Professional Documents
Culture Documents
الرماح
الرماح
الرماح
تألٌف
الشٌخ اإلمام سٌدي
عمر بن سعٌد الفوتً
ُ.8ب إعبلمهم أف هللا تعأب ٓب يوجب على أحد التزاـ مذىب معْب من مذاىب اجملتهدين ،كأف
تربأ من ادعاء كجوب اتباعو ىو
كل كاحد من أئمة ىذه األمة رضي هللا تعأب عنهم أٝبعْب ٌ
كحده ُب كل مسألة من مسائل الدين دكف غّبه من األئمة ،لعلمهم أبف اإلتباع العاـ ال ٯبب إالٌ
للمعصوـ.
ُ.9ب إعبلمهم أف اإلنكار ال ٯبوز على ا٢بقيقة إال ٤بن أحاط بعلم الشريعة ،كفائدة إعبلمهم بو
أف ٰبَبزكا على اإلنكار العاـ ،كيقتصركا على ما صرح الكتاب كالسنة كإٝباع األمة بو إٯبااب
الوٕب ال ييعرؼ ،كال ييصحب ،كال يٰبب ،كال يٱبدـ إالٌ هللا ،كمن كاف كذلك
ُ.17ب إعبلمهم أف ٌ
كمن ال ،فىبلى ،كلو صحبو أعواما كدىورا ،كلو كاف قطبا ،بل
انتفع بو دنيا كأخرل كلو بعد حْب ،ى
عطبو أقرب إليو من شراؾ نعلو.
ُ.18ب إعبلمهم أف الشيخ ُب قومو كالنيب ُب أمتو ،كأف مبايعتو كمبايعة النيب ملسو هيلع هللا ىلص لكونو انئبا عن
النيب ملسو هيلع هللا ىلص.
ُ.19ب ٙبذيرىم من ٨بالفة الشيخ بعدـ امتثاؿ أكامره حاضرا كاف أك غائبا ،كاإلعَباض عليو سرا
كجهرا.
ُ.21ب ٙبذيرىم من قصد الكشوفات الكونية كالكرامات العيانية ،كإعبلمهم أف طريقتنا ىذه
طريقة شكر ك٧ببة ،كأىلها ال يشتغلوف ابلتشوؽ إٔب كل ما يشغل عن هللا ،كال يلتفتوف إٔب
ا٤بق ٌدمة
ك٠بعتو ،يعِب القطب عبد العزيز بن مسعود هنع هللا يضر ،يع ٌد األمور الٍب تزيد ُب اإلٲباف فقاؿ رضي هللا
التحرز عن األ ٍىٲباف ا٢بانثة،
تعأب عنو :منها زايرة القبور ،كمنها الصدقة هلل تعأب خالصة ،كمنها ٌ
غض البصر عن العورات كالنظر إليها ،كمنها التغافل عن معاصي الناس ،ألف من ينظر ُب
كمنها ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 6 رماح حزب الرحٌم
معاصي الناس كيتتبعها قد يبتليو هللا ابلوسواس أبف ينعم هللا على العاصي ،كيدٙب عليو النعمة،
كٯبزؿ لو العطية ،فيقوؿ الناظر إٔب معصيتو كأف ىذا إ٭با أدرؾ ىذه النعمة ٗبعصيتو ،فيوسوس لو
الشيطاف ُب ا٤بعصية حٌب يقع فيها ،أك
ىيو ٍس ًو يسو على كجو آخر فيقوؿ كيف أنعم عليو ربو كىو يعصيو كحرمك كأنت تطيعو ،ما ىذا
مقتضى ا٢بكمة ،إٔب غّب ذلك من الوساكس الباطلة أعاذان هللا منها
قلت :كىذا الكبلـ يشّب إٔب اآلفة الٍب ُب ٨بالطة العصاة الٍب ذكرىا صاحب االبريز حْب سأؿ
شيخو ا٤بذكور سابقا عن كبلـ الشيخ ا٢بطاب ،ككبلـ الشيخ ا٤بواؽ رٞبهما هللا تعأب٤ ،بٌا اختلفا
ُب دخوؿ ا٢بماـ مع مكشوفْب ال يستَبكف ،فقاؿ الشيخ ا٢بطابٰ :برـ الدخوؿ ،كٯبب التيمم
إف خاؼ من ا٤باء البارد ،كقاؿ الشيخ ا٤بواؽ :يدخل كيستَب كيغض عينو كال حرج عليو.
ٍب قاؿ إف شيخو رضي هللا تعأب عنو أجاب:
أبف الصواب مع الشيخ ا٢بطاب ،كأما ماذكره الشيخ ا٤بواؽ ففيو آفة مع فرض التسَب٧ ،بَبزا
كفاران من النظر ُب عورة غّبه إٔب النهاية ،كىي أف ا٤بعاصي ،ك٨بالفة أكامر هللا تعأب ال
إٔب الغايةٌ ،
تكوف إال مع الظبلـ الذم ب ٍيػنىو كبْب جهنم خيوط كاتصاالت ،فجعل الظبلـ لو كالسقي من
جهنم بسببها ،كال أحد أعرؼ بذلك من مبلئكة هللا تعأب ،فإذا اجتمع قوـ ٙبت سقف ٕبماـ
عم الظبلـ ذلك ا٤بوضع فتنفر ا٤ببلئكة عنو،
مثبل على معصية ،كظهرت ا٤بعصية من ٝبيعهمٌ ،
كإذا نفرت جاء الشيطاف كجنوده
فعمركا ا٤بوضع ،فتصّب أنوار إٲباهنم حينئذ كا٤بصابيح جاءهتا الرايح العاصفة من كل مكاف،
فَبل نورىا مرة يذىب إٔب ىذه ا١بهة كمرة إٔب ىذه ا١بهة ،كمرة ينعكس إٔب األسفل حٌب تقوؿ
كاضمحل ،ك٥بذا كانت ا٤بعاصي بريد الكفر كالعياذ ابهلل .فإذا كاف ا٢بماـ كأىلو على
ٌ أنو انطفى
خّبا ديًٌنا فاضبل متحرزا جاء كدخلو كاستَب ،فإنو يقع لنور
ا٢بالة الٍب كصفنا ،كفرضنا رجبل ًٌ
إٲبانو اضطراب ابلظبلـ الذم كجده ُب ذلك ا٢بماـ ،أل ٌف ذلك الظبلـ ضد لئلٲباف ،فتضطرب
ش ًٌهى إليو النظر
مبلئكتو لذلك أيضا فتطمع فيو الشياطْب كتصل إليو ،كت ى
يقوكف عليو كىويضعف بْب أيديهم ،حٌب
ُب العورة كتغويو ،فبل يزاؿ معهم ُب قتاؿ ،ىك يى ٍم ي
يستحسن الشهوة ،كيستلذ النظر للعورة ،نسأؿ هللا السبلمة .كلو فرضنا ٝباعة يشربوف ا٣بمر
كيستلذكف بو ،كيظهركف ا٤بعاصي الٍب تكوف معو كيفحشوف فيها ،كال ٰبَبزكف من أحد كال
ٍب ذى ىك ىر رضي هللا تعأب عنو ٟبسة أمور ،ىم ٍن فىػ ىعلىها يهديو هللا إليو كإٔب طريقو ،كال شك أهنا أيضا
تزيد ُب اإلٲباف:
صر و
اط يم ٍستى ًق ويم o ً ً أك٥با :اإلٲباف ابهلل اإلٲباف الكامل ،قاؿ هللا تعأب :كإً َّف َّ ً َّ ً
آمنيوا إ ىٔب ى
ين ى
اَّللى ى٥بىاد الذ ى ى
( )2كقاؿ :كمن يػ ٍؤًمن ًاب ًَّ
َّلل يىػ ٍه ًد قىػلٍبىوي ()3 ىى ٍ ي ٍ
اثنيها :اإلانبة إٔب هللا عزكجل ابإلقباؿ عليو دكاما ،كاإلعراض عن كل ما سواه ،قاؿ هللا o
ً ً ً
تعأب :ىكيىػ ٍهدم إًلىٍيو ىم ٍن يين ي
يب ()4
اثلثها٦ :باىدة النفس على طاعة هللا عزكجل ابجتناب نواىيو كترييضها عن أكصافها حٍب o
اى يدكا َّ ً
ين ىج ى
٘بيب إٔب األكصاؼ ا٢بميدة كإقامتها هلل عزكجل على مايريده ،قاؿ هللا عزكجل :ىكالذ ى
َّه ٍم يسبيػلىنىا ()5 ً ً
فينىا لىنىػ ٍهديىػنػ ي
رابعها :إتباعو ملسو هيلع هللا ىلص ُب كل قوؿ كعمل كحركة كسكوف ،قاؿ هللا تعأب :ىكاتَّبًعيوهي لى ىعلَّ يك ٍم تىػ ٍهتى يدك ىف o
()6
اط o صر و َّلل فىػ ىق ٍد يى ًد ً ً صم ًاب ًَّ
ً
م إ ىٔب ى ى خامسها :اإلعتصاـ ابهلل عزكجل ،قاؿ هللا تعأب :ىكىم ٍن يىػ ٍعتى ٍ
يم ٍستى ًق ويم (.)7
ٍب ذكر أمورا ٛبنع أف يكوف للشيطاف سبيل على العبد ،فبل شك أهنا أيضا تزيد ُب اإلٲباف ،أل ٌف
يل بينو كبْب الشيطاف يزداد إٲبانو ،كىي: ً
ىم ٍن ح ى
كجل عند اإلحساس بشره، عز ٌ كجل ،كاإلخبلص كاإلستعاذة ابهلل ٌ عز ٌ تصحيح العبودية هلل ٌ
َّ ً ً
آمنيوا
ين ى كتصحيح اإلٲباف كالتوكل على هللا عزكجل ،قاؿ هللا تعأب :إنَّوي لىٍي ى
س لىوي يس ٍلطىا هف ىعلىى الذ ى
ىك ىعلىى ىرٌهبًً ٍم يىػتىػ ىوَّكليو ىف ( ،)8كقاؿ تعأب :إف عبادم ليس لك عليهم سلطاف ( ،)9كقاؿ تعأب:
اف نىػزغه فىاست ًع ٍذ ًاب ًَّ
َّلل (،)11 الش ٍيطى ً ٍ ٍ ى َّك ًم ٍن َّ
ىكإً َّما يىػ ٍنػ ىزغىن ى
كقاؿ :إال عبادؾ منهم ا٤بخلصْب)11( .
تتمة
من أراد صبلح أعمالو كاستقامتو مع هللا عز كجل فبل يتكلم إال ُب ضركرايتو كما يعنيو ،قاؿ
صلً ٍح لى يك ٍم أى ٍع ىمالى يك ٍم ( ،)15كاعلم أف
اَّللى ىكقيوليوا قىػ ٍونال ىس ًدي ندا يي ٍ
آمنيوا اتَّػ يقوا َّ
ين ى
َّ ً
تعأب :ىايأىيُّػ ىها الذ ى
كالعز من غّب عشّبةً ،
كالغ ىُب من يورث العلم من غّب تعلٌم ،كا٥بدل بغّب ىدايةٌ ، الزىد ُب الدنيا ٌ
غّب ماؿ ،قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :من أراد هللا أف أيتيو العلم من غّب تعلم كىدل بغّب ىداية فليزىد ُب
كرثو هللا ثبلث خصاؿ عزا من غّب
الدنيا" ،كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :إذا زىد العبد ُب الدنيا ٌ
عشّبة كغُب من غّب ماؿ كعلما من غّب تعلم ".قلت :كا٣بامس من فوائد الزىد ٧ببة هللا تعأب
للزاىد ،قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص للذم سألو عن عمل ٰببو هللا عليو كٰببو الناس ،فقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :إزىد ُب الدنيا
ٰببك هللا كازىد فيما عند الناس ٰببك الناس كمن أراد أف يكوف هللا معو ُب كل شيء فهو ُب
ين َّ ً ْب ( ،)16كقاؿ هللا تعأب :إً َّف َّ ً ىف َّأموره" ،قاؿ هللا تعأب :ىكا ٍعلى يموا أ َّ
اَّللى ىم ىع الذ ى اَّللى ىم ىع ال يٍمتَّق ى
الصاب ًر ى
ين ( ين يى ٍم يٍ٧ب ًسنيو ىف ( ،)17كقاؿ تعأب :إً َّف َّ
اَّللى ىم ىع َّ ً َّ ً
اتَّػ ىق ٍوا ىكالذ ى
)18أىػ.
كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
األكؿ
الفصل ٌ
ككاف ا٢بسن البصرم رٞبو هللا تعأب يقوؿ إذا بلغك عن شخص أنو أخطأ ُب مسألة فاجتمع بو،
كأعرض عليو ذلك ا٣بطأ ،فإف أنكره فصدقو ،فبل ٯبوز لك نسبة ذلك إليو بعد ذلك ،كإف ٓب
٘بتمع بو فاٞبل كبلمو على سبعْب ٧بمبل ،فإف ٓب تقتنع نفسك بذلك فارجع إليها ابللوـ كقل ٥با
ٰبتمل كبلـ أخيك سبعْب ٧بمبل كال ٙبمليو على كاحد منها أىػ.
قاؿ الشعرا٘ب:
فاعلم أنو ال ٯبوز لنا ا٢بط على كاحد من أقراننا ٗبجرد كبلـ نفسو عنو ،بل نَببص كنتثبت
ك٪بتمع هبم كنراسلهم ،كننظر جواب أمرىم ،فإما أف يعَبؼ كإما أف ينكر ،فإف اعَبؼ بذلك
رضي بو العلماء قلنا بو ،كإف ٓب يرضوه كأنكركه ٝبلة،
عرفنا كجو الصواب الذم أراده ،فإف ى
نظران ُب أمره ،فإف رجع عنو ترضينا لرجوعو ،كإف صمم على ا٣بطأ فهنالك ٯبوز لنا إشاعة ذلك
الكبلـ عنو شفقة منا عليو كعلى من يتبعو ،ال بغضا لو كتشفيٌا على كجو العداكة النفسية.
عمهم ا٢بسد ككثرة الضغائن،
كىذا األمر قى َّل من يفعلو اآلف من الناس ،فإف غالب األقراف قد ٌ
كىذه طريقة ا٤بنكرين كعادهتم ،ال ٘بد معهم إال التقصّب التاـ .كقد كقع لبعض أكابر الفقهاء
من أشياخنا رضي هللا تعأب عنهم كبلـ معي ُب ىذا ا٤بعُب ،قاؿ ٕب يوما :اي فبلف إ٘ب أردت
نصيحتك حملبٍب فيك ،كٛباـ مودٌب إليك ،فقلت :اي سيدم حبا ككرامة كعلى الرأس كالعْب،
فقاؿ ٕب :الناس كلهم على طرؼ كأنت كحدؾ على طرؼُ ،ب رجل علمت كشفو ككاليتو،
الناس فيو على اإلنتقاد كأنت فيو على اإلعتقاد ،كمن احملاؿ أف تكوف كحدؾ على ا٢بق ،ذى ىك ىر
كبلمان ًم ٍن ىذا ا٤بعُب ىذه زبدتو ،فقلت :اي سيدم من ٛباـ نصيحتك ٕب أف ٘بيبِب عما أذكره
لك ،فإف أجبتِب عنو ٛبت النصيحة ككاف أجرؾ على هللا ،فقاؿ :أذكر ما شئت ،فقلت :اي
سيدم ألقيتم الرجل ك٠بعتم كبلمو كتباحثتم معو ُب أمر من األمور حٌب ظهر لكم ما عليو الناس
فيو ،فقاؿ :ما لقيتو قط كال رأيتو أصبل ،فقلت لو ،كقد طرحت ا٢بياء كا٢بشمة ٤با بيِب كبينو من
األلفة كا٤بودة :اي سيدم ما ظهر ٕب فيكم إال أنكم عكستم الصواب ،كطلبتم اليقْب ُب ابطن ال
ٲبكن فيو اليقْب ،كاكتفيتم ُب ابب اليقْب ابلظن ،بل ابلشك ،بل ابإلفك كالباطل ،فقاؿ ٕب:
فسر ٕب مرادؾ هبذا الكبلـ ،فقلت :إنكم إذا أخذًب ُب تدريس الفقو ،كنقل
ٌ
لكم كبلـ على ا٤بدكنة أك تبصرة اللخمي أك بياف ابن رشد أك جواىر ابن شاس ك٫بوىا من
دكاكين الفقو ،كأمكنتكم مراجعة ىذه األصوؿ ،فإنكم ال تثقوف بنقل الواسطة حٌب تنظركىا
أبنفسكم كلو كانت الواسطة مثل ابن مرزكؽ كا٢بطاب كصاحب التوضيح ك٫بوىم ،فهذا ابب
الظن ،ككأنكم طلبتم فيو اليقْب حيث ٓب تكتفوا فيو بنقل العدكؿ الثقات األثبات حٌب ابشرًب
األمر أبنفسكم ،كال ٲبكنكم اليقْب فيو أبدا كإ٭با عارضتم ظن أقول بظن أضعف منو ،فإ ٌف نقل
الواسطة السابقة أقرب منا إليهم إٔب الصواب من جهة قرب زماهنا إٔب مؤلف الكتب السابقة
فإهنم أقرب إليهم منا ببل ريب ،كمن جهة أف النسخ الٍب عند الواسطة من ىذه األصوؿ مركية
بطريق من طرؽ الركاايت ،كأما ٫بن فبل ركاة عندان فيها كال نسخ صحيحة منها ،فمن ا١بائز أف
شيئا آخرٍ ،ب لقيِب فقيو آخر من أشياخ الفقيو اا٤بتقدـ ،فقاؿ ٕب :ذكر ٕب فبلف عنكم حجة
قاطعة لكل منازعٍ ،ب التفت إٔب الفقيو ا٤بذكور فقاؿ :أٓب ٚبرب٘ب أف فبلان قاؿ لك كيت ككيت،
فقاؿ :نعمٍ ،ب قاؿ :هبذا الكبلـ قطعت ظهران
ٍب قاؿ أٞبد بن ا٤ببارؾ:
كىذاف الفقيهاف ٮبا رأس الطبقة من أىل العصرٕ ،بيث أنو ال ٯباريهما أحد ُب كقتهما ،كأما من
دكهنما من أىل اإلنكار فأكثرىم يعتمدكف على التسامع الذم ال أصل لو كما سبق ،كأكيسهم
الذم يعتمد ُب إنكاره على قولو :كنا نعرؼ سيدم فبلان كٓب يكن كهذا ،يعِب أف الرجل ا٤بنكر
عليو
ليس كسيدم فبلف ،كٓب يدر أف الزىر ألواف ،كالنخل صنواف تسقى ٗباء كاحد كنفضل بعضها
على بعض ُب األكل إف ُب ذلك آلايت لقوـ يعقلوف
كإ٭با أطلت ُب ىذا الباب ،كذكرت ىذه ا٤بناظرات الٍب كقعت لنا من الفقها ء رضي هللا تعأب
عنهم ،حرصا على كصوؿ ا٣بّب إٔب طائفة الفقهاء كطلبة العلم ،ك٧ببٍب فيهم كنصحي ٥بم ،فإهنم
أقبلوا ابإلنكار على السادة األبرار األخيار األطهارُ ،ب سائر القركف كاألعصارُ ،ب ٝبيع
البوادم كالقرل كاألمصار ،كإنكارىم الٱبرج عن ىذا الذم ذكرانه ُب ىذا الباب ،فمن كاف
منهم منصفا ،كأتمل ما سطرانه فيو ،رجع كظهر لو كالح كجو الصواب
قاؿ:
ككثّبا ما كنت أتعرض ٤بناظرة الفقهاء ٥بذا الباب ظنٌان مُب أهنم يعتمدكف ُب إنكارىم على أمور
صحيحة ،فلما اختربهتم كجدت األمر على ما كصفتو لك كهللا ا٥بادم الصواب
ٍب قاؿ الشيخ الشعرا٘ب ُب البحر ا٤بوركد:
كاعلم أنو قد يضع العآب ُب مؤلفو شيئا ،أك يقرره ُب تدريسوٍ ،ب يرجع عنو بعد ذلك أك ُب
اجمللس ،فبل ينبغي ٤بتدين نسبتو إليو حٌب يراجعو فيو كينظر ما عنده ذلك الوقت من العلم ،كقد
عمل ُب ىذا الباب خلق كثّب فأشاعوا عن بعض ا٤بؤلفْب أشياء رجعوا عنها ،كحرفوا عليهم
قلت :كال ٱبفاؾ أنو ال ٰبمل بعض ا١بهلة األغبياء من الطلبة ا٤بدعْب مرتبة العلماء ا٤بتبحرين،
مع أهنم يعقبوف ابلببلدة كسوء الفهم كعدـ زايدة العلم ما بلغوا مرتبة ا٤بتعلم ،على الرد على
األكلياء كالعلماء إال سوء األدب الناشئ من ا٢بسد كا٢برماف ،نسأؿ هللا السبلمة كالعافية .فبل
شك أهنم يعاقبوف ابلببلدة كسوء الفهم ،كعدـ زايدة العلم ،كقساكة القلب كٝبود العْب ،كعدـ
العمل ٗبا علم ،كا١بهل ا٤بركب كتزيْب الشيطاف ٥بم سوء أعما٥بم ليحسبوا أهنم على شيء
كٲبوتوا على ذلك ،كحينئذ يعلموف أهنم ليسوا بشيء ،كالذم أداه إٔب
ذلك سوء األدب مع األكلياء كالعلماء ابلرد عليهم حسدا من عند أنفسهم إلرادة إطفاء نور
اَّلل ًأبىفٍػ ىو ًاى ًه ٍم ىك َّ
اَّللي يمتً ُّم نيوًرهً ىكلى ٍو اإلسبلـ ،ككمد ا٤بسلمْب ،كما قاؿ تعأب :ي ًري يدك ىف لًيط ًٍفئيوا نيور ًَّ
ى ي ي
ىك ًرىه الٍ ىكافً يرك ىف)8( .
كُب لواقح األنوار القدسية:
كاعلم اي أخي أنو ال ينبغي ٤بقلد اإلماـ أف يسمى ُب ٝباعة اإلماـ آلخر خصوصا ،كقولو أف قاؿ
ا٣بضم كذا قلنا كذا ،فإف حسن األدب ُب اللفظ من أخبلؽ العلماء االعاملْب.
كقد اطلعِب إنساف مرة على كتاب ُب الرد على أيب حنيفة رضي هللا تعأب عنو ،فرأيت ُب تلك
تسور ٫بو ستْب ذراعا ُب السماء ،كلو نور كنور الشمس، الليلة ُب و
اإلماـ أاب حنيفة قد ٌ
ى كاقعة
كأجد ذلك للذم رد عليو ا٘باىو يشبهو الناموسة السوداء .أىػ.
قاؿ:
كإذا كاف إمامنا الشافعي يقوؿ الناس كلهم عياؿ ُب الفقو على أيب حنيفة ،فكيف يسوغ ألمثالنا
أف يتصدل للرد عليو.
ك٤با اجتمع بسيدم أيب ا٢بسن الشاذٕب هنع هللا يضر ،كأخذ الورد عنو ،صار يقوؿ ما قعد على قواعد
الشريعة الٍب ال تنهدـ إال الصوفية .قاؿ :ك٩با يدلك على ذلك ،ما يقع على أحدىم من
الكرامات كا٣بوارؽ كال يقع شيء منها على غّبىم .ككذلك بلغنا عن الغزإب قبل اجتماعو
بشيخو البار عنا٘ب رٞبو هللا تعأب.
إنكار ا٤بنكر إما أف يستند الجتهاد ،أك ٢بسم ذريعة ،أك لعدـ التحقيق ،أك ضعف الفهم ،أك
لقصور العلم ،أك ١بهل ا٤بناط ،أك النبهاـ البساط ،أك لوجود العناد .فعبلمة الكل الرجوع للحق
عند تعينو إال األخّب ،فإنو ال يقبل ما ظهر ،كال تنضبط دعواه ،كال يصحبو اعتداؿ ُب أمره .أىػ.
ٍب اعلم أف علم الفقو علم شريف انفع ،إال أ ٌف التوقف معو مع كجود اإلنكار يضر صاحبو
ضررا عظيما كما تقدـ.
كلذلك قاؿ الشيخ زركؽ ُب قواعده:
كجود ا١بحد مانع من قبوؿ اجملحود أك نوعو لنفور القلب عنو ،كالتصديق مفتاح الفتح ٤با
صدؽ بو كإف ٓب يتوجو لو إذ ال دافع لو .فا٤بتوقف مع الفقيو يتعْب عليو ٘بويز ا٤بواىب كالفتح
كإ٭با أمر أىل الزماف ابلسكوت ألهنم يعَبضوف كال علم ٥بم ،قاؿ صاحب الرائية:
كمن يعَبض كالعلم عنو ٗبعزؿ ...يرل النقص ُب عْب الكماؿ كال يدرم
كُب اإلبريز:
أم كمن يعَبض على شيخو أك على غّبه من أىل الطريقة كىو جاىل ،فإنو يرل الكماؿ
نقصاان ،فيقلب األمور كىو ال يدرم.
كقاؿ بعض الفضبلء:
ككم من عائب قوال صحيحا ...كآفتو من الفهم السقيم
كقاؿ األخضرم ُب السلم:
إذ قيل كم مزيف صحيحا ...ألجل كوف فهمو قبيحا
كقد يصد عقوؿ العموـ عن أكلياء هللا تعأب كقوع زلة ٩بن تزاي بزيهم كانتسب إٔب مثل طريقهم.
كالوقوؼ مع ىذا حرماف ٩بن كقف معو ،كقد قاؿ هللا تعأب :ىكىال تى ًزير ىكا ًزىرةه ًكٍزىر أي ٍخ ىرل (،)12
فمن أين يلزـ ٤بن أساء كاحدا من ا١بنس ،أك ظهر عليو عدـ صدقو ُب طريقو ،أف يكوف بقية ً
أىل تلك الطريق كذلك.
كقد أنشدان الشيخ علم الدين لنفسو ُب ىذا ا٤بعُب:
ُب ترغيب اإلخواف ُب اإلنتساب إٔب أكلياء هللا تعأب كالتعلق هبم ٗبحبتهم كخدمتهم ك٫بوٮبا.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق ،إعلم أف التعلق أبىل هللا ،كالليٌاذ
ٔبناهبم ،كاإل٫بياز إليهم ،تعلٌق ٔبنابو الكرٙب ،ككقوؼ ببابو العظيم ،ألهنم أبواب رٞبة هللا تعأب
دنيا كأخرل ،على أيديهم تنزؿ الرٞبة من الرٞبن إٔب كل مرحوـ ،كىم الوسائل ،كلوالىم ٥بلك
الكل.
َّ ً
نص ٍريك ٍم
اَّللى يى ي آمنيوا إً ٍف تى ي
نص يركا َّ ين ى كما قيل لوال الواسطة لذىب ا٤بوسوط .قاؿ تعأب :ىايأىيُّػ ىها الذ ى
الدنٍػيىا نيػ ٍؤتًًو ًم ٍنػ ىها ( ،)1قاؿ الَبمذم" :إف أكرمتم أكليائي أكرمتكم" ،كقاؿ تعأب :ىكىم ٍن يي ًر ٍد ثىػ ىو ى
اب ُّ
اب ٍاآل ًخ ىرةً نيػ ٍؤتًًو ًم ٍنػ ىها ()2
ىكىم ٍن يي ًر ٍد ثىػ ىو ى
قاؿ بعض العارفْب على طريق اإلشارة " :ثواب الدنيا صحبة األكلياء كثواب اآلخرة صحبة ا٢بق
"
اإل ًٍٍب كالٍع ٍدك ً
اف ( ،)3قاؿ بعضهم: ،كقاؿ تعأب :ىكتىػ ىع ىاكنيوا ىعلىى الً ًٌ
ٍرب ىكالتَّػ ٍق ىول ىكىال تىػ ىع ىاكنيوا ىعلىى ًٍ ى ي ى
كتعاكنوا على الرب كالتقول :كىو طاعة األكابر من السادات كا٤بشائخ ،كال تضيعوا حظوظكم
منهم كمن معاكنتهم ،كخدمتهم ،كال تعاكنوا على اإلٍب :كىو اإلشتغاؿ ابلدنيا ،كالعدكاف :موافقة
النفس على ىواىا كمرادىا أىػ.
كقاؿ تعأب :فىػلى ٍوىال نىػ ىف ىر ًم ٍن يك ًٌل فً ٍرقى وة ًم ٍنػ يه ٍم طىائًىفةه لًيىػتىػ ىف َّق يهوا ًُب ال ًٌدي ًن ( ،)4قاؿ ُب العرائس:
كقاؿ غّبه:
على نُ ُحور حزب الرجٌم 26 رماح حزب الرحٌم
كٕب بصحبتكم فضل على الناس ...ككل من حبكم عار على الباس
كإف كاف عند ذكرىم ،كما ُب األثر ا٤بوقوؼ كا٣برب ا٤بعركؼ ،تتنزؿ الرٞبات كعواطر النسمات،
فما ابلك ٗبحبتهم كخدمتهم ،كاإل٫بياز إليهم كاللياذ هبم ،كمصاحبتهم ك٨بالطتهم ،كدكاـ النظر
إٔب طلعتهم البهية ،كمنهم من إذا نظر إليك نظرة رضا تسعد سعادة ال شقاكة بعدىا أبدا،
مر على ٝباعة من العصاة فسلم عليهم أمنهم هللا من
كمنهم من إذا ٌ
عذابو ،كمنهم من إذا نظر إليك تسعد كإذا نظرت إليو تسعد ،كمنهم من إذا شهد لك أنك
رأيتو تسعد ،كمنهم من إذا صليت خلفو تسعد ،ك منهم من إذا أكل طعامك تسعد ،كمنهم من
إذا شربت من مائو تسعد ،ك منهم من إذا أكلت طعامو تسعد ،كمنهم من إذا نكح منك تسعد
كإذا نكحت منهم تسعد ،كمنهم من إذا أحببتو تسعد ،كمنهم من إذا ٠بعت ا٠بو تسعد ،كمنهم
من إذا عاصرتو تسعد ،كمنهم من إذا أخذت ذكره تسعد ،كمنهم من إذا خدمتو تسعد ،كمنهم
من إذا دعوت لو تسعد ،كمنهم من إذا دعا لك تسعد ،كمنهم من إذا شفع فيك تسعد ،كمنهم
من يسأؿ هللا أف
يكرب جثتو ُب النار ألجل ٚبفيف الوعيد من هللا تعأب ٗبلئها ،فيحملوف عن آالؼ من العصاة
عن حرقهم ابلنار ،كمنهم من أقامو هللا ُب قضاء حوائج الناس ،فيقضي ٥بم حوائجهم ٍب يرسلهم
على نُ ُحور حزب الرجٌم 27 رماح حزب الرحٌم
إٔب من اشتهر ابلصبلح ُب ببلدىم ليقضوا حاجتهم ظاىرا ،كيسَب بذلك نفسو كيكرب غّبه ٩بن
نصبىو هللا لتحمل الببلاي
ال سر لو كال برىافٍ ،ب يسأؿ هللا أف ٰبميو من الدعول ،كمنهم من ٌ
كاحملن عن أىل بلده كاقليمو ،كمع ذلك فىػ يه ٍم ينقصونو كينكركف عليو ليبل كهنارا ،فبل يصده
اإلنكار عن ٙبمل الببلاي عنهم ،فيبيت سهراف ابلضارب ،كتناـ الناس كا١بن
كىو ال يناـ ،كالناس يضحكوف كيلعبوف ،كيتلذذكف ابلنساء على الفرش ال ٰبسوف بشيء ٩با
ٙبى َّملىو عنهم ٩با كاف انزال عليهم ،كمنهم من يي ًٌ
ريب اب٥بمة ،كمنهم من يريب ابلنظرة ،كمنهم من يريب
ابللقمة ،كمنهم من يريب اب٣بلطة ،كمنهم من يريب اب٣بلوة ،كمنهم من يريب ابألكراد فقط .كلوال
ت كل حالة إٔب صاحبها من الرجاؿ.
س ٍب ي
خوؼ التطويل ،كإفشاء األسرار ،لىنى ى
ككيف ال ،كىم الذين اصطفاىم ا٢بق ٣بدمتو ،كجعلهم أىبل ٤بناجاتو كحضرتو ،كأشهدىم أنوار
ٝبالو كإحسانو ،كأجلسهم على بساط كمالو كامتنانو ،كىم القوـ الذين شربوا من ٧ببتو فطابوا،
فه يم السادات كاألمراء كالسبلطْب ُب زم الفقراء ،الذين
كٙبّبت قلوهبم ُب عظمتو فغابوا .ي
صلحوا أف يكونوا قادة ٣بليقتو٩ ،بتثلْب قائمْب ٖبدمتو على كفق حكمو كمشيئتو ،فبل تصفو
ا٢بياة إال هبم ،كال تطمئن القلوب إال بذكرىم .كقاؿ بعض الشيوخ:
من أراد أف يكوف شيخا من غّب أمر هللا فهو أٞبق ،كمن أراد أف يكوف شيخا من غّب مواىب
هللا فهو ٦بنوف ،كمن أراد أف يكوف شيخا اب١بى ًٌد كالنسب فهو جاىل ،كمن أراد أف يكوف شيخا
ابلقبيلة كالنسب فهو كافر ،كمن أراد أف يكوف شيخا ابلتذلل كا٤بسكنة للمخلوقات فهو
منافق ،كمن كاف ُب ا٤بقاـ احملمود فبل يرجع إٔب ٨بالطة أىل ا٥بول.
كقاؿ بعضهم:
٨بالطة العمومي تذىب بنور القلب كىيبة الوجو ،كمن مات على ٨بالطة العموـ جاء يوـ القيامة
كالقمر ا٤بكسوؼ ال نور لو ،فليجتهد العاقل على ٨بالطة ا٣بصوص .كُب ٨بالطة ا٣بصوص
ثبلث خصاؿ ،اكتساب العلم ،كصفاء القلب ،كسبلمة الصدر.
كقاؿ بعضهم:
إف الوسواس أيٌب الشخص من جلساء السوء .كقاؿ :ما أفلح من أفلح إال ٗبجالسة من أفلح،
كال ىلك من ىلك إال ٗبجالسة من ىلك أىػ.
كجاء ُب ا٣برب" :أف هلل عبادا من نظركا إليو نظرة سعد سعادة ال يشقى بعدىا أبدا " أىػ ".قلت:
" كعن ابن مسعود" :إف هلل عز كجل ُب ا٣بلق ثبلٜبائة قلوهبم على قلب آدـ كهلل ُب ا٣بلق
أربعْب قلوهبم على قلب موسى كهلل ُب ا٣بلق سبعة قلوهبم على قلب إبراىيم كهلل ُب ا٣بلق ٟبسة
قلوهبم على قلب جربيل كهلل ُب ا٣بلق ثبلث قلوهبم على قلب ميكائيل كهلل ُب ا٣بلق كاحدا
قلبو على قلب إسرائيل إذا مات الواحد أبدؿ هللا مكانو من الثبلثة كإذا مات كاحد من الثبلثة
أبدؿ هللا مكانو من ا٣بمسة كإذا مات كاحد من ا٣بمسة أبدؿ هللا مكانو من السبعة كإذا مات
كاحد من السبعة أبدؿ هللا مكانو من األربعْب كإذا مات كاحد من األربعْب
أبدؿ هللا مكانو من الثبلٜبائة كإذا مات كاحد من الثبلٜبائة أبدؿ هللا مكانو من العامة فبهم ٰبي
كٲبيت قاؿ ألهنم يسألوف هللا إكثار األمم فيكثركف كيدعوف على ا١ببابرة فيقسموف كيستسقوف
فيسقوف كيسألوف فتنبت ٥بم األرض كيدعوف فيدفع هللا هبم أنواع الببلء" كلكن هللا ذك فضل
على الناس كلهم أكال ابإلٯباد كاثنيا ابلدفاع فهو يكف ظلم الظلمة إما بعضهم ببعض أك
ابلصا٢بْب كيسبغ عليهم غّب ذلك من ثواب نعمو الظاىرة كالباطنة .أىػ.
.
ش ىر نىًقيبنا ً ً ً ً
ِب ىع ى كُب عرائس البياف ،عند قولو تعأب :لىىق ٍد أى ىخ ٍذ ىان ميثىا ىؽ بىًِب إ ٍس ىرائ ى
يل ىكبىػ ىعثٍػنىا م ٍنػ يه ٍم اثٍػ ى ٍ
(:)11
أف هللا سبحانو إذا أراد أمرا عظيما من أمور الربوبية بيد عباده كببلده كضعو على أكليائو ليقوموا
بو على كفق مراده معذرة لضعف ا٣بلق ،كنيابة عن تقصّبىم .فإذا خرجوا من ذلك بنعوت
كقاؿ بعضهم :ىم ٌد األرض بقدرتو ،كأمسكها ظاىرا اب١بباؿ كالركاسي .كأما الركاسي اب٢بقيقة فهو
مقاـ أكليائو ُب خلقو ،هبم يدفع الببلء عنهم ،كٗبكاهنم تصرؼ ا٤بكاره ،فىػ يهم الركاسي على
ا٢بقيقة ال ا١بباؿ.
كقاؿ ُب لطائف ا٤بنن :إ٭با يكوف اإلقتداء بوٕب دلك هللا عليو ،كأطلعك على ما أكدعو من
ا٣بصوصية لديو ،فطول عنك شهود بشريتو ُب كجود خصوصيتو فألقيت إليو القياد ،فسلك
بك سبيل الرشاد ،كيعرفك برعوانت نفسك ككمائنها كدقائقها ،كيدلك على ا١بمع على هللا،
كيعلمك الفرار عما سول هللا تعأب ،كيسايرؾ ُب طريقتك حٌب تصل إٔب هللا ،كيوقفك على
إساءة نفسك ،كيعرفك إبحساف هللا إليك ،كيفيدؾ معرفة نفسك كا٥بركب
منها كعدـ الركوف إليها ،كيفيدؾ العلم إبحساف هللا إليك ،كاإلقباؿ عليو كالقياـ بشكر آالئو،
كالدكاـ على ٩بر الساعات بْب يديو .فإف قلت فإف من ىذا كصفو لقد دللتِب على أغرب من
عنقاء ا٤بغرب ،فاعلم أنو ال يعوزؾ كجداف الدالْب ،كإ٭با يعوزؾ كجود الصدؽ ُب طلبهمً .ج َّد
يب ال يٍمضطىَّر إً ىذا ىد ىعاهي ً
صدقا ٘بد مرشدا ،ك٘بد ذلك ُب آيتْب من كتاب هللا تعأب :أ َّىم ٍن يٯب ي
ص ىدقيوا َّ
اَّللى لى ىكا ىف ىخ ٍيػ نرا ى٥بي ٍم (.)16 ( ،)15كقاؿ تعأب :فىػلى ٍو ى
فلو اضطررت إٔب ما يوصلك إٔب هللا اضطرار الضمآف للماء ،كا٣بائف لؤلمن لوجدت ذلك
األـ لولدىا إذا فقدتو لوجدت الوصوؿ
أقرب إليك من طلبك .كلو اضطررت إٔب هللا اضطرار ٌ
غّب متعذر عليك ،كلىتىػ ىو ٌجوى ا٢ب ٌق بتيسّب ذلك إليك .أىػ.
كاألخ ٌوة ،قاؿ هللا تعأب :إً َّ٭بىا ال يٍم ٍؤًمنيو ىف إً ٍخ ىوةه
كا٣بدمة أيضا إ٭با ىي النصيحة كاإلعانة كاحملبة ي
ب إً ىَّ ً ً
ٕب ( .)18كال ب ٌد للتابع أف يتبع ا٤بتبوع ،كقد كاف للنيب ( ،)17كقاؿ :ىكاتَّب ٍع ىسب ى
يل ىم ٍن أ ىىان ى
ملسو هيلع هللا ىلص خادـ ٱبدمو ،كىو أنس بن مالك األنصارم ،ىك ىج ىدهي النيب ملسو هيلع هللا ىلص ابن عشرة سنْب ،لقد كاف
لكم ُب رسوؿ هللا أسوة ( .)19حسنة .كما قاؿ بعض ا٤بشائخ :من ظهرت كاليتو كجبت
خدمتو.
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو :من أتدب مع شيخو أتدب مع ربو ،كينبغي للمريد أف يعتقد ُب شيخو
أنو يرل أحوالو كلها كما يرل األشياء ُب الزجاجة ،ألف ا٤بريد إذا أٮبل أحواؿ قلبو كٓب يتفقدىا،
اترة ٚبتلج األنوار ُب قلبو ،كاترة يدخل عليها ما يذىبها .كا٤بريد ال ينبغي لو أف يعَبض على
شيخو ،كمن اعَبض على شيخو فقد خرج من دائرتوً ،
كم ٍن ىش ٍرط ا٤بريد أف يغيب ُب كماؿ
الشيخ ،أل ٌف الشيخ رؤكؼ رحيم اب٤بريد.
تنبيو:
كزج يره رٞبةه ،كلو أنو تركهم على ما ىم فيو من األىواء لفرح إبليس لعنو هللا ٥ببلكهم ،كال يريد
ٍ
الشيخ ىبلكهم.
اب يك ُّل ىجبَّا ور
كقاؿ :كبلـ الشيخ رٞبة ،فمن ٓب يقبل كبلمو خاب من الرٞبة ،قاؿ هللا تعأب :ىك ىخ ى
ىعنً و
يد .)21( .كقاؿ :طريقنا طريقة النصح ال طريقة الغش كا٣بيانة .أىػ.
كقاؿ بعض الشيوخ رٞبو هللا :الشيخ الواصل حبل هللا ُب أرضو ،فمن تعلق بو كصل ،كأما غّب
الواصل فمن تعلق بو انقطع .أىػ.
كُب رسالة اإلماـ القشّبم رضي هللا تعأب عنو٠ :بعت الشيخ أاب عبد الرٞبن السلمي رٞبو هللا
يقوؿ٠ :بعت عبد هللا بن ا٤بعلم يقوؿ٠ :بعت أاب بكر الطستا٘ب يقوؿ :إنصحبوا مع هللا ،فإف ٓب
تطيقوا فاصحبوا مع من يصحب مع هللا لتوصلكم
كات صحبتًو إٔب صحبة هللا تعأب .أىػ .كقاؿُ ،ب ابب كصية ا٤بريدين :كقبوؿ قلوب ا٤بشائخ
بر ي
للمريد أصدؽ شاىد لسعادتو ،كمن رده قلب شيخ من الشيوخ فبل ٧بالة يرل غب ذلك كلو
كذلك قولو تعأب طعاـ مساكْب ( ،)29كا٤بساكْب الذين صادفوا مقاـ التكوين كٓب يبلغوا مقاـ
التمكْب ،فمن تطوع خّبا فهو خّب لو ( ،)31أم فمن يفتدم ببذؿ نفسو كمالو ألكلياء هللا
لعجزه عن حقيقة ا٤بعاملة ،زايدة على الواجب الذم عليو من ا٤بوجود بعد مقاساتو ُب ا٤بفقود،
فهو خّب لو من طلب الرخص.
حكى ابن عطية ُب تفسّب سورة الكهف أف كالده حدثو عن أيب الفضل ا١بوىرم ،الواعظ
ٗبصر ،أنو قاؿ ُب ٦بلس كعظو :من صحب أىل ا٣بّب عادت عليهم بركتهم ،ىذا كلب صحب
قوما صا٢بْب فكاف من بركتهم عليو أنو ذكره هللا تعأب ُب القرآف ،كال يزاؿ يتلى على األلسنة
أبدا .كلذالك قيل من جالس الذاكرين انتبهو من غفلتو ،كمن خدـ الصا٢بْب ارتفع ٣بدمتو .أىػ.
فإذا ىم ٌن هللا عليك أيها األخ ابإلطٌبلع على كاحد من ىذه الطائفة ،كٛبسكت أبثر تلك
ملسو هيلع هللا ىلص ٓب ٙبرقو النار .ففهم السلطاف كبلمو كأعجبو ىذا ا١بواب منو ،أم أنو ٓب يره للتعظيم
كاإلكراـ كاعتقاد أنو رسوؿ هللا ،كلو رآه هبذه العْب ٓب ٙبرقو النار ،كلكنو رآه ابإلحتقار كاعتقاد
أنو يتيم أيب طالب ،فلم تنفعو تلك الرؤية.
كأنت اي أخي لو اجتمعت بقطب الوقت كٓب تتأدب معوٓ ،ب تنفعك تلك الرؤية ،بل كانت
مضرهتا أعظم عليك من منفعتها .فإذا فهمت ىذا أيها السالك فتأدب بْب يدم الشيخ،
كاجتهد أف تسلك أحسن ا٤بسالك ،كخذ ما عرفت ًٔب ٌود كإجتهاد ،كاهنض ُب خدمتو كأخلص ُب
ذلك تسد مع من ساد.
كقد رأينا اف نورد ىنا قصيدة القطب الفاضل كالغوث الكامل أيب مدين ٤بناسبتها ما تقدـ
اتمة ،فنقوؿ :قاؿ رضي هللا تعأب عنو:
مناسبة ٌ
ما لذة العيش إال صحبة الفقرا ىم السبلطْب كالسادات كاألمرا
كأتدب ُب ٦بالسهم ًٌ
كخل حظك مهما خالفوؾ كرا فاصحبهم ٌ
كاستغنم الوقت كاحضر دائما معهم كأعلم أبف الرضا ٱبص من حضرا
كالزـ الصمت إالٌ إف سئلت فقل ال علم عندم ككن اب١بهل مستَبا
كىذا الداء ىو الذم دب إٔب علماء السوء من أىل ىذا العصر حٌب أعرضوا عن علماء اآلخرة
٤با سيصيبهم من هللا من مكر فضلوا كأضلوا كىلكوا ،كنعوذ ابهلل من ا٣بسراف ،كنسألو التوفيق
دكف ا٣بذالف ،كابهلل التوفيق ،كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق ،كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب،
كاليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ُب إعبلمهم أف االعتقاد ُب أىل هللا كتصديق ما يربز منهم من العلوـ كا٤بعارؼ كتسليم ك٧ببتهم
كالية.
الٰبب إالٌ ىمن
ٌ فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو أب سواء الطريق :إعلم أ ٌف الشخص
صحتو ،كال يكوف يود إالٌ من كاف بينو كبينو مؤانسة ،كال ي ً
ص ٌدؽ بقلبو إالٌ ما يعلم ٌ يى سو ،كال ٌ ى جانى ى
ذلك إالٌ ابلذكؽ ٩بٌا ذاقو ،أك ابإلٲباف بو.
س يرهي لًلٍيي ٍس ىرل (.)1
قاؿ تعأب :فىأ َّىما من أى ٍعطىى كاتَّػ ىقى كص َّد ىؽ ًاب ٍ٢بسُب فى ً
سنيػيى ٌ
يٍى ى ى ى ى ىٍ
كُب عرائس البياف:
كتربأ من الدارين ٤بشاىدة هللا ككصالو ،ىكاتَّػ ىقى ًم ٍن رؤية أعطىًٌ ،
أم بى ىذ ىؿ جهده من الكونْبٌ ،
ف ٝبالو كجبللو للعارفْب، األعراض ٗبعارضة النفس ،كالنظر إٔب غّبهللا ،كص ٌدؽ اب٢بسُب بً ىك ٍش ً
ا٤بوحدين ،كيرل ما أع ٌد هللا لو ُب األزؿ بوصولو إليو ،كال ٯبرم على قلبو خاطر
كقربو من ٌ
ً
يس يره لليسرل ،نس ًٌهل لو طريق الوصوؿ إليو ،كنرفع عنو الكلفة كالتعب ُب
فسني ٌ
الشك أصبل ،ى
العبودية .أىػ
كجل" :من عادل ٕب كليا فقد أذنتو
عز ٌكركل البخارم أ ٌف النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ فيما يركيو عن ربو ٌ
اب٢برب" .كقاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو:
كٕب ،اصطفيتيو ٌ
كاٚبذتيو كليٌا. ًً
كُب طىيٌو :ىمن كأب ٕب كليٌا ألجل أنو ٌ
كُب شرح قصيدة الشيخ أيب مدين عند قولو " :ىم أىل ك ٌدم كأحبايب":
يود إالٌ ىمن كاف بينو كبينو مؤانسة ،كُب ىذا الكبلـ فإف الشخص ال ٰبب إالٌ من ٯبانسو ،كال ٌ
إشارة إٔب أنو رضي هللا تعأب عنو ًمن ٝبلتهم ،كطينتيو من طينتهم .إنتهى.
كُب إٙباؼ الزكى بشرح التحفة ا٤برسلو إٔب النيب ملسو هيلع هللا ىلص :أقل درجات العاقل اللبيب ،الناصح
ب ٗبا يبلغو من علوـ األسرار البارزة من أىل هللا األتقياء األبرار ،فإهنٌم ال أيتوف ً
نفسو ،أالٌ يي ىك ٌذ ى
ا٤بطهرة ،ككيف يكوف خارج عنها كىو من نتائج اإلتًٌبىاع الكامل ،كإ٭با ٗبا ىو خارج عن الشريعة ٌ
ائتبلؼ ىذه ا٤بؤلَّفات ،كاستئناس ىذه ا٤بستأنىسات ُب ً قاؿ عليو السبلـ ُب بياف ما شرحنا من
مقاـ القرابت" :األركاح جنود ٦بندة فما تعارؼ منها ائتلف كما تناكر منها اختلف" . .فاتبلؼ
ا٤بريدين إبرادة ،كائتبلؼ احملبٌْب ابحملبٌة ،كائتبلؼ ا٤بشتاقْب ابلشوؽ ،كائتبلؼ العاشقْب ابلعشق،
ً
ا٤بوحدين ابلتوحيد ،كائتبلؼ
كائتبلؼ ا٤بستأنسْب ابألنس ،كائتبلؼ العارفْب اب٤بعرفة ،كائتبلؼ ٌ
الكاشفْب ابلكشف ،كائتبلؼ ا٤بشاىدين اب٤بشاىدة ،كائتبلؼ ا٤بخاطىبْب بسماع ا٣بطاب،
كائتبلؼ الواجدين ابلوجد ،كائتبلؼ ا٤بتف ًرسْب ً
ابلفراسة، ٌ
كائتبلؼ ا٤بتعبًٌدين ابلعبودية ،كائتبلؼ األكلياء ابلوالية ،كائتبلؼ األنبياء ٌ
ابلنبوة ،كائتبلؼ
ٍحق ًٗبىن يليو ُب مقامو.
ابلرسالة .فكل جنس يستأنس ٔبنسو ،كيىػل ى
ا٤برسلْب ٌ
ى
ابلنبوة ،كقلوب الص ٌديقْب
ف بْب قلوب ا٤برسلْب ابلرسالة ،كقلوب األنبياء ٌ قاؿ بعضهم :ألَّ ى
عامة ا٤بؤمنْب اب٥بداية.
الصا٢بْب اب٣بدمة ،كقلوب ٌ
شهداء اب٤بشاىدة ،كقلوب ٌ
ابلصدؽ ،كقلوب ال ٌ
ٌ
فجعل ا٤برسلْب رٞبة على األنبياء ،كجعل األنبياء رٞبة على الص ٌديقْب ،كجعل الص ٌديقْب رٞبة
عامة ا٤بؤمنْب،
الصا٢بْب رٞبة على ٌ
الصا٢بْب ،كجعل ٌ
شهداء رٞبة على ٌ
شهداء ،كجعل ال ٌ
عل ال ٌ
كجعل ا٤بؤمنْب رٞبة على الكافرين.
ٔبنس ًو،
ط ً الرسوـ لقلم آخر ،فكلّّ مربو ه
ٌف بْب األشكاؿ ،كغاير ٌ
كقاؿ أبو سعيد ا٣براز :أل ى
أبىل ً ٍ٫بلتو ،كىذا معُب قولو صلى هللا عيو كسلم" :األركاح جنود ٦بندة فما تعارؼ
س ً ً
كمستأن ه
منها ائتلف .".أىػ.
علمت ًعلمان قطعيٌان ٰبصل لك بو
ى فهمت ٝبيع ما تقدـ ،كأعطيتىو ًم ىن التٌ ٌأمل ح ٌقو، ى قلت :كإذا
معُب ً
قوؿ الشيخ زركؽ هنع هللا يضر: علم ى
ي
اإلعتقاد أصل ُب كل خّب.
الرابع
الفصل ٌ
قلت :كما ابٍػتيلً ىي هبذا ا٢بجاب أحد مثل الفقهاء الذين ٯبمدكف بعلم الفركع ،ا٤بسمى بعلم الفقو
اصطبلحا .قاؿ الشيخ اتج الدين بن عطاء هللا ُب لطائف ا٤بنن:
كلقد ابتلى هللا سبحانو ىذه الطائفة اب٣بلف ،خصوصا أىل العلم الظاىر ،ف ىق َّل أف ٘بد منهم ىم ٍن
معْب ،بل يقوؿ لك :نىػ ىع ٍم ،نعلم أ ٌف األكلياء موجودكف ،كلكن أين بوٕب ٌ
شرح هللا صدره للتٌصديق ٌ
ىم؟ فبل تذكر لو أحدا إالٌ كأخذ يدفع خصوصية هللا فيو طلق اللساف ابحتجاج عا ور من كجود
نور التصديق .فاحذر ٩بن ىذا كصفو ،كفً َّر منو فرارؾ من األسد .أىػ.
الثانية تقييد فضل هللا بزماف أك مكاف أك عْب .قاؿ ا٤بواىب التونسي رضي هللا تعأب عنو:
كاحذركا من قولكم ذىب األكابر كالصادقوف من الفقراء ،فإهنم ماذىبوا حقيقة كإ٭با ىم ككنز
صاحب ا١بدار ،كقد يعطي هللا من جاء ُب آخر الزماف ما حجبو عن أىل العصر األكؿ ،فإف
هللا تعأب قد أعطى دمحما ملسو هيلع هللا ىلص ما ٓب يعط األنبياء قبلوٍ ،ب ق ٌدمو ُب ا٤بدح عليهم .أىػ.
كقاؿ الشيخ أٞبد زركؽ رضي هللا تعأب عنو ُب أتسيس القواعد:
النظر لؤلزمنة كاألشخاص ال من حيث أصل شرعي أمر جاىلي ،حيث قاؿ الكفار :لى ٍوالى نيػ ٌز ىؿ
يم ( ،)14فر ٌد هللا تعأب عليهم بقولو :أ يىى ٍم يىػ ٍق ًس يمو ىف ىر ٍٞبىةى ى ىذا ال يقرآ يف ىعلىى رج ول ًمن الٍ ىقريػتػ ٍ ً ً
ْب ىعظ ه ى ي ى ٍ ىى ٍ ى
فرد هللا كإان عل آاثرىم مقتدكف (ٌ ،)16 ك ،اآلية ( ،)15كقالواٌ :إان كجدان آابءات على ٌأمة ٌ ىربًٌ ى
النظر لًعموـ ً ً ً
عليهم بقولو :قي ىل أ ىىكلى ٍو ج ٍئػتي يك ٍم ًأب ٍىى ىدل ٩بَّا ىك ىج ٍد يًٍب ىعلىٍيو ى
آاب ىء يك ٍم ،اآلية ( ،)17فلى ًزىـ ي
شخص إالٌ من حيث ما خصو هللا تعأب بو. و بوقت كال فضل هللا من غّب مباالة و
كاألكلياء ُب ذلك تبع لؤلنبياء ،ألف الكرامة شاىدة ٤بعجزة ،كالعلماء كرثة األنبياء ُب الرٞبة
كا٢برمة كإف تباينا ُب أصل الفضل لو.
كفيو :كجود ا١بحد مانع من قبوؿ اجملحود أك نوعو لنفور القلب ،كالتصديق مفتاح الفتح ٤با
ص ًٌد ىؽ بو كإف ٓب يتوجو لو إ ٍذ ال دافع .فا٤بتوقف مع الفقو ٌ
يتعْب عليو ٘بويز ا٤بواىب كالفتح من ي
غّب تقييد بزماف كال مكاف كال عْب ،ألف القدرة ال تتوقف أسباهبا على شيء كإالٌ كاف ٧بركما ٩با
ص ٌور ً
ككم من كاحد سقط من ىذا السبب ،فإنو إذا طالع الكتب ا٤بؤلفة ُب كرامات األكلياء ى
الوٕب على ٫بو ما يسمع ُب تلك الكتب ،فإذا عرض تلك الصورة على أكلياء زمانو شك فيهم َّ
أٝبعْب لً ىما يرل كيشاىد فيهم من األكصاؼ الٍب ال تكتب ُب الكتب ،كلو أنو شاىد األكلياء
الذين يد ًٌكنى ٍ
ت كراماهتيم قبل تدكينها لوجد فيهم من األكصاؼ ما أنكره على أىل زمانو .كقد يبلغ
ا١بهل أبقواـ إٔب إنكار الوالية عن كل موجود من أىل زمانو لً ىما استحكم ُب عقو٥بم من حصر
الوالية ،كٙبقيقها ابلضوابط.
كج ىدىا ال تطابقو ،فينفي الوالية عنو ،كيصّب فإذا ٌنزؿ تلك الضوابط على موجود من أىل زمانو ى
ٕب كلٌي ال كجود لو ُب ا٣بارج ،كىٓب يى ٍد ًر أ ٌف الوالية ىي ٦برد اصطفاء من هللا ً
حاصلو أنو يؤمن ب ىوًوٌ
لعبده ،كال يقدر على ضبطها ٨بلوؽ من ا٤بخلوقات .قاؿ :كقد كقع لبعض الفقهاء من أىل
العصر معنا حكاية ُب ىذا ا٤بعُب ،كذلك أنو أتى ببعض كتب القوـ كىو يذكر فيو شركط الوالية
فقاؿ :معاذ هللا أف نقوؿ ذلك .فقلت :كإف قلتم ىو كما قاؿ ا٣بضر ٤بوسى عليهما السبلـ
فخرجت عنو
ٍ فالسكوت خّب لو ،فإ ٌف مثالو كمثل ٭بلة ٥با غي ىويٍػ هر صغّبه أتكل إليو كتسكن فيو،
كٞبىلىها الفرح على أف جعلت تصيح فوجدت حبة القمح ،ففرحت هبا ،كأدخلتها ُب مسكنها ،ىٍ
كتنادم :اي ٝبيع النمل ال مأكل إال ما عندم ،كال خّب إال ما أان فيو .فقلت لو :إهنٌا تي ًتعب
حل ىقها ،كتوجع رأسها ببل فائدة.
فإ ٌف من ًعلٍموي ًمن ًعل ًٍم هللا كنقرة العصفور من البحر ،كيف ي ً
ص ٌح منو أف يقطع على ا٤بؤب ى ىٍ ي ٍ
الكرٙب ،كيقوؿ لو أنو ال يرحم إال ىذا ،كال يفتح على ىذا ،كليس ىذا من األكلياء ،كضوابط
الوالية ال تصدؽ على ىذا كال تطابقو؟ كإذا كاف هللا تعأب يرحم العبد كىو على الكفر فيعطيو
اإلٲبافٍ ،ب يفتح عليو من ساعتو ،فأم قاعدة تبقى للوالية حينئذ؟ كإذا قيل لك عن السلطاف
ا٢بادث العاجز ،ا٤بيىو ٌٔب على الناس إنو أغُب عبده الفبل٘ب ،كمنع ا٢بر الفبل٘ب ،كخلع على
اليهودم الفبل٘ب كذا ككذا ،فإنك ال تستبعده ألنك تعتقد أنو ال
ك القدٙب سبحانوك ا٢بادث ،فكيف ٛبنع ا٤بىلً ى كنت تعتقد ىذا ُب ا٤بىلً ً
منازع لو ُب ملكو ،كإذا ى
ًم ٍن ذلك بضوابطك كقواعدؾ ،كإنك تعتقد أنو فعاؿ ٤با يريد ،كأنو غالب على أمره؟ فقاؿ
الفقيو :ىذا الذم قلتم صواب .كهللا إنو ى٢بقّّ .كطول كتابو كقاؿ :إ ٍف قيلنا أ ٌف ىؤالء ا٤بؤلفْب
أحاطوا ابهلل فبئس ما قلنا .إهنم ٓب ٰبيطوا ابلنزر منو ،فبل ينبغي لنا أف ٫بجر على هللا بقواعدىم،
م قبل أف تكوف ىذه ً
مهدم يىد ى
ٌ كا٤بهدم ىمن ىداه هللا ،ككم ًمن
ٌ فلى ٍو سكتوا لكاف خّبان ٥بم،
القواعد كالضوابط كهللا ا٤بوفق.
كفي ًطركا على معرفة هللا تعأب كتقواهٕ ،بيث أهنم ال ٰبتاجوف إٔب شرع يتبعونو ،كال إٔب معلم نبيو
يستفيدكف منو ،كا٢بق ساكن ُب ذكاهتم ،كحرؼ النبوة الذم طبعوا عليو يسلك هبم ا٤بنهج
القوٙب ،كالصراط ا٤بستقيم .قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كلو أف الناس الذين ألٌفوا ُب الكرامات
قصدكا إٔب شرح حاؿ الوٕب الذم كقع التأليف فيو ،فيذكركف ما كقع لو بعد الفتح من األمور
الوٕب يدعو اترة ً
الناس األكلياء على ا٢بقيقة ،فيعلموف أ ٌف ٌ
الباقية الصا٢بة ،كاألمور الفانية ،لى ىعل ىم ي
فيستجاب لو كمرة ال يستجاب لو ،كيريد األمر ،فتارة
الوٕب أبنو اترة
قضى كاترة ال يقضى ،كما كقع لؤلنبياء كالرسل عليهم الصبلة كالسبلـ .كيريد ٌ
يي ى
الوٕب أبمر
تظهر الطاعة على جوارحو ،كاترة تظهر ا٤بخالفة عليها كسائر الناس ،كإ٭با امتاز ٌ
كاحد ،كىو ما خصو هللا تعأب بو من ا٤بعارؼ ،كمنحو من ا٤بفتوحات .كمع ذلك فا٤بخالفة إ ٍف
ظهرت عليو فإ٭با ىي ٕبسب ما يظهر لنا ال ُب ا٢بقيقة ،ألف ا٤بشاىدة الٍب ىو فيها أتىب
ٍ
ا٤بنع من
النبوة ،فإف ى
ا٤بخالفة ،كٛبنع ا٤بعصية منعا ال ينتهي إٔب العصمة حٌب تزاحم الوالية ٌ
ضي ُب األكلياء ،فيمكن زكالو ُب
عر ٌ
ا٤بعصية ذاٌب ُب األنبياء ،ى
كسره ما سبق ،كىو أ ٌف خّب األنبياء من ذكاهتم ،كخّب
األكلياء كال ٲبكن زكالو ُب األنبياءٌ ،
األكلياء من غّب ذكاهتم ،فعصمة األنبياء ذاتية ،كعصمة األكلياء عرضية .فإف العارؼ الكامل
ص ىد هبا امتحاف من شاىدىا كاختباره ،كلذلك
إذا كقعت منو ٨بالفة فهي صورية غّب حقيقية ،قى ى
أسرار ،فنطلب من هللا أف يوفٌقنا لئلٲباف أبكليائو كما كفٌقنا لئلٲباف أبنبيائو عليهم الصبلة
كالسبلـ.
ًمنَّتً ًه ٍم على أحد من خلقو ،فلذلك ٓب ٯبعل على أيديهم رزقا ألحد يتميٌزكف فيو على أقراهنم
خوفا أف ٱبطر على اب٥بم ا٤بنٌة على أحد منهم كلو ُب حاؿ العطاء فقط ،كرأكا أف سبلمتهم من
مزاٞبة هللا تعأب ُب ا٤بنة أرجح من ذلك العطاء ،كما ىو مشهد الكمل من ا٤ببلمتية ُب تركهم
كَب ٕبق الربوبية كزاد عليو ،فافهم.
كثّبا من النوافل الٍب يرل العبد هبا أنو قد ٌ
كقاؿ ُب تنبيو ا٤بغَبين :كمن أخبلقهم كثرة السخاء كا١بود ،كبذؿ األمواؿ ،كمواساة اإلخواف ُب
حاؿ سفرىم كُب حاؿ إقامتهم ،إٔب أف قاؿ ،قلتً :م ٍن أ٠باء هللا تعأب ا٤بانع ،فيمنع سبحانو
كتعأب ىمن سألو حاجة ٢بكمة ال لبخل ،تعأب هللا عن ذلك ،فما نيًق ىل عن بعض األكابر من أ ٍف
كمنها اعتقادىم أ ٌف األكلياء ال يكونوف إالٌ ُب القفار كالصحارم ،كال يكونوف ٨بتلطْب ابلناس،
٩بيىاثًلًي ًهم ُب األمور ا٤بباحة .كبعضهم يعتقد كٯبوز كجود األكلياء بْب الناس لكنو يعتقد أ ٌف
الكائنْب ُب الصحارم كالكهوؼ أكمل .كبعضهم يعتقد أف اإلنساف ال يكوف كليٌا إالٌ إذا كاف ُب
ً
ٕب قطعا ،قاؿ ُب لطائف ا٤بنن:ا٣بلوات ،كأما إذا كاف منغمسا ُب الناس فإنو ليس ب ىوًوٌ
العلماء إذا رأكا إنساان ينتسب إٔب طريق هللا جاء من الربارم كالقفار أقبلوا عليو ابلتعظيم
ككٕب بْب أظهرىم فبل يلقوف إليو ابال ،كىو الذم ٰبمل أثقا٥بم ،كيدفع و
كالتكرٙب ،كىك ٍم من بى ىدؿ ٌ
متعجبْب بو
كمثىل الوحش يدخل فيهم ،فيحيط الناس بو ٌ فمثىلهم ُب ذاؾ ى
األغيار عنهم .ى
كا٢بمر الٍب بْب أظهرىم ،الٍب ٙبمل أثقا٥بم ،ال يلتفتوف إليها.
لتخاطيط جلده ،كحسن صورتو ،ي
ُب مدينة سبل ،قاؿ :فذىبنا إليها ،فإذا ىي جزيرة فيها قدر ميل ،كفيها عيناف من ا٤باء العذب،
ككجدان فيها رجبل يعبد هللا تعأب كسنو ٫بو األربعْب سنة ،كفيها بيوت منحوتة من ا٢بجر ،كُب
كسط البيوت بيوت صغار كهيئة البيوت الصغار الٍب ُب داخل ا٢بماـ ،قاؿ :كال أدرم ىم ٍن
ا٤بوضع بعي هد من العمراف ج ٌدا كال تبلغو السفن بوجو كال ٕباؿ ،كقد تبلغو السفن
ى ى٫بىتىها ،أل ٌف
أحياان ،كفيها من األشجار نوع يشبو ٜبرة اللوز إالٌ أنو ٱبالفو ،كنوع آخر يشبو شجر التغزاز
كر هؽ عريض أخضر دائما.
ا٤بعركؼ عندان إالٌ أنو أقصر منو ،كلو ى
فنظرت إٔب الرجل ،كإذا قيوتيوي ذلك التمر الذم ٱبرج من ذلك النوع الشبيو ابللوز ،كذلك الورؽ
ي
األخضر الذم ُب النوع اآلخر الشبيو ابلتغزاز ،كىو قيوتيوي دائما .كنظران إٔب لباسو ،فإذا ىو قد
ىع ىم ىد إٔب قضباف ذلك النوع الشبيو ابلتغزاز ،كىي قضبا هف ًرقىا هؽ ،فضفر بعضها مع بعض حٌب
جعل منها مثل ا٢بزامة فاحتزـ هبا كسَب عورتو ،كالباقي ببل سَب.
فكلٌمناه كقلنا لو :ىك ٍم لك ُب ىذا ا٤بوضع؟ فقاؿٕ :ب فيو ٫بو األربعْب سنة ،فقلنا لوً :سن ى
ُّك كلٌها
قدر األربعْب ،فمٌب جئتىو؟ فقاؿ :جئتيو مع أيب كٕب ٫بو من ا٣بمس سنْب كأان صيب صغّب،
فبقيت مع أيب ٫بو ا٣بمس كالعشرين سنة حٌب مات ،فدفنتو ىناؾ ،فقلنا لو :أ ًرىان قربه لنزكره، ي
فأراان قربه ،فدعوان لوٍ ،بٌ جعلٍنا نتكلم معو ،فوجدان لسانو ثقيبل جدا لًًقلَّ ًة ٨بالطة الناس كىو
صغّب ،ككجدانه يتكلم ابلعربية ألنو من القوـ اجملاكرين لتونس ،كىم يتكلموف ابلعربية ،فسألناه
عن اإلٲباف ،فوجدانه يعرؼ هللا ،إالٌ أنو يعتقد
تتزكج هبا ،كال أف تكتسي هبا ،فما لك هبا من حاجة فنأخذىا ٫بن فلنا هبا حاجة ،فأىب كقاؿ:
دراٮبي ال أعطيها لكم .قاؿ :كبقينا معو ساعة طويلة بقصد أف نيعلًٌ ىمو شرائع اإلسبلـٍ ،بٌ ٌ
كدعناه
كانصرفنا .فلما رآان ٭بشي على ظهر ا٤باء أبرجلنا كال يصيبنا من ا٤باء شيء ،كٓب ٰبصل لنا غرؽ،
كظن أنٌنا من الشياطْب .قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كىو إٔب اآلف ُب
جعل يستعيذ ابهلل منٌاٌ ،
مكمل سبعة كعشرين كمائة ك ألف.
ا٢بجة ٌ
جزيرتو ُب قيد ا٢بياة ،كذلك ُب الثا٘ب من ذم ٌ
قاؿ الشيخ أٞبد بن مبارؾ قلت :كُب ىذه ا٢بكاية مواعظ ،األكٔب :معرفة النعمة ا٢باصلة لنا ُب
٨بالطة ا٤بؤمنْب ،فإف ذلك يوصلنا إٔب معرفة شرائع اإلسبلـ كأحواؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص كسّبتو كسّبة
أصحابو رضي هللا تعأب عنهم ،ككيف كاف زمانو ملسو هيلع هللا ىلص كزماف أصحابو رضي هللا تعأب عنهم ،إٔب
الثانية :معرفة النعمة الٍب أنعم هللا هبا علينا ُب األكل كالشرب كالكسوة كالنوـ كالراحة كالنكاح
كالتناسل كغّب ذلك من النًٌعم الٍب يح ًرىم ىها ىذا ا٤بتعبًٌد ،فإنو كما يح ًرـ معرفةي ىذه النعمة يح ًرـ
لتنعم هبذه النٌعم ،كلشكر هللا عليها ،ككاف شكره ىذه النًٌ ىع يم أيضا ،كلو خالط أىل اإلسبلـ ٌ
يغَب بو كثّب من الناس ُب أمر
عليها موفيا كقائما بعبادتو ُب تلك ا١بزيرة طوؿ عمره .الثالثة :ما ٌ
ا٤بنقطعْب ُب الفلوات كا٣بلوات ،كاعتقادىم الكماؿ فيهم ،كأ ٌف ا٤بقاـ الذم يبلغونو ال يبلغو
األكلياء ا٤بنغمسوف ُب الناس .إنتهى.
كمنها ظهور الوٕب ابلسطوة كالعزة ،قاؿ ُب لطائف ا٤بنن:
فمنهم من كاف حجابو ظهوره ابلسطوة كالعزة ،كالنفوس ال ٙبتمل ىم ٍن ىذا كصفو .كسبب ظهور
غلبت عليو شهودا ،غلبت عليو تلك
ذلك الوٕب بذلك ٘بلٌي ا٢بق عليو بو بصفة ظى ىه ىر هبا ،فإذا ٍ
نفسو كىواه .كمن ىذا الصنف كاف
الصفة ظهورا ،فبل يصحبو كال يثبت معو إالٌ ىم ٍن ى٧بى ىق هللا ى
شيخنا كموالان أبو العباس رضي هللا تعأب عنو ،ال ٘بلس بْب يديو إالٌ كالرعب قد مؤل قلبك،
ً
ابلعز.
صوي هللا م ٍن نفسو كىواه فبل يستغرب ظهوره ٌ كم ٍن خلَّ ى
ى
كجوده ،أفبل ترل أنو ٓب يزؿ ُب كل قطر
ا٤بلوؾ ي
فأم ملك أعظم من ىذا ا٤بلك؟ ىذا ملك أعوز ى
تذؿ ٥بم ملوؾ الزماف ،كيعاملوهنم ابلطاعة كاإلذعاف؟.
كعصر أكلياء ٌ
كقاؿ ُب كشف القناع:
كمنها ػ يعِب ً
كم ىن الظنوف السيئة ػ مبادرتك إٔب اإلنكار على ىم ٍن تراه من العلماء كالصا٢بْب ذا
فرَّٗبا كاف حجابو عن ا٣بلق بذلك. عزة كسطوة ،ي ٌ
لكم إ٘ب غريب ،كطلبت منكم أف تدلٌو٘ب على الشيخ ،كأنتم تسخركف يب ،فقاؿ لو الوٕب :هللا
سخ ٍران بكم ،فقاؿ لو القاصد :هللا حسبك ،كانصرؼ حيث كجدهي على غّب الصورة بيننا إف ً
الٍب صوره ُب فكره .أىػ.
كمنها كثرة الغُب كانبساط الدنيا عليو.
م أ ٌف رجبل من الصا٢بْب كاف يتعبد ُب خبلء كمعو تبلمذتو ،ككاف عنده أسد يركبو ،كحيٌة يقيًٌد
ير ًك ى
هبا األسد ،ككاف لو أخ كثّب األمواؿ ،مشيد البنياف ،ككاف العابد ُب ا٣ببلء يرسل إٔب أخيو كيقوؿ
لو إٔب مٌب كأنت ُب الدنيا ،كُب شغل عن هللا تعأب.
كأرسل إليو يوما بعض تبلميذه ،فوجدكه يشتغل ُب أموالو ،كعليو مفاخر الثياب ،فرجعوا إٔب
شيخهم كٓب يبلغوا رسالتو ،كقالوا لو :ما أرسلتنا ألحد ،فقاؿ ٥بم :إئتو٘ب ابألسد .فركب أسده،
ا٢بي،
كجعل حيٌتو عصا يضرب هبا األسد ،كمضى مع تبلميذه حٌب أتوه .فبُب ٥بم بيتا إبزاء ٌ
ففعلت .فلما رأل العابد ا١بوارم
ٍ كقاؿ ألىلو :أرسلي إليهم طعاما ،كزيٌِب ا١بوارم البلٌب ٰبملنو،
فيهن شغبل عن هللا. ً
سا هف ،لوال أ ٌف ٌ
قاؿ ُب نفسو كهللا إهنن ى٢ب ى
فأرسل بعض تبلميذه إٔب األسد ،فحمل عليهم األسد كاألسود ،ففركا منهما ،كمضى بنفسو
إليهما فىػ ىف ىعبلى بو ما فىػ ىعبلى ابلتبلميذ ،فجاء أخوه فقبض ًأبيذي ًف األسد كضربو ،كأخذ األسود كقاؿ
٥بما :أىبًىزلَّوة كاحدةو أتخذاف أخي؟ كقاؿ ألخيو العابد :إفتىػتىػ ٍن ى
ت ًٔبى ىوا ور ىٰبملٍن الطعاـ ،فكيف
كقد يكوف حجاب الوٕب كثرة الغُب كانبساط الدنيا عليو ،كقد قاؿ بعض ا٤بشايخ رضي هللا تعأب
عنهم :كاف اب٤بغرب رجل من الزاىدين ُب الدنيا ،كمن أىل ا١ب ٌد كاإلجتهاد ،ككاف عيشو ٩با
يصيده من البحر ،ككاف الذم يصيده يتصدؽ ببعضو كيتقوت ببعضو .فأراد بعض أصحاب ىذا
الشيخ أف يسافر إٔب بلد من ببلد ا٤بغرب ،فقاؿ لو الشيخ :إذا دخلت إٔب بلدة كذا ،فاذىب
مِب السبلـ ،كتطلب الدعاء ٕب منو ،فإنو كٕب من أكلياء هللا تعأب.
إٔب أخي فبلف فاقرئو ٌ
قاؿ :فسافرت حٌب قدمت تلك البلدة ،فسألت عن ذلك الرجل فدللت على دار ال تصلح إالٌ
تعجيب .فبىػ ٍع ىد ساعة إذا
للملوؾ ،فتعجبت من ذلك كطلبتو ،فقيل ٕب :ىو عند السلطاف ،فزاد ٌ
ىو قد أتى ُب أفخر ملبس كمركب ككأنو ملك ُب موكبو ،قاؿ :فزاد ىتع ٌجيب أكثر من األكؿ،
ابلرجوع كعدـ اإلجتماع بوٍ ،بٌ قلت ال ٲبكنِب ٨بالفة الشيخ ،فاستأذنت فأ ًيذ ىف ٕب،
فهممت ٌ
ي
فلما دخلت ،رأيت ما ىالِب من العبيد ا٣بدـ كالشارة ،فقلت لو :أخوؾ فبلف يسلٌم عليك،
رجعت إليو فقل لو إٔب كم اشتغالك ابلدنيا ،كإٔب
ى جئت ًم ٍن عنده؟ قلت :نعم ،قاؿ :إذا
قاؿ ى
رجعت
ي فقلت :كهللا ىذا أعجب .فلما
كم إقبالك عليها ،كإٔب مٌب ال تنقطع رغبتك فيها ،ي
قلت :نعم ،قاؿ :فما الذم قاؿ لك ،قلت :ال شيء ،قاؿ: إجتمعت أبخي فبلف؟ يى للشيخ قاؿ:
ص ىد ىؽ أخي فبلف ،ىو غسل هللا قلبىوت عليو .قاؿ :فبكى طويبل ،كقاؿ :ى ال ب ٌد أف تقوؿ ،فأع ٍد ي
ًم ىن الدنيا كجعلها ُب يديو ،كعلى ظاىره ،كأان آخذىا من يدم ،كعندم إليها بقااي التطلع.
كمنها غّب ما ذيكً ىر ٩بٌا يطوؿ ع ٌده ،كُب ما ذكرانه كفاية ،كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنٌو للصواب ،كإليو
سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
يخ ىذ علينا العهد العاـ من رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص أف ننفق على زكجاتنا كعيالناٍ ،ب قاؿ :ك٠بعت سيٌدم أً
الناس دنيواي ،فإنو خّب ً
اؾ ي أس ىع على عيالك ليبل كهنارا كلو ٠بٌ ى ىعليٌان ا٣بواص رٞبو هللا تعأب يقوؿٍ :
كل ىم ٍن ٓب
كانظر ما ُب أيديهم ،ك ُّ ً
وؾ صا٢با كأنت أتكل من صدقاهتم كأكساخهم ،ه س ُّم ى
م ٍن أ ٍف يي ى
تكرىوي ،مع أ ٌف تلك الكراىة ًم ٍن غّب ح ٌق.
ك شيئا ي ييػ ٍع ًط ى
مرة شخصا ًمن مشائخ العصر ،كاف يتٌ ًجر ُب لبز كالقماش ،فَبؾ فقد رأل سيدم علي ا٣بواص ٌ
ذلك كعمل شيخا ،فقاؿ لو :إرجع إٔب حالتك األكٔب فإهنا أرجح لك ،كأطهر لقلبك ،فلم
يسمع ،فدعا الشيخ عليو ٗبحبٌة الدنيا كحرمانو منها ،فصار بعد شه ور كذلك ،فبل ىو يَبؾ
الدنيا ،كال يقدر على أف أيكل منها ،كال يتصدؽ منها ،كال ينفق على عيالو ،فتلف ابلكلية
أم
بعباده ،كقد كاف اإلماـ الشافعي رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :ال تشاكر ىم ٍن ليس ُب بيتو دقيقٌ ،
ألنو مشتٌت الباؿ .فاعلم أف حياة األبداف َّ
مقد ىمو على حياة األركاح كالقوت ابلعلم ،ألف حياة
٧بل لظهور أفعاؿ التكليف كإقامة شعائر الدين ،كىذا الركح فرع عن حياة ا١بسم من حيث أهنا ٌ
وؿ من اشتغالو ٖبّب اآلخر ،فكيف ٗبن يضعهم ابشتغالو ابللهو
اللٌوـ ُب ح ٌق من يضيع من يىػعي ي
كاللعب ك٫بو ذلك؟ كهللا يهدم من يشاء إٔب صراط مستقيم.
كركل أبو داكد كالنسائي مرفوعا" :كفى اب٤برء إٜبا أف يضيع من يقوتو" ،كُب ركاية النسائي" :من
عما اسَبعاه حفظو
كل ر واع ٌ
يعوؿ" .كركل ابن حبٌاف ُب صحيحو" :أف هللا سبحانو كتعأب سائل ٌ
كقد غلط ُب ىذا األمر قوـ فَبكوا ٝبع الدنيا أصبل كرأسا ،فأحتاجوا إٔب سؤاؿ الناس تعريضا
كتصرٰبا ،كلو أهنم سلكوا على يد األشياخ حٌب يفطموىم عن ا٤بيل إليها١ ،بمعوا القناطّب من
الذىب كأنفقوىا على ا٤بساكْب ،كحصل ٥بم خّب الدنيا كاآلخرة .كقد يح ًك ىي أ ٌف فقّبا دخل زاكية
ٰبب للفقّب
سيدم إبراىيم ا٤بتبوٕب ،فجلس للعبادة ليبل كهنارا كترؾ الكسب ،ككاف الشيخ ال ٌ
عدـ الكسب ،فقاؿ لو اي كلدمًٓ :بى ال ٙبَبؼ كتقوـ بنفسك ،كتستغِب عن ٞبل الناس لك
الطعاـ ،فقاؿ :اي سيٌدم ٤بٌا دخلت زاكيتكم رأيت ُب تلك الطاقة بومة عمياء ال
تطيق أف تسعى مثلما تسعى الطيور ،كرأيت صقرا أيتيها كل يوـ بقطعة ٢بم ،يرميها ٥با ُب
جعلت نفسك
ى طاقتها ،فقلت أان ٍأكٔب ابلتوٌكل على هللا ًمن ىذه البومة ،فقاؿ لو سيدم إبراىيم:
بومة عمياء! ىبلٌ جعلتها صقرا أتكل كتطعم البومة ،فقاؿ الفقّب :التوبة ،كخرج للكسب،
إنتهى .فيحتاج الفقّب إٔب حاؿ صادؽ يرمي بو الدنيا ،كحاؿ صادؽ أيخذىا بعد ذلك بو كهللا
غفور رحيم ".
نص العلماء أب ٌف ىمن كجد كفاية عن األسباب فاهلل قد أغناه ،كإالٌ فبل ٯبوز ألحد أف
قلت :قد َّ
شبع من ا٢ببلؿ مبدأي ًٌ
كل يقعد عن األسباب إتٌكاال على الناس كىو قادر على اإلكتساب .كال ٌ
مر ٗبتعبًٌد فقاؿ لو:
شرؼ فكيف بو من ا٢براـ .كقد جاء عن عيسى على نبيٌنا كعليو السبلـ أنو ٌ
" ٩بٌا نيًقل عن اإلماـ أنو أكصى الشافعي عند فراقو لو ،فقاؿ :ال تسكن الريف يذىب علمك،
العامة ،كال
يستخف بك ٌ
ٌ كاكتسب الدرىم ال تكن عالة على الناسٌ ،
كاٚبذ لك ذا جاه ظهرا لئبلٌ
تدخل على ذم سلطنة إالٌ كعنده من يعرفك ،كإذا جلست عند كبّب فليكن بينك كبينو فسحة
لئبلٌ أيٌب من ىو أقرب منك إليو فيدنيو كيبعدؾ ،فيحصل ُب نفسك شيء.
كنيقل عن سحنوف :كجدت كل شيء ٰبتاج إٔب ا١باه حٌب العلم ،أم فبل ب ٌد أف يكوف العآب ذا
جاه .قاؿ بعض الشيوخ :كىو كبلـ صدؽ ،كقوؿ ح ٌق ".
كقاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بً ًو ،كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب:
يما ألمر ربٌو فيما يقدر ً
" أف للشيطاف لعنو هللا تعأب مكرا خفيا لصاحب ا٤باؿ ،إذا رأل تقيٌا يمق ن
شره ،منغمسا ُب كثّب من أمور التٌقى ،كيراه ُب ذلك مطمئنا ٕبالو ال ينزعج، عليو ،كافٌا كثّبا من ٌ
ت ىؤالءرد ٍد ى
كٱبوفو ُب قلبو إف ى
ا٣بفي ،كيسوؽ الناس إليو لطلب العطاء هللٌ ، فيأتيو اللٌعْب ٗبكره ٌ
يفرؽ عنو ا٤باؿ
ك نعمتو ،كال يزاؿ يستدرجو ُب مثل ىذا ،كقص يده أف ٌ
سخط هللا عليك ،أك سلىبى ى
يفرؽ
يكف عنو حٌب ٌ
ليذىب دينو كإٲبانو ،فبل يزاؿ كذلك ال ٌ
ٰبل بو الببلء كالويل من عدـ كجود ما يقضي بو ديٍن الناس ،كيصبح ُب زمرة فىػ ىع ٍن قريب ٌ
ا٥بالكْب كقد تلف دينو كعقلو كدنياه كآخرتو ،فهذا مراد الشيطاف منو فيما كاف ييػ ىر ًغٌبية فيو من
اإلعطاء هلل كعدـ ا٤بنع ،فاحذر ىذا ا٤بكر ،كفيما ذكرانه لك كفاية " أىػ.
فم ٍن حفظها
كقاؿ أيضا ُب جواىر ا٤بعا٘ب " :هلل تصريف ُب بعض خلقو ،ٯبعل ال ٌدنيا ُب أيديهم ،ى
منهم مع احملافظة على أمر هللا تعأب فيو من غّب تضييع حفظها هللا ُب يده ،كصانو هبا ،كجعلها
كم ٍن ضيٌعها ًمن يده هتاكان هبا ضيعو هللا ،كأحوجو إليها كٓب ٯبدىا
لو بركة ،ى
" أىػ.
فلنجعل كبلـ ىذا القطب ا٤بكتوـ ،كالربزخ ا٤بختوـ ،ختاما ٥بذا الفصل ،ككفى بكبلمو بركة
ٍ
صحة كبلـ ىمن تق ٌدمو ًمن ساداتنا األكلياء كالعلماء رضي هللا تعأب عنهم أٝبعْب،
كحجة على ٌ
ٌ
كهللا تعأب ا٤بوفٌق ٗبنٌو للصواب ،كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
السادس
الفصل ٌ
ُب ٙبذيرىم كتنفّبىم عن اإلنكار على كاحد من ساداتنا األكلياء كمعاداهتم ،كاإلعبلف أبنو ىو
عْب ا٥ببلؾ ُب الدنيا كالعقىب.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌ ًو إٔب سواء الطريق :إعلم أف ا٤بنكر على األكلياء
َّ ً
ساقط من عْب هللا ،كىالك ُب الدنيا كاآلخرة ،كأنو ُب لعنة هللا ك٧باربتو ،قاؿ تعأب :إً َّف الذ ى
ين
ً
الدنٍػيىا ىك ٍاآلخ ىرةً ىكأ ى
ىع َّد ى٥بي ٍم ىع ىذ نااب يم ًهيننا ( ،)1كمعُب اَّللي ًُب ُّ
اَّللى ىكىر يسولىوي لى ىعنىػ يه ٍم َّ
ييػ ٍؤذيك ىف َّ
اآلية عند ا٤بفسرين :أف الذين يؤذكف أكلياء هللا .كركل البخارم عن أيب ىريرة هنع هللا يضر أنو قاؿ ،قاؿ
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :أف هللا تعأب قاؿ من عادل ٕب كليٌا فقد آذنتو اب٢برب" ،كُب شرح الفشي على
األربعْب النوكية:
أ٘ب
أب٘ب ٧بارب لو عنوٗ ،بعُب ٌ
أم أعلمتو ٌ أم ٌاٚبذه ٌ
عدكا ،فقد آذنتو اب٢برب ٌ من آذل ٕب كليٌا ٌ
مهلكو.
على نُ ُحور حزب الرجٌم 71 رماح حزب الرحٌم
ٍبٌ قاؿ بعد كبلـ:
تنبيو :قاؿ الفاكها٘ب رٞبو هللا تعأب :ىمن حاربو هللا أىلكو.
كقاؿ غّبه :إيذاء أكلياء هللا عبلمة على سوء ا٣باٛبة ،كأكل ال ًٌراب عافاان هللا تعأب من ذلك .ى
فمن
كأب أكلياء هللا أكرمو هللا ،كمن عادل أكلياء هللا أىلكو هللا .قاؿ أبو تراب النخشي رٞبو هللا
القلب ٜبر اإلعراض عن أىل هللا صاحبتو الوقيعة ُب أكلياء هللاٍ ،ب ذكر تنبيها
ي فتعأب :كإذا أىلً ى
بناسب ا٤بقاـ.
األصم ،عن ٝباعة من أصحاب العلم كا٥بمم ،أ ٌف جرجيس نبيٌا من أنبياء بِب ٌ م عن حاًب ير ًك ى
إسرائيل كاف ُب زمانو ملك كثّب الفساد ،م ً
ص ّّر على مظآب العباد ،فمنع هللا تعأب عنو ا٤بطر حٌب ي
كالضر ،فركب ىذا الكافر الظآب الغادر ُب عساكره حٌب أتى ٌ أشرؼ ىو كمن معو على ا٥ببلؾ
إ٘ب أٞبٌلك
جرجيس ،فوجده ُب صومعتو كىو يكثر التسبيح كالتقديس ،فقاؿ لو :اي جرجيس ٌ
رسالة إٔب ربٌك ،فقاؿ جرجيس :كما تلك ،قاؿ :أف تقوؿ لربٌك أيتينا اب٤بطر كإالٌ آذيتيو إذاية
يسمعها سائر البشر.
فدخل جرجيس ُب ٧برابو كقد خرس من خوؼ هللا عن جوابو ،فجاء جربيل أبمر ا٤بلك ا١بليل
إ٘ب أخاؼ من هللا ذم
فقاؿ لو :آت الرسالة الٍب معك على الوجو الذم قاؿ لك ،فقاؿٌ :
ا١ببلؿ عند مقاؿ ذلك القوؿ على ما قاؿ ،فقاؿ جربيل :اي جرجيس قل كما قاؿ ،ىكذا أمر
العزيز ا٤بتعاؿ ،فقاؿ جرجيس :أيتينا اب٤بطر كإالٌ آذيتو إذاية يسمعها سائر البشر ،قاؿ :فقاؿ
جربيل اي جرجيس ربٌك يقوؿ لك :قل لو ٗبا تيؤذيو ،فمضى جرجيس كأعاد الرسالة عليو ،فقاؿ:
ا٤بلك ال قدرة ٕب على إذايتو إالٌ ًمن كجو كاحد ،ألنٌِب ضعيف كىو قوم ،كأان عاجز كىو قادر،
كمن آذل أحبٌاءه فقد آذاه .فجاء جربيل عليو السبلـ فقاؿ :اي جرجيس
كإ ٌ٭با أؤذم أحبٌاءه ،ى
ابلسحاب ،كامتؤلت الصحارم ابلسيوؿ
قل لو ال تفعل ،فنحن أنتيك اب٤بطرٍ ،ب جادت السماء ٌ
رب األرابب ،كأمر هللا تعأب النبات ُب تلك األايـ الثبلثة أف
كل جانب م ٌدة ثبلثة أايـ إبذف ٌ
من ٌ
كالزركع إٔب صدر
شمس نظر إٔب ا٢بياض مَبعة ،كالفلوات مشرقةٌ ،
يطلع .فلما طلعت ال ٌ
اإلنساف طالعة ،كالرايض مورقة ،فركب ا٤بلك كأتى إٔب ابب جرجيس كىو ُب صومعتو يكثر من
التسبيح كالتقديس ،كخرج إليو كقاؿ :اي ىذا ما تريد ًم ًٌِبًٓ ،بى ال تشتغل ٗبلكك
نيب هللا ما أتيت حراب فقد أتيت
ٙبملِب مثل تلك الرسالة فإ ٌف فيها فضاعة ،فقاؿ اي ٌ
عِب ،ال ٌ
ٌ
الوٕب ،كفخامة رتبتو ،حٌب ينزلو ا٢ب ٌق فأصغ رٞبك هللا إٔب ما تضمتو ىذا ا٢بديث من غزارة قدر ٌ
سبحانو كتعأب ىذه ا٤بنزلة ،كٰبلٌو ىذه الرتبة .فقولو ملسو هيلع هللا ىلص عن هللا تعأب" :من عادل ٕب كليا فقد
آذنتو اب٢برب" ،ألف الوٕب خرج على تدبّبه إٔب تدبّب هللا ،كعن انتصاره لنفسو إٔب انتصار هللا
لو ،كعن حولو كقوتو بصدؽ التوكل على هللا عز كجل .فقد قاؿ سبحانو كتعأب :ىكىم ٍن يىػتىػ ىوَّك ٍل
ً ىعلىى ًَّ
ْب (.)3 ص ير ال يٍم ٍؤمنً ى
اَّلل فىػ يه ىو ىح ٍسبيوي ( ،)2كقد قاؿ هللا عز كجل :ىكىكا ىف ىح ِّقا ىعلىٍيػنىا نى ٍ
كإ٭با كاف ذلك ٥بم ألهنم جعلوا هللا تعأب مكاف ٮبومهم فدفع عنهم األغيار ،كقاـ ٥بم بوجوه
اإلنتصار.
كقاؿ بعد كبلـ:
كٕب هللا مع هللا كولد اللٌبيؤة ُب
كلقد ٠بعت شيخنا أاب العباس رضي هللا تعأب عنو يقوؿٌ " :
جحرىا ،أتراىا اتركة كلدىا ٤بن أراد اغتيالو؟ كقد جاء ُب بعض األحاديث أنٌو صلٌى هللا عليو
فلما كجدتو حنٌت عليو ،كألٍقمتو
كسلٌم كاف ُب بعض غزكاتو ،كامرأة تطوؼ على كلدىا رضيعٌ ،
متعجبْب ،فقاؿ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم" :هللا أرحم بعبده
الثدم ،فنظر الصحابة إليها ٌ
ا٤بؤمن من ىذه بولدىا".
كمن ىذه الرٞبة برز انتصار ا٢بق ٥بم ،ك٧باربة من عاداىم ،إذ ىم يٞبٌاؿ أسراره ،كمعادف أنواره،
آمنيوا ( )4كقاؿ هللا سبحانو لًمن آذل أكلياءه :إً َّف ين ى
اَّلل كً ُّ َّ ً
ٕب الذ ى كقد قاؿ هللا سبحانو كتعأبَّ :ي ى
آمنيوا ( .)5غّب أف مقاتلة ا٢بق سبحانو ٤بن آذل أكلياءه ليس يلزـ أف َّ ً َّ ً
ين ى
اَّللى يي ىداف يع ىع ٍن الذ ى
تكوف معجلة لقصر م ٌدة الدنيا عند هللا ،كألف هللا ٓب يرض الدنيا أىبل لعقوبة أعدائو كما ٓب
يرضها أىبل إلاثبة أحبٌائو ،كإف كانت معجلة فقد تكوف قسوة ُب القلب ،أك ٝبودا ُب العْب ،أك
تعويقا عن طاعة ،أك كقوعا
فلو كنا عصاة ببيع ا٢بشيش ما ق ٌد ىرىان هللا على سلب شيخ اإلسبلـٍ .ب قاؿ لو :أعطِب أربعة
ت لو قطعةى حشيش ًز ٍف كل ىم ٍن بً ٍع ي
خرفاف معاليق شواء ،كأربعمائة رغيف ،كتعأب أجلس عندمٌ ،
ش َّق ذلك على شيخ اإلسبلـ .فما زاؿ بو أصحابو حٌب فعل ذلك، لو رطبل كأعطو رغيفا .ف ى
يتبسم كيقوؿ٫ :بن ٫بلًٌيهم ُب الباطن ى
كأنت لكل كاحد رطبل كيعطيو رغيفا ،كالشيخ ٌ كصار يى ًز يف ٌ
ٙبلٌيهم ُب الظاىر ،إٔب أف فرغ الرغفاف.
علمك،
ٍب قاؿ لو :إذىب إٔب الديك الذم فوؽ سطح مدرستك ،كاذٕبو كيك ٍل قلبىو ييػ ىر ٌد عليك ي
بعلم ٞبلو الديك ُب قلبو .فمن ذلك الوقت ما أنكر فباهلل عليك كيف تنكر على ا٤بسلمْب و
البلقيٍب على أحد من أرابب األحواؿ أىػ.كمن قبائح اإلنكار على األكلياء أ ٌف ا٤بنكرين مقتفوف
آاثر اليهود كا٤بشركْب كا٤بنافقْب ،فبل شك أف هللا تعأب يعاقبهم ٗبثل ما عوقب بو اليهود
كا٤بشركوف كا٤بنافقوف التٌصافهم بصفات ا٤بذكورين ،كمنها إيثارىم صحبة الفسقة الفجرة من
العصاة ا٤بخالفْب ،كا٤بلوؾ الظبلٌـ ا٤بعاندين ،كمنها أهنم يقولوف أف الذم
عليو ا٤بلوؾ كالظلمة كأعواهنم ىو الدين القيٌم ،كالصراط ا٤بستقيم ،كما عليو علماء اآلخرة
ا٤بعوج السقيم،
ٌ كالعشي يريدكف كجهو ىو الطريق
ٌ كالكراـ الربرة ،الذين يدعوف إليهم ابلغداة
كيزعموف أف ما عليو أىل العوائد الذميمة ،كالبدع القبيحة الٍب توارثها من كاف ُب الضبلؿ
القدٙب ،ىو الذم عليو رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كحزبو الصميم ،كمنها الداء العضاؿ الذم ص ٌد اليهود عن
َّ ً
ين أيكتيوااتٌباع سيٌد الوجود ملسو هيلع هللا ىلص ٣بوؼ سقوط رائستهم ،كىو ا٢بسد ،قاؿ تعأب :أىىٓبٍ تىػ ىر إً ىٔب الذ ى
صيبنا ًم ٍن نى ً
كلو اشتغلوا بشأهنم كٝبع دنياىم ،كٓب يتعرضوا ألكلياء هللا تعأب ،كٓب يقصدكا إسقاط جاىهم،
يكفيهم شقاكهتم ،ال سيما كيطعنوف ُب الصديقْب كالعارفْب ،قاؿ :قاؿ هللا تعأب ُب شأهنم:
اَّلل ًأبىفٍػ ىو ًاى ًه ٍم ( ،)21كيف يطفئوف بنور حسباهنم أنوار مشوس الصفات
ي ًري يدك ىف أى ٍف يط ًٍفئيوا نيور ًَّ
ى ي ي
الٍب تربز من جاه كجوىهم ،كآللئ خدكدىم ،كأصلها اثبت ُب أفبلؾ الوحدانية ،كالسماكات
القيٌومية ،كيزيد نورىم على نور ألنو تعأب ببل هناية ،كال هناية لصفاتو أىػ.
كال شك أ ٌف من ش ٌد على ىذه الصفات ابطنو كداكـ عليها ٯبازيو هللا تعأب بقساكة القلب،
كاستحبلء ا٤بعاصي ،كإزدراء ا٤بنتسبْب إٔب عظيم جناب هللا كإيذائهم ،فيبتليو بسوء ا٣باٛبة،
كا٤بوت على الكفر ،نسأؿ هللا تعأب السبلمة كالعافية دينا كدنيا كبرزخا كأخرل ًٗبىنًٌ ًو ككرمو .قاؿ
قاؿ :كاإلشارة فيو إٔب أ ٌف ىؤالء الذين كقعوا ُب عاىة اإلنكار كبىلًيٌ ًة ا١بحود ،كبعد شهودىم أاثر
الغيب ُب مشاىد البياف ،كأنسوا بو كألفوىمٍ ،ب عميت أبصار قلوهبم عن مشاىدة اآلخرة،
ت عقو٥بم بًر ً
اف ا١بهالة، كص ىد ٍ
ى كصمت آذاف أسرارىم عن خطاب ا٢بق ُب مواطن الغيب ،ىٌ
ث أخبلقهم من شوائب كخبى ٍ كعصت نفوسهم خالق ا٣بلق هبجومها ُب غلطات ً
الك ٍرب كالرعونة ،ى
كدرت أركاحهم من اقتحامهم ُب العيجب كالرايء كالكرب ،كأبغضت األكلياءٓ ،ب يقبل
الشهوات ،ك ٍ
هللا توبتهم ألهنم ذاقوا حبلكة الرايء كالسمع ،كآثركا حظوظ الدنيا على صحبة
كم ٍن ىذه
أىل ا٤بعرفة ،كركنوا إٔب صحبة األضداد ،كمالوا عن بساط ا٢برمة إٔب عرضة ا٤بخالفة .ى
أحواليو فتوبتو ال تستقيم ،كأكبتو ال تدكـ ،لغلبة الشهوة على قلبو ،ككثرة الفَبة على بدنو ،ال
تلصق فيو نصيحة ،كال تؤثٌر فيو شفقة ،كال ينتظم مشلو .بطرت نفوس ىؤالء الشهوات،
كاسودت قلوهبم من الشهوات ،جزاىم هللا تعأب إببعادىم عن حضرة الوصاؿ ،كمشهد ا١بماؿ،
كىو قولو تعأب :لى ٍن تيػ ٍقبى ىل تىػ ٍوبىػتيػ يه ٍم ىكأ ٍيكلىئً ى
ك يى ٍم الضَّالُّو ىف ( )23عن طريق ا٢بقائق كا٤بعارؼ
كالكواشف ،كأسبل هللا على قلوهبم غطاء القهر حٌب ال يركا
أنواع عجائب كرامات األكلياء ،كال يقاـ ٥بم عند هللا يوـ القيامة كزف كإف كثرت صبلهتم
كصيامهم كصدقاهتم ،قاؿ هللا تعأب :إً َّف الَّ ًذين ىك ىفركا كماتيوا كىم يك َّفار فىػلىن يػ ٍقبػلى ًمن أ ً ً ً
ىحدى ٍم م ٍلءي
ى ي ىى ى ي ٍ ه ٍ ي ى ٍ ى
ض ذى ىىبنا ىكلى ٍو افٍػتى ىدل بًًو ( )24أىػ.
ٍاأل ٍىر ً
نك يرك ىف (:)25 ت ًَّ
اَّلل تي ً ىم آاي ً كقاؿ ،عند قولو تعأب :كي ًري يكم ًً
آايتو فىأ َّ ى ىي ٍ ى
آايت أنبياؤه كأكلياؤه ،كىم أعظم اآلايت ،إذ ٘بلى ا٢بق من كجوىهم بنعمة العزة كالكربايء
كأم منكر أعظم ٩بن ينكر ىذه اآلايت الساطعة ،كالرباىْب الواضحة .قاؿ سهل:
للعا٤بْبٌ ،
على نُ ُحور حزب الرجٌم 80 رماح حزب الرحٌم
ص ٌدقهم ُب كراماهتم ،كأعمى أعْب األشقياء ً
أظهر آايتو ُب أكليائو ،كجعل السعيد من عباده ىمن ى
عن ذلك ،كصرؼ قلوهبم عنهم.
اَّلل الًٍَّب قى ٍد ىخلى ٍ ً ً ً
ٍب قاؿ ،عند قولو تعأب :سنَّةى ًَّ
ت ًُب عبىاده (ٌ ،)26ى
بْب هللا سبحانو أنو ال ينفع ي
كعزتو منتقم ألكليائو من
إٲباف ا٤بنكرين أنبياءه كأكلياءه عند معاينة جزاء إنكارىم ،فإنو ٔببللو ٌ
أعدائو أىػ.
ْب ( ،)27فلما أقاموا على اىم أ ٍ ً ً
ىٝبىع ى وان انتىػ ىق ٍمنىا م ٍنػ يه ٍم فىأى ٍغ ىرقػٍنى ي ٍ
آس يف ى
كقاؿ ،عند قولو تعأب :فىػلى َّما ى
كأصركا على إيذاء أكليائنا كأحبٌائنا، ً ً
دعاكيهم الباطلة ،ككلماهتم ا٤بزخرفة ،كب ىدعهم الباردةٌ ،
كجردان
كأم ٍتػنىاىم ُب أكدية ا١بهالة ،كأغرقناىم ُب ٕبار الغفلةٌ ، غضبنا كسلٌطنا عليهم جنود قهران ،ى
قلوهبم عن أنوار ا٤بعرفة ،كطمسنا أعْب أسرارىم حٌب ال ىيرٍكا لطائف ٌبران على أكليائنا أىػ.
ض بًغى ًٍّب ا ٍ٢بىًٌق ىكإً ٍف يىػ ىرٍكا يك َّل آيىوة
ين يىػتى ىكبَّػ يرك ىف ًُب ٍاأل ٍىر ً َّ ً
آايًٌب الذ ى ؼ ىع ٍن ى ىص ًر ي
كقاؿ ،عند قولو تعأب :ىسأ ٍ
َّخ يذكهي ىسبً نيبل َّخ يذكهي سبً نيبل كإً ٍف يػركا سبًيل الغى ًي يػت ً الر ٍش ًد ىال يػت ً
يل ُّ ً ً ً ً
ى ى ىىٍ ى ى ٌ ى ى ىال ييػ ٍؤمنيوا هبىا ىكإ ٍف يىػ ىرٍكا ىسب ى
(ٍ ،)28ب إف هللا سبحانو ذكر أ ٌف عرائس خطابو ،كلطائف كبلمو ال تنكشف ٤بن رأل قيمة
يتكربكف ُب
نفسو ُب جناب األزلية ،كميادين الربوبية بقولو سأصرؼ ،سأمنع عن آايٌب الذين ٌ
األرض عن إدراؾ حقائق خطايب ،كفىػ ٍهم لطائف معا٘ب كبلمي ،الذين يتكربكف ُب
األرض بغّب ا٢بق ،ا٤ب ٌدعْب ا٤بعجبْب بشأهنم كمزخرفاهتم ٗبجاراهتم كبلـ الدعاكم الباطلة بغّب
ا٢بق ألهنم منكر ك كرامات أكليائي ،كآايت أصفيائيٍ .ب كصف حا٥بم ُب تضاعيف اآلية بقولو
تعأب :ىكإً ٍف يىػ ىرٍكا يك َّل آيىوة ىال ييػ ٍؤًمنيوا ًهبىا (ٍ ،)29ب زاد مباعدهتم عن ابب التوفيق ،ككجداف رشد
َّخ يذكهي سبً نيبل كإً ٍف يػركا سبًيل الغى ًي يػت ً
َّخ يذكهي ىسبً نيبل الر ٍش ًد ىال يػت ً
يل ُّ ً ً
ى ى ىىٍ ى ى ٌ ى ى الطريق بقولو :ىكإ ٍف يىػ ىرٍكا ىسب ى
تبْب ألف طريق من طرؽ األكلياء إٔب هللا تعأب ال يبتغوهنا سبيبل ٢برماهنم عن مصادفة ( ،)31لو ٌ
ا٢بق ،كإف ظهر ٥بم طريق الدعاكل ُب متابعة الشهوات اتٌبعوه كجعلوه سبيل ا٢بق ،ألف سجيتهم
الضبلؿ .إنتهى.
كقاؿ :قاؿ سهل ُب قولو :سأصرؼ عن آايٌب الذين يتكربكف ُب األرض ( ،)31كىو أ ٍف ٰبرمهم
فىػ ٍه ىم القرآف كاإلقتداء برسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم أىػ.
الزـ للمنكرين ،كلو ٓب يعاقب هللا ا٤بنكرين على
ف ه كص ه
التكرب ُب األرض بغّب ا٢ب ٌق ٍ
قلت :ك ٌ
ي
السادات األكلياء األخيار إالٌ ٗبا ذكر ُب ىذه اآلية لكاف كافيا٧ ،ب ٌذرا عن اإلنكار لكل من كاف
ك قى ًدٙبه ( ،)33يسمعوف حقائق كلمات القوـ سيىػ يقوليو ىف ىى ىذا إًفٍ ه ًً ً
قاؿ تعأب :ىكإ ٍذ ىٓبٍ يىػ ٍهتى يدكا بو فى ى
يشموف ًمن ألف فرسخطامات ،ايليتهم لو ٌ كيسموهنا ٌالٍب ىي ٨بربة عن حقائق أسرار الغيب ٌ
رائحتها لطاركا من الفرح بوجداهنا ،لكن ما خلقوا لقبوؿ ا٢بقائق .قاؿ :قاؿ بعضهم :ك ٌذبوا
ص بو القوـ ،كاحملركـ من يح ًرـ حظٌو من قبو٥بمأكلياء هللا تعأب ُب براىينهم ٤بٌا يح ًرموا ما يخ ٌ
كتصديقهم كاإلٲباف ٗبا يظهر هللا تعأب عليهم من أنواع الكرامات.
قاؿ :قاؿ أبو تراب النخشي :إذا بعدت القلوب عن ا٥بب تعأب مقتت القائمْب ٕبقوؽ هللا تعأب
أىػ .كقاؿ أمّب ا٤بؤمنْب علي بن أيب طالب رضي هللا تعأب عنو :الناس أعداء ٤با جهلوا أىػ.
كُب األنوار القدسية:
كحكى الشيخ دمحم الطخيخي ،عن إماـ جامع ٠باقود ،أف شخصا كاف يناـ ُب احملراب ُب ثياب
فسماه عجل احملراب.
كسخة ،فكاف كلٌما أراد أف يقف ُب احملراب ٯبده انئما فيوٌ ،
فجاء اإلماـ يوما ،فغمزه برجلو ُب خ ٌده ،فقاـ كعيناه كالدـ األٞبر ،فمسك اإلماـ كدفعو ُب
احملراب ،فوجد نفسو ُب أرض قفراء كعرة ،فتقرحت رجبله من ا٤بشي ،فقطٌع عمامتو كلف منها
على رجليو فلما تعبت تراءت لو شجرة فقصدىا ،فإذا عندىا عْب ماء ،كإذا أبثر أقداـ توضأت
كذىبت ،فتبع اآلاثر فوجد ٝباعة كثّبة ُب عطف جبل ،كإذا ابلرجل الذم كاف يناـ ُب احملراب
ىو شيخ ا١بماعة ،كعليو ثياب نظيفة ،فالتفت إٔب أصحابو كقاؿ :ىل رآ٘ب أحد منكم يوما كأان
عجل بق ور؟ فقالوا :ال ،فقاؿ :قولوا ٥بذا اإلماـ استغفر هللا كأتوب إليو ،فأشار
ي
الشيخ إٔب كاحد من ا١بماعة يدفعو إٔب جامع ٠باقود ،فقاـ فدفعو فوجد نفسو خارجا من حائط
كحكى الشيخ الصاّب أٞبد بن الشيخ الشربيِب :أنو كاف ٦باكرا ٗبكة ،فاشتاؽ إٔب زايرة كالدتو
بشربْب كليس معو دراىم يكرم هبا ،كال ركب يسافر إٔب مصر .فبينما ىو كذلك إذ كجد رجبل
مبتلي اب٤بسعى ينكر عليو أىل م ٌكة أشد اإلنكار ،ففاجأه ابلكبلـ كقاؿ :تريد تركح إٔب أىل
مصر؟ فقاؿ :نعم ،فدفعو ،كإذا بو على ابب شربْب.
ىذه حكايتو ٕب ،كأخرب٘ب :أنو كاف صاحب الشفاعة ألىل موقف عرفة سنة ثبلثة كعشرين
كتسعمائة من ا٥بجرة.
كحكى الشيخ نور الدين الشنوا٘ب :أف شخصا من قنطرة ا٤بوسكى كاف مكاراي ٰبمل النساء من
بنات ا٣بطأ ،ككاف الناس يسبٌونو كيصفونو ابلتعريص ،ككاف من أكلياء هللا تعأب ال ييركًب امرأة
قط من بنات ا٣بطأ كتعود إٔب الزان أبدا .فقاؿ لو الشيخ نور الدينًِ :بى كصلت ىذه ا٤بنزلة؟
قاؿ :ابحتماؿ األذل.
كقاؿ بعد كبلـ :ك٠بعتو ،يعِب الشيخ عليٌا ا٣بواص ،يقوؿ :إف هللا تعأب أعطى أرابب األحواؿ ُب
كالعز كالقهر ،كالتح ٌكم على هللا تعأب الذم ىو اإلدالؿ
ىذه الدار التقدٙب كالتأخّب كالتوليةٌ ،
التوجو إٔب
فإايكم كاإلنكار على أحد إالٌ بعد ٌ عليو ،كنفوذ األمر ُب كل ما أراده من األمورٌ ،
رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ليحفظكم من ذلك كإالٌ فرٌٗبا يم ًقتي ٍم فهلى ٍكتي ٍم أىػ.
التوجو ،فسلٌم تسلم.
قلت :كأين أنت من ىذا ٌ ي
كقاؿ ُب كتاب اليواقيت:
كقد كاف الشيخ سراج الدين ا٤بخزكمي ،شيخ اإلسبلـ ابلشاـ ،يقوؿٌ :إايكم كاإلنكار على كل
شيء من كبلـ الشيخ ٧بي الدين فإ ٌف ٢بوـ األكلياء مسمومة ،كىبلؾ أدايف مبغضيهم معلوـ،
ابلسب ابتبله هللا ٗبوت القلب.
ٌ تنصر كمات على ذلك .كمن أطلق لسانو فيهم كبعضهم ٌ
غض ًمن كٕب هلل تعأب ضرب ُب قلبو بسهم مسموـ ،كٓب ككاف أبوعبد هللا القرشي هنع هللا يضر يقوؿ :من ٌ
اؼ عليو من سوء ا٣باٛبة.
كٱبى ي
ت حٌب يفسد معتقده ،ي ٲبي ٍ
كقاؿ فيو أيضا :ككاف اإلماـ ابن أسعد اليافعي يقوؿ :أف حكم إنكار ىؤالء ا١بهلة على أىل
الطريق حكم انموسة نفخت على جبل تريد أف تزيلو عن مكانو بنفختها ،كمن عادل أكلياء هللا
كل من أراد تقريبو إٔب حضرات القرب من ا٢بق تعأب ،كرسلو قاؿ بعد كبلـ :فالواجب على ٌ
كأكليائو ،أف ال يبحث كال ٯبادؿ ُب كبلمهم ،بل ييػ ٍقبًل على العمل بكل ما أمركه ،كيقبلو قبوؿ
العبد الصاّب ،ال سيما كبلـ أرابب األحواؿ ،فإ ٌف حا٥بم من أغرب األمور ،كاإلنكار على
سم ساعة.
أحوا٥بم ٌ
ٍب قاؿ ُب موضع آخر ،بعد كبلـ :ككاف سيدم عبد القادر ا١بيبل٘ب رضي هللا تعأب عنو يقوؿ:
أكٔب الناس اب٤بقت عآب فاجر كثّب ا١بداؿ ،ال يرل غّب زعمو ،كدعاكل كٮبو ،إف تكلٌم جار،
قاؿ :فانظر اي أخي كيف ىلك ىذا الرجل كخذؿ ابإلنتقاد كترؾ اإلعتقاد ،نسأؿ هللا السبلمة.
فعليك اي أخي ابإلعتقاد كترؾ اإلنتقاد على ا٤بشايخ العارفْب ،كالعلماء العاملْب ،كا٤بؤمنْب
الصا٢بْب ،فإ ٌف حراهبم مسمومة ،فقل من تعرض ٥با كسلًم ،فسلًٌم تسلم ،كال تنتقد فتندـً ،
كإقتد ٌ ٌ
إبماـ العارفْب ،كرأس الصدقْب ،كعبلمة العلماء العاملْب ُب كقتو ،الشيخ ٧بي الدين عبد القادر
ا١بيبل٘ب ٤بٌا عزـ على زايرة الغوث ٗبكة كقاؿ رفيقاه :ما انلنا؟ فقاؿ :أما أان فذاىب على قدـ
الزايرة كالتربؾ ال على قدـ اإلنكار كاإلمتحاف ،فآؿ أمره
إٔب أف قاؿ قدمي ىذه على ركبة كل كٕب هلل تعأب ،كآؿ أمر رفيقو إٔب الكفر كترؾ اإلٲباف
ابإلتقاد كترؾ اإلعتقاد كما اتٌفق ُب ىذه ا٢بكاية ،كآؿ أمر اآلخر إٔب اشتغالو ابلدنيا ،كترؾ
خدمة ا٤بؤب بقلٌة التوفيق ،نسأؿ هللا التوفيق كا٥بداية كاألمانة على اإلٲباف بو كبرسولو ملسو هيلع هللا ىلص،
كاإلعتقاد ا٢بسن ُب أكليائو كأصفيائؤ،باه دمحم كآلو أىػ .كبلـ الدمّبم.
كقاؿ أبو ا٤بواىب التونسي :إحذركا من قولكم ذىب األكابر كالصادقوف من الفقراء ،إهنم ما
ذىبوا حقيقة كإ٭با ىم ككنز صاحب ا١بدار ،كقد يعطي هللا من جاء ُب آخر الزماف ما حجبو
عن أىل العصر األكؿ ،فإف هللا تعأب قد أعطى دمحما صلٌى الو عليو كسلٌم ما ٓب ي ً
عط لؤلنبياءي ٌ
قبلوٍ ،ب ق ٌدمو ُب ا٤بدح عليهم.
كاي هلل العجب ُب كثّب من ا٤بتف ٌقهة! ينكركف ما أٝبع عليو األكلياء ،كيص ٌدقوف ٗبا كصل إليو
و
شذكذ قياسو ضعيف أك إٔب على لساف فقيو كاحد ،كرٗبا كاف استناده ُب ذلك القوؿ إٔب و
دليل ي
ىم أك مصيبة،
من القوؿ ،ما ذاؾ -كهللا -إالٌ لغلبة ا٢برماف! ٍب ىو مع إنكاره ،إذا صادفو ٌ
أيٌب إٔب قبورىم فيحملهم ا٢بملة دكف الفقيو الذم ص ٌدؽ قولو كق ٌدمو عليهم ،ككاف األمر
كقاؿ غّبه:
عيوهبم ...كال عيب إالٌ ٤بثل ما فيك ييذكر
الناس فاترؾ ى
ذكرت ى ى إذا ما
فإ ٍف ًع ٍب ى
ت قوما ابلذم ىو فيهم ...فذلك عند هللا كالناس أكرب
عبت قوما ابلذم فيك مثلو ...فكيف يعيب العور من ىو أعوركإ ٍف ى
كأش ٌد ما يقع فيو مثل ىذا أنو يتعاطى اإلنكار ُب ا٣ببلفيات كاألمور العادايت الٍب سكت
الشرع عن الكبلـ ُب أكثرىا ،كالبدع اإلضافيات ،كىي الٍب تضاؼ ألمور لو تسلم منها ٓب
صح ا٤بنازعة ُب كوهنا سنٌة أك غّب بدعة ٖببلؼ أك ببل خبلؼ ،كىي أكثرية أك أغلبية ُب تى ً
ُب إعبلمهم أ ٌف هللا تعأب ٓب يوجب على أحد التزاـ مذىب معْب من مذاىب اجملتهدين ال
ادعاء كجوب
تربأ من ٌ
األمة رضي هللا تعأب عنهم أٝبعْب ٌ
يتجاكره ،كأ ٌف كل كاحد من أئمة ىذه ٌ
كل مسألة من مسائل الدين دكف غّبه من األئمة لعلمهم أب ٌف اإلتٌباع العاـ
اتٌباعو ىو كحده ُب ٌ
ال ٯبب إالٌ ٤بعصوـ.
ًً
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنٌو إٔب سواء الطريق :قاؿ الشيخ أٞبد ٌ
زركؽ ُب أتسيس
القواعد كاألصوؿ كٙبصيل الفوائد لذكم األصوؿ:
عدؿ ،كقد باع إال ٤بعصوـ النتفاء ا٣بطأ عنو ،أك ىمن يشهد لو ابلفضل أل ٌف يم ىزَّكى ً
العدؿ ي ال اتٌ ى
فصح فضلهم
شهد عليو الصبلة كالسبلـ أب ٌف خّب القركف قرنو ٍبٌ الذين يلوهنم ٍبٌ الذين يلوهنمٌ ،
كل كاحد منهم ػ كما
تفرقوا ُب الببلد مع ٌ
على الَبتيب ،كاإلقتداء هبم كذلك .لكن الصحابة ٌ
فلعل مع أحدىم ما ىو انسخ كمع اآلخر فهو منسوخ ،كمع
علمٌ ،قاؿ مالك رٞبو هللا تعأب ػ ه
٨بصص كما يكجد كثّبا ،فل ًزىـ
عاـ كمع اآلخر ٌ
اآلخر مطلق كمع اآلخر مقيٌد ،كمع بعضهم ٌ
اإلنتقاؿ ٤بن بعدىم إذا ٝبع ا٤بتفرؽ من ذلك ،كضبط الركاية فيها
ىنالك لكنهم ٓب يستوعبوه فقها ،كإف كقع ٥بم بعض ذلك فلزـ اإلنتقاؿ لً ىمن بعدىم إٔب الثالث
إذا ٝبع ذلك كضبط كتفقو فيو حفظا كضبطا كتفقها ،فلم يىػ ٍب ىق ألحد غّب العمل ٗبا استنبطوه،
أئمة مشهور فضلهم علما ككرعا ،كمالك
فن ُب ىذا القرف ٌ
كلكل ٌ
أصلوه كاعتمدكهٌ .
كقبوؿ ما ٌ
كالشافعي كأٞبد كالنعماف للفقو ،ككا١بنيد كمعركؼ كبشر للتصوؼ ،ككاحملاسيب لذلك
كاإلعتقادات إذ ىو ٌأكؿ من تكلم ُب إثبات الصفات كما ذكره ابن األثّب .اىػ.
فق ٍد أذف لنا ُب اإلجتهاد ككعدان ابلتوفيق إٔب الرشاد ،فلو ا٢بمد على سابغ اإلمداد ،كقد جعل
كتابو أصل العلوـ ،كمعدف األنوار ،فبل يوجد الشيء إالٌ عن أصلو ،كال ييطلب إالٌ ُب معدنو،
ً
ككانت أقوالو كأفعالو صلٌى هللا عليو كسلٌم كالبياف كالتفسّب لكتاب هللا ،قاؿ هللا تعأب :لتيػبىػًٌ ى
ْب
لًلن ً
َّاس ىما نيػ ًٌز ىؿ إًلىٍي ًه ٍم ( ،)3كقالت عائشة رضي هللا تعأب عنها" :كاف يخلي يقو القرآف" ،كقد نبٌو عن
"إ٘ب اترؾ فيكم الثقلْب لن تضلٌوا ما ٛبسكتم هبما كتاب هللا
ذلك صلٌى هللا عليو كسلٌم بقولوٌ :
كسنٍب" ،فأرشد صلٌى هلل عليو
كالتمسك هبما ،كاإلستنباط منهما بعده لًعلٍمو صلٌى هللا عليو كسلٌم
ٌ كسلٌم أمتو إٔب العمل هبما،
ضل كٓب ٯبده ،إذ فيهما
أ ٌف العلم كلٌو فيهما من طلبو منهما ىك ىج ىده كاىتدل ،كمن طلبو ُب غّبٮبا ٌ
النبوة بْب كتفيو إال
ت ٌ النور الواضح ،كا٥بدل الراجح .كُب ا٢بديث :من أكتى القرآف فقد أيد ًر ىج ٍ
أنو ال يوحى إليو .أىػ .فإف للقرآف نزكال كتنزيبل ،فالنزكؿ قد مضى ،كالتنزؿ و
ابؽ إٔب يوـ القيامة.
كشف ،كمنو إلٍقاءه ،كمن مقاـ الفهم أخذ ٝبيع أىل ا٤بذاىب
إ٥باـ ،كمنو ه
فمنو فىػ ٍه هم ،كمنو ه
مذاىبهم ،كمن مقاـ ما فوقو قاؿ بعض األكابر:
كالسنٌة اللذيٍن ٮبا ا٣بليفة على النيب صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم .فكاف خليفة رسوؿ هلل صلٌى
ي
هللا عليو كسلٌم ٯبمع الصحابة إذا حدثت انزلة للنظر ُب حكمها ،فإف عثركا على حكمها ُب
الكتاب كإالٌ طلبوه من يسنٌة رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فإف ٓب ًٯبدكه فيها اجتهدكا
كاستنبطوا منها ،فيهدم هللا تعأب من يشاء إٔب الصواب بفضلو ،إذ ال ٯبب عليو تعأب أف يهدم
إٔب الصواب ،كال يستح ٌق عليو أحد ىداية.
ً
كردكا اجتهادىم لعدـ جواز اإلجتهاد مع
نص كاف عند غائب رجعوا إليو ٌ ٍبٌ إف اطٌلعوا على وٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 96 رماح حزب الرحٌم
النص ،كقد كقع ذلك كثّبا ُب زمن عمر رضي هللا تعأب عنو .منو ما كقع ُب خركجو إٔب كجود ٌ
الشاـ ،فذلك أنو ٤با بلغ سرغ لىًقيىوي أبو عبيدة بن ا١براح رضي هللا تعأب عنو مع أصحابو من
ابن عباس رضي هللا تعأب عنو أف يدعو لو ا٤بهاجرين
أمراء األجناد كذكركا أ ٌف ابلشاـ كابء ،كأمر ى
خرجت ألمر ال ترجع ،كقاؿ بعض:
ى فلما حضركا استشارىم فاختلفوا ،فقاؿ بعض:
األكلْبٌ ،
ٌ
بقي معك بقيٌة الناس كأصحاب رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ال
عِبٍ ،بٌ كاف أمره مع األنصار كذلكٍ ،بٌ دعا مشيخة
تفرقوا ٌ
تذىب هبم إٔب ىذا الوابء .فقاؿٌ :
قريش من مهاجرم الفتح فاتٌفقوا على الرجوع رضي هللا تعأب عنهم أٝبعْبٍ ،ب اندل عمر رضي
مصبح على ظه ور فأصبحوا عليو ،فقاؿ أبو عبيدة :أفرارا من قدر هللا؟ ه أ٘ب
هللا تعأب عنو الناس ٌ
فقاؿ عمر :لو غّبؾ قا٥با اي أاب عبيدة ،نعم نىًف ُّر من قى ىدر هللا إٔب قدر هللا ،ككاف يكره خبلفو،
س إف
أيت لو كانت لك إبل فهبطت كاداي لو عدكاتف أحدٮبا ٨بصبة كاألخرل جدبة ،ألىٍي ى
أر ى
رعيت ا١بدبة رعيتىها
رعيت ا٣بصبة رعيتىها بقدر هللا ،كإف ى
ى
بقدر هللا .فجاء عبد الرٞبن بن عوؼ ،ككاف غائبا لبعض حاجتو ،فقاؿ :إ ٌف عندم من ىذا
٠بعت رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم يقوؿ" :إذا ٠بعتم بو أبرض فبل تقدموا عليو كإذا علما ،ي
كقع أبرض كأنتم هبا فبل ٚبرجوا فرارا منو" .كقاؿ ابن عباسً :
فحم ىد هللا عمر ٍب انصرؼ أىػ.
كل ىمن خالف بعض ي ً
قلت :كمن ىنا تعلم أ ٌف بعض ىمن ي ٌدعي العلم ،كىو مع دعواه ي ٌدعي أ ٌف ٌ
أقواؿ ٦بتهد من األئمة اجملتهدين أ ٌف ٨بالفتو لبعض أقواؿ ذلك اجملتهد معصية ،كأ ٌف ٨بالفتو
ٚبرجو عن مذىب ذلك اجملتهد ،جاىل أعمى البصّبة ،كبياف ذلك أف عمر رضي هللا
تعأب عنو مع جبللة قدره ،ككونو ابب مدينة التقى ،ككونو َّ
٧بداث بفتح الداؿ ا٤بهملة كما شهد لو
الرسوؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم ًٗبىا ذكرانه ،ككونو ٦بردآ ،ب يطمئن قلبو برأيو كاجتهاده .فكيف
يزعم زاعم ػ ١بهلو ٗبا عليو اإلجتهاد كاجملتهدكف ػ أف ال ٯبوز ألحد إذا قلٌد أحدا أ ٍف ٱبرج على
النص كعلًم أ ٌف اجتهاده
كج ىد َّبعض أقوالو أبدا .ككجو الدليل أنو ٓب يطمئن قلبو فيما يراه ،أنٌو ٤بٌا ى
كاف موافقا للحكم ىً
ٞب ىد هللا تعأب لذلك.
كمن كافقو ،أنكر ذلك على عمر ،كعاتبو عليو ٤با يرل أ ٌف األمة ،ى
كقد كاف أبو عبيدة ،أمْب ىذه ٌ
كل كاحد منهما أنكر على اآلخر لً ىما الصواب ما رآل ،فقاؿ عمر :لو غّبؾ قا٥با اي أاب عبيدةٌ ،
ً
صحة دعواه ،كحسن منحاه ،ظنٌان ال قطعان ،حٌب جاء ا٣برب كل منهما م ىن الدليل على ٌ قاـ عند وٌ
علمت أ ٌف اجملتهد قد يصيب كقد ال يصيب ،فاعلم أ ٌف ا٣بطأ قد يتع ٌدد كال إصابة ،كما
ى كإذا
كعمار بن ايسر حْب أصابتهما جنابة ،فحضرت الصبلة كليس عندٮبا
كقع لعمر بن ا٣بطاب ٌ
فلما حضر النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم
فتيمم أحدٮبا ابلَباب كصلٌى ،كاآلخر ما فعل شيئاٌ .
ماءٌ ،
علٌمهما أ ٌف حكم التيمم للحدث األكرب كحكمو ُب األصغر .كقد تكوف اإلصابة كال تتعدد
كحكم إمامة عمرك بن العاص حْب أ َّىـ أصابىو ُب الصبلة ،كقد احتلم ُب ليلة ابردة كخاؼ على
نفسو من ا٥ببلؾ إذا اغتسل ،ككانوا ُب السفر.
فلما رجعوا ذكركا ذلك للنيب صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كسألو النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم فذكر
ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 98 رماح حزب الرحٌم
علٌتو ،كٓب ينكر عليو النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم .كقد يكوف ا٣بطأ كال يتع ٌدل ،كالذم أمر رجبل
حرمها"،
كجل ٌ
عز ٌ "أما علً ى
مت أ ٌف هللا ٌ ببيع ا٣بمر بعد قوؿ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم :ى
حرـ بيعها" .كمن ىنا امتنع بعضحرـ شرهبا ٌ
كقاؿ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم" :إ ٌف الذم ٌ
األكابر من العلماء عن ا١بواب ،كاستَبكا ٔبينَّة العلماء " ال أدرم " ،كأكثركا منو.
أحرـ عليهم شيئا أحللتىو ٥بم كال
إ٘ب ال ٌ
ككاف عمر بن ا٣بطاب رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :اللهم ٌ
كل أمورىم ٩بٌا د ٌؽ أك
كالسنٌة عمدة الصحابة ُب ٌ
أحلٌل ٥بم شيئا حرمتىو عليهم .فكاف الكتاب ي
ذرةٍ .بٌ خلفهم التابعوف ،كاتبع التابعْب ُب ذلك ،فبذلوا فيو ا٤بيىه ىج،
جل ،ال ٱبرجوف عنهما قدر ٌٌ
كركًبوا فيو اللي ىج ىج ،كقطعوا ُب ٙبصيلو البيداء ،كىاجركا فيو األىل كالولداف ،كأكثركا ُب طلبو
تكرار األسفار ،كعملوا لو االفكار كاألنظار ،كزادكا على الصحابة بتدكينو ُب الصحائف
ابألسطار ،بعد ٝبعهم إايه ُب لطائف األفكار.
إف شاء هللا تعأب .كلعدـ ثقتهم أيضا إبصابة حقيقة ا٢بق النتفاء القطع كاليقْب ُب ذلك إالٌ
فيدكنوف كل قوؿ ٨بتلف فيو أك متٌفق عليو ،فإذا جاء ا٤بتأخذر جعل قولىو إبخبار النيب ا٤بعصوـٌ ،
جزـ ظ وٌن غّب مسقط لو من إبزاء قوؿ ًٌ
ا٤بتقدـ غّب جازـ ببطبلف قوؿ ا٤بتق ٌدـ ،أك جازـ بو ى
ضح أيضا لر٠بو ًمن الديواف ،الحتماؿ أف يكوف لو كجو ٌما ،أك ثبوت ٌما ،كليت ٌ
اح ًالتدكين ،كال ىم و
األكؿ جزءه ًمن الصواب كُبللقارئ كا٤بقرئ كجهو الصواب ككجهو ا٣بطأ ُب ذلك ،كقد يكوف ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 100 رماح حزب الرحٌم
األخّب جزءه أك ٝبيع األجزاء صواب ،كقد يكوف قوؿ ىذا أيضا
كخ ًف ىي ذلك ،أك يكوف بينهما فرؽ ينحو إٔب معُب غّب ما ٫با إليو ىذا ،كيكوف مفارقا لو من و
كجو ى
كل ٦بتهد ُب شأنو ،فإ ٌفمن كجو كال يظهر ذلك ،كغّب ما ذكر ،لينظر كل انظر لنفسو ،كٯبتهد ٌ
الفهم ُب العلم مبذكؿ بْب أىلو ،كالبحث فيو و
ابؽ إٔب يوـ القيامة ،ما ا٤بتق ٌدـ فيو أبح ٌق من
ا٤بتأ ٌخر ،بل غّب عجيب أف يي ٌد ىخر لبعض ا٤بتأ ٌخرين ما عسر على كثّب من ا٤بتق ٌدمْب ،فإذا جاء
فإما أف ٯب ىدىا من ا٤بت ٌفق عليو ً
حكم كاقعتو كانزلتوٌ ،
ا٤بسَبشد ا٤بستفٍب إٔب ديواف األحكاـ يريد ى
كإما أف
فيحصل لو ا٤بتبلٌج كاليقْب فينصرؼ بوٌ ،
األكؿ
فأما ٌ
أكرجل عآب فقيوٌ .
ه رجل غّب عآب كال فقيو
ٯب ىدىا من ا٤بختلىف فيو فيكوف أح يد ىر يج ٍلْب :ه
يتحّب ألنو يعلم ،كيتح ٌقق أ ٌف حكم هللا كاحد ،ال ًخبلؼ عنده تعأب .فإف اختلف فبل ب ٌد أف ٌ
٨بصص ،أك مطلق كمقيٌد ،كغّب ما ذكر .كيعلم أيضا
عاـ ك ٌ
عند السامع فناسخ كمنسوخ ،أك ٌ
صح ألنٌو إ ٌ٭با يراد للحساب كما يتبعو
أ ٌف ا٤بطلوب من العلم العمل ،كأ ٌف العمل ال يعترب إالٌ إذا ٌ
من الثواب كالعقاب ،لذلك كاف ا٤بكلٌف إ ٌ٭با يطلب معرفة ا٢ب ٌق كالصواب الذم تكوف بو
ص ال يىطلب ًمن ً
ص ،كا٤بي ٍخل ي
ً
السعادة كالنجاة ألنو ي٨بٍل ه
و
اختبلؼ كث وّب صو ًمن لوـ مواله كيوجب لو رضاه ،كقد كقف على ً
العلوـ كاألعماؿ إال ما يٱبىلٌ ي
األكؿ كزاد عليو ً
كأما الثا٘ب فعنده ما عند ٌ
فازداد حّبةن كىو إ ٌ٭با يريد زكاؿ ا٢بّبة ،فكيف يصنع؟ ٌ
أنٌو صاحب ركاية كدراية ابلكتاب كالسنة ،كعنده ًمن الفقو كالفطنة ما يعرؼ بو مآخذ األقواؿ
دكنوا لو من ركايتهم كآرائهمً ،من اتٌفاقهم
كمواضع اإلستدالؿ ،كقد كجد العلماء كقد ٌ
أدل إليو يٝبىبل من ا٣برب ،كأعانو على كثّب من النظر ،فاستخرج من بْب فرث
كاختبلفهم ما ٌ
ا٣ببلؼ كدمو لىبىنان خالصا من فهمو ،فانصرؼ مشركح الصدر ٗبا
مهداي إٔب ا٢بق من ا٣ببلؼ فيو ،معَبفا ٕبسن صنيع األعبلـ ،مغَبفا من فيض العبلٌـ، يشفيوٌ ،
كإٔب ىذا أشار خّب الربيٌة بقولو صلٌى هللا عليو كسلٌم" :من يي ًرد هللا بو خّبا يف ٌقهو ُب الدين"،
كىذا معُب ما قيل :ليس العلم بكثرة الركاية كإ٭با العلم نور يضعو هللا ُب قلب من يشاء .فما
كسنٌة نبيٌو صلٌى هللا عليو
ىأم ىر هللا تعأب كال رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم إال ابلعمل بكتابو ي
كسلٌم ،كما أمر العلماء إالٌ بذلك ،كال قصدكا إالٌ ذلك كإف خالف بعضهم ُب ذلك الختبلؼ
فهمهم كاستنباطهم ،كغّب ما ذكر كما تق ٌدـ.
قلت :كىذا معُب قوؿ الشيخ أيب دمحم رضي هللا تعأب عنو ُب الرسالة:
ي
كإذا اختلفوا ُب الفركع كا٢بوادث ٓب ٱبرج عن ٝباعتهم .إنتهى
كأما ا٣بركج عن مذىب بعضهم فبل ا٤بنهي عنوٌ ،
يعِب أف ا٣بركج عن ٝبيع مذاىب اجملتهدين ىو ٌ
ْب لىوي الرس ى ً ً أبس بو سواء ُب ذلك مذىب إمامو أك غّبه لقولو تعأب :كمن ي ى ً
وؿ م ٍن بىػ ٍعد ىما تىػبىػ َّ ى شاق ٍق َّ ي ىى ٍ ي
صلً ًو ج ىهنَّم كساء ٍ ً ا ٍ٥ب ىدل كيػتَّبًع غىيػر سبً ً ً
ّبا.)12( . ت ىمص ن ْب إٔب قولو تعأب :ىكني ٍ ى ى ى ى ىيل ال يٍم ٍؤمنً ى ي ىى ٍ ٍ ى ى
األمة ىو سبيل ا٤بؤمنْب ال مذىب كاحد منهم ،كمعاذ هللا أف يقوؿ كٝبيع مذاىب ٦بتهدم ىذه ٌ
كاحد من ا٤بؤمنْب أك يعتقد أف مذىب إمامو كحده ىو سبيل ا٤بؤمنْب كما سواه فليس من
يذـ
يتعصب ٤بذىب ،أك ٌ أتم ٍل اي أخي ىذا الكبلـ راشدان ،ىل ىذا اإلماـ ا١بليل هنع هللا يضر ٌ
فقلتٌ :
ي
ا٤بتهورين ًمن أىل
ا١بهاؿ ٌالناس إ ٍف ٓب يتٌبعوا مذىبو أك بعضا منو ،كيضلٌلهم كما عليو بعض ٌ
تربأ منو كما أشار إليو
العصر؟ ككيف يصدر منو رضي هللا تعأب عنو كىو رضي هللا تعأب عنو قد ٌ
العدكم ُب حاشيتو على شرح العبلٌمة ا٣برشي عند قوؿ ا٤بؤلٌف رضي هللا
ٌ علي الصعيدم
الشيخ ٌ
فح ىك ىم بقوؿ مقلٌده ":
تعأب عنو " ى
٠بعت مالكان يقوؿ :إ ٌ٭با أان بشر أخطئ كأصيب فانظركا ُب رأيي ،فإف
أ ٌف معن بن عيسى قاؿ :ي
كالسنٌة فخذكه كما ٓب يوافقهما فاتركوه أىػ.
كافق الكتاب ي
احملل،
قلت :كلذلك قاؿ العبلٌمة الدسوقي ُب حاشيتو على شرح الشيخ أٞبد الدردير عند ىذا ٌ
ي
أعِب عند قوؿ ا٤بصنٌف " :فحكم بقوؿ مقلٌده ":
كالقوؿ أبنو يلزمو ا٢بكم بقوؿ إمامو ليس متفقا عليو حٌب قيل ليس مقلٌده رسوؿ أرسل إليو ،بل
حكوا خبلفا إذا اشَبط السلطاف عليو أنو ال ٰبكم إالٌ ٗبذىب إمامو ،فقيل ال يلزمو الشرط،
ض ٌي الشرط لًمصلحة. كقيل بل ذلك يفسد التولية ،كقيل ًٗبي ً
أنظر ا٢بطاب أىػ.
كىذا صريح ُب عدـ كجوب اتٌباع اجملتهد ٖبصوصو دكف غّبه من اجملتهدين.
كمثلو ُب ضوء الشموع على اجملموع ،كُب شرح كماؿ الدين دمحم بن عيسى الدمّبم على المية
العجم للشيخ صبلح الدين الصفدم عند قولو أصالة الرأم:
ركل نوح ا١بامع أنو ٠بع أاب حنيفة يقوؿ :ما جاء عن رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم فىػ ىعلىى
رجاؿ .إٔب أفرجاؿ ك٫بن هالرأس كالعْب ،كما جاء عن الصحابة اخَبان ،كما كاف غّب ذلك فىػ يه ٍم ه
أيت كأىل مصر ٌاٚبذكا ا١بهل علما ألهنٌم سألوا مالكا عن مسائل
الشافعي :ما ر ي
ٌ قاؿ :كقاؿ
يقوؿ :ليس ٕب من البصّبة ،كال عندم من الفقو ما أخرج بو من التقليد كأدخل بو ُب اإلجتهاد،
كل مصيب كفاعل ،فيقاؿ ٥بذا إف كاف صادقا: ً
كل قائل ،كأ٠بع من ٌ إ ٌ٭با عندم أف أقػٍبى ىل من ٌ
س عندؾ من البصّبة كالفطنة ما ٚبرج بو من ا٣ببلؼ ابإلحتياط كالورع ٍتركان لً ىما ال أبس بو، ألىٍي ى
خوفان من الوقوع فيما بو أبس ،كطريق ذلك سهل كاضح ،فإف هلل تعأب سرا ُب كل إنساف لذلك
ال سيما مع اإلٲباف لئبل يكوف للناس على هللا حجة بعد الرسل.
قاؿ تعأب :كمن يػ ٍؤًمن ًاب ً
هلل يىػ ٍه ًد قىػلٍبىوي ( ،)13تقول تلك ا٥بداية ُب ذلك القلب كتضعف فيو ىى ٍ ي ٍ
قوة اإلٲباف كضعفو فيو .ىذا ٤بٌا سلٌمنا لك دعواؾ ُب نفي صبلحيتك للنظر كاإلجتهاد
ٕبسب ٌ
٘بر بذلك
كالسنٌة ،مع أ ٌف دعواؾ لنفسك ذلك ال تيػ ٍقبى يل ألنٌك ٌ
رأسا فضبل عنهما من الكتاب ي
إٔب نفسك راحة إسقاط التكليف ،كرفع ا٤بش ٌقة عنك فيو تعأب ،كإهنٌا لكبّبة إالٌ على ا٣باشعْب
اآلية.
ت إٔب ما ٫بىا إليو أىل الزماف من
ك٫بى ٍو ى
ب إليك داء األمم ،ى
كإ٘ب أخاؼ عليك أف يكوف ىد ٌ
ٌ
دعواىم أ ٌف اإلجتهاد قد رفع ،كأ ٌف كجود أىلو قد انقرض ،من غّب برىاف من هللا تعأب على
ذلك ،كال دليل من كتاب كال يسنٌة ،كىو فيهم منو ما يكوف عليهم يح ٌجة يوـ تيبلى السرائر
كتستخرج الضمائر ،كإ ٌ٭با نىػ ىف ٍوهي عن أنفسهم ليتم ٌكنوا من أغراضهم الفاسدة أبف يقوؿ أحدىم
يتأكؿ بذلك
كجدت لك قوال تصل بو إٔب غرضك ،ك٘بده ٌ
ي كجدت قوال ٥بذا ،كيقوؿ ٣بليلو
ي
كيوجهو مع ضعفو إٔب توجيهات رٗبا ليست منو كليس
القوؿ الضعيف أك الشاذ أتكيبلتٌ ،
منها ليقضي حاجتو ُب نفسو من غّب استحياء من هللا ،ال حذرا من عقابو كال ذكرل ٢بسابو.
ا١بو، ً
كإ ٌ٭با نىػ ىف ٍوهي عن غّبىم كإف كانوا كاذبْب بعد نفيو عنهم ،كإف كانوا غّب صادقْب ،ليى ٍخليىو ٥بم ٌ
يتعرض ٥بم من ذلك يمتىع ًٌرض ليس ٌدكا ذلك الباب من أبواب هللا تعأب لئبلٌ تيػ ٍقبىل لً يم ًح وٌق
كلئبلٌ ٌ
ا١بو ألشباىهم ليطفئوا نور هللا أبفواىهم كهللا يمتً ّّم نوره ،كرافع سوره. ً
حجة على ح ٌق ،كليى ٍخليو ٌ
ٌ
اب٢بجة أبدا من لدف زمن آدـ ً
كمن عناية هللا تعأب بعلمو كدينو أنٌو ال ٚبلو األرض من قائم هلل ٌ
عليو السبلـ إٔب أف يقبض العلم مع رفع القرآف بْب يدم الساعة ،كليس ذلك ٗبقصور على
ذلك الواحد كإف كاف أقول من غّبه ُب ذلك مع كجوده ُب غّبه كُب ذلك أقوؿ:
كل ما نقوؿ.
ككاف مالك كربيعة رضي هللا تعأب عنهما يقوالف :لى ٍسنىا من أىل العصمة ُب ٌ
ككاف الشافعي هنع هللا يضر يقوؿ :إذا ٠بعتم ًم ًٌِب قوال ٱبالف قوؿ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم
فاعملوا بكبلـ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم كاضربوا بكبلمي ىذا ا٢بائط.
حٌب أنٌو ٓبٍ ينسب لنفسو كبلما
السنٌة مشهور ٌ
فأم يرهي ُب اتٌباع ي
كأما اإلماـ أٞبد رضي هللا تعأب عنو ٍ
ٌ
٧بمد صلٌى
كسنٌة ٌ
كبلـ مع كتاب هللا تعأب ي
ط إالٌ بعض مسائل ُب الصبلة ،ككاف يقوؿ :ىأكألحد هقٌ
هللا عليو كسلٌم؟
نظن إالٌ ظنٌا كما ٫بن ٗبستيقنْب ،فمن أاتان بيقْب تركنا لو ظنٌنا .ككاف
قلت :ككاف يقوؿ هنع هللا يضر :إف ٌ
ي
يقوؿ :إذا رأيتم ُب بلد صاحب حديث ال يدرم صحيحو من سقيمو كىناؾ صاحب ر و
أم،
فاسألوا عن صاحب ا٢بديث كال تسألوا عن صاحب الرأم .ككاف يقوؿ :ال يكاد أحد ينظر ُب
كتاب الرأم إالٌ كُب قلبو دغل.
فالسنٌة ا٤بسنٌة
السنٌة الواردة ،ي
كٝبيع أقواؿ العلماء ال ٚبلو عن ثبلثة أحواؿٌ ،إما أف توافق صريح ي
كإما أف ال تظهر
ابلسنٌةٌ ،
السنٌة فتَبؾ كيعمل ي
كإما أف ٚبالف صريح يكاجملتهد كا٢باكي ٥باٌ ،
موافقتها كال ٨بالفتها ،فأحسن أحوا٥با الوقف ،فعلها كتركها سواء ،إالٌ أف تكوف مائلة إٔب
تصرح الشريعة بذلك .كقد كاف صلٌى هللا عليو
اإلحتياط ُب الدين فالعمل هبا أرجح كلو ٓب ٌ
يقربكم إٔب هللا تعأب إالٌ كقد أمرتكم بو كال شيئا يبعدكم عن هللا
كسلٌم يقوؿ" :ما تركت شيئا ٌ
تعأب إالٌ كقد هنيتكم عنو".
فمن زعم أف رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ترؾ التصريح بشيء أمر هللا بو أك هنى عنو فقد
مرؽ من الدين .كُب الصحيح أ ٌف رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم قاؿ ٢بذيفة رضي هللا تعأب
نيب بعدم كال رسوؿ" .فانقطعت زايدة التكاليف اإل٥بية
النبوة كالرسالة قد انقطعتا فبل ٌ
عنو" :إ ٌف ٌ
كتبْب الفرض كالواجب كغّبٮبا ،كقد كاف صلٌى هللا عليو ٗبوت الرسوؿ صلٌى هللا عليو كسلٌمٌ ،
أحل هللا
كجل ،كيقوؿ" :ا٢ببلؿ ما ٌعز ٌيتربأ من مرتبة التحليل كالتحرٙب إالٌ أبم ور من هللا ٌ
كسلٌم ٌ
حرـ هللا" كبعد نزكؿ قولو تعأب :ىم ٍن كا٢براـ ما ٌ
كجل،
عز ٌ كل ذلك أدب منو صلٌى هللا عليو كسلٌم مع ربٌو ٌ وؿ فىػ ىق ٍد أىطى ى
اع هللا (ٌ ،)14 يي ًط ًع َّ
الر يس ى
ً
ككس ٍع على
أدبيػنىا معو صلٌى هللا عليو كسلٌم ال نزيد على ما ح ٌده لنا شيئا كاحدا ،فافٍػ ىه ٍم ٌ ككذلك ى
كسع عليهم رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كاعتقد أ ٌف اإلنساف لو تقيٌد مع الوارد
األمة كما ٌ
ٌ
صرٰبا ُب الشريعة ،كترؾ العمل ٔبميع ما كلده العلماء فبل حرج عليو كال لوـ ،إالٌ إذا أٝبعت
األمة عليو فإنٌو حينئذ ىٍٰب يريـ خرقو.
ٌ
كيقاؿ ُب اآلخرة ٤بن كلد ُب أحكاـ الشريعة ما ليس منهآً :بى ز ٍد ى
ت ُب أحكاـ شريعة نبيٌك ما ٓب
األمة منو صلٌى هللا عليو كسلٌم؟ أـ رسوؿ هللا صلٌى
ينزؿ بو من سلطاف؟ ىل أنت أعلم ٗبصاّب ٌ ٌ
ً
بقي إالٌ كل ما أيمر بتبليغو؟ أـ ٓب يًؤمر بو؟ فإ ٍف قاؿ ٌ
ابألك ٍلْب كفر ،فما ى هللا عليو كسلٌم ٓب يبلٌغ ٌ
الثالث ،كىو أنٌو ٓب يؤمر بو صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فيقاؿ :شيء ٓب يؤمر بو رسوؿ هللا صلٌى هللا
حٌب ً
كأمرت بو؟ فبل يزاؿ ُب التوبيخ ٌ
ى ىم شيء زدتىو
ألمتو ،فىؤل ٌ
األمر بو رٞبةن ٌ
كتر ىؾ ى عليو كسلٌم ،ى
يود أنٌو ٓب يكن كلد ُب
ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 110 رماح حزب الرحٌم
الشريعة حكما أىػً .
كمن ىنا بكى مالك إماـ دار ا٥بجرة ا٤بتقدـ ذكره رضي هللا تعأب عنو.
أئمة ا٤بسلمْب ،كما ال تفرقة عندان بْب
ٍبٌ قاؿ الشعرا٘ب رضي هللا تعأب عنو :فبل تفرقة عندان بْب ٌ
األئمة فقد خاف هللا
فرؽ بْب ٌ
األنبياء كا٤برسلْب عليهم الصبلة كالسبلـ مع اإلٲباف ،فمن ٌ
كل
األمة ،كقد ذكر العلماء ُب كتب العقائد أنٌو ٯبب على ٌ
كرسولو ،كفتح اباب من الظلم ٥بذه ٌ
رهبم ،فاف ٓب يكن ذلك كشفا فإٲباان،
أئمة ا٤بسلمْب على ىدل من ٌ
إنساف أف يعتقد أ ٌف سائر ٌ
كمن نزؿ عن اإلٲباف قد خسر مع ا٣باسرين.
قلت :كاألمر ،كما قاؿ
ي
كالسفيانْب،
ٍ الشافعي ،كمالكا ،كأاب حنيفة،
ٌ ُب ٝبع ا١بوامع عاطفا على ما ٯبب اعتقاده :كأ ٌف
رهبم.
أئمة ا٤بسلمْب على ىدل من ٌ
كأٞبد ،كاألكزاعي ،كإسحاؽ ،كداكد ،كسائر ٌ
قاؿ دمحم بن عمر الغدامسي ُب كتاب العقائد لو :قاؿ السيف اآلمدم رٞبو هللا تعأب :ككاف
ا٤بسلموف عند موت النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم على عقيدة كاحدةٓ ،ب يقع بينهم اختبلؼ إالٌ ُب
ظهر
مسائل اجتهادية ال توجب تكفّبا ،كٓب يقع بينهم اختبلؼ ُب ا٤بسائل اإلعتقادية إٔب أ ٍف ى
يتشعب
نيػ ىفاةي القدر ،كىو ٌأكؿ ا٣ببلؼ الناشئ ُب اإلعتقادايت ،كٓب يزؿ ا٣ببلؼ ُب اإلعتقادايت ٌ
إٔب أ ٍف بلغ اختبلؼ أىل اإلسبلـ إٔب ثبلث كسبعْب فرقة كما أخرب بذلك رسوؿ هللا صلٌى هللا
عليو كسلٌم ،كمراد النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم ابفَباقهم إٔب
ثبلث كسبعْب فرقة إ ٌ٭با ىو اإلختبلؼ ُب العقائد الدينية ،كاألصوؿ القطعية ٩بٌا يكوف ا٤بصيب
كل ٦بتهد فيها مصيبا،
فيها كاحدا إٝباعا ،ال اإلختبلؼ ُب اإلجتهاد ُب الفركع الظنٌية ٩بٌا يكوف ٌ
كمالك ،كأيب حنيفة ،كالشافعي ،كأٞبد ،ىٍ ً
األئمة اجملتهدين ،فكلٌهم على عقيدة
من ٌ ك٫ب ًوى ٍم ى
السنٌة ،أاب
إماما أىل ي
كاألكٔب جعل اؿ للكماؿ ليدخل الثورم ،كابن عيينة ،كاألكزاعي ،خصوصا ى
ٍ
أم مثل ىمن ذكر ُب ا٥بداية كاستقامة الطريق ،أبو
حسن األشعرم ،كأاب منصور ا٤باتريدمٌ ،
ألمة الٍب ىي خّب األمم
القاسم بن دمحم ا١بينىػ ٍيد .فيجب أف يعتقد أ ٌف مالكا كمن ذكر معو يى ىداة ا ٌ
كل من ٓب يكن
كى ٍم خيارىا .كبعدما ذكر من الصحابة كمن معهم ،فواجب عند ا١بمهور على ٌ ي
أم األخذ ٗبذىب ىح ٍورب منهم ُب األحكاـ الفرعية ٱبرج من
فيو أىلية اإلجتهاد ا٤بطلق تقليدٌ ،
عهدة التكليف بتقليد أيٌهم شاء.
األئمة بعد
كقد انعقد اإلٝباع على أ ٌف من قلٌد ُب الفركع كمسائل اإلجتهاد كاحدا من ىؤالء ٌ
ٙب ٌقق ظبط مذىبو بتوفٌر الشركط ،كانتفاء ا٤بوانع ،ب ًرئ ًمن عهدة التكليف ُب ما قلٌد فيو أىػ
يملى ٌخصان .فلنىػعي ٍد إٔب كبلـ الشيخ الشعرا٘ب فنقوؿ قاؿ:
رهبم ،كأ ٌف فً ىر ىؽ ٝبيع مذاىبهم
أئمة ا٤بسلمْب على ىدل من ٌ
كىذا األمر ػ يعِب اعتقاد أ ٌف سائر ٌ
ترجع إٔب فرقة كاحدة ،كىي الناجية الٍب ما كاف عليو النيب ملسو هيلع هللا ىلص كأصحابو ػ من أعسر األمور
حٌب تكوف عارفا ُب ٝبيعشراحها ،كاحفظ مقاالهتم ٌ فتبح ٍر اي أخي ُب علوـ الشريعة ككتب ٌ
ٌ
و
مذىب بقوؿ إمامو من ا٤بطهرة .كرٌٗبا تديٌ ىن مقلٌ هد ُب
ا٤بذاىب ألهنٌا بعينها ىي ٦بموع الشريعة ٌ
بض ًٌد ذلك الرأم ،ككقف مع مذىبو ففاتىوي العمل األحاديث ُب آخر ً
ي فصح ً
ت طريق الرأم ٌ
السنٌة.
ابألحاديث الصحيحة فأخطأ طريق ي
كقوؿ ً
بعض ا٤بقلٌدين " لوال أ ٍف رأل إمامي دليبل ما قاؿ بو " جحود كقصور ،مع أ ٌف نفس كقاؿ :ي
ب بوٍ ،بٌ إف أتى ا٤بتأ ٌخر ٗبا ٓب ييسبىق إليو فهو على رتبتو ،كال يلزمو القدح ُب ً
فإف حضر طيل ى
قاض برجوعو للحق عند بيانو لو ا٤بقدح ،كال إساءة األدب معو ،أل ٌف ما ثبت من عدالة ًٌ
ا٤بتقدـ و
أدل لنقص قولو مع حقيقتو ال أرجحيتو ،إذ اإلحتماؿ مثبت لوً ،
كمن ىٍبَّ ٠بعو ،فهو ملزكـ بو إف ٌ
فافهم اىػ.
ٍ أئمةي متأ ٌخرم األمة ٌأكى٥با كٓب يكن قد حاَب كاحد منهم، خالف ٌ
ض ىحبلىالن طىيًٌبنا ()15 َّاس يكليوا ً٩بَّا ًُب األ ٍىر ً
كُب الذىب اإلبريز عند قولو تعأب :ىاي أىيُّػ ىها الن ي
:
ت بو العادة اليوـ ُب اإلمتناع من
كأما اإلعتماد على إماـ كاحد مطلقا ُب ٝبيع ا٤بسائل كما ىج ىر ٍ ٌ
كل قضية ً
ا٣بركج على مذىب مالك عند مقلٌديو فليس ٗبي ىخلٌص للورع ،فبل ب ٌد من السؤاؿ ُب ٌ
تعرض إف كاف ُب الوقت أىل للسؤاؿ ،فإ ٍف عي ًد ىـ فرٗبا يقبل عذره ُب البقاء على معتقده ُب
مقلٌده إف شاء هللا تعأب.
التكرب عن سؤاؿ غّبه لئبلٌ يقاؿ أنٌو ما سأؿ فبلان إالذ لكونو اعلم ،فيَبؾ السؤاؿ لظنٌو
كمنها ٌ
علو ا٤برتبة ال ٲبنع التعلٌم أل ٌف ا٣بطأ من أصحاب ا٤براتب
أل ٌف السؤاؿ يسقط رائستو ،كٓب يدر أ ٌف ٌ
العلوية أقبح .كُب سراج ا٤بلوؾ:
أجل قدرا من أف يقبل أمر هللا ،كال أرفع خطرا من
ليس أحد فوؽ أف يؤمر بتقول هللا ،كال أحد ٌ
أف يتعلٌم حكم هللا ،كال أعلى شأان من أف يتٌصف بصفات هللا ،كمن صفاتو سبحانو العلم الذم
ض ( .)16كالكرسي العلم، السمو ً ً ً
ات ىك ٍاأل ٍىر ى كصف بو نفسو ،كٛب ٌدح بسعتو :ىكس ىع يك ٍرسيُّوي َّ ى ى
كالكراسي ىم العلماء ،كإذا كاف العلم فضيلة فرغبة ا٤بلوؾ كاألشراؼ كذكم االقدار كالشيوخ
فيو ٍأكٔب أل ٌف ا٣بطأ منهم أقبح ،كاإلبتداء ابلفضيلة فضيلة.
كح ًك ىي ا ٌف إبراىيم بن ا٤بهدم دخل على ا٤بأموف كعنده ٝباعة يتكلٌموف ُب الفقو ،فقاؿ
قاؿ :ي
عم ماعندؾ فيما يقوؿ ىؤالء؟ قاؿ :اي أمّب ا٤بؤمنْب شغلوان ُب الصغر كاشتغلنا ُب الكرب،لو :اي ٌ
قاؿ ا٤بأموفًٓ :بى ال تتعلٌم؟ فقاؿ :أكٰبسن ٤بثلي طلب العلم؟ فقاؿ :نعم ،كهللا ألف ٛبوت طالبا
للعلم خّب من أف تعيش قانعا اب١بهل ،قاؿ :كإٔب مٌب ٰبسن ُب طلب العلم؟ قاؿ :ما حسنت
بك ا٢بياة ،إٔب أف قاؿ :ككيف يستنكف ملك أك ذك منزلة عليٌة عن طلب العلم كىذا موسى
عليو السبلـ ارٙبل من الشاـ إٔب ٦بمع البحرين أقصى ا٤بغرب على ٕبر
ك ىعلىى أى ٍف تيػ ىعلًٌ ىم ًن
فلما ظفر بو قاؿ :ىى ٍل أىتَّبًعي ى
الظلمات إٔب لقاء ا٣بضر عليو السبلـ ليتعلٌم منو؟ ٌ
خر آدـ ابلعلم ،فقاؿ كىذا آدـ عليو السبلـ ٤با فىخر ً
لرهبا فى ى
ت ا٤ببلئكة بتسبيحها كتقديسها ٌ ى
فلما عجزت ا٤ببلئكة أمرىم ابلسجود لو ى٠بى ًاء ىى يؤىال ًء إً ٍف يك ٍنػتيم ً ً
هللا :أىنٍبًئي ًو٘ب ًأب ٍ
ْب (ٌ ،)19 صادق ى
ٍ ى
لب ،كىذا فصل ا٣بطاب لً ىمن كل ذم ٌ
ٖبصلة تستدعي السجود ٢باملها ،كأف يتنافس فيها ٌ
تدبٌر .إٔب أف قاؿ :ككاف أصحاب النيب صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم يسألوف شيوخا ككهوال
كى ٍم ٕبور العلم ،كأطواد ا٢بكمة ،كمعادف الفقو
كالسنٌن ي
كأحدااث ،ككانوا يتعلٌموف العلم كالقرآف ي
أىػ.
كمنها ا٢بياء من السؤاؿ لظنٌو أ ٌف العواـ تستهزئ بو فتسقط بو مركءتو كرائستو .كُب سراج
ا٤بلوؾ:
ير ًك ى
م أ ٌف بعض ا٢بكماء رأل شيخا ٰبب النظر ُب العلم كيستحي ،فقاؿ :اي ىذا أتستحي أف
تكوف ُب آخر عمرؾ أفضل ٩با كنت ُب أكلو؟ إىػ.
كقلت :ككفى ىمن منعو ا٢بياء ًم ىن التعلٌم خسراان أف يكوف ٌأكؿ عمره خّبا من آخره أك مساكاي
كموت ىم ٍن ىذا حالو خّب من عمره إ ٍذ ال فائدة من عمر ال يزداد صاحبو فيو خّبا.
ي لو،
كمنها قًلٌةي األدب مع العلماء ا٤بتضلٌعْب مع ٝبيع العلوـ األصلية كالفرعية ،معقو٥با كمنقو٥با،
شريعة كحقيقة ،كما يقع ذلك لبعض من ي ٌدعي العلم من أىل العصر فييسيئوف األدب مع أكابر
العلماء ،كٰبصل ٥بم مقت هللا كرسولو كالعياذ ابهلل ،فيمقتهم العآب لذلك ،كٲبسك عنهم العلوـ
الٍب ىم َّن هللا هبا عليو مكافأة ٥بم بسوء أدهبم .كُب البحر ا٤بوركد ُب ا٤بواثيق كالعهود:
ت علينا العهود أف أنمر إخواننا أف ال يدخلوا على فقيو كال عآب إالٌ كميزاف عقلهم أً
يخ ٌذ ٍ
مكسور ،فكيف ٗبن يدخل على عآب أك فقّب ٩بتحنا لو كذلك ألجل أف ٲبنحهم ذلك العآب من
علمو ،كيتص ٌدؽ عليهم بتعليمهم ابلدقائق الٍب اطٌلع عليها ُب الشريعة ،كانقدحت لو بعد طوؿ
ا٤بطالعة كالسهر كالتعب .فمن دخل على عآب أك صاّب ٩بتحنا لو ٓب ٱبرج إالٌ ٩بقوات كالعياذ ابهلل
تعأب.
فكيف يزعم من ٓب يكن عنده إالٌ بعض ٨بتصرات ،كرسالة ابن أيب زيد ،ك٨بتصر الشيخ خليل،
جزم ،مع أهنٌا إ ٌ٭با صنٌفاىا مصنٌوفها ليبتدئ هبا الطلبة ليكوف
كٙبفة ا٢ب ٌكاـ ،كقوانْب ابن ٌ
ا٤بطوالت
ٙبصيلها كفهم معا٘ب ما فيها عوان ٥بم على فتح الباب الذم يدخلوف منو إٔب تعلٌم ٌ
كل ما ٓب يذكر ُب تلك ا٤بختصرات
كاألمهات كغّبىا ،أك يكوف من بعض علماء ا٤بذىب كإ ٌف ٌ
ٌ
عنده ليس من ا٤بذىب ،كما مثل ىذا إالٌ كمن قاؿ ليس ُب مذىب مالك إالٌ الصبلة أل ٌف
األخضرم عآب من علماء ا٤بذىب ،كلو كاف غّب الصبلة ُب مذىب مالك لى ىذ ىك ىرهي كما
كا٢بج أل ٌف ابن عاشر ما
ٌ ذى ىك ىر الصبلة ،أك كمن يقوؿ ليس ُب مذىبو إالٌ الصبلة كالزكاة كالصوـ
كل ما ٓب يذكر ُب األجركمية
ذكر ُب منظومتو ا٤برشد ا٤بعْب إالٌ ىذه ا٤بذكورات ،أك كمن يقوؿ ٌ
كل ما ٓب يذكر ُب األربعْب النوكية كُب خبلصة ابن مالك ليس من علم النحو ،أك كمن يقوؿ ٌ
التصوؼ، ٌ كل ما ٓب يذكر ُب ا٢بً ىك ًم العطائية ليس من علم ليس من ا٢بديث ،أك كمن يقوؿ ٌ
ت ،كما ابتى ىدأى هباكىكذا يقاؿ ُب سائر العلوـ كٓب ي ٍد ًر ىذا ا١بهوؿ أ ٌف ىذه ا٤بختصرات ما أيلًٌىف ٍ
كل ا٤بطلوب كلكنٌها تي ًعْب ا٤ببتدئْب
ا٤ببتدئوف ١بمعها ٌ
على التعلٌم لً ىما سواىا .قاؿ ُب ألفية السند:
كأفضل العلوـ علم يقَبب ...بو الفٌب من ربو فما ٯبب
فليبذؿ ا١بهد ٗبا يزيد ...نور ا٥بدل ُب كل ما يريد
فإ ٌف أنواع العلوـ ٚبتلط ...كبعضها بشرط بعض مرتبط
كل فى وٌن أحسن ٍو ً
فما حول الغاية ُب ألف سنة ...شخص فى يخ ٍذ من ٌ
ًًٕب ٍف ًظ م و
ًب جام وع للراجح ...أتخ يذهي على مفيد انصح
ٍبٌ مع الفرصة فإبث عنو ...ح ٌقق كدقٌق ما استم ٌد منو
الكمل،
كبث العلم كنشره قبل بلوغو مرتبة العلماء ٌ كمنها ٧ببٌة التص ٌدر للتعليم كالتدريسٌ ،
كالسنٌة ،كاطٌلع
البدع الشيطانية ،كالعوائد الذميمة ،كاطٌلع على سعة اطٌبلعهم أبسرار الكتاب ي
على كثرة علومهم الٍب ال يطٌلع عليها إالٌ يى ٍم ،ال سيما ٦بتهدم التابعْب ،فضبل عن ٦بتهدم
كذبت ،ككيف ال كىذه الشريعة جاءت على
ى الصحابة رضي هللا تعأب عنهم أٝبعْب ،يقوؿ لو:
ثبلٜبائة كثبلث عشرة طريقة ،ليس منها طريقة يلقى العبد هبا ربٌو إالٌ دخل ا١بنٌة ،كما سيأٌب ُب
الفصل الذم بعد ىذا الفصل إف شاء هللا تعأب.
إدعاء العلم إالٌ لغرض شرعي فضبل عن
لكمل العلماء ،كأكابر الفضبلء ٌ
كهبذا تعلم أنٌو ال ينبغي ٌ
ا ٌدعاء اإلستغناء ٗبا علم ،كعدـ اإلحتياج إٔب سؤاؿ أحد من العلماء.
كُب شبهة السماع:
أم من األدب الذم ٯبتمع للمتٌصف بو خصاؿ ا٣بّب ػ الفرار من دعول العلم .كُب
كمنو ػ ٌ
أم بغّب غرض شرعي ،كذلك أل ٌف دعواه لغّب غرض شرعي ٰبصل بو
شرحو كشف القناعٌ :
ا٤بقت.
أقرىا على ذلك ً ً
فمن ٌعلي ا٣بواصٌ :إايؾ أف تيق ٌر النفس على دعول العلم ،ى
كمن كبلـ سيٌدم ٌ
أقرىا على الرايء كالفخر ،كال ٱبفي ما فيهما من ا٤بقت كالطرد .إنتهى.
فقد ٌ
كقد كقع للحسن البصرم أنٌو قاؿ يوما ألىل ٦بلسو ،ككاف فيو ٟبسمائة ٧بربة تكتب عنو:
ال تسألوا عن علم نزؿ من السماء إالٌ أخربتكم بو .كقاؿ شاب ٫بيف ا١بسم يتوٌكأ على عصا:
ك٤بٌا جهل بعض من ي ٌدعي العلم ىذا الذم أردانه لظنٌو أ ٌف مرتبة العلم سهلة احملتد ،كقريبة
ا٤بأخذ ،كأهنٌا تيدرؾ ابلتخييبلت كالتسويبلت كا٤بغالطات مع ا٣بلود إٔب الدرجات ،كما قاؿ
قائلهم:
حٌب تلعق الصرب
ال ٙبسب اجملد ٛبىٍران أنت آكلو ...لن تبلغ اجمل ىد ٌ
قرأ شيئا من ا٤بختصرات ،كحفظ بعض النصوص كالعبارات كاإلصطبلحات فصار بًىو ٍى ًم العواـ
أنٌو من العلماء األعبلـ ،كٓب ي ٍد ًر أ ٌف الناس ُب ىذا الشأف على ثبلث أقساـ :قسم ٰبفظ
النصوص كاأللفاظ فيوردىا كما ٠بع ،كٰبكيها ُب اجملالس ،فإذا طيلًب منو استخراج معانيها أك
استنباط أحكامها كإبداء أسرارىا مع البحث كالتدقيق كالتحقيق ال يوجد عنده شيء من ذلك،
كما قاؿ قائلهم:
يقولوف أقواال كال يعرفوهنا ...إذا قيل ىاتوا ح ٌققوا ال ٰب ٌققوا
كُب ىذا كر ىد" :رب حامل فقو غّب فقيو" ،كىو الذم قيل فيو أيضا" :رب حامل و
فقو إٔب من ىو يٌ ىى ي ٌ
الزركقية:
أفقو منو" .كالذم يليق هبذا السكوت ال ٦بادلة العلماء .كُب القواعد ٌ
ا٤بتكلٌم ُب فن من فنوف العلم إ ٍف ٓب يلحق فرعو أبصلو ،كٰب ٌقق أصلو من فرعو ،كي ً
ص يل معقولو ى ٌ
ٗبنقولو ،كينسب منقولو ٤بعادنو ،كيعرض ما فى ًه ىم منو على ما علم من استنباط أىلو ،فسكوتو
عنو ٍأكٔب من كبلمو فيو إ ٍذ خطأه أكثر من إصابتو ،كضبللو أسرع من ىدايتو ،إالٌ أف يقتصر على
ب حامل فقو غّب فقيو"
"فر ٌ
احملرر من اإليهاـ كاإلهباـ ،ى
٦برد النقل ٌ
ٌ
فيسلم لو نقلو ال قولو ،كابهلل سبحانو التوفيق أىػ.
قوة رغبة ُب العلم كالتعلٌم لكنٌو بليد ال يفهم كال ٰبفظ .كقً ٍس هم يفتح هلل عليو ابلفهم، ً
كق ٍس هم لو ٌ
كفيو ،عند قوؿ ا٣برشي ُب شرحو عند قوؿ خليل كحيث ذكرت قولْب أك أقواال :كٯبوز تقليد
نصا
مذىب الغّب ُب بعض النوازؿ كلو بعد الوقوع كىو مق ٌدـ على القوؿ الضعيف ،كإذا ٓب ٯبد ٌ
ُب انزلتو فّبجع ٤بذىب أيب حنيفة أل ٌف مسائل ا٣ببلؼ الٍب بْب مالك كأيب حنيفة إثناف كثبلثوف
مسألة فقط ،كذا أفٌب بعض ا٤بتأخرين كفيو نظر ،بل ظاىر كبلـ القراُب أنو ينتقل ُب تلك النازلة
٤بذىب الشافعي ألنٌو تلميذ اإلماـ اىػ.
كل ىمن كقف على ما أكدعناه ُب ىذا الفصل ،كأعطاه من التأمل ح ٌقو ،ككاف من أىل
قلت :ك ٌ
ي
اإلنصاؼ كاإلذعاف للح ٌق ،رجع عن اعتقاداتو الفاسدة ،ك٘برآتو الكاسدة ،كاعَبؼ أب ٌف هللا ٓب
األئمة اجملتهدين ال يتجاكزه
معْب من مذاىب ٌ
يوجب ،كال رسولو ،على أحد التزاـ مذىب ٌ
كيعمل بغّبه العتقاده فساد ذلك الغّب ،كضبلؿ من عمل بو ،كأ ٌف أحدا من األئمة ما أكجب
قاؿ ا١ببلؿ السيوطي رٞبو هللا :ك٩بٌن بلغنا أنٌو انتقل من مذىب إٔب مذىب من غّب نكّب عليو
فلما قى ًد ىـ الشافعي
من علماء عصره الشيخ عبد العزيز بن عمراف ،كاف من أكابر ا٤بالكيةٌ ،
بغداد تبًعو ،كقرأ كتبو ،كنشر علمو ،كمنهم دمحم بن عبد هللا بن عبد ا٢بكم ،كاف على مذىب
فلما
اإلماـ مالك ٌ
قدـ الشافعي انتقل إٔب مذىبو كصار ٰبث الناس على اتٌباعو ،كمنهم إبراىيم بن خالد
فلما قدـ الشافعي بغداد ترؾ مذىبو كاتٌبعو ،كمنهم أبو ثور ،كاف لوالبغدادم ،كاف حنفيٌا ٌ
س الشافعية ابلعراؽ ،كاف مذىب فَبكو كاتٌبع الشافعي ،كمنهم أبو جعفر بن نصر الَبمذم ىرأٍ ي
حج رأل ما يقتضي انتقالو إٔب مذىب الشافعي ،فتف ٌقو على الربيع كغّبه ًمن فلما ٌٌأكال حنفيٌاٌ ،
ٙبوؿ
أصحاب الشافعي ،كمنهم أبو جعفر الطحاكم ،كاف شافعيٌا تف ٌقو على خالو ا٤بز٘بٍ ،ب ٌ
ٙبوؿ شافعيٌا ،كمنهمحنفيٌا ،كمنهم ا٣بطيب البغدادم ا٢بافظ ،كاف حنبليٌا ٍبٌ ٌ
ابن فارس صاحب كتاب اجململ ُب اللغة ،كاف شافعيٌا تبعا لوالدهٍ ،بٌ انتقل إٔب مذىب مالك،
كمنهم السيف اآلمدم األصوٕب ا٤بشهور ،كاف حنبليٌاٍ ،بٌ انتقل إٔب مذىب الشافعي ،كمنهم ٪بم
الدين بن خلف ا٤بقدسي ،كاف حنبليٌاٍ ،بٌ تف ٌقو على الشيخ موفٌق الدين ،كدرس ُب مدرسة أيب
الفصل التاسع
ُب إعبلمهم أ ٌف اإلنكار ال ٯبوز على ا٢بقيقة إالٌ لً ىمن أحاط ٔبميع الشريعة .كفائدة إعبلمهم بو
األمة بو إٯبااب
كالسنٌة كإٝباع ٌ
صرح الكتاب ي
يتحرزكا عن اإلنكار العاـ كيقتصركا على ما ٌ
أ ٍف ٌ
كٙبرٲبا.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌو إٔب سواء الطريق :قاؿ ُب لواقح األنوار القدسية ُب
العهود احملمدية:
يخ ىذ علينا العهد العاـ من رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم أف ال ٪بادؿ ُب ًع و
لم من العلوـ أً
الشرعية إالٌ بقصد نصرة الدين ،بشرط اإلخبلص كا٢بضور مع هللا تعأب ُب ذلك ،على الكشف
الظن كالرايء كالغلٌة كالتخمْب ،كمقابلة االنصوص من أكابر مذىبنا كغّبىم .كٰبتاج من
ال على ٌ
يريد العمل هبذا العهد إٔب شيخ متضلٌع من علوـ الشرع ،قد اطٌلع على ٝبيع أدلٌة ا٤بذاىب
على نُ ُحور حزب الرجٌم 131 رماح حزب الرحٌم
كأما ىمن يعمل هبذا العهد
ا٤بستعملة كا٤بندرسة ،كسلك طريق القوـ ُب درجات اإلخبلصٌ .
بنفسو من غّب شيخ فهو يم ىر واء غالبا.
كقاؿ بعد كبلـ :كقد حكى الشيخ ٧بي الدين ُب الفتوحات ا٤بكية أ ٌف من كراء النهر ٝباعات
ليتقول على
السنىة حٌب أ ٌف بعضهم يفطر ُب رمضاف ٌ
من ا٢بنفية ٓب يزؿ ا١بداؿ بينهم قائما طوؿ َّ
ا١بداؿ مع خصمو .كقد ركل الطربا٘ب مرفوعا" :أ ٌف الشريعة جاءت على ثبلٜبائة كستْب طريقة"
يرد على من ٯبادلو إالٌ إ ٍف نظر ُب ىذه الطرؽ كٓب ٯب ٍد كبلـ خصمو
اىػ .قاؿ فبل ينبغي ألحد أف ٌ
يوافق طريقة منها .كما ذكر الشارع ذلك إالٌ لًس ًٌد ابب ا١بداؿ بغّب و
علم ،تقويةن للدين أل ٌف
كيضعفو.
يوىنو ٌ
النزاع ٌ
و
ابختبلؼ ك٠بعت سيدم عليٌا ا٣بواص رٞبو هللا تعأب يقوؿ :ال يقوـ الدين إالٌ ابتٌ و
فاؽ عليو ال ي
فيو.
ضل قوـ بعد ىدل كانوا عليو إالٌ
كحسنو الَبمذم" :ما ٌ
ركل البيهقي كالَبمذم كغّبىا مرفوعاٌ ،
أكتوا ا١بداؿ ٍب قرأ صلٌى هللا عليو كسلٌم :كما ضربوه لك إالٌ جدال بل ىم قوـ خصموف".)1( .
كركل الشيخاف كغّبٮبا مرفوعا" :أ ٌف أبغض الرجاؿ إٔب هللا األل ٌد ا٣بصم" اىػ.
كقاؿ ُب البحر ا٤بوركد ُب ا٤بواثيق كالعهود:
يخ ىذ علينا العهود أف ال ي٭بى ًٌكن أحدا ًمن إخواننا يبادر إٔب اإلنكار على ىمن خالف نقل بعض
أً
كل
كجودهٌ ،
العلماء إالٌ إ ٍف أحاط ٔبميع طرؽ الشريعة كٓب ٯبد ذلك ا٢بكم فيها ،كىذا عزيز ي
اب اإلنكار بغّب ًعل وٍم .كقد ركل الطربا٘ب رٞبو هللا تعأب عن رسوؿ هللا صلٌى هللا
ذلك س ٌدان لًبى ً
عليو كسلٌم أنو قاؿ" :إ ٌف شريعٍب جاءت على ثبلٜبائة كثبلث عشرة طريقة ليست منها طريقة
يلقى العبد هبا ربٌو إالٌ دخل ا١بنٌة" اىػ.
كنت اي أخي عارفا ٔبميع ىذه الطرؽ كٓب ٘بد يحكم ما أنكرتو ُب طريقة منها فلك إنكاره، فإ ٍف ى
األدب مع علماء اإلسبلـ ،كهللا تعأب أعلم .إنتهى كبلـ
ى كإالٌ فالتسليم ٍأكٔب كأفضل ،كألٍ ًزًـ
الشعرا٘ب.
قلت :كبًىف ٍه ًم ىذا الكبلـ تفهم ما تق ٌدـ ُب الفصل السابع ،كىو أ ٌف ا٤بنكر ال يزاؿ ينكر الباطل
ي
حٌب ينكر ا٢بق.
كقاؿ الشيخ أٞبد بن ا٤ببارؾ ُب اإلبريز:
الفصل العاشر
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌ ًو إٔب سواء الطريق :قاؿ الشيخ أٞبد بن ا٤ببارؾ ُب
اإلبريز:
الوٕب ا٤بفتوح عليو يعرؼ ا٢ب ٌق كالصواب ،كال يتقيٌد ٗبذىب من ا٤بذاىب،قك هللا ،أ ٌف ٌإعلم ،كفٌ ى
النيب ً
كلو تعطٌلت ا٤بذاىب أبسرىا لقدر على إحياء الشريعة ،ككيف ال كىو الذم ال يغيب عنو ٌ
جل جبللو ٢بظةن. و
صلٌى هللا عليو كسلٌم كلو طرفة عْب ،كال ٱبرج عن مشاىدة ا٢ب ٌق ٌ
جل جبللو ُب أحكامو كحينئذ فهو العارؼ ٗبراد النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كٗبراد ا٢ب ٌق ٌ
حجة عليو ألنٌو أقرب للح ٌق
حجة على غّبه كليس غّبه ٌ التكليفية كغّبىا .كإذا كاف كذلك فهو ٌ
من غّب ا٤بفتوح عليو ،كحينئذ فكيف يسوغ اإلنكار على ىمن ىذه صفتو كييقاؿ أنٌو خالف
الوٕب ا٤بفتوح عليو ال ٱبلو ٌإما أف
٠بعت ىذا ،فمن أراد أف ينكر على ٌ
مذىب فبلف ُب كذا .فإذا ى
يكوف جاىبل ابلشريعة كما ىو الواقع غالبا من أىل اإلنكار ،كىذا ال يليق بو اإلنكار ،كاألعمى
قلت :كىذا كبلـ عجيب ش ٌد يدؾ عليو فإنٌو نفيس قى َّل ىمن تىػنىػبٌوى لو .كُب شرح أقرب ا٤بسالك
ي
٤بذىب اإلماـ مالك:
قاؿ بعضهم ٯبب على ا٤بكلٌف طلب ا٢ببلؿ ا٤بتٌفق عليو عند أىل العلم ،فإف ٓب ٯبد فا٤بتٌفق
عليو عند أىل ا٤بذىب ،فإف ٓب ٯبد فا٤بختلف فيو ُب ا٤بذىب ،فإف ٓب ٯبده فا٤بختلف فيو ُب
غّبه ،فإف ٓب ٯبد فليجتهد ُب معرفة أصل ما يشَبيو ،فإف تع ٌذر فشراء ا٣ببز ٍأكٔب من شراء
الدقيق ،كشراء الدقيق ٍأكٔب من شراء القمح ،كشراء القمح اجمللوب عن و
قرب ٍأكٔب من شرائو عن
أكل ا٢ببلؿ ،كاستعمل لسائر استعماالتو الباقي .أىػ. و
كمن كاف عنده حبلؿ كمتشابو ى بعد ،ى
كهللا تعأب ا٤بوفٌق ًٗبىنًٌ ًو للصواب ،كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
.1سورة ىود ،اآلية .7
.2سورة البقرة ،اآلية .168
ٌأكؿ ما يلزـ ا٤بريد بعد اإلنتباه من الغفلة أف يقصد إٔب شيخ من أىل زماف مؤٛبن على دينو،
معركؼ ابلصبلح كاألمانة ،عارؼ ابلطريق ،فيسلٌم نفسو ٣بدمتو ،كيعتقد ترؾ ٨بالفتو ،كيكوف
كيسهل
عرفىوي كيفية الرجوع إٔب سيٌده ،كيدلٌو على الطريقٌ ،
الصدؽ حالوٍ ،ب يلزـ الشيخ أف يي ٌ
عليو سلوكها ،كيي ٍك ىرهي للمريد مفارقة أستاذه قبل انفتاح عْب قلبو ،بل عليو أف يصرب ٙبت أمره
كهنيو ُب خدمتو .أىػ.
كنقل القشّبم رٞبو هللا تعأب عن شيخو أيب علي الدقٌاؽ رٞبو هللا تعأب أنٌو قاؿ :الشجرة إذا
أنبتت بنفسها من غّب غارس فإهنٌا تيوًر يؽ كال تيػثٍمر ،كذلك ا٤بريد إذا ٓب يكن لو أستاذ أيخذ منو
طريقو ن ىفسان ن ىفسا فهو عابد ىواه ،كال ًٯب يد نفاذا.
قاؿ السهركردم :كىو كما قاؿ ،إالٌ أهنٌا ال تثمر ،كٯبوز أهنٌا تثمر كاألشجار الٍب ُب ا١بباؿ
كاألكدية كلكن ال يكوف لفاكهتها طعم فاكهة البساتْب كالغرس إذا نيًق ىل من موضع أكثر كأحسن
ُب إعبلمهم أنٌو ال يصل السالك الناسك إٔب حضرة هللا ،كحضرات صفاتو كأ٠بائو ،كلو ىٝبى ىع
الثقلْب ،إالٌ على ي ىد ٍم أصحاب اإلذف كعبى ىد عبادة ٍب طوائف الناس ،ى علوـ األكلْبً ،
كصح ى
ى ٌ
ا٣باص.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌ ًو إٔب سواء الطريق :قاؿ هللا تعأب :يى ىو الَّ ًذم أ ٍىر ىس ىل
ىر يسولىوي ًاب ٍ٥بيىدل ىكًدي ًن ا ٍ٢بىًٌق ( ،)1قاؿ ُب العرائس:
إ ٌف هللا سبحانو ىس َّن يسنٌة أزلية أ ٍف ال ٯبد أح هد سبيلىو إالٌ ما يقيٌض هللا لو أستاذا عارفا ابهلل ،كبس ًٌر
دينو كربوبيتو ،فيدلٌو إٔب منهاج عبوديتو ،كمعارج ركحو كقلبو إٔب مشاىدة ربوبيتو ،كيكوف ىو
كاسطة بينو كبْب هللا تعأب كإف كاف الفضل بيد هللا يؤتيو من يشاء بغّب علٌة كال سبب .جعلو
كصّبه شفيعا للجناايت ال شريكا ُب ا٥بداايت ،ىداه نور القرآف
للتأدب ال للتقريبٌ ،
كاسطة ٌ
كدينو حقيقة البياف مع إظهار الربىاف .اىػ.
كقاؿ شيخنا هنع هللا يضر كأرضاه كعنٌا بو:
إعلم أ ٌف هللا سبحانو كتعأب جعل ُب سابق علمو ،كنفوذ مشيئتو ،أ ٌف ا٤بدد الواصل إٔب خلقو من
فم ٍن فزع إٔب ً ً
كل عصر مع ا٣باصة العليا م ٍن خلقو م ىن النبيٌْب كالص ٌديقْب ،ى
فيض رٞبتو ٯبرم ُب ٌ
كصحبىهم ،كاقتدل هبم ،كاستم ٌد منهم ،فاز بًنىػ ٍيل أىل عصره األحياء من ذكم ا٣باصة العلياً ،
ا٤بدد الفائض من هللا تعأب ،كمن أعرض عن أىل عصره مستغنيا بكبلـ ىمن تق ٌد ىمو من األموات
نيب زمانو كتشريعو مستغنيا بشرائع النبيٌْب ً
طيب ىع عليو بطابع ا٢برماف ،ككاف مثلو ىك ىم ٍن أعرض عن ٌ
كتطهرت ً
علمو ،كقول عقلوٌ ، كأما اإلنتفاع الكثّب فبل يكوف إالٌ من الوارث الكامل ،الذم رسخ ي
ٌ
نفسو ،كصدقت فراستو ،كترجح رأيو ،كسلً ٍ
مت فطنتو ،كامتحى ىواه ،كانشرح صدره أبنوار
ا٤بعارؼ كنفحات األسرار ،كأخ ىذ عن شيخ كارث هبذه الصفات ،كأ ًيذ ىف لو ُب اإلنتصاب ٥بداية
ا٣بلق بتخليص أنفسهم من عللها ،كىذه ىي الوراثة ا٢بقيقية .فعليك ٌ
ابٚباذ ىم ٍن ىو هبذه
األكصاؼ قدكة ككسيلة إٔب هللا تعأب ُب خبلص نفسك كطهارتك ،كلتملكو زماـ ا٢بكم عليها
كٲبى ٌل
كٙبتاج اي أخي إٔب طوؿ زماف كصرب على مأمورات شيخك ،كغالب الناس يسلك الطريق ى
فبل ٰبصل من قطع العبلئق على طائل .كإيضاح ذلك أ ٌف طريق السّب ُب الطريق طريق غيب،
كا٤بريد كاألعمى يريد أف يسلك طريقا طوؿ عمره ما سلكها ،كالشيخ كا٤بسافر يسلكها بنور
الشمس زماان طويبل ،فعرؼ مهالكها ،فهو بتقدير أنٌو يعمى أك يسّب ُب ظلمة الليل يعرؼ
ا٢باج سواء. ا٤بهالك أك الطريق ا٤بسدكدةً ،
كدليل ٌ
كمن ٓب يسلٌم لشيخ ال يعرؼ ٲبشي،
قطع الطريق ك٪با من العطب ،ى
فم ٍن سلٌم لشيخ كانقاد لو ى
ى
رٗبا يقع ُب مهلكة ال يعرؼ ا٣بركج منها حٌب ٲبوت .كلوال أهنٌا طريق و
غيب ال يقدر أحد على
سلوكها ما كاف للدعاة إٔب هللا فائدة من أنبياء كأكلياء كعلماء .فبل ب ٌد من مزيد خصوصية،
أتمل .اىػ .ما ُب ا٣ببلصة ا٤برضية.
يظن أحد أ ٌف ىذه الطريقة ٲبكن قطعها من غّب دليل فتنقطع عليو الطريق ،كالذم يقضي
فبل ٌ
كىو أ ٌف ملًكان ضخم ا٤بملكة ،عظيم الشأف ،ابىر الصفاتٝ ،بيل األفعاؿ ،لو حظّبة بديعة
العجائب ،كثّبة األعبلؽ كالذخائر ،يعمرىا ىم ًن اصطفاه ًم ٍن عبيده لنفسو كاختاره ألسراره ،فأراد
يتعرؼ لً ىم ٍن ُب ببله كٙبت إايلتو من عبيده ،كأصناؼ رعيتو ،ليقوـ بوظائف
ىذا ا٤بلك أ ٍف ٌ
خدمتو فينالوا من
كقرر لديهم ًمن أكصافو كأفعالو ما يرغٌب ُبغرفهم بوٌ ، خواص عبيده ىمن ٌ
ٌ ٝبالو ،فوجد ٥بم ًمن
عظيم ا٥بيئة ،حسن ا٤بوضع ،هبً ٌي ا٤بنظرٝ ،بيل
مبُب ىكالتعرض ٤بعرفتو ،كأقاـ ىذا ا٤بلك ن
خدمتو ٌ
األكصاؼ ،يعلم ٝبيع من يراه بتأمل كتدبر ٗبا احتول عليو ذلك ا٤ببُب من العجائب ما عليو
مالكو من عظيم الشأف كٝبيل الصفات ،كنصب من ىذا ا٤ببُب طريقا سالكة تفضي إٔب ا٢بظّبة،
خواص عبيده من يعرؼ ىذا الطريق ،كما احتول عليو من مناىل كمراحل ،كعقبات
ٌ ككاف من
كقطاع كآفات ،ليدلٌوا ىم ٍن أراد الوصوؿ إٔب حضرة ا٤بلك على ىذه الطريق،
كل رايض ٧بتوم على صنوؼ
أم رايض من ركضات ا٤بلك ،ك ٌ
كل مرحلة اباب يشرع ٌ
كجعل ُب ٌ
يتزكدكف إٔب
كيتنزىوف ،كمنو ٌ من العجائب يم ىع ٌد لنزكؿ ا٤بسافرين على الطريق فيو يسَبٰبوف ٌ
ا٤برحلة الٍب ييػ ٍق ًد يـ عليها ا٤بسافر بعد ذلك ،فهو ٯبد الزاد من رايض ا٤بنزؿ الذم يتلوه ،كا٤بلك
مشرؼ ُب حضرتو ال ٱبفي عليو شيء من أحواؿ رعيٌتو كعبيده.
يعرج عليهم ،كال قىبً ىل منهم استغراقا فيما ىم ً
فمنهم من ٠بع تعريف أكلئك ا٣بواص للملك فلم ٌ
فيو من العمل ألنفسهم ،كمنهم من ٠بع خطاهبم ،كع ىق ىل تعريفهم فص ٌدقهم ثقة أبمانتهم
كقوة العزـ على أف يسعى كي يدرؾ الغاية من معرفة ىذا ا٤بلك فسأؿ :ىل لو إٔب حضرتو من
ٌ
سبيل؟ ف يد َّؿ على ذلك الطريق فتعلٌق و
بدليل من أكلئك ا٣بواص ليدلٌو بذلك الطريق على حضرة
ا٤بلك ليتصل بغاية معرفتو فينتظم ُب سلك خواصو كأحبابو ُب حضرتو ،فش ٌد حزامو ،كٝبع
فركا.
راحلتو ،كرافق انسا ُب السفر إٔب ا٢بضرة ،كلٌهم متعلٌق هبذا الدليل الذم يهديهم ٍب ٌ
حٌب عرض
فمنهم من أعرض عن دليلو كاستب ٌد بنظره كخاض ُب السفر برأيو ،فما ىو إالٌ يسّب ٌ
حٌب انقطع بو دكف الرفقة،
لص أك غّب ذلك من اآلفات ،أك عمى عليو الطريق ٌ
لو أسد أك ٌ
كيتزكدكا.
ليتنزىوا كيسَبٰبوا ٌ
كهنض الباقوف مع دليلهم فنزلوا ُب ا٤برحلة األكٔب ُب رايض ا٤بلك ٌ
كمنهم من اشتغل ُب تلك الرايض ابلنظر ُب ظبلؿ مبانيو كأشجاره على أف ينظر ُب عجائب
قوة يقْب ُب معرفة ا٤بلك فتخلٌف فيو.
تلك الرايض ليزداد ٗبا يشاىده من عجاب تلك الرايض ٌ
كمنهم من ٓب يشتغل ابلنظر ُب ظبلؿ مبانيو كأشجاره ،كلكنو ازداد ٗبا يشاىده ُب تلك الرايض
كعلً ىم أ ٌف الزاد ضركرم ُب
كحرصا على لقائو ،كرغبة ُب الوركد ُب حضرتو ،ى
يقينا ُب معرفة ا٤بلكٍ ،
حٌب ٓب يبق مع
كل منزؿ ٌ فتزكد كالزـ الدليل فلم يزؿ ا٤بسافركف يتخلٌفوف ُب ٌ
بلوغو ا٢بضّبة ٌ
قوة الدليل إالٌ األ٪باد األكياس ًمن الذين حصل عندىم ،لًما شاىدكه ُب رايض كل و
منزؿٌ ، ٌ ى
حٌب إذا أشرؼ ُباليقْب ُب معرفة ا٤بلك ،كشدة ا٢برص على اإلنتظاـ ُب خلصائو ُب حضرتوٌ ،
ابب ا٢بضّبة أطرؽ من كصف صفات ا٤بلك ما ملك قلبو فلم يستطع
حٌب إذ دخل ا٢بضرة كاطٌلع على فج َّد ُب السّب مبلزما للدليل ٌ
اصطبارا ،كال آثر عنو قرارا ،ى
عجائبها كذخائرىا ،كأبصر ابىر صفات ا٤بلك ،إستغرؽ ُب حبٌو لً ىما حصل لو من معرفتو.
فكلٌما حصل ُب ا٢بضرة انتظم مع خلصاء ا٤بلك ،فهو معو ال يفارقو مدل األحيافً ،
كمن شأف
يتؤب ىمن توالٌه ،كيعطف على ىمن أاته ،كيستخلص ىمن حصل ُب حضرتو ال تكوف
ىذا ا٤بلك أف ٌ
يتحركوف كيسكنوف ،كعنو
منو حركة كال سكنة إالٌ إبشارتو كإمداده ،فعنو ينطقوف ،كبو ٌ
صدركف ،كإليو يرجعوف ،كعليو يعتمدكف. ي ً
ي
على نُ ُحور حزب الرجٌم 152 رماح حزب الرحٌم
فا٤بلك ىو هللا تعأب ،كلو ا٤بثل األعلى ،كا٣بواص ىم الرسل ككرثتهم ،كا٤ببُب ىو ىذا الوجود،
كالطريق ىو ما اشتملت عليو مقامات الدين ،كاألدالٌء ىم ا٤بشايخ الرابنيٌوف ،كا٤براحل ىي
كل منزؿ ًمن
ٱبتص بو ٌمنازؿ ا٤بقامات ،كالرايضات ىي مراتب التوحيد الذكقي ،كالزاد ىو ما ٌ
كظائف األعماؿ ،كالطائفة األكٔب يى ٍم أىل الكفر كالضبلؿ ،كالطائفة الثانية يى ٍم أىل التقليد،
كالطائفة الثالثة يى ٍم أىل النظر كاإلستدالؿ ،كالطائفة الرابعة يى ٍم السالكوف إٔب طريق األذكاؽ.
فصنف ىع ىد ىؿ على رأم قدكتو كشيخو اعتدادا بنظر نفسو فأحاطت بو عللو
ه ٍبٌ يى ٍم أصناؼ:
حٌب إذا بلغ منزال من منازؿ ا٤بقامات لعب بو ىواه فشغلو ببعض
كصنف اجتهد ٌ
ه فانقطع بو،
كصنف كىم األقلٌوف ػ جعلىنا هللا منهم ػ كلٌما بلغوا منزال من منازؿ
ه األكىاـ عن النفوذ إٔب ق ٌداـ،
كعظي ىم
اختص بو من مراتب الوجود ،قول يقينهم ،كاشت ٌد حرصهم ،ى
ٌ ا٤بقامات ،كاطٌلعوا على ما
عزمهم ،فىػ يه ٍم منتهضوف إٔب قداـ ،رفضوا ما يعرض ٥بم كيقع هبم من األكىاـ ،كا٢بضّبة ىي ما
اشتمل عليو مقاـ اإلحساف ،كابهبا ا٤براقبة ،كا٤بوضع الذم أشرؼ منو
على بعض الصفات ىو الطمأنينة ،كا٢باصلوف ُب ا٢بضّبة ىم أىل ا٤بعرفة الظافركف أبعلى
درجات التوحيد .أىػ.
كهللا تعأب ا٤بوفٌق ًٗبىنًٌ ًو للصواب ،كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
حٌب ً
بكل شيخ أك كاعظ برز ُب ببلدان ،كأف نقلب إليو ٝبيع أصحابنا ٌأيخ ىذ علينا العهد أف نفرح ٌ
ٓب يبق حولنا فقّب كاحد ،كمٌب تك ٌدران ًمن الذم برز كضاؽ صدران منو ،فهو دليل على حبٌنا
يفرقها على من يشاء من
للرايسة على عباد هللا دكف إرادة ا٣بّب ٥بم ،كا٤براتب كلٌها بيد هللا ٌ
عباده ،كليس لعبد أف يقوؿ لسيٌدهًٓ :بى عطٌلٍتِب من الشيء الفبل٘ب كأعطيتو عبدؾ الفبل٘ب؟ كرٗبا
ُّ
فتدكد يران منو يٞبق. كاف ذلك الشيخ أعلم منٌا ابلشرائع كا٢بقائق،
كاب١بملة فيجب علينا أف ندكر مع ا٢ب ٌق حيث دار ،كنتتلمذ لذلك الشيخ موافقة للناس الذين
أقبلوا عليو .أىػ.
كُب لواقح األنوار القدسية ُب العهود احملمدية:
حٌب ال تبقى ُب نفسك
فجاى ٍد اي أخي نفسك على يد شيخ ليخرجك من رعوانت النفوس ٌ
كم ٍر أصحابك أيضا ابجملاىدة كذلك يعِب على يد شيخ.
شهوة كال حرص على شيء من الدنيا ،ي
أىػ.
كقاؿ ُب ا٣ببلصة ا٤بيٍرضية:
ُب إعبلمهم أ ٌف ا٤بريد إذا تص ٌدر للمشيخة ،كأراد أف يكوف لو مريدين قبل ٟبود بشريتو كفطامو
ب للرايسة ال ٯبيء منو شيء. ً
على يد شيخ ،فإنٌو ٧بجوب ي٧ب ٌ
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌ ًو إٔب سواء الطريق ،قاؿ ُب بغية السالك:
كتطهرت ً
ٌأما اإلنتفاع الكثّب فبل يكوف إالٌ من الوراث الكامل الذم رسخ علمو ،كقول عقلوٌ ،
كترجح رأيو ،كسلمت فطانتو ،كا٭بحى ىواه ،كانشرح صدره أبنوار نفسو ،كصدقت فراستوٌ ،
ا٤بعارؼ كنفحات األسرار ،كأخ ىذ عن شيخ كارث هبذه الصفات ،كأ ًىذ ىف لو ُب اإلنتصاب ٥بداية
ا٣بلق بتخليص
أنفسهم من عللها ،كىذه ىي الوراثة ا٢بقيقية.
كأما ىمن ٓب يبلغ ىذه ا٤بنزلة من الوراثة ،كٓب يتخلٌص تبعات نفسو ،فاشتغالو بصبلح ٍب قاؿٌ :
شره كابلشره تَباكم ً ً
بقي فيو من العلل ال ٱبلو عن ٌ نفسو ٍأكٔب كأسلم من فساد الرايسة ألنٌو ل ىما ى
فا٤بتعرض ٥بداية غّبه ا٥بدايةى ا٤بشا ًر إليها بغّب و
علم قبل أف ٌ الظلم ،فتغيب ا٢بكم كاإلنفعاؿ هبا.
ضاؿ مضلّّ ،كلقد أحسن القائلىالك ّّ الشر كا١بهل ه ً ً
ٙبصل لو حقيقة الوراثة فهو ل ىما عنده م ىن ٌ
حيث قاؿ:
تعليمو ...ىبلٌ لنفسك كاف ذا التعليم
يبث لغّبه ى
اي من ٌ
ال تىػ ٍنوى عن يخلي وق كأتٌب مثلو ...عار عليك إذا ى
فعلت عظيم
فابدأ بنفسك فاهنها عن غيٌها ...فإذا انتهت عنو فأنت حكيم
فهناؾ ييسمع ما تقوؿ كييقتدل ...ابلقوؿ منك كينفع التعليم
كقاؿ غّبه
وب
لكل ما هتول ىريك ي
ككيف تريد أف تيدعى حكيما ...كأنت ٌ
تتوب
كتعبث دائما ظهران لبطن ...كترتكب الذنوب كال ي
علم فهو ظآب إ ٍذ ًٗبىا عنده من
غّبه بغّب و كمن تعر ً
ب ى كمن طى َّ
ض ٥بداية غّبه بغّب معرفة فهو خائن ،ى
ى ٌ ى
على نُ ُحور حزب الرجٌم 158 رماح حزب الرحٌم
ا٤بريض إٔب ا٥بلكة كعاجلو
ى كع ىد ىؿ عن مقاديرىا ،كساؽ
ا١بهل رٗبا أخرج األدكية عن موضوعاهتا ،ى
اب٤بنيٌة .أىػ.
كقاؿ بعض العارفْب ُب قولو تعأب :يى ًع يد يى ٍم ىكيٲبىنًٌي ًه ٍم ىكىما يى ًع يد يى يم َّ
الش ٍيطىا يف إًَّال غي ير ن
كرا (:)1
فاسكن عن ٦باىدتك
ٍ بلغت منتهى ا٤بقامات ،كآخر الدرجات،
كمن الغركر قولو للمريد إنٌك قد ى
حٌب يدكر حولك
كرايضتك ،كأجلس ُب ٦بلس الشيوخ ،كتكلٌم بكبلمهم أنت أعظم منهم ٌ
ا٤بريدكف.
وقعو ُب يح ًٌ
ب ا١باه كالرايسة فيهلك فيها كهبلؾ ىؤالء ا٤بطركدين ُب زماننا أراد بذلك الغركر أف يي ى
ىذا طهر هللا تعأب كجو األرض منهم ً
كمن أمثا٥بم .أىػ. ٌ
كل متحايل ٗبا ليس لو بكل يم ٌد وع و
انىق ،كاتٌباع ٌ قلت٥ :بذا السبب ح ٌذر األشياخ من اإلغَبار ٌ
لكل
كل ىداية .كا٤براد ابإلغَبار التسليم ٌ كل غواية كا٢بذر أصل ٌ انعق ،كقالوا اإلغَبار أصل ٌ
اد ىعى
كل ىمن ٌ لكل يم ٌد وع ،بل أٝبعوا على ٌ
ظهرت عليو آاثر ا٣بصوصية ال ٌ ٍ سلَّ يم ٤بن
يم ٌد وع ،كإ ٌ٭با يي ى
رتبة من الرتب يكلًٌف إبقامة الدليل على صدؽ دعواه ،كبنصب ميزاف الشرع ىل يصدؽ فيما
ادعاه. ٌ
األمر غّب أىلو ،ك٥بذه لفس ىد الدين ًمن أصلوٌ ،
كلتؤب ى
ً
للم ٌدعْب ،إ ٍذ لو يسلٌ ىم ٥بم ى سلَّ يم ي كال يي ى
دىم هللا ابلعلم س ٰبرسوهنا يى ٍم أىل هللا تعأب كأنصار دينو ،أيٌ ي كح ىر ه
الطريقة ح ٌفاظ ٰبفظوهنا ،ى
الباطن كالظاىر ،كأم ٌدىم اب٠بو ا٢بفيظ كالناصر ،كما أكٌب على كثّب من الناس إالٌ من الغلط ُب
لكل يم ٌدع دعواه يً٧ب ٌقان كاف أك يم ٍبطبلن ،كرأكا التسليم ا٤بأمور بو كا٢ب ٌق أنٌو إ ٌ٭با
التسليم فسلٌموا ٌ
ب آبداب الطريقة .أىػ.
كأتد ى
الحت لو آاثر ا٣بصوصيةٌ ،
ٍ يسلٌم إ ٍف
يد كاحد ًمن أىل قلت :كمن ٓب يكن لو حذر كبصّبةه اتمة رٗبا اغَب اب٤بدعْب الكاذبْب ككقع على ً
ٌ ٌ ه ى
سبيو ىف أىنَّػ يه ٍم ض َّل ىس ٍعييػ يه ٍم ًُب ا ٍ٢بىيىاةً ُّ
الدنٍػيىا ىك يى ٍم ىٍٰب ى ين ى َّ ً
الظبلـ الذين ٯبتمع عندىم أىل الظبلـ الذ ى
ص ٍنػ نعا (.)2 ً
يٍٰبسنيو ىف ي
حكى الشيخ أٞبد بن ا٤ببارؾ ُب اإلبريز عن شيخو عبد العزيز بن مسعود الدابغ رضي هللا تعأب
عنهما قاؿ:
حوائج كال
ي ابلتوسل بو إٔب هللا تعأب
ٌ قضى
كقد يكوف الرجل مشهورا ابلوالية عند الناس ،كتي ى
كى ٍم رضي
التصرؼ ،ي نصيب لو ُب الوالية ،كإ ٌ٭با قي ً
ا٤بتوسل بو إٔب هللا على يىد أىل ٌ
ت حاجة ٌ ضيى ٍ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 159 رماح حزب الرحٌم
كى يم الذين
الوٕب ليجتمع عليو أىل الظبلـ مثلو ي
هللا تعأب عنهم أقاموا ذلك الرجل ُب صورة ٌ
يتصرفوف تبىعان للق ىدر.
ٌ
تظن الصورةى
فهو عندىم ٗبنزلة الصورة الٍب ٯبعلها صاحب الزرع ُب ف ٌدانو ليطرد هبا العصافّبٌ ،
صاحب الف ٌداف ال ًمن فً ٍع ًل الصورة.
ً رجبلن فتهرب منو ،كذلك ُب ا٢بقيقة ًمن فً ٍع ًل
التصرؼ رضي هللا تعأب عنهم ييقيموف ذلك الرجل كٯبتمعوف عليو الظبلـ مثلو ٌ فكذلك أىل
كا٤بتصرؼ فيهم ً
خف ّّي عندىم كىو ال يظهر ٥بم ألنٌو ح ٌق ىك يى ٍم ال يطيقوف ا٢ب ٌق .أىػ. ٌ
خاسر ،كأ ٌف ظهور ىمن ٓب يكن صا٢با للظهور ضرر خائب ه بكل يم ٌدع ه
ا٤بغَب ٌ
فهمت ذلك أ ٌف ٌ
ى كإذا
من هللا تعأب عليهم ٗبرشدكعذاب أليم عاجبل كآجبل ٤بتٌبعيو إالٌ إذا ٌه كعطب جسيم،
ه عظيم،
كيردىم إٔب طريق الفبلح. صادؽ ينقذىم كٱبلصهم بصحبتوٌ ،
كنيًقل عن القشّبم رضي هللا تعأب عنو قاؿ:
أ ٌف الشيخ إذا ٓب يكن عارفا ابلسلوؾ كما يطرأ على ا٤بريد ،كأخ ىذ الطريق من الكتب ،كقد ييػ ىرًٌيب
دين األنبياء، ا٤بريدين طلبا للمرتبة كالرايسة ،فإنٌو مهلك ٤بن تبعو .فبل ب ٌد أف يكوف عند الشيخ ي
كتدبّب األطبٌاء ،كسياسة ا٤بلوؾ .أىػ.
كُب رسالة اإلماـ أيب القاسم كا٣ببلصة ا٤برضية:
يتعرضوا للتص ٌدر كأف يكوف ٥بم تلميذا كمريدا ،فإ ٌف ا٤بريد إذا صار ً
كمن آداب ا٤بريدين أف ال ٌ
مرادا قبل ٟبود بشريتو كآفتو ٧بجوب ال تنفع أحد بشارتو كتعليمو .أىػ.
كقاؿ ُب لواقح األنوار القدسية:
حصلت عنده حزازة ُب صدره بكثرة ا٤بريدين ألحد ًمن أقرانو ،أكٍ كل عآب أك شيخ يتعْب على ٌ ٌ
بَبكً ًهم درسو كاٝباعهم على غّبه ٕبيث ٓب يكن عنده أحد من الطلبة أك ا٤بريدين ،أ ٍف يتٌخذ ٍ
ٙبوؿ ًمن طلبتولكل ىمن ٌ
حٌب ييرقٌيو إٔب درجة اإلخبلص ٕبيث ينشرح ٌ شيخا يسلك على يديو ٌ
صرحت ً
ٙبولوا إٔب غّبه فليس لو ُب اإلخبلص نصيب كما ٌ إٔب غّبه .فمٌب تك ٌدر من طلبتو إذا ٌ
يتؤب ىداؾ. بو األخبار .كهللا ٌ
ىو هللا تعأب ا٤بوفٌق ًٗبىنًٌ ًو للصواب ،كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ُب إعبلمهم أ ٌف ٌأكؿ قى ىدوـ يضعو ا٤بريد على ىذا الطريق :الصدؽ.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌ ًو إٔب سواء الطريق ،قاؿ اإلماـ القشّبم ُب رسالتوُ ،ب
ابب كصااي ا٤بريدين:
فأكؿ قى ىدوـ للمريدين ُب ىذا الطريق ينبغي أف يكوف على الصدؽ .كقاؿ ُب ابب الصدؽ :قاؿ
ٌ
النبوة قاؿ هللا تعأب:
األستاذ :الصدؽ اتجنا عماد األمر كبو ٛبامو كبو كنظامو ،كىو التإب درجة ٌ
اَّلل ىعلىي ًهم ًمن النَّبًيًْب ك ً ً ً َّ ً فىأيكلىئً ى
ْب (.)1 ين أىنٍػ ىع ىم َّي ٍ ٍ ى ٌ ى ى ٌ
الص ٌديق ى ك ىم ىع الذ ى
السر كالعبلنية،
كأقل الصدؽ استواء ٌ
كالصادؽ :اإلسم البلٌزـ من الصدؽ كالتصديق ا٤ببالغةٌ ،
ص ىد ىؽ ُب ٝبيع أقوالو كأفعالو كأحوالو.
ص ىد ىؽ ُب أقوالو ،كالص ٌديق ىمن ى
كالصادؽ ىمن ى
كقاؿ الشيخ أٞبد بن حضركيو :من أراد أف يكوف هللا معو فليلزـ الصدؽ فإ ٌف هللا تعأب قاؿ" :
إف هللا مع الصادقْب ".
كقيل الصدؽ القوؿ اب٢ب ٌق ُب مواطن ا٥بلكة.
يشم رائحة ا١بنٌة عبد داىن نفسو أك غّبه.
كقاؿ سهل بن عبد هللا :ال ٌ
كقاؿ أبو سعيد القرشي :الصادؽ الذم يتهيٌأ لو ا٤بوت كال يستحي من قدره لو كشف .قاؿ هللا
ْب (.)2 ت إً ٍف يك ٍنػتيم ً ً
صادق ى
ٍ ى َّوا ال ىٍم ٍو ى
تعأب :فىػتى ىمنػ ي
كخرجت
ي كح ًك ىي عن أيب عمر كالزجاجي أنو قاؿ :ماتت ٌأمي فورثت دارا فبعتها ٖبمسْب دينار
ي
ا٢بج.
إٔب ٌ
بلغت اببل استقبلِب كاحد من القيافية ،فقاؿ :أيش معك؟ فقلت ُب نفسي :الصدؽ خّب،
فلما ي
ٌ
الص ٌرة ،فع ٌدىا فإذا ىي ىي ٟبسوف ،فقاؿ ٕب:
ٍبٌ قلتٟ :بسْب دينارا ،فقاؿ :انكلينها ،فناكلتو ي
حٌب مات.
٢بق يب كالزمِب ٌ
فلما كاف العاـ ا٤بستقبل ى
ٌ
يؤديو أك فضل يعمل فيو.
كقاؿ الشيخ إبراىيم ا٣بواص :الصادؽ ال تراه إالٌ ُب الفرض ٌ
كقاؿ ا١بنيد :الصدؽ أف تىص يد ىؽ ُب موض وع ال ي ٍنجيك منو إالٌ الكذب.
كل قى ٍد ور لو ً
كسئل ا٢بارث احملامي عن عبلمة الصادؽ فقاؿ :الصادؽ ىو الذم ال يبإب لو خرج ٌ ي
ٰبب إطبلع الناس على مثاقيل الذرة من يحسن
ُب قلوب ا٣بلق من أجل إصبلح قلبو ،كال ٌ
ٰبب
عملو ،كال يكره أف يطلع الناس على الشيء من عملو ،فإ ٌف كراىتو لذلك دليل على أنٌو ٌ
الرايدة عندىم ،كليس
ىذا من أخبلؽ الص ٌديقْب.
الفرض الدائم ٓب ييقبل منو الفرض ا٤بؤقٌت .قيل :فما الفرض الدائم،
ى كقاؿ بعضهم :ىمن ٓب يي ًٌ
ؤد
قاؿ :الصدؽ.
يضرؾ فإنٌو ينفعك.
كقيل :عليك ابلصدؽ حيث ٚباؼ أنٌو ٌ
كقيل :كل و
شيء شيءه كمصادقة ك ٌذاب ال شيء. ٌ
كقيل :عبلمة الك ٌذاب جوده اب٢بلف من غّب مستحلف.
كقع على شيء إالٌ كقطعو .أىػ مل ٌخصا. كقاؿ ذك النوف :ابلصدؽ سيف هللا ما ى
ين آ ىىمنيوا اتَّػ يقوا َّ َّ ً
اَّللى ىكيكونيوا ىم ىع يدؿ على فضيلة الصدؽ قولو تعأب :ىاي أىيُّػ ىها الذ ىقلت :ك٩بٌا ٌ
ْب (.)3 َّ ً ً
الصادق ى
كقاؿ ُب السراج ا٤بنّب:
كمنها ما ٠بعو من الشيخ رضي هللا تعأب عنو قاؿ :كاف لبعض ا٤بشايخ مريد صادؽ فأراد أف
ٙبب أكثر أان
ٲبتحن صدقو يوما فقاؿ لو مرة :اي فبلف أٙببٌِب؟ قاؿ :نعم اي سيٌدم ،قاؿ لو :ىمن ٌ
أك أابؾ؟ فقاؿ :أنت اي سيٌدم ،فقاؿ :أفرأيت إف أ ىم ٍرتيك أف أتتيِب برأس أبيك أتطيعِب؟ قاؿ :اي
سيٌدم فكيف ال
فتسور جدار
كلكن الساعة ترل .فذىب من حينو ،ككاف ذلك بعد أف رقد الناسٌ ،
أطيعك؟ ٌ
كأمو ُب منز٥بما فوجد أابه يقضي حاجتو من ٌأمو
دارىم كعبل فوؽ السطحٍ ،بٌ دخل على أبيو ٌ
حٌب يفرغ من حاجتو كلكن برؾ عليو كىو فوؽ ٌأمو فقطع رأسو كأتى بو للشيخ
فلم ٲبهلو ٌ
كطرحو بْب يديو ،فقاؿ لو :كٰبك أتيتِب برأس أبيك؟ فقاؿ :اي سيٌدم نعم ىو ىذا ،فقاؿ لو:
فكل كبلـ عندؾ ال ىزؿ فيو ،فقاؿ لو الشيخ
كنت مازحا ،فقاؿ لو ا٤بريدٌ :أما أان ٌ
كٰبك إ ٌ٭با ي
أنظر ىل ىو رأس أبيك؟ فنظر ا٤بريد فإذا ىو ليس برأس أبيو ،فقاؿ
رضي هللا تعأب عنوٍ :
لو الشيخ :رأس ىمن ىو؟ فقاؿ لو :رأس فبلف العلج ،قاؿ :ككاف أىل مدينتهم يتخ ٌذكف العلوج
كثّبا ٗبنزلة العبيد السودانيْب ،قاؿ :ككاف أبوه غائبا تلك الليلة فخانتو زكجتو ُب الفراش
ككعدت علجا كافرا كم ٌكنتو من نفسها ،ككوشف الشيخ رضي هللا تعأب عنو بذلك فأرسل ا٤بريد
سره،
ليقتلو على الصفة السابقة ليمتحن صدقو ،فعلم أنو جبل من ا١بباؿ ،فكاف كارث ٌ
كا٤بستؤب بعده على فتحو ،كهللا تعأب ا٤بوفٌق.
٠بعت الشيخ رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :جاء بعض ا٤بريدين لشيخ عارؼ فقاؿ
أ٘ب يقاؿ ،كمنها ٌ
فأمره اب٤بقاـ عنده كالعكوؼ على خدمتو،
كجل ،فقاؿ :نعم ،ى
عز ٌلو :اي سيٌدم القبوؿ هلل ٌ
كأعطاه مسحاة ُب رأسها كورة حديد زائدة ال نفع فيها إالٌ تثقيل ا٤بسحاة ،ككاف ا٤بريد ىو كارث
كألم شيء تصلح؟
الشيخ بشرط أف ال ينتبو لكورة ا٢بديد ا٤بذكورة ،فإف انتبوى كقاؿ ما فائدهتا؟ ٌ
كال معُب ٥با إالٌ التثقيل؟ فإنٌو ال يرث منو شيئا.
كقاؿ ،ك٠بعت من غّب الشيخ رضي هللا تعأب عنو :أ ٌف بعض األكابر كاف لو ع ٌدة أصحاب،
ككاف ال يتخيٌل النجابة إالٌ من كاحد منهم ،فأراد أف ٱبتربىم يوما ،كاختربىم فىػ ىف ٌركا ٔبملتهم
سول ذلك الواحد ،كذلك أنٌو تركهم حٌب اجتمعوا على ابب خلوتو فأظهر ٥بم صورة
امرأة جاءتو فدخلت ا٣بلوة ،فقاـ الشيخ كدخل معها ،فأيقنوا أ ٌف الشيخ اشتغل معها الفاحشة
رت نيٌاهتم إالٌ ذلك الواحد فإنٌو ذىب كأتى اب٤باء كجعل يس ٌخنو بقصد أف فتفرقوا كلٌهمً ،
كخس ٍ ٌ
أيت ا٤برأة قد
يغتسل بو الشيخ ،فخرج عليو الشيخ فقاؿ لو :ما ىذا الذم تفعل؟ فقاؿ :ر ي
فقلت لعلٌك ٙبتاج إٔب غي ٍس ول فس ٌخ ي
نت لك ا٤باء ،فقاؿ لو الشيخ :كتىػ ٍتػبىػعي ًِب بعد أف رأيتىِب دخلت ي
على ا٤بعصية ،فقاؿ :كًٓبى ال أتبعك كا٤بعصية ال تستحيل عليك كإ ٌ٭با تستحيل ُب ح ٌق األنبياء
نيب ال تعصي
عليهم الصبلة كالسبلـ؟ كىٓبٍ أخالطك على أنٌك ٌ
مِب ابلطريق ،كمعرفتك ابقية فيك ،فالوصف الذم
كإ ٌ٭با خالطتك على أنٌك بشر كأنٌك أعرؼ ٌ
يتحرؾ ٕب خاطر ،فقاؿ لو الشيخ :اي كلدم تلك
عرفتك عليو ٓب يزؿ فبل تتب ٌدؿ ٕب نيٌة ،كال ٌ
فادخل اي كلدم
ٍ عِب أكلئك القوـ،
فعلت ذلك عمدا لينقطع ٌ
رت بصورة امرأة ،كأان ي
تصو ٍ
الدنيا ٌ
كفٌقك ا٥بن معي إٔب ا٣بلوة ىل ترل امرأة فيها ،فدخل فلم ٯبد امرأة ،فازداد ٧ببٌة على ٧ببٌتو،
كهللا تعأب ا٤بوفٌق.
قاؿ :كرأيت ُب كتاب الشيخ ٧بي الدين تلميذ الشيخ اتج الدين الذاكر ا٤بسرم رٞبهما هللا
ب ا٢بجيج ،ككاف من ببلد قاؿ :ككقع لرجل آخر حكاية عجيبة ،كذلك أنٌو كاف شي هخ ًم ٍن رٍك ً
ى
ا٤بغرب ،ككاف يعتِب كثّبا بلقاء الصا٢بْب كٰببٌهم ،كييػ ىفتًٌش على الذم يربح على يديو .فكاف ىذا
دأبو إذا طلع إٔب ا٤بشرؽ كإذا رجع .فالٍتقى ٗبصر مع بعض الصا٢بْب ،فأعطاه أمانة كقاؿ لو
الرجل :الذم يطلبها منك ىو صاحبك.
لكل ىمن لو أدٗب ًعل وٍم معرفة أف ال سعادة أصبل إال ابلصدؽ ،كال شقاكة
قلت :كٗبا ق ٌدمنا يظهر ٌ
إالٌ ابلكذب ،أل ٌف رأس كل خّب ىو الصدؽ ُب اإلٲباف ابهلل تعأب كبكل ما جاء عنو ،كبو ً
يص ٌح ٌ
ادعاء اإلٲباف أل ٌف من ٓب يكن ُب إٲبانو صادقا فهو
شر ىو الكذب ُب ٌكل ٌ
إٲباف ا٤بؤمن ،كرأس ٌ
ا٤بنافق الذم يكوف ُب الدرؾ األسفل من النار .كإذا كاف ىذا ُب مرتبة اإلٲباف الذم يشَبؾ فيها
الطاّب كالصاّب فما ظنُّك ٗبرتبة اإلحساف الذم يريد أف يصل إليها؟ فكيف يدخل الكاذب
حضرة ا٢ب ٌق الذم ال يقبل إالٌ ا٢ب ٌق؟ كذلك ال يكوف أبدا.
إف قلت ظهرت لنا حقيقة الصدؽ كالكذب كفضل الصدؽ كالصادقْب ،كقبح الكذب
كالكاذبْب ،كال نريد أف تزيد ُب تبيْب حقيقة ا٤بريد الصادؽ.
قلت :إ ٌف ا٤بريد ،كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب:
كل ٨بلوؽ ًمن دكاـ
ىو الذم عرؼ جبلؿ الربوبية كما ٥با من حقوؽ ُب مرتبة األلوىية على ٌ
الرضا كا٣بضوع كالتذلل إليو ،كالعكوؼ على ٧ببٌتو كتعظيمو ،كدكاـ اإل٫بياش إليو كعكوؼ
كل ما سواه حبٌا كإرادة ،فبل غرض لو كال إرادة ُب شيء سواه لً ًعل ًٍم ًو القلب عليو ،معرضا عن ٌ
اء ىح ٌَّب إًذىا أ ٌف كل ما سواه ىك و ًً و
سبيوي الظَّ ٍم ىآ يف ىم ن
س ىراب بق ىيعة ىٍٰب ى
ى ٌ
اءهي ىٓبٍ ىًٯب ٍدهي ىش ٍيػئنا (٤ .)6بٌا عرؼ ىذا ،كعرؼ ما عليو من دكاـ العكوؼ على اإلنقطاع عن ىج ى
توجهاهتا مضا ٌدة
خسة نفسو ُب كثرة شؤمها كشرىها أهنٌا ُب ٝبيع ٌ ا٢بضرة اإل٥بية ،كعرؼ ٌ
الرابنيٌة ،كعرؼ ما فيها من
للحضرة اإل٥بية ،كأ ٌف ٝبيع حضوضها كمراداهتا مناقضة للحقوؽ ٌ
التثبط كالتثبيط عن النهوض ابلقياـ ٕبقوؽ ا٢ب ٌق كمعرفة ما ٯبب لو تعأب من ا٣بدمة كاألدب ًٗبىا
أىلًىف ٍتوي من ا٤بيل إٔب الراحات ،كالعكوؼ على الشهوات ،كاإلنقطاع عن خالق األرض
كالسماكات ،كأ ٌف ٝبيع حظوظها ال تدكر إالٌ ُب ىذا ا٤بيداف ،كعرؼ عجزه
ككذلك الشيخ ييصحب ال لغرض ،بل لتجلبو مواالتو إٔب كالية هللا تعأب رضي هللا تعأب،
ا٤برضيٌة ،كما ييشْب العبد ُب حضرة هللا تعأب.
كيتعرؼ منو اآلداب ٍ
ٌ
كقاؿ أيضا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ُب قوؿ ابن عطاء رضي هللا تعأب عنو( :سبحاف
من ٓب ٯبعل الدليل على أكليائو إالٌ ًمن حيث الدليل عليو ،كٓب يوصل إليهم إالٌ ىمن أراد أف
عركض مانع ،نسأؿ هللا تعأب السبلمة منو ،كتتب ٌدؿ نيٌتو ُب الشيخ كتنقطع أسرار الشيخ عن
ذاتو بعد أف كانت ساطعة عليها ،كاترة تقف ٧ببٌتو ُب سّبىا ٍبٌ تعود إٔب سّبىا ٤ب ٌدة قريبة أك
متوسطة أكطويلة ،تقف أسرار ذات الشيخ عن ذاتو ،فإذا رجعت احملبٌة رجعت األسرار .فليخترب ٌ
أم قً ٍس وم ىو ًم ىن ىذه األقساـ الثبلثة ،كليسأؿ هللا تعأب العفو كالعافية كالتوفيق ً
ا٤بريد نفسو من ٌ
كا٥بداية إنٌو ٠بيع قريب .قاؿ :قلت كىذه االقساـ موجودة ُب ا٤بريدين ،فليتحفظ ا٤بريد على
ىذا الكبلـ فإنٌو نفيس ُب اببو ،كهللا تعأب أعلم
لسره أك لواليتو أك
قاؿ :ك٠بعتو رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :ال ينتفع ا٤بريد ٗبحبٌة شيخو إذا أحبٌو ٌ
لعلمو أك لكرمو أك لنحو ذلك من العلل حٌب تكوف ٧ببٌتو متعلٌقة بذات الشيخ متوجهة إليها ال
ٰبب بعضا من غّب أغراض ابعثة ًً
لعلٌة كال لغرض مثل احملبٌة الٍب تكوف بْب الصبياف ،فإ ٌف بعضهم ٌ
٦برد األلفة ال غّب ،فهذه احملبٌة ينبغي أف تكوف بْب ا٤بريد كالشيخ حٌب ال تزىق
على احملبٌة بل ٌ
٧ببٌة ا٤بريد إٔب األغراض كالعلل ،فإهنٌا مٌب زىقت إٔب ذلك دخلها الشيطاف فأكثر فيها
الوساكس ،فرٌٗبا تنقطع كرٗبا تقف كما سبق ُب القسمْب
األخّبين ،كهللا تعأب أعلم.
كالسر ك٫بو ذلك ال تنفع؟ فقاؿ هنع هللا يضر :أل ٌف
ٌ قاؿ :كسألتو هنع هللا يضرًٓ :بىكانت احملبٌة للعلم كالوالية
شيخو
ب ى ىح َّ
ٰبب هللا تعأب فإٔب اآلف ما أ ى كل كاحد ٌ األسرار كا٤بعارؼ ك٫بوىا كلٌها من هللا تعأب ،ك ٌ
كإ ٌ٭با تتح ٌقق للشيخ إذا أحبٌو ٣بصوص ذاتو ال لً ىما قاـ هبا من األسرار ،فقلت :ككذا ذات
ٙبب أسرار ذات الشيخ ،كزىقت احملبٌة إليها كإٔب معارفها ،منع ٍتها الذات
كانت ذات ا٤بريد ٌ
الَبابية من مطلوهباٍ ،ب ال تقدر ٥با الركح كال غّبىا على شيء ،فليجهد ا٤بريد جهده ُب ٧ببٌة
ذات شيخو ،يمعرضا عن النفع مطلقا كال حوؿ كال قوة إال ابهلل العلي العظيم ،كهللا تعأب أعلم.
قاؿ :كسألتو رضي هللا تعأب عنو عن احملبٌة ،ىل ٥با من أمارة كعبلمة؟ فقاؿ رضي هللا تعأب عنو:
قاؿ :ك٠بعتو رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :عبلمة احملبٌة الصافية سقوط ا٤بيزاف من ا٤بريد على الشيخ
حٌب تكوف أفعاؿ الشيخ كأقوالو كٝبيع أحوالو كلٌها موفٌقة مس ٌددة ُب نظر ا٤بريد ،فما فى ًه ىم لو
سرا فكلٌو إٔب هللا تعأب مع جزمو أب ٌف الشيخ على صواب .كمٌب
يفسر لو ٌ
كجها فذاؾ ،كما ٓب ٌ
جوز أ ٌف الشيخ على غّب صواب فيما ظهر لو خبلؼ الصواب فيو سقط على ٌأـ رأسو كدخل
ٌ
ُب زمرة الكاذبْب.
قاؿ :كقاؿ رضي هللا تعأب عنو :كالشيخ ال يطلب من مريده خدمة ظاىرية ،كال دنيا ينفقها
عليو ،كال شيئا من األعماؿ البدنية ،كإ ٌ٭با يطلب منو ىذا ا٢برؼ ال غّب ،كىو أف يعتقد ُب
كجل ،كيدكـ على ىذا االعتقاد اليوـ على
عز ٌالشيخ الكماؿ كالتوفيق كالبصّبة كالقرب من هللا ٌ
بكل ما
كج ىد ىذا االعتقاد انتفع ا٤بريد بو ٍبٌ ٌ
أخيو ،كالشهر على أخيو ،كالسنة على أختها ،فإ ٍف ى
ٱبدـ بو الشيخ بعد ذلك ،كإ ٍف ٓب يوجد ىذا االعتقاد ،أك كجد كٓب يدـ ،فإ ٌف عرض فيو
الوسواس ،فا٤بريد على غّب شيء.
النيب
كالنيب ُب ٌأمتو ،كأ ٌف مبايعتو كمبايعة ٌٌ الوٕب الكامل ُب قومو، ُب إعبلمهم أف الشيخ كىو ٌ
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم.صلٌى هللا عليو كسلٌم لكونو انئبا عن ٌ
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌ ًو إٔب سواء الطريق ،قاؿ شيخنا هنع هللا يضر كأرضاه كعنٌا بو،
كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب:
ً
كمن أكرب الشركط ا١بامعة بْب الشيخ كمريده ،أ ٍف ال يشرؾ ُب ٧ببٌتو غّبه ،كال ُب تعظيمو كال ُب
اإلستمداد منو كال ُب اإلنقطاع إليو ،كيتأمل ذلك ُب شريعة نبيٌو صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فإ ٌف ىمن
٧بمدا صلٌى هللا عليو كسلٌم برتبة غّبه من النبيْب كا٤برسلْب ُب احملبٌة كالتعظيم
سول رتبة نبيٌو ٌ
ٌ
كاإلستمداد كاإلنقطاع إليو ابلقلب كالتشريع فهو عنواف على أف ٲبوت كافرا إالٌ أف تدركو عناية
رابنية بسبق ٧ببٌة إ٥بية ،فإذا عرفت ىذا فليكن ا٤بريد مع شيخو كما ىو مع نبيٌو صلٌى هللا عليو
كسلٌم ُب التعظيم كاحملبٌة كاإلستمداد
كاإلنقطاع إليو ابلقلب ،فبل يعادؿ بو غّبه ىذه األمور ،كال يشرؾ غّبه بو .اىػ.
كقاؿ ُب ا٣ببلصة ا٤برضية:
٧بمد بيده لئن شئت
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم قاؿ" :كالذم نفس ٌ
ركل السهركردم بسنده أ ٌف ٌ
ألقسمن لكم أ ٌف أحب عباد هللا إٔب هللا الذين ٰببٌبوف هللا إٔب عباد هللا كٰببٌبوف عباد هللا إٔب هللا
ٌ
كٲبشوف ُب األرض ابلنصيحة" ،قاؿ :كىذا الذم ذكره رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ىو رتبة
ا٤بشيخة كالدعوة إٔب هللا أل ٌف الشيخ ٰببٌب هللا تعأب إٔب عباده حقيقة كٰببٌب عباد هللا إٔب هللا،
كرتبة ا٤بشيخة من أعلى الرتب
كوف الشيخ ٰببٌب عباد هللا تعأب
فأما ٍ
النبوة ُب الدعاء إٔب هللا تعأبٌ .
ُب طريق الصوفية ،كنيابة ٌ
كم ٍن
إٔب هللا فؤل ٌف الشيخ يسلك اب٤بريد إٔب طريق اإلقتداء برسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ،ى
صح اقتداؤه برسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم كاتٌباعو أحبٌو هللا تعأب ،قاؿ هللا تعأب :قي ٍل إً ٍف يك ٍنػتي ٍم ٌ
يًٙببُّو ىف َّ
اَّللى فىاتَّبًعي ًو٘ب يٍٰببًٍب يك يم َّ
اَّللي (،.)1
قاؿ :كاعلم أنٌو لوال علم الرسوؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم أ ٌف لصحبة الناصح مدخبل ُب حصوؿ
أحب إليو من أىلو
ا٥بداية كاإلنقياد بسرعة دكف بطئ ما قاؿ" :ال يؤمن أحدكم حٌب أكوف ٌ
األمة إ ٌ٭با يى ٍم ٌنواب لو
ككلده كالناس أٝبعْب" .كمن ا٤بعلوـ أ ٌف ٝبيع الدعاة إٔب هللا تعأب من ىذه ٌ
صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فلى يه ٍم من األدب معهم كاحملبٌة ٥بم ٕبكم اإلرث ٫بو ما كاف لو صلٌى هللا
تعأب عليو كسلٌم كذلك ليحصل للمريد كماؿ اإلنقياد ،كيعتقد ُب شيخو أنٌو أشفق عليو من
نفسو كما أ ٌف النيب صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم كذلك قاؿ هللا
ً َّيب أىك ىٔب ًابلٍم ٍؤًمنً ً
ْب م ٍن أىنٍػ يفس ًه ٍم (ٌ .)3
كأما إذا علم الشيخ من ا٤بريد تقدٙب أحد عليو ُب ي ى تعأب :النً ُّ ٍ
قاؿ الشعرا٘بٍ :بٌ ال ٱبفى عليك أ ٌف ٝبيع األشياخ إ ٌ٭با طلبوا من ا٤بريد كثرة اإلجبلؿ كالتعظيم
بكل ما يركنوٛ ،برينا لو كطلبا لَبقٌيو ،إذ الشيخ كالسلٌم للَبقٌي ،يَبقٌى ا٤بريد ابألدب
٥بم ،كالرضا ٌ
يشم رائحة األدب مع هللا
معو إٔب األدب مع هللا تعأب ،فمن ٓب ٰبكم ابب األدب مع شيخو ال ٌ
يَبصد حصو٥با مثل الرضا عن ا٢ب ٌق
تعأب ،فيستفيد ا٤بريد ابلرضا عن شيخو إذا حرمو دنيا كاف ٌ
تعأب إذا حرمو رزقا أك كظيفة ،أك نزؿ عليو ببلء ،أك أزاؿ عنو نعمة.
كمٌب ٓب يرض ٕبرماف شيخو ال يصلح لو الرضا عن ا٢ب ٌق تعأب إذا حرمو شيئا كاف ٰببٌو ،كيستفيد
ٙبمل ذلك لو
بصربه على غضب شيخو كىجره لو ،كثباتو ٙبت ىجره كقطيعتو ،اإلدماف على ٌ
كقع من جانب ا٢ب ٌق كالعياذ ابهلل ،كيستفيد ٗبراقبة شيخو لو ُب ا٣بدمة ،كعدـ غفلتو عنو ،ككثرة
جل كعبل ككثرة مبلحظتو ابلقلب كىكذا.
مبلحظتو لو ،عدـ الغفلة عن عبادة ا٢ب ٌق ٌ
ت أهنٌا تسمع لشيخها ما أيمرىا بو كما ىو
قاؿ :كينبغي لك اي أخي أف ٛبتحن نفسك إذا أ ٌد ىع ٍ
كاقع من أكثر ا٤بريدين ،فيقولوف ٫بن ٌأكؿ من يطيعوٍ ،بٌ إذا قاؿ ٥بم شيخهم :طلٌق زكجتك الٍب
قلت أهنٌا تشغلك عن هللا تعأب ،كٙبوجك إٔب تناكؿ ا٢براـ كالشبهات ىو خّب لك ،أك ائتنا
ى
لنفرقو على إخوانك ىؤالء الفقراء ،أك أسقط ح ٌقك من سائر كظائفك من إمامة
بشطر مالك ٌ
عامة ُب سائر البلداف كاألقطار كُب ٝبيع األجناس كاألمم كُب ٝبيع األعصار ،فاألكلياء كسلٌم ٌ
الداعوف إٔب هللا تعأب ًمن ٌأمتو دعوهتم تعي ٌم كعموـ رسالة نبيٌهم صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم ،فبل
عامة كعموـ رسالة نبيٌهم صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فهذا
ٚبتص ببلد كال جنس كال ٌأمة ،بل ىي ٌ ٌ
النيب.
الوٕب عن دائرة ٌ
اتٌساع دائرة ٌ
ٍبٌ ىذه الدعوة إٔب هللا تعأب ُب ح ٌق األكلياء ىي ملزكمة ٥بم بطريق الشرع الظاىر لقولو صلٌى هللا
كا٤بثموف ا٤بؤمن كمالو ،كا٤بشَبم ا٢ب ٌق تعأب ،كالبائع ا٤بؤمنوف ،فأكرـ ببيعة دالٌ٥با جربيل،
كا٤بشَبم فيها ا١بليل ،كالبائع عبده ا١بميل ،كشاىداىا ميكائيل كعزرائيل ،ككاتبها إسرافيل،
النيب الرسوؿ .كال خفاء أ ٌف عقد البيع على ما يوجب
ككثيقة عهدىا التنزيل ،كالكفيل عليها ٌ
يصح تسليمو ال
ا٫ببللو ٗبا يناقض ا٤بقصود مفسد لعقد البيع ،كأ ٌف تسليم ا٤ببيع كاجب ،كما ال ٌ
ينعقد عليو بيع ،كا٤بريد ابئع لنفسو من ربٌو ،مسلٌم لو على يد شيخو ،كا٤ببيع إذا سلٌم إٔب
ا٤بشَبم كجب التخلٌي عنو كإسبلمو إٔب ا٤بشَبم يفعل بو ما بدا
لو ،فتحديث ا٤بريد نفسو اب٣بركج من ٙبت يد الشيخ ككنف حضانتو استقالة لبيعتو نفسو إذ قد
س ال يٍمط ىٍمئًنَّةي ( ،)9يعِب الٍب
عما ٱباطب بو النفس ا٤بشَباة بقولو :ىاي أىيَّػتيػ ىها النَّػ ٍف ي
أخرب تعأب ٌ
ضيَّةن فىا ٍد يخلًي ًُب ًعب ً اضيةن مر ً ًً ً ًً
ادم ( )11الذين ٓب ى سكنت عن النزكع كا٤بنازعةٍ ،ارجعي إً ىٔب ىربٌك ىر ى ى ٍ
يستقيلوا بيعتهم ،كٓب ينقضوا عقدهتم ،ىكا ٍد يخلًي ىجن ًٍَّب (.)11
كقد انعقد إٝباع مشايخ الصوفية على كجوب االستسبلـ للشيخ ،كاإلطراح بْب يديو كالغسيل
بْب يدم الغاسلً ،إذ الشيخ طبيب كا٤بريد عليل ،كمهما ٙب ٌكم العليل على الطبيب نفى عليو
الطب ،كا٣بركج من عند الشيخ رجوع من ا٤بريد أدراجو ،بل الشيخ ىو ا٤بكلٌف بتسريح ا٤بريد
ٌ
تضرر غاية الضرر،
مٌب الح لو الئح الصبلحية للفطاـ ،فإ ٌف الرضيع كمٌب فطم قبل أكاف الفطاـ ٌ
الصيب ،كإ ٌ٭با ىو إٔب
ٌ كما أنو إذا بلغ أمد الفطاـ كاف األصلح بو الفطاـ ،كليس ذلك اب٤بوكل إٔب
أكليائو كنظرىم ،فكذلك ا٤بريد مٌب خرج بنفسو كفطمها عن الشيخ قبل أكاف
عرضها للعطب ،كجعلها نصب ابلعنا كالنصب ،كقلٌما أفلح ا٤بريد إذا فيطم قبل
فطامها فق ٍد ٌ
تعْب عليو
أكاف فطامو ،بل كمٌب مات شيخو أك فصلو عنو عارض ،ككاف لو انئب أك خليفةٌ ،
على نُ ُحور حزب الرجٌم 188 رماح حزب الرحٌم
مبلزمتو برغم ما كاف عليو مع الشيخ ،كمٌب ٓب ٱبلٌف انئبا كال خليفة لزمو االنتقاؿ إٔب مرشد أك
شيخ يتخذه ُب بقيٌة سّبه ،كهللا تعأب ا٤بوفٌق ا٤بس ٌدد ،كىو حسبنا كنعم ا٤بعْب ا٤بسعد اىػ.
كهللا تعأب ا٤بوفٌق ًٗبىنًٌ ًو للصواب ،كإليو سبحانو ا ٤برجع كا٤بآب.
سرا
ُب ٙبذيرىم من ٨بالفة الشيخ بعد امتثاؿ أكامره ،حاضرا كاف أك غائبا ،كاإلعَباض عليو ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 189 رماح حزب الرحٌم
كجهرا.
أضر على ا٤بريد ً ًً
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ٗبىنٌو إٔب سواء الطريق ،إعلم أنٌو ال شيء ٌ
من ٨بالفة األشياخ كعدـ امتثاؿ أكامرىم كاإلعَباض عليهم كعلى األكلياء رضي هللا تعأب عنهم
كترؾ تعظيمهم كاحَبامهم كعدـ قبوؿ إشارهتم فيما يشّبكف بو عليو .قاؿ ُب ٙبفة اإلخواف:
فاآلداب الٍب تطلب من ا٤بريد ُب ح ٌق الشيخ أكجبها تعظيمو كتوقّبه ظاىرا ك ابطنا ،كعدـ
كيؤكؿ ما أنبأىم عليو ،كتقدٲبو على
اإلعَباض عليو ُب شيء فىػ ىعلىوي كلو كاف ظاىره أنٌو حراـٌ ،
غّبه ،كعدـ اإللتجاء لغّبه من الصا٢بْب.
٧بل الضركرات ككونو معو ُب كمنها أف ال يقعد كشيخو كاقف ،كال يناـ ٕبضرتو إالٌ إبذنو ُب ٌ
مكاف كاحد ،كأ ٍف ييكثًر الكبلـ ٕبضرتو كلو ابسطو ،كال ٯبلس على سجادتو ،كال يسبٌح
بسبحتو ،كال ٯبلس ُب ا٤بكاف ا٤بع ٌد لو ،كال يلج عليو ُب أمر ،كال يسافر كال يفعل فعبل من
ا٤بهمة إالٌ إبذنو ،كال ٲبسك يده للسبلـ كيده مشغولة بشيء كقلم أك أكل أك شرب بل األمور ٌ
يسلٌم بلسانو كينظر بعد ذلك ما أيمره بو ،كأ ٍف ال ٲبشي أمامو كال يساكيو إالٌ بًلىٍي ول و
مظلم ليكوف
صوان لو عن مصادمة ضرر ،كأ ٍف ال يذكره ٖبّب عند
ىم ٍشييوي أمامو ٍ
أعدائو خوفا من أف يكوف كسيلة لقدحهم فيو.
كمنها أف ٰبفظو ُب غيبتو كحفظو ُب حضوره ،كأف يبلحظ بقلبو ُب ٝبيع أحوالو سفرا ك حضرا
لًتىػعي ٌموي بركتيو .كمنها أ ٍف ال يعاشر من كاف الشيخ كريهو كمن طارده الشيخ
كل بركةٰبب من أحبٌو الشيخ كيكره من يكرىو الشيخ .كمنها أ ٍف يرل ٌ عنو ،كاب١بملة ٯبب أف ٌ
حصلت لو من بركات الدنيا كاآلخرة فبربكتو.
كمنها أف يصرب على جفوتو كإعراضو عنو ،كال يقوؿ ًٓبى فىػ ىعل بفبلف كذا كٓب يفعل يب كإالٌ ٓب يكن
مسلًٌمان لو قياده إ ٍذ ًم ٍن أعظم الشركط تسليم قياده لو ظاىرا كابطنا ،أخاطب بذلك أىل هللا ى
الصادقْب.
كمنها أ ٍف ٰبمل كبلمو على ظاىره فيمتثلو إالٌ لًقرينة صارفة عن إرادة الظاىر ،فإذا قاؿ لو إقرأ
ص ًٌل كذا أك ي
ص ٍم كذا كجب عليو ا٤ببادرة ،ككذا إذا قاؿ لو ،كىو صائم ،إفطر كجب كذا اك ى
ص ًٌل كذا إٔب غّب ذلك.
الفطر ،أك قاؿ لو ال تي ى
شم منهم رائحة
كاعلم أف الشيخ العارؼ رٌٗبا ابسط تبلمذتو كخفف عليهم العبادة ،فإذا ٌ
عليو أنفاسو فليستبشر ابلقبوؿ كالفتح كالرضا ،كال يبدم هللا عليو إالٌ بسط لو كلٌما انبسط
معو ،فليزدد ُب قلبو ا٤بهابة كالتعظيم كاإلجبلؿ كاإلحَباـ كاإلحتشاـ ،كلٌما زاد بسطة كخشوعا
زاد فيو مهابة كجبلال.
كمن شرط ا٤بريد أف ال ير ٌد على الشيخ كبلمو كلو كاف ا٢ب ٌق بًيى ًد ا٤بريد فإ ٌف الشيخ إ ٌ٭با يقوؿ ماً
فيو مصلحتو ،فليقف عند قولو كال ينازعو كال ٯبادلو كال ٲباريو ،كمٌب كقع ُب شيء من ذلك أك
خطر لو نزاعو ُب خاطره فالنزاع ،كإ ٍف كاف ُب نفسو ،ىو عْب اإلعَباض ،كاإلعَباض على
الشيوخ حراـ على ا٤بريدين كقوعو ،فهذا
فا١باىل الذم ال يعرؼ البواطن يستوم ُب نظره ىذا القسم كالقسم األكؿ ،فإذا رآل القسم
الوٕب قاؿ ُب نفسو :كًٓبى ٓب يربح القسم الثالث مع أنٌو
األكؿ ربح كحصل لو ا٣بّب الكثّب من ٌ
ٌ
الوٕب، ً
لعل ا٣بلل كالنقصاف م ىن ٌ كاألكؿ؟ فيقوؿٌ : يتأدب كٱبدـ بنفسو ،كيقف عند األمر كالنهي ٌ
ٌ
فيكوف ىذا اباب كاسعا للكبلـ ُب األشياخ كدخوؿ الوسوسة فيهم .كأما ً
الق ٍسم الرابع :كىو ما
يتصور إالٌ مع ا١بسد ،نسأؿ هللا تعأب السبلـ ،كهللا
يكوف ابطنو معتقدا كظاىره منتقدا ،فبل ٌ
تعأب أعلم ".
عْب كظاىره
الوٕب الكامل غائب ُب مشاىدة ا٢ب ٌق سبحانو ال يٰبجب عنو طرفة ٍ
كقاؿ هنع هللا يضر " :أ ٌف ٌ
فمن
مع ا٣بلق ،فيستعمل ا٢ب ٌق سبحانو ظاىره مع القاصدين ٕبسب ما سبق ٥بم ُب القسمة ،ى
قسم لو منهم رٞبة أطلق عليو ذلك الظاىر كأنطقو ابلعلوـ ،كأظهر لو ما ال ييكيٌف ًمن ا٣بّبات.
اد بًو سوءا ،كٓب يقسم لو على يده شيء أمسكو عنو كحجبو عن النطق اب٤بعارؼ ". كم ٍن أر ى
ى
الوٕب مع القاصدين إالٌ كحجر بِب إسرائيل ،فإذا كاف بْب
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو " :كما مثل ٌ
يدم أكلياء هللا تعأب انفجرت منو اثنتا عشرة عينا ،كإذا كاف بْب أعدائو تعأب ال ٚبرج منو كال
ٍ
قطرة كاحدة ".
الوٕب الكبّب فيما يظ ًهر للناس يعصى كىو ليس بعاص كإ ٌ٭با
كقاؿ ر ضي هللا تعأب عنو " :إ ٌف ٌ
ركحو حجبت ذاتو كظهرت ُب صورهتا ،فإذا أخذت ُب ا٤بعصية فليست ٗبعصية ،ألهنٌا إذا
ٗبجرد جعلها ُب فمها فإهنٌا ترميو إٔب حيث شاءت ،كسبب ىذه ا٤بعصية
فإهنا ٌ
أكلت حراما مثبل ٌ
أيت
الظاىرة شقاكة ا٢باضرين كالعياذ ابهلل ،كإذا ر ى
كأما اإلعَباض ابلقلب أك ابللساف فإنٌو سيف صارـ يقطع ا٢ببل بْب الشيخ كمريده ،فبل يعَبض
ٌ
شيئا من أمور الشيخ فإف ٓب يوافق ما عنده من ظاىر العلم أكابطنو فليعلم أ ٌف ىناؾ دقائق بْب
الشيخ كربٌو ال يدريها التلميذ ،كالشيخ ٯبرم على منواؿ تلك الدقائق الٍب بينو كبْب ربٌو فإذا
خالف صورة ظاىرة للشرع فليعلم أنٌو ُب ابطن األمر ٯبرم على منواؿ الشرع من حيث ال
يدريو ا٣بلق.
كأما كزازة ا٤بريد من ظهور بشرية الشيخ فإهنٌا ًمن ٍ
جهلًو ابهلل تعأب كٗبراتبو ا٣بلٍقيٌة ،كذلك أ ٌف هللا
يتجل بو ُب غّبىا من ا٤براتب، كح ٍك وم ٓبٍ ٌ
كل مرتبة من مراتب خلقو أبمر ي سبحانو كتعأب ٘بلٌى ُب ٌ
الفصل العشركف
ُب ٙبذريهم عن قصد الكشوفات الكونية كالكرامات العيانية ،كإعبلمهم أ ٌف طريقتنا ىذه طريقة
شكر ك٧ببٌة ،كأىل ىذا ال يشتغلوف ابلتشوؼ إٔب ما يشغل عن هللا تعأب ،كال يلتفتوف إٔب
الكشوفات الكونية ،كال إٔب الكرامات العيانية.
فؤلجل كوهنم ٧ببوبْب ال ٰبصل ٥بم شيء منها إالٌ اندرا ،بل احملبوبوف منهم ال ٰبصل ٥بم شيئا من
ذلك البتٌة لئبلٌ يركنوا إليو فيجد الشيطاف سبيبل إٔب إغوائهم كإضبل٥بم فّبيهم من األابطيل ما
تعأب ،ا٤بخلصوف هلل الصادقوف ُب معامبلهتم مع هللا تعأب ،تلك الصور ينبئهم ا٢ب ٌق سبحانو
كتعأب عليها بواسطة شيخهم كتعريفو ٌإايىم ،ككيفية مداخلو كمواقع إضبل٥بم كتلبيساهتم ُب
ا٢بضور كالغيبة بعد ً
ص ٌحة الرابطة.
إٕب بصورة ا٣بضر ُب زاكية نور األابد ُب خرساف ُب ا٣بلوة ،فقلت بعد كبلـ قاؿ :كلقد رأيتو جاء ٌ
معو " :أريد أف أ٠بع منك حديثا ٠بعتو من رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ببل كاسطة كما ٠بع
فتغّبٍ ،بٌ إذا افتتحت
سره منك ببل كاسطةٌ ،
الشيخ ركن ا٤بلٌة كالدين عبلء الدكلة ق ٌدس ٌ
ا٢بديث كقلت :قاؿ رسوؿ هللا
متغّب
صلٌى هللا عليو كسلٌم" :إذا رأيت الرجل حجوجا معجبا برأيو قد ٛبت خسارتو" قاـ كىرب ٌ
فقصدت أخ ىذه فلم أدركو .قاؿ :كا٤بقصود من ىذا
ي لص مك ٌدرة،
الصورة ا٣بضركية إٔب صورة ٌ
حٌب ال يقع السالك ا٤بتبتٌل ،القاصد لرؤية األشياء ككقوع خوارؽ
التطويل التنبيو كالتحذير ٌ
العاداتُ ،ب شبكة الشيطاف ،كال يدخل ا٣بلوة ببل إذف الشيخ قطعا.
قاؿ بعض ا٤بشايخ " :ىمن ٓب يكن لو شيخ فشيخو الشيطاف ".
قاؿ :كلقد رأيت ىمن ي ٌدعي اإلرشاد قطع الشيطاف عليو الطريق ،كصار ًمن أكرب ككبلئو ُب
اإلضبلؿ كاإلفساد ُب معرض اإلرشاد .فالصدؽ كاإلخبلص ،كعدـ اإلعجاب بشيء من
كمضل كمهلك،
ٌ قلت :قد ظهر لنا أ ٌف قصد الكشوفات الكونيٌة كالكرامات العيانيٌة مذموـ
إف ى
يضل هبا
كأ ٌف طريقة شيخكم طريقة شكر فلذلك ىم ٌن هللا تعأب ٕبفظهم من األابطيل الٍب ٌ
كتبْب لنا أيضا الفرؽ بْب طريقة الشكر الٍب ىي
الشيطاف ،كلكن نريد أف تزيدان بياان ُب ذلكٌ ،
طريقتكم كطريقة اجملاىدة ،حٌب أ ٌف األكٔب مدارىا كلٌها على الشكر كالفرح اب٤بنعم ًمن غّب مش ٌقة
كال كلفة كاألخرل مدارىا على الرايضة كالتعب كا٤بش ٌقة كالسهر كا١بوع كغّبٮبا ،كأيٌهما ٍأكٔب؟
كىل يٮبىا متوافقاف على الرايضة؟ كإ ٌ٭با أيمركم شيخكم ابلشكر
أمر ابلشكر كالفرح ابهلل تعأب من أكؿ كىلة كحْب البداية؟
بعد القرب للوصوؿ أك عنده ،أك ىو ه
كىل الطريقاف ٲبكن سلوكهما لرجل كاحد أك ال ٲبكن أف ينتفع إبحداٮبا إالٌ ابإلعراض عن
اب٢ب ٌق سبحانو كيعرض عن غّبه ،كىذه ا٢بالة الٍب حصلت ٥بذا بعد الفتح ىي كانت البداية ُب
طريق الشكر فيما بعد ما بْب الطريقتْب ،كتباين ما بْب ا٤بطلبْب ،كاب١بملة فالسّب ُب األكٔب سّب
القلوب كُب الثانية سّب األبداف ،كالنيٌة ُب األكٔب خالصة كُب الثانية مشوبة ،كالفتح ُب األكٔب
يل ٕبيلة كسبب ،فانقسم إٔب الوجهْب ً
رابنيٌا كُب الثانية ن ى
تشوؼ من العبد إليو فكاف ٌ
ىجومي ال ٌ
ٌ
السابقْب.
كالفتح ُب األكٔب ال ينالو إالٌ ا٤بؤمن العارؼ ا٢ببيب القريبٖ ،ببلؼ الفتح ُب الثانية فإنٌك قد
توصلوا هبا إٔب شيء من اإلستدراجات ،كأما ا١بمع
٠بعت أف للرىباف كأحبار اليهود رايضات ٌ
كجل ُب سائر حركاتو كسكناتو ،كيقيم ظاىره ُب
عز ٌبينهما فيمكن للشخص أف يعلٌق قلبو ابهلل ٌ
اجملاىدات كالرايضات ،كهللا تعأب أعلم .اىػ.
كإٔب ٝبيع ما تق ٌدـ يشّب كبلـ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ،كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب،
حيث قاؿ:
احملرمات ا٤بالية شرعا أكبل كلباسا كمسكنا ،إٔب أف قاؿ :كاألمر
كاألمر الثا٘ب ٩بٌا أصيك بو ،ترؾ ٌ
الذم ال ب ٌد منو بعد ىذا ،كىو بداية ٝبيع األمور كهنايتها ،تعلٌق القلب ابهلل تعأب كاإل٫بياز إليو
بكل كجو ً
كترؾ ما سواه عموما كخصوصا ،فإ ٍف قدر العبد على ارٙباؿ القلب إٔب هللا تعأب ٌ
حسا فهو الغاية .اىػ .ككما قاؿ أيضا: كل حاؿ ٕبركة القلب ٌ كعلى ٌ
األكؿ :ىو
كيظل كيبيت ليس لو مراد إالٌ شيئافٌ ،
كالواجب ُب ح ٌق السالك أف ٲبسي كيصبحٌ ،
كجل ،إختيارا عن ٝبيع ا٤بوجودات ،كاستغناء بو عنها ،كأنىػ ىفةن من ٢بظها ،كغّبة أف ٱبتار
عز ٌهللا ٌ
كأكؿ مراده كآخره ،كمفتتحو كختمو،
كجل ىو مبدأ مراده كمنتهاهٌ ،
عز ٌسواه ،كليكن هللا ٌ
كمستغرقا لقصر مراده عليو فيما بْب ذلك كلٌو حٌب ال تبقى حملة يريد فيها غّبه أل ٌف إرادة الغّب
كجل خالصا رقية غّبه،
عز ٌٌإما طمع أك عبث ،كالثا٘ب :من مرادات السالك أف يكوف كلٌو هلل ٌ
حٌب ال
سرا كركحا كعقبل كنفسا كقلبا كقالبا ٌ
كامل التعلٌق بو ٌ
كجل ،منسلخا عن ٝبيع
عز ٌذرة ٨بتلفة عن هللا تعأب ،كيكوف كاقفا مع مراده ٌ
يكوف منو ٌ
اإلردات كاإلختيارات كالتدبّبات كا٢بظوظ كالشهوات كاألغراض ،كاقفا ُب ذلك كلٌو مع هللا
ٲبجد هللا كيعظٌمو كيسبٌحو كيق ٌدسو كٰبمد هللا تعأب على ا٢بالة الٍب ىو عليها ،كال يقصد ُب
ٌ
عبادتو شيئا ،كال ينظر فيها إٔب شيء ،فتصعد أفعالو إٔب هللا تعأب كتدخل على الباب ا٤بفتوح
ين آ ىىمنيوا َّ ً
بتحوؿ على ما ذكرانه أكال كال يكوف كقوؼ إال التجلي لقولو تعأب :ىكالذ ى كتشتغل ٌ
ات ( ،)2كأىل العمل الصاّب ىم الذين ٓب يقصدكا ُب أعما٥بم شيئا من مصلحة ك ىع ًمليوا َّ ً
ا٢ب ً
الص ى ى
كال منفعة ،كال يسأؿ ُب عبادتو إالٌ اإلعانة كالعافية الكاملة ،يسأ٥با آلخرتو.
قل لو خيار السؤاؿ ،إذا سأؿ أحدكم ،فليسألو ُب العفو كالعافية ،كإذا كاف قصده ُب ٘بريده
سر ،تطلع أعمالو حٌب ترد على الباب ا٤بغلق
كانقطاعو كصوال إٔب مقاـ أك طلب علم أك ٌ
يَ ٍ٥بً ىم
فتجلس تعاينو ينفتح ساعة ترجو صاحبها يرجع كيقوؿ عبادٌب هلل ألطلب حاجة ،فإذا أ ي
كقاؿ ىذا رجعت كدخلت عل الباب ا٤بفتوح ،كإف ٓب يقل ما ذكر رجعت تلك األعماؿ منقطعة
كانقطاع الريح ُب ا٥بواء ،فتجوؿ حٌب تسكن ٗبعُب تنقلب عليو خسراان.
كل ىذه ا٤بعا٘ب ُب القرآف العظيم ،كقل لو:
إٔب أف قاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم :قل ٢ببييب التجا٘ب ٌ
ىذا الكتاب يدلٌك على ما أمرتك بو ،قلت لك :ال تقصد شيئا ،كال ٘بتهد ُب حرص على
عز
شيء .اجتهد ُب العبادة ك٨بالفة النفس ،فا٢برص كاإلجتهاد ال يكوف إالٌ ُب العبادة هلل ٌ
كجل ،ك٨بالفة النفس ،كا٢برص فيما يقصده اإلنساف ُب العبادة ىو أتخّب الفتح .قل لو :ىوٌ
أتخّب الفتح ،قل لو :ىو أتخّب الفتح ،قل لو :ىو تعويق الفتح إٔب ثبلث مرات .اىػ.
كأم شيخ ييظ ًهر ُب كاقعات مريديو ٩بٌا ال يتعلٌق ابلتأديب كالَببية فهو و
ساع ُب حجاب مريده ٌ
ترىب هبا
كاألكٔب ٕباؿ ا٤بريد نفي ما رآه ُب كاقعتو فإ ٌف الواقعات أكثرىا خياالت ٌ ابالعجابٍ ،
قل مرتبة ٩بٌن رأل كيرل ،بل أفضل، ً
أطفاؿ الطريقة ،كليس من ٓب ير شيئا كال يرل ُب كاقعتو أب ٌ
القوم الكامل فهو ال يلتفت إليها ،فإنٌو يعلم أ ٌف
ٌ كأما
فإ ٌف ضعفاء اليقْب إذا رأكا يقول يقينهمٌ ،
ْب رسوليو ُب أحاديثو ،فهي كما كصف من ا١بنٌة ْب هللا سبحانو كبىػ َّ ى
الدار اآلخرة على ما بىػ َّ ى
كم ىن ا٢بساب و
لبعض كنعيمها ،كالنار كجحيمهاً ،
لبعض ،ككزف األعماؿ كسائر األحواؿ كاألىواؿ ،فلو ٓب تنكشف تلك األمور فسَبل كعدمو و
فيضمحل ذلك بنور
ٌ يوـ البعث كالنشور ،كلو انكشف خبلؼ ما كصل بتسويل الشيطاف
كأم ضرر ُب عدـ كشفها ٤بن أراد العركج إٔب معارج العرفاف،
فأم فائدة ُب كشفهاٌ ،
اإلٲبافٌ ،
كالوصوؿ إٔب مشاىدة ٝباؿ ا٤بلك ا٤بنٌاف؟
سر السالك اب٢بوادث كالعوارض كمٌب كأما أمور ىذه الدار ،فك ٍشف أحواؿ الناس ٩بٌا يشغل ٌٌ
فأٗب يستع ٌد لظهور نور القدٙب كما جعل هللا لرجل من قلبْب ُب
كاف ملتفت ا٣باطر إٔب ا٢بادث ٌ
جوفو.
أم فىػ ٍر وؽ ٍبْب أف تعرؼ أحواؿ الناس إبخبارىم ٌإايؾ ٍ
كبْب أف سرهٌ " :
كاف يقوؿ الشيخ ق ٌدس هللا ٌ
فأم شيء ينفعك
تعرؼ بكشفك؟ حادث عرؼ حاؿ حادث؟ ماذا حصل لك ُب سلوكك؟ ٌ
ىذا ُب طريق معرفة ا٢ب ٌق سبحانو؟ كيقولوف فبلان رآل العرش ،كرآل جسما أعظم األجساـ
سره كجازاه ابلشفقة علينا خّب ا١بزاء
كأعبلىا كأصفاىا ،حادث رأل حاداث " .فكاف ق ٌدس ٌ
من ٍاإللتفات إٔب ا٤بكاشفات الكونيٌة كالكرامات العيانيٌة ،ككنٌا إذا حصل
ين ٌفران غاية التنفّب ى
لواحد ًمنٌا شيء ًم ىن ا٣بوارؽ يبكي خوفا ًم ىن ٍاإللتفات ا٤بكموف ا٤بدفوف ُب النفس من
عما يذكره سقراط كبقراط كأفبلطوف كسأؿ صاحب اإلبريز شيخو رضي هللا تعأب عنهما ٌ
كسّبىا، ً
العلوم مثٍل كبلمهم ُب النجوـ ٍ
ٌ كجالينوس كغّبىم من ا٢بكماء كفبلسفة الكفر ُب العآب
األكؿ ،كعطارد ُب الثا٘ب،
كمواضع أفبلكها ،كقو٥بم أ ٌف القمر ُب الفلك ٌ
كا٤بريخ ُب ا٣بامس ،كا٤بشَبم ُب السادس ،كزحل ُبكالزىرة ُب الثالث ،كالشمس ُب الرابعٌ ،
السابع ،إٔب غّب ذلك ٩بٌا ٰبكموف بو ُب القراانت كأمور تعديل الفلك ،من أين ٥بم بذلك مع أنٌو
درؾ اب٢بواس كال أبدلٌة النظر ،ىك يى ٍم ال يستندكف ُب ذلك إٔب كحي من
غيب ٧بض إذ ليس ٩بٌا يي ى
هللا تعأب لبعض أنبيائو؟ كما يٰبكى ُب ذلك عن سيٌدان إدريس على نبيٌنا كعليو الصبلة كالسبلـ
ت مسافتها ،كالتواتر ُب طريقها ال يىًفي بتفاصيل ما ذكركه مع أ ٌف النسبة إٔب سيٌدان إدريس بىػعي ىد ٍ
ف ابلضركرة ،كخرب اآلحاد فيها ال يٯبدم شيئا م ٍنػتى و
ي
كى ٍم أىل كفر ،كخرب الواحد ال ييقبل إالٌ ًم ىن العدؿ ،كإ ٍف كاف ً
إذ ىذا ا٣برب إ ٍف كاف م ىن الفبلسفة ي
ًمن غّبىم فهذا الغّب ال ييعلم كفره كال إٲبانو.
فقاؿ لو شيخو هنع هللا يضر :إ ٌف هللا تعأب ىخلى ىق ا٢ب ٌق كالنور كخلق لو أىبل ،كخلق الظبلـ كالباطل كخلق
لو أىبل ،فأىل الظبلـ يفتح ٥بم ُب الظبلـ كمعرفتو كٝبيع ما يتعلٌق بو ،كأىل ا٢ب ٌق يفتح ٥بم ُب
ا٢ب ٌق كمعرفتو كٝبيع ما يتعلٌق بو.
كا٢ب ٌق ىو اإلٲباف ابهلل تعأب ،كاالقرار بربوبيٌتو ،كالتصديق أبنٌو ٱبلق ما يشاء كٱبتار ،مع اإلٲباف
كل قاطع عن هللا
ابألنبياء كا٤ببلئكة كٝبيع ما يتعلٌق برضاه سبحانو كتعأب .كالظبلـ ىو الكفر ك ٌ
سبحانو كتعأب ،كمنو الدنيا كاألمور الفانيٌة كا٢بوادث الٍب تكوف فيها ،كفاؾ دليبل على ذلك
لى ٍع ين النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم ٥با حيث يقوؿ" :الدنيا ملعونة ملعوف ما فيها إالٌ ذكر هللا كما
كااله".
كأ ٌف ا٢ب ٌق نور من أنوار هللا تعأب تيس ىقى بو ذكات أىل ا٢ب ٌق فتتشعشع أنوار ا٤بعارؼ ُب ذاهتم،
كتصم
ٌ فتس ىو ُّد عقو٥بم كتعمى أبصارىم عن ا٢ب ٌق،
كأ ٌف الباطل ظبلـ تيس ىقى بو ذكات أىل الباطل ٍ
أل٘ب ال أحبٌها ،كال ندخل الكنائس ألنٌك ال ٙببٌها ،كال ندخل مدينة لئبلٌ يقوؿ
تدخل ا٤بساجد ٌ
كيهودم ،كلكن ٪بوؿ ُب الفياُب كالقفار كال نتخذ زادا " ،فقاؿ إبراىيم:
ٌ الناس اصطحب مسلم
" لك ذلك " .فخرجا إٔب الفلواتٍ ،بٌ بقيا ثبلثة أايـ ٓب يذكقا شيئا ،فبينما ٮبا جالساف إذ أقبل
اليهودم كُب فمو ثبلث أرغفة فطرحها بْب يديو كانصرؼ ،قاؿ إبراىيم " :فلم
ٌ كلب ٲبشي إٔب
ىو أيضا الفتح ،فوقف مع ما شاىد ُب العوآب ،كانقطع عن ا٢ب ٌق سبحانو ،كخسر الدنيا
العلوم ،كيذكر مواضع النجوـ كيربط هبا األحكاـ،
ٌ كاآلخرة ،كجعل يفرح ٗبا شاىد ُب العآب
كرجع عن دين إبراىيم فتل ٌقى ذلك منو من أراد هللا خذالنو إٔب اف بلغ إٔب الفبلسفة ا٤بلعونْب.
دؿ على غّب هللا تعأب ،فهو من القاطعْب عن
قاؿ هنع هللا يضر :إشتد غضب هللا على ذلك الرجل ألنٌو ٌ
هللا تعأب.
كجل كا١بمع
عز ٌ كالنبوة خصلة كاحدة :كىي الداللة على هللا تعأب ٌقاؿ هنع هللا يضر :إ ٌف فائدة الرسالة ٌ
تدؿ على
جعلت ٌ
ٍ كالنبوةٍ ،بٌ
ت ابلرسالة ٌ ذات أ ًيم ىر ٍ
حٌب ٌأان لو فرضنا فرضا مستحيبل ُب و
عليوٌ ،
جعلت ٘بمع الناس على نفسها كتقطعهم عن ا٢ب ٌق سبحانو ،فإهنٌا تنقلب إٔبٍ غّبه تعأب ،أك
الوصف السابق ُب ذلك الرجل .ىذا الفرض ا٤بستحيل ذكرانه على سبيل ا٤ببالغة للتنفّب من
الداللة على غّبه تعأب.
ٍبٌ قاؿ رضي هللا تعأب عنو ،ككنٌا ٭بشي على قنطرة ابب ا٢بديد ،أحد أبواب فاس حرسها هللا
حٌب ٱبلص من ا٤بهول إٔب الٍب تعأب ًٗبىنًٌ ًو " :ما فائدة ىذه القنطرة؟ " ،ي
قلت " :ا٤بشي عليها ٌ
ٍبٌ قاؿ :كقاؿ رضي هللا تعأب عنو :إ ٌف الكاملْب ًمن أىل ا٢ب ٌق إذا يسئًليوا عن مسألة ًمن ا٢بوادث
القوؿ ألنٌو ٌأكؿ األمر شاىدكه ،كقد شاىدكا ا٢ب ٌق بعده ً
الٍب ستقع ٓب يتكلٌموا فيها إالٌ ابلنزر من ٍ
فعلموا بطبلنو ،فىػ يه ٍم يكرىونو كيكرىوف الكبلـ فيو ،كأل ٌف الدنيا كا٢بوادث الواقعة فيها مبغوضة
ضوف ما يبغضو ا٢ب ٌق سبحانو ،كأيضا فبل يتكلٌموف فيها إالٌ ابلنزكؿ عن عند هللا تعأب ،ىك يى ٍم يم ًبغ ي
الثراي إٔب الثرل ،فإ ٌف درجة تلك ا٢بوادث ً
درجتهم كما ينزؿ م ىن ٌ
ىي درجة فتح أىل الظبلـ .كأيضا فإهنٌم رضي هللا تعأب عنهم ال يشاىدكف إالٌ أبنوار ا٢ب ٌق
ماض فيو كال حاؿ كال مستقبل ،فأكثر ما يعلم سبحانو ،كنور ا٢ب ٌق يرتفع فيو الزماف كترتيبو ،كال و
كأما أنٌو يقع يوـ كذا فبل ٰبصل ٥بم إالٌ
الوٕب بنور ا٢ب ٌق أ ٌف ا٢بادث الفبل٘ب كاقع ال ٧بالةٌ ،
ٌ
ابلنزكؿ إٔب اعتبار الزماف كترتيبو ،كىو من الظبلـ عندىم ابلنسبة إٔب نور ا٢ب ٌق ،كمثل من يفعل
ذلك كمثل الشمس إذا نزلت من ٠بائها إٔب األرض كأخذت مرآة بْب عينيها كجعلت تنظر هبا.
قاؿ :فقلت فإ ٌف ا٢ب ٌق سبحانو يعلم ما سيقع كترتيبو ،كيعلم ما ُب ا٤باضي كما ُب ا٢باؿ كما ُب
ا٤بستقبل ،كالوٕب ينظر بنوره ،فينبغي أف يعلم ما سبق من غّب و
نزكؿ إٔب درجة الظبلـ ،فقاؿ ٌ
قوم ،كالعبد ضعيف،
كالرب تعأب ٌ
ٌ بكل شيء علما،رضي هللا تعأب عنو :ذلك ألنٌو تعأب أحاط ٌ
كعلم العبد قاصر ،كاب١بملة فالعبد ال يقاس بربٌو تبارؾ كتعأب ،كقد قاؿ سيٌدان ا٣بضر لسيٌدان
موسى على نبيٌنا كعليو الصبلة كالسبلـ " :ما نقص علمي كعلمك من علم هللا إالٌ كما نقصو
ىذا العصفور بنقرتو من البحر ".
أقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىو ا٥بادم ًٗبىنًٌ ًو إٔب سواء الطريق ،إعلم أ ٌف االقتصار على شيخ كاحد
لكل مريد صادؽ التزامو كإالٌ فبل سبيلالزـ ُب طريق أىل هللا ،كال ب ٌد ٌ
ط ه ال يتع ٌداه إٔب غّبه شر ه
لو إٔب الوصوؿ البتٌة إالٌ أف تدركو عناية رابنية بًسبق ٧بب وة و
إ٥بية. ٌ ٌ ىٍ ٌ
قاؿ ٌسيدم أٞبد بن ا٤ببارؾ ُب اإلبريز:
حٌب
ك٠بعتو ،يعِب القطب عبد العزيز ،يقوؿ رضي هللا تعأب عنو :إ ٌف العبد ال يناؿ معرفة هللا ٌ
حٌب
يعرؼ سيٌد الوجود صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كال يعرؼ سيٌد الوجود صلٌى هللا عليو كسلٌم ٌ
ص ًٌل عليهم
حٌب ٲبوت الناس ُب نظره فبل يراقبهم كال يراعيهم ،فى ىيعرؼ شيخو ،كال يعرؼ شيخو ٌ
التشوؼ إليهم.
صبلة ا١بنازة كانزع من قلبك ٌ
حٌب ال يكوف بقلبو غّب الشيخ كهللا تعأب
كقاؿ ُب موضع آخر :فإ ٌف ا٤بريد ال ٯبيء منو شيء ٌ
كالرسوؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم.
كسره ال يطيقو إالٌ ىمن كاف ف ٌخاره صحيحا أب ٍف يكوف صحيح ا١بزـ ،انفذ
كقاؿ ُب موضع آخرٌ :
العزـ ،ماضي اإلعتقاد ،ال ييصغى لقوؿ أحد من العباد ،قد صلٌى على ما عدا شيخو صبلتو
على ا١بنازة.
كقاؿ صاحب الرائية:
ً
كال تىػ ٍق يد ٍـ من قبل اعتقادؾ أنٌو ...يم ىر وٌ
ب كال ٍأكٔب هبا منو ُب العصر
فإ ٌف رقيب اإللتفات لغّبه ...يقوؿ حملبوب السراية ال تسرم
كُب الباب األحد كالثمانْب كمائة من ا٤بفتوحات ا٤بكيٌة للشيخ ٧بيي الدين بن العريب ا٢باٛبي
رضي هللا تعأب عنو:
ط بْب شيخْب قياسا على عدـ كجود العآب بْب إ ى٥بىٍ ً
ْب ،كعلى عدـ كجود إ ٌ٭با كاف ا٤بريد ال يفلح قى ٌ
ا٤بكلٌف بْب رسولْب ،كعلى عدـ كجود امرأة بْب رجلْب .اىػ.
كقاؿ ُب ا٣ببلصة ا٤برضيٌة:
كاعلم أ ٌف االحتياج إٔب شيخ كاحد من كجوه ال تكاد تنضبط أك تدخل ٙبت ا٢بصر ،ىكذى ىك ىر
كل شيخ بطريقة ال يتع ٌداىا كال ٱبلطها بغّبىا
منها :أ ٌف الطرؽ إٔب هللا تعأب كثّبة ،كقد تعلٌق ٌ
يتشوش ٮبٌو ،اترة ٲبيل إٔب ىذه كاترة
ليثبت الطالب على طريقة ،كٲبكنو أف يواظب عليها ،كال ٌ
ٲبيل إٔب تلك فيكوف ًمن قبيل ا٤بيىذبٍ ىذبًْب بْب ذلك ال إٔب ىؤالء كال إٔب ىؤالء.
فرض االختيار ليس ُب كسعو الثبات عليو فإ ٌف الوالية ُب
مستقل ابالختيار ،كعلى ى
ٌ كا٤ببتدم غّب
ابطنو للنفس كالشيطاف ،فإذا شرع ُب طريقو كالتعلٌق هبا زيٌن لو الشيطاف طريقة أخرل،
كتساعده النفس كتيػبىًٌي
ْب لو ابلربىاف أهنٌا أفضل من ىذه ،كمقصوده أف يزيلو عن األكٔب .فإذا زاؿ
كاشتغل أبخرل زيٌن لو أخرل ،إٔب أف ٲبيل الطالب كتسكن حرارة طلبو فّبجع القهقرل.
قوة كح ٍس ًن كاليتو فالشيخ ٰبفظ أحوالو ٌ
بقوة كاليتو ا٤بستفادة من ٌ كإذا كاف ُب حصن الشيخ ي
هبمتو الصافية ككبلمو ا٤بؤثر النافذ ،فّبل بنور كالية الشيخ أ ٌف
ا٢بضرة النبويٌة ،كيثبٌتو عليها ٌ
الداخل عليو شيطاف فيضعف ا٣باطر ًإذ الشيطاف ال يقوـ ُب مقابلة نور كالية الشيخ.
كيتعْب ربط القلب من
كقاؿ بعد ىذ الكبلـ :قاؿ الشيخ جربيل ا٢بزماابذم رٞبو هللا تعأبٌ :
" ىل يٱب ٌل إبرادة ا٤بريد أف يزكر الصا٢بْب األحياء كاألموات أك أحدٮبا فقط " ،أنٌو إف كانت
زايرتو رغبة عن شيخو أك احتقارا لو فذلك ٩بٌا يًٱب ٌل إبرادة ،كيكوف سببا ٢برمانو كعدـ اإلنتفاع
كا٣ببلؼ ُب بعض آداب أىل العرفاف ،فاآلداب الٍب تطلب من ا٤بريد ُب ح ٌق الشيخ أكجبها
تعظيمو كتوقّبه ظاىرا كابطنا ،إٔب أف قاؿ :كتقدٲبو على غّبه ،كعدـ اإللتجاء لغّبه من
الصا٢بْب ،كال يزكر كليٌا من أىل العصر كال صا٢با ،اللٌهم إالٌ إبذنو ،كال
سر شيخو كخطايب هبذا ً ً
يتم ىس ٍقييوي من ماء ٌحٌب ٌ
ٰبضر ٦بلس غّب شيخو ،كال يسمع من سواه ٌ
التربؾ .كمن أراد من ا٤بشايخ قصر الصادقْب اجمل ٌدين ا٤بهيمْب ال كل من تل ٌقى الذكر عليو بًىق ٍ ً
صد ٌ ٌ
كل ىمن ل ٌقنو الذكر عليو فهو ٨بطئ ،كيعلم بذلك أنٌو ليس بشيء ُب طريق هللا تعأب .اىػ. ٌ
يتمسك بعض القاصرين ُب العلم أك ُب الفهم أك فيهما ،أك بعض ا٢بسدة ا٤بردة
قلت :قد ٌ
إ ٍف ى
ض َّره، حٌب مَ ً
ص ىل ىم ٍن ىؽ ىَ ىعوي كينفع ىم ٍن ى كعلى بيغض الباطل بيغضا دائما ،كعلى العفو الكامل ٌ ى ن
كأما
النيب قبل الفتح كبعدهٌ . النبوة كأجزاؤىا السبعة الٍب تطبع عليها ذات ٌ
فهذه ىي خصاؿ ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 222 رماح حزب الرحٌم
الوٕب فإهنٌا قبل الفتح ًم ٍن ٝبلة الذكات ليس فيها شيء زائد ،فإذا فيتً ىح عليها جاءهتا
ذات ٌ
كأما ما ذى ىك ىرهي ُب الفرؽ
الوٕب غّب معصوـ قبل الفتح كبعدهٌ ،
األنوار ،فأنوارىا عارضة ،كلذا كاف ٌ
ك كعدمو فليس بصحيح ،أل ٌف الوٕب ال ب ٌد أف يشاىد ا٤ببلئكة بْب النيب كالوٕب ًمن نزكؿ ا٤بىلى ً
ٌ ٍ ٌ
بذكاهتم على ما يى ٍم عليو ،كٱباطبهم
الوٕب ال يشاىد ا٤بلك كال يكلٌمو فذلك دليل على أنٌو غّب مفتوح كل ىمن قاؿ أ ٌف ٌ كٱباطبونو ،ك ٌ
عليو .اىػ.
ٍبٌ قاؿ الشيخ أٞبد بن ا٤ببارؾ :قلت ،ككذا قاؿ ا٢باٛبي رٞبو هللا تعأب ُب الفتوحات ا٤بكيٌة ُب
ط ٝباعة من أصحابنا ،منهم اإلماـ أبو حامد الغزإبُ ،ب
الباب الرابع كالستْب كثبلٜبائة :ىخلى ى
الوٕب ييػل ىٍه يم كال ينزؿ عليو ا٤بلك،
كك ٌ النيب ينزؿ عليو ا٤بىلى ي
كالوٕب ،أ ٌف ٌ
ٌ النيب
قو٥بم ُب الفرؽ بْب ٌ
فالوٕب إذا نزؿ عليو ا٤بلك فقد أيمره ابإلتٌباع،
ٌ قاؿ :كالصواب أ ٌف الفرؽ فيما ينزؿ بو ا٤بلك،
بصحة حديث كقد ٱبربه ٌ
فهمت كبلـ الشيخ رضي هللا تعأب عنو ُب الفرؽ
ى ضعفو العلماء ،إٔب أ ٍف قاؿ الشيخ أٞبد :إذا
ٌ
علمت أ ٌف ما استصوبو ا٢باٛبي رٞبو هللا تعأب ُب الفرؽ غّبي ظاى ور أل ٌف حاصلو أ ٌف ٌ
الوٕب ى السابق
قصة مرٙب ،فإ ٌف ا٤بىلىك
يتنزؿ عليو ا٤بلك ابألمر كالنهي ،كيلزـ منو أ ٍف يكوف ذا شريعة كما ُب ٌ
ال ٌ
نزؿ عليها ابألمر كليست نبية .اىػ.
قلت :كإذا كاف ا٤بفتوح عليو على ىذه ا٤برتبة فبل يستبعد أف يكوف منعو أىل طريقتو عن زايرة ي
األكلياء إً ٍذان ًمن هللا تعأبً ،
كمن رسولو صلٌى هللا عليو كسلٌم ،بواسطة ملى و
ك من ا٤ببلئكة. ى ى
كقاؿ الشعرا٘ب ُب ٌأكؿ الطبقات:
ا٤بضرة
كٯبب على الشيخ أف ال يَبؾ أصحابو يزكركف شيخا آخر ،كال ٯبالسوف أصحابو ،فإ ٌف ٌ
ٚبصو ال يتع ٌداىا كال ٱبلطها بغّبىا ،فيسمع ا٤بريد
لكل شيخ طريقة ٌ
سريعة للمريدين أل ٌف ٌ
أصحاب ذلك الشيخ يذكركف عن شيخهم خبلؼ ما أمر بو شيخو ،فيختلف عليو األمر،
فيوقعو .فوجب على الشيخ س ٌد ىذا الباب على ا٤بريدين .كيتخيٌل الناس كا٤بريدكف غّب
الصادقْب أ ٌف الشيخ إ ٌ٭با ٲبنع أصحابو من زايرة الشيوخ ك٦بالسة أصحاهبم من أجل رايء
كحسب ،كىذا كلٌو ابطل كافَباء على الشيوخ.
قلتً :
كمن ىنا تعلم أنٌو ال ينكر على شيخ منع أصحابو كأىل طريقتو من زايرة األكلياء فقط،
كيش ٌدد على ذلك اإلنكار كيبالغ فيو إالٌ ىمن كاف ًم ىن األغبياء ا١بهلة الذين يعتقدكف أ ٌف زايرة
األكلياء كلٌهم كاجبة إٝباعا أك ُب مذىب من ا٤بذاىب ،كٓب يعلموا أ ٌف غاية ما قيل فيها ا١بواز
ْب ُب أصل الشرع كاجتماع الرجاؿ كالنساء كتلك ٧برـ أك مكركه بىًٌ و ً
كاإلستحباب إ ٍف سلمت من ٌ
األمور الٍب ٙبدث ىناؾ ،كٓب يعلموا أ ٌف تضليلهم ىم ٍن ىمنى ىع أصحابو ًمن زايرة األكلياء ألسرار
ألهنم نسبوا أكلياء هللا
ٯبرىم إٔب الكفر ٌ
يعلمها ٌ
تعأب كالعارفْب كإماـ أئمة دار التنزيل مالك بن أنس إٔب الضبلؿ ،ككفاىم بذلك ًمن هللا تعأب
توسل ٗبخلوؽ أصبل ،كقيل إالٌ برسوؿ هللا صلٌى هللا خسراان ،إ ٍذ قد ير ًك ى
م عن مالك أنٌو قاؿ :ال يي ٌ
علمت أ ٌف الزايرة جائزة أك
ى زركؽ هنع هللا يضر .كإذا
عليو كسلٌم .أنظر أتسيس القواعد للشيخ أٞبد ٌ
مستحبٌة فاعلم أنٌو ال اعَباض على شيخ ىمنى ىع مريده عن فً ٍع ًل مباح مثبل.
قاؿ ُب لواقح األنوار القدسيٌة ُب العهود احملمديٌة:
فإايؾ اي أخي أف تبادر إٔب اإلنكار عليو إذا رأيت أحدا منهم أيخذ العهد على مريد بَبكو ا٤بباحٌ
٠بعت سيٌدم عليٌا ا٤برصفي يقوؿ :ال ينبغي ٤بريد أف يزكر كال ييزار لًغىلىبىة اآلفات عليو .فبل ىو ي
كر يم ىع ٌد لَببيتو ،كرٌٗبا ٠بع ًمن ذلك الشيخ الذم زاره كلمةمرصد للَببية لييقت ىدل بو كال ا٤بىيز ي
على نُ ُحور حزب الرجٌم 226 رماح حزب الرحٌم
نفسو .قاؿ :كأراد سيٌدم دمحم الشنٌاكم زايرة شخص ًم ٍن مشايخ عصره
س ُّر هبا ي
موافقة ٥بواه فتي ى
فشاكر شيخو الشيخ دمحم بن أيب ا٢بمايل رٞبو هللا تعأب ،فنظر إليو شزرا كقاؿ :اي دمحم ال ينبغي
كنت ال أكفيك فكيف ٤بريد أف أيخذ عن شيخ إالٌ إذا ىعلً ىم أنٌو يكفيو ًمن ٝبيع الناس ،فإف ي
دت ىعلى َّي ُب الظاىر كابطنك ٖببلفو،
تقيٌ ى
فقاؿ :اي سيٌدم التوبة ،فتاب .اىػ.
كإٔب معُب ٝبيع ما تق ٌدـ أشار كبلـ الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ،كما ُب جواىر
ا٤بعا٘ب ،حيث قاؿ:
كمن الشركط ا١بامعة بْب الشيخ كمريده أف ال ييشرؾ ُب ٧ببٌتو غّبه ،كال ُب تعظيمو ،كال ُب ً
٧بمد صلٌى هللا عليو كسلٌم، كيتأمل ذلك بشريعة نبيٌو ٌ اإلستمداد منو ،كال ُب اإلنقطاع إليو بقلبوٌ ،
٧بمد صلٌى هللا عليو كسلٌم برتبة غّبه ًم ىن النبيٌْب كا٤برسلْب ُب احملبٌة سول رتبة نبيٌو ٌ
فإ ٌف ىم ٍن ٌ
كالتعظيم كاإلستمداد كاإلنقطاع إليو ابلقلب كالتشريع فهو عنواف على أف ٲبوت
عرفت ىذا فليكن ا٤بريد مع شيخو كما س ٍب ًق ٧ببٌة إ٥بية ،فإذا ً
ى كافرا إالٌ أف تدركو عناية رابنية ب ى
ىو مع نبيٌو صلٌى هللا عليو كسلٌم ُب التعظيم كاحملبٌة كاإلستمداد كاإلنقطاع إليو ابلقلب ،فبل
ييس ًٌوم بو غّبه كال يشرؾ.
لكل
سعيو إالٌ أتليف ،كُب ما ذكرانه كفاية ٌ قلت :كلوال خوؼ التطويل ى١بىلىٍبػنىا ُب ىذا ا٤بقاـ ما ال يى ى
اَّلل فىػهو الٍم ٍهت ًد كمن ي ٍ ً ً
ضل ٍل فىػلى ٍن ىً٘ب ىد لىوي كأما غّبه فكما قاؿ فيو موالان :ىم ٍن يىػ ٍهد َّي ي ى ي ى ى ى ٍ ي موفَّق سعيدٌ ،
ىكلًيِّا يم ٍر ًش ندا ()2
كهللا تعأب ا٤بوفًٌق ًٗبىنًٌ ًو للصواب ،كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
كأكٔب ً ًٌ
ابلرب كالتوقّب ،كأح ٌق رعاية، ا٤بعنوم الذم ىو الشيخ أرفع رتبةٍ ،
ٌ ُب إعبلمهم أب ٌف الوالد
سي. ً
كآكد دراية ،كأقرب حسبا ،كأكصل نسبا من الوالد ا٢ب ٌ
ٍبٌ قاؿ كاعلم اي أخي أف ال فرؽ ُب النهي عن ٨بالفة الوالدين بْب كالد ا١بسم ككالد القلب ،بل
كأما كالد ا١بسم فإنٌو كاف
يقرب من النارٌ ،
٨بالفة كالد القلب أش ٌد ألنٌو ينقذه من النار أك ٩بٌا ٌ
سببا ُب إٯباده ُب أسفل ا٤براتب ،فإنٌو أكجده كالطينة أك كا٢بديد ا٤بصداة ،فلم يزؿ كالد القلب
حٌب صار كالبلٌ ٍور األبيض أك كالذىب ا٤بص ٌفى.
يلطٌفو ٌ
أب القلب كاف سببا ُب ٦باكرتو ألىل حضرة هلل تعأب من األنبياء كا٤ببلئكة
كأيضا قالوا ي
علي ا٣بواص يقوؿ " :ال يقدر أحد أف ٯبازم شيخو على
كالشهداء كالصا٢بْب .ك٠بعت سيٌدم ٌ
تعليمو أداب كاحدا ُب الطريق كلو خدمو ليبل كهنارا إٔب أف ٲبوت " اىػ.
جلي ظاىر أل ٌف
قلت :كالفرؽ بْب شفقو الشيخ على التلميذ كبْب شفقة الوالد على الولد ٌ
يدؿ التبلميذ على طريق السداد كيسلك هبم سبيل النجاة كالرشاد كٯبنٌبهم عن طريق
الشيخ ٌ
الشر كالفساد ،فأين ىذه الشفقة من شفقة الوالدين على كلدٮبا الٍب غايتها ا٤بوت كال بد منو.
ٌ
كشفقة الشيخ على التبلميذ ٩بٌا يوجب الطرد كاإلبعاد كالعطب أبد اآلابد ،كما أحسن قوؿ
القائل:
كالذرايت ىنا تصدؽ على اآلابء كعلى األبناء ،كإ ٌ٭با ا٤بؤمن إذا
ْب كتيكرـ .قاؿ ٌ ٯبازم ألف ع و
ً
أبناء كىو منقوؿ على ابن عباس كاف عملو أكثر أي ٍ٢ب ىق بو ىم ٍن دكنو ُب العمل ن
آابء كانوا أك ن
على نُ ُحور حزب الرجٌم 230 رماح حزب الرحٌم
كغّبه .كيلحق ابلذريٌة من النسب الذريٌة ابلسبب ،كىي احملبٌة ،فإ ٍف كاف معها أ ٍخذ علم أك عمل
كانت أجدر ،فتكوف ذريٌة اإلفادة كذريٌة الوالدة لقوؿ صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم" :ا٤برء مع من
ٰبب كٓب يلحق هبم.
عمن ٌ
أحب" ُب جواب من سأؿ ٌ
ٌ
ىو يؤيد ما ت ٌدقم أ ٌف صاحب العرائس قاؿ عند قولو تعأب آ ىىاب يؤيك ٍم ىكأىبٍػنىا يؤيك ٍم ىال تى ٍد يرك ىف أىيُّػ يه ٍم أىقػ ىٍر ي
ب
لى يك ٍم نىػ ٍف نعا :أشكل األمر من تلك الطائفتْب أيٌهما تبلغ إٔب درجة الوالية كا٤بعرفة ا٤بوجبة مشاىدة
األمة لنى ىج ٍوا بشفاعتو من الناس سبعوف ألفا ذرة منها ألحد من ىذه ٌ هللا كقربو الٍب لو كقعت ٌ
أم ،أخدموا آابءكم كأرٞبوا أكالدكم فرٌٗبا ٱبرج منهم صاحب الوالية يشفع لكم
بغّب حساب ٌ
الوٕب
عند هللا تعأب .قاؿ كحكمة اإلهباـ ىاىنا لتشمل الرٞبة كالشفقة على ا١بمهور لتوقٌع ذلك ٌ
الصادؽ.
عز قاؿ :قاؿ ابن عباس رضي هللا تعأب عنهما " :ىال تى ٍد يرك ىف أىيُّػ يه ٍم أىقػ ىٍر ي
ب لى يك ٍم نىػ ٍف نعا أطوعكم هلل ٌ
ش ًٌفع ا٤بؤمنْب بعضهم
كجل من اآلابء كاألبناء أرفعكم درجة يوـ القيامة أل ٌف هللا سبحانو كتعأب يي ى ٌ
لتقر بذلك عينو ،كإ ٍف
ُب بعض ،فإ ٍف كاف الولد أرفع درجة من كالديو رفع هللا كالديو إٔب درجتو ٌ
لتقر بذلك أعينهم .اىػ.
كاف الوالد أرفع درجة من كالده رفع هللا الولد إٔب درجتو ٌ
ين آ ىىمنيوا ىكاتَّػبىػ ىع ٍتػ يه ٍم ذي ًٌريَّػتيػ يه ٍم َّ ً
كيشهد ٤با قلنا أيضا أف صاحب العرائس قاؿ عند قولو تعأب ىكالذ ى
اف أى ٍ٢بىٍقنىا هبًً ٍم ذي ًٌريَّػتىػ يه ٍم :ىذا إذا كقعت فَبة الذريٌة من العدـ سليمة طيٌبة طاىرة مستع ٌدة لقوؿ إبًًٲبى و
"كل مولود يولد على الفطرة تتغّب من أتثّب صحبة األضداد ،لقولو عليو السبلـٌ :
معرفة هللا كٓب ٌ
ٲبجسانو".
ينصرانو أك ٌ
يهودانو أك ٌ
حٌب يعرب عنو اللساف فأبواه ٌ
ٌ
يتم عليها األحواؿ فيض مباشرةً نوًر ًٌ
ا٢بق كٓب ٌ األكؿ كصل إليها ي
فإذا بقيت على النعت ٌ
كأمهاهتم الكبار من ا٤بؤمنْب إذ ىناؾ ًبٌ أركاحهم
كاألعماؿ ليوصلها هللا تعأب إٔب درجات آابئهم ٌ
كعقو٥بم كقلوهبم كمعرفتهم كعلمهم ابهلل عند كشف مشاىدتو كبركز أنوار جبللو ككصالو .قاؿ
ككذلك حاؿ ا٤بريدين عند العارفْب يبلغوف إٔب درجات كرباىم كشيوخهم ،فآمنوا أبحوا٥بم كقبلوا
كبلمهم كما قاؿ ركٙب ق ٌدس هللا تعأب ركحو " :ىمن آمن بكبلمنا من كراء سبعْب حجااب فهو من
أحب قوما فهو النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم" :من ٌ أىلو " ،كقاؿ ٌ
اَّللي ىعلىٍي ًه ٍم ًم ىن
ين أىنٍػ ىع ىم َّ َّ ً وؿ فىأيكلىئً ى
ك ىم ىع الذ ى الر يس ى منهم" ،كقاؿ سبحانو كتعأب :ىكىم ٍن يي ًط ًع َّ
اَّللى ىك َّ
ْب .كال تعجب من ذاؾ فإنٌو تعأب يبلغهم إٔب أعلى الش ىه ىد ًاء ىك َّ
الصا٢بًً ى ْب ىك ُّ النَّبًيًْب ك ً ً ً
الص ٌديق ى
ٌىى ٌ
النيب
فمن ا٤بشايخ من كثر أكالده كأيخذكف عنو األحواؿ كيدعوهنا غّبىم كما كصلت إليهم من ٌ
تقل أكالده ،كمنهم من ينقطع نسلو " .اىػ.
صلٌى هللا عليو كسلٌم بواسطة الصحابة ،كمنهم من ٌ
كأما حديث "من
فقاؿ دمحم بن السيٌد ا٤بختار الكنٍب رضي هللا تعأب عنو٦ ،بيبا من سألوٌ " :
كبرىم
علٌمك حرفا فهو موالؾ" فصحيح صريح ُب تعظيم حرمة ا٤بعلٌمْب ككجوب توقّبىم ٌ
كاإلحساف إليهم كإانفة منز٥بم كالتنمية ٗبكانتهم كإنزا٥بم من ا٤بتعلٌمْب منزلة ا٤بوإب الواجب
ا٤بتعْب عليهم اإلجبلؿ ٗبواليهم كما يشهد
احَبامهم كخدمتهم على العبيد ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 232 رماح حزب الرحٌم
٥بم حديث " ٔبٌلوا ا٤بشايخ فإ ٌف تبجيلهم من تعظيم جبلؿ هللا " .على أهنٌم متفاكتوف ُب الرتب،
ا٤بريب ًإذ ا٤بعلٌم إ ٌ٭با ىو مرشد إٔب إقامة رسوـ التعبٌد برعاية حدكد
فمرتبة معلٌم ا٣بّب دكف مرتبة ٌ
كا٤بريب مرشدا إٔب اإلخبلص ُب التعبٌد كالقياـ
الشريعة الظاىرة كإقامة األحكاـ ا٤بتعلٌقة اب٢ببلؿٌ ،
ٕبقوؽ العبوديٌة كهتذيب األخبلؽ كتنقيح األحواؿ كتزكيٌة األعماؿ كٚبلية النفوس من العيوب
كاألكدار كٙبليتها بنفائس األسرار كاألنوار كتصفيٌة القلوب من ا٢بجب ا٤بانعة ٥با عن مطالعة
الغيوب ،فهذا الشيخ الوارث لنبيٌو ،الراشد
الداعي إٔب السنن ،ا٤بستقيم كا٤بهيع السديد ،ا٤بخرج من ظلمات األىواء ا٤بضلٌة كاآلراء ا٤بزلٌة
فاألكؿ دكف الوالد ُب رتبة الربكر كالثا٘ب أرفع منو كأكٔب
إٔب أنوار التوفيق كمسالك التحقيقٌ ،
ابلرب كالتوقّب من كجوه أغفلناىا خوؼ التطويل ،كإٔب ىذا يشّب سيٌدم علي حرازـ رضي هللا
ٌ
تعأب عنو ُب جواىر ا٤بعا٘ب حيث قاؿ :إعلم أ ٌف أكٔب ما تتعلٌق بو ا٤بعرفة كالدراية ك٘بب احملافظة
٤بكانو كالرعاية ىمن أتتك على يديو نتائج ا٥بداية ككاجهتك منو إبذف هللا العناية إذ ىو األب
كل نسب ،كاتهلل حيث كاف لك السبب
كالوالد كأح ٌق من ٌ
ُب مداد إجادات كنيل مدد السعادات ،فكاف السبب ُب إخراجك من عدـ ا١بهالة إٔب كجود
التوجو كالوركد ،كمن مواطن الغوااي إٔب
ا٤بعرفة ،فيك حالو كمن مكاف الغفلة كالسدكد إٔب مكاف ٌ
منزلة ا٥بدااي ،كمن ظلمات ا٤بخالفة كالعصياف إٔب أنوار ا٤بتابعة كالرضواف ،كمن موقف ا١بفا
٧بل اإلشراؾ
كالبعاد إٔب كنف القرب كالوداد ،كمن درؾ القطيعة إٔب درجة الوصل الرفيعة ،كمن ٌ
قدسي ،كمن كجود
ٌ حسي إٔب كجود
كاإلمداد إٔب مقاـ التوحيد كاإلفراد ،فنقلك من كجود ٌ
نفسا٘بٌ إٔب كجود رٞبا٘بٌ ،كمن كجود كالعدـ إٔب كجود راسخ القدـ ،فأنزلك ُب
أبداي ،فكانت
موحدا حقيقيٌا كفزت فوزا ٌ
ىذه ا٤بنازؿ ا٤بنيفة كأشرؽ عليك نور ا٢بقيقة ،فصرت ٌ
ا٢بس ٌَيٌة ،كأح ٌق منها رعاية ،كآكد منها درجة ،كأقرب منها
الوالدة ا٤بعنويٌة أنفع من الوالدة ٌ
حسبا ،كأكصل نسبا ،كما قاؿ ابن الفارض هنع هللا يضر:
نسب أقرب ُب شرع ا٥بول ...بيننا من نسب من أبوم
كصارت معرفتو أحرل من صفة أخرل.
كُب لواقح األنوار القدسيٌة " :كهللا لو كقف ا٤بريدكف على ا١بمر بْب يدم أشياخهم منذ خلق
هللا الدنيا إٔب انقضائها ٓب يقوموا بواجب ح ٌق معلٌمهم ُب إرشادىم إٔب إزالة تلك ا٤بوانع الٍب
كقاؿ ابن عطاء هللا ُب لطائف ا٤بنن عن شيخو أبو العباس رضي هللا عنهما " :من ٓب يكن لو
أستاذ يصلو بسلسة اإلتٌباع كيكشف لو عن قلبو القناع ىو ُب ىذا الشأف لقيط ال أب لو ،ىد ًع ٌي
ال نسب لو " .اىػٍ .بٌ قاؿ ابن عطاء هللا هنع هللا يضر " :كمن نسب تلميذا إٔب غّب أستاذه كمن نسب
األبوة تفتقر إٔب
األبوة أح ٌق أف يرعى نسبها كٰبفظ سببها ،إذ تلك ٌ
كلدا إٔب غّب أبيو ،كىذه ٌ
ىذه ،كىذه ال تفتقر إٔب تلك " .اىػ .كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع
كا٤بآب.
قوم ُب طريق ا٢ب ٌق ،بل ىو العمدة ُب ذلك ،كال يصل أحد إٔب هللا
كقاؿ القشّبم :الذكر ركن ٌ
تعأب إالٌ بدكاـ الذكر .كذكر اللساف يصل بو العبد إٔب ذكر القلب ،فإذا كاف العبد ذاكرا بلسانو
كقلبو فهوالكامل ُب حاؿ سلوكو .كقاؿ أبوعلي الدقٌاؽ رٞبو هللا تعأب :الذكر منشور الوالية،
يعط ىي ا٤بنشور كمن سلب الذكر عزؿ ،كذكر هللا تعاؿ ابلقلب سيف فمن كفًٌق للذكر فقد أ ً
ي
أضل العبد إذا
ا٤بريدين يقاتلوف بو أعداءىم كبو يدفعوف اآلفات الٍب تقصده ،كإ ٌف الببلء إذا ٌ
فزع بقلبو إٔب هللا تعأب ٰبتد عنو ُب ا٢باؿ كلٌما يكرىو.
كقاؿ سيٌدم إبراىيم ا٤بتبوٕب :الذكر أسرع ُب الفتح من سائر العبادات .كقاؿ :إ ٌف ا٢ب ٌق تعأب ال
يصح لو أف يستحي كذلك
يقرب عبدا إٔب حضرة هللا تعأب إالٌ إف استحيا منو ح ٌق ا٢بياء ،كال ٌ
ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 239 رماح حزب الرحٌم
يصح لو الكشف كرفع ا٢بجاب إالٌ ٗببلزمة الذكر.
إالٌ إف حصل لو الكشف كرفع ا٢بجاب ،كال ٌ
كقاؿ :ال ٰبصل ألحد مقاـ اإلخبلص الكامل إالٌ ابلذكر ،فإ ٌف ٌأكؿ ما يتجلٌى للعبد ،إذا اشتغل
ابلذكر ،توحيد الفعل هلل تعأب.
فإذا ٘بلٌى لو توحيد الفعل ابهلل سبحانو خرج كشفا كيقينا عن سهو كوف الفعل لو ،كخرج أيضا
ا٣بواصٗ :بداكمة الذكر
علي ٌعن طلب الثواب عليو كعن الكرب كالعجب كالرايء .كقاؿ سيٌدم ٌ
كحب رايسة
كغل كحقد ٌ
ٚبمد األمراض الباطنة من كرب كعجب كرايء كنفاؽ كسوء خلق كحسد ٌ
كميل لتقبيل يد كقياـ ُب احملافل ،كتنقطع ا٣بواطر الشيطانيٌة ،كتضعف ا٣بواطر النفسانيٌة.
كا٥بم فيها إ ٌ٭با ٮبا
الغم ٌكا٥بم الواقعاف للناس ُب ىذه الدار ،فإ ٌف ٌ
الغم ٌكقاؿٗ :بداكمة الذكر يزكؿ ٌ
يلومن العبد إالٌ نفسو إذا ترادفت عليو الغموـ كا٥بموـ ،فإ ٌف
بقدر الغفلة عن هللا تعأب ،فبل ٌ
ذلك إ ٌ٭با ىو جزاء بقدر إعراضو عن هللا تعأب .فمن أراد دكاـ السركر فليداكـ على الذكر .كقد
كٰبتج
يقنع بعض ا٤بريدين ٗبجلس الذكر صباحا كمساءا مع الغفلة عن هللا تعأب فيما بينها ٌ
ٕبديث" :إذا ذكر العبد ربٌو ٌأكؿ النهار ساعة كآخر النهار ساعة غفر لو ما بينهما" ،إذ ا٤بغفرة
ال ترقٌي فيها ،كهنايتها أ ٍف تلحق ا٤بذنب ٗبن
ال يذنب ذلك الذنب ال أهنٌا تلحقو ٗبن يفعل الطاعات ،فافهم .كمراد القوـ دكاـ الَبقٌي مع
بذرة كاحدة من كاجب ح ٌق هللا تعأب كما
األنفاس ُب ا٤بقامات ،كمع ذلك فبل يركف أهنٌم قاموا ٌ
ىومعركؼ عند أىل الطريق .كقاؿ الشيخ أفضل الدين :ٯبب على الشيخ أف أيمر ا٤بريد أف
يذكر هللا بلسانو بش ٌدة كعزـ ،فإذا ٛب ٌكن من ذلك أيمره أف يستوم ُب الذكر بْب قلبو كلسانو،
كيقوؿ :أثبت على استدامة ىذا الذكر مستشعرا أبنٌك بْب يدم ربٌك بقلبك ،كال تَبؾ الذكر
قوم كتصّب أعضاؤؾ كلٌها ذاكرة ال تغفل عن ذكر هللا
حٌب ٰبصل لك منو حاؿ ٌ
ٌ
تقل قواه فينقطع عن
تعأبٍ ،بٌ بعد أف يل ٌقنو ابلذكر أيمره اب١بوع على التدريج شيئا فشيئا لئبلٌ ٌ
الذكر .كقاؿ :إ ٌف الشيطاف يركب أحدان كلٌما غفل عن ذكر هللا تعأب ،فلو كشف ألحدان لرأل
كيصرفها كيف يشاء طوؿ الليل كالنهار كلٌما غفل ،كينزؿ
إبليس يركبو كما يركب أحدان ا٢بمارة ٌ
عنو كلٌما ذكر.
كأٝبع القوـ على أ ٌف الذكر مفتاح الغيب كجاذب ا٣بّب كأنس ا٤بستوحش كجامع لشتات
صاحبو ،كقالوا أ ٌف الببلء إذا نزؿ على قوـ كفيو ذاكر حاد عنو الببلء ،كإذا غلب الذكر عن
كإٕب ىذا الذكر أشار ُب ايقوتة ا٢بقائق لقولو صلٌى هللا عليو كسلٌم :تعظيمو ُب قلوبنا حياة أقوـ
هبا كأستعْب هبا على ذكره كذكر ربٌو ،قاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو :طلب
للنيب صلٌى هللا عليو كسلٌم سببا ُب حياة قلبو ٕبلوؿ ذكر
ا٤بصلٌي من هللا تعأب أف يكوف تعظيمو ٌ
هللا تعأب كذكر رسولو صلٌى هللا عليو كسلٌم ُب قلبو ،كىذا الذكر الذم طلبو ابلتعظيم ليس ىو
ا٢بقيقي الذم ىو الغاية القصول من الذكر،
ٌ العامة كإ ٌ٭با ىو الذكر
ذكر اللساف ا٤بعهود ُب ح ٌق ٌ
حسو
كىو إذا أخذ العبد فيو أخذ عن ٝبيع دائرة ٌ
للمقربْب ،كهنايتو أف
ككٮبو ،فليس ُب شعوره ككٮبو كخيالو إالٌ هلل تعأب ُب حالة الذكر ،ىو بداية ٌ
حس كإدراؾ كذكؽ
يستهلك العبد ُب عْب ا١بمع كيغرؽ ُب ٕبر التوحيد كليس ُب ٝبيع عوا٤بو ٌ
كفهم كعياف كخياؿ كأنس كمساكنة كمبلحظة ك٧ببٌة كتعويل كاعتماد إالٌ هللا تعأب ُب ٧بو الغّب
كالغّبيٌةُ ،ب ىذا ا٤بيداف ينمحق الذاكر كالذكر كيصّب ُب حالة أف لو نطق لقاؿ :أف ال إلو إالٌ
أان كحدم ،الستهبلكو ُب ٕبار التوحيد.
يتحرؾ ،كإليها يشّب
كىذه ا٤برتبة ُب آخر مراتب الذكر ،كصاحبها صامت جامد ال يذكر كال ٌ
بقولو صلٌى هللا عليو كسلٌم" :من عرؼ هللا ىك َّل لسانيو" .كفيها يقوؿ الشاعر:
سرم كجهرم كفكرم عند ذكراؾ
ما إف ذكرتك اللهم يلعن ٌ ...
حٌب كأ ٌف رقيبا منك يهتف يب ٌ ...إايؾ كٰبك كالتذكار ٌاايكا
ٌ
التمسك بو لفضلو
ٌ كا٢بض كاإلعبلـ أنٌو ما ينبغي
ٌ ُب الَبغيب ُب اإلجتماع للذكر كا١بهر بو
األمة.
كالرد على من ينكر على الذاكرين ٝباعة ١بهلو ابلكتاب كالسنٌة كإٝباع ٌ
ٌ
حض عليو
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىوا٥بادم ٗبنٌو إٔب سواء الطريق ،إعلم أ ٌف اإلجتماع للذكر ٌ
أئمة الطريق من أىل هللا شرقا كغراب.
الشارع كرغٌب فيو صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كجرل بو عمل ٌ
كجل" :أان
عز ٌكركل البخارم كمسلم كالَبمذم كالنسائي كابن ماجة كغّبىم مرفوعا ،يقوؿ هللا ٌ
ظن عبدم يب كأان معو إذا ذكر٘ب ُب نفسو ذكرتو ُب نفسي كإف ذكر٘ب ُب مؤل ذكرتو ذكرتو
عند ٌ
جل ذكره" :ال يذكر٘ب العبد
ُب مؤل خّب منو" .كركل الطربا٘ب إبسناد حسن مرفوعا قاؿ :قاؿ هللا ٌ
ُب نفسو إالٌ ذكرتو ُب مؤل من ا٤ببلئكة كال يذكر٘ب ُب مؤل إالٌ ذكرتو ُب الرفيق األعلى".
كركاتو ثقات ،عن أيب سعيد ا٣بدرم رضي هللا تعأب عنو أ ٌف رسوؿ هللا صلٌى
كأخرج اإلماـ أٞبدٌ ،
على نُ ُحور حزب الرجٌم 242 رماح حزب الرحٌم
كجل ال يريدكف بذلك إالٌ كجهو إالٌ
عز ٌ هللا عليو كسلٌم قاؿ" :ما من قوـ اجتمعوا يذكركف هللا ٌ
لت سيٌئاتكم حسنات" .كركاه يعلى
انداىم منادم من السماء أ ٍف قوموا مغفورا لكم قد ب ٌد ٍ
كالبزار كالطربا٘ب ،كركاه البيهقي من حديث عبد هللا بن مغفل ،كركاه الطربا٘ب عن سهل بن
ٌ
كجل فيو
عز ٌحنظلة قاؿ قاؿ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم" :ما جلس قوـ يذكركف هللا ٌ
حٌب يقاؿ ٥بم قوموا قد غفر لكم كب ٌدلت سيٌئاتكم حسنات".
فيقوموف ٌ
كعن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قاؿ" :قلت اي رسوؿ هللا ما غنيمة ٦بالس الذكر قاؿ
غنيمة ٦بالس الذكر ا١بنٌة" ،ركاه أٞبد إبسناد حسن .كعن جابر رضي هللا تعأب عنو قاؿ خرج
ٙبل كتقف
علينا رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم فقاؿ" :اي أيها الناس إ ٌف هلل سرااي من ا٤ببلئكة ٌ
على ٦بالس الذكر ُب األرض فارتعوا ُب رايض ا١بنٌة قالوا كأين رايض ا١بنٌة قاؿ ٦بالس الذكر
فأغدكا كركحوا ُب ذكر هللا كذ ٌكركه أنفسكم من كاف يريد أف يعلم منزلتو عند هللا تعأب فلينظر
منزؿ هللا عنده ينزؿ العبد منو حيث أنزلو من نفسو" ،ركاه ابن
كعن أيب عبد الرٞبن ا١ببلي ،أحد التابعْب ،أنٌو قاؿ :إذا اجتمع قوـ على ذكر هللا تعأب خرج
الشيطاف كشيعتو على ابب ا٤بسجد يقوؿ ٥بم :أنظركا ىل قاموا بعد؟ فيقولوف ال ،فيضرب بيده،
فيقولوف :ما لك؟ فيقوؿ :إ ٌ٭با أخشى عليهم الرٞبة أف تنزؿ فبل يع ٌذبوف أبدا .كيكفي ُب أصليٌة
اإلجتماع للذكر ما تق ٌدـ ُب الفصل الذم قبل ىذا الفصل من أ ٌف ا١بنيد رأل إبليس ُب ا٤بناـ
ٲبر على أحد منكم
ٛبر عل ٦بالس أىل الذكر؟ فقاؿ :كما أ ٌف أحد منٌا ٌ
فقاؿ :ىل تقدر على أف ٌ
ٲبر على ٦بالس الذكر فيصّب
ٲبسو كيصّب مصركعا ك٦بنوان ،فمنٌا من ٌ
ٌ
تسموف مصركعا بينكم ٦بنوان .اىػ .ككفى هبذا منقبا جمللس
كنسميو بيننا مأنوسا كما ٌ
مصركعا ٌ
الذكر كالذاكرين ٝباعة .كركل اإلماـ أٞبد كأبو يعلى كابن حبٌاف ُب صحيحو كالبيهقي كغّبىم،
كجل يوـ القيامة" :سيعلم أىل
عز ٌا٣بدرم رضي هللا تعأب عنو قاؿ :يقوؿ هللا ٌ
ٌ عن أيب سعيد
ا١بمع من أىل الكرـ قيل من أىل الكرـ اي رسوؿ هللا قاؿ أىل ٦بالس الذكر" .كعن أيب الدرداء
رضي هللا تعأب عنو" :حضور ٦بلس ذكر أفضل من صبلة ألف ركعة كشهود ألف جنازة كعيادة
ألف مريض".اىػ.
كعن أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم" :إ ٌف هلل مبلئكة
ىلموا إٔب
يطوفوف ُب الطريق يلتمسوف أىل الذكر فإذا كجدكا قوما يذكركف هللا تعأب تنادكا ٌ
رهبم كىو أعلم هبم ما يقوؿ
حاجاتكم قاؿ فيح ٌفوهنم أبجنحتهم إٔب ٠باء الدنيا قاؿ فيسأ٥بم ٌ
كٲبجدكنك قاؿ فيقوؿ ىل رأك٘ب قاؿ
كيكربكنك كٰبمدكنك ٌ
عبادم قاؿ فيقولوف يسبٌحونك ٌ
فيقولوف ال كهللا ما رأكؾ قاؿ فيقوؿ كيف لو رأك٘ب قاؿ يقولوف لو رأكؾ كانوا أش ٌد لك عبادة
كأش ٌد لك ٙبميدا كأكثر لك تسبيحا قاؿ فيقوؿ فما يسألو٘ب قاؿ يسألونك
أكالٮبا :ما الذكر ،فدليلو "من ذكر٘ب ُب مؤل ذكرتو ُب مؤل خّب منو" ،قيل كمن أدلٌتو ىك ًذ ٍك ًريك ٍم
آ ىىاب ىء يك ٍم أ ٍىك أى ىش َّد ًذ ٍك نرا .كقاؿ ابن عباس" :ما كنت أعرؼ انصراؼ الناس من الصبلة على عهد
رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم إالٌ ابلذكر" ،كركاه البخارم .كا١بهر ُب ذكر العبد كُب دبر
حٌب قاؿ عليو الصبلة كالسبلـ" :أربعوا على أنفسكم فإنٌكم ال
الصلوات كابلثغور ُب األسفار ٌ
أصما كال غائبا" ،كقد جهر عليو الصبلة كالسبلـ أبذكار كأدعية ُب مواطن ٝبٌة ،ككذلك
تدعوف ٌ
السلف.
كل
(اللهم ال خّب االٌ خّب اآلخرة فاغفر لؤلنصار كا٤بهاجرة) ،ك ٌ
ٌ كصح قولو ،جوااب ألىل ا٣بندؽ ٌ
خاصة يكوف كجودٮبا مستندا دليبل الحتماؿ
ىذه داللة على ا١بهر كا١بمع .لكن ُب قضااي ٌ
قصرىا على ما كقعت فيو ككوهنا مقصودة لغّبىا ال لذاتو فلزـ ٛبهيد أصل آخرٍ .بٌ قاؿ الشيخ
خاصة ال ٯبرم ُب عموـ نوعها الحتماؿ قصره على ما زركؽ هنع هللا يضر :قاعدة إثباب ا٢بكم لقضيٌة ٌ
ٌ
حٌب أيٌب ا٤ببيح.
كقع فيو ،سيما عند من يقوؿ األصل ا٤بنع ٌ
التمسك بو ُب
ٌ مرة كبذكر اآلالء أخرل كٞبل على ظاىره أيضا ،فسقط
يؤكؿ ابلعلم ٌ
كالذكر ٌ
أعياف األذكار كداللتو عل ما تؤكؿ بو الحتمالو.
سرا فجدكاه غّب ظاىر ،كإف كاف
كل على ذكره ،فا١بواب :إف كاف ٌ
قاؿ فإف قيل٦ :بتمعوف ك ٌ
جهرا فبل ٱبفى ما فيو من إساءة األدب ابلتخليط كغّبه ٩بٌا ال يسوغ ُب حديث الناس فضبل عن
ذكر هللا تعأب .فلزـ جوازه ،بل ندبو ،بشرطو نعم .كأتكيل التسبيح كالتحميد كالتمجيد ابلتذكار
ابلتوحيد من أبعد البعيد ،فتأكيلو غّب مقبوؿ لبعده عن األفكار ،إذ ال ٱبطر إالٌ ابألخطار،
كذلك ُب مقاصد الشرع بعيد ج ٌدا ،فافهم.
فأما قوؿ ابن مسعود رضي هللا تعأب عنو
ٍبٌ قاؿ ،بعد إٛباـ ىذه القاعدة كإٛباـ قاعدة اخرلٌ :
٧بمد علما) ،اب١بواب
لقوـ كجدىم يذكركف ٝباعة( :لقد جئتم ببدعة ظلما أك لقد فتم أصحاب ٌ
يصح إنكاره هبذا
عنو :أنٌو ٓب يبلغو حديث الَبغيب فيو ،أك أنو أنكر ا٥بيئة ك٫بوىا ،كإالٌ فبل ٌ
صحة ا٢بديث .اىػ.
الوجو بعد ٌ
األكؿُ ،ب ما كرد ُب فضل الذكر كاإلجتماع عليو،
كُب مفتاح الفبلح البن عطاء هللا ،الفصل ٌ
استدؿ هبا على ذلكٍ ،بٌ قاؿ بعد ذلك :ابب ا١بهر
ٌ كذكر رضي هللا تعأب عنو األحاديث الٍب
ابلذكر ،إٔب أف قاؿ :كيركل أ ٌف الص ٌديق كاف ٱبافت ُب صبلتو ابلليل كال يرفع صوتو ابلقراءة،
ككاف عمر ٯبهر ُب صبلتو ،فسأؿ رسوؿ هللا صلٌى هلل عليو كسلٌم أاب بكر عن فعلو فقاؿ :الذم
أانجيو يسمع كبلمي ،كسأؿ عمر فقاؿ :أكقظ الوسناف كأطرد الشيطاف كأرل الرٞبن ،فأمر
ص ىبلتً ى
ك ىكىال استدؿ بعض ا١بهلة بقولو تعأب :ىكىال ى٘بٍ ىه ٍر بً ى
ٌ أتمل ،رٞبك هللا تعأب ،كيف
قلتٌ :
ت ًهبىا على منع ا١بهر ابلذكر ،كخالف ىذا اإلماـ الذم اشتهر علمو ككاليتو كمعرفتو ابهلل يٚبىافً ٍ
تعأب كعموـ النفع بو كمؤلفاتو لعباد هللا تعأب ُب ٝبيع ببلد اإلسبلـ ،كلقب لذلك بتاج الدين
رد فهمو السقيم كفكره العقيم ،إذ ْب ذىلً ى
ك ىسبً نيبل ٌ رب العا٤بْب ىكابٍػتى ًغ بىػ ٍ ى
بن عطاء هللا ،مع أ ٌف قوؿ ٌ
ال سبيل يبتغي بو
ا١بهر كا٤بخافتة إالٌ ا١بهر برفق لئبلٌ يتعطٌل جهر ا١باىد بغّب رفق فيحصل لو أمراض تعوقو عن
الذكر كغّبه كما سيأٌبٍ .بٌ قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كينبغي للذاكر ،كاف كحده ،إف كاف من
العامة أف ٯبهر بو ،كإف كاف الذاكركف ٝباعة
ا٣باصة ،أف ٱبفض صوتو ابلذكر ،كإف كاف من ٌ
ٌ
فاألكٔب ُب ح ٌقهم رفع الصوت ابلذكر مع توافق األصوات بطريقة كاحدة.
ٍبٌ قاؿ رضي هللا تعأب عنو :قاؿ بعضهم مثل ذكر الواحد كذكر ا١بماعة كمؤذٌف كاحد كمؤذٌنْب
ٝباعة ،فكما أ ٌف صوت ا٤بؤذٌنْب ٝباعة يقطع جرـ ا٥بواء أكثر ٩بٌا يقطعو صوت مؤذٌف كاحد
قوة ُب رفع ا٢بجب عن القلب من ذكر كاحد
كذلك ذكر ٝباعة على القلب أكثر أتثّبا كأش ٌد ٌ
لكل كاحد ثواب نفسو كثواب ٠باع الذكر من غّبه ،كشبٌو هللا تعأب كحده .كأيضا ٰبصل ٌ
ارةً أ ٍىك أى ىش ُّد ً ت قيػليوبي يك ٍم ًم ٍن بىػ ٍع ًد ىذلً ى
ك فى ًه ىي ىكا ٍ٢ب ىج ى سٍالقلوب القاسية اب٢بجارة ُب قولو تعأب :يٍبَّ قى ى
بقوة ،فكذلك قساكة قى ٍس ىو نة كا٢بجارة ال تنكسر إال ٌ
القوم .اىػ.
ٌ القلب ال تزكؿ إالٌ ابلذكر
كُب شهيٌة السماع :كمنو ،يعِب كمن أنواع اآلداب الٍب ٘بمع للمتٌصف هبا خصاؿ ا٣بّب ،الفرار
من اإلسرار ُب الذكر .اىػ .كُب شرحو كشف القناع :كذلك أل ٌف الذكر مع اإلسرار ال يؤثٌر ُب
قلب السالك كال يرقٌيو كذكر ا١بهرٍ .بٌ قاؿ :كمن كبلـ بعضهم :إذا ذكر ا٤بريد ربٌو بش ٌدة كعزـ
مع ا١بهر طويت لو مقامات الطريق بسرعة من غّب بطء ،فرٌٗبا قطع ُب ساعة ما ٓب يقطعو غّبه
ُب شهر أك أكثر ،لكن ينبغي أف يكوف ا١بهر برفق ،فإنٌو إذا كاف بغّب رفق رٌٗبا بَبيب فيتعطٌل
جهره ابلكلٌيٌة .اىػ.
علي
شك فيو أف يكوف مكثرا لذكر هللا تعأب .كيؤيٌده قوؿ أيب ٌ
الوٕب الذم ال ٌ
قاؿ :كعبلمة ٌ
الدقٌاؽ رٞبو هللا تعأب :الذكر منشور الوالية فمن كفٌق للذكر فقد أعطى ا٤بنشور .أىػ .قاؿ:
فعلم أنٌو ال ينبغي ألحد أف ٲبنع الذاكرين من رفع الصوت ابلذكر ُب ا٤بساجد ك٫بوىا إالٌ بطريق
شرعي ك٫بو
ٌ يشوش على انئم أك مصلي أك مطالع ُب علم
يسوغ لو اإلنكار فيها ،كأف ٌ
شرعي ٌ
ٌ
الوىاب الشعرا٘ب
بكل شيء عليم .إنتهى كبلـ سيٌدم عبد ٌ
ذلك ،فليبتعد ا٤بانع ٥بم نفسو ،كهللا ٌ
رضي هللا تعأب عنو ،كىو نفيس.
كقاؿ سيٌدم جبلؿ الدين السيوطي ُب السيف القاطع البلٌمع ألىل اإلعتزاؿ الشوانع :كبعد،
فقد كقع السؤاؿ أب ٌف مشايخ اإلسبلـ رضي هللا تعأب عنهم سألوا عن ٝباعة صوفية ٯبتمعوف ُب
٦بلس ذكر كتذكّب ٍبٌ أ ٌف بعضهم يقوـ ذاكرا ىائما لوارد ٰبصل لو ،فهل يبلـ على ذلك ٨بتارا
كاف أك غّب ٨بتار ،أينكر عليو أك ٲبنع كيزجر أـ ال؟ أفيدكا مع البسط أثبتم اب١بنٌة .فأجاب
شيخ اإلسبلـ سراج الدين البلقيِب أبنٌو ال إنكار ُب ذلك ،كليس ٤بانع منعو كيلزـ ا٤بتعدم بذلك
التعزير.
هللا هللا كمنهم من يسمع منو آه آه .فإذا انتهى هبم ىذا االستغراؽ ختم كاحد منهم ببل إلو إالٌ
٧بمد رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كٱبتم ابلفاٙبة كذلك ،كٱبتم ابقي ا١بماعة كذلكٍ ،بٌ
هللا ٌ
كيتفرقوف ،ىذا دأهبم كحا٥بم .فأنكر عليهم شخص قائبل :ىذا االجتماع كرفع الصوت
يدعوف ٌ
ابلذكر بدعة ،كقاؿ آخر :ىؤالء كبلب يعوكف ،كقاؿ آخر :الذكر اب١بهر ليس لو أصل لقولو
ض ُّر نعا ىك ًخي ىفةن ىك يدك ىف ا ٍ١بىٍه ًر ًم ىن الٍ ىق ٍوًؿ ،اآلية ،كقاؿ رسوؿ هللا صلٌى ك ًُب نىػ ٍف ًس ى
ك تى ى تعأب :ىكاذٍ يك ٍر ىربَّ ى
هللا عليو كسلٌم" :خّب الذكر ما
يستحب أـ ال؟ ٍبٌ أ ٌف بعض
ٌ خفي" ،فهل ٯبوز ما يفعلو ىؤالء هبذه ا٥بيئة الذكر جهرا؟ أك ىل
ا٤بنكرين أراد أف يدخل عليهم عند اشتغا٥بم ابلذكر قارئ القرآف ،فإذا ٓب يبطلوا ابلذكر
كيستمعوا القرآف كيسكتوا فقد خالفوا قوؿ هللا تعأب في ٌدعي عليهم حينئذ أهنٌم خالفوا هللا تعأب،
فهل ٥بم ذلك أـ ال؟ كىل ٯبب على الذاكرين حينئذ السكوت كاإلستماع كأيٜبوا إذا ٓب يستمعوا
أـ ال؟ كماذا ٯبب على ا٤بنكر عليهم كمن يؤذيهم ابلقوؿ كالفعل؟ أفيدكا مثابْب.
فأجاب رٞبة هللا عليو :نعم ٯبوز الذكر جهرا كإف كاف اإلسرار أفضل ،كال يلزـ من كوف الشيء
أفضل من الشيء سلب الفضل عن ا٤بفضوؿ ،بل قضيٌة ذلك أف يشَبكا ُب أصل الفضل كيزيد
خاصة ،كال مفضوليٌة الذكر جهرا لذات ا١بهر،
السر ٌ
سرا لذات ٌ أحدٮبا .كليس أفضليٌة الذكر ٌ
السر ُب الذكر لبعده عن الرايء ٕبيث يًؤمن الرايء ُب ا١بهر للمحذكر ٌ
األكؿ عنو، بل أفضليٌة ٌ
األكؿ ألنٌو إذا سلم ا١باىر من الرايء ٓب أيمن من العجم ،فإف آمن منو
كإ ٌ٭با قلت انتفى احملذكر ٌ
انتفى احملذكر الثا٘ب ،فإف انضاؼ إٔب ذلك إيقاؼ غافل أك تنبيو ذاىل ٓب
تبعد رجحانية ا١بهر.
أخرجو ابن جرير الطربم إبسناد رجالو ثقات كمن طريق طلحة بن عبد هللا بن كرير قاؿ رأيت
إٕب ٍبٌ ح ٌداث ،فقلت ذلك
يقص ،فقلت :أال تسمعاف؟ فنظرا ٌ
كالقاص ٌ
ٌ عبد هللا كعطاء ٰب ٌداث٘ب
ابلنيب صلٌى هللا عليو خاص ٌ ثبلاث ،فقاال :إ ٌ٭با ذلك ُب الصبلة .كعن بض الفضبلء :أ ٌف األمر ٌ
كسلٌم ،كىو ا٤بأمور ابإلنصات عند نزكؿ الوحي بقولو تعأب :فىًإ ىذا قىػ ىرأٍ ىانهي فىاتَّبً ٍع قيػ ٍرىآنىوي ،قاؿ ابن
أم أنصت لو ،فكاف بعد ذلك إذا جاء الوحي أنصت لو ،ا٢بديث.
عبٌاسٌ :
كعلى تقدير ٞبل األمر على عمومو ،فبل يليق ٗبن لو دين أف يعمد إٔب الناس ُب عبادة فيتسبٌب
ا٤بارة ككانت لو مندكحة ُب
ُب قطعها عليهم ،كقاؿ العلماء فيمن صلٌى إٔب غّب سَبة ُب طريق ٌ
ا٤بارة أل ٌف ا٤بصلٌي تسبٌب إٔب ذلك ،فكذلك ىنا،
أف يصلٌي ُب غّب ذلك ا٤بكاف :أنٌو ال إٍب على ٌ
تعمد قراءة القرآف عند من يذكر هللا تعأب العتقاده أ ٌف استماع القرآف كاجب فيقطع الذاكر
إذا ٌ
أحكاـ دين هللا تعأب ال هللا ،فقاؿ ابن شريح :نريد حالة يقع االمتحاف هبا ،فقاؿ ا١بنيد :اي
فبلف ،خذ ىذا ا٢بجر كألقو ُب حضرة ىؤالء الفقراء ،فصاحوا كلٌهم هللا هللاٍ ،بٌ قاؿ :خذ ىذا
ا٢بجر كألقو بْب ىؤالء الذين يطالعوف العلم ،فقالوا :حراـ عليك ،فقاؿ ابن شريح :ا٢ب ٌق معك
ا٣بواص رٞبو هللا تعأب يقوؿ :من عبلمة ترجيح ذكر هللا تعأب
علي ٌاي أاب القاسم .ككاف سيٌدم ٌ
على قراءة العلم نقلو على اإلنساف كىو يطالع ُب الركح كخ ٌفة ذكر هللا تعأب ،فإ ٌف ا٤بشرؼ على
االنتقاؿ من ىذه الدا جب عليو إستغناف ما ىو االفضل ،فلو
كاف تعلٌم مسائل الفقو كالنحو كاألصوؿ ٤با انتقلت على لساف احملتضر ،كأىل هللا تعأب ،لقصر
كل كقت.
أملهم ،كانوا ٧بتضرين ُب ٌ
فعلم أنٌو ينبغي بطالب العلم أنٌو يتلطٌف ُب العبارة للذاكرين كال يقوـ عليهم كقيامو على من
ٱبرجو من الدين ،بل فعلو ذلك أف ينكر أنٌو كا٤بنع من الدين ،كلو احتضر عظمة هللا ٤با استطاع
٧بل الذكر كانصر أصحابو ابلطريق
أف ينطق بكلمة كاحدة ُب الذاكرين لو ،فبلزـ اي أخي ٌ
الشرعي إكراما هلل تعأب كتعظيما لو .اىػ .كبلـ الشعرا٘ب هنع هللا يضر.
ٌ
كُب شرح آخر أقرب ا٤بسالك ٤بذىب االماـ مالك كرد :ليس أحد أبغض عند هللا ٩بٌن كره
يدؿ على عظم فضل الذاكر كالذكر ،كبغض هللا
الذكر كالذاكرين ،كقاؿ ،بعد كبلـ :قد كرد ما ٌ
تعأب من يبغض الذاكرين ،كقاؿ ،بعد كبلـ :كرد "ما عادا٘ب أحد ما عادل الذاكرين" ،فنعوذ
ابهلل من بغض أىل هللا ا٤بشغولْب بذكره .كابلضركرة من يذكر ا٤بنعم عليك الرؤكؼ الرحيم فإنٌك
كشقي ،ككيف يكره من ُب قلبو إٲباف ذاكر الكلمة الطيٌبة كالكلم
ٌ ٙببٌو كال يبغض ذاكره إالٌ لئيم
الطيب كالقوؿ السديد كالقوؿ الصواب ككلمة التقول كدعوة ا٢ب ٌق؟ .اىػ.
قلت :كلنا ُب ىذا ا٤بقاـ من كبلـ الرجاؿ ما يطوؿ جلبو ،كقد ذكران ُب كتابنا " سيوؼ السعيد
ي
لكل من لو عناية، " ما يشفي العليل كيركم الغليل ،فراجعو إف شئت ،كُب ىذا القدر كفاية ٌ
ورا فى ىما لىوي ًم ٍن نيوور. كأما غّبه ،فكما قاؿ فيو موالان سبحانو كتعأب :ىكىم ٍن ىٓبٍ ىٍٯب ىع ًل َّ
اَّللي لىوي ني ن ٌ
كهللا تعأب ا٤بوفٌق ٗبنٌو للصواب ،كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ُب ذكر أصل تلقْب األذكار كأخذ العهد كالبيعة كا٤بصافحة كا٤بشابكة
فاقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنٌو إٔب سواء الطريق ،إعلم أ ٌف األذكار سند ،ككذا
تلقينها .كُب التلقْب كأخذ العهد كالبيعة كا٤بصافحة كا٤بشابكة اسرار كفوائد يعلمها أىل هللا
س اآلية ،كقاؿ ُب العرائس :كفيو أشارة ٦بتمعةسا بًغى ًٍّب نىػ ٍف و
تعأب ،قاؿ هللا تعأب :ىم ٍن قىػتى ىل نىػ ٍف ن
كفرقها ٨بتلفة كتعلٌق بعضها ببعض من جهة االستعداد كا٣بلقة ،فمن قتل بعضها من بعض ٌ
كاحدة منها أثٌر قتلها ُب ٝبيع النفوس ،عا٤بة بو أك جاىلة ،كمن أحيا نفسا مؤمنة بذكر هللا
ٙبب خالقها كٙبيا حٌب ٌ كتوحيده ككصف جبللو كٝبالو ٌ
٤بعرفتو كٝبيل مشاىدتو أثٌر حياهتا كبركاهتا ُب ٝبيع النفوس فكأ ٌ٭با أحيا ٝبيع النفوس .قاؿ :كُب
ألئمة ا٥بدل .اىػ.
ألئمة الضبلؿ ككعد كشرؼ كثناء حسن ٌ
اآلية هتديد ٌ
كركل اإلماـ أٞبد ُب مسنده إبسناد حسن ،كالطربا٘ب ،كغّبٮبا ،عن يعلى بن ش ٌداد قاؿ ح ٌدثِب
النيب صلٌى هللا عليو
أيب ش ٌداد بن أكس ،كعبادة بن الصامت حاضر يص ٌدقو ،قاؿ" :كنٌا عند ٌ
كسلٌم فقاؿ ىل فيكم غريب يعِب من أىل الكتاب فقلنا ال اي رسوؿ هللا فأمر بغلق الباب كقاؿ
اللهم
إرفعوا أيديكم كقولوا ال إلو إالٌ هللا فرفعنا أيدينا ساعة ٍبٌ قاؿ ا٢بمد هلل ٌ
إنٌك بعثتِب هبذه الكلمة كأمرتِب هبا ككعدتِب عليها ا١بنٌة كإنٌك ال ٚبلف ا٤بيعاد ٍبٌ قاؿ أبشركا
فإ ٌف هللا قد غفر لكم" ،قاؿ ابن جحر العسقبل٘ب ركاه أٞبد إبسناد حسن كالطربا٘ب ،كزاد فيها
"كرفع رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم كرفعنا كقاؿ فيو ٍبٌ قاؿ ضعوا أيديكم كأبشركا فقد غفر
لكم" .اىػ.
النيب
علي بن أيب طالب سأؿ ٌ كركل الشيخ يوسف الكورا٘ب ،الشهّب ابلعجميُ ،ب رسالتو" :أ ٌف ٌ
صلٌى هلل تعأب عليو كسلٌم فقاؿ اي رسوؿ هللا دلٌِب على أقرب الطرؽ إٔب هللا تعأب كأسهلها إٔب
علي عليك ٗبداكمة ذكر هللا تعأب
عبادتو كأفضلها عند هللا تعأب فقاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم اي ٌ
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم
كل الناس ذاكركف فقاؿ ٌ علي ىكذا فضيلة الذكر ك ٌ
ُب ا٣بلوات فقاؿ ٌ
علي كيف أذكر اي رسوؿ هللا
علي ال تقوـ الساعة كعلى كجو األرض من يقوؿ هللا هللا فقاؿ ٌ
اي ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 258 رماح حزب الرحٌم
مِب ثبلث
غمض عينيك كا٠بع ٌ
فقاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم ٌ
مرات كأان أ٠بع فقاؿ النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم ال إلو إالٌ هللا ثبلث
مرات ٍبٌ قل أنت ثبلث ٌ
ٌ
علي رضي هللا تعأب عنو ال إلو إالٌ هللا
كعلي يسمع ٍبٌ قاؿ ٌ
مغمضا عينيو رافعا صوتو ٌ
مرات ٌ
ٌ
كالنيب صلٌى هللا عليو كسلٌم يسمع" .اىػ .كقاؿ الشيخ
مرات مغمضا عينيو رافعا صوتو ٌ
ثبلث ٌ
زركؽ رضي هللا تعأب عنو ُب قواعد لباس ا٣برقة كمناكلة السبحة كأخذ العهد كا٤بصافحة
أٞبد ٌ
كا٤بشابكة من علم الركاية إالٌ أف يقصد هبا حاؿ فتكوف ألجلو.
كقد ذكر ابن أيب ٞبزة أخذ العهد ُب ابب البيعة كأ٢بقو أبقسامها ،كأخذ لباس ا٣برقة من
أحاديث كردت فيخلعو عليو الصبلة كالسبلـ عل غّب كاحد من أصحابو ،كمبايعة سلمة بن
السر فيها ،ككذلك مبايعتو عليو الصبلة كالسبلـ ألصحابو بعد ٙبقيق
األكوع تشهد اليداع ٌ
كتقرره ُب قوهبم إ ٌ٭با ىو لذلك ،كٯبرم اإلرث كالتأ ٌسي فيها كغّبىا ببل نكّب ١برم
اإلٲباف ٌ
حملب
ا٣ببلؼ ،كال لزكـ لوجو اإلشتباه ،كهللا تعأب أعلم ،ككجهها كطريقها ليس ىذا ٧بلٌو ،نعم ٌ
أك منتسب أك ٧ب ٌق فيها أسرار خفيٌة يعلمها أىلها ،كهللا تعأب أعلم .اىػ.
قلت :كبعضها سيأٌب ُب الفصل الذم بعد ىذا الفصل إف شاء هللا تعأب ،كهللا تعأب ا٤بوفٌق ٗبنٌو ي
للصواب ،كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ُب إعبلمهم أ ٌف الذكر ا٤بعترب عند أىل هللا تعأب الذم يكوف بو الفتح كالوصوؿ إٔب هللا تعأب ىو
ا٤بأخوذ إبذنو كالتلقْب من شيخ كاصل مرشد تتٌصل صحبتو كطريقتو اب٢بضرة النبويٌة ال ما أيخذه
االنساف بنفسو.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق ،كىوا٥بادم ٗبنٌو إٔب سواء الطريق ،إعلم أ ٌف الذكر ا٤بأخوذ عن غّب
شيخ أك عن شيخ غّب مفتوح عليو ،عارؼ ىبلؾ صاحبو أقرب من سبلمتو ،ال سيما أ٠باء هللا
تعأب .قاؿ الشيخ أٞبد بن ا٤ببارؾ :ك٠بعتو ،يعِب عبد العزيز رضي هللا تعأب عنو ،يتكلٌم على
الذين يذكركف أ٠باء هللا ُب أكرادىم ،كقاؿ رضي هللا تعأب عنو :إ ٍف أخذكىا عن شيخ عارؼ ٓب
ضرهتم ،فقلت :كما السبب ُب ذلك؟ فقاؿ رضي هللا تعأب
تضرىم ،كإ ٍف أخذكىا من غّب عارؼ ٌ
ٌ
عنو :األ٠باء ا٢بسُب ٥با أنوار من أنوار ا٢ب ٌق سبحانو ،فإذا أردت أف
كقاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو :فعلى العبد مبلزمتها ،يعِب األحكاـ التكليفيٌة
ا٤بتفرقة ُب اآلايت القرآنيٌة كاألحاديث النبويٌة ،كالدؤكب على ما يقدر عليو منها بدكاـ معانقة
ٌ
الذكر معها ،كيعِب ابلذكر الذم يكوف بتلقْب شيخ كاصل ال الذم أيخذه العبد ابختياره ،مع
دكاـ اإلستناد ابلقلب إٔب شيخ كاصل ،فإ ٌف بدكامو على ىذه األمور يصل العبد إٔب أف ينار لو
الراب٘بٌ الذم بسببو يصل إٔب التطهّب األكرب ا٤بذكور ٌأكال الذم ىو غاية الغاايت كمنتهى
السر ٌ
ٌ
ا٤بعرب عنو ُب اإلشارة عن هللا تعأب ،يقاؿ
الرغبات ٌ
عنو( :من كشفت لو عن صفاٌب ألزمتو االدب كمن كشفت لو عن ذاٌب ألزمتو العطب) ،كىذا
٧بل اإلستهبلؾ ُب ا٢ب ٌقالعطب غاية منتهى األرب ،كمنتهى مطلب العبد ،فإ ٌف ىذا العطب ىو ٌ
الرابنيٌة .إنتهى ما
حيث يسلب العبد من أكصافو البشريٌة كيلبس خلعة إإلتٌصاؼ ابألكصاؼ ٌ
أردان نقلو من كبلمو رضي هللا تعأب عنو كعنٌا بو.
كقاؿ ُب ٙبفة اإلخواف :كا٣ببلؼ ا٣بامس ،يعِب من أصوؿ التقول ا٢بقيقية ،دكاـ الذكر الذم
ل ٌقنو لو شيخو ال يتجاكزه إٔب غّبه إالٌ إبذنو إالٌ األكراد ا٤بخصوصة بطريق شيخوٍ .بٌ قاؿ ،بعد
كبلـ :كمنها ،يعِب من اآلداب الٍب تطلب من ا٤بريد ُب ح ٌق الشيخ ،مبلزمتو الورد الذم رتٌبو
يصح ُب
فإ ٌف مدد الشيخ ُب كرده الذم رتٌبو ،فمن ٚبلٌف عنو فقد حرـ ا٤بدد كىيهات أف ٌ
الطريق.
ٍبٌ قاؿ ،بعد كبلـ :كمنها ،يعِب كمن اآلداب الٍب تتعلٌق اب٤بريد ُب نفسو :أف أيخذ ابألحوط ُب
ٍبٌ ضرب مثبل ا٢بكاية الشهّبة الٍب كقعت ٤بلك لو كلد عزيز عليوٍ ،بٌ نزؿ ٕبضر عظيم فجمع
كتوعدىم بوعد شديد إف ٓب يربئوا كلده .فاتٌفق األطبٌاء على أ ٌف دكاء كلده ُب
األطبٌاء لدكاء كلده ٌ
عدـ أكل اللحم ،فذكركا ذلك للولد فأىب عليهم كقاؿ :ال أترؾ اللحم كلو خرجت ركحي ُب
ىذه الساعة .فحار األطبٌاء كدىشوا ُب أمرىم كنزؿ هبم ما ال يطيقونو حيث امتنع الولد من
ا٤برة ٓب يزده ذلك إالٌ نفورا.
ا٤برة بعد ٌ
إتٌباع سبب الشفاء ،كأ٢بٌوا عليو ٌ
كتضرع إٔب هللا تعأب كنول أف ال أيكل اللحم ما داـ ا٤بريض ال
فذىب رجل منهم كاغتسلٌ ،
فتعجب
أيكلوٍ ،بٌ جاء إٔب ا٤بريض فقاؿ لو :ال أتكل اللحم ،فامتثل أمره ك٠بع قولو كبرئ ٢بينوٌ ،
بقيٌة األطبٌاء من ذلك ،فأخربىم ٗبا فعل .فقاؿ رضي هللا تعأب عنو :كأيضا ،فإ ٌف أىل العرفاف من
سرىم مطيقة لو فإ ٌهنم
أكلياء هللا تعأب إذا نظركا إٔب ذكات احملجوبْب فرأكا ذاات طاىرة قابلة ٢بمل ٌ
للسر ىو مقصود الشيخ ال غّب،
ال يزالوف معها ابلَببية بتلقْب الذكر كغّبه ،كيكوف ىذا ا٤بطيق ٌ
فإذا جاء إٔب الشيخ غّبه ٩بٌن ليس ٗبطيق كطلب
كل أحد ،مطيق كاف
منو التلقْب فإنٌو ال ٲبتنع ألنٌو ال يقطع على أحد ،فلذا ٘بد الشيوخ يل ٌقنوف ٌ
إعلم أ ٌف سيٌدم عبد الكرٙب ما قضى هللا بو سبحانو كتعأب على يديو إالٌ األكراد البلزمة للطريقة،
ا٣باصة فما كجدت منها على يديو
ٌ كأما األذكار
كىي الورد كالوظيفة كذكر عصر يوـ ا١بمعةٌ ،
٦بردا عن حزب ا٤بغِب بعد أف الزمتو سنة كاملة مع زايدة أشهرٍ .بٌ ٤بٌا أراد هللا
االٌ حزب السيفي ٌ
علي ٗبحض فضلو ككرمو كرٞبتو الواسعة ،كينظمِب ُب سلك أىل الطريقة الواصلْب
ٲبن ٌ
تعأب أف ٌ
إٔب إماـ أىلها الفائزين بنيل ٝبيع أذكارىا من اإلسم األعظم الكبّب كالكنز ا٤بطلسم كالياقوتة
الغِب
أ٘ب رأيتك ،كقاؿ لو :شهدت لك أنٌك رأيتِب .قاؿ الفقّب إٔب مواله ٌ
كقاؿ شيخنا :أشهد ٕب ٌ
قلت :كركاية السبعة ُب
الكرٙب القدير ،جامع ىذا الكتاب :أان السادس بفضل هللا تعأب .ي
٧بمد بن انصر عن شيخو ُب الفقو
األجوبة الناصريٌة ،قاؿ فيها :قد ح ٌدثِب الشيخ سيٌدم ٌ
٧بمد
٧بمد من بِب مغرة عن سيٌدم ٌعلي بن يوسف عن شيخو سيٌدم عبد الرٞبن بن ٌ سيٌدم ٌ
بن انصر من أىل الرقية عن سيٌدم عبد الكرٙب ،كىو ج ٌد سيٌدم عبد الرٞبن ا٤بذكور ،عن
القطب الكامل إماـ األكلياء كفخر العلماء سيٌدم عبد الرٞبن الثعليب أنٌو قاؿ رضي هللا
كل كاحد من أىل السلسلة لصاحبها :أشهد ٕب
عنو :من رآ٘ب إٔب سبعة ضمنت لو ا١بنٌة ،يقوؿ ٌ
أ٘ب رأيتك لو .كأخرب٘ب بعض من أثق بو عن ركاية السبعة الٍب ُب ٧باضرات ا٢بسن اليوسي.
ٌ
أ٘ب رأيت شيخنا التجا٘ب رضي
قلت :كقد حصل ٕب بفضل هللا تعأب ما ىو أعظم من ىذا ،كىو ٌ
ي
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ُب كاقعة من الوقائع كبيده حلٌة من نور ،كقاؿ ٕب رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنٌا بو :من رأل ىذه ا٢بلٌة دخل ا١بنٌةٍ ،بٌ ألبسِب ٌإايىا رضي هللا تعأب عنو.
ا٤بنورة على سكاهنا أفضل الصبلة
٧بمد الغإب رضي هللا تعأب عنو ُب ا٤بدينة ٌ
ٍبٌ ٓب أزؿ مع سيٌدم ٌ
حٌب س ٌخر هللا تعأب ٕب ٗبحض فضلو شيخنا كسيٌدان ككسيلتنا إٔب ربٌنا أٞبد بن
كأزكى السبلـ ٌ
٧بمد الغإب :قد أعطيت الشيخ
٧بمد التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ،كقاؿ لسيٌدم ٌ
ٌ
عمر بن سعيد ٝبيع ما ٰبتاج إليو من ىذه الطريقة من األذكار كاألسرار ،فلم يكن لك إالٌ
تبليغو فقط.
فحينئذ امتثل أمر الشيخ رضي هللا تعأب عنو ،أخذ بيدم ،بعد ما صلٌينا العشاء ُب ا٤بسجد
إٕب ما
حٌب أكقفِب بْب يدم رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ٘باه القرب الشريف كأكصل ٌ
النبومٌ ،
ٌ
النيب الكرٙب ليكوف شاىدا لو أنٌو
إٕب بْب يدم ىذا ٌ
إٕب ما ٞبٌلو قدكتنا إبببلغو ٌ
أمره الشيخ كبلٌغ ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 268 رماح حزب الرحٌم
كمل ما أمره بو كلده صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كىو شيخنا التجا٘ب هنع هللا يضر كأرضاه كعنٌا بو كجازاه
بلٌغ ك ٌ
أفضل ما جازل هبا شيخنا عن تبلميذه.
أ٘ب أخذهتا عن الشيخ التجا٘ب بنفسو رضي هللا تعأب عنو ،ك٤با سيأٌب أيضا
ك٥بذا إ ٍف شئت قلت ٌ
ُب الفصل الذم بعد ىذا الفصل إف شاء هللا تعأب ،إالٌ أ ٌف الفضل للواسطة جزاه هللا تعأب خّبا،
ٙبب الشيخ .فلذلك أحبٌِب ٧ببٌةإٕب كأان جالس معو فيقوؿ :أشهد ابهلل أنٌك ٌ ككاف كثّبا ما ينظر ٌ
حٌب أنٌو كاف كثّبا ما يقف بْب يدم رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم لزايرتو ،كيطوؿ قدر عظيمة ٌ
أ٘ب ألقف ما يتلو التإب من القرآف ٟبسة أحزابٍ ،بٌ أنٌو يقوؿ ٕب :ابهلل ابهلل الذم ال إلو إالٌ ىو ٌ
مثل ىذه الوقفة كثّبا بْب يديو صلٌى
هللا عليو كسلٌم كأشتغل إالٌ ابلدعاء لك.
ك٤بٌا بلغ أكاف الفطاـ كانتهى ما ق ٌدره ا٢بليم العبلٌـ ،جعلِب خليفة من خلفاء الشيخ رضي هللا
كتبت ،كىذا
علي اإلجازة ،ك ي
تعأب عنو كعنٌا بو ،كأذف ٕب ُب فعل ٝبيع ما يفعلو ا٣بليفة ،كأملى ٌ
نيب بعده ،يقوؿ
نصها :بسمميحرلا نمحرلا هللا ،ا٢بمد هلل كحده كالصبلة كالسبلـ على من ال ٌ
٧بمد الغإب أبو طالب التجا٘ب ا٢بسِب عاملو هللا برضاه
العبد الفقّب إٔب هللا الراجي عفوه ككرموٌ ،
ُب الدارين ،إ٘ب ٌاٚبذت عمر بن سعيد بن عثما٘ب الفوٌب أرضا الطورم إقليما الكدكم قبيلة
حبيبا ٕب ُب
الدارين ،كمن كاف كذلك كاف حبيبا هلل كرسولو ُب الدارين ،كأذنتو ُب الورد ا٤بعلوـ طريقتنا
احملمديٌة اإلبراىيميٌة ا٢بنيفيٌة ،كأذنتو ُب صبلة الفاتح ٤با أغلق بنيٌة مرتبتها الظاىرة
التجانيٌة ٌ
كالباطنة ،كأذنتو ُب تبلكة الفاٙبة بنيٌة كذا ككذا ٗبا ىي مشتملة عليو ،كأذنتو ُب تلقْب الورد
ا٤بعلوـ بطريقتنا ٤بن طلبو من ٝبيع ا٤بسلمْب ذكرا كاف أك أنثى صغّبا أك كبّبا طائعا أك عاصيا
كل كاحد يق ٌدـ أربعة ابلشرط
حرا أك ٩بلوكا ،كأذنتو أف يق ٌدـ من طلبو إٔب ستٌة عشر رجبل ،ك ٌ
ٌ
ا٤بعلوـ ،كمن خالف شرطنا فهو مرفوع عنو اإلذف.
كل كاحد من ا٤بق ٌدمْب أف ينظر إخوانو بعْب العناية كالتعظيم ،كأف ٰبفظ نفسو من تغيّب
كأنمر ٌ
قلوهبم ،كأف ٯبتهد ُب إصبلح أمورىم كقضاء حوائجهم الدنيويٌة كاألخركيٌة كزايرة صحيحهم
كعيادة مريضهم كالشفقة على ضعيفهم ،كيكوف ىذا كلٌو البتغاء مرضاة هللا كرضا رسولو صلٌى
كل ما ٠بعتم من فرض الورد كالوظيفة كذكر يوـ ا١بمعة فهو من إمبلء
هللا عليو كسلٌم .كأقوؿٌ :
أ٘ب
صرح ٕب مشافهة ٌ ٧بمد الغإب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ٌُب إعبلمهم أ ٌف سيٌدم ٌ
خليفة من خلفاء الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ال من ا٤بق ٌدمْب.
كإايؾ ٤با
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنٌو إٔب سواء الطريق ،إعلم ،كفٌقِب هللا تعأب ٌ
ٰببٌو كيرضاه ،أ ٌف ا٣ببلفة عبارة عن نيابة الشيخ الذم كاف ا٣بليفة خليفة عنو ألنٌو يوصل إٔب
كالتوجهات
ٌ التبلميذ ما كاف الشيخ يوصلو إليهم من األذكار كاألكراد كاألحزاب كاألسرار
قلت :ما الفرؽ بْب ا٣بليفة كا٤بق ٌدـ؟ فا١بواب :أ ٌف ا٤بق ٌدـ من أمره الشيخ أك من أذف لو
فإف ى
ابإلذف ىكذا إٔب أف يرث هللا األرض كمن عليها بتلقْب األذكار البلزمة مع بعض األذكار الٍب
كلكل مق ٌدـ صادؽ مرتبة عظيمة ٘بب هبا طاعتو
ا٣بواص كمن لو ح ٌد ينتهي إليوٌ .
ٌ ٱبص هبا
ٌ
كاحَبامو كما ستأٌب ُب الباب السابع كاألربعْب من ىذا الكتاب ا٤ببارؾ إف شاء هللا تعأب.
كليس ا٣بليفة كذلك ،بل ىو انئب عن الشيخ مطلقا ،فلذلك كاف ا٤بق ٌدموف كتبلمذىم من ٝبلة
رعيٌة ا٣بليفة٘ ،بب عليهم طاعة ا٣بليفة أل ٌف كجوب اإلمتثاؿ اب٣بليفة كحرمة ٨بالفتو ٘بب على
ٝبيع أىل الطريقة ،يستوم فيو من ل ٌقنو ا٣بليفة كمن ل ٌقنو غّبه ٤برتبة ا٣ببلفة ،فاعلم ىذا كاعمل
عليو ترشد ،كهللا يهدم من يشاء إٔب صراط مستقيم.
٧بمد الغإب كأكقع هللا سبحانو كتعأب،
كإذا فهمت ىذا ،فاعلم أنٌِب ٤بٌا طاؿ مكثي مع سيٌدم ٌ
ٗبحض فضلو٧ ،ببٌٍب ُب قلبو كأخذت ٗبجامع قلبو كلبٌو كاستوليت على قلبو كقالبوٌ ،إٚبذ٘ب
عِب
صاحبا كرمى الناس عنو جانبا ،كاصطفا٘ب خادما كحاجبا ،كصرت لو مؤنسا كطالبا ،كرميت ٌ
عما كنت من ا٤بعارؼ كا٢بقائق جامعا
كلٌما كنت من فنوف العلم حافظا ككاتبا ،كانسلخت ٌ
ككاسبا ،لعلمي أب ٌف ذلك يكوف للمَبكم كغّبه جالبا ،كمع ىذا فبل أطلب منو شيئا من أسرار
حٌب أكوف من الطلب اتئبا ،إٔب إف س ٌخر هللا ٕب كساعد٘ب على
الطريقة االٌ كزجر٘ب ٌ
النبوم كقت الضحى نق ٌدـ الناس ك٪بعلهم
ٌ نيل ما كنت فيو راغبا ،كقاؿ ،ك٫بن ُب ا٤بسجد
كأما أنت فخليفة من خلفاء الشيخ ال من ا٤بق ٌدمْب .كبعد ذلك أخرب٘ب
مق ٌدمْب ُب إعطاء الوردٌ :
رضي هللا تعأب عنو أ ٌف الشيخ رضي هللا تعأب عنو قاؿ :أعطيت الشيخ عمر بن سعيد ٝبيع ما
ٰبتاج إليو من ىذه الطريقة من األسرار كاألذكار ،فلم يكن لك إالٌ تبليغو فقط.
كمنها :أ ٌف بعض الصادقْب من اإلخواف رأل صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم فأضمر ذلك األخ ُب
نفسو أنٌو يطلب من النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم أشياء ،فقاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم لو قبل أف
مِب.
يسأؿ :فاطلب من الشيخ عمر بن سعيد كلٌما تطلبو ٌ
إٕب ،بعدما مضى لو فيها ٌأايما،
أ٘ب أدخلت بعض اإلخواف الصادقْب ا٣بلوة ،كأرسل ٌ
كمنوٌ :
نصوٌ :أما بعد ،فقد رأيت صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم فيها كىو يقوؿ ٕب:
مكتواب كتب فيو ما ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 274 رماح حزب الرحٌم
ا٢باج عمر أميِب ما ٓب ٱبالط السبلطْب كيداخل الدنيا ،فإذا خالطهم كداخلهم فقد خانِب،
فاحذركىم.
النيب
كمنها :أنٌو صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم قاؿ لبعض الصادقْب من اإلخواف ذكر أنٌو رآل ٌ
صلٌى هللا عليو كسلٌم كبيده صلٌى هللا عليو كسلٌم لواء فأعطانيو صلٌى هللا عليو كسلٌم.
كمنها :أ ٌف قاطنة ا٤بدينة رأيتو صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم ُب بيٍب كأان معو صلٌى هللا عليو كسلٌم،
ك٤بٌا أراد اإلنصراؼ قلت لو :اي رسوؿ هللا صلٌى هللا عليك كسلٌم كيف تنصرؼ كٓب تر أىل بيٍب؟
فقاؿ صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم :أان مستعجل ج ٌدا ،كلكن هللا سبحانو ال يريد أف يفعل شيئا
يغّب قلبك كيسوؤؾ فأحرل أانٍ ،بٌ أنٌو صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم أمر٘ب فأتيت هبم كلٌهم إالٌ
ٌ
شخصْب.
ٍ
كمنها :أ ٌف ٌأمها رٞبة هللا عليها رأت كأ ٌف القيامة قد قامت كىي على ىذا ا٢باؿ ،كرأت رسوؿ
إٕب كأخذ بيدم كذىب يب ،كقالت :اي رسوؿ هللا أتذىب بو
هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم جاء ٌ
كلكِب قد جعلت على نفسي عهدا على أف
كتَبكِب ىنا؟ قاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم :ال أترككٌ ،
ال أق ٌدـ عليو أحدا ُب ىذا الوقت.
إٕب بعد الظهر كأخرب٘ب أنٌو رأل الشيخ رضي هللا تعأب عنو ُب كاقعة كتذاكرا قليبل،
كبعد ٌأايـ جاء ٌ
كذكر أ ٌف الشيخ رضي هللا تعأب عنو قاؿ لو :أترؾ ٝبيع األذكار الٍب ل ٌقنكها الشيخ عمر
األكؿ ليس بتلقْب .كقاؿ للشيخ :اي سيٌدم ل ٌق ٌِب كذا ككذا،
كاطلب منو تلقينا جديدا ،فالتلقْب ٌ
كع ٌد أشياء من أذكار الطريقة كأسرارىا ،فقاؿ الشيخ رضي هللا تعأب عنو :أطلب من أخيك
فلما علم األخ ذلك قاؿ للشيخ رضي هللا تعأب عنو :انكلينها أٞبلها عنك اي سيٌدم ،فلم
ٌ
يلتفت إليو الشيخ رضي هللا تعأب عنو .كٮبا على ىذه ا٢بالة ،فجعل الشيخ ينادم يقوؿ :ليتك
كيكرر ،فرفع األخ بصره كرآ٘ب كقد ٠بعت نداء الشيخ ،فأسرعت كأسرع
أتتيِب اي شيخ عمرٌ ،
إٕب كانكلِب تلك
كتسابقنا إٔب الشيخ فأتيناه معا ،فم ٌد الشيخ رضي هللا تعأب عنو يده ا٤بباركة ٌ
التحف كلٌها ،كقاؿ األخ :اي سيٌدم ،تناكلو ىذه التحف ،قد كنت معك م ٌدة قبل إتيانو ،فقاؿ
لو الشيخ رضي هللا تعأب عنو :قل " ال إلو إالٌ هللا ".
فلم ألبث أف صنٌفت أتليفا عجيبا بشأف ىذه الطريقة.
كمنهاٌ :أان كنٌا ُب سفينة ُب البحر ا٤باّب بْب ج ٌدة كمصر ىاجت الرايح فأشرفت السفينة على
فانتبهت كقالت:
ٍ النعاس،
ي ا٢باجة فاطمة ا٤بدنية
كل من فيها اب٥ببلؾ ،فأخذ ٌأمي ٌ
الغرؽ كأيقن ٌ
شرم الشيخ عمر كقوٕب
٧بمد الغإب فقاؿ ٕب :ب ٌ
فإ٘ب رأيت اآلف الشيخ التجا٘ب كالشيخ ٌ
أبشرٌ ،
لو ٌإان ما أتينا ىذه السفينة إالٌ لنعلمو فإنٌنا معو فبل ٱبف من شيء ،ال يصيبو أبس ،فانقطع
الريح مكانو كسكن.
فلما رأكا
فأتو٘ب ،كأان بْب ٝباعٍب ،ككجدكا رجاال من رجاؿ الغيب ٧بدقي بنا مصلتْب سيوفهمٌ ،
فلما كاف ىذا ،أٌب كاحد من أصهاره فراشو ليبل
ذلك رجعوا إليو كأخربكه ٗبا قد رأكا أيضا مراراٌ .
ليناـ ،فإذا الشيخ رضي هللا تعأب عنو كعنٌا بو قد ظهر لو ،يقظة ال مناما ،كقاؿ :ما لكم
مرات ٍبٌ غاب.
كرر ىذا القوؿ ثبلث ٌ
كللشيخ عمر ال تَبكوا عبد هللا ُب أرض هللا؟ ك ٌ
كأراد ذلك الشيخ أف يضطجع فظهر لو الشيخ أيضا يقظة كقاؿ لو :ما لكم كللشيخ عمر ال
مرات ٍبٌ غاب ،كأراد ذلك الرجل أف يضطجع فظهر لو
كرر ثبلث ٌ
تَبكوا عبد هللا ُب أرض هللا؟ ك ٌ
كرر ثبلث الشيخ أيضا يقظة كقاؿ :ما لكم كللشيخ عمر ال تَبكوف عبد هللا ُب أرض هللا ،ك ٌ
كج ،اآلية، ادكا ٍ
ا٣بيير ى مرات ٍبٌ قاؿ :قل ٥بم ىال تيػ ٍع ًج ٍب ى
ك أ ٍىم ىوا ي٥بي ٍم ىكىال أ ٍىكىال يد يى ٍم ،اآلية ،قل ٥بم :ىكلى ٍو أ ىىر ي ٌ
كل جانب ،فغاب عنو الشيخ رضي هللا تعأب عنو. قل ٥بم :أصربكا فسياتكم مكاتبنا من ٌ
ٍبٌ هتيٌأت للسفر كأكرمِب ذلك السلطاف كرامة عظيمة على رغم أنفو ،كقحطوا أربع سنْب ٓب
حٌب أكلوا ا١بيف كأكراؽ األشجار كا٢بمي كا٣بيل كبِب آدـٍ ،بٌ
تنزؿ عليهم قطرة من السماء ٌ
اتبوا كمطركا.
٧بمد
حٌب مرض اإلماـ العادؿ العآب أمّب ا٤بؤمنْب ٌ
كمنهاٌ :أان ٤بٌا مكثنا ُب أرض ىوض ما مكثنا ٌ
بل بن عثماف بن فودم رأل بعض اإلخواف ُب منامو أ ٌف رجبل أاته راكبا على فرس كقاؿ لو أين
عمر بن سعيد؟ فقاؿ لو األخ :ما مرادؾ؟ فقاؿ :إ ٌف شيخو أٞبد التجا٘ب أرسلِب إليو كقاؿ ٕب
قل لو :ما يفعل ُب ىذه ألرض ا٣بربة؟
أ٘ب شرعت ُب تصنيف " سيوؼ السعيد ا٤بعتقد ألىل هللا تعأب كالتجا٘ب على رقبة
كمنهاٌ :
كأ٘ب ُب بئر عميق ال يرجى ٕب ا٣ببلص منو
حٌب بلغ نصفو رأيت ٌ
الشقي الطريد ا٤بنتقد ا١با٘ب " ٌ
ٌ
غم شديد كحزف ٤با أصابِب ،كرأيت ُب ما يرل النائم ليلة ا٣بميس كالثالث
أ٘ب حصل ٕب ٌ
كمنهاٌ :
من شهر هللا رمضاف عاـ طم بشر من ا٥بجرة النبويٌة على صاحبها أفضل الصبلة كأزكى السبلـ
إ٘ب رأيت القطب ا٤بكتوـ كالبزخ ا٤بختوـ الشيخ أٞبد التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو
شخصا يقوؿ ٌ
كلعلٌو قاؿ ٕب أ ٌف الشيخ رضي هللا تعأب قاؿ لو جاء لرؤيتك كليزيل عنك ما أنت فيو من ا٥بموـ،
كلكنٌو
فادخل فيو ابلسنٌة.
ٍ كل أمر تدخل فيو
يبدأ إبزالة السحر الذم سحركؾ بو ،ك ٌ
قلت :إعلم أنٌو ال يعَبض علينا ُب إيرادىا إالٌ من الأكثرت علينا من ا٤بنامات ،ي
ى قلت :قد
فإ ٍف ى
خبلؽ لو ُب العلم كا٤بعرفة كلوجوه ،أحدىا :أ ٌف هللا قد أثبت الر ًؤاي ا٢بضرة ُب كتابو كأثبتها
قاؿ زين الدين ا٣بواُب ُب الوصااي القدسيٌة :كالشيطاف ٯبيء على صورة الصا٢بْب كثّبا كال يقدر
على التمثٌل بصورة رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ،قاؿ عليو السبلـ" :من رآ٘ب ُب ا٤بناـ فقد
للنيب صلٌى هللا عليو
رآ٘ب فإ ٌف الشيطاف ال يتمثٌل يب" ،كال بصورة الشيخ إف كاف الشيخ اتبعا ٌ
كسلٌم مأذكان إبرشاد من شيخو ا٤بأذكف ىكذا إٔب حضرة رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم.
أئمتنا قد أثبتوا قبو٥با من هللا تعأب عليو ،قاؿ عبد هللا ا٣بيٌاط ُب الفتح
كاثلثها أ ٌف ساداتنا ك ٌ
شرات الرؤاي الصا٢بة يراىا
ا٤ببْب :فإف قلت قاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم" :ما بقى بعدم إالٌ ا٤بب ٌ
كأكؿ ما بدأ
الرجل الصاّب أك ترل لو" ،كُب ا٢بديث "رؤاي ا٤بؤمن كبلـ يكلٌم العبد ربٌو ُب ا٤بناـ ٌ
بو صلٌى هللا عليو كسلٌم أنٌو كاف يرل الرؤاي فتجيء مثل فلق الصبح كاألعماؿ ابلنيٌات" .إنتهى.
كقاؿ الشعرا٘ب ُب البحر ا٤بوركد :أخذ علينا العهد إذا جاءتنا بشرل من رسوؿ هللا صلٌى هللا
عليو كسلٌم أك من أحد من صاّب ا٤بؤمنْب أف أنخذىا من من جاءت منو ابلتصديق كالقبوؿ كال
نردىا ىضما ألنفسنا كما يفعلو بعضهم ذاىبا إٔب أنٌو ال يستح ٌق مثل ذلك كإ ٌ٭با يستح ٌق
ٌ
حٌب أنٌو قاؿ ٤بن قاؿ لو :رأيتك اي سيٌدم ُب ا١بنٌة :أما رأل إبليس أحد
التخويف ابلنار ك٫بوىا ٌ
يسخر بو غّبم كغّبؾ؟ قاؿ :كىذا الذم قلنا أكٔب ٩بٌا فعلو ىذا أل ٌف كوننا ال نستح ٌق دخوؿ
شران أب ٌف هللا تعأب غفر لنا أك أ ٌف
ا١بنٌة ٙبصيل ا٢باصل فإذا ب ٌ
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم شفيع فينا أخذ ذلك من ابب الفضل كا٤بنٌة ،كىل عفو هللا تعأب ٌ
كشفاعة سيٌد ا٤برسلْب عليو الصبلة كالسبلـ إالٌ للمذنبْب؟ ٍبٌ ال ٱبلى ذلك الشخص الذم
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم أنٌو شفع فيو ،صا٢با أك فاسقا ،علٌو ٰبصل لو لذلك رقٌة قلب
أرسل ٌ
كيتنصل ٤با كاف فيو من ا٤بعاصي ،سياسة نبويٌة.
ٌ فيتوب
رد البشرل إذا جاءتو جنح إٔب خوؼ الركوف إليها كما عليو طائفة من العباد
كلعل من ٌ
كقاؿٌ :
كل شيء جاءه،
الذين ٓب تنكشف حجبهمٌ ،أما العارؼ فبل ركوف لو إٔب شيء دكف هللا تعأب ،ك ٌ
فليظن
ٌ ظن عبدم يب
القدسي" :أان عند ٌ
ٌ دنيا كأخرل كبرزخا ،أخذه عن هللا تعأب .كُب ا٢بديث
يب خّبا" .اىػ.
علي ٗبعرفة إ٠بو األعظم الكبّب للتح ٌدث ابلنعمة ،كأنٌو موجود عند
ُب إعبلمهم أ ٌف هللا تعأب ىم َّن ٌ
اختصو
ٌ ٧ب ٌققْب من أىل هللا تعأب ،كأنٌو مضركب عليو حجاب ،كأنٌو ال يطلع هللا عليو إالٌ من
النيب صلٌى هللا عليو
ابحملبٌة كاصطفاه ابلعناية األزليٌة ،كأ ٌف من عرفو كترؾ القرآف كالصبلة على ٌ
كسلٌم كاشتغل بو ٱباؼ عليو من ا٣بسراف دنيا كأخرل ،كأنٌو ال يصلح للدنيا كال لطالبها.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنٌو إٔب سواء الطريق ،قاؿ شيخنا كسيٌدان ككسيلتنا إٔب
٧بمد الشريف ا٢بسِب التجا٘ب رضي هللا تعأب
ربٌنا ،القطب ا٤بكتوـ كالربزخ ا٤بختوـ ،أٞبد بن ٌ
عنو كأرضاه كعنٌا بوُ ،ب الكتاب ا٤بكتوـ :إعلم أ ٌف ثواب اإلسم األعظم الكبّب ال شيء يعادلو
ُب األعماؿٍ ،بٌ إنٌو ال ينالو إالٌ الفرد النادر مثل النبيٌْب كاألقطاب كمن غّبىم ال ينالو إالٌ الشاذٌ
النادر ،كغالب ذلك الشاذٌ أنٌو من الص ٌدقْب ،كرٌٗبا انلو بعض األكلياء ٩بٌن ٓب يبلغ مرتبة
الص ٌديقْب .أىػ.
كقاؿ بعض العارفْب :كإدراؾ اإلسم األعظم ٌإما أف يكوف نقبل أبف يعلم من جهة أ ٌف االسم
كٕب أك ملك أك مناـ .اىػ.
لنيب أك ٌ
األعظم كذا على التقليد ٌإما ٌ
علي معرفة اإلسم األعظم ٔبميع الوجوه ا٤بتق ٌدمة إالٌ من جهة ا٤بلك فلم أقطع
من هللا ٌ
قلت :قد ٌ
ي
أب٘ب عرفتو من جهة ا٤بلىك لرؤاي رأيتها ،كقد عرفتو من جهة
أظن ٌ
كلكِب ٌ
ٗبعرفتو من جهتوٌ ،
ا٤بنورة على ساكنها أفضل الصبلة كأزكى السبلـ ،كعرفتو
٧بمد الغإب كأان معو ُب ا٤بدينة ٌ
سيٌدم ٌ
ا٤بشرفة.
من جهتو أيضا كأان معو ُب م ٌكة ٌ
كقد حصل ٕب على يديو بفضل هللا تعأب علوـ كأسرار من علوـ اإلسم كأسراره ،كقد حصل ٕب
٧بمد التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو
معرفتو أيضا مناما على يد بعض الرجاؿ أرسلو شيخنا أٞبد بن ٌ
إٕب مرادم اإلسم األعظم ،قاؿ :نعم ،كذكر ٕب ما ال يكتب ُب االكراؽ .كقد ازددت يقينا ُب
ٌ
معرفتو أب ٌف شخصْب أتيا٘ب بو كقد ذكر ٥بما عينو مناما .كقد حصل ٕب معرفتو من كبلـ رسوؿ
هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم كهلل ا٢بمد ُب االكٔب كاآلخرة.
تقرر ىذا ،فاعلم ٌأكال أ ٌف اإلسم األعظم مضركب عليو حجاب ال يطلع هللا تعأب عليو إالٌ كإذا ٌ
اختصو ابحملبٌة كاصطفاه ابلعناية االزليٌة ،كلذا قاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا
ٌ من
فنقوؿ ،إعلم أ ٌف العلماء قد اختلفوا ُب اإلسم األعظم ،كقاؿ بعضهم ال كجود لوٗ ،بعُب أ ٌف
أ٠باء هللا تعأب كلٌها عظيمة ال ٯبوز تفضيل بعضها على بعض ،كإليو ذىب طائفة منهم :أبو
جعفر الطربم كأبو ا٢بسن األشعرم كابن حبٌاف ،كٞبلوا ما كرد من ذكر اإلسم األعظم على أ ٌف
كل أ٠بائو تعأب عظاـ .كقاؿ بعضهم إألعظيمة الواردة ُب االخبار ا٤براد هبا
ا٤براد بو عظيم ،ك ٌ
يسمى اإلسم األعظم
مزيد ثواب الداعي لذلك ،كذىب ٝبهور العلماء إٔب أ ٌف هلل تعأب إ٠با ٌما ٌ
كاختلفوا ُب تعيينو ،كانتهت أقوا٥بم إٔب كاحد كعشرين قوال.
األكؿ :أنٌو ٩بٌا استأثر هللا تعأب بعلمو كٓب يطلع عليو أحدا من خلقو.
ٌ
كالثا٘ب :ىو ما نقلو فخر الدين عن بعض أىل الكشف.
حٌب كاد أف ينعقد االٝباع عليو،
كالثالث :أنٌو هللا إ ٍذ ال يطلق على غّبه كىو ا٤بختار عند ا٤بعظم ٌ
كعزم للشيخ عبد القادر ا١بيبل٘ب كقاؿ :إ ٌ٭با يستجاب لك إذا ٓب يكن غّب هللا ُب قلبك أنٌو
الرٞبن الرحيم.
كالرابع :أنٌو الرٞبن الرحيم.
ا٢بي القيٌوـ ٢بديث "إسم هللا األعظم ُب ىاتْب اآليتْب ىكإً ى٥بي يك ٍم إًلىوه كا٣بامس :أ ٌف الرٞبن الرحيم ٌ
الر ٍٞبن َّ ً ً
وـ". اَّللي ىال إًلىوى إًَّال يى ىو ا ٍ٢بى ُّي الٍ ىقيُّ ي
يم كفاٙبة آؿ عمراف آب َّ
الرح ي ىكاح هد ىال إًلىوى إًَّال يى ىو َّ ى ي
كا٣بامس عشر :ما نقل عن الفخر الرازم كزين العابدين أنٌو سأؿ هللا تعأب أف يعلٌمو اإلسم
رب العرش العظيم.
األعظم فرأل ُب النوـ ىو هللا هللا هللا الذم ال إلو إالٌ ىو ٌ
٨بفي ُب األ٠باء ا٢بسُب يطلع عليو بعض األصفياء.
كالسادس عشر :أنٌو ٌ
كل إسم من أ٠بائو دعا العبد بو ربٌو مستغرقا ٕبيث ال يكوف ُب ذكره
كالسابع عشر :أ ٌف ٌ
أتٌب لو ذلك استجيب لو ،قاؿ جعفر الصادؽ كا١بنيد
مستحضرا غّب هللا تعأب ،فإ ٌف من ٌ
كغّبٮبا.
اللهم ،حكاه الزركشي.
كالثامن عشر :أنٌو ٌ
كالتاسع عشر :أنٌو أٓب ،ذكره العزيزم.
قهار.
كا٤بوُب العشرين :هللا ٞبيد ٌ
ٌ
كا٢بادم كالعشركف :أنٌو كماؿ ا٤بائة كليس من التسع كالتسعْب كأ ٌف كثّبا من معانيو ُب اال٠باء
الدابغ.
التسعة كالتسعْب ،قالو القطب عبد العزيز بن مسعود ٌ
أتملت ما تق ٌدـ كفهمتو كحصل ُب ذىنك علمو ،علمت يقينا أ ٌف اإلسم األعظم
قلت :كإذا ٌ
ي
الكبّب موجود عند احمل ٌققْب من أىل هللا تعأب ،كعلمت أنٌو مضركب عليو حجاب ال يطلع هللا
اختصو ابحملبٌة من النبيٌْب كبعض الص ٌديقْب كاألكلياء كما تق ٌدـ ٤با رأيت من
ٌ تعأب عليو إالٌ من
تقرر ىذا ،فاعلم ،اثنيا ،أ ٌف من عرؼ اإلسم األعظم كترؾ القرآف كالصبلة على رسوؿ هللا
كإذا ٌ
صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم فإنٌو ٱباؼ عليو ا٣بسراف دنيا كأخرل ،قاؿ الشيخ رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنٌا بو :قاؿ ٕب سيٌد الوجود صلٌى هللا عليو كسلٌم أ ٌف اإلسم األعظم مضركب عليو
اختصو ابحملبٌة ،كلو عرؼ الناس الشتغلوا بو كتركوا
ٌ حجاب كال يطلع هللا تعأب عليو إالٌ من
غّبه ،كمن عرفو كترؾ القرآف كالصبلة على رسوؿ هللا صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم على ما يرل
فيو من كثرة الفضل فإنٌو ٱباؼ على نفسو .اىػ.
كإذا فهمت ىذا ،فاعلم ،اثلثا ،أ ٌف اإلسم األعظم ال يصلح للدنيا كال لطالبها ،كمن عرفو
كصرفو لطلب الدنيا خسر الدنيا كاآلخرة ،قاؿ الدمّبم ُب حياة ا٢بيواف الكربل :قاؿ ابن عدم
٧بمد بن زايد بن معركؼ قاؿ ح ٌدثنا جعفر بن حسن عن
ح ٌدثنا عبد الرٞبن القرشي قاؿ ح ٌدثنا ٌ
أبيو قاؿ ح ٌدثِب اثبت البنٌا٘ب عن أنس رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو
كسلٌم" :سألت هللا اإلسم األعظم فجاء٘ب جربيل عليو السبلـ بو ٨بزكان ٨بتوما" إٔب أف قاؿ:
نيب هللا علٌمنيو
كأمي اي ٌ
قالت عائشة رضي هللا تعأب عنها" :أبيب أنت ٌ
فقاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم اي عائشة هنينا عن تعليمو النساء كالصبياف كالسفهاء" .اىػ.
كُب شرح القشّبم عن األ٠باء ا٢بسُب عن قولو ا ٍ٢بى ُّي الٍ ىقيُّ ي
وـ :كقاؿ يوسف بن ا٢بسن بلغِب أ ٌف
فأكؿ ما أبصر٘ب رآ٘ب طويل
ذا النوف يعلم إسم هللا األعظم ،فخرجت من م ٌكة قاصدا إليوٌ ،
فلما
اللحية كُب يدم ركوة كبّبة مؤتزرا ٗبئزر كعلى كتفي مئزر كاتسومة ،فاستبشع منظرمٌ ،
فلما كاف بعد يومْب أك ثبلثة جاء رجل من أئ ٌمة ا٤بتكلٌمْب فناظره
سلٌمت عليو كأنٌو ازدرا٘بٌ ،
بشيء من الكبلـ كاستظهر على ذم النوف ُب ذلك كغلبو ،فاغتممت لذلك
كركل ابن ماجة عن عائشة رضي هللا تعأب عنها قالت٠ :بعت من رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو
األحب إليك الذم إذا دعيت بو أجبت
ٌ إ٘ب أسألك اب٠بك الطاىر ا٤ببارؾ
"اللهم ٌ
ٌ كسلٌم يقوؿ:
فرجت قالت :فقاؿ ذات
كإذا سئلت بو أعطيت كإذا اسَبٞبت بو رٞبت كإذا استفرجت بو ٌ
يوـ اي عائشة ىل علمت أ ٌف هللا قد دلٌِب على اإلسم األعظم الذم إذا دعي بو أجاب قالت:
كأمي علٌمنيو فقاؿ إنٌو ال ينبغي لك اي
فقلت اي رسوؿ هللا صلٌى هللا تعأب عليك كسلٌم أبيب أنت ٌ
فتنحيت كجلست ساعة ٍبٌ قمت فقبٌلت رأسو ٍبٌ قلت اي رسوؿ هللا علٌمنيوعائشة قالت ٌ
قاؿ إنٌو ال ينبغي لك اي عائشة أف أعلٌمك أنٌو ال ينبغي لك أف تسألِب بو شيئا للدنيا" .اىػ.
إذا فهمت ىذا علمت أ ٌف اإلسم األعظم ال يستعمل لشيء من أمور الدنيا إالٌ لضرر دنيوم
متعلٌق ابلدين ال يصلح الدين إالٌ ذلك األمر كال ٲبكن إالٌ استعمالو ،فحينئذ لعلٌو يستعمل
النيب صلٌى
الدابغ رضي هللا تعأب عنو قاؿ :إ ٌف من يرل ٌ اىػ .كذكر أ ٌف شيخو القطب عبد العزيز ٌ
حٌب يرل ىذا العآب كلٌو كلكن ال ينظر
هللا عليو كسلٌم من أكلياء هللا تعأب ُب اليقظة فإنٌو ال يراه ٌ
لكل شيء عبلمة ،كعبلمة إدراؾ العبد مشاىدة
كاحد .قاؿ ك٠بعتو رضي هللا تعأب عنو يقوؿٌ :
النيب الشريف اشتغاال دائما ٕبيث ال
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم ُب اليقظة أف يشتغل الفكر هبذا ٌ
ٌ
النيب صلٌى هللا
يغيب عن الفكر كال تصرفو عنو الصوارؼ كال الشواغل ،فَباه أيكل كفكره مع ٌ
عليو كسلٌم ،كيشرب كىو كذلك ،كٱباصم كىو كذلك،
كيناـ كىو كذلك ،فقلت :كىل يكوف ىذا ٕبيلة ككسب؟ فقاؿ :لو كاف ٕبيلة ككسب من العبد
إٔب أف قاؿ :كسألتو هنع هللا يضر ىل ٰبضر الديواف األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ مثل سيٌدان إبراىيم
كسيٌدان موسى كغّبٮبا من الرسل على نبيٌنا كعليهم أفضل الصبلة كالسبلـ؟ فقاؿ هنع هللا يضر:
ٰبضركنو ُب ليلة كاحدة ُب العاـ ،قاؿ :قلت :فما ىي؟ قاؿ :ليلة القدر ،فيحضركه ُب تلك
ا٤بقربْب كغّبىم ،كٰبضره سيٌد الليلة األنبياء كا٤برسلوف كٰبضركه ا٤بؤل األعلى من ا٤ببلئكة ٌ
الوجود صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كٰبضر مع أكزاجو الطاىرات كأكابر صحابتو األكرمْب مهنع هللا يضر
أٝبعْب.
الدابغ رضي هللا تعأب عنو -يقوؿ :قد
كقاؿ ،بعد كبلـ ،أنٌو ٠بعو -أعِب الشيخ عبد العزيز ٌ
يغيب الغوث عن الديواف فبل ٰبضره ،إٔب أف قاؿ :قاؿ هنع هللا يضر :كقد ٰبضر سيٌد الوجود صلٌى هلل
كأما ىود عليو السبلـ فثبت على يديو ٌأكؿ دخوٕب ُب طريق
األمور كعلم تقليب الليل كالنهارٌ ،
القوـ .كذكر أنٌو ما اجتمع أبحد من األنبياء أكثر من عيسى عليو السبلـ ،كقاؿ :كلٌما اجتمعت
حٌب يدعو ٕب بذلك ،ككاف يقوؿ ٕب :اي
بو دعا ٕب ابلثبات ُب الدين حيٌا كميٌتا ،ككاف ال يفارقِب ٌ
زىاد الرسل كأكثرىم سياحة ،ككاف
حبييب ،كأمر٘ب أكؿ اٝباعي عليو ابلزىد التجريد ،ككاف من ٌ
حافظا لؤلمانة ٓب أتخذه ُب هللا لومة الئم ،كلذلك عادتو اليهود .اىػ.
فلما كصلت إٔب قرب ضريح ا٣بليل عليو السبلـ تل ٌقا٘ب ا٣بليل ،فقلت :اي رسوؿ هللا إجعل
ٌ
ففرج هللا تعأب عنهم .قاؿ اليافعي :كقولو " تل ٌقا٘ب
ضيافٍب عندؾ الدعاء ألىل مصر ،فدعا ٥بمٌ ،
ا٣بليل " قوؿ ح ٌق ال ينكره إالٌ جاىل ٤بعرفة ما يرد عليهم من األحواؿ الٍب يشاىدكف فيها
النيب صلٌى هللا عليو
ملكوت السماكات كاألرض ،كينظركف األنبياء أحياء غّب أموات كما نظر ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 299 رماح حزب الرحٌم
كسلٌم إٔب موسى عليو السبلـ ُب األرض كنظره أيضا ك ٝباعة من األنبياء ُب السموات ك٠بع
منهم ٨باطبات.
كقد ثبت أ ٌف ما جاز لؤلنبياء معجزة جاز لؤلكلياء كرامة بشرط عدـ التح ٌدم .اىػ.
كقاؿ الشيخ سراج الدين بن ا٤بل ٌقن ُب طبقات األكلياء :قاؿ الشيخ عبد القادر ا١بيبل٘ب :رأيت
بِب ًٓبى ال تتكلٌم؟ فقلت :اي أبتاه أان رجل
رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم قبل الظهر فقاؿ ٕب :اي ٌ
أعجمي كيف أتكلٌم مع فصحاء بغداد؟ فقاؿ :إفتح فاؾ ،ففتحتو ،فتفل فيو سبعا كقاؿ :تكلٌم ٌ
على الناس كادعو إٔب سبيل ربٌك اب٢بكمة كا٤بوعظة ا٢بسنة .فصلٌيت الظهر كجلست،
علي.
كحضرتِب خلق كثّب فارتج َّ
بِب ٓب ال تتكلٌم؟ إْب .كقاؿ أيضا ُب ترٝبة الشيخ
فرأيت عليٌا قائما إبزائي ُب اجمللس ،فقاؿ :اي ٌ
خليفة النهر ملكي :كاف كثّب الرؤاي لرسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فكاف يقوؿ أ ٌف أكثر أفعالو
أحداىن :اي
ٌ مرة قاؿ لو ُب
كإما مناما ،رآه ُب ليلة كاحدة سبعة عشرة ٌ
متل ٌقاة أبمر منو ٌإما يقظة ٌ
مِب.
خليفة ال تضجر ٌ
كقاؿ الشيخ عبد الغ ٌفار بن نوح القرمِب ُب كتاب التوحيد :من أصحاب الشيخ أيب ٰبي أيب عبد
حٌب
كل ساعة ٌ
هللا اإلسوائي ،ا٤بقيم إبٟبيم ،كاف ٱبرب أنٌو رأل رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ُب ٌ
ٛبر ساعة إالٌ كٱبرب عنو .قاؿ ُب التوحيد أيضا :كاف للشيخ أيب العبٌاس ا٤برسي كصلةال تكاد ٌ
ابلنيب صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم كٯباكبو إذا ٙب ٌدث معو.
ٌ
كقاؿ الشيخ اتج الدين بن عطاء هللا ُب لطائف ا٤بنن :قاؿ رجل للشيخ أيب العبٌاس ا٤برسي اي
سيٌدم صافحِب بكفك ىذه ،فقاؿ :كهللا ما صافحت بك ٌفي ىذه إالٌ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو
كسلٌم .كقاؿ الشيخ صفاء الدين بن أيب منصور ُب رسالتو ،كالشيخ عبد الغفار ُب التوحيد:
يحكي عن الشيخ أاب ا٢بسن الوانئي قاؿ :أخرب٘ب الشيخ أبو العبٌاس الطنجي قاؿ :كردت على
سيٌدم أٞبد بن الرفاعي فقاؿ :ما أان شيخك إ ٌ٭با شيخك عبد الرحيم بقنا ،ير ٍح إليو.
فسافرت إٔب قنا فدخلت على الشيخ عبد الرحيم فقاؿ ٕب :أعرفت رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو
حٌب تعرؼ رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم.
رح إٔب بيت ا٤بقدس ٌ
كسلٌم؟ قلت :ال ،قاؿ ٕبٍ :
كالكرسي ٩بلوءة
ٌ فرحت إٔب بيت ا٤بقدس ،فحْب كضعت رجلي كإذا ابلسماء كاألرض كالعرش
من رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فرجعت إٔب الشيخ ،فقاؿ ٕب :أعرفت رسوؿ هللا صلٌى هللا
كذكر أ ٌف إبرىيم كأكالده ٯبلسوف بقرب ابب الكعبة ٕبذاء مقامو ا٤بعركؼ ،كموسى كٝباعة من
األنبياء بْب الركنْب اليمانْب ،كعيسى كٝباعة منهم ُب جهة ا٢بجر .كرأل نبيٌنا صلٌى هللا تعأب
عليو كسلٌم جالسا عند الركن اليما٘ب مع أىل بيتو كأصحابو كأكلياء ٌأمتو.
الوٕب :ىذا
كحكي عن بعض األكلياء أنٌو حضر ٦بلس فقيو ،فركل ذلك الفقيو حديثا ،فقاؿ لو ٌ
النيب صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم كاقف على
ابطل ،فقاؿ الفقيو :من أين لك ىذا؟ فقاؿ :ىذا ٌ
أ٘ب ٓب أقل ىذا ا٢بديث.
رأسك يقوؿ ٌ
كُب كتاب ا٤بنح اإل٥بيٌة ُب مناقب السادات الوفائيٌة البن فارس قاؿ٠ :بعت سيٌدم عليٌا رضي
هللا تعأب عنو يقوؿ :كنت ،كأان ابن ٟبس سنْب ،أقرأ القرآف عل رجل يقاؿ لو الشيخ يعقوب،
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم يقظة ال مناما كعليو قميص أبيض قطنٍ ،بٌ رأيت
فأتيتو يوما فرأيت ٌ
فلما بلغت
عِبٌ .
علي ،فقاؿ ٕب :إقرأ ،فقرأت عليو سورة كالضحى كأٓب نشرحٍ ،بٌ غاب ٌ
القميص ٌ
إحدل كعشرين سنة أحرمت لصبلة الصبح ابلقرافة فرأيتو صلٌى هللا عليو كسلٌم قبالة كجهي
فعانقِب ،كأما بنعمة ربٌك فح ٌدث ،فأكتيت لسانو من ذلك الوقت .اىػ.
فلما كقف ٘باه ا٢بجرة الشريفة أنشد:
حج سيٌدم أٞبد الرفاعيٌ ،
كُب بعض اجملامعٌ ،
عِب كىي انئبٍب
ُب حاؿ البعد ركحي كنت أرسلها ...تقبٌل األرض ٌ
كأما نشر الثياب فإ ٌ٭با يفعل لعدـ طهارة جزما أك ظنٌا أك ش ٌكا كأف يبسط ا٤بصلٌي ثواب طاىرا
ٌ
على فراش غّب طاىر ليصلٌي عليو كما ىو ُب كتب الفقو ،كذلك ظاىر .كقد سألت عن ذلك
٧بمد الغإب الشريف ا٢بسِب التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو بعد ا٤بغرب ك٫بن ُب ا٤بدينة
سيٌدم ٌ
ا٤بنورة على ساكنها أفضل الصبل كالسبلـ ُب مسجده صلٌى هللا عليو كسلٌم ،فأجابِب :أنٌو قاؿ
ٌ
للشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو يوما :اي سيٌدم ،إ ٌان ٬باؼ ُب بعض ا٤بواضع عدـ
كالثالث ،عدـ زايرة كاحد من األكلياء األحياء كاألموات ،قاؿ ُب جواىر ا٤بعا٘ب :إعلم أ ٌف ىذا
الورد العظيم ال يل ٌقن ٤بن لو كرد من أكراد ا٤بشايخ رضي هللا تعأب عنهم إالٌ إف تركو كانسلخ عنو
ا٣باص كإالٌ فليَبكو ىو ككرده أل ٌف أكراد
ٌ كال يعود إليو أبدا ،فعند ذلك يل ٌقنو ىمن لو اإل ٍذف
ا٤بشائخ كلٌهم رضي هللا تعأب عنهم على ىدل كبيٌنة ،ككلٌها مسلكة كموصلة إٔب هللا تعأب.
تكربا كاستعبلء على ا٤بشايخ ،كبلٌ كحاشا كمعاذ هللا ،بل ىذا الشرط مشركط ُب
كىنا منٌا ليس ٌ
طريقتنا ال غّب ،فمن أراد الدخوؿ فيها فبل ب ٌد لو من ىذا الشرط كال خوؼ عليو من صاحبو ٌأاي
كل ضرر يلحقو ُب الدنيا كاآلخرة ،كال يلحقو
كاف من األكلياء االحياء كاألموات ،كىو آمن من ٌ
ضرر ال من شيخو كال من غّبه كال من هللا كرسولو بوعد صادؽ ال خلف فيو ،كمن أىب ا٣بركج
عن كرد شيخو الذم بيده فبل شيء عليو كيَبؾ كردان كٲبكث على كرده كطريقتو فهو على
كا٣بامس ،دكاـ ٧ببٌة الشيخ ببل انقطاع إٔب ا٤بمات كخليفة الشيخ ُب ٝبيع ما كاف للشيخ على
كل من ٓب يكن من أىل الطريق مق ٌدما كاف أك غّبه ٧ببٌا
التبلميذ من ا٢بقوؽ كالشركط كالشيخ ك ٌ
للخليفة كما كاف ٯبب عليو أف يكوف للشيخ فليس من الطريقة ُب شيء ،كىذا يكوف
للمق ٌدـ ُب ح ٌق من ل ٌقنو .كإذا فهمت ىذا ،فاحملبٌة الصادقة ،كما ُب اإلبريز كغّبه ،أف يكوف
التلميذ صحيح ا١بزـ انفذ العزـ ماضي االعتقاد ال يصغى ألحد من العباد قد صلٌى على من
حٌب يعرؼ
عدا شيخو صبلتو على ا١بنازة .اىػ .قاؿ ُب اإلبريز :إ ٌف العبد ال يناؿ معرفة هللا تعأب ٌ
حٌب يعرؼ شيخو ،كال يعرؼ شيخو سيٌد الوجود صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كال يعرؼ سيٌد الوجود ٌ
ص ًٌل عليهم صبلة ا١بنازة كانزع من قلبك
حٌب ٲبوت الناس ُب نظره فبل يراقبهم كال يراعيهم .فى ى
ٌ
التشوؽ إليهم .اىػ.
ٌ
كفيو :كسألتو رضي هللا تعأب عنو عن احملبٌة ،ىل ٥با من أمارة كعبلمة؟ فقاؿ رضي هللا تعأب عنو:
٥با أماراتف ،األمارة االكٔب أف تكوف راحة ا٤بريد ُب ذات شيخو فبل يتف ٌكر إالٌ فيها كال ٯبرل إالٌ
سرا كعبلنية
حٌب تكوف حركاتو كسكناتو ٌ ٥با كال يهتٌم إالٌ ٥با كال يفرح إالٌ هبا كال ٰبزف إالٌ عليها ٌ
حضورا كغيبة ُب مصاّب ذات الشيخ كما يليق هبا كال يبإب بذاتو كال ٗبصا٢بها.
حٌب لو ق ٌدر أ ٌف شيخو ُب بئر كىو ُب صومعة
األمارة الثانية ،األدب كالتعظيم ١بناب شيخو ٌ
يظل
قاؿ :ككنت أخرج معو هنع هللا يضر كثّبا كأان ال أعرؼ درجتو ،فكاف يقوؿ ٕب :مثلك مثل من ٌ
٧بل
احملل الذم ٘بعل فيو رجلك كبيػ ٍعد ٌ
ٲبشي على أعإب أسوار ا٤بدينة كشرفاهتا مع ضيق ٌ
السقوط ،فلم أفهم معُب ىذا الكبلـ إالٌ بعد حْب .فكاف بعد ذلك إذا جرل ىذا الكبلـ على
خاطرم ٰبصل ٕب منو ركع عظيم كخوؼ شديد.
إ٘ب أخاؼ من هللا تعأب من أمور فعلتها ،فقاؿ ٕب :ما ىي؟ فذكرت لو ما
كقلت لو ذات يوـٌ :
حضر ،فقاؿ ٕب رضي هللا تعأب عنو :ال ٚبف من ىذه األشياء ،كلكن أكرب الكبائر ُب ح ٌقك أف
تضرؾ ُب دينك كدنياؾ .اىػ.
ٛبر عليك ساعة كال أكوف ُب خاطرؾ ،فهذه ىي ا٤بعصية الٍب ٌ
ٌ
مر من ىذا ا٤بقاـ ُب الفصل السابع عشر كالفصل الثامن عشر كالفصل التاسع عشر ما
كقد ٌ
كمن نظر نفسو خّبا من أحد من غّب أف يعرؼ مرتبتو كمرتبة ذلك اآلخر ابلغاية ال ابلوقت فهو
كجل٨ ،بدكع ال خّب فيو كلو أعطى من ا٤بعارؼ ما أعطى .كقاؿ أبو طالب
عز ٌجاىل ابهلل ٌ
ٱبوؼ عباده ٗبا يشاء
كجل ٌ
عز ٌ
ا٤ب ٌكي رضي هللا تعأب عنو :كمن حقوؽ العارفْب علمهم أب ٌف هللا ٌ
كٱبوؼ العموـ من خلقو ابلتنكيل ببعض ا٣بصوص من
من عباده األعلْب ٯبعلهم نكاال لؤلدنْبٌ ،
عباده ،حكمة لو كحكما منو.
خوؼ هبم ا٤بؤمنْب
فعند ا٣بائفْب ُب علمهم أ ٌف هللا تعأب قد أخرج طائفة من الصا٢بْب نكاال ٌ
خوؼ هبم الشهداء،
خوؼ هبم الصا٢بْب كأخرج ٝباعة من الص ٌديقْب ٌ كن ٌكل بطائفة من الشهداء ٌ
كل مقاـ ًع ىرب ٤بن دكهنم كموعظة ٤بن فوقهم كٚبويف
كهللا أعلم ٗبا كراء ذلك ،فصار من أىل ٌ
كهتديد ألصحاهبم ،كىذا داخل ُب كصف من أكصافو كىو ترؾ ا٤بباالة ٗبا ظهر من العلوـ
كاألعماؿ ،فلم يسكن عند ذلك أحد من أىل ا٤بقامات ُب مقاـ كال نظر أحد من أىل األحواؿ
كل األحواؿ.
كجل عآب بو ُب ٌ
عز ٌإٔب حاؿ كال أمن مكر هللا ٌ
كقاؿ أبو حامد رضي هللا تعأب عنو :إ ٌف األمور مرتبطة اب٤بشيئة ارتباطا ٱبرج عن ح ٌد ا٤بعقوالت
كا٤بألوفات ،كال ٲبكن ا٢بكم عليها بقياس كال حدس كحسباف فضبل عن التحقيق كاإلستيقاف،
الطامة الكربل ىو ارتباط أمرؾ ٗبشيئة من ال يبإب بكٍ .بٌ
كىذا الذم قطع قلوب العارفْب إٔب ٌ
قاؿ ،بعد كبلـ طويل :قاؿ بعض العارفْب :لو حاؿ بيِب كبْب من عرفتو ٟبسْب سنة ابلتوحيد
أل٘ب ال أدرم ما ظهر لو من التغليب.
إسطوانة ،فمات ،لى ىما قطعت لو ابلتوحيدٌ ،
حٌب رٞبتو ،فقلت لو :اي أاب ا٢بسن ما ىذه ا٢بالة الٍب
فلما رأيت منو ذلك أكربِب كأحزنِب غاية ٌ
ٌ
اص أصفيائو كمن كرباء العارفْب بو كمن أىل
أنت عليها كقد جعلك هللا تعأب من أكليائو كخو ٌ
حل يب ألحد سواكم
الديواف ،كذاتك سليمة صحيحة ال علٌة فيها؟ كقاؿ :ما ذكرت ىذا الذم ٌ
كسأذكره لكم ،كىو أ ٌف هللا تعأب ،كلو ا٢بمد ،أطلعِب على مشاىدة فعلو ُب ٨بلوقاتو ،فأان أرل
علي منو شيءٍ ،بٌ أطلعِب هللا تبارؾ كتعأب ،كلو ا٢بمد
فعلو ساراي ُب ا٣بليقة عياان ال يغيب ٌ
ٗبحض فضلو ،على أسرار فعلو كقضائو كقدره ُب خليقتو ،فأان أشاىد
علي شيء من تلك ً
تلك األفعاؿ كأعلم ٓبىكانت ،كأعلم أسرار القدر فيو ٕبيث ال ٱبفى ٌ
ظِب
ُب فوجدتو قد حجبِب عن مشاىدتو كمشاىدة أسراره ،فوقع ُب ٌ األسرارٍ ،بٌ نظرت إٔب فعلو ٌ
لشر أراده يب أبف يكوف سخطو تعأب مقركان بفعل من أفعإب
أنٌو ما حجبِب عن مشاىدتو إالٌ ٌ
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو :أقوؿ لكم أ ٌف سيٌد الوجود صلٌى هللا عليو كسلٌم
ضمن لنا أ ٌف من سبٌنا كداـ عل ذلك كٓب يتب ال ٲبوت إالٌ كافرا ،كأقوؿ لئلخواف أ ٌف من أخذ
تضره معصية ،أ ٌف من ٠بع
كردان ك٠بع ما فيو من دخوؿ ا١بنٌة ببل حساب كال عقاب ،كأنٌو ال ٌ
كجل ألجل ما ٠بع ٌ
كاٚبذ ذلك حبالة إٔب األماف من عقوبة عز ٌذلك كطرح نفسو ُب معاصي هللا ٌ
حٌب يسبٌنا ،فإذا سبٌنا أماتو هللا تعأب كافرا ،فاحذركا
هللا ُب معاصيو ،ألبس هللا تعأب قلبو بغضنا ٌ
من معاصي هللا تعأب كمن عقوبتو.
كمن قضى هللا تعأب عليو بذنب منكم ،كالعبد غّب معصوـ ،فبل يقربنٌو إالٌ كىو ابكي القلب
٧بمد الغإب أ ٌف الشيخ رضي هللا تعأب عنو
كجل .كالسبلـ .كأخرب٘ب سيٌدم ٌ
عز ٌخائف من هللا ٌ
كثّبا ما ينشد ٥بم:
كآمن مكر هللا ابهلل جاىل ...كخائف مكر هللا ابهلل عارؼ
كال جاىل إالٌ من هللا آمن ...كال عارؼ إالٌ من هللا خائف
سب كال بغض كال عداكة ُب جانب الشيخ رضي هللا تعأب عنو.
كالسابع ،أف ال يصدر منو ٌ
كالثامن ،مداكمة الورد إٔب ا٤بمات.
عِب الورد ا٤بعلوـ ،الذم
كالتاسع ،اإلعتقاد ،قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو :كمن أخذ ٌ
عمن أذنتو ،يدخل ا١بنٌة ىو ككالداه كأزكاجو كذريٌتو ا٤بنفصلة عنو ال ا٢بفدة
ىو الزـ للطريق ،أك ٌ
سب كال بغض كال عداكة ،كيدٙب ٧ببٌة الشيخ
ببل حساب كال عقاب بشرط أف ال يصدر منهم ٌ
إٔب ا٤بمات ،ككذلك مداكمة الورد إٔب ا٤بمات.
كل من أخذ كردان يبعث من اآلمنْب كيدخل ا١بنٌة كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بوٌ :
بغّب حساب كال عقاب ىو ككالداه كأزكاجو كذريٌتو ا٤بنفصلة عنو ال ا٢بفدة بشرط اإلعتقاد
كعدـ نكث احملبٌة كعدـ إألمن من مكر هللا كما ق ٌدمنا.
كالعاشر ،السبلمة من اإلنتقاد .قاؿ ُب جواىر ا٤بعا٘ب :ك٩بٌا كتب بو سيٌدان كشيخنا رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ،بعد البسملة كالصبلة كالسبلـ على رسوؿ هللا صلٌى الل عليو كسلٌم،
ليطمئن قلبك كتزيد ٧ببٌتك
ٌ كأما ما ذكرت من أنٌك تطلبِب أف أخربؾ ببعض األمور
إٔب اف قاؿٌ :
على نُ ُحور حزب الرجٌم 314 رماح حزب الرحٌم
كيدكـ سركرؾ
فأقوؿ لك :األكٔب من ذلك الكرامة الٍب شاعت عند ا٤بعتقد ،على رغم ا٤بنتقد ،كىي أعظم
كل من أخذ كردان كداكـ عليو إٔب ا٤بمات أنٌو
تَبجى ،كىي أ ٌف ٌ
خّب يرجى كأفضل ع ٌدة للعامل ٌ
يدخل ا١بنٌة بغّب حساب كال عقاب ىو ككالداه كأزكاجو كذريٌتو إف سلم ا١بميع من اإلنتقاد.
كل من أراد أف يعَبض على شيخنا ُب شيء من ىذه الشركط فعليو ابلوقوؼ على ما
قلتٌ :
ي
أكدعناه ُب الفصل الثالث عشر كالرابع عشر كا٣بامس عشر كالسادس عشر من ىذا الكتاب
مرد.
يرده أًبٌ ٌ
ا٤ببارؾ إف شاء هللا تعأب فسيجد فيها ما ٌ
كا٢بادم عشر ،كوف التلميذ مأذكف ُب الذكر بتلقْب صحيح ٩بٌن كاف لو إذف صحيح من القدكة
أك ٩بٌن أذف لو .قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو :قلت لرسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم:
لكل من أخذه كلو بواسطة؟ فقاؿ ٕب:
عِب الذكر مشافهة أك ىو ٌ خاص ٗبن أخذ ٌ
ىذا الفضل ٌ
كل من آذنتو كأعطى فكأنٌو أخذ عنك مشافهة ،كأان ضامن ٥بم .فقلت :فليطالع من ُب قلبو
ٌ
حب اإلعَباض الفصل الثالث كالعشرين من ىذا الكتاب.
ٌ
الثا٘ب عشر ،اإلجتماع للوظيفة كذكر ا٥بيللة بعد عصر يوـ ا١بمعة .قاؿ ُب جواىر ا٤بعا٘ب :كمن
االكراد البلزمة للطريقة :الوظيفة ،إٔب أف قاؿ :كإف كانوا ٝباعة ُب بلد من اإلخواف ٯبتمعوا ٥با
كيقرؤكف ٝباعة ،كىو شرط فيها .كمن األكراد البلزمة للطريقة ذكر ا٥بيللة بعد عصر يوـ ا١بمعة
مع ا١بماعة إف كاف لو إخواف ،كال ب ٌد من اجتماعهم كذكرىم ٝباعة .كإف كاف لك اعَباض
فطالع الفصل ا٢بادم كالعشركف من ىذا الكتاب ا٤ببارؾ كالفصل ا٣بامس من كتابنا سيوؼ
السعيد ا٤بعتقد ،ستجد فيها ما يقطع أعناؽ ا٤بنكرين إف شاء هللا تعأب.
كالثالث عشر ،أف ال تقرأ جوىرة الكماؿ إالٌ ابلطهارة ا٤بائيٌة .قاؿ ُب جواىر ا٤بعا٘ب :كال تقرأ
النيب صلٌى الو عليو كسلٌم كا٣بلفاء األربعة
جوىرة الكماؿ إالٌ ابلطهارة ا٤بائيٌة ال ابلَبابيٌة أل ٌف ٌ
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم
ٰبضركف عند قراءهتا .كإف كاف ُب قلبك خاطر إنكار من حضور ٌ
أم ٦بلس أك مكاف شاء فعليك ابلفصل الذم قبل ىذا الفصل من ىذا
كا٣بلفاء األربعة عند ٌ
الكتاب ا٤ببارؾ.
النيب صلٌى هللا عليو
كُب لواقح األنوار القدسيٌة للشيخ الشعرا٘ب :كٰبتاج ا٤بصلٌي ،يعِب على ٌ
كسلٌم ،إٔب طهارة كحضور مع هللا تعأب ألهنٌا منجاة هلل تعأب كالصبلة ذات الركوع كالسجود.
كالرابع عشر ،عدـ كقوع ا٤بقاطعة بينو كبْب ٝبيع ا٣بلق كال سيما بينو كبْب إخوانو ُب الطريقة.
قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو ُب الرسالة االكٔب من جواىر ا٤بعا٘ب :كشرطو احملافظة
كإايكم كلباس حلٌة االماف من مكر هللا ُب
على الصلوات ُب ا١بماعات كاألمور الشرعيٌةٌ ،
الذنوب فإهنٌا عْب ا٥ببلؾ ،كترؾ ا٤بقاطعة مع ٝبع ا٣بلق كآكد ذلك بينكم كبْب اإلخواف ،يعِب
ُب الطريقة ،كزكركا ُب هللا تعأب ككاصلوا ُب هللا تعأب كأطعموا ُب هللا تعأب ما استطعتم ُب غّب
تعسّب كال ك ٌد .اىػ.
كل
كقاؿ ُب لواقح األنوار القدسيٌة :لقد ذكران ُب البحر ا٤بوركد أ ٌف الواجب على ا٤بريد إكراـ ٌ
شرعي فهو كاذب
ٌ من كاف شيخو ٰببٌو كمواالتو ،كإ ٌف من كره أحدا من ٝباعة شيخو بغّب طريق
صح ٥بم األخذ عن
صحة األخذ عنو ،كذلك دليل على ٛب ٌكن ا٤بقت منو ،كلو أ ٌهنم ٌ ُب دعواه ٌ
شيخهم ألحبٌوا كل من كاف شيخو ٰببٌو .اىػ .كقاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو:
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم أخربه أبنٌو صلٌى هللا عليو كسلٌم يؤذيو ما يؤذم أصحابو.
أ ٌف ٌ
كإايكم ٍبٌ ٌإايكم أف
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو ُب الرسائل :كتواصوا ابلصرب كتواصوا اب٤برٞبةٌ ،
ابتلي
مضرة إعانة على كربة ،فإ ٌف من ى
يهمل أحدكم حقوؽ إخوانو ٩بٌا ىو جلب مو ٌدة أك دفع ٌ
بتضييع حقوؽ اإلخواف ابتلي بتضيع ا٢بقوؽ اإل٥بيٌة ،كهللا سبحانو ُب عوف العبد ما كاف العبد ُب
عوف أخيو .أىػ.
كقاؿ ُب موضع آخر :كليكن شديد اإلىتماـ ٕبقوؽ إخوانو ُب طريقتو الٍب ال ٲبكنو التأ ٌخر
عنها ،إٔب أف قاؿ :إستدراؾ ما قلناه من مراعاة حقوؽ اإلخواف فليكن ذلك ُب غّب حرج كال
تيسر كأمكن ُب الوقت ،إالٌ أف يكوف ُب بعض العوارض ٱباؼ من أخيو
ثقل كال كلفة ٗبا ٌ
العداكة كالقطيعة أك فساد القلب فليسرع إلصبلح قلبو فإ ٌف ذلك يستجلب الرضا من هللا
تعأب.
كا٣بامس عشر ،عدـ التهاكف ابلورد ،كتأخّبه عن كفتو من غّب عذر ك٫بوه .قاؿ رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنٌا بو :كمن أخذه كتركو تركا كليٌا أك هتاكف بو حلٌت بو عقوبة ،كأيتيو ا٥ببلؾ،
كىذا إبخبار منو صلٌى هللا عليو كسلٌم لشيخنا رضي هللا تعأب عنو.
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنٌا بو :من ترؾ كردا من أكراد ا٤بشايخ ألجل الدخوؿ ُب
شرفها هللا تعأب على ٝبيع الطرؽ ٌأمنو هللا ُب الدنيا كاآلخرة فبل ٱباؼ
احملمديٌة الٍب ٌ
طريقتنا ىذه ٌ
من شيء يصيبو ،ال من هللا تعأب كال من رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم كال من شيخو ٌأاي كاف،
الوٕب الكامل كلٌما ازدادت معرفتو ُب هللا تعأب سكن كثبت لوجوده عند ذكره أل ٌف هللا
كاعلم أ ٌف ٌ
تعأب ال ينساه ،ككلٌما ازدادت معرفتو ُب رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم اضطرب كظهرت
الوٕب ابهلل تعأب على قدر قابليٌتو
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم ،كذلك أ ٌف معرفة ٌ
اآلاثر عند ذكر ٌ
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم نشأت من معرفة هللا تعأب على قدر
ك٧ببٌتو ُب هللا تعأب ،كمعرفة ٌ
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم.
قابليٌة ٌ
ابلنيب صلٌى هللا عليو
الوٕب معرفة ٌ
كألجل ىذا ال يطيق أف يثبت لو كتظهر اآلاثر كلٌما ازداد ٌ
كسلٌم كاف أكمل من غّبه كأمكن ُب ا٢بضرة اإل٥بيٌة كأطلق ُب معرفة هللا تعأب على اإلطبلؽ.
يراه من األكلياء أبدا اآلبدين .كىذه كيفيٌة أخرل من التعلٌق الصورم ،كىي أف تبلحظ أنٌو صلٌى
هللا تعأب عليو كسلٌم ملء الكوف ،بل عينو ،كأنٌو نور ٧بض ،كأنٌك منغمس ُب ذلك النور مع
تغميض عْب البصر ال البصّبة ،فإذا حصل لك اإلستغراؽ ُب ىذا النور كالتبلشي كالعينيٌة
قسمي
ٌ فتتٌصف حينئذ ٗبقاـ الفناء فيو ،كمن حصل لو مقاـ الفناء فيو ذاؽ ٧ببٌتو كىو أحد
حٌب ٘بد
التعلٌق الصورم ،ككيفيٌتو أف تتٌبعو صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم كتبلزـ الشوؽ كاحملبٌة لو ٌ
ذكؽ ٧ببٌتو صلٌى هللا عليو كسلٌم ُب ٝبيع كجودؾ قلبا كركحا كجسما
كشعرا كبشرا كما ٘بد سرايف ا٤باء البارد ُب كجودؾ إذا شربتو بعد الظمأ الشديد .ىذا ،كإ ٌف حبٌو
ْب ًم ٍن أىنٍػ يف ًس ًه ٍم ()، ً
َّيب أ ٍىك ىٔب ًابل يٍم ٍؤمنً ى
كل أحد ،قاؿ تعأب :النً ُّ
صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم فرض على ٌ
أحب إليو من نفسو كمالو حٌب أكوف ٌ كقاؿ صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم" :لن يؤمن أحدكم ٌ
ككلده" ،كإف ٓب ٘بد ُب ٝبيع كجودؾ ىذه احملبٌة الٍب كصفتها فاعلم أنٌك انقص اإلٲباف ،فاستغفر
النيب صلٌى هللا تعأب عليو
ا٢بب بدكاـ ذكر ٌ
ب من ذنوبك ،كتولٌع كاطلب ٌ
كتضرع إليو ،كتي ٍ
هللا ٌ
كسلٌم كالتأ ٌدب معو كالقياـ ٗبا
عما هناان لعلك تناؿ ذلك فتحشر معو ،ألنٌو القائل صلٌى هللا تعأب عليو
أمر مع اإلجتماع ٌ
أحب".
كسلٌم" :ا٤برء مع من ٌ
كإذا ٙب ٌققت مقاـ الفناء فيو صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم فليكن فناؤؾ عن الفناء ىو ا٤بقاـ
كأما ٫بن ،فيجب علينا تعظيمو كتوقّبه ،ك٥بذا هناان هللا تعأب قاؿ" :أان سيٌد كلد آدـ كال فخر"ٌ ،
وؿ بػ ٍيػنى يكم ىك يد ىع ًاء بػ ٍع ً
ضا .كقاؿ ا٢بطٌاب: ض يك ٍم بىػ ٍع ن ى الر يس ً ى ٍ اء َّ
أف نناديو اب٠بو فقاؿ :ىال ى٘بٍ ىعليوا يد ىع ى
على نُ ُحور حزب الرجٌم 325 رماح حزب الرحٌم
الذم يظهر ٕب كيفعلو ُب الصبلة كغّبىا ،اإلتياف بلفظ (السيٌد) .كٱبتار العارؼ ابهلل تعأب
زركؽ ما اختاره اجملد اللغوم صاحب القاموس .اىػ.
سيٌدم أٞبد ٌ
األئمة زايد (السيادة) ُب غّب الوارد كتركها فيما كرد إتباعا
ٍبٌ قاؿ :كالذم جرل عليو عمل ٌ
قلت :كىذا عْب
للفظ كفرارا من الزايدة فيو لكونو خرج ٨برج التعليم ككقوفا عند ما ح ٌد ٥بم .ي
زركؽٍ .بٌ قاؿ ا٢بطٌاب :كعلى ىذا درج صاحب دالئل ا٣بّبات رضي هللا تعأب
ما ُب قواعد ٌ
عنو ،فإنٌو أثبت اللفظ الوارد من غّب زايدة سيٌادة ،كزادىا ُب غّب الوارد ،لكن ىذا ٕبسب
الوضع ُب ا٣بطٌ .أما من حيث اآلداء فاألكٔب أف ال تعرل عنها ُب الوارد كغّبه.
النيب صلٌى هللا
قاؿ :كسئل شيخنا العيٌاشي حفظو هللا تعأب عن زايدة السيادة ُب الصبلة على ٌ
تعأب عليو كسلٌم ،فقاؿ :السيادة عبادة .قاؿ :قلت كىو ٌبْب أل ٌف ا٤بصلٌي إ ٌ٭با يقصد بصبلتو
تعظيمو صلٌى هللا تعأب عليو كسلٌم ،فبل معُب حينئذ إذ ىو عْب التعظيم .كُب ا٢بً ىكم( :ما الشأف
كتعزركه كتوقٌركه).
كجود الطلب إ ٌ٭با الشأف أف ترزؽ حسن األدب لتؤمنوا ابهلل كرسولو ٌ
(٧بمد رسوؿ
قاؿ الشيخ يوسف العجمي ُب رسالتو :قد اعَبض على إفراد (ال إلو إالٌ هللا) دكف ٌ
مرة كاحدة ُب العمر ،مع أ ٌف قوؿ
٧بمدا رسوؿ إقرار ،كاإلقرار يكفي كلو ٌ
هللا) ،كأجاب :أب ٌف ٌ
العبد (ال إلو إالٌ هللا) كقوؿ الرسوؿ ىو عْب إثبات رسالتو ،ك٥بذا قاؿ صلٌى هللا عليو كسلٌم:
لتضمن ىذه
(٧بمد رسوؿ هللا) ٌ
حٌب يقولوا ال إلو إالٌ هللا" كٓب يقل ٌ
"أمرت أف أقاتل الناس ٌ
الشهادة ابلرسالة .اىػ.
كيقوؿ بعد الفراغ من الورد أك الوظيفة( :إ ٌف هللا كمبلئكتو يصلٌوف على النيب اي أيٌها الذين آمنوا
ب ال ًٍع َّزةً ىع َّما ي ً صلٌوا عليو كسلٌموا تسليما)ٍ ،بٌ يقوؿ :يس ٍب ىحا ىف ىربًٌ ى
ص يفو ىف ىك ىس ىبل هـ ىعلىى ى ك ىر ًٌ
ًً ً
ْب .كيبتدئ حضرة يوـ ا١بمعة ابلبسملة مع الفاتحٍ ،بٌ (أستغفر ب ال ىٍعالى ًم ىْب ىكا ٍ٢بى ٍم يد ََّّلل ىر ًٌ
ال يٍم ٍر ىسل ى
مراتٍ ،بٌ إً َّف مراتٍ ،بٌ صبلة الفاتح ثبلث ٌ ا٢بي القيٌوـ) ثبلث ٌ هللا العظيم الذم ال إلو إالٌ ىو ٌ
ك اآلية، هللاى ىكىم ىبلئً ىكتىوي اآليةٍ ،بٌ صلٌى هللا عليو كسلٌم اْبٍ ،بٌ يس ٍب ىحا ىف ىربًٌ ى
كٱبتمها ابلبسملة مع الفاٙبةٍ ،بٌ صبلة الفاتح ثبلاثٍ ،بٌ إً َّف هللاى ىكىم ىبلئً ىكتىوي اآليةٍ ،بٌ صلٌى هللا اْب،
كمن زاد ُب الورد كُب الوظيفة أك ن ٌقص ٙبقيقا أك ش ٌكا فإنٌو ٯبرب ابإلستغفار ك اْب .ى ٍبٌ يس ٍب ىحا ىف ىربًٌ ى
كأما من شرع ُب الورد أكالوظيفة ٍبٌ أقيمت الصبلة ،فإنٌو يصلٌي مع ا١بماعة ،فإذا سلٌم مرةٌ . مائة ٌ
ٗبجرد السبلـ قبل أف ٰبدث شيئا من األذكار ،فإذا ٛبٌم يتمم ما بقى لو ٌ يبِب كال يستأنف ،بل ٌ
قاؿ أبو سليماف الدارا٘ب :كانت ليلة ابردة ،ككنت ُب احملراب ،فأقلقِب الربد ،فجالت يدم من
الربد ،يعِب ُب الدعاء .قاؿً :
كبقيىت األخرل ٩بدكدة .فغلبتِب عينام ،فإذا تلك اليد ا٤بكشوفة
صورت من ا١بنٌة ،فهتف يب ىاتف :اي أاب سليماف ،قد كضعنا ُب ىذه ما أصاهبا ،كلو كانت
قد ٌ
على نُ ُحور حزب الرجٌم 327 رماح حزب الرحٌم
األخرل مكشوفة لوضعنا فيها ،فآليت على نفسي أف ال أدعوا إالٌ كيدام مكشوفتاف ىح ٌران كاف
أك بردا.
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم إذا رفع
كأف يسمح هبما كجهو ،فعن عمر رضي هللا تعأب عنو" :كاف ٌ
احملمديٌة:
حٌب ٲبسح هبما كجهو" ،ركاه الَبمذم .إنتهى .كُب العهود ٌ يديو ُب الدعاء ٓب ٰبطٌهما ٌ
العاـ من رسوؿ هللا صلٌى هللا عليو كسلٌم أف ال نرفع بصران إٔب السماء حاؿ
أخذ علينا العهد ٌ
نغض بصران أك ننظر إٔب األرض ،ككذلك ال ندعوا ُب قلبنا كىو غافل فإ ٌف ُب ذلك من
دعائناٌ ،
سوء األدب ما ال ٱبفي التباع الشريعة كاتباع العرؼ ُب ذلك كإالٌ فا١بهات كلٌها ُب ح ٌق هللا
تعأب كاحدة.
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم يقلٌب كجهو ُب السماء ألهنٌا طريق نزكؿ الوحي ا٤بعهود،
كإف كاف ٌ
كما أنٌو التفت ُب صبلتو ينظر على الغّب الذم أرسل قاصدا ينظر منو خرب القوـ ،فهو التفات
إٔب ٨بلوؽ كنظر إٔب ٨بلوؽ من جربيل كغّبه ،فافهم ،فإ ٌف هللا تعأب مدحو قبل ذلك بقولو عند
ص ير ىكىما طىغىى ،يعِب :ما جاكز حضرة ا٣بطاب .كقد ٠بعت سيٌدم عليٌا
غ الٍبى ى
ليلة االسراء :ىما ىزا ى
ا٣بواص يقوؿ ُب حديث "كانت خطيئة أخي داكد النظر" يعِب إٔب غّب هللا تعأب بغّب إذف من ٌ
هللا تعأب .إنتهى.
كأما رفع اليدين إٔب السماء فإهنٌما آلة يقبل هبما صدقات ا٢ب ٌق تعأب الٍب تصدؽ ا٢بق هبا عليو
ٌ
كيضمهما إٔب بعضهما كا٤بغَبؼ هبما ماء ،كما قاؿ الشيخ أٞبد الزاىد ،كهللا تعأب أعلم .كركل
ٌ
"لينتهْب أقواـ عن رفعهم أبصارىم عند الدعاء كُب الصبلة إٔب
ٌ مسلم كالنسائي كغّبٮبا مرفوعا:
ليخطفن هللا أبصارىم".
ٌ السماء أك
جزم ُب قوانْب األحكاـ الشرعيٌة كمسائل الفركع الفقهيٌة على مذىب إماـ ا٤بدينة
كقاؿ ابن ٌ
مالك بن أنس رضي هللا تعأب عنهما :كآداب الذكر سبعة ،الوضوء لو ،كتقدٙب ذكر هللا تعأب،
النيب صلٌى هللا عليو كسلٌم قبلو ،كرفع اليدين فيو ،كاإل٢باح ابلتكرار ،كاإلخبلص.
كالصبلة على ٌ
كهللا تعأب ا٤بوفٌق ٗبنٌو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
الرابع كالثبلثوف
الفصل ٌ
للخواص من أىل
ٌ ُب ذكر بعض أذكار الطريقة غّب البلزمة الٍب يعطي بعضهما ابإلذف كالتلقْب
العزائم ا٤بختلفات كال خرقت األكىاـ حجب الغيوب إليك فاعتقد منك ٧بدكا ُب ٦بد عظمتك
ال يبلغك بعد ا٥بمم كال ينالك غوص الفطن كال ينتهي إليك بصر انظر ُب ٦بد جربكتك ارتفعت
عن صفات ا٤بخلوقْب صفات قدرتك كعبل عن ذكر الذاكرين كربايء عظمتك فبل ينتقص ما
أردت اف يزداد كال يزداد ما أردت أف ينتقص ال أحد شهدؾ حْب فطرت ا٣بلق كال ن ٌد كال ض ٌد
حضرؾ حْب برأت النفوس كلٌت األلسن عن تفسّب صفتك كا٫بسرت العقوؿ عن كنو معرفتك
األزٕب الذم ٓب يزؿ
رب كأنت هللا ا٤بلك ا١ببٌار الق ٌدكس ٌ
كصفتك ككيف يوصف كنو صفتك اي ٌ
كال يزاؿ
سرمداي دائما ُب الغيوب كحدؾ ال شريك لك ليس فيها أحد غّبؾ كٓب يكن إلو
ٌ أبداي
أزليٌا ابقيا ٌ
سواؾ حارت ُب ٕبار هبا ملكوتك عميقات مذاىب التف ٌكر كتواضعت ا٤بلوؾ ٥بيبتك كعنت
كل شيء لقدرتك كخضعت
كل شيء لعظمتك كاستسلم ٌ
لعزتك كانقاد ٌ
الوجوه بذلٌة االستكانة ٌ
كىم
كغي كضبلؿ كضبللة كىامة كزلل كخطااي ٌ
كغرؽ كحرؽ كبرؽ كسرقة كحرب كبرد كهنب ٌ
كغم كمسخ كخسف كقدؼ كخلٌة كشلٌة كمرض كجنوف كجذاـ كبرص كنقص كىلكة كفضيحة
ٌ
عِب كال تدفعِب كأعطِب
اللهم ارفعِب كال تضعِب كادفع ٌ
كقبيحة ُب الدارين إنٌك ال ٚبلف ا٤بيعاد ٌ
عدكم
غمي كأىلك ٌ
كفرج ٮبٌي كاكشف ٌ
كال ٙبرمِب كزد٘ب كال تنقصِب كارٞبِب كال تع ٌذبِب ٌ
علي كاحفظِب كال
هتِب كاسَب٘ب كال تفضحِب كآثر٘ب كال تؤثر ٌ
كانصر٘ب كال ٚبذلِب كأكرمِب كال ٌ
كل شيء قدير اي أقدر القادرين كاي أسرع ا٢باسبْب كصلٌى هللا على سيٌدان
تضيٌعِب فإنٌك على ٌ
اللهم أنت أمرتنا بدعائك ككعدتنا إبجابتك كقد
٧بمد كآلو كسلٌم أٝبعْب اي ذا ا١ببلؿ كاالكراـ ٌٌ
اللهم ما ق ٌدرت
دعوانؾ كما أمرتنا فأجبنا كما كعدتنا اي ذا ا١ببلؿ كاالكراـ إنٌك ال ٚبلف ا٤بيعاد ٌ
فتممو ٕب أبحسن الوجوه كلٌها كأصوهبا كأصفاىا
ٕب من خّب كشرعت فيو بتوفيقك كتيسّبؾ ٌ
شر كح ٌذرتِب
فإنٌك على ما تشاء قدير كابالجابة جدير نعم ا٤بؤب كنعم النصّب كما ق ٌدرت ٕب من ٌ
حي كاي قيٌوـ اي من قامت السماكات كاألرضوف أبمره اي من ٲبسك السماء
عِب اي ٌ
منو فأصرفو ٌ
أف تقع على األرض إالٌ إبذنو اي من أمره إذا أراد شيئا أف
كل شيء كإليو ترجعوف سبحاف هللا القادر
يقوؿ لو كن فيكوف سبحاف الذم بيده ملكوت ٌ
اللهم ىذا الدعاء
ا٢بي القيٌوـ ببل معْب كال ظهّب برٞبتك أستغيث ٌ
القوم العزيز ا١ببٌار ٌ
ٌ القاىر
ا٤بهمات
بسمميحرلا نمحرلا هللا إ٥بي بك أستغيث فأغثِب كعليك توٌكلت فأكفِب اي كاُب أكفِب ٌ
إ٘ب عبدؾ ببابك ذليلك ببابك
من أمور الدنيا كاآلخرة ثبلاث اي رٞبن الدنيا كاآلخرة كرحيمهما ٌ
رب العا٤بْب الطاّب ببابك اي غيٌاث ا٤بستغيثْب
أسّبؾ ببابك مسكنك ببابك صنيعك ببابك اي ٌ
ا٤بقر ببابك اي
كل ا٤بكركبْب كأان عاصيك اي طالب ا٤بستغفرين ٌ
مهمومك ببابك اي كاشف كرب ٌ
غافر ا٤بذنبْب ا٤بعَبؼ ببابك اي أرحم الراٞبْب ا٣باطئ ببابك ايرب العا٤بْب الظآب ببابك البائس
ا٣باشع ببابك أرٞبِب اي موالم ثبلاث إ٥بي ثبلاث إ٥بي أنت
الغافر كأان ا٤بسيئ إال الغافر موالم موالم موالم إ٥بي أنت الرب كأان العبد كىل يرحم العبد
إال الرب موالم موالم إ٥بي أنت القوم كأان الضعيف كىل يرحم الضعيف إال القوم موالم
موالم إ٥بي أنت العزيز كأان الذليل كىل يرحم الذليل إال العزيز موالم موالم إ٥بي أنت الكرٙب
كأان اللئيم كىل يرحم اللئيم إال الكرٙب موالم موالم إ٥بي أنت الرزاؽ كأنت ا٤برزكؽ كىل يرحم
ا٤برزكؽ إال الرزاؽ موالم موالم إ٥بي أان الذليل أان ا٢بقّب أنت العلي أنت العفو أنت الغفور
أنت الغفار أنت ا٢بناف أنت ا٤بناف أان ا٤بذنب أان ا٣بائف أان
الضعيف إ٥بي األماف األماف ُب ظلمة القرب كضيقتو إ٥بي األماف األماف عند سؤاؿ منكر كنكّب
كىيئتهما إ٥بي األماف األماف عند كحشة القرب كشدتو إ٥بي األماف األماف ُب يوـ كاف مقداره
ٟبسْب ألف سنة إ٥بي األماف األماف يوـ ينفخ ُب الصور ففزع من ُب السماكات كاألرض إال من
شاء هللا إ٥بي األماف األماف يوـ زلزلت االرض زلزا٥با إ٥بي األماف األماف يوـ تشقق السماء
ابلغماـ إ٥بي األماف األماف يوـ تطوم السماء كطي السجل للكتاب إ٥بي األماف األماف يوـ
تبدؿ االرض غّب االرض كالسماكات كبرزكا هلل الواحد القهار اإل٥بي األماف
األماف يوـ ينظر ا٤برء ما قدمت يداه كيقوؿ الكافر اي ليتِب كنت ترااب األماف األماف يوـ ينادم
ا٤بنادم من بطناف العرش اين العاصوف كأين ا٤بذنبوف كأين ا٣باسركف ىلموا للحساب كأنت
تعلم سرم كعبلنيٍب فأقبل معذرٌب إ٥بي آه من كثرة الذنوب كالعصياف آه من كثرة الظلم كا١بفاء
كاالنس لسليماف كسخرت الثقلْب حملمد عليو الصبلة كالسبلـ سخر لنا كل ٕبر ك لك ُب
االرض كالسماء كا٤بلك كا٤بلكوت كٕبر الدنيا كٕبر االخرة كسخر لنا كل شيء ايمن بيده
ملكوت كل شيء كهيعص كهيعص كهيعص أنصران فإنك خّب الناصرين كافتح لنا فإنك خّب
الفاٙبْب كاغفر لنا فإنك خّب الغافرين كارٞبنا فإنك خّب الراٞبْب كارزقنا فأنك خّب الرازقْب
كاىدان ك٪بنا من القوـ الظا٤بْب كىب لنا رٰبا طيبة كما ىي ُب علمك كأنشرىا علينا من خزائن
رٞبتك كاٞبلنا ٗبا ٞبل الكرامة مع السبلمة العافية ُب الدين كالدنيا كاآلخرة إنك على كل شيء
قدير هللا يسر لنا أموران مع الراحة لقلوبنا كأبداننا كالسبلمة كالعافية ُب ديننا كدنياان ككن لنا
صاحبا ُب سفران كخليفة ُب أىلنا كاطمس على كجوه أعدائنا كأمسخهم على مكانتهم فبل
يستطيعوف ا٤بضى كال اجمليء إلينا كلو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأان يبصركف
كلو نشاء ٤بسخناىم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا كال يرجعوف يس كالقرآف ا٢بكيم إنك
هللا مسبوؿ علينا كعْب هللا انظرة إلينا ٕبوؿ هللا ال يقدر علينا كهللا من كرائهم ٧بيط بل ىو قرآف
٦بيد ُب لوح ٧بفوظ فاهلل خّب حافظا كىو أرحم الراٞبْب فاهلل خّب حافظا كىو أرحم الراٞبْب
فاهللا خّب حافظا كىو أرحم الراٞبْب إف كليي هللا الذم نزؿ الكتاب كىو يتؤب الصا٢بْب إف
كليي هللا الذم نزؿ الكتاب كىو يتؤب الصا٢بْب إف كليي هللا الذم نزؿ الكتاب كىو يتؤب
الصا٢بْب حسيب هللا ال إلو إال ىو عليو توكلت كىو رب العرش العظيم حسيب هللا ال إلو إال ىو
عليو توكلت كىو رب العرش العظيم حسيب هللا ال إلو إال ىو عليو
توكلت كىو رب العرش العظي بسم هللا الذم ال يضر مع ا٠بو شيء ُب األرض كال ُب السماء
كىو السميع العليم بسم هللا الذم ال يضر مع إ٠بو شيء ُب االرض كال ُب السماء كىو السميع
العليم بسم هللا الذم ال يضر مع ا٠بو شيء ُب االرض كال ُب السماء كك السميع العليم كال
حوؿ كال قوة إال ابهلل العلي العظيم كال حوؿ كال قوة إال ابهلل العلي العظيم كال حوؿ كال قوة إال
ابهلل العلي العظيم.
قلت كإ٭با كررت ما كرر ثبلاث ككتبتو كذلك ليسَبيح الواقف عليو بذلك لعل هللا يرٞبِب ألجل
خلقو.
كمن أكراده العظيمة الذم يذكرىا مرة ُب الصباح كمرة ُب ا٤بساء األ٠باء اإلدريسة كىي:
سبحانك ال إلو إال أنت اي رب كل شيء ككارثو كرازقو كراٞبو سبحانك اي إلو اآل٥بة الرفيع
جبللو اي هللا احملمود ُب كل فعالو اي رٞبن كل شيء كراٞبو اي حي حْب ال حي ُب دٲبومية ملكو
النفوس ببل مثاؿ خبل من غّبه اي زكي الطاىر من كل آفة بقدسو اي كاُب ا٤بوسع ٤با خلق من
عطااي فضلو اينقا من كل جور ٓب يرضو كٓب ٱبالطو فعالو اي حناف أنت الذم كسعت كل شيء
رٞبة كعلما اي حناف اي مناف ذا اإلحساف قد عم كل ا٣ببلئق اي دايف العباد كل يقوـ خاضعا
لرىبتو كرغبتو اي خالق ما ُب السماكات كاالرض كل إليو ميعاد اي رحيم كل صريح كمكركب
كغياثو معاذه اي اتـ فبل تصف االلسن كنو جبللو كعزه كملكو اي مبدع البدائع ٓب يبغ ُب إنشائها
عوف من خلقو اي عبلـ الغيوب فبل يفوت شيء من حفظو اي حليم ذا األانت فبل يعادؿ شيء
من خلقو اي معيد ما أفناه إذا برز ا٣ببلئق بدعوتو من ٨بافتو اي ٞبيد الفعاؿ ذا ا٤بن على ٝبيع
خلقو بلطفو اي عزيز ا٤بنيع الغالب على ٝبيع أمره فبل شيء يعادلو اي قاىر ذا البطش الشديد
أنت الذم ال يطاؽ انتقامو اي قريب ا٤بتعإب فوؽ كل شيء علو ارتفاعو اي مذؿ كل جبار عنيد
بقهر عزيز سلطانو اي نور كل شيء كىداه أنت الذم فلق الظلمات بنوره اي عإب الشامخ فوؽ
كل شيء علو إرتفاعو اي قدكس الطاىر من كل شيء سوء فبل شيء يعادلو من ٝبيع خلقو اي
مبدئ الربااي كمعيدىا بعد فنائها بقدرتو اي جليل ا٤بتكرب على كل شيء فالعدؿ
أمره كالصدؽ كعده اي ٧بمود فبل تبلغ األكىاـ كنو فنائو ك٦بده اي كرٙب العفو ذا العدؿ أنت
الذم مؤل كل شيء عدؿ اي عظيم ذا الثنا الفاخ كالعز كاجملد كالكربايء ال يزكؿ عزه اي قريب
اجمليب ا٤بتدا٘ب كل شيء قربو اي عجيب أعجب الصنائع فبل تنطق األلس بكل آالئو كثنائو
كنعمائو اي غياثي عند كل كربة ك٦بييب عند كل دعوة كمعاذم عند كل شدة كرائي حْب تقطع
حيلٍب .اىػ.
كيقرأ ىذا الدعاء عند كماؿ األ٠باء كىو :اللهم إ٘ب أسألك ٕبق ىذه اال٠باء الشريفة كشرفها
ككرامتها أف تصلي على سيدان دمحم كأسألك إٲباان كأمنا من عقوابت الدنيا كاآلخر كأف ٙببس
عِب أبصار الظلمة ا٤بريدين ٕب السوء كأف تصرؼ قلوهبم من شر ما يضمركنو إٔب خّب ما ال
ٲبلكو غّبؾ اللهم ىذا الدعاء كمنك اإلجابة كىذا ا١بهد مِب كعليك التكبلف كال حوؿ كال قوة
إال ابهلل العلي العظيم كصلى هللا تعأب على خّب خلقو دمحم كآلو الطيبْب الطاىرين برٞبتك اي
كمن أكراده رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو إستغفار سيدان ا٣بضر على نبينا كعليو أفضل
الصبلة كأزكى السبلـ كىو :اللهم إ٘ب أستغفرؾ من كل ذنب اثبت إليك معو ٍب عدت فيو
كأستغفرؾ من كل ما كعدتك بو من نفسي ٍب ٓب أكؼ لك بو كأستغفرؾ من كل عمل أردت بو
كجهك فخالطِب فيو غّبؾ كأستغفرؾ من كل نعمة أنعمت هبا عل فاستغنت هبا على معصيتك
كأستغفرؾ اي عآب الغيب كالشهادة من كل ذنب أذنبتو ُب ضياء النهار أك سواد الليل ُب مؤل أك
خبل كسرا أك عبلنية اي حليم .اىػ .يقرأ ُب الصباح كا٤بساء بقدر الطاقة.
كمن أكراده العظيمة الٍب يذكرىا ُب الصباح كا٤بساء ا٤بسبعات العشرة ا٤بعلومة عند ا٣باصة
كالعامة كىي :الفاٙبة مع البسملة سبعا ٍب ا٤بعوذاتف مع البسملة سبعا سبعا ٍب االخبلص مع
البسملة سبعا ٍب الكافركف مع البسملة سبعا ٍب آية الكرسي سبعا ٍب سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال
إلو إال هللا كهللا أكرب ك حوؿ كال قوة إال ابهلل العلي العظيم عدد ما علم كملء ما علم كزنة ما
صل على سيدان دمحم عبدؾ كنبيك كرسولك النيب االمي كعلى آلو كحبو
علم سبعا ٍب اللهم ٌ
كسلم سبعا ٍب اللهم اغفر ٕب كلوالدم كللمومنْب كا٤بومنات كا٤بسلمْب
كا٤بسلمات األحياء منهم كاألموات سبعا ٍب اللهم افعل يب كهبم عاجبل كآجبل ُب الدين كالدنيا
كمن أكراده دبر الصلوات الفاٙبة أربعا ٍب آية الكرسي مرة ٍب اللهم إ٘ب أقدـ إليك بْب يدم كل
نفس كحملة ك٢بظة كطرفة يطرؼ هبا أىل السموات كأىل االرض ككل شيء ىو ُب علمك كائن
أك قد كاف أقدـ إليك بْب يدم ذلك كلو هللا ال إلو إال ىو إٔب آخرىا ٍب يضع يده على عينو
كيقرأ سورة االخبلص مرة ٍب يضعها على صدره كيقرؤىا ٍب أعوذ بكا٤بات هللا التامات من شر ما
خلق بسم الذم ال يضر مع إ٠بو شيء ُب االرض كال ُب السماء كىو السميع العليم ثبلاث ٍب
تبارؾ ا٥بى من الدىر إٔب الدىر كتعاليت ا٥بى من الدىر إٔب الدىر كتقدست ا٥بى من
الدىر إٔب الدىر كأنت ريب كرب كل شيء ال إلو إال أنت ايأكرـ أالكرمْب كالفتاح اب٣بّبات
إغفر ٕب كلعبادؾ الذين آمنوا ٗبا إنزلت على رسلك ٍب سبحاف أتزر ابلعظمة سبحاف من تردم
ابلكربايء سبحاف من تفرد ابلوحدانية سبحاف من إحتجب ابلنور سبحاف من قهر العباد اب٤بوت
كصلى هللا على سيدان دمحم كعلى ألو كصحبو كسلم تسليما .يذكر ٝبيع ما تقدـ ابلصفة ا٤بذكورة
دبر الصلوات.
كمن إكراده آية الكرسي ُب الصباح كا٤بساء ٍب لقد جاءكم رسوؿ إٔب أخرىا سبعا ٍب أعوذ
بكلمات هللا التامات من شر ما خلق ثبلاث ٍب حزب البحر ُب الصباح كا٤بساء ككذلك ا٤بسبعات
العشر ُب الصباح كا٤بساء كما تقدـ ٍب اي من أظهر ا١بميل كسَب القبيح كٓب يؤاخذ اب١بريرة كٓب
يهتك السر كاي عظيم العفو كاي حسن التجاكز اي كاسع ا٤بغفرة كاي ابسط اليدين ابلرٞبة كاي
سامع كل ٪بول كاي منتهى كل شكول كاي كرٙب الصفح كاي عظيم ا٤بن كاي مقيل العثرات كاي
مبتدائ ابلنعم قبل استحقاقها اي ريب كاي سيدم كاي موالم كاي غاية رغبٍب أسالك أف
ال تشوه خلقٍب بببلء الدنيا كالبعذاب النار .أىػ .على قدر الطاقة ُب الصباح كا٤بساء .ككذلك
اال٠باء االدرسية بقصد التحصن ككذلك آية الكرسي سبعا بقصد التحصن كآية ا٢برص كىي
كمنها:سبحاف هللا كا٢بمد هللا كال إلو إال هللا كهللا أكرب كال حوؿ كال قوة إال ابهلل ملء ما علم
كعدد ما علم كزنة ما علم .أىػ .يذكر ُب كل كقت من غّب حصر بعدد كأل كقت.
كمنها :السبلـ عليك أيها النيب كرٞبة هللا كبركاتو ،مائة مرة ُب كل يوـ.
كأما االدعية الٍب أجراىا هللا على لسانو فمنها :بسمميحرلا نمحرلا هللا اللهم إ٘ب أسالك أف
تصلي كتسلم على سيدان دمحم كعلى ألو عدد ما ُب علمك كأف تعطيِب كتعطي فبلان كذا ككذا
ٝبعا أك فردا من كل ما شئت من إبتداء خلقك إٔب انتهاء يوـ القيامة ُب كل مقدار طرفة عْب
لكل كاحد على انفراده عشرين فيضة من ٕبر رضاؾ كأف تعطي كل كاحد ُب فيضة أكفر حظ
علمت
ي كنصيب من كل خّب سألك منو سيدان دمحم نبيك كرسولك صلى هللا تعأب عليو كسلم ما
من ذلك كما ٓب أعلم من خّبات الدنيا كاالخرة كالنجاة من شر استعاذؾ منو سيدان دمحم نبيك
كأما ُب عمومهم فتصل فيو إٔب خّبات الدنيا كاالخرة فقط كال تزيد النجاةٍ ،ب تتمادل على
الدعاء كتقوؿ كالذم ُب كل فيضة غّب الذم ُب االخرل ألف الدعاء ٗبا بقى لعموـ أىل التوحيد
دعاء ٗبا علم أف هللا تعأب ال يفعلو ،فهو كمن يساؿ من هللا تعأب النبوة كالرسالة بعد نبينا سيدان
دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ،فهو إذا ٓب يكن كافرا ٓب يبعد من الكفر ألف هللا عز كجل مضى حكمو بذلك كأخربان
بو كاف من ساؿ هللا تعأب مناقضة ما مضى بو حكمو كاف داخبل ُب الكفر بو ألنو سأؿ من هللا
جورا كىو قدكس عن ا١بور فهو يريد من هللا عز كجل
أف ال يكوف قدكسا لكوف ما مضى بو حكمو ىو عْب العدؿ كنقيضو عن ا١بور .كىذا الدعاء
فيو ثبلث مراتب :مرتبة ١بميع ا٤بوحدين ،كمرتبة لنفس الداعي كمن أراد ٚبصيصو ،كمرتبة
١بميع من أحسن إليو أك كاف بينهما ٧ببة أك كاف لو حق عليو .فمن أراد الدعاء ٗبرتبة من
ا٤براتب الثبلث فلّبٌكب لكل كاحد ما يناسبو من ا٤بطالب ،فأفهم.
كمن أدعيتو رضي هللا تعأب عنو ١بميع ا٤بطالب كنصو :اللهم إ٘ب أسألك ٗبا كارتو حجب جبللك
من سبحات كجهك الٍب لو ظهرت للوجود لتدكدؾ الوجود كا٫برؼ كصار ٧بض العدـ فأسالك
بتلك السبحات كجبللتها كعظمتها أف تصلي كتسلم على سيدان دمحم كعلى أؿ سيدان دمحم كأف
تعطيِب كذا ككذا كيسمى حاجتو .أىػ.
كمن أدعيتو رضي هللا تعأب عنو كأرضلو كعنا بو حزب التضرع كاالبتهاؿ كقرع ابب ا٤بلك
ا٤بتعاؿ.
قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو تقرأ الفاٙبة سبعا ابلبسملة كالتعوذ مرة ٍب صبلح الفاتح
٤با أغلق مرة ٍب تقوؿ :إ٥بي كسيدم كموالم ىذا مقاـ ا٤بعَبؼ بكثرة ذنوبو كعصيانو كسوء فعلو
كعدـ مراعاة آدبو حإب ال ٱبفي عليك كىذا ذٕب ظاىر بْب يديك كال عذر ٕب فأبديو لديك كال
حجة ٕب ُب دفع ما ارتكبتو من معاصيك كعدـ طاعتك كقد ارتكبت ما ارتكبو غّب جاىل
على ما أنت عليو من صفة اجملد كالكرـ كالعفو كا٢بلم ٤با كصفت بو نفسك من ا٢بياة على
لساف رسولك صلى هللا تعأب عليو كسلم أف ٛبد إليك يد فقّبة فَبدىا صفرا كأف ذنويب كإف
عظمت كأربت عن ا٢بصر كالعد فبل نسبة ٥با ُب سعة كرمك كعفوؾ كال تكوف نسبتها ُب كرمك
مقدار ما تبلغ ىبئة من عظمة كورة العآب فبحق كرمك كعفوؾ كحلمك البلٌب جعلتهن كسيلة ُب
استمطارم لعفوؾ كغفرانك أعف عِب كاغفرٕب بفضلك كعفوؾ كإف كنت لست أىبل لذلك
فإنك أىل أف تعفو عمن ليس أىبل لعفوؾ ككرمك فأنت أىل أف ٛبحو ُب كل طرفة عْب ٝبيع
ما ٤بخلوقاتك من
ٝبيع ا٤بعاصي كالذنوب اي ٦بيد اي كرٙب اي عفو اي رحيم اي ذا الفضل العظيم كالطوؿ ا١بسيم.
كمن ذكار الطريقة الٍب تثمر تعلق القلب ابهلل تعأب ابال٫بياش إليو كالرجوع إليو كترؾ كل ماسواه
عموما كخصوصا ىذا الدعاء يبلزـ بعد كل صبلة ثبلاث أك سبعا ٍب ٲبر بو على قلبو ُب غّب
الصلوات كٰبمل نفسو عليو حٌب يصّب لو ذلك حاال كىو :اللهم عليك معوٕب كبك مبلذم
كإليك التجائي كعليك توكلي كبك ثقٍب كعلى حولك كقوتك اعتمادم كٔبميع ٦بارم أحكامك
رضائي كإبقرارم بسرايف قيومتك ُب كل شيء كعدـ احتماؿ خركج شيء دؽ أك جل عن
علمك كقهرؾ حٌب ٢بظة سكوٌب .اىػ.
فإذا داكـ عليو كلٌما رأل من أحواؿ النفس ما ال يطابق ىذا الدعاء ذ ٌكر نفسو ٗبعا٘ب ىذا
الدعاء كصرب نفسو على ٞبلو سهل عليو تعلق القلب ابهلل تعأب برفض كل ما سواه ،كىذا ابب
كبّب من العلم يعلمو من ذاؽ أدٗب شيء من علم الرجاؿ كيعلم قدره فبل هتملو.
كمن أذكار الطريقة الٍب يتضرع هبا العبد إٔب مواله ىذا الدعاء كىو :إ٥بنا أنت احملرؾ ا٤بسكن
لكل ما كقع للوجود من ا٣بّبات كالشركر ُب حكمك ا٢بل كالعقد ١بميع االمور كبيدؾ كعن
مشيئتك تصاريف األقدار كالقضاء ا٤بقدكر كأنت تعلم بعجزان كضعفنا كذىاب حولنا كقوتنا عن
تباعدتنا ٩با ٰبل بنا من الشركر كعن اتصلنا ٗبا نريد الوقوع فيو من ا٣بّبات أك ما يبلئم أغراضنا
ُب ٝبيع االمور كقد كفقنا ببابك كالتجأان ١بنابك ككقفنا على أعتبابك مستغيثْب بك ُب صرؼ
فارحم ذٕب كتضرعي بْب يديك ككن ٕب عوان كانصرا كدافعا لكل ما ٰبل يب من ا٤بصائب
كاألحزاف كال ٘بعل عظائم ذنويب حاجبة ٤با ينزؿ إلينا من فضلك كال مانعة ٤با تتحفنا بو من
فإان
طولك كعاملنا ُب ٝبيع ذنوبنا بعفوؾ كغفرانك كُب ٝبيع زالتنا كعثراتنا برٞبتك كإحسانك ٌ
لفضلك راجوف كعلى كرمك معولوف كلنوالك سائلوف كلكماؿ عزؾ كجبللك متضرعوف فبل
٘بعل حظنا منك ا٣بيبة كا٢برماف كال تنلنا من فضلك الطرد كا٣بذالف فإنك أكرـ من كقف ببابو
سائلوف كأكسع ٦بد من كل من طمع فيو الطامعوف فإنو لك ا٤بن األعظم كا١بناب األكرـ كأنت
أعظم
كرما كأعلى ٦بدا من أف يستغيث بك مستغيث فَبده خائبا أك يستعطف أحد نوالك متضرعا
إليك فيكوف حظو منك ا٢برماف ال إلو إال أنت اي علي اي ٦بيد ايكرٙب اي كاسع ا١بود اي بر اي
رحيم .اىػ .تكرر من قولك ال إلو إال أنت اْب عشرين مرة كتقرأ صبلة الفاتح قبل الشركع ُب
الدعاء عشر مرات كعشر مرات بعد الفراغ منو ،فإف ا٤بداكـ على ىذا الدعاء ُب كل ليلة سبعا
أك ٟبسا أك ثبلاث ٯبد التيسّب ُب ٝبيع األمور كا٣ببلص ُب كثّب من الشركر.
كا٤بداكمة عليو ُب كل ليلة سبعا أك ٟبسا أك ثبلاث تدفع كثّبا من ا٤بصائب كاألحزاف ،كإف ٙبتٌم
نزك٥با نزؿ بو لطف عظيم فيها .اىػ.
كأما كيفية التوسل بو هنع هللا يضر كٔب ٌده صلى هللا تعأب عليو كسلم فهي أنك مهما أردت حاجة من
فصل على رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص بصبلة الفاتح مائة مرة كأىد ثواهبا لرسوؿ هللا
حوائج الدنيا كاآلخرة ٌ
رب توسلت إليك ٕببيبك كرسولك كعظيم القدر عندؾ
ملسو هيلع هللا ىلص بنية ا٢باجة الٍب تريدىا ٍب تقوؿ :اي ٌ
سيدان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ُب قضاء ا٢باجة الٍب أريدىا مائة مرة ٍب تقوؿ
اللهم إ٘ب أسألك كأتوجو إليك ٔباه القطب الكامل سيدم أٞبد بن التجا٘ب كجاىو عندؾ أف
تعطيِب كذا ككذا كتسمي حاجتك بعينها عشرا ٍب تصلي على رسوؿ هللا صلى عليو كسلم
بصبلة الفاتح مرة ٍب تقوؿ :اللهم أعطيِب كذا ككذا كتسمي حاجتك بعينها ٍب تصلي على رسوؿ
كنقل عنو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو دعوة " اي حي كاي قيوـ " ،ككيفيتها أف تقرأ ىذين
اإل٠بْب ألف مرة كبعد ذلك تقرأ الدعاء ثبلث مرات أك سبع مرات كتدعو بعد ذلك ٗبا تريد
من تسيّب رزؽ أك فهم سر أك غّب ذلك ٩با هلل تعأب فيو رضا ،كىذا ىو الدعاء ا٤ببارؾ :اللهم اي
حي كاي
من نسبت لو ا٢بياة كال منسوب لغّبه ٩با نسبو إٔب نفسو تعاظمت سبحانك أ٠باؤؾ كتنزىت عن
ا٤بسيمات كتعظمت ذاتك عن ا٤بثاؿ كالشريك كالنظّب كالصاحبة كالوزير فإنك ا٢بق أبدا
كالصمد ُب حياتك األبدية فانبسطت ا٢بياة من حياتك أنت الباقي فلك البقاء الدائم بعد فناء
ا٤بخلوقْب ككمالك البقاء كلعبادؾ الفناء فأمرؾ اي إ٥بي انفذ كحكمك ليس لو معاند فقد ذىبت
األفراد كاهنزمت األنداد كانقمعت ا٤بلحودكف بوجود بقائك ُب دٲبومية حياتك اي حي كاي قيوـ
كمنها :اللهم إ٘ب أسألك بعظمة األلوىية كأبسرار الربوبية كابلقدرة األزلية كابلقوة كالعزة
السرمدية كٕبق ذاتك ا٤بنزىة عن الكيفية كالشبيهية كٕبق النور ا٤بطلق كالبياف احملقق كا٢بضرة
األحدية كا٢بضرة السرمدية كا٢بضرة اإل٥بية اللهم إ٘ب أسألك بسطوة األلوىية كبثبوت الربوبية
كبعزة الوحدانية كبقدـ الكينونة كبقدس ا١بربكتية كبدكاـ الصمدية كٕبق مبلئكتك أىل الصفة
ا١بوىرية كٕبق عرشك الذم تغشاه األنوار كٗبا فيو من األسرار كأسألك اللهم اب٠بك القدٙب
األزٕب كىو هللا هللا هللا أنت هللا العظيم األعظم الذم خضعت لو
السماكات كاألرض كا٤بلك كا٤بلكوت كا١بربكت أف تعينِب كٛبد٘ب بعزة من قهرماف جربكتك
كأسألك اللهم اب٠بك الفرد ا١بامع ٤بعا٘ب األ٠باء كلها أ٠باء الذات كأ٠باء الصفات الذم ال
يشبهو كل اسم ُب أتثّبه كىو هللا هللا هللا ٠بيت بو ذاتك كٓب يسم بو أحد غّبؾ مد٘ب بقوة منو
أتخذ هبا األركاح كاالنفاس كتتصرؼ بو ُب ا٤بعا٘ب كا٢بواس اللهم إ٘ب أسألك اب٠بك هللا هللا هللا
العظيم األعظم الكبّب األكرب الذم من دعاؾ بو أجبتو كمن سألك بو أعطيتو كأسألك اللهم
اب٠بك هللا هللا هللا الذم ال إلو إال ىو رب العرش العظيم إال ما قضيت
حاجٍب اي قدكس اي قدكس قدسِب من العيوب كاآلفات كطهر٘ب من الذنوب كالسيئات اي هللا
ايهلل ايهلل نور٘ب بنورؾ كال ٘بعلِب ٩بن ٚبشى قلوهبم بظبلـ الظلمات اي رب العا٤بْب اللهم إ٘ب
أسألك بثبات إ٠بك كىو هللا الذم ال إلو إال ىو لو األ٠باء ا٢بسُب الذم ىذه األ٠باء منو كىو
منها اللهم اي من ىو ىكذا كال يكوف ىكذا أحد غّبؾ اجعلِب من ا٤بتقْب كمن عبادؾ الصا٢بْب
كأكليائك احملسنْب إ٥بي ىذا ذٕب ظاىر بْب يديك كىذا حإب ال ٱبفى عليك منك أطلب
الوصوؿ إليك كبك أستدؿ فاىد٘ب بنورؾ إليك أقمِب بصدؽ العبودية بْب يديك أسألك
الرحيم
رماح حزب ٌ
ا١بزء الثا٘ب
ُ .7ب شرح معا٘ب األذكار البلزمة للطريقة ألف إحضار القلب عند الذكر مطلوب من الذاكر
كا٢بضور ال ٲبكن إال ٗبعرفة معا٘ب األذكار كا٢بضور ىو ركح األعماؿ كاحتياج الذاكر إٔب معِب
ما يذكر إذف أمر ضركرم ال ٧بالة كحيث كاف األمر كذلك ينبغي لنا أف نذكر شيئا من معانيها
ُ .17ب إعبلمهم أنو ينبغي لكل إنساف أف ٯبتهد ُب خبلص نفسو كيشمر كيقوـ بساؽ ا١بد
كاالجتهاد ُب عبادة ربو كال يعوقو عنها عائق كال يشغلو عنها شاغل من أىل ككالد ككلد ككطن
كصديق كداركعشّبة كماؿ كغّب ذلك ٩با يعوؽ عن اإلقباؿ على هللا كاإلدابر عما سواه كلو أداه
ذلك إٔب مفارقة األكطاف بل كضرب األعناؽ
اب٥بجرة كا١بهاد كإعبلىم أف ا٥بجرة كاجبة ُب ىذا الزماف على كل من كاف ُب بلد تعمل ُب
ا٤بعاصي جهارا من غّب مباالة هبا كال ٲبكنو تغيّب ذلك كما ٘بب ا٥بجرة من ببلد الكفار كلكنها
قسمْب كربل كصغرل فالكربل ىي ا٤بعنوم الٍب ُب القلوب كالصغرل ىي ا٢بسية الٍب تشغل
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف للذكر آدااب البد من
مراعاهتاٍ ،ب اعلم أف ا٤براد من الذكر ٙبقيق األنس ابهلل تعأب كالوحشة من ا٣بلق ،كآدابو اثناف
كعشركفٟ :بسة منها سابقة على التلفظ ابلذكر أك٥با النوبة كحقيقتها ترؾ ما ال يعنيو قوال كفعبل
كإرادة ،كالثا٘ب أف يكوف على طهارة كاملة من حدث كخبث ،كالثالث السكوت كالسكوف،
كالرابع أف يستمد بقلبو عند شركعو ُب الذكر ٮبة شيخو كيستحضره كيبلحظو ليكوف رفيقو ُب
السّب إٔب هللا تعأب كىذا من أىم اآلداب ،كلو اندل شيخو بلسانو
ابالستغاثة عند االحتياج جاز ،قاؿ الشيخ جربيل ا٣برماابذم قدس هللا سره العزيز :فإذا ابتدأ
كحده كإف كانوا ٝباعة فيتحلقوف ،كفرؽ بعض ا٤بتأخرين بْب ا٤ببتدم كا٤بنتهي فقاؿ :إف ا٤ببتدم
يكوف جلوسو كجلوسو ُب الصبلة كا٤بنتهي يكوف مَببعا ،الثا٘ب أف يضع راحتيو على فخذيو،
كالثالث تطييب ٦بلس الذكر كالبدف كالفم كبعد الرائحة الكريهة ألف ٦بالس الذكر ال ٚبلو عن
ا٤ببلئكة كعن مؤمِب ا١بن ،كالركحانيوف ال يقبلوف الرائحة الكريهة فبانقطاعهم عن ٦بلس الذكر
ينقطع ا٤بدد كما ىو مشاىد ابلذكؽ ،كالرابع ليس اللباس الطيب حبل كرائحة ،كا٣بامس أف
يكوف ا٤بكاف مظلما حٌب أف لو كاف ىناؾ سراج أطفأه إف كانوا ُب خاصة أنفسهم
كىذا إف أمكن ا٤بكاف ا٤بظلم ،كالسادس تغميض العينْب ألنو أسرع ُب تنوير قلبو ،فبتغميض
عينيو ينسد عليو طرؽ ا٢بواس الظاىرة ،كانسداد ا٢بواس الظاىرة سبب لفتح حواس القلب،
كالسابع أف ٱبيل خياؿ شيخو بْب عينيو كىذا آكد اآلداب ،كالثامن الصدؽ كىو استواء السر
كالعبلنية ،كالتاسع اإلخبلص كىو تصفية العمل من كل شوب أبف يفرغ قلبو عما سول هللا
تعأب حٌب ال يطلب دنيا كال أخرل كال ثوااب كال ترقيا كإ٭با يذكر هللا تعأب حبا ُب هللا كما قاؿ:
أحبك ال ٕب بل ألنك أىلو *** كمإب ُب شيء سواؾ مطامع كابلصدؽ كاإلخبلص يصل
الذاكر إٔب درجة الصديقية كىي أف يظهر ٝبيع ما ٱبطر بقلبو من حسن كقبيح لشيخو ،كإف ٓب
يظهره كاف خائنا كهللا ال ٰبب ا٣بائنْب ،كالعاشر أف يذكر هبمة اتمة كٲبيل برأسو إٔب ا١بهة اليمُب
بقولو تعأب{ :كاذكر ربك ُب نفسك تضرعا كخيفة} كقولو ملسو هيلع هللا ىلص " :خّب الذكر ما خفي " كأجاب
الشيخ يوسف ا٤بذكور فقاؿ :إف هللا تعأب خاطب عباده ٗبثل قولو {أفبل ينظركف إٔب االبل كيف
خلقت} كخاطب ا٣باصة بقولو {أفبل يتدبركف القرآف} كخاطب سيد أىل ا٢بضرة دمحما ملسو هيلع هللا ىلص بعد
أف عرفو بنفسو كبربو بقولو {كاذكر ربك ُب نفسك} فمن ال يعرؼ نفسو كال ربو فكيف يذكر
ربو ُب نفسو بل ىم ا٤بخاطبوف بقولو تعأب {كاذكركا هللا ذكرا كثّبا} كأما الذكر ا٣بفي فهو ما
خفي عن عن ا٢بفظة ال ما ٱبفض بو الصوت كىو أيضا
خاص بو كٗبن لو إسوة كعن جابر بن عبد هللا رضي هللا تعأب عنو أف رجبل كاف يرفع صوتو
ابلذكر فقاؿ رجل :لو أف ىذا خفض صوتو فقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص دعو فإنو أكاه كاألكاه الرقيق القلب
[كركل] أف الناس كانوا يذكركف هللا تعأب عند غركب الشمس يرفعوف أصواهتم ابلذكر فإذا
خفيت أرجل إليهم عمر بن ا٣بطاب رضي هللا تعأب عنو أف قوكا الذكر أم ارفعوا أصواتكم قاؿ
الشيخ يوسف ا٤بذكور كا١بمع بْب اآلية كا٢بديث السابقْب اللذين استدؿ هبما كبْب ا٢بديث
كاالثراف الذاكرين إذا كانوا ٦بتمعْب على الذكر فاألكٔب ُب حقهم رفع
الصوت ابلذكر ابلقوة كأما إذا كاف الذاكر كحده فإف كاف من ا٣بواص فاألكٔب ُب حقو اإلخفاء
كإف كاف من العواـ فاألكٔب ُب حقو رفع الصوت .كا٢بادم عشر إحضار معُب الذكر بقلبو مع
كل مرة كيصغي حاؿ الذكر بقلبو مع كل مستحضرا للمعُب حٌب كاف قلبو ىو الذاكر كىو
يسمعو .كالثا٘ب عشر نفي كل موجود من القلب سول هللا تعأب ببل إلو إال هللا ليتمكن أتثّب ال
إلو إال هللا ابلقلب كيسرم إٔب األعضاء.
كٟبسة بعد الفراغ من الذكر ،األكؿ أنو إذا ختم سكت كسكن كاستحضر الذكر إلجرائو على
قلبو مَبقبا لوارد الذكر فلعلو يرد عليو كارد ُب حملة كيغمره كجوده ُب ٢بظة ما ال تغمره اجملاىدة
كالرايضة ُب ثبلثْب سنة ،كىذا الوارد إما كارد زىد أك كرع أك ٙبمل أذل أك سخاء أك كشف أك
٧ببة أك غّب ذلك ،فإذا سكت كسكن ككتم نفسو مرارا دار الوارد ُب ٝبيع عوا٤بو فيجب عليو
ُب ذكر فضل شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كبياف أنو ىو خاًب األكلياء كسيد
العارفْب كإماـ الصديقْب ك٩بد األقطاب كاألغواث كأنو ىو القطب ا٤بكتوـ كالربزخ ا٤بختوـ
الذم ىو الواسطة بْب األنبياء كاألكلياء ٖبيث ال يتلقن كاحد من األكلياء من كرب شأنو كمن
صغر فيضا من حضرة النيب إال بواسطتو رضي هللا تعأب عنو من حيث ال يشعر بو ذلك الوٕب
كحيث كاف األكمر ىكذا فإايؾ اي أخي اإلنكار على مثل ىذا السيد العظيم كاإلماـ األعظم
الكرٙب قد
أٝبع أئمة اإلسبلـ كا٤بسلمْب كٝبيع األكلياء كالعارفْب على أـ االعتقاد ربح كاالنكار خسراف
كاعلم أان ما قدمنا لك الفصوؿ الٍب قدمناىا أكؿ ىذا الكتاب ا٤ببارؾ كذكران فيها ما على
ا٤بنكرين كأطنبنا فيها بعض اإلطناب إال نصيحة لك كٙبذيرا من أف تكوف مع السالكيم
ابالنتقاد إف ٓب تكن مع الرإبْب ابالعتقاد
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أنو ينبغي لنا أف نورد ىنا كبل
من قبل الشرع ُب ىذا الفصل الذم نريد الشركع فيو ألف بعض من ٓب يكن لو ُب العلم كال ُب
نفحات أىل هللا من خبلؽ قد يورد علينا إيرادين أك٥بما أنو يقوؿ :الشيخ رضي هللا تعأب عنو
ىكذا مشّبا إبصبعيو السبابة كالوسطى ،ركحو ملسو هيلع هللا ىلص ٛبد الرسل كاألنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ
كرحي ٛبد العارفْب كاألقطاب كاألكلياء من األزؿ إٔب األبد ككذا قولو هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو:
قدمام ىااتف على رقبة كل كٕب هلل تعأب من لدف آدـ إٔب النفخ ُب الصور ككذا قولو هنع هللا يضر
كأرضاه كعنا بو :إف مقامنا عند هللا ُب اآلخرة ال يصلو أحد من األكلياء كال يقاربو من كرب شأنو
كال من صغر كأف ٝبيع األكلياء من عصر الصحابة إٔب النفخ ُب الصور ليس فيهم من يصل
مقامنا ككذلك قولو رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو :أعمار الناس كلها ذىبت ٦باان إال أعمار أصحاب الفاتح ٤با أغلق فقد فازكا
ابلربح دنيا كأخرل كال يشغل هبا عمره إال السعيد .فيقوؿ ا٤بعَبض :ىذه األقواؿ تقتضي
تفضيلو ىو كأىل طريقتو على ٝبيع الصحابة رضواف هللا عليهم أٝبعْب فا١بواب كهللا تعأب
ا٤بوفق ٗبنو للصواب :أف اإليراد األكؿ غّب كارد ألف ىذا كما قاؿ ا٢بافظ جبلؿ الدين عبد
الرٞبن السيوطي ُب الصواعق على النواعق ليس من ابب االفتخار كال تزكية النفس بل ٥بم ُب
ىذا كجهاف أحدٮبا أف ىذا من ابب التعريف ٕبالو إذا جهل مقامو قاؿ النوكم ُب األذكار
من ابب مدح اإلنساف مدحو كذكر ٧باسنو :اعلم أف ذكر ٧باسنو فرداف مذموـ ك٧بمود فا٤بذموـ
أف يذكره لبلفتخار كإلضهار االرتفاع كشبو ذلك كاحملبوب أف يكوف فيو مصلحة دينية كذلك
أبف يكوف آمرا اب٤بعركؼ أك انىيا عن ا٤بنكر أك انصحا اك مشّبا اب٤بصلحة أك معلما أك مؤداب
أك كاعضا أك مذكرا أك مصلحا بْب اثنْب أك يدفع عن نفسو أك ٫بو ذلك فيذكر ٧باسنو انكاي
كسلم " :أان النيب ال كذب أان سيد كلد آدـ كال فخر أان أكؿ من تنشق عنو األرض كيدخل
ا١بنة كأانت أعلمكم ابهلل كأتقاكم لو أبيت عند ريب " ا٢بديث ،كأشباه ىذه كثّبة كقاتل يوسف
عليو الصبلة كالسبلـ {اجعلِب على خزائن االرض إ٘ب حفيظ عليم} كقاؿ شعيب ستجد٘ب إف
شاء هللا من الصا٢بْب كقاؿ عثماف هنع هللا يضر حْب حصر كما ركيناه ُب صحيح البخارم كمسلم قاؿ:
ألستم تعلموف أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ من حفر ركمة فلو ا١بنة أان حفرهتا كصدقوه فيما قاؿ
كركينا ُب صحيحيهما عن سعد بن أيب كقاس هنع هللا يضر أنو شكى أىل
الكوفة إٔب عمر بن ا٣بطاب هنع هللا يضر كقالوا ال ٰبسن الصبلة فقاؿ سعد كهللا إ٘ب أكؿ من رمى بسهم
ُب سبيل هللا كلقد كنا نغزكا مع رسوؿ هللا صلى هللا عنليو كسلم كذكر ٛباـ ا٢بديث كركينا ُب
صحيح مسلم عن علي هنع هللا يضر أنو قاؿ :كالذم برأ النسمة إنو لعقد رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص أنو ال ٰببِب إال
مؤمن كال يبغضِب إال منافق كركينا ُب صحيح مسلم عن أيب كائل قاؿ :خطبنا عبد هللا بن
مسعود هنع هللا يضر كقاؿ :كهللا لقد أخذت من رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص بضعا كسبعْب سورة كلقد علم أصحاب
رسوؿ هللا صلى هللا
عليو كسلم أ٘ب ألعلمهم بكتاب هللا كما أان ٖبّبىم كلو أعلم أحدا أعلم مِب لرحلت إليو كركينا
م صحيح مسلم عن ابن عباس رضي هللا تعأب عنهما أنو سئل عن الدية فقاؿ :على ا٣ببّب
سقطت يعِب نفسو كذكر ٛباـ ا٢بديث كنضائر ىذا كثّبة ال تنحصر كلها ٧بمولة على ما ذكران
آخر كبلـ النوكم .كقاؿ صاحب الكشاؼ عند قولو تعأب حكاية عن يوسف عليو السبلـ:
{قاؿ ال ايتيكما طعاـ ترزقانو إؿ نبأتكما بتاكيلو ذلك ٩با علمِب ريب} اآلية ،فيو أف العآب إذ
جهلت منزلتو ُب العلم فوصف نفسو ٗبا ىو بصدده ٓب يكن من ابب التزكية كقاؿ أيضا ُب
موضع آخر :ال تذـ التزكية إذا كانت لغرض صحيح ُب الدين كطابقت الواقع بدليل قولو صلى
هللا عليو كسلم ٤بن قاؿ لو اعدؿ ُب القسمة " :كمن يعدؿ إذا ٓب أعدؿ " كقولو " :كهللا إ٘ب
ألمْب ُب السماء أمْب ُب األرض " كاستدؿ لذلك ٗبا أخرجو الَبمذم كابن حباف ُب صحيحو
عن أيب سعيد ا٣بدرم رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ أبو بكر رضي هللا تعأب عنو :ألست أحق
الناس ألست أكؿ من أسلم ألست صاحب كذا.
كٗبا أخرجو ابن أيب شيبة عن علي رضي هللا تعأب عنو أنو قاؿ على ا٤بنرب :أان عبد هللا كأخو
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كأان الصديق األكرب ٓب يقلها أحد قبلي كال يقو٥با أحد بعدم إال كذاب مفَب كلقد
صلت قبل الناس سبع سنْب .كٗبا أخرجو ابن أيب شيبة عن زيد بن يشع قاؿ :بلغ علينا أف
أانسا يقولوف فيو فصعد ا٤بنرب فقاؿ :أنشد هللا رجبل ٠بع من النيب ملسو هيلع هللا ىلص شيئا إال قاـ فقاـ نفر
فقالوا :نشهد أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ :من كنت مواله فعلي مواله اللهم كاؿ من كااله كعاد من
عاداه.
كٗبا أخرجو ابن سعد ُب الطبقات عن دمحم بن ا٤برتفع قاؿ٠ :بعت ابن الزبّب يقوؿ :اي معشر
ا٢بجاج سلو٘ب فعلينا كاف التنزيل ك٫بن حضران التأكيل .كٗبا أخرجو ابن سعد عن سعيد بن عبد
الرٞبن عن أبيو قاؿ تفاخر قوـ من قريش فذكر رجل ما عنده فقاؿ معاكية للحسن بن علي بن
أيب طالب رضي هللا تعأب عنو :ما ٲبنعك من القوؿ فما أنت بكليل اللساف قاؿ :ما ذكركا
مكرمة كال فضيلة األكٔب ٧بضها كلباهبا ٍب قاؿ :فيم الكبلـ كقد سبقت مربزا *** سبق ا١بياد
من ا٤بدل ا٤بتنفس كٗبا اخرجو ابن سعد عن أيب عوف قاؿ :فخرت عائشة على صفية فقاؿ
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":أال قلت أيب ىاركف كعمي موسى " عليهما السبلـ .كرأيت ُب ٦بموع شيخنا
اإلماـ تقي الدين الشمِب رٞبو هللا تعأب قاؿ :نقلت من خط الشيخ كماؿ الدين الدمّبم
فقاؿ :نقلت من خط كماؿ الدين بن ىشاـ قاؿ :رأيت ٖبط الشيخ ٝباؿ الدين بن مالك
كقاؿ أبن رشيق ُب عمدتو :ال ٰبسن مدح اإلنساف نفسو ُب غّب الشعر إال منافرة .الوجو الثا٘ب
أف ىذا من ابب التحدث بنعمة هللا شكرا كامتثاال لقولو تعأب{ :كأما بنعمة ربك فحدث}
كأخرج ابن أيب حاًب عن ا٢بسن بن علي بن أيب طالب رضي هللا تعأب عنو ُب قولو تعأب{ :كأما
بنعمة ربك فحدث} قاؿ :إذا أصبت خّبا فحدث إخوانك.
كأخرج عبد هللا بن أٞبد بن حنبل ُب ركاية ا٤بسند كالبيهقي شعب اإلٲباف عن النعماف بن بشّب
رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص " :التحدث بنعمة هللا شكر كتركها كفر " كأخرج
ابن جرير ُب تفسّبه عن أيب نصر قاؿ :كاف ا٤بسلموف يركف اف من شكر النعمة أف ٰبدث هبا.
كأخرج البيهقي عن ا١بريدم قاؿ :كاف يقوؿ أف تعداد النعم من الشكر .كاخرج البيهقي عن
ٰبٓب بن سعيد قاؿ :كاف تعداد النعم أف ٰبدث هبا .كأخرج عن سعيد بن منصور ُب سننو عن
عمر بن عبد العزيز قاؿ أف ذكر النعمة شكر.
كأخرج البيهقي عن أيب ا٢باكرم قاؿ :جلس الفضيل بن عياض كسفياف بن عيينة ليلة إٔب
الصباح يتذاكراف النعم يقوالف :أنعم هللا تعأب علينا ُب كذا أنعم هللا تعأب علينا ُب كذا.كاخرج
ابن أيب شيبة عن أيب صاّب كاف عمر بن ميموف إذا لقي الرجل من إخوانو قاؿ :رزؽ هللا تعأب
البارحة من الصبلة كذا ككذا كرزؽ هللا تعأب البارحة من ا٣بّب كذا ككذا.
كقد عرؼ العلماء الشكر أبنو اعتقاد اب١بناف كذكر ابللساف كعمل ابألركاف كأنشدكا على ذلك
أفادتكم النعماء مِب ثبلثة*** يدم كلسا٘ب كالضمّب اجملبا كقاؿ ىنا العبلمة الشيخ مشس الدين
بن القيم :الشيء الواحد تكوف صورتو كاحدة كينقسم إٔب ٧بمود كمذموـ فمن ذلك التحدث
ابلنعمة شكرا كالفخر هبا ،فاألكؿ ا٤بقصود بو إظهار فضل هللا تعأب كإحسانو كنعمتو كإفشاؤىا
كفيو حديث ":التحدث ابلنعمة شكر ككتمها كفر ".
ك٩با أكرده ما أخرجو ابن سعد عن عائشة رضي هللا تعأب عنها قالت :فضلت على نساء النيب
صلى الو عليو كسلم كبعشر قيل ما ىن اي أـ ا٤بؤمنْب؟ قالتٓ :ب ينكح بكرا قط غّبم ،كٓب
ينكح امرأة أبواىا مهاجراف غّبم ،كأنزؿ هللا تبارؾ كتعأب براءٌب من السماء كجاء جربيل
كُب تذكرة الشيخ اتج بن مكتوـ قاؿ سيف الدين بن عبد هللا ا٤بعركؼ اببن األبطش ُب اترٱبو
كتوُب سنة أربع كأربعْب :كمن عجب الشعر أف مدح النفس مهجن للقائل كإف كاف حقا كذلك
ألهنم أرادكا ٚبليد أخبارىم فبل يصلوف إٔب ذلك إال ابلتدكين كال ديواف ٥بم إال الشعر ،ككل من
أخربؾ عن نفسو أبمر ٰبتاج إٔب معرفتو لوال أخباره ما عرفتو فليس بقبيح ذكره كإف اتصل ٗبدحو
ك٥بذه العلة مدحت األنبياء أنفسها مع تواضعها اىػ كأما اإليراد الثا٘ب فا١بواب كهللا تعأب ا٤بوفق
ٗبنو للصواب أف العلماء كما قاؿ جبلؿ الدين السيوطي أيضا ُب
الكتاب السابق قد افَبقوا ُب مثل ىذا فرقتْب :فمنهم من جعل ذلك اصطبلحا عرفيا ،كمنهم
من قاؿ :ىو موكوؿ إٔب ٚبصيص العقل كحاصلو أنو من العاـ الذم أريد بو ا٣بصوص الذم
تعذر بيانو ُب علم أصوؿ الفقو كذكر لذلك أمثلة كشواىد إٔب أف قاؿ :كمنها قولو تعأب{ :تدمر
كل شيء أبمر رهبا} أطبق العلماء على أف ىذا من العاـ ا٤براد بو ا٣بصوص ألهنا ٓب تدمر
ا٤ببلئكة كال العرش كال الكرسي كال السماكات كال األرض كال ا١بباؿ كال بقية من كاف من
البشر سول عاد ،كمنها قولو تعأب{ :كأكتيت من كل شيء} أطبقوا على أنو من ذلك كأف ا٤براد
كاألركاح أك مؤكلة ،كمنها قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :أرأيتكم ليلتكم ىذه فإف على رأس مائة سنة ال يبقى ٩بن
ىو اليوـ على ظهرىا أحد" [أخرجو البخارم] كأطبقوا على أف ىذا الكبلـ خاص ٗبن ىو ُب
عآب الشهادة الذين ىم بْب أظهر الناس دكف من ىو ُب عآب الغيب كا٣بضر كإلياس إف ثبت
كجودٮبا كإبليس كمن عمر من ا١باف ،قاؿ ابن الصبلح ُب فتاكيو :ا٢بديث فيمن يشاىده
الناس كٱبالطونو ال ُب من ليس كذلك كا٣بضر ،قاؿ النوكم :كقاؿ ا٢بافظ بن حجر ُب شرح
البخارم :ا٢بديث ٨بصوص بغّب ا٣بضر كما خص منو إبليس ابالتفاؽ ،كمنها قولو صلى
هللا عليو كسلم" :ما أظلت ا٣بضراء كال أقلت الغرباء أصدؽ ٥بجة من أيب ذر" [أخرجو ابن أيب
شيبة من حديث أيب ىريرة كأيب الدرداء] فهذا من العاـ ا٤براد بو ا٣بصوص قطعا ألنو ال سبيل
إٔب دخولو ملسو هيلع هللا ىلص كسائر األنبياء ُب ىذا العموـ كال ا٣بضر إف سلم كجوده ،كمنها ما أخرجو ابن
أيب شيبة ُب ا٤بصنف قاؿ :حدثنا شريك عن إسحاؽ عن عاصم بن ضمرة قاؿ :خطب ا٢بسن
بن علي رضي هللا عنهما حْب قتل علي فقاؿ :اي أىل الكوفة لقد بْب أظهركم رجل قتل الليلة ٓب
يسبقو األكلوف بعلم كال تدركو اآلخركف ،كاف النيب صلى هللا عليو
كسلم إذا بعثو ُب سرية كاف جربيل عن ٲبينو كميكائيل عن يساره فبل يرجعوا حٌب يفتح هللا عليو.
كقاؿ :حدثنا عبد هللا بن ٭بّب عن إ٠باعيل بن أيب خالد عن ىبّبة بن مرٙب قاؿ٠ :بعت ا٢بسن بن
علي رضي هللا تعأب عنو بعد كفاة علي فقاؿ :فارقكم رجل ابألمس ٓب يسبقو األكلوف كال يدركو
اآلخركف ،كىذا الكبلـ من ا٢بسن بن بنت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص من العاـ ا٤براد بو ا٣بصوص قطعا،
فإف العقل ٱبص من لفظ األكلْب سيد ا٤برسلْب كسائر األنبياء كجربيل ا١بائي ابلوحي كسائر
ا٤ببلئكة صلوات هللا كسبلمو عليهم أٝبعْب ،فلم يقصد
فيو ٤بن بعدىم كلو كاف من أىل ىذا الفضل ا٤بذكور من ىذا الباب ٤برتبة الصحابة كقاؿٍ :ب
ضرب مثبل هنع هللا يضر لعمل الصحابة مع غّبىم قاؿ :عملهم مع غّبىم كمشي النملة مع سرعة
القطاة قاؿ سيدم حرازـ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو كصدؽ رضي هللا تعأب عنو فيما مثل بو ألهنم مهنع هللا يضر
حازكا قصبة السبق بصحبة سيد الوجود ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ُب حقهم صلى هللا تعأب عليو كسلم ":إف هللا
اصطفى أصحايب على سائر العا٤بْب ما عدا النبيْب كا٤برسلْب " قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص " :لو أنفق أحدكم مثل
أحد ذىبا ما بلغ مد
أحدىم كال نصيفو " انتهى .ك٩با يؤيد ذلك أيضا قوؿ الشيخ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو أف ٝبيع
األكلياء من عصر الصحابة إٔب النفخ ُب الصور ..إْب ،ألف من النتهاء الغاية ُب ىذا احملل يعلم
ذلك كل من لو أدٗب معرفة بعلم النحو ألف من تكوف ٗبعُب إٔب كمثلوا لذلك بنحو رأيتو من
ذلك ا٤بوضع فجعلتو غاية لرؤيتك أم ٧ببل لبلبتداء قاؿ ُب الفريدة :من ابتدئ هبا كبْب علل
*** بعض كللفضل أتت كللبدؿ كالنص للعموـ أك مثل إٔب *** كعن كُب كعند كالبا كعلى
كقاؿ بعضهم :أتت من ٗبعُب الباء كعند كُب كعن كللفعل معُب رٗبا كاالنتهاء
كا٤بعُب أف ٝبيع األكلياء من حيث انتهاء عصر الصحابة كإذا ٛبد ىذا فلنشر إٔب ا٤بقصود
ابلذات فنقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف أفراد األحباب
من الصديقْب كاألغواث كجواىر األقطاب كبرازخ األغواث يعلموف أف مقاـ خاًب األكلياء الذم
يكوف مقامو ختم ا٤بقامات يفوؽ ٝبيع مقامات الوالية كال يكوف فوقو إال مقامات األنبياء
ما منهم أحد أيخذ النبوة ال من مشكاة خاًب النبيْب كإف أتخر كجود طينتو فإنو ٕبقيقتو موجود
كىو قولو" :كنت نبيا كآدـ بْب ا٤باء كالطْب" أمٓ :ب يكمل بدنو العنصرم بعد فكيف من دكنو
من أنبياء أكالده ،كبياف ذلك أف هللا سبحانو كتعأب ٤با خلق النور احملمدم كما أشار لو صلى هللا
عليو كسلم بقولو" :أكؿ ما خلق هللا تعأب نورم" ٝبع ُب ىذا النور احملمدم ٝبيع أركاح األنبياء
كاألكلياء ٝبعا أحداي قبل التفضيل ُب الوجود العيِب كذلك ُب مرتبة العقل األكؿٍ ،ب تعينت
األركاح ُب مرتبة اللوح احملفوظ الذم ىو النفس الكلية
كٛبيزت بظاىرىا النورم فبعث هللا ا٢بقيقة احملمدية الركحية النورية إليهم نبأىم عن ا٢بقيقة
األحدية ا١بمعية الكمالية ،فلما كجدت الصور الطبيعية العلوية من العرش كالكرسي ككجدت
صور مظاىر تلك األركاح ظهرت تلك البعثة احملمدية إليهم اثنيا فآمن من األركاح من كاف
مؤىبل لئلٲباف بتلك األحدية ا١بمعية الكمالية ،ك٤با كجدت الصور الطبيعية العنصرية ظهر حكم
كمل النفوس البشرية فآمنوا ٗبحمد ملسو هيلع هللا ىلص ،فمعُب قولو" :كنت نبيا" أنو كاف نبيا
ذلك اإلٲباف ُب ٌ
ابلفعل عا٤با بنبوتو انظر شرحوٍ ،ب قاؿ ا٢باٛبي أم كشارح
كبلمو :كغّبه من األنبياء ما كاف نبيا ابلفعل كال عا٤با بنبوتو إال حْب بعث بعد كجوده ببدنو
العنصرم كاستكمالو شرائط النبوة فاندفع بذلك ما يقاؿ من أف كل كاحد هبذه ا٤بثابة من حيث
أنو كاف نبيا ُب علم هللا تعأب السابق على كجوده العيِب صورة كآدـ بْب ا٤باء كالطْبٍ ،ب قاؿ
ا٢باٛبي أم كشارحو :ككذلك خاًب األكلياء كاف كليا ابلفعل عا٤با بواليتو كآدـ بْب ا٤باء كالطْب،
كغّبه من األكلياء ما كاف كليا ابلفعل كال عا٤با بواليتو إال بعد ٙبصيلو شرائط الوالية من
األخبلؽ اإل٥بية ُب االتصاؼ هبا من أجل كوف هللا تعأب
تسمى ابلوٕب ا٢بميد ،كخاًب األكلياء ىو الوٕب الوارث اآلخذ عن األصل ا٤بشاىد للمراتب
العارؼ ابستحقاؽ أصحاهبا ليعطي كل ذم حق حقو كىو حسنة من حسنات سيد ا٤برسلْب دمحم
ملسو هيلع هللا ىلص مقدـ ا١بماعة ،انتهى كبلـ ا٢باٛبي رضي هللا تعأب عنو .كقاؿ الشيخ سيدم عبد الوىاب
الشعرا٘ب ُب الرسالة ا٤بباركة ُب ا٤بوضع الذم ع ٌد فيو علوـ األكلياء ا٣باصة هبم كمنها علوـ
صفات خاًب األكلياء ُب كل قرف كصفة خاٛبهم األكرب كعلم الصفات الٍب يستحق هبا ا٣بتمية
قلت كإذا فهمت كبلـ ىؤالء علمت أف خاًب األكلياء متصف فيما كصفناه أكؿ الفصل كإف
أكابر األكلياء ٦بمعوف على أنو سيوجدكعل أنو سيدىم ك٩بدىم كأنو ىو الواسطة بينهم كبْب
سائراألنبياء كإ٭با أخفى هللا تعأب عنهم معرفة عينو فقط كأما قولو :كقد أخربالعارؼ عن نفسو
أنو أحد ا٣بتمْب فهو كذلك قاؿ ُب الفتوحات ا٤بكية أنو رأل حائطا من ذىب كفضة كمل إٔب
موضع لبنتْب إحداٮبا من ذىب كأخرل من فضة فانطبع هنع هللا يضر ُب موضع تينك اللبنتْب كقاؿ
هنع هللا يضر :ككنت ال أشك ُب أ٘ب أان الرائي كال أ٘ب أان ا٤بنطبع ُب موضعهما كيب
كمل ا٢بائط ٍب حربت الرؤية اب٬بتاـ الوالية يب كذكرهتا للمشايخ كالكاملْب كا٤بعاصرين كما قلت
من ا٤برئي فعربكىا ٗبا عربهتا بو أىػ .كلذلك تعرض للمتكلم على األسئلة ا٤بائة كا٣بمسْب سؤاال
الٍب ذكر ا٢بكيم الَبمذم أنو ال يعرؼ ا١بواب عنها كال ا٣بتم كإذا أتملت ما أسلفنا علمت أف
ا٣بتمية الٍب تكوف للخاًب األكرب ٓب تثبت ألحد من الشيوخ قبل شيخنا رضي هللا تعأب عنهم
أٝبعْب ألف سيدم عليا ا٣بواص قد بْب أنو إ٭با اعتمد على كبلـ ٧بيي الدين هنع هللا يضر لقولو :كقد
أخرب العارؼ عن نفسو أنو أحد ا٣بتمْب كأنت خبّب أبف
٧بيي الدين هنع هللا يضر ٓب يعتمد بكونو ختما على قاطع كإ٭با اعتمد على ىذه الرؤية ك٫بوىا كيؤيد ما
منااي يقوؿ لو :ليس لك ما ظننت كٛبنيت كإ٭با ىو لوٕب ُب آخر الزماف ليس كٕب أكرـ على هللا
تعأب منو فعند ذلك قاؿ :سلمت األمور إٔب خالقها كمكوهنا كلقد طاؿ ما جلت ببصّبٌب ُب
الغيوب ألطلع عليو كعلى مقامو كا٠بو كاسم بلده كمكانو ككيف حالو فما أطلعِب هللا تعأب على
شيء منو كال مشمت لو رائحة أصبل أىػ .قلت :كىذا الكبلـ من ا٢باٛبي فيو تصريح أبنو تربأ من
ادعاء ا٣بتمية الكربل كإهنا ٓب توجد لواحد ٩بن تقدـ من السادات الذين مضوا قبل زمانو كإهنا
إ٭با تكوف لوٕب ُب آخر الزماف.
ك٩با يؤيد ذلك أف العارؼ ابهلل تعأب الشيخ ا٤بختار الكنٍب رضي هللا تعأب عنو :قاؿ ُب كتاب
الطرائق أف القرف الثا٘ب عشر من ا٥بجرة احملمدية على صاحبها أفضل الصبلة كالسبلـ يشاكل
قرنو صلى هللا إليو كسلم من كجوه أحدىا أف فيو خاًب األكلياء كما ُب قرنو ملسو هيلع هللا ىلص خاًب األنبياء
اثنيها أف أتباع ىذا الوٕب اجملدد ا٣باًب يدعوف إٔب ا٣بّب كايمركف اب٤بعركؼ كينهوف عن ا٤بنكر كما
أف أصحاب ذلك النيب ا٣باًب ا٤باحي ايمركف اب٤بعرؼ كينهوف عن ا٤بنكر كيومنوف ابهلل كحده
كٯباىدكف األمم الضالة كما أف ىؤالء ٯباىدكف
النفس كا٥بول كالشيطاف ا١بهاد األكرب ،قاؿ الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص":رجعنا إٔب من ا١بهاد األصغر إٔب
ا١بهاد األكرب قالوا :كما ا١بهاد األكرب قاؿ :جهاد النفس كا٥بول " اثلثها اإلشارة إٔب أف ىذا
القرف أفضل من ٝبيع ما تقدمو من القركف السالفة سو القركف الثبلثة لوركد النص فيها
أبفضليتها قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص:ط خّب القوف قر٘ب ٍب الذين يلوهنم " ا٢بديثٍ ،ب فسر ذلك ملسو هيلع هللا ىلص بقولو":
خّب ىذه األمة أك٥با كآخرىا " أىػ.
فانظر رٞبنا هللا كإايؾ إٔب ىذا الكبلـ كأتملو راشدا ٘بده مصرحا ٖبتمية شيخنا التجا٘ب هنع هللا يضر
كأرضاه كعنا بو ألف الشيخ ا٤بختار هنع هللا يضر ما ادعى ا٣بتمية الكربل لنفسو مع أنو أىل ذلك القرف
ك٧بيي الدين بن العريب هنع هللا يضر مات ُب القرف السابع كشيخنا التجا٘ب هنع هللا يضر كلد عاـ ٟبسْب كمائة
كال يعرؼ ما فيها إال ابلذكؽ ،كقاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو أف الفيوض الٍب تفيض من ذات سيد
الوجود ملسو هيلع هللا ىلص تتلقاىا ذكات األنبياء ،ككل ما فاض كبرز من ذكات األنبياء تتلقاىا ذاٌب كمِب
يتفرؽ على ٝبيع ا٣ببلئق من نشأة العآب إٔب النفخ ُب الصور كخصصت بعلوـ بيِب كبينو منو إٕب
مشافهة ال يعلمها إال هللا عز كجل ببل كاسطة ،كقاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :أان سيد األكلياء كما
كاف ملسو هيلع هللا ىلص سيد األنبياء ،كقاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :ال يشرب كٕب كال يسقى إال من ٕبران من
نشأة العآب
إٔب النفخ ُب الصور ،كقاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :إذا ٝبع هللا خلقو ُب ا٤بوقف ينادم مناداي على
صوتو حٌب يسمعو كل من ُب ا٤بوقف :اي أىل ا٢بشر ىذا إمامكم الذم كاف ٩بدكم منو ،قاؿ ُب
جواىر ا٤بعا٘ب :كسألتو هنع هللا يضر عن حقيقة الوالية فأجاب هنع هللا يضر ٗبا نصو :الوالية عامة كخاصة ،فالعامة
ىي من آدـ عليو السبلـ إٔب عيسى عليو السبلـ ،كا٣باصة من سيد الوجود ملسو هيلع هللا ىلص إٔب ا٣بتم،
كا٤براد اب٣باصة ىي من اتصف صاحبها أبكصاؼ ا٢بق الثبلٜبائة على الكماؿ كٓب ينقص منها
كقاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :القطب ا٤بكتوـ ىو الواسطة بْب األنبياء كاألكلياء ،فكل كٕب هلل تعأب
من كرب شأنو كمن صغر ال يتلقى فيضا من حضرة نيب إال بواسطتو هنع هللا يضر من حيث ال يشعر بو
ك٩بده ا٣باص بو ،إ٭با يتلقاه منو ملسو هيلع هللا ىلص ،كال اطبلع ألحد من األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ على
فيضو ا٣باص بو ألف لو مشراب معهم منو ملسو هيلع هللا ىلص ،قاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو مشّبا إبصبعو السبابة
كالوسطى :ركحي كركحو ملسو هيلع هللا ىلص ىكذا ،ركحو ملسو هيلع هللا ىلص ٛبد الرسل كاألنبياء عليهم
الصبلة كالسبلـ كركحي ٛبد األقطاب كالعارفْب كاألكلياء من األزؿ إٔب األبد ،كسبب ذلك أف
بعض أصحابنا ٘باكر مع بعض الناس ُب قولو هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :كل الشيوخ أخذكا عِب
ابلغيب ،فحكى لو ذلك فأجاب هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :نسبة األقطاب معي كنسبة العامة مع
األقطاب ،كقاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :الشيخ عبد القادر ا١بيبل٘ب هنع هللا يضر قاؿ :قدمي ىذه على
رقبة كل كٕب هلل تعأب يعِب أىل عصره ،أما أان فقدمام ىااتف كٝبعهما هنع هللا يضر ككاف متكئا فجلس
كقاؿ :على رقبة كل كٕب هلل تعأب من لدف آدـ
إٔب النفخ ُب الصور ،قلت كقد أجرب٘ب شيخي كسيدم دمحم الغإب أبو طالب الشريف ا٢بسيِب
كأان معو ُب ا٤بدينة ا٤بنورة على ساكنها أفضل الصبلة كأزكى السبلـ أف الشيخ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا
بو قاؿ ذات ليلة ُب ٦بلسو :أين السيد دمحم الغإب؟ فجعل أصحابو ينادكف :أين السيد دمحم
الغإب؟ على عادة الناس مع الكبّب إذا اندل أحدا ،فلما حضر بْب يدم الشيخ قاؿ هنع هللا يضر
كأرضاه كعنا بو :قدمام ىااتف على رقبة كل كٕب هلل تعأب ،كقاؿ سيدم دمحم الغإب ككاف ال ٱبافو
ألنو من أكابر أحبابو كأمراهتم :اي سيدم أنت ُب الصحو
كالبقاء أك ُب السكر كالفناء فقاؿ هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :بل أان ُب الصحو كالبقاء ككماؿ العقل
كهلل ا٢بمد ،كقاؿ :قلت :ما تقوؿ ُب قوؿ سيدم عبد القادر هنع هللا يضر :قدمي ىذه على رقبة كل كٕب
ٗبقامها إٔب أف قاؿ :فما انؿ منها أحد اختص هبا ملسو هيلع هللا ىلص لكماؿ عزىا كغاية علوىا ،كالثانية حضرة
ا٢بقيقة احملمدية فمنها كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب كل مدارؾ النبيْب كا٤برسلْب كٝبيع ا٤ببلئكة كا٤بقربْب
كٝبيع األقطاب كالصديقْب كٝبيع األكلياء كالعارفْب إٔب أف قاؿ :ككل ما أدركو ٝبيع ا٤بوجودات
من العلوـ كا٤بعارؼ كالفيوضات كالتجليات كالَبقيات كاألحواؿ كا٤بقامات كاألخبلؽ إ٭با ىو
كللو من فيض حقيقتو احملمدية.
كالثالثة ا٢بضرة الٍب فيها حضرات ساداتنا األنبياء على اختبلؼ أذكاقهم كمراتبهم كأىل ىذه
ا٢بضرة ىم الذين يتلقوف كل ما فاض كبرز من حضرة ا٢بقيقة احملمدية كما قاؿ شيخنا هنع هللا يضر
كأرضاه كعنا بو مشّبا إٔب أىل ىذه ا٢بضرة بقولو :إف الفيوض الٍب تفيض من ذات سيد الوجود
صلى هللا تعأب عليو كسلم تتلقاىا ذكات األنبياء كبقولو هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :ركحو ملسو هيلع هللا ىلص ٛبد
الرسل كاألنبياء إال أف ٣باًب األكلياء مشراب من النيب ملسو هيلع هللا ىلص مع األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ كال
سيد األكلياء كما كاف ملسو هيلع هللا ىلص سيد األنبياء كبقولو هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :ال يشرب كٕب كال يسقى إال
من ٕبران من نشأة العآب إٔب النفخ ُب الصور .كبقولو هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو إذا ٝبع هللا تعأب خلقو
ُب ا٤بوقف يناد مناد أبعلى صوتو حٌب يسمعو كل من ُب ا٤بوقف ؾ اي أىل ا٤بعشر ىذا إمامكم
الذم كاف مددكم منو.
كبقولو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو مشّبا أبصبعيو السبابة كالوسطى :ركحي كركحو صلى
هللا عليو كسلم ىكذا ركحو ملسو هيلع هللا ىلص ٛبد الرسل كاألنبياء كركحي ٛبد األقطاب كالعارفْب كاألكلياء من
األزؿ إٔب األبد .كبقولو هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :إف القطب ا٤بكتوـ ىو الواسطة بْب األنبياء
كاألكلياء فكل كٕب هلل تعأب من كرب شأنو كمن صغر ال يتلقى فيضا من حضرة نبيي إال بواسطتو
رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو من حيث ال يشعر بو ،كمدده ا٣باص بو إ٭با يتلقاه منو صلى
هللا عليو كسلم كال اطبلع ألحد من
األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ على فيضو ا٣باص بو ألف لو مشراب معهم منو ملسو هيلع هللا ىلص .كا٣بامسة
حضرة أىل طريقتو ا٣باصة هبم كإٔب ىذه ا٢بضرة أشار الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا
بو بقولو :لو اطلع أكابر األقطاب على ما أعد هللا ألىل ىذه الطريقة لبكوا كقالوا :اي ر بنا ما
أعطيتنا شيئا ،أك بقولو هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :ال مطمع ألحد من األكلياء ُب مراتب أصحابنا حٌب
األقطاب الكبار ما عدا أصحاب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص.
كبقولو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كل الطرائق تدخل عليو طريقتنا فتبطلها كطابعنا
يركب على كل طابع كال ٰبمل طابعنا غّبه .كبقولو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :من ترؾ
كردا من أكراد ا٤بشايخ ألجل الدخوؿ ُب طريقتنا ىذه احملمدية الٍب شرفها هللا تعأب على ٝبيع
منهم ،كأما الكاذبوف فما توجو الكبلـ إليهم .كالسادسة :ا٢بضرة الٍب فيها حضرات ساداتنا
األكلياء رضي هللا تعأب عن ٝبيعهم كىي مستمدة من حضرة خاٛبهم األكرب ٝبيع ما انلوا كإليها
يشّب قوؿ شيخنا أٞبد هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب بقولو :فلكل شيخ من أىل هللا
تعأب حضرة ال يشاركو فيها غّبه اىػ.
كالسابعة :ا٢بضرة الٍب فيها حضرات تبلميذىم ،كإذا ٙبرر ىذا فأ٘ب أرتب لك سبع دكائر على
ترتيب ا٢بضرات أك٥با الدائرة األٞبدية احملمدية احمليطة ابلكل كقد تقدـ أف ال حظ ألحد ٩با ُب
داخلها لعلوىا ،كالثانية الٍب ُب داخلها دائرة ا٢بقيقة احملمدية ا٤بمدة ك٥با ابابف :ابب ُب أعبلىا
يفيض منو على سادتنا األنبياء ما فاض من ذات سيد الوجود ملسو هيلع هللا ىلص كعليهم أٝبعْب ،كابب من
جهة اليمْب يتلقى منو خاًب األكلياء مدده ا٣باص بو من غّب برزخية أحد بينو كبْب سيد األنبياء
عليو كعليهم الصبلة كالسبلـ كال اطبلع ألحد
األكلياء مهنع هللا يضر بل ما يفيض من دائرة حضرة ا٣باًب إٔب دائر حضرات الشيوخ ابلنسبة إٔب ما يفيض
من دائرة حضرة ا٣باًب إٔب حضرة أىل طريقتو ا٣باصة هبم كنسبة نقطة إٔب البحر احمليط كمن ىنا
أيضا فضل أىل طريقتو على غّبىم .كا٣بامسة الٍب ُب داخلها دائرة حضرة أىل طريقتو ك٥با
ابب يفيض منو عليهم خاصة ما فاض من ا٣باًب من مدده ا٣باص بو الفائض من ا٢بقيقة
احملمدية الذم ال شعور لساداتنا األنبياء بو كمن ىنا يظهر فضلهم أيضا على غّبىم
الختصاصهم هبذا الفيض مع مشاركتهم غّبرىم ُب سائر الفيوضات الٍب تفيض من حضرة
ا٣باًب على الدكاف مع كونو نصيبهم كحظهم منها أكثر كأغزر أيضا من نصيب غّبىم منها بل
نصيب غّبىم منها إذا نشب إٔب نصيبهم يكوف كنسبة نقطة أك بسقة إٔب البحر احمليط كما تقدـ
كإٔب ىذا يشّب ما أيٌب ُب فصل فضل ا٤بتعلقْب بو هنع هللا يضر كفصل سبب تسمية طريقتو الطريقة
األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية ألف ألىلها لطفا من هللا تعأب خاصا هبم بعد لطفو العاـ ٥بم
كلغّبىم العتناء موالىم الكرٙب هبم ُب أزلو كاعتنائو ٖباًب أكلياءه ألنو تعلى كما اصطفى ىذا
ا٣باًب احملمدم ابلغوثية كا٣بتمية اصطفائية ٧بضة ال تعلق ٥با بسبب من
األسباب كخصو هبذه ا٤برتبة الٍب قصر عن إدراكها ٝبيع األقطاب كاألغواث بغّب علة ،كذلك
اصطفى أىل طريقتو ُب الوالية كالتقريب كاحملبوبية كالقبوؿ عنده تعأب كالتأىيل ٥بذا ا٣باًب
كطريقتو كٚبصيصهم كجعلو نصيبهم كجعلهم نصيبو اصطفائية ٧بضة كال تعلق ٥با بسبب من
األسباب بل كما سبق لو ُب األزؿ العناية اب٣بتمية كٔبميع ما انؿ كذلك سبقت ٥بم ُب األزؿ
العناية ابلوالية كالفضل كأىلية ٧ببتو كموافقتو فلذلك كقعت ٥بم ٧ببتو كموافقتو كمن تلك
األىلية اتبعوه كقبلوا أمره ككضعوا رقاهبم ٙبت قدمو كلوال تلك العناية األزلية كاف
ٗبراعاهتم كراعاية حا٥بم كتربيتهم بقولو تعأب{ :كال تطرد الذين يدعوف رهبم ابلغدات كالعشي
يريدكف كجهو} اآلية ال ٛبنع ىؤالء صحبتك لو كاف ُب ٢بظة ألجل حرصك إبسبلـ الطالبْب
طردىم فإف ىدايتهم عندم كإنك ال هتدم من أحببت كلكن هللا يهدم من يشاء من ىؤالء
الفقرا مثل ببلؿ كصهيب كسلماف كعمار كحذيفة كنضائرىم من أصحاب الصفة الذين يدعوف
هللا لوصو٥بم إليو كل صباح كمساء لشوقهم إٔب ٝبالو ك٧ببتهم اللحوؽ بو كىذا معُب قولو
يريدكف كجهو أىػ.
قلت :ك٤با ثبت كظهر كاتضح ٩با تقدـ ُب ىذا الفصل أف شيخنا سيدم أٞبد بن دمحم التجا٘ب
صاحبها أفضل الصبلة كأزكى السبلـ يشاكل قرنو صلى هللا تعأب عليو كسلم من كجوده ،أك٥با
أف فيو خاًب األكلياء كما أف ُب قرنو ملسو هيلع هللا ىلص خاًب األنبياء ،الثا٘ب أف أتباع ىذا الوٕب اجملدد ا٣باًب
يدعوف إٔب ا٣بّب كأيمركف اب٤بعركؼ كينهوف عن ا٤بنكر كيسارعوف ُب ا٣بّبات كما أف أصحاب
ذلك ا٣باًب ا٤باحي أيمركف اب٤بعركؼ كينهوف عن ا٤بنكر كيؤمنوف ابهلل كحده كٯباىدكف األمم
الضالة كما أف ىؤالء ٯباىدكف النفس كا٥بول كالشيطاف ا١بهاد األكرب ،قاؿ الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص:
"رجعنا من ا١بهاد األصغر إٔب ا١بهاد
األكرب ،قالوا :كما ا١بهاد األكرب؟ قاؿ :جهاد النفس كا٥بول" .الثالث اإلشارة إٔب أف ىذا القرف
أفضل من ٝبيع ما تقدمو من القركف السالفة سول القركف الثبلثة الوارد ُب النص أبفضليتها،
قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :خّب القركف قر٘ب ٍب الذين يلوهنم" ا٢بديثٍ .ب فسر ذلك ملسو هيلع هللا ىلص بقولو :خّب ىذه األمة
أك٥با كآخرىا اىػ.
قلت :كىذه البشارة للطائفة األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية التجانية أعظم من الدنيا كما فيها،
ىنيئا ألىل ىذه الطريقة الصادقْب فقد حازكا شرؼ الدنيا كاآلخرة ،اللهم إان نسألك أف ٙبيينا
عليها كٛبيتنا عليها كٙبشران ُب زمرة أىلها ٔباه من تفضل هبا عليو النيب ا٤بختار كٔباىو صلى هللا
تعأب عليو كسلم آمْب اي رب العا٤بْب .كالسادسة دائرة حضرة الشيوخ الٍب فيها حضراهتم كما
كإذا نظرت إٔب ما أسلفناه كأعطيتو من التأمل حقو كدققت فيو النظر كفهمتو حقيقة الفهم
حصلت على طائل ُب حقيقة برزخية ا٣باًب ألف دائرة حضرتو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا
بو ىي ا٤بتوسطة بْب الدكائر ،فوقها ثبلث كٙبتها ثبلث ال يصل شيء إٔب الثبلث الٍب ٙبتها إال
ابستمداد أىلها من حضرتو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو.
قلت :قد حبب إٕب أف أنشئ ىنا قصيدة مناسبة ٤با تقدـ ك٤با سيأٌب ٥بذا الفصل كُب الفصل
الذم بعده كُب فصل سبب تسمية ىذه الطريقة األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية ا٢بنيفية كُب فصل
فضل األذكار البلزمة كُب فصل فضل األذكار غّب البلزمة أجراىا هللا تعأب على خاطرم يفرح
هبا ا٤بوفق ا٤بستمد السعيد على رغم أنف ا٤بخذكؿ الشقي ا٤بنتقد البعيد ،فبتوفيق هللا كأتييده
أقوؿ ،كٕبولو كقوتو على األعداء أصوؿ كىي :اي رائم ا٣بّبات ركـ رجا٥با *** اي مبتغي األنوار
ٍب ظبل٥با إف رمت نيل كالية بكما٥با *** كىداية فأجب نداء رجا٥با أك
رمت إدراؾ ا٤بعإب كلها *** ركـ الربازخ نيل طيف خيا٥با يدعوؾ داعي حضرة غوثية ***
ختمية ال يرتقي لقبل٥با يدعوؾ داعي حضرة لعلوىا *** خضعت هبا األغواث ركـ ٝبا٥با يدعوؾ
داعي حضرة خفيت على الػ *** أغواث طلعة مشسها كىبل٥با يدعوؾ داعي حضرة من فيضها
*** ما انؿ كل األكليا ٖبصا٥با يدعوؾ داعي حضرة من مفزع الػ *** أقطاب كاألغواث ٲبن
ٜبا٥با يدعوؾ داعي حضرة من فضلها *** إف األكابر أذعنوا لكما٥با يدعوؾ داعي حضرة
أعناؽ كل *** األكلياء تطأطأت لنعا٥با يدعوؾ داعي حضرة حبية *** خلية موركثة ٖببل٥با
يدعوؾ داعي حضرة
مفتوحة *** فياضة مشدكدة ٕببا٥با يدعوؾ داعي حضرة مكنونة *** من غّب جنس رجا٥با
كرحا٥با يدعوؾ داعي حضرة لطفية *** قهرية قتالة بشبا٥با يدعوؾ داعي حضرة أسرارىا ***
فإف قلت :كيف يكوف الوٕب ا٤بتأخر أفضل من األكلياء الكبار ا٤بتقدمْب الذين شاع فضلهم
كذاع كطار صيتهم شرقا كغراب كالشيخ عبد القادر ا١بيبل٘ب كالشيخ أيب ا٢بسن الشاذٕب ك٫بوٮبا
مهنع هللا يضر أٝبعْب ،قلت :من حيث كاف النيب ا٤بتأخر دمحم صلى هللا تعأب عليو كسلم أفضل من إبراىيم
خليل هللا كموسى كليم هللا كعيسى ركح هللا كغّبىم من األنبياء كالرسل على نبينا كعليهم أفضل
الصبلة كالسبلـ.
قاؿ أبو ا٤بواىب التونسي رضي هللا تعأب عنو :كاحذركا من قولكم ذىب األكابر كالصادقوف
من الفقراء فإهنم ما ذىبوا حقيقة كإ٭با ىم ككنز صاحب ا١بدار ،كقد يعطي هللا من جاء ُب آخر
الزماف ما حجبو عن أىل العصر األكؿ ،فإف هللا تعأب قد أعطى دمحما ملسو هيلع هللا ىلص ما ٓب يعط األنبياء قبلو
ٍب قدمو ُب ا٤بدح عليهم اىػ.
إف استند إٔب أضل معذكر كإال فبل عذر لو إبنكار ما ال علم لو بو فسلم تسلم اىػ .قلت :كما
ٞبل من أنكر بلوغ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو ىذا ا٤بقاـ الذم ىو ا٣بتمية
الكربل الٍب ٓب يبلغها أحد من األكلياء إال ظنهم أف حصوؿ ىذا ا٤بقاـ ألحد بعد ا٤بشايخ
ا٤بتقدمْب ٩بنوع شرعا كمستحيل عقبل ككبل األمرين منتف كاعتقاد من اعتقد أف بلوغو رضي هللا
تعأب عنو ىذا ا٤بقاـ ال يصح ال يلزـ منو كوف معتقده ُب نفس األمر كذلك قد تقدـ أف الشيخ
الشعرا٘ب رضي هللا تعأب عنو قاؿ ُب العهود احملمدية :إف رد العلماء على
الصوفية ىو لدقة مدارؾ الصوفية عليهم ال غّب ،فبل يلوؾ من الرد عليهم فساد قو٥بم ُب نفس
األمر كما قاؿ الغزإب :كنا ننكر على القوـ أمورا حٌب كجدان ا٢بق معهم ،قاؿ تعأب{ :بل كذبوا
ٗبا ٓب ٰبيطوا بعلمو ك٤با ايهتم اتكيلو} كقاؿ تعأب{ :كإذ ٓب يهتدكا بو فسيقولوف ىذا إفك قدٙب}
ىو ٩با يؤيد قوؿ اإلماـ الغزإب قوؿ اإلماـ أيب القاسم ا١بنيد :كاف عندم كقفة ُب قو٥بم يبلغ
الذاكر ُب الذكر إٔب حد لو ضرب ابلسيف ٓب ٰبس إٔب أف كجدان األمر كما قالوا.
قلت :كلو شاء هللا تعأب لرزؽ ٝبيع إخواننا ا٤بؤمنْب مثل ما رزقنا ٫بن كٝبيع اإلخواف بفضلو من
اإلٲباف ٖبتمية ىذا ا٣بتم كالتصديق بربزخيتو كقبوؿ ما يربز منو من العلوـ كاالنتساب إٔب طريقتو
كالتعلق أبذايلو كلكنو تعأب ٤با ٓب يؤ٥بم لذلك صرفهم عن التصاريف كلو شاء هللا تعأب ألطلعهم
معرفة مقامو لكونو القطب ا٤بكتوـ كما تقدـ فظنوا أف ال مقاـ ٯباكز مقاماهتم فقل :كل على
قدر مقامو كرحم قوـ بتعليمهم مقاـ القطب ا٤بكتوـ كا٣بتم احملمدم ا٤بعلوـ ،فمنهم من عرؼ
عينو كانتسب إليو كمنهم من ال كٓب ينكر كاألمر بيده تعأب كما قاؿ جل كعبل{ :كلو شاء ربك
١بعل الناس أمة كاحدة كال يزالوف ٨بتلفْب إال من رحم ربك كلذلك خلقهم} كُب عرائس البياف:
{كلو شاء ربك ١بعل الناس أمة كاحدة} على سبيل كاحد من توحيده كمعرفتو كقربو كمشاىدتو،
كلكن حكمتو األزلية كعلمو القدٙب يغرقهم ُب طرؽ ا٤بعارؼ كأعطى كل كاحد منهم
سبيبل يسلك فيو من معرفة ذاتو كصفاتو ٝبيعا فيسّبكف إليو بسبيل الصفات كطرؽ معارؼ
الذات على حسب مذاقهم كمشارهبم ،فبعض ُب ا٤بعرفة كبعض ُب التوحيد كبعض ُب احملبة
كبعض ُب العشق كبعض ُب الشوؽ كبعض ُب اإلرادة كبعض ُب ا٢باالت كبعض ُب ا٤بعامبلت،
كال يشبو حاؿ ا٤بريدين حاؿ ا٤بتوسطْب كال حاؿ ا٤بتوسطْب حاؿ العارفْب كال حاؿ العارفْب حاؿ
األنبياء كا٤برسلْب كابختبلؼ قدر علومهم كمعرفتهم ٓب يرتفع االختبلؼ بينهم ،قاؿ هللا تعأب:
{كال يزالوف ٨بتلفْب} أم ُب األحواؿ كا٤بقامات كاألفعاؿ كاألقواؿ{ .
إال من رحم ربك} يبلغو إٔب مقاـ الغيبة عنو ُب ك٥بو ُب أنوار القدـ كفنائو ُب سطوات األزؿ
أيضا إال من يبلغو مقاـ الصحو كالتمكْب حٌب يطلع على الكل كال ٱبالفهم فيما ىم فيو ألنو ُب
مقاـ االتصاؼ كنعت التمكْب خارج عن التلوين كلذلك خلقهم أم طباعهم ٦ببولة ابختبلؼ
طرؽ ا٤بقامات كدرجات ا٢باالت كىذه سنة هللا تعأب جرت ُب ا١بميع ،قاؿ تعأب{ :قد علم كل
أانس مشرهبم} أىػ.
ككما قاؿ أيضا سبحانو كتعأب{ :لكل جعلنا منكم شرعة كمنهاجا كلو شاء هللا ١بعلكم أمة
كاحدة كلكن ليبلوكم ُب ما أاتكم فاستبقوا ا٣بّبات على هللا مرجعكم ٝبيعا فينبؤكم ٗبا كنتم فيو
ٚبتلفوف} قاؿ ُب العرائس :إف هللا تعأب جعل ُب ٕبار القدـ كالبقاء الشرائع ليورد األكراح
القدسية كمشارب القيود العارفة بو كسواقي العقوؿ الصادرة من نوره كلكل كاحد منها شرعة
من تلك البحار ،فلبعض شرعة العلم كلبعض شرعة القدرة ،كلبعض شرعة الصمدية ،كلبعض
قاؿ :كىذا معُب قولو تعأب{ :كلو شاء هللا ١بعلكم أمة كاحدة} يعِب شيوخا كأكابر بغّب ا٤بريدين
كالسالكْب كلكن ليبلوكم ُب ما أاتكم من ا٤بقامات الشريفة كاألصوؿ السنية كيف ٚبرجوف من
دعواكم ٕبقيقة عبوديٍب كٚبرجوف جواىر العلوـ من كتايب كحكمٍب .قاؿٍ :ب خاطبهم ٝبيعا
بقولو{ :فاستبقوا ا٣بّبات} عرفهم مكاف تقصّبىم أم ما أدركتم مِب ُب جنب ما عندم لكم
كقطرة ُب ٕبر سارعوا إٔب خّبات مشاىدٌب كٝبيل عطياٌب.
قاؿٍ :ب أفدىم ٩با كجدكا إٔب عْب جبلؿ بقولو{ :إٔب هللا مرجعكم ٝبيعا} أم إليو مرجعكم
الفتقاركم من مقاماتكم إليو لزايدة القربة كا٤بعرفة ،كىناؾ يظهر تفاضل درجاتكم كما غاب
عنكم من دقائق أسرارم كنودر لطائفي .قاؿ :كىذا معُب قولو تعأب{ :فينبؤكم ٗبا كنتم فيو
ٚبتلفوف} أىػ .قلت :كسيبْب غدا ُب احملشر تفاضل األكلياء كالعارفْب كالصديقْب كالؤلغواث
كتفاكت درجاهتم كمراتبهم إبظهار هللا الفاضل كٛبييزه ا٤بفضوؿ فيظهر عْب الفاضل كيعرؼ من
غّب نزاع كال خبلؼ ،كما أنو تعأب سّبفع كل أشكاؿ ُب ختمية شيخنا أٞبد بن دمحم
التجتِب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كيبْب أنو ىو القطب ا٤بكتوـ كالربزخ ا٤بختوـ كا٣بتم
احملمدم ا٤بعلوـ إذا اندل مناداي على صوتو يسمعو كل من ُب ا٤بوقف :اي أىل احملشر ىذا
قلت :كمن أتمل ىذا الكبلـ من ىذا العارؼ تفجر لو من ىذه اآلية الكرٲبة بعض األسرار الٍب
ٙبمل أكابر العارفْب فأحرل األكلياء على إنكار بعض ا٤براتب الٍب ينا٥با بعض األفراد منهم ألف
بعض مراتب أفراد الصديقْب ال شعور لبعض الصديقْب هبا كال شعور ألفراد الصديقْب ببعض
مراتب األغواث كال شعور لبعض األغواث ببعض مراتب جواىر األغواث كال شعور ٔبواىر
األغواث ببعض مراتب جواىر ا١بواىر الذين ىم برازخ ا١بواىر كال شعور لربازخ ا١بواىر ببعض
مراتب برزخ الربازخ ىو القطب ا٤بكتوـ كالربزخ ا٤بختوـ كا٣بتم احملمدم ا٤بعلوـ.
كاألسرار الٍب ٙبملهم على االختبلؼ كالنزاع كثّبة منها اختبلؼ ا٤بشارب كمنها تباعد مقامات
تلك ا٤بشارب كمنها إرادة تكفّب مشايخ ىذه األمة كإف كاف بعضهم كأاتبعهم أفضل من بعض
كأتباعهم ليكوف اختبلفهم رٞبة ٥با .قاؿ أبو يزيد البسطامي رضي هللا تعأب عنو :الطرؽ إٔب هللا
تعأب بعدد ا٣بلق لكن السعيد من ىدم إٔب طريق من تلك الطرؽ.
كمنها أف هللا تعأب غاير بينهم ابتبلء كمنها أنو فضل بعضهم على بعض إمتحاان كمنها غّبة هللا
تعأب على بعضهم من أف يطلع عليهم كعلى مقاماهتم غّبه تعأب كالقطب ا٤بكتوـ كالربزخ
ا٤بختوـ شيخنا كسيدان أٞبد بن دمحم التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو قبل ظهوره ،كمنها إرادة هللا
تعأب جعل أىل طريقة كل شيخ ٧بصورين بعدد معلوـ عنده ُب أزلو فلذلك ٰبجبهم عن معرفة
غّبه كمنها إرادتو تعأب تفضيل من شاء على من شاء فيخصهم بطريقة سيد األكلياء كابلتعلق بو
كالتمسك أبكراده كأذكاره كالتوجو إٔب هللا بتوجهاتو كالتأدب آبدابو
كاالنتظاـ ُب سلكو كالدخوؿ ُب زمرتو كاللحوؽ بدرجتو ك٦باكرتو ُب ا٤بلئ األعلى مع أصفيائو
كأحبتو كليجب مع من ٯبيب يوـ يدعو هللا تعأب كل أانس ابسم شيخهم كيدعوىم إٔب ٦باكرة
شيخهم ُب منزلتو قاؿ تعأب{ :يوـ ندعوا كل أانس إبمامهم} .قاتل ُب عرائس البياف بعد أف
تكلم بكبلـ ُب معا٘ب اآلية :كأيضا يدعو ا٤بريدين أب٠باء مشاٱبهم كيدعوىم إٔب مناز٥بم كليناؿ
منو ا٢بظ األكفر ٩با يناؿ منو أكالده الذين ىم أىل طريقتو ا٤بتمسكوف أبكراد كىو اللحوؽ
كقاؿ ُب العرائس أيضا :ىذا إذا كقع فطرة الذرية من العدـ سليمة طيبة طاىرة مستمدة لقبوؿ
معرفة هللا تعأب كٓب تتغّب من أتثّب صحبة األضداد لقولو عليو السبلـ" :كل مولود يولد على
الفطرة فأبواه يهودانو أك ينصرانو أك ٲبجسانو" فإذا بقيت على النعت األكؿ ككصل إليها فيض
مباشرة أ٢بق كٓب تتم عليها األحواؿ كاألعماؿ يوصلها هللا تعأب إٔب درجة آابئهم كأمهاهتم الكبار
من ا٤بؤمنْب إذ ىناؾ يتم أركاحهم كعقو٥بم كقلوهبم كمعرفتهم كعلمهم ابهلل تعأب عند كشف
مشاىدتو كبركز أنوار جبللو ككصالو.
قاؿ :ككذلك حاؿ ا٤بريدين عند العارفْب يبلغوف إٔب درجات كربائهم كشيوخهم ما آمنوا أبقوا٥بم
كقبلوا كبلمهم كما قاؿ ركٙب قدس هللا تعأب سره :من آمن بكبلمنا ىذا كراء سبعْب حجااب فهو
من أىلو .كقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص" :من أحب قوما فهو منهم" .كقاؿ سبحانو كتعأب{ :كمن يطع هللا
كالرسوؿ فأكلئك مع الذين أنعم هللا عليهم من النبيئْب كالصديقْب كالشهداء كالصا٢بْب} قاؿ:
كال تعجب من ذلك فإنو تعأب يبلغهم إٔب أعلى الدرجات.
قاؿ :فإذا كانوا ُب منازؿ الوحشة يصلوف إٔب الدرجات العلية فكيف ال يصلوف إليها ُب مقاـ
الوصلة .قلت :كإذا كاف األتباع يدعوىم هللا تعأب أب٠باء مشاٱبهم كيدعو أىل كل طريقة إٔب
منازؿ شيخهم كيلحقهم بدرجتو ظهر أبدٗب أتمل أف أتباع ختم األكلياء ا٤بختصْب بطريقتو
كمن ىنا كاف عواـ أىل طريقتنا األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية ا٢بنيفية التجانية أفضل من غّبىم
كما سيأٌب إف شاء هللا تعأب ،كٝبيع ما تقدـ إ٭با ىو ُب بعض األسرار الٍب حجب هبا بعض
الكمل منهم أف مقاـ ختمهم األكرب يفوؽ ٝبيع
األكلياء عن معرفة مراتب بعض مع معرفة ٌ
مقامات الوالية ،كاتفاقهم على أف ٝبيع األكلياء من كاف كمن سيكوف إٔب يوـ القيامة إ٭با
يستمدكف منو رضي هللا تعأب عنو كعنهم أٝبعْب كما تقدـ ذلك أكؿ الفصل.
كأما أىل الظبلـ كالغباكة كالضبللة كالطغياف فلم ٲبنعهم من التعلق بشيخنا أٞبد التجا٘ب رضي
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو مع ظهور فضلو كفضل طريقتو كفضل أىلها كظهور الشمس كقت
الظهّبة صيفا رضي هللا تعأب عنو كعنهم كأرضاىم كعنا بو إال الطرد عن رٞبة هللا تعأب كا٢برماف
كاللعن كالشقاكة كا٣بسراف.
خرجت مع سيدان دمحم الغإب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو ذات يوـ من ا٤بدينة ا٤بنورة
على ساكنها أفضل الصبلة كأزكى التسليم لزايرة شهداء أحد رضواف هللا تعأب عليهم ،فلما
فرغنا من زايرهتم كرجعنا قلت لو :اي سيدم أان أكرد عليك اعَباضات على شيخنا رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنا بو على تقدير أ٘ب منكر عليو كأعوذ ابهلل تعأب من ذلك ككن أنت ٦بيبا
عليها ،فقاؿ ٕب رضي هللا تعأب عنو :قل ما بدا لك .فشرعت ُب اإليراد كاالعَباض كىو رضي
هللا تعأب عنو يدفع اإليرادات كاالعَباضات كٰبل اإلشكاالت.
فلما قربنا من دخوؿ ا٤بدينة ا٤بنورة على ساكنها أفضل الصبلة كأًب التسليم قلت لو :اي سيدم
إ٘ب ال أزاؿ أتعجب ٩بن اطلع على فضل ىذا الشيخ كعلى فضل طريقتو رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو كعلى فضل أىلها كنظر إٔب جواىر ا٤بعا٘ب ككاف معو من لو اإلذف ا٣باص ُب
تلقْب أذكارىا كنظم من طلبها ُب سلسلة أتباعها ٍب تريث قدر ٢بظة كٓب يكن من زمرة أىلها،
كنظر إٕب فقاؿ ٕب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :تعجب مثلك من مثل ىذا أعجب
كأغرب عندم.
فقلتٓ :ب؟ فقاؿ ٕب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :أم ا٤بلل كالكتب كاألنبياء خّب
كأفضل؟ .قلت :اإلسبلـ كالقرآف كدمحم ملسو هيلع هللا ىلص .فقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو٤ :با بعث
اىػ .قلت :كال شك أهنم ٤با جهلوا مرتبة اإلسبلـ الذم ىو أشرؼ ا٤بلل كأفضلها كأرفعها
كأعبلىا كأعظمها عند هللا تعأب كجهلوا ما انطول عليو اإلٲباف من ا٤بنازؿ كا٤بقامات كالدرجات
كاألحواؿ كاألخبلؽ كاآلداب كاألنوار كاألسرار كأعرضوا عنو كطعنوا فيو كقالوا للمؤمنْب
استهزاء إف أنتم إال ُب ضبلؿ كبّب كما أخرب ربنا سبحانو كتعأب ككما قاؿ أيضا سبحانو كتعأب:
{كإذا رأكىم قالوا إف ىؤالء لضالوف} كقاؿ تعأب أيضا{ :كقاؿ الذين كفركا للذين آمنوا لو كاف
خّبا ما سبقوان إليو} ،ك٤با ٓب يشاىدكا من األنبياء كالرسل إال ىياكل
بشرية كعموا عن إدراؾ حقائقهم كاختصاصهم ٗبا خصوا بو من فناء حظوظهم فيهم كبقاء
أشباحهم كىياكلهم رٞبة للخلق قالوا ُب حق ٝبيعهم أهنم إ٭با هبم سحر أك جنوف كما قاؿ
تعأب{ :كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسوؿ اال قالوا ساحر اك ٦بنوف} كما قالوا ُب حق
نبينا ملسو هيلع هللا ىلص{ :اي أيها الذم نزؿ عليو الذكر إنك جملنوف}.
قاؿ ُب السراج ا٤بنّب :كذكر القرطيب أف ا٤بشركْب كانوا يقولوف للنيب ملسو هيلع هللا ىلص ٦بنوف بو شيطاف كىو
قو٥بم{ :اي أيها الذم نزؿ عليو الذكر إنك جملنوف} فأنزؿ هللا تعأب ردا عليهم كتكذيبا لقو٥بم:
{ما أنت بنعمة ربك بكاىن كال ٦بنوف} ك٤با جهلوا أمر القرآف كما انطول عليو من ٕبار عجائب
الربوبية كأخبار غرائب أسرار الصفة القدسية قالوا فيو{ :إف ىذا إال سحر يوثر إف ىذا إال قوؿ
حسرة من الشوؽ إليها لكن سبق ٥بم الشقاء األزٕب ٢بجبهم عن ٝباؿ أحوا٥بم كأنوار أسرارىم
كبقوا بظنوهنم ا٤بختلفة كقياساهتم الفاسدة ُب األشكاؿ كا٥بياكل كاحتجبوا عن رؤية األركاح
كطّباهنا ُب ا٤بلكوت كا١بربكت كتكربكا على أكلياء هللا من قلة معرفتهم بنفوسهم كمن قلة
إدراكهم فبل جرـ أف هللا يضلهم ٗبا يهدم بو أحبابو ،كيهلكهم بعْب ما يكرـ بو أصفيائو ،كما
قيل :إف بْب العبد كبْب هللا ٕبرينٕ :بر النجاة كٕبر ا٥ببلؾ قد يهلك ُب ٕبر النجاة خلق كثّب كما
قاؿ تعأب{ :يضل بو كثّبا كيهدم بو كثّبا} كقاؿ تعأب{ :كمنهم من
يستمع إليك كجعلنا على قلوهبم أكنة أف يفقهوه كُب آذاهنم كقرا} قاؿ تعأب{ :كاتل عليهم نبأ
الذم آتيناه آايتنا فانسلخ منها فأتبعو الشيطاف فكاف من الغاكين كلو شئنا لرفعناه هبا كلكنو
أخلد إٔب االرض كاتبع ىواه فمثلو كمثل الكلب إف ٙبمل عليو يلهث كإف تَبكو يلهث ذلك
مثل القوـ الذين كذبوا آبايتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكركف ساء مثبل القوـ الذين كذبوا
آبايتنا كأنفسهم كانوا يظلموف من يهدم هللا فهو ا٤بهتدم كمن يضلل فأكلئك ىم ا٣باسركف}
كقاؿ تعأب{ :كننزؿ من القرآف ما ىو شفاء كرٞبة للمومنْب كال يزيد الظا٤بْب إال
خسارا} كقاؿ تعأب{ :قل ىو للذين آمنوا ىدل كشفاء كالذين ال يومنوف ُب آذاهنم كقر كىو
عليهم عمى} كقاؿ تعأب{ :كإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقوؿ أيكم زادتو ىذه إٲباان فأما
الذين آمنوا فزادهتم إٲباان كىم يستبشركف كأما الذين ُب قلوهبم مرض فزادهتم رجسا أب رجسهم
كماتوا كىم كافركف} كقاؿ تعأب{ :كليزيدف كثّبا منهم ما أنزؿ إليك من ربك طغياان ككفرا} فقد
ظهر ٩با تقدـ أف هللا سبحانو كتعأب يهدم بشيء أقواما كيضل بو آخرين ،كيسعد بشيء أقواما
كيهلك بو آخرين كاألنبياء كالرسل صلوات هللا كسبلمو على ٝبيعهم ككتبهم
كنبينا دمحم ملسو هيلع هللا ىلص كالقرآف كدين اإلسبلـ فإف ٝبيع ما ذكر خّب كلو ال شر فيو لكنو تعأب ٓب يوفق
من أراد ىبلكهم بتصريف األنبياء كالرسل كأتباعهم كفركا ابلرسل كأعرضوا عنهم فكاف ىبلكهم
ُب ذلك فذلك حاؿ األكلياء مع من عاصرىم كمن أيٌب بعدىم .كإذا فهمت ىذا اي أخي فاعلم
كفقنا هللا كإايؾ ٤با ٰببو كيرضاه أف القطب ا٤بكتوـ كالربزخ ا٤بختوـ كا٣بتم احملمدم ا٤بعلوـ شيخنا
كسيدان ككسيلتنا إٔب ربنا الشيخ أٞبد بن دمحم الشريف ا٢بسِب التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو
قلت :كافقو الشيخ عبد القادر بنفسو رضي هللا تعأب عنو .كُب كتابو ذكر مناقبو ككاف يقوؿ
رضي هللا تعأب عنو :أان ٕبر ال ساحل لو ،أان دليل الوقت اىػ .ككافقو كثّب من األئمة األعبلـ،
قاؿ ابن ابديس رضي هللا تعأب عنو ُب سينيتو ا٤بسماة ابلنفحات القدسية :كاب١بيلي فابدأ فذلك
قطبهم *** كمنو استمدكا ُب اإلضافة كالقبس ٍب ٛبادل على مدحو رضي هللا تعأب عنو إٔب أف
قاؿ :فأضحى أمّب األكلياء بعصره *** لو ا٢بكم كالتصريف ُب ا٤بنح كا٢ببس قاؿ شارحو
ا٤بعركؼ أبٞبد بن دمحم ا٤بعركؼ اببن ا٢باج :أشار ُب ىذا البيت إٔب أف ىذا
الشيخ صار ُب كقتو إماـ األكلياء يقتدكف بو كسيدىم يرجعوف إليو ُب ما ٰبتاجوف إليو من
األمور ،كأف هللا تعأب كاله عليهم كحكمو فيهم كصرفو ُب شؤكهنم اىػ .كُب الكتاب السابق سئل
الشيخ عقيل ا٤بنبجي رضي هللا تعأب عنو يوما :من القطب ُب ذلك الوقت؟ فقاؿ :ىو ُب كقتنا
ىذا ٗبكة ٨بفي ال يعرفو إال األكلياء كسيظهر ىنا ػ كأشار إٔب العراؽ ػ فٌب أعجمي شريف يتكلم
على الناس ببغداد يعرؼ كراماتو ا٣باص كالعاـ كىو قطب كقتو يقوؿ :قدمي ىذا على رقبة كل
كٕب هلل تعأب أىػ.
كفيو :ككاف الشيخ أبو الربكات بن صخر األموم رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :أخذ الشيخ عبد
كقاؿ الشيخ أٞبد زركؽ ُب أتسيس القواعد :إثبات ا٢بكم للذات ليس كإثباتو بعوارض
الصفات فقولو عليو الصبلة كالسبلـ ":سلماف منا أىل البيت" التصافو ٗبجامع النسب الدينية
حٌب لو كاف اإلٲباف منوطا ابلثراي ألدركو .كقد قيل ُب قولو عليو الصبلة كالسبلـ ":األقربوف أكٔب
اب٤بعركؼ" يعِب إٔب هللا تعأب إذ ال توارث بْب ملتْب فلمعترب أىل النسب الديِب كفرعو ٦بد دائم
إف انضاؼ إٔب الطيِب كاف لو مؤكدا فبل نلحق رتبة صاحبو ٕباؿ كبذا أجيب عن قوؿ الشيخ أيب
دمحم عبد القادر رٞبو هللا تعأب :قدمي ىذه على رقبة كل كٕب هلل ُب
زمانو ألنو ٝبع من علوم النسب كشرؼ العبادة كالعلم ما ٓب يكن لغّبه من أىل كقتو أىػ .قلت:
قد أخرب٘ب بعض من لقي الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أنو رجع يوما من ا٤بسجد
يوـ ا١بمعة إٔب بيتو فلما بلغ ابب بيتو جلس كحولو ٝباعات فقاؿ :ا٢بمد هلل الذم بلغِب ُب
ىذا الوقت مرتبة الشيخ عبد القادر ا١بيبل٘ب كزاد٘ب على ما أعطاه أربعْب مقاما .كقاؿ رضي هللا
تعأب عنو كأرضو كعنا بو :أعطا٘ب هللا ُب السبع ا٤بثا٘ب ما ٓب يعطو إال لؤلنبياء.
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :إف هللا أعطا٘ب ما ٓب يعطو ألحد من الشيوخ أبدا فضبل
منو كجودا ببل استحقاؽ شيء عليو بل ُب سابق علمو قضى بذلك فللو ا٢بمد كمزيد الشكر.
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أعطا٘ب هللا تعأب الشفاعة ُب أىل عصرم من حْب
كالدٌب إٔب حْب ٩باٌب .كعن تلميذه األكرب كخادمو األشهر العارؼ األطهر أيب ا٢بسن سيدم
ا٢باج علي حرازـ ابلراده جامع جواىر ا٤بعا٘ب :إف هللا أعطى للشيخ الشفاعة ُب أىل عصره من
حْب كالدتو إٔب حْب ٩باتو كزايدة عشرين سنة بعد كفاتو.
قلت :كقد أخرب٘ب سيدم دمحم الغإب أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو توُب عاـ
يشكر 1231من ا٥بجرة النبوية على صاحبها أفضل الصبلة كأًب السبلـ كعلى ىذا فكل
مؤمن لو اليوـ كىو عاـ ألف كمائتْب كإحدل كستْب من ا٥بجرة النبوية على صاحبها أفضل
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :إف ٝبيع األكلياء يدخلوف زمرتنا كأيخذكف أكرادان
كيتمسكوف بطريقتنا من أكؿ الوجود إٔب يوـ القيامة حٌب اإلماـ ا٤بهدم رضي هللا تعأب عنو إذا
قاـ آخر الزماف أيخذ عنا كيدخل زمرتنا بعد ٩باتنا كانتقالنا إٔب دار البقاء .كقاؿ رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنا بو :لو ٕبت ٗبا علمنيو هللا تعأب ألٝبع أىل العرفاف على قتلي.
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو يتحدث ألصحابو ٗبا أنعم هللا تعأب عليو كتفضل :بعد
البسملة كا٢بمدلة كالصبلة كالسبلـ على رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يليو إعبلمكم أف فضل هللا ال حد لو
كأف الفضل بيد هللا يوتيو من يشاء كأقوؿ لكم أف مقامي عند هللا تعأب ُب اآلخرة ال يصلو أحد
من األكلياء كال يقاربو من كرب شأنو كال من صغر كأف ٝبيع األكلياء من عصر الصحابة إٔب النفخ
ُب الصور ليس فيهم من يصل مقامنا كال يقاربو لبعد مرامو عن ٝبيع العقوؿ كصعوبة مسلكو
على أكابر الفحوؿ كٓب أقل لكم ذلك حٌب ٠بعتو منو صلى
هللا عليو كسلم ٙبقيقا .كليس ألحد من الرجاؿ أف يدخل كافة أصحابو ا١بنة بغّب حساب كال
حٌب لقي هللا تعأب .كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص أخربه بقولو عليو
الصبلة كالسبلـ :بعزة ريب يوـ اإلثنْب كيوـ ا١بمعة ٓب أفارقك فيهما من الفجر إٔب الغركب كمعي
سبعة أمبلؾ ككل من رآؾ ُب اليومْب تكتب ا٤ببلئكة ا٠بو ُب كرقة من ذىب كيكتبونو من أىل
ا١بنة.
كقد أخرب٘ب بعض من لقيو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أنو ما تنزؿ إٔب إفادة ا٣بلق بعدما
أخربه ملسو هيلع هللا ىلص بذلك إال بعد قولو للنيب ملسو هيلع هللا ىلص :إف كنت اباب لنجاة كل عاص مسرؼ على نفسو تعلق
يب فنعم كإال فأم فضل ٕب فقاؿ لو ملسو هيلع هللا ىلص :أنت ابب لنجاة كل عاص تعلق بك كحينئذ طابت
نفسو لذلك أىػ.
قلت :كمن أىم ما ينبغي ذكره ليتنبو لو كل موفق الدائرة العظيمة الٍب أكقع هللا تعأب فيها ىذا
الشيخ العظيم كأىل طريقتو كحزبو الصميم كيتبْب لكل انظر ُب ىذا احملل أنو ال ينكر فضلو
رضي هللا تعأب عنو كعلى ٝبيع األكلياء كفضل أىل طريقتو على غّبه من أىل سائر الطرؽ كال
يستغربو إال من غفل عن ىذه الدائرة العظيمة كجهل أهنا ىي دائرة طريقو كفيها يسبح أىلها
ككاف مسجوان ُب سجن عقلو جاىبل بسعة فضل ربو ككونو ٨بتارا فيفضل من يشاء كيعطي من
يشاء ال يسأؿ عما يفعل فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء
الطريق :اعلم أف هلل سبحانو كتعأب دائرة تسمى الدائر ة الفضلية كتلك الدائرة مكنوزة من كراء
خطوط الدكائر الٍب ىي دكائر األمر كالنهي كا١بزاء خّبا أك شرا كاالعتبارات كاللوازـ
كا٤بقتضيات فإف ىذه الدائر ىي دكائر عموـ ا٣بلق كتلك الدائرة الفضلية ىي دائر اختصاصو
كاصطفائو سبحانو كتعأب فيضعها ٤بن يشاء من خلقو كىذه الدكائر جعلنا سبحانو كتعأب عنده
فيضها فائض من ٕبر ا١بود الكرـ ال يتوقف فيضها على كجود سبب كال شرط كال زكاؿ مانع
بل األمر فيها كاقع على اختصاص مشيأتو فقط كال يبإب ٗبن كاف فيها كُب العهود أـ ال
كمن ٕبرىا تفضل عليو موالان رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ابلكنز ا٤بطلسم الذم ىو خاص بو ملسو هيلع هللا ىلص كٗبقامو
كمن ٕبرىا تفضل عليو كموالان رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص اب٣بريدة الفريدة الٍب ىي خاصة بو ملسو هيلع هللا ىلص كمن ٕبرىا
تفضل عليو كموالان رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص إبطبلقو رضي هللا تعأب عنو ُب إعطاء ٝبيع أكراده من االسم
األعظم الكبّب كما دكنو ٤بن شاء كمعها ٩بن شاء ككذا ٝبيع من قدمو الشيخ رضي هللا تعأب عنو
ُب إعطائها كمن قدمو من قدمو ىكذا األمر إٔب أف يرث هللا تعأب األرض كمن
عليها ككاف يقوؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :ىذا عطاؤان فامنن أك امسك بغّب حساب
كمن ىنا يعلم كل من لو أدٗب علم كمعرفة أف أىل طريقة ا٣بتم احملمدم أفضل من غّبىم
منهم ما يناسب حالو كمقامو كقابليتو كاستعداده كاف أىل طريقتو أفضل من غّبىم ببل ريب
كسيأٌب ُب فصل فضائل ا٤بتعلقْب بو الذم ىو الثامن كالثبلثوف من ىذا الكتاب طرؼ من ىذا
ا٤بعُب كقد أكدعها ُب فصل سبب تسمية طريقتنا ىذه الطريقة األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية
ا٢بنيفية التجانية ما ينبو هبذا ا٤بعُب على فضل أىلها على غّبىم بعضو على طريق التصريح
كبعضو على طريق اإلشارة كالرمز كقولو :فلنذكر ىنا بعض ألفاظ أذكار ىذه الطريقة لئلشارة إٔب
أهنا بلغت الغاية القصول ُب الفضل كأف مرتبة أىلها ال يبلغها غّبىم ٕباؿ ما
كأهنا أٞبدية على التحقيق فنقوؿ :اللهم صل على سيدان دمحم إٔب قولو :حٌب ٢بظة سكو٘ب كىذا
ُب غّب األذكار البلزمة للطريقة فإهنا ال ٛبنع ٩بن قبل شركطها على أم حالة كانت كما تقدـ،
كُب ىذه الدائرة الفضلية قاؿ موالان جل كعبل{ :ما يود الذين كفركا من اىل الكتاب كال
ا٤بشركْب أف ينزؿ عليكم من خّب من ربكم كهللا ٱبتص برٞبتو من يشاء كهللا ذك الفضل
العظيم} كقاؿ{ :قل اف الفضل بيد هللا يوتيو من يشاء كهللا كاسع عليم ٱبتص برٞبتو من يشاء
كهللا ذك الفضل العظيم} كقاؿ{ :يستبشركف بنعمة من هللا كفضل} كقاؿ{ :ككاف فضل هللا
عليك عظيما} كقاؿ{ :أـ ٰبسدكف الناس على ما آاتىم هللا من فضلو} كقاؿ{ :كاسألوا هللا من
فضلو} كقاؿ{ :كمن يطع هللا كالرسوؿ فأكلئك مع الذين أنعم هللا عليهم من النبيئْب كالصديقْب
كالشهداء كالصا٢بْب كحسن أكلئك رفيقا ذلك الفضل من هللا} كقاؿ{ :فسوؼ ايٌب هللا بقوـ
آمنوا ابهلل كاعتصموا بو فسيدخلهم ُب رٞبة منو كفضل} كقاؿ حكاية عن سيدان يوسف عليو
السبلـ{ :ذلك من فضل هللا علينا كعلى الناس كلكن أكثر الناس ال يشكركف} كقاؿ{ :كلوال
فضل هللا عليكم كرٞبتو ما زكا منكم من احد ابدا} كقاؿ{ :كلوال فضل هللا عليكم كرٞبتو ُب
الدنيا كاالخرة ٤بسكم فيما أفضتم فيو عذاب عظيم} كقاؿ{ :إف فضلو كاف عليك كبّبا}
كقاؿ{ :قل فبفضل هللا كبرٞبتو فبذلك فليفرحوا ىو ٩با ٯبمعوف} كقاؿ{ :إف الذين يتلوف كتاب
هللا كأقاموا الصبلة كأنفقوا ٩با رزقناىم سرا كعبلنية يرجوف ٘بارة لن تبور ليوفيهم أجورىم
كيزيدىم من فضلو} كقاؿ{ :كقالوا ا٢بمد هلل الذم أذىب عنا ا٢بزف إف ربنا لغفور شكور الذم
أحلنا دار ا٤بقامة من فضلو} كقاؿ{ :لئبل يعلم أىل الكتاب أال يقدركف على شيء من فضل
هللا كأف الفضل بيد هللا يوتيو من يشاء كهللا ذك الفضل العظيم} كقاؿ{ :كآخرين منهم ٤با
يلحقوا هبم كىو العزيز ا٢بكيم ذلك فضل هللا يوتيو من يشاء كهللا ذك الفضل العظيم}.
كركل البخارم عن ابن عمر قاؿ٠ :بعت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كىو قائم على ا٤بنرب يقوؿ :إ٭با بقاؤكم
فيمن سلف قبلكم من األمم كما بْب صبلة العصر إٔب غركب الشمس أعطي أىل التوراة التوراة
فعملوا هبا حٌب تنصف النهار ٍب عجزكا فأعطوا قّباطا قّباطاٍ ،ب أعطي أىل اإل٪بيل اإل٪بيل
فعملوا بو حٌب صبلة العصر ٍب عجزكا فأعطوا قّباطا قّباطاٍ ،ب أعطيتم القرآف فعملتم بو حٌب
غربت الشمس فأعطيتم قّباطْب قّباطْب ،قاؿ أىل التوراة كاإل٪بيل :ربنا ىؤالء أقل عمبل كأكثر
أجرا ،قاؿ :ىل ظلمتم من أجركم شيئا؟ قالوا :ال ،قاؿ:
فذلك فضلي أؤتيو من أشاء كُب ركاية :فغضبت اليهود كالنصارل كقالوا :ربنا ،ا٢بديث.
كاألحاديث الدالة على ىذه الدائرة كثّب جدا كإ٭با نبهنا على ىذه الدائرة مع أننا قد أكدعنا ُب
الفصوؿ ا٤بتقدمة ما ينفر كل من لو أدٗب عقل كبصّبة من اإلنكار لكوف غرضنا ُب ىذا الكتاب
سد ابب اإلنكار على السادات األخيار .قاؿ تعأب{ :إف ُب ذلك لذكرل ٤بن كاف لو قلب اك
القى السمع كىو شهيد} كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
كقد جاءت أحاديث ُب أعماؿ الرب تقتضي ذلك أيضا كا٢بج فقد ثبت فيو أحاديث تقتضي
تكفّبه للذنوب الكبائر كالصغائر فاختلف ُب ذلك العلماء ،فقاؿ قوـ :إف كل ما جاء ُب ذلك
إ٭با ىو ُب الصغائر كإهنا مقيدة ٕبديث "ما اجتنبت الكبائر" ا٤بخرج ُب الصحيحْب إٔب أف قاؿ:
كحكى ابن العريب كغّبه على ذلك اإلٝباع كأف الكبائر كإ٭با تكفر ابلتوبة .قاؿ ابن دقيق العيد:
كفيو نظر .كقاؿ الشيخ زركؽ ُب شرح الرسالة بعد نقلو :كفيو نظر .كظواىر األحاديث تقتضي
خبلؼ ذلك سيما حديث "أف هللا غفر ألىل عرفة كضمن عنهم التبعات" كىو حديث صحيح
اىػ.
كصرح قوـ ٔبواز تكفّب الكبائر كالصغائر ابألعماؿ الصا٢بة بفضل هللا تعأب منهم ابن ا٤بنذر
فيما نقلو كٕب الدين العراقي ُب تكملة شرح التقريب لوالده كأبو نعيم األصبها٘ب فيما نقلو ابن
حجر ُب شرح فتح البارم مفسرا بو حديث الَبمذم كغّبه" :من قاؿ أستغفر هللا العظيم الذم
ال إلو إال ىو ا٢بي القيوـ كأتوب إليو غفرت لو ذنوبو كإف كاف فر من الزحف" كمشى على ذلك
ُب كتاب الرضا من فتح البارم أيضا ككذلك السيوطي ُب الكبلـ على حديث مسلم :من قتل
السنوسي ُب تكملو الكماؿ كأقره كنقل القوؿ بذلك ابن التْب الصفاقسي ُب شرح البخارم
كالبدر الدماميِب ُب حواشيو ككذا قاؿ بذلك أيضا ابن عرفة ُب ما نقلو عنو السيد الشريف
السلوم كالبسيلي ُب تقييدٮبا ُب التفسّب كقد ألف ُب ىذه ا٤بسألة الشيخ أبو العباس أٞبد اباب
أقيت كنقل نصوص األئمة ا٤بسلمْب كلهم كغّبىم ٍب قاؿ :كأقوؿ الذم يتبادر للفهم كيظهر
للنظر ىو القوؿ الثا٘ب كىو جواز غفراف الكبائر كالصغائر ببعض األعماؿ ا٤بقبولة بفضل هللا
تعأب ألمور أحدىا ما ثبت من قواعد أىل السنة كأصو٥بم أف هللا تعأب بفضلو ككرمو
سبب لنجاة من شاء لعباده العاصْب عمبل صا٢با يعملو كقوال طيبا يقولو من أم أنوع الطاعات
سيما الٍب جاءت األخبار أهنا تكفر الذنوب اثنيها ما قالو األئمة أف ظواىر الشرع ىي ا١بادة
عند اختبلط اآلراء كاشتباؾ األقواؿ إف ٓب ٚبالف األدلة العقلية كال شك أف ما جاء ُب
األحاديث من تكفّب األعماؿ للذنوب كثّب جدا ٕبيث ال ٰبيط هبا أحد ٍب ذكر ٝباعة الفواُب
ا٣بصاؿ ا٤بكفرة ٤با تقدـ كما أتخر من الذنوب من حفاظ ا٤بتأخرين ٍب قاؿ :كليس رد ٝبيع
األحاديث الواردة ُب ذلك ٕبديث ":ما اجتنبت الكبائر " كا٢بكم عليها ابلتقييد بو
بينا سيما منها ما ال ٲبكن تقييده بو ٍب ذكر أحاديث كثّبة ٩با ال ٲبكن تقييده ٍب إٔب غّبىا من
األحاديث ُب ا٤بعُب الٍب لو تتبعت ١باء منها أكراؽ عدة بعضها صحيح كبعضها ضعيف كال
ٲبكن تقييدىا ٕبديث " :ما اجتنبت الكبائر " أصبل ألهنا صرٰبة ُب تكفّب الكبائر صراحة ال
تقبل التقييد ٍب ذكر أتكيل حديث "ما اجتنبت الكبائر " ٍب ذكر كجودىا أخر ُب تقوية ىذا
القوؿ الثا٘ب ذكر ُب خامسها ما جاء ُب ركاايت كثّبة عن الصا٢بْب كتواتر ُب رؤيتهم خلقا من
الناس ُب ا٤بناـ بعد موهتم فتذكر كل أحد أنو غفر لو بسبب عمل خاص كقد كاف
كا٤بتأخرة ،كقبل الشركع ُب إيراد ا٢بديث فقد أردت أف أذكر شيئا من كبلـ األئمة ىناؾ ُب
جواز كقوع ذلك ،فمن ذلك أف األئمة رضي هللا تعأب عنهم تكلموا على قولو ملسو هيلع هللا ىلص ُب أىل بدر
"أف هللا تعأب اطلع عليهم كقاؿ :اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" اب١بزـ ،كالركاية األخرل:
"لعل هللا" كقولو :اعملوا للتكرٙب ،كا٤براد أف كل عمل عملو البدرم ال يؤاخذ بو .كقيل أف
أعما٥بم السيئة تقع مغفورة كأهنا ٓب تقع .كقيل أهنم ٧بفوظوف فبل تقع منهم سيئة.
ك٩با يدخل ُب ىذا ا٤بعُب ما كرد ُب صوـ يوـ عرفة فإنو يكفر ذنوب سنتْب ا٤باضية كا٤بستقبلة
فهو داؿ على كجود التكفّب قبل كقوع الذنب .كمن ذلك ما أخرجو ابن حباف ُب صحيحو عن
التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :عن أنس كاف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ؼ 6م مسّبه فقاؿ:
استغفركا فاستغفران فقاؿ :أٛبوىا سبعْب مرة فأٛبمناىا فقاؿ رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو
كسلم":ما من عبد كال أمة استغفر هللا سبعْب مرة إال غفر لو سبع مائة ذنب كقد خاب عبد أك
أمة عمل ُب يوـ كليلة أكثر من سبع مائة ذنب " ركاه ابن أيب الدنيا كالبيهقي كاألصبها٘ب.
كركل أبو داككد ُب سننو كالطربا٘ب ُب كتاب الدعاء كأبو يعلى كابن مردكيو عن أيب الدرداء
رضي هللا تعأب عنو أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ":أات٘ب آت من ريب فقاؿ{ :من يعمل سوء أك يظلم
نفسو ٍب يستغفر هللا ٯبد هللا غفورا} رحيما كقد كانت شقت عليهم اآلية الٍب قبلها من يعمل
سوء ٯبز بو فأردت أف أبشر أصحايب قاؿ :قلت اي رسوؿ هللا كإف زٗب كإف سرؽ ٍب استغفر غفر
لو؟ قاؿ :نعم قلت اي رسوؿ هللا :كإف زٗب كإف سرؽ ٍب استغفر غفر لو؟ قاؿ :نعم ٍب قلت :اي
رسوؿ هللا كإف زٗب كإف سرؽ؟ قاؿ :نعم على رغم أنف عوٲبر ٍب قاؿ
كعب بن ذىل :كأان رأيت أاب الدرداء يضرب أنف نفسو .كركل بن جرير كابن ا٤بنذر من طريق
عن ابن عباس ُب قولو تعأب{ :كمن يعمل سوء أك يظلم نفسو ٍب يستغفر هللا ٯبد هللا غفورا
رحيما} قاؿ :أخرب هللا عباده ٕبلمو كعفوه ككرمو كسعة رٞبتو كمغفرتو فمن أذنب ذنبا صغّبا
,اخرج البزار عن أيب ىريرة عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص " :قاؿ هللا تبارؾ كتعأب عمودا من نور بْب يدم
العرش فإذا قاؿ العبد ال إلو إال هللا اىتز ذلك العمود فيقوؿ هللا تبارؾ كتعأب :اسكن فيقوؿ
كيف أسكن كٓب تغفر لقائلها؟ فيقوؿ قد غفرت لو فيسكن عند ذلك .كعن أنس قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص " :إذا قاؿ العبد ا٤بسلم ال إلو إال هللا خرقت السماكات حٌب تقف بْب يدم هللا عز كجل
فيقوؿ هللا عز كجل :اسكِب فتقوؿ :كيف أسكن كٓب تغفر لقائلها فيقوؿ هللا عز كجل :ما
أجريتها على لسانو إال كقد غفرت لو ركاه أبو منصور
الديلمي ُب مسند الفردكس ،قولو خرقت أم قطعت كجاكزت .كُب الفردكس عن أيب سعيد
قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم":مكتوب على ابب ا١بنة ال إلو إال هللا ال أعذب
من قا٥با " .كعن عمر قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":إ٘ب ألعلم كلمة ليقو٥با عبد حقا من قلبو
فيموت على ذلك إال حرـ هللا جسده على النار ركاه ا٢باكم.
كركل الطربا٘ب ُب كتاب الدعاء عن عبد الرٞبن بن ٠برة قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":رأيت رجبل
من أمٍب انتهى إٔب أبواب ا١بنة فغلقت األبواب دكنو فجاءت شهادة أف ال إلو إال هللا فأخذت
بيده كأدخلتو ا١بنة " .كعن ابن عمر قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":ليس على أىل ال إلو إال هللا
كحشة ُب قبورىم كال منشرىم ككأ٘ب أنظر إٔب أىل ال إلو إال هللا كىو ينفضوف الَباب عن
رؤكسهم كيقولوف ا٢بمد هلل الذم أذىب عنا ا٢بزف ".
كُب ركاية ":ليس على أىل ال إلو إال هللا كحشة عند ا٤بوت كال عند القبور " ركاه الطربا٘ب
كالبيهقي .كركل أبو منصور الديلمي كقاؿ متصل اإلسناد عن أيب ىريرة قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص ":حضر ملك ا٤بوت رجبل فنظر ُب كل عضو من أعضائو فلم ٯبد لو حسنة ٍب شق عن قلبو
فلم ٯبد شيئا ٍب فك ٢بييو فوجد طرؼ لسانو الصقا ٕبنكو يقوؿ ال إلو إال هللا فقاؿ :كجبت
يتوجو شيء من كبلمهم إلينا ألان ال أنمن من مكر هللا ككيف أنمن كعدـ األمن من مكر هللا
تعأب شرط الزـ ُب طرقتنا ىذه كمن خالف كأمن ينسلخ عنها كال ٲبوت إال كافرا كالعياذ ابهلل
تعأب أنظر الفصل الثا٘ب كالثبلثْب من ىذا الكتاب ا٤ببارؾ إف قيل بقي عليك إيراداف األكؿ :من
مقتضى كبلـ شيخكم أنو علم أنو مأموف العاقبة كإف عاقبتو ال تتغّب كالوٕب ال يبلغ ذلك ا٤بقاـ.
الثا٘ب :إان نرل ٩بن أحب الشيخ التجا٘ب كأىل طريقتو كأكراده كٓب تر فيهم الوالية كذلك يدؿ
على أف ما قيل :كل من أحبو كأخذ طريقتو ال ٲبوت حٌب يكوف كليا قطعا ابطل .قلت :كىذاف
اإليراداف مردكداف على موردٮبا كداالف على أنو من ا١بهلة ألف ساداتنا األكلياء كالعلماء نصوا
على أف الوٕب قد يكوف مأموف العاقبة كأنو ال تتغّب عاقبتو كقد يعلم ذلك كعلى أف الوٕب ال
يشَبط ُب كونو كليا أف يعلم أنو كٕب بل ٯبوز أف يعلم الوٕب أنو كٕب كقد ٯبهلو ،كقد يشَبط أيضا
ُب كونو كليا أف تكوف لو كرامة ظاىرة كإذا كاف الوٕب نفسو ٯبهل
أنو كٕب فكيف ٰبكم بعدـ كاليتو غّبه أنو كٕب .قاؿ اإلماـ أبو القاسم القشّبم رضي هللا تعأب
عنو ُب رسالتو :كاختلف أىل ا٢بق ُب الوٕب ىل ٯبوز أف يعلم أنو كٕب أـ ال ،فكاف اإلماـ أبو
فإذا علم بعضهم أنو كٕب كانت معرفتو كرامة لو انفرد هبا كليس كل كرامة لوٕب ٘بب أف تكوف
تلك بعينها ١بميع األكلياء ،بل لو ٓب تكن للوٕب كرامة ظاىرة ٓب يقدح عدمها بكونو كليا ٖببلؼ
األنبياء فإنو ٯبب أف تكوف ٥بم معجزات ألف النيب مبعوث إٔب ا٣بلق فللناس حاجة إٔب معرفة
صدقو كال يعلم إال اب٤بعجزة كبعكس ذلك حاؿ الوٕب فإنو ليس بواجب على ا٣بلق كال على
الوٕب أيضا العلم أبنو كٕب كالعشرة من أصحابو صدقوا رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فيما أخربىم بو من أهنم
من أىل ا١بنة.
قلت :ككذا شيخنا كسيدان ككسيلتنا إٔب ربنا أٞبد بن دمحم رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو
صدؽ الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص فيما أخربه بو من أنو ىو كٝبيع أحبابو كأىل طريقتو من أىل ا١بنة ،ك٫بن
معاشر الفقراء األٞبدية احملمدية التجانية صدقنا كذلك كهلل ا٢بمد .قاؿ اإلماـ أبو القاسم
القشّبم رضي هللا تعأب عنو :كقوؿ من قاؿ :ال ٯبوز ذلك ألنو ٱبرجهم من ا٣بوؼ فبل أبس أف
ٱبافوا تغّب العاقبة ،كالذين ٯبدكف ُب قلوهبم من ا٥بيبة كالتعظيم كاإلجبلؿ للحق سبحانو يزيد
كيرقى على كثّب من ا٣بوؼ ،كقاؿ بعد كبلـ :ٯبوز أف يكوف
من جهة كرامات كٕب أف يعلم أنو مأموف العاقبة كأنو ال تتغّب عاقبتو فتلحق ىذه ا٤بسألة ٗبا
ذكران أف الوٕب ٯبوز أف يعلم أنو كٕب اىػ .كُب اإلبريز :أف ابن العريب ا٢باٛبي هنع هللا يضر قاؿ ُب
الفتوحات ا٤بكية ُب الباب الرابع كالستْب كثبلٜبائة :أف الوٕب إذا نزؿ عليو ا٤بلك فقد أيمره
ابالتباع كٱبربه بصحة حديث ضعفو العلماء ،كقد ينزؿ عليو ابلبشرل من هللا تعأب كأنو من أىل
السعادة كاألماف كما قاؿ تعأب٥{ :بم البشرل ُب ا٢بياة الدنيا كُب اآلخرة} اىػ.
كقاؿ الشيخ الشعرا٘ب ُب كشف ا٢بجاب كالراف على كجو أسئلة ا١باف :كسألو٘ب :أٲبا أفضل
األكلياء عندكم؟ من كاف كثّب الكرامة أك من كاف قليلها ،فأجبتهم :الفضيلة ٥با جهتاف :جهة
تتعلق ابلوٕب كجهة تتعلق أبىل عصره ،فجهة الوٕب ُب نفسو أف يكوف على الكتاب كالسنة ال
ٱبرج عنهما قيد شرب ،كأما جهة أىل عصره فإنو كلما كثر تكذيبهم لو كثرت كرامتو ،فأكثر
األكلياء كرامة من كثر تكذيب قومو لو ،كأقلهم كرامة من كثر تصديق قومو لو ،ألف الرسوؿ إ٭با
كقاؿ ُب فرائد الفوائد :كقد يفَبقاف يعِب ا٤بعجزة كالكرامة أيضا ُب أف داللة ا٤بعجزة على النبوة
قطعية كأف النيب يعلم أنو نيب ،كالكرامة ظنية كال يعلم مظهرىا أك من ظهرت على يده أنو كٕب.
كقد قاؿ القشّبم :الذم نقوؿ بو جواز علم الوٕب بواليتو كتكوف معرفتو تلك كرامة ظاىرة ُب
حقو إذا أطلعو هللا تعأب على ما كىبو كىذا ىو الراجح كعليو ٝباىّب العلماء .قاؿ ابن فورؾ:
ال ٯبوز أف يعلم أنو كٕب ألف ذلك يسلبو ا٣بوؼ كيوجب لو األمن فهذا مذىب ضعيف ألف من
كاف ابهلل تعأب أعرؼ كاف من هللا تعأب أخوؼ.
كقاؿ ابن مغزاؿ ذلك كفاقا أليب علي الدقاؽ كأيب القاسم القشّبم كردا على من انزع ُب ذلك
أبنو يناُب ا٣بوؼ ألف التحقيق أف علم الوالية ال يناُب ا٣بوؼ ،أال ترل أف العشرة ا٤ببشرين
اب١بنة عا٤بوف أبهنم من أىلها مع ذلك كاف عندىم من ا٣بوؼ ما ال ٰبد اىػ .قلت :كمع ٝبيع ما
تقدـ فإان نطمع برٞبة من رٞبتو سبقت الغضب كفيض من ال ٱبص من طلب ك٫بن كإف كنا
لسنا أىبل ألف نرحم فربنا الكرٙب أىل ألف يرحم فكيف ال كقد قوم رجاؤان بقولو تعأب{ :قل
كُب السراج ا٤بنّب عند قولو تعأب{ :إف هللا ال يظلم مثقاؿ ذرة كإف تك مثقاؿ حبة يضاعفها}
كعن أيب عثماف النهدم أنو قاؿ أليب ىريرة :بلغِب عنك أنك تقوؿ٠ :بعت رسوؿ هللا صلى هللا
عليو كسلم يقوؿ ":إف هللا تعأب يعطي عبده ا٤بؤمن اب٢بسنة الواحدة ألف حسنة قاؿ أبو ىريرة:
بل ٠بعتو يقوؿ ":إف هللا تعأب يعطي عبده ا٤بؤمن ألفي أؼ حسنة ٍب تبل ىذه اآليةٍ .ب قاؿ ُب
السراج :كيؤٌب أم يعطي صاحب ا٢بسنة من لدنو أم من عند هللا تعأب سبيبل التفضل زائدا
على ما كعد ُب مقابلة العمل أجرا عظيما أم عطاء جزيبل أىػ.
كمن أتمل ىذا علم أنو ال ينكر ما سنذكره ُب الفصل الذم بعد ىذا الفصل إال من جهل سعة
فضل هللا تعأب ككيف ال ٫بسن ظننا كقد أعلمنا أنو ال يعطي عبدا من عباده األماف ظن بو تعأب
إف خّبا فخّب كإف شرا فشر ٍب أمر ٕبسن الظن بو بقولو كما ُب ا٢بديث القدسي :أان عند ظِب
يب فليظن يب خّبا " .كُب البحر ا٤بوركد ُب ا٤بواثيق كالعهود للشيخ الشعرا٘ب رضي هللا تعأب عنو:
أخذ علينا العهود أف ٫بسن ظننا ُب هللا عز كجل كال نسيء الظن بو كلو فعلنا من معاصي أىل
اإلسبلـ ما فعلنا كاعلم اي أخي أف حسن الظن ابهلل تعأب ىو ٧بط رحاؿ
األكلْب كاآلخرين كلذلك ختمنا بو عهود ىذا الكتاب ا٣باص اب٤بريدين ،كقد حث ا٢بق عز
كجل على حسن الظن بو بقولو ُب ا٢بديث القدسي " :أان عند ظن عبدم يب فليظن يب خّبا "
كا٤براد بو العبد ا٤بسلم دكف الكافر ابإلٝباع كُب ا٢بديث بشرل عظيمة من هللا عز كجل ألف ُب
الظن نوع ترجيح إٔب جانب العلم الشامل لذلك الظن ا٣بّب أك الشر كلكن ا٢بث تعأب ما كقف
ىنا ألف رٞبتو عز كجل سبقت غضبو بل قاؿ سبحانو كتعأب معلما لعباده" فليظن يب خّبا "
بصيغة األمر فكل مسلم ٓب يظن ابهلل تعأب خّبا فقد عصى أمره سبحانو كتعأب كجهل ما
براؽ أعمالك إٔب ا١بنة فعل ،كإف ظننت بو أنو ال ٰباسبك على شيء كال يسألك عن تقصّب
فعل ،كإف ظننت بو أنو يثبت قدميك على الصراط كال يوقعك ُب انر جهنم فعل ،كإف ظننت بو
أنو يدخلك ا١بنة برٞبتو كيعطيك فيها ما ال عْب رأت كال أذف ٠بعت كال خطر على قلب بشر
فعل فا٢بمد هلل رب العا٤بْب اىػ كبلـ الشعرا٘ب رضي هللا تعأب عنو.
انظر أخي رٞبك هللا تعأب كأتمل مناسبة ىذا الكبلـ ٗبا سَباه مذكورا ُب الفصل الذم بعد ىذا
الفصل كأتملو راشدا تعلم أنو ال ينكر ما فيو إال احملركموف بسوء ظنهم برهبم كسوء أدهبم بنبيهم
كسوء أدهبم أبكلياء هللا تعأب كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ُب فضل ا٤بتعلقْب بو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أبم كجو من كجوه التعلقات كما أعد
هللا تعأب ٥بم ،كفضل األذكار البلزمة للطريقة ،كما أعد هللا لتاليها على اإلٝباؿ.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم اي أخي كفقنا هللا تعأب كإايؾ
٤با ٰببو كيرضاه أف أىل ىذه الطريقة األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية ا٢بنيفية التجانية ٧ببوبوف
مقبولوف على أم حالة كانوا ما ٓب ينسلخوا عنها كٓب يلبسوا حلة األماف من مكر هللا تعأب .كقد
أخرب٘ب سيدم دمحم الغإب رضي هللا تعأب عنو أف كاحدا من أصحاب الشيخ رضي هللا تعأب عنو
كاف جالسا ُب مسجد من مساجد فاس صاهنا هللا تعأب من كل أبس ككاف ٔبانبو كاحد من
الفقهاء فقاؿ لصاحب الشيخ رضي هللا تعأب عنو :إنكم تعمركف
ا٤بساجد أببدانكم كال تعمركهنا بقلوبكم فقاؿ لو صاحب الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه
كعنا بو٫ :بن ٧ببوبوف مقبولوف على أم حالة كنا فخاؼ من ىذه القولة كرجع إٔب الشيخ رضي
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو خائفا كجبل مشفقا على نفسو كذكر لو القصة كلها ،فقاؿ لو رضي
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :نعم أنتم ٧ببوبوف مقبولوف على أم حالة كنتم ،فهبل قلت لو٫ :بن
٧ببوبوف مقبولوف على أم حالة كنا على رغم أنوفكم.
كقد تقدـ أف بعض من لقيو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أخرب٘ب أنو رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو ما تنزؿ إلفادة ا٣بلق بعدما أمره جده رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص بذلك إال بعد قولو للنيب
ملسو هيلع هللا ىلص :إف كنت اباب لنجاة كل عاص مسرؼ على نفسو تعلق يب فنعم كإال فأم فضل ٕب؟ فقاؿ لو
ملسو هيلع هللا ىلص :أنت ابب لنجاة كل عاص تعلق بك كحينئذ طابت نفسو لذلك.
كأخرب٘ب سيدم دمحم الغإب أبو طالب الشريف ا٢بسِب التجا٘ب أنو سأؿ الشيخ التجا٘ب رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنا بو عن سبب الفضل الذم كاف ُب أذكاره ،فقاؿ لو رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو :ألجل انتهى .كىذا ظاىر لكل من عرؼ هللا تعأب أكقعو ُب دائرة الفضيلة الٍب
تقدـ ذكرىا كعرؼ أهنا دائرة أىل طريقتنا ،كإذا فهمت ىذا اي أخي فاعلم كفقِب هللا كإايؾ لنيل
الوجود كعلم الشهود سيدان كموالان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص يقظة ال مناما كأكثر تلك األمور ال ٰبل ذكره كال
إفشاؤه كال يرل كال يعرؼ إال ُب اآلخرة .كذكر رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو منها جلة
كافية يستبشر هبا ا٤بعتقد على رغم أنف ا٤بنتقد ،فلذلك أرادان أف نذكر منها ىنا ما يسعنا ذكره
ك٭بسك عن ما ينبغي كتمو ،فالٍب رأينا أف نذكر منها تسعا كثبلثْب فضيلة ،أربعة عشر منها
ٙبصل ١بميع من تعلق بو ابلتسليم كاالعتقاد كتعظيمو ك٧ببتو كترؾ االعَباض عليو كاالنتقاد
كحبة أىل طريقتو كاحَبامهم كتعظيمهم كعدـ إذايتهم،
كالبقية ٱبتص هبا أىل طريقتو ا٤بتمسكوف أبكراده .فلنبدأ ابلقسم األكؿ فنقوؿ :األكٔب أف جده
ملسو هيلع هللا ىلص ضمن ٥بم أف ٲبوتوا على اإلٲباف كاإلسبلـ ،كالثانية أف ٱبفف هللا تعأب عنهم سكرات ا٤بوت،
كالثالثة ال يركف ُب قبورىم إال ما يسرىم ،كالرابعة أف يؤمنهم هللا تعأب من ٝبيع أنواع عذابو
كٚبويفو كٝبيع الشركر من ا٤بوت إٔب ا٤بستقر ُب ا١بنة ،كا٣بامسة أف يغفر هللا تعأب ٥بم ٝبيع
ذنوهبم ما تقدـ منها كما أتخر ،كالسادسة أف يؤدم هللا تعأب عنهم ٝبيع تبعاهتم كمظا٤بهم من
خزائن فضلو عز كجل ال من حسناهتم،
كالسابعة أف ال ٰباسبهم هللا تعأب كال يناقشهم كال يسأ٥بم عن القليل كالكثّب يوـ القيامة،
كالثامنة أف يظلهم هللا تعأب ُب ظل عرشو يوـ القيامة ،كالتاسعة أف ٯبيزىم هللا تعأب على الصراط
أسرع من طرفة عْب على كواىل ا٤ببلئكة ،كالعاشرة أف يسقيهم هللا تعأب من حوضو ملسو هيلع هللا ىلص يوـ
القيامة ،كا٢بادية عشرة أف يدخلهم هللا تعأب ا١بنة بغّب حساب كال عقاب ُب أكؿ الزمرة األكٔب،
كالثانية عشرة أف ٯبعلهم هللا تعأب مستقرين ُب ا١بنة ُب عليْب من جنة الفردكس كجنة عدف
كسبب ضمانو ملسو هيلع هللا ىلص كل ما ذكر رضي
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو ٤با رأل ما صدر لو من جده ملسو هيلع هللا ىلص من احملبة كصرح لو هبا تذكر
أصحابو كمن كصلو إحساهنم كأىل طريقتو ككتب كتااب كطلب فيو لنفسو ك٥بم كلغّبىم ٩بن ال
أطيل بذكرىم ٝبيع ىذه ا٤بطالب كجعلو ُب يد رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ،فلما نظر ملسو هيلع هللا ىلص إٔب ا٤بكتوب أجاب
أبنو ملسو هيلع هللا ىلص ضمن لو ٝبيع ما طلب ،كقد طلب ٝبيع ىذه ا٤بطالب أيضا منو ملسو هيلع هللا ىلص بغّب كتاب
مشافهة كضمن لو ملسو هيلع هللا ىلص ٝبيع ما طلب.
ضماان يوصلِب كٝبيع الذين ذكرهتم ُب ىذا الكتاب لكل ما طلبت من هللا ٕب ك٥بم ُب ىذا
الكتاب كالسبلـ .فأجاب ملسو هيلع هللا ىلص بقولو الشريف :كل ما ُب ىذا الكتاب ضمنتو لك ضماان ال
يتخلف عنك كعنهم أبدا إٔب أف تكوف أنت كٝبيع من ذكرت ُب جوارم ُب أعلى عليْب
كضمنت لك ٝبيع ما طلبت ضماان ال يتخلف عليك الوعد فيو كالسبلـ.
ٍب قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كىذا كلو كقع يقظة ال مناما ٍب قاؿ :أنتم كٝبيع األحباب ال
ٙبتاجوف إٔب رؤيٍب إ٭با من ٰبتاج إٔب رؤيٍب من ٓب يكن حبيبا كال أخذ عِب ذكرا كال أكلت طعامو
كأما ىؤالء فقد ضمنهم ٕب ببل شرط رؤية مع زايدة أهنم معي ُب عليْب كال ظاف أف عليْب كعموـ
ا١بنة على حد سواء بل النسبة بينهما أف لو خرجت حبة عنب أك غّبىا من الثمار الٍب ُب ا١بنة
األكٔب إٔب الدنيا فضبل عن ا٢بور العْب ألطفأت نور الشمس كلو خرجت حبة عنب أك غّبىا
من ا١بنة الثانية إٔب األكٔب ألطفأت ٝبيع أنوارىم كفتنتهم كىكذا إٔب أف
ذكرا سبعة رضي هللا تعأب عنو كالفردكس ىي السابعة كعليوف فوؽ الفردكس كلو خرجت حبة
عنب أك غّبىا إٔب الفردكس ألطفأت ٝبيع أنوارىم كفتنتهم عن كل ما عندىم كعليوف مقاـ
األنبياء كأكابر األكلياء من ىذه األمة كمن اىتدل من األمم السابقة من غّب نبوة من عداىم
كاستقرارىم فيها كأما من رآ٘ب فقط فغايتو أف يدخل ا١بنة بغّب حساب كال عقاب كال مطمع لو
ُب عليْب إال أف يكوف ٩بن ذكرهتم كىم أحبابنا كمن أحسن إلينا كمن أخذ عنا ذكرا فإنو يستقر
ُب عليْب معنا كقد ضمن ٥بم ىذا بوعد صادؽ ال خلف فيو إال أ٘ب استثنيت من عادا٘ب بعد
احملبة كاإلحساف فبل مطمع لو ُب ذلك فإف كنتم متمسكْب ٗبحبتنا فأبشركا ٗبا أخربتكم بو فإنو
كاقع ١بميع األحباب قطعا ،كالثالثة عشر :أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص ٰبب كل من كاف ٧ببا لو رضي هللا تعأب
عنو ،كالرابعة عشرة :أف ٧ببو هنع هللا يضر ال ٲبوت حٌب
يكوف كليا قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :قد أخرب٘ب سيد الوجود ملسو هيلع هللا ىلص أف كل من
أحبِب فهو حبيب للنيب ملسو هيلع هللا ىلص كال ٲبوت حٌب يكوف كليا قطعا ،كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه
كعنا بو :قاؿ ٕب سيد الوجود أنت من اآلمنْب كمن أحبك من اآلمنْب أنت حبييب كمن أحبك
حبييب ككل من أخذ كردؾ فهم ٧برر من النار .كقاؿ هنع هللا يضر :أبشركا أف كل من كاف ُب ٧ببتنا إٔب
أف مات عليها يبعث من اآلمنْب على أم حالة كاف ما ٓب يلبس حلة األماف من مكر هللا.
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كأما من كاف ٧ببا كٓب أيخذا الورد فبل ٱبرج من الدنيا
حٌب يكوف من األكلياء .فلنجعل ىذا آخر القسم األكؿ كنشرع ُب ما اختص بو أىل طريقتو
ا٤بتمسكوف أبذكاره فنقوؿ :كا٣بامسة عشر أف أبوم آخذم كرده كأزكاجو كذريتو يدخلوف ا١بنة
بغّب حساب كال عقاب مع أف أحدا منهم ٓب يكن لو تعلق بو بوجو من كجوه التعلقات كإ٭با انلوا
ىذا الفضل العظيم كا٣بّب ا١بسيم بسبب ىذا اآلخذ ا٤بتمسك أبذكاره اللهج هبا قاؿ رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كمن أخذ عِب الورد ا٤بعلوـ الذم ىو الزـ
للطريقة أك عن من أذنتو يدخل ا١بنة ىو ككالداه كأزكاجو كذريتو ا٤بنفصلة عنو كال ا٢بفدة ببل
حساب كال عقاب بشرط أال يصدر منهم سب كال بغض كال عداكة كيداكـ ٧ببة الشيخ ببل
انقطاع إٔب ا٤بمات ككذا مداكمة الورد إٔب ا٤بمات ٍب قاؿ رضي هللا تعأب عنو :قلت لرسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص ىذا الفضل ىل ىو خاص ٗبن أخذ عِب الذكر مشافهة أك ىو لكل من أخذه كلو بواسطة؟
فقاؿ ٕب :كل من أذنتو كأعطى لغّبه فكأ٭با أخذ عنك مشافهة كأان ضامن ٥بم كىذا الفضل
أىػ .قلت :ك٥بذا صار أىل طريقتو صحابيْب هبذا ا٤بعُب حٌب قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ُب حقهم مثلما قاؿ ُب
الصحابة رضي هللا تعأب عنهم إذ قاؿ لشيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو يقظة ال
مناما :قل ألصحابك ال يؤذك٘ب إبذاية بعضهم بعضا ،كقاؿ ُب حق الصحابة رضواف هللا تعأب
عليهم " :ال تؤذك٘ب ُب أصحايب " أك كما قاؿ.
كالثامنة عشر أف كل من يؤذيهم فإنو يؤذم النيب ملسو هيلع هللا ىلص كذلك أف كمحاكرة كقعت بْب رجلْب من
أصحابو فأمر أف يصلحوا بينهما فورا ٍب أخرب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :أنو كقع ٕب
األمر ابلصلح بينهما من النيب ملسو هيلع هللا ىلص كاخربه عليو الصبلة كالسبلـ أبنو يؤذيو ملسو هيلع هللا ىلص ما يؤذم
أصحابو رضي هللا تعأب عنهم.
كالتاسعة عشر أف اإلماـ ا٤بهدم ا٤بنتظر أخ ٥بم ُب الطريقة قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا
بو :أف ٝبيع األكلياء يدخلوف زمرتنا كأيخذكف أكرادان كيتمسكوف بطريقتنا من أكؿ الوجود إٔب
يوـ القيامة حٌب اإلماـ ا٤بهدم إذا قاـ آخر الزماف أيخذ عنا كيدخل زمرتنا بعد ٩باتنا كانتقالنا
إٔب دار البقاء أىػ.
رضي هللا تعأب عنو .ا٤بوفية عشرين أف أىل طريقتو كلهم أعلى مرتبة من أكابر األقطاب قاؿ
هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :ال مطمع ألحد من األكلياء ُب مراتب أصحابنا حٌب األقطاب األكابر ما
عدا أصحاب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص .كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :لو اطلع أكابر
األقطاب على ما أعد هللا تعأب ألىل ىذه الطريقة لبكوا كقالوا :اي ربنا ما أعطيتنا شيئا.
كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كليس ألحد من الرجاؿ أف يدخل كافة أصحابو ا١بنة
بغّب حساب كال عقاب كلو عملوا من الذنوب ما عملوا كبلغوا من ا٤بعاصي ما بلغوا إال أان
كحدم ككراء ذلك ما ذكر ٕب فيهم كضمنو ملسو هيلع هللا ىلص أمر ال ٰبل ذكره كال يرل كال يعرؼ إال ُب
اآلخرة .كُب بعض الرسائل كقاؿ قدس هللا تعأب ركحو :إف هللا تعأب أعطا٘ب يعِب لو كألصحابو
ما ٓب يعطو ألحد من الشيوخ كال يعطيو ألحد من بعدىم أبدا فضبل منو كجودا ببل استحقاؽ
شيء عليو سبحانو بل ُب سابق أزلو قضى بذلك فلو ا٢بمد كمزيد الشكر
كهللا يرزؽ من يشاء بغّب حساب .كقد أخرب٘ب سيدم دمحم الغإب رضي هللا تعأب عنو :أف الشيخ
رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :قاؿ يوما ُب ٦بلسو من كاف ٰببِب هلل تعأب كلرسولو فليحبِب
كمن كاف ٰببِب لغرض فباهلل الذم ال إلو إال ىو أان عامي صرؼ ٓب يكن ٕب شيء كغافلو سيدم
دمحم الغإب حٌب قبل رجلو كقاؿ :مرحبا ابلعامي الصرؼ الذم فاؽ أصحابو أكابر األقطاب
فأجابو الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو بقولو :نعم كأم شيء ُب ذلك عند هللا تعأب.
قلت :كال عجب أف يكوف غّب ا٤بفتوح عليو ُب الدنيا أكمل كأكرب ُب اآلخرة من ا٤بفتوح عليو
ُب الدنيا .كُب اإلبريز :ك٠بعتو يعِب القطب عبد العزيز بن مسعود الدابغ هنع هللا يضر يقوؿ :شأف الفتح
عجيب كأمره كلو غريب ككم من عبد هلل ٧ببوب عند هللا تعأب ٲبنعو هللا سبحانو من الفتح رٞبة
بو كذلك أف ُب الفتح أمورا إذا شاىدىا ا٤بفتوح عليو قبل أف تطيب ذاتو كأف تصل ففي ساعة
ىذه :فقراؤؾ فقرائي كتبلميذؾ تبلميذم كأصحابك أصحايب ،فعلم ملسو هيلع هللا ىلص أف بْب أصحابو ملسو هيلع هللا ىلص
كبْب أصحاب ىذا الشيخ هنع هللا يضر مناسبة اتمة كبتلك ا٤بناسبة كانوا عند هللا تعأب أكرب من أكابر
العارفْب كاألغواث كإف كانوا ُب الظاىر من ٝبلة العواـ .قلت :كشواىد ىذا ُب الشرع ال
ٙبصى ،قاؿ تعأب{ :مثل الذين ينفقوف أموا٥بم ُب سبيل هللا كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ُب كل
سنبلة مائة حبة كهللا يضاعف ٤بن يشاء} كقاؿ تعأب{ :ليلة القدر خّب من ألف شهر}.
كا٢بادية كالعشركف أف ُب األذكار البلزمة للطريقة صيغة من صيغ االسم األعظم قد من هللا
تعأب علي ٗبعرفتها على يد سيدم دمحم الغإب ك٫بن ُب ا٤بدينة ا٤بنورة على ساكنها أفضل الصبلة
كأزكى السبلـ كىذه الصيغة ليست بصيغة االسم األعظم الكبّب الٍب ىي خاصة بو ملسو هيلع هللا ىلص ،كمن
أخذ ىذه الصيغة بسند متصل لو نصف ثواب الكبّب.
قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :أف الفضل ا٤بذكور ُب االسم الكبّب خاص ابلصيغة الٍب
ىي خاصة بو ملسو هيلع هللا ىلص كال يلقنها كال أيذف فيها إال القطب ا١بامع ،كأما غّبىا من صيغ االسم ففيها
النصف من ثواب الكبّبٍ ،ب قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كىذا الفضل الكبّب لكل من أخذ صيغة
من صيغ االسم األعظم بسند متصل ،كأما من عثر عليو ُب كتاب أك غّبه كذكره من غّب إذف
كالرابعة كالعشركف أف لكل كاحد من أصحابو فرد فرد حظا من ثواب االسم األعظم الكبّب
الذم ىو دائرة اإلحاطة كلو ٓب يعرؼ االسم فضبل عن ذكره كذلك أنو رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو مهما ذكر كلمة من كل ذكر على اإلطبلؽ ذكر معو سبعوف ألف ملك كذكر
كل ملك بسبعة آالؼ كلمة كل كلمة بعشر حسنات كقد تفضل سيدان رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه هببة ىذا الفضل العظيم ألصحابو كذلك ُب شهر هللا ٝبادل الثانية سنة ثبلث عشرة
كمائتْب كألف رزقنا هللا تعأب من ذلك حظا كأجرا ٗبحض فضلو آمْب.
كا٣بامسة كالعشركف أهنم ينالوف من ثواب األذكار العالية من االسم األعظم الكبّب كما دكنو ما
ال ينالو من أكابر العارفْب كاألقطاب قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه بعد ذكره ثواب األقطاب
الذين كانوا قبلو من ذكر االسم األعظم كثواب أىل طريقتو من ذكرىم االسم األعظم كمن
ذكرىم الكنز ا٤بطلسم :كلعلك ترل أف ما ُب مراتب القطب من قبلنا يقل دكنو ثواب الواحد
من أصحابنا ُب االسم األعظم كذلك من قلة التأمل كإذا أتملت ثواب القطب من قبل ىذا
الوقت مع ثواب مرة كاحدة من أصحابنا ابف لك أف ثواب القطب من قبلنا ابلنسبة إٔب ثواب
مرة كاحدة من ذكر كاحد من أصحابنا كنقطة ُب البحر احمليط ك٤با قيل لو رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بوِ :ب انلوا ذلك؟ قاؿ :من أجلي .قلت :كسره يظهر ُب قولو ملسو هيلع هللا ىلص لو رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كفقراؤؾ فقرائي كتبلميذؾ تبلميذم كأصحابك أصحايب فعلم صلى
هللا عليو كسلم أف بْب أصحابو ملسو هيلع هللا ىلص كبْب أصحاب ىذا الشيخ رضي هللا تعأب عنو مناسبة اتمة
كلتلك ا٤بناسبة كانوا عند هللا من األكابر كإف كانوا ُب الظاىر من ٝبلة العواـ.
كالسادسة كالعشركف أف هللا تعأب يعطيهم من عمل كل عامل تقبل هللا تعأب منهم أكثر من مائة
ألف ضعف ٩با يعطي صاحب ذلك العمل قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كل من
كقاؿ عكرمة :إف ذلك لقوـ موسى كإبراىيم عليهما السبلـ كأما ىذه األمة فلهم ما سعوا كما
سعى ٥بم غّبىم ٤با يركل أـ امرأة رفعت صبيا ٥با فقالت :اي رسوؿ هللا أ٥بذا حج؟ فقاؿ :نعم
كلك أجر .كقاؿ رجل للنيب ملسو هيلع هللا ىلص :إف أمي أنسلت نفسها فهل ٥با أجر إف تصدقت عنها؟ قاؿ:
نعم .قاؿ الشيخ تقي الدين أبو العباس أٞبد بن تيمية :من اعتقد أف اإلنساف ال ينتفع إال
بعملو فقد خرؽ اإلٝباع كذلك ابطل من كجوه كثّبة أحدىا أف اإلنساف ينتفع بدعاء غّبه كىو
انتفاع بعمل الغّب اثنيها كاثلثها أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص يشفع
ألىل ا٤بوقف ُب ا٢بساب ٍب ألىل ا١بنة ُب دخو٥با ٍب ألىل الكبائر ُب ا٣بركج من النار كىذا
انتفاع بسعي الغّب رابعها أف ا٤ببلئكة يدعوف كيستغفركف ٤بن ُب األرض كذلك منفعة بعمل الغّب
خامسها أف هللا تعأب ٱبرج من النار من ٓب يعمل خّبا قط ٗبحض رٞبتو كىذا انتفاع بغّب عملهم
سادسها أف أكالد ا٤بؤمنْب يدخلوف ا١بنة بعمل آابئهم كذلك انتفاع بعمل الغّب سابعها قاؿ تعأب
ُب القصة الغبلمْب اليتيمْب{ :ككاف أبوٮبا صا٢با} فانتفعا بصبلح أبيهما كليس من سعيهما
اثمنها أف ا٤بيت ينتفع ابلصدقة عنو كابلعتق بنص السنة كاإلٝباع
الغّب اثلث عشرىا أف اإلنساف تربأ ذمتو من ديوف ا٣بلق إذا قضاىا قاض عنو كذلك انتفاع
بعمل الغّب رابع عشرىا أف من عليو تبعات كمظآب إذا حلل منها سقطت عنو كىذا انتفاع بعمل
الغّب خامس عشرىا أف ا١بار الصاّب ينفع ُب احمليا كا٤بمات كما جاء ُب األثر كىذا انتفاع بعمل
الغّب سادس عشرىا أف جليس أىل الذكر يرحم هبم كىو ٓب يكن ٯبلس لذلك بل ٢باجة عرضت
لو كاألعماؿ ابلنيات فقد انتفع بعمل غّبه .سابع عشرىا الصبلة على ا٤بيت كالدعاء لو ُب
الصبلة انتفاع للميت بصبلة ا٢بي عليو كىو عمل غّبه.
اثمن عشرىا أف ا١بمعة ٙبصل ابجتماع العدد ككذلك ا١بماعة بكثرة العدد ىو انتفاع البعض
ابلبعض .اتسع عشرىا أف هللا تعأب قاؿ لنبيو ملسو هيلع هللا ىلص{ :كما كاف هللا ليعذهبم كأنت فيهم} كقاؿ
تعأب{ :كلوال رجاؿ مؤمنوف كنساء مؤمنات} كقاؿ تعأب{ :كلوال دفاع هللا الناس بعضهم
ببعض} فقد دفع هللا تعأب العذاب عن بعض الناس بسبب بعض كذلك انتفاع بعمل الغّب.
عشركهنا أف صدقة الفطر ٘بب على الصغّب كغّبه ٩بن ٲبونو الرجاؿ ينتفع بذلك من ٱبرج عنو
كال سعي لو.
ا٢بادم كالعشركف أف الزكاة ٘بب ُب ماؿ الصيب كاجملنوف كيثاب على ذلك كال سعي لو .كمن
أتمل العلم كجد من انتفاع اإلنساف ٗبا ٓب يعملو ما ال يكاد ٰبصى فكيف تؤكؿ اآلية على
خبلؼ صريح الكتاب كالسنة كإٝباع األمة أىػ كبلـ صاحب السراج .كالثانية كالعشركف أف من
آحادىا من إذا رآه شخص كل يوـ االثنْب أك يوـ ا١بمعة فإف الرائي يدخل ا١بنة بغّب حساب
كال عقاب كراثة أٞبدية ٘بانية .قلت :قد تقدـ أ٘ب رأيت ُب يد الشيخ رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو حلة من نور كقاؿ ٕب :من رآىا يدخل ا١بنة ٍب ألبسِب إايىا.
منو ال ٙبكم عليو ُب شيء .كالثامنة كالعشركف أف أكثرىم ٰبصل لو ُب كل يوـ فضل زايرتو
صلى هللا تعأب عليو كسلم ُب ركضتو الشريفة كزايرة ٝبيع أكلياء هللا تعأب كالصا٢بْب من أكؿ
الوجود إٔب كقتو .قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :أعطا٘ب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص صبلة تسمى
ٔبوىرة الكماؿ من ذكرىا اثنٍب عشرة مرة كقاؿ :ىذه ىدية مِب إليك اي رسوؿ هللا فكأ٭با زاره
ُب ركضتو الشريفة ككأ٭با زار أكلياء هللا تعأب كالصا٢بْب من أكؿ الوجود إٔب كقتو.
كالتاسعة كالعشركف أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص كا٣بلفاء األربعة ٰبضركف مع أىل ىذه الطريقة كل يوـ .قاؿ
رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ :أف من قرأىا سبعا فأكثر ٰبضره صلى
هللا تعأب عليو كسلم كا٣بلفاء األربعة ما داـ يذكرىا .قلت :قد من هللا تعأب على إخواننا ُب
التجانية منشؤىا ا٢بقيقة احملمدية .كا٢بادية كالثبلثوف أف ٥بم من هللا تعأب لطفا خاصا هبم.
أخرب٘ب سيدم دمحم الغإب أبو طالب الشريف ا٢بسِب الذم قاؿ لو جده سيد الوجود سيدان دمحم
ملسو هيلع هللا ىلص :من نظر إٔب كجهك غفر هللا تعأب لو أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو قاؿ
من هللا تعأب لطفا خاصا هبم بعد لطفو العاـ ٥بم كلغّبىم ،كلذلك قاؿ رضي
ألىل ىذه الطريقةٌ :
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :أف صاحيب ال أتكلو النار كلو قتل سبعْب ركحا إذا اتب بعدىا.
كالثانية كالثبلثوف أف كل من ٓب ٰبَبمهم ككاف يؤذيهم طرده هللا تعأب عن قربو كسلبو ما منحو
كذلك أنو ملسو هيلع هللا ىلص يغار ألىل ىذه الطريقة غّبة خاصة كما كاف ملسو هيلع هللا ىلص يغار ألصحابو ،ألف أىلها
فقراؤه كتبلميذه كما أف الصحابة رضواف هللا تعأب عليهم كذلك ،كلذا قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص لو رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :إذا أمر أصحابك أبصحايب فليزكركىم فقط كأما غّبىم من األكلياء
فبل كذلك كلو لشدة اعتنائو أبىلها ألجل حبيبو ككلده الذم قاؿ لو :أنت كلدم حقا كقاؿ لو:
أنت حبييب كمن أحبك حبييب
كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص لبعض أصحبو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :أنت ابن ا٢ببيب كدخلت ُب
طريقة ا٢ببيب كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ٤بن أرسلو إٔب الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو يقظة ال مناما:
قل ٢ببييب التجا٘ب .كلشدة ٧ببتو ملسو هيلع هللا ىلص فيو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أخربه أف كل من
أحبو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو ال ٲبوت حٌب يكوف كليا كضمن صلى هللا تعأب عليو
كسلم لو هنع هللا يضر أف كل من سبو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كداكـ على ذلك ال ٲبوت إال
كافرا.
ُب ذكر فضل األذكار البلزمة للطريقة على التفصيل كدالئلها ُب الكتاب كالسنة كإٝباع األمة.
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف االستغفار من أىم
األبواب الٍب يعتُب هبا كٰبافظ على العمل هبا ،قاؿ ٰبٓب بن معاذ رضي هللا تعأب عنو :ليس
بعارؼ من ٓب يكن غاية أملو من هللا العفو.
كقاؿ ابن كىب :من عظمة ذنوب نفسو ٓب يطمع ُب الرضا ككاف غاية أملو أف يطمع ُب العفو
كمن كملت معرفتو ٓب بر نفسو إال ُب ىذه ا٤بنزلة .كقاؿ الشيخ أبو ا٢بسن الشاذٕب رضي هللا
كإذا فهمت ىذا فاعلم أف اآلايت كاألحاديث قد حضت على االستغفار ،أما اآلايت فكثّبة
منها قولو تعأب{ :ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا كقنا عذاب النار الصابرين كالصادقْب كالقانتْب
كا٤بنفقْب كا٤بستغفرين ابألسحار} كقولو تعأب{ :كلو اهنم إذ ظلموا أنفسهم جاؤكؾ فاستغفركا
هللا كاستغفر ٥بم الرسوؿ لوجدكا هللا توااب رحيما} كقولو تعأب{ :كمن يعمل سوء أك يظلم نفسو
ٍب يستغفر هللا ٯبد هللا غفورا رحيما} كقولو تعأب{ :كما كاف هللا معذهبم كىو يستغفركف} كقولو
تعأب حكاية عن نوح عليو السبلـ{ :فقلت استغفركا ربكم إنو
كاف غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا كٲبددكم أبمواؿ كبنْب كٯبعل لكم جنات كٯبعل لكم
أهنارا} كقولو تعأب{ :فاعلم أنو ال إلو إال هللا كاستغفر لذنبك كللمومنْب كا٤بومنات كهللا يعلم
متقلبكم كمثواكم} كقولو تعأب{ :سارعوا إٔب مغفرة من ربكم كجنة عرضها السماكات كاألرض
أعدت للمتقْب الذين ينفقوف ُب السراء} إٔب أف قاؿ{ :كالذين إذا فعلوا فاحشة أك ظلموا
أنفسهم ذكركا هللا فاستغفركا لذنوهبم} كقولو تعأب{ :فسبح ٕبمد ربك كاستغفره إنو كاف توااب}
كآلايت ُب االستغفار كثّبة كأما األحاديث فكثّبة معركفة ال ٲبكن استقصاؤىا
كلكن أشّب إٔب طرؼ منها فأقوؿ :ركل البخارم كمسلم عن أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو :عن
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ " :ينزؿ ربنا كل ليلة إٔب ٠باء الدنيا حْب يبقى الثلث األخّب فيقوؿ :من
يدعو٘ب فأستجيب لو من يسألِب فأعطيو من يستغفر٘ب فأغفر لو " كُب ركاية ٤بسلم ":ينزؿ هللا
سبحانو كتعأب إٔب ٠باء الدنيا حْب ٲبضي ثلث الليل فيقوؿ :أان ا٤بلك من ذا الذم يدعو٘ب
ابن جرير كابن ا٤بنذر كابن حاًب عن ابن عمر أنو كاف ٰبيي الليل صبلة يقوؿ :اي انفع أسحران؟،
فيقوؿ :ال .فيعاكد للصبلة ،فإذا قاؿ انفع :نعم يستغفر هللا كيدعو حٌب يصبح .كركل أبو
داككد ُب سننو كالطربا٘ب ُب كتاب الدعاء كأبو يعلى كابن مردكيو عن أيب الدرداء رضي هللا تعأب
عنو أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :أات٘ب آت من ريب فقاؿ :من يعمل سوءا أك يظلم نفسو ٍب يستغفر
هللا ٯبد هللا غفورا رحيما ،كقد كانت شقت عليهم اآلية الٍب فيها{ :من يعمل سوءا ٯبز بو}
فأردت أف أبشر أصحايب" قاؿ :قلت :اي رسوؿ هللا كإف زٗب
كإف سرؽ ٍب استغفر غفر لو؟ قاؿ :نعم ،قلت :اي رسوؿ هللا كإف زٗب كإف سرؽ ٍب استغفر غفر
لو؟ قاؿ :نعمٍ ،ب ثلثت ،قاؿ :نعم على رغم أنف عوٲبرٍ .ب قاؿ كعب بن ذىل :كأان رأيت أاب
الدرداء يضرب أنف نفسو .كركل ابن جرير كابن ا٤بنذر من طريق عن ابن عباس ُب قولو{ :كمن
يعمل سوءا أك يظلم نفسو ٍب يستغفر هللا} قاؿ :أخرب هللا تعأب عباده ٕبلمو كعفوه ككرمو كسعة
رٞبتو كمغفرتو ،فمن أذنب ذنبا صغّبا كاف أك كبّبا ٍب يستغفر هللا ٯبد هللا غفورا رحيما كلو
كانت ذنوبو أعظم من السماكات كاألرض كا١بباؿ.
كركل ابن جرير كعبد بن ٞبيد كالبيهقي ُب شعب اإلٲباف عن ابن مسعود قاؿ :كاف بنو إسرائيل
إذا أصاب أحدىم ذنبا أصبح قد كتبت لو كفارة ذلك الذنب على اببو ،كإذا أصاب البوؿ شيئا
منو قرضو ٗبقراض .فقاؿ رجل :لقد آتى هللا بِب إسرائيل خّبا .فقاؿ ابن مسعود :ما آاتكم خّب
٩با آاتىم ،جعل هللا األرض طهورا .كقاؿ{ :كمن يعمل سوءا أك يظلم نفسو ٍب يستغفر هللا ٯبد
هللا غفورا رحيما}.
كركل ابن جرير عن حبيب بن اثبت قاؿ :جاءت امرأة إٔب عبد هللا بن مغفل فسألتو عن امرأة
فجرت فحملت ك٤با كلدت قتلت كلدىا ،فقالت :ما ٥با؟ فقاؿ٥ :با النار ،فانصرفت كىي تبكي
فدعاىا فقاؿ :ما أرل أمرؾ إال أحد أمرين{ ،من يعمل سوءا أك يظلم نفسو ٍب يستغفر هللا ٯبد
هللا غفورا رحيما} فمسحت عينها ٍب مضت .كركل الَبمذم عن أيب موسى األشعرم قاؿ :قاؿ
النيب ملسو هيلع هللا ىلص" :أنزؿ هللا تعأب أمانْب ألمٍب{ :كما كاف هللا ليعذهبم كأنت فيهم كما كاف هللا معذهبم
كىم يستغفركف} فإذا مضيت تركت فيهم االستغفار".
كركل أبو داكد كالَبمذم عن مؤب أليب بكر رضي هللا تعأب عنو عن أيب بكر الصديق رضي هللا
تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :ما أصر من استغفر كإف عاد ُب اليوـ سبعْب مرة" ،قاؿ
الَبمذم :ليس إسناده ابلقوم .كركل الَبمذم عن أنس رضي هللا تعأب عنو قاؿ٠ :بعت رسوؿ
هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ :قاؿ هللا تعأب" :اي ابن آدـ إنك ما دعوتِب كرجوتِب غفرت لك على ما كاف منك
كال أابٕب ،اي ابن آدـ لو بلغت ذنوبك عناف السماء ٍب استغفرتِب غفرت لك ،اي ابن آدـ كلو
أتيتِب بقراب األرض خطااي ٍب لقيتِب ال تشرؾ
يب شيئا ألتيتك بقراهبا مغفرة" .كركل ابن ماجة إبسناد جيد عن عبد هللا بن بشّب قاؿ :قاؿ
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :طوىب ٤بن كجد ُب صحيفتو استغفارا كثّبا" .كركل البخارم كمسلم عن أيب
ىريرة أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ فيما ٰبكيو عن ربو عز كجل" :إذا أذنب عبد ذنبا فقاؿ :اللهم
اغفر ٕب ذنويب فقاؿ تبارؾ كتعأب :أذنب عبدم ذنبا فعلم أف لو راب يغفر الذنوب كأيخذ ابلذنب
فقاؿ :أم رب اغفر ٕب ذنيب .فقاؿ تبارؾ كتعأب :عبدم أذنب ذنبا فعلم أف لو راب يغفر الذنوب
كأيخذ ابلذنب.
ٍب عاد فأذنب فقاؿ :أم رب اغفر ٕب ذنيب .فقاؿ تبارؾ كتعأب :أذنب عبدم ذنبا فعلم أف لو
راب يغفر الذنوب كأيخذ ابلذنب قد غفرت لو فليفعل ما يشاء" .كُب ركاية" :اعمل ما شئت قد
غفرت لك" .كركل مسلم عن ابن عمر رضي هللا تعأب عنو عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :اي معشر
األايـ ال تصلي " .كركل ابن حنبل كا٢باكم كقاؿ :صحيح اإلسناد .عن أيب سعيد ا٣بدرم رضي
هللا تعأب عنو عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :قاؿ إبليس لعنو هللا :كعزتك ال أبرح أغوم عبادؾ ما دامت
أركاحهم ُب أجسادىم .فقاؿ هللا :كعزٌب كجبلٕب ال أزاؿ أغفر ٥بم ما استغفرك٘ب " .كُب ترغيب
الطالب ركل إبسناد ال أبس بو عن الزبّب رضي هللا تعأب عنو أف رجبل جاء إٔب النيب صلى هللا
عليو كسلم فقاؿ :اي رسوؿ هللا أحب أف تقل ذنويب .فقاؿ لو النيب ملسو هيلع هللا ىلص" :استغفر هللا دائما تقل
ذنوبك".
كُب ترغيب الطالب :كركل أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :أكثركا من االستغفار فإف االستغفار أيكل
الذنوب كما أتكل النار ا٢بطب ككما أتكل الشاة ا٣بضرة كإف صحيفة ا٤برء إذا عرج هبا إٔب
السماء كٓب يكن فيها استغفار ٓب يكن ٥با نور كإذا طلعت كفيها االستغفار كاف ٥با نور يتؤللؤ كإف
ٓب يكن فيها إال استغفار يسّب ،كما جلس قوـ ٗبجلس ٥بو ٍب ختموه ابالستغفار إال كتب ٥بم
٦بلسهم ذلك استغفار كلو".
كركل الطربا٘ب ُب كتاب الدعاء عن أنس بن مالك هنع هللا يضر قاؿ :جاء رجل إٔب رسوؿ هللا صلى هللا
تعأب عليو كسلم فقاؿ :اي رسوؿ هللا إ٘ب أذنب فقاؿ لو النيب ملسو هيلع هللا ىلص إذا أذنبت فاستغفر ربك قاؿ
فإ٘ب أستغفر ريب ٍب أعود فأذنب قاؿ :فإذا أذنبت فاستغفر ربك فقاؿ ُب الرابعة :استغفر ربك
عز كجل حٌب يكوف الشيطاف ىو ا٤بخسأ.
كركل صاحب الفردكس عن أيب الدرداء رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ":ما من عبد ٱبتم
صحيفتو عند مغيب الشمس ابالستغفار إال ٧بي ما دكهنا " كركل أبو منصور الديلمي عن أنس
بن مالك رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":إف لكل صدئ جبلء كإف جبلء
القلوب االستغفار " .كركل الطربا٘ب ُب كتاب الدعاء عن عائشة رضي هللا تعأب عنها قالت:
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":ما لقي عبد ربو عز كجل ُب صحيفتو بشيء خّب لو من االستغفار " أىػ.
كاألحاديث الواردة ُب فضل االستغفار كثّبة جدا كُب ما ذكرانه كفاية .كأما فضل الصبلة على
النيب ملسو هيلع هللا ىلص فمعلوـ مشهور بَب ا٤بسلمْب كيكفي ُب ذلك قولو تبارؾ كتعأب{ :إف هللا كمبلئكتو
كركل اإلماـ أٞبد كا٢باكم كقاؿ صحيح اإلسناد مرفوعا " :إف جربيل قاؿ ٕب :أال أبشرؾ أف هللا
عز كجل يقوؿ :من صلى عليك صليت عليو كمن سلم عليك سلمت عليو " .كركل اإلماـ
أٞبد مرفوعا إبسناد حسن :من صلى على النيب ملسو هيلع هللا ىلص كاحدة صلى هللا عليو كمبلئكتو سبعْب
صبلة .كركل الطربا٘ب إبسناد حسن مرفوعا " :حيث ما كنتم فصلوا فإف صبلتكم تبلغِب ".
كركل أبو حفص بن شاىْب ":من صلى علي ُب يوـ ا١بمعة ألف مرة ٓب ٲبت حٌب يرل مقعده ُب
ا١بنة.
كركل البيهقي إبسناد حسن ":إف صبلة أمٍب تعرض علي ُب كل يوـ ٝبعة فمن كاف أكثرىم
علي صبلة كاف أقرهبم مِب منزلة" .كركل الطربا٘ب مرفوعا ":من قاؿ جزل هللا عنا دمحما ما ىو
أىلو أتعب سبعْب كاتبا ألف صباح" كُب ركاية :ألفي صباح " كركل الطربا٘ب مرفوعا " :من قاؿ
اللهم صل على دمحم كأنزلو ا٤بقعد ا٤بقرب عندؾ يوـ القيامة كجبت لو شفاعٍب ".
كُب لوامع األنوار ُب األدعية كاألذكار لشهاب الدين أٞبد القسطبل٘ب كٰبكي عن سفياف الثورم
قاؿ :رأيت رجبل من ا٢بجاج يكثر الصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص فقلت لو :ىذا موضع الثناء على هللا
عز كجل فقاؿ :أال أخربؾ أ٘ب كنت ُب بلدم كٕب أخ قد حضرتو الوفاة فنظرت فإذا كجهو قد
اسود كٚبيلت أف البيت قد أظلم فأحزنِب ما رأيت من حاؿ أخي فبينما أان كذلك إذ دخل علي
رجل البيت كجاء إٔب أخي ككجو الرجل كأنو سراج منّب فكشف عن كجو أخي كمسح بيده
فزاؿ ذلك السواد كصار كجهو كالقمر فلما رأيت ذلك فرحت كقلت لو :من أنت جزاؾ
قاؿ الشيخ أبو ا٤بواىب الشاذٕب :رأيت النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم فقلت :اي رسوؿ هللا ما
علي كهتدم ثواب ذلك إٕب
معُب كعب بن عجرة :فكم أجعل لك من صبلٌب؟ قاؿ :أف تصلي ٌ
ال لنفسك .كُب لواقح األنوار للقسطبل٘ب :كحكى الشيخ أبو حفص عن ا٢بسن السمرقندم
فيما يركيو عن بعض األسانيد عن أبيو قاؿ :كقف رجل ُب ا٢برـ ككاف كثّب الصبلة على النيب
ملسو هيلع هللا ىلص حيث كاف بْب ا٢برـ كعرفة كمُب فقلت لو :أيها الرجل إف لكل مقاـ مقاال فما ابلك ال
تشتغل ابلدعاء كال ابلتطوع ابلصبلة سول أنك تصلي على النيب صلى هللا عليو
كيؤيد ما قلناه كوف العبد يسأؿ هللا تعأب أف يصلي على نبيو دكف أف يقوؿ :اللهم إ٘ب صليت
على دمحم مثبل ،ألف العبد إذا كاف ٯبهل رتبة رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فرتبة ا٢بق تعأب أكٔب ،فعلم أف تعداد
الصلوات على النيب ملسو هيلع هللا ىلص إ٭با ىو من حيث سؤالنا ٫بن هللا تعأب أف يصلي عليو فيحسب لنا كل
سؤاؿ مرة كٰبتاج ا٤بصلي عليو إٔب طهارة كحضور مع هللا تعأب ألهنا مناجاة هلل كالصبلة ذات
الركوع كالسجود كإف ٓب تكن الطهارة ٥با شرطا ُب صحتها كصاحبها بْب يدم هللا عز كجل ُب
٧بل القرب كيسأؿ هللا أف يصلي على
نبيو كإف كاف الفضل حملمد ملسو هيلع هللا ىلص أصالة فإنو ىو الذم سن لنا أف نصلي عليو ليحصل للمصلي
الصبلة من هللا تعأب ،فمن كاضب على ما ذكرانه كاف لو أجر عظيم كىو ىنا أكٔب ما تقرب بو
متقرب إليو ملسو هيلع هللا ىلص كما ُب الوجود من جعل هللا تعأب لو ا٢بل كالربط دنيا كأخرل مثل دمحم صلى هللا
تعأب عليو كسلم ،فمن خدمو على الصدؽ كاحملبة كالصفاء دانت لو رقاب ا١ببابرة كأكرمو ٝبيع
ا٤بؤمنْب كما ترل ذلك فيمن كاف مقراب عند ملوؾ الدنيا كمن خدـ السيد خدمتو العبيد ،ككانت
ىذه طريقة الشيخ نور الدين الشو٘ب ،ككانت
طريقة الشيخ العارؼ ابهلل تعأب أٞبد الزكاكم ،فكاف كرد الشيخ نور الدين الشو٘ب كل يوـ
عشرة آالؼ صبلة ،ككاف كرد الشيخ أٞبد الزكاكم أربعْب ألف صبلة .كقاؿ ٕب مرة :طريقتنا أف
نستكثر من الصبلة على رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص حٌب يصّب ٯبالسنا يقظة كنصحبو مثل الصحابة كنسألو
ُب أمور ديننا كعن األحاديث الٍب ضعفها ا٢بفاظ كتعمل بقولو ملسو هيلع هللا ىلص فيها ،ك٤با ٓب يقع ذلك لنا
فلسنا من ا٤بكثرين للصبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص.
قاؿ :كاعلم اي أخي أف طريق الوصوؿ إٔب حضرة هللا تعأب من طريق الصبلة على النيب صلى هللا
عليو كسلم من أقرب الطرؽ ،فمن ٓب ٱبدمو ملسو هيلع هللا ىلص ا٣بدمة ا٣باصة بو كطلب دخوؿ حضرة هللا
تعأب فقد راـ احملاؿ كال ٲبكنو حجاب ا٢بضرة أف يدخل كذلك ١بهلو ابألدب مع هللا تعأب
فحكمو حكم الفبلح إذا طلب االجتماع ابلسلطاف بغّب كاسطة فافهم.
قاؿ الشعرا٘ب :كقد قدمنا أكائل العهود أف صحبة النيب ملسو هيلع هللا ىلص الصحبة الربزخية ٙبتاج إٔب صفاء
عظيم حٌب يصلح العبد جملالستو ملسو هيلع هللا ىلص كإف من كانت لو سريرة سيئة يستحيي من ظهورىا ُب
الدنيا كاآلخرة ال تصلح لو صحبة مع رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كلو كاف على عبادة الثقلْب كما ٓب تنفع
صحبة ا٤بنافقْب كمثل ذلك تبلكة الكفار القرآف كال ينتفعوف هبا لعدـ إٲباهنم أبحكامو.
ركل الثعليب ُب كتاب العرائس :أف هلل تعأب خلقا كراء جبل قاؼ ال يعلم عددىم إال هللا ليس
٥بم عبادة إال الصبلة على رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم ٍب قاؿ الشعرا٘ب :كقد حبب إٕب
أف أذكر لك اي أخي ٝبلة من فوائد الصبلة على رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص تشويقا لك لعل هللا تعأب أف
يرزقك ٧ببتو ا٣باصة كيصّب شغلك ُب أكثر أكقاتك الصبلة على سوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كتصّب هتدم
ثواب كل عمل عملتو ُب صحيفة رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كما أشار إليو كعب بن عجرة :إ٘ب أجعل لك
صبلٌب كلها أم أجعل لك ثواب أعمإب
فقاؿ لو النيب ملسو هيلع هللا ىلص :إذف يكفيك هللا ىم دنياؾ كآخرتك من ذلك كىو أٮبها صبلة هللا تعأب
كسبلمو كمبلئكتو كرسلو على من صلى كسلم عليو كتكفّب ا٣بطااي كتزكية األعماؿ كرفع
الدرجات كمنها مغفرة الذنوب كاستغفار الصبلة عليو لقائلها كمنها كتابة قّباط من األجر مثل
جبل أحد كالكيل اب٤بكياؿ األكَب كمنها كفاية أمر الدنيا كاآلخرة ٤بن جعل صبلتو عليو كلها لو
الشفاعة كمنها رضى هللا تعأب كرٞبتو كاألماف من سخطو كالدخوؿ ٙبت ظل العرش كمنها
رجحاف ا٤بيزاف ُب اآلخرة ككركد ا٢بوض كاألماف من العطش كمنها العتق من النار كا١بواز على
الصراط كالربؽ ا٣باطف كرؤية ا٤بقعد ا٤بقرب من ا١بنة قبل ا٤بوت كمنها كثرة األزكاج ُب ا١بنة
كا٤بقاـ الكرٙب كمنها رجحاهنا على أكثر من عشرين غزكة كقيامها مقامها ،كمنها زكاة كطهارة
ك٭بو ا٤باؿ بربكتها كمنها أنو تقضى لو بكل صبلة مائة حاجة بل أكثر ،كمنها أهنا عبادة كمن
أحب األعماؿ إٔب هللا تعأب ،كمنها أهنا عبلمة على أف صاحبها من أىل ا١بنة،
كمنها أف ا٤ببلئكة تصلي على صاحبها ما داـ يصلي على النيب ملسو هيلع هللا ىلص ،كمنها أهنا تزين اجمللس
كتنفي الفقر كضيق العيش كمنها أنو يلتمس هبا مظاف ا٣بّب ،كمنها أف صاحبها أكٔب الناس بو
ملسو هيلع هللا ىلص يوـ القيامة ،كمنها أنو ينتفع ىو ككالده هبا كبثواهبا ككذلك من أىديت ُب صحيفتو ،كمنها
أهنا تقرب إٔب هللا تعأب كإٔب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ،كمنها أهنا نور لصاحبها ُب قربه كيوـ حشره كعلى
الصراط ،كمنها أهنا تنصر على األعداء كتربئ القلوب من النفاؽ كالصدأ ،كمنها رؤية النيب
ملسو هيلع هللا ىلص ُب
ا٤بناـ كإف أكثر منها ُب اليقظة كىي من أبرؾ األعماؿ كأفضلها كأكثرىا نفعا ُب الدنيا كاآلخرة
كغّب ذلك من األمور الٍب ال ٚبفى اىػ .كعن حذيفة قاؿ :الصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص تدرؾ الرجل
ككلده ككلد كلده ،ذكره ابن بشكواؿ اىػ .كٰبكى أف الشبلي رٞبو هللا تعأب قاؿ :مات رجل من
جّبا٘ب فرأيتو ُب ا٤بناـ فقلت لو :ما فعل هللا تعأب بك؟ قاؿ :اي شبلي مرت يب أىواؿ عظيمة
كذلك أنو ارتج علي عند السؤاؿ فقلت ُب نفسي :من أين أتى علي؟ أٓب أمت على اإلسبلـ؟
فنوديت :ىذه عقوبة إٮبالك لسانك ُب الدنيا.
فلما ىم يب ا٤بلكاف حاؿ بيِب كبينهما رجل ٝبيل الشخص طيب الرائحة فذكر٘ب حجٍب فقلت:
من أنت يرٞبك هللا تعأب؟ قاؿ :أان شخص خلقت من صبلتك على النيب ملسو هيلع هللا ىلص كأمرت أف
أنصرؾ ُب كل كرب ،ذكره ابن بشكواؿ أىػ ،انظر لوامع األنوار للقسطبل٘ب .كقاؿ ُب الفتح
ا٤ببْب :الصبلة على سيد السادات من أىم ا٤بهمات ُب ٝبيع األكقات ٤بن يريد القرب من رب
األرضْب كالسماكات كأهنا ٘بلب األسرار كالفتوحات كتصفي البواطن من ٝبيع الكدكرات كأهنا
شئت قلت الطالب تكسبو النشاط كا٤بريد ٙبميو من اال٫بطاط كالعارؼ يتأدب هبا على البساط
كإف شئت قلت الطالب تكسبو األنوار كا٤بريد تكشف لو اآلاثر كالعارؼ تلزمو االضطرار كال
يكوف لو مع غّب هللا قرار كإف شئت قلت الطالب تشومو اب٤بنامات كا٤بريد ابلكرامات كالعارؼ
ٙبولو ُب ا٤بقامات كإف شئت قلت الطالب تؤيده ابلثبوت كا٤بريد تطلعو على غيب ا٤بلكوت
كالعارؼ هتيمو اب١بربكت كإف شئت قلت الطالب تشوقو إٔب اللقا كا٤بريد تدعوه للملتقى
كالعارؼ تزيده ٙبققا اىػ.
كلنورد ىنا قصيدة الشيخ ا٢بضرمي ٤با ضمنها رٞبو هللا تعأب من إغراء األحباب على مبلزمة
خدمة ىذا ا١بناب كالتمسك هبذا الركاب كإدامة قرع ىذا الباب كىي ىذه :صبلة ٍب تسليم
٦بدد *** على ا٥بادم إماـ ا٣بلق أٞبد إذا ما شئت ُب الدارين تسعد *** فكثر ابلصبلة على
دمحم كإف صلْب فابغ األجر فيها *** كشفع ابلصبلة على دمحم كإف شئت القبوؿ هبا يقينا ***
فختم ابلصبلة على دمحم فبل صوـ يصح كال صبلة *** ٤بن ترؾ الصبلة على دمحم كفعلك كلو
عقباه خّب *** إذا صليت فيو على دمحم كقم ُب الليل كادع هللا كارغب *** لربك ابلصبلة
الشفيع لنا دمحم كإف كانت ذنوبك ليس ٙبصى *** تكفر ابلصبلة على دمحم كإف جاء ا٤بمات
ترل أمورا *** تسرؾ ابلصبلة على دمحم كعند القرب تظفر ابألما٘ب *** كترحم ابلصبلة على دمحم
كال ٚبشى من ا٤بلكْب رعبا *** إذا سأالؾ قل ٥بما دمحم رسوؿ هللا حقا اتبعنا *** كآمنا كصدقنا
دمحم كُب ضيق الضريح لك اتساع *** كتلهم ابلصبلة على دمحم كُب يوـ ا٢بساب إذا بعثنا ***
أنمن ابلصبلة على دمحم كأتٌب ا٢بوض تشرب منو كأسا *** فَبكل ابلصبلة على دمحم كتدخل جنة
ال موت فيها *** ٗبا قدمت من ذكرل دمحم فهذا كلو من فضل ريب *** ىداان
ابلصبلة على دمحم كتنعم ابلنعيم كحور عْب *** بدار جاران فيها دمحم كتنظر كجو ربك ذم ا١ببلؿ
*** ٕبظك للصبلة على دمحم فتحمده كتشكره كثّبا *** على فضل الصبلة على دمحم رسوؿ
أبطحي ىامشي *** شفيع ا٤بذنبْب غدا دمحم سبلـ طيب أرج هبيج *** على ا٤بختار سيدان دمحم أاي
ىادم األانـ كاي شفيعا *** كاي خّب الربية اي دمحم عسى منك القبوؿ ٢بضرمي *** ٱبصك
ابلتحية اي دمحم قلت :أاي ىادم الربااي اي حبييب *** عمادم انصرم غوثي دمحم توؿ أمور عبد
كىو عمر *** لوعد منك يصدؽ اي دمحم فأنت حياة نفسي ماء عيِب *** كقوت الركح أم
كهللا أٞبد كاي خّب الربااي كن شفيعا *** لو دكف انقطاع اي دمحم فائدة ُب اعتبار كثرة ا٤ببلئكة
كأهنم أكثر جند هللا تعأب ففي ا٢بديث عنو ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ ":أطت السماء كحق ٥با أف تئط ما فيها
موضع قدـ إال كفيو ملك ساجد أك راكع " كركم أف بِب آدـ عشر ا١بن كا١بن كبنو آدـ عشر
حيواانت الرب كىؤالء كلهم عشر حيواانت البحر ككل عشر مبلئكة األرض ا٤بوكلْب ككل ىؤالء
عشر مبلئكة ٠باء الدنيا ككل ىؤالء عشر مكبلئكة السماء الثانية ٍب على ىذا الَبتيب إٔب
السابعة ٍب الكل ُب مقابلة الكرسي نزر قليل ٍب ىؤالء عشر
لكن منعِب من ذلك عدـ استحقاؽ أكثر الناس معرفة ما ىنالك ،فها أان أكتفي بذكر بعض ما
ُب جواىر ا٤بعا٘ب من ذكر بعض ما ٝبعتو ا٤برتبة الظاىرة فقط ،فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق :قاؿ
شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كأما صبلة الفاتح ٤با أغلق فإ٘ب سألتو صلى هللا عليو
كسلم عنها فأخرب٘ب أكال أبهنا بستمائة ألف صبلة فقلت لو :ىل ُب ٝبيع تلك الصلوات أجر
من صلى بستمائة ألف صبلة مفردة؟ فقاؿ صلى هللا تعأب عليو كسلم :نعم ٰبصل ُب كل مرة
منها أجر من صلى بستمائة ألف صبلة مفردة.
ٍب قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :فسألتو ملسو هيلع هللا ىلص عن حديث أف الصبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص تعدؿ
ثواب أربعمائة غزكة ككل غزكة تعدؿ أربعمائة حجة ىل صحيح أـ ال؟ فقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :صحيح.
فسألتو ملسو هيلع هللا ىلص عن عدد ىذه الغزكات ىل يقوـ من صبلة الفاتح ٤با أغلق مرة أربعمائة غزكة أـ
يقوـ أربعمائة غزكة لكل صبلة من الستمائة ألف صبلة ككل صبلة على انفرادىا أربعمائة
غزكة؟ فقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ما معناه أف صبلة الفاتح ٤با أغلق بستمائة ألف صبلة ،ككل صبلة من
الستمائة ألف صبلة
أبربعمائة غزكةٍ ،ب قاؿ بعده ملسو هيلع هللا ىلص أف من صلى هبا ػ أم ابلفاتح ٤با أغلق اْب ػ مرة كاحدة حصل
لو ثواب ما إذا صلى بكل صبلة كقعت ُب العآب من كل جن كإنس كملك بستمائة ألف صبلة
من أكؿ الدىر إٔب كقت تلفظ ا٤بصلي هبا أم كأنو صلى بكل صبلة ستمائة ألف صبلة من
ٝبيع صلوات ا٤بصلْب عموما من ملك كجن كإنس ،ككل صبلة من ذلك أبربعمائة غزكة ،ككل
صبلة من ذلك بزكجة من ا٢بور كعشر حسنات ك٧بو عشر سيئات كرفع عشر درجات كأف هللا
يصلي عليو كمبلئكتو بكل صبلة عشر مرات.
قاؿ الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :فإذا أتملت ىذا بقلبك علمت أف ىذه الصبلة
ال تقوـ ٥با عبادة ُب مرة كاحدة فكيف من صلى مرات ماذا لو من الفضل عند هللا تعأب؟ كىذا
حاصل ُب كل مرة منهاٍ .ب قاؿ الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كأخرب٘ب صلى هللا
النورٍ ،ب قاؿ الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :فلما أتملت ىذه الصبلة كجدهتا ال
تزهنا عبادة ٝبيع اإلنس كا١بن كا٤ببلئكةٍ .ب قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :يكتب
لذاكر الفاتح ٤با أغلق ستة آالؼ مرة من ذكر كل حيواف كٝباد كذكر ا١بمادات ىو ذكرىا
لبلسم القائم هبا ألف كل ذرة ُب الكوف ٥با اسم قائمة بو ،كأما ا٢بيواانت فأذكارىا ٨بتلفة ،كا٤برة
الواحدة من الفاتح ٤با أغلق تعدؿ من كل ذكر كمن كل تسبيح كمن كل استغفار كمن كل دعاء
ُب الكوف صغّبا أك كبّبا سنة آالؼ مرة ،كىذا ما أخرب بو سيد الوجود صلى
هللا تعأب عليو كسلم سيدان رضي هللا تعأب عنو من فضل صبلة الفاتح ٤با أغلقٍ ،ب قاؿ رضي
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كخاصية الفاتح ٤با أغلق أمر إ٥بي ال مدخل فيو للعقوؿ ،فلو
قدرت مائة ألف أمة ُب كل أمة ألف قبيلة ُب كل قبيلة مائة ألف رجل كعاش كل كاحد منهم
مائة ألف عاـ يذكر كل كاحد منهم ُب كل يوـ مائة ألف صبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص من غّب الفاتح
كٝبع ثواب ىذه األمم كلها ُب مدة ىذه السنْب كلها ُب ىذه األذكار كلها ما ٢بقوا كلهم ثواب
مرة كاحدة من صبلة الفاتح ٤با أغلق.
ٍب قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :اعلم أنك إذا صليت بصبلة الفاتح ٤با أغلق مرة
كاحدة كانت بستمائة ألف صبلة من كل صبلة كقعت ُب العآب من ٝبيع ا١بن كاإلنس كا٤ببلئكة
ٍب إذا ذكرت الثانية كاف فيها ما ُب األكٔب كصارت األكٔب بستمائة ألف صبلة من صبلة الفاتح
٤با أغلق ٍب إذا ذكرت الثالثة كاف فيها ما ُب األكٔب من الصلوات كيزاد ٥با الفتح ٤با أغلق
ستمائة ألف مرتْب فهي اثنا عشر مائة ألف ٍب سر على ىذا التضعيف إٔب العشرة ٍب إٔب مائة
ككاحدة كاف ُب الواحدة ما ُب األكٔب قبلها كفيها صبلة الفاتح ٤با أغلق
ستمائة ألف متضاعفة مائة مرة كذلك ستوف ألف ألف من الفاتح ٤با أغلق كسر على ىذا
ا٤بنواؿ إٔب ألف ككاحدة فيكوف فيها ما ُب األكٔب من األلوؼ كفيها ستمائة من الفاتح ٤با أغلق
ألف مرة متضاعفة كذلك ستمائة ألف ألف كىكذا على ىذا ا٤بنواؿ كىضا الضابط فإذا ذكرىا
ُب الوقت السحر يكوف كل كاحدمنها ٖبمسمائة فإذا ذكرىا ألفا ككاحدة كاف ُب الواحدة بعد
ليس كذلك على أف من ادعى ما ليس فيو كذبتو شواىد االمتحاف كما قيل :من ٙبلى بغّب ما
ىو فيو *** فضحتو شواىد االمتحاف ألف من ادعى معرفة مراتبها ككونو مأذكان فيها يطلب منو
إظهار حقائقها كتبيْب مقاصدىا كإبداء أسرارىا ككيفية إدراكها كِب يدرؾ ثواهبا فإف بْب كل
ا٤بطلوب فهو كما قاؿ كإال فهو دجاؿ من الدجاجلة مفَب كذاب :ىكذا ىكذا كإال فبل ال ***
طرؽ ا١بد غّب طرؽ ا٤بزاح كإذا فهمت ىذا فاعلم أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا
بو قاؿ :اعلم أنو ملسو هيلع هللا ىلص أمر٘ب أف أفصح كأبْب عن حكم ا٤برتبتْب الظاىرة
كالباطنة ُب صبلة الفاتح ٤با أغلق كعن ا٤برتبتْب الظاىرة كالباطنة ُب الفاٙبة بنية االسم األعظم
فها أان ٩بتثل أمره ملسو هيلع هللا ىلص فيما أمر٘ب بو كلكِب أقدـ مقدمة قبل ا٤بقصود تكوف مهادا لو الحتياح
الناظر إليها إذ ال يفهم ما ُب ا٤براتب األربع إال من عرؼ ىذه ا٤بقدمة كىي أف أركاح
ا٤بوجودات كلها انطقها كصامتها كمتحركاهتا كساكنها حيواهنا كٝبادىا كلها ابلنسبة إٔب هللا عز
كجل على حد سواء كإ٭با اختلفت خواصها ُب النطق كالصمت كا٢بكة كالسكوف كا٢بيوانية
كا١بمادية بتخصيص إ٥بي صدر ذلك التخصيص عن ا٤بشيئة
تناؿ ىذا األمر الذم ذكرانه كال يعلمونو من نفوسهم لكنو مستور عنهم فإنو أٝبع أىل الكشف
على أف لكل فرد من ا١بن كاإلنس ُب غيب ذات نورانية متصلة بذات ذلك الشخص ٱبيط من
نور تلك الذات النورانية ىي الٍب تعبد هللا تعأب حق عبادتو ُب الغيب كتفعل ما تفعلو األركاح
ألجل أف الركح من ا١بن كاإلنس ا٫بصرت ُب قاركرة ا١بسم كتلطخت أبكساخو فا٫بجبت عن
مطالعة الغيب فصارت تلك الذات النورانية انئبة عنها ُب الغيب تفعل ما تفعلو ٝبيع األركاح
كال علم ١بميع ا١بن كاإلنس هبذا حٌب علماؤىم كإ٭با يدركو أرابب الكشف كالشهود كليس
للجن كاإلنس انتفاع هبذه العبادة ألف ىذه الذكات ٓب ٚبلق إال لعبادة هللا عز كجل فقط دكف
طمع كبذلك يتحقق قولو تعأب{ :كما خلقت ا١بن كاإلنس إال ليعبدكف} فتعأب هللا أف ٱبلقها
لعبادتو فتتخلف كلكن طرأ على أركاح ا٤بكلفْب كأجسامهم حكم القبضتْب ُب األزؿ حيث قاؿ
ُب قبضة :ىؤالء إٔب ا١بنة كال أابٕب كُب قبضة ىؤالء للنار كال أابٕب كطرأ عليها حكم قولو تعأب:
{كال يزالوف ٨بتلفْب إال من رحم ربك كلذلك خلقهم} كال معارض هلل تعأب ُب حكمو كال منازع
ُب مراده ُب كل ما أرد ٖبلقو كىذا موقف أصحاب الكشف ابلغيب كالعلماء
ابهلل تعأب كال يستنكف عغن ىذا العلم كينكره إال ظاىرم جامد على ظاىره فهم ُب حجاب
كسجن ال يعبأ بقو٥بم كال إبنكارىم قاؿ ابن عطاء هللا ُب ا٢بكم الكائن ُب الكوف :كٓب تفتح لو
ميادين الغيوب مسجوف ٗبحيطاتو ٧بصور ُب ىيكل ذاتو مسجوف ٗبحيطات األكواف كقاؿ صلى
هللا عليو كسلم" :إف من العلم كهيئة ا٤بخزكف ال يعلمو إال العلماء ابهلل تعأب فإذا نطقوا بو ال
ينكره عليهم إال أىل الغرة ابهلل تعأب " كٗبا ذكران يتحقق قولو سبحانو كتعأب{ :كإف من شيء
إال يسبح ٕبمده} كىذا التسبيح صريح ال ضمِب كما يظنو أىل الظاىر بل ىو
كقاؿ تعأب{ :كالطّب صافات كل قد علم صبلتو كتسبيحو} فيجب على ا٤برء اإلٲباف بو كبكل
علمو إٔب هللا تعأب اىػ .كُب السراج :ركل النيب ملسو هيلع هللا ىلص كاف بثبّب كالكفار يطلبونو فقاؿ ا١ببل :انزؿ
علي فيعاقبِب هللا تعأب بذلك ،فقاؿ لو جبل حراء :إٕب إٕب اي رسوؿ
عِب فإ٘ب أخاؼ أف تؤخذ ٌ
هللاٍ ،ب قاؿ ُب اللباب :ركل مسلم عن جابر بن ٠برة قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :إ٘ب ألعرؼ
علي قبل أف أبعث إ٘ب ألعرفو اآلف".
حجرا ٗبكة كاف يسلم ٌ
كعن علي قاؿ" :كنت مع رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ٗبكة فخرجنا إٔب بعض نواحيها فما استقبلو شجر كال
جبل إال كىو يقوؿ" :السبلـ عليك اي رسوؿ هللا" أخرجو الَبمذم كقاؿ :حديث غريب .كركل
ا٤بسرات عند قوؿ الشيخ ا١بزكٕب :كما سبح لك من شيء فكل شيء يسبح هلل تعأب ،كإف من
شيء إال يسبح ٕبمده ،سبح هلل ما ُب السماكات ،كىل ىذا التسبيح بلساف ا٢باؿ أك بلساف
ا٤بقاؿ اختلف ُب ذلك إٔب أف قاؿ :بعض ا٤بشايخ كاف يقوؿ أنو بلساف ا٤بقاؿ فيثبتو زائدا على
تسبيح ا٢باؿ كإال فهو البد منو ُب كل شيء :كُب كل شيء لو آية *** تدؿ على أنو كاحد
كالتسبيح ا٤بقإب إف كاف على كبلـ نفسا٘ب فهو يستلزـ اإلدراؾ ،كاإلدراؾ يستلزـ ا٢بياة كالبد
إال أنو إدراؾ خاص مشركط ٕبياة خاصة ال نعرفها بغّب نية كال مزاج ،كمن قاعدة أىل
السنة أف البنية مشركطة للحياة ،كأما ٦برد اللفظ ا٤بشتمل على ا٢بركؼ كاألصوات فهو يستلزـ
ا٢بياة كاإلدراؾ عند الشيخ أيب ا٢بسن األشعرم اىػ .كقاؿ الشيخ األكرب ابن العريب ا٢باٛبي
هنع هللا يضر :اعلم أف سر ا٢بياة سرل ُب ا٤باء فهو أصل العناصر كاألركاف كلذلك جعل هللا تعأب من
ا٤باء كل شيء حي كما ٍب إال كىو حي فإنو ما من شيء إال كىو حي فإنو ما من شيء إال كىو
يسبح ٕبمد هللا تعأب فبل نفقو تسبيحو إال بكشف إ٥بي كال يسبح إال حي فكل شيء حي.
كقاؿ أيضا :جعل هللا تعأب صور العآب تسبح ٕبمده كلكن ال نفقو تسبيحهم ألان ال ٫بيط ٗبا ُب
العآب من الصور ،كُب شرحو :ال ٫بيط عند ا٢بجاب ٗبا ُب العآب أم بشيء ٩با ُب العآب من الصور
إحاطة تؤدينا إٔب فهم ما ٯبرم على ألسنتها ُب مراتبها ا٢بسية كا٤بثالية كالركحية ،كأما إذا من هللا
سبحانو الكشف عن تلك الصور ابإلحاطة هبا فقد نعلم ألسنتها كنفقو تسبيحها.
عابدة لو قانتة ،ككجهة إلينا كىي أيضا ال تعلم كال تسمع كال تنطق كىذه ىي الٍب سأؿ النيب
ملسو هيلع هللا ىلص ربو أف يرفعها عن ا٢باضرين حٌب تظهر ٥بم الوجهة األخرل إٔب ا٣بالق سبحانو ،كابعتبار
كجهة ا٣بالق قاؿ تعأب{ :كإف من شيء إال يسبح ٕبمده} قاؿ :كمن ىذا ا٤بعُب أجابِب عن
حكاية سيدان داككد على نبينا كعليو الصبلة كالسبلـ مع الضفدع ٤با استكثر السيد داككد عليو
السبلـ تسبيحو لربو عز كجل فشاىد الضفدع ا٤بذكور يسبح طوؿ عمره ال يفَب طرفة عْب
فاستصغر سيدان داككد عليو السبلـ حالتو الٍب كاف استكثرىا فقاؿ رضي
هللا عنو ُب ا١بواب :أف سيدان داككد عليو السبلـ شاىد من الضفدع حالتو ُب الوجهة إٔب ا٢بق
أحدا أف يعصي هللا عليها أبدا قاؿ :قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كقد كنت قبل أف يفتح علي مع
سيدم دمحم اللهواج ككاف مفتوحا عليو كذكر أهنما مرا على عْب ٘برم قاؿ :فأخذت السنارة
كجعلت فيها خبزا كأردت أصطاد ا٢بوت لكثرتو بتلك العْب فرميت السنارة فيها كبقرب عنصر
ا٤باء حجرة كبّبة فسمعتها تقوؿ ابلصياح :هللا هللا فما فرغت حٌب صاح كل حجر ىناؾ ٍب صاح
كل حوت كصاح ا٢بوت الذم أكل الطعاـ ُب الصنارة كمعُب ذلك الصياح هللا هللا أما تتقي هللا
اي من اشتغل ابالصطياد؟ قاؿ :فقلت :كىل ٠بعتم قو٥با ا٣بارؽ للعادة بلغة العرب أـ
بلغة ا١بمادات؟ فقاؿ رضي هللا تعأب عنو :بلغة ا١بمادات ك٥با لغات كألسن تليق بذكاهتا ك٠باعنا
٥با يكوف ابلذات كلها ال ابألذف الذم ُب الرأس فقطٍ .ب قاؿ رضي هللا تعأب عنو ككنت ذات
يوـ جالسا ٙبت زيتونة فينما أان كذلك إذا ٔبميع ا٢بجر صغّبه ككبّبه كاألشجار كاألغصاف
تسبح هللا تبارؾ كتعأب بلغتها فكدت أىرب ٩با ٠بعت كجعلت أنظر إٔب بعض األحجار فأ٠بع
منها أصواات عديدة فقلت :حجر كاحد كلو أصوات عديدة فتأملتو فإذا ىو معجوف اجتمعت
فيو عدة أحجار فلذلك تعددت األصوات فيو قلت :كقد حصل لو ىذا أكائل فتحو رضي هللا
تعأب عنو أىػ .كقاؿ ُب السراج ا٤بنّب عند قولو تعأب{ :أكٓب يرك إٔب ما خلق هللا من شيء يتفيؤ
ظبللو عن اليمْب كالشمائل سجدا هلل} ككاف ا٢بسن يقوؿ أما ظلك فيسجد لربك كأما أنت
فبل تسجد لربك بئس ما صنعت .كعن ٦باىد :ظل الكافر يصلي كىو ال يصلي .كقيل ظل كل
شيء يسجد هلل تعأب سواء كاف ذلك الشيء ساجدا أـ ال أىػ .قاؿ ُب لباب التأكيل :كقاؿ
كقاؿ صاحب اللباب كالسراج كاللفظ لو عند قولو تعأب{ :كإف من شيء إال يسبح ٕبمده}:
كقاؿ إبراىيم النخعي :كإف من شيء ٝباد كحي إال يسبح ٕبمد حٌب صرير الباب كنقيق
السقف .كقاؿ ٦باىد :كل األشياء تسبح هلل تعأب حيا كاف أك ٝبادا كتسبيحها سبحاف هللا
كٕبمده يدؿ على ذلك ما ركم عن بن مسعود :كنا نعد اآلايت بركة كأنتم تعدكهنا ٚبويفا كنا مع
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ُب سفر فقل ا٤باء فتفل ملسو هيلع هللا ىلص ُب اإلانء ٍب قاؿ " :حي على الطهور ا٤ببارؾ كالربكة
من هللا تعأب " كلقد رأيت ا٤باء ينبع من بْب أصابعو صلى
هللا تعأب عليو كسلم كلقد كنا نسمع تسبيح الطعاـ كىو يؤكل .قاؿ ُب اللباب أخرجو البخارم.
كعن جابر بن ٠برة أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ":إف ٗبكة حجرا كاف يسلم علي ليإب بعثت إ٘ب
ألعرفو اآلف " قاؿ ُب اللباب أخرجو مسلم .كعن ابن عمر أنو ملسو هيلع هللا ىلص كاف ٱبطب إٔب جذع فلما
اٚبذ ا٤بنرب ٙبوؿ إليو فحن ا١بذع فأاته فمسح يده عليو كُب ركاية فنزؿ فاحتضنو كساره بشيء
كُب اللباب أخرجو البخارم ففي ىذه األحدايث دليل على أف ا١بماد يتكلم كأنو يسبح.
قاؿ بعض أىل ا٤بعا٘ب :تسبيح السماكات كاألرض كا١بمادات كا٢بيواانت سول العقبلء بلساف
ا٢باؿ حيث تدؿ على الصانع كقدرتو كلطيف حكمتو فكأهنا تنطق بذلك كيصّب ٥با ٗبنزلة
التسبيح قاؿ البغوم :كالقوؿ األكؿ ىو ا٤بنقوؿ عن السلف .كقاؿ ابن ا٣بازف ُب لباب التأكيل:
كالقوؿ األكؿ ىو األصح ٤با دلت عليو األحاديث كأنو منقوؿ عن السلف قاؿ البغوم :كاعلم
أف هلل تعأب علما ُب ا١بمنادات ال يقف عليو غّبه فينبغي أف يوكل علمو إليو أىػ.
كُب لباب التأكيل عند قولو تعأب{ :أٓب تر أف هللا يسجد لو من ُب السماكات كمن ُب األرض
كالشمس كالقمر كالنجوـ كا١بباؿ كالشجر كالدكاب} قيل :معُب سجودىا الطاعة فإنو ما من
ٝباد إال كىو مطيع هلل تعأب خاشع كمسبح لو كما كصفها اب٣بشية كالتسبيح كىذا مذىب أىل
السنة أىػ .كُب السراج ا٤بنّب ُب ىذا احملل :ركم عن عمر بن دينار قاؿ٠ :بعت رجبل يطوؼ
ابلبيت كىو يبكي فإذا ىو طاكس فقاؿ :أعجبت من بكائي؟ قلت :نعم قاؿ :كرب الكعبة إف
ىذا القمر يبكي من خشية هللا تعأب كال ذنب لو أىػ.
كفيو أيضا عند قولو تعأب{ :أٓب تر أف هللا يسبح لو من ُب السماكات كاألررض كالطّب صافات
يقع عليها يقاؿ لو القطقاط كينظف ما بْب أسناهنا كعلى رأس ذلط الطائر كالشوكة فإذا ىم
التمساح ابلتقاـ ذلك الطائر أتذل من تلك الشوكة فيفتح فاه فيخرج ذلك الطائر .كالسلحفاة
تتناكؿ بعد أكل ا٢بية سعَبا جبليا ٍب تعود كقد عوفيت من ذلك .كحكي عن بعض الثقات
اجملربْب للصيد أنو شاىد ا٢ببارم تقاتل األفعى كينهزـ عنها إٔب بقلة يتناكؿ منها ٍب يعود كال يزاؿ
كذلك ككاف ذلك الشخص قاعدا ُب كن ككانت البقلة قريبة من مسكنو فلما اشتغل ا٢ببارم
ابألفعى قلع البقلة فعاد ا٢ببارم إٔب منبتها فلم ٯبدىا فأخذ يدكر حوؿ منبتها دكراان
متتابعا حٌب خر ميتا فعلم الشخص أنو يعاِب أبكلها من اللسعة كتلك البقلة ىي الكركاز الربم.
كابن عرس يستظهر ُب مقاتلة ا٢بية أبكل السراب فالنكهة السرابية تنفر عنها األفعى كالكبلب
إذا داكت بطوهنا أكلت سنبل القمح كإذا خرجت داكت ا١براحة ابلسعَب ا١ببلي .رابعها القنافذ
قد ٙبس ابلشماؿ كا١بنوب قبل ا٥ببوب فتغّب ا٤بدخل إٔب جحرىا ككاف رجل ابلقسطنطينية قد
أثرل بسبب أنو ينذر ابلريح قبل ىبوهبا كينتفع الناس إبنذاره ككاف السبب فيو قنفذا ُب داره
يفعل الصيغ ا٤بذكور فيستدؿ بو.
كا٣بطاب صناعة ُب اٚباذ العش من الطْب كقطع ا٣بشب فإف أعوزه الطْب ابتل كٛبرغ ُب الَباب
ليحمل جناحاه قدرا من الطْب كإذا فرغ ابلغ ُب تعهد الفراخ كأتخذ ذرقتها ٗبناقرىا كترميها من
كحاؿ النمل ُب الذىاب إٔب مواضعها على خط مستقيم ٰبفظ بعضها بعضا أمر عجيب كإذا
كشف عن بيوهتا الساتر الذم كاف يسَبىا ككاف ٙبتو بيض ٥با فإف كل ٭بلة أتخذ بيضة ُب فمها
كتذىب ُب أسرع كقت .كاالستقصاء ُب ىذا الباب مذكور ُب كتب طبائع ا٢بيواف كا٤بقصود من
ذلك أف الفضبلء من العقبلء يعجزكف عن أمثاؿ تلك ا٢بيل كإذا كاف كذلك فلم ال ٯبوز أف
يقاؿ أهنا تسبح هللا تعأب كتثِب عليو كإف كانت غّب عارفة بسائر األمور الٍب يعرفها الناس كيؤيد
ىذا قولو تعأب{ :كلكن ال تفقهوف تسبيحهم} كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":إف نوحا عليو
السبلـ أكصى ابنو عند موتو ببل إلو إال هللا فإف السماكات السبع كاألرضْب السبع لو كن ُب
حلقة مبهمة قصمتهن كالسبحاف هللا كٕبمده فإهنا صبلة كل شيء كهبا يرزؽ كل ا٣بلق " .كقاؿ
الغزإب ُب اإلحياء ركم أف رجبل جاء إٔب النيب ملسو هيلع هللا ىلص فقاؿ :تولت عِب الدنيا كقلت ذات يدم
فقاؿ لو رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :فأين أنت من صبلة ا٤ببلئكة كتسبيح ا٣ببلئق كهبا يرزقوف قاؿ :فقلت:
كما ىي اي رسوؿ هللا قاؿ :قل :سبحاف هللا كٕبمده سبحاف هللا العظيم مائة مرة ما بْب طلوع
الفجر إٔب أف يضيء الصبح أتتيك الدنيا راغمة
صاغرة كٱبلق هللا عز كجل من كل كلمة ملكا يسبح هللا تعأب إٔب يوـ القيامة لك ثوابو أىػ .كُب
لباب التأكيل كالسراج ا٤بنّب عند قولو تعأب{ :ككرث سليماف داككد كقاؿ اي أيها الناس علمنا
منطق الطّب} ركم عن كعب ا٢ببار أنو قاؿ :صاح كرشاف عند سليماف عليو السبلـ فقاؿ:
أتدركف ما يقوؿ؟ قالوا :ال ،قاؿ :يقوؿ :لدكا للموت كابنوا للخراب ،كصاحت فاختة فقاؿ:
أتدركف ما تقوؿ؟ قالوا :ال ،قاؿ :فإهنا تقوؿ :اي ليت ىذا ا٣بلق ٓب ٱبلقوا ،كصاح طاككس فقاؿ:
أتدركف ما يقوؿ؟ قالوا :ال ،قاؿ :فإنو يقوؿ :كما تدين تداف ،كصاح ىدىد
فقاؿ :أتدركف ما يقوؿ؟ قالوا :ال ،قاؿ :فإنو يقوؿ :من ال يرحم ال ييرحم ،كصاح صرد فقاؿ:
أتدركف ما يقوؿ؟ قالوا :ال ،قاؿ :فإنو يقوؿ :كل كائن حي ميت ككل جديد بلل ،كصاح خطاؼ
فقاؿ :أتدركف ما يقوؿ؟ قالوا :ال ،قاؿ :فإنو يقوؿ :قدموا خّبا ٘بدكه ،كىدلت ٞبامة فقاؿ:
أتدركف ما تقوؿ؟ قالوا :ال ،قاؿ :فإهنا تقوؿ :سبحاف ريب األعلى مؤل ٠بائو كأرضو ،كصاح
فيقوؿ :اللهم العن العشار ،كأما الفرس فيقوؿ :إذا التقة الصفاف سبوح قدكس رب ا٤ببلئكة
كالركح ،كأما الزرزكر فيقوؿ :اللهم إ٘ب أسألك قوت يوـ اي رزاؽ ،كأما الدراج فيقوؿ :الرٞبن
على العرش استول .قاؿ :فأسلم اليهود كحسن إسبلمهم .كركم عن جعفر بن دمحم الصادؽ عن
أبيو عن جده عن ا٢بسْب بن علي قاؿ :إذا صاح النسر قاؿ :اي ابن آدـ عش ما شئت آخرؾ
ا٤بوت ،كإذا صاح العقاب قاؿُ :ب البعد من الناس أنس ،كإذا صاح القنرب قاؿ :إ٥بي العن
مبغضي دمحم كآؿ دمحم ،كإذا صاح ا٣بطاؼ قرأ{ :ا٢بمد هلل رب العا٤بْب} كٲبد {كال الضالْب}
كما
ٲبد القارئ اىػ .قلت :كيكفي ُب الرد على ا٤بنكر قولو تعأب{ :قالت ٭بلة اي أيها النمل ادخلوا
مساكنكم} اآلية ،حٌب أثبت ٥با أىل ا٤بعا٘ب أنواعا من الببلغة ُب ىذا الكبلـ ا٤بوجز حيث
اندت كنبهت ك٠بت كأمرت كنصت كحذرت كخصت كعمت كأشارت كأعذرت ككجهة ،اندت
اي نبهت ىا ٠بت النمل أمرت ادخلوا نصت مساكنكم حذرت ال ٰبطمنكم خصت سليماف
ككاف ينحر ُب كل يوـ مدة مقامو ٗبكة ٟبسة آالؼ انقة كيذبح ٟبسة آالؼ بقرة كعشرين ألف
شاة ،كقاؿ ٤بن حضره من أشراؼ قومو :إف ىذا ا٤بكاف ٱبرج منو نيب عريب صفتو كذا ككذا
كيعطي النصر على ٝبيع من انكأه كتبلغ ىيبتو مسّبة شهر ،القريب كالبعيد عنده ُب ا٢بق سواء
ال أتخذه ُب هللا لومة الئم ،قالوا لو :فبأم دين يدين اي نيب هللا؟ قاؿ :بدين ا٢بنيفية فطوىب ٤بن
أدركو كآمن بو ،قالوا :فكم بيننا كبْب خركجو اي نيب هللا؟ قاؿ :مقدار ألف عاـ فليبلغ الشاىد
منكم الغائب فإنو سيد األنبياء كخاًب الرسل كأقاـ ٗبكة حٌب قضى نسكو ٍب
خرج منها صباحا كسار ٫بو اليمن فواَب صنعاء كقت الزكاؿ كذلك مسّبة شهر فرأل أرضا
حسنا تزىو خضرهتا فأحب النزكؿ ليصلي كيتغذل فلما نزؿ قاؿ ا٥بدىد :إف سليماف اشتغل
ابلنزكؿ فارتفع ٫بو السماء فنظر إٔب طوؿ الدنيا كعرضها ٲبينا كمشاال فرأل بستاان لبلقيس فماؿ
إٔب ا٣بضرة فوقع فيو فإذا ىو هبدىد من ىداىد اليمن فهبط عليو ككاف اسم ىدىد سليماف
يعفور فقاؿ ىدىد اليمن ليعفور :من أين أقبلت كأين تريد؟ قاؿ :أقبلت من الشاـ مع صاحيب
سليماف بن داككد عليهما السبلـ ،فقاؿ :كمن سليماف؟ قاؿ :ملك ا١بن كاإلنس كالشياطْب
كالطّب
كالوحوش كالريح كذكر لو من عظمة ملك سليماف كما سخر هللا لو من كل شيء فمن أين
أنت؟ فقاؿ لو ا٥بدىد اآلخر :أان من ىذه الببلد ككصف لو ملك بلقيس كأف ٙبت يدىا اثنا
عشر ألف قائدٙ ،بت كل قائد مائة ألف مقاتلٍ ،ب قاؿ :فهل أنت منطلق معي حٌب تنظر إٔب
قاؿ ابن العباس :ككاف ا٥بدىد دليل سليماف على ا٤باء ككاف يعرؼ ا٤باء كيرل ا٤باء ٙبت األرض
كما يرل ُب الزجاجة كيعرؼ قربو كبعده فينقر األرض ٍب ٘بيء الشياطْب فيسلخوهنا كما يسلخ
اإلىاب كيستخرجوف ا٤باء إٔب أف قاؿ :فلما دخل على سليماف كقت الصبلة سأؿ اإلنس
كا١بن كالشياطْب عن ا٤باء فلم يعلموه فتفقد ا٥بدىد فلم ٯبده فدعا عريف الطّب كىو النسر
فسألو عن ا٥بدىد فقاؿ :أصلح هللا تعأب ا٤بلك ما أدرم أين ىو كال أرسلتو إٔب مكاف ،فغضب
سليماف عند ذلك كقاؿ{ :ألعذبنو عذااب شديدا أك ألذٕبنو أك لياتيِب بسلطاف مبْب} إٔب أف
علي اب٥بدىد الساعة ،فرفع العقاب نفسو دكف
قاؿٍ :ب دعا ابلعقاب سيد الطّب فقاؿ لوٌ :
السماء حٌب التزؽ اب٥بواء فنظر إٔب الدنيا كالقصعة ُب يد الرجل ٍب التفت ٲبينا كمشاال فإذا ىو
اب٥بدىد مقببل من ٫بو اليمْب فانقض عليو العقاب يريده ،فلما رأل ا٥بدىد ذلك علم أف
العقاب يقصده هبدكء انشده كقاؿ :أسألك ٕبق الذم قواؾ كأقدرؾ علي إال ما رٞبتِب كٓب
تتعرض ٕب بسوء فَبكو ٍب قاؿ :كيلك ثكلتك أمك إف نيب هللا قد حلف ليعذبنك أك يذٕبنك
فقاؿ :أك ما استثُب نيب هللا؟ قاؿ :بلى قاؿ :أك ليأتيِب بسلطاف مبْب ،قاؿ ا٥بدىد :قد ٪بوت
إذاٍ ،ب طارا متوجهْب ٫بو سليماف عليو السبلـ فلما انتهيا إٔب ا٤بعسكر تلقاه النسر كالطّب فقاال
لو :أين غبت ُب يومك ىذا فلقد توعدؾ نيب هللا كأخربكه ٗبا قاؿ ،فقاؿ ا٥بدىد :أك ما استثُب
نيب هللا عليو السبلـ ،قاال :بلى قاؿ :أك ليأتيِب بسلطاف مبْب ،قاؿ :قد ٪بوت إذاٍ ،ب طار
ا٥بدىد كالعقاب حٌب أتيا سليماف ككاف قاعدا على كرسيو فقاؿ العقاب :قد أتيتك بو اي نيب هللا
ٍب قاؿ :فلما قرب منو ا٥بدىد أرخى ذنبو كجناحيو ٯبرٮبا على األرض تواضعا لسليماف ،فلما
دان منو أخذ برأسو فمده إليو كقاؿ لو :أين كنت ألعذبنك عذااب
شديدا قاؿ لو ا٥بدىد :اي نيب هللا اذكر كقوفك بْب يدم هللا تعأب ،فلما ٠بع سليماف ذلك منو
ارتعد كعفا عنو ٍب سألو :ما الذم أبطأؾ عِب؟ اىػٍ .ب قاؿ ُب السراج{ :فقاؿ أحطت} أم علما
ٗبا ٓب ٙبط بو كجئتك أم اآلف من سبأ بنبأ أم خرب يقْب أم ٧بقق ،فقاؿ سليماف :كما ذلك؟
قاؿ{ :إ٘ب كجدت امرأة ٛبلكهم كأكتيت من كل شيء ك٥با عرش عظيم} ك٤با كاف ا٥بدىد ُب
قاؿ قتادة :فوافاىا ُب قصرىا كقد غلقت األبواب ككانت إذا رقدت غلقت األبواب كأخذت
ا٤بفاتيح فوضعت ٙبت رأسها فأاتىا ا٥بدىد كىي انئمة مستلقية على قفاىا فألقى الكتاب على
٫برىا ،كقيل :نقرىا فانتبهت فزعة .كقاؿ مقاتلٞ :بل ا٥بدىد الكتاب ٗبنقاره حٌب كقف على
رأس ا٤برأة كحو٥با القادة كا١بنود فرفرؼ ساعة كالناس ينظركف إليو حٌب رفعت ا٤برأة رأسها
فألقى الكتاب ُب حجرىا.
كقاؿ كىب بن منبو كابن زيد :كانت ٥با كوة مستقبلة الشمس تقع الشمس فيها حْب تطلع فإذا
نظرت إليها سجدت ٥با فجاء ا٥بدىد إٔب الكوة فسدىا ٔبناحيو فارتفعت الشمس كٓب تعلم هبا،
فلما استبطأت الشمس قامت تنظر إليها فرمى ابلصحيفة إليها فأخذت بلقيس الكتاب ككانت
قارئة اىػٍ .ب قاؿ صاحب اإلبريز :ك٠بعتو رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :إف الثور إذا رأل ثورا آخر
تكلم معو ٗبا كقع لو ُب سائر يومو فيقوؿ لو :رعيت عشية كذا ككذا كشربت ماء كذا ككذا كبقي
ُب خاطرم كذا ،فيجيب اآلخر ٗبثل ذلك كيتحداثف ٗبا شاء هللا تعأب كُب كبلمهما
تقطيع كتقدير ٗبنزلة ا٢بركؼ كا٤بخارج من كبلمنا كلكن ذلك ٧بجوب عنا ككذا كبلـ سائر
قاؿ :ك٠بعتو رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :كم مرة أذىب ألقضي حاجٍب ُب بيت الوضوء فأرجع
من غّب قضائها ٤با أ٠بع من ذكر ا٤باء السم ا١ببللة اىػ .ك٩با يؤيد كبلـ الشيخ رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنا بو ُب قوؿ الشيخ الور٘بيِب ُب عرائس البياف عند قولو تعأب{ :يسبح لو
السماكات السبع كاألرض كمن فيهن كإف من شيء إال يسبح ٕبمده كلكن ال تفقهوف
تسبيحهم} :إف هللا سبحانو أكجد ا٣بلق بقدرتو القدٲبة األزلية كا٤بشيئة السابقة كاإلرادة القائمة
بذاتو كعلمو كحكمتو فخرج الكوف من العدـ ٩با ظهر عليها صفات القدـ فباشر أنوار
قدرتو الوجود فأثرت قدرتو كمباشرهتا ُب األشياء األركاح ا٢بضرية كالعقوؿ الرابنية كاأللسنة
ا٢بيارية كا٤بعرفة األبدية كرفع ا٢بجاب من بينها كبْب معادف القدرة كمصادر الفعل فشاىدت
األشياء مصادرىا فاىتزت أركاحها بنعت عشقها إٔب معادىا كتكلمت ألسنتها بقدس خالقها
كتقديس ابرئها كتسبيح صانعها كذلك من حياة انقصة شائعة من أتثّب ا٢بياة األزلية فالكل ُب
حياهتا قائمة بتلك ا٢بياة مسبحة لصانعها بتلك األلسنة كذلك من استيبلء غواشي أنوار القدرة
كسبحات العظمة عليها فالسماكات تسبح لو بلساف العظمة كاألرض تسبح لو بلساف
القدرة كمن فيهن يسبح لو من ذكات األركاح كا٢بياة أبلسنة الصفات كاألفعاؿ على قدر
مراتبهم كٝبيع األشياء تسبح لو الناميات كا١بمادات ابلظاىر من قوؿ أىل الرسوـ ال من قوؿ
أىل ا٤بعرفة يسبح بلساف األكصاؼ كاأل٠باء كالنعوت كالعارفوف بو من بينهم يسبحوف لو
ابأللسنة الذاتية ألهنم ُب شركؽ مشوس األزؿ كأنوار طلوع أقمار اآلابد كلكن ال يعرؼ تسبيح
ا١بميع إال من ٘بلى ا٢بق لسره كركحو كعقلو كقلبو كصورتو ٔبميع الذات كالصفات كاألشياء
الغيبية ركحانية ملكوتية تسبح ا٢بق هبا بلغات غيبية كإشارات أزلية كال يسمعها إال أىل
شهود الغيب الذين ينطقوف اب٢بق كيسمعوف اب٢بق كيعقلوف اب٢بق كيعرفوف ا٢بق اب٢بق كينظركف
اب٢بق إٔب ا٢بق كتصديق ما ذكران ُب تسبيح ا١بمادات ما ركل أنس بن مالك قاؿ :كنا عند
قاؿ أبو عثماف ا٤بغريب :ا٤بكوانت كلها يسبحن هللا ابخبلؼ اللغات كلكن ال يسمع تسبيحها
كال يفقو عنها ذلك إال العلماء الرابنيوف الذم فتحت أ٠باع قلوهبم أىػ .قلت :كيكفي ُب ىذه
ا٤بسألة قولو تعأب{ :قالو أنطقنا هللا الذم أنطق كل شيء} .قلت :كإذا تقرر كاتضح كظهر
صحة كبلـ الشيخ ظهورا ال غبار عليو كتبْب جهل من لعلو قد يعَبض عليو فلنرجع إٔب ما كنا
بصدده فنقوؿٍ :ب قاؿ الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :فإذا عرفت ىذا فاعلم أف
أركاح ٝبيع ا٤بوجودات فردا فردا من كل ما سول هللا تعأب ُب كل حملة من الزماف
مشتغلة أبمور ال تنفك عنها حٌب طرفة عْب كتلك األمور ىي صبلة الفاتح ٤با أغلق كفاٙبة
الكتاب كٝبيع القرآف كاالسم الذم خلقها بو كاالسم األعظم الكبّب كالتسبيح ا٣باص هبا،
كقولنا :االسم الذم خلقها بو إذ لكل ركح اسم من أ٠باء هللا تعأب خلقها بو كبو قوامها ال
تشَبؾ ركحاف فأكثر ُب اسم كاحد فهي ُب كل كمقدار طرفة عْب تذكر ىذه األمور بتمامها كإذا
عرفت ىذا عرفت ما تذكره بعد ىذا كىذا أكاف الشركع ُب ا٤بقصود فسلم األمور كال تنكر فإذا
عدد ألسنة ٝبيع العوآب من كل ما سول هللا تعأب ٍب تتضاعف مضاعفة اثلثة على قدر مرتبة كل
لساف فإف من األلسنة من ليس لو من ذكره إال مرة كاحدة من كل لفظ كفيهم من لو التضاعف
مائة مرة ُب كل كلمة من كل ذكر كفيهم من لو عشرة آالؼ كفيهم من لو ألف ألف إٔب عشرة
آالؼ ألف إٔب مائة ألف ألف إٔب ألف ألف ألف إٔب ما كراء ذلك ٩با يكثر ذكره ٍب ٙبسب كل
لفظة على حدهتا بعد التضاعف ا٤بذكور كٯبرم القانوف ُب ثواهبا على قدر ما ذكر ُب رسم
الشركع من كوف كل صبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص خواصها ُب الشركع ككل صبلة ٕبوراء كقصر
ُب ا١بنة كعشر درجات كعشر حسنات ك٧بو عشر سيئات كالطائر الذم يقوـ منها على صورة
ما ذكر ُب ا٢بديث يسبح هللا تعأب إٕب يوـ القيامة كثوابو للمصلي كعشر صلوات من هللا تعأب
من ٝبيع ا٤ببلئكة كىذه الصلوات من هللا تعأب ُب غّب الٍب أتٌب ُب ا٤برتبة الباطنة فإف تلك
ليست ىذه كُب كل صبلة أيضا ٱبلق منها ملك ينغمس ُب ٕبر ا٢بياة ٍب ٱبرج فينتفض فيخلق
هللا تعأب من كل قطرة تقطر منو ملكا يستغفر للمصلي إٔب يوـ القيامة ٍب ُب كل صبلة ثواب
أربعمائة غزكة كثواب أربعمائة حجة مقبولة كاما كل تسبيحة كٙبميدة كهتليلة فكلها
فيها ثواب القرآف كأما ثواب القرآف ُب ىذا فهو غّب ما عند أىل الظاىر فثواب القرآف ُب ىذا
أنو لو اجتمعت األذكار كلها من كل ركح ُب العآب فردا فردا من أم ذكر كاف كٝبيع أ٠باء هللا
تعأب الظاىرة كالبطنة كٝبيع ا٢بسنات من ٝبيع ا٤بوجودات ُب العآب فردا فردا كٝبيع العبادات
ُب العآب من ٝبيع األركاح ُب ٝبيع العآب فردا فردا كٝبعت ىذا الثواب الذم ذكرانه كلو ٓب
يعادؿ ثواب حرؼ من القرآف كىذا ُب غّب الفاٙبة كأما الفاٙبة فثواهبا ثواب ختمة من القرآف
كاملة ُب كل مرة كفيها أيضا ُب كل مرة منها من ا٢بور كالقصور ألف
الفاٙبة ٍب من بعده ملسو هيلع هللا ىلص كل إنساف على قدر مبلغ ثوابو فما عسى أف يكوف األمر إذا حسبت
ا١بمعية الٍب ذكرانىا قبل كلها إٔب لساف كاحد من ألسنتو ملسو هيلع هللا ىلص كما عسى أف يكوف ثوابو ذلك
فكيف إذا أضيف ا١بمعية العظمى إٔب كل لساف من ألسنتو ملسو هيلع هللا ىلص فما عسى أف يبلغ ثواهبا؟
ككذلك لساف أيب بكر الصديق هنع هللا يضر حيث يقوؿ جربيل لنبينا ملسو هيلع هللا ىلص :لو حدثتك بفضائل عمر ُب
السماء ما لبث نوح ُب قومو ما نفذت فضائل عمر كإف عمر ٢بسنة من حسنات أيب بكر فما
عسى أف يكوف األمر إذا تلى
أبو بكر رضي هللا تعأب عنو تلك ا١بمعية كلها بلسانو ككاف ثوابو فيها على قدر رتبتو كأعطي
ملقاة ُب فبلة كىي ٩بلوءة ٗبا ال ٰبصي عدده إال هللا تعأب ٍب ىي كل مقدار طرفة عْب يتزايد
ا٣بلق فيها تزايدا ال عد لو منذا خلقت إٔب األبد كأىلها ال ٲبوتوف ككل من خلق فيها بقي إٔب
األبد كأكؿ نشأهتا حْب كوف هللا طينة آدـ عليو الصبلة كالسبلـ كمن حْب أنشأىا هللا تعأب
كا٣بلق يتزايدكف فيها تزايدا ال يقع عليو عدد من كثرتو كفيها من أعداد عوآب ا٤بخلوقات ما ال
ٰبصي عدده إال هللا تعأب كىي على ىذا ا٤بهيع إٔب أألبد ككل أىلها مع الثمانية آالؼ ٔبميع ما
فيهم من ا٤بخلوقات داخلوف ٙبت حيطة الفاتح ٤با أغلق كألىل
أرض السمسمة ٦ببولوف على تعظيم هللا عز كجل كعبادتو كزمنها ٨بالف لزمننا منذ خلقت فإف
مقدار اليوـ عندان ٛبر عليهم فيو سنوف كُب كل نفس ٰبدث هللا تعأب فيها من ا٣بلق ما ال يعلمو
إال هللا تعأب كُب كل نفس ٰبدث هللا تعأب فيها عوآب يسبحوف الليل كالنهار ال يفَبكف مثل
ا٤ببلئكة كىكذا إٔب األبد ببل هناية ٍب ُب عا٤بنا كغّبه كل ذرة على انفرادىا ٥با ركح ال تفَب عن
ذكر هللا تعأب كال عن عبادتو من حيواف كٝباد حٌب أكراؽ األشجار كرقة كرقة كحٌب ا٢بصى
كالرمل كا٥بباء فردا فردا كحٌب قطر ا٤بطر فردا فردا كحٌب حبوب
الثمار ا٤بأكولة كغّب كا٤بأكولة فردا فردا ككل ما ىلك من أجساد ىذه ا٤بخلوقات ٗبوت أك ىدـ
أك أكل بقية أركاحها ال تفُب ألف األركاح خلقت لؤلبد فهي على حا٥با منذا خلقت ٓب تفَب عن
أك ىبلؾ بقيت أركاحها إٔب األبد ال تفُب بفنائها فانظر ُب ىذا كم ُب األشجار من أكراؽ
متجددة ُب كل عاـ كحبوب متجددة ُب كل عاـ بل كٝبيع ما يصور ا٣بلق ُب األكا٘ب عودا
كمعدان ٫باسا كغّبه أك طينا أك آجرا أك زليجا أك دكرا أك جدراان كل شيء من ذلك لو ركح
حكمها حكم ما تقدـ ذكره ابقية إٔب األبد ال ٛبوت ٗبوت جسدىا كىدمو كىذا كلو من منشأ
العآب إٔب األبد منسحب عليو ىذا ا٢بكم ٍب كل تلك ا١بمعية العظمى الٍب تقدمت ُب أكؿ
ا٤برتبة الظاىرة تتضاعف على ىذه األلسنة ُب ٝبيع العوآب ٍب ُب ستة آالؼ أخرل ُب مراتب
الذاكرين
كما قدمنا فإف مرتبة النيب إذا ذكر تلك ا١بمعية كلها كل كلمة منو ال يقدر قدرىا ُب الثواب
كال ٰبصى ثواهبا من كل من كاف من األنبياء لو لساف كاحد كمن كل من كاف قطبا فإف كل
قطب من األنبياء كالصديقْب لو ثبلٜبائة لساف كستة كستوف لساان كغّب القطب لو لساف كاحد
كانظر ا٤ببلئكة العالْب ُب عددىم كىم ال ٰبصى عددىم فإف السماكات السبع كاألرضْب السبع
٩بلوءة اب٤ببلئكة كإف أضيفت إٔب مبلئكة الكواكب الثابتة كاف نزرا قليبل ،ككذا نسبة مبلئكة
الفلك الثامن إٔب األطلس على ىذا ا٤بهيع ككذا الفلك األطلس مع الكرسي على ىذا
ا٤بهيع كالكرسي مع العرش على ىذا ا٤بهيع ،إف حوؿ العرش ستمائة ألف سرادؽ كالسرادؽ ىو
الصور بعد ما بْب كل سرادؽ كسرادؽ قدر مسافة السماكات كاألرض كذلك ثبلثة عشر ألفا
كٟبسمائة سنة ككلها ٩بلوءة اب٤ببلئكة ،كمن كراء السرادقات مائة ألف صف كسبعوف ألف صف
من ا٤ببلئكة ككل ىذه ا٤ببلئكة ُب مبلئكة الصور نزر قليلٍ ،ب من كراء العرش سبعوف حجااب
٧بيطة بو كإحاطة بيضة النعامة غلظ كل حجاب سبعوف ألف عاـ سّبا ،كسعة كل ما بْب
حجاب كحجاب مسّبة سبعْب ألف عاـ ىواء ،ككل ذلك ا٥بواء ٩بلوء اب٤ببلئكة ال ٘بد فيها قدر
األ٭بلة
األركاح ال تفَب عنو .كذكر ُب ا٢بديث أف ثوابو ُب كل مرة أف يعطيو هللا تعأب عبادة أىل
السماكات كاألرض فإذا ٝبعت أذكار األركاح هبا كلها من حْب أنشأ هللا تعأب العآب إٔب األبد
كضوعف اب٤بضاعفات الثبلث كم يبلغ ثوابو؟ كُب ىذين الذكرين اي من أظهر ا١بميل كالتسبيح
الذم يقدس هللا تعأب بو نفسو يستغرؽ ٝبيع الثواب حٌب ثواب األنبياء كاألقطاب كالصديقْب
من غّب ما يذكركنو ابالسم األعظم فبل مدخل لو فيو كالباقي من الثواب كلو داخل كيدخل فيو
ثواب أعماؿ قلوهبم فإف ثواب عمل الصديقْب إبعطاء حقوؽ التجليات أبدا ككظائف
لو أضيف أعماؿ ا١بن كاإلنس ككثّب من العوآب من منشأ العآب إٔب قياـ الساعة ما بلغت من
عمل الصديق مقدار طرفة عْب ،كٝبيع الصديقْب ال يبلغ ثواهبم ثواب قطب كاحد ،كٝبيع
ابإلشارة كُب كقت آخر يفعل هللا تعأب ما يريد .كأما فضل ا٥بيللة فمعلوـ مشهور ُب ىذه ا٤بلة
احملمدية كما جاء ُب الكتاب كالسنة ،أما الكتاب فقد قاؿ تعأب لسر خليقتو كأفضل بريتو صلى
هللا عليو كسلم{ :فاعلم أنو ال إلو إال هللا} كقاؿ ُب ذـ أىل النار{ :إهنم كانوا إذا قيل ٥بم ال إلو
إال هللا يستكربكف} .كأما السنة فقد كرد ُب فضلها أحاديث كثّبة ،ركل مالك بن أنس عن
طلحة بن عبيد هللا أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :أفضل ما قلت أان كالنبيوف من قبلي ال إلو إال هللا".
كركل ابن منصور الديلمي عن أنس بن مالك رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :من
قاؿ ال إلو إال هللا كمدىا ىدمت لو أربعة آالؼ ذنب من الكبائر" .كركل أبو منصور الديلمي
أيضا عن أنس بن مالك رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلصٜ" :بن ا١بنة ال إلو إال هللا
كٜبن النعمة ا٢بمد هلل" .كركل صاحب الفردكس من غّب إسناد عن أـ ىانئ رضي هللا تعأب عنها
قالت :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :ال إلو إال هللا ال يسبقها عمل كال تَبؾ ذنبا".
كركل ا٤بوصلي كأبو منصور الديلمي عن أنس بن مالك رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص" :ال إلو إال هللا ٛبنع العبد من سخط هللا عز كجل ما ٓب يؤثركا صفقة دنياىم فإذا آثركا
صفقة دنياىم على دينهم كتركوا ال إلو إال هللا ردت إليهم كقاؿ هللا عز كجل :كذبتهم" .كركل
صاحب الفردكس عن أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو" :لقنوا أمواتكم ال إلو إال هللا فإهنا خفيفة
كركل النسائي كابن حباف ُب صحيحو كا٢باكم عن أيب سعيد ا٣بدرم عن رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :قاؿ
موسى عليو السبلـ :اي رب علمِب شيئا أذكرؾ بو كأدعوؾ بو قاؿ :اي موسى قل ال إلو إال هللا،
قاؿ :اي رب كل عبادؾ يقولوف ىذا قاؿ :قل ال إلو إال هللا قاؿ :إ٭با أريد شيئا ٚبصِب بو قاؿ :اي
موسى لو أف السماكات السبع كاألرضْب السبع ُب كفة كال إلو إال هللا ُب كفة مالت هبن ال إلو
إال هللا.
كركل عبد بن ٞبيد عن عبد هللا بن عمرك بن العاص رضي هللا تعأب عنهما أف رسوؿ هللا صلى
هللا عليو كسلم قاؿ" :يؤتى برجل يوـ القيامة ٍب يؤتى اب٤بيزاف ٍب يؤتى بتسعة كتسعْب سجبل كل
سجل منها مد البصر فيها خطاايه كذنوبو فتوضع ُب كفة ا٤بيزاف ٍب ٱبرج لو قرطاس مثل ىذا ػ
كأمسك إبهبامو على نصف أصبعو ػ فيها أشهد أف ال إلو إال هللا كأف دمحما عبده كرسولو فتوضع
ُب كفة أخرل فَبجح ٖبطاايه كذنوبو" قاؿ الفشِب ُب شرحو على األربعْب النوكية عند قولو ملسو هيلع هللا ىلص:
"أمرت أف أقاتل الناس حٌب يقولوا ال إلو إال هللا"
ا٢بديث .فصلُ :ب الكبلـ عن ال إلو إال هللا كبعض فضائلها :اعلم أف هللا سبحانو كتعأب أمر
عباده أف يعتقدكىا كيقولوىا فقاؿ سبحانو{ :فاعلم أنو ال إلو إال هللا} كذـ مشركي العرب
بقولو{ :إهنم كانوا إذا قيل ٥بم ال إلو إال هللا يستكربكف} كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص لعمو أيب طالب" :قل ال إلو
إال هللا كلمة أشهد لك هبا يوـ القيامة" فبل إلو إال هللا كلمة التقول كما فسرىا ملسو هيلع هللا ىلص.
كُب حديث عثماف رضي هللا تعأب عنو٠ :بعت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ" :إ٘ب ألعلم كلمة ال يقو٥با
عبد حقا من قلبو إال حرمو هللا تعأب على النار" فقاؿ عمر رضي هللا تعأب عنو :أان أحدثك ما
ىي كلمة اإلخبلص الٍب الزمها دمحم كأصحابو .قاؿ سهل النسَبم رٞبو هللا تعأب :ليس لقوؿ ال
إلو إال هللا ثواب إال النظر إٔب كجو هللا عز كجل كا١بنة ثواب األعماؿ.
كقيل أف كلمة التوحيد إذا قا٥با الكافر ينتفي عنو ظلمة الكفر كيثبت ُب قلبو نور التوحيد كإذا
قا٥با ا٤بؤمن ُب كل يوـ ألف مرة فكل مرة تنفي عنو شيئا ٓب تنفو ا٤برة األكٔب كىي أفضل الذكر
كما قالو النيب ملسو هيلع هللا ىلص كىي أدب الناسكْب كعمدة السالكْب كعدة السائرين كٙبفة السابقْب .كعن
ابن عباس رضي هللا تعأب عنهما قاؿ :يفتح هللا أبواب ا١بنة كينادم مناد من ٙبت العرش :أيتها
كسئل بعض العلماء عن معُب قولو تعأب{ :كبّب معطلة كقصر مشيد} فقاؿ :البئر ا٤بعطلة قلب
الكافر معطل من قوؿ ال إلو إال هللا كالقصر ا٤بشيد قلب ا٤بؤمن معمور بشهادة أف ال إلو إال
هللا .كقيل ُب قولو تعأب{ :كقولوا قوال سديدا} يعِب قوؿ ال إلو إال هللا .كركم أف النيب صلى هللا
عليو كسلم كاف ٲبشي ُب الطريق كيقوؿ " :قولوا ال إلو إال هللا تفلحوا " .كقاؿ سفياف بن عيينة:
ما أنعم هللا على العباد بنعمة أفضل من أف عرفهم ال إلو إال هللا كأف ال إلو إال هللا ُب اآلخرة
كا٤باء ُب الدنيا.
كذكر سفياف الثورم رٞبو هللا :أف لذة قوؿ ال إلو إال هللا ُب اآلخرة كلذة شرب ا٤باء البارد ُب
الدنيا .كقاؿ ٦باىد ُب تفسّب قولو تعأب{ :كأصبغ عليكم نعمو ظاىرة كابطنة} أنو ال إلو إال هللا.
كقيل أف كل كلمة يصعد هبا ا٤بلك إال قوؿ ال إلو إال هللا فإنو يصعد بنفسو دليلو قولو تعأب:
{إليو يصعد الكلم الطيب} أم قوؿ ال إلو إال هللا {كالعمل الصاّب يرفعو} أم ا٤بلك يرفعو إٔب
هللا تعأب حكاه الرازم.
حكي عن اإلماـ الرازم رٞبو هللا تعأب أف رجبل كاف كاقفا بعرفة فكاف ُب يده سبعة أحجار
فقاؿ :اي أيتها األحجار اشهدكا ٕب أ٘ب أشهد أف ال إلو إال هللا كأشهد أف دمحما رسوؿ هللا فناـ
فرأل ُب ا٤بناـ كأف القيامة قد قامت كحوسب ذلك الرجل فوجبت لو النار فلما ساقوا بو إٔب
ابب من أبواب جهنم جاء حجر من تلك األحجار السبعة كألقى نفسو على ذلك الباب
فاجتعمت مبلئكة العذاب على رفعو فما قدركا ٍب سيق إٔب الثا٘ب فكاف األمر كذلك كىكذا
األبواب السبعة فسيق بو إٔب العرش فقاؿ هللا سبحانو كتعأب :عبدم أشهدت األحجار فبل
يضيع
حقك كأان شاىد على شهادتك بتوحيدم ادخل ا١بنة فلما قرب من أبواب ا١بناف كجد أبوهبا
مغلوقة فجاءت شهادة ال إلو إال هللا كفتحت األبواب كدخل الرجل ا١بنة .كركل القرطيب
بسنده أف اتلنيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ " :حضر ملك ا٤بوت عليو السبلـ رجبل فنظر ُب كل عضو من
أعضائو فلم ٯبد فيو حسنة ٍب شق عن قلبو فلم ٯبد فيو شيئا ٍب فك عن ٢بييو فوجد طرؼ
لسانو الصقا ٕبنكو يقوؿ ال إلو إال هللا فقاؿ كجبت لك ا١بنة بقوؿ كلمة اإلخبلص يعِب ال إلو
إال هللا .كُب ا٢بديث :من كاف آخر كبلمو من الدنيا ال إلو إال هللا دخل ا١بنة.
كفيو أيضا :ليس على أىل ال إلو إال هللا كحشة ُب قبورىم كال نشورىم ككأ٘ب أبىل ال إلو إال هللا
ينفضوف الَباب عن رؤكسهم كيقولوف :ا٢بمد هلل الذم أذىب عنا ا٢بزف .كاألحاديث كاآلاثر ُب
فضلها كثّبة شهّبة كُب ىذا كفاية أىػ .كأما فضل قوؿ الذاكر :عليو سبلـ هللا بعد قولو ُب ا٤برة
األخّبة من كلمة الشهادة ال إلو إال هللا سيدان دمحم رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فسيأٌب ُب الفصل ا٤بوُب أربعْب
ُب ذكر فضائل األذكار غّب البلزمة للطريقة عند تعرضنا لذكر فضل السبلـ عليو كذكر فضل
السبلـ عليك أيها النيب كرٞبة هللا
كأما فضل :سبحاف ربك رب العزة عما يصفوف كسبلـ على ا٤برسلْب كا٢بمد هلل كرب العا٤بْب
ففي لباب التأكيل عند ىذه اآلية :كقيل العرض من ذلك تعليم ا٤بؤمنْب أف يقولوا كال ينحلوا بو
كال يغفلوا عنو ٤با ركم عن علي بن أيب طالب رضي هللا تعأب عنو :من احب أف يكتاؿ اب٤بكياؿ
األكَب من األجر يوـ القيامة فليكن آخر كبلمو إذا قاـ من ٦بلسو :سبحاف ربك رب العزة عما
يصفوف كسبلـ على ا٤برسلْب كا٢بمد هلل كرب العا٤بْب .كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو
سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
الفصل األربعوف
:
هللا تعأب عنو :ىذا حكم من احتلم ُب السفر كأما من احتلم ُب ا٢بضر كالصحة فبل يذكر شيئا
من أكراده إال إذا اغتسلٍ ،ب قاؿ بعد كبلـ كأما ذكر الفاٙبة بنية االسم فبل يقرؤىا ابلتيمم ال ُب
السفر كال ُب ا٢بضركلو طاؿ إٔب األبد أىػ .كإذا فهمت ىذا فلنشرع ُب ا٤بقصود ٕبوؿ ا٤بلك
ا٤بعبود فنقوؿ :كأما فضل ايقوتة ا٢بقائق ففي جواىر ا٤بعا٘ب أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو ذكر أف من داكـ على قراءهتا تضمن لو خّب الدنيا كاآلخرة كأف من ذكرىا مرتْب
ُب الصباح كمرتْب ُب ا٤بساء غفرت لو ذنوبو الكبائر كالصغائر
ابلغة ما بلغت كال يقع لو كىم ُب التوحيد لكن ابإلذف الصحيح منو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه
كعنا بو أك ٩بن أذف لو .كأما حزب السيفي فلو اثنتا عشرة ألف خاصية ،قاؿ شيخنا رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :قاؿ جربيل للنيب ملسو هيلع هللا ىلص للسيفي اثنتا عشرة ألف خاصية ستة آالؼ ُب
الدنيا كستة آالؼ ُب اآلخرة فمن داكـ على قراءتو حصلت لو ا٣بواص أبٝبعها الدنيوية
كاألخركية أىػ.
كقاؿ السيد دمحم عوث هللا ُب جواىره :اعلم أف السيفي آية من آايت هللا تعأب فيها عجائب ال
ٙبصى كغرائب ال تنكر كأكثر أىل هللا كجدكا الفيض الفياض من ىذا الدعاء كصاركا منو
كقاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أف حزب السيفي كصبلة الفاتح ٤با أغلق يغنياف
عن ٝبيع األذكار حيث كانت ،كما توجو متوجو كال تقرب متقرب إٔب هللا تعأب أبفضل منهما
كأما السيفي فهو للنيب ملسو هيلع هللا ىلص كلو ستوف ألف كرامة اىػ .كمرادم أف أذكر من كراماتو األخركية
فقط شيئا قليبل ٲبكن ٕب ذكره كإفشاؤه فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء
الطريق :منها :أف من الزـ قراءتو صباحا كمساء ٰببو هللا ٧ببة خاصة ،كمنها أف من كتبو كعلقو
عليو يعد من الذاكرين هللا كثّبا كالذاكرات كإف ٓب
يذكره ،كمنها أف من الزـ قراءتو صباحا كمساء ال يكتب عليو ذنب ،كمنها أف من الزـ قراءتو
صباحا كمساء غفر هللا تعأب ما تقدـ من ذنبو ،كمنها أف من قرأه ُب سنة ال تكتب ذنوبو تلك
السنة ،كمنها أف من قرأه مرة يعطى عبادة سنة كمرتْب يعطى عبادة سنتْب كثبلاث يعطى عبادة
ثبلث سنْب كىكذا على ىذا ا٤بهيع ،كمنها أف هللا تعأب يعطي قارئو ثواب صوـ رمضاف ،كمنها
أف هللا تعأب يعطي قارئو مرة مثل ثواب قياـ ليلة القدر ابلغا ما بلغ ُب كل مرة ،كمنها أف من
قرأه إحدل كأربعْب مرة فإف هللا تعأب يرزقو كرامات األكلياء كٯبعلو
مصباحا ٥بم ُب أم مكاف إبذف هللا تعأب ،كمنها أف من قرأه كل صباح ثبلث مرات إٔب ٛباـ
أربعْب صباحا انؿ كرامة األكلياء كصار عزيزا مكرما بْب ا٣ببلئق ال ٱباصم كال يدافع ،كمنها أف
من قرأه إحدل كأربعْب مرة صباحا متواليا بلغو هللا تعأب مرتبة الوالية ككاف من أكلياء هللا تعأب
الذين يتصرفوف ُب الغيب ،كمنها أف من أراد رؤية نيب من األنبياء أك كٕب من األكلياء أك كاحد
من أىلو أك أقاربو فليقرأه إحدل كأربعْب مرة فإنو يراه إبذف هللا تعأب ،كمنها أف من قرأه على
نفسو ككالده إحدل كأربعْب مرة ال يركف ُب الدنيا شدة
كال ُب اآلخرة مشقة ،كمنها أف من قرأه مرة كاحدة أ٪باه هللا تعأب من موت الفجأة ،كمنها أف
من قرأه أربعْب مرة إلحضار ا٣بضر ٰبضره ا٣بضر رضي هللا تعأب عنو ،كمنها أف ا٤بداكـ على
قراءتو ال ٱبرج من الدنيا إال مع اإلٲباف كلو كانت أعمالو ال تصلح كلو كانت ذنوبو مثل زبد
ا٤ببْب إٔب قولو :ال إلو إال أنت سجدت ا٤ببلئكة كلهم هلل عز كجل كسألوه أف يقضي حاجة
الداعي ،اىػ ما أردان ذكره كقد ٝبعنا بعض خواصو ككراماتو ُب أتليف مستقل مفيد فانظره فإف
فيو ما يكفيك إف شاء هللا تعأب .كأما حزب ا٤بغِب فإنو يقرؤ بعد قراءة حزب السيفي لكن إف
قرأت حزب السيفي مرة كاحدة كٓب تزد فإنك تقرأ حزب ا٤بغِب مرة كاحدة ،كمن فضائل حزب
ا٤بغِب أف من الزـ قراءة حزب السيفي صباحا كمساء ٰببو هللا تعأب ٧ببة خاصة كما تقدـ كمن
الزـ تلك احملبة ا٣باصة أف هللا تعأب ٲبتحن صاحبها ابلفقر ك٫بوه كال ٲبنع بفضل
هللا تعأب من ذلك االمتحاف إال قراءة حزب ا٤بغِب بعد قراءة حزب السيفي على الوصف
ا٤بتقدـ .كأما سورة القدر فإهنا مثل السيفي ُب الثواب كما أخرب بو الشيخ رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو عن سيد الوجود كعلم الشهود سيدان كموالان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص .كأما سورة اإلخبلص
فقد ركم ُب فضلها أحاديث كثّبة ،ركل البخارم عن أيب سعيد ا٣بدرم رضي هللا تعأب عنو أف
كركل الَبمذم كقاؿ :حسن غريب عن أنس رضي هللا تعأب عنو عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص" :من قرأ كل يوـ
مائة مرة {قل ىو هللا أحد} ٧با هللا عنو ذنوبو ٟبسْب سنة إال أف يكوف عليو دين" كُب ركاية عنو
عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :من أراد أف يناـ على فراشو فناـ على ٲبينو ٍب قرأ {قل ىو هللا أحد} مائة
مرة فإذا كاف يوـ القيامة يقوؿ الرب تبارؾ كتعأب :اي عبدم ادخل على ٲبينك ا١بنة".
كركل الَبمذم ايضا عن أنس رضي هللا تعأب عنو أف رجبل قاؿ :اي رسوؿ هللا إ٘ب أحب ىذه
السورة {قل ىو هللا أحد الو الصمد} قاؿ حبك إايىا أدخلك ا١بنة .كركل الَبمذم أيضا كقاؿ
حديث حسن صحيح عن أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :أقبلت مع رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فسمع
رجبل يقرأ {قل ىو هللا أحد هللا الصمد} فقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :كجبت لك ا١بنة .كركل أبو يعلى
أف أنس بن مالك رضي الو تعأب عنو قاؿ:قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":من قرأ قل ىو هللا أحد ٟبسْب
مرة غفر هللا لو ذنوب ٟبسْب سنة ".
كركل مسدد كأبو بكر بن أيب شيبة كالنسائي إبسناد صحيح عن مهاجر بن ا٢بسن قاؿ٠ :بعت
رجبل ٰبدث قاؿ :إ٘ب ألسّب مع النيب ملسو هيلع هللا ىلص ُب ليلة مظلمة فسمع قارائ يقرأ قل اي أيها الكافركف
فقاؿ :أما ىذا فقد برئ من النفاؽ فسمع قارائ يقرأ قل ىو هللا أحد فقاؿ :أما ىذا فقد كفر لو
فكففت راحلٍب ألنظر من الرجل فأبشره فنظرت ٲبينا كمشاال فما رأيت أحدا.
كركل الطربا٘ب عن أيب ىريرة أنو ٠بع رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ":من قرأ قل ىو هللا أحد بعد صبلة
الصبح انٍب عشرة مرة فكأ٭با قرأ القرآف أربع مرات ككاف أفضل أىل األرض يومئذ إذا اتقى.
كركل سعيد بن ا٤بسيب أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ":من قرأ قل ىو هللا أحد إحدل عشرة مرة بُب
هللا لو قصرا ُب ا١بنة كمن قرأىا عشرين مرة بُب هللا لو قصرين ُب ا١بنة كمن قرأىا ثبلثْب مرة بُب
هللا قاؿ هللا :دخل حصِب كمن دخل حصِب أمن من عذايب " .كركل مسلم عن عائشة اهنع هللا يضر أف
النيب ملسو هيلع هللا ىلص بعث رجبل ُب سرية فكاف يقرأ ُب صبلتو فيختم بقل ىو هللا أحد فلما رجعوا ذكركا
ذلك لرسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فقاؿ :سلوه ألم شيء يفعل ذلك فسألوه فقاؿ :ألهنا صفة الرٞبن فأان
أحب أف أقرأىا فقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :أخربكه أف هللا ٰببو " نسأؿ هللا بفضلو ككرمو أف ٰببنا ك٫ببو حٌب نلقاه
على ذلك كقاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب :كرد ُب
ا٢بديث الشريف أف من قرأ
سورة اإلخبلص مائة ألف مرة أعتقو هللا من النار كبعث مناداي ينادم يوـ القيامة من كاف لو دين
على فبلف فليأتِب أؤديو عنو كليفعل ما يقدر عليو كل يوـ حٌب يكمل كتبلكهتا تكوف مع
البسملة ُب كل مرة كاستقباؿ القبلة كعدـ الكبلـ ُب كقت الذكر كفيها عدد ثبلثة كثبلثْب ألف
سلكة كثبلٜبائة ألف سلكة كثبلث كثبلثْب سلكة كثلث سلكة كبينهما عشرة آالؼ قصر ُب
ا١بنة أىػ.
كعن أيب ىريرة هنع هللا يضر قاؿ سألت خليلي أاب القاسم رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص عن اسم هللا األعظم فقاؿ:
عليك آبخر سورة ا٢بشر فأكثركا قراءهتا فأعدت عليو فأعاد " .أىػ .كمن قرأىا كل صباح بدكف
االستعاذة غفر هللا لو ذنوبو كإف مات ُب ذلك اليوـ مات شهيدا ككذلك ُب ا٤بساء .كقاؿ
شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :كمن مكفرات الذنوب الدكاـ على قراءة آخر
ا٢بشر فإف صاحبها يغفر ما تقدـ من ذنبو كما أتخر.
كركل أبو إسحاؽ الثعليب ُب تفسّبه عن أنس بن مالك رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص ":من قرأ آخر سورة ا٢بشر غفر هللا لو ما تقدـ من ذنبو كما أتخر " .كأما حزب البحر فهو
من إمبلء رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص على شيخ الطريقة كا٢بقيقة الشيخ أيب ا٢بسن الشاذٕب رضي هللا تعأب
عنو ٍب أخذه شيخنا كسيدان أٞبد بن دمحم التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو عن النيب
ملسو هيلع هللا ىلص كقيل إف فيو اسم هللا األعظم كفيو خاصية التحصْب ُب الرب كالبحر مع اإلذف الصحيح من
أراببو كفيو كيفيات
ُب قراءتو كُب ٙبصينو كمن أرادىا فليطلبها من أرابهبا كأيت البيوت من أبواهبا أىػ ما ُب جواىر
ا٤بعا٘ب .قلت :فها أان أذكر لك بعض فضائلو كخواصو :أما فضلو فيتبْب بوجوده أك٥با :أف
معظمو مأخوذ من كتاب هللا تعأب كسنة رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كقد تضمن ٫بو من ستة كثبلثْب آية من
كتاب هللا تعأب كمن األذكار ا٤بأثورة ست أحاديث ك٫بوا من أربعْب ا٠با من أ٠باء هللا تعأب،
كقاؿ بعض أكابر األكلياء أف فيو اسم هللا األعظم ُب ثبلث مواضع.
كاثنيها :انتشاره كشهرتو ُب األقطار حٌب لقد اهتم كأ٦بد كغار كطار ُب اآلفاؽ كل مطار كشاع
ُب البدك كا٢بضر كسار ُب الناس مسّب الشمس مشرقا كمغراب كالقمر كشاما كحجازا كمصرا ككم
ترل من بلدة ىو يقرأ ُب مساجدىا كنواحيها ككم من قرية ىو مشهور فيها ،كقد حفظو الكثّب
كالناس أكيس من أف ٲبدحوا رجبل *** حٌب يركا عنده آاثر إحساف كالوجو الثالث ٘بربتو ُب
ا٢باالت كعند الضركرات كىذا ابب كاسع فكثّب من الناس كجدكا لو بركة كحالة صادقة كأمورا
ظاىرة ،كحكاايت ٘بربتو كثّبة منتشرة يضيق الوقت عن ذكرىا .قاؿ بعضهم :كقد اتفق ٕب منو
أمور ُب بعض ا٢باالت كال سيما ُب ا٢بركب يطوؿ ذكره .كأما بعض خواصو فقد جاء عن
الشيخ أنو قاؿ :لو قرئ حزب ببغداد ٤با أخذت.
كىو العدة الوافية كا١بنة الواقية الٍب فيها تفريج الكركب بلطائف الغيوب ،كما قرئ ُب مكاف
إال سلم من اآلفات كحفظ من حوادث العاىات كُب ذكره ألىل البداايت أسرار شافية كألىل
النهاايت أنوار صافية ،كمن ذكره كل يوـ عند طلوع الشمس أجاب هللا دعوتو كفرج كربتو كرفع
بْب الناس قدره كشرح ابلتوحيد صدره كسهل أمره كيسر عسره ككفاه شر اإلنس كا١بن كأمنو
من شر طوارؽ الليل كالنهار فبل يقع عليو بصر أحد إال أحبو ،كإذا قرأه عند جبار أمن من
شره ،كمن قرأه عقب كل صبلة أغناه هللا تعأب عن خلقو كأمنو من حوادث دىره كيسر عليو
ا٤بدينة من شر طوارؽ ا٢بداثف كاآلفات كلو منفعة جليلة ُب ا٢بركب كىو دعاء النصر كالغلبة
على سائر ا٣بصوـ .قاؿ الشيخ أٞبد زركؽ :كأما التصرؼ هبذا ا٢بزب فهو ٕبسب النية كا٥بمة
يتصرؼ بو ُب ا١بلب كالدفع كينوم ا٤براد عند قولو :كسخر لنا ىذا البحر كما قاؿ ابن عباد
رٞبو هللا تعأب فيما رأيتو ٖبطو كىو صحيح .كلوال خوؼ التطويل كإفشاء ما ينبغي كتمو لذكرت
ىنا العجائب كالغرائب كفيما ذكرانه كفاية.
كأما األ٠باء اإلدريسية فلها خواص عظاـ كفضائل كثّبة كمن أرادىا فعليو ٗبطالعة كتاب ا١بواىر
ا٣بمس لسيدان دمحم الغوث مع شارحو سيدم دمحم الشناكم رضي هللا عنهما .كأما فضل فاٙبة
الكتاب فقد كرد ُب ا٢بديث أهنا أعظم آم القرآف كىي السبع ا٤بثا٘ب كالقرآف العظيم إٔب غّب
ذلك ٩با كرد ُب فضلها من األحاديث ا٤بشهورة فمن أراد ذلك فليطلبها ُب ٧با٥با.
كأما ما أخرب بو الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :فقد ذكراف :قارئ الفاٙبة بنية االسم
األعظم يكتب لو بكل مرة سبعوف ألف مقاـ من كل ما خلق هللا تعأب ُب ا١بنة كعند التلفظ هبا
يتلقاه من فيو أربعة من ا٤ببلئكة الكراـ كيقولوف لو كىو أعلم :إف فبلان ذكر ا٠بك ،فيقوؿ ٥بم:
اكتبوه من أىل السعادة كاكتبوه من جوار دمحم صلى هللا تعأب عليو كسلم كتذكره معو ا٤ببلئكة ُب
ٝبيع عوا٤بو كذكر كل ملك يتضاعف بعشر مرات كيكتب ذلك لتإب الفاٙبة ابلنية ا٤بذكورة
كيكتب لو مع ذلك ثواب الفاٙبة لكل حرؼ مائتا حسنة كال يكتب
عليو سيئة كيكوف من احملبوبْب كا٤بقربْب كىذا من األسرار العلية ا٤بكتومة ،فاعرؼ كال ٘بهل أىػ.
كقاؿ أيضا رضي هللا تعأب عنو :كأما ا٤برتبة الظاىرة ُب ذكر الفاٙبة بنية االسم فهي للشخص
نفسو ُب ذكر نفسو أربعة آالؼ آالؼ آالؼ آالؼ مرة من ذكر صبلة الفاتح ٤با أغلق كمعها
مئتا ألف ألف ألف مرة من الفاتح ٤با أغلق ىذا ُب ذكر نفسو كأما ُب ذكر ا٤ببلئكة معو فلو
فاعلم أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو قاؿ أيضاٍ :ب إف الفاٙبة ٥با ثبلث مراتب
األكٔب ىي ا٤برتبة الظاىرة كالثانية ىي ا٤برتبة الباطنة كالثالثة ىعي مرتبة ابطن الباطن ككلها ُب
ثواب الفاٙبة كىذا من غّب ما تقدـ ،أما ا٤برتبة الظاىرة ففي الفاٙبة مرة كاحدة ثواب كل ما ذكر
بو ربنا من منشأ ا٢بقيقة احملمدية صلى هللا تعأب عليو كسلم إٔب كقت تلفظ التإب ابلفاٙبة فكل
ما ذكر ربنا ُب ٝبيع العوآب من كل ما أحاط بو علمو من خلقو ا٤بوجودين كما ٱبلقو من ا٣بلق
بعد الفاٙبة ا٤بذكورة فكل تسبيح كقع ُب الوجود ُب
ٝبيو تلك ا٤بدة ككل ذكر ذكر بو ربنا ُب ٝبيع العوآب يعطى ثوابو لتإب الفاحة مرة كاحدة من أم
ذكر كاف ما عدا ثواب تبلكة االسم األعظم ُب ٝبيع العوآب فبل مدخل لو ٙبت تبلكة الفاٙبة إال
إذا تبل الفاٙبة بنية االسم األعظم فيدخل ٙبتها ثواب ٝبيع االسم األعظم من كل اتؿ ُب
الوجود كُب مرتبتها الظاىرة أيضا ثواب ختمة من القرآف كفيها أيضا أف ٰبسب ٝبيع حركفها
كحركؼ ٝبيع القرآف كيعطى لتاليها بكل حرؼ من ذلك سبعة أبكار من ا٢بور العْب كبسعة
قصور ُب ا١بنة كىكذا دائما كلما تبل.
كُب ا١بواىر :قلت :كقد قيل أف حركؼ القرآف ثبلٜبائة ألف كإحدل كعشركف ألفا كٟبسة
فهذا ُب غّب الصبلة كأما ُب الصبلة فيتضاعف مرتْب إف صلى جالسا كأربع مرات إف صلى
قائما كىذا للفذ فإذا قرأىا ُب صبلة ا١بماعة فيتضاعف ٗبائة كٜباف مرات فإذا نظرت على عدد
الركعات سبعة عشر ركعة بْب النهار كالليل يصّب ٜبانية عشر مائتا كستا كثبلثْب أعِب فضلها
ا٤بتقدـ ُب عدد ا٢بركؼ كىو ألف ألف أعِب يتضاعف إٔب ىذا القدر كمثلو تسبيح العآب كمثلو
قياـ ليلة القدر كمثلو عبادة سنْب كمثلو ختمات من القرآف كا٢باصل أف من قرأىا ُب صبلة
ا١بماعة يعطى من األجر ُب اليوـ الواحد أربعة آالؼ ألف ألف مرتبتاف كسبعمائة ألف
ألف مرتبتاف كستا كٜبانْب ألف ألف مرتبتاف كثبلثة كستْب ألفا كتسعمائة حوراء مع األجر
ا٤بتقدـ من تسبيح العآب كختماتى القرآف إٔب غّبىا قاؿ الشيخ رضي هللا تعأب عنو :كُب ا٢بديث
من صلى خلف اإلماـ فقراءة الئلماـ لو قراءة ٍب قاؿ سيدان رضي هللا تعأب عنو :كىذا ٤بن ال
يفهم معُب التفسّب كأما من فهم التفسّب فيضاعف لو األجر مرتْب كىو مائتا حسنة لكل حرؼ
ٍب قاؿ سيدان رضي هللا تعأب عنو :كال تكتب عليو سيئة ُب تلك السنة يعِب قارئ الفاٙبة ٍب قاؿ
رضي هللا تعأب عنو كىذكا ُب غّب نية االسم كأما قراءة الفاٙبة بنية
االسم فبل ٰبيط بفضلها إال هللا كال يستعظم ىذا ُب جنب الكرٙب هلالج لج فإف فضل هللا ال حد لو
كالسبلـٍ .ب قاؿ رضي هللا تعأب عنو :قاؿ ٕب سيد الوجود ملسو هيلع هللا ىلص :كٯباكر٘ب ُب عليْب كىذا الثواب
كلو ٤بن تبلىا مرة كاحدة .قلت :كما ذكرت ىنا من فضل الفاٙبة ابلنسبة ٤با ٓب أذكره كنقطة ُب
ٕبر ال يعلمو إال هللا تعأب .كأان فضل صبلة رفع األعماؿ فقد كرد ُب بعض اآلاثر أف من صلى
على النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم هبا عضرا ُب الصباح كعشرا ُب ا٤بساء رفع لو مثل عمل
أىل أألرض.
كأان اللهم مغفرتك أكسع من ذنويب كرٞبتك إٔب آخره فهو من مكفرات الذنوب كُب ا٢بديث
كما ُب ا٤بستدرؾ أف رجبل شكى إٔب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كثرة الذنوب فقاؿ لو رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":قل
اللهم مغفرتك أكسع من ذنويب كرٞبتك أرجى عندم من عملي فقاؿ ذلك أعدىا فأعادىا فقاؿ
األبداؿ كىو من جنود هللا تعأب فقلت :اي رسوؿ هللا فمن قبل ىذا كعملو كٓب ير مثل الذم
رأيتو ُب ا٤بناـ ىل يعطى شيئا ٩با أعطيتو؟ فقاؿ :كالذم بعثِب اب٢بق نبيا إنو يعطي العامل هبذا
كإف ٓب ير٘ب كإنو ليغفر لو ٝبيع الكبائر الٍب عملها كيرفع هللا تعأب عنو غضبو كمقتو كأيمر
صاحب الشماؿ أف ال يكتب عليو السيئات إٔب سنة كالذم بعثِب اب٢بق نبيا ال يعمل هبذا إال
من خلقو هللا عز كجل سعيدا كال يَبكو إال من خلقو هللا تعأب شقيا.
كذكر الشيخ أبو طالب ا٤بكي أف إبراىيم التيمي رٞبو هللا تعأب مكث أربعة أشهر ال يطعم كال
يشرب بعد ىذه الرؤية اىػ .كقاؿ العلماء من أىل ا٢بقائق :إف ُب قراءهتا ابلغداة كالعشي أسرار
نورانية للسالكْب من أىل البداايت كأنوارا رابنية للسالكْب من أىل النهاايت ،كمن استداـ
قراءهتا فتح هللا تعأب عليو أبواب ا٣بّبات كالزايدات كأطفأ عنو حرارة الشهوات الَبابية كرزقو
كأما األذكار الٍب بعد الصبلة فالفاٙبة تقدـ فضلها كآية الكرسي من قرأىا دبر كل صبلة ٓب ٲبنعو
من دخوؿ ا١بنة إال ا٤بوت .كأما سورة اإلخبلص فقد تقدـ فضلها .كأما :أعوذ بكلمات هللا اْب
فمن ذكرىا ثبلاث ُب الصباح كثبلاث ُب ا٤بساء ٓب يضره السم .فضل :تباركت إ٥بي إٔب آخره فمن
ذكره دبر كل عمل كاف مقبوال .كأما :لقد جاءكم رسوؿ إٔب آخره فمن ذكرىا سبعا ُب الصباح
كسبعا ُب ا٤بساء ٓب يضره سم كال سحر كال يلحقو ضرر من جانب جن كال إنس كال غّبٮبا كال
ٲبوت موت الفجأة كال ٲبوت ما داـ يذكرىا.
ٍب أعوذ بكلمات هللا التامات تقدـ فضلها ٍب حزب البحر تقدـ فضلو .كأما :اي من أظهر
ا١بميل ففي جواىر ا٤بعا٘ب :قاؿ بعضهم :جاء بو جربيل عليو السبلـ إٔب النيب ملسو هيلع هللا ىلص كقاؿ لو:
أتيتك هبدية قاؿ :كما تلك ا٥بدية؟ قاؿ :فذكر ىذا الدعاء فقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :ما ثواب ىذا الدعاء؟
قاؿ لو جربيل :لو اجتمعت مبلئكة السماكات السبع على أف يصفوه ما كصفوه إٔب يوـ القيامة
ككل كاحد يصفو ٗبا ال يصفو اآلخر فبل يقدركف عليو.
كمن ٝبلة ذلك أف هللا تعأب يقوؿ :أعطيو من الثواب بعدد ما خلقت ُب السماكات السبع كُب
ا١بنة كالنار كالعرش كالكرسي كعدد القطر كا٤بطر كالبحار كعدد ا٢بصى كالرمل .كمن ٝبلتها
أيضا أف هللا تعأب يعطيو ثواب ٝبيع ا٣ببلئق .كمن ٝبلتها أيضا أف هللا تعأب يعطيو ثواب سبعْب
نبيا كلهم بلغوا الرسالة إٔب غّب ذلك كىذا حديث صحيح اثبت ُب صحيفة عمرك بن شعيب
عن أبيو عن جده عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص ىو عبد هللا بن عمرك بن العاص من أكابر الصحابة رضي هللا
تعأب عنهم ،صححو ا٢باكم كركاتو كلهم مدنيوف اىػ.
ذكر هللا اىػ .قلت :كىذه األذكار ىي الباقيات الصا٢بات عند ٝبهور ا٤بفسرين كفضلها معلوـ
مشهور ُب الكتاب كالسنة ،قاؿ هللا تعأب{ :ا٤باؿ كالبنوف زينة ا٢بياة الدنيا كالباقيات الصا٢بات
خّب عند ربك ثوااب كخّب أمبل} ككردت أحاديث تدؿ على أف :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو
إال هللا كهللا أكرب ىي الباقيات الصا٢بات منها ما ركاه الطربا٘ب ُب كتاب الدعاء عن أيب الدرداء
رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :كلمات قلهن قبل أف ٰباؿ بينك كبينهن فإهنن
الباقيات الصا٢بات كإهنن كنز ا١بنة" قلت :كما
ىن اي رسوؿ هللا؟ قاؿ" :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب" ركاه ابن ماجة
كا٤بنذرم من طريق عمرك بن راشد .كأخرج الطربا٘ب ُب كتاب الدعاء عن علي بن أيب طالب
رضي هللا تعأب عنو أف رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم قاؿ" :ىن الباقيات الصا٢بات من
قاؿ ال إلو إال هللا كهللا أكرب سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كال حوؿ كال قوة إال ابهلل من
قا٥بن ٟبس مرات أعطاه هللا تعأب ٟبس مسائل اللهم اغفر ٕب كارٞبِب كاىد٘ب كأرشد٘ب
كأخرج النسائي كا٢باكم عن أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :خذكا جنتكم
من النار قولوا :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب فإهنن أيتْب يوـ القيامة مقدمات
معقبات ك٦بنبات كىن الباقيات الصا٢بات" من فضائلها أهنا أحب الكبلـ إٔب هللا تعأب كأفضلو
عنده كمصطفاه كمقاليد السماكات كاألرض .كأخرج أٞبد بن حنبل عن ٠برة بن جندب أف
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :أحب الكبلـ إٔب هللا تعأب أربع :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا
أكرب ال يضرؾ أبيهن بدأت".
كأخرج أٞبد بن حنبل عن ٠برة بن جندب أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :أفضل الكبلـ سبحاف هللا
كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب" .كأخرج اإلماـ أٞبد كا٢باكم كالضياء عن أيب سعيد كأيب
ىريرة أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :إف هللا اصطفى من الكبلـ أربعا :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو
إال هللا كهللا أكرب فمن قاؿ :سبحاف هللا كتب لو عشركف حسنة كحطت عنو عشركف خطيئة
كمن قاؿ :هللا أكرب مثل ذلك كمن قاؿ :ال إلو إال هللا مثل ذلك كمن قاؿ :ا٢بمد هلل رب
العا٤بْب من قبل من قبل نفسو كتب لو ثبلثوف
حسنة كحطت عنو ثبلثوف خطيئة" .كأخرج الطربا٘ب ُب الكبّب عن أيب الدرداء رضي هللا تعأب
عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :إف هللا اختار لكم من الكبلـ أربعا ليس القرآف كىي من القرآف
سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب" .ركل ا٢برث بن أسامة بسند منقطع عن أيب
ىريرة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :سئل عثماف بن عفاف هنع هللا يضر عن مقاليد السماكات كاألرض فقاؿ:
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص " :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب لو مقاليد السماكات
كاألرض كال حوؿ كال قوة
إال ابهلل من كنوز العرش" .كمنها أهنا ٘بزئ عن القرآف .كأخرج البيهقي ُب الكبّب كابن حباف ُب
صحيحو عن عبد هللا بن أيب أكَب رضي هللا تعأب عنو قاؿ :جاء رجل إٔب النيب ملسو هيلع هللا ىلص فقاؿ :اي
كانت ٕب ساعة من الليل أقومها فلما استيقظت فإذا أنت انئم فقاؿ :ما ٭بت الليل قلت:
رأيتك تذكر هللا عز جل قاؿ :اي ابن أخي فإف تلك الصبلة فعليك ابلقصد فإنو أفضل كركاه
الطربا٘ب كا٤بنذرم .كقاؿ الشيح نظاـ الدين األربلي :من توظأ كعنده أبوه كأستاذه أك شيخو أك
من يكوف أفضل منو فيَبؾ الركعتْب كيقرأ آية الكرسي ك سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا
كهللا أكرب كال حوؿ كال قوة إال ابهلل العلي العظيم فيجزئو.
كمنها أف الصبلة كلها ذكر هللا تعأب كالباقيات الصا٢بات من أعظم ما فيها قاؿ تعأب{ :كأقم
الصبلة إف الصبلة تنهى عن الفحشاء كا٤بنكر كلذكر هللا أكرب} كالصبلة مشتملة على التكبّب
كالتسبيح كالتحميد كالتهليل قاؿ النوكم :اعلم أف الصبلة الٍب ىي ركعتاف يشرع فيها إحدل
عشرة تكبّبة كالٍب ىي ثبلث ركعات سبع عشرة تكبّبة كالٍب ىي أربع ركعات اثنتاف كعشركف
كالصحيح أف ىذا موقوؼ كحيثو أيضا " :من كرب مائة كسبح مائة كىلل مائة كانت لو خّبا من
عشر رقاب يعتقها كمن سبع بدانت ينحرىا " كأخذ بقضية ىذه األحاديث ٝباعة من الصحابة
كالتابعْب فقالوا :إف الذكر أفضل من الصدقة بعدده من ا٤باؿ ،كيدؿ لو أيضا حديث أٞبد
النسائي أنو ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ألـ ىانئ" :قوٕب :سبحاف هللا تعأب مائة تسبيحة فإهنا تعدؿ مائة رقبة من
كلد إ٠باعيل كاٞبدم هللا مائة ٙبميدة فإهنا تعدؿ مائة فرس ملجمة كمسرجة ٙبملْب عليها ُب
سبيل هللا تعأب ككربم هللا تعأب مائة تكبّبة فإهنا تعدؿ لك مائة
بدنة مقلدة متقبلة كىللي هللا تعأب مائة هتليلة كال أحسبو إال قاؿٛ :بؤل ما بْب السماء كاألرض
كال يرفع ألحد يومئذ مثل عملك إال أف أيٌب ٗبثل ما أتيت" .كأخرج البيهقي ُب شعب اإلٲباف
كابن حنبل إبسناد حسن كالَبمذم كا٢باكم كصححو عن ابن عمر رضي هللا تعأب عنهما قاؿ:
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :أال أخربكم ٖبّب أعمالكم كأزكاىا عند مليككم كأرفعها ُب الدرجات كخّب
لكم من إعطاء الذىب كالورؽ خّب من أف لو غدكًب إٔب عدككم فضربتم رقاهبم كضربوا رقابكم"
قالوا :بلى اي رسوؿ هللا قاؿ" :فاذكركا هللا كثّبا".
كأخرج مسدد بسند ركاتو ثقات عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا تعأب عنو قاؿ :ألف أقوؿ:
سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب أحب إٕب من أنفق بعددىن ُب سبيل هللا .كمنها
أهنا تقوـ مقاـ الصوـ كتفضلو ،أخرج الشيخ أبو دمحم بن حباف كأبو منصور الديلمي عن أيب
ىريرة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :ما سبحت كال سبح األنبياء قبلي أبفضل
من :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب".
كعن ابن عباس هنع هللا يضر قاؿ :حج آدـ عليو السبلـ فطاؼ ابلبيت سبعا فلقيتو ا٤ببلئكة ُب الطواؼ
فقالوا :بر حجك اي آدـ إان قد حججنا هبذا البيت قبلك أبلفي عاـ قاؿ :فما كنتم تقولوف ُب
الطواؼ؟ قالوا :كنا نقوؿ :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب قاؿ آدـ :فزيدكا
فيها :كال حوؿ كال قوة إال ابهلل فزادت ا٤ببلئكة فيها ذلكٍ ،ب حج إبراىيم عليو السبلـ بعد
بنائو البيت فلقيتو ا٤ببلئكة ُب الطواؼ فسلموا عليو فقاؿ ٥بم :ماذا كنتم تقولوف ُب طوافكم؟
قالوا :كنا نقوؿ قبل أبيك آدـ :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال
إلو إال هللا كهللا أكرب فزاد فيها أبوؾ :كال حوؿ كال قوة إال ابهلل فقاؿ إبراىيم :زيدكا فيها :العلي
العظيم فقالت ا٤ببلئكة ذلك .كمنها أهنا تقوـ مقاـ ا١بهاد كتفضلو ،أخرج إسحاؽ بن راىويو
موقوفا عن معاذ بن جبل رضي هللا تعأب عنو قاؿ :ما عمل آدمي عمبل أ٪بى لو من عذاب هللا
أفضل من ذكر هللا قالوا :كلو ا١بهاد ُب سبيل هللا؟ قاؿ :قاؿ :كلو ضرب بسيفو قاؿ :كلذكر هللا
أكرب.
كأخرج البيهقي ُب شعب اإلٲباف عن عبد هللا يعِب ابن مسعود رضي هللا تعأب عنو عن النيب
ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ :إف هللا قسم بينكم أخبلقكم كما قسم بينكم أرزاقكم كأف هللا يعطي ا٤باؿ من ٰبب
كمن ال ٰبب كال يعطي اإلٲباف إال من ٰبب ،فإذا أحب هللا عبدا أعطاه اإلٲباف فمن ضن اب٤باؿ
أف ينفقو كىاب الليل أف يكابده كخاؼ العدك أف ٯباىده فليكثر من :سبحاف هللا كا٢بمد هلل
كال إلو إال هللا كهللا أكرب فإهنن متقدمات متجنبات متعقبات كىن الباقيات الصا٢بات.
ركاه البيهقي كركاه الطربا٘ب ٨بتصرا كا٤بنذرم ٍب قاؿ :كُب رفعو مقاؿ .كمنها أهنا من أثقل
األعماؿ ُب ا٤بيزاف ،كُب الصحيح" :كلمتاف خفيفتاف على اللساف ثقيلتاف ُب ا٤بيزاف حبيبتاف إٔب
الرٞبن :سبحاف هللا كٕبمده سبحاف هللا العظيم" .كأخرج أبو داككد الطيالسي بسند فيو راك ٓب
يسم عن أيب أمامة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :بخ بخ ٟبس ما أثقلهن:
سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب كالولد الصاّب ٲبوت فيحتسبو كالده" كىكذا
ركاه أٞبد بن حنبل كمسدد لكن لو شاىد صحيح عن أيب
سآب .كأخرج الطربا٘ب ُب كتاب الدعاء كالبزار إبسناد حسن عن ثوابف هنع هللا يضر٠ :بعت رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ" :بخ بخ ٟبس ما أثقلهن ُب ا٤بيزاف :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب
كالولد الصاّب يتوُب للمرء ا٤بسلم فيحتسبو" .كمنها أهنا من موجبات ا٤بغفرة ،أخرج سعيد بن
منصور موقوفا بسند ركاتو ثقات عن عبد هللا بن عمر رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص " :من قاؿ :سبحاف هللا كا٢بمد هلل كال إلو إال هللا كهللا أكرب كال حوؿ كال قوة إال ابهلل
ٙباتت خطاايه كما
ٙبات كرؽ األشجار" أخرج الَبمذم كابن ماجة عن أيب رافع رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص للعباس" :اي عم أال أصلك أال أحبوؾ أال أنفعك قلت :بلى اي رسوؿ هللا؟ قاؿ:
اي عم صل أربع ركعات تقرأ ُب كل ركعة فاٙبة الكتاب كسورة فإذا انقضت القراءة فقل :هللا
أكرب كا٢بمد هلل كسبحاف هللا كال إلو إال هللا ٟبس عشرة مرة قبل أف تركع ٍب اركع فقها عشرا ٍب
كأما السبلـ عليك أيها النيب كرٞبة هللا كبركاتو فمن بعض فضائلو أف من داكـ على قراءتو مائة
مرة ُب كل يوـ ال يذكؽ سكرات ا٤بوت كقد أخرب٘ب سيدم دمحم الغإب رضي هللا تعأب عنو كأان
معو ُب ا٤بدينة ا٤بنورة على ساكنها أفضل الصبلة كالسبلـ أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه
كعنا بو كاف ٰبض على ذلك كالدكاـ عليو كيقوؿ أف ا٤بداكـ عليو ال يذكؽ مرارة ا٤بوت أصبل
أىػ .قلت :قد رأيت ُب بعض الكتب أف بعض الصا٢بْب داكـ عليو فمات كىو ساجد ُب
الصبلة أىػ.
كُب ٙبفة األخيار ُب فضل الصبلة على النيب ا٤بختار :قد كرد ُب فضل السبلـ عليو صلى هللا
عليو كسلم أحاديث ك٩با ركم ُب ذلك عن كىب بن منبو أف رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو
كسلم قاؿ ":من سلم علي عشرا فكأ٭با أعتق رقبة " كُب ركاية":ما سلم عليك أحد اي دمحم إال
سلمت عليو عشرا" كسبلـ الرب جبل جبللو على عبده عنايتو بو كأتمنو لو من عذابو
فاستحضر اي أخي أف رب العزة ٔبوده ككرمو ا٤بستغِب عنك كعن ٝبيع خلقو سبحانو يرد عليك
السبلـ كيناجيك ابلتحية كاإلكراـ كمن أين بلغت ىذا ا٤بقاـ مع بعدؾ كقطيعتك كقلة حيائك
من ربك
فيو عناية كتكرمة للمحبْب من أمتو عليو الصبلة كالسبلـ كىو تشريف للمسلمْب على سيد
األانـ صلى هللا تعأب عليو كسلم كشرؼ ككرـ ما دامت الليإب كألياـ فاستحضر اي أخي رٞبك
هللا تعأب زادؾ كزاد٘ب هللا تعأب ٥بذا النيب الكرٙب زايدة ُب التبجيل كالتكرٙب ٨باطبتك كالسبلـ
عليك من نبيك كحبيبك كشفيعك ككيف جعلو مواله رٞبة ُب حياتو كرٞبة ُب بعثو كٓب ينس أمتو
ُب ٝبيع أحوالو فإايؾ أف تغفل عن منفعتك كعن السبلـ عليك من نبيك كربك ألنك إذا
سلكت على نبيك ُب أم كقت كحاؿ سلك عليك ربك كمنحك منو اإلقباؿ كرد عليك
السبلـ
نبيك كحبيبك كشفيعك عند ذم ا١ببلؿ صلى هللا تعأب عليو كسلم تسليما .ك٩با ركم ُب فضل
السبلـ عليو أنو قاؿ :السبلـ على أفضل من عتق الرقاب كىذا ا٢بديث الكرٙب ينظر فيو ىنا
مع ما قدمناه قبل ُب قولو عليو السبلـ " :من سلم علي عشرا فكأ٭با أعتق رقبة " فظاىره أف
عتق الرقبة أفضل من السبلـ الواحد فإنو عليو الصبلة كالسبلـ جعل العشر التسليمات عليو
تقوـ مقاـ عتق الرقبة كىذا ا٢بديث اآلخر ظاىره أف السبلـ الواحد أفضل من عتق رقاب
متعددة فكبلمو عليو الصبلة كالسبلـ حق كصدؽ كالبد من ٙبققو كيستحيل فيو أف يتوىم
خبلؼ ذلك
قاؿ :كلعل ا١بواب عن ىذا أف الرقبة الواحدة الٍب قاـ مقامها السبلـ عليو عشر مرات من كلد
إ٠باعيل قاؿ :كذا أظنو كرد ُب بعضها كا٢بديث اآلخر الذم اقتضى أف السبلـ الواحد عليو
أفضل من عتق الرقاب تكوف من غّب كلد إ٠باعيل .قلت :كٲبكن ىنا جواب آخر كىو أف
ٰبمل اختبلؼ الركاايت على اختبلؼ مراتب ا٤بسلمْب عليو صلى هللا تعأب عليو كسلم قاؿ:
السبلـ عليك أيها النيب كرٞبة هللا كبركاتو حصل لو العتق من النار برقبة كاحدة كابقي ذلك
ثواب كرفع درجات عند هللا تعأب مع سبلـ النيب عليو السبلـ كرده على ا٤بسلم عليو ٍب بسبلـ
رب العزة جبل جبللو عليهوىو يرحع إٔب أتمينو كتبشّبه ابإلنعاـ عليو فاشكركا عباد هللا موالكم
على إحسانو إلينا كمنتو علينا ٗبن بعثو إلينا رٞبة ملسو هيلع هللا ىلص كُب فضل السبلـ عليو عليو أفضل الصبلة
كالسبلـ":إف هلل مبلئكة سياحْب ُب األرض يبلغوف السبلـ عليو إليو ملسو هيلع هللا ىلص تسليما كثّبا.
كأما ما بقي من األذكار فقد ذكر مع كل كاحد فضلو ككيفية استعمالو كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو
للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب
ُب شرح معا٘ب األذكار البلزمة للطريقة ألف إحضار القلب عند الذكر مطلوب من الذاكر
كا٢بضور ال ٲبكن إال ٗبعرفة معا٘ب األذكار كا٢بضور ىو ركح األعماؿ كاحتياج الذاكر إٔب معِب
ما يذكر إذف أمر ضركرم ال ٧بالة كحيث كاف األمر كذلك ينبغي لنا أف نذكر شيئا من معانيها
فنقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف الوظيفة تشتمل على ٝبيع
األذكار البلزمة للطريقة فلنقتصر على ذكر معانيها فنقوؿ :أف مغُب الغفر ُب اللغة السَب ا٢باجز
بْب الشيئْب كغفراف هللا تعأب للعبد سَبه إاي عن العقوبة أك عن حالة يستحق هبا العقوبة كمعُب
أستغفر هللا أطلب من هللا سَبا حاجزا بيِب كبْب العقوبة أك بيِب كبْب حالة أستحق هبا العقوبة
كذلك السَب يعطيو هللا تعأب للعبد على يد ا٠بو الغفار كلذلك كانت مادة السؤاؿ بلفظ
االستغفار ألف العطاء اإل٥بي كما قاؿ ا٢باٛبي ال يكوف إال
على يد سادف من سدنة األ٠باء فتارة يعطي االسم هللا على يد اسم الرٞبن فيخلص العطاء
الواصل إٔب ا٤بعطى لو على يديو من الشوب الذم ال يبلئم الطبع ُب الوقت أك ال ينيل الغرض
الذم كاف يعطى لو فبل يبلئمو ُب ا٤باؿ كٱبلص أيضا ٩با أشبو الشوب الغّب ا٤ببلئم أك ا٤بنيل من
موجبات الكدكرة ا٢بالية كا٤بآلية كلها كاترة يعطي اسم هللا يد االسم الواسع أك على يد ا٢بكيم
أحدية ٝبعو ٝبيع األ٠باء من حيث أنو خازف كجامع ٤با ىو ٨بزكف عنده ُب خزائنو العلمية الٍب
ىي حقائق األشياء كأعياهنا الثابتة ا٤بنتقشة بكل ما كاف كما يكوف ٩با ٱبرج ما يكوف ٨بزكان عنده
من الغيب إٔب الشهادة كمن القوة إٔب الفعل إال بقدر معلوـ كمقدار معْب على يد اسم خاص
بذلك األمر ا٤بخزكف عنده ا٤براد إعطاؤه فأعطى كل شيء خلقو على يد االسم العدؿ كإخوانو
كاثنيهما أف الذاكر الذم أراد الشركةع ُب االستغفار ٤با كاف ا٤بطلوب ُب حقو الوقوؼ ُب مقاـ
العبودية الٍب ىي إخبلص العبودية هلل كالتربم من ٝبيع ا٢بظوظ مع
االعَباؼ ابلعجز كالتقصّب كعدـ توفية الربوبية حقها كسكوف ذلك ُب القلب على ٩بر
الساعات كاألزماف كال يتأت لو ذلك إال إذا كاف مستغرقا ُب مشاىدة هللا تعأب ُب مرتبة ألوىيتو
انسب تعليق فعل االستغفار ابسم هللا ا٤بفهم مرتبة األلوىية كىي عكوؼ الوجود على عبادتو
سبحانو كتعأب اب٣بضوع ٙبت كربايئو كعظمتو كجبللو كالتذلل لكماؿ عزه كا٣بمود ٙبت قهره
بتسليم القياـ إليو يفعل ما يشاء كيكحم ما يريد ال منزع لو ُب حكمو كهللا ىو الذم خضع لو
بذاتو فكل توجو ال يشعر صاحبو بعظمة الربوبية كذلة العبودية فيو فهو تبلعب فبذلك كقع
ا١بواب عن عدـ انتفاع كثّب أبدعية كأذكار صحيحة الوعد ابإلجابة ٦بربة عند أىل الصدؽ
كاإلخبلص ك٤با كاف العبد ال يرل نفسو كلو بلغ ما بلغ متأىبل ألف يطلب من ربو إال التخلي
عن الرذائل كالتجلي ابلفضائل لعلو يليق ٖبدمة ربو رب األرض كالسماكات كالتحلي ال ٰبصل
إال ٤بن كصل إٔب أكؿ ا٤بقامات الذم ىو مقاـ التوبة كمن كاف ىذا منظره ال يفارؽ االستغفار
كاالعَباؼ ابلعجز رجع إٔب االعَباؼ ابأللوىية هلل تعأب اثنيا لعجزه عن الثبوت ٤ببادئ
العظمة ا٤بفهومة من االسم العظيم ألف من تبدت لو عظمة هللا تعأب ذاب ذال كتصاغرا كصعق
ىيبة كإجبلال بقولو ال إلو أم ال معبود ٕبق إال ىو كلكنو ٓب يقدر أف يصرح ابسم ا١ببللة فيقوؿ
الذم ال إلو إال ىو ألنو إما أف يكوف من أىل البداية أك من أىل النهاية فإف كل من أىل
البداية فتقدـ اال٠بْب الشريفْب اللذين ٮبا اسم هللا كاسم العظيم يغِب عن إعادة ذكر اسم هللا
لظهركر ا٤بذكور أك تعينو عند الذاكر تعيينا ال يقبل إٔب اشَباؾ ابلغّب كالسول فلم يبق لو إال
الَبقي إٔب مقاـ أعلى من ذلك ا٤بقاـ كما ىو ا٤بقصود األعظم ُب
الذكر فلزـ االنتقاؿ من التصريح إٔب اإلضمار لبلستغراؽ الذاكر ُب مشاىدة ا٤بذكور كلذلك
رجع من مرتبة األلوىية الٍب كصفها ابلعظمة إٔب مرتبة ا٥بوية كىوية ا٢بق كما ُب اإلنساف الكامل
غيبة الذم ال ٲبكن ظهوره كلكن ابعتبار ٝبلة األ٠باء كالصفات ككأهنا إشارة إٔب ابطن الواحدية
لعدـ اختصاصها ابسم كنعت أك مرتبة أك كصف أك مطلق ذات ببل اعتبار أ٠باء كصفات بل
ا٥بوية إشارة إٔب ٝبيع ذلك على سبيل ا١بملة كاالنفراد كشأهنا اإلشعار ابلبطوف كالغيوبة كىي
مأخوذة من لفظة :ىو الذم لئلشارة إٔب الغائب كىو ُب حق هللا تعأب إشارة
يصح ىذا ُب ا٤بشار إليو بلفظ ىو فعلم من ىذا الكبلـ أف ا٥بوية ىي الوجود احملض الصريح
ا٤بستوعب لكل كماؿ كجودم شهودم لكن ا٢بكم على ما كقعت عليو ابلغيبة ىو من أجل أف
ذلك غّب ٩بكن ابالستيفاء فبل ٲبكن استيفاؤه كال يدرؾ فقيل أف ا٥بوية غيب لعدـ اإلدراؾ ٥با
فافهم ألف ا٢بق ليس لو غيب غّب شهادتو كال شهادة غّب غيبو ٖببلؼ اإلنساف ككل ٨بلوؽ
كذلك فإف لو شهادة كغيبا لكن شهادتو بوجو كاعتبار كغيبو من كجو كابعتبار ،كأما ا٢بق فغيبو
عْب شهادتو كشهادتو عْب غيب فبل غيب عنده كال شهادة بل لو ُب نفسو غيب يليق بو
كشهادة
الذم إذا دعي بو أجاب كإذا سئل بو أعطى كىو االسم ا٢بي القيوـ ُب إحدل األقواؿ ،كا٢بياة
التامة تضاد ٝبيع اآلالـ كاألسقاـ ك٥بذا ٤با كملت حياة أىل ا١بنة ٓب يلحقهم ىم كال غم كال
حزف كال شيء من اآلفات فالتوسل بصفة ا٢بياة كالقيومية لو أتثّب ُب إزالة ما يضاد ا٢بياة كيضر
ابألفعاؿ فلهذا االسم ا٢بي القيوـ أتثّب عظيم خاص ُب إجابة الدعوات ككشف الكرابت ك٥بذا
كاف ملسو هيلع هللا ىلص إذا اجتهد ُب الدعاء قاؿ :حي قيوـ.
كٗبا قررانه يظهر لك حكمة اإلتياف هبذه األ٠باء ُب ىذا االستغفار على ىذا الَبتيب العجيب
كهللا تعأب يهدم من يشاء إٔب صراط مستقيم .كأما معُب صبلة الفاتح ٤با أغلق ففي جواىر
ا٤بعا٘ب قولو :اعلم أف ىذه الكلمة تقو٥با العرب جرت ُب ألسنتها أهنا ٚباطب هللا تعأب هبا ُب
ٝبيع أدعيتها كىي جارية منهم ٔبرم االستغاثة كالتضرع كىذا االبتهاؿ ىو طلب التعجيل ُب
عجل إغاثٍب اي هللا ىذا ىو ا٤براد هبا عند العرب اىػ ما
عجل إجابٍب أك ٌ
إجابة الدعاء كاف يقوؿٌ :
ُب جواىر ا٤بعا٘ب.
اعلم أف الصبلة ُب حق هللا تعأب على نبيو ملسو هيلع هللا ىلص كصف قائم بذاتو على ا٢بد الذم يليق بعظمتو
كجبللو ىو أمر فوؽ ما يدرؾ كيعقل فإف الوصف الوارد ُب حق كل موجود كأف اشَبؾ ُب اللفظ
ٲباثل سجود ا١بمادات كا٢بيواانت كاألشجار فردا فردا فإف لكل كاحد من تلك األفراد سجودا
يليق ٕبالو فإف السجود ُب حق ٝبيعها ٩باثل ُب االسم كاإلطبلؽ كا٢بقيقة مفَبقة ُب ٝبيعها
كسجود كل كاحد غّب سجود اآلخر .كأما صبلة ا٤ببلئكة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص فتعلقها ُب حقهم
كتعلقها ُب حقنا على سيدان دمحم.
أما سيداتو كتفضيو على ٝبيع ا٣بلق فأشهر من انر على علم كاظهر من الشمس كقت الظهّبة
من غّب سحاب صيفا ,يكفي ُب تبيْب سيادتو شهادة هللا تعأب أف بعثو ملسو هيلع هللا ىلص رٞبة للعا٤بْب حيث
قاؿ جل كعز من قائل{ :كما أرسلناؾ إال رٞبة للعا٤بْب} كيكفي أيضا ُب بياف سيادتو اختصاصو
ابلشفاعة العظمى ُب ا٤بوقف األكرب من بْب ا٣ببلئق كٓب ينازعو ُب ىذه ا٤برتبة كاحد من أكابر
الرسل عليو كعليهم من هللا أفضل الصبلة كأزكى السبلـ كإٔب ىذا أشرت بقوٕب ُب قصيدٌب الٍب
مدحتو هبا ملسو هيلع هللا ىلص أب٠باء سور القرآف كلها حيث
قلت فيها :هنظت كقت كموف الكوف جاثية *** إٔب الشفاعة دكف ا٣بوؼ كالكيد كفتو خّبا
على أىل السماء كأىل *** األرض قاؼ كأحقاؼ لذم أكد كيكفي ُب سيادتو قولو تعأب:
{كإنك لعلى خلق عظيم} كقولو تعأب{ :قل إف كنتم ٙببوف هللا فاتبعو٘ب ٰبببكم هللا} كقولو
تعأب{ :فبل كربك ال يومنوف حٌب ٰبكموؾ ُب ما شجر بينهم ٍب ال ٯبدكا ُب أنفسهم حرجا ٩با
قضيت كيسلموا تسليما} كقولو تعأب{ :من يطع الرسوؿ فقد أطاع هللا} من غّب زايدة قيد كأما
من زعم أنو يطيع هللا تعأب من غّب أف يطيع خليفتو دمحما ملسو هيلع هللا ىلص فقد خسر مع
ا٣باسرين كىلك مع ا٥بالكْب كال يطيع هللا تعأب أحد حٌب يطيع دمحما ملسو هيلع هللا ىلص كأما من أطاع دمحما ملسو هيلع هللا ىلص
فقد أطاع هللا تعأب كإٔب ىذا يشّب ما ركم عن عمر بن ا٣بطاب رضي هللا تعأب عنو أنو قاؿ:اي
رسوؿ هللا من فضيلتك عند هللا تعأب أف طاعتك طاعتو فقاؿ ":من يطع الرسوؿ فقد أطاع هللا
" أىػ.
ابب ا١بنة كال تفتح ألحد قبلو أىػ من مطالع ا٤بسرات .قاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه:
قولو :كا٣باًب ٤با سبق من النبوة كالرسالة ألنو ختمها كأغلق ابهبا ملسو هيلع هللا ىلص فبل مطمع ألحد فيها بعده
ككذا ا٣باًب ٤با سبق من صور التجليات اإل٥بية الٍب ٘بلى ا٢بق سبحانو كتعأب بصورىا ُب عآب
الظهور ألنو صلى هللا تعأب عليو كسلم أكؿ موجود أكجده هللا تعأب ُب العآب من حجاب البطوف
كصور العماء الراب٘ب ٍب ما زاؿ يبسط صور العآب بعدىا ُب ظهور أجناسها ابلَبتيب القائم على
ا٤بشيئة الرابنية جنسا بعد جنس إٔب أف
كاف آخرىا ما ٘بلى بو ُب عآب الظهور الصورة اآلدمية على صورتو ملسو هيلع هللا ىلص كىو ا٤براد ابلصورة
قولو :انصر ا٢بق اب٢بق قاؿ رضي هللا تعأب عنو ُب شرح ايقوتة ا٢بقائق :إف ا٢بق ُب اللفظْب ىو
هللا تعأب كمعناه أنو نصر هللا تعأب ابهلل سبحانو هنض إٔب نصرة هللا تعأب حيث توجو إليو أمر هللا
تعأب ابلنصرة لو فنهض مسرعا إٔب نصرة هللا تعأب ابهلل تعأب اعتمادا كحوال كقوة كاستنادا
كاضطرارا إٔب هللا سبحانو كتعأب كقياما بو على كل شيء فهذا ىو الوجو األكؿ كالوجو الثا٘ب أف
ا٢بق ُب اللفظ األكؿ ىو دين هللا الذم أمر هللا تعأب بتبليغو كإقامتو كىو دين اإلسبلـ نصره
اب٢بق أداة كآلة يعغِب أنو ٓب ينصر اإلسبلـ
بباطل كال ٙبيل كال خديعة بل هنض إٔب نصرة دين اإلسبلـ ٕباؿ يعطي التصريح اب٢بق تصرٰبا ال
ٲبازجو كجو من الباطل فما زاؿ كذلك حٌب ٛبكن دينو كشرعو ُب األرض أىػ كٰبتمل أف يكوف
ا٤براد اب٢بق القرآف قالو ُب مطالع ا٤بسرات .قولو :كا٥بادم إٔب صراطك ا٤بستقيم معناه أنو صلى
هللا عليو كسلم ىو الذم يهدم ٝبيع عباد هللا تعأب إٔب دينو القوٙب الذم ال تبديل فيو كال تغيّب
كال زايدة كال نقصاف كما قاؿ ُب حقو ملسو هيلع هللا ىلص{ :كإنك لتهدم إٔب صراط مستقيم صراط هللا الذم
لو ما ُب السماكات كما ُب األرض} كالصراط ا٤بستقيم
ىو النيب ملسو هيلع هللا ىلص ك٠بي بو لكونو طريقا موركدا إٔب ا٢بق ال كصوؿ ألحد إٔب ا٢بضرة القدسية كذكؽ
أسرارىا كاالبتهاج أبنوارىا إال ابلسلوؾ عليو ملسو هيلع هللا ىلص كىو ابب هللا األعظم كىو الصراط ا٤بستقيم
إٔب هللا تعأب فمن راـ من السالكْب الوصوؿ إٔب هللا تعأب ُب حضرة جبللو كقدسو معرضا عن
حبيبو ملسو هيلع هللا ىلص طرد كلعن كسدت عليو الطرؽ كاألبواب كرد بعصا األدب إٔب إسطبل الدكاب.
كقولو :حق قدره كمقداره العظيم معناه أف ا٤بصلي طلب من هللا تعأب أف يصلي على نبيو
كرسولو ملسو هيلع هللا ىلص كعلى آلو حق قدره كمقداره العظيم عنده تعأب .كقولو :قدره يصح أف تكوف الداؿ
ا٤بهملة ٧بركة كمضمومة أك ساكنة ،كُب القاموس :القدر ٧بركة القضاء كا٢بكم كمبلغ الشيء
كيضم كا٤بقدار إٔب أف قاؿ{ :كما قدركا هللا حق قدره} ما عظموه حق تعظيمو كقدرت الثواب
فالقدر جاء على ا٤بقدار اىػ.
قلت :قد حصل لنا من الكبلـ أف القدر كا٤بقدار ٗبعُب كاحد كأف القدر كا٤بقدار ُب ىذا احملل
يصلح أف يكوف ٗبعُب مبلغ الشيء كٗبعُب الغُب ،فمعُب الصبلة :اللهم صل على سيدان دمحم اْب
صبلة يكوف مبلغها على قدر مبلغ رسولك صلى هللا تعأب عليو كسلم أك :اللهم صل على
سيدان دمحم الفاتح اْب صبلة تساكم كتطابق غناه الذم أغنيتو بك ٍب ٗبا منحتو بو من سبوغ
فضلك ككماؿ طولك كما قلت ُب ٧بكم كتابك{ :ككاف فضل هللا عليك عظيما} {كلسوؼ
يعطيك ربك فَبضى} ،أك :اللهم صل على سيدان دمحم الفاتح ٤با أغلق اْب صبلة تساكم عظمة
رسولك،
أك :اللهم صل على سيدان دمحم الفاتح ٤با أغلق اْب صبلة إذا قيست ٗبرتبة رسولك صلى هللا
تعأب عليو كسلم تكوف مقايسة ٥با .كفائدة الكبلـ أف ا٤بصلي على رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص طلب من هللا
أف يصلي على رسولو ملسو هيلع هللا ىلص صبلة ابلغة مبلغ رسولو مطابقة لغناه صلى هللا تعأب عليو كسلم بربو
ٍب ٗبا منحو بو ٩با ال يعلم قدره إال ىو ربو مساكية لعظمتو صلى هللا تعأب عليو كسلم مقايسة
لرتبتو ملسو هيلع هللا ىلص كعلو قدره كمكانتو كحظوتو عنده فلنذكر ىنا بعض ما ينبو على علو قدره كمرتبتو
كحظوتو عند ربو كغناه
بو صلى هللا تعأب عليو كسلم فنقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم
أف علو شأنو كجبللة قدره كعظمتو كارتفاع مكانتو على ٝبيع خلق هللا تعأب كغناه صلى هللا
تعأب عليو كسلم بربو تعأب ٩با شاع كذاع كعلم ككيف ال كىو ملسو هيلع هللا ىلص السبب ُب كجود كل موجود
من ا٣بلق كمن نوره كاف كل نور كىو الرٞبة ا٤بهداة للخلق كإنو رٞبة األكلْب كاآلخرين كىداية
ا٣بلق أٝبعْب إ٭با ىي منو كمن أجلو ألنو صلى هللا تعأب عليو كسلم ىو األ٭بوذج ا١بامع ُب
كُب اإلبريز للشيخ أٞبد بن ا٤ببارؾ عن شيخو سيدم عبد العزيز رضي هللا تعأب عنو أف أكؿ ما
خلق هللا نور دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ٍب خلق منو القلم كا٢بجب السبعْب كمبلئكتها ٍب خلق اللوح ٍب قبل كمالو
كانعقاده خلق العرش كاألركاح كا١بنة كالنار كالربزخ ،أما العرش فإنو خلقو تعأب من نور كخلق
ذلك النور من النور ا٤بكرـ كىو أم النور ا٤بكرـ نور نبينا ملسو هيلع هللا ىلص كخلقو أم العرش من ايقوتة
عظيمة ال يقاس قدرىا كعظمها كخلق ُب كسط ىذه الياقوتة جوىرة عظيمة فصار ٦بموع
الياقوتة كا١بوىرة كبيضة بياضها ىو الياقوتة
كصفارىا ىو ا١بوىرةٍ ،ب إف هللا تعأب أمد تلك ا١بوىرة كسقاىا من نوره ملسو هيلع هللا ىلص فجعل ٱبرؽ
الياقوتة كيسقي ا١بوىرة فسقاىا مرة ٍب مرة إٔب أف انتهى إٔب سبع مرات فسالت ا١بوىرة إبذف
هللا تعأب فرجعت ماء فنزلت إٔب أسفل الياقوتة الٍب ىي العرشٍ ،ب إف النور ا٤بكرـ الذم خرؽ
العرش إٔب ا١بوىرة الٍب سالت ماء ٓب يرجع فخلق هللا منو مبلئكة ٜبانية كىم ٞبلة العرش
فخلقهم من صفائو كخلق من ثقلو الريح كلو قوة كجهد عظيم فأمرىا هللا تعأب أف تنزؿ ٙبت
ا٤باء فسكنت ٙبتو فحملتو ٍب جعلت ٙبوـ كجعل الربد يقول ُب ا٤باء
فأراد ا٤باء أف يرجع إٔب أصلو كٯبمد فلم تدعو الريح بل جعلت تكسر شقوقو الٍب ٘بمد
كجعلت تلك الشقوؽ تنعقد كيدخلها الثقل كالنتونة كشقوؽ تزيد على شقوؽ ٍب جعلت تكرب
٧بل جهنم اليوـ فذلك أصل جهنم ،فالشقوؽ الٍب تكونت منها األرضوف تركوىا على حا٥با
كالضباب الذم تكونت منو السماكات تركوه على حالو أيضا كالنار الٍب زندت ُب ا٥بواء
أخذكىا كنقلوىا إٔب ٧بل آخر ألهنم لو تركوىا ألكلت الشقوؽ الٍب منها األرضوف السبع
كالضباب الذم منو السماكات السبع بل كأتكل ا٤باء كتشربو ابلكلية لقوة جهد الريحٍ ،ب إف
هللا تعأب خلق مبلئكة األرضْب من نوره ملسو هيلع هللا ىلص كأمرىم أف يعبدكه عليها كخلق مبلئكة السماكات
من نوره ملسو هيلع هللا ىلص كأمرىم أف يعبدكه عليها.
كأما األركاح كا١بنة إال مواضع منها فإهنا أيضا خلقت من نور كخلق ذلك النور من نوره ملسو هيلع هللا ىلص،
كأما الربزخ فنصفو األعلى من نوره ملسو هيلع هللا ىلص فخرج من ىذا أف القلم كاللوح كنصف الربزخ كا٢بجب
السبعْب كٝبيع مبلئكتها كٝبيع مبلئكة السماكات كاألرضْب كلها خلقت من نوره ملسو هيلع هللا ىلص ببل
كاسطة كأف العرش كا٤باء كا١بنة كاألركاح خلقت من نور خلق من نوره ملسو هيلع هللا ىلص ،كذا ُب اإلبريز :كأما
للقلم فإنو سقي سبع مرات سقيا عظيما كىو أعظم ا٤بخلوقات ٕبيث أنو لو كشف نوره ١برـ
األرض لتدككت كصارت
رميما ككذا ا٤باء فإنو سقي سبع مرات كلكن ليس كسقي القلم ،كأما ا٢بجب السبعوف فإهنا ُب
سقي دائم ،كأما العرش فإنو سقي مرتْب :مرة ُب بدئ خلقو كمرة عند ٛباـ خلقو لتستمسك
ذاتو ،ككذلك ا١بنة فإهنا سقيت مرتْب مرة ُب بدئ خلقها كمرة بعد ٛباـ خلقها لتستمسك ذاهتا.
كأما األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ ككذا سائر ا٤بؤمنْب من األمم ا٤باضية كمن ىذه األمة فإهنم
سقوا ٜباف مرات ،األكٔب ُب عآب األركاح حْب خلق هللا تعأب نور األركاح ٝبلة فسقاه ،الثانية
حْب جعل يصور منو األركاح فعند تصوير كل ركح سقاىا بنوره صلى هللا
عليو كسلم ،الثالثة يوـ ألست بربكم فإف كل من أجاب هلل تعأب من أركاح ا٤بؤمنْب كاألنبياء
عليهم الصبلة كالسبلـ سقي من نوره ملسو هيلع هللا ىلص لكن منهم من سقي كثّبا كمنهم من سقي قليبل فمن
ىنا كقع التفاكت بْب ا٤بؤمنْب حٌب كاف منهم أكلياء كغّبىم كأما أركاح الكفار فإهنا كرىت شرب
تصويره عند البعث فإنو يسقى من النور الكرٙب لتستمسك ذاتو ،قاؿ رضي هللا تعأب عنو :فهذا
السقي ُب ىذه ا٤برات الثماف اشَبؾ فيو األنبياء كا٤بؤمنوف من سائر األمم كمن ىذه األمة كلكن
الفرؽ حاصل ،فإف ما سقي بو األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ قدر ال يطيقو غّبىم فلذلك
حازكا درجة النبوة كالرسالة ،كأما غّبىم فكل سقي بقدر طاقتو.
كأما الفرؽ بْب سقي ىذه األمة الشريفة كبْب سقي غّبىا من سائر األمم فهو أف ىذه األمة
الشريفة سقيت من النور الكرٙب بعد أف دخل ُب الذات الطاىرة كىي ذاتو ملسو هيلع هللا ىلص فحصل لو من
الكماؿ ما ال يكيف كال يطاؽ ألف النور الكرٙب أخذ سر ركحو الطاىرة كسر ذاتو الطاىرة ملسو هيلع هللا ىلص
ٖببلؼ سائر األمم فإف النور ُب سقيها إ٭با أخذ من سر الركح فقط فلهذا كاف ا٤بؤمنوف من ىذه
كسطا ككانت ىذه األمة خّب أمة أخرجت للناس كهلل ا٢بمد كالشكر.
كمبل كع ٌدال ٌ
األمة الشريفة ٌ
قاؿ :قاؿ هنع هللا يضر :ككذا سائر ا٤بخلوقات سقيت من النور الكرٙب كلوال النور الكرٙب الذم فيها ما
انتفع أحد منها بشيء ،قاؿ هنع هللا يضر :ك٤با نزؿ سيدان آدـ على نبينا كعليو الصبلة كالسبلـ إٔب
الرضاع ٣برجت إليهم جهنم كأكلتهم أكبل كال ٚبرج إليهم ُب اآلخرة كأتكلهم حٌب ينزع منهم
ذلك النور الذم صلحت بو ذكاهتم كهللا تعأب أعلم .ك٠بعتو هنع هللا يضر مرة أخرل يقوؿ٤ :با خلق هللا
تعأب النور ا٤بكرـ كخلق بعده القلم كالعرش كاللوح كالربزخ كا١بنة كخلق ا٤ببلئكة الذين ىم
سكاف العرش كا١بنة كا٢بجب قاؿ العرش :اي ريب ٓب خلقتِب؟ فقاؿ هللا تعأب :ألجعلك حجااب
ٙبجب أحبايب من أنوار ا٢بجب الٍب فوقك فإهنم ال يطيقوهنا أل٘ب أخلقهم من تراب كٓب يكن ُب
ذلك الوقت أعداء كال دارىم الٍب ىي جهنم فظن ا٤ببلئكة أف أحبابو
الذين ٱبلقهم هللا تعأب من تراب ٱبلقهم ُب ا١بنة كيسكنهم فيها كٰبجبهم ابلعرش ٍب خلق هللا
تعأب نور األركاح ٝبلة فسقاه من النور الكرٙب ٍب ميزه تعأب قطعا قطعا فصور من كل قطعة
ركحا من األركاح كسقاىم عند التصوير من النور الكرٙب أيضا ٍب بقيت األركاح على ذلك مدة
كمنهم من استحلى ذلك الشراب كمنهم من ٓب يستحلو كلما أراد هللا تعأب أف ٲبيز أحبابو من
أعدائو كأف يلحق ألعدائو دارىم الٍب ىي جهنم ٝبع األركاح كقاؿ ٥بم :ألست بربكم فمن
استحلى ذلك النور ككانت منو إليو رقة كحنو عليو أجاب ٧ببة كرضا كمن ٓب يستحلو
أجاب كرىا كخوفا فظهر الظبلـ الذم ىو أصل جهنم فجعل الظبلـ يزيد ُب كل ٢بظة كجعل
النور أيضا يزيد ُب كل ٢بظة فعند ذلك علموا قدر النور ا٤بكرـ حيث رأكا من ٓب يستحلو
استوجب الغضب كخلقت جهنم من أجلهم كهللا تعأب أعلم .كفيو أنو قاؿ مرة أخرل :فإف
أألنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ كإف سقوا من نوره ٓب يشربوه بتمامو بل كل كاحد منهم شرب
منو ما يناسبو ككتب لو فإف النور ا٤بكرـ ذك ألوف كثّبة كأحواؿ عديدة كأقساـ كثّبة فكل كاحد
شرب لوان خاصا كنوعا خاصا قاؿ:قاؿ رضي هللا تعأب عنو :لسيدان عيسى عليو الصبلة
كالسبلـ شرب
من النور ا٤بكرـ فحصل لو مقاـ الغربة كىو مقاـ ٰبمل صاحبو على السياحة كعدـ القرار ُب
موضع كاحد كسيدان إبراىيم عليو الصبلة كالسبلـ شرب من النتور ا٤بكرـ فحصل لو مقاـ
كما أف النقص ال يظهر فهذا النور ا٤بكرـ تستمد منو ا٤ببلئكة كاألنبياء كاألكلياء كا٤بؤمنوف
كا٤بدد ٨بتلف كما سبق كهللا تعأب أعلم .كفيو :كسألتو رضي هللا تعأب عنو عن كبلـ صاحب
اإلحياء ُب كتاب التفكر حيث قاؿ الغزإب :أف سيدان جربيل أعلم من سيد األكلْب كاآلخرين
صلى هللا تعأب عليو كسلم فقاؿ ٕب رضي هللا تعأب عنو :لو عاش سيدان جربيل مائة ألف عاـ إٔب
مائة ألف عاـ إٔب ما ال هناية لو ما أدرؾ ربعا من معرفة النيب ملسو هيلع هللا ىلص كال من علمو بربو ككيف ٲبكن
أف يكوف سيدان جربيل أعلم كىو إ٭با خلق من نور
النيب ملسو هيلع هللا ىلص فهو كٝبيع ا٤ببلئكة بعض نوره ملسو هيلع هللا ىلص كٝبيعهم كٝبيع ا٤بخلوقات يستمدكف ا٤بعرفة منو
ملسو هيلع هللا ىلص كقد كاف ا٢ببيب مع حبيبو عز كجل ال جربيل كال غّبه كاستمد صلى هللا تعأب عليو كسلم
من ربو إذا ذاؾ ما يليق ٗبنصبو الكرٙب كإجبللو كعظمتو مع حبيبو ملسو هيلع هللا ىلص ٍب بعد ذلك ٗبدة مديدة
قاؿ :قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كسيدان جربيل إ٭با خلق ٣بدمة النيب ملسو هيلع هللا ىلص كليكوف من ٝبلة حفظة
ذاتو الشريفة صلى هللا تعأب عليو كسلم ككنيسو لو إذ ىو ملسو هيلع هللا ىلص سر هللا من ىذا الوجود كٝبيع
ا٤بوجودات تستمد منو فيحتاج إٔب مشاىدهتا كذاتو الشريفة خلقت من تراب كذكات بِب آدـ
فهي ال أتلف إال من يشاكلها فإذا شاىد ما ال يشاكلو آنسو جربيل ٍب قاؿ :ذكر لنا رضي هللا
تعأب عنو :أف صور ا٤ببلئكة ٚبلع ىذه الذات كتدىش منها لكوهنا على صورة ال تعرؼ مع كثر
األيدم كاألرجل كالرؤكس كالوجوه ككوهنا على سعة
عظيمة ٕبيث ٛبؤل ما بْب ا٣بافقْب .قاؿ رضي هللا تعأب عنو كال يعلم ذلك إال من فتح هللا تعأب
عليو فكاف سيدان جربيل عليو السبلـ كنيسة للذات الَبابية الشريفة ُب أمثاؿ ىذه األمور كأما
ركحو الشريفة ملسو هيلع هللا ىلص فإهنا ال هتاب شيئا من ىذه الصور كال من غّبىا ألهنا عارفة اب١بميع قاؿ:
فقلت :كٓب كانت الركح الشريفة ال تكفي ُب الونيسة فقاؿ رضي هللا تعأب عنو :ألف الذات ال
تشاىدىا منفصلة عنها كالوحدانية هلل تعأب كحده ال يطيق الدكاـ عليها إال ذاتو تعأب كمن عداه
شفع ٰبب الشفع ٲبيل إليو.
قاؿ :قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كسيدان جربيل إ٭با كاف كنيسو فيما تطيقو ذاتو كيعرفو ٗبا ىو ٙبت
سدرة ا٤بنتهى أما ما ىو فوؽ ذلك من ا٢بجب السبعْب كالمبلئكة الذم فيها فإنو ٓب يكن كنيسو
ُب ذلك ألنو أم سيدان جربيل عليو السبلـ ال يطيق مشاىدة ما فوؽ سدرة ا٤بنتهى لقوة األنوار
ك٥بذا ذىب ملسو هيلع هللا ىلص ُب قطع تلك ا٢بجب كحده كٓب يذىب معو جربيل عليو السبلـ كطلب منو
الذىاب معو فقاؿ ال أطيقو كإ٭با تطيقو أنت الذم قواؾ هللا تعأب عليو قاؿ :كتكلمت معو ُب
أمر الوحي ككيفية تلقي النيب ملسو هيلع هللا ىلص كىل يتلقاه
كسلم كلوال نوره ملسو هيلع هللا ىلص ما أٜبرت كاي كلدم إف أقل الناس إٲباان من يرل إٲبانو على ذاتو مثل ا١ببل
كأعظم منو فأحرل غّبه كإف الذات تكل أحياان عن ٞبل اإلٲباف فَبيد أف ترميو فيفوح نور النيب
صلى هللا تعأب عليو كسلم فيكوف معينا ٥با على ٞبل اإلٲباف فتستحليو كتستطلبو .كفيو لوال ىو
ملسو هيلع هللا ىلص ما أظهر تفاكت الناس ُب ا١بنة كالنار كلكانوا كلهم على مرتبة كاحدة فيهما كذلك أنو تعأب
٤با خلق نوره ملسو هيلع هللا ىلص كسبق ُب سابق علمو تفاكت الناس ُب قبولو كا٤بيل عنو ظهر ذلك عليهم
حيث خلق ذلك
النور فعلم ىناؾ أف منهم من يبلغ من ا٣بشوع درجة كذا كمن ا٤بعرفة درجة كذا كمن ا٣بوؼ
كتعأب{ :كلسوؼ يعطيك ربك فَبضى} كىذا العطاء كإف كرد ُب ا٢بق هبذه الصفة سهلة ا٤بأخذ
قريبة احملتد فإف ٥با غاية ال تدرؾ العقوؿ أصغرىا فضبل عن الغاية الٍب ىي أكربىا فإف ا٢بق
سبحانو كتعأب يعطيو من فضلو على قدر سعة ربوبيتو كيفيض على مراتبو ملسو هيلع هللا ىلص على قدر حظوتو
كمكانتو عنده فما ظنك بعطاء يرد من مرتبة ال غاية ٥با كعظمة ذلك العطاء على قدر تلك
ا٤برتبة كيرد على مرتبة ال هناية ٥با أيضا كعظمتو أيضا على قدر كسعها أيضا فكيف يقدر ىذا
العطاء ككيف ٙبمل العقوؿ سعتو كلذا قاؿ سبحانو كتعأب{ :ككاف فضل
هللا عليك عظيما} كأقل مراتبو ُب غناه ملسو هيلع هللا ىلص أنو من لدف بعثتو ملسو هيلع هللا ىلص إٔب قياـ الساعة كل عامل
يعمل هلل ٩بن دخل ُب طوؽ رسالتو ملسو هيلع هللا ىلص يكوف لو مع ثواب عملو ابلغا ما بلغ فليس ٰبتاج مع
ىذه ا٤برتبة زايدة إىداء الثواب ٤با فيها من كماؿ الغُب الذم ال حد لو كىذا أصغر مراتب غناه
ملسو هيلع هللا ىلص فكيف ٗبا كراءىا من الفيض األكرب كالفضل األعظم األخطر الذم ال تطيق ٞبلو عقوؿ
األقطاب فضبل عمن دكهنم ،كإذا عرفت ىذا فاعلم أنو ليس لو حاجة إٔب صبلة ا٤بصلْب عليو
ملسو هيلع هللا ىلص
كال شرعت ٥بم ليحصل لو النفع هبا ملسو هيلع هللا ىلص كليست لو حاجة إٔب إىداء الثواب ٩بن يهدم لو ثواب
األعماؿ كما مثل ا٤بهدم لو ُب ىذا الباب ثواب العمل متوٮبا أنو يزيده بو ملسو هيلع هللا ىلص أك ٰبصل لو بو
نفعا إال كمن رمى نقطة قلم ُب ٕبر طولو مسّبة مائة ألف عاـ كعرضو كذلك كعمقو كذلك
متوٮبا أنو ٲبد ىذا البحر بتلك النقطة كيزيده فأم حاجة ٥بذا البحر هبذه النقطة كما عسى أف
كسلم ليعرفهم علو مقداره عنده كتفوؽ مرتبتو لديو كعلو اصطفائو على ٝبيع خلقو كليخربىم
أنو ال يقبل العمل من عامل إال ابلتوسل إٔب هللا تعأب بو ملسو هيلع هللا ىلص ،فمن طلب القرب من هللا تعأب
كالتوجو إليو دكف التوسل بو ملسو هيلع هللا ىلص معرضا عن كرٙب جنابو كمدبرا عن تشريع خطابو كاف مستوجبا
من هللا غاية السخط كالغضب كغاية اللعن كالطرد كالبعد كضل سعيو كخسر عملو كال كسيلة
إٔب هللا تعأب إال بو ملسو هيلع هللا ىلص كالصبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص فيها تعريف لنا بعلو مقداره عند ربو كفيها تعليم لنا
ابلتوسل
بو ملسو هيلع هللا ىلص ُب ٝبيع التوجهات كا٤بطالب ال غّب ىذه ٩بن توىم النفع لو هبا ملسو هيلع هللا ىلص ٤با ذكرانه سابقا من
كماؿ الغُب ،كأما إىداء الثواب لو ملسو هيلع هللا ىلص فتعقل ما ذكران من الغُب أكال ٍب تعقل مثاال آخر يضرب
إلىداء الثواب لو ملسو هيلع هللا ىلص ٗبلك عظيم ا٤بملكة ضخم السلطنة قد أكٌب ُب ٩بلكتو من كل متموؿ
خزائن ال حد لعددىا كل خزانة عرضها كطو٥با ما بْب السماء كاألرض ٩بلوءة كل خزانة على
ىذا القدر ايقوات أك ذىبا أك فضة أك زرعا أك غّب ذلك من ا٤بتموالت ٍب قدر فقّبا ال ٲبلك مثبل
غّب
خبزتْب ُب دنياه فسمع اب٤بلك كاشتد حبو كتعظيمو لو ُب قلبو فأىدل لذلك ا٤بلك إحدل
ا٣ببزتْب معظما لو ك٧ببا كا٤بلك متسع الكرـ فبل شك أف ا٣ببزة ال تقع منو بباؿ ٤با ىو فيو من
الغُب الذم ال حد لو ككجودىا عنده كعدمو على حد سواء ٍب ا٤بلك التساع كرمو علم فقر
الفقّب كغاية جهده كعلم صدؽ حبو كتعظيمو ُب قلبو كأنو ما أىدل لو ا٣ببزة إال ألجل ذلك
كلو قدر على أكثر من ذلك ألىداه لو فا٤بلك يظهر الفرح كالسركر لذلك الفقّب كهبديتو ألجل
تعظيمو لو كصدؽ حبو ال ألجل انتفاعو اب٣ببزة كيثيب على تلك ا٣ببزة ٗبا ال يقدر قدره من
العطااي ألجل صدؽ احملبة كالتعظيم ال ألجل النفع اب٣ببزة كعلى ىذا القدير كضرب ا٤بثل قدر
إىداء الثواب لو ملسو هيلع هللا ىلص .كأما غناه ملسو هيلع هللا ىلص فقد تقدـ ذكره ُب ضرب ا٤بثل بعظمة البحر ا٤بذكورة أكال
كإمداده بنقطة القلم كأما إىداؤه ملسو هيلع هللا ىلص فقد ذكر ا٤بثل إبىداء ا٣ببزة للملك ا٤بذكور كالسبلـ اىػ.
كإذا فهمت ٝبيع ما قدمناه كٙبقق فهمك ُب ذىنك علمت يقينا أف قدره ملسو هيلع هللا ىلص كما كصف قدره
كمقداره بو كأف سؤاؿ ا٤بصلي عليو ملسو هيلع هللا ىلص من ربو تعأب أف يصلي على نبيو ملسو هيلع هللا ىلص حق قدره كمقداره
هبول النفس أىػ .كقاؿ ُب ا٣ببلصة ا٤برضية ُب ابب آداب الذكر :ا٢بادم عشر إحضار معُب
الذكر بقلبو مع كل مرة فبظهور البشرية كالوسواس يقوؿ بلسانو ال إلو إال هللا كبقلبو ال معبود
إال هللا كٖبمودىا كبصفاء القلب كطلب شيء من ا٤بعارؼ كطلب شيء من الذكؽ كالشوؽ
كغّب ذلك يقوؿ بلسانو :ال إلو إال هللا كبقلبو ال موجود إال هللا ٤بشاىدتو أنو ينطق بو ٍب قاؿ:
الثا٘ب عشر نفي كل موجود ابلقلب سول هللا تعأب ليتمكن أتثّب ال إلو إال هلل ابلقلب كيسرم
إٔب األعضاء ٤با قيل :إف الرجل إذا قاؿ :هللا يهتز من فوؽ راسو إٔب إصبع
قدميو كإف ٓب يهتز فليس برجل كىذه ا٢بالة يستدؿ هبا على أنو سالك فّبجى لو التقدـ إٔب
أعلى منها إف شاء هللا تعأب انتهى .كقاؿ شيخنا هنع هللا يضر كأرضاه كعنا بو :اعلم أف اإللو ُب لغة
العرب ىو ا٤بعبود اب٢بق كأطلقوه على غّبه غلطا منهم قاؿ جل من قائل{ :هللا ال إلو إال ىو
ا٢بي اليوـ} معناه ال معبود اب٢بق إال ىو كاإللو الذم قلنا أنو ا٤بعبود ىو ا٤بتحقق ٗبرتبة األلوىية
كىو الذم خضع لو الوجود كلو ابلعبادة كالتذلل كا٣بمود ٙبت قهره كالتصاغر لعظمتو ككربايئو
كليس ُب الوجود شيء يشذ عن ىذا قاصيو كدانيو فهو اإللو
اغلحق الذم قهر ٝبيع ا٤بوجودا بسطوتو كقهره كانفراده بعظمتو كربايئو كعلوه كجبللو كقاؿ
قبل ىذا الكبلـ :كىي يعِب مرتبة األكىية عكوؼ الوجود على عبادتو سبحانو كتعأب اب٣بضوع
ٙبت كربايئو كعظمتو كجبللو كالتذلل لكماؿ عزه كا٣بمود ٙبت قهره بتسليم القياد إليو يفعل ما
يشاء كٰبكم ما يريد ال منازع لو ُب حكمو أىػ.
كا٣بضوع كالتذلل كالتصاغر لعظمتو كجبللو كىذه الصفة مع كدحدهتا استغرقت ٝبيع
ا٤بوجودات فبل يشذ عنها شيء ٍب أهنا مع كحدهتا قد ٝبعت ٝبيع الصفات كاأل٠باء الكمالة
فلو انعدـ منها صفة أك اسم ٓب يصح اتصاؼ ا٢بق ابأللوىية كالكبلـ على اسم ا١ببللة كأسرره
يطوؿ بنا فلنكتف هبذا القدر كنشرع ُب ذكر بعض معا٘ب جوىره الكماؿ فنقوؿ كابهلل تعأب
التوفيق:أما لفظ اللهم فقد تقدـ الكبلـ عليو كأما صل كسلم فقد تقدـ الكبلـ أيضا على أف
صبلة هللا على نبيو فوؽ ما يدرؾ كما يعقل فبل تفسر بشيء كا٢باصل أف الكبلـ فقد تقدـ
عليها
مفاض من ذاتو الكرٲبة ملسو هيلع هللا ىلص كإفاضة الرٞبة من ٝبيعها مفاض من ذاتو الكرٲبة صلى هللا تعأب
عليو كسلم فباف لك أف الفيض من ذاتو الكرٲبة ينقسم إٔب رٞبتْب الرٞبة األكٔب إفاضة الوجود
على ٝبيع األكواف حٌب خرجت من العدـ إٔب الوجود كالرٞبة الثانية إفاضة عْب الرٞبات اإل٥بية
على ٝبيعها من ٝبلة الرزاؽ كا٤بواىب كا٤بنافع كا٤بنح من العلم بصفات هللا تعأب كأ٠بائو
ككماالت ألوىيتو كأبحواؿ الكوف كأسراره كمنافعو كمضاره كابألحكاـ اإل٥بية أمرا كهنيا فبذلك
يدكـ ٛبتعها ابلوجود فإذا علمت ىذا علمت أنو صلى هللا
عليو كسلم عْب الرٞبة الرابنية ألف ٝبيع الوجود رحم ابلوجود بوجوده ملسو هيلع هللا ىلص كمن فيض كجوده
أيضا رحم ٝبيع الوجود فلهذا قيل فيو أنو عْب الرٞبة صلى هللا تعأب عليو كسلم كىو ا٤براد
بقولو{ :كرٞبٍب كسعت كل شيء} كقولو تعأب{ :كما أرسلناؾ إال رٞبة للعا٤بْب} ألف أصلو
ملسو هيلع هللا ىلص رٞبة كال يلزـ من مشوؿ الرٞبة عدـ كقوع العذاب كالوعيد ُب الغضب ألف تلك مقتضيات
الكماالت اإل٥بية فإف الكرٙب كإف عظم كرمو لوال بطشو كغضبو كعذابو ما خيف جانبو كلو أمن
منو ىذا ا٢باؿ احتقر جانبو كليست ىذه صفة الكرٙب كال
ينبغي لو ىذا فتبْب لك أف صفة الكرٙب الغضب كالبطش كالتعذيب ليكوف جانبو معظما ٨بافا
األ٠باء كالصفات ما ال توقف لوجود الكوف عليو كا٤بعُب أنو ملسو هيلع هللا ىلص ٙبقق ٗبعرفة ٝبيع الصفات
كاأل٠باء اإل٥بية الٍب يتوقف عليها كجود الكوف دكف غّب ىائم كصفو ملسو هيلع هللا ىلص أبف الفهوـ الٍب
قسمها هللا تعأب ٣بلقو ُب إدراؾ معا٘ب كبلمو ٝبيع كتبو كُب إدراؾ معا٘ب األحكاـ اإل٥بية كُب
إدرؾ معا٘ب أ٠بائو كصفاتو كمعارفو كإذا ٝبعت ٝبعا كاحدا كجعلت كالشيء ا٤بركوز ُب األرض
كالعنزة كاف ملسو هيلع هللا ىلص دائرة ٧بيطة بو بقولو :ا٢بائطة أم احمليطة ٗبركز الفهوـ كا٤بعا٘ب أم ابلفهوـ
كا٤بعا٘ب الٍب كا٤بركز
من إضافة ا٤بشبو بو إٔب ا٤بشبو بعد حذؼ أداة التشبيو مبالغة كا٤بعُب أنو ملسو هيلع هللا ىلص ٧بيط ٔبميعها ما
شذ عنو شيء منها صلى هللا تعأب عليو كسلم .كنور معطوؼ على عْب .األكواف أم
ا٤بخلوقات .ا٤بتكونة نعت لؤلكواف أم الٍب تتكوف شيئا بعد شيء كيقابلها ما بقي ُب طي العدـ
فاألشياء ا٤بقررة ُب العلم األزٕب منقسمة قسمْب قسم منها أعياف اثبتة كىي الٍب سبق ُب علمو
أهنا ٚبرج من العدـ إٔب الوجود ،كقسم منها أعياف عدمية كىي الٍب سبق ُب علمو أهنا ال ٚبرج
إٔب الوجود كتبقى ُب طي العدـ فإنو علمها أف لو خرجت إٔب
الوجود كعلى أم حالة تكوف كأبم أمر تتكوف كأبم مكاف كزماف تقع كماذا ينصب عليها من
األحكاـ اإل٥بية ضرا كنفعا فإنو ٧بيط ٔبميعها علما كىو ملسو هيلع هللا ىلص نورىا .اآلدمي صاحب ا٢بق نعت
لو كىو ما قرره سبحانو ُب شرعو الذم حكم بو على خلقو أمرا كهنيا ككيفية كابتداء غاية كىو
صاحبو صلى هللا تعأب عليو كسلم ا٤بقرر لو كالناىي عنو كا٤بنفذ لو .الراب٘ب نعت للحق .الربؽ
ا٤براد بو ا٢بقيقة احملمدية.
األسطع أم األرفع كارتفاعها ظهورىا على ٝبيع ا٣بلق ألنو مقرر الرٞبة الفائضة من حضرة ا٢بق
كمنها تفيض على ا٣بلق كىذه الرٞبة اإل٥بية ا٤بنصبة على ا٣بلق ىي ا٤براد بقولوٗ :بزكف األرابح
كا٤بزكف ٝبع مزف كا٤براد الرٞبات اإل٥بية كاألرابح ٝبع ربح استعّب الربؽ للحقيقة احملمدية كا٤بزف
رسالتو :كالشيخ عبد الغفار ُب التوحيد حكى عن الشيخ أيب ا٢بسن الوانئي قاؿ :أخرب٘ب أبو
ا٢بسن الطنجي قاؿ :كردت على سيدم أٞبد بن الرافعي فقاؿ ٕب :ما أان شيخك إ٭با شيخك
عبد الرحيم بقنا رح إليو فسافرت إٔب قنا فدخلت على الشيخ عبد الرحيم فقاؿ :أعرفت رسوؿ
هللا ملسو هيلع هللا ىلص؟ قلت :ال قاؿ ٕب :رح إٔب البيت ا٤بقدس حٌب تعرؼ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فرحت إٔب بيت
ا٤بقدس فحْب كضعت رجلي كإذا ابلسماء كاألرض كالعرش كالكرسي ٩بلوءة من رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص انتهى ا٤براد منو.
اللهم صل كسلم تقدـ الكبلـ على الصبلة كالسبلـ .على عْب ا٢بق فا٢بق لو إطبلقاف األكؿ
إطبلقو على الذات كالثا٘ب إطبلقو على صفة الذات فاألكؿ يقابلو الباطل من كل كجو فا٢بق
احملض ىو الذات العلية ا٤بقدسة كما عداىا كلو ابطل كإٔب ىذا اإلطبلؽ يشّب قوؿ لبيد الذم
شهد لو رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ابلصدؽ كالتحقيق :أال كل شيء ما خبل هللا ابطل *** ككل نعيم ال ٧بالة
زائل كىذا ال يطلق عليو ملسو هيلع هللا ىلص إذ ىذا اإلطبلؽ عْب الذات ا٤بقدسة ال يطلق على غّبىا أصبل،
ا٢بقائق ٝبع حقيقة من إضافة ا٤بشبو بو إٔب ا٤بشبو بعد حذؼ أداة التشبيو مبالغة كا٤بعُب :اللهم
صل كسلم على عْب ا٢بق الٍب تتجلى منها ا٢بقائق الٍب ىي كالعركش ٤با كانت كل حقيقة
منطوية على ما ال غاية لو من العلوـ كا٤بعارؼ كاألسرار كا٤بواىب كالفيوض شبهت ابلعركش
ألف العرش ٧بيط ٗبا ُب جوفو من ٝبيع ا٤بخلوقات كأيضا ٤با كاف العرش ىو غاية الرفعة
كالشرؼ من ا٤بخلوقات ُب علم ا٣بلق ككانت ا٢بقائق ُب غاية العلو كالرفعة كالشرؼ ألهنا
صدرت من حضرة ا٢بق الذم ال غاية لعلوه كشرفو كال علو كراءه فهو غاية الغاايت ُب العلو
كالرفعة كالشرؼ ككانت ا٢بقائق الصادرة من حضرتو سبحانو كتعأب مكسوة هبذه الصفة العلية
كالعلو كالشرؼ كا١ببلؿ أطلق عليها اسم العرش من ىذا الباب فهو حقيقة عرش ك٤با كانت
ا٤بعارؼ اإل٥بية ا٤بفاضة على ٝبيع األكابر من النبيْب كا٤برسلْب كاألقطاب كلها فائضة من
ا٢بقيقة احملمدية كليس شيء من ا٤بعارؼ يفاض من حضرة ا٢بق خارجا عن ا٢بقيقة احملمدية كال
يفاض شيء منها على أحد من خلق هللا تعأب إال ىو ابرز من ا٢بقيقة احملمدية كصف ملسو هيلع هللا ىلص أبنو
عْب ا٤بعارؼ بقولو :عْب ا٤بعارؼ ألنو صلى هللا تعأب عليو كسلم
خزانتها كينبوعها .األقوـ أم ا١بارم ُب ٦بارم العدؿ اإل٥بي ال يعوج بوجو كال ٱبرج عن ا١بادة
ا٤بستقيمة ُب العدؿ كىذا التفسّب ىو معُب األسقم ،أك أنو ملسو هيلع هللا ىلص أكمل من كل من قاـ بتوفية
حقوؽ ا٢بق سبحانو كتعأب كىذا التفسّب الثا٘ب ىو ا٤بلحوظ ُب تسميتو صلى هللا تعأب عليو
كسلم أبٞبد فهو صلى هللا تعأب عليو كسلم أكمل ا٣بلق ُب القياـ بتوفية آداب ا٢بضرة اإل٥بية
علما كحاال كذكقا كمنزلة كٚبلقا كٙبققا فهو أكمل من ٞبد هللا من خلقو من ٝبيع ا١بهات ك٤با
كاف صلى هللا تعأب عليو كسلم ىو الصراط إٔب حضرة
إف قلتٓ :ب ٙبذؼ عْب الكلمة من استقاـ كٓب ٰبذؼ من اشتاؽ فا١بواب أف إبقاءه ال يضر ألنو
ٟباسي فإبقاؤه ال ٲبنع من كوف بناء الشوؽ على بناء أفعل بعد حذؼ األلف كالتاء ٖببلؼ
استقاـ فإف بقاء عْب الكلمة منو ٲبنع من كوف بناء اسم التفضيل منو على أفعل إال إذا حذفت
السْب بعد حذؼ األلف كالتاء فحينئذ يصّب أقوـ فيفوت ا٤بقصود الذم ىو التفنن ُب السجع
على التفسّب األكؿ ُب تفسّبم أقوـ ،كا٤بعُب ا٤براد ٙبصيلو الذم ىو االستقامة ببل اعوجاج على
التفسّب الثا٘ب من تفسّب األقوـ فبلنتفاء تلك العلة على األقوـ ثبت فيو عْب
الكلمة ألنو من قاـ الثبلثي غّب ا٤بزيد ،فإف قلت :من سلفك فيما ذكرت من أئمة اللغة قلت:
قاؿ ُب القاموس :القوـ ا١بماعة من الرجاؿ كالنساء معا أك الرجاؿ خاصة إٔب أف قاؿ :كقاـ
قوما كقومة كقياما كقامة انتصب فهو قائم من قوـ كقم كقواـ كقياـ كقاكمتو قواما قمت معو
اللهم صل كسلم على طلعة أم ٦بلى كمظهر ا٢بق كىو هللا تعأب بذاتو سبحانو كتعأب ك٘بليو
اب٢بق أم بذاتو ال بشيء دكهنا فإف السبب الذم ٘بلت بو الذات العلية للحقيقة احملمدية
ك٘بليها ٥با كاف عن الذات العلية ا٤بقدسة ا٤بنزىة ال عن غّبىا كىذا أحد تفسّبم طلعة ا٢بق
اب٢بق .التفسّب الثا٘ب أف طلعة ا٢بق طوالع األ٠باء كالصفات اإل٥بية الٍب ٦بموعها ىو عْب ا٢بق
الكلي ٔبميع ما تفرغ عنها من األحكاـ اإل٥بية كا٤بقادير الرابنية كاللوازـ كا٤بقتضيات ا٤ببلزمة
لتلك الصفات كاأل٠باء فمجموعها ىو عْب ا٢بق الكلي فكاف صلى هللا
عليو كسلم مطلعا ٥با جامعا ٢بقائقها كأحكامها كمقتضياهتا كلوازمها فكاف طلوعها ُب ا٢بقية
احملمدية عن مادة أسرار الصفات كاأل٠باء اإل٥بية الذم ىو السبب ا٤بعرب بو ابلباء فكاف طلوعها
فيو ملسو هيلع هللا ىلص ٕبسب أسرارىا كأنوارىا فكلها حق كا٤بعُب اللهم صل كسلم على طلعة أم ٦بلى أم
مظهر أم مطلع ا٢بق الذم ىو صفاتك كأ٠باؤؾ كٝبيع ما تفرع عنها من أحكامك كمقاديرؾ
كاللوازـ كا٤بقتضيات ا٤ببلزمة لتلك الصفات كاأل٠باء ا١بامع ٢بقائقها كأحكامها كمقتضياهتا
كلوازمها الٍب كاف طلوعها ُب ا٢بقيقة اب٢بق عن مادة أسرار صفاتك
كأ٠بائك ككاف طلوعها فيو ٕبسب أسرارىا كأنوارىا فكاف كلو حقا ك٤با ًب قيامو ملسو هيلع هللا ىلص ُب ىذا
ا٤بيداف ٕبقوؽ التجليْب ا٤بذكورين كتوفيتو بوظائف خدمتها كآداهبا ٝبلة كتفصيبل كتكملة
٤بقابلتهما بعبوديتو الكاملة عرب عن ىذه األلطاؼ ُب الصبلة الكرٲبة بقولو :عبدؾ من حيث
أنت كما ىو عبدؾ من حيث أ٠بائك كصفاتك ك٤با كاف ٝبيع أ٠بائك كاألسرار كالعلوـ
ا٤بطالب كا٤بنافع لذكم ا٢باجات فبسبب كونو ملسو هيلع هللا ىلص كنزا عظيما يستفاد منو ٝبيع ا٤بطالب كا٤بنح
كالفيوضات الرابنية كالدنيوية كا٣بركية كالعلوـ كا٤بعارؼ كاألسرار كاألنوار كاألعماؿ كاألحواؿ
كا٤بشاىدات كالتوحيد كاليقْب كاإلٲباف كآداب ا٢بضرة اإل٥بية إذ ىو ا٤بفيض ١بميعها على ٝبيع
الوجود ٝبلة كتفصيبل فردا فردا من غّب شذكذ.
إفاضتك الٍب ىي مورد األلطاؼ الذم سألتو منك عندما ٘بليت بنفسك كأكصافك كسألت
ذاتك بذاتك فتلقيت ذلك السؤاؿ منك ابلقبوؿ كاإلسعاؼ ككاف قوامو راجعا إليك فأكجدت
ذلك ا٤بود الذم ىو ا٢بقيقة من حضرة علمك عيوان كأهنارا ٍب سلخت العآب منها كاقتطعتو كلو
تفصيبل على تلك الصورة اآلدمية اإلنسانية اعلم أنو ٤با تعلقت إرادتو إبٯباد خلقو أبرز ا٢بقيقة
احملمدية كذلك عندما ٘بلى بنفسو من األكصاؼ كسأؿ ذاتو بذاتو مورد األلطاؼ فتلقى ذلك
السؤاؿ منو ابلقبوؿ كاإلسعاؼ فأكجد ا٢بقيقة احملمدية فكانت عيوان كأهنارا ٍب سلخ العآب
منها كاقتطعو كلو تفصيبل على تلك الصورة اآلدمية اإلنسانية فإهنا كانت ثواب على تلك ا٢بقيقة
احملمدية النورانية شبو ا٥بواء كا٤باء ُب حكم الرقة كالصفاء فتشكل الثوب شكل الصورة النورانية
فكاف دمحم صلى هللا عليو كسلممجمع الكل كبرىاف الصفات كا٤ببدأ األعلى ككاف آدـ عليو
السبلـ نسخة منو على التماـ ككانت نسخة الذرية من آدـ عليو السبلـ فتحقق ىذه التسخ
تعش سعيدا غّب أف األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ من كتايب دمحم كآدـ على الكماؿ كالعارفوف
الوارثوف نسخة من آدـ كظاىر سيدان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص كأما أىل
الشماؿ فنسخة من طينة آدـ ال غّب كأما التناسل إٔب أف جاء زمانو عليو الصبلة كالسبلـ فصّب
هللا تعأب العآب ُب قبضة ك٨بضة جسم دمحم ملسو هيلع هللا ىلص زبدة ٨بضة العآب كما كانت حقيقة أصل نشأتو
فلو الفضل ابإلحاطة إ كانت البداءة كا٣بتم فقد حصلت ُب علمك نشأة أكؿ كل موجود كأين
مرتبتو من الوجود كمنزلتو من الوجود .كا٢باصل أف سيدان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص أكؿ ا٤بوجودات كأصلها
كبركتها كبربكتو كجدت كبو استمدت .إحاطة مصدر كصف بو مبالغة أم احمليط كرجل عدؿ أم
عادؿ.
النور أم ابلنور ا٤بطلسم أم ا٤بكتوـ أم احمليط بسر ألوىيتك ا٤بكتوـ الذم أردت أف تطلع عليو
سبق ُب سابق علمك أف تكشفها ٣بلقك كتطلعهم عليها كإ٭با أفرد النور كأريد بو الكماالت
اإل٥بية ألهنا كلها حق كا٢بق كلو نور .صلى هللا تعأب عليو كعلى آلو كصبلة هللا تعأب على نبيو
صلى هللا تعأب عليو كسلم توقيفية ال تعرؼ حقيقتها كما يقولو فيها أىل الظاىر ال يلتفت إليو
كتقدـ أهنا فوؽ ما يدرؾ كيعقل فبل تفسر بشي ببل تقوؿ يصلي على نبيو ملسو هيلع هللا ىلص كال تكيف صبلتو
كتقدـ أيضا أف الصبلة ُب حق هللا تعأب على نبيو ملسو هيلع هللا ىلص كصف قائم بذاتو على ا٢بد الذم يليق
بذاتو كعظمتو كجبللو ىو أمر فوؽ ما
يدرؾ كيعقل .صبلة معموؿ صل كسلم على طلعة ا٢بق اب٢بق إٔب آخره صبلة تعرفنا هبا أم
ابلصبلة .إايه أم نبيك دمحما صلى هللا تعأب عليو كسلم ُب مراتب بطونو صلى هللا تعأب عليو
كسلم طلب ا٤بصلي من هللا أف يعرفو رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم إما ابلوصل إٔب معرفة
حقيقة ركحو أك حقيقة عقلو أك قلبو أك نفسو أما حقيقة ركحو فبل يصل إليها إال األكابر من
النبيْب كا٤برسلْب كاألقطاب كمن ضاىاىم من األفراد كمن العارفْب من يصل إٔب مقاـ عقلو
ملسو هيلع هللا ىلص فتكوف معارفو كعلومو ٕبسب ذلك إذ ليس مقاـ العقل كعلومو
كمقاـ الركح كعلومو كمنهم من يصل إٔب مقاـ قلبو ملسو هيلع هللا ىلص فتكوف معارفو كعلومو ٕبسب ذلك
كىو دكف مقاـ العقل ُب ا٤بعارؼ كالعلوـ كمنهم من يصل إٔب مقاـ نفسو صلى هللا تعأب عليو
ا٢بقيقة احملمدية لباسا من أألنوار اإل٥بية كاحتجبت هبا عن الوجود فسميت ركحا ٍب تنزلت
أبلباس أخرل من األنوار اإل٥بية كاحتجبت هبا فكانت بسبب ذلك تسمى عقبل ٍب تنزلت
أبلباس أخرل من األنوار اإل٥بية كاحتجبت هبا فسميت بذلك قلبا ٍب تنزلت أبلباس أخرل من
األنوار اإل٥بية احتجبت هبا فكانت بسبب ذلك تسمى نفسا انتهى كهللا تعأب ا٤بوفق للصواب
كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ا٢بياة مع إقراره أبنو إف رزقو هللا تعأب عبادتو أنو ال يدكـ لو ذلك إال إذا أمده هللا إبدامتو كأعانو
ٗبعرفة منو ٍب يتربأ من حولو ك قوتو كيعَبؼ أف العزـ على ذكر ربو قبل الشركع منو ٧بض موىبة
كإنعاـ كتوفيق من هللا تعأب ٍب يستعْب ابهلل تعأب على الشركع منو ُب مقصد األذكار الٍب ىي
الورد كالوظيفة كالذكر الذم يفعل بعد العصر يوـ ا١بمعة ٍب يقوؿ بلسانو مستحضرا معُب ما
يقوؿ ُب قلبو :اللهم إ٘ب نويت بتبلكة ىذا الورد تعظيما كإجبلال لك كابتغاء مرضاتك كقصدا
لوجهك الكرٙب ٨بلصا لك من أجلك كأقوؿ إبمدادؾ كعونك
اثنيا كبتوفيقو إٔب النهوض إٔب ىذه العبادة اثلثاٍ ،ب أنو ٤با قاؿ :الرٞبن الرحيم ازداد رجاؤه قوة
كرسوخا ُب قلبو كازداد فرحا كسركرا هبذا ا٤بنعم الكرٙب ،ك٤با قاؿ :ملك يوـ الدين كادت نفسو
تزىق كتصّب ترااب كتطّب ٤با امتؤل قلبو من ىيبة عظمة ىذا ا٤بلك ك٤با ٙبقق لو ىذا ا٤بشهد خضع
لربو كذؿ كتربأ من سواه بقولو :إايؾ نعبد كازداد تذلبل كتصاغرا ٤بواله بطلب ا٤بعونة منو لعلمو
أبنو ال يقول على عبادتو إال بو ألنو ىو الفاعل كا٤بوُب بقولو :كإايؾ نستعْبٍ ،ب أنو ٤با امتثل
قوؿ مواله جل كعبل{ :اي أيها الذين آمنوا
اتقوا هللا كابتغوا إليو الوسيلة} كقدـ الوسيلة إليو ٔبميع ما تقدـ شرع ُب السؤاؿ من هللا تعأب أف
يرزقو نيل ما يطلبو من مواله الكرٙب ألنو ىو ا٤بقصود األعظم الذم كاف بصدده كىو سلوؾ
الطريق ا٤بستقيم الذم يوصلو إٔب ما كصل إليو الذين أنعم عليهم موالىم الكرٙب كىم النبيوف
كالصديقوف كالشهداء كالصا٢بوف كالعدكؿ عن طريق الفرؽ الضالة من ىذه األمة كغّبىا
كالوصوؿ إٔب ىذا ا٤بطلب الرب ىو ا٤بقصد األعظم من الذكر بقولو :اىدان الصراط ا٤بستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم غّب ا٤بغضوب عليهم كال الضالْبٍ ،ب أنو ٤با علم أف
ا٤بتنجس ابألدانس كالرذائل ال يصلح لو الوقوؼ بباب ا٤بلك فضبل عن الدخوؿ فا٣بدمة لو
شديد ككجل عظيم ٤با علم من عظمة ىذا ا٤بلك ككربايئو كعلو شأنو ككونو ٨بتارا يفعل ما يشاء
ك٤با علم ذلك خاؼ من االستبداد بنفسو كاالستقبلؿ أبمره ألف مثلو ال يستحق بذلك إال
الطرد كاإلبعاد من ا٤بلك كىذا كالعياذ ابهلل تعأب ىو الذم كاف ٱباؼ أف يلحقو من جناب
سيده ،ك٤با علم أنو ىو كٝبيع ا٣بلق ُب ىذا ا٤بيداف على حد سواء رجع إٔب التوسل إٔب هللا تعأب
برسولو الذم ىو كسيلة ٝبيع ا٤بخلوقات إليو تعأب ُب ٝبيع التوجهات كا٤بطالب لعلمو بعلو
مقداره عند هللا تعأب كشفوؼ مرتبتو لديو كعلو اصطفائو على ٝبيع خلقو كعلمو
أبف هللا تعأب ال يقبل العمل من كل عامل إال ابلتوسل إٔب هللا تعأب بو ملسو هيلع هللا ىلص فمن طلب القرب
من هللا تعأب كالتوجو إليو دكف التوسل بو ملسو هيلع هللا ىلص معرضا عن كرٙب جنابو كمدبرا عن تشديد خطابو
كاف مستوجبا من هللا غاية السخط كالغضب كغاية اللعن كالطرد كالبعد كضل سعيو كخسر
عملو كال كسيلة إٔب هللا تعأب إال بو صلى هللا تعأب عليو كسلم كامتثاؿ شرعو كىذا الذم ذكرانه
ىنا يكفي مقصدا ُب الصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص ٤بن علمو بقلبو كٓب ينطق بو بلسانو إذا كاف
مستحضرا ذلك من أكؿ الورد إٔب
ا٣بتم مع أف ا٤بقصد الذم ذكرانه أكال يكفي ٤بن أراد الشركع ُب األكراد البلزمة من غّب تفصيل
كإذا نطق بو كقت الشركع بلسانو مستحضرا معناه ُب قلبو يكفيو ُب الورد كالوظيفة كالذكر
الذم يفعل بعد عصر يوـ ا١بمعة كلكن إذا أردت أف نزيدؾ مقصدا كاحدا للصبلة على النيب
ملسو هيلع هللا ىلص لرغبتك فيو فقل بلسانك مستحضرا معناه ُب قلبك :اللهم إ٘ب نويت أف أتقرب إليك
ابلصبلة على رسولك الكرٙب ملسو هيلع هللا ىلص عبادة كتعظيما كابتغاء مرضاتك كمرضاة رسولك الكرٙب
علي
كمقصدا لوجهك العظيم لك من أجلك ٨بلصا لك كأنت الذم مننت ٌ
علي لبيك اللهم كسعديك كا٣بّب كلو بيديك اللهم صل على سيدان دمحم إٔب
هبذا كتفضلت بو ٌ
آخرهٍ .ب إنو ٤با توسل إٔب هللا تعأب بسر خليقتو كعركس ٩بلكتو كزين بريئتو كسيد أىل ا٤بعرفة
الشريفة كمع ذلك أننا ما سلمنا عليهم ابنفرادىم بل على نبينا ملسو هيلع هللا ىلص كعليهم أفضل الصبلة
كأزكى التسليم ليكوف استمدادان منهم اتبعا الستمدادان منو ملسو هيلع هللا ىلص ٤با علم أف التوفيق إٔب التوسل
إٔب هللا تعأب بو ملسو هيلع هللا ىلص كابلصبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص كابلسبلـ عليو كعلى ٝبيع الرسل عليو كعليهم أفضل
الصبلة كأزكى التسليم كأف ٝبيع ما حصل من النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم كمنهم عليو
كعليهم من هللا تعأب أفضل الصلوات كأًب التسليمات من اإلفراد ٧بض منة من ربو ا٤بناف رجع
إٔب ٞبده
تعأب كحده بقولو{ :كا٢بمد هلل رب العا٤بْب} ك٤با اكتسب بفضل هللا تعأب من ٝبيع ما تقدـ
الصبلحية لذكر الكلمة الشريفة شرع ُب ذكرىا بقولو :ال إلو إال هللا ٍب إنو ٤با حصل لو شهود
االستغراؽ ُب شهود ا٤بذكور كعلم أنو ال يثبت لبلستغراؽ بشهوده تعأب على الوجو األكمل إال
بل كبْب ٝبيع ا٤بخلوقات كا٢بق لعلمو أف ٝبيع ما انلو من هللا تعأب من ا٣بّبات إ٭با انلو بتوسلو
إٔب هللا تعأب بو ملسو هيلع هللا ىلص بل لوال ظهور رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فيو كسراية ركحانيتو ملسو هيلع هللا ىلص ُب ذاتو كأعضائو
كركحو ٗبا كجد فضبل من أف يؤمن فضبل من أف يذكر فضبل من أف يقبل ذكره بل رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص ىو الذاكر هلل تعأب كا٤بتوجو إليو كا٤بصلي على نفسو كالعابد هلل تعأب ُب ذكات ٝبيع
الذاكرين كا٤بتوجهْب كا٤بصلْب عليو ملسو هيلع هللا ىلص كالعابدين ألنو ملسو هيلع هللا ىلص ىو
ركح رحم بو ٝبيع الوجود كبو بقاء الوجود كبو ٝبيع ما انلوه من ا٣بّبات الدنيوية كالدينية
كاألخركية كىو أصل ا٤بخلوقات كلها كمنو كجدت كما تقدـ ك٤با علم ٝبيع ما تقدـ رجع إٔب
شكر ا٤بنعم بشكر الواسطة ٗبدحو ابلصبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص بصبلة ٝبعت بْب مدحو ملسو هيلع هللا ىلص كابلصبلة
عليو ملسو هيلع هللا ىلص بقولو :اللهم صل كسلم على عْب الرٞبة الرابنية إٔب آخره كال شك أف الصبلة عليو
ملسو هيلع هللا ىلص ٗبدحو أبنو ىو عْب الرٞبة الرابنية فيو إعبلـ أبف الذاكر ٤با ختم ذكره هبذه الصبلة كاف من
أكمل الرجاؿ
ألنو ٝبع بْب الشريعة كا٢بقيقة حيث امتثل أمر مواله ابلصبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص كابلتوسل بو إٔب مواله
أيضا كبشكره ملسو هيلع هللا ىلص حيث كاف ظهوره كخلقو كبعثو ككونو لنا رٞبة كمع ذلك إ٭با نسب الرٞبة إٔب
الرب ألنو ىو الراحم حقيقة ٍب أنو ٤با ختم العدد الذم يقرؤه من جوىرة الكماؿ صار كأنو
يسمع ىاتفا من ا٥بواتف ا٢بقية يقوؿ لو :احذر اي عبدم أف يقع ُب كٮبك أنك كفيت شيئا من
فبل ٰبتاج مع ذلك إٔب صبلتك كال إٔب صبلة غّبؾ كإ٭با أمرتك ابلصبلة عليو لتكوف مقبوال
عندم بربكة توسلك بو إٕب فأجابو الذاكر بسرعة ليعلم نفسو ٗبا خوطب بو بقولو{ :إف هللا
كمبلئكتو يصلوف على النيبء اي أيها الذين آمنوا صلوا عليو كسلموا تسليما} فأجاب فورا
بقولو :صلى هللا عليو كعلى آلو كصحبو كسلم تسليما ٍب صار كأنو يسمع ىاتفا من ا٥بواتف
لدم كحيب فيو
ا٢بقية يقوؿ لو اثنيا :كإذا كاف ُب ٨بلوقاٌب من صار ٤بكانتو عندم كعلو شأنو ٌ
غنيا عن ٝبيع خلقي كٝبيع خلقي ٧بتاجوف إليو فكيف بربو الذم لو األلوىية كالربوبية
كاحذر اي عبدم أف تنسب ٕب شريكا أك شبيها أك افتقار إٔب عبادتك أك إٔب شيء ما كلذلك
أجاب فورا بقولو :سبحاف ربك رب العزة عما يصفوف ،ك٤با بلغ بو األمر إٔب ىذا ا٢باؿ صار
كأنو يسمع ىاتفا من ا٥بواتف ا٢بقية يقوؿ لو :اعلم أيها العبد أنك لو ارتقيت إٔب ما عسى أف
ترقى إليو من مقامات القرب كالدنو كالوصوؿ إٔب حضرة ا٢بق تعأب ال تكوف عنده مقبوال كال
تسلم من ا٤بصائب الدنيوية كالدينية كاألخركية إال ابلتوسل برسلو إليو ألنك ما سلمت من
الشرؾ كغّبه إال بربكتهم كاتباع ما أتوؾ بو منو كحيث كاف األمر كذلك فسلم عليهم
تعظيما ٥بم لتعظيم ا٢بق تعأب كإايىم كذلك يستدعي تسليم ا٢بق تعأب عليك ألف عنايتو برسلو
توجب أف يعتِب ٗبن عظمهم كنفع تسليمك عليهم عائد إليك ال إليهم ألف تسليمك عليهم ال
يزيدىم فأجاب ىذا ا٥باتف بقولو :كسبلـ على ا٤برسلْب ،ك٤با بلغ بو األمر إٔب ىذا ا٢باؿ صار
كأنو يسمع أيضا ىاتفا من ا٥بواتف ا٢بقية يقوؿ :اعلم أف نعمة بعث الرسل إليك كغّبىا من
النعم الظاىرة كالباطنة الٍب أسبغها ا٢بق تعأب عليك كعلى غّبؾ منو تعأب كحده فاٞبده كحده
كما أنو ىو ا٤بنعم كحده ليس بيد غّبه نفع كال ضر كال جلب كال دفع ُب العاجل
كاآلجل فأجاب ىذا ا٥باتف بقولو :كا٢بمد هلل رب العا٤بْب .ك٤با كاف ذكر الكلمة الشريفة ىو
ا٤بقصود األعظم من األذكار ألف االستغراؽ بشهود ا٤بذكور ال ٰبصل للعبد إال إذا حصل لو
التوحيد ا٢بقيقي كال شيء يثمر للعبد التوحيد ا٢بقيقي مثل مبلزمة ذكر هللا تعأب على الدكاـ
كالكلمة الشريفة أفضل األذكار ألف ٜبرات األذكار ٦بموعة ُب ذكر الفرد.
كُب التسهيل البن جزم بتقدٙب بعض كبلمو كأتخّب بعضو :كاعلم أف الذكر أنواع كثّبة فمنها
التزمو من األذكار البلزمة ستة أايـ فإذا فرغ من الستة يتعوذ ابهلل تعأب من الشيطاف الرجيم ٍب
يستعْب ابهلل تعأب على الشركع ُب الذكر كُب إٛبامو على كجو يرتضيو ربو احملسن إليو قائبل:
{بسمميحرلا نمحرلا هللا ا٢بمد هلل رب العا٤بْب الرٞبن الرحيم ملك يوـ الدين إايؾ نعبد كإايؾ
نستعْب اىدان الصراط ا٤بستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غّب ا٤بغضوب عليهم كال الضالْب}،
كاثنيها أف ينوم ابالستغفار ثبلث مرات الطهارة من الذنوب كاالستقامة على التقول كاحملافظة
على شرط التوبة ،كابلصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص ثبلث
مرات العبودية هلل تعأب كالتعظيم لو كالبتغاء مرضاتو ،كاثلثها أف يستحضر ُب قلبو كيتلمح بنظره
إٔب النيب ملسو هيلع هللا ىلص كىو الشيخ ا٢بقيقي ألنو ملسو هيلع هللا ىلص ىو الذم سن تلقْب ىذه الكلمة الشريفة كما تقدـ
ألنو ملسو هيلع هللا ىلص لقنها عليا كىو ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ثبلث مرات ال إلو إال هللا كعلي يسمع ٍب أنو ملسو هيلع هللا ىلص أمر عليا
رضي هللا تعأب عنو أف يقو٥با ثبلث مرات كىو ملسو هيلع هللا ىلص يسمع ،فإذا علم الذاكر ىذا األصل كاف
االستغفار ثبلث مرات كالصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص
كذلك مذكورين لو ىذا األصل فإذا تذكره صار كأنو ينظر إٔب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فلما حصل لو ىذا
الشهود كعلم أنو صلى هللا تعأب عليو كسلم ىو الواسطة على ا٢بقيقة كشكر الواسطة مطلوب
شرعا علم أف أحدا ال يشكره أبفضل من الصبلة عليو صلى هللا تعأب عليو كسلم تبل اآلية
يقصد بذكر الكلمة الشريفة تنزيو ا٢بق عن كل ما ال يليق ٔببللو كعلوه كعظمتو ككربايئو ك٤با
علم أف ا٢بادث عاجز عن معرفة القدٙب فضبل عن أف ينزىو التنزيو الذم يليق بو قاؿ :سبحاف
ربك رب العزة عما يصفوف ،ك٤با كاف علم الذاكر أف توحيد ا٢بق تعأب كتنزيهو عن ٝبيع
النقائص ٓب ٰبصل لو إال من تبليغ الرسل ذلك من رهبم عمم السبلـ على ٝبيعهم بعد ٚبصيص
سيد ا٣بلق بو عليو كعليهم من هللا تعأب أفضل الصبلة كأًب التسليم بقولو :كسبلـ على
ا٤برسلْب ،كخامسها أف يكوف مقصود الذاكر بذكر الكلمة الشريفة أيضا قطع العبلئق كالعوائق
الٍب تصده عن اإلقباؿ إٔب مواله كالتدبّب عن كل ما سواه كذلك ٤بعرفتو أف ما سول ا٢بق تعأب
٩بلوؾ كمقهور ال ٲبلك لنفسو نفعا كال ضرا كال جلبا كال دفعا كأف ا٣بّب دنيا كبرزخا كأخرل بيد
ا٢بق تعأب ككل ما سواه عاجز كمفتقر إليو على ٝبيع األحواؿ ك٤با علم ىذا اسَباح عما كاف
ٯبده من االشتغاؿ بسول ربو كرجع إٔب مواله كشكره على ما أكاله من تعليمو فإنو ال يستحق
أف ٰبب لذاتو سواه كال أف ٰبمد من عداه فضبل عن أف يعتمد عليو أك يعبده بقولو :كا٢بمد هلل
رب العا٤بْب ك٤با ًب الفرح ٗبواله كاستغرؽ ُب حبو كاستؤب عليو
سلطاف ٧ببتو كسرت ُب ٝبيع عوا٤بو ركحا كعقبل كقلبا كقالبا حسا كعنا فكرا كخياال شرع ُب
ذكره بقولو :ال إلو إال هللا كاستمر على الذكر فإذا حصل لو االستغراؽ ُب مشاىدة ا٤بذكور ترؾ
النفي كاكتفى ابإلثبات بقولو :هللا هللا هللا إٔب آخر اجمللس ،كسادسها أف يعلم أف ا٤بقصود
األعظم من ىذا الذكر كتكثّبه تعظيم يوـ ا١بمعة ألف هللا تعأب عظمها كتعظيم ما عظمو هللا
تعأب كاجب كيشهد ٤با ذكرانه ما ركاه اإلماـ أٞبد كأبو داككد كابن ماجو كابن حباف عن أكس
بن أكس قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":من أفضل أايمكم
ا١بمعة فيو خلق آدـ كفيو قبض كفيو النفخة كفيو الصعقة فأكثركا علي من الصبلة فيو فإف
صبلتكم معركضة علي " كما ركاه بن ماجو إبسناد جيد عن أيب الدرداء قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص ":أكثركا من الصبلة علي يوـ ا١بمعة فإنو مشهود تشهده ا٤ببلئكة " كتعظيم األزمنة
كاألمكنة الٍب عظمها هللا تعأب إ٭با ىو بزايدة العبادة كُب صحيح البخارم عن ابن عباس رضي
كالثبلاثء كاألربعاء كا٣بميس ألف كٜبا٭بائة كىذا العدد بعينو ىو الذم يذكره ا٤بنفرد منن الكلمة
الشريفة تذكر ثبلٜبائة مرة ُب كل يوـ مائة ُب كرد الصباح كمائة ُب كرد ا٤بساء كمائة ُب الوظيفة
كإذا ضربت ثبلٜبائة ُب ستة ٰبصل لك ٜبانية عشر مائة كىي ألف كٜبا٭بائة مرة كا٤بنفرد يذكر
الكلمة الشريفة ثبلٜبائة مرة يوـ ا١بمعة من غّب ما يذكر منها بعد عصر يوـ ا١بمعة مائة ُب كرد
الصباح كمائة ُب كرد ا٤بساء كمائة ُب الوظيفة كيذكر منها بعد عصر يوـ ا١بمعة ألفا كٟبسمائة
فإذا ٝبعت ما ذكران ٰبصل لك ألف كٜبا٭بائة مرة كهبذا
البياف تعلم أف ا٤بنفرد يذكر من الكلمة الشريفة ُب اليوـ الشريف الذم ىو يوـ ا١بمعة قدر ما
ذكره منها ُب األايـ الستة كلها كإذا فهمت ىذا علمت أف الشيوخ من أعظم نعم هللا الٍب أنعم
هللا تعأب هبا على التبلميذ كأهنم من أعظم جنود هللا تعأب يسوؽ هبم ا٤بريدين كالطلبة إٔب حضرتو
تعأب إذ لوال الشيخ ما قدر أحد أف يلتزـ بنفسو على نفسو فعل ىذا ا٣بّب كالدكاـ عليو على
ىذه الكيفية العجيبة كتعلم أيضا أف ىذه الزايدة إ٭با ىي تعظيم ٥بذا اليوـ فإذا كاف ىذا ا٤بنفرد
حْب أكجد أاب البشر آدـ عليو السبلـ فيو كٓب يزؿ مواله الكرٙب ٰبفظو ٕبفظ أصولو كينقلو من
أصل إٔب أصل حٌب أخرجو من اصلو القريب سا٤با كحفظو حٌب امًب عليو ٗبحض فضلو ابإلٲباف
بو كبرسلو كبكل ما بلغوا عنو تعأب .قاؿ ُب لباب التأكيل :قاؿ أصحاب األخبار
كالسّبكالتواريخ :إف هللا عز كجل خلق الَببة الٍب ىي األرض ببل دحو كال بسط ُب يوـ األحد
كاإلثنْب ٍب استول إٔب السماء فسواىن سبع ٠باكات ُب يومْب ٮبا الثبلاثء كاألربعاء ٍب دحا
األرض كبسطها كطحاىا كأخرج منها ماءىا كمرعاىا كخلق دكاهبا كحشيشها كٝبيع ما فيها ُب
يومْب كٮبا ا٣بميس كا١بمعة كخلق آدـ ُب يوـ ا١بمعة آخر ساعة من ساعات ا١بمعة كقاؿ بعد
كبلـ :كقيل إف أكؿ ما خلق هللا تعأب القلم ٍب اللوح فكتب فيو ما كاف كما سيكوف كما خلق
كما ىو خالق إٔب يوـ القيامة ٍب خلق الظلمة كالنور ٍب خلق العرش ٍب خلق السماء من درة
بيضاء ٍب خلق الَببة ٍب خلق السماكات كما فيهن من ٪بوـ كمشس كقمر ٍب مد األرض كبسطها
من الَببة الٍب خلقها ٍب خلق ٝبيع ما فيها من جباؿ كشجر كدكاب كغّب ذلك ٍب خلق آدـ
آخر ا٣بلق ُب ساعة من ساعات يوـ ا١بمعة أىػ.
كاثمنها أف يعلم الذاكر أف هللا تعأب اتب على أبيو آدـ ُب ىذا اليوـ كُب ىذه الساعة من
ساعاتو لرجوعو إٔب ربو ابإلقرار ابلربوبية كتذهلل بْب يديو بقولو{ :ربنا ظلمنا أنفسنا كإف ٓب تغفر
فبْب تعأب أنو اتب عليو بقولو تعأب{ :فتلقى آدـ من ربو
لنا كترٞبنا لنكونن من ا٣باسرين} ٌ
كلمات فتاب عليو إنو ىو التواب الرحيم} كىذا السر العظيم من األسرار الٍب جعل ىذا الذكر
من أجلها ُب ىذه الساعة كُب ىذا اليوـ كال أحد يرجع ٤بواله أبفضل من ىذه الكلمة الشريفة
فمن رجع إليو هبا ُب ىذا اليوـ كُب ىذه الساعة من أكالده اتب
ا٤بعتنْب أبمره كتلك الساعة تنجيهم إف شاء موالىم الكرٙب من أىواؿ ذلك اليوـ كشدائده
كغضبو كعقابو كتوجب ٥بم الرضواف األكرب من موالىم ُب دار رضوانو مع الذين أنعم هللا عليهم
من النبيْب كالصديقْب كالشهداء كالصا٢بْب مع فائدة أخرل ٙبصل ٥بم ُب ىذه الدنيا كىي أف
ا٤بعرفة أبهنا ىي الساعة الٍب تقوـ فيها القيامة تعينهم على ا٢بضور عند ذكر الكلمة الشريفة
كاالعتناء بتدبّب معانيها كفهم أسرارىا كحقائقها كالعمل ٗبقتضاىا ٚبليا كٙبليا كٚبلقا كٙبققا
كتعلقا.
قاؿ ُب السراج ا٤بنّب عند قولو تعأب{ :اي أيها الذين آمنوا إذا نودم للصبلة من يوـ ا١بمعة}:
النبيْب كالصديقْب كاألكلياء كغّبىم كإظهار كراماهتم كشرفهم انتهى .كهبذا تعلم أف كقوع ىذا
الذكر ُب ىذه الساعة كاقع موقعو ألف من كفقو هللا تعأب لتعمّب ىذه الساعة هبذه الطاعة كاف
من الفائزين السابقْب يوـ القيامة .قاؿ ُب لباب التأكيل :اتفق البخارم كمسلم ُب التخريج عن
أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص٫" :بن اآلخركف السابقوف يوـ القيامة بيد
أهنم أكتوا الكتاب من قبلنا كأكتيناه من بعدىم فهذا اليوـ الذم اختلفوا فيو فهداان هللا تعأب لو
فالناس لنا فيو تبع اليهود غدا كبعد
غد للنصارل" كُب ركاية :قد ٠بعت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ٫" :بن اآلخركف السابقوف بيد أهنم أكتوا
الكتاب من قبلنا ٍب ىذا يومهم الذم فرض هللا تعأب عليهم فاختلفوا فهداان هللا تعأب" زاد
مسلم" :لو يعِب يوـ ا١بمعة ٍب اتفقا فالناس لنا تبع اليهود غدا كالنصارل بعد غد" .كأخرج
مسلم عن حذيفة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :أضل هللا تعأب عن ا١بمعة من
كاف قبلنا فكاف لليهود يوـ السبت كللنصارل يوـ األحد فجاء هللا تعأب بنا فهداان ليوـ ا١بمعة
فجعل ا١بمعة كالسبت كاألحد كذلك ىم
تبع لنا يوـ القيامة ٫بن اآلخركف من أىل الدنيا األكلوف يوـ القيامة ا٤بقضى ٥بم يوـ القيامة قبل
ا٣ببلئق" .كأخرج مسلم عن أيب ىريرة قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص٫" :بن اآلخركف األكلوف يوـ
قاؿ السيوطي ُب الديباج ُب حاشيتو على صحيح مسلم٫ :بن اآلخركف ُب الزماف أم ُب الوجود
ك٫بن السابقوف أم ُب الفضل كدخوؿ ا١بنة فتدخل ىذه األمة ا١بنة قبل سائر األمم اىػ .فقد
اتضح لك ٩با تقرر أف إيقاع ىذا الذكر ُب ىذا اليوـ ا٤ببارؾ كُب ىذه الساعة ا٤بباركة كاقع موقعو
فجزل هللا تعأب عنا سيدان دمحما صلى هللا تعأب عليو كسلم الذم رتب ىذه األذكار لسيدان أٞبد
رضي هللا تعأب عنو كلقنو إايىا كجعلها لو صلى هللا تعأب عليو كسلم ُب الساعات الشريفة الٍب
منها ىذه ما ىو أىلو ،كحادم عشرهتا أف يعلم أف نيل ٝبيع
أسرارىا ىذا الذكر كٜبراتو منوط ابتصالو للغركب ككيف ال كقد كرد ُب بعض األحاديث:
الساعة الٍب يستجاب فيها الدعاء ىي آخر ساعة بعد العصر .كُب اإلبريز :قاؿ أبو داككد عن
جابر بن عبد هللا عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ":يوـ ا١بمعة ثنتا عشرة يعِب ساعة ال يوجد عبد مسلم
يسأؿ هللا تعأب شيئا إال آاته فلتمسوا آخر ساعة بعد العصر قاؿ عبد ا٢بق ُب إسناده :ا٢ببلج
مؤب عبد العزيز بن مركاف كقد ذكره أبو عمر بن عبد الرب بن عبد السبلـ بن حفص كيقاؿ لو
ابن مصعب عن العبلء بن عبد الرٞبن عن أبيو عن أيب رضي هللا تعأب
عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":أف الساعة الٍب ٰبرل فيها الدعاء يوـ ا١بمعة ىي آخر ساعة من
ا١بمعة أىػ كحينئذ فبل بد أف يقصد تعمّب ىذه الساعة بذكره ىذه الكلمة الطيبة إٔب غركب
الشمس كأف يقصد بذلك كجو هللا تعأب قصدا ٦بردا من ٝبيع الشوائب كأألغراض كالعوارض
كأتىب ٮبتو أف تلتفت إٔب شيء دكف مواله كيشّب إٔب ما ذكرانه كونو استفتح ٦بلس الذكر بقولو:
أستغفر هللا العظيم الذم ال إلو إال ىو ا٢بي القيوـ كأكؿ ذنب يستغفر العبد لو الشرؾ كالكفر
كآخره أف ٱبطر ُب قلبو ما سول مواله فضبل عن أف يلتفت إليو
كالذم ٰبملو على االستغفار إذا التفت إٔب غّب مواله علمو أف ا٣بلق ٨بلوؽ مقهور مغلوب
عاجز مفتقر ال ٲبلك لنفسو ضرا كال نفعا كال جلبا كال دفعا ُب عاجلو كالتفاتو إٔب من شأنو
ىكذا عبث كسفو كىوس كجنوف كرفع ٮبتو عمن ىذه صفتو إال مواله كخالقو القهار القادر
الغِب الذم خضع لو كل شيء ىو البلئق كعلمو أيضا أف ٝبيع ما ُب األرض ٨بلوؽ لو فعبل
بتعظيم ىذا النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم الوارد ُب ىذه اآلية الشريفة قاؿ :صلى هللا تعأب
عليو كعلى آلو كصحبو كسلم تسليما ٍب نزه مواله عما ال يليق بتعظيمو كجبللو ككربايئو كعلوه
كقاؿ :سبحاف ربك رب العزة عما يصفوف ٍب رجع إٔب التوسل برسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كٔبميع رسل هللا
عليهم الصبلة كالسبلـ ابلسبلـ عليهم أف يشفعوا لو عند رهبم أف يطهره من كل عيب كشْب
يوجب لو االلتفات إٔب غّبه كقاؿ :كسبلـ على ا٤برسلْب ٍب ٞبد هللا تعأب على ما أ٥بمو ككفقو
لفعل ما تقدـ كقاؿ :كا٢بمد هلل لرب العا٤بْب ٍب ترقى إٔب
اإلقرار ابلوحدانية لو تعأب ُب أفعالو كأ٠بائو كصفاتو كذاتو كنفى الشركة كالتشريك لو ُب أم
شيء ما كقاؿ :ال إلو إال هللا على قدر ما قدر هللا تعأب لو ٍب أنو ٤با غاب عن كجوده ككجود
غّبه الستغراقو ُب مشاىدة من كوره الذم ىو مواله من هللا تعأب برده إٔب التوسل بسيد أىل
ا٢بضرة لتكوف كاسطتو صلى هللا تعأب عليو كسلم بينو كبْب ا٢بق مقوية على الثبوت ٥بذا
كاعتمادا كتوكبل كالتجاء ك٧ببة كتعظيما كاعتبارا ُب ٝبيع األمور ٕبيث ال يستند إٔب أمر من
األمور إال كاف ا٤بطلوب من العبد الرجوع إٔب هللا تعأب فيو كاف الذم يذكر ىذا االسم يقوؿ:
عليك ابهلل كإف شئت قلت :إف ذاكر ىذه الكلمة كوف اىتمامو ُب ابتداء أمره تطهّب قلبو من
الشرؾ بنفي الشريك ٤بواله كأنو يقوؿ ال معبود ٕبق سواه ٍب انتقل إٔب نفي التوٮبات الٍب تعرض
لو من خوؼ ٨بلوؽ أك طمع فيو ألنو ال ٧بيي كال ٩بيت كال انفع كال ضار إال هللا ال معطي كال
مانع إال هللا ال معز كال مذؿ إال هللا كال قابض كال ابسط إال هللا
تعأب إٔب غّب ذلك ٩با يطوؿ ٍب انتقل إٔب نفي تعلقو ٗبحبوب لو مع هللا تعأب ك٫بو ذلك كأنو
يقوؿ :ال ٧ببوب إال هللا تعأب ال مطلوب إال هللا تعأب ال مراد إال هللا تعأب ال ٨بتار إال هللا تعأب
أم ال أحد يستحق أف ٰبب أك يطلب أك يراد أك ٱبتار لذاتو من ذاتو ألف ٰبب كٰبمد كيشكر
كيعبد كيتذلل كٱبضع لو كٱباؼ كيرجى كيعظم كيطاع كٰبذر من ٨بالفتو كال يلتفت إٔب غّبه ك٤با
انتقل إٔب ىذه ا٢بالة صار كأنو يسمع ىاتفا من ا٥بواتف ا٢بقية يقوؿ لو :ما مطلوبك؟ فأجاب
بقولو :هللا هللا هللا ٍب إف هللا تعأب ٤با ٛبم لو ما قدر
أف ٯبرم على لسانو من ىذا الذكر أ٥بمو التعوذ من الشيطاف الرجيم لّبده عن رؤية حولو كقوتو
فقاؿ :أعوذ ابهلل من الشيطاف الرجيم ك٤با رجع إٔب مواله كاعَبؼ بعجزه أ٥بمو تعأب ٞبده
من بو كأسبغ عليو من النعم الظاىرة كالباطنة الٍب من ٝبلتها ىذا الذكر
كشكره على ما ٌ
الشريف كقاؿ فرحا كسركرا هبذا ا٤بؤب الرحيم ا٤بنعم الكرٙب :بسمميحرلا نمحرلا هللا ا٢بمد هلل رب
صل على سيدان دمحم الفاتح ٤با أغلق إٔب آخره كقرأ ىذه الصبلة ثبلث مرات للسر الذم سبق
ذكره ٍب قرأ ما يشّب إليو إٔب أنو إ٭با صلى على ىذا النيب لتعظيمو كحبو كامتثاؿ أمر مواله حيث
أمره بذلك كقاؿ :إف هللا كمبلئكتو يصلوف على النيب اي أيها الذين آمنوا صلوا عليو كسلموا
تسليما ٍب ٤با علم أنو ال يكوف مقبوال عند ىذا ا٤بلك العظيم كلو بلغ ُب االجتهاد ُب عبادتو
تعأب ما بلغ إال بتعظيم ىذا النيب الكرٙب كاالجتهاد ُب تبجيل جنابو ا١بسيم كجاىو العظيم
كإكثار التوسل بو إٔب ربو الرحيم رجع إٔب الصبلة عليو صلى هللا عليو
كسلم إعبلما أبنو امتثل أمر مواله الوارد ُب ىذه اآلية الشريفة حيث عمل ٗبقتضاىا قبل تبلكهتا
كبعدىا فقاؿ :صلى هللا تعأب عليو كعلى آلو كصحبو كسلم تسليما ك٤با علم أف تنزيو ا٢بق تعأب
كما ينبغي ١ببللو ككربايئو كعلوه كعظمتو غّب مقدكر لو إ٭با ينزه ا٢بق تعأب على قدر معرفتو بو
كمعرفة ذات ا٢بق تعأب كصفاتو كأ٠بائو على ما ىي عليو غّب مقدكر لو كما قاؿ تعأب{ :كما
قدركا هللا حق قدره} كمن راـ أف يقف على حقيقة ذلك خسر دنيا كبرزخا كأخرل لذا توعد
تعأب بقولو{ :كٰبذركم هللا نفسو} رجع إٔب أعلى ا٤بقامات كىو
االعَباؼ ابلعجز عن إدراؾ كنو ذاتو كقاؿ :سبحاف ربك رب العزة عما يصفوف ،ك٤با علم أف
ىذا العلم النافع إ٭با انلو بواسطة رسل هللا تعأب رجع إٔب السبلـ على ٝبيعهم لعلمو أبف علم
شكر الواسطة كاجب شرعا قاؿ :كسبلـ على ا٤برسلْبٍ ،ب إنو ٤با علم أف اإلنعاـ عليو بتوفيقو
لفعل ما ينفع كصرفو عن فعل ما يضر هللا تعأب كحده ترقى عن شكر الواسطة إٔب شكر ا٤بنعم
ا٢بقيقي كقاؿ :ا٢بمد هلل رب العا٤بْب.
فإف قلت :فلم ال يكتفي اإلنساف بعلم الباطن ا٤بسمى علم ا٢بقيقة فيعمل هبا حيث كانت ىي
ا٤بقصودة ابلذات فلم يقدـ على الظاىر ا٤بسمى ابلشريعة الٍب ىي الوسيلة فأم فائدة ُب إحراـ
الوسيلة كاالستعماؿ هبا كالتوسل هبا بعد حصوؿ ا٤بقصود ابلذات؟ قلت :اعلم كفقِب هللا تعأب
كإايؾ ٤با ٰببو كيرضاه أف علم الشريعة الذم ىو علم الظاىر كسيلة إٔب ا٤بقصود ابلذات الذم
ىو علم ا٢بقيقة كما ذكرت كعلم ا٢بقيقة أفضل كأشرؼ منو إال االنتفاع بعلم ا٢بقيقة منوط
ابستصحاب علم الشريعة.
قلت :ككم من متوسل بو إٔب مقصود فيحصل ذلك ا٤بقصود لطالبو ٍب تكوف طاعة الوسيلة
كالتزاـ كاحَبامو كدكاـ التوسل بو شرطا ُب دكاـ ذلك ا٤بقصود ا٢باصل لطالبو كذلك كالرسل
مع أ٩بهم فبل شك أف ا٤بقصود األعظم من بعث الرسل إٔب ا٣بلق تبليغ أكامر هللا تعأب كنواىيو
إٔب من أرسلوا إليهم كأف ا٤بقصود األعظم للذين صدقوا الرسل كآمنوا ابهلل تعأب كبكل ما جاءكا
بو عن هللا تعأب أف تد٥بم الرسل على هللا تعأب ك٘بمعهم عليو حٌب ٰبصل ٥بم العلم بو تعأب
كمعرفتو كمعرفة رسلو كمبلئكتو ككتبو كاليوـ اآلخر كٝبيع ما اشتمل عليو
كاإلٲباف ٔبميع ما ٯبب اإلٲباف بو كمعرفة أحكامو التكليفية ككيفية التعبد هبا كمعرفة ما يقرب
إليو كما يبعد كالعمل ٗبقتضاه كإذا حصل ما ذكر فقد حصل ٥بم ا٤بقصود بواسطة الرسل بينهم
كبْب رهبم إال أف االنتفاع ٗبا حصلوا مشركط منوط ببقاء توسلهم ابلرسل إٔب ا٤بمات كمٌب
انقطعت الواسطة بْب أحد كبْب الرسل يكفر ُب تلك الساعة كالعياذ ابهلل تعأب.
ككذلك ا٤بريد من شيخو فإف ا٤بريد إذا انتهى سّبه ككصل إٔب ا٢بضرة اإل٥بية ينفصم عنو شيخو
مع أف فبلح ا٤بريد كانتفاعو ٗبا حصل منوط ببقاء احَبامو لشيخو كعدـ مقاطعتو كاستهانتو مع
أنو قد زاؿ تقيده ابلشيخ كصار مستقبل بنفسو كىو مع ما يلقي هللا تعأب إليو إذا أتىل لذلك
كسئل سيدان سيدم أٞبد التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب :ىل
غاية توٕب الشيخ للمريد كصولو للحضرة اإل٥بية ٍب ينفصم عنو؟ أك ال ينفصم عنو أبدا؟ فأجاب
رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :اعلم أنو ينفصم عنو عند كصولو إٔب مطالعة ا٢بضرة اإل٥بية
كال يبقى عليو من مبلحظة الشيخ إال تعظيمو كاحَبامو كإجبللو كمعرفة شفوؼ رتبتو عليو فإنو
إف قطع التلميذ نظره عن ىذا ُب حق شيخو سلب كطرد اىػ كإذا فهمت ما قدمنا كٙبقق فهمو
لديك علمت حكمة قراءة ىذه األكراد على ىذا الَبتيب العجيب ككيف ال كنور
األنوار كسر األسرار سيد الوجود كعلم الشهود سيدان دمحم صلى هللا تعأب عليو كسلم كىو
الذم رتبها على ىذه الكيفية العجيبة كهللا تعأب يهدم من يشاء إٔب صراط مستقيم كالسبلـ.
كأما ا٤بقصد الذم ٚبتص بو صبلة الفاتح ٤با أغلق فبل ٲبكن لنا كتبو بل نكتفي اب٤بقصد ا٤بتقدـ
الذم يعمها كغّبىا كلكنا نتكلم بشركطها الٍب منها معرفة ا٤بقصد فنقوؿ :شركطها عشرة أك٥با
اإلذف من القدكة أك ٤بن أذف لو كاثنيها أف يعتقد أهنا من كبلـ هللا تعأب كاثلثها استحضار
الصورة الكرٲبة بْب يديو كرابعها أف يتلمح معُب الصبلة بقلبو كخامسها أف
يعتقد أف هللا تعأب ينوب عليو ُب الصبلة عليو ملسو هيلع هللا ىلص كسادسها أف يعتقد أنو صلى هللا تعأب عليو
كسلم عْب الذات كسر الذات كسر ا٤بوجودات كسابعها أف هللا تعأب أقرب إليو من حبل الوريد
كاثمنها أف يستحضر معُب ألفاظ الصبلة كاتسعها القصد كىو تكوف قوة التأثّب ُب النفس
كعاشرىا أف ينوم عند إرادة الصبلة التعظيم كاإلجبلؿ هلل تعأب كلرسولو ملسو هيلع هللا ىلص ال لشيء آخر
فمن صلى على النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم هبذه النية كانت ا٤برة الواحدة من صبلتو لو
ضرب العآب ُب نفسو مائة ألف مرة كقسمت صبلتو
عليهم لكفرت ٝبيع ذنوهبم .قلت :كىذا ا٤بقصد ال يكتب ُب األكراؽ كإ٭با يذكر مشافهة ٤بن
من علينا ٗبعرفتو.
حسن أدبو كراؽ كمن عرؼ ىذا ا٤بقصد بلغ غاية القصد كا٢بمد هلل الذم ٌ
كأما مقصد الذكر فهو ىذا{ :قل هللا ٍب ذرىم ُب خوضهم يلعبوف} لبيك اي ريب كسعديك كا٣بّب
كلو ُب يديك ككل شيء منك كبك كإليك كأمتثل أمرؾ كأكاصل ذكرؾ إفرادا كبك أستعْب
استنجادا فأقوؿ إبمدادؾ :هللا هللا هللا كىذا آخر ما أردان ذكره من ىذه ا٤بقاصد كبقيت مقاصد
ُب بياف تسمية طريقتنا ىذه الطريقة األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية ا٢بنفية التجانية.
فنقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف اسم طريقتنا ىذه على
ىذا الَبتيب على عدة أ٠باء إف شئت ٠بها ابلطريقة األٞبدية أك الطريقة احملمدية أك الطريقة
اإلبراىيمية ا٢بنيفية أك الطريقة التجانية إف قلتٓ :ب ٠بيتها أب٠باء عديدة كغّبىا من الطرؽ
٠بيت ابسم كاحد قلت٠ :بيت أب٠باء كثّبة
ألف ٥با من الفضائل كا٣بصائص ما ليس لغّبىا ألف كثرة األ٠باء دالة على فضل ا٤بسمى .قاؿ
ُب السراج ا٤بنّب :ك٥با يعِب سورة اإلخبلص أ٠باء كثّبة كزايدة األ٠باء تدؿ على شرؼ ا٤بسمى
اىػ .كقاؿ ابن أيب ٞبزة ُب هبجة النفوسٰ :بتمل أف تكوف ػ يعِب فاٙبة الكتاب ػ ٠بيت أب٠باء
ٟبسة ألف ٥با من ا٣بصائص كالفضائل ما ليس لغّبىا فكانت أ٠باؤه عديدة دكف غّبىا ألف كثرة
األ٠باء دالة على فضل ا٤بسمى إما مطلقا أك على جنسو كلذلك ٠بي النيب ملسو هيلع هللا ىلص ٖبمسة أ٠باء
كقد قاؿ بعض العلماء :أهنا تبلغ إٔب ٫بو مائة اسم كغّبه من
األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ ليس لو إال اسم كاحد ألنو ملسو هيلع هللا ىلص صاحب اللواء ا٤بعقود كا٤بقاـ
احملمود فكانت كثرة األ٠باء ألجل عظم قدره ككذلك أيضا كثرة أ٠باء هللا عز كجل ألنو ليس
كمثلو شيء فكانت أ٠باؤه ال يشبهها شيء لكثرىا كعظمها اىػ .كإذا علمت سبب تركيب
أ٠بائها من أ٠باء كثّبة فاعلم أف كوهنا أٞبدية ال يظهر لك إال إذا ذكران ا٢بقيقة األٞبدية كبياهنا
ليظهر أبدٗب برىة لكل انظر عاقل كجو تسميتها أٞبدية فنقوؿ :قاؿ شيخنا رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو كما شرح ُب الصبلة الغيبية :كأما ا٢بقيقة
األٞبدية فهي األمر الذم سبق بو ُب ٞبد هللا تعأب كل حامد من الوجود فما ٞبد هللا تعأب أحد
ُب الوجود مثل ما ٞبد النيب ملسو هيلع هللا ىلص ُب الوجود إف ا٢بقيقة األٞبدية غيب من غيوب هللا فلم يطلع
أحد على ما فيها من ا٤بعارؼ كالعلوـ كاألسرار كالفيوضات كالتجليات كا٤بنح كا٤بواىب
تعأب عنو فنسبت إليو لذلك ،كالثالث أهنا ٠بيت أٞبدية لئلشارة إٔب أنو رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو ىو أكؿ األكلياء كمددىم كإف أتخر كجود طينتو فإنو ٕبقيقتو موجود كما تقدـ
من أف ا٢باٛبي رضي هللا تعأب عنو قاؿ أف معُب" :كنت نبيا كآدـ بْب ا٤باء كالطْب" كنت نبيا
ابلفعل عا٤با بنبوٌب كآدـ بْب ا٤باء كالطْب ٍب قاؿ :كغّبه من األنبياء ما كاف نبيا كال عا٤با بنبوتو
إال حْب بعث بعد كجوده ببدنو العنصرم كاستكمالو شرائط النبوة ٍب قاؿ :ككذلك خاًب األكلياء
كاف كليا ابلفعل عا٤با بواليتو كآدـ بْب ا٤باء كالطْب
كغّبه من األكلياء ما كاف كليا ابلفعل كال عا٤با بواليتو إال بعد ٙبصيلو ما يشَبط ُب االتصاؼ
ابلوالية من األخبلؽ اإل٥بية الٍب يتوقف االتصاؼ ابلوالية عليها اىػ .كإذا تقرر ىذا فبل ٱبفى
عليك ما تقدـ أف ا٢بقيقة األٞبدية ىي األمر الذم سبق ٕبمد هللا تعأب كل حامد من الوجود
فما ٞبد هللا تعأب أحد ُب الوجود مثل ما ٞبده النيب ملسو هيلع هللا ىلص ُب الوجود كإذا فهمت ىذا فاعلم أف
خاًب األكلياء سبق ُب ٞبد هللا تعأب كل حامد من األكلياء فما ٞبد هللا تعأب أحد من األكلياء
مثل ما ٞبده خاًب الولياء ألنو الوارث
اآلخذ عن األصل ا٤بشاىد ٤براتب قاؿ ا٢باٛبي رضي هللا تعأب عنو :كخاًب األكلياء ىو الوٕب
الوارث اآلخذ عن األصل ا٤بشاىد للمراتب العارؼ ابستحقاؽ أصحاهبا ليعطي كل ذم حق
حقو كىو حسنة من حسنات سيد ا٤برسلْب مقدـ ا١بماعة أىػ .كقاؿ سيدم علي ا٣بواص كما
قاؿ الشعرا٘ب ُب درر الغواص :إف ٥بذه األمة خاٛبْب جامعْب لكل رتبة كمقاـ كارث ككالية
قيدا كإطبلقا حٌب أف كل كٕب كاف أك يكوف إ٭با أيخذ من ىذين ا٣بتمْب الذم يكوف أحدٮبا
خاًب كالية ا٣بصوص كاآلخر ٱبتم بو الوالية العامة فاألكٔب بعده إٔب قياـ الساعة أىػ .قلت :قد
ظهر كاتضح كابف من كبلـ ىذين السيدين أف خاًب األكلياء سبق ُب ٞبد هللا تعأب كل حامد من
األكلياء فما ٞبد هللا تعأب أحد من األكلياء مثل ما ٞبده خاًب األكلياء ألف ا٤بأخوذ منو يتقدـ
اآلخذ إذ ال يصح أتخر ا٤بمد على ا٤بستمد أبدا كلذا كانت طريقتو طريقة احملبة كالشكر كما
تقدـ بيانو ُب الفصل السابع عشر من ىذا الكتاب ا٤ببارؾ ألهنا انشئت
عن الدائرة الفضيلة الٍب رفع هللا تعأب عنو منة غّب جده ملسو هيلع هللا ىلص القائل لو :ال منة ٤بخلوؽ عليك
من أشياخ الطريق فأان كاسطتك ك٩بدؾ على التحقيق فاترؾ عنك ٝبيع ما أخذت من ٝبيع
الطرؽ كقاؿ لو :الزـ ىذه الطريقة من غّب خلوة كال اعتزاؿ عن الناس حٌب تصل مقامك الذم
كعدت بو كأنت على ذلك من غّب ضيق كال حرج كال كثرة ٦باىدة كاترؾ عنك ٝبيع األكلياء،
فلكوهنا طريقة سهلة يصل إٔب هللا تعأب ٝبيع أىلها ٗبحض الفضل كالكرـ كا١بود من غّب أف
ٰبوجهم رهبم الكرٙب إٔب خلوة كاعتزاؿ عن الناس كىو على ما ىم عليو من غّب
ضيق كال حرج كال كثرة ٦باىدة كانوا مطالبْب اب٢بمد على ما خصهم هللا تعأب بو من الفضل
العظيم كالشكر على ما عمهم بو من الطوؿ ا١بسيم ٠بيت ٤با ذكر طريقة أٞبدية كالرابع أف
مقاـ صاحبها ابلنيبة إٔب مقامات ٝبيع األكلياء كنسبة مقاـ األٞبدية إٔب مقامات ٝبيع األنبياء
ألنو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو قاؿ :أان سيد األكلياء كما كاف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص سيد
األنبياء كقاؿ رضي رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :ال يشرب كٕب كال يسقى إال من ٕبران
من نشأة العآب إٔب النفخ ُب الصور كقاؿ رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنا بو مشّبا إبصبعو السبابة كالوسطى :ركحو ملسو هيلع هللا ىلص كرحي ىكذا ركحو ملسو هيلع هللا ىلص ٛبد
الرسل كالنبياء عليهم السبلـ كركحي ٛبد األقطاب كالعارفْب كاألكلياء من األزؿ إٔب األبد كقاؿ
رضي هللا تعاأب عنو كأرضاه كعنا بو أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص أخربه أبف مقامو أعلى من ٝبيع ا٤بقامات كقاؿ
رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :إف نسبة األقطاب معي كنسبة العامة مع األقطاب كقاؿ
هنع هللا يضر :كمن خاصية تلك ا٤برتبة أف من ٓب يتحفظ على تغيّب قلب أصحابنا بعدـ حفظ حرمة
أصحابنا طرده هللا تعأب عن قربو كسلبو من منحو كبقولو هنع هللا يضر :كليس ألحد من الرجاؿ أف
يدخل كافة أصحابو ا١بنة بغّب حساب كال عقاب كلو عملوا من الذنوب ما عملوا كبلغوا من
ا٤بعاصي ما بلغوا إال أان كحدم ككراء ذلك ما ذكر ٕب فيهم كضمنو ٥بم ملسو هيلع هللا ىلص أمر ال ٰبل ٕب ذكره
كال يرل كال يعرؼ إال ُب االخرة أىػ.
فلذكر ىنا بعض ألفاظ من أذكار ىذه الطريقة لئلشارة إٔب أهنا بلغت الغاية القصول ُب الفضل
كأف مرتبة أىلها ال يبلغها غّبىم ٕباؿ كأهنا أٞبدية على التحقيق فنقوؿ :اللهم صل على سيدان
دمحم الفاتح ٤با أغلق كا٣باًب ٤با سبق انصر ا٢بق اب٢بق كا٥بادم إٔب صراطك ا٤بستقيم كعلى آلو
حق قدره كمقداره العظيم الرٞبة الرابنية كالياقوتة ا٤بتحققة ا٢بائطة ٗبركز الفهوـ كا٤بعا٘ب ا٤بالئة
لكل متعرض من البحور كاألكا٘ب صراطك التاـ األسقم ال يدركو دارؾ كال يلحقو الحق اللهم
إ٘ب أٞبدؾ كأنت احملمود كأنت للحمد أىل كأشكرؾ كانت ا٤بشكور
ٓب ٚبفر ٕب جوارم كأمنت خوُب كصدقت رجائي كحققت آمإب كرميت من رما٘ب بسوء ككفيتِب
شر من عادا٘ب اللهم إ٘ب أٞبدؾ إذ ٓب تكلفِب فوؽ طاقٍب كٓب ترض مِب إال طاعٍب كرضيت مِب
من طاعتك كعبادتك دكف استطاعٍب كأقل من كسعٍب كمقدرٌب اللهم لك ا٢بمد مثل ما ٞبدت
بو نفسك كأضعاؼ ما ٞبدؾ بو ا٢بامدكف كسبحك بو ا٤بسبحوف ك٦بدؾ بو ا٤بمجدكنوكربؾ بو
ا٤بكربكف كىللك بو ا٤بهللوف كقدسك بو ا٤بقدسوف ككحدؾ بو ا٤بوحدكف كعظمك بو ا٤بعظموف
كاستغفرؾ بو ا٤بستغفركف حٌب يكوف لك مِب كحدم ُب كل طرفة عْب كأقل من ذلك مثل ٞبد
ٝبيع ا٢بامدين
كتوحيد أصناؼ ا٤بوحدين كا٤بخلصْب كتقديس أجناس العارفْب كثناء ٝبيع ا٤بهللْب كا٤بصلْب
كا٤بسبحْب كمثل ما أنت ٧بمود ك٧ببوب كحجوب من ٝبيع خلقك كلهم من ا٢بيواانت كالربااي
كاألانـ فما أيسر ما كلفتِب بو من حقك كأعظم ما كعدتِب بو من نعمائك كمزيد ا٣بّب على
شكرم ابتدأتِب ابلنعم فضبل كطوال كأمرتِب ابلشكر حقا كعدال ككعدتِب عليو أضعافا كمزيدا
كشرعت ٕب أيسر القصد كضاعفت ٕب أشرؼ الفضل مع ما عبدتِب بو من احملجة الشريفة
كبشرتِب بو من الدرجة العالية الرفيعة كاصطفيتِب أبعظم النبيْب دعوة كأفضلهم شفاعة كأرفعهم
درجة
كأقرهبم منزلة كأكضحهم حجة دمحم صلى هللا تعأب عليو كسلم كعلى ٝبيع األنبياء كا٤برسلْب
كأصحابو الطاىرين ليلة القدر خّب من ألف شهر سبلـ ىي سَب العرش مسبوؿ علينا كعْب هللا
انظرة إلينا ٕبوؿ هللا ال يقدر علينا إف شانئك ىو األبَب اي عجيب الصنائع فبل تنطق األلسن
بكل ثنائو كنعمائو اي ٦بيد فبل تبلغ األكىاـ كنو ثنائو ك٦بده اي ٞبيد الفعاؿ ذا ا٤بن على ٝبيع
ا٤بغفرة كاي ابسط اليدين ابلرٞبة كاي كرٙب الصفح كاي عظيم ا٤بن كاي مبتدأ ابلنعم قبل استحقاقها
أف تعطيِب كتعطي فبلان من كل ما شئت من ابتداء خلقك إٔب انتهاء يوـ القيامة ُب كل مقدار
طرفة عْب لكل كاحد على انفراده عشرين فيضة من ٕبار رضتاؾ كأف تعطي كل كاحد ُب كل
فيضة أكفر حظ كنصيب من كل ما سألك منو سيدان دمحم نبيك كرسولك ملسو هيلع هللا ىلص ما علمت من
ذلك كما ٓب أعلم من خّبات الدنيا كاآلخرة كالنجاة ٩با استعاذؾ منو سيدان دمحم نبيك كرسولك
ملسو هيلع هللا ىلص ما علمت من ذلك كما ٓب أعلم من شر الدنيا كاآلخرة
كمغفرة ٝبيع ذنوبنا ما تقدـ منها كما أتخر ُب الدنيا كاآلخرة كأداء ٝبيع تبعاتنا من خزائن
فضلك ككرمك ال من حسناتنا اللهم عليك معوٕب كبك مبلذم كإليك التجائي كعليك توكلي
كعلى حولك كقوتك اعتمادم كٔبميع ٦بارم أحكامك رضام كإبقرار سرايف قيوميتك ُب كل
شيء كعدـ احتماؿ خركج شيء دؽ أك جل عن علمك كقهرؾ حٌب ٢بظة سكوٌب.
كأما سبب تسميتها دمحمية مع أف طرؽ أىل هللا تعأب كلها كذلك فلوجوه أحدىا أنو إ٭با كاف
ٝبيع الفيوضات الٍب تفيض على ٝبيع الولياء إ٭با فاضت من ذاتو رضي هللا تعأب عنو كما أف
ٝبيع الفيوضات على ٝبيع األنبياء إ٭با تفيض عليهم من ذاتو ملسو هيلع هللا ىلص ٠بيت دمحمية ٥بذه ا٤بناسبة
التامة .قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو :إف الفيوض الٍب تفيض من ذات سيد الوجود
ملسو هيلع هللا ىلص تتلقاىا ذكات النبياء عليهم الصبلة كالسبلـ ككل ما فاض كبرز من ذكات األنبياء عليهم
الصبلة كالسبلـ تتلقاه ذاٌب كمِب يتفرؽ على
ٝبيع ا٣ببلئق من نشأة العآب إٔب النفخ ُب الصور .قلت :كإذا فهمت ىذا فوجو تسميتها دمحمية
ال ٱبفى عليك كاثنيها أنو رضي هللا تعأب عنو ٤با كاف لو مدد خاص بو يتلقاه من النيب صلى هللا
تعأب عليو كسلم ال اطبلع على ألحد من األنبياء عليهم الصبلة كالسبلـ على فيضو ا٣باص بو
ألف لو مشراب معهم منو ملسو هيلع هللا ىلص كاثلثها أهنا طريقتو صلى هللا تعأب عليو كسلم ابلوجو ا٣باص ألنو
ملسو هيلع هللا ىلص صرح بذلك لشيخنا رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو تصرٰبا يزيل كل إشكاؿ بقولو ملسو هيلع هللا ىلص
لو رضي هللا تعأب
عنو :فقراؤؾ فقرائي كتبلميذؾ تبلميذم كقولو صلى هللا تعأب عليو كسلم لو رضي هللا تعأب عنو
ُب احملشر تصديقا ابلنيب ا٤بعصوـ إذ اندل مناد يسمعو ا٤بمنوح كاحملركـ :اي أىل احملشر ىذا
إمامكم الذم يستمد منو ا٣بصوص كالعموـ كانت طريقتو الطريقة احملمدية ٥بذه ا٤بناسبة التامة
كألجلها كاف عواـ أىلها الصادقوف أعلى مرتبة عند هللا تعأب ُب اآلخرة من أكابر األقطاب ما
عدا أصحاب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كما تقدـ ،كسادسها أنو رضي هللا تعأب عنو كعنا بو حاز ما كاف
عند األكلياء من الكماالت اإل٥بية كاحتول على ٝبيعها كما تقدـ ُب الفصل السادس كالثبلثْب
كما أف رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم حاز ما عند
األنبياء من الكماالت اإل٥بية كىذا السر العظيم ىو الذم سرل ُب طريقتو كُب أىلها فسميت
دمحمية ٥بذه ا٤بناسبة التامة ،كسابعها أف طريقتو رضي هللا تعأب عنو ىي خّب الطرؽ فبل أيٌب كٕب
بعده بطريقة جديدة كما أف ملتو صلى هللا تعأب عليو كسلم آخر ا٤بلل .قاؿ رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه كعنا بو :كل الطرؽ تدخل ُب طريقة الشاذٕب رضي هللا تعأب عنو إال طريقتنا ىذه
احملمدية اإلبراىيمية ا٢بنيفية فإهنا مستقلة بنفسها فبل ينبغي لنا إال االنفراد هبا ألنو أعطاىا لنا
منو إلينا صلى هللا تعأب عليو كسلم كقاؿ :ال يصل لك شيء
يدم كىو الذم رابان كأكصلنا حٌب بلغنا ا٤بُب كشكرا هلل تعأب ،كاثمنها أف طريقتو رضي
إال على ٌ
هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو تدخل على ٝبيع الطرؽ فتبطلها كطابعو يطبع على كل طابع كال
األموات كأما من دخلها كأتخر عنها كدخل غّبىا فإنو ٙبل بو ا٤بصائب دنيا كأخرل كما أف
شرع رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كذلك ،كعاشرىا أف اإلماـ ا٤بهدم رضي هللا تعأب عنو إذا قاـ آخر الزماف
أيخذ طريقتو كيدخل زمرتو كما تقدـ فتصّب الطرؽ طريقة كاحدة سيعاين ذلك من حضر ظهوره
إف شاء هللا تعأب كما أف الشرائع صارت شريعة كاحدة كىي اإلسبلـ ،كحادم عشرهتا أنو صلى
هللا تعأب عليو كسلم يغار ألىل ىذه الطريقة غّبة خاصة كما كاف يغار ألصحابو ألف أىلها
فقراؤه كتبلميذه كما أف الصحابة رضي هللا تعأب عنهم كذلك كقد تقدـ
أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص أخرب الشيخ رضي هللا تعأب عنو أنو صلى هللا تعأب عليو كسلم يؤذيو ما يؤذم أىل
ىذه الطريقة كتقدـ أيضا أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو قاؿ :لنا مرتبة عند هللا تعأب إٔب أف قاؿ:
كمن خاصية تلك ا٤برتبة أف من ٓب يتحفظ على تغيّب قلب أصحابو بعدـ حفظ حرمتهم طرده هللا
تعأب عن قربو كسلبو ما منحو كىذا كلو لسر كوف طريقة شيخهم دمحمية ابلوجو ا٣باص ،كاث٘ب
عشرهتا أنو ملسو هيلع هللا ىلص تفضل على ىذا الشيخ ا٣باًب احملمدم هبذه الطريقة لكوهنا دمحمية ابلوجو ا٣باص
فيكوف تضعيف ثواب حسنات أىلها
ابلنسبة لتضعيف حسنات غّبىم من أىل سائر الطرؽ كنسبة تضعيف حسنات ىذه األمة إٔب
تضعيف ثواب حسنات غّبىم من سائر األمم كراثة دمحمية حبيبية كلذا كاف من أذكارىا ما تكوف
ا٤برة منو تستغرؽ ٝبيع أذكار العارفْب كالياقوتة الفريدة كمنها ما تكوف ا٤برة منو تعدؿ عبادة
ٝبيع العآب ثبلث مرات كجوىرة الكماؿ كمنها ما يكوف كل العبادات إذا ٝبعت ابلنسبة إٔب
مرة منو كنقطة ُب ٕبر كالكنز ا٤بطلسم كال ينكر ىذا إال من ينكر كجود األذكار ا١بامعة كحينئذ
فبل يتكلم معو عاقل ألنو إ٭با أنكر على صاحب الشريعة صلى هللا تعأب عليو
كسلم ،كاثلث عشرهتا أهنا ٠بيت دمحمية لئلشارة إٔب أف هللا تعأب يعامل أىلها معاملة احملب حبيبو
كقد تقدـ ُب الفصل الثامن كالثبلثْب من ىذا الكتاب ا٤ببارؾ أف سيدم دمحما الغإب رضي هللا
تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أخرب٘ب أف الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو أخربه أف ألىل
كأما سبب تسميتها إبراىيمية حنيفية فلوجوه أيضا أحدىا أهنا لتكوف دمحمية ابلوجو ا٣باص كما
تقدـ إال ككانت إبراىيمية ابلضركرة كما قاؿ تعأب{ :قل إنِب ىدا٘ب ريب إٔب صراط مستقيم دينا
قيما ملة إبراىيم حنيفا} كقاؿ{ :إف أكٔب الناس إببراىيم للذين اتبعوه كىذا النيب كالذين آمنوا
كهللا كٕب ا٤بؤمنْب} كاثنيها أ٭با ٠بيت إبراىيمية لئلشارة إٔب أف هللا تعأب ٝبع لو رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنا بو بيم مقامْب احملبة كا٣بلة كراثة حبيبية خليلية ككوهنا دمحمية يستلزـ كوهنا حبيبية
خليلية ألف رسوؿ هللا صلى هللا تعأب
عليو كسلم صاحب احملبة كا٣بلة فهو صلى هللا تعأب عليو كسلم حبيب هللا تعأب كخليلو كما ُب
البخارم كغّبه كمع ذلك فقد قاؿ تعأب ُب ٧بكم كتابو {كمن أحسن دينا ٩بن أسلم كجهو هلل
يبذؿ فنعتو ُب الفناء فيو برضاه كيرضى فيما يرد منو كمثل ىذا الدين ىو الدين ا٢بنيفية ا٢ببيبية
ا٣بليلية ا٤بائلة عن ا٢بداثف ككيف كصف خليلو حْب أظهر أنوار جبللو من مطالع القدـ بربائتو
عن ا٢بدث لقولو{ :إ٘ب برمء ٩با تشركوف إ٘ب كجهت كجهي للذم فطر السماكات كاالرض
حنيفا} كبْب تعأب أف ٛباـ السالك ٓب يكن إال ٗبتابعة خليلو عليو السبلـ بقولو{ :كاتبع ملة
إبراىيم حنيفا} كملتو كسر أصناـ الطبيعة بفأس ا٢بقيقة ُب بداية احملبة كإذىاب عرائس ا٤بلكوت
من خاطره بقولو{ :إ٘ب برمء ٩با تشركوف} قولو{ :ىذا ريب} حْب ينكشف ُب
عينو جبلؿ ا١بربكت األكؿ مقاـ اإليقاف كالثا٘ب مقاـ العرفاف كُب طريق تسليمو نفسو هلل تعأب
ُب ٧بل االمتحاف بنعت سبلمة القلب عما دكف الرب قاؿ{ :يوـ ال ينفع ماؿ كال بنوف إال من
أتى هللا بقلب سليم} كزاد ُب كصفو بقولو{ :أسلم قاؿ أسلمت لرب العا٤بْب} امتحن بتسليمو
بذبح الولد فأمر السكْب على حلقو سبعْب مرة امتحن بنفسو إبلقائو ُب النار فعرض عليو جربيل
عليو السبلـ ا٤بعاكنة فقاؿ :ألك حاجة فقاؿ :أما إليك فبل كبْب هللا سبحانو كتعأب كإف ا٣بليل
إذا كاف هبذه الصفة ُب عبوديتو كعرفاف ربوبيتو كأعده خليبل كاف ُب
األزؿ خليل هللا تعأب ببل علة كال هتمة اصطفاه اب٣بلة ُب األزؿ كلو كاف خلة بعوض ما كاف
فضبل ألف اصفائيتو ُب للخلة ُب األزؿ كاألزؿ قدٙب قبل كجود ا٢بادث حْب أقبل صفتو تعأب
كىي احملبة إٔب الذات كأقبل الذات إٔب الصفات ٍب ٘بلى الذات كالصفات للفعل ك٘بلى الفعل
كا٣بليل فيما ذكران صار حبيب هللا تعأب كخليل هللا تعأب قلت :فبوقوع ىذا ا٣بات احملمدم
اإلبراىيمي ا٢ببييب ا٣بليلي ُب ٕبر ىذا الفضل اإل٥بي الذم كقع فيو أىل طريقتو ٍب ابتباعو ىذا
النيب ا٢ببيب ا٣بليل دمحما صلى هللا تعأب عليو كسلم كالنيب ا٣بليل إبراىيم عليو السبلـ اللذين
كرثهما ُب ىذين ا٤بقامْب ٠بيت طريقتو إبراىيمية كاثلثها :أ٭با ٠بيت إبراىيمية لكوهنا طريقة سهلة
انشئة عن الدائرة الفضلية الٍب جعل هللا تعأب هبا القطب ا٤بكتوـ كالربزخ ا٤بختوـ كا٣باًب
احملمدم ا٤بعلوـ قبل إٯباد الكوف كما فيو كما أنو
تعأب بتلك الدائرة الفضلية اٚبذ إبراىيم خليبل قبل إٯباد الكوف كما فيو كما قاؿ تعأب{ :كلقد
آتينا إبراىيم رشده من قبل} ككجو تسميتها إبراىيمية ظاىر ألهنا أسهل الطرؽ كما أف شرع
إبراىيم الذم ىو داخل ُب شرع دمحم عليو الصبلة كالسبلـ كذلك كما قاؿ تعأب{ :كجاىدكا ُب
هللا حق جهاده ىو اجتباكم كما جعل عليكم ُب الدين من حرج ملة أبيكم إبراىيم} كلذلك
كانت طريقتو العشق كالشكر كاحملبة كما قدمنا ُب الفصل ا٤بوُب عشرين من ىذا الكتاب ا٤ببارؾ
كما أف شرع إبراىيم كذلك قاؿ تعأب{ :إف إبراىيم كاف أمة قانتا هلل حنيفا
كٓب يك من ا٤بشركْب شاكرا ألنعمو اجتباه كىداه إٔب صراط مستقيم} كرابعها إ٭با ٠بيت إبراىيمية
لكوف ٝبيع أىل الطرؽ متفقْب على صحة ملة إبراىيم كما من ملة إال كأىلها يثنوف عليو على
نبينا كعليو السبلـ كالشيخ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو لو ىذا ا٤بقاـ كراثة دمحمية
إبراىيمية ألف ٝبيع الكل من أىل هللا تعأب يعلموف أف هلل تعأب كليا ٱبتم ٗبقامو مقامات األكلياء
كٓب يكن فوؽ مقامو إال مقامات األنبياء كٛبُب كل كاحد منهم أف يكوف ىو ذلك الوٕب حٌب ظن
بعضهم أنو ىو ٤با الح لو ابرؽ ذلك ا٤بقاـ كظن أنو بلغ ذلك
ا٤براـ ٍب تبْب لو أنو ما بلغو على التماـ كسلم األمر كلو إٔب مكوف األانـ نع علمو أبف هللا تعأب
سيظهره بعد اكتتاـ كأما الشيح رضي هللا تعأب عنو فقد تقدـ ُب الفصل السادس كالثبلثْب من
ىذا الكتاب ا٤ببارؾ أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص أخربه يقظة ال مناما أبنو ىو الوٕب ا٤بكتوـ مشافهة فلذه
ا٤بناسبة التامة ٠بيت إبراىيمية كخامسها أف هللا تعأب قاؿ ُب حق إبراىيم عليو السبلـ{ :كمن
كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :أنت ابن ا٢ببيب كدخلت ُب طريقة ا٢ببيب فبل كاسطة بيِب كبينك إال ىذه الواسطة
فهو مِب كأان منو ككل من دخل ُب طريقٍب كٙبت كتفي كٞبايٍب فلو ٝبيع ما ذكره ا٣بليفة األكرب
كالوارث األشهر التجا٘ب األطهر .قلت :ككفى هبذه بشارة فلهذه ا٤بناسبة التامة ٠بيت
إبراىيمية ،كسادسها أف إبراىيم عليو السبلـ أخلص كجهتو إٔب مواله كأعرض عن كل ما سواه
حٌب أف أعداء هللا تعأب كأعداءه ٤با أرادكا أف يلقوه ُب النار ككضعوه ُب ا٤بنجنيق مقيدا مغلوال
كصاحت السماكات كمن فيهن من ا٤ببلئكة كٝبيع ا٣بلق إال
الثقلْب صيحة كاحدة :أم ربنا إبراىيم خليلك يلقى ُب النار كليس ُب أرضك أحد يعبدؾ غّبه
فأذف لنا ُب نصرتو ،قاؿ هللا تعأب :ىو خليلي كليس خليل غّبه كأان إ٥بو ليس لو إلو غّبم فإف
استغاث أبحد منكم أك دعاه فلينصره فقد أذنت لو كإف ٓب يدع غّبم فأان أعلم بو كأان كليو
فخلوا بيِب كبينو .ك٤با أرادكا إلقاءه ُب النار أاته خازف ا٤بياه فقاؿ :إف أردت أٟبدت النار كأاته
خازف ا٥بواء فقاؿ :إف شئت طّبت النار ُب ا٥بواء فقاؿ :ال حاجة ٕب إليكم حسيب هللا كنعم
الوكيل.
ك٤با رموا بو ُب ا٤بنجنيق إٔب النار استقبلو جربيل كقاؿ :اي إبراىيم ألك حاجة؟ قاؿ :أما إليك فبل
كىذه الطريقة ا٣بليلية األٞبدية احملمدية اإلبراىيمية ىي طريقة شيخنا رضي هللا تعأب عنو كما ُب
جواىر ا٤بعا٘ب حيث قاؿ :كاألمر الثا٘ب ٩با أكصيك بو ترؾ احملرمات شرعا أكبل كلباسا كىكذا
إٔب أف قاؿ :األمر الثا٘ب الذم ال بد منو بعد ىذا كىو الذم بداية ٝبيع األمور كهنايتها ىو تعلق
القلب ابهلل تعأب ابال٫بياش إليو كالرجوع إليو كترؾ كل ما سواه عموما كخصوصا فإف قدر العبد
على ارٙباؿ القلب إٔب هللا تعأب بكل كجهو على كل حاؿ ٕبركة القلب حسا فهو الغاية اىػ.
ككما قاؿ :كالواجب ُب حق السالك أف ٲبسي كيصبح كيظل كيبيت ليس مراده إال شيئْب األكؿ
ىو هللا عز كجل اختيارا لو من ٝبيع ا٤بوجودات كاستغناء بو عنها كأنفة من ٢بظها حملة كغّبة أف
ٱبتار سواه كليكوف هللا عز كجل ىو مبدأ أمره كمنتهاه كأكؿ مراده كآخره كمفتتحو كختمو
كمستغرقا لقصر مراده عليو فيما بْب ذلك كلو حٌب ال تبقى حملة يريد فيها غّبه ألف إرادة الغّب
إما طمع أك عبث ،كالثا٘ب من مرادات السالك أف يكوف كلو هلل تعأب عز كجل منسلخا عن
ٝبيع اإلرادات كاالختيارات كالتدبّبات كا٢بظوظ كالشهوات كاألغراض كاقفا ُب ذلك
كلو ابهلل سبحانو مع هللا عز كجل من أجلو كإرادة لوجهو كأداء ٢بق ربوبيتو ال ليعود عليو منو
شيء اىػ .فلهذه ا٤بناسبة التامة ٠بيت إبراىيمية حنيفية ،كسابعها أف هللا تعأب أمر إبراىيم عليو
السبلـ أف يسكن عيالو كادم ا٢برـ ببل زاد كال راحلة ليصفو حاؿ توكلو كاعتماده على هللا
تعأب كليبلغ إٔب كماؿ ا٣بلة فنادل ربو إ٥بو كدعا ابسم الرب طمعا ُب تربية عيالو كأىلو كإيوائهم
إٔب جار الكرامة بقولو{ :ربنا إ٘ب أسكنت من ذريٍب بواد غّب ذم زرع عند بيتك احملرـ} كالبيت
احملرـ ما ٲبنع قاصديو عن كل مستأنس غّب هللا تعأب
كفيو إشارة إٔب تربية أىلو ٕبقائق التوكل كالرضا كالتسليم كنعت الَببية ىذا فعلمنا ابلنسبة
القائمة ا٢بنيفية السهلة السمحة ا٣بليلية ا٢ببيبية األٞبدية ا٤بصطفوية صلوات هللا تعأب عليهما
أف العارؼ الصادؽ ينبغي أف ال يكوف معولو على األمبلؾ كاألسباب ُب حياتو كبعد ٩باتو لَببية
العقىب أما ُب الدنيا فقد رأيت من بركاتو رضي هللا تعأب عنو ٤با سافرت من أرضنا إٔب ا٢برمْب
كإٔب أرض الشاـ ذىااب كإاياب ما ال ٲبكن ٕب ذكره كلو تتبعتو ٤بؤلت منو أسفارا كأما ُب العقىب
فكل ما ذكر من فضلهم ُب ىذا الكتاب كغّبه فشيء يسّب بل كنقطة ُب ٕبر ابلنسبة ٤با ىو
مكتوب نسأؿ هللا تعأب ٗبحض فضلو أف ٰبيينا عليها كٲبيتنا عليها كٰبشران ُب زمرة أىلها مع من
تفضل هبا عليو سيدان رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم جده خّب األانـ عليو من هللا تعأب
الصبلة كأفضل السبلـ ،كاتسعها أف هللا تعأب جعل ُب ذرية
إبراىيم عليو السبلـ من األنبياء كالرسل أصحاب الشرائع كغّبىم ما يطوؿ عده قاؿ تعأب:
{كجعلنا ُب ذريتو النبوءة كالكتاب} كما جعل ُب ىذه الطريقة من األكلياء الصغار كالكمل
أصحاب الطرؽ كغّبىم من اإلنس كا١بن ما يطوؿ عده كقد ذكر رضي هللا تعأب عنو كأرضاه
كعنا بو أف أصحاب الطرؽ من كمل أىل طريقتو سيبلغوف ستمائة من اإلنس كثبلٜبائة من ا١بن
أف قلوب األحرار قبور األسرار ك٨بافة أف الكتاب يقع ُب يد بعض األشرار ٩با ال خبلؽ لو ُب
نفحات السادات األخيار فيغريو ا١بهل كا٢بسد على ٛبزيق أعراض األبرار كيستفيد غّب شكر
الواسطة الذم ىو سنة ا٤بختار ألكدعنا ىنا بعض ما ٥بذه الطريقة من األسرار كاألنوار على أف
الطريقة تغربت ٩بن كطن أىلها ا٤بقبلْب عليها من القرل كاألمصار كلذلك كتمنا أسرارىا
كعلومها كمعارفها عمن ال يكن هلل تعأب من األنصار كفيما كتبناه كفاية لكل موفق من أكٕب
األبصار قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :ال تعطوا ا٢بكمة لغّب أىلها" ا٢بديث أك كما قاؿ
كرضي هللا تعأب عن اإلماـ الشافعي حيث قاؿ :سأكتم علمي عن ذكم ا١بهل غالبا *** كال
أنثر الدر النفيس على الغنم فإف يسر هللا الكرٙب بفضلو *** كصادفت أىبل للعلوـ كللحكم
بثثت مفيدا كاستفدت كدادىم *** كإال فمخزكف لدم كمكتتم فمن منح ا١بهاؿ علما أضاعو
*** كمن منع ا٤بستوجبْب فقد ظلم كقاؿ صلى هللا تعأب عليو كسلم٫ ":بن معاشر األنبياء ال
نورث أمران أف ٬باطب الناس على قدر عقو٥بم " أك كما قاؿ صلى هللا تعأب عليو كسلم ٩با ىذا
معناه ،كرضي هللا تعأب عن زين العابدين حيث قاؿ ُب ىذا ا٤بعُب :إ٘ب ألكتم من علمي
جواىره *** كي ال يرل ا٢بق ذك جهل فيفتتنا اي رب جوىر علم لو أبوح بو *** لقيل ٕب أنت
٩بن يعبد الوثنا كالستحل رجاؿ مسلموف دمي *** يركف أقبح ما أيتونو حسنا كلوال خوؼ
التطويل ١بلبنا من ىذه الوجوه الدالة على أف اسم طريقتو مطابق ٤بسماىا ما يركم الغليل كفيما
ذكرانه كفاية كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
فأقوؿ ابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :قاؿ السهركردم :الدليل على
ا٣بلوات الصوفية ىو ما ركاه البخارم عن عائشة اهنع هللا يضر قالت :أكؿ ما بدأ بو رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص من
الوحي الرؤاي الصا٢بة ُب النوـ فكاف ال يرل رؤاي إال جاءت مثل فلق الصبح ٍب حبب إليو
ا٣ببلء فكاف ٱبلوا بغار حراء فيتحنث فيو كىو التعبد الليإب ذكات العدد قبل أف ينزع إٔب أىلو
كيتزكد لذلك ٍب يرجع إٔب خدٯبة اهنع هللا يضر فيتزكد ٤بثلها حٌب جاؤه ا٢بق كىو ُب غار حراء فجاءه
ا٤بلك فقاؿ :اقرأ.
ا٢بديث قاؿ السهركردم :فهذا ا٢بديث ا٤بنبئ عن بدئ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ىو األصل ُب إيثار
ا٤بشايخ ا٣بلوة للمريد من الطالبْب فإهنم إذا أخلصوا هلل تعأب خلواهتم يفتح هللا تعأب عليهم ٗبا
يؤنسهم ُب خلواهتم تعويضا من هللا تعأب إايىم أىػ .كُب القواعد الزركقية :ا٣بلوة أخص من
العزلة كىي بوجهها كصورهتا نوع من االعتكاؼ لكن ُب ا٤بسجد كرٗبا كانت فيو كأكثرىا عند
القوـ ال حد لو لكن السنة تشّب لؤلربعْب ٗبواعدة موسى عليو الصبلة كالسبلـ كللقصد ُب
ا٢بقيقة الثبلثوف إذ ىي أصل ا٤بواعدة كجاكر صلى هللا عليو
كسلم ٕبراء شهرا كما ُب مسلم ككذا اعتزؿ من نسائو كشهر الصوـ كاحد كزايدة القمر كنقصانو
كا٤بريد ُب سلوكو كأقلو عشر العتكافو عليو الصبلة كالسبلـ العشر كىي للكامل زايدة ُب حالو
كلغّبه ترقية كالبد من أصل يرجع إليو كالقصد هبا تطهّب القلب من أدانس ا٤ببلبسة كإفراد
القلب لذكر كاحد كحقيقة كاحدة كلكنها ببل شيخ ٨بطرة ك٥با فتوح عظيم كقد ال تصح ألقواـ
فليخترب كل أحد هبا حالو أىػ.
كإذا تقرر ىذا فشركط ا٣بلوة ستة كعشركف شرطا األكؿ أف يعود نفسو قبل دخو٥با إذا أراد
الشركع السهر كالذكر كخفة األكل كالعزلة حٌب يتمرف على ذلك كالثا٘ب أف يكوف دخوؿ
ا٣بلوة ٕبضور الشيخ كأمره الظاىر كأمره الباطن البد من ذلك فإف ا٤بريد إذا صحت رابطتو مع
شيخو ُب حضوره ككاف مسلما ألكامره كإشاراتو يرل شيخو ُب كاقعتو فيأمره كينهاه كٰبل كاقعتو
أيضا كالثالث أف يعتقد ُب نفسو أنو إ٭با يدخل ٣بلوة كي يسَبيح الناس من شره كالرابع أف
إهنا حيض الرجاؿ .قاؿ ابن عطاء هللا :ما أرادت ٮبة سالك أف تقف عند ما كشف ٥با إال
كاندتو ىواتف ا٢بقية :الذم تتطلب أمامك كال تربجت لو ظواىر ا٤بكوانت إال كاندتو حقائقها:
إ٭با ٫بن فتنة فبل تكفر ،كالثامن أف يكوف غّب مستند إٔب جدار ُب ا٣بلوة كال متكئا على شيء
مطرقا رأسو تعظيما هلل تعأب مغمضا عينيو مبلحظا قولو تعأب :أان جليس من ذكر٘ب ٍب ٯبعل
خياؿ شيخو بْب عينيو فإنو رفيقو ُب طريقو كىو معو ٗبعناه كركحانيتو فإف من ىو شيخ حقيقة
تكوف ركحانيتو رفيقة كمتعلقة بركحانية كل كاحد من مريديو كإف كانوا ألفا،
كالتاسع أف يشغل قلبو ٗبعُب الذكر على قدر مقامو مراعيا معُب اإلحساف كىو أف تعبد هللا
كأنك تراه ،كالعاشر دكاـ الصوـ ألنو يؤثر ُب تقليل األجزاء الَبابية كا٤بائية فيصفو القلب من
الكدر كيفطر قبل صبلة ا٤بغرب كيؤثر األكل إٔب أف يصلي العشاء األخّبة كاألحسن أف يؤخر
السحور كلكن إذا شوشتو نفسو كطالبتو ابألكل بعد ا٤بغرب أيكل بْب العشائْب ،كا٢بادم عشر
أف تكوف ا٣بلوة مظلمة ال يدخل فيها شعاع الشمس كضوء النهار فيسد على نفسو طرؽ
ا٢بواس الظاىرة كسد طرؽ ا٢بواس الظاىرة شرط لفتح حواس القلب ،كالثا٘ب عشر دكاـ
بعد الكور فالواجب على الذاكر ا٤بنقطع ُب ا٣بلوة حتما أف ال يتكلم مع أحد أبدا ما كائنا ما
كاف إال مع شيخو لغرض كاقعة ضركرية البياف أك ا٣بادـ الذم أقامو الشيخ ُب خدمة الفقراء
٢باجة ،كالرابع عشر أف تكوف ا٣بلوة بعيدة عن حسن الكبلـ أم كبلـ الناس فإف القلب الرقيق
تؤثر فيو ا٣بطرات ا٤بذمومات كأثر القليل عليو كثّب ،كا٣بامس عشر كونو إذا خرج للضوء
كالصبلة ٱبرج مطرقا رأسو إٔب األرض غّب انظر إٔب أحد كٰبذر كل ا٢بذر نظر الناس إليو مغطيا
رأسو كرقبتو بشيء ألنو رٗبا ٰبصل لو عرؽ الذكر فيلحقو ا٥بواء فيضره كيعطلو عن
الذكر كيوقفو زمنا طويبل ،كالسادس عشر احملافظة على صبلة ا١بماعة كا١بمعة كترؾ احملافظة
على صبلة ا١بماعة خطأ غلط كإف كجد نفقتو ُب خركجو فليتخذ لو شخصيا يصلي معو ُب
خلوتو كال يرضى ابلصبلة منفردا فإف ترؾ صبلة ا١بماعة ٱبشى عليو آفات .قاؿ السهركردم:
لقد رأينا من يتشوش عقلو ُب خلوتو كلعل ذلك لشؤـ إصراره على ترؾ صبلة ا١بماعة غّب أنو
ٱبرج لصبلة ا١بماعة ذاكرا ال يفَب عن الذكر كال يكثر إرساؿ الطرؼ إٔب ما يرل كال يصغي إٔب
ما يسمع فيكثر لذلك الوسواس كحديث النفس كا٣بياؿ كٯبتهد أف ٰبضر مع ا١بماعة ٕبيث
يدرؾ مع
اإلماـ تكبّبة اإلحراـ فإذا سلم انصرؼ إٔب خلوتو ،كالسابع عشر احملافظة على األمر الوسط ُب
الطعاـ ال فوؽ الشبع كال ا١بوع ا٤بفرط .قاؿ اإلماـ الغزإب هنع هللا يضر :اعلم أف ا٤بطلوب األقصى ُب
ٝبيع األمور كاألخبلؽ الوسط إذ خّب األمور أكساطها ككبل طرُب قصد األمور ذميم كما أكردانه
ُب فضائل ا١بوع رٗبا يومئ إٔب أف اإلفراط فيو مطلوب كىيهات فمن أسرار حكمة هللا تعأب ُب
يقتضيو الطبع بغاية األماكن كالعآب يدرؾ أف ا٤بقصود الوسط ألف الطبع إذا طلب غاية الشبع
فالشرع ينبغي أف ٲبدح غاية ا١بوع حٌب يكوف الطبع ابعثا كالشرع مانعا فيتقاكماف كٰبصل
االعتداؿ فإف من يقدر على قمع الطبع ابلكلية بعيد فيعلم أنو ال ينتهي إٔب الغاية فإنو إف
أسرؼ مسرؼ ُب مضادة الطبع كاف ُب الشرع أيضا ما يدؿ على إساءتو كما أف الشرع ابلغ ُب
الثناء على قياـ الليل كصياـ النهار ٍب ٤با علم النيب ملسو هيلع هللا ىلص من حاؿ بعضهم أنو يصوـ الدىر كلو
كيقوـ الليل كلو هناه عنو فإذا عرفت ىذا فاعلم أف األفضل
ابإلضافة إٔب الطبع ا٤بعتدؿ أف أيكل ٕبيث ال تثقل ا٤بعدة كال ٰبس أبٓب ا١بوع بل ينسى بطنو فبل
يؤثر فيو ا١بوع أصبل فإف مقصود األكل بقاء ا٢بياة كقوة العبادة كثقل ا٤بعدة ٲبنع من العبادة
كأٓب ا١بوع أيضا يشغل القلب كٲبنع منها فا٤بقصود أف أيكل أكبل ال يبقى للمأكوؿ فيو أثر
ليكوف متشبها اب٤ببلئكة فإهنم مقدسوف عن ثقل الطعاـ كأٓب ا١بوع كغاية اإلنساف االقتداء هبم
كإذا ٓب يكن لئلنساف خبلص من الشبع كا١بوع فأبعد األحواؿ عن الطرفْب الوسط كىو
االعتداؿ انتهى.
كالثامن عشر إال يناـ إال عن غلبة كحد الغلبة أف يتشوش عليو الذكر فإذا لزـ العبادة كترؾ
النوـ كاالسَباحة ذىبت عليو األركاف األربعة من الَبابية كا٤بائية كا٥بوائية كالنارية فيعرل القلب
عن العجب فحينئذ ينظر إٔب ا٤بلكوت بعْب قلبو فيشتاؽ إٔب ربو ،التاسع عشر نفي ا٣بواطر
خّبا كاف أك شرا دكف االشتغاؿ ابلتمييز إذ ال ٚبلو النفس أف تشتغل ابلفكر فيما خطر فلينف
من أكؿ األمر ما خطر ببالو ألنو إذا تفكر قويت النفس كضعف القلب فبل يقول النفي بعد
ذاؾ قاؿ زين الدين ا٣بواُب :جربنا ىذا مرارا كالنفس تفرح كتنشرح ابلفكر
ُب أمر الكوف فيصعب عليها اإلقباؿ على ا٤بكوف فإذا ٓب ٛبنعها من الفكر فيما خطر بباؿ
كأقبلت على الكوف كأعرضت عن ا٤بكوف كأساءت األدب عوقبت بتسليط ا٣بواطر كحديث
النفس عليك كذىبت نضارت الوقت كيتكدر القلب كرٗبا ا٪بر إٔب النفور عن الذكر كا٣بلوة
كأدل إٔب االختبلط أببناء ا١بنس فوسوس إليك الشيطاف ابلركاح إٔب خلوة تقبل إٔب هللا تعأب
فشوشت عليك كقتك كشغلتك عن ذكر هللا تعأب فأدركك ا٤بقت قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ":من شغل مشغوال
فيجب النفي لكل .ا٤بوُب عشرين :دكاـ ربط القلب ابلشيخ ابالعتقاد كاالتستمداد عل كصف
التسليم كاحملبة كالتحكيم كيكوف ُب اعتقاده أف ىذا ا٤بظهر ىو الذم عينو ا٢بق سبحانو
لئلفاضة علي كال ٰبصل ٕب الفيض إال بواسطتو دكف غّبه كلو كانت الدنيا كلها ٩بلوءة اب٤بشايخ
كمٌب يكوف ُب ابطن ا٤بريد تطلع إٔب غّب شيخو ٓب ينفتح ابطنو إٔب ا٢بضرة الواحدية فاإلنساف ُب
ا١بهات كلو بدف كركح كهللا تعأب ا٤بنزه عن ا١بهات فحكمتو اقتضت االستفاضة الواحدة إٔب
ا٢بضرة الواحدية كىي الكعبة ُب عآب األجساـ كاألبداف كعْب الركح اإلنسا٘ب
الٍب ىي مهبط الصفات اإل٥بية جهة كاحدة يكوف من تلك ا١بهة توجهها إٔب هللا تعأب كتلك
ا١بهة ىي ركحانية رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم ُب عآب األركاح فكما ال تقبل الصبلة إال
ابلتوجو إٔب الكعبة كذلك ال ٰبصل التوجو إٔب هللا تعأب إال ابلتوجو إٔب الكعبة كذلك ال ٰبصل
إٔب هللا تعأب إال ابتباع رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كالتسليم لو كربط القلب بنبوتو كأنو ىو الواسطة بينو كبْب
هللا تعأب دكف غّبه من األنبياء كأهنم كإف كانوا أنبياء هللا تعأب ككلهم على ا٢بق كلكن ال ٰبصل
شيخو كحده كيعلم أف استمداده من شيخو استمداده من النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم فإف
شيخو متعلق مستمد من شيخو كشيخو من شيخو أيضا كىكذا إٔب رسوؿ هللا صلى هللا تعأب
عليو سلم فهذا مستمد اب٢بقيقة من رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو سلم كىو من ا٢بق جل ا٠بو
سنة هللا الٍب قد خلت من قبل كلن ٘بد لسنة هللا تبديبل فالربط ابلقلب مع الشيخ أصل كبّب ُب
االستفاضة بل ىو أصل األصوؿ ك٥بذا ابلغ ا٤بشايخ قدس هللا تعأب أركاحهم ُب رعاية ىذا
الشرط فاؿ الشيخ ٪بم الدين البكرم قدس الو تعأب سره أنو كما أف األستاذ شرط ابلنسبة
لصنعة ا٤برآة فكما أف ا٤بطرقة كالسنداف كا٤بنفخ كالفحم كالنار كغّبىا من اآلالت إذا اجتمعت
كال يكوف ٍب أستاذ سصنع ا٤برآة ال يتحقق كجود ا٤برآة كذلكم الشرائط للخلوة ال تصفو هبا
مرآة القلب دكف ربط القلب مع الشيخ كقد جربناىا فوجدانىا كما قاؿ قدس هللا تعأب سره
كلكن ا٤بريدين إذا انقطعوا عن الفيض كالَبقي ال ينقطعوف إال من ىذه ا١بهة أعِب عدـ ربط
القلب ابلشيخ كالتسليم كاإلذعاف كاحملبة الصادقة كاالمتثاؿ.
ا٢بادم كالعشركف ترؾ االعَباض على هللا تعأب كعلى الشيخ كدكاـ الرضا بقضاء هللا تعأب على
ما قدر من ا٤بدد كالفتح كالقبض كالبسط كاتلصحة كا٤برض مبلحظا قولو تعأب {كعسى أف
تكرىوا شيئا كىو خّب لكم كعسى أف ٙببوا شيئا كىو شر لكم كهللا يعلم كأنتم ال تعلموف}
كقولو تعأب{ :فبل كربك ال يومنوف حٌب ٰبكموؾ ُب ما شجر بينهم ٍب ال ٯبدكا ُب أنفسهم حرجا
٩با قضيت كسلموا تسليما} كمتحققا أف هللا سبحانو كتعأب أرحم ابلعبد من الوالدة بولدىا
كأعلم ٗبصلحة العبد من نفسو كالشيخ أعلم ٗبزاؿ ا٤بريد كمضالو كمصا٢بو كمفاسده
كال يعتقد فيك فإف اعتقاد ىؤالء غمرة ا٥ببلؾ كضمرة النساؾ كلقد رأيت أنواع الضرر كالفتور
كالقصور من االختبلط أبرابب الدنيا ا٤بتبعْب للهول كإايؾ كتلبيسات النفس كخدع الشيطاف
ابإللقاء فيك أف ىذا الشخص يهتدم بك كبكبلمك كينتفع ٗببلقاتك ُب الدين فإهنا من
شبكات مكر اللعْب .كالثالث كالعشركف أهنم إذا شاىدكا أشياء ُب الواقعة الٍب ُب اليقظة أك بْب
النوـ كاليقظة ال يستحسنوف ذلك كال يستقبحونو كال يزيدكف كال ينقصوف كيعرضوف ٝبيع ذلك
على شيخهم من غّب طلب أتكيل فرٗبا ال يرل الشيخ ا٤بصلحة ُب التأكيل كال يكتم عن
الشيخ كاقعتو فإف الكتماف منو خيانة كهللا ال ٰبب ا٣بائنْب قاؿ تعأب{ :إف هللا ايمركم أف تودكا
كا٣بامس كالعشركف اإلخبلص كحسم مادة الرايء كطلب السمعة ابلكلية فإف صحة ا٣بلوة ٗبنية
على ذلك كال يدخل ا٣بلوة لقصد كشف كو٘ب كٙبصيل كرامات عيانية فإف من دخل ا٣بلوة
على ىذه األما٘ب كٓب يراع شرط اإلخبلص الصرؼ يتصرؼ فيو الشيطاف كيلعب كيسخر بو
كيريو األشياء الباطلة بصور ا٢بق .دخل كاحد من األصحاب ُب خسراف ا٣بلوة ببل إذف ك ببل
كقت فجاء إليو الشيطاف على صورة ا٣بضر فقاؿ :أتريد أف ٙبصل لك العلوـ اللدنية فقاؿ:
نعم ككاف مائبل إٔب أف يتكلم اب٤بعارؼ على جرايف اللساف فقاؿ لو :افتح فاؾ ففتح فاه فرمى
الشيطاف بصاقو
ُب فيو ٍب بعد ذلك صنف كتااب مشتمبل على أبواب من ا٤بعارؼ فلما كصل إٔب ا٤ببلقاة عرض
علي ما صنف كحكى كاقعتو فقلت :اي مسكْب ذلك الشيطاف جاء إليك ُب صورة ا٣بضر لعب
بك كشغلك عن طاعة هللا تعأب كذكره اغسل الكتاب كتب إٔب هللا تعأب من االختبار .قاؿ
الشيخ ٪بم الدين البكرم قدس هللا تعأب سره العزيز :أكؿ ما دخلت ا٣بلوة كاف ُب قليب نوع
رايء ك٠بعة كطلب لكبلـ أىل الطريق حٌب أعظ الناس ُب رؤكس ا٤بنابر كأعد من ٝبلتهم مع أ٘ب
لست منهم فأعطيت شيئا من الكشف بقدر ما علمت أف ىذا الطرؽ صحيح كلكن كاف أثناء
ا٣بلوة فاسد
النفس بْب يدم الشيخ كا٤بيت على اللوح بْب يدم الغاسل فقلت :الساعة أدخل القرب فبل
أنتشر منو إٔب يوـ القيامة حٌب قلت :ىذه البقية من الثياب أكفن فيها فإف قوية ا٣بواطر
اب٣بركج من ا٣بلوة مزقت ثيايب على البدف خرقا حٌب أستحيي من الناس فبل أخرج فيكوف
حينئذ لباسي جدراف ا٣بلوة كذلك كلو من شدة شوقو إٔب طلب النجاة فلما دخلت ىكذا ما
خرجت منها إال إبذف من الشيخ كالواجب على ا٤بريد الصادؽ أف ٱبلص هلل تعأب بقلبو كقالبو
ُب ٝبيبع حركاتو كسكناتو كعدـ التطلع كااللتفات إٔب شيء مطلقا سول هللا سبحانو كأف يقطع
عبلئقو
من أمور الدنيا قطعا كيصحح غرضو كيصدؽ مع ا٢بق تعأب كيصفي نيتو من كل شوب.
كالسادس كالعشركف أف ال يعْب مدة ٱبرج بعد كما٥با فإف النفس يصّب ٥با بذلك تطلع إٔب
انقضاء ا٤بدة فإذا كاف األمر على ىذا ٰبصل للقلب الشتات كالتفرقة قاؿ الشيخ ٪بم الدين
البكرم قدس هللا تعأب سره العزيز :قاؿ للشيخ عمار :إذا دخلت ا٣بلوة فبل ٙبدث نفسك
أبنك ٚبرج بعد األربعْب فإف من حدثها خرج من اليوـ األكؿ كلكن حدثها أبف ىذا قربؾ إٔب
يوـ القيامة قاؿ :كىذا دقيق ال ينتبو لو إال البالغوف كال أينس السائر إٔب ا٣بلوة إال إذا استوحش
من
ضدىا كحينئذ أينس ٗبا دخل ُب ا٣بلوة ألجلو ٍب ال يزؿ مستأنسا ابلذكر كا٣بلوة حٌب تنقطع
عنو األضداد فيكوف حينئذ ابهلل تعأب أنسو كذلك ىو هناية مبدئ صورتو كمن ٍب بداية ا٣بلوة
ا٤بعنوية فيكوف بصورتو مع األغيار كٗبعناه للمعارؼ ككاف ا١بنيد رٞبو هللا تعأب يقوؿ ٤بريده ُب
أكقات ا٣بلوة :إف كاف أنسكم ُب ا٣بلوة اب٣بلوة ذىب أنسكم إذا خرجتم منها كإف كاف أنسكم
كلكنو إذا ٠بع صوات أك رأل شيئا من عآب الشهادة تشوش عليو الذكر كخرج صده كغضب
كأنكر فكاف يقوؿ ٤بريديو :ال تكونوا مثلو معناه صححوا األنس ابهلل تعأب حٌب ال يشوشكم
شيء قلت :كلما ُب ىذا الفصل إال قليبل ملخص من الوصااي القدسية كا٣ببلصة ا٤برضية كهللا
تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
الراب٘ب كرده ُب حالة الصفا الٍب كاف عليها قبل الَبكيب ُب ا١بسم فإف ىذا الذم يكوف بو
إدراؾ سائر العلوـ كا٤بعارؼ كاألحواؿ كاألخبلؽ كا٤بقامات كالفتوحات كا٤بواىب كالقرب
ا٢بقيقي كبو إدراؾ سعادة الدنيا كاآلخرة كمن فقده ٓب يصل إٔب سعادة اآلخرة كأما معرفة كيفية
أما قولو :سل سيف العزـ إٔب آخره ٓب يتكلم عليها لوضوحها اىػ كإذا فهمت ىذا فخلوات
طريقتنا ىذه كثّبة كلكننا نذكر منها ُب ىذا الكتاب ا٤ببارؾ ٟبس خلوات :األكٔب :ا٣بلوة
ا٤بعلومة ا٤بشهورة الٍب ىي خلوة األربعْب الكليمة كذكرىا أحد األذكار الٍب تقدمت قريبا بعد
األذكار البلزمة للطريقة كأذكار التحصن ا٤بعلومة عند أىلها ككذا ُب خلوة أتٌب ،كالثانية :خلوة
فاٙبة الكتاب ككيفيتها أف تصوـ أربعْب يوما كٙبَبز فيها من أكل ا٢بيواف كما ٱبرج منو كتقرأ
الدعاء الذم أيٌب ذكره بعد كل فريضة أربعْب مرة ،كأما الفاٙبة فبل تفَب
عنها ليبل كهنارا إال لغلبة نوـ ،كأما الدعاء فهو ىذا الدعاء ا٤ببارؾ :بسمميحرلا نمحرلا هللا ا٢بمد
هلل رب العا٤بْب الرٞبن الرحيم ملك يوـ الدين إٔب آخره ال إلو إال هللا ا٤بلك الفتاح الرزاؽ الكرٙب
الوىاب ال إلو إال هللا ا٤بلك ا٢بي القيوـ ال إلو إال هللا ا٤بلك العزيز الرحيم العلي الكبّب ا٤بتعاؿ
اي إلو اآل٥بة كإ٥بكم إلو كاحد ال إلو إال ىو الرٞبن الرحيم ابأل٠باء الرابنية أٓب هللا ال إلو إال ىو
كمن العزة إٔب ا١بربكت فأحيا برؤية كماؿ جبللك كال ا٤بوت إال مع النبيْب كالصديقْب كالشهداء
كالصا٢بْب كحسن أكلئك رفيقا ذلك الفضل من هللا ككفى ابهلل عليما اللهم صل على رسولك
سيدان دمحم كعلى آلو الطيبْب الطاىرين كعلينا معهم برٞبتك اي أرحم الراٞبْب .كالثالثة خلوة
الفاٙبة أيضا كىي أف يبلزـ قراءهتا اب٣بلوة أربعْب يوما.
كالرابعة خلوة البسملة كخلوهتا تسعة عشر يوما كمن فاتو سر بسمميحرلا نمحرلا هللا فبل يطمع
أف يفتح عليو بشيء فإهنا الباب ا٤بفتوح كالسر ا٤بمنوح كفضائلها ٝبة يعرفها كل األمة كتتلى
كل يوـ ُب ا٣بلوة تسعة عشر ألفا .كا٣بامسة خلوة الياقوتة الفريدة كخلوهتا عشركف يوما تتلى
كل يوـ ُب ا٣بلوة ألفي مرة كىذا العدد ال بد منو كبعد ٛبامو يقرؤىا دكاما على حسب الطاقة
انتهى ما أردان ذكره منها كلكل كاحد منها ٜبرات ال ٲبكن حصرىا منعِب من ذكر بعضها ا٣بوؼ
من شياطْب الطلبة كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو
كتعأب ا٤برجع كا٤بآب.
ُب ا١بواب عنو رضي هللا تعأب عنو ُب مسائل متفرقة أخذىا عن النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم
شفاىا ما من كاحدة منها إال كفيها من الفضل كاألسرار ما ال ٰبيط بو إال مواله الكرٙب الوىاب
كجده عليو من هللا تعأب أفضل الصبلة كأزكى السبلـ قد يعَبض فيها بعض من ال قدـ لو ُب
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :منها إىداء الثواب للنيب صلى هللا
تعأب عليو كسلم اعلم أف ُب ىذه ا٤بسألة سؤالْب أحدٮبا :ىل ينتفع النيب صلى هللا تعأب عليو
كسلم ٗبا هنديو إليو صلى هللا تعأب عليو كسلم من ثواب صبلتنا صلى هللا تعأب عليو كسلم
كغّبىا من األعماؿ كاألقواؿ أكال ينتفع بشيء من ذلك كالنفع عائد إلينا؟ كالثا٘ب :ىل إىداء
الثواب إليو صلى هللا تعأب عليو كسلم جائز ُب الشرع أـ ال؟ أما األكؿ فا١بواب كهللا ا٤بوفق ٗبنو
للصواب أف النيب صلى
هللا تعأب عليو كسلم ال ينتفع بشيء من ذلك كإ٭با النفع عائد إلينا كأما الثا٘ب :فا١بواب أنو
جائز كفيو خّب كثّب كفضل جسيم للعامل كالدليل على جوازه كعلى أف النفع عائد إلينا فقط ما
ركاه أٞبد كالَبمذم كا٢باكم كصححو كقاؿ الَبمذم حسن صحيح عن كعب بن عجرة قاؿ:
قلت :اي رسوؿ هللا إ٘ب أكثر الصبلة عليك فكم أجعل لك من صبلٌب قاؿ ما شئت قلت:
الربع قاؿ :ما شئت كإف زدت فهو خّب لك قلت النصف قاؿ:ما شئت كإف زدت فهو خّب
لك قلت :أجعل صبلٌب كلها لك قاؿ :إذف تكفى ٮبك كيغفر ذنبك كُب ركاية ٥بم إذف يكفيك
هللا ىم دنياؾ
كآخرتك .قاؿ الشعرا٘ب ُب العهود احملمدية :قولو :فكم أجعل لك من صبلٌب؟ قاؿ ا٢بافظ
ا٤بنذرم أم كم أجعل لك من دعائي صبلة عليك أىػٍ .ب قاؿ الشيخ أبو ا٤بواىب :رأيت النيب
صلى هللا تعأب عليو كسلم فقلت لو :اي رسوؿ هللا ما معُب قوؿ كعب بن عجرة فكم أجعل لك
من صبلٌب؟ قاؿ :أف تصلي علي كهتدم ثواب ذلك إٕب ال إٔب نفسك أىػ.
ٍب قاؿ :كقد حبب ٕب أف أذكر لك ٝبلة من فوائد الصبلة على سوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص تشويقا لك لعل
هللا تعأب أف يرزقك ٧ببتو ا٣بالصة فيكوف شغلك ُب أكثر أكقاتك الصبلة على سوؿ هللا صلى
هللا تعأب عليو كسلم كتصّب هتدم كل عمل عملتو ُب صحيفة رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو
كسلم كما أشار إليو كعب بن عجرة إ٘ب أجعل لك صبلٌب كلها أم أجعل لك ثواب أعمإب
كقاؿ الشيخ الدردير ُب شرحو على ا٤بختصر ُب ىذا احملل بعد أف ذكر ا٣ببلؼ بْب العلماء ُب
كراىتو كجوازه :ككثّب من الصوفية على ا١بواز كإذا تقرر ىذا فاعلم أف شيخنا رضي هللا تعأب
عنو كأرضاه كعنا بو سئل عن مسألة إىداء الثواب لو ملسو هيلع هللا ىلص فأجاب رضي هللا تعأب عنو كما ُب
جواىر ا٤بعا٘ب :اعلم أنو صلى هللا تعأب عليو كسلم غِب عن ٝبيع ا٣بلق ٝبلة كتفصيبل فردا فردا
كعن صبلهتم عليو صلى هللا تعأب عليو كسلم فردا فردا كعن إىدائهم ثواب األعماؿ لو صلى
هللا عليو كسلم بربو أكال كٗبا منحو من سوابغ فضلو ككماؿ
طولو فهو ُب ذلك عند ربو صلى هللا تعأب عليو كسلم ُب غاية ال ٲبكن كصوؿ غّبه إليها كال
يطلب معها من غّبه زايدة أك إفادة يشهد لذلك قولو سبحانو كتعأب{ :كلسوؼ يعطيك ربك
فَبضى} كىذا العطاء كإف كرد من ا٢بق هبذه الصفة سهلة ا٤بأخذ قريبة احملتد فإف ٥با غاية ال
تدرؾ العقوؿ أصغرىا فضبل عن الغاية الٍب ىي أكربىا فإف ا٢بق سبحانو كتعأب يعطيو من فضلو
على قدر سعة ربوبيتو كيفيض على مرتبتو ملسو هيلع هللا ىلص على قدر حضوتو عنده كمكانتو كما ظنك بعطاء
يرد من مرتبة ال غاية ٥با كعظمة ذلك العطاء على قدر تلك ا٤برتبة ٍب
السماء كاألرض ٩بلوءة كل خزانة على ىذا القدر ايقوات أك ذىبا أك فضة أك زركعا أك غّبىا من
ا٤بتموالت ٍب قدر فقّبا ال ٲبلك مثبل غّب خبزتْب ُب دنياه يسمع اب٤بلك كاشتد حبو كتعظيمو ُب
قلبو فأىدل لذلك ا٤بلك إحدل ا٣ببزتْب معظما لو ك٧ببا كا٤بلك متسع الكرـ فبل شك أف ا٣ببزة
أف البسملة ليست آية من الفاٙبة زاد أبو داككد كال من غّبىا من السور كإ٭با ىي بعض آية ُب
سورة النمل كإ٭با كتبت للفصل كالتربؾ قاؿ مالك كال يفتتح هبا ُب الصبلة ا٤بفركضة كللشافعي
قوؿ أبهنا ليست من أكائل السور مع القطع أبهنا من الفاٙبة كأما حجة من منع كوف البسملة
آية من الفاٙبة كغّبىا ٕبديث أنس ا٤بشهور ا٤بخرج ُب الصحيحْب كحديث عائشة رضي هللا
تعأب عنها قالت :كاف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يفتتح الصبلة ابلتكبّب كا٢بمد هلل رب العا٤بْب قالوا :ألف
أكؿ ما نزؿ بو جربيل{ :اقرأ ابسم ربك الذم خلق} كٓب يذكر
البسملة ُب أك٥با فدؿ على أهنا ليست منها قالوا :كألف ٧بل القرآف ال يثبت إال ابلتواتر
كاالستفاضة كألف الصحابة أٝبعوا على عدد كثّب من السور منها سورة ا٤بلك ثبلثوف آية كسورة
الكوثر ثبلث آايت كسورة اإلخبلص أربع آايت فلو كانت البسملة منها كانت ٟبسا كأما حجة
من ذىب إٔب إثباهتا ُب أكؿ السور من جهة النقل ما قد صح عن أـ سلمة رضي هللا تعأب عنها
كركل الدارقطِب عن أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :إذا قرأًب ا٢بمد هلل
فاقرأكا بسمميحرلا نمحرلا هللا فإهنا أـ القرآف كأـ الكتاب كالسبع ا٤بثا٘ب بسمميحرلا نمحرلا هللا
إحدل آايهتا" رجاؿ إسناده كلهم ثقات كركم موقوفا .كركل الدارقطِب عن أـ سلمة رضي هللا
تعأب عنها أف رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم كاف يقرأ :بسمميحرلا نمحرلا هللا ا٢بمد هلل
رب العا٤بْب إٔب آخرىا قطعها آية آية كعددىا عدد األعراب كعد بسمميحرلا نمحرلا هللا آية كٓب
يعد.
كأخرج مسلم ُب أفراده عن أنس بن مالك هنع هللا يضر قاؿ :بينا رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ذات يوـ بْب أظهران إذ
علي آنفا
أغفى إغفاءة ٍب رفع رأسو مبتسما فقلنا :ما أضحكك اي رسوؿ هللا؟ قاؿ" :أنزلت ٌ
سورة فقرأ :بسمميحرلا نمحرلا هللا إان أعطيناؾ الكوثر" ا٢بديث ،قاؿ البيهقي :أحسن ما احتج
بو أصحابنا ُب أف بسمميحرلا نمحرلا هللا من القرآف كأهنا من فواتح السور سول براءة ما ركيناه
ُب ٝبع الصحابة كتاب هللا عز كجل ُب ا٤بصاحف كأهنم كتبوا فيها بسمميحرلا نمحرلا هللا على
رأس كل سورة سول سورة براءة فكيف يتوىم
متوىم أهنم كتبوا مائة كثبلث عشرة آية ليست من القرآف إٔب أف قاؿ :كقد علمنا ابلركاايت
الصحيحة عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنو كاف يعد بسمميحرلا نمحرلا هللا آية من الفاٙبة.
كركل الشافعي بسنده عن ابن عمر رضي هللا تعأب عنهما أنو كاف ال يدع بسمميحرلا نمحرلا هللا
ألـ القرآف كالسورة الٍب بعدىا ،زاد غّبه أنو كاف يقوؿ ٤با كتبت ُب ا٤بصحف ٓب يقرأ .كركل
الشافعي عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنو كاف يفعلو كيقوؿ :انتزع الشيطاف منهم خّب آية ُب
القرآف.
كالتعوذ حٌب ٓب تكتب آمْب ،فلو ٓب تكن قرآان ٤با أجازكا ذلك ألنو يؤدم إٔب اعتقاد ما ليس
بقرآف قرآان ،كأيضا ىي آية من القرآف ُب سورة النمل قطعا ٍب إان نراىا مكررة ٖبط القرآف
فوجب أف تكوف منو كما أان ٤با رأينا قولو تعأب{ :فبأم آالء ربكما تكذابف} كقولو{ :كيل
يومئذ للمكذبْب} مكررا ُب القرآف ٖبط كاحد بسورة كاحدة قلنا إف الكل من القرآف.
فإف قيل :لعلها ثبتت للفصلي أجيب أبنو يلزـ عليو اعتقاد ما ليس بقرآف قرآان كإثباهتا ُب أكؿ
براءة كٓب تثبت ُب أكؿ الفاٙبة ،فإف قيل :القرآف إ٭با تثبت ابلتواتر أجيب أبف ٧بلو ُب ما يثبت
قرآان أما ما يثبت قرآان حكما فيكفي فيو الظن كما يكفي ُب كل ظِب خبلفا للقاضي أيب بكر
الببليبل٘ب كأيضا إثباهتا ُب ا٤بصحف ٖبطو من غّب نكّب ُب معُب التواتر كأيضا قد يثبت التواتر
إف قلت :ىات النصوص ا٤بوافقة ٤با ذكرت قلت :قاؿ ُب لباب التأكيل :إذا ثبت ٗبا تقدـ من
األدلة أف البسملة من الفاٙبة كمن غّبىا من السور فيجهر ٗبا مع الفاٙبة ُب الصبلة ا١بهرية
كيسر هبا مع الفاٙبة ُب الصبلة السرية ك٩بن قاؿ اب١بهر من الصحابة أبو ىريرة كابن عباس كابن
عمر كابن الزبّب مهنع هللا يضر ك٩بن بعدىم سعيد بن جبّب كأبو قبلبة كالزىرم كعكرمة كعطاء كطاككس
ك٦باىد كعلي بن ا٢بسْب كسآب بن عبد هللا كدمحم بن كعب القرظي كابن سّبين كابن ا٤بنكدر
مؤب ابن عمر كيزيد بن أسلم كمكحوؿ كعمر بن عبد العزيز كعمرك بن
دينار كمسلم بن خالد كإليو ذىب الشافعي كأحد قوٕب أكىب صاحب مالك كٰبٓب أيضا عن
ابن ا٤ببارؾ كأيب ثور كقيل يسر هبا مطلقا ك٩بن ذىب إٔب اإلسرار هبا من الصحابة أبوبكر كعمر
كعثماف كعلي كابن مسعود كعمار بن ايسر كابن معقل كغّبىم مهنع هللا يضر ك٩بن بعدىم ا٢بسن كالشعيب
كإبراىيم النخعي كقتادة كاألعمش كالثورم كإليو ذىب مالك كأٞبد كغّبىم.
كأما حجة من قاؿ اب١بهر فقد ركل ٝباعة منهم أبو ىريرة كابن عباس كعلي بن أيب طالب ك٠برة
بن جندب كأـ سلمة مهنع هللا يضر أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص جهر ابلبسملة فمنهم من صرح بذلك كمنهم من أكمأ
بذلك ُب عبارتو كٓب يرد ُب صريح اإلسرار هبا عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص إال ركايتاف أحدٮبا ضعيفة كىي
كركل نعيم بن عبد هللا قاؿ :صليت كراء أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو فقاؿ:
بسمميحرلا نمحرلا هللا ٍب قرأ أبـ القرآف كذكر ا٢بديث كفيوٍ :ب يقوؿ إذا سلم :إ٘ب ألشبهكم
برسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص .أخرجو النسائي كابن خزٲبة ُب صحيحو كقاؿ :إ٭با ا١بهر ببسم هللا الرٞبن
الرحيم فقد صح كثبت عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص .كركل الدارقطِب بسنده عن أيب ىريرة هنع هللا يضر عن النيب
ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ :كاف إذا قرأ كىو يؤـ الناس افتتح ببسم هللا الرٞبن الرحيم قاؿ الدارقطِب :رجالو كلهم
ثقات.
كعن ابن عباس رضي هللا عنهما قاؿ :كاف النيب ملسو هيلع هللا ىلص ٯبهر ببسم هللا الرٞبن الرحيم .أخرجو
الدارقطِب كقاؿ :ليس ُب ركايتو ٦بركح كأخرجو ا٢باكم أبو عبد هللا كقاؿ :إسناده صحيح كليس
لو علة .كُب ركاية عن ابن عباس رضي هللا عنهما قاؿ :كاف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يفتتح ببسم هللا
الرٞبن الرحيم .أخرجو الدارقطِب كقاؿ :إسناده صحيح ليس ُب إسناده ٦بركح كأخرجو الَبمذم
كقاؿ :ليس إسناده كذلك كقاؿ أبو شامة :أم ال ٲباثل إسناده ما ُب الصحيح كلكن إذا انضم
إٔب ما تقدـ من األدلة رجح على الصحيح.
كعن أنس هنع هللا يضر قاؿ :كاف النيب ملسو هيلع هللا ىلص ٯبهر ُب القراءة ببسم هللا الرٞبن الرحيم .أخرجو الدارقطِب
كقاؿ :إسناده صحيح .كفيو عن دمحم بن أيب السرم العسقبل٘ب قاؿ :صليت خلف ا٤بعترب بن
سليماف ما ال ٰبصى صبلة الصبح كصبلة ا٤بغرب فكاف ٯبهر ببسم هللا الرٞبن الرحيم قبل
الفاٙبة كبعدىا ،ك٠بعت ا٤بعترب قاؿ :ما آلوا أقتدم بصبلة أنس بن مالك هنع هللا يضر ،كقاؿ أنس بن
مالك :ما آلوا أقتدم بصبلة رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص .أخرجو الدارقطِب كقاؿ :ركاتو كلهم ثقات اىػ.
قلت :كُب الباب أحاديث كأدلة كإيرادات كأجوبة من ا١بانبْب يطوؿ ذكرىا كُب ىذا القدر كفاية
كابهلل التوفيق .كقاؿ ُب الذىب اإلبريز :كعلى القوؿ أبهنا من الفاٙبة ٯبهر هبا ُب الصبلة ا١بهرية
كيسر هبا معها ُب السرية قاؿ ىذا من الصحابة أبو ىريرة كابن عباس كابن عمر كابن الزبّب مهنع هللا يضر
كمن التابعْب فمن بعدىم عركة بن الزبّب كأبو قبلبة كالزىرم كعكرمة كعطاء كطاككس ك٦باىد
كعلي بن ا٢بسْب كدمحم بن كعب القرظي كابن سّبين كابن ا٤بنكدر كانفع مؤب ابن عمر كزيد بن
أسلم كمكحوؿ كعمر بن عبد العزيز كعمرك بن دينار
كركل الزرقا٘ب عن أيب سهل األيب كرداف خطيبا ببخارل كجع سنو ٍب أنو زاد كجعو كرأل رسوؿ
هللا ملسو هيلع هللا ىلص فقاؿ :ركيت عنك خربا اي رسوؿ هللا فعلتو فلم يسكن كجعي فقاؿ :ألنك قرأت كٓب تقرأ
بسمميحرلا نمحرلا هللا فانتبو كقرأىا ابلبسملة فزاؿ كجع سنو كٓب يعد .قاؿ ا٣بطيب :اعتقدت
مذىب الشافعي ُب ىذه ا٤بسألة كال أصلي إال هبا .كركم عن بعض العارفْب كقد قيل لو :فبماذا
ترل ظهور اسم الشافعي كعلو ذكره على ٝبيع من ُب عصره قاؿ :إبظهار
بسمميحرلا نمحرلا هللا لكل صبلة اىػ.
كُب الفواكو الدكا٘ب للنفرا٘ب على الرسالة عند قولو :فإف كنت ُب الصبح فقرأت جهرا أبـ القرآف
كال تفتتح ببسم هللا الرٞبن الرحيم ُب أـ القرآف كال ُب السور بعدىا ال سرا كال جهرا إماما كنت
أك فذا أك مأموما ألهنا عند اإلماـ كأٞبد كأيب حنيفة ليست آية من الفاٙبة كال من أكؿ كل سورة
فينهى ا٤بصلي عن قراءهتا ُب الفريضة هني كراىة ىذا ىو ا٤بشهور ُب ا٤بذىب .كالبن انفع قوؿ
ُب كجوهبا كمذىب الشافعي.
كعن اإلماـ مالك إبابٕبتها كعزم البن مسلمة ندهبا كدليل ا٤بشهور حديث عبد هللا بن مغفل
كالعمل ككاف ا٤بازرم أيٌب هبا سرا فكلم ُب ذلك فقاؿ :مذىب مالك كلو على صحة صبلة من
بسمل كمذىب الشافعي على قوؿ كاحد ببطبلف صبلة اتركها كا٤بتفق عليو خّب من ا٤بختلف
فيو كقد ذكر القراُب كابن رشد كالغزإب كٝباعة أف من الورع ا٣بركج من ا٣ببلؼ بقراءة البسملة
أتى هبا على كجو أهنا فرض من غّب تقليد ٤بن يقوؿ بوجوهبا أما إذا أتى هبا مقلدا لو أك يقصد
ا٣بركج من ا٣ببلؼ من غّب تعرض لفريضة كال تقليد فبل كراىة بل ىي كاجبة إذا قلد القائل
ابلوجوب كمستحبة ُب غّبىا أىػ كقاؿ أبو ا٢بسن ُب شرح ٙبقيق ا٤ببا٘ب ُب ىذا احملل :كإذا قرأت
ُب صبلة الصبح ككذا غّبىا من الصلوات ا٤بفركضات ال تستفتح القراءة فيها ببسم هللا الرٞبن
الرحيم مطلقا ال ُب أـ القرآف كال ُب السورة الٍب بعدىا ال سرا كال جهرا إماما كنت أك غّبه
كالنهي ُب كبلمو للكراىة كىو مذىب ا٤بدكنة.
ٍب قاؿ :كفيها ثبلثة أقواؿ أيضا الوجوب البن انفع كىو مذىب الشافعي هنع هللا يضر كاإلابحة ٤بالك
هنع هللا يضر كالندب البن مسلمة إٔب أف قاؿ بعد كبلـ أف الشيخ أٞبد زركقا قاؿ :ككاف ا٤بازرم يبسمل
سرا فقيل لو ُب ذلك فقاؿ :مذىب مالك على قوؿ كاحد أف من يبسمل ال تبطل صبلتو
كمذىب الشافعي على قوؿ كاحد أف من تركها بطلت صبلتو ك٫بوه قوؿ األقفهسي كاستحب
بعضهم أف يقرأىا ليأٌب بصبلة متفق على صحتها إٔب أف قاؿ :كقاؿ ُب جامع الذخّبة :الورع
ترؾ ما ال أبس بو حذا ٩با بو البأس كاختبلؼ العلماء ُب مشركعية الفاٙبة ُب صبلة
ا١بنازة فمالك يقوؿ ليست مشركعة كالشافعي يقوؿ :كاجبة فالورع أف تقرأ كالبسملة كمالك
يقوؿ :الصبلة مكركىو كالشافعي يقوؿ :كاجبة فالورع أف تقرأ أىػ كُب شرح الشيح أٞبد زكركؽ
ُب ىذا احملل قولو ال تستفتح إٔب آخره يعِب ألف ذلك مكركه على ا٤بشهور ٍب قاؿ بعد كبلـ:
كأليب عمر عن ابن انفع ال ابس هبا كالبن رشد عن ابن مسلمة استحباهبا كرابعها الوجوب نقلها
ا٤بازرم عن ابن انفع كعياض عن ابن مسلمة كىو مذىب الشافعي على قوؿ كاحد من تركها
بطلت صبلتو كُب الذخّبة عن الطراز ال ٱبتلف ُب جواز البسملة ُب النافلة كأهنا ال تبطل
صبلة الفريضة كمذىب ا٤بدكنة التخيّب ُب النافلة ُب البسملة كحكى ابن رشد ركايتْب ال يقو٥با
أك يقو٥با عياض عن ابن انفع ال يَبكها ٕباؿ ُب فرض كال نفل أىػ .كقاؿ الشيخ عبد الباقي ُب
شرحو على ا٤بختصر ككرىا بفرض كالورع البسملة أكؿ الفاٙبة للخركج من ا٣ببلؼ قاؿ القراُب
كغّبه ككاف ا٤بازرم يبسمل سرا فقيل لو ُب ذلك فقاؿ :مذىيب مالك على قوؿ كاحد من بسمل
ٓب تبطل صبلتو كمذىب الشافعي على قوؿ كاحد من تركها بطلت صبلتو كصبلة يتفقاف على
كقاؿ بعض العلماء ا٤بدققْب النحققْب قولو ػ يعِب الشيخ خليبل ػ ُب ٨بتصره ككرىا بفرض
كا٢باصل أنو إما أف يقصد الفرضية أك النفلية أكٮبا معا أم على العموـ أبف يكوف مراده كاحدا
ال بعينو أك ٓب يقصد شيئا أصبل فهذه أربع كُب كل إما أف يقصد ا٣بركج أك ال فهذه ٜبانية
الكراىة ُب سبع كعدمها ُب صورة كاحدة كىي ما إذا ٓب يقصد شيئا أصبل كنية ا٣بركج من
ا٣ببلؼ لعبد الباقي القائل بعدـ الكراىة ُب صورتْب ىذه كأما إذا قصد الفرضية كنول ا٣بركج
٤با فيو من التناُب ألف إذا قصد الفرضية كاف شافعيا خالصا كا٤براد بقاؤه مالكيا
مبلحظا أىػ .كُب قريبة ا٤بسالك ٤بذىب اإلماـ مالك للعآب العبلمة الشيخ علي بن ا٣بضر
العمركسي :كمن الورع البسملة أكؿ الفاٙبة للخركج من ا٣ببلؼ كقد كاف ا٤بازرم يبسمل سرا
فقيل لو ُب ذلك فقاؿ :مذىب مالك على قوؿ كاحد من بسمل ٓب تبطل صبلتو كمذىب
الشافعي على قوؿ كاحد من تركها بطلت صبلتو أم كصبلة يتفقاف على صحتها خّب من صبلة
يقوؿ أحدٮبا ببطبلهنا إٔب أف قاؿ ك٧بل الكراىة ما ٓب يقصد ا٣بركج من ا٣ببلؼ كإال استحب
اإلتياف هبا.
كُب حاشية الدسوقي على رح الدردير على ا٤بختصر أف ٘بب البسملة ابلنذر ُب صبلة الفريضة
كاعلم أنو قد قيل بوجوب البسملة ُب مذىبنا كما ُب العشماكية كُب غّبىا كُب البا٘ب ما نصو
فائدة ُب عنواف الزماف بَباجم الشيوخ كاألقراف للبقاعي ُب ترٝبة شيخو ا٢بافظ بن حجر كمنها
ٕبثو ا٤برقص ا٤بطرب ُب إثبات البسملة آية من الفاٙبة أك نفيها ك٧بلو النظر إليها ابعتبار طرؽ
القراء فمن تواترت عنده ُب حرفو آية من أكؿ السورة ٓب تصح صبلة أحد بركايتو إال بقراءهتا
على أهنا آية ٓب تتصل بو إال كذلك كمن ٍب أجبها الشافعي هنع هللا يضر لكوف قراءتو قراءة ابن كثّب
كىذا من نفائس األنظار الٍب ادخرىا هللا تعأب أىػ قاؿ بعض
العلماء :كهبذا ا١بواب البديع يرتفع ا٣ببلؼ بْب أئمة الفركع كيرجع النظر إٔب كل قارئ من
القراء ابنفراده فمن تواترت ُب حرفو ٘بب على كل قارئ بذلك ا٢برؼ كتلك القراءة ُب الصبلة
٥با كتبطل بَبكها أاي كاف كإال فبل كال ينظر إٔب كونو شافعيا أك مالكيا أك غّبٮبا ،قاؿ بعضهم:
كىو حسن اىػ ىذا ما نقلو البنا٘ب اب٢برؼ أقوؿ ٧بل خبلؼ القراء إ٭با ىو ُب الوصل بْب
السورتْب كأما ُب ابتداء السورة فاتفقوا على إثباهتا ُب غّب براءة ،قاؿ الشاطيب :كالبد منها ُب
ابتدائك سورة *** سواىا كُب األجزاء خّب من تبل كظاىرىا أف الفاٙبة
مبدكءة هبا فهي ٧بل اتفاؽ القراء ال ٚبتلف طرقهم فيها فكيف يصح رد ا٣ببلؼ إٔب طرقهم
كىي متفقة ُب ىذا ا٤بوضع فضبل عن أف يكوف حسنا مرقصا مطراب كأيضا اإلٝباع على جواز
القراء السبع ٥با ُب الصبلة كخارجها كنفس الراكم كابن كثّب ٯبيز القراءة بغّب ركايتو من السبع
ُب الصبلة كخارجها عمن قرأ بركايتو غاية األمر إلو اعتُب بضبط ىذه السورة كٚبّبىا كغّبه من
بطبلف بل ىذه للفقهاء كغاية منصبهم االستعاذة كالتهليل كالتكبّب كلو سلم فيكوف من
األحرؼ الٍب نزؿ هبا القرآف تسهيبل لؤلئمة أقرأه جربيل مرة ابلبسملة كمرة بَبكها كما أقرأه ُب
آخر التوبة٘{ :برم من ٙبتها االهنار} إبثبات من اترة كبَبكها كآخر ا٢بديد{ :كمن يتوؿ فإف هللا
ىو الغِب ا٢بميد} إبثبات ىو كاترة ٕبذفها اىػ ٍب إذا فهمت ىذا فالعجب كل العجب أف يدعي
اإلنساف أنو مالك ا٤بذىب ٍب يدعي أنو عآب كيدعي أنو ال يتبع إال ما ُب ٨بتصر خليل ٍب يقوؿ
إنو ال يصلي خلف من يقرأ البسملة أكؿ الفاٙبة ُب صبلة الفريضة لزعمو
أف اإلماـ شافعي فلذلك ال يصلي خلفو كٓب يدر ا١بهوؿ أنو صار أضحوكة بْب الناس لوجهْب
أحدٮبا جهلو أف قراءة البسملة أكؿ الفاٙبة ُب صبلة الفريضة ال يصّب اإلنساف شافعيا لنص
علماء ا٤بذىب أف ذلك يفعل فبعض منهم أكجبو كبعض ندبو كمالك بنفسو أابحو ٍب اتفقوا على
أف فعلو لقصد ا٣بركج من ا٣ببلؼ كرع فكيف يعيب صاحب الورع كتلك جهالة عظيمة ألف
الذم يصلي صبلة متفق على صحتها إذا عابو من يصلي صبلة ٨بتلفا ُب صحتها كبطبلهنا
ينبغي أف يتعجب منو عند كل عاقل ،كالثا٘ب أان لو فرضنا أف من بسمل أكؿ الفاٙبة ُب صبلة
الفريضة شافعي
ال نسلم أف االقتداء بو ال يصح لقوؿ خليل ُب ٨بتصره :كجاز اقتداء أبعمى ك٨بالف ُب الفركع
اىػ .قاؿ ا٣برشي :ككذا ٯبوز االقتداء اب٤بخالف ُب الفركع كالصبلة ا٤بالكي خلف الشافعي أك
غّبه من ا٤بذاىب كلو رآه يفعل خبلؼ مذىب ا٤بقتدم كٓب يدر ا١بهوؿ الضليل أف كبلمو ىذا
طعن ُب خليل كُب ٨بتصره قاؿ :إف ا٤ببسمل شافعي كال تصح صبلة ا٤بالكي خلفو لوجهْب
أحدٮبا أف يكوف خليل هنع هللا يضر جاىبل أبف صبلة ا٤بالكي خلف إماـ شافعي ٩بنوعة كابطلة شرعا
مع أف االقتداء اب٤بخالف ُب الفركع ٩بنوع إٝباعا فيكوف جاىبل ابلكلية ،كاثنيها
أف يكوف رٞبو هللا تعأب عا٤با اب٤بنع كلكنو أابح ما منعو هللا تعأب جرأة على هللا تعأب كرسولو ملسو هيلع هللا ىلص
ليغر هبذا ا٤بختصر ىذه األمة احملمدية كأبم ىذين اتصف ينتفي الوثوؽ بو كٗبختصره كٔبميع
مؤلفاتو كقد أبطل ا٢بس كالعقل كليهما كا٢بمد هلل على ذلك كإذا كاف حاؿ ىذا ا٤بنكر ىكذا
فبل ينبغي لعاقل أف يشتغل ٗبناظرتو كال أف يبإب إبنكاره فاهلل حسبو كسائلو.
فقل بسمميحرلا نمحرلا هللا ُب نفس كاحد فأٗب أقوؿ :كهللا العظيم لقد ٠بعت من لفظ أيب بكر
الفضيل بن دمحم الكاتب كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثنا أبو دمحم علي السالسي عن لفظو كقاؿ:
ابهلل العظيم لقد حدثِب عبد هللا ا٤بعركؼ أبيب نصر الضرخاكم كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثِب
أبو عبد هللا الوراؽ كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثِب دمحم بن يونس الطويل كقاؿ :ابهلل العظيم لقد
حدثِب دمحم بن ا٢بسْب العلوم الزاىد كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثِب أبو بكر الراجي كقاؿ :ابهلل
العظيم لقد حدثِب عمر بن موسى الربمكي كقاؿ :ابهلل العظيم
لقد حدثِب أنس بن مالك هنع هللا يضر كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثِب علي بن أيب طالب هنع هللا يضر كقاؿ :ابهلل
العظيم لقد حدثِب أبو بكر الصديق هنع هللا يضر كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثِب ا٤بصطفى ملسو هيلع هللا ىلص كقاؿ:
"ابهلل العظيم لقد حدثِب جربيل عليو السبلـ كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثِب ميكائيل عليو
السبلـ كقاؿ :ابهلل العظيم لقد حدثِب إسرافيل عليو السبلـ كقاؿ :قاؿ هللا تعأب :اي إسرافيل
كعزٌب كجبلٕب كجودم ككرمي من قرأ بسمميحرلا نمحرلا هللا متصلة بفاٙبة الكتاب مرة كاحدة
فاشهدكا على أ٘ب قد غفرت لو
كقبلت منو ا٢بسنات ك٘بازكت لو عن السيئات كال أحرؽ لسانو ابلنار كأجّبه من عذاب القرب
كمنها قراءة ا٤بأموـ فاٙبة الكتب خلف اإلماـ ُب الصبلة السرية كا١بهرية اعلم أ٭با أكدعناه ُب
الفصل السابع من ىذا الكتاب ا٤ببارؾ من أف العلماء متفقوف على ا٢بث عن ا٣بركج من
ا٣ببلؼ ابتقاء مواضعو يغِب عن مسألة قراءة البسملة أكؿ الفاٙبة ُب الصبلة ا٤بتقدمة كعن ىذه
ا٤بسألة الٍب نشرع فيها اآلف ٤بن نور هللا تعأب قلبو من اإلخواف ا٤بنصفْب لكي ٤با كاف غرضنا ُب
ىذا الكتاب ا٤ببارؾ رد األغبياء من الطلبة ا١بهلة تعرضنا إليراد ىذه ا٤بسائل ُب ىذا الفصل
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق قيل ُب أقرب ا٤بسالك ٤بذىب اإلماـ
مالك :كمن الورع البسملة أكؿ الفاٙبة ُب الفرض للخركج من ا٣ببلؼ فقد كاف ا٤بازرم يبسمل
سرا فقيل لو ُب ذلك فقاؿ :مذىب مالك على قوؿ كاحد من بسمل ٓب تبطل صبلتو كمذىب
الشافعي على قوؿ كاحد من تركها بطلت صبلتو كصبلة يتفقاف على صحتها خّب من صبلة
يقوؿ أحدٮبا ببطبلهنا ككذلك القراءة خلف اإلماـ ُب ا١بهر كإب٠باع نفسو كال يكتفي ٕبركة
اللساف أىػ .كُب شرح عبد الباقي على ٨بتصر خليل عند قولو :ككرىا بفرض مثلو كقاؿ ُب
اجملموع عاطفا على سنن الصبلة كإنصات مأموـ كإف ٓب يسمع أك سكت اإلماـ كال ٚبفى مراعاة
ا٣ببلؼ أىػ.
كقاؿ الدسوقي ُب حاشيتو على شرح الشيخ الدردير على ٨بتصر خليل عند قولو :كإنصات
مقتد كلو سكت إمامو كتكره قراءتو أم ما ٓب يقصد هبا ا٣بركج من خبلؼ الشافعي كإال فبل
كراىة أىػ .كقاؿ القرطيب ُب تفسّبه :اختلف العلماء ُب كجوب قراءة الفاٙبة ُب الصبلة فقاؿ
مالك كأصحابو :ىي متعينة لئلماـ كا٤بنفرد ُب كل ركعة قاؿ ابن خويز منداد البصرم ا٤بالكيٓ :ب
ٱبتلف قوؿ مالك أف من نسيها ُب ركعة من صبلة ركعتْب أف صبلتو تبطل كال ٘بزيو كاختلف
قولو فيمن تركها انسيا ُب ركعة من صبلة الرابعية أك ثبلثية فقاؿ مرة :يعيد الصبلة كقاؿ
مرة أخرل :يسجد سجدٌب السهو كىي ركاية ابن عبد ا٢بكم كغّبه عن مالك قاؿ ابن خويز
منداد :كقد قيل أنو يعيد تلك الركعة كيسجد للسهو بعد السبلـ قاؿ ابن عبد الرب :الصحيح
فقد أساء كال شيء عليو عند مالك كأصحابو كأما إذا جهر اإلماـ فبل قراءة بفاٙبة الكتاب كال
غّبىا ُب ا٤بشهور من مذىب مالك لقوؿ هللا تبارؾ كتعأب{ :كإذا قرئ القرآف فاستمعوا لو
كأنصتوا} كقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":مإب أانزع القرآف " كقولو ُب اإلماـ ":إذا قرأ فأنصتوا " كقولو:
"من كاف لو إماـ فقراءة اإلماـ لو قراءة " كقاؿ الشافعي فيما حكى عنو البويطي كأٞبد بن
حنبل :ال ٘بزئ أحد صبلة حٌب يقرأ فيها بفاٙبة الكتاب ُب كل ركعة إماما كاف أك مأموما جهر
إمامو أك أسر ككاف الشافعي ابلعراؽ يقوؿ ُب ا٤بأموـ:
يقرؤ إذا أسر كال يقرؤ إذا جهر كمشهور مذىب مالك كقاؿ البصرم :فيما ٯبهر فيو إماـ
ابلقراءة قوالف أحدٮبا أف يقرأ كاآلخر ٯبزئو أف ال يقرأ أك يكتفي بقراءة اإلماـ حكاه ابن ا٤بنذر
كقاؿ ابن كىب كأشهب كابن عبد ا٢بكم كابن حبيب كالكوفيوف :ال يقرأ ا٤بأموـ شيئا جهر
بن عباس كأيب ىريرة كأيب بن كعب كأيب أيوب األنصارم كعبد هللا بن عمرك بن العاص كعبادة
بن الصامت كأيب سعيد ا٣بدرم كعثماف بن أيب العاص كخوات بن جبّب رضي هللا تعأب عنهم
أهنم قالوا :ال صبلة إال بفاٙبة الكتاب كىو قوؿ ابن عمر كا٤بشهور مذىب الوزاعي كىؤالء
الصحابة هبم القدكة كهبم السوة ككلهم يوجبوف الفاٙبة ُب كل ركعة كقد أخرج اإلماـ أبو عبد
هللا دمحم بن يزيد بن ماجو القزكيِب ُب سننو ما يرفع ا٣ببلؼ كيزيل كل احتماؿ فقاؿ :حدثنا أبو
كريب أخربان دمحم بن فضيل كحدثنا سويد بن سعيد أخربان علي بن ا٤بطهر ٝبيعا عن
أيب سفياف السعدم عن أيب نضرة عن أيب سعيد ا٣بدرم هنع هللا يضر قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":ال
صبلة ٤بن ٓب يقرأ ُب كل ركعة ا٢بمد هلل كسورة ُب فريضة أك غّبىا " كُب صحيح مسلم عن أيب
ىريرة هنع هللا يضر أنو عليو الصبلة كالسبلـ قاؿ للذم علمو الصبلة كافعل ُب صبلتك كلها كسيأٌب
كمن ا٢بجة ُب ذلك أيضا ما ركاه ابو داكد عن انفع بن ٧بمود بن الربيع األنصارم قاؿ :أبطأ
عبادة عن صبلة الصبح فأقاـ أبو نعيم ا٤بئذف للصبلة فصلى أبو نعيم ابلناس كأقبل عبادة كأان
معو حٌب صففنا خلف أيب نعيم ٯبهر ابلقراءة فجعل
عبادة يقرؤ أبـ القرآف فلما انصرؼ قلت لعبادة ٠بعتك تقرأ أبـ القرآف كأبو نعيم ٯبهر ابلقراءة
قاؿ :أجل صلى بنا رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص بعض الصلوات ٯبهر هبا ُب القراءة فلتبست عليو فلما
انصرؼ أقبل علينا بوجهو الكرٙب كقاؿ :فهل تقرؤف إذا جهرت ابلقراءة فقاؿ بعضنا إان نصنع
ذلك قاؿ :أفبل كأان نقوؿ مإب تنازعو٘ب القرآف فبل تقرؤكا بشيء من القرآف إذا جهرت إال أبـ
عند أكثر أىل العلم من أصحاب النيب ملسو هيلع هللا ىلص كالتابعْب كىو قوؿ مالك بن أنس كابن ا٤ببارؾ
كالشافعي كأٞبد كإسحاؽ يركف القراءة خلف اإلماـ كأخرجو أيضا الدارقطِب كقاؿ :ىذا إسناد
حسن كرجالو كلهم ثقات كذكر أف ٧بمود بن الربيع كاف يسكن إيلياء كأف أاب نعيم أكؿ من أذف
ُب بيت ا٤بقدس كقاؿ أبو دمحم عبد ا٢بق كانفع بن دمحم ٓب يذكره البخارم ُب اترٱبو كال ابن أيب
حاًب كال أخرج لو البخارم كمسلم سيئا كقاؿ فيو أبو عمر ٦بهوؿ كذكر الداراقطِب عن يزيد بن
شريك قاؿ :سألت عمر عن القراءة خلف اإلماـ فأمر٘ب أف أقرأ
قلت :كإف كنت أنت قاؿ :كإف كنت أان قلت :كإف جهرت قاؿ :كإف جهرت قاؿ الداراقطِب
ىذا اإلسناد صحيح كركم عن جابر بن عبد هللا قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":اإلماـ ضامن فما
صنع فاصنعوا " قاؿ أبو حاًب :ىذا يصح ٤بن قاؿ ابلقراءة خلف اإلماـ كهبذا أفٌب أبو ىريرة أف
يقرأ هبا ُب نفسو حْب قاؿ لو أبو السائيب :إ٘ب أحيناان أكوف كراء اإلماـ قاؿ ابو ىريرة :فإ٘ب
٠بعت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ":قاؿ هللا تبارؾ كتعأب قسمت الصبلة بيِب كبْب نصفْب فنصفها ٕب
كنصفها لعبدم كلعبدم ما سأؿ " قاؿ رسوؿ هللا صلى
هللا عليو كسلم ":اقرأكا يقوؿ العبد ا٢بمد هلل رب العا٤بْب " ا٢بديث كأما ما استدؿ بو األكلوف
فقولو عليو السبلـ ":فإذا قرأ فأنصتوا " أخرجو مسلم من حديث أيب موسى األشعرم كقاؿ ُب
حديث جرير عن سليماف عن قتادة بن زايد :كإذا قرأ فأنصتوا قاؿ الداراقطِب :ىذه اللفظة ٓب
يتابع فيها سليماف عن قتادة كخالفو ا٢بفاظ من أصحاب قتادة فلم يذكركىا منهم شعبة كىشاـ
كسعيد كابن أيب عركة كٮباـ كأبو عوانة كمعمر كعدم بن أيب عمارة قاؿ الداراقطِب :فإٝباعهم
يدؿ على كٮبو كقد ركم عن عمر بن عامر عن قتادة متابعة التيمي كلكن ليس ىو
ابلقوم تركو ابن القطاف كأخرج أيضا ىذه الزايدة أبو داككد من حديث أيب ىريرة كقاؿ عنده:
ىذه الزايدة إذا قرأ فأنصتوا ليست ٗبحفوظة كذكر أبو دمحم عبد ا٢بق أف مسلما صحح حديث
أيب ىريرة كقاؿ :عندم صحيح قاؿ القرطيب :ك٩با يدؿ على صحتها عنده إدخا٥با ُب كتابو من
حديث أيب موسى كإف كانت ٩با ٓب ٯبمعوا عليها كقد صححها اإلماـ أٞبد بن حنبل كابن ا٤بنذر
كأما قولو تعأب{ :كإذا قرئ القرآف فاستمعوا لو كأنصتوا} فإنو نزؿ ٗبكة كٙبرٙب الكبلـ ُب
كال نعلم ما اسم الراكم الضعيف] كىو ضعيف كبلٮبا عن موسى بن أيب عائشة عن عبد هللا بن
شداد عن جابر أخرجو الدارقطِب كقاؿ :ركاه سفياف الثورم كشعبة كإسرائيل كشريك كأبو خالد
الداال٘ب كأبو األحوص كسفياف بن عيينة كجرير بن عبد ا٢بميد كغّبىم عن موسى بن عائشة
عن عبد هللا بن شداد مرسبل عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص كىو الصواب.
كأما قوؿ جابر :من صلى ركعة ٓب يقرأ فيها أبـ القرآف فلم يصل إال كراء اإلماـ فركاه عن كىب
بن كيساف عن جابر قاؿ ابن عبد الرب ركاه ٰبٓب بن سبلـ صاحب التفسّب عن مالك عن أيب
نعيم كىب بن كيساف عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص كصوابو موقوؼ على جابر كما ُب ا٤بوطأ كفيو من الفقو
إبطاؿ الركعة الٍب ال يقرأ فيها أبـ القرآف كىو يشهد لصحة ما ذىب إليو ابن القاسم كركاه عن
مالك ُب إلغاء الركعة كالبناء على غّبىا كال يعتد ا٤بصلي بركعة ال يقرأ فيها أبـ القرآف ،كفيو أف
اإلماـ قراءتو ٤بن خلفو قراءة كىو مذىب جابر كقد خالفو
فيو غّبه كقاؿ ابن العريب ٤با قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :ال صبلة ٤بن ٓب يقرأ بفاٙبة الكتاب" كاختلف الناس ُب
ىذا األصل ىل ٰبمل النفي على التماـ كالكماؿ أك على األجزاء كاختبلؼ الفتول ٕبسب
اختبلؼ الناظر ك٤با كاف األشهر ُب ىذا األصل كاألقول أف النفي على العموـ ككاف األقول من
األحاديث كا٤بعا٘ب ُب تعيْب الفاٙبة يرد على الكوفيْب قو٥بم ُب أف الفاٙبة ال تتعْب كأهنا كغّبىا
من آم القرآف سواء كقد عينها النيب ملسو هيلع هللا ىلص بقولو كما ذكران كىو ا٤ببْب عن هللا تعأب مراده ُب
قولو{ :كأقيموا الصبلة} كقد ركل أبو داككد عن أيب سعيد ا٣بدرم رضي هللا تعأب عنو قاؿ:
أمران أف نقرأ بفاٙبة الكتاب كما تيسر فدؿ ىذا ا٢بديث على أف قولو ملسو هيلع هللا ىلص لؤلعرايب" :اقرأ ما
تيسر معك من القرآف ما زاد على الفاٙبة" كىو يفسر قولو تعأب{ :فاقرأكا ما تيسر منو}.
كقد ركل مسلم عن عبادة بن الصامت أخربه أف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ" :ال صبلة ٤بن ٓب يقرأ أبـ
القرآف" زاد ُب ركاية :فصاعدا .كقاؿ عليو السبلـ :فهي خداج ثبلاث غّب ٛباـ أم غّب ٦بزأة
ابألدلة ا٤بذكورة ،كا٣بداج النقصاف كالفساد .قاؿ األخفش :يقاؿ :خدجت الناقة إذا ألقت
كلدىا قبل أكاف النتاج كإف كاف اتـ ا٣بلق كالنظر يوجب ُب النقصاف أال ٘بزئ معو الصبلة ألهنا
صبلة ال تتم من خرج كمن صبلة كىي ٓب تتم فعليو إعادهتا على حسب حكمها كمن ادعى أهنا
٘بزئ مع إقراره بنقصها فعليو الدليل كال سبيل إليو من كجو يلزـ
كهللا تعأب أعلم .كمنها تكرار الفاٙبة ُب ما عدا الفرائض ا٣بمس كإ٭با قيدان تكرارىا بغّب
الفرائض ا٣بمس ألف الواقع من الشيخ رضي هللا تعأب عنو كأىل طريقتو ُب غّب ا٣بمس كما
أمره النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم كأذف لو ُب ذلك فأما الفقهاء فقد صرحوا بصحة الصبلة
بتكرار الفاٙبة فيها مطلقا .قاؿ عبد الباقي ُب شرحو على ٨بتصر خليل عند قولو :كبتعمد
كسجدة أم كبتعمد زايدة ركن فعلي كسجدة ُب فرض أك نفل ال قوٕب فبل تبطل بتعمد زايدة
على ا٤بعتمد.
كقاؿ ا٣برشي ُب شرحو على ا٤بختصر ُب ىذا احملل :كقولو كسجدة من كل ركن فعلي كخرج
بتمثيلو ابلركن الفعلي القوٕب كتكرير الفاٙبة كالظاىر ال تبطل ألهنا من الذكر كتقدـ فيو خبلؼ
كاعتمد ُب شرحو عدـ البطبلف أيضا اىػ .كقاؿ الشيخ العدكم ُب حاشيتو على ا٣برشي :قولو:
عدـ البطبلف أيضا مرتبط بفاعل اعتمد أم كاعتمد أيضا كما اعتمدان ُب قولنا كالظاىر ال
تبطل .كُب قريبة ا٤بسالك ٤بذىب مالك للشيخ العمركسي :كزايدة ركن فعلي عمدا أك جهبل
الركوع كالسجود ٍب ُب الرابعة علمو الكيفية السابقة كقد قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :صلوا كما رأيتمو٘ب أصلي"
فإنو ملسو هيلع هللا ىلص كاف يتم الركوع كالسجود ابلطمأنينة كالطمأنينة ُب الشرع عدـ االضطراب كمعناه أف
الراكع كالساجد إذا بلغ حد الركوع كالسجود يَباخى فيهما قدر ما يسبح هللا ثبلث تسبيحات
كىو راكع أك ساجد ابلَباخي يعِب ابلَبتيل ُب التسبيح ال أقل من ذلك ىذا أقل الطمأنينة كمن
نقص عن ىذا القدر فسدت صبلتو فإهنا ىي الٍب كقع فيها ا٣برب إذا صبلىا صاحبها فبعد
فراغو منها أيخذىا ا٤بلك فيلفها كما يلف الثوب
ا٣بلق ٍب يضرب هبا كجو صاحبها كا٤بطلوب ُب الشرع أف أيخذ اإلنساف من صبلتو مثل إتيانو
لنومو إذا غلبو النوـ فإف أتى النوـ ال أيتيو مستحبل كال متخففا بل يلقي عنو ٝبيعا أشغالو ٍب
يناـ متمهبل للنوـ مطمئنا ككذلك حالة الصبلة أيتيها متشاغبل هبا فيها قد ألقى كليتو فيها اتركا
كل ما يشغلو عنها ٍب يفعلها بشركطها ا٤بذكورة ،كأما من صبلىا مستعجبل ال يطمئن بركوعو كال
سجوده على ا٢بد الذم ذكرانه فإهنا غّب مقبولة كإليو يشّب قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :أكؿ ما ينظر هللا تعأب
إليو من أعماؿ العبد الصبلة فإف قبلت نظر ُب
اتبع إلمامو ٍب إف طوؿ تطويبل خارجا عن ا٤بأمور بو فلو مفارقتو كلو ببل عذر .ك٠بعت سيدم
عليا ا٣بواص هنع هللا يضر يقوؿ :ال ينبغي لفقّب إذا كاف يغلب عليو الذىوؿ ُب حضرة هللا تعأب على
شهود ا٤بأمومْب أف ٯبعل نفسو إماما ابلناس ألف مثل ىذا ٙبت أسرار القدرة اإل٥بية ال اختيار لو
أف أيمره الشارع بتطويل قراءة الثانية عن األكٔب كقراءة سورة الغاشية ُب الركعة الثانية من ا١بمعة
كُب األكٔب بسبح اسم ربك األعلى مع أهنا أصغر من الغاشية فقد ثبت أنو ملسو هيلع هللا ىلص نص على أف
تكوف الثانية دكف األكٔب كالقراءة ُب
الرابعة دكف الثالثة كُب حديث عائشة رضي هللا تعأب عنها :ككانت صبلتو بعد إٔب التخفيف
كمن ا٢بكمة ُب ذلك كوف النفس تزىق بطوؿ الوقوؼ بْب يدم هللا تعأب على الدكاـ من غّب
أف يتخلل ذلك شهود الكوف فإف ذلك ليس من مقدكر البشر إال أف ٲبن هللا تعأب بذلك على
بعض أصفيائو كأتمل اي أخي نفسك إف طوؿ اإلماـ الثانية على األكٔب كطوؿ الدعاء ُب التكبّبة
ُب الرابعة ُب صبلة ا١بنازة تكاد ركحك ٚبرج من حضرة هللا تعأب كال يضّب كاقفا يصلي معك
إال ٔبسم فقط كتلك صبلة ال تصلح للقبوؿ بل ىي إٔب الرد أقرب كما مر ُب عدـ ا٣بشوع
ُب قسم ا٤بأمورات ،كاعلم اي أخي أف االعتداؿ قد كردت فيو أحاديث ُب تطويلو كُب تقصّبه
فركل البخارم عن رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص أنو كاف يطوؿ االعتداؿ حٌب نقوؿ أنو نسي كُب ركاية كاف إذا
جلس بْب السجدتْب كأ٭با جلس على الرضف يعِب ا٢بجارة احملماة كأما اإلماـ أبو حنيفة فقاؿ:
ٯبب االعتداؿ ُب الرفع من الركوع ك السجود بقدر ما يفعل الركن من األركاف ألف االعتداؿ ُب
ىذين ا٤بوضعْب إ٭با شرع تنفيسا للمصلي مع ا٢بضور من ات٤بشقة العظيمة الٍب ٘بلب لو ُب
ركوعو كسجوده كأما اإلماـ الشافعي فقاؿ :ٯبب االعتداؿ من
لو مات ىذا على حالو ىذا مات على غّب ملة دمحم ملسو هيلع هللا ىلص .كقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":مثل الضي ال
يتم ركوعو كينقر ُب سجوده مثل ا١بائع أيكل التمرة أك التمرتْب ال يغنياف عنو شيئا " .كركل
الطربا٘ب إبسناد رجالو كلهم ثقات عن ببلؿ رضي هللا تعأب عنو أنو أبصر رجبل يتم الركوع كال
السجود فقاؿ :لو مات ىذا ٤بات على غّب ملة دمحم ملسو هيلع هللا ىلص.
كركل أٞبد إبسناد جيد عن أيب ىريرة هنع هللا يضر قاؿ قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم ":ال
ينظر هللا تعأب إٔب عبد ال يقيم صلبو ُب ركوعو كسجوده " كُب ا٤بوطأ عن النعماف بن مرة رضي
هللا تعأب عنو أف رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم قاؿ " :ما تركف ُب الشارب كالزا٘ب
كالسارؽ كذلك قبل أف تنزؿ فيهم ا٢بدكد قالوا :هللا تعأب كرسولو أعلم قاؿ :ىي فواحش
كفيهن عقوبة كأسوأ السرقة الذم يسرؽ ُب صبلتو قالوا :كيف يسرؽ ُب صبلتو قاؿ :ال يتم
سوداء مظلمة تقوؿ :ضيعك هللا كما ضيعتِب حٌب إذا كانت حيث شاء هللا تعأب لفت كما يلف
الثوب ا٣بلق ٍب ضرب هبا كجهو" .كركل األصبها٘ب عن أيب ىريرة رضي هللا تعأب عنو :عن النيب
ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ ":إف الرجل ليصلي ستْب سنة ما تقبل لو صبلة لعلو يتم الركوع كال يتم السجود أك يتم
السجود كال يتم الركوع ".
كرل أبو داككد كالنسائي كابن حباف ُب صحيحو عن عمار بن ايسر رضي هللا تعأب عنو قاؿ:
٠بعت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ ":إف الرجل لينصرؼ ما كتب لو إال عشر صبلتو تسعها ٜبنها سبعها
سدسها ٟبسها ربعها ثلثها نصفها " كاألحاديث ُب ىذا كثّبة أىػ .كقاؿ الشيخ زركؽ ُب شرحو
على الرسالة :كقولو :أف تطمئن مفاصلك متمكنا يعِب كأقل اللبث أف تستقر مفاصلك من
االضطراب اطمئناان متمكنا ٍب قاؿ :كالزائد على أقل الطمأنينة قاؿ ابن شعباف :فرض موسع
كبعضهم نقل كصوبو اللخمي كاستشكل إبدراؾ ا٤بسبوؽ آخر الركوع فانظر ذلك اىػ.
كقاؿ الشيخ زركؽ :قلت :يعِب أف الزائد لو ٓب يكن فرضا ٤با صحت صبلة مسبوؽ أدركو كقد
حكما العلماء بصحة صبلتو من غّب خبلؼ فدؿ على أف الزائد فرض .كُب شرح الدردير على
ا٤بختصر عند قوؿ ا٤بصنف :كعلى الطمأنينة كيطلب تطويلو الركوع كالسجود عن الرفع منهما
اىػ .كُب حاشية الدسوقي ُب ىذا احملل :كاعَبض البنا٘ب على ا٤بصنف ُب عده الزائد على
الطمأنينة سنة فقاؿ :انظر من نص على أف الزائد عليها سنة كنص اللخمي اختلف ُب حكم
الزائد على أقل ما يقع عليو اسم الطمأنينة فقيل :فرض موسع كقيل :نفل كىو األحسن كىكذا
عباراهتم ُب
يكوف بتقصّب القياـ كقد يكوف بتقصّب أركاهنا كلها إال أنو بشرط أف ال ٱبل بركن كاحد منها
فإنو إذا أخل بواحد منها فليست بصبلة فبل يبهم التخفيف حٌب ينكر شيء من عاداهتم
ا٤بنقولة عنهم ُب طوؿ صبلهتم ألف هللا تعأب قد أثُب على ا٤بطولْب ُب صبلهتم ُب كتابو حيث
يقوؿ{ :كقوموا هلل قانتْب} كالقنوت ُب الصبلة لغة ىو طوؿ القياـ فيها كما كاف للنيب صلى هللا
عليو كسلم كال للصحابة رضي هللا تعأب عنهم أف يَبكوا ما ىو أقل من ىذا فيكوف ٥بم ىذا
الثناء ا١بميل كما تورمت قدماه صلى هللا تعأب عليو كسلم إال لطوؿ القياـ ُب
الصبلة كقد نقل عن الصحابة كعن السلف رضي هللا تعأب عنهم أهنم يكونوف ُب الركعة
كركم عن عثماف رضي هللا تعأب عنو أنو قاؿ لبعض الصحابة :ما حفظت سورة يوسف إال من
عثماف رضي هللا تعأب عنو لكثرة ما كاف يرددىا ُب صبلة الصبح .كجاء ُب ا٤بوطأ عن أـ الفضل
بنت ا٢برث أهنا ٠بعت عبد هللا بن عباس رضي هللا تعأب عنهما يقرأ{ :كا٤برسبلت عرفا} فقالت
لو :اي بِب لقد ذكرتِب بقراءتك ىذه السورة أهنا آلخر ما ٠بعت من رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقرأ هبا ُب
ا٤بغرب فكانت قراءتو ملسو هيلع هللا ىلص بطيئة حسنة كما نعتها الواصف ٥با .قاؿ :كانت قراءتو عليو السبلـ
لو شئت أف أعد حركفها لعددهتا.
فبتقرير ىذه اآلاثر علمنا أنو عليو الصبلة كالسبلـ ما كاف هنيو ٤بعاذ رضي هللا تعأب عنو على
اإلطبلؽ كإ٭با كاف لكونو طوؿ ذلك التطويل ُب ا٤بغرب كقد ثبت ابلسنة خلفا من سلف أف
العمل جرل على أف ا٤بستحب ُب صبلة ا٤بغرب أف تكوف أخف الصلوات كلوال ذلك ما كاف
أبو بكر يصلي ُب الصبح ابلبقرة كما ذكران ك٤با كاف ا٤بعهود منهم ُب الصلوات التطويل فإذا
كانت ىناؾ علة كما ذكر من بكاء الصيب كما يشبو ذلك خفف عليو السبلـ حٌب خرج بذلك
التخفيف عن العادة ا١بارية ٥بم كما قاؿ بعض الصحابة رضي هللا تعأب عنهم :ما رأيت رسوؿ
هللا
ملسو هيلع هللا ىلص صلى صبلة لغّب ميقاهتا إال صبلتْب صبلة ا٤بغرب كالعشاء ٔبمع كصلى الفجر يومئذ قبل
ميقاهتا كليس يعِب ميقاهتا أنو صبلىا قبل الوقت الذم كقت ٥با ذلك ٧باؿ كإ٭با يعِب بغّب كقتها
ألنو من أجل تلك القربة خفف كيَبتب عليو من الفقو جواز ٙبويل النية ُب خبلؿ الصبلة إٔب
حاؿ ما دخل عليو من زايدة أك نقص لكن بشرط أال ينقص من ا٢بد اجملزم شيئا كمن أجل
ذلك صرح الصحابة رضي هللا تعأب عنهم ٖبركج الصبلة عن كقتها كُب ذلك دليل فضلهم
كصدقهم ُب الركاية كيَبتب عليو أيضا أنو ٤با كانت الصبلة كىي رأس الدين ٯبوز فيها ٙبويل
النية من األعلى إٔب األدٗب مع حرز الكماؿ كال يرجع لقدر اإلجزاء إال عند األعذار كإذا رجع
إٔب قدر اإلجزاء ٰبافظ على أف ال ينقص من الواجبات شيئا كعلى ىذا البياف ا٤بتقدـ من
أحوا٥بم قد اختلفت األحواؿ كظهر النقص كقد ٠بعت كرأيت بعض من ينسب ُب الوقت إٔب
العلم كىو ٩بن يقتدل بو كىو ال يكمل الواجب من بعض أركاف الصبلة فإان هلل كإان إليو
راجعوف على تضييع العلم كحقيقتو كىو العمل كٛبامو كلذلك قاؿ رزين رٞبو هللا تعأب :ما أكقع
الناس ُب األمور احملذكرات إال كضعهم األ٠باء على غّب ا٤بسميات ا٤بعركفة أكال ألان اآلف إذا
أخذان ابلتخفيف ُب صلواتنا خرجنا عن حد اإلجزاء ألف ا٤بطوؿ منا ُب صبلتو ال يصل ٔبهده
إال إٔب اإلجزاء فضبل عن أف ينقص منو شيئا عما طلب كيَبتب على ٚبفيفها من أجل بكاء
الصيب كما قاؿ فيو فإنو حصل لو ُب صبلتو القدر اجملزئ كبدؿ الكماؿ ٖبّب صبلة أـ الصيب
يرفع الفتنة عنها بتعجيل الصبلة كخرب الصيب نفسو فجاء ا٣برب ىنا متعداي كىو األكمل كأما
على قصدىا من غّب بكاء الصيب فتبيْب منو ملسو هيلع هللا ىلص للقدر اجملزئ ُب العمل كما بينو ُب القوؿ
كالتبيْب ٤بقادير األحكاـ ارفع األعماؿ كيَبتب ىذا من الفقو أنو ملسو هيلع هللا ىلص ُب كل األحواؿ على أٛبها
كأعبلىا كأما ا١بواب عن حد إٛبامها فنعرفو ٕبده ملسو هيلع هللا ىلص حيث قاؿ للمسيء ُب صبلتو" :ارجع
فصل فإنك ٓب تصل" فعل ذلك معو
ثبلاث قاؿ لو ٤با سألو التعليم" :إذا قمت إٔب الصبلة فكرب ٍب اقرأ ما تيسر معك من القرآف ٍب
اركع حٌب تطمئن راكعا ٍب ارفع حٌب تعتدؿ قائما ٍب اسجد حٌب تطمئن ساجدا ٍب ارفع حٌب
تطمئن جالسا ٍب اسجد حٌب تطمئن ساجدا ٍب افعل ذلك ُب صبلتك كلها" كبقولو عليو الصبلة
كما ىو قدر الزايدة ا٤بستحبة كلذا قاؿ صلى هللا تعأب عليو كسلم ":طلب العلم فريضة " قاؿ
العلماء :كل ما كاف عليك فعلو فرضا فطلبو فرض ألنو ال ٲبكن أف يوقف عليو من جهلو أىػ
كبلـ ابن أيب ٝبرة رضي الو تعأب عنو .كُب شرح العزية البن عبد الصادؽ :كإف أقل الطمأنينة
قدر ما يسبح اإلنساف فيو ثبلث مرات.
كقاؿ حجة اإلسبلـ أبو حامد الغزإب ُب بداية ا٥بداية ُب آداب الصبلةٍ :ب كرب للركوع إٔب أف
قاؿ :كقل سبحاف ريب العظيم كٕبمده ثبلاث كإف كنت منفردا فالزايدة على السبعة كالعشرة
حسن إٔب أف قاؿٍ :ب اسجد كقل :سبحاف ريب األعلى ثبلاث كإف كنت منفردا فزد كقاؿ ُب
آداب اإلمامة :كال يزيد اإلماـ على الثبلث ُب تسبيحات الركوع كالسجود ٕبيث أف ٲبل القوـ
لئبل يؤدم إٔب تغيّب القوـ .كعن سفياف :يقوؿ اإلماـ ٟبسا حٌب يتمكن القوـ من الثبلث كقاؿ
الشافعي :ال يزيد على الثبلث فيهما أىػ.
قضاء ٗبعُب العوض ككبل األمرين مذكور عند علماء الشريعة كعند علماء ا٢بقيقة قاؿ الشيخ
زركؽ ُب شرحو على الرسالة :تنبيو لييس ُب النوافل ما يقضى كما يطلب فيو االقتصار على
الفاٙبة غّب ركعٍب الفجر كإف كاف التعويض مطلواب كاالقتصار جائزا أىػ ،كقاؿ ُب أتسيس
القواعد كاألصوؿ كٙبصيل الفوائد كالوصوؿ :إقامة الورد ُب كقتو عند إمكانو الزـ لكل صادؽ
فإذا عارضو عارض بشرية أك ما ىو كاجب من األمور الشريعة لزـ إنفاذه بعد التمسك ٗبا ىو
فيو جهده من غّب إفراط ٱبل بواجب الوقت ٍب يتعْب تداركو ٗبثلو لئبل يعتاد البطالة كألف
الليل كالنهار خلفو كاألكقات كلها هلل تعأب فليس لئلختصاص كجو إال من حيث خصوصات
فمن ٍب قاؿ بعض ا٤بشايخ :ليس عندكم ليل كال هنار يشّب للكوف ٕبكم الوقت ما ال يفهمو
البطالوف من عدـ تدارؾ الورد أىػ كبلـ الشيخ زركؽ كىو نفيس .كقاؿ ا٣برشي على ٨بتصر
خليل عند قولو :كال يقضى غّب فرض إال ىي فللزكاؿ أم ال يقضي من الصلوات إال الفرائض
كالفجر فيقضي حقيقة من حل النافلة على ا٤بشهور كقيل أهنا ليست بقاء حقيقة بل ركعتاف
تنوابف عنها أىػ.
كقاؿ ُب اجملموع كال يقضى غّب فرض إال ىي كإف قاؿ بو غّبان كُب ا٢بديث ما يدؿ على ذلك.
قلت :قد قاؿ بعض العلماء من أىل ا٤بذىب :أف ُب قضاء غّب الفرض ثبلثة أقواؿ القضاء
مطلقا كعدمو مطلقا كقضاء ركعٍب الفجر فقط ىذا ىو الذم مشى عليو خليل أىػ .كقاؿ الشيخ
الدسوقي ُب حاشيتو على الشيخ الدردير على ٨بتصر الشيخ خليل عند قولو :كال يقضى غّب
فرض إال ىي أم ٰبرـ إٔب آخره قاؿ شيخنا العدكم ىذا بعيد جدا كليس منقوال ال سيما
كاإلماـ الشافعي ٯبوز القضاء أىػ.
ركل مسلم كأبو داككد كالَبمذم كالنسائي كابن ماجو كابن خزٲبة ُب صحيحو مرفوعا :من انـ
عن حزبو أك عن شيء منو فقرأه فيما بْب صبلة الفجر كصبلة الظهر كتبو هللا لو كأ٭با قرأه ُب
الليل كهللا تعأب أعلم .كمنها أمر ا٤بريدين ابالقتصار على شيخ كاحد كقد تقدـ ُب الفصل
التاسع عشر ما فيو كفاية .كمنها أمر اإلخواف ُب الطريقة اب١بتماع للذكر ُب الوظيفة كقد ذكران
ُب كتاب سيوؼ السعيد ُب الفصل ا٣بامس كُب الفصل ا٢بادم كالعشرين من ىذا الكتاب ما
فيو كفاية.
كمنها حضور النيب ملسو هيلع هللا ىلص عند قراءة جوىرة الكماؿ كمعو ا٣بلفاء األربعة ككوف األكلياء يركنو يقظة
كمنهم القطب ا٤بكتوـ كالربزخ ا٤بختوـ شيخنا كسيدان أٞبد التجا٘ب رضي هللا تعأب عنو كأرضاه
ُب إعبلمهم أنو ٯبب عليهم طاعة ا٤بقدمْب ُب إعطاء الورد كٰبرـ عليهم ٨بالفتهم.
فأقوؿ كابهلل تعاؿ التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف الشيوخ رضي هللا تعأب
عنهم ٤با كاموا كارث رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كنوابو ُب تبليغ شريعتو ا٤بطهرة إٔب أمتو كجب على األمة
تعظيمهم كتوقّبىم كطاعتهم كحرـ على كل متدين ٨بالفتهم ٕبكم الوراثة ألف للوارث ما
للموركث ك٤با كاف األمر كذلك كاف من قدمو الشيخ من التبلميذ كا٤بريدين ٕبكم النيابة ٯبب
على من سواء طاعتو ابمتثاؿ أمره كاجتناب هنيو كٙبرـ عليو ٨بالفتو كعصيانو كاحتقاره كعدـ
ا٤بباالت بو ألف من خالفو فإ٭با خالف الشيخ الذم قدمو قاؿ
تعأب{ :اي أيها الذين آمنوا أطعوا هللا كأطيعوا الرسوؿ كأكٕب األمر منكم} قاؿ ُب لباب التأكيل:
كاختلف العلماء ُب أكٕب األمر الذين أكجب هللا تعأب طاعتهم بقولو{ :كأكٕب األمر منكم} يعِب
كأطيعوا أكٕب األمر منكم فقاؿ ابن عباس كجابر رضي هللا تعأب عنهم :الفقهاء كالعلماء الذين
يعلموف الناس معآب دينهم كىو قولو ا٢بسن كالضحاؾ ك٦باىد كركل البخارم كمسلم عن أيب
قاؿ ُب لواقح األنوار القدسية ُب العهود احملمدية :أخذ علينا العهد العاـ من رسوؿ هللا صلى هللا
تعأب عليو كسلم أف ٪بل العلماء كالصا٢بْب كاألقطاب كلو ٓب يعملوا بعلمهم كنقوـ بواجب
حقهم كحقوقهم كنكل أمرىم إٔب هللا تعأب فمن أخل بواجب حقوقهم من اإلكراـ كالتبجيل فقد
خاف هللا كرسولو فإف العلماء نواب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كٞبلة شرعو كخدامو من استهاف هبم تعدل
ذلك إٔب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كذلك كفر كقد ماؿ إٔب ذلك من كفر من قاؿ عن عمامة عآب :ىذه
عميمة عآب ابلتصغّب كأتمل من استهاف بغبلـ
السلطاف إذا أرسلو إليو كيف يسمع السلطاف من رسولو فيو كيسلب نعمة ذلك الذم استهاف
كيطرده عن حضرتو ٖببلؼ من ٔبلو كعظمو كقاـ بواجب حقو يقربو السلطاف كلو كاف بعيدا
كيكرمو كٯبلو كٰبتاج من يريد العمل هبذا العهد إٔب شيخ يسلك بو الطريق حٌب يدخل حضرة
الوالية الكربل كيشهد ىناؾ من ىو ا٤بقدـ عند هللا تعأب كمن ىو ا٤بؤخر كيصّب يقدـ من قدمو
هللا تعأب كيؤخر من أخره هللا تعأب على الكشف كالشهود كما يشاىد ذلك ُب حضرة ملوؾ
الدنيا فإف ٓب تسلك اي أخي كما ذكران فبل يصح لك تقدٙب أحد على أحد إال لعلة دنيوية كليس
ذلك
التقدٙب ىو الذم أيمرؾ هللا تعأب بو فعلم أف كل من أقاـ ا٤بيزاف بغّب حق على العلماء كاألكابر
حرـ النفع هبم كعصى هللا تعأب كرسولو صلى هللا تعأب عليو كسلم يهدم من يشاء إٔب صراط
مستقيم .كركل الطربا٘ب مرفوعا" :تواضعوا ٤بن تتعلموا منو" كُب ركاية لو أيضا مرفوعا" :ثبلثة ال
يستخف هبم إال منافق :ذك الشيبة ُب اإلسبلـ كذك العلم كاإلماـ ا٤بقسط".
كقاؿ السيد دمحم بن ٨بتار الكنٍب :قل ما أفلح مريد فطم قبل أكاف فطامو بل مٌب مات شيخو أك
فصلو عنو عارض ككاف لو انئب أك خليفة تعْب عليو مبلزمتو برسم ما كاف عليو من الشيخ كمٌب
ُب إعبلـ ا٤بقدمْب ُب إعطاء الورد إذان صحيحا ٩بن لو اإلذف الصحيح عن شيخو ا٤بأذكف
ابلتلقْب كاإلرشاد ال سيما من بلغ منهم مرتبة ا٣ببلفة ابستخبلؼ من كاف خليفة ألنو ال بد لكل
من يدعو إٔب هللا تعأب ككاف صادقا ُب دعواه من الصرب على إساءة إخوانو كما صرب من كاف
قبلو من الدعاة إٔب هللا تعأب حْب أكذكا
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف ا٤بقصود من البعثة أف
يبلغ الرسوؿ تكاليف هللا تعأب إٔب ا٣بلق كذلك ال يتم إال ٗبيل قلوهبم إليو كسكوف نفوسهم لديو
كىذا ا٤بقصود ال يتم إال إذا كاف رحيما هبم كرٲبا يتجاكز عن ذنوهبم كيعفو عن سيئاهتم كٱبصهم
ابلرب كالشفقة فلهذه األسباب كجب أف يكوف الداعي إٔب هللا تعأب مربأ عن سوء ا٣بلق كغلظ
أف يعاملهم ابلرفق كالتيسّب كالبعد عن التنفّب كالتعسّب ُب كل ما أيمرىم بو كينهاىم عنو من
حقوؽ هللا تعأب كحقوؽ اإلخواف كيراعي ُب ذلك قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :يسركا كال تعسركا كبشركا كال
تنفركا" كعليو أف يتباعد عن تقدٙب دنياىم كأف ال يلتفت إٔب ما ُب أيديهم معتقدا أف هللا تعأب
ىو ا٤بعطي كا٤بانع كا٣بافض كالرافع كليجعل ٮبتو ُب ٙبرير دنياىم ُب ما أبيديهم من التشتيت
كالتبذير كأف ال يطالبهم إبعطاء شيء ال من القليل كال من الكثّب إال ما ٠بحت نفوسهم ببذلو
من غّب طلب اىػ.
كقاؿ الشعرا٘ب ُب البحر ا٤بوركد :فاعلم أف الواجب على كل داع إٔب هللا تعأب مداراة ا٤بارقْب
ابلرب كاإلحساف ال ا٢برماف كالكبلـ ا٤بر فإنو راع ككل راع مسؤكؿ عن رعيتو قاؿ :كقد كقع ٕب
أنٍب نفرت نفسي مرة من القراء اجملاكرين عندم فأردت مفارقتهم فرأيت تلك الليلة سيدم عليا
ا٣بواص رٞبو هللا تعأب كىو يقوؿ ٕب :قاؿ لك رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص اصرب على أصحابك طالبا كجو
هللا تعأب كتعهدىم اب٤بوعظة ا٢بسنة كل حْب كال تكن كمن غضب على غنمو ُب الربية حٌب
انتشرت منو ُب أرض كعرة فرجع إٔب البلد كتركها للذئب
يفَبسها فانتبهت من النوـ مرعواب كرجعت عما أردتو .كقاؿ أيضا ُب العهود احملمدية :يتعْب على
الشخص أف يوطن نفسو على ٙبمل أذل من أيمره من إخوانو بَبؾ الدنيا كىو ٓب يشرؼ على
الدار اآلخرة بقلبو فإنو كالكلب العاكف على ا١بيفة كل من منعو من األكل منها يكشر أسنانو
كيهبهذ عليو كرٗبا عضو حٌب يرجع عنو فليكن الشخص إذا أمر إخوانو بَبؾ الدنيا بسياسة
عدـ الرضا بكثرة رغبتهم ُب الدنيا ال غّب كما يظهر الوالد غضبو لولده إذا خالفو كيعبس ُب
كجهو كقلبو راحم مشفق كرٗبا ضربو ابلعصا كرٗبا ٬بست األـ كلدىا ابإلبرة ُب يده حٌب أخرجت
دمو كمع ذلك فيقضي العقل أبف ذلك كلو ليس ببغض للولد كإ٭با ىو لظهور شفقة كالديو عليو
كليوطن الداعي إٔب هللا تعأب عز كجل نفسو على ٠باع كل كبلـ مكركه ٩بن يدعوىم ألهنم عمي
عما يدعوىم إليو ٍب إف ا٪بلى حجاهبم فسوؼ يشكركف الداعي إٔب ا٣بّبات كإف ٓب ينجل
حجاهبم فقد كَب الداعي ٗبا عليو من النصح كا١بهاد فسهم ٍب ال ٱبفى أنو ال بد أف
ينقسم ٝباعة كل داع إٔب هللا تعأب كما انقسم من دعاىم النيب ملسو هيلع هللا ىلص إٔب دين اإلسبلـ إذ ىو
الشيخ ا٢بقيقي ١بميع األمة كٝبيع الدعاة نوابو صلى هللا تعأب عليو كسلم فبل بد أف يقع ٥بم
مع أصحبهم كما كقع لو صلى هللا تعأب عليو كسلم مع قومو فمنهم من يقوؿ ٠بعنا كأطعنا
كأكلئك ىو ا٤بفلحوف كمنهم من يقوؿ ٠بعنا كعصينا كمنهم من يقوؿ ٠بعنا كأطعنا نفاقا كمنهم
من يقوؿ إ٭با يريد الشيخ بدعائنا إٔب هللا تعأب التفضل علينا كالرائسة عند الناس كمنهم من
يقوؿ إ٭با يريد نصحنا ك٪باتنا من النار كمنهم من ال يتحوؿ
عن ٧ببة شيخو ُب شدة كال رخاء كمنهم من ىو معو ُب الرخاء فإذا جاءت الشدة تربأ من شيخو
كمنهم من ال يربح حوؿ شيخو كلو أعلظ عليو كمنهم من إذا أغلظ عليو الشيخ القوؿ ىرب
منو كما أشار إليو قولو تعأب{ :كلو كنت فظا غليظ القلب النفضوا من حولك} كمنهم من يريد
الدنيا كزينتها كىو غافل عن اآلخرة كمنهم من يريد الدنيا لآلخرة كعبد الرٞبن بن عوؼ كمنهم
من ال يريد الدنيا كاىل الصفة كمنهم من يقوؿ لشيخو كما قاؿ قوـ نوح{ :اي نوح قد جادلتنا
فأكثرت جدالنا فاتنا ٗبا تعدان إف كنت من الصادقْب} فبل أيمنوا لنصحو حٌب يرك
العذاب األليم كمنهم من يقوؿ :قد أكثرت جدالنا كتنقيصنا من الناس كمنهم من يقوؿ لشيخو
بلساف ا٤بقاؿ أك ا٢باؿ :لن نؤمن لقولك إال أف أتتينا كرامة كما قالت قريش{ :كقالوا لن نومن
لك حٌب تفجر لنا من األرض ينبوعا} إٔب آخره أك ا٣بسف كما قاؿ بنو إسرائيل ٤بوسى عليو
السبلـ{ :لن نومن لك حٌب نرل هللا جهرة} اآلية كٍب طائفة ال يؤمنوف يقوؿ شيخهم ٥بم :إف
فعلتم كذا كقع لكم كذا من العقوبة إال إف كقع كمنهم من يفدم شيخو بنفسو كما فعل سعد بن
أيخذ منو إال قوت يومو فقط كمنهم من ال يقنعو إال أف ينقلو كلو كمنهم من قصده ٔبمع الدنيا
الطمع كشره النفس كمنهم من قصده بذلك إظهار الفاقة كما كقع أليوب عليو السبلـ ٤با
أمطرت عليو السماء الذىب كصار ٰبثوا ُب ثوبو كيقوؿ :ال غُب ٕب عن بركة ريب كمنهم من يرل
الدنيا بعْب االحتقار كيكوف الذىب عنده كالبعرة كمنهم من يراىا بعْب التعظيم تبعا ٤براد ا٢بق
تعأب ُب ٛبييزىا ُب قلوب عباده عن الَباب كمنهم من إذا قيل لو كاظب على صبلة ا١بماعة ُب
ا٤بسجد يتعلل ابلنوـ كلو كاف ىناؾ تفرقة ذىب ألتى ا٤بسجد كٓب يتعلل بذلك
كما كقع لبعض األنصار حْب جاء أبو عبيدة ٗباؿ من البحرين كحضر من ٓب تكن عادتو ا٢بضور
ُب صبلة الصبح ك٤با ٚبلف ٝباعة عن صبلة العشاء قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص ":لو أف أحدىم علم أف ُب
ا٤بسجد عرقا ٠بينا ٢بضر " كمنهم من ٰبضر صبلة ا١بمعة قبل الناس كاىل الصفة كمنهم من ال
أيٌب إال كا٣بطيب فوؽ ا٤بنرب كُب الركعة األكٔب أك الثانية أك ال أيٌب حٌب تفوتو ا١بمعة كمنهم من
ٰبضر قبل الناس فيلغو كيلعب كمنهم من ٰبضر ُب خشوع كعبادة حٌب ينصرؼ كمنهم من
يستأذف شيخو ُب كل فعل من سفر أك تزكيج أك بناء دار أك زرع أك ٫بو
لصاحبو ٔبميع مالو كأيب بكر رضي هللا تعأب عنو كمنهم من كاف يسمح لصاحبو بنصف مالو
كعمر بن ا٣بطاب رضي هللا تعأب عنو كمنهم من كاف الناس منو ُب أماف كعثماف بن عفاف كأيب
سعيد ا٣بدرم رضي هللا تعأب عنهما كمنهم من كاف ينفق كال ٱبشى من هللا إقبلال كببلؿ كمنهم
من كاف ٱبرج مالو كلفة تكلفا ككعب بن مالك فقاؿ لو النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم:
"أمسك بعض مالك فهو خّب لك" كمنهم من يرضى بقضاء رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كما ُب قصة أسامة
بن زيد حْب نقم على كاليتو بعض الناس ككما ُب قوؿ بعضهم :ىذه قسمة ما أريد
هبا إال هللا تعأب اىػ .كقوؿ بعضهم :آف كاف ابن عمتك ُب حديث" :اسق اي زبّب" كمنهم من
كاف يغضب إذا فرؽ النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم ماال كنسيو كمخرمة كمنهم من ال يغضب
كالنيب صلى هللا تعأب عليو كسلم منهم ُب أماف كلذلك كاف النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم
يوازم من نسيو ُب العطاء بقولو" :إف الدنيا حلوة خضرة كإ٘ب أعطي الرجل أأتنفو كالذم أمنع
أحب إٕب ٩بن أعطي" كمنهم من كاف يهاب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص إذا رآه يصّب يرتعد من ىيبتو فيقوؿ
لو رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم" :ىوف عليك اي أخي فإ٭با
أان ابن امرأة من قريش أتكل القديد" كمنهم من ال يهابو كال يرتعد ،كمنهم من كاف مطهرا من
ٝبيع ا٤بعاصي كالعشرة ا٤بشهود ٥بم اب١بنة كمنهم من كاف يقع ُب الكبائر كنعيماف ككاف نعيماف
كلما سكر أيتوا بو إٔب النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم كىو سكراف فيجلده ككاف نعيماف
مضحكا يضحك النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم كمن ٝبلة ما كقع لنعيماف أنو رأل رجبل
أعمى يقوؿ :من يقود٘ب إٔب الربارم؟ فأخذه نعيماف كأجلسو ُب ٧براب اجمللس كمشر ثيابو
للجلوس فصاحوا بو :إنك ُب ا٤بسجد فقاؿ األعمى :لئن كجدت نعيماف ألضربنو بعصام
فسمعو
كترل الفضل لو إذا خطبها لتكوف معدكدة من أزكاجو كمنهن من كانت تكره ذلك كتستعيذ
كابنة ا١بوف ،كمنهن من كانت تستحي من رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص إذا جالستو كتصّب ترتعد من ىيبتو
كمنهن من كانت ال هتابو كال تستحي منو كهند فإف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ٤با ابيع النساء قاؿ" :كال
تقتلن أكالدكن" فقالت ىند٫ :بن ربيناىم صغارا كقتلتهم أنت كبارا فسكت النيب صلى هللا عليو
كسلم كٓب يتم ا٤ببايعة.
كمنهن من تعلقت بو ٤با ذاقت معيشتو ملسو هيلع هللا ىلص كطلبت الفراؽ كمنهن من اختارت ا٤بقاـ معو ملسو هيلع هللا ىلص
الصادقْب فهو أعمى البصّبة كإ٭با كظيفة ٝبيع الدعاة إٔب هللا تعأب أف يبلغوا اآلداب الشرعية
إٔب قومهم ال غّب فهم مأجوركف على كل حاؿ سواء امتثل ا٣بلق أمرىم أك ٓب ٲبتثلوه كقد أرسل
النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم إٔب الناس فأقر كل صاحب حرفة على حرفتو كٓب أيمر أحدا
اب٣بركج عما أقامو هللا تعأب فيو من ا٢برؼ بل سلكهم كأرشدىم كىم ُب حرفهم كلكن اعرض
نفسك اي أخي أف يقع من أصحابك ٝبيع ما تقدـ ُب حق أصحاب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص من اآلداب
معو كمن ضده ُب حقو كحق أصحابو كذلك ليسًب هبم من بعدىم كىذا ىو
البلئق ٗبقامهم كأما أف يكوف ما كيقع من سوء األدب ُب بعض األكقات بياان لعدـ العمة ٍب
ينوبوف على الفور أىػ .كقاؿ :أخذ علينا العهد العاـ من رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم أف
ال نتهاكف بَبؾ رايضة نفوسنا فيتعْب على كل من كاله هللا تعأب كالية أف يركض نفسو على يد
شيخ انصح ليصّب سداه ك٢بمتو ا٢بلم عن رعيتو إال ُب مواضع أمره الشارع فيها بعدـ ا٢بلم
كإقامة ا٢بدكد الشرعية على أرابهبا أك ٫بو ذلك فمن راض نفسو كما ذكران قل غضبو على
كلده كزكجتو كغبلمو كصاحبو ال يغضب إال إذا انتهكت حرمات هللا تعأب عز كجل
ال غّب كقد درجت األئمة كٝبيع مشايخ الصوفية على العمل على عدـ الغضب جهدىم فإف
الغضب بئس الصفة ال سيما ُب حق من كثر دعاؤه إٔب هللا تعأب فإف حكم غضبو على تبلمذتو
كقد ركل البخارم أف رجبل قاؿ للنيب ملسو هيلع هللا ىلص :أكصِب قاؿ ال تغضب فردد مرارا قاؿ :ال تغضب.
كركل اإلماـ أٞبد عن بعض أصحاب رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ :فكرت ُب قوؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ُب
الغضب ما قاؿ فإذا الغضب ٯبمع الشر كلو .كركل اإلماـ أٞبد كبن حباف ُب صحيحو أف ابن
عمر سأؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :ما يباعد٘ب من غضب هللا عز كجل قاؿ ":ال تغضب ".
كركل الَبمذم مرفوعا ":أال إف بِب آدـ خلقوا على طبقات أال كإف منهم البطيء الغصب سريع
الفيء كمنهم سريع الغضب بطيء الفيء ٯبمع الشر كلو " .كالركل البزار مرفوعا ":أال إف بِب
آدـ خلقوا على طبقات أال كإف منهم البطيء الغضب السريع الفيء كمنهم سريع الغضب
بطيء الفيء فتلك بتلك أال كإف منهم سريع الغضب بطيء الفيء أال كخّبىم بطيء الغضب
سريع الرجوع كشرىم سريع الغضب بطيء الرجوع " .كركل البخارم تعليقا " :من صرب عند
الغضب كعفى عند اإلساءة عصمو هللا كخضع لو عدكه ".
كركل الطربا٘ب مرفوعا ":من دفع غضبو دفع هللا تعأب عنو عذابو " كهللا تعأب أعلم أىػ .كقاؿ:
أخذا علينا العهد العاـ من رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص أف نرغب من كٔب من إخواننا كالية ُب العدؿ ُب رعيتو
كمعانلتهم ابلرفق كالشفقة كاألدب ُب الدخوؿ عليو ُب كل كقت إال لظركرة شرعية ألف من ٓب
يكن مع رعيتو كذا دائما عزلتو ا٤برتبة كنفرت منو كما كٔب هللا تعأب عبدا على عباده إال ليكوف
كاألب الشفيق كاألـ ا٢بنونة كٰبتاج من يريد العمل هبذا العهد إٔب السلوؾ إٔب يد شيخ كرايضة
نفس حٌب يصّب يستلذ ٗبخالفة رعيتو ألكامره
العرفية ليحلم عليهم ألف ا٣بلق ُب حجرة الوالية كالغنم كا٤بعز ُب يد راعيهم كذا رٗبا انتشركا منو
ُب أرض ذات شوؾ كىو حاؼ فهذا حكمو كلو أهنم هبائم ٤با احتاجوا إٔب من يرعاىمُ .ب ألثر
أف موسى عليو السبلـ ما كلمو ربو إال بعد صربه على رعاية الغنم كما من نيب إال كرعى الغنم
كالسر ُب ذلك ليتأنس بصربه على الغنم قبل صربه على قومو كبلغنا أنو ابلغ ُب الشفقة حٌب
أكرد الغنم مرة على ا٤باء فكاف فيها نعجة عرجاء ٓب تستطع أف تشرب من ا٤باء بنفسها فنزؿ إٔب
ا٤بخالفة لؤلدب مع الشيخ من كجو كل فتعرض للشيخ النفرة منهم فليلتقمهم كما يلتقم
التمساح السمكة فيصّب يسخر ابلشيخ فإهنم قالوا :حكم الشيخ حكم الصياد :الذم يصداد
ا٤بريدين من أفواه الشياطْب كٱبرجهم من ٙبت أسناهنم قاؿ :كحكي ٕب أف ٝبيع إخوا٘ب
ا٤بقيقمْب ابلزاكية تغّبت أحوا٥بم كثقل الذكر على نفوسهم حٌب ٓب يبق ُب يد أحد منهم شعرة
كاحدة فأردت االنتقاؿ من الزاكية فتمثل ٕب إبليس ٘باىها كىو يصفق كيرقص كيقوؿ غلبت
فرجعت فزاد عليهم األمر كطلبوا أف ٰبَبفوا ابلقرآف ُب ليإب ا١بمع كغّبىا كيَبكوا ٦بلس ذكر
هللا تعأب
كالصبلة على نبيهم ملسو هيلع هللا ىلص احتسااب فتوجهت إٔب النيب ملسو هيلع هللا ىلص ُب االستئذاف ُب ذلك فرأيت سيدم
عليا ا٣بواص كىو كاقف خلف ابب ال أرل من كجهو إال أنفو كيقوؿ ٕب :يقوؿ لك رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص :اصرب على إخوانك طالبا كجو هللا تعأب كال تباؿ ٗبخالفتهم ألكامر هللا عز كجل كٚبو٥بم
اب٤بوعظة كل حْب اىػ.
فعلمت أف ذلك إ٭با كاف امتحاان ُب الصرب حْب كسوس ٕب إبليس كقاؿ :إف ٕب إخوانك ليس
ملسو هيلع هللا ىلص كراثة دمحمية فيحجبو هللا تعأب عن شهود القبضتْب إٔب شقي كسعيد كعن كوف ذلك حتما ال
بد منو فلذلك يضيق صدر الداعي إذا عصوا أمره فيحتاج الداعي إٔب هللا تعأب إٔب مراقبة
شديدة على الدكاـ عرفا فإهنم قالوا :مراقبة هللا تعأب على الدكاـ من غّب ٚبلل فَبة ليس ٗبقدكر
البشر فافهم.
قاؿ ٕب مرة شخص من حذاؽ ا٤بريدين ا٤بقيمْب عندم :لوال كثرة ٨بالفتنا لك ما عظم هللا تعأب
أجرؾ فأنت مأجور على كل حاؿ أطعناؾ أـ عصيناؾ فلك األجر من ا١بهتْب فاهلل تعأب يزيده
توفيقا كما أيد٘ب آمْب فإنو نبهِب على أف ذائق األمور ليس ىو كالسامع هبا كثبتِب حٌب ٓب أتزلزؿ
كما ثبت هللا تعأب الرسل ٗبا قصو عن بعضهم{ :فاصرب كما صرب أكلوا العزـ من الرسل} كقاؿ:
{كاصرب ٢بكم ربك فإنك أبعيننا} كقاؿ{ :فاصرب ٢بكم ربك كال تكن كصاحب ا٢بوت} ككل
داع إٔب هللا تعأب على قدـ رسوؿ من الرسل ككل من جاءه ببلء فوؽ طاقتو احتاج
ضركرة كهللا تعأب ا٤بصّب لو إٔب الصرب فبل يوجد أتعب قلبا كال بدان ٩بن يتؤب أمور ا٤بسلمْب
لغلبة كقوع ا٤بلل منو كعدـ ٙبملو أذل رعيتو ك٤با تؤب عمر بن عبد العزيز ا٣ببلفة ٠بع جّبانو
بكاء كعويبل ُب داره فسألوا عن ذلك فقالوا :إف عمر خّب زكجاتو كسراريو بْب اإلقامة عنده من
غّب مسيس إٔب أف ٲبوت كبْب أف يذىَب كيطلقهن كقاؿ :قد جاء٘ب أمر يشغلِب عنكن فبل أقدر
التفت إٔب كاحدة منكن حٌب أفرغ من ا٢بساب يوـ القيامة هنع هللا يضر كبلغنا أنو ال يناـ ليبل كال هنارا
إال بعض خفقات كىو جالس كيقوؿ :إف ٭بت ابلليل ضيعت
نفسي كإف ٭بت ابلنهار ضيعت أمر الرعية .قاؿ :ك٠بعت أخي أفضل الدين رٞبو هللا تعأب
يقوؿٰ :باسب ا٤بؤمن الذم ٓب يتوؿ كالية عن نفسو ُب يوـ كاف مقداره كقت صبلة يصليها
كٰباسب من يتؤب كالية عن نفسو كعن رعيتو ُب يوـ كاف مقداره ٟبسْب ألف سنة فاصرب اي
أخي على رعيتك كلما ملت نفسك كاعذر كل من فر من كاليتو ُب ىذا الزماف ا٤ببارؾ كال
أكابر األكلياء لعجزىم عن شركط الظهور من الصرب على مركؽ الناس من ا٢بق كتكليفهم الوٕب
أف يرد عنهم األقدار مع ٛباديهم على القبائح فاعلم ذلك كهللا عليم حكيم .كركل الشيخاف
مرفوعا" :سبعة يضلهم هللا تعأب بظلو يوـ ال ظل إال ظلو فذكر منهم :إماـ عادؿ" كرل اإلماـ
أٞبد كحسنو ابن ماجو كابن خزٲبة كابن حباف ُب صحيحهما مرفوعا" :ثبلثة ال ترد دعوهتم:
الصائم حٌب يفطر كاإلماـ العادؿ كدعوة ا٤بظلوـ".
كركل مسلم كالنسائي مرفوعا أف ا٤بقسطْب عند هللا تعأب على منابر من نور عن ٲبْب الرٞبن
ككلتا يديو ٲبْب الذين يعدلوف ُب حكمهم كأىليهم كما كلوا .كركل مسلم مرفوعا" :أىل ا١بنة ذك
سلطاف مقسط رفيق ا٢بديث كا٤بقسط العادؿ" .كركل الطربا٘ب إبسناد جيد مرفوعا" :يوـ من
إماـ عادؿ أفضل من عبادة ستْب سنة" ا٢بديث ،زاد ُب ركاية األصبها٘ب" :قياـ ليلها كصياـ
هنارىا كجور ساعة ُب حكم أشد كأعظم عند هللا من معاصي ستْب سنة".
تفريط اىػ .كقاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو ُب موضع آخر :كعليكم ٗبناصحة إخوانكم
ُب الطريقة برفق فإف من عفا عن زلة عفا هللا تعأب لو عن زالت كثّبة كمن كقع فيكم بزلة ٍب
جاءكم معتذرا فاقبلوا عذره كسا٧بوه لكي يقبل هللا تعأب أعذاركم كيسا٧بكم ُب زالتكم فإف شر
اإلخواف عند هللا تعأب من ال يقبل عذرا كال يقيل عثرة كأتملوا قولو سبحانو كتعأب{ :سارعوا إٔب
مغفرة من ربكم} إٔب قولو{ :كهللا ٰبب احملسنْب} اىػ .كهللا تعأب ا٤بوفق للصواب كإليو سبحانو
ا٤برجع كا٤بآب.
كال يعَبض كأرفع منو من شغلتو ٧ببتو عن طلب رفع الببلء كأهنى ا٤براتب من يتلذذ بو ألنو عن
اختياره نشأ اىػ .كقاؿ الدمّبم :قد ٯبهل بعض الناس فيظن أف شدة الببلء ككثرتو إ٭با تنزؿ
ابلعبد ٥بوانو ال يقولو إال من أعمى هللا تعأب قلبو فإف العبد يبتلى على حسب دينو كما ُب
حديث الباب .قاؿ سفياف الثورم :ليس بفقيو من ٓب يعد الببلء نعمة كالرخاء مصيبة اىػ.
قاؿ الدمّبم :كقد ابتلي خلق كثّب من أكلياء هللا تعأب أبنواع الببلء كاألذل فبعضهم حبس
كبعضهم نفي كبعضهم قتل مظلوما شهيدا ىذا أمّب ا٤بؤمنْب عثماف بن عفاف قتل مظلوما شهيدا
دخل عليو ٝباعة من الفجرة فقتلوه كىو صابر ٧بتسب ككذا علي بن أيب طالب رضي هللا تعأب
عنو ككلده ا٢بسْب قتل مظلوما شهيدا ككذا عبد هللا بن الزبّب قتل مظلوما شهيدا قتلو ا٢بجاج
كصلبو ٗبكة ككذا قتل سعيد بن جبّب ككاف من سادات التابعْب.
قاؿ ُب جامعو :أحصي من قتلو ا٢بجاج بن يوسف صربا فكانوا مائة ألف كعشرين ألفا كىذا
سعيد بن ا٤بسيب كىو سيد التابعْب جلد ابلسياط ُب أايـ عبد ا٤بلك بن مركاف طافوا بو ُب جلد
بتاف كعزركه كحبسوه كمنعوا الناس عن ٦بالستو كاإلماـ أبو حنيفة ابتلي ابلقضاء فلم يقبل
فضرب كحبس كمات ُب السجن كاإلماـ مالك بن أنس جردكه كضربوه ابلسياط كجذبت يده
حٌب ا٬بلعت من كتفو كسفياف أمر بصلبو فاختفى مدة كاإلماـ أٞبد بن حنبل امتحن ٧بنتو
ا٤بشهورة على أف يقوؿ القرآف ٨بلوؽ فلم يقبل بل قاؿ :القرآف كبلـ هللا تعأب منزؿ غّب ٨بلوؽ
فضرب
ابلسياط حٌب أغشي عليو ٍب قطع من بعد ذلك من ٢بمو ابلسكْب كىو ُب ٝبيع ذلك صابر
كقد ضرب ُب ٧بنة القوؿ ٖبلق القرآف ٝباعة من العلماء كاألخيار كقيدكا كحبسوا فمنهم من
مات ُب قيوده كدفن هبا منهم نعيم بن حامد شيخ البخارم كصى أف يدفن ُب قيوده ليخاصم
هبا عند هللا تعأب كمنهم أبو يعقوب البيوطي أحد أصحاب الشافعي ٞبل من مصر إٔب بغداد ُب
أربعْب رطبل من حديد كمات ُب قيوده مسجوان كاإلماـ أبو عبد هللا البخارم تعصب عليو كنفي
علي األرض ٗبا رحبت فاقبضِب إليك فما جاء
من بلده ٖبارل ككاف يقوؿ :اللهم قد ضاقت ٌ
عليو يوـ
كقاؿ٠ :بعت سيدم عليا ا٣بواص رٞبو هللا تعأب يقوؿ :ال يصطفي ا٢بق تعأب عبدا حٌب
تتحزب عليو شياطْب اإلنس كا١بن كيرمونو ابلزكر كالبهتاف فإذا نفرت نفسو من ا٣بلق كصار ال
يركن إٔب أحد منهم اصطفاه هللا تعأب اىػ .كقاؿ :ككاف سيدم أبو ا٢بسن الشاذٕب رٞبو هللا تعأب
يقوؿ٤ :با علم هللا تعأب ما سيقوؿ الناس ُب أنبيائو كأصفيائو من الزكر كالبهتاف قسا على قوـ
ابلشقاء كالعياذ ابهلل فجعلوا لو زكجة ككلدا كقالوا :يد هللا مغلولة ك٫بو ذلك حٌب إذا ضاؽ ذرع
الوٕب مثبل من كبلـ قيل فيو اندتو ىواتف ا٢بق عز كجل :أمالك إسوة
بربك سبحانو كتعأب قد جعلوا لو زكجة ككلدا كنسبوه إٔب ما يليق ٔببللو غارقْب ُب فضلو
كأركاحهم بيده فبل يسع ذلك الوٕب إال التأسي بربو عز كجل اىػ .ككاف الشيخ اتج الدين بن
عطاء هللا رٞبو هللا تعأب يقوؿ :قد جرت سنة هللا تعأب ُب أنبيائو كأصفيائو أف يسلط عليهم
األذل ُب ابتداء امرىم ٍب تكوف الدكلة ٥بم آخرا إذا صربكا كقد بسطت الكبلـ على ذلك ُب
مقدمات اللطيفات فافهم كهللا تعأب يتوؿ ىداؾ أىػ.
كيف عرائس البياف عند قولو تعأب{ :فالذين ىاجركا كأخرجوا من دايرىم كأكذكا ُب سبيلي} إف
القوـ إذا ٓب يذكقوا مرارة إذاء ا٤بنكرين ٓب يبلغوا حقائق االلتجاء إٔب هللا تعأب كالفرار إليو فإذف
األضداد هتيج األكلياء إٔب مقاـ الغيط كضيق الصدر كذلك ٧بل االمتحاف من هللا تعأب لكطم
غيظ عصص ا٤بنكرين لتنفتح بعد ذلك أبواب ا٣بطاب كصفاء البسط كمركر ا٤بنة قاؿ ا١بنيد:
لسنة هللا تبديبل} .كُب القواعد الزركقية :ما ظهرت حقيقة قط ُب الوجود إال قوبلت بدعول
مثلها كإدخاؿ ما ليس منها عليهم ككجود تكذيبها كل ذلك ليظهر فضل االستئثار هبا كتبيْب
حقيقتها ابنتفاء معارضيها فيسخ هللا ما يلقي الشيطاف ٍب ٰبكم هللا آايتو كللوارث نسبة من
ا٤بوركث كأشد الناس ببلء األنبياء ٍب األمثل فاألمثل إ٭با يبتلى الرجل على قدر دينو فمن ٍب كاف
أىل ىذه الطريق مبتلْب بتسليط ا٣بلق عليهم إبذايتهم أكال كإبكرامهم كسطا كهبما آخرا لئبل
يفوهتم الشكر على ا٤بدح كال الصرب على الذـ فمن أراد ذلك فليوف نفسو
على الشدة إف هللا يدافع عن الذين آمنوا كمن يتوكل على هللا فهو حسبو فافهم أىػ كبلـ
الشيخ أٞبد زركؽ رضي هللا تعأب عنو .قلت :كإذا ٙبرر ىذا كثبت فهمو ُب ذىنك فاعلم أف
الرجل مبتلى على حسب دينو كما تقدـ ذكره فلكل نيب كصديق عدك فقد كاف آلدـ إبليس
كلداككد جالوت كإلبراىيم ٭بركذ ك٤بوسى فرعوف كلعيسى ٖبتنصر كالدجاؿ كاليهود كلسينا دمحم
أبو جهل كغّبه قاؿ أبو علي ا٣بواص :لو كاف كماؿ الدعاة إٔب هللا تعأب موقوفا على إطباؽ
ا٣بلق ٥بم ابلتصديق لكاف األكٔب بذلك رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كألنبياء قبلو كصدقهم
قوـ فهداىم هللا تعأب بفضلو ككذب آخركف فأشقاىم هللا تعأب بعدلو كلؤلصفياء كاألكلياء أعداء
ُب عصر الصحابة إٔب كقتنا ىذا يؤذكهنم كيتكلموف فيهم بسوء كدليل ىذا كلو قولو تعأب:
{كجعلنا بعضكم لبعض فتنة} ك٤با كاف االبتبلء شرفا ٝبع هللا تعبلل ٣بواص ىذه األمة من
الببلء كاحملن ٝبيع ما كاف متفرقا ُب األمم السالفة لعلو درجتهم فقد كاف عبد هللا بن الزبّب كثّب
ا٣بشوع ُب الصبلة كقالوا فيو :إنو مراء زاف كصبوا على رأسو ماء ٞبيما كىو ساجد كىو ال
يشعر كمكث زماان يتأٓب من رأسو ككاف البن عباس رضي هللا عنهما انفع بن
األزرؽ يقوؿ إنو يفسر القرآف بغّب علم ككاف لسعد بن أيب كقاص بعض جهاؿ الكوفة يؤذكنو
كيقولوف :إنو ال ٰبسن أف يصلي كقد نفي أبو يزيد البسطامي من بلده سبع مرات أبمر ا٢بسْب
بن عيسى ٤با تكلم ابو يزيد بعلوـ ال عهد ألىل بلده هبا ُب مقامات األنبياء كاألكلياء كٓب يعد
البسطامي إال بعد ا٢بسْب ٍب بعد ذلك ألفو الناس كعظموه ككذلك ذك النوف ا٤بصرم أخرجوه
من مصر إٔب بغداد مقيدا مغلوال كسافر معو مصر يشهدكف عليو ابلزندقة كأخرجوا دمحم بن
كأخرجوا أاب ا٢بسن البوسنجي إٔب نيسابور فلم يزؿ هبا حٌب مات كرموا سحنوف احملب ابلعظائم
ككشوا بو بغيا فادعت أنو كاف أيتيها ىو كأصحابو كشهدكا على الشبلي ابلكفر مرارا حٌب أف
من كاف ٰببو شهدكا عليو اب١بنوف كأدخلوه ا٤بارستاف لّبجع الناس عنو .كقاؿ أحد مشايخ بغداد
لو ٓب تكن هلل تعأب جهنم ٣بلقها للذين آذكا البلي ككفركه كقاؿ :إف ٓب يدخل الشبلي ا١بنة فمن
يدخلها؟ كأخرج أىل ا٤بغرب اإلماـ أاب بكر القابسي من الغرب مقيدا إٔب مصر فأخذ كسلخ
حيا كىو يقرؤ القرآف بتدبر كخشوع ككاد أف يفتًب بو الناس فرفع األمر إٔب
السلطاف فقاؿ :اقتلوه كاسلخوه ككذا سلخوا النسفي ٕبلب ككاف ينظر على الذم يسلخو
كيتبسم كعمل ٟبسمائة بيت من موشحات التوحيد كىو يسلخوانو كذلك حْب كاف يقطعهم
اب٢بجج فاحتالوا لو أبف كتبوا سورة اإلخبلص ُب كرقة كخاطوا عليها نعبل فأىدكىا إٔب الشيخ
من طريق بعيدة فلبسها كىو ال يشعر كقالوا لنائب حلب :إف النسفي كتب قل ىو هللا أحد
كجعلها ُب طباؽ نعلو فبعث النائب إليو فاستخرج الورقة فسلم الشيخ هلل تعأب كٓب يذب عن
احملرمات كقتلوا اإلماـ أاب القاسم بن قسي كابن حباف كا١بو٘ب كا٤برجا٘ب كمازلوا ينكركف على ابن
العريب ا٢باٛبي كابن الفارض إٔب كقتنا ىذا كعقدكا على عز الدين بن عبد السبلـ ٦بلسا ُب كلمة
قا٥با ُب العقائد كحسدكا تقي الدين بن ليث األعزكز كرككا عليو كبلما ُب السلطاف حٌب ىم
بقتلو ٍب تداركو هللا تعأب كقاؿ السيوطي :كمن ما من هللا تعأب بو أنو أقاـ ٕب عدكا يؤذيِب كٲبزؽ
عرضي لتكوف ٕب أسوة ابألنبياء كاألكلياء كاعلم أنو ما كاف كبّب على عصر إال كاف لو عدك من
السفلة إذ أألشراؼ ٓب تزؿ تبتلى ابألطراؼ أىػ.
ككاف سيدم أبو ا٢بسن الشاذٕب رضي هللا تعأب عنو يقوؿ٤ :با علم هللا عز كجل ما سيقاؿ ُب
ىذه الطائفة على ما سبق بو العلم القدٙب بدأ سبحانو كتعأب بنفسو فقضى على قوـ أعرض
عنهم ابلشقاء فنسبوا لو زكجة ككلدا كفقرا كجعلوه مغلوؿ اليدين فإذا ضاؽ ذرع الوٕب
كالصديق ألجل كبلـ قيل فيو من كفر كزندقة كسحر كجنوف كغّب ذلك اندتو ىواتف ا٢بق
تعأب :الذم قيل فيك ىو كصفك لوال فضلي عليك أما ترل إخوانك من بِب آدـ كيف كقعوا
ُب جانيب كنسبوا إٕب ما ال ينبغي فإف ٓب ينشرح ٤با قيل فيو بل انقبض اندتو ىواتف ا٢بق أيضا:
أما لك ُب
أسوة؟ فقد قيل ُب ما ال يليق ٔببلٕب كقيل ُب دمحم ملسو هيلع هللا ىلص كُب إخوانو من األنبياء كالرسل ما ال يليق
ٗبرتبتهم من السحر كا١بنوف كأهنم ال يريدكف بدعائهم إال الرايسة أىػ .كقاؿ أيضا :كقد جرت
قاؿ الشعرا٘ب ُب أكؿ طبقاتو :قلت :كذلك ألف ا٤بريد ا٤بالك يتعذر عليو ا٣بلوص إٔب حضرة هللا
تعأب مع ميلو إٔب ا٣بلق كركونو إٔب اعتقادىم فيو فإذا آذاه الناس كنقصوه كرموه ابلزكر كالبهتاف
نفرت نفسو منهم كٓب يصر عنده ركوف إليهم البتة كىنالك يصفوات لو الوقت مع ربو لذىاب
التفاتو إٔب ما كراء فافهم ٍب إذا رجعوا بعد انتهاء سّبىم إٔب إرشاد ا٣بلق يرجعوف كعليهم خلعة
ا٢بلم كالعفو كالسَب فتحملوا أذل ا٣بلق كرضوا عن هللا تعأب ُب ٝبيع ما يصدر عن عباده ُب
حقهم فرفع بذلك قدرىم بْب عباده ككمل بذلك أنوارىم كحقق بذلك
مّباثهم للرسل ُب ٙبمل ما يرد عليهم من أذل ا٣بلق كظهر بذلك تفاكت أمرىم فإف الرجل
مبتلى على حسب دينو قاؿ تعأب{ :كجعلناىم منهم أٲبة يهدكف أبمران ٤با صربكا} {كلقد كذب
رسل من قبلك فصبوا على ما كذبوا كأكذكا حٌب أاتىم نصران} كذلك ألف الكمل ال ٱبلوا
أحدىم من ىذين الشهودين إما أف يشهد ا٢بق سبحانو بقلبو فهو مع ا٢بق ال التفات لو إٔب
عباده كإما أف يشهد ا٣بلق فيجدىم عبيد هللا تعأب فيكرمهم لسيدىم كإف كاف مصطلما فبل
كبلـ لنا معو لزكاؿ تكليفو حاؿ اصطبلمو فعلم أنو ال بد ٤بن اقتفى آاثر األنبياء من األكلياء
كالعلماء أف يؤذكا كما اذكا كيقاؿ فيهم الزكر كالبهتاف كما قيل فيهم ليصبوا كما صربكا
كليتخلقوا ابلرٞبة على ا٣بلق رضي هللا تعأب عنهم أٝبعْب أىػ .كُب ىذا القدر كفاية لكل موفق.
قلت :كيكفي أىل هللا تعأب كا٤بعتقدين فيهم شرفا أف يكونوا مقتفْب آاثر األنبياء كالرسل
كيكوف من آذاىم ابإلنكار كاالنتقاد مقتداي ابلشياطْب كالكفار كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب
كإليو سبحانو كتعأب ا٤برجع كا٤بآب.
الفصل ا٣بمسوف
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف تلك ا٣بصلة مستخرجة
من القرآف العظيم قاؿ هللا تعأب{ :كما من دابة ُب االرضص كال طائر يطّب ٔبناحيو إال أمم
فسوىا تقوؿ العرب عند التفريق :فسا الظرابف بينهم فتفرقوا ككما أف ا١بماعة إذا أقبلت ٫بوىم
ىذه الدابة طردكىا كمنعوىا الدخوؿ بينهم كذلك النماـ ٱبرج من بْب ا١بماعة أك يقوموا عنو،
كإذا رأيت رجبل ال يسمع العلم كا٢بكمة كيعرض عن ٦بالسة العلماء كا٢بكماء كأيلف ٠باع
أخبار الدنيا كسائر ا٣برافات كما ٯبرم ُب ٦بالس العواـ فأ٢بقو بعآب ا٣بنافس كا١بعبلف فإنو
يعجبو أكل القاذكرات كأيلف ركائح النجاسات فبل تراه إال مبلبسا لؤلخبية كا٤برحاضات كينفر
من ركائح ا٤بسك كالورد كإذا طرح عليو ا٤بسك كالورد مات ،كإذا رأيت من
دأبو خطب الدنيا ال يستحي ُب الوثوب عليها فأ٢بقو بعآب ا٢بدأة فإنك تصوف رحلك منو فإنو
ال ٰبفظ ذمة ،كإذا رأيت إنساان عليو الدماثة كالسكينة كقد نصب شراكو القتناص الدنيا كأكل
ا٥بفوات فأ٢بقو اب١بمل كاجتنبو تقوؿ العرب :أحقد من ٝبل ،كإذا رأيت رجبل منافقا يبطن
خبلؼ ما يظهر فأ٢بقو بعآب الّببوع كىو فأر يكوف ُب الربية يتخذ جحرا ٙبت األرض يقاؿ ٥با
النافقاء فوىتاف يدخل من أحدىا كٱبرج من األخرل كمنو اشتق ا٤بنافق فأعرض عنو كاب١بملة
فأحواؿ الناس كثّبة فاصحب كبل على مقتضى حالو تسَبح منو كُب اإلبريز كبلـ مناسب ٥بذا
الكبلـ قاؿ فيو أف كاحدا من الفقهاء سأؿ شيخو رضي هللا تعأب عنو :ىل ٲبكن لئلنساف أف
يعرؼ قابليتو لئلرادة كعدمها أم القابلية ا٣باصة أك ال يعرفو بذلك إال غّبه من شيخ
صاّب أك أخ انصح؟ فأجاب رضي هللا تعأب عنو أبف القابلية يعرفها الشخص من نفسو أبف
ينظر إٔب الغالب على فكره فهو الذم خلقت الذات لو كال بد للذات أف تتبع ما الفكر فيو
سواء أقيمت فيو من أكؿ األمر أك ال فمن غلب على فكره ٧ببة هللا تعأب كا٤بيل إٔب جنابو
كاستحضار عظيم سطوتو كا٣بوؼ من جبللو ككربايئو فلذلك عبلمة إرادة ا٣بّب بو سواء كانت
ذاتو مقامة ُب ا٤بخالفات أك ُب ا٤بوافقات فإهنا كإف أقيمت ُب ا٤بخالفات فّبجع هللا سبحانو هبا
إٔب ا٣بّب كالفبلح كالرشد كالنجاح ٍب القابلية ا٤بذكورة كالرجولية كالشجاعة ٚبتلف
ابلقوة كالضعف كتعلم مراتبها ا٤بختلفة فمن نظر إٔب ٝباعة من الصبياف كىم يلعبوف علم من
رجلتو قوية كمن رجلتو ضعيفة كمن رجلتو متوسطة فكذلك أىل القابلية يتفاكتوف ُب حضور
العقل عليها الفكر فيو كُب أسبابو حٌب تبلغ إليو كتنالو ٍب ا٣بّب يتبع ُب مراتب الفكر الثبلثة
السابقة كالشر يتبع أيضا مراتب الفكر فيو ٍب القابلية ال ٚبتص ٗبا سبق بل كل ما سبق ُب القدر
أف الذات تدركو كتصل إليو فإف أمر القابلية يظهر فيو فمن نظر إٔب ٝباعة من الصبياف كسبق
لواحد منهم أف يكوف كاتبا كآلخر أف يكوف حجاما كآلخر أف يكوف شرطيا مثبل فإف األكؿ
يعرؼ كيف يشد القلم للكتابة كٰبصل لو ذلك أبدٗب تنبيو كال يعرؼ كيف يشد ا٤بوسى
للتخفيف كال كيف يعلق السكْب كلو نبو ما عسى أف ينبو ،كالثا٘ب يعرؼ كيف يشد
ا٤بوسى كال يعرؼ كيف يشد القلم كال السكْب ،كالثالث يعرؼ كيف يعلق السكْب كال يعرؼ
كيف يشد القلم كال ا٤بوسى ككل ميسر ٤با خلق لو ككذا من غلب على فكره التجر ُب الرب
ك٫بوه كأراد أبوه أف يقيمو ُب الفبلحة فإنو ال ٯبيء منو خّب كلو أقامو أبوه ُب التجارة جاء منو
ما ٰبب كما يريد فخرج من ىذا أف قابلية كل شيء مبنية على الفكر فيو ككل كاحد يعلم ما
ٯبوؿ فيو فكره كهللا تعأب ا٤بوفق.
قاؿ :ك٠بعت من الشيخ رضي هللا تعأب عنو أف امرأة من ا٤بتقدمْب كاف ٥با ابناف كبنت ك٤با
قاربت أف ٛبوت قالت ٥بم :إف ابِب فبلان ٱبرج من الصا٢بْب كاآلخر ٱبرج من الظا٤بْب كالبنت
سيكوف ٥با ماؿ كثّب كدنيا عريضة فقيل ٥با :أتعلمْب الغيب؟ فقالت :ما أعلم الغيب كلكِب
نظرت إٔب األكؿ فرأيتو شديد ا٣بوؼ من هللا تعأب ال يظلم أحدا من الصبياف كربو تعأب حاضر
ُب قلبو دائما فعلمت أنو سيصّب إٔب خّب ،كنظرت إٔب الثا٘ب فرأيتو على العكس فعلمت أف
مآلو إٔب شر ،كنظرت إٔب البنت ككانت صغّبة فوجدهتا تصنع من ا٢برؼ العالية خبلخل
كقبلئد كدماليج كما يلبسو النساء كيتزين بو ىذا شغلها دائما فعلمت أهنا ستصّب إٔب دنيا
كثّبة .قاؿ :كأخرب٘ب بعض الناس أنو كاف يتيما كأدخلتو أمو ُب صنعة ا٢برير ككاف يتعاانىا كتثقل
عليو كثّبا حٌب مر ذات يوـ بقوـ كىم يتعاطوف صنعة ا١ببس كٚبمّبه كتزكيقو فقاؿ :فنظرت
إليهم فذىب عقلي معهم فأبطلت ذلك اليوـ صنعة ا٢برير كخدمت معهم فأسرعت جوارحي ُب
قاؿ :ك٠بعت الشيخ رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :إف الرجل إذا كاف فيو عرؽ الوالية كأقامو هللا
تعأب مع أىل ا٤بخالفة كبقي معهم مدة فإنو إذا مر بو كٕب من األكلياء كىو مع أكلئك القوـ فإف
عرؽ الوالية الذم فيو ٰبييا إبذف هللا تعأب كيقع لصاحبو اشراح كفرح كانطبلؽ صدر ىذا ٗبجرد
مركر الوٕب عليهم كإف كاف صاحب العرؽ ال يعرفو كال تكلم معهم الوٕب كال جرل بينهما
حديث أما إذا جرت بينهما معاشرة كحصلت معرفة فبل تسأؿ عن حياة العرؽ الذم فيو كزايدة
ا٣بّب فيو ُب كل ٢بظة كإذا كاف ُب الرجل عرؽ الشر كالسرقة مثبل كأقامو هللا
تعأب مع أىل الوالية كالعرفاف كصار ٱبدمهم كٱبالطهم مدة فإذا مر أبكلئك ا١بماعة سارؽ مثبل
فإف الرجل الذم فيو عرؽ السرقة ٰبييا كينشر صدره للشر الذم فيو كتقوـ قيامتو ٗبجرد مركر
السارؽ عليو من غّب معرفة منو كال ٨بالطة لو أما إذا حصلت ا٤بعرفة بينهما فإف شره يتم كالعياذ
ابهلل تعأب ككل ميسر ٤با خلق لو.
قاؿ :كىذا ابب كاسع كطريق انفع يعرفو من مارس تعليم الناس العلم أك ٫بوه فإنو إذا عرض
عليو ىذا الكبلـ ُب القابلية كجده كأنو نسخة منقولة ٗبا جرل عليو ُب زماف التعليم كمعاانتو
إقامة الدليل كالربىاف كأحب ٥بم ا٣بّب كثّبا كأٛبناه ٥بم حٌب يسكن ذلك ُب ذاٌب كيصّب ذلك
كلو أكلي كشريب معهم ٍب بعد ذلك ال ٯبيء منهم شيء ككل ما بنيتو معهم ُب مدة سنْب ينهدـ
ٗبجرد ٨بالطتهم ٤بن ىو من أىل البطالة بل ينهدـ ٗبجرد غفلٍب عنهم كعدـ تنبيههم كالدابة الٍب
ٛبشي ما دامت تضرب كإذا قطع عنها الضرب كقفت كجرل ٣بلق كثّب غّبىم عكس ىذا
كذلك أهنم ٗبجرد ٨بالطتهم لنا كمعاشرهتم إايان يسكن ُب قلوهبم ما يسمعونو منا ٍب ال يزالوف ُب
زايدة ُب كل ٦بلس جلسوه معنا مع كو٘ب ال أابلغ ٥بم ا٤ببالغة الٍب كنت أفعلها مع
القسم األكؿ فلم أزؿ أتفكر ُب ذلك كأطلب السبب فيو حٌب ٠بعت كبلـ الشيخ هنع هللا يضر ُب
القابلية كذكرت لو ما جرل ٕب مع القسم األكؿ فقاؿ ٕب رضي هللا تعأب عنو :اطرح عنك ا٢بمل
فإنك تضرب ُب حديد ابرد كالناس ميسركف ٤با خلقوا لو كالبداايت تدؿ على النهاايت فانظر
إٔب البداايت كأنزؿ الناس مناز٥بم ىذا معُب كبلمو رضي هللا تعأب عنو فمن ذلك اليوـ اسَبحت
كحصل ٕب علم عظيم كا٢بمد هلل أبحواؿ الناس ُب القابلية ُب كل شيء كا٢بمد هلل فإف كنت
كيسا فطنا حاذقا لبيبا فاجعل ىذا الكبلـ نصب عينيك فإنك تطرح بو عن نفسك
أٞباال كثّبة ُب معاشرة أصناؼ الناس على اختبلؼ طبقاهتم أىػ .كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب
كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب أىػ.
ُب إعبلمهم أنو ينبغي لكل إنساف أف ٯبتهد ُب خبلص نفسو كيشمر كيقوـ بساؽ ا١بد
كاالجتهاد ُب عبادة ربو كال يعوقو عنها عائق كال يشغلو عنها شاغل من أىل ككالد ككلد ككطن
كصديق كداركعشّبة كماؿ كغّب ذلك ٩با يعوؽ عن اإلقباؿ على هللا كاإلدابر عما سواه كلو أداه
كاف ُب بلد تعمل ُب ا٤بعاصي جهارا من غّب مباالة هبا كال ٲبكنو تغيّب ذلك كما ٘بب ا٥بجرة من
ببلد الكفار كلكنها قسمْب كربل كصغرل فالكربل ىي ا٤بعنوم الٍب ُب القلوب كالصغرل ىي
ا٢بسية الٍب تشغل ابألبداف كىا أان أبْب ا٥بجرتْب كليهما مع تبيْب ا١بهاد األكرب كأما ا١بهاد
األصغر فبل أتعرض لو لظهوره زأبدأ اب١بهاد كا٥بجرة األكربين كبعد الفراغ منهما أبْب ا٥بجرة
الصغرل كلكِب أمهد مهادا يعلم بو من سيقف عليو بطبلف قوؿ من يقوؿ :أف ا٥بجرة قد انقطع
كجوهبا كاستدؿ على ذلك بقولو صلى هللا تعأب عليو كسلم ":ال ىجرة بعد
الفتح " أىػ
فأقوؿ كابهلل تعبل التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف ىذا ا٢بديث األكؿ فيو
طرؽ فلنبدأ بشيء من طرقو ٍب نذكر ما قيل ُب أتكيلو فنقوؿ :قد كرد ُب صحيح البخارم عن
ابن عباس رضي هللا تعأب عنهما قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم يوـ فتح مكة":
ال ىجرة بعد الفتح " كُب صحيح البخارم عن مشاجع بن مسعود قاؿ :جاء ٗبجاشع أبخيو
٦بالد بن مسعود إٔب النيب ملسو هيلع هللا ىلص فقاؿ :ىذا ٦بالد يبايعك على ا٥بجرة فقاؿ ":ال ىجرة بعد فتح
مكة " كُب صحيح البخارم أيضا :قاؿ عمرك بن دينار كابن
جريح٠ :بعنا عطاء يقوؿ :ذىبت مع عبيد هللا بن عمّب إٔب عائشة كىي ٦باكرة ثبّبا قالت:
انقطعت ا٥بجرة منذ فتح هللا تعأب على نبيو ملسو هيلع هللا ىلص مكة .أما أتكيل قولو صلى هللا تعأب عليو
كسلم" :ال ىجرة بعد الفتح" فقد قاؿ العلماء :ال ىجرة من مكة بعد الفتح أم بعد أف صارت
دار اإلسبلـ .كُب فتح البارم البن حجر على صحيح البخارم :كا٥بجرة إٔب الشيء ىي
االنتقاؿ إليو عن غّبه كُب الشرع :ترؾ ما هنى هللا تعأب عنو كقد كقع ُب اإلسبلـ على كجهْب:
األكؿ :االنتقاؿ من دار ا٣بوؼ إٔب دار األمن كما ُب ىجرة ا٢ببشة
كابتداء ا٥بجرة من مكة إٔب ا٤بدينة ،كالثا٘ب :ا٥بجرة من دار الكفر إٔب دار اإلٲباف كذلك بعد أف
استقر رسوؿ هللا صلى هللا تعأب عليو كسلم اب٤بدينة كىاجر إليو من أمكنو ذلك من ا٤بسلمْب
ككانت ا٥بجرة إذ ذاؾ ٚبتص ابالنتقاؿ من مكة إٔب ا٤بدينة إٔب أف فتحت مكة انقطع
االختصاص كبقي عموـ االنتقاؿ من دار الكفر ٤بن قدر عليو ابقيا اىػ.
كيدؿ على ذلك قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :ال تنقطع ا٥بجرة حٌب تنقطع التوبة كال تنقطع التوبة حٌب تطلع
الشمس من ا٤بغرب" ركاه أبو داككد عن معاكية .كُب ابن عبد السبلـ :ا٥بجرة ٘بب ُب آخر
الزماف كما ٘بب ُب أكؿ اإلسبلـ اىػ .كقاؿ كٕب هللا ابن أيب ٝبرة ُب هبجة النفوس عند تكلمو
على ىذا ا٢بديث أعِب "ال ىجرة بعد الفتح" :ظاىر ىذا ا٢بديث يدؿ على أف ا٥بجرة قد
انقطعت بعد الفتح لكنو لو معارض آخر كىو قولو صلى هللا تعأب عليو كسلم" :ا٥بجرة ابقية إٔب
يوـ القيامة" كا١بمع بينهما كهللا تعأب أعلم أف يقاؿ أف ا٥بجرة من
مكة إٔب ا٤بدينة كاإلقامة هبا مع رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كا١بهاد بْب يديو قد انقطعت ال تكوف أبدا كما
غّبىا من أنواع ا٥بجرة فذلك ابؽ ٓب يزؿ اىػ .كإذا تقرر ىذا كزاؿ اإلشكاؿ كا٢بمد هلل تعأب
فاعلموا أف ا٥بجرة كا١بهاد األكرب ا٤بعنويْب اللذين يفعبلف ابلقلوب كاجباف كتااب كسنة كإٝباعا،
أما الكتاب فقولو تعأب{ :كالذين جاىدكا فينا لنهدينهم سبلنا كإف هللا ٤بع احملسنْب} كقولو
تعأب{ :فأما من طغى كآثر ا٢بياة الدنيا فإف ا١بحيم ىي ا٤بأكل كأما من خاؼ مقاـ ربو كهنى
النفس عن ا٥بول فإف ا١بنة ىي ا٤بأكل} كقولو
تعأب{ :قد افلح من زكاىا كقد خاب من دساىا} ،كأما السنة فقولو ملسو هيلع هللا ىلص" :رجعنا من ا١بهاد
األصغر إٔب ا١بهاد األكرب" قالوا :كما ا١بهاد األكرب اي رسوؿ هللا؟ قاؿ" :جهاد النفس كا٥بول"
كفاية ،كاثنيها أف النفس أعدل من كل عدك لصاحبها ألف اجملاىد جهاد الكفار إف قتل الكافر
دخل ا١بنة كإف قتلو الكافر كاف شهيدا ٖببلؼ النفس فإف غلبها صاحبها استؤب عليها ككاف
ا٢بكم للركح سعد كسعدت سعادة األبد كإف غلبت كتسلطت على الركح تسلط عليو الكفر
كا٤بعاصي فيهلك ىبلكا أبداي كهتلك معو دنيا كبرزخا كأخرل كأم ىجرة تساكم ا٥بجرة عن
مألوفاهتا الردية ،كاثلثها أف ضرر الكفار مقصود ُب الدنيا كىي فانية كلذلك كاف جهادىم
أصغر ،كالنفس إف غلبت صاحبها فالضرر يلحقو ُب دينو كدنياه كآخرتو.
كُب عرائس البياف عند قولو تعأب{ :اي أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار":
النفوس الٍب ىي ٘بمع ا٥بول كالببلء كا٢بجاب من عرفها قاتلها كأماهتا يعنوف الرايضات حٌب ال
يبقى ُب عرصات قلبو من عركؽ أشجار الشهوات أثر فينبت فيها بعد ذلك أشجار ا٤بعارؼ
كالكواشف كنور ا٢بكمة كرايحْب احملبة ككرد الشوؽ كاي٠بْب العشق كيكوف هبذه األنوار مزار
جنود األسرار كمناؿ نور نزكؿ األسرار كقاؿ :قاؿ سهل :النفس كافرة تقاتلها ٗبخالفة ىواىا
كاٞبلها على طاعة هللا تعأب كاجملاىدة ُب سبيلو كأكل ا٢ببلؿ كقوؿ الصدؽ كما قد
أمرت بو من ٨بالفة الطبيعة .كعن علي بن موسى الرضا عن أبيو عن جده ما معناه ٦باىدة
النفس كشركرىا فإهنا أقرب شر يليك قاؿ :صدؽ الصادؽ حيث كافق قوؿ الصديقْب صلوات
هللا تعأب كتسليماتو عليو :أعدل عدكؾ نفسك الٍب بْب جنبيك .كرابعها أف جهاد الكفار قد ال
يكوف فرضا ُب بعض السنْب ،كجهاد النفس كردىا عن مقتضى ىواىا كا٥بجرة عن مألوفاهتا
الباطلة كاجب متعْب على كل مسلم كمسلمة ُب كل ٢بظة.
كخامسها أف بعض فركض الكفاية أفضل من جهاد الكفار كلكوف ذلك البعض فرض كفاية
على كل مسلم ابلغ حرا كاف أك رقيقا ذكرا أك أنثى كاألمر اب٤بعركؼ كالنهي عن ا٤بنكر فإنو
كاجب ابإلسالة على كل من ذكر كجهاد الكفار ال ٯبب على عبد كال على امرأة أك لعارض
يعرض كجهاد النفس كا٥بجرة عن مألوفاهتا القبيحة أفضل من األمر اب٤بعركؼ كالنهي عن ا٤بنكر
عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص ":رجعنا من ا١بهاد األصغر إٔب ا١بهاد األكرب " كىو ٦باىدة النفس كٞبلها على
اتباع ما أمر بو كاجتناب ما هني عنو أىػ .كاثمنها أف شهيد جهاد النفس كا٥بجرة عن مألوفاهتا
ا٤بخزية سهيد قطعا ُب اآلخرة كأكثر شهداء الكفار شهداء ُب الدنيا فقط دكف اآلخرة كاتسعها
أف القائم ٔبهاد نفسو كا٥بجرة عن مألوفاهتا ا٤بظلة قائم إلصبلح نفسو كساع ُب ٚبليصها من
الدنيا كعذاب اآلخرة كالقائم ٔبهاد الكفار قائم إلصبلح غّبه كرٗبا يكوف صاّب فاعتناؤه حينئذ
إبصبلح نفسو أىم كأفضل لو من اعتنائو إبصبلح غّبه
ببل شك كعاشرىا أف شهيد جهاد النفس كا٥بجرة عن مألوفاهتا ا٤ببعدة عن هللا تعأب أفضل من
شهيد جهاد الكفار بدرجات كما سيأٌب ُب ىذا الفصل إف شاء هللا تعأب كمن أتمل ما أسلفنا
علم أف السعادة األبدية منوطة ٔبهاد النفس كا٥بجرة عن مألوفاهتا ا٤بطغية كهبما ٙبصل أىلية
القرب من هللا تعأب ألف عيوهبا ال تزكؿ إال هبما كىي متصفة أبخبلؽ الشياطْب كالكرب كاإلغواء
كانبعثت لشهوة لو تشفعت إليها ابهلل تعاؿ ٍب برسولو ملسو هيلع هللا ىلص كٔبميع األنبياء كا٤برسلْب كا٤ببلئكة
كالكتب السماكية كٔبميع سلف الصا٢بْب من عباد هللا تعأب كعرضت عليها ا٤بوت كالقرب
كالقيامة كا١بنة كالنار ال تنقاد لك كال تَبؾ لك معصية كال شهوة إف قابلتها برغيف سكنت
كانقادت خاضعة كإ٭با أمر العبد ٔبهادىا ألهنا تشبو الكافر ألنو يريد أف تكوف كلمة الكفر ىي
العليا ككلمة هللا ىي السفلى كىي تريد أف تكوف كلمة ابطلها كعيوهبا كشهواهتا كأغراضها
العاجلة ا٤بشغلة عن هللا تعأب كعن طاعتو كاإلخبلص فيها ىي
العليا تنافذ أمرىا ُب مدف األجساـ على كلمة الركح كما األمر فيها إال كما قيل :توؽ نفسك
أتمن من غوائلها *** فالنفس أخبث من سبعْب شيطاان كإذا ٙبرر ىذا فحقيقة جهادىا كا٥بجرة
عن مألوفاهتا الكامدة دكاـ ٨بالفة ما هتواه كتدعو إليو ٩با ٱبالف رضا ا٤بؤب الكرٙب ا٤بتعاؿ كإذا
فهمت ىذا فحاسب نفسك قبل أف ٙباسب كاىجرىا عن مألوفاهتا القبيحة لئبل ٚبسر كجاىده
ا١بهاد األكرب كقل عند ذٕبها ابسم هللا كهللا أكرب فلنشرع ُب بياف حقيقة ا٥بجرة كا١بهاد الكربين
فنقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :كُب
فتح البارم إلبن حجر على صحيح البخارم عند قولو ":فمن كانت ىجرتو " إٔب آخره :ا٥بجرة
الَبؾ كا٥بجرة إٔب الشيء االنتقاؿ إليو أىػ كُب شرح الفشِب على األربعْب النوكية :كقولو:
فهجرتو ا٥بجرة مشتقة من ا٥بجر كىو لغة الَبؾ إٔب أف قاؿ :كقد تطلق ا٥بجرة على ىجر ما هنى
هللا تعأب عنو فقد ثبت ُب ٢بديث ":اجملاىد من جاىد نفسو كا٤بهاجر من ىجر ما هنى هللا تعأب
لذكؽ حبلكة اإلٲباف :كأما الذكؽ فهو حاؿ ال يعرفو إال صاحبو كىوكجوده لئلٲباف لذة تغاير
ٝبيع اللذات فمنو ما ىم حظ العامة كىو ا٤بشار إليو بقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":ذاؽ طعم اإلٲباف من رضي
ابهلل تعأب راب كابإلسبلـ دينا كٗبحمد ملسو هيلع هللا ىلص رسوال " كاعلم أف ىذا الذكؽ ال يناؿ إال بعد مكابدة
ا١بهاد األكرب كىو جهاد النفس الٍب ىي أخبث من سبعْب شيطاان فاقهرىا بقيد التهمة كافطمها
بفطم العزلة كزمها بزماـ ا٢بكمة كاضرهبا بسوط الكتاب كقيدىا ٕببل التوبيخ كا٢بساب
كاضمرىا بضمائر الزجر كالعتاب كشد عليها رحل
العزـ بباطن ا٢بزـ كأككبها ٕبرفة الشريعة كسّبىا ُب ميداف ا٢بقيقة كقل إذا استويت على ظهرىا
سبحاف الذم سخر لنا ىذا كما كنا لو مقرنْب كاجعل البقل سائسها كالركح ٩بارسها كالتقول
حارسها كالذكر شراهبا كا٢بلم تراهبا بعد افَباش القتاد كمنح ا٤بهج كقطع األكباد فحينئذ تطمئن
فتنادل من بساط القرب بعد زكاؿ ا٢بجب{ :اي أيتها النفس ا٤بطمئنة ارجعي إٔب ربك راضية
مرضية فادخلي ُب عبادم كادخلي جنٍب} فذلك أكؿ قدـ تضعو ُب العبودية احملضة كأكؿ
شراب تذكقو من ٟبرة الدنو كالوصلة فتنعكس أحوا٥با كتزكو أعما٥با كتصّب داعية إٔب
ا٣بّب حائدة عن الضّب ال ٚبطر الشهوات ٥با بباؿ كال ٰبوـ ا٥بول حو٥با ُب حس كال خياؿ
كٱبف الدفاع كيقل النزاع كتفر عن الساحة القطاع فيؤذل مؤمن التشريف على منار التعريف
تبكيتا إلبليس ذم الكيد الضعيف إف عبادم ليس لك عليهم سلطاف فيقع األمن كالسكوف
كٰبصل الرجاء كالظنوف كيضمحل الشح كالشجوف فيحدك هبا حادم الشوؽ كيقودىا حرية
للذكؽ إٔب حضرة القدس كشراب األنس كقرة العْب بذىاب البْب فحينئذ تنقاد إليو حقيقة
الدنيا على صورة انقة ىطبلء فّبكبها فيسّبىا هبمتو العلية بعد ما شد عليها رحل العز بباطن
ا٢بزـ كقد تزكد
بدرىا ا٥باطل كاستغُب بظنونو حديث حاذؽ جل عن انتجاع سراب الباطل قد ٝبع بْب در
ا٢بمراء كشبم السحابة الوطفاء فأصبح ُب نعم هللا يتقلب كهلل سبحانو أبنواع طاعتو يتحبب
حب الزاد حٌب تركل برم ا٤بعاد فهو دنيوم أخركم ٠باكم أرضي فصار ا٤بعِب بقولو صلى هللا
عليو كسلم" :نعم ا٤بطية للرجل الصاّب الدنيا عليها يبلغ ا٣بّب كينجو من الشر" عليها يبلغ مًب
حرفا من كتاهبن ٍب أنشدت ُب جواهبن فقالت :تنحي اي حور جنات عنا *** مالك قاتلنا كال
قتلنا لكن إٔب ملككن اشتقنا *** قد يفهم السر كما أعلنا فلما ٠بعت قو٥بن أنشدت ٦بيبة ٥بن
فقالتٕ :ب حبيب خيالو نصب عيِب *** سره ُب ضمّبم مدفوف إف تذكرتو فكلي قلوب ***
أك أتملتو فكلي عيوف فإذا جاكز ىذا ا٤بركز خاطبو رجاؿ الغيب كأخرجوا لو ما ُب ا١بيب
فيجدكنو كقد أذىلو القلق كخامره الدىش كاألرؽ فيقوؿ ٥بم :ال تكدركا على خلوٌب كال
تشوشوا على ٪بمٍب أان إٔب احملبوب قصدت ك٤با لديو طلبت كإٔب حضرتو ىربت فأنشد كقاؿ:
أسّب ا٥بول
عينو تدمع *** كُب ليلو العْب ما هتجع تساعده عند تذكاره *** بطمع غزير كما تقلع سل الليل
عن حاؿ أىل ا٥بول *** إذا الحت األ٪بم الطلع ٱبربؾ لو أنو ٨برب *** أبهنم سجد ركع فطورا
يناجوف موالىم *** كىم ُب عبادتو خضع يقولوف اي من يرل حالنا *** كيعلم ُب الليل ما نصنع
النوـ ألهنم شربوا حضرة الكلف على بساط الدنف ُب كأس الشغف فشربوا فما صحوا إال كقد
زالت ا٢بجب ككافحهم احملبوب فقاؿ ٥بم :أين السبيل إذ ال زمن كال أكاف كال جهة كال مكاف
فيجيبو قائبل :ال كنت إف كنت أدرم كيف السبيل إليك أفردتِب عن ٝبيعي فكنت سلما لديك
فيقوؿ لو :ادر أيها العبد فقد خربتك كلذلك حّبتك فيدركو الدىش ىنيهة حٌب إذا أمده هللا
تعأب بعلوـ من لدنو فينطلق حينئذ ٔبوامع الكلم فيقوؿ :حّبٛبو٘ب ُب جبلؿ ٝبالكم ***
فاحَبت بْب صفاتكم كالذات فبقيت من دىشي بكم حينا ببل *** ٝبع كال فرؽ كال لذات
حٌب أفاضت
من ٕباركم لكم *** سحب العناية كالبقا للذات فينتعش من بعد الفناء كيسَبيح بعد العناء إذ ٓب
يبق معو بقية من حسو إذا صارت قرة عينيو بنفسو فيقوؿ حينئذ :أان الكل كعلي فدؿ كتلك
رتبة ا٤بشاىدة ا٤بعرب عنها ابلوصوؿ فهي سبعوف درجة ٙبار ُب شأهنا العبارة كتستقل اإلشارة أىػ.
كقاؿ ُب هبجة النفوس عند قولو ملسو هيلع هللا ىلص ":ال ىجرة بعد الفتح كلكن جهاد كنية كإذا استنفرًب
فانفركا " :كُب ا٢بديث إشارة صوفية كىي على ثبلثة أكجو األكؿ ُب قولو ملسو هيلع هللا ىلص ":ال ىجرة بعد
الفتح قد أخرب ملسو هيلع هللا ىلص ُب غّب
ىذا ا٢بديث أبف ا١بهاد جهاداف أصغر كأكرب كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ":ىبطتم من ا١بهاد األصغر إٔب ا١بهاد
الكرب كىو جهاد النفس " فإذا كاف ا١بهاد على قسمْب فكذلك يلزـ ُب ا٥بجرة أف تكوف كربل
كصغرل فالصغرل ما تقدـ كالكربل ىجرة النفس عن مألوفاهتا كشهواهتا كإخواهنا كأىلها كبنيها
سبيلو فَببصوا حٌب ايٌب هللا أبمره} فالزىد ُب األشياء كخلو القلب كالنفس منها ىو ا٤بطلوب
كحقيقة أعلى من ىذا كىي ألىل ا٣بصوص يشهد بذلك ما حكي عن بعض الفضبلء أنو قاؿ
زىدت ُب ثبلثة األكؿ ُب الدنيا كما فيها كالثانيفي اآلخرة كما فيها كالثالث فيما سول هللا تعأب
كىذه ىي ا٥بجرة العظمى فبل يهمل نفسو ابلكلية فإف ذلك عبلمة على ا٣بسراف كليأخذ نفسو
ابلرفق كالسياسة ُب ا١بهاد كا٥بجرة ألف ا٤برأ ُب نفسو مأمور بذلك ألف بدنو كا٤بدينة كالعقل
كا٤بلك كا٤بسلمْب كالشياطْب كجيش الكفار كرجوعو إٔب رأم العقل كا٤بلك
الناىيْب حٌب يستفتح ببلد العدك كالفتح ىنا عبارة عن أسر النفس كالشياطْب كا٥بول كأف يكوف
العقل كا٤بلك ٮبا اآلمراف الناىياف فإذا حصل للمريد ىذا ا٢باؿ فبل ٰبتاج بعد ذلك إٔب ٦باىدة
ألف اجملاىدة ال تراد لذاهتا كزإ٭با ا٤بقصود منها حصوؿ ىذه الصفة كقد حصلت كما أف ا١بهاد
ال يراد لذاتو كإ٭با يراد لفتح الببلد لئلسبلـ كأسر العدك كإسبلمو كقد ركم أف القلب كا٤بلك
كالعقل كا٥بول كالنفس كالشيطاف كا٤بيداف يعَبكوف فيو فأيهم غلب كاف ىو ا٤بّب على ا١بوار
فحصلت النسبة بينو كبْب ما ٫بن بسببو من حكم الظاىر ال من كل
ا١بهاد فمن لو لب يفهم ما أشران إليو كيعمل عليو ٰبصل إنشاء هللا تعأب على ا٤براد لكن ذلك
بعد االفتقار إٔب هللا تعأب كطلب العوف منو ُب كل اللحظات كإال فبل ينفع ا٢بذر كا١بهاد
كا٥بجرة ُب الغالب الوجو الثا٘ب قولو ملسو هيلع هللا ىلص ":كلكن جهاد كنية " فإذا حصل ىذا الفتح للمريد
ٰبتاج عند ذلك إٔب ا١بهاد كنعِب اب١بهاد ىنا ا٤ببادرة إٔب أفعاؿ الرب بكل ٩بكن كال يَبؾ
ابلتسويف بلعل كعسى فبذلك تفوت الغنائم فإذا ظفر ابلفتح كالغنيمة فيحتاج عند ذؾ إٔب
إخبلص النية ُب كل األفعاؿ كيبتهل كا٢بذر من كقوع العمل دكهنا
ألف األعماؿ ٕبسب ما الحتوت عليو النيات فإذا حصل للمريد ىذا ا٢باؿ فقد حصل لو
ا١بهاد كالنية الثالث قولو ملسو هيلع هللا ىلص ":كإذا استنفرًب فانفركا " كىو على كجهْب فحكم ٱبتص
ابلشخص نفسو كحكم متعد لغّبه فأما ما ٱبتص ابلشخص فهو أنو إذا ٙبصلت لو ا٢بأب السنية
أعِب الفتح كا١بهاد كٙبصلت لو النية على ما قرانه ٰبتاج عند ذلك إٔب ٧بايبة ُب كل أكقاتو لئبل
فيمكنتم قالوا كنا مستضعفْب ُب االرض قالوا أٓب تكن أرض هللا كاسعة فتهاجركا فيها} كُب
السراج ا٤بنّب :فتهاجركا فيها من بلد الكفر إٔب بلد أخرل كما فعل غّبكم من ا٤بهاجرين ٍب قاؿ
عند قولو تعأب{ :كساءت مصّبا} :كُب اآلية دليل على كجوب ا٥بجرة من موضع ال يتكمن
الرجل من إقامة الدين فيو كقولو تعأب{ :اي عبادم الذين آمنوا إلن أرضي كاسعة فإايم
فاعبدكف} كأما السنة فقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":إف هللا تعأب برمء من مسلم ساكن بْب ا٤بشركْب " كقولو
ملسو هيلع هللا ىلص ":ال تَباء انراٮبا " ذكرٮبا السيبد ا٤بختار ُب
نصيحة الكافية كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":من جامع ا٤بشرؾ أك سكن معو فهو مثلو " ركاه ل أبو داككد كأما
اإلٝباع فقد قاؿ الونشريسي :كاإلٝباع على كجوب ا٥بجرة أىػ .كُب تبيْب احملارـ :كأما ا٥بجرة ُب
دار اإلسبلـ من بلد إٔب بلد فليس بواجب ألف من ٓب ٲبكن لو أف يقيم دينو ُب دار اإلسبلـ فبل
ٯبب عليو ا٥بجرة لكن إذا غلب ُب بلده أىل الشر ككثرت فيو ا٤بعاصي يستحب لو أف يفر منو
كُب الصحيحْب عن زينب بنت جحش رضي هللا تعأب عنها أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص دخل عليها يوما فزعا
يقوؿ" :ال إلو إال هللا كيل للعرب من شر قد اقَبب فتح اليوـ من ردـ ايجوج كماجوج مثل ىذه
ػ كحلق إبصبعيو السبابة كالٍب تليها ػ" فقالت :اي رسوؿ هللا أهنلك كفينا الصا٢بوف؟ قاؿ" :نعم
إذا كثر ا٣ببث" قاؿ بعض أىل ا٢بديث عند إيراده ىذا ا٢بديث ُب أتليفو :ىذه سنة هللا تعأب
ا٤باضية ُب خلقو أف العذاب إذا نزؿ يعم كال ٲبيز لقد أمر هللا تعأب األنبياء اب٣بركج من قومهم
قبل نزكؿ العذاب مع صبلح القدرة ُب ٪باهتم كإف
قعدكا كلكن ال تبديل لسنة هللا تعأب قاؿ :ك٥بذا جاء ُب الصحيح أف النيب صلى هللا تعأب عليو
كسلم ٤با أمر اب٥بجرة قاؿ" :ال تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إال أف تكونوا ابكْب ٍب قنع
رأسو كأسرع حٌب جاكز الوادم" .كأخرج اإلماـ أٞبد كالطربا٘ب عن حراشة بن ا٢بر رضي هللا
تعأب عنو قاؿ :ال يشهد أحدكم قتيبل لعلو أف يكوف مظلوما فتصيبو السخطة عليهم فتصيبو
معهم.
كقاؿ الشيخ أٞبد زركؽ ُب أتسيس القواعد :ما ال أثر لو ُب ا٣بارج ا٢بسي من ا٤بضار فاعتباره
مشوش لغّبه فائدة فمن ٍب كاف كل ما ضر ُب العرض ابلقوؿ أك ابلظن مأمور ابلصرب عليو لقولو
تعأب{ :كاصرب على ما يقولوف} ٖببلؼ الفعل إذ أمر رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص اب٥بجرة لقصدىم لو بو
كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :ا٤بؤمن كيس فطن حذر" ثلثا تغافل يعِب ُب القوؿ كالظن ال الفعل كرغب عليو
الصبلة كالسبلـ ُب الفرار من الفًب كترجم البخارم أف ذلك من الدين فوجبت مراعاتو.
كقاؿ أيضا :كٛباـ الشيء من كجو ابتدائو كللوارث من النسبة على قدر موركثو منو كقد بدئ
الدين غريبا فبل يتم ُب زمن غربتو إال اب٥بجرة كما كاف أكال كما نصر نيب من قومو غالبا بل ٝبلة
ٗبخالطة أرابب الرائسة فإهنم برائستهم كأموا٥بم كجاىهم يستولوف على ذاتو فتكوف ٙبت أسرىم
ُب حكم قبضتهم فبل يزاؿ يصغي إليهم بقلبو كقالبو كيبقى على ذلك ا٤بدة الطويلة كال يقع ا٢بق
سبحانو ُب مكره كال ُب خاطره فبل يزاؿ كذلك مسَبسبل ُب إعراضو كانقطاعو حٌب تنسد الثقبة
كالعياذ ابهلل تعأب كىذه آفة حاصلة من ذكم الرائسة نسأؿ هللا تعأب العافية كالسبلمة اىػ.
كقد ركل أئمة التفسّب عن سعيد بن جبّب أنو قاؿ :إذا عمل اب٤بعاصي ُب أرض فاخرج منها
كتبل قولو{ :أٓب تكن ارض هللا كاسعة فتهاجركا فيها" كقاؿ القرطيبُ :ب ىذه اآلية دليل على
ىجراف األرض الٍب يعمل فيها اب٤بعاصي ٍب حكى عن مالك أنو قاؿ :ىذه اآلية دالة على أنو
ليس ألحد ا٤بقاـ أبرض يسب فيها السلف كيعمل فيها بغّب ا٢بق.
كحكى القاضي أبو بكر بن العريب :ىذا عن مالك أيضا ذكره ُب أحكاـ القرآف ٍب قاؿ :كىذا
كركم عن مالك أنو قاؿ :يهجر األرض الٍب يعمل فيها ا٤بنكر جهارا كال يستقر فيها كاحتج
بصنيع أيب الدرداء كخركجو عن أرض معاكية حْب أعلن ابلراب فأجاز بيع سقاية الذىب أبكثر
من كزهنا أخرجو ُب الصحيح اىػ كهللا تعأب أعلم .قلت :ككيف ال ٘بب ا٥بجرة كقد تقدـ ُب
مقدمة ىذا الكتاب أف ٨بالطة العصاة آفة ذكرىا القطب عبد العزيز بن مسعود رضي هللا تعأب
عنو ٤با سئل عن كبلـ الشيخ ا٢بطاب ككبلـ الشيخ ا٤بواؽ حيث اختلفا ُب دخوؿ ا٢بماـ مع
مكشوفْب ال يستَبكف قاؿ ا٢بطابٰ :برـ الدخوؿ على اإلنساف كٯبب عليو التيمم إف خاؼ
من
ا٤باء البارد كقاؿ ا٤بواؽ :يدخل كيستَب كيعض عينيو كال حرج عليو فأجاب أبف الصواب مع
ا٢بطاب كأما ما ذكره ا٤بواؽ ففيو آفة مع فرض ا٤بستَب ٧بَبزا إٔب الغاية كزفارا من النظر ُب عورة
غّبه إٔب النهاية كىي أف ا٤بعاصي ك٨بالفة أكامر هللا تعأب ال تكوف إال مع الظآب الذم بينو كبْب
ظبلـ جهنم خيوط كاتصاالت ٰبصل لو السقاء من جهنم بسببها كال أحد أعرؼ بذلك من
مبلئكة هللا تعأب فإذا اجتمع قوـ ٙبت سقف ٕبماـ مثبل على معصية كظهرت ا٤بعصية من
ٝبيعهم عم الظبلـ ذلك ا٤بوضع فتنفر ا٤ببلئكة عنهم كإذا نفرت ا٤ببلئكة جاء
الشيطاف كجنوده فعمركا ا٤بوضع فتصّب أنوار إٲباف العصاة حينئذ كا٤بصابيح الٍب جاءهتا الرايح
العاصفة من كل مكاف قَبل نورىا مرة يذىب إٔب ىذه ا١بهة كمرة ينعكس إٔب أسفل حٌب نقوؿ
أنو انطفأ كاضمحل ك٥بذا كانت ا٤بعاصي بريد الكفار كالعياذ ابهلل تعأب فإذا كاف ا٢بماـ كأىلو
على ىذه ا٢بالة الٍب كصفنا كفرضنا رجبل خّبا دينا فاضبل متحرزا جاء كدخلو كاستَب فإنو يقع
العورة كتغويو فبل يزاؿ معهم ُب قتاؿ كىم يقودكف عليو كىو يضعف بْب أيديهم حٌب يستحسن
الشهوة كيستلذ النظر للعورة نسأؿ هللا تعأب السبلمة كلو فرضنا ٝباعة يسربوف ا٣بمر
كيستلذكف بو كيظهركف ا٤بعاصي الٍب تكوف معو كيفحشوف فيها كال يتحرزكف من أحد كال
ٱبشونو ٍب فرضنا رجبل جاءىم كُب يده دالئل ا٣بّبات فجلس بينهم كجعل يقرؤىا كأطاؿ معهم
ا١بلوس كجلس معهم اليوـ على اخيو كىو على قراءتو كىم على معاصيهم فإنو ال يذىب عليو
اليل كالنهار حٌب ينقلب إليهم كيرجع من ٝبلتهم للعلة الٍب ذكرانىا قاؿ :ك٥بذا هني عن
االجتماع
أبىل الفسق كالعصياف ألف الذـ كالشهوة كالغفلة فينا كفيهم إال من رٞبو هللا تعأب كقليل ما ىم
قاؿ بعض العلماء :قد اختار ٝباعة من السلف العزلة ك االنفراد خوفا من عجزىم عن تغيّب ما
قد يشاىدكنو من ا٤بنكرات ُب ا٣بلطة كقد قاؿ السيد ا١بليل الزاىد أمّب ا٤بؤمنْب عمر بن عبد
العزيز رضي هللا تعأب عنو :ما ساح السياح كأخلوا دايرىم كأكالدىم إال ٤بثل ما نزؿ بنا حْب رأكا
الشر قد ظهر كالشر قد اندرس كرأكا الفًب كٓب أيمنوا أف تغّبىم كأـ ينزؿ العذاب أبكلئك القوـ
فبل يسلموف منو فرأكا أف ٦باكرة السباع كأكل البقوؿ خّب
من ٦باكرة ىؤالء ُب نعيمهم ٍب قاؿ{ :ففركا إٔب هللا إ٘ب لكم منو نذير مبْب} قاؿ :ففر قوـ فلوال
ما جعل هللا تعأب جل ثناؤه ُب النبوة لقلنا :ما ىم أبفضل من ىؤالء ٤با بلغنا أف ا٤ببلئكة تتلقاىم
كتصافحهم كالسحاب كالسباع ٛبر أبحدىم فيناديها فتجيبو كيسأ٥با أين مرت فتجيبو كمن
يهاجر ُب سبيل هللا ٯبد ُب االرض مراغما كثّبة كسعة قاؿ ابن عطية ُب تفسّبه :كتفسّب السعة
بسعة الببلد ىو الذم تقتضيو الفصاحة إذ بذلك تكوف السعة ُب الرزؽ كالصدر كغّب ذلك من
كجوه الفرح كىذا ا٤بعُب ظاىر من قولو تعأب{ :أٓب تكن ارض هللا
كاسعة} قاؿ مالك بن أنس رٞبو هللا تعأب :اآلية تعطي أف كل مسلم ينبغي لو أف ٱبرج من
الببلد الٍب تغّب فيها السنن كيعمل فيها بغّب ا٢بق أىػ .كُب لباب التأكيل :قاؿ ابن عباس رضي
هللا تعأب عنهما :ٯبد متحوال من ارض إٔب أرض كقاؿ ٦باىد ٯبد مرخصا عما يكره كقيل :ٯبد
منقلبا إليو كقيل :ا٤براغمة كا٤بهاجرة كاحدة يقاؿ رغمت قومي أم ىجرهتم ك٠بيت ا٤بهاجرة
حدة كحاؿ أىل الكتاب على حدة كجعلهما ُب اإلنذار كجعلهما من أىل النار اشتد عنادىم
كزاد فسادىم كسعوا ُب إيذاء ا٤بؤمنْب كمنعهم من العبادة قاؿ تعأب{ :اي عبادم الذين آمنوا}
فشرفهم ابإلضافة إليو {إف أرضي كاسعة} ُب الذات كالرزؽ ككل ما تريدكف من الرفق أف
تتمكنوا بسبب ىؤالء ا٤بعاندين الذين يفتنونكم ُب دينكم قاؿ مقاتل كالكليب :نزلت ُب ضعفاء
مسلمي مكة يقوؿ هللا تعأب إف كنتم ُب ضيق ٗبكة من إظهار اإلٲباف فاخرجوا منها فإف الدينة
كاسعة كآمنة كقاؿ ٦باىد إف أرضي كاسعة فهاجركا كجاىدكا فيها.
كقاؿ سعيد بن جبّب :إذا عمل ُب األرض اب٤بعاصي فاخرجوا منها فإف أرضي كاسعة .قاؿ
صاحب السراج :ككذا ٯبب على كل من كاف ُب بلد يعمل فيو اب٤بعاصي كال ٲبكنو تغيّب ذلك
أف يهاجر إٔب حيث تتهيأ لو العبادة قاؿ :كقيل :نزلت ُب قوـ ٚبلفوا عن ا٥بجرة ٗبكة كقالوا:
٬بشى إف ىاجران من ا١بوع كضيق ا٤بعيشة فأنزؿ هللا تعأب ىذه اآلية كٓب يعذرىم بَبؾ ا٣بركج
كقاؿ :قاؿ مطرؼ بن عبد هللا :إف أرضي كاسعة كرزقي لكم كاسع فاخرجوا.
عباده اب٢برص على العبادة كصدؽ االىتماـ حٌب يطلبوا إليها أكفق الببلد كإف شسعت كشق
عليو ترؾ األكطاف كمفارقة اإلخواف خوفهم اب٤بوت لتهوف عليهم ا٥بجرة بقولو{ :كل نفس ذائقة
ا٤بوت} أم كل نفس مفارقة ٤با ألفتو حٌب بدان طالبا لبستو كأنستو كآنستو فإف أطاعت رهبا
٪بت نفسها كٓب تنقصها الطاعة من األجل شيئا كإال أكبقت نفسها كٓب تزدىا ا٤بعصية ُب األجل
شيئا قاؿ :فإذا قدر اإلنساف أنو ميت سهلت عليو ا٥بجرة فإنو إف ٓب يفارؽ بعض مألوفو هبا
فارؽ كل مألوفو اب٤بوت كقد كرد" :أكثركا من ذكر ىادـ اللذات أم ا٤بوت فإنو ما ذكر
ُب قليل من العمل إال كثر كال ذكر ُب كثّب من أمل الدنيا إال قللو" كقاؿ٤ :با ىوف أمر ا٥بجرة
كحذر من أرض تغّبه ُب دينو بنوع نقص شيء من األشياء حث على االستعداد بغاية ا١بهد ُب
التزكد للمعاد بقولو تعأبٍ{ :ب إلينا ترجعوف} على أيسر كجو فنجازم كبل ٗبا عمل {كالذين
آمنوا كعملوا الصا٢بات} تصديقا إلٲباهنم {لنبويئنهم} أم لننزلنهم {من ا١بنة غرفا} أم بيوات
عالية كقاؿ٤ :با كانت العبلٕب ال تركؽ إال ابلرايض قاؿ٘{ :برم من ٙبتها االهنار} كمن ا٤بعلوـ
أف يكوف ُب موضع أهنار ال يكوف فيها بساتْب كبار أك زركع كرايض
كأهنار فيشربوف من تلك العبلٕب عليها كقاؿ :ك٤با كانت ٕبالة ال نكد فيها يوجب ىجرة لوقوعها
ُب ٢بظة ما كِب عنو بقولو{ :خالدين فيها ال يبغوف عنها حوال} قاؿٍ :ب عظم قدرىا كشرؼ
أمرىا بقولو تعأب{ :نعم أجر العاملْب} أم ىذا األجر ٍب كصفهم ٗبا يرغب ُب ا٥بجرة بقولو:
{الذين صربكا} أم أجركا ىذه ا٢بقيقة حٌب استقرت عندىم فكانت سجية ٥بم فأكقعوىا على
كل شاؽ من التكاليف من عجزة كغّبىا فإف االشتياؽ قل أف ينفك عن أمر شاؽ ينبغي الصرب
عليو.
كُب عرائس البياف ُب حقائق القرآف عند قولو تعأب{ :كسكنتم ُب مساكن الذين ظلموا
أنفسهم} كمن ٱبرج نفسو زمن اإلرادة من جوار ا٤بدعْب تعودت نفسو عادة الظلم ُب الدعاكم
الباطلة كيقع عليو ما يقع على ا٤بدعْب الكاذبْب ،قاؿ أبو عثماف٦ :باكرة الفساؽ كأىل ا٤بعاصي
من غّب ضركرة فسق ظاىر كمعصية مستمرة ُب القلب ألف هللا تعأب ذـ قوما من عباده فقاؿ:
{كسكنتم ُب مساكن الذين ظلموا أنفسهم} كٓب يعذر من أقاـ فيها فقاؿ{ :أٓب تكن ارض هللا
كاسعة فتهاجركا فيها} كيقاؿ أف معاشرة أىل ا٥بول كالفسق ك٦باكرهتم مشاركة ٥بم ُب فعلهم
كيستقبل فاعلو ما استقبلوه اىػ .قلت :كقولو :من غّب ضركرة كالضركرة اجملاكرة لو أف يقيم من
ال ٲبكنو االنتقاؿ أصبل ٕبيلة من ا٢بيل كما قاؿ تعأب{ :إال ا٤بستضعفْب من الرجاؿ كالنساء
كالولداف ال يستطيعوف حيلة كال يهتدكف سبيبل فأكلئك عسى هللا أف يعفو عنهم} .كقاؿ ُب
هبجة النفوس عند تكلمو على قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :ال ىجرة بعد الفتح" :ظاىر ا٢بديث يدؿ على أف
شاىق إٔب شاىق لكن ىذه ا٥بجرة إ٭با كقع التشبيو بينها كبْب ا٥بجرة األكٔب ُب تضعيف الثواب
كاألجر كأما تلك ا٥بجرة فقد مضت ألصحابنا كىي مثل الصحبة ال تكوف لغّب الصحابة أبدا
لقولو تعأب{ :كالذين آمنوا كىاجركا كجاىدكا ُب سبيل هللا كالذين آككا كنصركا أكلئك ىم
ا٤بومنوف حقا ٥بم مغفرة كرزؽ كرٙب} ٍب قاؿ{ :كالذين آمنوا من بعد كىاجركا كجاىدكا معكم
فأكلئك منكم} نعم قد ٯبتمعاف ُب ا٤بعُب كىو أف العمدة فيهما على الفرار من موضع كثرت
فيو ا٤بخالفة إٔب موضع يرجى فيو ا٣بّب كقاؿ بعد كبلـُ :ب ا٢بديث إشارة صوفيو أف قاؿ:
كقد أخرب ملسو هيلع هللا ىلص ُب غّب ىذا ا٢بديث أبف ا١بهاد جهاداف أكرب كأصغر كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ":ىبطتم من
ا١بهاد األصغر إٔب ا١بهاد األكرب كىو جهاد النفس " فإذا كاف ا١بهاد على قسمْب فكذلك يلزـ
ُب ا٥بجرة أف تكوف كربل كصغرل فالصغرل ما تقدـ ذكرىا كالكربل ىجرة النفس عن مألوفاهتا
كشهواهتا كإخولنها كبينها كردىا إٔب هللا تعأب ُب كل أحوا٥با كقد نص هللا عز كجل ُب كتابو حيث
قاؿ{ :قل إف كاف آابؤكم كأبناؤكم كإخوانكم كأزكاجكم كعشّبتكم كأمواؿ اقَبفتموىا ك٘بارة
ترجوف كسادىا كمساكن ترضوهنا أحب إليكم من
هللا كرسولو كجهاد ُب سبيلو فَببصوا} أىػ .قلت :أطبق ا٤بفسركف على أف يبب نزكؿ ىذه اآلية
قوؿ الذين أسلموا كٓب يهاجركا إف ٫بن ىاجران ضاعت أموالنا كذىبت ٘بارتنا كخربت دكران
كقطعت أرحامنا ألجل ىذا قاؿ ُب السراج ا٤بنّب{ :قاؿ} اي دمحم ٥بؤالء الذين قالوا ىذه ا٤بقالة
{إف كاف آابؤكم كأبناؤكم كإخوانكم كأزكاجكم كعشّبتكم} أم قرابتكم {كأمواؿ اقَبفتموىا}
فقعدًب ألجل ذلك عن ا٥بجرة كا١بهاد أم إف كانت رعاية ىذه ا٤بصاّب الدنيوية أكٔب عندكم من
طاعة هللا كرسولو ملسو هيلع هللا ىلص كمن اجملاىدة ُب سبيل هللا تعأب {فَببصوا} أم انتظركا مَببصْب كىو
هتديد بليغ حٌب ايٌب هللا أبمره أم عقوبة عاجلو كآجلو {كهللا ال يهد القوـ} أم ال ٱبلق ا٥بداية
ُب قلوب {القوـ الفاسقْب} ا٣بارجْب عن طاعتو ٍب قاؿ :كُب ىذا دليل على أنو إذا كقع تعارض
بْب مصاّب الدين كمصاّب الدنيا كجب على ا٤بسلم ترجيح مصاّب الدين على مصاّب الدنيا أىػ.
ٍب قاؿ ابن أيب ٝبرة :فالزىد ُب ىذه األشياء كخلو القلب منها ىو ا٤بطلوب أىػ .قلت :كال
شك أف األمر كما قاؿ هنع هللا يضر ا٤بؤمن ال ٲبنعو من ا٥بجرة من األماكن الٍب ٘بب ا٥بجرة منها إال
كراىتو مفارقة بعض مألوفاتو كلو علم أهنا كلها غركر بدلو من مفارقتها كلها اب٤بوت إف ٓب يفارؽ
بعضها اب٥بجرة لزىد فيها كمن زىد فيها ال تصده حينئذ عن شيء من طرؽ السبلمة كالغنيمة
من ىجرة كغّبىا كحيث كاف األمر ىكذا فاعلم اي أخي أف كل مكن أراد التمسك ابلسنة
احملمدية ُب ىذا الزماف الذم فسدت فيو األمة كمن تصدل فيو لؤلمر اب٤بعركؼ
كالنهي عن ا٤بنكر ثقل على القلوب كرمي ابلكذب كساءت فيو الظنوف كقصد ابألذل كالقتل
ك٤با ذكران قاؿ حذيفة رضي هللا تعأب عنو :أيٌب على الناس زماف تكوف جيفة ٞبار أحب إليهم
من مؤمن أيمرىم اب٤بعركؼ كينهاىم عن ا٤بنكر ك٤با ذكر بعض العلماء ىذا األثر ُب أتليفو قاؿ:
كهللا أف ىذا ٥بو الزماف الذم ذكره حذيفة ألف من تصدل ُب ىذا الزماف لؤلمر اب٤بعركؼ
كالنهي عن ا٤بنكر ثقل على القلوب كإف كاف خفيفا ك٠بج ُب العيوف إف كاف لطيفا كرمي
ابلكذب كساءت فيو الظنوف كقصد ابألذل ككثرت أعداؤه كقلت أصدقاؤه كرمي ُب مهارل
الردل
كأعملت الفكر ُب كيفية ا٣ببلص منو كالراحة من مشاىدتو بل ُب قتلو كاسئصاؿ شافتو إٔب أف
قاؿ كانظر إٔب قولو تعأب حكاية عن كصية لقماف البنو{ :كآمر اب٤بعركؼ كانو عن ا٤بنكر كاصرب
على ما أصابك} تعلم أف اآلمر كالناىي البد أف ٯبعل لو من الصرب حصنا حصينا كمن
االحتماؿ أمينا كأف يوطن نفسو على ٘برع كؤكس من ا٤بررات ك٘بنب حبلكة ا٤بداىنات كا٤بداراة
كأف ٲبرف نفسو على ىجر ا٣بلق ُب جنب هللا تعأب كيقنع ُب كل أحوالو بنظر هللا تعأب كأال
ينالو ُب ذلك كيصيبو فهو ُب سبيل ا٥بل تعأب فإذا مات حتف أنفو مات شهيدا لكونو غريبا عن
كطنو كلغربة الدين أيضا بنص ا٢بديث ُب ىذا الزماف كإف قاتل كقتل ُب ذلك سواء قاتلو مسلم
ظآب فقتلو الظآب كىو يدافع عن نفسو أك عن مالو أك أىلو فهو ُب ٝبيع ما ذكر شهيد كمن
ٙبزب عليو الظلمة الفسقة إرادة صده عن سبيل هللا تعأب إلرادة إصبلح نفسو كقاتلوه كقاتلهم
دفاعا عن نفسو فقتلوه فهو شهيد أك قاتلو كافر أك كفار بذلك فقاتلهم فقتلوه فهو شهيد كإذا
من هللا تعأب عليو ابلوصوؿ إٔب دخوؿ حضرة هللا تعأب كأحب هللا كخافو كما
ينبغي ٍب مات كاف سيدا من سادات الشهداء كيفوؽ شهداء ا٤بعَبؾ كالسيف ٗبراتب ال حصر
٥با ككذا إذا رزقو هللا تعأب الكماؿ كالتمسك ابلسنة احملمدية عند فساد ىذه األمة .كُب كتاب
سلم الرضواف لذكؽ حبلكة اإلٲباف :كأما الشهداء فهم أنواع كثّبة أفضلهم شهداء احملبة
كا٣بوؼ كابن معتب قاؿ :كقد صنف السيوطي ُب عددىم كتااب ٠باه بكتاب التشوؽ إٔب شهداء
احملبة كا٣بوؼ إٔب أف قاؿ :كمن الشهداء شهداء احملبة كا٣بوؼ إٔب أف قاؿ :كمن الشهداء
شهداء ا٤بعَبؾ كىم الذين بذلوا أنفسهم كأموا٥بم ُب سبيل هللا تعأب كىم أنواع كثّبة منهم
قلت :كإذا اتضح كتقرر كظهر كٙبرر أف ا٤بهاجر هلل تعأب الفار بدينو ا٤بخلص ُب ذلك القائم
إبصبلح نفسو ا٤بقبل على هللا تعأب ا٤بدبر عن السول ٦باىد ا١بهاد األكرب كمتعرض للجهاد
األصغر بل داخل فيو كما مر كحيث كاف ذلك فبل شك أف ربو الكرٙب يتفضل عليو ٔبميع أنواع
الشهادة أك بعضها كحيث كاف األمر كما ذكران قلنا :إيراد كبلـ صاحب الكتاب مشارع
األشواؽ إٔب مصارع دار العشاؽ كمثّب الغراـ إٔب دار السبلـ ألنو ما فصل إال ما أٝبلو هللا تعأب
خوؼ عباده ا٤بؤمنْب اب٤بوت ألنو من علم أنو ميت ال ٪باة لو منو سهلت عليو
حيث ٌ
ا٥بجرة لعلمو أنو إف ٓب يفارؽ بعض مألوفاتو اب٥بجرة فارؽ كل مألوفاتو اب٤بوت ،كقاؿ تعأب{ :اي
عبادم الذين آمنوا إف أرضي كاسعة فإايم فاعبدكف كل نفس ذائقة ا٤بوت} كما تقدـ ُب تفسّب
اآلية ألف ا٥بجرة تستدعي ا١بهاد فلذلك تذكر عند ذكر ا١بهاد كالقتاؿ ك٫بوٮبا ألف اإلنساف ال
يصده عن مفارقة شيء كاحد إال مفارقة ما سنذكره بعد إما ٗبوت أك قتل أك تغرب كأكرب ما
يصيب ا٤بؤمن الراغب ُب النجاة من النّباف كدخوؿ ا١بنة كنيل الرضواف كدخوؿ حضرة الرٞبن
مفارقة بعض مألوفاتو الدنيوية اب٥بجرة إٔب هللا تعأب أك ا٤بوت فيها أك
القتاؿ ألجلها ال يتجاكز ىذه الثبلثة ككونو مهاجرا غريبا ُب سبيل ربو لو قتل فيو ىو رأس
ا٤بطالب كغاية من يناؿ من ا٤بآرب ألنو شهادة ألنو إما أف ٲبوت ُب ىجرتو كىو طالب علم أك
متمسك ابلسنة عند فساد األمة أك يقتل دكف دمو أك دكف أىلو كمالو أك ٲبوت غريبا أك يقتلو
إماـ جائر ألمره ٗبعركؼ أك هنيو عن منكر ك٫بو ىذا ٩با ال يعد كقد تقدـ بعضها ككل كاحد منها
شهادة كالشهادة مطلوبة لكل عاقل ألهنا ىي العافية كالعافية مطلوبة على أم حالة حصلت.
كُب القواعد الزركقية :مقتضى الكرـ أف ٙبفظ النسبة للمنتسب على أم كجو طلبو كيشهد
لذلك" :أان عند ظن عبدم يب" كمن ٍب قيل أف عافية من ابتلي من األكابر ُب ببلئو إذ ال حاجة
لو ُب سول رضا ربو كرضاه عنو أبم كجو كاف بل يطلب لقاءه على كجو يرضاه كإف كاف فيو
حتفو ،أال ترل عمر بن ا٣بطاب رضي هللا تعأب عنو حيث كاف يطلب الشهادة فأعطيها كعثماف
أك بناء مشيد أك ظل مديد أك ملبس هبي أك مأكل ىِب ليس غّب ىذا يقعدؾ عن ا٥بجرة كال
سواه يبعدؾ عن رب العباد كاتهلل ما ىذا أيها األخ منك ٔبميل أال تسمع قولو تعأب{ :اي أيها
الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفركا ُب سبيل هللا ااثقلتم إٔب االرض أرضيتم اب٢بياة الدنيا من
االخرة فما متاع ا٢بياة الدنيا ُب االخرة إال قليل} اصغ ٤با أملي عليك من اآلماؿ القاطعة
كاستمع ٤با ألقي عليك من الرباىْب الساطعة لتعلم أنو ما يقعدؾ عن ا٥بجرة سول ا٢برماف
كليس لتأخّبؾ سبب إال النفس كالشيطاف أما سكونك إٔب طوؿ األمل كخوفك
ىجوـ األجل كاالحَباز من ا٤بوت الذم ال بد من نزكلو كاإلشفاؽ من الطريق الذم ال بد من
سلوؾ سبيلو فوهللا إف اإلقداـ ال ينقص عمر ا٤بقدمْب كما ال يزيد اإلحجاـ عمر ا٤بتأخرين قاؿ
تعأب{ :كلكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم ال يستاخركف ساعة كال يستقدموف} {كلن يوخر هللا
نفسا إذا جاء أجلها كهللا خبّب ٗبا تعملوف} {كل نفس ذائقة ا٤بوت ٍب إلينا ترجعوف} كإف
للموت سكرات أيها ا٤بفتوف كإف ىوؿ ا٤بطلع لشديد كلكن ال تشعركف كإف للقرب عذااب ال
مستبشرين أركاحهم ُب جوؼ طيور خضر تسرع ُب عليْب ككم بْب ىذا القتل الكرٙب كبْب ا٤بوت
األليم .إف قلت :يعوقِب أىلي كمإب كأطفإب كعيإب فقد قاؿ تعأب قوال بينا ال ٱبفى{ :كما
أموالكم كال أكالدكم ابلٍب تقربكم عندان زلفى} كقد قاؿ{ :زين للناس حب الشهوات من
النساء كالبنْب كالقناطّب ا٤بقنطرة من الذىب كالفضة كا٣بيل ا٤بسومة كاألنعاـ كا٢برث ذلك متاع
ا٢بياة الدنيا كهللا عنده حسن ا٤بآب} {اعلموا أ٭با ا٢بياة الدنيا لعب ك٥بو كزينة كتفاخر بينكم
كتكاثر ُب األمواؿ كاالكالد كمثل غيث اعجب الكفار نباتو ٍب يهيج فَباه
مصفرا ٍب يكوف حطاما كُب اآلخرة عذاب شديد كمغفرة من هللا كرضواف كما ا٢بياة الدنيا إال
متاع الغركر} كُب ا٢بديد لو أف الدنيا تزف عند هللا تعأب جناح بعوضة ما سقى منها كافر جرعة
ماء كقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ":موضع سوط أحدكم من ا١بنة خّب من الدنيا كما فيها كغدكة ُب سبيل هللا تعأب
كركحة خّب من الدنيا كما فيها كٟبار جارية من ا١بنة خّب من الدنيا كما فيها " فكيف يصدؾ
عن ىذا ا٤بلك العظيم أىل عن قليل يكونوف ُب األموات ٛبزقهم أيدم الشتات كتفرقهم نوازؿ
اآلفات مع ما يصدر عنهم من ا٤بنكر كالعداكات كاألخبلؽ
السيئات كا٢بقد على ما عرضت من حقوقهم للفوات كىجراهنم إايؾ عند قلة ا٤باؿ كٙبو٥بم عن
كدؾ عند تغّب األحواؿ كأعظم من ذلك فرارىم منك ُب ا٤باؿ ك٧باسبتهم إايؾ عن مثاقيل الذر
ُب السؤاؿ حٌب يود كل كاحد منهم لو ٪بى كٞبلك ما عليو من الذنوب كاألثقاؿ أـ كيف
يصدؾ ماؿ ىو ُب معرض الذىاب كالزكاؿ ينفر منك عند فقده األخبلء كيتفرؽ العياؿ
كيهجرؾ كل صديق كاف يكثر لك الوصاؿ ٍب يوـ القيامة تسأؿ من أين اكتسبتو كفيم أنفقتو كاي
مرضعة عن ما أرضعت كتضع كل ذات ٞبل ٞبلها من ىوؿ ذلك ا٤بقاـ كيعرؼ اجملرموف
بسيماىم فيؤخذ ابلنواصي كاألقداـ أفتحزف على ماؿ إف قل أك كثر ٮبك كعيناؾ أك كثر
فأغناؾ كأطغاؾ كإف مت كتركتو أرداؾ كبْب يديك موقف للحساب كما أدراؾ إف كىب لك
الدنيا ٕبذافّبىا أليس إٔب الفناء مصّبىا كال بد من فراقك ٥با كإف ركنت إٔب غركرىا كإف تذكرت
كلدؾ الكرٙب كحنوت عليو حنو األب الشفيق الرحيم فقد قاؿ تعأب{ :إ٭با أموالكم كأكالدكم
فتنة كهللا عنده أجر عظيم} كهللا تعأب ال إلو إال ىو سبحانو أرحم ابلولد من أبيو كأمو كأخيو
كعمو
ككيف ال كىو قد رابه قبلهم بثدم رٞبتو ُب ظلمات األحشاء كقلبو بيد لطفو كرأفتو ُب أرحاـ
األمهات كأصبلب اآلابء فأين كانت سفقتك إذ ذاؾ كحنوؾ كبعدؾ عنو كدنوؾ ككيف يقعدؾ
عن دار النعيم كجوار الرب الكرٙب كلد إف كاف صغّبا فأنت بو مهموـ أك كبّبا فأنت بو مغموـ
أك صحيحا فأنت عليو خائف أك سقيما فقلبك عليو راجف إف أدبتو غضب كشرد أك نصحتو
حرد كحقد مع ما تتوقع من العقوؽ ا٤بعتاد من كثّب من األكالد إف قدمت جبنك كإف ٠بحت
ٖبلك كإف رىوت رغبتك عظمت بو الفتنة كأنت تعدىا منية كعم بو الببلد كأنت تراه من
النعماء تود
سركره هبمك كفرحو ٕبزنك كرٕبو ٖبسرانك كزايدة درٮبو كديناره ٖبفة ميزانك تتكلف من أجلو
ما ال تطيق كتدخل بسببو ُب كل مضيق ألقو اي ىذا عن ابلك إٔب الذم خلقك كخلقو كتوكل ُب
رزقو بعدؾ على الذم رزقك كرزقو كقل أسلمت إٔب هللا تعأب تدبّبه ُب ا٤بلك كا٤بلكوت كال
تسلم إليو تدبّب كلدؾ بعدما ٛبوت فهل إليك من تدبّب قليل أك كثّب كهلل ملك السماكات
كاألرض كما بينهما كإليو ا٤بصّب كهللا ال ٛبلك لنفسك كال لو نفعا كال ضرا كال موات كال حياة كال
نشورا كال تستطيع أف تزيد ُب عمره يسّبا كال ُب رزقو نقّبا كقد تفَبسك ا٤بنية
بغتة فتمسي ُب قربؾ صريعا كبعملك أسّبا كسصّب كلدؾ العزيز بعدؾ يتيما كيقسم مالك
كإرثك عدكا كاف أك رحيما كيفَبؽ عيالك ظاعنا أك مقيما اي ليتِب كنت مع الشهداء فأفوز فوزا
عظيم فيقاؿ لك :ىيهات ىيهات فات ما فات كعظمت ا٢بسرات كخلوت ٗبا قدمت من
لديك كتلوهنم عليك كإساءهتم كىجراهنم إايؾ عند عكس األغراض كما تكنو قلوهبم من العلل
كاألمراض كإف كقعت ُب شدة ٚبلفوا عنك كإف كقعت ُب زلة تربءكا منك إخواف السراء كأعداء
الضراء صداقتهم مقركنة ابلفناء كصحبتهم مشحونة ابلعناء إف قل مالك ملوؾ فما أخوؾ أخوؾ
كإف شككت ُب شيء من ىذا البياف فسيظهر لك يقينا عند االمتحاف كإف ظفرت يداؾ منهم
ابح من إخواف الصفا كأين ذاؾ أك خل من خبلف الوفا كما أدراؾ فأنتما غدا كما قاؿ أصدؽ
القائلْب{ :كنزعنا ما ُب صدكرىم من غل اخواان على سرر متقابلْب} فبل يقعدنك عن ىذه
ا٥بجرة حبيب
أك قريب فرٗبا افَبقتما قبل ا٤بغيب لفاتك الثواب العظيم كابف عنك الصديق ا٢بميم كحرمت ما
تركمو من الدرجات كندمت فلم يغنك الندـ على ما فات كُب ا٢بديث أف جربيل عليو السبلـ
قاؿ للنيب صلى هللا تعأب عليو كسلم :اي دمحم إف هللا تعأب يقوؿ لك" :عش ما شئت فإنك ميت
كأحبب من شئت فإنك مفارقو كاعمل ما شئت فإنك ٦بازل بو" فانظر ما اشتملت ىذه
مع ما ٱبفى عليك ٩با ُب ا٤بنصب من النصب كالتعب كشر العافية كسوء ا٤بنقلب كما تكسب
من كثرة األعداء كا٢بساد كما اشتملت عليو بواطنهم من الضغائن كاألحقاد كمشاتتهم بك عند
زكالو كتلهفك حزان على ما فات من إقبالو كزكاؿ أكثر حشمك كخدمك كإعراض من كاف يسر
بتقبيل قدمك ،قد ركم أف ُب ا١بنة أيٌب ا٤بلك الكرٙب ٗبنشور من الرب العظيم فيو مكتوب :من
ا٢بي الذم ال ٲبوت إٔب ا٢بي الذم ال ٲبوت اي عبدم أان أقوؿ للشيء كن فيكوف كقد جعلتك
تقوؿ للشيء كن فيكوف.
كُب ا٢بديث" :إف أدٗب أىل ا١بنة منزلة من يقف على رأسو ٟبسة عشر ألف خادـ كإف أدٗب
لؤلؤة على رأس أحدىم لتضيء ما بْب ا٤بشرؽ كا٤بغرب" كركل الَبمذم كابن ماجو ُب صحيحو:
"أدٗب أىل ا١بنة الذم لو ٜبانوف ألف خادـ كاثنتاف كسبعوف زكجة كتنصب لو قبة من لؤلؤ
كزبرجد كايقوت كما بْب ا١بابية إٔب صنعاء" كا٠بع قوؿ العزيز الغفار{ :كا٤ببلئكة يدخلوف عليهم
من كل ابب سبلـ عليكم ٗبا صربًب فنعم عقىب الدار} اتهلل ىذا ما تقربو العيوف ك٤بثل ىذا
فليعمل العاملوف.
كإف قلت :يشق علي فراؽ قصرم كظلو كبناؤه ا٤بشيد كعلو ٧بلو كحشمو فيو كخدمو كسركره
كنعمو فليت شعرم ىل ىو إال بيت من طْب كحجر كتراب كمدر كحديد كخشب كجريد
كقصب إف ٓب يكنس كثرت فيو القمامة كإف ٓب يسرج فما أشد ظبلمو كإف ٓب يتعاىد ابلبناء فما
أسرع اهندامو كإف تعهدتو فمآلو إٔب ا٣براب كعن قريب يصّب إٔب الَباب يتفرؽ عنو الذم كاف
ملكا ينادم كل يوـ" :لدكا للموت كابنوا للخراب" أتبدؿ أيها ا٤بغركر قصرؾ مع سرعة فنائو
بدار ابقية قصورىا عالية كأنوارىا زاىية كأهنارىا جارية كقطوفها دانية كأبراجها متدارية كإف
سألت عن بنائها فلبنة من فضة كلبنة من ذىب ال صخب فيها كبل كال نصب كإف سألت عن
حصبائها فاللؤلؤ كا١بوىر كإف سألت عن أهنارىا فأهنار من لَب كأهنار من عسل كهنر الكوثر
كإف سألت عن قصورىا فالقصر من لؤلؤة ٦بوفة طو٥با سبعوف ميبل ُب ا٥بواء كزبرجدة خضراء
ابىرة السنا أك ايقوتة ٞبراء عالية البناء كللمؤمن ُب كل زاكية من زكاايىا أىل كخدـ ال
يبصر بعضهم بعضا لسعة الفناء كإف سألت عن فراشها فمن استربؽ بطائنها فما ظنك بظاىرىا
كىي مرتفعة بْب الفراشْب أربعوف سنة كليس فيها نوـ كال سنة بل عليها متكئوف مقبل بعضهم
على بعض يتساءلوف ،إف سألت عن أكلها فموائد موضوعة أكلها على الدكاـ ٜبارىا ال مقطوعة
كال ٩بنوعة لطوؿ ا٤بقاـ بل فاكهة نضيجة ٩با يتخّبكف ك٢بم طّب ٩با يشتهوف كيسقوف فيها من
رحيق ٨بتوـ ختامو مسك كُب ذلك فليتنافس ا٤بتنافسوف كال يتغوط أىلها كال يبولوف كال
يبصقوف كال يتمخطوف كلهم يرشح من جلودىم كا٤بسك رٰبا كلوان كا١بمار كإف سألت عن
خدمها
فالولداف ا٤بخلدكف إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا كإذا ٍب رأيت نعيما كملكا كبّبا عاليهم ثياب
سندس خضر كاستربؽ كحلوا أساكر من فضة كسقاىم رهبم شرااب طهورا إف ىذا كاف لكم جزاء
ككاف سعيكم مشكورا .كاب١بملة فكلما ذكرت لك ىو كما جاء ُب ا٣برب كإال ففي ا١بنة ما ال
عْب رأت كال أذف ٠بعت كال خطر على بشر كإف سألت عن بقائهم ُب ىذا النعيم كا٤بقاـ الكرٙب
ا١بسيم فهم فيو أبدا خالدكف أحياء ال ٲبوتوف شباف ال يهرموف أصحاء ال يسقموف فرحوف ال
ٰبزنوف راضوف ال يسخطوف من خوؼ القطيعة كالطرد آمنوف ُب مقاـ أمْب دعواىم فيها
سبحانك اللهم كٙبيتهم فيو سبلـ كآخر دعواىم أف ا٢بمد هلل رب العا٤بْب فقس بعقلك بْب ىذا
ا٤بلك العظيم ا٣بطّب كبْب قصرؾ ذم العمر القصّب كالقدر اليسّب كانظر إذا فارقتو اب٥بجرة أك
ابلشهادة أك هبما مع إٔب ما تصّب إف ا٤بقاـ ُب ما أنت فيو لغركر كال ينبؤؾ مثل خبّب .كإف
تتطيب ثقلت كإف ٓب تتطهر نتنت كثّبة العلل سريعة ا٤بلل إف كربت أيست كإف عجزت ىرمت
ٙبسن إليها جهدؾ فتنكر ذلك عند السخط كما قاؿ صلى هللا تعأب عليو كسلم ":لو أحسنت
إٔب إحداىن الدىر ٍب رأت منك شيئا قالت :ما رأيت منك خّبا قط " تركـ منها أقذر ما فيها
كٚبشى ىجرىا كٚبشى أف ٘بيفيها ٰببلك حبها على الكد كالتعب كالشقاء الشديد كالنصب
توردؾ ا٤بوارد ا٤بهلكة كترضى ُب أدٗب ىواىا هببلكك كما أكشكو تودؾ ٤برادؾ منها فإف فات
أعرضت عنك كىجرتك كطلبت سواؾ كملتك كأظهرت قبلؾ كقالت بلساف حا٥با إف ٓب تفصح
بلساف مقا٥با:
كاصلِب كأنفق أك فارقِب كطلق كاب١بملة ال ٲبكن أف تتمتع هبا إال على عوج كال تدكـ صحتك
إايىا إال مع ضيق كحرج اي هللا للعجب كيف يقعطك حب ىذه عن كصاؿ من خلقت من النور
كنشأت ُب ظبلؿ القصور مع الولداف كا٢بور ُب دار النعيم كالسركر كاعلم أف فراؽ زكجتك
حلت فيها النعم ٝبيعا حلت فيها النقم سريعا إف أخصبت أجدبت كإف ٝبعت فرقت كإف
ضمت شتتت كإف ٛبمت نقصت كإف أغنت أعنوت إف زادت أابدت كإف عمرت دمرت كإف
أسفرت أدبرت كإف راقت أراقت كإف صافت حافت كإف عمت بنوا٥با عمت بواب٥با كإف جادت
بوصا٥با جاءت بفصا٥با قريبها بعيد كحبيبها طريد شراهبا سراب كعذهبا عذاب دار ا٥بموـ
كاألحزاف كالغموـ كاألشجاف كالبْب كالفراؽ كالشقاء كالشقاؽ كالوصب كالنصب كا٤بشقة
كالتعب كثّبىا قليل كعزيزىا ذليل كذليلها حقّب غزيرة اآلفات كثّبة ا٢بسرات قليلة الصفا
عدٲبة الوفا ال ثقة بعهودىا ال
كقت لوعودىا ٧ببها تعباف كعاشقها ك٥باف كالواثق هبا خجبلف قد سَبت معاييبها ككثرت
مصائبها كأخفت نوائبها كخدعت ببطا٥با كنصبت شباكها ككضعت أشراكها كهبرجت زينتها
كجردت سيفها كأبدت مبلئحها كسَبت قبائحها كاندت :الوصاؿ أيها الرجاؿ فمن راـ كصا٥با
كقع ُب حبا٥با كبدل لو سوء حا٥با كعلم نكا٥با ككقع ُب أسرىا ٔبملة شرىا كحاؽ بو مكرىا
حيث ٓب يتبصر أمرىا فعض يديو ندما كبكى بعد الدمع دما كأسلمو ما طالب إٔب سوء ا٤بنقلب
كأجهد ُب الفرار فما أمكنو ا٥برب فتيقظ لنفسك اي ىذا قبل ا٥ببلؾ كأطلق نفسك من أسرىا
قبل أف يعسر
الفكاؾ كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ُب ذكر األسباب ا٤بوجبة النقطاع العبد عن ربو عز كجل الطارئة على ىذه األمة احملمدية من
غّب شعور ألكثرىم كىي منحصرة ُب ثبلٜبائة كستة كستْب سببا كلها موجبة النقطاع العبد عن
ربو عز كجل
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :قاؿ ُب اإلبريز :كسألتو رضي هللا
تعأب عنوٓ :ب كاف الناس يستغيثوف بذكر الصا٢بْب دكف هللا عز كجل فَبل الواحد إذا جهر ُب
ٲبينو يقوؿ :كحق سيدم فبلف كحق سيدم عبد القادر ا١بيبل٘ب أك سيدم أيب يعزل أك سيدم
أيب العباس السبٍب كغّبىم كإذا أراد أف ٱباؼ أحد كيؤكد عليو ُب ٲبينو يقوؿ لو :احلف ٕب
بسيدم فبلف ،كإذا أصابو ضرر أراد أف يسأؿ كالسعادة الذين يتكففوف للناس صرح ابسم
سيدم فبلف كىم ُب ذلك كلو منقطعوف عن هللا عز كجل كإذا قيل ٥بم توسلوا ابهلل تعأب أك
احلفوا بو أك ٫بو ذلك ال يقع ذلك الكبلـ منهم موقعا فما السبب ُب ذلك؟ فقاؿ رضي هللا
تعأب عنو :أىل الديواف من أكلياء هللا تعأب فعلوا ذلك عمدا لقوة الظبلـ ُب الذكات ككثرة
ا٤بنقطعْب عن هللا عز كجل فصارت ذكاهتم خبيثة كأكلياء هللا تعأب ٰببوف الذين يذكركف
سيدىم كخالقهم سبحانو أف تكوف ذكاهتم طاىرة ألنو تعأب ٯبيب من دعاء إذا انقطع إليو ابطنا
كقت الدعاء كإجابتو تكوف أبحد أمرين :إما أف يعطيو ما سأؿ كإما أف تبْب لو سر القدر ُب
ا٤بنع إذا منعو كىذا ال يكوف إال لؤلكلياء كال يكوف للبعداء احملجوبْب فلو توجهت الذات
الظلمانية إليو تعأب ٔبميع عركقها كبكل جواىرىا كسألتو أمرا كمنعها كٓب يطلعها على سر القدر
ُب ا٤بنع لرٗبا كقع ٥با كسواس ُب كجود ا٢بق سبحانو فتقع ُب ما ىو أدىى كأمر من عدـ قضاء
حاجتها فكاف من ا٤بصلحة ما فعلو أىل الديواف من ربط عقوؿ الناس بعباد
هللا تعأب الصا٢بْب ألنو إذا كقع ٥بم كسواس ُب كوهنم أكلياء فإف ذلك ال يضرىم قاؿ رضي هللا
تعأب عنو :ك٩با يدلك على كثرة ا٤بنقطعْب كزايدة الظبلـ ُب ديواهنم أنك ترل الواحد ٱبرج من
داره بعشرين موزكنة مثبل كيذىب هبا إٔب ضريح كٕب من أكلياء هللا تعأب فيطرحها عنده ليقضي
لو حاجتو ككم من فقّب ٧بتاج يلقاه ُب الطريق كيطلب لو متاع هللا تعأب ُب سبيل هللا تعأب لوجو
الكرٙب العظيم إذ لو خرجت لذلك لدفعها صاحبها لكل ٧بتاج لقيو لكن ٤با كاف ا٢بامل عليها
كالداعي إٔب إخراجها ىو قصد النفع لنفسو كاستكماؿ أغراضو كحظوظو خص هبا موضعا دكف
موضع لظنو أف النفع يتبع ذلك ا٤بوضع كجودا كعدما قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كقد رأيت ُب
ىذا اليوـ ما أىدل للصا٢بْب من ابب تلمساف إٔب الساقية ا٢بمراء فإذا ىو من الداننّب ٜبانوف
دينارا كمن الغنم ثبلٜبائة كستوف شاة كمن البقر اثناف كسبعوف ثورا أخرج ىذا كلو ُب يوـ كاحد
للصا٢بْب كما أخرج هلل تعأب ُب ذلك اليوـ عشرة دراىم قاؿ رضي هللا تعأب عنو:
كىذا سبب من األسباب لبلنقطاع عن هللا عز كجل الطارئة على ىذه األمة من غّب شعور
ألكثرىم هبا كىي منحصرة ُب ثبلٜبائة كستة كستْب سببا كلها موجبة النقطاع العبد عن ربو عز
كجل ،قاؿ :فقلت :كىل حضركم اآلف منها شيء؟ فقاؿ رضي هللا تعأب عنو :اكتب :األكؿ
اإلىداء للصا٢بْب على الوجو السابق دكف كجو هللا عز كجل ،الثا٘ب التوسل إٔب الصا٢بْب ابهلل
عز كجل قاؿ :ليقضوا ا٢باجة فيقوؿ الزائر :قدمت لك كجو هللا اي سيدم فبلف إال ما قضيت
ٕب حاجٍب كإ٭با كاف سببا لبلنقطاع ألف الزائر قلب الواجب كعكس القضية فإنو كاف من حقو
أف
يتوسل هلل عز كجل أبكليائو ال أف يعكس ،الثالث زايرة الصا٢بْب كعلى الزائر دين فرض كعدد
صلوات كجب قضاؤىا عليو فَبؾ قضائها الذم ىو حق هلل تعأب كفيو نور هللا تعأب كسره الذم
يرٞبو بو كذىب إٔب زايرة صاّب كال ٱبفى ما فيو من االنقطاع كالظلم ،الرابع ا٣بوؼ من الظآب
على العمر كالرزؽ كغّبٮبا فيقوؿ لنفسو :ال أعصي ىذا الظآب أل٘ب إف عصيتو قتلِب أك منع
رزقي أك غّب ذلك ٩با يوجب ا٣بوؼ منو كلو ٙبقق بوجود ا٢بق تعأب معو كتصرفو فيو كُب ذلك
الظآب لعلم أنو ىو الفاعل كحده ال يشاركو ذلك الظآب كال غّبه ُب فعل من
األفعاؿ كحينئذ فبل ٱباؼ إال منو تعأب كبقدر ما يقول ىذا النظر ُب البعد يقول قربو من ربو
تعأب كبقدر ما يقل أك ينعدـ يكوف بعده من هللا عز كجل كانقطاعو ،ا٣بامس الطمع ُب الظآب
فيتقرب إليو ليناؿ منو رزقا كلو ٙبقق أبف هللا سبحانو ىو الرزاؽ ٓب يصدر منو ذلك ،السادس
النصيحة للكافرين فيلهمهم مصا٢بهم ُب دنياىم أبف يرم ٥بم طريقا من ٫بوه فإنو من أسباب
قاؿ هنع هللا يضر :كلو ٓب ٱبلق هللا جنة كال انرا لتبْب من يعبده ٩بن ال يعبده كلكانت عبادة الذم يعبده
خالصة لوجهو الكرٙب كحينئذ ٙبصل ا٤بعرفة ابهلل تعأب على كجهها الكامل ٤بن عبده كلكن
الناس ٤با ٠بعوا بذكر ا١بنة كالنار تفرقت أعراضهم ٫بوٮبا فضلوا على السبيل ،ا٢بادم عشر
ا٤بعاصي ُب حرمات هللا تعأب كا٤بساجد ك٫بوىا فإف العبد لو ٙبقق إبضافة البيت إٔب ربو كقاؿ ُب
قلبو :ىذا بيت هللا تعأب ٓب تصدر منو فيو معصية ،الثا٘ب عشر اللواط كستأٌب إف شاء هللا تعأب
مفسدتو قلت :كىو قولو :ك٠بعتو هنع هللا يضر يقوؿ:
إ٭با حرـ هللا اللواط ألنو يسقط مع نطفة الرجل عدد من ا٤ببلئكة فإذا كقعت النطفة ُب الدبر
الذم ىو ليس ٧ببل للحراثة ماتوا ٝبيعا كمرة قاؿ :إهنم ٗبنزلة فرخ ا٢بماـ إذا سقط على صخرة
من عش عاؿ أترل يبقى فيو شيء؟ قاؿ :كأما إذا كقعت النطفة ُب الفرج الذم ىو ٧بل ا٢براثة
فإنو يبقى مع تلك النطفة العدد إف من ا٤ببلئكة عدد مبلئكة نطفة األب كعدد مبلئكة نطفة
األـ ك٦بموع ذلك ثبلٜبائة كستة كستوف ملكا أنصافا بينهما إال أف الرجل يزيد بعشرة ألف
مبلئكتو أكثر لسر ُب أصالة آدـ ٢بواء قاؿ :فإذا قضى هللا تعأب ابلتكوين فإف
الزيت النازلة من فتيلة القنديل إذا كاف ٩بلوءا ابلزيت أكثر من القدر ا٤بعتاد فتنزؿ مضيئة كال
تبلغ إٔب األرض حٌب تنطفئ ،قاؿ رضي هللا تعأب عنو :ك٥بذا ال ٯبوز التسبب ُب إخراج ا٤بِب من
الرحم ألان ال ندرم ىل أراد هللا تعأب أف يكوف من النطفة كلد أـ ال فتسعى ُب ىبلؾ عدد كثّب
من ا٤ببلئكة ،كأما ا٤بفسدة الٍب حرـ الزان ألجلها فليست ىي من جهة ا٤ببلئكة كإ٭با ىي من
جهة قطع النسب كذلك أف الناس يوـ القيامة ٥بم نفع عظيم ابألنساب كال تقبل ىناؾ دعول
نسب إال بشهادة كلذلك أمر النيب ملسو هيلع هللا ىلص ابإلشهاد ُب
النكاح كإعبلنو كا١بهر بو كالزان ال يفعل ذلك إال خفية ألنو لو جهر بو ألقيم عليو ا٢بد فهو
ساع ُب قطع النسب كاختبلطو ،الثالث عشر ضرب الرجل امرأتو من غّب ذنب فذلك الضرب
سبب ُب االنقطاع ٤با ٥با عليو من ا٢بقوؽ ،الرابع عشر ا٤بنة على العياؿ كاألىل ابلنفقة فيقوؿ:
أنفقت عليكم كذا ككذا بقصد ا٤بنة ،ا٣بامس عشر ا٢بسد كسيأٌب إف شاء هللا تعأب ما فيو من
الفساد إف غالب ا٤بعاصي منو ،قلت :كىو قولو ك٠بعتو رضي هللا تعأب عنو ٰبكي عن بعض
الصا٢بْب أف سبب رسوخ التوبة ُب ذات العبد كمد أغصاهنا فيها كٛبكن عركقها منها
كبلوغها الغاية فيها ىو ٧ببة ا٤بؤمنْب ٝبيعا من غّب فرؽ كما يبغض الكافرين ٝبيعا من غّب فرؽ،
قاؿ :فإذا كانت ىذه احملبة ُب العبد نزلت عليو التوبة من هللا تعأب كلو كرىها كأراد دفعها فإهنا
تنزؿ ال ٧بالة كسبب ذلك أف العبد ال يفرؽ ُب ٧ببتو للمؤمنْب حٌب ٰبب بعضا دكف بعض إال
لدسيسة بغض ُب قلبو نشأت عن حسد أك كرب أك ٫بو ذلك فتكوف طويتو ُب ذلك خبيثة
كالتوبة النصوح ال تنزؿ إال أبرض طيبة كطوية طاىرة فإذا أحب ٝبيع ا٤بؤمنْب فقد ارتفعت
الدسائس كلها عن قلبو فتنزؿ التوبة عليو حينئذ ،كمرة قاؿ :مثل ىذا ال ٰبتاج
ك٧ببة إٲبانو ابهلل تعأب ك٧ببة إٲبانو برسولو ملسو هيلع هللا ىلص ك٧ببة إٲبانو ٔبميع الرسل ك٧ببة إٲبانو ٔبميع األنبياء
عليهم الصبلة كالسبلـ ك٧ببة إٲبانو بسائر الكتب السماكية ك٧ببة إٲبانو ابليوـ اآلخر ككل ما فيو
من حشر كنشر كجنة كانر كصراط كميزاف ك٧ببة إٲبانو ٔبميع ا٤ببلئكة عليهم الصبلة كالسبلـ
ك٧ببة إٲبانو ابلقدر خّبه كشره كىكذا ٫ببو على كل كصف ٩بدكح فيو فإذا تقدمت ٧ببتنا فيو
على ىذه ا٣بصاؿ ا٢بميدة ٓب ٲبكن أف يدخل بغضو ُب قلوبنا أبدا إ٭با نبغض أفعالو كندعو لو
ٖبّب كال سيما إف نظران إليو بعْب
ا٢بقيقة كأكثر الناس إذا أرادكا أف يبغضوا العاصي توجهوا إليو أكال قبل كل شيء ابلبغض
اجملركب للحك كعلى قدر ما حك يكوف كابلو قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كال سيما ُب حاؿ
ا٤بعصية شأهنا عظيم كأمرىا جسيم فينبغي للمؤمن إذا عصى هللا أف يعلم أف لو راب قادرا عليو
فيحصل لو ا٣بوؼ كالوجل منو تعأب فتنكسر منو صورة العذاب إف ٓب يقع السماح ابلكلية كهللا
تعأب أعلم .السابع عشر ٝبع الدنيا من ا٢براـ قاؿ :قلت :كال تكرركا مع اتلوجو التاسع كما ال
ٱبفى.
الثامن عشر عقوؽ الوالدين فسمعتو رضي هللا تعأب عنو ٰبكي عن شيخو سيدم عمر بن دمحم
ا٥بوارم كذكر أنو كاف جالسا معو عند السدرة الٍب ىي خارج ركضة سيدم علي بن حرازـ
فجاء كلو فودعو كأراد الذىاب إٔب ا٢بج فأىب عليو أبوه سيدم عمر قاؿ :ككاف عاقا ألبيو
فذىب كأبوه غّب راض عنو فقاؿ ٕب سيدم عمر :نتيجة عقوؽ الوالدين أربعة أمور أحدىا أف
الدنيا تذىب عنو كتبغضو كما يبغض ا٤بؤمن جهنم اثنيها أنو إذا جلس ُب موضع من ا٤بواضع
كجعل يتكلم مع ا٢باضرين ُب شيء من األشياء صرؼ هللا تعأب قلوهبم عن االستماع لكبلمو
كينزع هللا
تعأب الربكة كالنور من كبلمو كيصّب ٩بقوات بينهم اثلثها أف أكلياء هللا تعأب من أىل الديواف
كالتصرؼ ال ينظركف إليو نظر رٞبة كال يرضوف عليو أبدا رابعها أف نور إٲبانو ال يزاؿ ينقص شيئا
عليو أكلياء هللا تعأب كال يزاؿ إٲبانو يزيد شيئا فشيئا كهللا تعأب ا٤بوفق فانظر اي أخي ىذه ا٤بفاسد
الربعة الٍب ُب عقوؽ الوالدين كاحملاسن األربعة الٍب ُب بر الوالدين .التاسع عذر ٨بالطة احملجوبْب
ذكم الرائسات فإف ُب اذت العبد ا٤بؤمن خيطا من نور ٱبرج من ثقبة ُب ذاتو يتصل ذلك النور
بعطية ا٢بق سبحانو كيزيد ٗبخالطة أكليائو تعأب كيقل بعدمها كٱباؼ عليو من االنقطاع أصبل
كانسداد الثقبة ٗبخالطة أرابب الرائسات فإهنم برائستهم كأموا٥بم كجاىهم يستولوف على ذاتو
فتكوف ٙبت أسرىم كُب حكم قبضهم فبل يزاؿ يصغي
إليهم بقلبو كقالبو كيبقى على ذلك ا٤بدة الطويلة كال يقع ا٢بق سبحانو ُب فكره كال ُب خاطره
فبل يزاؿ كذلك مسَبسبل ُب أغراضو كانقطاعو حٌب تنسد الثقبة أصبل كالعياذ ابهلل تعأب كىذه
آفة حاصلة من ذكم الرائسات نسأؿ هللا تعأب السبلمة .كالعشركف التفريق بْب ا٣بلفاء األربعة
أيب بكر كعمر كعثماف كعلي رضي هللا تعأب عنهم أٝبعْب قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كمعنا
التفريق أف ٰبب بعضهم كيبغض بعضهم كما شا ،ا٣بوارج كالركافض كإ٭با كاف ذلك التفريق سببا
ُب االنقطاع عن هللا عز كجل ألف كل كاحد منهم كرث خصلة من خصالو صلى
هللا تعأب عليو كسلم فبغض ذلك ا٣بليفة يسرم إٔب بغض النيب صلى هللا تعأب عليو كسلم
فلذلك كاف سببا ُب االنقطاع فقلت :فما ا٣بصلة الٍب ُب أيب بكر رضي هللا تعأب عنو فقاؿ:
خصلة اإلٲباف ابهلل تعأب فإف ابهلل عز كجل كاف ُب النيب ملسو هيلع هللا ىلص على كيفية خاصة لو طرحت على
أىل األرض صحابة كغّبىم لذابوا ككرث أبو بكر هنع هللا يضر من تلك الكيفية شيئا قليبل على قدر ما
تطيقو ذاتو كمع ذلك اـ يكن ُب أمة النيب ملسو هيلع هللا ىلص من يطيق أاب بكر ُب ذلك كال من يدانيو ال من
الصحابة كال من غّبىم من أىل الفتح
الكبّب ألف النيب ملسو هيلع هللا ىلص بلغ ُب أسرار األلوىية كحقائق الربوبية كرقائق العرفاف مبلغا ال يكيف كال
يطاؽ ككاف يتكلم مع أيب بكر ُب البحور الٍب كاف ٱبوضها عليو السبلـ فارتقى أبو بكر ا٤برتقى
ا٤بذكور كمع ذلك فكاف النيب ملسو هيلع هللا ىلص ُب الثبلث سنْب األخّبة ال يتكلم معو ُب تلك ا٢بقائق خيفة
ببل شك قاؿ رضي هللا تعأب عنو :كاعلم أرشدان هللا تعأب كإايؾ إٔب سبيل ىدايتو أف قساكة
القلب أعظم الببلاي كٓب يبتل هللا تعأب قلبا أبشد منها بعد الكفر كأسباب القساكة ٧بصورة فيما
أذكره اآلف فمن اجتنبها الف قلبو بعوف هللا تعأب كهنض إٔب الفبلح كىي ىذه اإلضرار على أم
ذنب كاف كطوؿ األمل كالعضب لغّب هللا عز كجل كا٢بقد على ا٤بسلمْب كحب الدنيا كحب
الرايسة كفعل ما ال يعِب من قوؿ كعمل كلو قل ككثرت الضحك ككثرت ا٤بزاح كالفرح اب٢بظوظ
العاجلة كالغم من أجل فقدىا كالغفلة عن ذكر هللا تعأب عز كجل كعن التفكّب ُب
أمور اآلخرة كأمر القرب كأمر الناس كسائر أنكا٥با كأغبل٥با كأمر ا١بنة كضركب نغيمها كسركرىا
من حورىا كقصورىا إٔب غّب ذلك فالغفلة عن ىذا كلو سبب ُب القساكة كا٣بوض مع أىل
اللهو كاللعب فيما ىم فيو من قوؿ كعمل ك٠باع حديثهم ك٦بالستهم لغّب ذركرة شرعية كصحبة
السقهاء كاألحداث سنا كعقبل كدينا كأكل ا٢براـ كا٤بتشابو كالشبع ككثرت شرب ا٤باء ككثرت
تناكؿ الشهوات ككثرت النوـ ككثرت تفكر القلب ُب غّب ذكر هللا عز كجل كالرضا عن النفس
ابستحساف حا٥با فهذه أربع كعشركف خصلة نسأؿ هللا تعأب أف يرزقنا اجتناهبا كٝبيع ما
فقاؿ :ال أقدر فتغافل عنو الشيخ كأقاـ عنده يوما أك يومْب فلما أراد كداعو قاؿ لو :اي سيدم
كيف ا٣ببلص كأان مرتكب ا٤بعاصي فقاؿ لو الشيخ :إذا أردت أف تعصي ربك فاستحضر ثبلثة
أمور كافعل ما شئت فاستحضر ا٤بعصية كقبحها كما توصل إليو من غضب الرب كاستحضر
ذاتك كنفسك كخساستك كإعراضك عن ربك كاستحضر ربك كسطوتو كقهره كقدرتو عليك
مٌب أرادؾ ٍب عفوه عنك كما أتبلو عليك من ٝبيل سَبه فإذا استحضرت ىذه األمور كما ينبغي
فافعل ما بدل لك قاؿ :فذىب الرجل ٍب بعد مدة لقيتو فسلم علي فقاؿ :أكما تعرفِب؟ فقلت:
من أنت؟ فقاؿ :أان
صاحب ا٤بعاصي كقد أخذ هللا تعأب بيدم بربكة كبلـ الشيخ كذلك أ٘ب أردت ا٤بعصية
فاستحضرت األمور الٍب أكصا٘ب هبا فما قدرت عليها فكاف ذلك سبب توبٍب كهللا تعأب أعلم.
كقاؿ :ك٠بعتو هنع هللا يضر يقوؿ :عندم أف الكبّبة ما فعلت ُب حالة انقطاع القلب عن هللا تعأب
كمبلئكتو ككتبو كرسلو كاليوـ اآلخر ابطنا بل كإف تعلق العبد بذلك ظاىرا فإنو ال ينفعو كإ٭با
كانت ا٤بعصية ُب ىذه ا٢بالة كبّبة ألنو ُب حالة االنقطاع يكوف العبد كاقعا ُب ا٤بعصية بقلبو
كقالبو كٕببو كبليو كبيديو كرجليو كبكل ذاتو فبل يزجره من قلبو زاجر كال
يذكره من ربو ذاكر كالصغّبة ما فعلت حاؿ تعلق القلب ابلرب سبحانو كابألمور ا٤بوصلة إليو
من رسلو كمبلئكتو ككتبو فإف العبد إذا كقع ُب ا٤بعصية حينئذ يقع فيهخا على غّب نية مع شائبة
بغض فيها ألجل الزاجر الذم ُب قلبو فهو ُب حاؿ مواقعتها ُب حياء من ربو تعأب فقلت:
يشكل على ىذا التفريق عده ملسو هيلع هللا ىلص الكبائر ُب ا٢بديث مع إطبلقها كٓب يقيدىا ٕبالة االنقطاع عن
زاد البخارم :كاليمْب ا٣بموس كزاد مسلم بد٥با :كقوؿ الزكر .كُب حديثهما أيضا "اجتنبوا
السبع ا٤بوبقات الشرؾ ابهلل كالسحر كقتل النفس الٍب حرـ هللا إال اب٢بق كأكل ماؿ اليتيم كأكل
الراب كالتوٕب يوـ الزحف كقذؼ احملصنات ا٤بومنات الغافبلت " فقاؿ هنع هللا يضر ىذه ا٤بعاصي ال
تصدر من العبد إال إذا كاف منقطعا عن ربو عز كجل فإف معلق القلب ابلرب سبحانو ال يشرؾ
كال يتعاطى سحرا كال شيئا ٩با ىو مذكور ُب ىذين ا٢بديثْب ٍب قاؿ هنع هللا يضر :أال ترل إٔب فبلف فإنو
سيكوف من أكلياء هللا تعأب كىو اآلف ٧بجوب من ٝبلة
احملجوبْب كقلبو متعلق بربو تعأب فما ابلو ال يستطيع أف يفعل شيئا من ىذه ا٤بعاصي كٱباؼ
منها خوفو من النار كإٔب فبلف فإنو ليس من ا٤بفتوح عليهم كقلبو منقطع عن هللا عز كجل ك٦برد
ذكر اللساف ال ينفع كانظر إٔب ما يرتكبو من القبائح نسأؿ هللا السبلمة ٗبنو ككرمو قاؿ:
فمعاصي أىلب القطيعة ال ٚبشى كمعاصي أىل الوصلة ال ٚبفى.
كقاؿ :ك٠بعتو هنع هللا يضر يقوؿ :إ٭با أسباب ا٤بعاش من حراثة ك٘بارة كغّبٮبا ٗبنزلة الكشاكيل الٍب ُب
أيدم السعادة فإنو قد جرت عادة الرب سبحانو كتعأب أنو ال ينزؿ الرزؽ على العبد إنزاال أبف
يعطيو الرزؽ ُب يده من غّب حيلة بل يعطيك إايه حٌب يسألو بكشكوؿ من كشاكيل أسبابو فإذا
مد لو الكشكوؿ كضع لو ما يليق بو كيصلحو كحينئذ فيجب على ا٤بتسبب أف ينزؿ سببو هبذه
ا٤بنزلة فيكوف نظره عند السبب إٔب ربو عز كجل ال إٔب ا٤بسبب كما أف الساعي ا٤بتكفف إ٭با
ينظر إٔب الناس الذين يعطونو كال ينظر إٔب كشكولو الذم ُب يده
كإذا كاف نظره عند السبب إٔب ربو عز كجل كاف متعلقا حالة سببو بربو عزكجل فيكوف سببو
كصلة بينو كبْب ربو تعأب فبل يعتمد على سببو بل على ربو كإذا كاف اعتماده على ربو فبل
يتعاطى إال سببا أذف لو ربو فيو كحينئذ فبل فرؽ عنده بْب أف يكثر من األسباب أك يقلل فإف
ا٤بعطي سبحانو كاحد كىو قادر على اف يعطيو ُب سبب كاحد ما يعطيو لغّبه ُب أسباب عديدة
فليتق هللا تعأب كليجمل ُب الطلب فهذه صفة أسباب ا٤بتعلقْب ابهلل عز كجل كأما غّبىم فإهنم
يقتلوف أنفسهم حالة السبب اب٣بدمة كال يركف سببا من األسباب إال تعاطوه سواء
كاف مأذكان فيو أك غّب مأذكان فيو كيعتقدكف أف الرزؽ يكوف على حسب حيلهم كسياستهم
اللهم إال أف يكوف ٖبشوع القلب كخضوع اللساف كنظر العْب إليو نظر ا٣بائف منو ا٤بستعطف
لو ٍب ىو ٨بتار إف شاء رحم كإف شاء عذب فتحَبؽ قلوهبم من خوفو كعذابو ،كأما غّب العقبلء
من أكلئك ا٤بعلقْب فإهنم ال ينظركف إٔب ا٤بكاف الذم يسقطوف فيو كال ينظركف إٔب الذم بيده
ا٢ببل بل يغلب عليهم النسياف كيظنوف أف ا٤بوضع الذم ىم فيو حينئذ موضع إقامة فيشتغلوف
أبسباب اإلقامة فيبنوف فيو الدكر كالقصور كيتعاطوف ا٢براثة كالتجارة كىم ُب ذلك ا٥بواء كال
شعور ٥بم أبمر ا٢ببل فإذا قطع هبم كجدكا أنفسهم قد فرطوا ُب ا٤بكاف الذم
يسقطوف إليو حيث ٓب يشتغلوا ابلنظر إليو كال تعاطوا أسباب صبلحو كلو ابلدعاء كالتضرع كال
أتىبوا للوقوع فيو كُب الذم ُب يده ا٢ببل فإهنم ما عرفوه فضبل عن أف يتضرعوا لو كيطلبوا منو
النجاة كالسبلمة .قاؿ رضي هللا تعأب عنو :ىذه حالة الغافل عن هللا تعأب كعن اآلخرة كالذاكر
٥بما فا٢ببل ىو العمر كانقطاعو اب٤بوت كا٤بكاف الذم يسقط فيو إما جنة كإما انر كالذم ُب يده
ا٢ببل ىو هللا سبحانو كتعأب فالعارفوف بو ُب خوؼ دائم من ىذين األمرين فأاثهبم ا٢بق سبحانو
ابلراحة يوـ اللقاء كأما الغافلوف فعلى العكس من ذلك كهللا
تعأب أعلم اىػ .كقاؿ :ك٠بعتو رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :إ٭با أرسل هللا للعبادة رسلو كأمرىم
ابلطاعة ٣بصلة كاحدة كىو أف يعرفوه فيوحدكه كال يشركوا بو شيئا فمٌب حصل ىذا ا٤بقصود
ا٤بخالفات فقد فتح على نفسو أبواب ظبلـ الباطل كسد عنها أبواب نور ا٢بق كمن أطاع
كعصى كفعلهما معا فقد فتح على نفسو البابْب معا فلينظر العبد ُب أم مقاـ ىو كُب أم ابب
فتحو على نفسو قبل أف يندـ حيث ال ينفعو الندـ كلكن أكثر الناس يظنوف أف القياـ
ابلطاعات ظاىرا يكفي ُب فتح أبواب ا٢بق كما أف فعل ا٤بخالفات ُب الظاىر يكفي ُب فتح
أبواب الشر كليس كذلك بل ال بد أف يوافق الظاىر الباطن فإف الناس حينئذ أربعة أقساـ:
قسم ظاىره كابطنو مع هللا عز كجل فظاىره مع هللا تعأب ابمتثاؿ ألكامره كابطنو مع هللا تعأب
بزكاؿ
الغفلة حاؿ فعل الطاعة كحصوؿ ا٤براقبة كا٤بشاىدة فهذا ىو احملبوب عند هللا عز كجل ،كقسم
كالعياذ ابهلل ظاىره كابطنو مع غّب هللا تعأب فظاىره ُب ا٤بخالفات كابطنو مغمور ابلغفبلت فهذا
ىو ا٤بذموـ ،كقسم ظاىره مع هللا تعأب كابطنو مع غّب هللا سبحانو كتعأب فظاىره ُب الطاعات
كابطنو غافل كعلة ىذا حيث ٓب ترده عبادتو إٔب ربو أهنا أم عبادتو صارت عادة لو من ٝبلة
العادات فاستأنست ذاتو هبا فصارت بفعلها ٕبكم كازع الطبع ال ٰبكم كازع الشرع كقد تضاؼ
إٔب ىذه العلة علة أخرل كىي أف يكوف عند الناس معركفا ابلعبادة كالزىد
كحسن السّبة فيخاؼ من تقصّبه ُب عبادتو أف يسقط من أعْب الناس فَباه يعبد ليلو كهناره
حرصا على أف تزيد درجتو عند الناس فهذا ىو الذم ٓب تزده عبادتو إال بعدا من هللا سبحانو
كقد ٯبمع هللا سبحانو بعض أىل ىذا القسم مع كاحد من أكابر أكليائو من أىل القسم األكؿ
فّبل الوٕب علتو فّبيد أف يعا١بو فيأمره بَبؾ بعض ما ىو عليو من ظاىر العبادة فيأىب عليو ذلك
الستحكاـ العلة فيهلك مع ا٥بالكْب.
قلت :كما كقع لصاحب أيب يزيد البسطامي رضي هللا تعأب عنو كذلك أنو أمر بعض من كاف
كهللا تعأب أعلم على ىذه ا٢بالة بَبؾ صياـ نفل فأىب عليو فقاؿ أصحابو كإخوانو ُب هللا تعأب:
كيلك أتعصي قدكتك؟ فقاؿ ٥بم أبو يزيد :دعوا من سقط من عْب هللا عز كجل ،كقسم ظاىره
ُب إعبلمهم أنو ٯبب على كل مكلف يريد أف ٱبلص نفسو من سخط هللا تعأب كغضبو كأف يفوز
برضاه كأف يبادر إٔب التوبة النصوح كأهنا مقبولة قطعا إذا صحت ابستكماؿ شركطها كآداهبا
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :اعلم أف التوبة كاجبة كتااب كسنة
كإٝباعا من كل معصية كبّبة أك صغّبة على الفور كال ٯبوز أتخّبىا ،أما الكتاب فقولو تعأب:
{كتوبوا إٔب هللا ٝبيعا أيها ا٤بومنوف لعلكم تفلحوف} كقولو تعأب{ :إال من اتب كآمن كعمل
عمبل صا٢با} كقولو تعأب{ :كإ٘ب لغفار ٤بن اتب كآمن} اآلية كقولو تعأب{ :فإنو كاف لبلكابْب
غفورا} كقولو تعأب{ :كىو الذم يقبل التوبة عن عباده كيعفو عن السيئات} كقولو تعأب:
{كقابل التوب شديد العقاب} كقولو تعأب{ :اي أيها الذين آمنوا
توبوا إٔب هللا توبة نصوحا} كغّب ذلك من اآلايت الٍب تدؿ على تدؿ أف التوبة كاالستغفار
كاجب على من صدر منو شيء من ا٤بنهيات كمن عصى هللا تعأب ُب شيئ ٍب ٓب يتب منو عن
قريب فهو ظآب قاؿ هللا تعأب{ :كمن ٓب يتب فؤلئك ىم الظا٤بوف} كقاؿ تعأب{ :كليست التوبة
للذين يعملوف السيئات حٌب إذا حضر أحدىم ا٤بوت قاؿ إ٘ب تبت االف كال الذم ٲبوتوف كىم
كفار أكلئك أحتدان ٥بم عذااب أليما} سول بْب من يسوؼ التوبة إٔب حضور ا٤بوت من الفسقة
كالكافرين كبْب من مات على الكفر ُب نفي التوبة ٤ببالغة ُب عدـ االعتداد ُب تلك ا٢بالة
هبا ككأنو قاؿ كتوبة ىؤالء كعدـ توبة ىؤالء سواء كقيل :ا٤براد ابلذين يعملوف السوء عصاة
ا٤بؤمنْب كابلذٙب يعملوف السيئات ا٤بنافقوف يضاعف كفرىم كسوء أعما٥بم كابلذين ٲبوتوف الكفار
كحضور ا٤بوت أكؿ أحواؿ اآلخرة فكأهنم ماتوا ببل توبة على اليقْب كأما من اتب قبل معاينة
ركاه مسلم كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":إف العبد إذا اعَبؼ بذنبو ٍب اتب منو اتب هللا عليو " متفق عليو كقولو
ملسو هيلع هللا ىلص ":هلل أشد فرحا بتوبة عبده حْب يتوب إليو من أحدكم كاف على راحلتو أبرض فبلة فانفلتت
منو كعليها طعامو كشرابو فآيس منها فأتى شجرة فاضطع ُب ظلها قد أيس من راحلتو فبينما
ىو كذلك إذا ىو هبا قائمة عنده فأخذ ٖبطامها ٍب قاؿ من شدة الفرح :اللهم أنت عبدم كأان
ربك أخطأ من شدة الفرح " ركاه مسلم كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":إف العبد إذا أذنب فقاؿ :رب أذنبت
فاغفر ٕب قاؿ ربو :علم عبدم أف لو
راب يغفر الذنب كأيخذ بو فغفر لو ٍب مكث ما شاء هللا ٍب أذنب ذنبا آخر فقاؿ :رب أذنبت
فاغفر ٕب فقاؿ ربو :علم عبدم أف لو راب يغفر الذنب كأيخذ بو غفرت لعبدم فليفعل ما شاء "
متفق عليو كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":قاؿ هللا تعأب :اي ابن آدـ إنك ما دعوتِب كرجوتِب غفرت لك كال أابٕب
اي ابن آدـ لو بلغت ذنوبك عناف السماء ٍب استغفرتِب غفرت لك كال أابٕب اي ابن آدـ لو أتيتِب
بقراب األرض خطااي ٍب لقيتِب كأنت ال تشرؾ يب شيئا ألتيتك بقراهبا مغفرة " ركاه الَبمذم
كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":من لزـ االستغفار جعل هللا
تعأب لو من كل ضيق ٨برجا كمن كل ىم فرجا كرزقو من حيث ال ٰبتسب" ركاه أٞبد كقولو
ملسو هيلع هللا ىلص ":ما أصر من استغفر كإف عاد ُب الليل سبعْب مرة" ركاه الَبمذم .كقولو ملسو هيلع هللا ىلص" :إف العبد
إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء ُب قلبو فإف اتب كاستغفر صقل قلبو كإف زاد زادت حٌب تعلو
قلبو فذلك ىو الراف الذم ذكره هللا تعأب ُب قولو{ :كبل بل راف على قلوهبم ما كانوا يكسبوف}
" ركاه أٞبد كغّبه.
كا٤بقدمة كالَبؾ كالثمرة ،كقاؿ سهل بن عبد هللا :التوبة ىي االنتقاؿ من األحواؿ ا٤بذمومة إٔب
األحواؿ احملمودة ،كقاؿ بعضهم :ىي الندـ على ا٤باضي كالَبؾ ُب ا٢باؿ كالعزـ أف ال يعود ُب
ا٤بستقبل .كسئل أبو ا٢بسن البوشنجي عن التوبة فقاؿ :إذا ذكرت الذنب ال ٘بد لو حبلكة ُب
القلب .كركل جابر أف أعرابيا دخل مسجد النيب ملسو هيلع هللا ىلص فقاؿ :اللهم إ٘ب أستغفرؾ كأتوب إليك
ككرب فلما فرغ من صبلتو قاؿ لو سيدان علي هنع هللا يضر :إف سرعة اللساف ابالستغفار توبة الكاذبْب
فقاؿ :اي أمّب ا٤بؤمنْب ما التوبة؟ فقاؿ :اسم يقع
على ستة أشياء على ا٤باضي من الذنوب الندامة كلتضييع الفرائض اإلعادة كرد ا٤بظآب كإذاقة
كقاؿ القرطيب :ٯبمعها أربعة أشياء :االستغفار ابللساف كاإلقبلع ابألبداف كاإلضمار ترؾ العود
اب١بناف كمهاجرة سيء اإلخواف .كقاؿ الشيخ أبو عبد هللا بن خفيف :التوبة النصوح الصدؽ
فيها ترؾ ما منو اتب سرا كإعبلان قوال كفكرة كقاؿ الواسطي :التوبة النصوح الٍب ال تبقي على
صاحبها آاثر ا٤بعصية سرا أك جهرا كقاؿ :من كانت توبتو نصوحا ٓب يباؿ كيف أصبح ككيف
أمسى اىػ.
كقاؿ ُب بغية السالك :اعلم جعلِب هللا تعأب كإايؾ ٩بن أسلم كجهو إٔب هللا تعأب كٓب ير ُب
الوجود إال هللا تعأب أف التوبة كاجبة ُب الطريق كىي بدايتو ألهنا كلوج ألكؿ األبواب الٍب تسرع
إٔب طريق السالكْب ا٤بسافرين إٔب هللا تعأب كنعِب ابلتوبة ىنا توبة العامة الٍب فرضها هللا تعأب
على ٝبيع أىل اإلسبلـ ُب قولو تعأب{ :كتوبوا إٔب هللا ٝبيعا أيها ا٤بومنوف لعلكم تفلحوف} كىي
الرجوع من ا٤بعاصي إٔب الطاعات قاؿ تعأب{ :كمن ٓب يتب فأكلئك ىم الظا٤بوف} ٠بعت أيب
رضي هللا تعأب عنو يقوؿ :للتوبة ثبلث مراتب :توبة
ُب مقاـ اإلسبلـ كىي الرجوع من ا٤بخالفات إٔب الطاعة كتوبة ُب مقاـ اإلٲباف كىي الرجوع من
الغفلة إٔب استصحاب الذكر كتوبة ُب مقاـ اإلحساف كىي الرجوع من األكىاـ إٔب ا٢بقائق.
كأخرج مسلم كالبخارم عن عائشة رضي هللا تعأب عنها قالت :قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :إف العبد
إذا اعَبؼ بذنبو ٍب اتب إٔب هللا تعأب اتب عليو".
قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص" :الندـ توبة" كالندـ يضاد اإلصرار كال توبة من ذنب ٤بصر عليو كىو أعظم
ا٤بستهزئْب ،الثالث العزـ على أف ال يعود لشيء ٩با أقلع عنو كاتب منو ألف العزـ ضد الَبدد
كال تصح توبة ال ثبات لعبدىا كىو أسوأ ا٤بتبلعبْب كالعزـ توطئة النفس على أف ال عودة للذنب
البتة كالنفس مهما أرخى ٥با زمامها مضت على أك٥با كاسَبسلت ُب شهواهتا اسَبساؿ البهائم ُب
مرعاىا ،الرابع القصد ُب التوبة معاملة ا٢بي القيوـ بتعظيمو كخوؼ عقابو ألف التوبة قد يكوف
الباعث غّب ذلك من األكىاـ الٍب ليست من معاملة هللا عز كجل
ُب شيء كىذا الشرط ىو قلب سائر الشركط كعليها مدارىا ،كأما آداهبا فأربعة :األكؿ ترؾ
االستلذاذ فإف النفس تتحرؾ بذلك ٤با قد خرجت عنو التوبة كلو أف يذكر ذلك كيتفكر فيو
مقركان ابلوعيد عليو على كجو التخويف ابلعقوبة ليسكن شره النفس كتعلم قدرىا ٗبا اقَبفتو كال
تسكن إٔب األمن ٗبا ىو عليو من كظائف التوبة اعلموا اي إخوا٘ب أف ٝبيع ا٤بعاصي كالسيئات ال
ٯبر اإلنساف إليها إال حب الدنيا ألف حبها رأس كل خطيئة ٍب اعلموا أف راحة الدنيا كما ُب
الترب ا٤بسبوؾ ُب نصيحة ا٤بلوؾ أايـ قبلئل كأكثرىا منغص ابلتعب كمشوب ابلنصب كبسببها
تفوت راحة اآلخرة الٍب ىي الدائمة الباقية كا٤بلك الذم ال فناء لو كال هناية
فعلى العاقل أف يصرب ُب ىذه األايـ القبلئل ليناؿ راحة دائمة ببل انقضاء .نكتة لو كاف
لئلنساف معشوقة كقيل لو إف كنت ُب ىذه الليلة تزكرىا فإنك لتعود تراىا أبدا كإف صربت عنها
ىذه الليلة سلمت لك ألف ليلة ببل تعب كال نصب فإنو كإف كاف عشقو ٥با عظيما كصربه عنها
أليما يهوف الصرب على البعد عنها ليلة كاحدة ليناؿ قرهبا ألف ليلة كىذه الدنيا ليست كاحدة
من ألف من مدة اآلخرة بل ليست ُب شيء ُب جنب اآلخرة كال نسبة بينهما ألف اآلخرة ال
هناية ٥با كال يدرؾ الوىم طو٥با ٍب قاؿ :كقد أفردان ُب صفة الدنيا كتااب لكنا نقنع
اآلف ٗبا نورده من أحواؿ الدنيا كقد كصفنا حا٥با على عشرة أمثلة ا٤بثاؿ األكؿ ُب سحر الدنيا
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ":احذركا الدنيا فإهنا أسحر من ىاركت كماركت كأكؿ سحرىا أهنا تريك أهنا
أهنا تظهر لك ٧ببة لنعشقها كتريك أهنا مساعدة كأهنا ال تنتقل من عندؾ إٔب غّبؾ ٍب تعود عدكة
لك على غفلة كمثلها كمثل امرأة فاجرة خداعة للرجاؿ حٌب إذا عشقوىا دعتهم إٔب بيتها
فاغتالتهم كأىلكتهم كرأل عيسى عليو السبلـ الدنيا ُب بعض مكاشفاتو كىي على صورة عجوز
ىرمة فقاؿ ٥با كم كاف لك من زكج فقالت ال ٰبصوف لكثرهتم فقاؿ :ماتوا عنك أك طلقوؾ
فقالت :بل أان قتلتهم فقاؿ :كا عجبا ٥بؤالء ا٢بمقى الذين يشاىدكف ما يسوؤىم من صنعك
كىم فيك يرغبوف كبغّبىم ال يعتربكف الثالث كمن منخادعتها أهنا تزين ظاىرىا ٗبحاسنها كٚبفي
٧بنها كقبائحها ُب ابطنها لتغر ا١باىل ٗبا يراه من ظاىرىا كمثلها كمثل عجوز قبيحة ا٤بنظر ٚبفي
كجهها كتلبس أحسن ثياهبا كتتزين كتتجمل لتفًب ا٣بلق من بعيد فإذا كشفوا أعضاءىا أك
ٟبارىا أك ألقوا عنها إزارىا ندموا على ٦بيئها ٤با شاىدكا من فضائحها كعاينوا من قبحها .كقد
جاء ُب ا٣برب أف الدنيا يؤتى هبا يوةـ القيامة ُب صورة عجوز قبيحة مشوىة زرقاء العْب كحشة
الوجو قد فتحت فاىا ككشرت عن أنياهبا فإذا رآىا ا٣ببلئق قالوا نعوذ ابهلل من ىذه القبيحة
ا٤بشوىة فيقاؿ ٥بم :ىذه الٍب كنتم عليها تتحاسدكف كألجلها كنتم
تتحادقوف كتسفكوف الدماء بغّب حق كتقطعوت أرحامكم كتغّبكف بزخرفها ٍب يؤمر هبا إٔب النار
فتقوؿ :إ٥بي أين أحبائي؟ فيؤمر هبم إٔب النار معها ا٤بثاؿ الرابع أف ٰبسب اإلنساف كم كاف ُب
األزؿ قبل أف توجد النيا ككم يكوف مدة عدمو اب٤بوت ككم قدر ىذه ا٤بدة الٍب بْب األزؿ كاألبد
كىي مدة حياتو ُب الدنيا فيعلم أف مثاؿ الدنيا كطريق ا٤بسافر أكلو ا٤بهد كآخره اللحد كفيما
بينهما منازؿ معدكدة كإف ؿ سنة كمنزلة كؿ شهر كفرسخ ككل يوـ كميل ككل نفس كخطوة
كىو يسّب دائما فيبقى لواحد من طريقو فرسخ كآلخر أقل كآلخر أكثر كىو قاعد ذاىل ساكن
غافل كأنو مقيم ال يربح كفاطن ال ينزح كقد اشتغل بتدبّب أعماؿ ال ٰبتاج إليها بعد عشرين سنة
كرٗبا ٰبصل بعد عشرة أايـ ُب الَباب ا٤بثاؿ ا٣بامس :اعلم أف الدنيا كما ٰبتقب أىلها فيها
بشهواهتم كلذاهتم من الفضائح الٍب يشاىدكهنا ُب اآلخرة كمثل إنساف أكل فوؽ حاجتو من
كٓب يطمع أف يتناكؿ ا٤ببخرة كالطبق كتركهما بطيب من قلبو كشكر صاحب البيت كانصرؼ
راشدا كمن كاف أٞبق أبلو يتوىم أف ذلك الطبق كا٤ببخرة قد أعدا لو كأهنم يريدكف أف يهبوٮبا لو
فلما ىم اب٣بركج أخذ الطبق كا٤ببخرة فاستعادكٮبا منو فذاؽ صدره كتعب قلبو فطلب اإلقالة إذ
ظهر ذنبو فالدنيا كدار الضيافة ليتزكدكا هبا لطريقهم كال يطمعوا ٗبا ُب الدار ا٤بثاؿ الثامن مثل
أىل الدنيا كاشتغا٥بم أبشغا٥با كاىتمامهم أبحو٥با كنسياف اآلخرة كأىوا٥با كمثل قوـ ركبوا ُب
البحر فعدكا إٔب جزيرة ألجل الطهارة كقضاء ا٢باجة فنزلوا إٔب
ا١بزيرة كا٤بنادم يناديهم ال تطيلوا ا٤بكث لئبل يفوت الوقت فبل تشتغلوا بغّب الوضوء كالصبلة
فإف ا٤بركب سائرة فمضوا كتفرقوا ُب ا١بزيرة كانتشركا ُب نواحيها فالعقبلء منهم ٓب ٲبكثوا
كأسرعوا ابلطهارة كعادكا إٔب ا٤بركي فأصابوا األماكن خالية كجلسوا ُب أطيب ا٤بواطن كأظهر
األماكن كأرفقها كأطيب مواضعها كأرفعها كمنهم قوـ نظركا إٔب عجائب تلك ا١بزيرة فوقفوا
ا٤بؤمنوف كالقوـ ا٤بتخلفوف ا٥بالكوف ىم الكفار ا٤بشركوف الذين استحبوا الدنيا على اآلخرة كأما
ا١بماعة ا٤بتوسطوف فهم العصاة الذين حفظوا أصل اإلٲباف كٓب يكفوا أيديهم عن الدنيا فمنهم
من ٛبتع بغناه كنعمتو كمنهم من ٛبتع مع فقره كحاجتو إٔب أف ثقلت أكزارىم ككثرت أكساخهم
ا٤بثاؿ التاسع ركل أبو ىريرة رضي هللا تعأب عنو أف رسوؿ هللا صلى هللا تعأب سلم قاؿ ":اي أاب
ىريرة تريد أف أريك الدنيا فقلت :نعم اي رسوؿ هللا فأخذ بيدم كانطلق حٌب كقف على مزبلة
فيها رؤكس من اآلدميْب ملقاة كبقااي عضاـ انخرة كخرؽ ابلية ٛبزقت
كتلوثت بنجاسات اآلدميْب فقاؿ :اي أاب ىريرة ىذه رؤكس الناس الٍب تراىا كانت مثل رؤكسكم
٩بلوءة من االجتهاد على ٝبع الدنيا ككانوا يرجوف من الدنيا من طوؿ األعمار ما ترجونو ككانوا
ٯبدكف ُب ٝبع ا٤باؿ كعمارة الدنيا كما ٘بدكف فاليوـ ٬برت عضامهم كتبلشت أجسامهم كما
ترل كىذه ا٣برؽ كانت أثواهبم الٍب يتزيننوف هبا عند التجمل ككقت الرعوبة فاليوـ قد ألقتها
الرايح ُب النجاسات كىذه عضاـ دكاهبم الٍب كانوا يطوفوف عليها أقطار األرض كىذه النجاسة
كانت أطعمتهم اللذيذة الٍب كانوا ٰبتالوف عليها ُب ٙبصيلها كينهبها بعضهم من بعض قد
ألقوىا ىذه القبيحة الٍب ال يقرهبا أحد من نتنها فهذه ٝبلة الدنيا كما تشهد كترل فمن أراد أف
يبكي على الدنيا فليبك فإهنا موضع البكاء قاؿ أك ىريرة هنع هللا يضر فبكى ٝباعة ا٢باضرين ا٤بثاؿ
العاشر كاف ُب زمن عيسى بن مرٙب عليهما السبلـ ثبلثة سائركف ُب طريق كاحد فوجدكا كنزا
فقالوا :قد جعنا فليمض أحدان يشَبم لنا طعاما فمضى أحدىم ليأتيهم بطعاـ فقاؿ :الصواب
أف أجعل ٥بما ُب الطعاـ ٠با قاتبل ليأكبل منو فيموات كأنفرد ابلكنز دكهنما ففعل ذلك كسم
إ٭با التوبة على هللا للذين يعملوف السوء} اآلية كقولو تعأب{ :إال من اتب كآمن كعمل عمل
صا٢با} إٔب {رحيما} كقولو تعأب{ :كىو الذم يقبل التوبة عن عباده} إٔب غّب ىذا من اآلايت
الدالة على القبوؿ أنو قطعي ألنو كعد التائب ابلقبوؿ ككعده ال ٱبلف عدد أىل ا٢بق فإف قيل
على مذىب ا١بمهور أف القبوؿ القطعي ا٤بأخوذ من الوعد ٲبكن أف يكوف ُب بعض األفراد كال
يلزـ منو العموـ قلت :إف ىذه اآلايت ا٤بذكور عامة ُب جنس التأديب كال دليل على خصوصها
بفرد دكف آخر كأيضا إف الكرٙب إذا كعد ابألمر ال بد من كفائو عند أىل ا٢بق
يدخل أحدكم عملو ا١بنة " قالوا :كال أنت اي رسوؿ هللا قاؿ :كال أان إال أف يتغمد٘ب هللا تعأب
برٞبتو " كىذا دليل على أف دخوؿ ا١بنة ٗبحض الفضل كالنار ٗبحض العدؿ كإ٭با الفعل
عبلمات ُب الظاىر على ما سبق كقد توافق نفس األمر كقد ٚبالف ألف البلحق ال يكوف سببا
ُب السابق كما قالو بعض احملققْب كقد سئل رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كما ُب جواىر
ا٤بعا٘ب عن قولو تعأب{ :كلو اهنم إذ ظلموا أنفسهم جاءكؾ فاستغفركا هللا كاستغفر ٥بم الرسوؿ
لوجدكا هللا توااب رحيما} فأجاب :من كقع ُب ذنب كجاء إليو صلى هللا عليو
كسلم مستغفرا كاتئبا لوجد هللا تعأب غفورا رحيما كاإلتياف لو ملسو هيلع هللا ىلص بعد موتو كحياتو كقبوؿ التوبة
كالعمل من كل مؤمن مقطوع هبما إف صدر كل منهما على القانوف الشرعي ظاىرا كابطنا كسلما
من عوارض اإلبطاؿ كعوارض اإلبطاؿ منها ما يكوف ُب ذات الفعل نفسو كمنها ما يكوف خارجا
عن ذات الفعل فالٍب من ذات الفعل ىو الرايء كالتصنع ألجل غرض من ا٣بلق جلبا أك دفعا
كالعجب ىو شهود ا٤بنة كىذا األخّب ىو ٣باصة ا٣باصة فقط كعوارض اإلبطاؿ ا٣بارجة عن
الفعل كَبؾ صبلة العصر حٌب تغرب الشمس من غّب عذر كالنسياف كالنوـ
ككقذؼ مؤمن ٧بصن كرميو ابلزان ككأكلو أجرة األجّب بعد كفاء عملو ككتعمده أكل ا٢براـ كٓب
كسئل رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كما ُب جواىر ا٤بعا٘ب عن معُب قولو تعأب{ :كمن
يعمل سوءا اك يظلم نفسو ٍب يستغفر هللا ٯبد هللا غفورا رحيما} فأجاب رضي هللا تعأب عنو
كأرضاه :كىنا معُب اآلية أف من اقَبؼ ذنبا كبّبا أك صغّبا ٍب رجع إٔب هللا تعأب خائفا من عقوبة
ذنبو كتضرع إٔب هللا تعأب كسألو ا٤بغفرة لذنبو الذم اقَبفو كجد هللا تعأب غفورا رحيما ٕبسب
كعده ا١بميل كٓب ٱبرج ابستغفاره خائبا من ا٤بغفرة بشهادة قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :لو ٓب تذنبوا لذىب هللا
بكم ك١باء بقوـ يذنبوف فيستغفركف هللا فيغفر
٥بم" يريد إظهار فضلو سبحانو كتعأب على خلقو كُب اآلية رجاء عظيم ككعد جزيل ُب أف من
استغفر هللا تعأب من ذنوبو كتضرع إليو صادقا غفر هللا تعأب لو أم ذنب كاف كىذا ا٤بشهد فيو
رجاء عظيم كالناس غافلوف عنو كُب ىذه اآلية طلب االستغفار ال غّب من غّب توبة فإذا صدؽ
هللا تعأب ابلتضرع إليو ُب طلب ا٤بغفرة كجد هللا تعأب غفورا رحيما إف العبد إذا نظر ُب صحيفتو
يوـ القيامة ما كجد فيها من الذنوب أنو سأؿ ا٤بغفرة من هللا تعأب فيو غفر كٓب يوضع ُب ا٤بيزاف
كما ٓب يستغفر هللا تعأب فيو كضع ُب ا٤بيزاف اىػ.
كهللا تعأب ا٤بوفق ٗبنو للصواب كإليو سبحانو ا٤برجع كا٤بآب.
ُب بعض كبلمو ككصاايه رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كنذكرىا ُب ىذا الفصل تربكا هبا
كاالستفادة منها كاستمدادا من نفحاتو الشريفة كبركاتو ا٤بنيفة لعل هللا تعأب يرزقنا حظا كافرا
ٔباىو رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو كجاه جده ملسو هيلع هللا ىلص
فأقوؿ كابهلل تعأب التوفيق كىو ا٥بادم ٗبنو إٔب سواء الطريق :فما أكصى بو كافة أصحابو كغّبىم
كنص الوصية بعد البسملة كالصبلة كالسبلـ على رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ هنع هللا يضر كصية ٤بن أراد نصيحة
نفسو كنصيحة ربو ا١بارية على حد قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :الدين النصيحة" قالوا٤ :بن اي رسوؿ هللا؟ قاؿ:
"هلل كلرسولو كلكتابو كلعامة ا٤بؤمنْب كخاصتهم" فأكؿ ذلك تقول هللا الذم ال إلو إال ىو الواقعة
ُب الوصية ألكالده رضي هللا تعأب عنهم كىو أنو قاؿ ٥بم :اي بِب أكصيكم بتقول هللا العظيم ُب
الغيب كالشهادة
ككلمة ا٢بق ُب الرضا كالغضب كالعدؿ على الصديق كالعدك كالقصد ُب الغُب كُب الفقر ٍب بعد
ذلك الفزع إٔب هللا تعأب كاللجوء إليو من ضغط كل الحق من األمور كتعلق القلب بو سبحانو
كتعأب على قدر مرتبة صاحبو كا٢بياء منو تعأب ا١بارم على حد قولو ملسو هيلع هللا ىلص" :استحيوا من هللا
تعأب حق ا٢بياء" قالوا :إان نستحي كا٢بمد هلل قاؿ" :ليس ذلك كذلك كلكن ا٢بياء أف ٙبفظ
الرأس كما كعى كٙبفظ البطن كما حول كتذكر ا٤بوت كالبلى كمن أراد اآلخرة ترؾ زينة الدنيا
فمن فعل ذلك فقد استحٓب من هللا تعأب حق ا٢بياء" كىذا ا٢بياء الذم خاطب بو رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص أصحابو رضي هللا تعأب عنهم ىو حياء العامة كأما ا٢بياء ُب حق الصديقْب فهو إطراؽ
الركح من ىيبة ا١ببلؿ كما قاؿ بعض العارفْب :أشتاقو فإذا بدا *** أطرقت من إجبللو ال خيفة
بل ىيبة *** كصيانة ١بمالو كأصد عنو ٘بلدا *** كأركـ طيف خيالو فا٤بوت ُب إدابره ***
كالعيش ُب إقبالو ككما قاؿ بعض العارفْب رضي هللا تعأب عنو :سبحاف من لو سجدان لو ابلعيوف
ا٣بلق ككاف ُب موقف عرفات فسألت عنو فقيل ٕب :ىو أبو عبيدة ا٣بواص كلو منذ أربعْب سنة
ما رفع طرفو إٔب السماء حياء من هللا تعأب كىذا ىو ا٢بياء من العارفْبٍ .ب التقرب من هللا تعأب
ٗبحو العبلئق كقطع العوائق كترؾ ا٤ببلبسات كا٤بساكنات كا٤ببلحظات ال لغرض كال لتخيل على
هللا تعأب بل قياما ٕبق عظمتو كجبللو كحبا لذاتو لكن كل شخص ُب ىذا على قدر مقامو كرتبتو
كمن ابتلي بشيء من ٨بالفة ىذا األمر فلّبجع إٔب هللا تعأب ابلضراعة كاالبتهاؿ كاالستغفار
كاالنكسار كالتذلل كاالحتقار معَبفا بْب يدم هللا تعأب بعجزه
كضعفو ٍب الوقوؼ مع هللا تعأب بلزكـ الذؿ كا٤بسكنة ُب مركز االفتقار كاالضطرار كخوؼ
القلب من مزعجات صفوتو كفرقا من خفي مكره كلزكـ الرضا كالتسليم لو سبحانو كتعأب لكل
كاقع ُب الوجود ببل انزعاج كال اضطراب كال طلب لزكالو إال ما كاف من أفعاؿ نفسو فليبادر إٔب
التوبة فيما كقع من خركج أفعالو عن الشرع فإنو ال ٰبل البقاء ُب مبلبستو شرعا كأف يعلم أنو
من حكم هللا تعأب فبل عذر لو ُب ترؾ التوبة كليعمل بعضا من أكقاتو فيما ٯبرم على يديو من
النفع لعباد هللا تعأب ال عموما بل خصوصا األقرب فاألقرب من غّب إفراط
كال تفريط كليكن شديد االىتماـ ٕبقوؽ إخوانو ُب طريقتو الٍب ال ٲبكنو التأخّب عنها لكن
مبلزمة الواجب منها من غّب أف ٯبعلها ىجّباه فإف لكل عاقل أكقاات ٱبلو فيها بربو ال ٲبكنو
التأخّب كاالشتغاؿ عنها كأكقاات فيها ٯبالس إخوانو ُب الطريقة هلل تعأب لتذكّب أك تعليم أك
استفادة من ما ٓب يكن عنده من العلم من غّب إفراط كال تفريط ٍب يتحرل ُب خلوتو مع هللا تعأب
األكقات الفاضلة كوسط الليل بعد نوـ الناس إٔب طلوع الفجر كبعد صبلة الصبح إٔب صبلة
الضحى كبعد صبلة العصر إٔب صبلة العشاء عامبل ُب ذلك ابلتسديد كالتقريب
ُب معرفة ما يقدر عليو كال يوجب للنفس كسبل كال ضجرا جاراي على حد قولو ملسو هيلع هللا ىلص ":إف ىذا
الدين يسر كلن يشاد الدين أحد إال غلبو فسددكا كقاربوا كأبشركا كاستعينوا ابلغدكة كالركحة
كشيء من الد١بة " كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":إف ىذا الدين متْب فتوغل فيو برفق كال تبغض لنفسك عبادة
هللا تعأب فإف ا٤بنبت ال أرضا قطع كال ظهرا أبقى " ا٢بديث كقولو ملسو هيلع هللا ىلص ":خذكا من األعماؿ ما
تطيقوف فإف هللا تعأب ال ٲبل حٌب ٛبلوا " كليحذر كل ا٢بذر من اجملالس كمآخذ العلم الٍب تؤدم
ا٤بذكورة ُب قو٥بخ ملسو هيلع هللا ىلص ":من أعطي كشكر كابتلي فصرب كظلم فاستغفر كظلم فغفر ٍب سكت
ملسو هيلع هللا ىلص حٌب قاؿ بعض ا١بالسْب ماذا لو اي رسوؿ هللا قاؿ :أكلئك ٥بم االمن كىم مهتدكف " أراد
ملسو هيلع هللا ىلص األمن من عذاب هللا تعأب ُب اآلخرة كىم مهتدكف ُب الدنيا كليكن ُب ٝبيع ما ذكرانه
خاصا هلل تعأب ال ٱبالطو شيء منم غّب هللا تعأب كىذه الوصية ألصحاب ا٢بجاب كأما من
صفت لو ا٤بعارؼ حٌب رسخت قدمو فيها فهو مع ما يعيو كقتو كحالو كمقامو ك٘بليو ليس عن
نفسو اختيار كال لو مع غّب هللا تعأب قرار
كاتلسبلـ كصلى هللا على سيدان دمحم كآلو كصحبو كسلم تسليما أىػ .ك٩با كتب بو لكافة الفقراء
كنصو قاؿ رضي هللا تعأب عنو كأرضاه كعنا بو بعد البسملة كالصبلة كالسبلة على رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص :بعد ٞبد هللا تعأب جل ثناؤه يصل الكتاب إٔب كافة أحبابنا الفقراء كل كاحد اب٠بو كعينو
عموما من غّب ٚبصيص السبلـ عليكم كرٞبة هللا كبركاتو من أٞبد بن دمحم التجا٘ب كبعد نسأؿ
هللا تعأب لكافاتكم كخاصتكم أف يفيض عليكم ٕبور العناية كاحملبة منو كالرضا منو سبحانو
كتعأب على طبق ما منح من ذلك أكابر العارفْب من عباده
لسهاـ مصائب الزماف إما ٗبصيبة تنزؿ أك بنعمة تزكؿ أك ٕببيب يفجع ٗبوتو أك ىبلؾ أك غّب
ذلك ٩با ال حد ١بملو كتفصيلو فمن نزؿ بو منكم مثل ىذا فالصرب الصرب لتجرع مرارهتا فإنو
لذلك نزؿ العباد ُب ىذه الدار كمن كمن كىب بو منكم جواده عن ٙبمل ثقلها كقاكمة ما يطرؤ
عليو من أعبائها فعليو ٗببلزمة أحد األمرين أك ٮبا معا كىو أكمل األكؿ مبلزمة اي لطيف ألفا
خلف كل صبلة إف قدر كإال فألفا ُب الصباحج كألفا ُب ا٤بسا فإنو بذلك يسرع خبلصو من
مصيبتو كالثا٘ب مائة من الصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص ابلفاح ٤با أغلق إٔب
أخره كيهدم ثواهبا للنيب ملسو هيلع هللا ىلص إف قدر مائة خبلؼ كل صبلة كإال فمائة صباحا كمائة ُب الليل
كينوم هبما ما أعِب اي لطيف كالصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص الٍب يهدم ثواهبا لو ملسو هيلع هللا ىلص أف ينقذه هللا تعأب
من ٝبيع كحلتو كيعجل خبلصو من كربتو فإنو تسرع لو اإلغاثة أبسرع من طرفة عْب ككذا من
كثرت عليو الديوف كعجز عن أدائها أك كثرت عيالو كاشتد فقره كاغلقت عليو أبواب أسباب
ا٤بعاش فيفعل ما ذكران من أحد األمرين أك ٮبا معا فإنو يرل الفرج من هللا تعأب عن قريب كمن
دىاه خوؼ ىبلؾ متوقع
نزكلو بو من خوؼ ظآب كال يقدر على مقاكمتو أزك خوؼ من صاحب دين ال ٯبد نو عذرا كال
إمهاال كال ٯبد من ا٤باؿ ما يؤديو لو أك كبل األمرين كمن كل ٨بوؼ فليبلزـ ما ذكران من أحد
األمرين أك ٮبا معا فإنو ينقشع عنو عن قريب كإف أسرع مع ذلك بصدقة قلت أك كثرت بنية
دفع ما يتوقعو من ا٣بوؼ أك بنية تعجيل ا٣ببلص من أ٤بو ككربو كانت أجدر ُب أسرع ا٣ببلص
كالفرج كتوصوا ابلصرب كتواصوا اب٤برٞبة كإايكم ٍب إايكم أف يهمل أحدكم حقوؽ إخوانو ٩با ىو
جلب مودة أك دفع مضرة أك إعانة على كربة فإف من ابتلي بتضييع حقوؽ اإلخواف ابتلي
مع حضور القلب فإهنا متكفلة ٔبميع مطلب الدنيا كاآلخرة دفعا كجلبا ُب كل شيء كإف من
أكثر من استعما٥با كاف من أكرب أصفياء هللا تعأب .كاألمر الثا٘ب ٩با أكصيك بو ترؾ احملرمات
ا٤بالية شرعا أكبل كلباسا كمسكنا فإف ا٢ببلؿ ىو القطب الذم تدكر عليو أفبلؾ سائر العبادات
كمن ضيعو ضيع العبادة كإايؾ أف تقوؿ أين ٘بده فإنو كثّب الوجود ُب كل أرض كُب كل زماف
لكن يوجد ابلبحث عن توفية أمر هللا تعأب ظاىرا كابطنا كمراعاة ضركرة الوقت إف ٓب يوجد
ا٢ببلؿ الصريح كىذا احملل ٰبتاج إٔب فقو دقيق كاتساع معرفة ابألحكاـ الشرعية
كمن كاف ىكذا ٓب يصعب عليو كجود ا٢ببلؿ كاألمر الذم ال بد منو بعد ىذا كىو بداية ٝبيع
هللا تعأب ىو ا٤بنجي من ىذه األمور قاؿ الشيخ الصاّب كالصدر ا٤بربكز العارؼ ابهلل سيدم دمحم
بن السماؾ رضي هللا تعأب عنو :من أقبل على هللا تعأب بقلبو أقبل هللا تعأب عليو برٞبتو كصرؼ
كجوه الناس إليو كمن أعرض عن هللا سبحانو كتعأب أعرض هللا سبحانو كتعأب عنو ٝبلة كمن
كاف مرة كمرة فاهلل تعأب يرٞبو كقتا ما.
كا٢باصل عليك ابهلل تعأب برفض ما سواه كإذا ابتليت ٗبعاملة الناس ك٨بالطتهم فخالطهم
كعاملهم هلل تعأب فإف هللا تعأب ٰبب اإلحساف إٔب خلقو كأكرب ما أحضك عليو ىو كثرة الصبلة
ٕبضور القلب على رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص فهي الكنز األعظم كالذخر األفخم اىػ .ك٩با كتب بو إٔب كافة
اإلخواف أينما كانوا كنصو قاؿ رضي هللا تعأب عنو بعد البسملة كالصبلة على رسوؿ هللا صلى
هللا عليو كسلم كبعد :فأكصيكم ٗبا أكصى هللا تعأب بو قاؿ سبحانو كتعأب{ :كلقد كصينا الذين
أكتوا الكتاب من قبلكم كإايكم أف اتقوا هللا} كقاؿ
سبحانو كتعأب{ :شرع لكم من الدين ما كصى بو نوحا كالذم أكحينا إليك كما كصينا بو
إبراىيم كموسى كعيسى أف اقيموا الدين كال تتفرقوا فيو كرب على ا٤بشركْب ما تدعوىم إليو}
كاعلموا أف التقول قد صعب مرامها كتناءت بعدا عن ٛبد بيد أحد خطامها كاحتكامها ككعت
ا٥بمم دكهنا فبل يصل بيد أحد أساسها كاحتكامها إال الفرد الشاذ النادر ٤با طبعت عليو القلوب
كالنفوس من اإلدابر عن هللا تعأب كعن أمره بكل كجو كاعتبار ككحلها ُب رتع أحواؿ البشرية
كحبلال مطمعا ٥با ُب االنفكاؾ عنو كىذا حاؿ أىل العصر ُب كل بلد من كل ما على األرض إال
الشاذ النادر الذم عصمو هللا تعأب كبسبب ما ذكران ىاج ٕبر األىواؿ كالفًب كطما ٕبر
ا٤بصائب كاحملن كغرؽ الناس فيو كل الغرؽ كصار العبد كلما سأؿ النجاة من مصيبة
كعصم منها اكتنفتو مصائب كُب ىذا قيل :سيأٌب على الناس زماف تَباكم فيو ٕبور احملن كالفًب
فبل ينفع فيها إال دعاء كدعاء الغريق كلتكن مبلزمتكم األمر ا٤بنجي ٤با ذكران كا٤بطفئ ألكثر
نّبانو كىو كثرة االستغفار كالصبلة على النيب ملسو هيلع هللا ىلص كذكر ال إلو إال هللا ٦بردة كذكر ال إلو إال
أنت سبحانك إ٘ب كنت من الظا٤بْب كقوؿ :حسبنا هللا كنعم الوكيل فإنو بقدر اإلكثار من ىذه
األذكار تتناءل عن البعد كثرة ا٤بصائب كالشركر األكزار كبقدر تقليلو منها يقل بعده عن
ا٤بصائب كالشركر كليكن لكل كاحد منكم قدر من ىذه
األذكار على قدر الطاقة كعليكم بكثرة التضرع كاالبتهاؿ ٤بن كاف لو كماؿ العز كا١ببلؿ فإف
هللا تعأب رحيم بعباده كدكد فإنو أكرـ كأعظم فضبل من أف يتضرع إليو متضرع أحاطت بو
ا٤بصائب كاألحزاف كمد إليو يديو مستعطفا نوالو راجيا كرمو كإفضالو أف يرده خائبا أك يعرض
عنو برٞبتو 264