Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .

‬محمد مبروك‬

‫احملاضرة الثانية‪:‬‬

‫بعدما قدمنا املدخل املعرف مبراحل تدوين السنة منذ عهد النيب صلى اهلل عليه وسلم إىل عهد التصنيف‬
‫مث عرجنا على التعريف مبناهج احملدثني وأنواعها وفوائدها وضربنا لذلك أمثلة ‪،‬سوف خنتم ذلك ببعض‬
‫أهم املراجع اليت يستفيد منها طالب العلم ليستزيد مما مل يذكر أو ذكر خمتصرا ؛ألن هذه احملاضرات فيها‬
‫اختصار يناسب وقتها املتاح حسب املنهاج املقرتح‪.‬‬

‫أهم مراجع مناهج المحدِّثين‪:‬‬

‫‪ .1‬شروط األئمة الستة‪ ،‬للحافظ‪ :‬أبو الفضل‪ :‬حممد بن طاهر املقدسي‪.‬‬

‫‪ .2‬شروط األئمة اخلمسة‪ ،‬للحافظ‪ :‬أبو بكر‪ :‬حممد بن موسى احلازمي‪.‬‬

‫‪ .3‬خصائص املسند ‪ -‬أي مسند اإلمام أمحد بن حنبل ‪ ، -‬للحافظ ‪ :‬أبو موسى املديين‪.‬‬

‫‪ .4‬حملات موجزة يف مناهج احملدثني العامة‪ ،‬ل ــ‪ :‬د‪ /‬نور الدين عرت‪.‬‬

‫‪ .5‬مناهج احملدثني‪ ،‬حدودها‪ ،‬وغاياهتا‪ ،‬ومصادرها‪ ،‬د‪ /‬نور الدين عرت‪.‬‬

‫‪ .6‬الفكر املنهجي عند احملدثني‪ ،‬د‪ .‬مهام عبد الرحيم سعيد‪ ،‬نُشر يف سلسلة كتاب األمة‪،‬‬
‫العدد(‪1441- )16‬هـ‪.‬‬

‫‪ .7‬مناهج احملدثني‪ ،‬د‪ /‬أمني القضاة‪ ،‬ود‪ /‬عامر حسن صربي‪.‬‬

‫‪ .1‬منهج اإلمام البخاري يف تصحيح األحاديث وتعليلها خالل اجلامع الصحيح‪ ،‬د‪/‬أبو بكر كايف‪،‬‬
‫نشر‪ :‬دار ابن حزم‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة ‪2444‬م‪.‬‬

‫‪ .9‬دراسات يف منهج النقد عند احملدثني‪ ،‬د‪ /‬حممد علي قاسم العمري‪.‬‬

‫‪ .14‬تاريخ احلديث ومناهج احملدثني‪ ،‬د‪/‬حممود سامل عبيدات‪ ،‬نشر‪ :‬دار املناهج‪-‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬

‫‪ .11‬اإلمام البخاري وصحيحه‪ ،‬للشيخ عبد الغين عبد اخلالق‪ ،‬نشر‪ :‬دار املنارة‪-‬جدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫‪ .12‬مناهج احملدثني‪ :‬يف القرن األول اهلجري وحىت عصرنا احلاضر‪ ،‬د‪/‬علي عبد الباسط فريد‪ ،‬نشر‪:‬‬
‫اهليئة املصرية العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪ .13‬تقييد العلم ‪،‬للحافظ اخلطيب البغدادي‪.‬تح‪ /‬يوسف العش‪.‬‬

‫‪ .14‬مناهج احملدثني‪ ،‬د‪/‬علي نايف البقاعي‪ ،‬نشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪-،‬بريوت‪.‬‬

‫‪ .15‬السنة قبل التدوين‪ ،‬د‪ /‬حممد عجاج اخلطيب‪ ،‬نشر‪:‬مكتبة وهبة ‪ -‬مصر‪.‬‬

‫‪ .16‬مناهج احملدثني‪ ،‬د‪ /‬حممد الرتكي‪ ،‬نشر‪ :‬دار العاصمة‪-‬الرياض‪.‬‬

‫‪ .17‬مدخل إىل مناهج احملدثني أسس التطبيق‪ ،‬د‪ /‬رفعت فوزي عبد املطلب ‪.‬دار السالم ‪.‬مصر‪.‬‬

‫‪ 11‬ـ موسوعة علوم احلديث الشريف‪،‬جملموعة من الباحثني بإشراف‪:‬أ‪.‬د‪.‬حممود محدي زقزوق ‪.‬وزارة‬
‫األوقاف ‪،‬ج م ع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫أنواع التصنيف في جمع الحديث الشريف‬

‫لقد نوع احملدثون التصانيف ‪ ،‬وتفننوا فيها ‪ ،‬مما جيعل تصانيفهم بتنوعها هذا ُملبية للمطالب اليت يتطلع‬
‫إليها العلماء والباحثون يف املراجع ‪ ،‬وسنذكر هنا أهم أنواع التصانيف ‪:‬‬

‫أوالً ‪ /‬الكتب المصنفة على األبواب ‪:‬‬


‫وطريقة هذا التصنيف‪:‬أن جتمع األحاديث ذات املوضوع الواحد إىل بعضها البعض ‪ ،‬حتت عنوان عام‬
‫جيمعها ‪ ،‬مثل كتاب الصالة ‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ...‬مث توزع األحاديث على أبواب يضم كل‬
‫باب حديثـًا أو أحاديث يف مسألة جزئية‪ ،‬ويوضع هلذا الباب عنوان يدل على املوضوع ‪ ،‬مثل "باب‬
‫مفتاح الصالة الطهور" ‪ ،‬ويسمي احملدثون العنوان "ترمجة"‪.‬‬

‫وفائدة هذا النوع من الكتب سهولة الرجوع إليه ‪ ،‬حيث إنه أول ما يتبادر لطالب العلم ‪ ،‬والباحث عن‬
‫احلديث أن يرجع إليه ؛ وذلك ألنه إن كان يريد اإلطالع على أحاديث يف مسألة معينة ‪ ،‬فإن موضوع‬
‫هذه األحاديث تحتم عليه الرجوع لبأبواب‪،‬وإن كان يريد البحث عن حديث رآه ليخرجه من مصادر‬
‫السنة‪،‬فموضوع احلديث تحدد له الباب الذي يبحث فيه عن احلديث املطلوب ‪.‬‬

‫ولكن اإلفادة واملنفعة من هذه الكتب املبوبة حتتاج إىل ذوق علمي ‪ ،‬يهدي الطالب إىل حتديد‬
‫موضوع احلديث ‪ ،‬وإىل خربة بأسلوب األئمة يف ترمجة أبواب كتبهم ‪ ،‬فإهنم رمبا خيرجون احلديث يف غري‬
‫الباب املتوقع ‪ ،‬يقصدون من ذلك بيان داللة احلديث على مسألة أخرى ‪ ،‬وهذا كثري يف صحيح‬
‫اإلمام البخاري ‪ ،‬حىت ُعد من خصائص كتابه ‪ ،‬واشتهر قوهلم ‪ :‬فقه البخاري يف ترامجه ‪.‬‬

‫طرق متعددة نذكر منها ما يلي‪:‬‬


‫وللتصنيف على األبواب ُ‬

‫‪ -1‬الجوامع ‪:‬‬
‫الجامع يف اصطالح احملدثني ‪":‬هو كتاب الحديث المرتب على األبواب الذي يوجد فيه أحاديث‬
‫في جميع موضوعات الدين وأبوابه ‪ ،‬وعددها ثمانية أبواب رئيسية هي العقائد و األحكام ‪،‬‬
‫والسير‪ ،‬واآلداب ‪ ،‬والتفسير ‪ ،‬والفتن ‪ ،‬وأشراط الساعة ‪ ،‬والمناقب "‪ ،‬وكتب اجلوامع كثرية ‪،‬‬
‫أشهرها هذه الثالثة ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫‪ -1‬اجلامع الصحيح ‪ ،‬لإلمام البخاري ‪ .‬ورمزه(خ)‪.‬‬


‫‪ -2‬اجلامع الصحيح ‪ ،‬لإلمام مسلم ‪.‬ورمزه(م)‬
‫‪ -3‬اجلامع ‪ ،‬لإلمام الرتمذي املشتهر بسنن الرتمذي ‪،‬ورمزه(ت)‪ ،‬ومسي سننـًا العتنائه بأحاديث‬
‫األحكام ‪.‬‬

‫‪ -2‬السنن ‪:‬‬
‫كتب السنن ‪":‬هي كتب ال تستغرق جميع موضوعات الدين ‪،‬وأكثر ماتختص به أحاديث األحكام‬
‫المرفوعة مرتبة على أبواب الفقه "‪.‬‬
‫وهكذا فإن كتب السنن ينبغي أن تتوافر فيها األمور اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكتفي بذكر األحاديث وأال يذكر فيها شيء من اآلثار إال تبعاً‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون هذه األحاديث متعلقة باألحكام يف الغالب‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ترتب األحاديث على أبواب الفقه ال على املسانيد واملعاجم‪.‬‬
‫وأشهر كتب السنن ‪:‬‬
‫ـ السنن ‪ ،‬لإلمام أبي داود (ت‪272‬هـ) ورمزه(د) ‪.‬‬
‫ـ السنن ‪ ،‬لإلمام الترمذي (ت‪272‬هـ) ‪ ،‬وهو جامع الرتمذي ورمزه(ت) ‪.‬‬
‫ـ السنن ‪ ،‬لإلمام النسائي (ت‪303‬هـ) ‪ ،‬ورمزه(س)‪.‬‬
‫ـ السنن ‪ ،‬لإلمام ابن ماجه (ت‪272‬هـ) ‪ ،‬ورمزه(ق)‪.‬أو(جه)‪.‬‬

‫اصطالحات خاصة مهمة ‪ :‬ويُطلق على هذه السنن‪ :‬السنن األربعة ‪ ،‬وإذا قالوا ‪:‬الثالثة فمر ُادهم هذه‬
‫ما عدا ابن ماجه‪ ،‬وإذا قالوا ‪ :‬اخلمسة فمرادهم السنن األربعة ومسند أمحد ‪ ،‬وإذا قالوا ‪ :‬الستة فمرادهم‬
‫الصحيحان والسنن األربعة‪،‬ويرمزون هلا يف كتب التخريج وكتب الرجال هبذه الرموز (ع) للستة‪( ،‬عه)‬
‫للسنن األربعة‪.‬‬
‫ـ السنن ‪ ،‬لإلمام الدارمي(ت‪222‬هـ)‪،‬ويطلق عليه المسند‪.‬‬
‫ـ السنن الكبرى ‪ ،‬لإلمام البيهقي(ت‪824‬هـ )‪.‬‬
‫‪ -3‬المصنفات ‪:‬‬
‫وهي‪ ":‬كتب مرتبة على األبواب لكنها تشتمل على الحديث الموقوف والحديث المقطوع ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الحديث المرفوع" ‪ ،‬ومن أشهر املصنفات ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫ـ المصنف ‪ ،‬لإلمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني(ت ‪211‬هـ) ‪،‬‬


‫ـ المصنف في األحاديث واآلثار‪ ،‬لإلمام أبي بكر بن أبي شيبة (ت ‪232‬هـ) ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الموطآت ‪" :‬هي كتب حديثية تشبه المصنفات وتختلف عنها باحتوائها على‬
‫بعض اجتهادات المؤلِّف وفتاويه"‪ .‬ومن أشهرها‪:‬‬
‫‪ -‬الموطأ ‪ ،‬لإلمام مالك بن أنس األصبحي(ت‪971‬هـ )‪.‬‬
‫ـ الموطأ ‪ ،‬لإلمام ابن أبي ذئب(ت‪951‬هـ)‪.‬‬
‫ـ الموطأ ‪ ،‬إلبراهيم ابن أبي يحيى السلمي شيخ الشافعي(ت‪914‬هـ) ‪.‬‬
‫ـ الموطأ ‪ ،‬لعبد اهلل ابن وهب(ت‪911‬هـ)‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ المستدركات ‪:‬‬


‫االستدراك في اصطالح أهل احلديث ‪" :‬هو جمع األحاديث التي تكون على شرط أحد المصنِّفين‬
‫يخرجها في كتابه " ‪ ،‬ومعلوم أن الشيخني البخاري ومسلم مل يستوعبا الصحيح يف كتابيهما ‪ ،‬وال‬
‫ولم ِّ‬
‫التزما ذلك ‪ ،‬إذن فهناك أحاديث هي على شرطهما أو على شرط أحدمها مل خيرجاها يف كتابيهما ‪،‬‬
‫وقد عىن العلماء باالستدراك عليهما ‪ ،‬وألفوا يف ذلك املصنفات ‪ ،‬وأطل ُقوا عليها اسم املستدركات ‪،‬‬
‫أشهرها ‪:‬‬
‫و ُ‬
‫ـ المستدرك على الصحيحين ألبي عبد اهلل الحاكم النيسابوري (ت‪802‬هـ)‪.‬‬
‫ـ اإللزامات ‪ ،‬لإلمام علي بن عمرالدارقطني (ت‪342‬هـ)‪.‬‬
‫ـ كتاب األحاديث الجياد المختارة مما ليس في الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬لضياء الدين‬
‫حممد بن عبد الواحد املقدسي(ت‪383‬هـ)‪(.‬وتُذكر اختصاراً‪ :‬المختارة للضياء) ‪.‬‬
‫ـ المستخرجات ‪:‬‬
‫معنى االستخراج ‪ ":‬هو أن يعمد حافظ من الحفاظ إلى كتاب من كتب الحديث ‪،‬‬
‫كصحيح البخاري أو صحيح مسلم ‪ ،‬أو غيرهما من الكتب‪ ،‬فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من‬
‫غير طريق صاحب الكتاب فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه ‪ ،‬ولو في الصحابي مع رعاية ترتيبه‬
‫ومتونه وطرق أسانيده "‪ ،‬وشرطه أال يصل إىل شيخ أبعد حىت يفقد ً‬
‫سندا يوصله إىل األقرب ما مل يكن‬
‫هناك عذر من علو يف السند أو زيادة مهمة يف املنت ‪ ،‬ورمبا أسقط املستخرج أحاديث مل جيد له هبا‬

‫‪5‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫سندا يرتضيه ‪ ،‬ورمبا ذكرها من طريق صاحب الكتاب الذي يستخرج عليه ‪ ،‬وأشهرها الكتب املخرجة‬
‫ً‬
‫على الصحيحني أو أحدمها ‪.‬‬

‫ثانيـًا ‪ /‬الكتب المرتبة على أسماء الصحابة ‪:‬‬


‫وهي‪":‬كتب تجمع األحاديث التي يرويها كل صحابي في موضع خاص يحمل اسم راويها‬
‫الصحابي" ‪ ،‬وهذه الطريقة مفيدة ملعرفة عدد مرويات الصحايب عن النيب ـ صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬
‫وطبيعتها ‪ ،‬وتسهيل اختبارها ‪ ،‬فضالً عن كوهنا إحدى الطرق املفيدة يف استخراج احلديث مبعرفة‬
‫الصحايب الذي يرويه ‪ ،‬وما يتبع ذلك من سهولة درسه ‪ ،‬والكتب املرتبة على أمساء الصحابة نوعان ‪:‬‬

‫‪ -9‬المسانيد ‪:‬‬

‫والمسند هو‪ ":‬الكتاب الذي تذكر فيه األحاديث على ترتيب الصحابة ـ رضي اهلل عنهم ـ ‪،‬‬
‫بحيث يوافق حروف الهجاء ‪ ،‬أو يوافق السوابق اإلسالمية ‪ ،‬أو شرافة النسب "‪ ،‬واملسانيد كثرية‬
‫جدا أشهرها وأعالها مسند اإلمام أحمد بن حنبل ‪ ،‬مث مسند أبي يعلى الموصلي مث مسند البزار‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ -2‬األطراف ‪:‬‬
‫األطراف جمع طرف ‪ ،‬وطرف احلديث ‪ ،‬اجلزء الدال على احلديث ‪ ،‬أو العبارة الدالة عليه ‪ ،‬مثل‬
‫حديث األعمال بالنيات ‪ ،‬وحديث اخلازن األمني ‪ ،‬وحديث ساال جربيل‪...‬‬
‫وكتب األطراف ‪" :‬كتب يقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الدال عليه" ‪ ،‬مث ذكر‬
‫أسانيده يف املراجع اليت ترويه بإسنادها ‪ ،‬وبعضهم يذكر اإلسناد كامالً ‪ ،‬وبعضهم يقتصر على جزء من‬
‫اإلسناد ‪ ،‬لكنها ال تذكر منت احلديث كامالً ‪ ،‬كما أهنا ال تلتزم أن يكون الطرف املذكور من نص‬
‫احلديث حرفيـًا ‪ ،‬وهلذه الطريقة من الفوائد سوى ما ذكرناه ‪:‬‬

‫‪ -9‬تسهيل معرفة أسانيد احلديث ‪ ،‬الجتماعها يف موضع واحد ‪.‬‬


‫‪ -2‬معرفة من أخرج احلديث من أصحاب املصادر األصول ‪ ،‬والباب الذي أخرجوه فيه ‪ ،‬فهي نوع من‬
‫الفهارس متعدد الفوائد ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫ومن أشهر كتب األطراف هذان الكتابان ‪:‬‬

‫‪ -9‬تحفة األشراف بمعرفة األطراف ‪ ،‬للحافظ اإلمام أيب احلجاج يوسف بن عبد الرمحن املزي‬
‫(ت ‪782‬هـ )‪ .‬وهو خاص بأطراف الكتب الستة وبعض كتب أصحاهبا التابعة هلا‪.‬‬
‫‪ -2‬ذخائر المواريث في الداللة على مواضع الحديث ‪ ،‬تصنيف الشيخ عبد الغين النابلسي‬
‫(ت‪1183‬هـ )‪.‬وأطرافه يف الكتب الستة إضافة إىل املوطإ‪.‬‬

‫ثالثـًا ‪ /‬المعاجم ‪:‬‬


‫المعجم في اصطالح المحدِّثين ‪" :‬كتاب تذكر فيه األحاديث على ترتيب الشيوخ ‪ ،‬والغالب‬
‫عليها اتباع الترتيب على حروف الهجاء "‪ ،‬فيبدأ املالف املعجم باألحاديث اليت يرويها عن شيخه‬
‫أبان ‪ ،‬مث إبراهيم ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬

‫وأشهر مصنفات هذا النوع المعاجم الثالثة ‪ ،‬للمحدث احلافظ الكبري أيب القاسم سليمان بن أمحد‬
‫الطرباين‪( ،‬ت‪330‬هـ)‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬المعجم الصغير والمعجم األوسط ‪ ،‬وكالمها مرتب على أمساء شيوخه ‪.‬‬
‫‪ -‬والمعجم الكبير ‪ :‬وهو على مسانيد الصحابة ‪ ،‬مرتبة على حروف املعجم ‪ ،‬وهو مرجع حافل ‪،‬‬
‫ويعد أكرب املعاجم ‪ ،‬حىت صار لشهرته إذا أطلق قوهلم " املعجم " أو أخرجه الطرباين كان املراد هو‬
‫املعجم الكبري ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫احملاضرة الثالثة‪:‬تتمة ألنواع التصنيف العامة‬

‫رابعـًا ‪ /‬الكتب المرتبة على أوائل األحاديث ‪:‬‬


‫وهي" كتب مرتبة على حروف المعجم ‪ ،‬بحسب أول كلمة من الحديث "‪ ،‬تبدأ باهلمزة ‪ ،‬مث بالباء‬
‫جدا للمراجعة ‪ ،‬لكن ال بد هلا من معرفة الكلمة األوىل من احلديث‬
‫وهكذا ‪ ،‬وهذه الطريقة سهلة ً‬
‫بلفظها معرفة أكيدة ‪ ،‬وإال ذهب اجلهد يف البحث عن احلديث هنا دون جدوى ‪ ،‬وهذه املصنفات هلا‬
‫طريقتان ‪:‬‬

‫أ‪ -‬كتب مجامع ‪ :‬تجمع أحاديث كتب حديثية متعددة مما سنذكره يف النوع التايل‪.‬‬

‫ب‪ -‬كتب في األحاديث المشتهرة على األلسنة ‪ :‬أي األحاديث اليت تتداوهلا ألسنة العامة ‪،‬‬
‫عين العلماء جبمعها يف كتب خاصة لبيان حاهلا ‪ ،‬ونذكر من أشهر هذه الكتب وأمهها كتابني ‪:‬‬

‫‪ -9‬المقاصد الحسنة في األحاديث المشتهرة على األلسنة ‪ ،‬لإلمام احلافظ مشس الدين‬
‫حممد بن عبد الرمحن السخاوي (ت ‪202‬هـ )‪.‬‬
‫‪ -2‬كشف الخفاء ومزيل اإللباس عما اشتهر من الحديث على ألسنة الناس ‪ ،‬للعالمة‬
‫احملدث إمساعيل بن حممد العجلوين (ت‪1132‬هـ ) ‪.‬‬

‫ويلحق هبذا النوع من املصنفات ما وضعه العصريون من مفاتيح لكتب حديثية‪،‬أو فهارس أحلقوها بكتاب‬
‫من هذه الكتب على ترتيب حروف املعجم‪،‬ومن هذه املفاتيح مفتاح الصحيحني للتوقادي‪ ،‬ومن الفهارس‬
‫فهارس صحيح مسلم‪،‬وفهارس سنن ابن ماجه اليت وضعها حممد فااد عبد الباقي رمحه اهلل وأجزل مثوبته‬
‫‪.‬‬

‫خامسـًا ‪ /‬المصنفـات الجامعة " المجامع " ‪:‬‬


‫"وهي كتب تجمع أحاديث عدة كتب من مصادر الحديث"‪ ،‬وهي مرتبة على طريقتني ‪:‬‬
‫الطريقة األولى ‪ :‬التصنيف على األبواب ‪ ،‬وأهم مراجعها ‪:‬‬
‫‪ -9‬جامع األصول من أحاديث الرسول‪،‬البن األثري املبارك ابن حممد اجلزري (ت ‪303‬هـ) ‪،‬‬
‫مجع فيه أحاديث الصحيحني ‪ ،‬واملوطأ ‪ ،‬والسنن الثالثة ‪ ،‬وجردها من األسانيد ‪ ،‬وأردفها بكالم موجز‬
‫على غريب األلفاظ ‪ ،‬لكنه أغفل بيان درجة أحاديث السنن ‪ ،‬حىت أنه مل يذكر كالم الرتمذي على‬

‫‪8‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫أحاديثه ‪ ،‬فأعوز القارئ البحث عن هذا اجلانب ‪ ،‬وقد ذُيلت طبعةُ الكتاب بتخريج مفصل لبأحاديث‬
‫‪ ،‬يعزو كل حديث إىل الكتب مع بيان الباب ‪ ،‬واجلزء والصفحة ‪ ،‬فسهل بعض فائدته بذلك ‪.‬‬

‫‪ -2‬كنز العمال في سنن األقوال واألفعال‪ :‬للشيخ احملدث علي بن حسام املتقي اهلندي‬
‫(ت‪272‬هـ) ‪ ،‬وهو أمجع كتب هذا الفن ‪ ،‬مجع أحاديث كتب كثرية ‪ ،‬بلغت ‪ 23‬كتابـًا يف إحصائنا ‪،‬‬
‫فجاء كتابه حافالً ال مثيل له يف اجلمع ‪ ،‬إال أنه أغفل بيان حال األحاديث ‪ ،‬كما يالحظ عليه إعواز يف‬
‫التخريج حىت إنه رمبا عزى احلديث ملرجع من املراجع البعيدة عن التناول وعن االعتماد ‪ ،‬وهو موجود يف‬
‫الصحاح ‪ ،‬بل يف أصحها ‪.‬‬

‫الطريقة الثانية ‪ :‬ترتيب األحاديث على أول كلمة فيها حسب ترتيب حروف المعجم ‪،‬‬
‫وأهم املراجع فيها ‪:‬‬
‫‪ -‬الجامع الكبير أو جمع الجوامع ‪ ،‬لإلمام احلافظ جالل الدين السيوطي (ت ‪211‬هـ) ‪ ،‬وهو‬
‫أصل كتاب كنز العمال الذي عرفنا به ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجامع الصغير ألحاديث البشير النذير‪ ،‬لإلمام السيوطي أيضـًا ‪ ،‬اقتضبه من اجلامع الكبري‬
‫احدا‬
‫‪ ،‬وحذف منه التكرار ‪ ،‬وزاد فيه أحاديث ‪ ،‬فبلغ عدد أحاديثه (‪ )10031‬عشرة آالف وو ً‬
‫وثالثني حديثـًا ‪ ،‬وقد نال احلظوة عند العلماء ‪ ،‬وكثرت حوله الشروح ‪.‬‬
‫ولكن بعض الرموز هنا ختالف الرموز يف اجلامع الكبري فالرمز (ق) يف اجلامع الصغري ملا اتفق عليه‬
‫الشيخان ‪ ،‬ويف اجلامع الكبري ملا أخرجه البيهقي ‪ ،‬فلتنتبه ‪ ،‬وليكن أول اهتمام طالب احلديث دراسة‬
‫مقدمة كل مصنف حديثي ‪ ،‬ملعرفة رموز الكتاب وطريقته وأهدافه ‪.‬‬

‫سادسـًا ‪ /‬مصنفـات الزوائد ‪:‬‬


‫وهي" مصنفات تجمع األحاديث الزائدة في بعض كتب الحديث على أحاديث كتب أخرى ‪ ،‬دون‬
‫األحاديث المشتركة بين المجموعتين "‪،‬وقد أكثر العلماء من تصنيف الزوائد ‪ ،‬ونذكر منها هذين‬
‫الكتابني اجلليلني ‪:‬‬

‫‪ -9‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أيب بكر اهليثمي ( ت ‪ 407‬هـ ) ‪،‬‬
‫مجع فيه مازاد على الكتب الستة من ستة مراجع هامة‪،‬وهي مسند أمحد‪،‬ومسند أيب يعلى املوصلي‪،‬‬
‫ومسند البزار‪ ،‬واملعاجم الثالثة للطرباين ‪ ،‬كما عين ببيان حال األحاديث صحة وضعفـًا‪ ،‬واتصاالً وانقطاعـًا‬
‫‪ ،‬وأفاد غاية الفائدة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫‪ -2‬المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أمحد بن علي بن حجر العسقالين‬
‫الشافعي اإلمام العلم ( ت ‪422‬هـ) ‪ ،‬مجع فيه الزوائد على الكتب الستة من مثانية مسانيد ‪ ،‬وهي أليب‬
‫داود الطيالسي واحلميدي وابن أيب عمر ومسدد وأمحد بن منيع وأيب بكر بن أيب شيبة وعبد بن‬
‫محيد واحلارث بن أيب أسامة ‪ ،‬وأضاف زيادات من مسند أيب يعلى ‪ ،‬ومسند إسحاق بن ر ُاهويه ليست‬
‫يف جممع الزوائد ‪.‬‬

‫سابعـًا ‪ /‬كتب التخريج ‪:‬‬


‫وهي‪ ":‬كتب تؤلف للداللة على أحاديث كتاب معين في مصادره األصلية "‪ ،‬ونعرف بأمهها فيما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -9‬نصب الراية ألحاديث الهداية تأليف اإلمام احلافظ مجال الدين أيب حممد عبد اهلل بن يوسف‬
‫الزيلعي احلنفي (ت ‪ 732‬هـ) ‪ ،‬خرج فيه أحاديث كتاب الهداية يف الفقه احلنفي ملالفه علي بن أيب‬
‫بكر املرغيناين من كبار فقهاء احلنفية (ت‪223‬هـ)‪،‬وهو من الكتب املفيدة لطالب العلم ‪.‬‬

‫‪ -2‬المغني عن حمل األسفار في األسفار في تخريج ما في اإلحياء من األخبار تأليف‬


‫احلافظ الكبري اإلمام عبد الرحيم بن احلسني العراقي (ت ‪403‬هـ) شيخ احلافظ ابن حجر وخمرجه ‪،‬‬
‫وواحد زمانه يف علم احلديث ‪ ،‬وقد خرج يف كتابه هذا أحاديث كتاب هام شائع بني املسلمني ‪ ،‬هو‬
‫كتاب إحياء علوم الدين لإلمام الغزايل ‪ ،‬وذلك بأن يذكر طرف احلديث من أحاديث األحياء مث يبني‬
‫من أخرجه ‪ ،‬وصحابيه الذي رواه ‪ ،‬ويتكلم عليه تصحيحـًا أو حتسينـًا أو تضعيفـًا ‪.‬‬

‫‪ -3‬التخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير للحافظ ابن حجر ‪ ،‬وخرج فيه‬
‫أحاديث الشرح الكبري للرافعي الذي شرح به كتاب الوجيز يف فقه الشافعي لإلمام الغزايل ‪ ،‬وخلص يف‬
‫خترجيه هذا كتبـًا عدة صنفت قبله يف ختريج أحاديث الشرح الكبري ‪ ،‬وأفاد كذلك من نصب الراية للزيلعي ‪،‬‬
‫فجاء كتابه حافالً جامعـًا ملا تفرق يف غريه من الفوائد ‪ ،‬وطريقته فيه أن يورد طرفـًا من احلديث الوارد يف‬
‫الشرح الكبري ‪ ،‬مث خيرجه من املصادر ‪ ،‬ويذكر طرقه ورواياته ‪ ،‬ويتكلم عليه تفصيالً جرحـًا وتعديالً ‪،‬‬
‫وصحة وضعفـًا ‪ ،‬مث يذكر ما ورد من أحاديث يف معىن احلديث باستيفاء ‪ ،‬وهكذا حىت صار مرجعـًا يف‬
‫أحاديث األحكام ال يستغىن عنه ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مناهج المحدثثين ‪ /‬س‪ .‬الثانية أصول الدين ‪ /‬أ‪ .‬محمد مبروك‬

‫ثامنـًا ‪ /‬األجزاء ‪:‬‬


‫ِّ‬
‫المحدثين ‪ :‬هو" تأليف يجمع األحاديث المروية عن رجل واحد سواء كان‬ ‫الجزء في اصطالح‬
‫الرجل من طبقة الصحابة أو من بعدهم " كجزء حديث أيب بكر ـ وجزء حديث مالك‪.‬‬
‫كما أنه يطلق الجزء على التأليف الذي يدرس أسانيد الحديث الواحد ‪ ،‬ويتلكم عليه مثل ‪ :‬اختيار‬
‫األوىل يف حديث اختصام املبأ األعلى للحافظ ـ ابن رجب‪.‬‬
‫كما أن األجزاء الحديثية قد توضع يف بعض املوضوعات اجلزئية ‪ ،‬مثل جزء القراءة خلف‬
‫لإلمام للبخاري ‪ ،‬والرحلة يف طلب احلديث للخطيب البغدادي ‪.‬‬
‫وقد جيمع يف اجلزء أحاديث اتنخبها املالف ملا وقع هلا يف نفسه‪ ،‬كالعشاريات ‪ ،‬واألربعينات ‪،‬‬
‫واخلمسينات ‪ ،‬والثمانينات ‪.‬‬
‫ويتفاوت حجم األجراء من بضع أوراق إىل العشرات ‪ ،‬والغالب أن تكون صغرية ‪ ،‬ومتتاز بأهنا تربز علم‬
‫األئمة ‪ ،‬ملا أن إفراد املوضوع اجلزئي بالبحث يتطلب استقصاءًا وعمقـًا ‪.‬‬

‫تاسعـًا ‪ /‬المشيخات ‪:‬‬


‫وهي" كتب يجمع فيها المحدثون أسماء شيوخهم ‪ ،‬وما تلقوه عليهم من الكتب أو األحاديث مع‬
‫إسنادهم إلى مؤلفي الكتب التي تلقوها" ‪.‬‬

‫وهلم فيها مسالك عديدة يف ترتيبها ‪ ،‬ومنها ما يسمى فهرسـًا أو ثبتـًا ‪ ،‬ومن أشهرها برنامج‬
‫الرعيين املسمى‪ ":‬اإليراد لنبذة المستفاد من الرواية واإلسناد" و"فهرست" اإلمام أيب بكر حممد بن‬
‫خري اإلشبيلي‪ ،‬وكالمها نفيس ‪ ،‬مطبوع ‪.‬‬

‫عاشرا ‪ /‬العلل ‪:‬‬


‫ً‬
‫وهي‪ ":‬الكتب التي يجمع فيها األحاديث المعلة ‪ ،‬مع بيان عللها "‪ ،‬والتصنيف على العلل يأيت يف‬
‫الذروة من أعمال احملدثني ‪ ،‬ملا تحتاج إليه من اجلهد احلثيث والصرب الطويل يف تتبع األسانيد ‪ ،‬وإمعان‬
‫النظر ‪ ،‬وتكراره فيها الستنباط خفي أمرها الذي يسرته الطالء الظاهري املوهم للصحة ‪.‬‬

‫هذا وقد عين العلماء بآداب الطالب واحملدث فتكلموا عنها يف الكتب اليت صنفوها يف رواية احلديث ‪،‬‬
‫المرجع‬ ‫وأفردها اخلطيب البغدادي بتأليف جيد مساه‪ ":‬اجلامع الخالق الراوي وآداب السامع" ‪.‬‬
‫‪ :‬منهج النقد في علوم الحديث د‪ .‬نور الدين عتر‪،‬مع تصرف وإضافة ‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like