Professional Documents
Culture Documents
Ushul Fiqh 1 Revisi 2023
Ushul Fiqh 1 Revisi 2023
أصول الفقه
الجزء األول
المادة المقررة للمستوى الثالث
قسم مقارنة المذاهب
إعداد وترتيب
إرشاد رافع
غفر اهلل له ولوالديه ولمشايخه وألساتذته
irsyadrafi@stiba.ac.id
التمهيد
احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني.
وبعد:
فهذه مذكرة ملادة أصول الفقه املقررة يف املستوى الثالث بقسم مقارنة املذاهب ابملعهد العايل للدراسات
اإلسالمية واللغة العربية مبكسر .وهي تشمل على النقطتتني الرئيسيتني مطابقني للمنهج الدراسي املقرر من قبل
القسم ،ومها:
)1املقدمة التعريفية بعلم أصول الفقه.
)2مث دراسة ملباحث احلكم الشرعي بقسميه التكليفي والوضعي.
هذه املذكرة مرتبة على حسب ما يف الكتاب املقرر "روضة الناظر وجنة املناظر" ملوفق الدين عبد هللا بن
أمحد بن قدامة املقدسي احلنبلي ( 620هـ) ،وذلك مع التصرف.
سائال املوىل جل جالله أن يكتب يل القبول من هذا اجلهد القصري وأن يوفقنا ملا حيبه ويرضاه .وصلى
هللا على سيدان حممد وآله وصحبه وسلم.
الراجح؛ مثال كقوهلم( :األصل يف الكالم احلقيقة) أي :الراجح يف الكالم احلقيقة. )3
) (1القرآن والسنة ترجع إليهما مجيع األدلة اليت يذكرها األصوليون سواء أكانت نقلية أم عقلية ،حمل اتفاق أم حمل اختالف ،فحجية اإلمجاع والقياس
واملصاحل واالستحسان والعرف وشرع من قبلنا وأقوال الصحابة ،راجعة إىل الكتاب والسنة ،وطرق الداللة ،وطرق دفع التعارض بني األدلة ،وبيان منزلة
كل دليل ،راجع إىل الكتاب والسنة.
كنز الوصول إىل معرفة األصول :أتليف اإلمام فخر اإلسالم أيب احلسن علي بن حممد البزدوي املتوىف )3
سنة 482هـ.
أصول السرخسي :حممد بن أمحد بن سهل السرخسي املتوىف سنة 483هـ. )4
)5منار األنوار :أليب الربكات :عبد هللا بن أمحد النسفي املتوىف سنة 710هـ .وعليه عدة شروح نفيسة،
واختصره كثري من العلماء.
الطريقة الثانية :طريقة الجمهور (المتكلمين)
متيزت هذه الطريقة بتحرير املسائل األصولية وتقرير القواعد األصولية على وفق املبادئ املنطقية ،يقوم
على الدليل العقلي ،دون نظر إىل ما يتفرع عنها من فروع فقهية.
ومسيت هذه الطريقة :بطريقة املتكلمني؛ ألهنم أشبهوا علماء الكالم يف إقامة األدلة ،ودفع شبه
املخالفني.
ومن أمهات الكتب املؤلفة على هذه الطريقة:
)1كتاب “العمد” للقاضي عبد اجلبار بن أمحد اهلمذاين املعتزيل املتوىف سنة 415هـ.
كتاب “املعتمد” أليب احلسني البصري :حممد بن علي الطيب البصري املعتزيل املتوىف سنة 436هـ. )2
كتاب “الربهان” إلمام احلرمني :عبد امللك بن يوسف اجلويين املتوىف سنة 478هـ. )3
كتاب “املستصفى” لإلمام أيب حامد :حممد بن حممد الغزايل املتوىف سنة 505هـ. )4
فكانت هذه الكتب األربعة مبثابة املرجع يف األصول على هذه الطريقة ،إىل أن قام عاملان جليالن
بتلخيص ما فيها ،مها :فخر الدين الرازي املتوىف سنة 606هـ يف كتاب مساه “احملصول” وسيف الدين اآلمدي
املتوىف سنة 361هـ يف كتاب مساه “اإلحكام يف أصول األحكام”.
وقد عين العلماء هبذين الكتابني عناية فائقة ،ابالختصار والشرح والتعليق .وتوالت -بعد ذلك-
املؤلفات على هذه الطريقة مما يطول بيانه يف هذه املقدمة.
الطريقة الثالثة :الجمع بين طريقة الحنفية وطريقة الجمهور
ويف القرن السابع اهلجري بدأت تظهر طريقة اثلثة جتمع بني املنهجني املتقدمني :منهج املتكلمني،
ومنهج الفقهاء ،حبيث تذكر القاعدة األصولية وتقيم األدلة عليها ،وتقارن بني ما قاله املتكلمون وما قاله الفقهاء،
مع املناقشة والرتجيح ،مث تذكر بعض الفروع املخرجة عليها.
ومن أشهر الكتب اليت ألفت على هذا املنهج:
سنة 861هـ .شرحه تلميذه :حممد بن حممد أمري حاج احلليب املتوىف سنة 879هـ يف كتاب مساه “التقرير
والتحبري” وعليه شرح آخر يسمى “تيسري التحرير” للشيخ حممد أمني املعروف أبمري ابدشاه.
كتاب ” مسلم الثبوت” حملب الدين بن عبد الشكور البهاري الفقيه احلنفي املتوىف 1119هـ وعليه شرح )5
نفيس للعالمة :عبد العلي حممد بن نظام الدين األنصاري يسمى“ :فواتح الرمحوت بشرح مسلم
الثبوت”.
وهكذا بدأ املتأخرون ينسجون على منوال ما سلكه املتقدمون.
الطريقة الرابعة :تخريج الفروع على األصول
وهي ذكر القاعدة األصولية أوال ،مث ذكر آراء األصوليني فيها بصورة إمجالية دون اخلوض يف أدلة كل
مذهب ،مث يفرع عليها ب عض الفروع الفقهية ،إما على مذهب معني ،وإما مع املقارنة بني مذهبني خمتلفني،
كاحلنفية والشافعية -مثال -أو الشافعية واملالكية واحلنابلة وهكذا.
ومن الكتب اليت ألفت يف هذا االجتاه:
)1كتاب ”ختريج الفروع على األصول” لإلمام شهاب الدين حممود بن أمحد الزجناين املتوىف سنة 656هـ.
يذكر القاعدة األصولية ،مث يتبعها بتطبيقات فقهية على مذهب احلنفية والشافعية.
كتاب ” مفتاح الوصول إىل بناء الفروع على األصول” لإلمام الشريف أيب عبد هللا حممد التلمساين )2
املالكي املتوىف سنة 771هـ .سلك فيه مؤلفه نفس املسلك السابق ،إال أنه يقارن بني املذاهب الثالثة:
احلنفي واملالكي والشافعي.
كتاب”التمهيد يف ختريج الفروع على األصول” لإلمام مجال الدين عبد الرحيم بن احلسن القرشي )3
أثبت حكما هلذا القلم أبن لونه أمحر .وكذا إذا قلت :اجلو ليس ببارد ،فمعناه أنك قد نفيت حكم الربودة للجو.
) (2فإذا قلت :القلم أمحر ،فقد َّ
)(3احلكم العقلي :هو ما كانت النسبة فيه مستفادة من العقل ،كقولنا :الكل أكرب من اجلزء.
)(4احلكم الشرعي :هو ما كانت النسبة فيه مستفادة من الشرع ،كقولنا :الصالة واجبة ،والقتل حرام.
) (5احلكم العادي (التجرييب) :هو ما كانت النسبة فيه مستفادة من التجربة والعادة ،كما يستفاد أن هذا الدواء هلذا الداء.
ما كان يف مقدور املكلف وأُمر بتحصيله؛ مثال :الطهارة للصالة ،والسعي إىل اجلمعة ،وغسل جزء من )3
الرأس مع الوجه يف الوضوء ،وإمساك جزء من الليل مع النهار يف الصوم ،وهذا وقع فيه اخلالف.
فاجلمهور على أنه واجب.
أذن له يف فعله نيابة عنه (إن كان الواجب مما تدخله النيابة) أجزأه ما يفعله ذلك الغري عنه وإال فال.
وأما الواجب الكفائي فال يطلب من كل واحد وال من واحد معني ،بل إذا قام به من يكفي أجزأ ،وال
يشرتط فيه اإلذن ،بل مهما فعل أجزأ عمن مل يفعل وسقط عنه اإلمث.
أن الواجب العيين مصلحته ترجع إىل فاعله ،أما الواجب الكفائي فمصلحته عامة. .2
الواجب الكفائي ينوب فيه البعض عن الكل .وأما الواجب العيين فال يكفي فعل بعض املكلفني عن .3
بعضهم اآلخر.
األمر يف الواجب العيين موجه جلميع املكلفني ،أي :لكل واحد منهم .وأما األمر يف الواجب الكفائي .٤
أسماء المندوب
يسمى املندوب عند مجهور العلماء من املذاهب الثالثة غري املذهب احلنفي أبمساء كثرية ،أمهها :السنة،
واملستحب ،والرغيبة ،والنافلة ،والتطوع ،وحنو ذلك.
وعند بعض احلنفية ينقسم املندوب إل:
سنة هدى :وهي ما كان أخذها هدى ،وتركها ضاللة ،وميثلوهنا بصالة العيد ،واألذان ،واإلقامة ،والصالة يف
مجاعة ،وتركها يستوجب اللوم والعتاب .وهذا النوع يسميه اجلمهور سنة مؤكدة ،وميثلونه بصالة الوتر ،وهلذا قال
أمحد( :اترك الوتر رجل سوء) مع أنه ال يرى وجوب الوتر.
سنة مطلقة :وهي ما فعله الرسول صلى هللا عليه وسلم ومل أيمر به أمر إجياب ،مثل السنن الرواتب ،وصيام
االثنني واخلميس ،وحنو ذلك.
انفلة :وهي ما شرع من العبادات الزائدة على الفروض.
وذهب بعض احلنابلة إل تقسيم املندوب إل ثالثة أقسام:
سنة :وهي ما عظم أجره ،.انفلة :وهي ما قل أجره ،.فضيلة ورغيبة :وهو ما توسط أجره.
وهذا تقسيم مبين على عظم األجر ،وذلك أمر مغيب عنا ،واألجر خيتلف ابختالف النية واإلخالص وإحسان
الفعل.
ومن األلفاظ املشهورة عند الفقهاء:
السنة املؤكدة :وهي ما فعله النيب صلى هللا عليه وسلم وواظب عليه يف احلضر والسفر ،مثل الوتر وسنة الفجر.
واملستحب :وهو ما رغب فيه النيب صلى هللا عليه وسلم فعله أو مل يفعله ،مثل صيام يوم وترك يوم ،فإن الرسول
صلى هللا عليه وسلم قال( :خري الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما) ومل يفعل هذا ،ومما فعله صيام
االثنني واخلميس ،وصيام عاشوراء.
عدم خطاب اجملنون قوله صلى هللا عليه وسلم( :رفع القلم عن ثالثة) ،وذكر منهم( :اجملنون حىت يفيق).
ويلحق ابجملنون كل من ال يعقل اخلطاب من انئم أو مغمى عليه أو ذاهل انس فإنه حال نسيانه ال
خياطب ولعدم الفهم وهم يف حالتهم تلك .وهذا ال مينع وجوب الفعل يف ذمته ووجوب قضائه ،وقد
يسمى خماطبا هبذا املعىن أي مبعىن لزوم الفعل يف ذمته.
اّلِلُ نـَ حفسا إَِّّال
ف َّ أن يكون قادرا على االمتثال ،فخرج به :العاجز ،فإنه ال يكلف؛ لقوله تعاىلِّ َ :
{ال يُ َكل ُ )3
ُو حس َع َها}.
)4أن يكون خمتارا ،أي ال يكون مكرها على الفعل وال على الرتك.
الثاني :الشروط المقيدة
وأما الشروط اليت ختتلف ابختالف املكلف به فمنها :احلرية ،فهي شرط للتكليف ابجلهاد واجلمعة،
وليست شرطا للتكليف ابلصالة والصوم .ومنها :الذكورية ،وهي شرط للتكليف ابجلمعة ،ومنها :اإلقامة ،شرط
للجمعة ،وحنو ذلك.
مسألة( :الصبي غير المميز) و(المجنون) ،الكهما غري ملكفني.
• لقول النيب ﷺ (رفع القلم عن ثالثة :عن النائم حىت يستيقظ ،وعن الصيب حىت يبلغ ،وعن اجملنون حىت
يعقل)
مجلة الناس ،وال يوجد مانع من دخوهلم؛ ألنه لو وجد لعرفناه عند الطلب.
عموم قوله تعاىل{ :وأقيموا الصالة وءاتوا الزكاة} ،حيث إن هذا عام يف حق املسلمني والكفار ،فال )2
خيرج الكافر إال بدليل والكفر ليس برخصة مسقطة للخطاب عن الكافر.
)3قوله تعاىل{ :فال صدق وال صلى ولكن كذب وتوىل}؛ حيث إن هللا تعاىل ذم الكافر على تركه لفرع
من فروع الشرعية وهي الصالة ،وهذا يدل على أهنم مكلفون هبا.
)4القياس على املسلم احملدث يف وجوب الصالة عليه مع حدثه جبامع أن كال منهما له مانع من الفعل.
القول الثان :أهنم غري مكلفني هبا مطلقا؛ ألهنا ال تصح منهم يف حال الكفر وال جيب عليهم قضاؤها بعد
اإلسالم.
القول الثالث :أهنم غري مكلفني منها بغري النواهي؛ إذ ال معىن لوجوهبا مع استحالة فعلها يف الكفر وانتفاء
قضائها يف اإلسالم فكيف جيب ما ال ميكن امتثاله( ،قول أكثر أصحاب الرأي).
شروط الفعل المكلف به:
)1أن يكون ممكنا ومقدورا عليه ،فإن كان حماال كاجلمع بني الضدين وحنوه مل جيز األمر به.
أن يكون الفعل معدوما ،أي :مل يوجد أو مل حيصل ،فيؤمر املسلم بصالة الظهر -مثال -قبل الزوال، )2
فهنا أمر هبا قبل وجودها؛ ألن إجياد الشيء املوجود حتصيل حاصل ال يرد به يف الشرع ،وألنه ال حيسن
عقال أن يؤمر من هو قائم ابلقيام.
أن يكون معلوما لدى املكلف معروفا عنده .وهذا يشمل أمرين: )3
إىل ترادف العلة والسبب ،إال أن السبب أعم من العلة يف مدلوله ،فكل علة سبب ،وليس كل سبب
علة.
)2ما يوصف به احلكم( .العزمية والرخصة ،الصحة والفساد ،األداء واإلعادة والقضاء)
معنى الوضع:
أن الشارع جعل عالمات يعرف هبا وجود األحكام وعدمها .مبعىن أنه يقول :زوال الشمس مثال فقد
وضعت لوجوب الصالة ،متام النصاب واحلول فقد وضعت لوجوب الزكاة ،واذا حصل احليض فقد وضعت
سقوط الصالة والصوم وقِّس على هذا .وإن الشارع الذي قام بوضع هذه االمور ،أخربان أن وجود األحكام
وانتفائها متعلق بوجود تلك األمور أو انتفائها.
(السبب والشرط والمانع)
السبب
لغة :هو ما يتوصل به إىل مقصود ما؛ لذلك يسمى الطريق سببا.
اصطالحا :هو ما يلزم من وجوده الوجود ،ويلزم من عدمه العدم لذاته .أي ،ما يلزم من وجود السبب وجود
احلكم ،ويلزم من عدم السبب عدم احلكم .مثال:
)1زوال الشمس سبب لوجوب صالة الظهر
ملك النصاب سبب لوجوب الزكاة )2
الرضاع ،كما مينع استمراره ،إذا طرأ عليه ،وكذلك "احلدث" مينع انعقاد العبادة ابتداء كما مينع صحتها
إذا طرأ عليها.
ال بد في وجود الحكم الشرعي من توفر ثالثة أمور:
)1وجود األسباب
)2وجود الشروط
)3انتفاء املوانع
وإذا ختلف أمر من هذه األمور ،انتفى احلكم الشرعي والبد.
ابملقصود.
واترة يكون العمل فاسدا ابطال غري صحيح ولكنه يثاب عليه؛ كأ حن خيل ابلشروط واألركان ،فيُثاب على )2
تيسري الوصول إىل قواعد األصول ومعاقد الفصول/للشيخ عبدهللا الفوزان -حفظه هللا- )5
)8معامل أصول الفقه عند أهل السنة واجلماعة حملمد بن احلسني اجليزاين.
)9أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله لعياض بن انمي السلمي.
)10ابإلضافة إىل مذكرات املقرر يف كلية الشريعة ابجلامعة اإلسالمية ابملدينة النبوية:
-مذكرة الشيخ صاحل الغنام؛
-مذكرة الشيخ سالمة األمحدي.