U o o o U U o U o o o Ou U o o U U U o U Oyo o o o o U o o o o U o U U o U o o o o o U o o o o U o

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫نظرة في افتحاص وتدقيق الإدارة الجبائية للجماعات الترابية‬

‫مصطفى الحافظون – طالب باحث‪.‬‬

‫هسبريس‪.‬‬

‫إذا كانت التوجهات الرقابية على المستوى الدولي والوطني تسير نحو‬
‫إرساء التدقيق الداخلي بالإدارات العمومية والجماعات الترابية بدل‬
‫الإقتصار على الآليات الكلاسيكية التي أثبتت التجارب عدم فعاليتها في‬
‫الحد من نزيف الأموال العمومية‪ ،‬سواء تعلق الأمر بإسرافها على‬
‫مستوى الصفقات‪ ،‬أو التهاون والتقصير في استخلاصها على مستوى‬
‫المداخيل‪ ،‬والتي يعتبر مجال تحصيل الديون الجبائية المستحقة‬
‫للجماعات الترابية أحد تجلياتها‪ ،‬فإن نجاح ورش إحداث وحدات الإفتحاص‬
‫الداخلي بها لا يتم إلا بتوفر إدارة جبائية جماعية مؤهلة على المستويات‬
‫القانونية والبشرية وآليات العمل‪ ،‬وذلك لمواكبة التغيير والتطورات‬
‫الحالية‪.‬‬

‫من المعلوم أن الافتحاص يختلف باختلاف معاييره ووظائفه‪ ،‬حيث نجد‬


‫أن أحد أنواعه طبقا للمعايير الوظيفي يتخذ التنظيم مجالا له وهو ما‬
‫يصطلح عليه بتدقيق أو افتحاص النظم الإدارية أو التدقيق التنظيمي‪،‬‬
‫حيث يركز المفتحص المختص كل اهتماماته في إنجاز مهمة التدقيق‬
‫على الجانب التنظيمي وهذا ما يجعل منه أحد اكثر أنواع الافتحاص‬
‫محدودية‪ ،‬وبالتالي فإن عملية التدقيق أو الافتحاص هاته تتأسس على‬
‫علاقة قوية بين المدقق والإدارة الخاضعة للتدقيق‪ ،‬فإذا كان من أهم‬
‫الشروط الواجب توفرها في المدقق الإستقلالية‪ ،‬فإن الوضع الراهن‬
‫للإدارة الجبائية يتطلب إصلاحات جوهرية لبناء إدارة مؤهلة باعتبارها‬
‫مجالا للتدقيق في تدبير الجبايات المحلية عموما وفي مسطرة التحصيل‬
‫الجبائي خصوصا تتخذ مبدأ الإستقلالية في المجال المالي أحد مداخلها‪.‬‬

‫إن الإستقلال الحقيقي للإدارة الجبائية المحلية يتطلب تدعيمها بالأطر‬


‫العليا المشبعة بثقافة المساءلة والشفافية والتعاون لكشف الإختلالات‬
‫وتحقيق الحكامة الجيدة‪ ،‬وذلك من خلال التوعية والتحسيس بأهمية‬
‫التدقيق في تحقيق ذلك‪ ،‬كما أن الوضع الحالي للعلاقة بين وكيل أو‬
‫شسيع المداخيل والآمر بالصرف الجماعي يجب النظر فيها لكون هذا‬
‫الأخير الذي يعتبر سلطة رئاسية على الأول ممثلا للسكان ينتمي إلى‬
‫حزب سياسي معين‪،‬يؤثر في قراراته‪،‬مما يدفعه إلى نهج نوع الإنتقائية‬
‫في الملفات التي سيتم رفعها بشأن المطالبة بأداء الدين الجبائي‪ ،‬حيث‬
‫أثبتت التجارب أنه بقدر ما يحاول وكيل المداخيل أوالشسيع‪ ،‬القيام‬
‫بمهامه وفق الشروط المنصوص عليها في القانون‪ ،‬نجد الآمر بالصرف‬
‫يسعى إلى الحفاظ على مكانته السياسية‪ ،‬كما أن الإزدواجية أو التعدد‬
‫في تدبير الديون الجبائية المستحقة للجماعات الترابية يؤثر سلبا على‬
‫المفهوم الحقيقي للحكامة الجبائية ويحرم ميزانية الجماعة من الإستفادة‬
‫من عائدات بعض الرسوم المحلية ‪ .‬كما أن توفير المناخ المناسب لإنجاز‬
‫مهمة الافتحاص بالجماعات الترابية وخاصة على مستوى صياغة مفهوم‬
‫السر المهني الذي يشكل العائق الأساسي في كمالية تقارير أجهزة‬
‫الإفتحاص والحصول على المعلومات عموما‪ ،‬يتم من خلال توقيع‬
‫الشراكات والإتفاقيات بين الجامعات والمعاهد العليا والإدارة الجبائية في‬
‫مجال التكوين والتوعية بأهمية الإفتحاص‪.‬‬

‫لا شك أن إصلاح هيكل الإدارة الجبائية الخاضعة للإفتحاص يجب أن‬


‫يصاحبه دعم هذه المصالح الجبائية بوسائل العمل الضرورية‪ ،‬سواء تعلق‬
‫الأمر بالآليات أو بالتجهيزات واعتماد الأنظمة المعلوماتية للمساعدة على‬
‫التأهيل في مجال التدقيق في تدبير الجبايات المحلية عموما ‪،‬وفي‬
‫مسطرة التحصيل خاصة‪ ،‬لتحقيق المردودية‪ ،‬والإسهام بشكل كبير في‬
‫الرفع من مستوى هذه المصالح‪ ،‬وذلك من أجل تطبيق سليم وناجح‬
‫للقوانين المتعلقة بتحصيل الجبايات المحلية والتي تفرض إعادة النظر‬
‫في منظومة الإدارة الجبائية ‪،‬وذلك من خلال إعادة هيكلة تقوم على‬
‫أساس توزيع المهام بين مختلف المصالح التابعة لها (الوعاء‪،‬التحصيل‪-‬‬
‫المراقبة ‪ ،‬المنازعات‪، )...‬بالإضافة إلى تبسيط النصوص القانونية‬
‫المتعلقة بالتحصيل وإصدار دليل للتحصيل يبسط و يعقلن الإستخلاص‪.‬‬

You might also like