Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫العدد الرابع‬ ‫األحكام الخاصة باألراضي الفالحية الوقفية‬

‫ديسمبر‪2016‬‬

‫األحكام الخاصة باألرا�ضي الفالحية الوقفية‬


‫أ‪ .‬د بن رقية بن يوسف ‪.‬جامعة البليدة ‪02‬‬
‫ينصب الوقف على امللكية العقارية دون حق االنتفاع ‪ ،‬ألن قانون ‪ 10/91‬املؤرخ في ‪ 1991/04/27‬املتضمن قانون األوقاف ‪ ،1‬املعدل و‬
‫املتمم يشير إلى املالك ال إلى املنتفع في املادة ‪ 10‬منه ‪ ،‬وهذا �شيء منطقي ألن حق االنتفاع مؤقت‪ ،‬وهذه الصفة تتنافى مع الوقف الذي‬
‫يشترط التأبيد ‪ ،‬ولذا فإن ملكية األرا�ضي الفالحية الوقفية هي ذلك املال العقاري الذي حبس املالك فيه ملكية الرقبة ‪ ،‬أي جعلها غيرقابلة‬
‫للتصرف فيها بمحض إرادته و تبرع على وجه التأبيد بحق االنتفاع‪،‬تنتفع به جهة خيرية أو مؤسسة ذات منفعة عامة أو مسجد أو مدرسة‬
‫قرآنية سواء كان هذا التمتع فوريا أو بعد وفاة األشخاص الطبيعيين الذين يعينهم املالك‪.2‬‬
‫تعرضت األمالك العقارية الوقفية للغصب و االستيالء من طرف الخواص و املؤسسات العمومية في السبعينات‪ 3‬وبداية الثمانيات‪ 4‬بسبب‬
‫الفراغ القانوني الذي عاشه الوقف في تلك الفترة و تجاهل أحكام الشرع التي تق�ضي بأن أصل امللك الوقفي ‪ ،‬أي ملكية الرقبة ‪،‬غير قابل‬
‫للتصرف فيه أو الحجز عليه أو توريثه ‪ ،‬وال هو بملكية تابعة للدولة ‪ ،‬أو ملكية خاصة ‪ ،‬يتمتع بالشخصية املعنوية ‪ ،‬وعلى الدولة حماية‬
‫األمالك العقارية الوقفية و ضمان ريعه طبقا إلرادة الواقف ‪.‬‬
‫الدساتير املتعاقبة لم تعط اهتماما وافرا لهذه األمالك العقارية ‪ ،‬باستثناء دستور ‪ ، 1989‬املعدل سنة ‪ ،1996‬الذي نص في مادته‬
‫‪، 03/52‬على أن األمالك الوقفية معترف بها و يحمي القانون تخصيصها‪ ،‬و لذا صدر القانون ‪ 10/91‬بتاريخ ‪ 1991/04/27‬يحدد القواعد‬
‫العامة لتنظيم األمالك الوقفية ‪ ،‬عدل بقانونين ‪ ،‬األول في ‪ ، 2001/05/22‬تحت رقم ‪ ، 07/01‬الذي أعطى أكثر تفصيل فيما يتعلق‬
‫باستثمار الوقف ‪ ،‬و الثاني بتاريخ ‪ 2002/02/14‬تحت رقم ‪ ، 10/02‬الذي خص تطبيق قانون ‪ 10/91‬على الوقف العام دون الوقف‬
‫الخاص‪ ،‬و الذي أحاله لألحكام التشريعية السارية املفعول‪ ،5‬ولذا فان دراسة النظام القانوني لألرا�ضي الفالحية املوقوفة تقتصر على‬
‫األرا�ضي الفالحية املوقوفة وقفا عاما دون الوقف الخاص ‪.‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 6‬من قانون األوقاف ‪ ،‬فإن الوقف العام هو ما حبس على جهات خيرية أو مؤسسة ذات منفعة عامة أو مسجد أو‬
‫مدرسة قرآنية ‪ ،‬أو لنشرالعلم وسبل الخيرات‪ ،‬ويقسم الوقف العام بناء على ذلك إلى صنفين ‪ ،‬وقف يحدد فيه جهة معينة يصرف ريعه‬
‫عليها ‪ ،‬ويسمى وقفا عاما محدد الجهة ‪ ،‬وال يصح صرفه على غيره من وجوه الخيرالذي أراده الواقف ‪ ،‬إال إذا زالت تلك الجهة‪ ،‬أي تم حلها‪،‬‬
‫ووقف ال يعرف فيه‬
‫وجه الخير‪ ،‬و يسمى وقفا عاما غيرمحدد الجهة ‪ ،‬ويصرف ريعه في نشرالعلم وتشجيع البحث فيه وفي سبل الخيرات ‪ ،‬ومصدرالوقف العام‬
‫بنوعيه هو التصرف القانوني الصادرمن جانب واحد ‪ ،‬طبقا للمادة الرابعة من قانون األوقاف ‪ ،‬نتعرض لهذا املصدرفي مطلب أول‪ ،‬وعند‬
‫صحة هذا التصرف‪ ،‬يجوز للموقوف عليه بعد ذلك التنازل عن املنفعة ‪ ،‬نعالجه في مطلب ثاني‪ ،‬أو استثماره‪ ،‬يكون محل دراسة في مطلب‬
‫ثالث ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬مصدرالوقف العام‬
‫مصدرالوقف العام ‪ ،‬طبقا للمادة الرابعة من قانون األوقاف ‪ ،‬هو التصرف القانوني الصادرمن جانب واحد‪ ،6‬و لصحة هذا التصرف‬
‫يجب توافربعض الشروط ‪ ،‬نتعرض إليها في الفروع التالية ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬بلوغ سن الرشد‬
‫يعد الوقف من التصرفات الناقلة للملكية العقارية ولذا يتعين أن يكون الواقف بالغا سن الرشد ‪ ،‬متمتعا بكافة قواه العقلية غير‬
‫محجور عليه لسفه أو غفله أو جنون أوعته ‪ ،‬أما صاحب الجنون املتقطع فيصح تصرفه أثناء افاقته ‪ ،‬وتمام عقله ‪ ،‬شريطة أن تكون‬
‫‪.8‬‬
‫اإلفاقة ثابتة شرعا ‪ ،7‬وال يجوز للمدين املريض مرض املوت أن يوقف جميع ممتلكاته املساوية لدينه‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬محل الوقف‬
‫يجب أن يكون الواقف مالكا لألرض الفالحية املراد وقفها ‪ ،‬معينة تعيينا نافيا للجهالة ‪ ،‬محدد املساحة ومع ذلك يصح وقف األرض‬
‫الفالحية املشاعة ‪ ،‬وفي هذه الحالة تجب القسمة ‪ ،‬بمعنى أنه يجوز للشريك على الشيوع أن يوقف حصته ‪ ،‬ويقوم باإلجراءات املطلوبة ‪،‬‬
‫كالتسجيل و الشهرفي املحافظة العقارية ‪ ،‬ثم تطالب الجهة املوقوف عليها فيما بعد بالخروج من الشيوع ‪. 9‬‬

‫‪35‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫األحكام الخاصة باألراضي الفالحية الوقفية‬ ‫العدد الرابع‬
‫ديسمبر‪2016‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬املوقوف عليه‬


‫يكون املوقوف عليه في الوقف العام ‪ ،‬إما جمعية خيرية أو مؤسسة عمومية ذات منفعة عامة ‪ ،‬مثل املستشفى ‪ ،‬الجامعة ‪ ،‬أو مسجد‬
‫أو مدرسة قرآنية أو زاوية ‪ ،‬وتؤول األرض املوقوفة على هذه الجهات بعد حلها أو انتهاء املهمة التي أنشئت من أجلها لوزارة شؤون الدينية و‬
‫األوقاف باعتبارها املشرفة على األوقاف العامة ‪ ،‬إذا لم يعين الواقف الجهة التي يؤول إليها الوقف فيما بعد تصبح وقفا عاما غير محدد‬
‫الجهة ‪.10‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬التسجيل و الشهر‬
‫يحرر التصرف القانوني في قالب رسمي ‪ ،‬يسجل ويشهرفي املحافظة العقارية وفق اإلجراءات املنصوص عليها في املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ، 51/03‬املؤرخ في ‪ ، 02،2003/04‬املحدد لكيفيات تطبيق املادة ‪ 8‬مكرر من قانون األوقاف ‪ ،‬ال سيما املادة الرابعة منه ‪ ،‬و القرارالوزاري‬
‫املشترك ‪ ،‬املؤرخ في ‪ ، 2003/11/15‬املتضمن شكل السجل العقاري الخاص باألمالك الوقفية ‪ ،‬تقدم نسخة منه للواقف وأخرى للسلطة‬
‫املكلفة باألوقاف‪.11‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬التصرف في األرا�ضي الفالحية‬
‫إذا صح الوقف زال حق ملكية الواقف ‪ ،‬ويؤول حق االنتفاع إلى املوقوف عليه ‪ ،‬ولذا فإن مصدر الوقف العام هو التصرف القانوني‬
‫الصادرمن جانب واحد والذي يجزئ امللكية ‪ ،‬ملكية الرقبة تصبح لها شخصية معنوية ‪ ،‬وتسمى بمؤسسة الوقف ‪ ،‬وحق االنتفاع ينقل‬
‫للموقوف عليه ‪ ،‬يجوز له التنازل عنه ‪ ،‬أو يقدمه كضمان لدين ‪ ،‬نعالج هاتين املسألتين في الفرعين التالين ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التنازل عن حق االنتفاع‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 20‬من قانون األوقاف ‪ ،‬ال يجوز التنازل عن حق االنتفاع في الوقف العام إال لجهة من نوع جهة الخير املوقوف عليها‬
‫أصال ‪ ،‬بعد موافقة صريحة من السلطة املكلفة باألوقاف ‪ ،‬وعليه فإن بيع حق االنتفاع من طرف الهيئة املوقوف عليها جائز‪ ،‬لكن بشرطين‬
‫‪ ،‬أوالهما أن يكون املتنازل إليه من نفس جهة الخير‪ ،‬أي ال يجوز التنازل عن حق االنتفاع لشخص طبيعي أو لشركة ‪ ،‬ثانيهما املوافقة‬
‫الصريحة من طرف وزارة الشؤون الدينية و األوقاف ‪ ،‬بصفتها هيئة مكلفة بتسييراألمالك العقارية املوقوفة وقفا عاما يحرر عقد التنازل‬
‫أمام املوثق ‪ ،‬يسجل ويشهرباملحافظ العقارية ‪ ،‬يصبح بعد ذلك املتنازل إليه صاحب حق االنتفاع ‪ ،‬يطبق عليه أحكام االنتفاع املنصوص‬
‫عليها في القانون املدني ‪ ،‬يمكن أن يكون مؤقتا ‪ ،‬أي محدد املدة ‪ ،‬أو يكون ملدة وجود املؤسسة املتنازل إليها ‪ ،‬وعند انتهاء األجل أو حل الجهة‬
‫املتنازل إليها يعود حق االنتفاع للجهة املوقوف عليها أصال ‪ ،‬أو يصبح وقفا عاما غيرمحدد الجهة إذ ما تم حل هذه األخيرة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تقديم حق االنتفاع كضمان لدين‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 21‬من قانون األوقاف ‪،‬يجوز رهن حق االنتفاع رهنا رسميا ‪ ،‬وتطبق في هذا اإلطارأحكام الرهن الرسمي املنصوص عليها‬
‫في املواد ‪ 882‬وما بعدها من القانون املدني ‪،‬عند تقاعس املدين الراهن عن تسديد الدين يحجز على حق االنتفاع ‪ ،‬وتطبق أحكام املواد‬
‫‪ 721‬وما بعدها من قانون اإلجراءات املدنية ‪ ،‬غيرأن األشخاص الذين يحضرون املزايدة والرا�سي عليه املزاد يجب أن يكونوا من نفس جهة‬
‫املحجوز عليها ‪ ،‬طبقا لنص املادة ‪ 20‬من قانون األوقاف ‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬عقود استثماراألرا�ضي الفالحية‬
‫هناك صنفين من األرا�ضي الفالحية املوقوفة وقفا عاما‪ ،‬أوالهما أرا�ضي فالحية معلومة و التي تم حصرها و ثانيها أرا�ضي مسترجعة من‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األرا�ضي الفالحية املسترجعة‬
‫لقد تعرضت األرا�ضي الفالحية املوقوفة وقفا عاما إلى عدة انتهاكات من طرف املؤسسات العمومية أو الخواص بسبب الفراغ القانوني‬
‫الذي وجد غداة االستقالل ‪ ،‬إذ تم تأميمها بموجب قانون الثورة الزراعية ‪12‬وبعد فشل الثورة الزراعية وصدور دستور جديد سنة ‪1989‬‬
‫‪ ،‬املعدل سنة ‪ ، 1996‬والذي نص في مادته ‪ 52‬على حماية األمالك الوقفية و االعتراف بها ‪ ،‬أصبح من الضروري تحرير األوقاف من كل يد‬
‫وضعت عليها ‪ ،‬ولذا صدرقانون ‪ ، 10/91‬املؤرخ في ‪ ، 1991/04/24‬ونص في املادة ‪ 38‬منه على استرجاع األرا�ضي الفالحية املؤممة للجهات‬
‫التي أوقفت عليها أساسا قبل تطبيق قانون الثورة الزراعية ‪ ،‬ولذا يتعين دراسة شروط و إجراءات إعادة األرا�ضي املؤممة املوقوفة وقفا‬
‫عاما قبل معالجة عقود استثماراألرا�ضي الفالحية ‪.‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪36‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫األحكام الخاصة باألراضي الفالحية الوقفية‬
‫ديسمبر‪2016‬‬

‫‪ -1‬شروط و إجراءات إعادة األرا�ضي املؤممة‬


‫لم يفرض املشرع إال شرطا واحدا فيما يتعلق بإعادة األرا�ضي الفالحية املوقوفة وقفا عاما للجهات التي أوقفت عليها قبل تطبيق قانون‬
‫الثورة الزراعية ‪ ،‬وهو أن ال تكون هذه األرا�ضي قد فقدت طابعها الفالحي كأن تكون قد أدرجت ضمن االحتياطات العقارية مثال‪ ،‬أو تم‬
‫نزعها من أجل املنفعة العامة ‪13‬باستثناء هذا الشرط فعلى السلطة املكلفة باألوقاف ‪ ،‬أي وزارة الشؤون الدينية و األوقاف ‪ ،‬أو الجهة‬
‫املوقوفة عليها أصال تقديم طلب استرجاع األرا�ضي إلى الوالي ‪ ،‬املختص إقليميا ‪ ،‬مرفقا بملف ‪ ،‬يتكون من قرار التأميم ‪ ،‬السند القانوني‬
‫الذي يثبت بان األرض موقوفة وقفا عاما‪ ،14‬وال يعتد باملدة املذكورة في املادة ‪ 81‬من قانون التوجيه العقاري‪.15‬يدرس امللف من طرف‬
‫اللجنة الوالئية ‪ ،‬املتساوية األعضاء ‪ ،‬املنصوص عليها في املادة ‪ 82‬من قانون التوجيه العقاري ‪ ،‬يضاف إليها ممثل السلطة املكلفة باألوقاف‬
‫‪ ،‬يصدر بعد ذلك قرار قابل للطعن أمام املحكمة اإلدارية الكائن بها األرض الفالحية ‪ ،‬في حالة الرفض ‪ ،‬أما في حالة املوافقة تعاد األرض‬
‫للجهة التي أوقفت عليها أصال قبل تطبيق قانون الثورة الزراعية ‪.‬‬
‫املنشآت األساسية و األغراس و التجهيزات الثابتة املشيدة فوق األرا�ضي موضوع االسترجاع ‪ ،‬و التي أنجزت بعد مرحلة التأميم هي جزء من‬
‫العين املوقوفة طبقا لنص املادة ‪ 25‬من قانون األوقاف ‪ ،‬و تسوى حاالت النزاع التي تحدث بين املستفيدين و الجهات املوقوف عليها األرض‬
‫عن طريق الترا�ضي أو القضاء ‪.‬‬
‫ال يمكن للجهات املوقوفة عليها األرض أصال حيازتها إال بعد دفع مبالغ التعويض التي تلقتها عند التأميم ‪،‬كما ال يتم حيازة األرض إال بعد‬
‫نزع األغراس الحينية الجني ‪ ،‬إال إذا اتفق على خالف ذلك ‪.‬‬

‫‪ -2‬إيجاراألرا�ضي الفالحية املسترجعة‪:‬‬


‫طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 70-14‬املؤرخ في ‪ 2014/02/10‬و املحدد لشروط و كيفيات إيجار األرا�ضي الفالحية الوقفية املخصصة‬
‫للفالحة خاصة املادة ‪ 24‬و ما بعدها‪ ،‬فانه يتم إيجار األرا�ضي الفالحية املسترجعة طبقا لهذا املرسوم‪ ،‬ويستفيد من هذا اإليجار أعضاء‬
‫املستثمرة الفالحية الجماعية و الفردية الحائزون على حق انتفاع دائم في ظل قانون ‪ ، 19-87‬املؤرخ في ‪ 1987/12/08‬املتعلق باملستثمرات‬
‫الفالحية أو الحائزون على عقود امتيازفي ظل قانون ‪ 03-10‬املؤرخ في ‪ 2010/08/15‬و الذي ألغى قانون ‪. 19-87‬‬
‫يتعين على املستفيدين تقديم طلب تحويل حق االنتفاع الدائم أو حق االمتياز إلى إيجار في أجل سنة من تاريخ نشر هذا املرسوم في‬
‫الجريدة الرسمية و يقدم إلى الديوان الوطني لألرا�ضي الفالحية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية و األوقاف‪ ،‬و يكرس اإليجاربعقد تعده‬
‫وزارة الشؤون الدينية و األوقاف مقابل دفع إيجارسنوي للصندوق املركزي لألوقاف‪ ،‬مدته أربعون سنة قابلة للتجديد‪ ،‬يشهرفي املحافظة‬
‫العقارية مرفقا بدفترالشروط‪.‬‬
‫تستغل األرض محل اإليجار في شكل جماعي أو فردي و في هذا اإلطار تكتسب املستثمرة الفالحية األهلية القانونية الكاملة لالشتراط و‬
‫املقاضاة و التعاقد طبقا ألحكام القانون املدني ‪ ،‬و لها الحق في إبرام عقد الشراكة مع الغير‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬استثماراألرا�ضي الفالحية املعلومة التي تم حصرها‬


‫تستغل وتنمى األمالك العقارية املوقوفة وقفا عاما املعلومة و التي تم حصرها إذا كانت أرضا زراعية أو شجرا بعقد املزارعة أو املساقاة أو‬
‫الحكرأو اإليجار‪ ،‬نتطرق إليهم ضمن النقاط التالي ـ ــة ‪:‬‬
‫‪ -1‬عقد املزارعة‬
‫لقد عرفت املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1‬فقرة أولى من قانون األوقاف عقد املزارعة و هو إعطاء األرض للمزارع الستغاللها مقابل حصة من املحصول‬
‫‪ ،‬يتفق عليها عند إبرام العقد ‪.‬‬
‫يتبين من خالل هذا التعريف بأن املشرع قد تبنى املذهب الحنفي عند تعريفه لعقد املزارعة ‪ ،‬ألنه أجاز املزارعة ببعض الخارج من األرض‬
‫‪16‬عكس املذهب املالكي الذي ال يسمح بتأجيراألرض بطعام أو محصول زراعي ‪17‬و السبب في ذلك أن املحل غيرمعروف ‪ ،‬إذ فيه غرر ‪ ،‬كما‬
‫أن املشرع قد حدد املقصود من املزارعة أال هو منفعة األرض ال منفعة عمل املزارع ‪ ،‬أو بعبارة أخرى أن املزارع قد استأجراألرض مقابل دفع‬
‫حصة من منتوج األرض ‪ ،‬ولذا تستبعد فكرة استئجارعمل املزارع من طرف صاحب األرض ‪ ،‬وهوما يعد في حكم الخماس ‪ ،‬و هذا األسلوب‬
‫من االستغالل قد ولى إلى األبد بعد أن ألغي بموجب قانون الثورة الزراعية ‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫األحكام الخاصة باألراضي الفالحية الوقفية‬ ‫العدد الرابع‬
‫ديسمبر‪2016‬‬

‫‪ -2‬عقد املساقاة‬
‫املساقاة هي كلمة مشتقة من السقي ‪ ،‬و هي أن يعمل شخص في كروم أو غيرها إلصالحها و خدمتها على أن يأخذ منها معلوما من غلتها ‪ ،‬و‬
‫قد سمى اللغويون عقد خدمة الشجر مساقاة ‪ ،‬مع أنه يشتمل على غير السقي ‪ ،‬كتنقية الشجر و تقليمه ‪ ،‬ألن السقي يعد أهم أعماله‬
‫خصوصا ‪ ،‬و لذا عرفت املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1‬الفقرة الثانية من قانون األوقاف عقد املساقاة و هو إعطاء الشجرلالستغالل ملن يصلحه مقابل‬
‫جزء معين من ثمره ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإليجار‬
‫يكون إيجار هذه األرا�ضي عن طريق املزاد العلني طبقا ألحكام املادة ‪ 14‬و ما بعدها من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 70/14‬أو بالترا�ضي ‪ ،‬بعد‬
‫ترخيص من الوزيراملكلف بالشؤون الدينية واألوقاف‪ ،‬وبعد تنظيم عمليتين متتاليتين لإليجارعن طريق املزاد العلني وأثبتتا عدم الجدوى‬
‫‪.‬‬
‫يدون عقد اإليجار في شكل مكتوب وفق النموذج املرفق باملرسوم كما يرفق هذا العقد بدفتر الشروط‪ ،‬يشهر في املحافظة العقارية إذا‬
‫كانت مدته ‪ 12‬سنة وفق ما تنص عليه املادة ‪ 02/9‬من املرسوم التنفيذي و يشترط في املستأجرأن يكون شخصا طبيعيا جزائري الجنسية‬
‫و له صفة الفالح أو له تكوين في املجال الفالحي‪ ،‬أما الشخص املعنوي فال يسمح له بذلك إال إذا كان خاضعا للقانون الجزائري‪ ،‬و يمارس‬
‫نشاطا فالحيا‪.17‬‬
‫‪ - 4‬عقد الحك ـ ـ ــر‬
‫يمكن استغالل األرض البور عن طريق الحكر ‪ ،‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 2‬من قانون األوقاف ‪ ،‬إذ ورد فيها ما يلي « يمكن أن‬
‫تستثمر عند االقتضاء األرض املوقوفة العاطلة بعقد الحكر ‪ ،‬الذي يخصص بموجبه جزء من األرض العاطلة للبناء و‪/‬أو للغرس ملدة‬
‫معينة مقابل دفع مبلغ يقارب قيمة األرض املوقوفة وقت إبرام العقد مع التزام املستثمربدفع إيجارسنوي ‪ ،‬يحدد في العقد ‪ ،‬مقابل حقه‬
‫في االنتفاع بالبناء و‪ /‬أو الغرس و توريثه خالل مدة العقد ‪،‬مع مراعاة أحكام املادة ‪ 25‬من قانون ‪»... 10/91‬‬
‫يجب على ناظرالوقف تقديم مبرر للتحكير‪ ،‬كان يثبت بأن إنشاء الحكرأمرتقتضيه املحافظة على األرض و يجب أن يكون هذا التصرف‬
‫في شكل رسمي ‪ ،‬يسجل و يشهرباملحافظة العقارية ‪.‬‬
‫عقد املزارعة ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 26‬مكرر ‪ 01‬فقرة أولى من قانون األوقاف‪ ،‬فان عقد املزارعة هو إعطاء األرض للمزارع الستغاللها مقابل حصة من املحصول‬
‫يتفق عليها عند إبرام العقد يتبين من ذلك بأن املشروع قد تبنى املذهب الحنفي عند تعريفه لعقد املزارعة‪ ،‬إذ أنه قد أجازاملزارعة ببعض‬
‫الخارج من األرض‪ ،19‬عكس املذهب املالكي ال يسمح بتأجيراألرض بطعام أو محصول زراعي‪.20‬‬
‫و السبب في ذلك أن املعقود عليه غيرمعروف ‪ ،‬إذ فيه غرر‪ ،‬كما أن املشرع حدد املقصود من املزارعة ألى و هو منفعة األرض ال منفعة عمل‬
‫املزارع‪ ،‬أو بعبارة أخرى أن املزارع قد استأجراألرض مقابل دفع حصة من منتوج األرض‪ ،‬و لذا نستبعد فكرة استئجارعمل املزارع من طرف‬
‫صاحب األرض‪ ،‬و هو ما يعد في حكم الخماس‪ ،‬و هذا األسلوب من االستغالل قد ولى إلى األبد بعد أن ألغي بموجب قانون الثورة الزراعية ‪.‬‬
‫إذا كان هذا هو مفهوم عقد املزارعة فما هي شروطه و ما هي اآلثاراملترتبة عليه؟‬
‫‪1‬شروط عقد املزارعة‪:‬‬ ‫‪1-‬‬
‫تتضمن املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 01‬فقرة أولى من قانون األوقاف عدة شروط هي‪:‬‬
‫‪ -‬األطراف‪:‬‬
‫عقد املزارعة هو عقد رضائي يتم بإيجاب و قبول بين ناظر الوقف و املزارع‪ ،‬فإذا قال ناظر الوقف للمزارع أعطيك هذه األرض للعمل فيها‬
‫مزارعة بالنصف أو الثلث ‪ ،‬و قال املزارع قبلت فقد تم التعاقد بينهما‪ ،‬و ال يشترط إفراغه في عقد رسمي مثلما تشترطه املادة ‪ 324‬مكرر‬
‫‪ 01‬من القانون املدني‪ ،‬و يفرغ في العقد النموذجي املنصوص عليه في املرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-94‬املؤرخ في ‪ ،1994/03/19‬و تسجيله‬
‫بمصلحة الضرائب ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪38‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫األحكام الخاصة باألراضي الفالحية الوقفية‬
‫ديسمبر‪2016‬‬

‫‪ -‬األرض‪:‬‬
‫يجب أن تكون األرض املوقوفة صالحة للزراعة‪ ،‬فإذا كانت بورا فانه يطبق عليها عقد الحكر‪ ،‬كما يجب أن تكون معلومة الحدود و فارغة‬
‫من كل ما يمنع زرعها و أن يمكن املزارع من العمل فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬البذرأو الزريعة‪:‬‬
‫يجب أن تبين في العقد من عليه البذرو الزريعة و الغالب املتعارف عليه هو أن تكون عليهما مناصفة‪ ،‬و النوع املراد زرعه من قمح أو شعير‬
‫أو حمص أو فول‪ ،‬ألن صفة املزروع تختلف باختالف الزرع‪ ،‬فهناك زرع يزيد في خصبة األرض و آخر ينقصها‪ ،‬كالحمص مثال‪ ،‬إال إذا قال‬
‫ناظرالواقف للمزارع ازرع ما شئت فانه يجوز له أن يزرعها ما يشاء ‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫األحكام الخاصة باألراضي الفالحية الوقفية‬ ‫العدد الرابع‬
‫ديسمبر‪2016‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ /1‬ج رلسنة ‪ ،1991‬العدد ‪ 21‬عدل قانون األوقاف مرتين‪ ،‬األول بموجب القانون ‪ ، 07-01‬املؤرخ في ‪ ، 2001/05/22‬ج رلسنة ‪ 2001‬العدد ‪ 29‬و الثاني بمقت�ضى‬
‫القانون رقم ‪ 10-02‬املؤرخ في ‪. 2002/12/14‬ج رلسنة ‪ ،2002‬العدد ‪. 83‬‬
‫‪ /2‬املادة ‪ 31‬من قانون التوجيه العقاري‪.‬‬
‫‪ /3‬تم تأميم األرا�ضي الفالحية الوقفية بموجب قانون الثورة الزراعية ‪ ،‬املادة ‪ 36‬منه‪.‬‬
‫‪ /4‬املادة ‪ 16‬من قانون األمالك الوطنية لسنة ‪ ، 1984‬امللغى بموجب قانون األمالك الوطنية لسنة ‪ 1990‬نصت على أن األرا�ضي الفالحية املوقوفة وقفا عاما‬
‫هي ملك من أمالك الدولة‪.‬‬
‫‪ /5‬املادة األولى الفقرة الثانية من قانون األوقاف ‪.‬‬
‫‪ /6‬هناك نوع من الخلط في ترجمة املادة الرابعة إذ ترجم مصطلح ‪ acte‬بعقد و األصح محرر‪ ،‬و بالتالي فان الترجمة الصحيحة للمادة الرابعة هي‪ :‬الوقف محرر‬
‫تلتزم بموجبه اإلرادة املنفردة القيام بتصرف تبرعي ‪.‬‬
‫‪ /7‬املادة ‪ 31‬من قانون األوقاف ‪.‬‬

‫‪ /8‬املادة ‪ 32‬من قانون األوقاف ‪.‬‬


‫‪ /9‬املادة ‪ 11‬من قانون األوقاف ‪.‬‬
‫‪ /10‬املادة ‪ 06‬من قانون األوقاف‪.‬‬
‫‪ /11‬املادة ‪ 41‬من قانون األوقاف‬
‫‪ /12‬املادة ‪ 29‬من قانون الثورة الزراعية‪.‬‬
‫‪ /13‬املنشور الوزاري رقم ‪ : 011‬الصادربتاريخ ‪.1992/01/06‬‬
‫‪ /14‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 119/96‬املؤرخ في ‪ ، 1996/04/06‬املتضمن كيفيات تطبيق املادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ ، 26/95‬املؤرخ في ‪ ، 1995/09/25‬املعدل و‬
‫املتمم لقانون العقاري ج ر‪ ، 1996‬العدد ‪ 22 :‬ص ‪. 07‬‬
‫‪ /15‬املادة ‪ 40‬من قانون األوقاف ‪.‬‬
‫‪ /16‬ج رلسنة ‪ 2014‬عدد ‪. 09‬‬
‫‪ /17‬املادة ‪ 28‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪. 70-14‬‬
‫‪ /18‬املادتان ‪ 07‬و ‪ 08‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪. 14-70‬‬
‫‪ /19‬د‪ -‬وهيبة الزحيلي ‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪ ،‬الجزء الخامس ‪ ،‬طبعة دارالفكرالعربي ‪ ، 1985‬ص ‪. 618‬‬
‫‪ /20‬عبد الرحمن الجزيري ‪ ،‬كتاب الفقه على املذاهب األربعة ‪ ،‬قسم املعامالت ‪ ،‬بدون سنة الطبع ‪ ،‬ص ‪. 4‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪40‬‬

You might also like