Professional Documents
Culture Documents
القانون و الزمن
القانون و الزمن
البحث :مقدمــــة
المبحث األول :مبدأ عدم رجعية القانون .
المطلب األول :أساس عدم رجعية القوانين.
المطلب الثاني :االستثناءات الواردة على مبدأ عدم رجعية القوانين .
المطلب الثالث :تطبيقات عدم رجعية القوانين .
المبحث الثاني :األثر الفوري أو المباشر للقانون .
المطلب األول :تطبيق األثر الفوري للقانون .
المطلب الثاني :تطبيق األثر المستقبلي للقانون القديم استثناءات عن مبدأ األثر
المباشر للقانون الجديد األثر المباشر للقانون الجديد.
الخاتمــــــة .
1
المبحث األول :مبدأ عدم رجعية القانون
يقصد بمبدأ عدم رجعية القانون عدم سريان إحكامه على الماضي ,فالقاعدة القانونية
يقضى سريانها ابتداء من تاريخ إلقائها وال يمكن أن يسرى القانون الجديد تسرى من يوم
نفاذها فتحكم ما يقع في ظلها و هذا مما وجد في المادة 2 :من القانون المدني الجزائري
و القانون الفرنسي التي تنص ":اليسرى القانون إال على ما ينفع في المستقبل ,و ال يكون
له اثر رجعى ".
ومن مبدأ يقوم على اعتبارات متعددة من المنطق و العدل و المصلحة العامة ,والمدى
الزمني لسريان القاعدة القانونية .
المطلب األول :أساس عدم رجعية القوانين :
ظهرت نظريات فقهية عديدة تصدت لحل مشكلة تنازع القوانين في الزمان أهمها
نظريتان :النظرية التقليدية و النظرية الحديثة .
-1النظرية التقليدية :تقوم هذه النظرية التي سادت الفقه و القضاء الفرنسيين طوال
القرن الماضي ,على تقرير مبـدأ عـدم رجعية التشريع الجـديد الذي أسندته إلى االعتبــارات>
السابقـة,1و قد أقامت النظرية التقليدية هذا المعيار على التفرقة بين الحق المكتسب و
مجرد األمل ,و ترى هذه النظرية أن عدم الرجعية يعنى عدم جواز مساس القانون الجديد
بالحق المكتسب ,وإ ال كان ذا اثر رجعى فيمتنع تطبيقه و يظل القانون القديم مطبقا ,أما إذا
مس القانون الجديد بمجرد األمل في ظل القانون القديم فال يعتبر ذا اثر رجعى.
أي ال يعد انه قد سرى على الماضي ,ولم يتفق أصحاب هذه النظرية على ما هو الحق
المكتسب وما هو مجرد األمل ,فعند البعض يعتبر حقا مكتسبا الحق الذي دخل ذمة
الشخص نهائيا فال يمكن أن يعترض له قانون جديد ,وهو بالنسبة للبعض األخر الحق
الذي يقوم على سند قانون,1.و للتوضيح أتى أنصار هذه النظرية بعدة أمثلة أهمها :
أ* /بالنسبة إلى الميراث :إذ يعتبر حقا مكتسبا بعد وفاة المورث و مجرد أمل قبل
وفاته ,فإذا صدر قانون جديد بعد وفاته فقد توزع التركة طبقا للقانون القديم ,فال يسرى
عليهم القانون الجديدواال اعتبر انه سرى بأثر رجعى ,أما إذا صدر قبل وفاته فان التعديل
2
الذي تضمنه هذا القانون يسرى على الورثة ألنه لم يكن لهم قبل في ظل هذا
القانون ,وموروثهم على قيد الحياة االمجرد أمل في اإلرث ,وعليه فان القانون الجديد هو
الذي يطبق على التركة دون أن يعتبر ذلك سريانا بأثر رجعى .
ب*/بالنسبة إلى الوصية :الوصية هي أمر مضاف إلى ما بعد الموت ,فهي ال تستحق
إال بتحقيق وفاة الموصى,والشأن> بالنسبة للوصية هو كما في الميراث ,إذ الحل يصددها
يكون كما يلي :في حالة صدور القانون الجديد بعد وفاة الموصى فانه ال يسرى على
الوصية ألنه لو سرى عليها ,مس حقا للموصى له الذي اكتسب بموت الموصى حقا و
مثل ذلك إذا كان القانون الذي تمت الوصية في ظله يجيزااليحاء بنصف التركة مثال
فحررت الوصية بالنصف ثم صدر قانون جديد يحدد اإليحاء بالثلث فقط و كان الموصي
قد مات فهذا القانون الجديد ال يسري على الوصية ألنه يعتبر مساسا بحق الموصى له .
أما إذا صدر القانون الجديد قبل وفاة الموصي> فان هذا القانون يسري على الوصية إذا لم
يحقق شرط استحقاقها و هو وفاة الموصي بل كان له مجرد أمل يتمثل في أن يؤول إليه
المال الموصى به في يوم من األيام .
و لقد وجهت للنظرية القديمة في حل مشكلة تنازع القوانين من حيث الزمان على أساس
مبدأ عدم رجعية القانون الجديد ,و فهم عدم الرجعية انه المساس بحق المكتسب عدة
انتقادات جعلتها بغير نصير لها في الفقه الحديث نورد أهمها فيما يلي :
-1االنتقاد األول :غمض المعيار الذي قامت عليه و عدم دقته :أم معيار الحق
المكتسب الذي يعتبر المساس به رجعية من جانب القانون الجديد معيار مبهم و غير دقيق
,فلم تبين هذه النظرية بوضوح و تحديد المقصود بالحق المكتسب ,و التمييز بينه و
مجرد األمل ,إذ اختلف أراء أنصارها في تعريف الحق المكتسب وفقد عرفه بعضهم انه
الحق الذي دخل ذمة الشخص نهائيا بحيث لم يعد في اإلمكان ال نقضه ة ال نزعه دون
رضاء .و عرفه آخرون بأنه الحق الذي يخول صاحبه مكنة المطالبة و الدفاع عنه أمام
القضاء ,أما مجرد األمل فهو عندهم مجرد ترقب و رجاء لدى الشخص في أن يكتسب
في يوم من األيام حقا من الحقوقي و قد يأتي ذلك اليوم مخيبا لذلك الرجاء فاإلطاحة
3
بوصية تحت ظل القانون الجديد و بدون اعتبار هذا رجعيا هذا غير صحيح الن القانون
الجديد ال يمس العناصر التي تم اكتمالها في ظل القانون القديم ,و لو كانت بقية العناصر
المكونة للمركز القانوني لم تتحقق إال في ظل القانون الجديد .
-2االنتقاد الثاني :عدم منطقية نتائج األخذ بمعيار الحق المكتسب :أن األخذ بمعيار
الحق المكتسب يؤدي بنا القول أن القانون الجديد ال يمتلك المساس بأي حق تم اكتسابه في
ظل قانون قديم مهما تغيرت الظروف في المجتمع ,و معنى هذا أن يعتبر مؤبد ,فإذا
اصدر المشرع تشريعا يتضمن تعديل نظام الملكية مثال ,فان هذا التشريع ال يملك
المساس بحقوق الملكية و إال كان رجعيا و تلك نتيجة غير مقبولة 1.العتبار تطبيقه
حاجز تمام تطور المجتمع يجعلها أمرا مكتسبا ال يمكن المساس به .
وتفاديا لهذه االنتقادات التي كانت بمثابة حجرة عثرت تحطمت عليها دعائم النظرية
التقليدية و التي جعلت الفقه الحديث يتخلى عن تأييدها ظهرت النظرية الحديثة محاولة
وضع مفهوم جديد لمبدأ عدم رجعية القوانين .
-3النظرية الحديثة :مضمون هذه النظرية هو بين مبدأ عدم الرجعية و مبدأ األثر
المباشر
( الفوري) للقانون الجديد و يعود الفضل في بناء هذه النظرية و إبراز معالها إلى الفقيه
الفرنسي , ROUBIER :فطبقا لهذه النظرية يتحدد نطاق تطبيق القانون من حيث الزمان
بالنظر إلى وجهين :
§ وجه سلبي :يتمثل في انعدام األثر الرجعي للقانون الجديد ,أي عدم سريانه على
الماضي .
§ وجه ايجابي :يتمثل في العاثر المباشر لهذا القانون ,أي سريانه على ما سيقع بعد
تاريخ نفاذه فيكون القانون ذا اثر رجعي إذا مس ما نشأ أو انقضى من المراكز التي رتبها
القانون القديم على الوقائع القانونية التي تمت في ظله كما يمس ما توافر من عناصر
خاصة بتكوين هذه المراكز أو انقضاءها و ال ما ترتب على هذه المراكز من أثار .1
أوال :المراكز القانونية التي تكونت في ظل القانون القديم :
4
إذا تصرف شخص و هو كامل األهلية في قانون قديم و كان تصرفه صحيحا في ظله ثم
صدر قانون جديد ترفع سن الرشد فأصبح الشخص ناقص أهمية في ظل هذا القانون فان
تصرفاته التي ابرمها و تمت صحيحة تظل كذلك و ال تتناثر بالقانون الجديد و هذا ما
تضمنته المادة 6/2 :مدني جزائري .
« إذا استحق الموصى> له الوصية بعد وفاة الموصي ,ثم صدر قانون جديد يغير من شكل
الوصية أو شروطها ».
فال يمس هذا ال قانون مركز الموصى> له الذي تكون في ظل القانون القديم .
و مثال ذلك أيضا إبرام تصرف صحيح في ورقة عرفية وفقا ألحكام قانون قديم يبقى
صحيحا في حال صدور قانون جديد يشترط لصحة هذا التصرف أن يكون صادرا بورقة
رسمية .
5
يخضع من حيث صحته للقانون القائم وقت تمامه ,أما العنصر الثاني و المتمثل في وفاة
الموصي فإذا كان النصاب الجائز فيه اإليحاء هو نصف التركة في القانون الماضي مثال
فان ال تنفذ إال في الثلث في القانون الجديد .
رابعــا :بالنسبة لآلثار المترتبة على المراكز القانونية إذا تمت في ظل القانون القديم :
إذا رتبت مراكز قانونية أثارها في ظل قانون قديم فتخضع لهذا القانون و مثال ذلك :
qإذا سمح القانون بنقل الملكية بمجرد العقد ثم جاء قانون جديد عكسه هذا كأن تنتقل
الملكية بعد شهر فال يطبق الجديد و إال اعتبر رجعي .
qإذا ابرم عقد فرض المبلغ من النقود و لتفق المتعاقدان بموجبه على فائدة بسعر معين
وفق ألحكام القانون القائم و ترتب أثارها كلها بحيث انقضى في ظل القانون ,ثم صدر
قانون جديد يحرم القرض بفائدة فال يؤثر هذا القانون على ما ترتب من أثار أما إذا كانت
أثاره لم تترتب كلها في القانون القديم و بقي بعضها فانه يسري على ما تبقى القانون
الجديد دون إن يعتبر ذا اثر رجعي .
المطلب الثاني :االستثناءات الواردة على مبدأ عدم رجعية القوانين :
إن مبدأ عدم رجعية القوانين رغم أهميته يرد عليه عدة استثناءات تجعل من رجعية
القانون في مواضع عينة أمرا مقبوال و هذه االستثناءات هي :
/1نص المشرع على رجعية القانون :
هذا مبدأ يقيد القاضي و ال يقيد المشرع فهو يقيد القاضي بحيث ال يجوز له مطلقا أن
يخرج عليه فيطبق القانون الجديد على الماضي إال إذا تضمن هذا القانون نصا يجيز له
ذلك .و هو ال يقيد المشرع إذ يستطيع أن يجعل للقانون الجديد أثرا رجعيا,و لكن يجب
عليه أن ينص صراحة على الثر الرجعي ,فال يجوز للقاضي أن يستخلص ذلك ضمنيا و
إذا كانت الضرورة تفرض هذا االستثناء إال انه يجب التصنيف منه فال يستعمله المشرع
تعسفا في استعمال السلطة ألنه يؤدي إلى نتيجة خطيرة و هي تطبيق القانون على
أوضاع كان فيها األشخاص جاهلين لوجوده .1
6
/2النظام العام :
يرى أصحاب النظرية التقليدية إن جميع القوانين المتعلقة بالنظام العام و اآلداب العامة
تسري باثر رجعي ,و ذلك لتعلها بجوهر النظام السياسي و االجتماعي و االقتصادي و
يستدلون في ذلك بالنصوص المتعلقة باألهلية التي تسري وفقا لرأيهم باثر رجعي ,فإذا
صدر قانون يرفع عن الرشد فهو يسري على جميع األشخاص دون استثناء و يعتبرون
هذا تطبيقا للقوانين المتعلقة بالنظام العام باثر رجعي و الحقيقة أن هذا خلط وقعت فيه
النظرية التقليدية التي تفرق بين الرجعي و الفوري للقانون ,إذ إن هذا المثال خاص
باألثر الفوري للقانون . 1
لهذا يعتبر أصحاب النظرية الحديثة أن القوانين المتعلقة بالنظام العام تسري باثر رجعي
بل شري إعماال لمبدأ األثر المباشر أو الفوري المقرر عندها لهذا ذهبت إلى اعتبار عدم
تطبيق مثل هذه التشريعات استثناءات من مبدأ عدم الرجعية خاصة أن مبدأ عدم الرجعية
يعد في حد ذاته احد ابرز المبادئ القانونية المتعلقة بالنظام العام ,فمن المسلم به مثال أن
شخص بلغ سن الرشد خالل سريان قانون قديم و لم يبلغه وفقا للقانون الجديد فهو يعتبر
قاصرا منذ نفاذ هذا القانون إعالنا لألثر الفوري له مع بقائه راشدا خالل الفترة السابقة
على نفاذه ,لو سايرنا النظرية التقليدية العتبرنا الشخص قاصرا في الفترة التي كان
راشدا فيها في ظل القانون القديم .
/3القانون المفسر :
قد تتخبط المحاكم في تطبيق القانون بين تفسيرات مختلفة ,أو قد تأخذ في تفسيره بمعنى
لم يقصده المشرع مناصا من التدخل ليضع حدا لهذا التضارب الن يصدر قانونا جديدا
ينشر فيها حكام القانون األول و لقد اختلف الفقهاء إذا ما كلن القانون المفسر اثر رجعي
بحيث يطبق من يوم صدور القانون السابق الذي جاء لتفسيره أو يطبق من يوم نفاذه .
فهناك من يرى ليس للقانون المفسر اثر رجعي ,بينما يرى البعض األخر أن القانون
المفسر يسري على الماضي ألنه ليس بقانون جديد و لكنه جزء من قانون سابق فيجري
تطبيقه من اليوم الذي يجري فيه تطبيق القانون السابق .
7
بينما يذهب البعض األخر إلى أن القانون المفسر يسري على المراكز القانونية الجارية
فقط ,فيعد تطبيقه تطبيقا فورا للقانون و ليس له عالقة برجعية القوانين 1.
/4القانون الجنائي األصلح للمتهم :
لقد استقرت قاعدة عدم رجعية القوانين لحماية األفراد من التعسف السلطات ,لكن
المحكمة من هذه القاعدة ال تتوفر إذا نص القانون الجديد على إلغاء التجريم أو تخفيف
العقاب يكون من صالح األفراد المتهمين في جرائم جنائية أن يطبق عليهم القانون الجديد
رغم ارتكابهم الجرائم في ظل القانون القديم ,و في هذا نالحظ فرقا واضحا بين هاتين
الحالتين عند تطبيق القانون األصلح للمتهمين باثر رجعي .
الحالة األولى :إذا كان القانون الجديد يبيح الفعل الذي كان محرما فانه يطبق باثر رجعي
في جميع مراحل الدعوى العمومية و بمحو اثر الحكم أي انه يمنع تنفيذ الحكومة و يفرج
عن المحكوم عنه إذا كان قد أمضى مدة في السجن و بمعنى هذا أن اثر يمتد إلى الدعوى
العمومية و للعقوبة أيضا .
مثال :لو أن شخص حكم عليه بسجن مدة خمس سنوات بسبب تهريب أموال أجنبية
للبالد ثم ظهر قانون جديد يلغي هذا ويبيح بإدخال النقد األجنبي فإذا كان سجن مدة سنة
قبل ظهور هذا القانون فانه يلغي هذا الحكم فورا و ال ينفذ باقي الحكم ,أما إذا كان قد
أجرى تحقيق و لم يقدم للمحاكمة بعد فانه يلزم وفق متابعته عدم تقديمه للمحاكمة إللغاء
القانون الجنائي الذي كان محرم يفعل القانون القديم و أصبح مباحا في ظل القانون الجديد
.
الحالة الثانية :إذا كان الجديد خفف العقوبة فقط و لم يلغها فقد يطبق القانون الجديد فإذا
كان المتهم في مرحلة التحقيق و لم يصدر عليه الحكم نهائيا حيث يمكن للمتهم أن يطالب
بالنقص لو استيفائه فيجاب إلى طلبه أما إذا كان الحكم قد
أصبح نهائيا أي ال يجوز الطعن فيه بالطرق القانونية فال يستفيد المتهم من تطبيق القانون
األصلح .
المطلب الثالث :تطبيقات مبدأ عدم رجعية القوانين :
8
-1في المجال الجنائي :نصت المادة 46 :من دستور 1996على أن :
« ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل المجرم ».
و نصت المادة :الثانية من قانون العقوبات على مايلي :
« ال يسري قانون العقوبات على الماضي إال ما كان منه اقل شدة ».
من هذين النصين يتبين لنا أن األصل في المجال الجنائي هو عدم رجعية القوانين الن
القول بخالف هذا يترتب عليه المساس بمبدأ شرعية التحريم و العقاب و المساس
بمقتضيات العدالة ذاتها .
9
القانون القديم أم الجديد ؟.
أوال :تطبيق القانون باثر فوري على مراكز قانونية ال تزال في دور التكوين أو االنقضاء
:التقادم الجاري الذي لم تنقضي مدته عند صدور قانون جديد فانه يطبق عليه القانون
الجديد مع األخذ بعين االعتبار ما انقضى من مدته عند صدور قانون جديد فانه يطبق
عليه القانون الجديد مدة اقصر من القانون القديم فإننا نطبق القانون الجديد ,إما إذا كانت
بقيت مدة طويلة في ظل القانون الجديد و لم يبقى من هذه المدة في ظل القانون القديم ال
ومن اقصر .فإننا نطبق القانون القديم النقضاء المدة ,فهدف المشرع هو قصر مدة التقادم
فال يمكن اإلضرار بحقوق األشخاص بسبب إطالتها .
مثال :نص على تقادم مدته ثالث سنوات و كان ظل قانون القديم مدته خمس سنوات فإننا
نطبق األثر الفوري للقانون الجديد إذ تصبح المدة الجديدة المقررة ثمن سنوات بينما
غرض المشرع هو قصر مدة التقادم ففي هذه الحالة ال يطبق القانون باثر فوري بل
يعتبر التقادم منتهيا بانقضاء المدة المقررة في القانون الماضي .
ثاني ــا :يطبق القانون بأثر فوري على عناصر المراكز القانونية التي تكونت في ظل
القانون الجديد :
مثال ذلك :
الوصية التي ظلت في القانون القديم و ضمن تواجد شروطها و هي الموصى له ووفاة
الموصى فإذا خل احد العناصر و لم يكتمل في ظل القانون ,كوفاة الموصي مثال فإننا
نخضع الوصية للقانون الجديد فيطبق القانون بأثر فوري على العناصر التي تكونت في
ظله .
ثالث ــا :تطبيق القانون بأثر فوري على المراكز القانونية التي تترتب في ظله :
أن اغلب الفقهاء يفرقون بين المراكز القانونية البحتة أي المراكز التي ينفرد القانون
بترتيب و تنظيم آثارها و بين المراكز التعاقدية التي ينفرد المتعاقدان بترتيب أثارها ففيما
يتعلق بالمراكز القانونية التي ينفرد القانون بترتيب أثارها مثل الطالق و الزواج و الملكية
األهلية فال يجب أن يكتلف من الراشد مثال بين شخصا آخر و كان يكون راشد و هو في
10
سن 16 :مثال ,ظل قانون قديم و أخر غير راشد لعدم انقاء هذا القانون القديم و دخل
قانون جديد يرفع السن إلى 18:سنة ,فعلى األول أن يعتبر غير راشدا منذ صدور
القانون الجديد .
لكن فيما يتعلق بالمراكز القانونية التعاقدية فتترك لألفراد الحرية في تحديد آثارها و تبقي
القانون القديم و ذلك استثناءا من األثر المباشر للقانون .
المطلب الثاني :تطبيق األثر المستقبلي للقانون القديم استثناءا عن مبدأ األثر المباشر
للقانون الجديد :
عند إبرام طرفان في قانون قديم و نترتب أثار هذا العقد في القانون الجديد أي عندما يعقد
في قانون و تكون اآلثار التي نتيجة عنه في كل قانون جديد هنا يطبق القانون القديم
حماية لحقوق األفراد و حتى تستقر المعامالت في قانون واحد ,لكن سمح لهم المشرع
باالتفاق على قانون جديد شرط عدم مخالفة النظام العام و اآلداب العامة ,فاألصل هو
تطبيق القانون القديم و االستثناء هو إذا اتفق األفراد الخاصة و لكن هذه اإلرادة مقيدة
بالنظام العام لهذه تضمن القانون الجديد نصوصا متعلقة باآلداب العامة فينطبق بأثر
فوري ,و يالحظ أن هناك من يؤيد الحرية التعاقدية بصفقة مطلقة فيرون ضرورة تطبيق
القانون القديم في مجال العقود التي أبرمت في ظله.
وال يستبعد القانون القديم حتى لو كانت نصوصا متعلقة باآلداب العامة فينطبق بأثر فوري
و يالحظ أن هناك من يؤيد الحرية التعاقدية بصفقة مطلقة فيرون ضرورة تطبيق القانون
القديم في مجال العقود التي أبرمت في ظله ,و أن يستبعد القانون القديم حتى لو كانت
نصوص القانون الجديد متعلقة بالنظام العام .لكن معظم المؤلفين يرفضون هذا الرأي
فيطبق القانون القديم على المراكز التعاقدية التي نشأت في ظله و استمرت بعد نفاذ
القانون الجديد ,غير انه إذا كانت قواعد القانون الجديد مست النظام العام فيطبق األثر
الفوري .
11
الخاتمـــــــة :
بعد دراستنا لتطبيق القانون من حيث الزمن فهمنا مدى أهمية مبدأ األثر المباشر للقانون
هو تكميل لمبدأ عدم رجعيتها لعدم استطاعتها حسم المسألة تنازع القوانين من حيث
الزمان .
12
المراجع المعتمدة
/1مدخل للعلوم القانونية * د .فريدة محمدي زواوي * -نظرية الحق -د.م.ج .
/2مدخل العلوم القانونية * أ -محمد سعيد جعفور * .
/3نظرية الحق والقانون * د -إسحاق إبراهيم منصور * د .م .ج.
/4مدخل للعلوم القانونية * عمار بوضياف * د.م.ج .
/1 1محمد سعيد حعفور .صفحة 256 :طبعة :د .م .ج
13