‫مديرية التربية لوالية المسيلة‬

‫ثانوية محمد الشريف مساعدية‬

‫الدولة العباسية‬
‫‪ .1‬مقدمة‬
‫تعريف بالدولة العباسية‬ ‫‪‬‬

‫التأسيس واألصل‬
‫‪ .2‬الفترة األولى للدولة العباسية (‪ 850 - 750‬م)‬
‫‪‬‬

‫سبب انتقال الخالفة من األمويين إلى العباسيين‬ ‫‪‬‬

‫الخلفاء األوائل وإدارتهم‬

‫‪ .3‬العصر الذهبي للدولة العباسية (عصر الحرف والعلوم)‬
‫‪‬‬

‫الدور الثقافي والفني للدولة العباسية‬ ‫‪‬‬

‫اإلسهامات في األدب والفلسفة‬

‫‪ .4‬االنهيار التدريجي للدولة العباسية (ما بعد ‪ 945‬م)‬
‫‪‬‬

‫العوامل التي أدت إلى تراجع الدولة‬ ‫‪‬‬

‫الصراعات الداخلية والخارجية‬ ‫‪‬‬

‫تأثيرات انهيار الدولة العباسية على المنطقة‬ ‫‪‬‬

‫من إعداد‪:‬‬
‫شباب فارس‬ ‫‪-‬‬

‫‪2023/2024‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫قامت الدولة العباس ة بعد إسقاط ُح كم بني ُأم ة على يد الع اس بن عبد المطلب‪ ،‬وقد اعتمد العباسيون في إقامة خالفتهم ودولتهم‬
‫ّب‬ ‫ّي‬ ‫ّي‬
‫على الفرس الناقمين على الدولة األموّية التي حرمتهم من الكثير من حقوقهم‪ ،‬وقد أخذت من العراق مركزًا لها منذ بداية توليها للحكم‬
 ‫على أنقاض دولة بني ُأمية عام ‪132‬هـ‪ ،‬وحتى نهاية حكمها واضمحاللها عام ‪565‬هـ‪ ،‬وفي هذا المقال سنقف عند أهم معالم العصر‬
‫العباس من نواحي متعددة‪.‬‬
‫ّي‬

‫أصيبت الدولة األموية بالضعف إثر وفاة عاشر خلفائها هشام بن عبد الملك يوم ‪ 10‬يناير سنة ‪743‬م‪ ،‬الموافق فيه ‪ 9‬ربيع‬
‫األول سنة ‪125‬هـ‪ ،‬وتعاقب من بعده أربعة خلفاء هم‪ :‬الوليد بن يزيد الذي قتلته األسرة األموية النشغاله عن الدولة وأمور‬
‫السياسة‪ ،‬ويزيد بن الوليد وإبراهيم القاسم ومروان بن محمد‪ ،‬وتميزت فتراتهم بانقسام داخلي حاد‪ ،‬واستشراء الحروب الداخلية‪ ،‬فضًلا‬
‫عن الوضع االقتصادي المتردي‪ ،‬ما أسهم في تقوية الجماعات واألحزاب الدينية والحركات السياسية المعارضة لحكمهم‪ ،‬والتي كانت‬
‫منتشرة بشكل أساسي في العراق وخراسان‪ ،‬البعيدة عن حاضرة الخالفة في دمشق‪ .‬وأبرز تلك األحزاب التي عارضت بني‬
‫أمية الحزُب القائل بأحقية ساللة علي بن أبي طالب بالخالفة‪ ،‬والحزب القائل بأحقية ساللة عباس بن عبد المطلب‪ ،‬عم النبي‬
‫محمد‪ ،‬بالخالفة‪.‬‬

‫علي عام ‪680‬م‪ ،‬وقتل زيد بن علي عام ‪740‬م‪ ،‬بعد أن ثار في الكوفة‪ .‬أما الحزب العباسي فقد تطور تطوًر ا تدريجًّيا‪ ،‬والتزم الهدوء‬
‫كان الحزب األول قد أطلق عدة ثورات خالل الحكم األموي‪ ،‬أدت إلى مقتل العديد من مواليه وقادته؛ فقتل الحسين بن‬

‫طوال عهود القوة األموية‪ ،‬واستغل ضعف االقتصاد لتفجير ثورته؛ فضًلا عن ذلك يرى الباحث عبد العزيز الدوري أن العباسيين قد‬

‫بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب‪ ،‬خصوًص ا في أوساط فالحي الريف وعمال المدن الفقراء‪ .‬وذهب الدوري وعدد آخر من‬
‫استغلوا أيًض ا التمييز العنصري والطبقي‪ ،‬الذي كان يمارسه األمويون بين العرب وغير العرب‪ ،‬في الوظائف والضرائب والجيش؛ فكونوا‬

‫الباحثين العرب والمستشرقين الستخالص قاعدة؛ مفادها‪ :‬أن الدعوة العباسية كانت «ثورة دينية واجتماعية واقتصادية»‪ ،‬ويراها‬
‫البعض أيًض ا «ثورة الفرس ضد العرب»‪.‬‬

‫محمد في مدينة حران‪ ،‬إلى أن توفي عام ‪746‬م‪ ،‬فتولى أخوه أبو العباس شؤون الحركة العباسية‪ ،‬بناًء على دعوة أبي مسلم الخراساني؛‬
‫ويمكن إرجاع نضوج الدعوة العباسية إلى محمد بن علي بن عبد اهلل بن عباس‪ ،‬وابنه إبراهيم الذي سجنه آخر األمويين مروان بن‬

‫فقد قام أبو مسلم بإعالن قيام الدولة العباسية‬

‫فيها‪،‬‬ ‫في خراسان‪ ،‬وحارب نصر بن سيار الوالي األموي‬

‫العباس إلى الكوفة في أغسطس سنة ‪742‬م بشكل‬

‫وانتصر عليه‪ ،‬ثم احتّل مدينة مرو‪ ،‬ومنها انتقل أبو‬

‫‪12‬‬ ‫وظل مختفًيا حتى ‪ 29‬أكتوبر ‪ 750‬م‪ ،‬الموافق‬

‫سري‪،‬‬

‫ربيع األول سنة ‪132‬هـ حين بايعه‬

‫أهل الكوفة بالخالفة‪ ،‬لتدخل عملية خلق الدولة‬
‫العباسية مرحلتها األخيرة؛ إذ التقى إثر ذلك‬
‫الجيش األموي بقيادة مروان بن محمد‪ ،‬وجيش‬
‫العراق‬ ‫العباسيين بقيادة أبي العباس قرب نهر الزاب شمال‬
‫الذين‬ ‫بين الموصل وأربيل‪ ،‬وكانت الغلبة للعباسيين‪،‬‬
‫أتموا فتح العراق‪ ،‬وانتقلوا منها إلى بالد‬

‫الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصير‪ .‬وبفتحهم مصَر دانت لهم سائر األمصار التي كانت تابعة لألمويين‪ ،‬وتأسست الدولة‬
‫وقتلوا‬ ‫الشام فمصر؛ حيث طاردوا فلول الجيش األموي‪،‬‬

‫العباسية‪ ،‬ثالث مراحل تاريخ الخالفة‪ ،‬بعد الراشدية واألموية‪ ،‬وبويع أبو العباس بالخالفة‪ ،‬ولقب بالسّفاح لكثرة سفكه الدماَء‪ 1،‬خصوًص ا‬
‫لدى دخوله دمشق حاضرة األمويين‪ ،‬إذ نهب بيوت األسرة األموية والمقربين منها‪ ،‬وأحرق قصورهم‪ ،‬ثم نبش قبور خلفائهم‪ ،‬ولم ينج‬

‫مؤسًس ا حكًم ا أموًيا فيها‪ .‬أما أبو العباس السفاح فقد نقل عاصمة الدولة من حران التي كان مروان بن محمد قد نقل إليها عاصمة‬
‫من األسرة األموية سوى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك‪ ،‬الذي انتقل إلى المغرب‪ ،‬ثم دخل األندلس‪ ،‬فاستقَّل بها‬

‫الدولة األموية‪ ،‬إلى الكوفة رغم أنه لم يلبث بها إال قليًلا‪ ،‬حتى انتقل للعيش في األنبار‪ ،‬وإثر وفاته عام ‪754‬م‪ ،‬ودفنه في األنبار‪ ،‬أخذت‬
‫البيعة ألخيه أبي جعفر المنصور‪ ،‬والذي كان السفاح قد عينه ولًّيا للعهد ‪.2‬‬
‫كانت فترة حكم المنصور توطيًد ا لدعائم الدولة الجديدة‪ ،‬فقضى على الثورات المتالحقة التي هددتها‪ ،‬وقتل أبا مسلم الخراساني‪ ،‬مع‬
‫كونه سبب حصول العباسيين على الخالفة خوًفا من امتداد نفوذه‪ ،‬وقضى على ثورة المدينة المنورة‪ ،‬التي بايع أهلها محمَد بَن عبِد اهلل‬
‫بن الحسن‪ ،‬الملقب بالنفس الزكية‪ ،‬بالخالفة‪ ،‬وقضى على ثورات شبيهة في البصرة وواسط واألهواز‪ ،‬كما قام بخلع ابن أخيه عيسى بن‬
‫موسى من والية العهد‪ ،‬بعد أن استغله لسنوات في توطيد حكمه والقضاء على مخالفيه‪ ،‬لذا يصفه الباحث عبد القادر ع اش بالقول‬
‫ّي‬
‫بأن أبا جعفر المنصور أعظم رجل من العباسيين‪ ،‬شدة وبأًس ا ويقظة وثباًتا‪ ،‬شحن الثغور واألطراق‪ ،‬وأمن السبل‪ ،‬وعرف بميله إلى‬

‫‪1‬‬
‫خالفة أبو العباس السفاح‪ ،‬موسوعة األسرة المسلمة‪ 22 ،‬شباط ‪.2011‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو جعفر المنصور‪ ،‬الحاكم الجاد‪ ،‬موقع أسرة باوزير العباسية الهاشمية‪ 22 ،‬شباط ‪2011‬‬
 ‫االقتصاد في النفقات‪ ،‬حتى امتألت خزائنه‪ ،‬تارًك ا البنه المهدي ثروة جعلته ينفق في سعة‪ 3.‬ومن األعمال العمرانية الهامة التي ارتبطت‬
‫به تشييده مدينة بغداد على نهر دجلة‪ ،‬ونقله عاصمة الخالفة إليها‪ ،‬وظل مقيًم ا بها إلى أن توفي في ‪ 7‬أكتوبر سنة ‪775‬م‪ ،‬الموافق ‪6‬‬
‫ذي الحجة سنة ‪158‬هـ‪ 4،‬في قصر الخلد الذي شَّيده مقابل نهر دجلة‪ .‬أما على الصعيد الديني فقد توفي خالل عهده اإلمام أبو حنيفة‬
‫النعمان مؤسس المذهب الحنفي لدى السنة‪ .‬وقد تال المنصور في الخالفة ابُنه محمد المهدي‪ ،‬والذي اهتم بالخدمات الداخلية‪ ،‬فنظم‬
‫البريد والطرقات‪ ،‬وأصلح الزراعة‪ ،‬ونقل عنه رفاهة الشعب وعدالة القضاء الذي كان يرأسه بنفسه‪ ،‬كما نقل عن المهدي ورعه وميله‬
‫لاللتزام بالشريعة ‪ ،‬والعناية بالفقراء وأصحاب األمراض والمساجين في جميع أنحاء الدولة‪ ،‬ممهًد ا بذلك لبدء العصر الذهبي لساللة آل‬
‫العباس‪.‬‬

‫‪ .2‬الفترة األولى للدولة العباسية (‪ 850 - 750‬م)‪:‬‬

‫أدت حالة الضعف التي مرت بها الدولة األموية بسبب االضطرابات السياسية والثورات المسلحة والهزائم المتالحقة إلى تفكك تلك‬
‫اإلمبراطورية الكبيرة وبزوغ نجم العباسيين‪.‬‬
‫نحو ‪ 3‬أشهر من هزيمة األمويين أمام العباسيين في معركة الزاب شمال العراق‬
‫العباسيون في ‪ 26‬أبريل‪/‬نيسان ‪750‬م من اقتحام أسوار عاصمة الدولة األموية‬
‫وبعد‬

‫وإعالن انتهاء نحو ‪ 90‬عاما من الحكم األموي‪.‬‬

‫تمكن‬
‫دمشق‬
‫االنتصار الكبير الذي حققه العباسيون قرروا نقل العاصمة إلى العراق حيث الكوفة‬ ‫وبعد‬
‫األنبار‪ ،‬قبل تشييد بغداد لتكون عاصمتهم الدائمة‪.‬‬ ‫ثم‬
‫الخلفاء السبع األوائل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫العصر الذهبي للدولة العباسية (عصر الحرف والعلوم)‬ ‫‪.3‬‬

‫ذلك في ظهور المرحلة الذهبية‪ ،‬التي كان لها كبير األثر في إثراء التراث العربي واإلسالمي‪ ،‬وتطوره‪.‬‬
‫لقد تميز العصر العباسي بثوراته الفكرية الواسعة‪ ،‬والتي اشتملت على الدراسات بشتى العلوم واآلداب واآلثار الجّم ة‪ ،‬مما ساعد‬

‫وكان ممن ساهم بتسمية العصر العباسي بالعصر الذهبي هو الخليفة هارون الرشيد الذي اهتم اهتمامًا وثيقًا بالعلم والعلماء وبسبب‬

‫إلى المترجمين والمغنيين والموسيقيين‪.‬‬

‫اهتماماته أصبحت عاصمة الدولة العباسية بغداد مقصد كّل عالٍم وُم حِّد ٍث وفقيٍه وطالب علٍم وطبيٍب ومهندٍس وأديٍب وشاعٍر إضافًة‬

‫وتميز العصر الذهبي بعّد ة مميزات‪ ،‬سأذكر بعضها فيما يأتي‪:‬‬

‫تأسيس أكبر مكتبة عامة‬ ‫‪‬‬
‫احتواء العلماء المتخصصين‬ ‫‪‬‬
‫احتواء الشعراء‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫حضارة وادي الفرات‪ ،‬عبد القادر عياش‪ ،‬دار األهالي‪ ،‬دمشق ‪ ،1996‬ص‪270.‬‬
‫‪4‬‬
‫خالفة أبي جعفر المنصور‪ ،‬الموسوعة المسلمة‪ 22 ،‬شباط ‪.2011‬‬
 ‫اتقان فن العمارة‬ ‫‪‬‬
‫اتقان الفنون والموسيقى‬ ‫‪‬‬

‫األدب والفلسفة في العصر العباسي‪:‬‬

‫في القرن الثامن الميالدي ‪ ،‬تم انتشار‬
‫استخدام الورق من بالد الصين الى‬
‫البالد اإلسالمية ‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫الكتابة ‪ ،‬وبيع الكتب المكتوبة طريقة‬
‫لكسب العيش ‪.‬وقد كان تصنيع الورق‬
‫يعتبر اسهل من صناعة المخطوطات ‪،‬‬
‫وأقل عرضة للتلف من ورق البردي ‪ ،‬كما‬

‫يجعله مثالي من أجل حفظ السجالت‪.‬‬

‫يمكنه أن يمتص الحبر ‪ ،‬السبب الذي‬

‫وقد عمل اإلسالميون من صناع الورق على ابتكار أساليب خط التجميع ‪ ،‬من أجل نسخ المخطوطات يدوًيا ‪ ،‬وذلك من أجل تحويل‬
‫طبعات أكبر بكثير من أي طبعات متوفرة في أوروبا لعدة قرون ‪ .‬وقد كان من أبرز روايات العالم اإلسالمي ؛ كتاب ألف ليلة وليلة ‪ ،‬والذي‬
‫ظهر في القرن العاشر ‪ ،‬وانتهى بحلول القرن الرابع عشر ‪ ،‬مع اختالف عدد ‪ ،‬ونوع الحكايات الذي يشملها‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن العلماء المسيحيين ساهموا في الحضارة العربية اإلسالمية ‪ ،‬خالل العصور األموية ‪ ،‬والعباسية ‪ ،‬عن طريق القيام‬
‫بترجمة أعمال الفالسفة اليونانيين ‪ ،‬إلى اللغة السريانية ‪ ،‬ومنها إلى اللغة العربية‪.‬‬

‫‪ .4‬االنهيار التدريجي للدولة العباسية (ما بعد ‪ 945‬م)‬

‫تضافرت العوامل التي أضعفت الدولة العباسية وأدت إلى انهيارها‪ ،‬وفشل أبو العباس السفاح في فرض سيطرته على األندلس‬
‫والمغرب‪ .‬كانت هذه العوامل على النحو التالي‪:‬‬
‫دخول عناصر جديدة للدولة العباسية واالعتماد عليها‪ :‬استطاع العباسيون تحقيق الخالفة بمساعدة الفرس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واعترافًا بالعباسيين قلدوا المناصب الرفيعة في الدولة‪ ،‬من مهمات عسكرية ومدنية‪ ،‬لكن الفرس حاولوا االستفادة‬
‫من سلطة الخلفاء‪ ،‬فقاموا بذلك‪ .‬خلفاء الخالفة في الجولة األولى من الخالفة العباسية نظروا وعملوا على القضاء‬
‫عليهم‪ .‬ثم تدخل األتراك بشكل كبير في الخالفة العباسية وأشرفوا على شؤون الدولة‪ ،‬مما أضعف سمعة وهيبة‬
‫الخالفة‪.‬‬
‫تيجان متعددة‪ :‬استولى بعض الخلفاء في الدولة العباسية على الخالفة ألكثر من شخص وهذا أدى في النهاية إلى‬ ‫‪-‬‬
‫نشوب حروب بين األبناء فاستخدم الغزاة هذه الحروب إلثارة الشغب وأضعفت الدولة العباسية‪.‬‬
‫توسع الدولة العباسية‪ :‬كانت بالد اإلسالم منذ العصر األموي بعيدة وواسعة للغاية‪ ،‬حيث امتدت حدودها من‬ ‫‪-‬‬
‫الصين إلى المحيط األطلسي‪ ،‬أي من الشرق األقصى إلى أقصى الغرب‪ ،‬ومن آسيا الوسطى إلى الهند وجنوب‬
‫الجزيرة العربية‪ .‬وال شك أن مثل هذه الدولة الكبيرة المترامية األطراف يصعب رصدها‪ ،‬خاصة عندما تضعف الدولة‬
‫العباسية بعد الجولة األولى وتضعف سلطة الخلفاء‪ .‬وقد منح الخلفاء أنفسهم الراحة والرفاهية واإلسراف وأهواء‬
‫الروح في هذه الفترة‪ ،‬ونتيجة لذلك تدهورت الدولة على الصعيد االقتصادي والسياسي‪ ،‬مما أثر على قوتها‬
‫وتماسكها‪.‬‬
‫انفصال بعض الدول والدول‪ :‬أدى انتشار الخالف في الدولة العباسية وضعف وقلق الخلفاء العباسيين إلى محاولة‬ ‫‪-‬‬
‫الساعين للحكم والسلطة االنفصال عن جسد الدولة العباسية وإعالن انفصالهم عن الدولة العباسية‪ .‬وقد اتضح هذا‬
‫االنفصال بعد وفاة الخليفة الواثق‪ .‬فضال عن ظهور ثورات مختلفة أدت إلى ظهور عدة ثورات مثل دولة القرامطة‬
‫ودولة الزنج‪.‬‬
‫عدة خالفات في نهاية الدولة العباسية‪ :‬بعد العيش في ظل الخالفة‪ ،‬انقسم العالم اإلسالمي إلى ثالثة خلفاء‪ .‬وهي‬ ‫‪-‬‬
‫الخالفة العباسية في العراق وخالفة العبيد في إفريقية التي كانت ممثلة في تونس ثم في مصر والشام والحجاز‬
‫والخالفة األموية التي بقيت في األندلس‪ .‬كان كل من هذه الخالفات الثالثة يهدف إلى حل النزاعات األخرى‪ ،‬مما‬
‫أدى في النهاية إلى تدهور سمعة الخالفة العباسية‪.‬‬
‫إفالس الخزينة العباسية‪ :‬أدى احتالل خلفاء الدولة العباسية الالحقين بالترف واإلسراف وأهواء الروح وانفصال‬ ‫‪-‬‬
‫مناطق كثيرة عن الدولة العباسية في الشرق والغرب إلى إفالس خزينة الدولة وتدهور االقتصاد‪.‬‬