‫من إعداد األستاذ عبدهللا العلوي‬

‫الصين قوة اقتصادية صاعدة‬

‫مقدمة ‪ :‬تعد الصين نموذجا لقوة اقتصادية صاعدة‪ ,‬تمكنت من تحقيق تقدم كبير في العديد من المجاالت االقتصادية بفضل تظافر عدة عوامل‪.‬فما مظاهر‬
‫نمو االقتصاد الصيني؟ وما العوامل المفسرة له؟ وما أبرز التحديات التي تواجه اقتصاد الصين؟‬

‫مظاهر نمو االقتصاد الصيني‬ ‫‪.I‬‬

‫التجارة‬ ‫الصناعة‬
‫تتميز التجارة الخارجية للصين بـ‪:‬‬ ‫‪-‬ضخامة االنتاج الصناعي الصيني وتنوعه‬
‫‪ -‬تنوع بنية صادراتها ووارداتها‬ ‫(الصلب‪ ،‬اإلسمنت‪ ،‬النسيج القطني‬
‫التي تهيمن عليها المواد الصناعية‬ ‫السيارات‪ ،‬الهواتف الذكية كشركات هواوي‬
‫‪ -‬ارتفاع في قيمة مبادالتها‬ ‫وأبو وشياومي‪)...‬‬
‫التجارية‪ ،‬وفائضا في ميزانها‬ ‫‪ -‬احتالل بعض المنتجات الصناعية الصينية‬
‫التجاري نظرا الرتفاع قيمة‬ ‫لمراتب متقدمة عالميا كالمرتبة األولى‬
‫صادرتها وانخفاض قيمة وارداتها‬ ‫عالميا في إنتاج الصلب والنسيج القطني‬
‫‪ -‬توفر الصين االستثمارات وعلى‬ ‫وأجهزة التلفاز‬
‫شركاء تجاريين من مختلف‬ ‫‪ -‬تعدد المناطق الصناعية في الصين ومن‬
‫مناطق العالم‪.‬‬ ‫أبرز هذه المناطق المناطق الصناعية‬
‫الحديثة على الساحل الشرقي تضم مراكز‬
‫صناعية كبرى كشنغهاي وكوانغ زو‪،‬‬
‫بينما تخف حركة التصنيع كلما اتجهنا‬
‫نحو داخل وغرب البالد‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫العوامل المفسرة لنمو االقتصاد الصيني‬
‫الفالحة‬
‫تتميز الفالحة الصينية بـ‪:‬‬
‫‪-‬بضخامته وتنوع منتجاته الزراعية والحيوانية ( الحبوب‪،‬‬
‫الذرة‪ ،‬الشاي‪ ،‬األرز‪ ،‬األغنام‪ ،‬األسماك‪،)...‬‬
‫‪ -‬احتالل المنتجات الصينية لمراتب متقدمة عالميا حيث‬
‫تحتل الصين المرتبة األولى في إنتاج القمح واألرز‬
‫والشاي والخنازير واألسماك والمرتبة الثانية عالميا في‬
‫إنتاج الذرة والرتبة الثالثة عالميا في إنتاج قصب السكر‬
‫مما يجعل الصين تحقق اكتفاء ذاتيا وتكتسح األسواق‬
‫العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬توفر الصين على مجال فالحي شاسع ومتنوع نميز فيه‬
‫بين ثالث مناطق‪:‬‬
‫الشمال الشرقي‪ :‬تسود زراعة الحبوب‬
‫الجنوب الشرقي‪ :‬تنتشر زراعة األرز‬
‫في الوسط والنصف الغربي‪ :‬مجال للرعي وتربية المواشي‬
‫‪.II‬‬

‫العامل الطبيعي‪ :‬تتوفر الصين على تضاريس متنوعة يغلب عليها الطابع الجبلي والهضبي بالغرب‪ ،‬مع امتداد سهول خصبة وشاسعة في‬
‫الشرق ومن أهم هذه السهول سهل منشوريا والسهل الكبير كما تتميز الصين بتنوع مناخها وهذا التنوع المناخي يتيح إمكانية تنويع المحاصيل‬
‫الزراعية‪ ،‬كما تتوفر الصين على شبكة مائية غنية بفضل توفرها على عدة أنهار أهمها نهر هوانغ هوا ونهر شيانغ جيانغ‪.‬‬
‫العامل التنظيمي‪ :‬استفادت الفالحة الصينية من مرحلتين تنظيميتين مرحلة االشتراكية ‪ 9191-9191‬تزعمها ماو تسي تونغ نظمت فيها‬
‫الفالحة‬
‫الفالحة في إطار تعاونيات وضيعات تابعة للدولة كومونات شعبية ومرحلة االنفتاح على العالم الرأسمالي منذ ‪ 9191‬بقيادة دينغ كسياو بينغ‬
‫تميزت بتفكيك الكومونات الشعبية ومنح فوصة للخواص لالستثمار في القطاع الفالحي‬
‫العامل البشري‪ :‬تتوفر الصين على تعداد سكاني يتجاوز ‪ 3.1‬مليار نسمة تهيمن عليها الفئة النشيطة مما يوفر سوق استهالكية كبرى ويد‬
‫عاملة مؤهلة ومكونة ومتعلمة‬
‫العامل الطبيعي‪ :‬تتوفر الصين على ثروات معدنية وطاقية متنوعة خاصة الفحم والفوسفاط والبترول والغاز الطبيعي‪.‬‬
‫العامل التنظيمي‪ :‬استفادت الصناعة الصينية من مرحلتين تنظيميتين مرحلة االشتراكية ‪ 9191-9191‬تزعمها ماو تسي تونغ تميزت بتأميم‬
‫كافة المؤسسات الصناعية ونهج سياسة التخطيط وبناء الصناعات األساسية والتجهيزية ومرحلة االنفتاح على العالم الرأسمالي منذ ‪9191‬‬
‫بقيادة دينغ كسياو بينغ تميزت بهيمنة مؤسسات الدولة على القطاع الصناعي‪ ،‬وتشجيع االستثمار األجنبي وظهور المؤسسات المختلطة ذات‬ ‫الصناعة‬
‫الرأسمال الصيني األجنبي‬
‫العامل البشري‪ :‬أنظر العامل البشري في خانة الفالحة‬
‫العامل الطبيعي‪ :‬تتوفر الصين على موقع استراتيجي مطل على عدة واجهات بحرية أهمها خليج كوريا وبحر الصين والبحر األصفر‪ ،‬ولها‬
‫حدود مشتركة مع ‪ 31‬دولة‪.‬‬
‫العامل التنظيمي‪ :‬استفادت الصناعة الصينية من مرحلتين تنظيميتين مرحلة االشتراكية ‪ 9191-9191‬تزعمها ماو تسي تونغ تميزت بالقضاء‬ ‫التجارة‬
‫على النظام اإلقطاعي وتأميم كافة المؤسسات التجارية ومرحلة االنفتاح على العالم الرأسمالي منذ ‪ 9191‬بقيادة دينغ كسياو بينغ تميزت‬
‫بتحرير المنتجات الفالحية وتشجيع الصناعات التصديرية ونهج سياسة االنفتاح على الغرب باإلضافة إلى انضمام الصين للمؤسسات المالية‬
‫العالمية لالستفادة من القروض وكذا منظمة التجارة العالمية سنة ‪.1003‬‬
‫العامل البشري‪ :‬أنظر العامل البشري في خانة الفالحة‬

‫المشاكل والتحديات التي تواجه االقتصاد الصيني‬ ‫‪.III‬‬

‫ديمغرافيا‪ :‬تضخم عدد سكان البالد ما دفع الدولة إلقرار سياسة الطفل الواحد منذ السبعينات‪ ،‬غير أن آثارها السلبية المتمثلة في تزايد نسبة الشيخوخة‪ ،‬جعل الحكومة‬
‫الصينية تعوضها بسياسة الطفلين‪.‬‬
‫اقتصاديا‪ :‬ارتباط الصين بالسوق الخارجية سواء على المستوى التزود بالمواد األولية أو تصريف المنتجات الصناعية‬
‫اجتماعيا‪ :‬ضعف مستوى التنمية البشرية بالبالد (المرتبة ‪ 00‬في مؤشر التنمية البشرية سنة ‪ )1032‬رغم تسجيل البلد أعلى معدالت النمو االقتصادي‬
‫مجاليا‪ :‬تركز السكان واألنشطة االقتصادية في الواجهة الساحلية الشرقية‪ ،‬وتفاوت في التنمية االقتصادية والبشرية بين القسم الشرقي والقسم الغربي وكذا بين المدن‬
‫واألرياف‪.‬‬
‫بيئيا‪ :‬تراجع في مساحة األراضي الصالحة للزراعة‪ ،‬وتزايد حدة ثلوث الماء والهواء خاصة في المناطق الشرقية والمدن الكبرى وما يترتب عنه من مشاكل صحية‬

‫خاتمة‪ :‬رغم كل المشاكل التي يعاني منها االقتصاد الصيني‪ ،‬ال تزال الصين في طريقها لتصبح القوة االقتصادية األولى في العالم إذا ما حافظت على وتيرة نموها‬
‫االقتصادي الحالية‪.‬‬