‫مقدمة‬

‫تعريف الذرة ُتعّر ف الذرة بأّنها أصغر جزء في المادة ُيمكن الحصول عليه بعد تجزئتها دون إطالق شحنات كهربائية‪ ،‬وتحمل الذرة صفات‬
‫العنصر الكيميائي الذي ُتمثله‪ ،‬وبالتالي فهي ُتعّد وحدة البناء األساسية في الكيمياء بشكٍل عام‪ ]١[،‬ومن الجدير بالذكر أّن أصل كلمة الذرة‬
‫‪.‬؛ والذي يعني الشيء غير القابل للفصل)‪: Atomos‬باإلنجليزية( يعود للفظ اليوناني )‪: Atom‬باإلنجليزية(‬

‫تاريخ الذرة‬
‫اقُترح مفهوم الذرة سنة ‪ 450‬قبل الميالد على يد الفيلسوف اإلغريقي ديمقراط‪ ،‬لكن اقتراحه ظل طّي النسيان ألكثر من ‪ 2000‬سنة‪.‬‬
‫أعاد جون دالتون تقديم مفهوم الذرة مرة أخرى سنة ‪1800‬م‪ ،‬إذ قّد م أدلة على وجودها‪ ،‬وطّو ر النظرية الذرية؛ وكانت تبدو نظريته‬
‫صحيحة نسبيًا‪ ،‬إال أّن خطأه الوحيد كان بافتراضه أّن الذرة أصغر جسيم على اإلطالق‪ .‬اكتشف طومسون سنة ‪1897‬م اإللكترون‪ ،‬فاقترح‬
‫نموذج طومسون للذرة الذي افترض فيه أّن اإللكترونات مبعثرة في بحر من الشحنات الموجبة‪ .‬اكتشف رذرفورد نواة الذرة سنة ‪1911‬م‪،‬‬
‫‪.‬ثم اكتشف البروتونات الحقًا‪ ،‬وافترض أّن اإللكترونات تدور حول النواة‬

‫تركيب الذرة‬

‫تركيب الذرة تتكون الذرة من البروتونات والنيوترونات التي ُتشكل النواة‪ ،‬واإللكترونات التي ُتحيط بالنواة‪ ،‬وعليه ُتعد النواة أكثر أجزاء‬
‫الذرة كثافًة‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أّن البناء الذري ككل يعتمد على نواة الذرة وتوزيع اإللكترونات حولها‪ ،‬كما ُيساوي العدد الذري لعنصٍر ما‬
‫عدد البروتونات الموجودة في ذرته‪ ،‬باإلضافة إلى أّن التركيب الذري يختلف من عنصر آلخر مّم ا يعطي لكل عنصر خصائص فيزيائية‬
‫وكيميائية مميزة‪ ]٤[.‬وُتعرف الجسيمات تحت الذرية أو دون الذرية بأّنها الجسيمات التي ُتكِّو ن الذرة‪ ،‬وعليه ُتوّض ح ماهية هذه الجسيمات‬
‫على النحو اآلتي‬

‫البروتونات‪ُ :‬تعد البروتونات جسيمات تحت ذرية موجبة الشحنة موجودة في أنوية الذرات‪ ،‬وُيذكر أنها اكُتشفت على يد رذرفورد تجريبيًا‬
‫‪: Quarks)،‬باإلنجليزية ( باستخدام أنابيب األشعة المهبطية في الفترة ما بين ‪1919-1911‬م‪ ،‬وتتكون البروتونات من ‪ 3‬كوارك‬
‫وتشمل‪ 2 :‬كوارك علويان يحمالن شحنة موجبة‪ ،‬وكوارك واحد سفلي يحمل شحنة سالبة‪ ،‬وترتبط الكواركات ببعضها البعض من خالل‬
‫اإللكترونات‪ُ :‬تعد اإللكترونات جسيمات تحت ذرية سالبة الشحنة‪ ،‬وهي ]‪: Gluons).[٦‬باإلنجليزية ( جسيمات أصغر ُتسمى الغلوونات‬
‫موجودة خارج النواة وُتحيط بها‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أّن اإللكترون يحمل شحنة سالبة ُتساوي ‪ 19-10×1.602‬كولوم‪ ،‬كما ُتعّد كتلته‬
‫صغيرة جدًا مقارنة بالبروتونات والنيوترونات؛ إذ ُتساوي ‪ 31-10×9.10938‬كغم‪ ،‬أي تقريبًا ‪ 4-10×5‬من كتلة البروتون‪]٧[.‬‬
‫النيوترونات‪ُ :‬تعد النيوترونات جسيمات تحت ذرية متعادلة الشحنة‪ ،‬وهي أكبر الجسيمات تحت الذرية كتلًة‪ ،‬وتتكون من ‪ 3‬كواركات؛ أحدها‬
‫علوي و‪ 2‬منهم سفليان‪ ،‬وُيذكر أّنها ُتوجد في نواة الذرة‪ ،‬وتربطها بالبروتونات قوة تسمى القوة النووية القوية‪ ،‬كما ُيذكر أّنها المسؤولة عن‬
‫إشعاع الذرات حتى ولو لم ُتؤّثر على شحنتها‪ ]٨[.‬ويجدر الذكر أّن كتلة البروتون تساوي ما نسبته ‪ %99.86‬من كتلة النيوترون‪ ،‬وأّن‬
‫عدد البروتونات يختلف من عنصر آلخر؛ فالكربون مثًال يملك ‪ 6‬بروتونات‪ ،‬بينما يملك الهيدروجين بروتوًنا واحًدا فقط‪ ،‬كما أّن عدد‬
‫البروتونات يتحكم في خصائص العنصر الفيزيائية والكيميائية‪ ،‬فضًال عن أّن العناصر بشكل عام مرتبة في الجدول الدوري حسب العدد‬
‫الذري تصاعديًا‪٦[.‬‬

‫انواع الذرات‬

‫تتعّد د أنواع الذرات؛ وهي على النحو اآلتي‪ ]٩[:‬الذرات المتعادلة‪ :‬هي ذرات يتساوى فيها عدد البروتونات التي في النواة مع عدد‬
‫اإللكترونات التي حولها‪ .‬األيونات‪ :‬هي ذرات مشحونة بسبب فقد أو كسب اإللكترونات‪ .‬النظائر‪ُ :‬تعّر ف النظائر بأّنها ذرات لها نفس عدد‬
‫البروتونات لكن تختلف في عدد النيوترونات‪ .‬الذرات المشعة‪ :‬هي الذرات التي تصدر فيها النيوترونات إشعاعًا في محاولة الوصول نحو‬
‫‪.‬االستقرار‪ .‬المواد المضادة‪ :‬هي الذرة التي تحمل شحنة مضادة وهي نادرة وضعيفة جدًا‬