباية الضرائب مختمف أنواعيا من قبل‬
‫قباضات الضرائب المختمفة‪ ( .‬عفراء ىادي سعيد ‪، 2004،‬ص ‪)65‬‬

‫ويخضع تحصيل اإليرادات إلى مجموعة من المبادئ والقواعد الرئيسية‪ ،‬تتمثل أساسا‬
‫في ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬يحكم تحصيل اإليرادات قاعدة مالية أساسية ىي‪ " :‬عدم تخصيص اإليرادات "‬
‫ومعناىا أن تختمط كل اإليرادات التي تحصميا الخزانة العامة لحساب الدولة في‬
‫مجموعة واحدة بحيث تمول كافة النفقات العامة دون تمييز‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫عمى أنو يمكن أن يرد عمى ىذه القاعدة بعض االستثناءات متعمقة بتخصيص‬
‫موارد بعض القروض العامة أو الضرائب ألغراض أو فئات معينة‪ ( .‬أ‪.‬رشاد‬
‫العصار ‪،‬أ‪.‬رياض الحمبي ‪،2000،‬ص ‪)108‬‬

‫وال يمكن تخصيص أي إيراد لتغطية نفقة خاصة تستعمل موارد الدولة لتغطية نفقات‬
‫الميزانية العامة لمدولة ببل تمييز‪ ،‬غير أنو يمكن أن ينص قانون المالية صراحة عمى‬
‫تخصيص الموارد لتغطية بعض النفقات‪ ،‬وتكسى ىذه العمميات حسب الحاالت‬
‫األشكال التالية ‪:‬‬

‫الميزانيات الممحقة‬ ‫‪-‬‬

‫الحسابات الخاصة لمخزينة‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا – تسقط ديون الدولة‪ ،‬كقاعدة عامة بفوات أربعة سنوات دون القيام بأي إجراء‬
‫من اجل تحصيميا بيذا الصدد ف ن المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 17-84‬تنص عمى ما‬
‫يمي‪ " :‬تسقط بالتقادم وسدد نيائيا لفائدة المؤسسات العمومية المعنية‪ ،‬كل الديون‬
‫المستحقة لمغير من طرف الدولة أو الوالية أو البمدية أو مؤسسة عمومية مستفيدة من‬
‫إعانات ميزانية التسيير‪ ،‬عندما لم تدفع ىذه الديون قانونا في أجل أربع سنوات ابتداء‬
‫من اليوم األول لمسنة المالية‪ ،‬التي أصبحت فييا مستحقة و ذلك ما لم تنص أحكام‬
‫المالية صراحة عمى خبلف ذلك"‪.‬وىي القاعدة الذي نص عمييا أيضا قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية‪ ( .‬عفراء ىادي سعيد ‪، 2004،‬ص ‪)68‬‬

‫ثالثا – يجب مراعاة مواعيد التحصيل واجراءاتو المنصوص عمييا في القوانين‪ ،‬و إال‬
‫تعرض القائمون بذلك لمعقوبات المناسبة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫رابعا – تمتزم الجيات اإلدارية المختصة بتحصيل اإليرادات عمى اختبلفيا‪ ،‬حيث ال‬
‫تتمتع بحرية أو أية سمطة تقديرية في التقاعس عن ذلك أو اإلستبلء عمييا بطرق‬
‫غير شرعية‪ ،‬خبلفا لصرف النفقات العامة المعتمدة‪ .‬ويمنع منعا باتا تحصيل جميع‬
‫الضرائب المباشرة أو غير المباشرة غير المرخص بيا بموجب القوانين واألوامر‬
‫والمراسيم والق اررات والتنظيمات المعمول بيا ميما كان نوعيا أو تسميتيا‪ ،‬واال‬
‫تعرض المستخدمون الذين قد يعدون السجبلت والتعريفات والذين يواصمون تحصيل‬
‫الضرائب لممبلحقات‪ ،‬المقررة ضد المختمسين وذلك دون اإلخبلل بدعوى االسترجاع‪،‬‬
‫التي تقام ثبلث سنوات ضد جميع المحصمين أو القابضين أو األشخاص الذين‬
‫يكونون قد حصموا ىذه الضرائب‪ (. .‬د‪ .‬محمد حامد دويدار ‪ ،‬د‪ .‬عادل أحمد‬
‫حشيشس ‪ ، 1983 ،‬ص‪)218‬‬

‫ويتعرض لنفس العقوبات جميع األشخاص المتمتعين بالسمطة العمومية والذين‬


‫يمنحون بأي شكل من األشكال وألي سبب من األسباب وبدون ترخيص قانوني‪،‬‬
‫إعفاءات من الحقوق أو الضرائب أو الرسوم‪.‬‬

‫كما تطبق ىذه األحكام عمى المستخدمين ذوي السمطة في المؤسسات والييئات‬
‫العمومية الذين قد يقدمون مجانا بدون ترخيص تشريعي أو تنظيمي منتوجات أو‬
‫خدمات لممؤسسات الموضوعة تحت مسؤولياتيم وتماطل السمطة التنفيذية عموما عن‬
‫تحصيل مختمف اإليرادات يعد خطئا تحاسب عميو أمام السمطة التشريعية‪ .‬وجدير‬
‫بالذكر أن الخطوات الثبلث األولى تتعمق باالختصاص اإلداري المتعمق بالجية‬
‫اإلدارية‪ ،‬أما الخطوة األخيرة ف نيا تتعمق باالختصاص الحسابي المتعمق بو ازرة‬

‫‪17‬‬
‫المالية‪ ،‬وىذا الفصل بين االختصاصين اإلداري والحسابي من شأنو أن يحقق‬
‫الضمانات الكافية ضد ارتكاب أي مخالفة مالية‪ ( .‬أ‪.‬رشاد العصار ‪،‬أ‪.‬رياض الحمبي‬
‫‪،2000، ،‬ص ‪).105‬‬

‫كيفية مواجية اإلختبلف بين األرقام التقديرية واألرقام الفعمية لمنفقات واإليرادات‬
‫العامة‬

‫فبخصوص اإليرادات ف ن مخالفة تقديرات إيرادات الدولة لؤلرقام الفعمية‪ ،‬ال يثير‬
‫العديد من المشاكل فيما إذا تعمق بخطأ في تقدير حصيمة كل نوع من أنواع‬
‫اإليرادات المختمفة‪ ،‬إذ من المتصور أن تعوض أخطاء التقدير بعضيا البعض‪.‬‬
‫فاألخطاء بالزيادة تعوض األخطاء بالنقص‪ ،‬دون أن يؤثر ذلك عمى تنفيذ الميزانية‬
‫العامة وفقا لمقاعدة المتبعة بالنسبة لئليرادات العامة وىي "قاعدة عدم تخصيص‬
‫اإليرادات"‪ .‬أما إذا تعمق الخطأ بالزيادة ف نو يتم التصرف في الزيادة اإلجمالية وفقا‬
‫لمنظم والقوانين المعمول بيا في كل دولة عمى حدة‪.‬‬

‫وتثور المشكمة في حالة الخطأ في تقدير الحصيمة اإلجمالية لئليرادات العامة‬


‫بالنقصان‪ ،‬إذ تضطر الدولة في ىذه الحالة إلى المجوء لمصادر غير عادية لسد‬
‫العجز في اإليرادات‪ ،‬مثل االقتراض أو اإلصدار النقدي‪ (. .‬د‪ .‬عبد الحميد الغزالي‬
‫‪ ،‬د‪ .‬محمد خميل برعي ‪،‬واخرون ‪،،‬ط ببل‪ ،‬ص ‪)170‬‬

‫ثانيا‪ :‬صـرف النفقــات‬

‫إذا كانت مبالغ اإليرادات تبقي مبالغ محتممة ومتوقعة ف ن قانون الميزانية ينص‬
‫عمى الحد األقصى لممبالغ المصرح ب نفاقيا لكل غرض‪ ،‬حيث ال يجوز لئلدارة‬
‫تجاوز االعتمادات المقررة‪ ،‬فبل يجوز صرف أية نفقة بما يتجاوز مبمغ االعتمادات‬
‫‪18‬‬
‫المفتوحة ضمن الشروط المحددة في القانون‪ ،‬ما لم تنص أحكام تشريعية عمى خبلف‬
‫ذلك‬

‫‪ -‬تحكم صرف النفقات العامة قاعدة " تخصيص االعتمادات" التي تعني أن توزع‬
‫النفقات عمى مختمف الو ازرات‪ ،‬وبالنسبة لمختمف األبواب في صورة اعتمادات معينة‬
‫ومحددة لكل منيا‪ ،‬إعماال لمبدأ التخصيص السالف الذكر‪ ( .‬عفراء ىادي سعيد‬
‫‪، 2004،‬ص ‪)71‬‬

‫عدم رصد مبمغ إجمالي لمنفقات تتصرف فيو اإلدارة كما تشاء‪ ،‬مما يترتب عنو عدم‬
‫تحويل اعتماد من باب أو مجال إلى آخر عمى أن القانون يتضمن مرونة تتعمق‬
‫بنقل االعتمادات وتحويميا حيث أن صبلحيات البرلمان فيما يخص توزيع‬
‫االعتمادات تنتيي بتوزيعيا حسب الو ازرات بالنسبة لنفقات التسيير وحسب القطاعات‬
‫بالنسبة لنفقات التجييز أما التوزيع داخل كل دائرة و ازرية أو قطاع يتم عن طريق‬
‫مراسيم تنفيذية‪ ،‬غير أن األشكال ىنا يتمثل في إمكانية السمطة التنفيذية تعديل ىذا‬
‫التوزيع المقرر في قانون المالية في أي وقت رغم أن المبدأ ىو ضرورة العمل بقاعدة‬
‫توازي األشكال الذي يقتضي أن ما تقرر بموجب قانون المالية ال يمكنو تعديمو أو‬
‫تكممتو إال بموجب قانون مالية تكميمي ‪ ،‬ولمحكومة الخروج عن ىذا المبدأ ومكنيا من‬
‫تعديل التوزيع المقرر في قانون المالية األصمي ب جراء نقل االعتمادات أو تحويميا‬
‫وبانتياج أسموب التحويل من و ازرة إلى أخرى يمكن لمسمطة التنفيذية التحرر من‬
‫المصادقة وغالبا ما يجري تحويل االعتمادات من ميزانية األعباء المشتركة التي‬
‫تتضمن اعتمادات إجمالية الغرض من وجودىا تمكين الحكومة من مواجية نفقات‬
‫يحتمل صرفيا مستقببل غير أن البرلمان يصوت عمييا دون أن يعرف االتجاه الذي‬
‫ستصرف فيو وال الو ازرات التي ستستفيد منيا وال األغراض التي ستمبييا والسمطة‬
‫‪19‬‬
‫التنفيذية ىي التي تتولى خبلل السنة المالية ميمة إعادة توزيعيا عمى الو ازرات‬
‫مستخدمة في ذلك مراسيم التحويل‪ .‬ويمر صرف النفقة العامة بعدة مراحل و تتمثل‬
‫فيما يمي‪ ( :‬باري سيجل ‪ ، 1986 ،‬ص ‪)240‬‬

‫‪ – 1‬االرتباط بالنفقة (أو عقدىا ‪ /‬االلتزام)‪:‬‬

‫وىو عبارة عن الواقعة المادية أو القانونية التي ترتب التزاما عمى عاتق اإلدارة‬
‫العامة‪( :‬كتعيين موظف‪ ،‬إبرام صفقة مع مقاول‪ ،)...‬وغالبا ما تستيدف تحقيق‬
‫المنفعة العامة غير انو قد ينشأ االلتزام نتيجة واقعة معينة يترتب عمييا التزام الدولة‬
‫ب نفاق مبمغ ما‪ .‬مثال ذلك أن تتسبب سيارة تابعة لمدولة في إصابة مواطن‪ ،‬فتمتزم‬
‫الدولة بدفع مبمغ التعويض عن الضرر فالواقعة ىنا مادية ال إرادية‪ ( .‬عفراء ىادي‬
‫سعيد ‪، 2004،‬ص ‪)72‬‬

‫وفي كمتا الحالتين ف ن االرتباط بالنفقة يعني القيام بعمل من شأنو أن يجعل‬
‫الدولة مدينة‪.‬‬

‫‪ – 2‬تصفية أو تحديد النفقة ‪ :‬وىو التقدير الفعمي والحقيقي لممبمغ (التقويم النقدي)‬
‫الواجب أداؤه بناء عمى المستندات التي تثبت وجود الدين وحمول أجمو فيتم تقدير‬
‫المبمغ المستحق لمدائن وخصمو من االعتماد المقرر في الميزانية مع ضرورة التأكد‬
‫من أن شخص الدائن غير مدين لمدولة بشيء حتى يمكن إجراء المقاصة بين‬
‫الدينين‪.‬‬

‫ومن القواعد المالية المقررة أن يكون الدفع بعد انتياء األعمال حتى تتمكن من‬
‫تحديد مبمغ الدين عمى نحو فعمي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ – 3‬األمر بالصرف ‪ :‬بعد معرفة مبمغ النفقة وتحديده ‪ ،‬يقوم الشخص المختص‬
‫(الوزير‪ ،‬المدير‪ )..‬ب صدار األمر إلى المحاسب بدفع ذاك المبمغ إلى شخص معين‪،‬‬
‫بموجب وثيقة مكتوبة تسمى وصل التسديد ويتولى اآلمر بالصرف صرف ىذه النفقة‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن ىناك فرق بين اآلمر بالصرف الرئيسي واآلمر بالصرف‬
‫الثانوي فاآلمرون بالصرف الرئيسيين ىم أساسا‪ :‬مسئولو الييئات الوطنية‪ ،‬الوزراء‪،‬‬
‫الوالة‪ ،‬رؤساء المجالس الشعبية البمدية‪ ،‬ومدراء المؤسسات العامة ذات الصبغة‬
‫اإلدارية‪ ،‬وكل مسؤول عن ىيئة أو مرافق أخرى تتمتع بميزانية ممحقة‪ (. .‬د‪ .‬عبد‬
‫الحميد الغزالي ‪ ،‬د‪ .‬محمد خميل برعي ‪،‬واخرون ‪،،‬ط ببل‪ ،‬ص ‪)176‬‬

‫أما اآلمرون بالصرف الثانويين فيم رؤساء المصالح اإلدارية األخرى‪ ،‬حينما‬
‫يخوليم التشريع ذلك‪.‬‬

‫‪ – 4‬الصرف‪ :‬يقصد بيذا اإلجراء الدفع الفعمي لممبمغ المستحق لصاحبو عن طريق‬
‫المحاسب بعد التأكد من المستندات‪.‬‬

‫والمحاسبون ىم موظفون موجودون باإلدارات العامة إال أنيم ال يخضعون‬


‫لمسمطة الرئاسية لآلمرين بالصرف بيا‪ ،‬حتى يمكنيم مراقبة عمميات صرف النفقة‪،‬‬
‫من حيث مطابقتيا لمقانون‪.‬‬

‫وعن حالة تجاوز النفقات لممقدار المتوقع في قانون المالية إذ سبقت اإلشارة إلى‬
‫أن القاعدة المتبعة بالنسبة لنفقات العامة ىي قاعدة تخصيص االعتمادات بمعنى‬
‫أن االعتماد المخصص لنفقة معينة ال يجوز استخدامو لنفقة أخرى إال بعد إجازة‬
‫السمطة التشريعية لذلك‪ .‬ومن ثم ف نو في حالة مخالفة تقديرات النفقات لمواقع‪ ،‬فبل‬
‫يمكن التعديل في التوزيع المعتمد لمنفقات سواء بالزيادة أو النقصان إال بموافقة‬

‫‪21‬‬
‫السمطة التشريعية المختصة بذلك‪ .‬وتختمف اإلجراءات المتبعة لمحصول عمى اعتماد‬
‫من السمطة التشريعية بتعديل جانب من النفقات العامة من دولة إلى أخرى‪ .‬فقد‬
‫يسمح لمسمطة التنفيذية كما رأينا أن تنقل‪ ،‬من بند إلى آخر داخل نفس الباب دون‬
‫موافقة سابقة من السمطة التشريعية‪ .‬كما قد يخصص في ميزانية كل و ازرة مبمغ من‬
‫المال بصفة احتياطية لمسحب منو في حالة نقص النفقات المقدرة عن المصروفات‬
‫المحققة‪ ،‬عمى أن تأخذ الدولة بنظام الميزانيات المعدلة‪ ،‬ومضمونو إذا ما تبين‬
‫لمسمطة التنفيذية ضرورة تجاوز األرقام الفعمية عن األرقام التقديرية‪ ،‬فبل تتقدم بطمب‬
‫اعتمادات إضافية‪ ،‬ولكن عمييا أن تتقدم لمسمطة التشريعية بميزانية كاممة مصححة‬
‫لمميزانية األولى لمناقشتيا واعتمادىا ومما ال شك فيو أن اإلكثار من طمب‬
‫االعتمادات اإلضافية يعد دليبل عمى عدم دقة تقديرات النفقات في الميزانية وأن‬
‫العمل الحكومي ال يرتكز عمى أساس من التخطيط السميم‪ .‬ىذا فضبل عن أن طمب‬
‫ىذه االعتمادات يؤدي إلى اإلخبلل بتوازن الميزانية‪ ،‬خاصة وأنو ال يذكر في طمب‬
‫االعتماد اإلضافي مورد اإليراد الجديد الذي يمكن استخدام حصيمتو في تغطية مبالغ‬
‫االعتمادات اإلضافية‪ (. .‬د‪ .‬محمد حامد دويدار ‪ ،‬د‪ .‬عادل أحمد حشيشس ‪،‬‬
‫‪ ، 1983‬ص‪)228‬‬

‫وىناك عدة مؤشرات يمكن من خبلليا قياس درجة استقبللية البنك المركزي وىي‪-:‬‬

‫‪ -1‬مــدى ســمطة وحريــة البنــك المركــزي فــي وضــع وتنفيــذ السياســة النقديــة ومــدى حــدود تــدخل‬

‫الحكومة في ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬مدى التزام البنك المركزي في تمويل العجز في اإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -3‬م ــدى الس ــمطة الحكومي ــة ف ــي تعي ــين وع ــزل مح ــافظي البن ــوك المركزي ــة واعف ــاء مج ــالس‬

‫إداراتيا ‪.‬‬

‫‪ -4‬المكانة الخاصة ليدف المحافظة عمى استقرار االسعار وقيمة العممة كيدف لمسياسة‬

‫النقدية وما إذا كان ىو اليدف الوحيد أو الرئيسي مع أىداف اقتصادية أخرى‪.‬‬

‫‪ -5‬مدى خضوع البنك المركزي لممسائمة والمحاسبة‪( .‬الخولي ‪ ،‬عوض اهلل ‪ ، 2005،،‬ص‬

‫‪). 226-225‬‬

‫والجدول (‪ )1‬يوضح ىذه المؤشرات بصورة اكثر تفصيبل‪-:‬‬

‫جدول (‪ )1‬مؤشرات استقبللية البنك المركزي‬

‫الدرجة‪%‬‬ ‫المتغيرات‬ ‫الوزن‬ ‫المؤشر‬

‫‪100‬‬ ‫آ‪ :‬األسعار أو االستقرار النقدي‬ ‫‪ -1‬اليــدف االســتقرار فــي ‪1‬‬

‫ب‪ :‬اس ــتق ارر األس ــعار واالس ــتقرار الم ــالي ‪،‬دونم ــا ‪75‬‬ ‫األسـ ـ ـ ــعار وأىميتـ ـ ـ ــو بـ ـ ـ ــين‬

‫أىداف أخرى‪.‬‬ ‫األىداف األخرى‬

‫‪50‬‬ ‫ج‪ :‬مع وجود أىداف أخرى متداخمة‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫د‪ :‬عدم وجود أىداف قانونية‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ىـ‪ :‬أىداف أخرى غير االستقرار‪.‬‬

‫آ‪ :‬البنـ ــك المركـ ــزي فقـ ــط يحـ ــدد أىـ ــداف السياسـ ــة ‪100‬‬ ‫‪ -2‬قـ ــدرة البنـ ــك المركـ ــزي ‪1‬‬

‫‪50‬‬ ‫النقدية‪.‬‬ ‫في تحديد أىداف السياسـة‬

‫‪23‬‬
‫ب‪ :‬البنــك المركــزي مــع الحكومــة يحــددان أىــداف‬ ‫النقدية‬

‫‪0‬‬ ‫السياسة النقدية‪.‬‬

‫ج‪ :‬الحكومـ ــة ىـ ــي التـ ــي تحـ ــدد أىـ ــداف السياسـ ــة‬

‫النقدية‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫آ‪ :‬البنك فقط الذي يقرر األدوات‪.‬‬ ‫‪ -3‬قـ ــدرة البنـ ــك المركـ ــزي ‪2‬‬

‫‪65‬‬ ‫ب‪ :‬البنك مع حضور ممثل الحكومة‪.‬‬ ‫فـ ـ ــي تعـ ـ ــديل األدوات فـ ـ ــي‬

‫‪33‬‬ ‫ج ‪ :‬البنك مع الحكومة بالتشاور‪.‬‬ ‫السياسة النقدية‬

‫‪0‬‬ ‫د‪ :‬الحكومة ىي التي تغير وتحدد األدوات‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫آ‪ :‬ال يستخدم البنك المركزي في تمويل العجز‪.‬‬ ‫‪ -4‬حـ ــدود إق ـ ـراض البنـ ــك ‪2‬‬

‫‪75‬‬ ‫ب‪ :‬يستخدم بحدود ضيقة جدا‪.‬‬ ‫المرك ـ ــزي لتموي ـ ــل العج ـ ــز‬

‫‪50‬‬ ‫ج‪ :‬وجود حدود ولكن ال يؤخذ بيا‪.‬‬ ‫في الموازنة العامة‬

‫‪25‬‬ ‫د‪ :‬توجد قيود عمى التمويل ولكن واسعة‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ىـ‪ :‬ال توجد قيود بالمرة‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫أ‪ :‬ثمان سنوات وأكثر‪.‬‬ ‫‪ -5‬طول مدة حـاكم البنـك ‪0،5‬‬

‫‪86‬‬ ‫ب‪ :‬سبع سنوات‪.‬‬ ‫المركزي‬

‫‪71‬‬ ‫ج‪ :‬ست سنوات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪57‬‬ ‫د‪ :‬خمس سنوات‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫ىـ‪ :‬أربع سنوات‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫و‪ :‬ثبلث سنوات‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ز‪ :‬سنتان فقط‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ح‪ :‬أقل من سنتين‪.‬‬

‫المصدر‪-‬عقيل مجيد محمد عباس الحمدي – أثر الدولرة في السياسة النقدية في البمدان النامية ‪،‬‬
‫اطروحــة دكتــوراه مقدمــة الــى جامعــة البص ـرة ‪ ،‬كميــة االدارة واالقتصــاد ‪ – 2005 ،‬ص ‪- 164‬‬
‫‪.165‬‬

‫ومما تقدم نستنتج ان وجود بنك مركزي مسـتقل فـي ق ار ارتـو واختيـار الوسـائل البلزمـة لتنفيـذىا بغيـة‬

‫الوصول الى اىداف يكون البنك قد حددىا‬

‫‪25‬‬
‫الخاتمة‬
‫اوال ‪-‬االستنتاجات‬
‫‪ .1‬تعد المصارف احدى اىم و اقدم المؤسسات المالية الوسيطة ‪ ،‬وظيفتيا‬
‫االساسية قبول الودائع الجارية و التوفير و ألجل من االفراد و المشروعات‬
‫واالدارات العامة ‪ ،‬و اعادة استخداميا لحسابيا الخاص في منح االئتمان‬
‫والخصم و بقية العمميات المالية لموحدات االقتصادية غير المصرفية‬
‫‪ .2‬إن قدرة البنوك المركزية عمى خمق النقود تستند إلى محدد ميم وىو حجم‬
‫القاعدة النقدية ومدى مبلءمتيا وحاجة االقتصاد ليا‪ .‬والقاعدة النقدية تساوي‬
‫االحتياطيات المصرفية المتكونة من ودائع البنوك لدى البنك المركزي والعممة‬
‫في خزائن المصارف مضافا إلييا مجموع النقود في التداول لدى الجميور‬
‫(أوراق نقدية وعمبلت معدنية) أي أن القاعدة النقدية تضم النقود ذات القوة‬
‫العالية‬
‫‪ .3‬يقبل البنك المركزي الودائع من البنوك التجارية ويقوم ب قراضيا عند الحاجة‪.‬‬
‫وتتعامل البنوك التجارية مع البنك المركزي كما يتعامل األفراد معيا سواء‬
‫أكان ذلك باإليداع أم باإلقراض ‪ ،‬لكن البنوك التجارية عادة ال تمجأ‬
‫لبلقتراض من البنك المركزي إال في حاالت حرجة وطارئة بصفتو الممجأ أو‬
‫يضع الحدود الدنيا‬ ‫المصدر األخير لئلقراض كما انو (البنك المركزي)‬
‫والعميا ألسعار الفائدة التي تحصل عمييا المصارف التجارية أو تدفعيا‬
‫ويضاف إلى ذلك كمو فأن البنك المركزي يقوم بأجراء عمميات المقاصة بين‬
‫البنوك التجارية‬

‫‪26‬‬
‫ثانيا – التوصيات‬
‫‪-1‬يقترح البحث تحسين اداء المصارف من حيث نسب توظيف األموال اذ يتم‬
‫بموجبيا قياس أداء المصارف ومدى كفاءتيا في استخدام األموال المتاحة لدييا‬
‫والعائد المتحقق عمييا ومن خبلل بمايعكس قدرة المصرف عمى توظيف أموالو والتي‬
‫تمثل المحور األساسي في المصارف مقدرتو المالية ‪ ،‬ومن ثم تعزيز دوره في‬
‫التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -2‬يقترح الباحث تعزيز أداء المصرف من خبلل زيادة ايراداتو بما يضمن اختيار‬
‫فرص مضمونة الربح قميمة المخاطرة بحيث يحقق اعمى اإليرادات من استثمار أموالو‬
‫‪ ،‬ومن ثم تفعيل دور البنوك التجارية في التنمية االقتصادية‬
‫‪-3‬يقترح الباحث زيادة استثمارات البنوك التجارية بما يعكس قدرتيا عمى جذب‬
‫الودائع من زبائنيا وتوضيفيا بفرص مضمونو العائد قميمة الخاطرة تنعكس فائدتيا‬
‫عمى سمعة المصرف ايجابا وفائدة زبائنو ماليا‬

‫‪27‬‬
‫المصادر‬
‫عقيل مجيد محمد عباس الحمدي – أثر الدولة في السياسة النقدية في‬ ‫‪.1‬‬
‫البمدان النامية ‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدمة الى جامعة البصرة ‪ ،‬كمية االدارة‬
‫واالقتصاد ‪. 2005 ،‬‬
‫باري سيجل ‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪ ،‬وجية نظر النقديين ‪ ،‬ترجمة‪-‬طو‬ ‫‪.2‬‬
‫عبد اهلل وآخرون ‪،‬تحرير سمطان محمد ‪ ،‬دار المريخ لمنشر ‪ ،‬السعودية ‪،‬‬
‫‪. 1986‬‬
‫د‪ .‬محمد عبد العزيز عجمية ‪ ،‬د‪ .‬مصطفى رشدي شيحة‪،‬النقود والبنوك‬ ‫‪.3‬‬
‫والعبلقات االقتصادية الدولية‪،‬الدار الجامعية ‪ ،‬بيروت ‪.1982،‬‬
‫عفراء ىادي سعيد ‪،‬البنك المركزي واالقتراض الحكومي ‪،‬اطروحة دكتوراه‬ ‫‪.4‬‬
‫مقدمة إلى جامعة بغداد كمية االدارة واالقتصاد ‪. 2004،‬‬
‫رشاد العصار ‪،‬أ‪.‬رياض الحمبي ‪،‬النقود والبنوك ‪،‬دار الصفاء لمنشر‬ ‫‪.5‬‬
‫‪،‬االردن ‪،‬ط‪.2000، 1‬‬
‫د‪ .‬عبد الحميد الغزالي ‪ ،‬د‪ .‬محمد خميل برعي ‪،‬واخرون ‪،‬النقود والبنوك‬ ‫‪.6‬‬
‫‪،‬دار الثقافة العربية ‪،‬ط ببل‪ ،‬القاىرة ‪.‬‬
‫د‪.‬صالح مفتاح ‪،‬النقود والسياسة النقدية‪(،‬المفيوم االىداف االدوات)‪،‬دار‬ ‫‪.7‬‬
‫الفجر لمنشر ‪،‬القاىرة ‪.2005،‬‬
‫د‪ .‬وداد يونس يحيى‪ ،‬النظرية النقدية ‪ ،‬الجامعة المستنصرية ‪. 2001،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫د‪ .‬محمد حامد دويدار ‪ ،‬د‪ .‬عادل أحمد حشيشس ‪ ،‬مباديء االقتصاد‬ ‫‪.9‬‬
‫النقدي والمصرفي ‪،‬االسكندرية ‪.1983 ،‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .10‬د‪ .‬مجيد عمي حسين‪ ،‬د‪ .‬عفاف عبد الجبار سعيد‪ ،‬مقدمة في التحميل‬
‫الكمي‪،‬ط‪ ،1‬دار وائل لمنشر ‪ ،‬االردن ‪.2004 ،‬‬
‫د‪.‬عبد الرحمن يسري ‪،‬اقتصاديات النقود والمصارف ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬االسكندرية‬
‫‪.1979،‬‬

‫‪29‬‬

You might also like