Professional Documents
Culture Documents
10 Yajri Thawabuha Badal Mamat
10 Yajri Thawabuha Badal Mamat
1
maktab.etqan@gmail.com اإللكتروين:
البريد 2
هاتف+965 50350077 :
♫
لل رب العالمين ،وصلى الل وسلم على أشرف الحمد ه
:î
عظيم نهع هم الل ╡ على ه
عباده المؤمنين أن هيـأ ه فمن
ه
حسان ،يقوم هبا العبد الموفق يف هذه لهم أبوا ًبا همن الخ هير ه
وال
ه
القبور يف ه
الحياة ،ويجري ثوابها عليه بعد الممات ،فإن أهل
األعمال منق هطعون ،وعلى ما قدموا يف
ه قـبورهم مرتهنون ،وعن
حياهتم محاسبون مج هزيون.
نحوه من حديث سلمان ╩ ،وحسنه األلباين يف «صحيح الجامع» (.)888
4
وعن أبي هريرة ╩ قال :قال رسول الل « :إ َّن م َّما
يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته :عل ًما ع َّلمه ونشره،
وولـدً ا صال ًحا تـركه ،ومصح ًفا و َّرثه ،أو مسجدً ا بناه ،أو بـيـتًا ِلبن
السبيل بناه ،أو نـه ًرا أجراه ،أو صدق ًة أخرجها من ماله ف ص َّحته
َّ
وحياته؛ يلحقه من بعد موت ه»(.)1
( )2أخرجه مسلم يف «صحيحه» (.)1631
5
والجامع بين األحاديث السابقة هو اشرتاكها يف الفضل
ه
نفس هه؛ وهو جريان أج ه
ورها يف الحياة وبعد الممات. ه
وصححه األلباين يف «صحيح الجامع» (.)1077
6
أعمال وردت يف األحاديث
ٍ ه
السابق ،وثالثة ه
أنس بن مالك ╩
األخرى بعده.
ه
أبواب الخير التي تندرج تحت هذه وحرصت على ه
بيان
األعمال ،وتدخل يف معناها؛ ليبادر إليها المؤمنون ،ويحرص
ه
حسناتهم، عليها المجتهدون ،فتعظم أجورهم ،وتثـقل موازين
مال ول بنون ،إل من أتى الل ٍ
بقلب سليم(.)1 يوم ل ينفع ٌ
( )1أصل هذه الرسالة خطبة جمعة ألقيت يف تاريخ 1421 /11 /1هـ ،يف المدينة
ه
وتنسيقها ،وقمت بمراجعتها، النبوية ،وقد اجتهد بعض الفضالء يف تفريغها
ه
وإضافة بعض الفوائد عليها.
ه
ونشرها بين والل أسأل أن يجزي كل من اجتهد يف إخراج هذه المادة
المسلمين خير الجزاء ،وأخص منهم الخوة يف مكتب إتقان يف دولة
7
العمل األول :تعليمُ العلم
ه
حديث أنس بن مالك ╩ قول النبي : فقد سبق يف
«سب ٌع يجري للعبد أجره َّن من بعد موته ،وهو ف قـبره :من
ع َّلم عل ًما.)1(»...
( )1انظر( :ص.)4
8
وهنا يتبين هعظم فض هل العلماء الناصحين والدعاة
وقوام األم هة،
الد ،ه
اد ،ومنار ال هب ه
العب ه
المخلصين ،الذين هم هسراج ه
ه
الواحد من أهل العلم تبقى علومه بين وعندما يموت
الناس موروث ًة ،ومؤلفاته وأقواله بينهم متداول ًة؛ منها يفيدون،
وعنها يأخذون ،وهو يف قربه تتوالى عليه األجور ،ويتتابع عليه
الثواب ،كما قال النبي « :من ع َّلم آي ًة من كتاب اَّلل فله ثوابها
ما تـلـيت»(.)1
دروس هه
ه ه
وتسجيالت فالعالم وإن مات فإن كـتـبـه
ومحاضراته وخطـبـه المفيدة ه
باقية؛ ينتفع هبا أجيال لم ه
يعاصروه،
ولم يـكـتب لهم أن يلقوه.
( )1أخرجه أبو سهل القطان يف «حديثه» ( ،)243/4وجود إسناده األلباين يف
9
«السلسلة الصحيحة» (.)1335
الحديث
ه ومن تأمل أحوال أئمة السالم -كأئمة «
ه
والفقه -كيف هم تحت التراب؛ وهم يف العالمين كأنهم أحياء
فذكرهم وحديثهم يفقدوا منهم إل صورهم ،وإل ه بينهم ،لم ه
والثناء عليهم غير منقط ٍع ،وهذه هي الحياة ح ًّقا ،حتى عد ذلك
حيا ًة ثاني ًة؛ كما قال المتـنـبي:
ذكر الفتى عـيـشه الثاين ،وحاجته
ما قاتـه ،وفضول العيش أشغال»
()1
10
(« )2صيد الخاطر» (ص)34
فقد قال رسول الل « :من دعا إلى هدً ى كان له من
األجر مثل أجور من تبعهِ ،ل ينقص ذلك من أجورهم شيئًا»(.)1
( )1أخرجه مسلم يف «صحيحه» (.)2674
11
العمل الثاني :إجراء النهر
ه
حديث أبي هريرة ╩ قول رسول الل « :إ َّن فقد مر يف
م َّما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موت ه- :وقال فيه-:
أو نـه ًرا أجراه.»...
وجاء يف حديث أنس بن مالك ╩ قول رسول الل :
«أو كـرى نه ًرا»(.)1
يون ه
الماء مهن الع ه ه
جداول والمراد بكر هي النهر :شق
ه
ومزارعهم، ه
أماكن الن ه
اس ه
واألهنار؛ لكي تصل المياه إلى
فيرتوي الناس ،وتسقى الزروع ،وتشرب الماشية.
ه
حسان إلى وكم يف مثل هذا العم هل الجلي هل مهن ه
ال
ه
الماء الذي به تكون الناس ،والتنفيس عنهم؛ بتـيـ هس هير حص ه
ول
الحياة ،بل هو أهم مقوماهتا!
12
( )1انظر( :ص.)5-4
ه
أماكن الن ه
اس، ه
األنابيب إلى ه
الماء عبـر ويلتحق بهذا :مد
ومواطه هن حاجتههم.
اس، ه
أماكن الن ه ه
الماء يف ه
برادات أيضا :وضع
ويلتحق بهذا ً
ه
احتياج ههم. ومواطه هن
13
الرتغيب» (.)962
العمل الثالث :حفر اآلبار
( )1تقدم (ص.)4
14
ألجرا؟!
ً ه
البهائم فـغفـر له» ،قالوا :يا رسول الل! وإن لنا يف
له،
فقال« :ف كل كبد رطبـة أج ٌر»(.)1
فإن كان الل قد غفر لهذا الرج هل ذنوبه ألنه سقى كل ًبا
ودها؛ ماء ،فكيف الظن بمن حفر البهـئـر ،وتسبب يف وج هشربة ٍ
وصححه األلباين يف «صحيح الرتغيب» (.)271
15
غرسُ الـنَّخل
العمل الرابعَ :
( )2أخرجه البخاري يف «صحيحه» (.)5444
16
اس والدواب؛ ويعد ثمرها من أنف هع ال هثمار ،وله حالوة ل
للن
تدانيها حالوة ،وكذلك قلبها -وهو الجمار -فإنه يحوي
العديد من المكونات النافعة للجسم ،وكذا الحال يف ه
سائر
ه
أجزائها يستفيد الناس منها ،وينتفعون هبا يف بـيوهتم ،ولهذا
يقول النبي « :مثـل المؤمن مـثـل ال َّنخلة ،ما أخذت منها
من شيء نـفعك»(.)1
ه
األشجار ،وإنما خصت وهذا األجر العظيم يشمل جميع
وكثرة ه
فوائدها. ه ه
الحديث السابق لتمي هزها النخلة بالذك هر يف
17
«السلسلة الصحيحة» (.)2285
قـال رسول الل « :ما مـن مسلم يـغرس غـ ًرسا ،أو يـزرع
سان أو بـهيمـةٌ ،إِ َ ا
ّل كان لـه بـه زر ًعـا ،فيـأكل منه طـيـ ٌر أو إنـ ٌ
صدق ٌة»(.)1
18
العمل الخامس :بناء المساجد
( )2أخرجه مسلم يف «صحيحه» (.)671
19
واألمر الثاين :العمارة المعنوية؛ وذلك بإقامة الصالة،
وقراءة القرآن ،وإحياء مجالس الذكر والعلم ،كما قال تعالى:
(ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ
ﰏﰐ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ
ﭝ ) [النور.]37-36 :
20
(.)533
كامال
ً وأجر ه
بناء المسا ه
جد يشمل من بنى مسجدً ا
بنفس هه ،ومن شارك غيره ببنائه؛ ولو كانت المشاركة يسير ًة؛
ه
( )1أخرجه ابن ماجه فـي «سننه» ( ،)738وصححه األلباين يف «صحيح الجامع»
(.)6128
وقوله « :كمفحص قطاة» هو :عش الطائر الذي يضع فيه بيضه ،ويف
هذا إشارة إلى هعظ هم أجر هذا العمل الصالح والمشاركة فيه ،ولو بالقليل.
21
العمل السادس :طباعة المصاحف
( )1انظر( :ص.)5-4
22
العمل السابع :تربية األبناء على الصَّـالح
وهذا العمل قد ورد هذكره يف جميع أحاديث الباب
ه
األبناء المتقدمة( ،)1ويدل هذا على أهميته البالغة؛ فإن تربية
وحسن تأدي هبهم ،والحرص على تنشئ هتهم على التقوى والصالح
يعد من أهم الواجبات التي ينبغي على المسلم أن يرعاها ،وهي
من جملة األمانات العظيمة التي أمر اللٌٌبحفظها ،كما قال ٌ
صف المؤمنين(ٌٌ:ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ)ٌ يف و ه
[املعارج.]ٌ 32ٌ:
ه
األبناء صالح للمجتمعات واألس هر وذلك ألن صالح
والبالده ،ه
ومن ثمرات صالحهم :أن يكونوا برر ًة آلبائهم يف
حياهتم وبعد مماهتم؛ فيدعون لهم بالخير ،ويسألون الل لهم
المغفرة والرحمة ،وهذا مما ينتفع به الميت يف قربه ،بل جميع
( )1انظر( :ص.)7-6
23
وإحسان يكون
ٍ ٍ
وصدقة و هب ٍّـر ه
الصالحة من صالة ه
ثواب أعمالههم
للوالدين مثله؛ ألنهما أحسنا يف تربيتهم وتأديبهم ،فهما السبب
إن ه
صالحهم ،كما قال النبي َّ « : -بعد توفيق الل تعالى -يف
أوِلدكم من كسبكم»(.)1
الرجل
وعن أبي هريرة ╩ قال :قال رسول الل « :إ َّن َّ
لـتـرفـع درجته ف الجنَّـة فيقول :أنَّى هذا؟! فـيـقال :باستغفار
ولدك لك»(.)2
( )1أخرجه أبو داود فـي «سننه» ( ،)3528والرتمذي فـي «جامعه» (،)1358
وصححه األلباين يف «إرواء الغليل» (.)1626
( )2أخرجه ابن ماجه فـي «سننه» ( ،)3660وحسن إسناده األلباين يف
24
«السلسلة الصحيحة» (.)1598
العمل الثامن :بناء الدُّور ووقْفُها
( )1انظر( :ص.)5
25
النبي « :من حفـر لميت قـبـ ًرا فأج َّنـه فيـه أجري له من األ ِاجر
()1
26
الرتغيب والرتهيب» (.)3492
العمل التاسع :الموتُ مُرابطةً على الثغور
( )2أخرجه مسلم فـي «صحيحه» (.)1913
27
األولى :أن أجر هر هباط يو ٍم يف سبيل الل خير من صيا هم ٍشهر
ه
وقيامه. كاملٍ،
ٍ
صالة حياته همن
حسناته التي كان يعملها يف ه
ه الثانية :أن أجر
وإحسان تجري له بعد موته هه ،ول ه
تنقطع إذا ٍ ٍ
وزكاة ه
وصيا ٍم و هب ٍّر
مات وهو مرابهط يف سبيل الل ،فـينميها الل تعالى وي ه
ضاعفها له
وهو يف قربه.
كحال الش ه
هداء ه سيستمر عليه من نعيم الجن هة،
ه الثالثة :أن هرزقه
الذين قال الل تعالى فيهم( :ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ
ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ) [آلٌعمران.]ٌ 169:
28
الرتغيب» (.)1368
للعبد يف قربه ،كما قال النبي « :ك ُّل الميت يختم على عمله
إِ َ ا
ّل المرابط ،فإنَّه يـنمو لـه عمله إلى يـوم القيامـة ،ويؤ َّمن من
فـتَّان القـبر»(.)1
فقد قال النبي « :من ج َّهز غاز ًيا في سبيل اَّلل ،كان له
مثـل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازي شيئًا»(.)2
( )1أخرجه أبو داود فـي «سننه» ( ،)2500وصححه األلباين يف «صحيح الجامع»
(.)4562
( )2أخرجه ابن ماجه فـي «سننه» ( ،)2759وصححه األلباين يف «السلسلة
29
الصحيحة» (.)2690
العمل العاشر :الصَّدقات الجارية
وقوله ِ « :إ َ ا
ّل من صدقة جاريـة»(.)1
بالصدقة الجارية :األمور التي يـتصدق هبا المس هلم والمقصود َّ
ويبقى النتفاع هبا مست هم ًّـرا مد ًة طويلةً ،فيجري أجرها للمتصد هق ما دام
دقة ه
باق ًيا ويـنتـفع به. أصل الص ه
( )1انظر (ص.)5
30
خامتة
ه
األعمال المتقدمة، إن المؤمن الموفق إذا ع هلم فضل هذه
سيرجع عليه منها؛ بادر إلى تحصيلها ،وحرصه والخير الذي
حيات هه وصح هت هه ،فإن ذلك خير من
على اغتنام فضلها يف حال ه
ولذلك لما س هئل النبي أي الصدق هة أعظم أج ًرا؟ قال« :أن
حيح ،تخشى الفقـر ،وتأ مل الغنى،
حيح ش ٌ
تصدَّ ق وأنت ص ٌ
وِل تمهل حتَّى إذا بلغت الحلقوم ،قلت :لفلن كذا ،ولفلن
كذا ،وقد كان لفلن»(.)1
لنفس هه« :ويحك يا يزيد! من ذا
قاشي يقول ه وكان يزيد الر ه
وت؟! من ذا الذي يصوم عنك بعد الذي يصلي عنك بعد الم ه
( )1أخرجه البخاري فـي «صحيحه» ( ،)1419و مسلم فـي «صحيحه» (.)1032
(« )2العاقبة يف ذكر الموت» لعبد الحق الشبيلي (ص.)40
31
الخير وآثار
ه « :وهي :آثار ﯠﯡﯢﯣﯤﯥ)
ه
إيجادها يف حال حياهتم وبعد الشر؛ التي كانوا هم السبب يف
ه
وأحوالهم، ه
وأفعالهم وفاهتم ،وتلك األعمال التي نشأت من ه
أقوالهم
ه
وتعليمه ه
العبد بسبب هعل هم
ه خير ع همل به أحد من الناس فكل ٍ
المنكر ،أو هعل ٍم أودعه
ه صحه ،أو أمره بالمعروف ،أو هنـ هيـه عنون ه
32
(« )1تيسير الكريم الرحمن» (ص.)692