Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫أزمة البطالة في الجزائر‬

‫إن مواجهة أزمة البطالة تعتبر من بين أهم التحديات التي يجب رفعها في الظرف الراهن وفي المستقبل ‪ ،‬هذه الظاهرة‬
‫التي تمس عددا معتبرا من فئات الشعب الجزائري بمختلف شرائحه ‪ ،‬فالبطالة في الجزائر تعد السبب األول لتفشي ظاهرة‬
‫الفقر وما ينجر عنها من آفات اجتماعية خطيرة تهدد أمن المجتمع فقد أكدت دراسة مشتركة بين الديوان الوطني لإلحصاء‬
‫والبنك العالمي بأن مسألة الفقر في الجزائر ترتبط أوال بالقدرة على الحصول على منصب عمل قبل التركيز على تدهور‬
‫القدرة الشرائية ‪ ،‬خاصة وأن العاطل عن العمل في الجزائر ال يستفيد من أي تعويض أو‬
‫حماية اجتماعية كما هو الشأن في بعض البلدان األخرى‪.‬‬
‫تهدف هذه الدراسة اإلجابة على بعض األسئلة الجوهرية التي تسمح لنا فهم ظاهرة البطالة وخصائصها في الجزائر ‪ ،‬ثم‬
‫تقديم بعض االقتراحات المناسبة قصد مواجهة هذه الظاهرة والحد من آثارها السلبية‪.‬‬
‫تطور البطالة في الجزائر‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫يمكن معرفة تطور ظاهرة البطالة في الجزائر من خال تقديم االحصائيات التالية ‪:‬‬
‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنوات‬
‫معدل‬
‫‪29,45‬‬ ‫‪28,12‬‬ ‫‪26,41‬‬ ‫‪27,49‬‬ ‫‪28,10‬‬ ‫‪24,36‬‬ ‫‪23,17‬‬ ‫‪23,8‬‬ ‫‪20,7‬‬ ‫‪12,8‬‬
‫البطالة‬

‫اإلجراءات المتخذة لمعالجة البطالة في الجزائر‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إن تفاقم الضغوط الجديدة الناجمة عن استقرار االقتصاد الكلي وبرنامج التعديل الهيكلي التي تجسدت على‬
‫الخصوص في ترشيد عدد المستخدمين الناجم عن عملية إعادة هيكلة الجهاز االنتاجي ‪ ،‬وفي تراجع االستثمار وإنشاء‬
‫مناصب الشغل ‪ ،‬فكان من الضروري على الدولة إقامة أجهزة تهدف إلى التقليل من عدد المناصب المفقودة‪ ،‬وضمان‬
‫مداخيل بديلة األجراء الذين ُسرحوا ألسباب اقتصادية ‪.‬‬
‫يتكون النظام الوطني لحماية االجراء من خطر فقدان مناصب عملهم بصفة غير إرادية وألسباب اقتصادية من عدة‬
‫أدوات ذات طابع اقتصادي و اجتماعي نذكر منهاما يلي ‪:‬‬
‫جهاز مساعدة ودعم للحفاظ على الشغل وترقيته وذلك بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 94/19‬الصادر بتاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.11-14-1994‬‬
‫نظام التقاعد المسبق وذلك بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 94/11‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪. 1994‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظام التأمين ضد البطالة الصادر في ماي ‪ 1994‬يرمي هذا النظام إلى ضمان مدخول مؤقت لألجراء‬ ‫‪-‬‬
‫المسرحين في إطار إعادة تنظيم النشاط البطالة في الجزائر دراسة تحليلية بن حسين ‪ ،‬مباركي ‪ ،‬عيساوي‬
‫‪ 111‬االقتصادي جذريا‪ ،‬كما يضطلع أيضا بمهمة إعادة إدماج العاطلين عن العمل في الحياة العملية ‪ ،‬ولذلك‬
‫يعتبر هذا النظام بمثابة االداة الرئيسية للجهاز الخاص بمرافقة إعادة هيكلة االقتصاد و التخفيف من آثار‬
‫التعديل الهيكلي ‪.‬‬
‫المشاريع الحكومية لتشغيل الشباب و مرافقتهم على إنشاء مؤسساتهم الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البرنامج الحكومي الخاص بتشجيع انشاء المؤسسات المصغرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظام الخاص بالتعاقد بعد التسريح للقيام بأعمال المناولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫الديوان الوطني لإلحصائيات‪.‬‬
‫جدول تطور إجراءات حماية االجراء المسرحين من ‪ 1994‬إلى ‪:19911‬‬
‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪95775‬‬ ‫‪19730‬‬ ‫‪46615‬‬ ‫‪2163‬‬ ‫عدد المسرحين‬
‫‪80703‬‬ ‫‪12045‬‬ ‫‪34802‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫التأمين ضد البطالة‬
‫‪15072‬‬ ‫‪7685‬‬ ‫‪11813‬‬ ‫‪1017‬‬ ‫التقاعد المسبق‬

‫جدول مشاريع الشراكة خالل الفترة ‪ 1991– 1993‬وعالقتها بالتشغيل‪:2‬‬


‫المجموع‬ ‫التجارة‬ ‫الصحة‬ ‫الخدمات‬ ‫السياحة‬ ‫البناء‬ ‫الصناعة‬ ‫الفالحة‬ ‫القطاع‬
‫واالشغال‬
‫العمومية‬
‫‪67034‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪545‬‬ ‫‪31966‬‬ ‫‪5808‬‬ ‫‪5031‬‬ ‫‪17844‬‬ ‫‪5667‬‬ ‫التشغيل‬
‫عدد‬
‫‪186‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪9‬‬
‫المشاريع‬

‫الحلول المقترحة للتخفيف من آثار البطالة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫من خال استعرضنا ألهم االسباب المؤدية لزيادة معدالت البطالة والتعرف على خصائصها يمكننا تقديم مجموعة‬
‫من االقتراحات قصد التخفيف من حدة ظاهرة البطالة نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ o‬يجمع االقتصاديون على أن مواجهة مشكلة البطالة تتم في المقام االول من خال االستثمار فبدونه فال‬
‫وجود للشغل ‪ ،‬ير أننا نؤكد على أن معدالت نمو االستثمار قد ال يرافقها تطور متناسب معها فيما يتعل‬
‫بإنشاء مناصب عمل جديدة وهذا راجع أساسا إلى أن مستوى تطور النمو الديمو رافي وبالتالي‬
‫المجتمع النشيط قد يفوق مستوى نمو االستثمار‪ .‬وقصد تحقيق االستثمار لألهداف المرجوة منه فمن‬
‫الضروري تحسين آليات تسيير نفقات الدولة خاصة فيما يتعل بنفقات التجهيز بهدف توجيهها قصد‬
‫مساهمتها في زيادة فرص العمل ‪ ،‬ودعم كافة اإلجراءات الحافزة الستثمار وتوجيهها نحو القطاعات‬
‫األكثر حاجة لعنصر العمل ‪.‬‬
‫‪ o‬إن تطبيق برنامج التثبيت الهيكلي وتقليص العجز في الميزانية كان له االثر المباشر على تقليص‬
‫االنفاق الحكومي على االستثمار وما صاحب ذلك من تقلص فرص العمل الجديدة ‪.‬إن مساهمة ميزانية‬
‫التجهيز في زيادة العرض االجمالي للعمل يتطلب تحقيق ثالثة شروط أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ ‬االرادة السياسية وقدرة الدولة على زيادة الموارد الموجهة نحو االستثمار من أجل تمويل‬
‫مشاريع جديدة ‪ ،‬وهذا قصد تقليص االختالالت المتراكمة في بعض القطاعات وزيادة فرص‬
‫العمل ‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين وتيرة إنجاز االستثمارات من أجل زيادة فعاليتها في خل مناصب عمل جديدة ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة مشاركة الجماعات المحلية في تمويل أنشطة االستثمار وهو ما يتطلب إعادة النظر في‬
‫مصادر إيراداتها وتحسين الجباية المحلية ‪.‬‬

‫‪ 1‬تقرير حول نظام عاقات العمل في سياق التعديل الهيكلي‪ ،‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬الدورة العامة العاشرة ‪ ،‬آفريل ‪ ،1991‬ص‪.60-59‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Source : N. Benfriha, Les multinationales et la mondialisation, éd Dahleb, Alger, 1999, P 199 .‬‬
‫من الواجب العمل على تدعيم السياسات البديلة للعمل أو ما تعرف بالسياسات االقتصادية لمواجهة البطالة مثل‬ ‫‪o‬‬
‫برامج تشغيل الشباب و البرامج الخاصة للتشغيل ‪ ،‬والعمل الجدي على النطاق الفعلي لبرنامج االشغال الكبرى‬
‫مما يتطلب إيجاد اآللية التي تسمن بتمويل مثل هذه البرامج الكفيلة بخل مناصب عمل جديدة ‪.‬‬
‫تطوير القطاعات ذات االستعمال الكثيف لعنصر العمل مثل الفالحة والبناء والسياحة والصناعات التقليدية ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫استغال حاجات الشغل في القطاعات االجتماعية ‪ :‬الصحة والتعليم الذي يشكو من نقص عدد‬ ‫‪o‬‬
‫المؤطرين ‪.‬وتجديد خارطة التكوين المهني بما يتماشى والخصوصيات المحلية لكل منطقة ‪.‬‬
‫يجب العمل على تخفيض التكاليف الغير مباشرة للعمل مما يساعد أرباب العمل الخواص على تشغيل أعداد‬ ‫‪o‬‬
‫إضافية من البطالين وبظروف عمل مقبولة ‪.‬‬
‫تحسين وتطوير الدراسات االحصائية للقياس والمتابعة الدائم لسو العمل في جانبي العرض و الطلب (البطالة)‬ ‫‪o‬‬
‫وذلك من خال القيام بتحقيقات ميدانية منتظمة تعتمد نتائجها كقاعدة أساسية لوضع االستراتيجية الوطنية‬
‫لمواجه البطالة وتحسين ظروف العمل ‪.‬‬

You might also like