Professional Documents
Culture Documents
Discours Royaux 1999 2022 10 2022
Discours Royaux 1999 2022 10 2022
السادس
2022-1999
1
فهرس
2
خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش 24 __________________________________2006
خطاب جاللة الملك بمناسبة تنصيب المجلس األعلى للتعليم 14 .شتنبر 25 ______________2006
خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش 26 __________________________________2007
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الثامنة12 .
أكتوبر 26 ______________________________________________________2007
خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش 26 __________________________________2008
خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب 27 ________________________2008
نص رسالة جاللة الملك إلى المشاركين في المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم .الصخيرات – 2
27 ________________________________________________________2008 – 4
خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش 30 __________________________________2009
خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش 30 __________________________________2010
خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية الثامنة
للبرلمان 31 _____________________________________________________2011
خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب 31 ________________________2012
خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب 32 ________________________2013
نص خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى عيد العرش 34 __________________________2014
خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية التاسعة
35 ___________________________________________________________2014
خطاب جاللة الملك إلى األمة بمناسبة عيد العرش 35 ____________________________2015
خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية __2017
37
نص الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجاللة الملك محمد السادس إلى المشاركين في “اليوم
الوطني حول التعليم األولي” ،األربعاء 18يوليوز ،الصخيرات________________________ 38
نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش 40 __2018
نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك و الشعب
غشت 41 _______________________________________________________2018
نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في المائدة المستديرة رفيعة المستوى
بنيويورك حول قدرة التربية على التحصين من العنصرية والميز .شتنبر 2018بنيويورك_______ 43
الخطاب السامي لجاللة الملك أمام أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة
التشريعية الثالثة من الوالية التشريعية العاشرة .الجمعة 12أكتوبر 44 ________________2018
نص الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين صاحب الجاللة الملك محمد السادس خالل مراسم االستقبال
الرسمي لقداسة البابا فرانسيس .األحد 31مارس 44 ___________________________2019
3
نص الخطاب الذي ألقاه جاللة الملك الموجه إلى األمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب .الثالثاء 20
غشت 45 _______________________________________________________2019
نص الرسالة السامية الموجهة من طرف صاحب الجاللة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي الثالث
والثالثين حول فعالية وتطوير المدارس 7 .يناير 46 ____________________________2020
نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في المؤتمر الدولي السابع لليونسكو
لتعلم الكبار 15 .يونيو 49 ____________________________________________2022
4
خطاب العرش 30يوليوز 1999
"...
تش غل قض ية التعليم ح يزا كب يرا من اهتماماتن ا اآلني ة والمس تقبلية لم ا تكتس يه من
أهمي ة قص وى ولم ا له ا من أث ر في تك وين األجي ال وإع دادها لخ وض غم ار الحي اة
والمساهمة في بناء الوطن بكفاءة واقتدار وب روح التف اني واإلخالص والتطل ع إلى الق رن
الح ادي والعش رين بممكن ات العص ر العلمي ة ومس تجداته التقني ة وماتفتح ه من آف اق
عريضة لالندماج في العالمية.
واعتناء من والن ا المك رم به ذه القض ية فق د ك ان عين لجن ة وطني ة خاص ة عملت تحت
رعايته السامية مستنيرة بالتوجيهات التي تضمنتها رسالته الملكية في هذا الصدد.
وقد توجت اللجنة جهودها الحميدة بوضع مشروع ميثاق للتربي ة والتك وين ك انت تت أهب
لعرضه على أنظار والدنا المقدس لوال أن األج ل واف اه ..وس نلي ه ذا المش روع م ا ه و
جدير به من عناي ة تتناس ب وم ا نعل ق علي ه من ءام ال في ه ذا المج ال الحي وي وفي
التغلب على البطال ة ومح و ءاثاره ا وفتح أب واب الش غل مش رعة أم ام ش بابنا الن اهض
وحثهم على االجتهاد واالبتكار وأخذ المبادرة في غير توان أو تواكل".
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك
والشعب 20 .غشت 1999
"وكي ف ي راد إدراك التق دم العلمي ومواكب ة الع الم المتط ور واف واج من ش بابنا المتعلم
والمؤه ل عاطل ة عن العم ل تلقى االب واب مغلق ة أمامه ا دون كس ب ال رزق بعي دا عن
تكوين مناسب يفضي إلى اظه ار الم واهب والكف اءات وتمكينه ا من العلم ال ذي أوص ى
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بان يكون نافعا مؤدي ا للعم ل وبعي دا ك ذلك عن مخط ط
تتضافر لتطبيقه جهود المقاوالت وسائر الفاعلين االقتصاديين.
"...وفي هذا الصدد وكما وعدنا في خطاب العرش فاننا سننكب كذلك على ملف التعليم
في ضوء مشروع الميثاق الذي انجزته اللجنة الملكية الخاصة للتربية والتك وين وبالعناي ة
التي هو جدير بها ألهميته في اعداد النشء وتأهيل اجيال المستقبل".
5
فعلى الرغم من تراثنا الزاخ ر األص يل في ه ذا المض مار وم ا لن ا في ه من تقالي د عريق ة
راسخة وعلى الرغم من الجهود المتالحقة التي بذلت طوال أزيد من أربع ة عق ود لجع ل
تعليمنا يواكب مرحلة استرجاع االستقالل ومتطلبات بنائه فاننا نالحظ أن األزمة المزمن ة
التي يعانيها والتي جعلت والدنا رضوان هللا علي ه يعين لجن ة ملكي ة خاص ة ممثل ة فيه ا
جميع الهيات والفعاليات لوضع مشروع ميثاق وطني للتربية والتكوين.
وقد شاءت األقدار أن تنهي هذه اللجنة أش غالها دون أن يطل ع وال دنا المش مول برحم ة
هللا على نتائجها .ونغتنم هذه الفرصة لننوه بعملها وبجهود كل أعضائها.
وقد اطلعنا على نتائجها ووجدناها تعبر عما نبتغي من تعليم من دمج م ع محيط ه منفتح
على العصر دون تنكر لمقدساتنا الديني ة ومقوماته ا الحض ارية وهويتن ا المغربي ة بش تى
روافدها.
إن غايتنا هي تكوين م واطن ص الح ق ادر على اكتس اب المع ارف والمه ارات مش بع في
نفس الوقت بهويته التي تجعل ه فخ ورا بانتمائ ه م دركا لحقوق ه وواجبات ه عارف ا بالش أن
المحلي والتزاماته الوطنية وبما ينبغي له نحو نفسه وأسرته ومجتمعه مس تعدا لخدم ة
بل ده بص دق واخالص وتف ان وتض حية وفي اعتم اد على ال ذات وإق دام على المب ادرة
الشخصية بثقة وشجاعة وإيمان وتفاؤل.
ونريد من مؤسساتنا التربوية والتعليمة أن تكون فاعل ة ومتجاوب ة م ع محيطه ا ويقتض ي
ذلك تعميم التمدرس وتسهيله على ك ل الفئ ات وب األخص الفئ ات المحروم ة والمن اطق
النائية التي ينبغي أن تحظى بتعامل تفضيلي وكذلك العناية بأطر التعليم ال تي نكن له ا
كل العطف والتقدير والتي هي في أمس الحاجة إلى مزيد من العناية بها والتكريم.
ولقد أصررنا من منطلق حرصنا على تمتيع كل الفئ ات ب التعليم والتربي ة أن يظ ل مجاني ا
على مستوى التعليم األساسي ولن تتم مساهمة الفئات ذات الدخل المرتفع بالنس بة
للتعليم الثانوي إال بعد خمس سنوات من الوق وف على نج اح ه ذه التجرب ة م ع اإلعف اء
الت ام لألس ر ذات ال دخل المح دود .أم ا بالنس بة للتعليم الع الي فلن تف رض رس وم
التسجيل إال بعد ثالث سنوات من تطبيق المشروع م ع إعط اء منح االس تحقاق للطلب ة
المتفوقين المحتاجين.
إن الض رورة لتقتض ي ك ذلك أن ننظ ر إلى أس اليب الت دبير من أج ل ترش يد النفق ات
المرصودة للتعليم .وإن الواجب يحتم علينا الصرامة في التعامل مع األم وال العام ة ص ونا
لها من كل التالعبات.
إننا نستطيع تحقيق ه ذه األه داف إذا م ا تم ترش يد اس تغالل الم وارد المادي ة وعقلن ة
ت دبيرها وإذا م ا وق ع تحس ين االس تفادة من الكف اءات والخ برات وإذا م ا س اهمت في
اإلنج از ك ل األط راف المعني ة من جماع ات محلي ة وقط اع خ اص ومؤسس ات إنتاجي ة
وجمعي ات ومنظم ات وس ائر الف اعلين االقتص اديين واالجتم اعيين دون إغف ال دور اآلب اء
واألمهات ومس ؤولية األس ر في المش اركة بالمراقب ة والتتب ع والح رص على المس توى
المطلوب.
كما ننبه إلى ضرورة االعتن اء بالتربي ة غ ير النظامي ة وم ا يتطلب التغلب على األمي ة من
تعبئة وطنية للحد من تفشيها ومحو آثارها السيما في القرى والبوادي بهدف الحد منه ا
لكونها عائقا يعرقل مسيرة التنمية.
6
واعتب ارا للتوج ه اإليج ابي ال ذي س ار علي ة مش روع الميث اق واس تجابته الملموس ة
لمستلزمات اإلصالح الذي نتطلع جميعا إليه ورغبة منا في بلورة خالصاته ونتائجه داخ ل
إطار مسطري يراعي المقتضيات الدستورية واإلجراءات التشريعية فقد قررنا إحالته على
البرلمان لوضع مشاريع القوانين التي توفر ل ه إمكان ات التنفي ذ على أن يتم ه ذا التنفي ذ
ابتداء من السنة القبلة إن شاء هللا بإيقاع تدريجي .وستظل اللجنة قائمة لمتابعة عملية
التطبيق وتقييم النتائج وإغناء الميثاق ليواكب التطورات والمستجدات.
أما المسألة الثاني ة حض رات الس يدات والس ادة ال تي نوليه ا أهمي ة ك برى فهي قض ايا
التشغيل والبطالة .وإننا لنألم لهاته الوضعية التي مست ش بابنا س واء من المتعلمين أو
غير المتعلمين .ويلزمنا والحالة هذه التفكير مع كاف ة المعن يين في س بيل معالج ة ه ذا
المشكل وفق مقاربات جديدة .كما يلزم اتخاذ إجراءات ملموسة لمطابقة شعب الدراسة
مع واقع الشغل والسعي لربط المؤسسات التعليمي ة وال برامج م ع المحي ط االقتص ادي.
إن باب التش غيل ال ينبغي أن يبقى حص را على الوظيف ة العمومي ة وأن على ش بابنا أن
يقتحم القطاع الخاص دون أن يستشعر أي ة عق دة من نظامه ا التعليمي ال ذي نتش رف
بكوننا من خريجيه.
أن التط ورات المتس ارعة تف رض إع ادة تأهي ل األط ر والعم ال الم زاولين فب األحرى
المرشحين للعمل ليتسنى لهم مواكبة المستجدات .ونهيب بشبابنا أن يستعيدوا الثق ة
في أنفسهم وأن يظهروا روح المبادرة واالبتكار.
إذا كنا قد عالجن ا المس ألة التعليمي ة بم ا س يجعل أجي ال ش بابنا ب إذن هللا ق ادرة على
مسايرة مستجدات الثورة التكنولوجية المتواصلة والتكي ف معه ا والمس اهمة فيه ا فإنن ا
فيم ا يتص ل ب الجوانب االقتص ادية واالجتماعي ة ال تي من ش أنها إذا تمت معالجته ا أن
تس اعد في امتص اص البطال ة وخل ق ف رص الش غل نلح ع ل ض رورة ترش يد السياس ة
المالية وحسن تدبير اإلنفاق مع الحث على دف ع الض رائب وتس ديد س ائر المس تحقات
ة. اإللزامي
لقد ش هدت مملكتن ا إص الحات ع ادت على الوض ع االقتص ادي بنت ائج ملموس ة إال أنن ا
متطلع ون إلى توس يع آف اق النم و بإنع اش المق اوالت الص غير والمتوس طة وتنش يط
االستثمار العمومي والخصوصي والوطني واألجنبي م ع حف ز القط اع الخ اص على أخ ذ
المبادرة بأننا نعتبر هذا التنشيط وذاك اإلنعاش مقوما ضابطا إليقاع اقتص ادي واجتم اعي
يمكن من فتح باب للتشغيل وإيجاد مناصب عمل لجميع المستويات التكوينية والتأهيلية
ويمكن بالتالي من مواصلة التطور والتقدم".
7
الرسالة الملكية السامية بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لصدور
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان 10 .دجنبر 1999
"ان اشاعة ثقافة حقوق االنسان تفترض اشاعة نور العلم .ان دور المدرسة يظل مركزي ا
في غرس قيم حقوق االنسان لدى الناشئة حتى تضحى حق وق االنس ان جبل ة وطبع ا
ولذلك ف ان من أولى األولوي ات ال تي تش غل بالن ا هي محارب ة األمي ة ألن القض اء على
الجهل هو انتصار للمعرفة ولحقوق االنسان.
ونهيب بمجتمعن ا الم دني االنغم ار في قض ايا مجتمعن ا والعم ل على ال رقي بمختل ف
ش رائح ش عبنا .ومم ا يثلج الص در روح المس وءولية ال تي أب ان عنه ا والدينامي ة ال تي
أظهرها".
8
طريق ة تس ييره .كم ا قررن ا بم وازاة م ع تنص يب المجلس االقتص ادي واالجتم اعي ح ل
المجلس الوط ني للش باب والمس تقبل ومجلس متابع ة الح وار االجتم اعي والمجلس
االعلى للتعليم الذي يعود ظهير تاسيسه لس نة 1970حيث س تؤول ص الحياتها جميع ا
للمؤسسة التي سيتم تنصيبها.
..كما أمرنا باتخاذ الترتيبات االزمة قصد إع ادة المكان ة لرس الة المس جد باعتب اره مق را
للعب ادة والتربي ة والتك وين والع ظ واالرش اد وباعتب اره أيض ا مرك زا ينهض في ه العلم اء
والعالم ات بت أطير المواط نين والمواطن ات وص هرهم في مجتم ع ط اهر س ليم واع و
متماسك.
...شعبي العزيز..
إن حرصنا على التوجه المجتمعي نابع من إيماننا بأن الكرامة تفتقد مع الجهل أك ثر مم ا
تفتقد مع الفقر.و من ثمة كان توجهنا لإلستثمار في الموارد البشرية باعتب ار رأس الم ال
البشري رافعة للتقدم و خلق الثروات و نظ را ل دوره في تحوي ل و ت دبير ب اقي ال ثروات و
إدم اج ه ذا اإلس تثمار في مس يرة التنمي ة .وه ذا ماجعلن ا نس هر غ داة اعتالئن اعرش
أس الفنا المي امين على وض ع و المص ادقة على الميث اق الوط ني للتربي ة و التك وين و
المجموع ة األولى من الق وانين المبل ورة ل ه والم برزة لخصائص ه وتوجهات ه الرامي ة إلى
تكوين نشئ منتج نافع مؤهل لإلبداع والمبادرة وقادرة على رفع تحديات مجتمع المعرفة
والتواصل والتكنولوجيا المتطورة باستمرار في اعتزاز بكيانه و تمسك بثوابت ه و مقدس اته
وتشبث بعقيدته و قيمها الهادفة إلى بث روح الص الحو اإلس تقامة واإلعت دال والتس امح
وما إليها من األنماط السلوكية الحمي دة ال تي يجمعه ا مص طلح "التربي ة" المتأص ل في
ثقافتنا والذائع على ألسنة العامة والخاصة باسم"الترابي" والذي كان وراء إطالق جاللتنا
إلسم ميثاق التربية بدل ميثاق التعليم على الوثيقة المرجعية لهذا اإلصالح.
وإننا م ع س ابغ رعايتن ا للميث اق الوط ني للتربي ة و التك وين نحث حكوم ة جاللتن ا على
تفعيله و تسريع عملية تنفيذه و تخصيص االعتمادات االزمة لذلك كما نشدد على وجوب
انخراط جميع المعنيين كل من موقعه في جو من التعبئة الشاملة و التجند الكام ل ح ول
أهداف الميث اق بعي داعن المزاي دات والحساس يات قص د تفعيل ه مج ددين التأكي د على
قرارنا السامي بإعالن العشرية القادمة عشرية خاص ة بالتربي ة والتك وين و ث اني أولوي ة
وطنية بع د الوح دة الترابي ة بحيث ال يح ل موع د 2010إال وق د تقلص بطريق ة ملموس ة
ببالدنا أثر األمية و التعليم غير النافع.
وانطالقا من العطف الذي نخص به أسرة التعليم واعتبارب لدورها األساسي في تحقيق
اإلص الح المؤم ل فق د قررن ا إنش اء مؤسس ة لألعم ال االجتماعي ة ألس رة التعليم.و
سيتس نى له ذه المؤسس ة ال تي أطلقن ا عليه ا إس م جنابن ا الش ريف لتحم ل إس م
"مؤسسة محمد السادس لألعمال االجتماعية ألسرة التعليم"أن تحتضن ربع ملي ون من
أفراد هذه األسرة العزي زة على جاللتن ا م ع ع ائالتهم و أن ت وفر م ا يل زمهم من خ دمات
اجتماعي ة في مج ال الس كن و التط بيب و الترفي ه و الت أمين ض د اآلف ات و التقاع د
التكميلي...
...كما أن دور الدولة يفرض القيام باستثمارات اجتماعية في مج االت التربي ة و التك وين
إلع داد الم واطن االقتص ادي و تأهيل ه لالبتك ار والتن افس في ج و من الثق ة واألمن
واالستقرار وفي ظ ل إدارة ش فافة و قض اء نزي ه م ع االنض باط الح ذر والص ارم في ش أن
9
السياسة المالي ة و النقدي ة مم ا يجع ل الدول ة في نط اق ق وة و س يادة الق انون تحف ز
المجتمع و توجه تطوره و ترعاه ضمن تحكيم رشيد بين مختلف الفئات"...
10
الرسالة الملكية السامية بمناسبة انطالق الموسم الدراسي -2000
2001
"الحمد هلل وحده والصالة والسالم على موالنا رسول هللا وآله وصحبه
شعبي العزيز
يسعدنا أن نخاطبك اليوم في موعد حاسم من مسيرة البناء المتواص ل لمغربن ا الح ديث
موعد الدخول المدرسي لهذه السنة الذي يحمل داللة رمزية خاصة وبعدا تاريخيا متم يزا
ألنه أول موسم دراسي في العشرية التي أكدنا في خطاب العرش األخ ير على إعالنه ا
عش رية خاص ة بالتربي ة والتك وين وث اني أس بقية وطني ة بع د وح دتنا الترابي ة.
وتعبيرا من جاللتنا عما نوليه لهذه المسيرة التربوية من عناي ة فائق ة فق د اس تقر نظرن ا
السديد على أن نجعل من موعد افتتاح الدخول المدرسي ''يوما وطنيا للتربية والتك وين''
س نحرص جميع ا على إحيائ ه ك ل س نة تحت ش عار ''االجته اد'' وه و ش عار نري د ل ه أ
يتجسد بشكل ملموس في من خالل مفهومنا العلمي لالجتهاد المستمد من مرجعيتن ا
االسالمية ومن حمولته الفكرية بوصفه جهدا فرديا ومجهودا جماعيا يوميا متواصال وهادفا
يتوقف عليه النجاح في بلوغ كل غاية نبيلة ومن تم فهو ذو بعد زمني عميق يندرج ضمن
السيرورة التاريخية لتقدم بالدنا وتحقيق نهضتها الشاملة .
لقد اعتبرن ا أن خ ير م انفتتح ب ه الموس م الدراس ي ه و إطالق مبادرتن ا الس امية بفتح
المساجد إلنجاز برنامج دقيق ومحكم يهم دروس مح و األمي ة وذل ك في إط ار م ا دعون ا
إليه من ضرورة تفعيل كل الوسائل الممكنة وتجني د مختل ف الطاق ات والفعالي ات للعم ل
الحازم من أجل القضاء الت دريجي على ه ذه اآلف ة ال تي ال يلي ق اس تمرار وجوده ا م ع
المكانة المشرفة ال تي نتطل ع إلى أن تحتاه ا بالدن ا بين األمم الراقي ة إن التعبئ ة ال تي
ننتظرها من الجميع لالنخراط في أوراش إص الح نظامن ا ال تربوي يتعين أن تك ون منظم ة
وخاضعة لتدبير محكم يركزها حول أهداف محددة ومضبوطة تتجه نح و األولوي ات وتس هر
على االنجاز المالئم مع اتخاد االجراءات العملية القمينة باحترام المواعيد التاريخية ال تي
حددها الميثاق الوطني للتربية والتك وين كمحط ات ب ارزة في س يرورة ذل ك االص الح وال
سيما منها موعدنا مع سنة 2002حيث يتعين أن يجد ك ل طف ل مغ ربي بل غ من العم ر
ست سنوات مقعدا في السنة األولى من المدرسة االبتدائية القريب ة من إقام ة أس رته
مع مراعاة الظروف الخاصة بالعالم القروي لتمكينه من نفس حظوظ العالم الحضري وك ذا
تشجيع تمدرس الفتيات بشكل متساو مع تمدرس الفتي ان وذل ك ح تى يتس نى لن ا أن
نترجم على أرض الواقع وبشكل ملموس تعميم التعليم بالنسبة لألطف ال من 6س نوات
إلى 15سنة نافذة دون أن ننسى التأكيد على ما نوليه من فائق عنايتنا لألطفال ال ذين
يوجدون االن خارج المنظومة التربوية لسبب من األسباب وذلك بمنحهم ح ق االس تفادة
من التربية غير النظامية وإعط ائهم فرص ة لالن دماج من جدي د في المنظوم ة التربوي ة أو
ة. اة العملي وج الحي يئهم لول تهي
وفي ارتباط مع سهرنا على تنفيذ هذه المهام سيكون لنا موعد آخر مع تعميم التسجيل
بالسنة األولى من التعليم األولي في أف ق س نة 2004به دف التحقي ق الفعلي لتك افؤ
11
فرص الجميع في االكتساب المبكر لمؤهالت النجاح في متابعة الدراسة علما بأن الدولة
ستركز دعمها المالي في هذا المي دان على المن اطق القروي ة والش به حض رية وبص فة
خاصة على المناطق السكانية غير المحظوظة عمال بمبدأ التمييز االيجابي ال ذي تعم ل
به الدولة الفاضلة.
ونحن على موعد ك ذلك ابت داءا من ه ذه الس نة م ع بل وغ اله دف األس مى لمنظومتن ا
التربوية والمتمثل في تحقيق جودة التربية والتكوين في مدرسة متعددة األس اليب وفي
نفس الوقت موحدة األهداف والغاي ات مالئم ة لحاج ات األف راد وواق ع الحي اة ومتطلباته ا
وذات هيكلة تربوية قوامها الجذوع المشتركة والتخصص التدريجي والجس ور على جمي ع
المستويات وببرامج ومناهج مالئمة ووظيفة تستجيب لخصوصيتنا الحض ارية وت واكب في
نفس ال وقت ك ل جدي د في مي دان المعرف ة والعلم والتكنولوجي ا .وك ذا بنظ ام عص ري
للتقويم يتصف بالمصداقية والموض وعية واالنص اف وي وفر حظوظ ا متكافئ ة للجمي ع على
أساس المنافسة الشريفة واالستحقاق.
وعالقة بذلك سنقوم بتط وير آلي ات التوجي ه ال تربوي والمه ني بجعله ا وظيف ة للمواكب ة
وتيسير النض ج وملك ات المتعلمين واختي اراتهم التربوي ة والمهني ة وإع ادة توجيه ه كلم ا
دعت الض رورة إلى ذل ك م ع حرص نا ال دائم على مراع اة أولوي ات وحاج ات بالدن ا االني ة
والمستقبلية من األطر والتقنيين في مختلف القطاعات والمج االت ح تى نقلص ت دريجيا
من بطالة المتعلمين.
وعلى نفس النهج سنعمل على إرساء جامعة مغربية متفتحة تتمتع باالستقالل ال ذاتي
والتسيير الديمقراطي المسؤول وبحسن التدبير مؤهلة ألن تكون قاطرة للتنمية ومرص دا
للتق دم الك وني العلمي والتق ني وقبل ة للب احثين الج ادين من ك ل مك ان ومخت برا
لالكتشاف واالبداع.
وفي هذا السياق فإننا ننتظر من جامعتنا واألطر العاملة به ا الس هر على إع ادة هيكل ة
المؤسسات الجامعي ة وض مان حس ن ت دبيرها وتحقي ق ج ودة أدائه ا م ع الح رص على
إشراك جميع الفاعلين المعنيين في إنجاز هذه المهام وذلك في غضون السنوات الثالث ة
ة. القادم
على أن ذلك كله ال ينبغي أن يجعلنا نغفل المواعيد واالستحقاقات األخرى التي ح ددها
الميث اق وهي تل ك المتعلق ة ب إقرار الالمركزي ة والالتمرك ز في قط اع التربي ة والتك وين
وضمان تسيير محكم لمختلف المؤسسات التعلمية وتفعيل دور آباء وأولي اء التالمي ذ في
تدبير الحياة المدرسية بوصفهم شركاء أساسيين في تعليم وتربية أبن ائهم على امت داد
مس ارهم الدراس ي وك ذا تش جيع التعليم الخ اص وض بط مع اييره وتس ييره.
وال حاجة للتأكيد على أن اإلطار الذي سيعطى لالل تزام بتنفي ذ ه ذه المواعي د نس تقيه
ومدلوله العلمي كما سيمنح لتحقيق األه داف المنتظ رة من االص الح فعاليته ا ومغزاه ا
الحقيقي يتمثل في إرساء مدرسة مغربية جديدة قوامها جعل المجتمع المغربي يتفاعل
مع مقومات هويته وث وابت مقدس اته ال تي يجليه ا االيم ان باهلل وحب ال وطن والتمس ك
بالملكية الدستورية الديمقراطية االجتماعية مع انفتاح ه في اآلن نفس ه على معطي ات
12
الحضارة االنسانية العصرية بم ا فيه ا من آلي ات وأنظم ة تك رس حق وق االنس ان وت دعم
كرامته .كما أن غايتها هي االس تجابة لمتطلب ات العص ر واتم ام بن اء مغ رب دول ة الح ق
والقانون والحداثة والتقدم.
هكذا يت بين ل ك أن إص الح منظومتن ا التربوي ة ه و ورش كب ير ومص يري بالنس بة لبالدن ا
انطالقا من قناعتنا الراسخة ب أن التربي ة هي قاع دتها االس اس لترس يخ قيم اجتماعي ة
قوامه ا االعت دال والوس طية والتحلي ب روح المواطن ة الص ادقة المبني ة على الممارس ة
الديمقراطية المسؤولة ودرعها ال واقي من ك ل أش كال االنزي اح نح و التط رف أو ال تزمت
فضال عن كونها السبيل الكفيل بإع داد م وارد بش رية مؤهل ة وكف أة من ش أنها أن ت زود
مجتمعنا بثروة ثمينة ال ينضب معينها.
ومهما كان حجم الثروات الطبيعية التي حبا هللا بها هذا البلد األمين ومهما ك انت أهمي ة
اسهامها في مسيرة نهضة مجتمعنا االقتصادية واالجتماعية فإننا نج دد تأكي دنا على م ا
نمنحه من أولوية لتنمية مواردنا البشرية ولمزيد من تأهيلها ألنها أساس البناء المتواصل
لصرح تلك النهضة التي ننشدها.
وين درج إطالقن ا لس يرورة إص الح منظومتن ا التربوي ة في ه ذا االط ار وعلي ه فإنن ا نهيب
بالجميع حكومة وجماعات محلية ومؤسسات تعليمية وكل األط راف والش ركاء المعن يين
بقطاع التربية والتكوين أن يكرسوا أقصى جهودهم طيلة هذه العشرية لالنخراط في تلك
ل. اء متواص زم وعط ة وح يه من يقظ ا تفتض لم يرورة بك الس
وفي ه ذا الص دد ننتظ ر من حكومتن ا أن ت ولي كام ل عنايته ا لتحس يد األولوي ة ال تي
منحناها للتربية والتكوين في مش روع الميث اق الجدي د للجماع ات المحلي ة ال ذي أمرن ا
بإعداده وعيا منا بأن أسمى خدمة يمكن للجماعة أن تسديها لمواطنيها انما تتمث ل في
اسهامها الفعال في ضمان تربية جيدة لبناتهم وأبن ائهم والس يما خالل المراح ل األولى
من مسارهم الدراسي.
كما أننا نحث المق اوالت على ت دعيم الج انب التط بيقي للتعليم وعلى الخص وص إب رام
عالقات تعاقد بين المشغلين والمتعلمين من شأنها أن تمنح لهؤالء فرصة التمرس داخل
المقاوالت كما نحثها على تشجيع وتطوير الشراكة بينها وبين السلطة المكلف ة بالتربي ة
والتكوين بالتن اوب والمش اركة الفاعل ة في المش اريع المتعلق ة بتنمي ة البحث العلمي.
وانطالقا من العطف الذي تحظى به أسرة التعليم لدى جاللتن ا واعتب ارا لقناعتن ا ب دورها
الحاسم في تحقيق أهداف االصالح المنشود فقد أعلن ا في خط اب الع رش عن إح داث
مؤسسة لدعم وإنعاش العمل االجتماعي لفائدة هذه األس رة العزي زة علين ا من ش أنها
أن توفر ألفرادها مع عائالتهم ما هم في حاج ة إلي ه من خ دمات اجتماعي ة وأبين ا إال أن
نطلق على هذه المؤسسة اسم جنابنا الشريف تقديرا من ا للمجه ود ال ذي تبذل ه ه ذه
األسرة والذي ننتظر منها أن تضاعفه من أجل أداء رسالتها النبيل ة في التربي ة والتك وين
13
بك ل اتق ان وتف ان واخالص وبم ا يس تلزمه ذل ك من مس ؤولية واجته اد متواص ل وروح
المبادرة البناءة واالبتكار الخالق.
وفي نفس الس ياق فق د ش كلنا لجن ة خاص ة لوض ع مش روع النص المنظم له ذه
المؤسسة وسنسهر على إخراجها لحيز الوجود في أقرب اآلج ال يقين ا من جاللتن ا ب أن
أسرة التربية والتعليم هي أهل لكل التفاتة تروم حفزه ا ورف ع معنوياته ا وص ون كرامته ا
وتغذية روح التضحية لديها بأعمال اجتماعية ملموسة ومجدية.
شعبي العزيز
انه ال سبيل لنا غ ير النج اح بع ون من هللا وتوفيق ه في ه ذه المس يرة التربوي ة الك برى
سالحنا في ذلك هو حرصنا الدائم على خدمة المصلحة العليا لوطنن ا وجعله ا ف وق ك ل
اعتبار وكذا ايماننا الراسخ بما يتحلى به شعبنا من إرادة وإصرار وعزيمة ال تعرف الكلل أو
الملل من أجل بلوغ األهداف المنشودة من االصالح.
فلنعمل جميعا بروح المواطنة الصادقة وبكل ما أوتينا من يقظة وحزم ومثابرة وطول نفس
طيلة هذه العشرية في أفق تشييد مدرسة عصرية يسهم فيها الجميع من أج ل مغ رب
الجمي ع ألن ه على أس اس البن اء المحكم والمتكام ل ل دعائم مدرس تنا الجدي دة وعلى
أساس نجاعة أدائه ا لوظائفه ا وج دوة عطائه ا والتق ويم المس تمر لمردوديته ا ونتائجه ا
يتوقف نجاح المغرب المستمر في تحقيق تنميت ه االقتص ادية واالجتماعي ة المس تديمة.
وفقن ا هللا جميع ا لم ا في ه خ ير أمتن ا وجع ل الس داد حليفن ا في الس ير على ص راطه
المستقيم وهدى قرانه الم بين ال ذي ك انت الق راءة وطلب العلم أول أم ر أتى ب ه محكم
تنزيله لنبينا الصادق األمين.
14
وتبعا لما كن ا بين ا في خط اب ال ذكرى األولى العتالئن ا ع رش أس الفنا األماج د م برزين
أهمية التربية والتكوين في بلوغ التنمية الشاملة وادراك رقي المجتمع فقد قررن ا اعط اء
عناية خاصة لمحو األمية التي ما زالت للألسف متفشية في الحواض ر والب وادي بنس ب
متفاوتة تتنافى مع وضع المغرب ومكانته وتطلعاته اذ تشكل عائقا يتطلب تعبئ ة مختل ف
الطاقات والفعاليات القتالعه وازاحته.
فبموازاة مع ما تنهض به األجهزة الحكومية المعنية به ذا القط اع وم ا يق وم ب ه المجتم ع
المدني وتأكيدا لما كنا أبرزنا في خطابنا من ض رورة احي اء دور المس اجد وبعث رس التها
في تأطير المواطنين والمواطنات فقد أمرنا أن تفتح لدروس محو األمية األبجدية والديني ة
والوطني ة والص حية وذلكم وف ق برن امج محكم مض بوط كلفن ا وزارة األوق اف والش وءون
االسالمية بتنفيذه بكل ما يقتضي من مدرس ين ومدرس ات من المج ازين الع اطلين عن
العمل وما يتطلب من كتب وأدوات وما إليها من تجهيزات.
وقد ارتأينا أن يبدأ هذا التنفيذ م ع انطالق الموس م الدراس ي الجدي د في مجموع ة من
المساجد تم تحديدها على صعيد المغرب كله وأن تعطى فيها دروس تستجيب لحاج ات
المستهدفين وتواكب التطور والمستجدات.
واننا لنأمل أن نتابع هذا االنجاز الهام في السنوات الموالي ة بالزي ادة في ع دد المس اجد
وتوسيع مجاالت المستفيدين والمستفيدات من هذه الحملة المبارك ة ح تى ال تنقض ي
العشرية القادمة التي أردناها أن تكون للتربية والتكوين اال وقد تغلبنا على هذه اآلفة.
شعبي العزيز..
الى جانب االهتمام الذي نولي ه لتنمي ة الم وارد البش رية واع داد ش بابنا لول وج مجتم ع
المعرفة والتواصل فاننا ما فتئنا منذ تحملنا أمانة قيادتك نتخذ المب ادرات ونق ود العملي ات
ونش حذ الع زائم في س بيل تحقي ق اقالع اقتص ادي وتنمي ة اجتماعي ة غايتن ا المثلى
تشغيل الشباب والنهوض بالعالم القروي والفئات االجتماعية والمناطق المعوزة ووسيلتنا
العملي ة هي حف ز االس تثمار الع ام والخ اص وتفعي ل التض امن االجتم اعي واالس تثمار
األرشد لمواردنا الطبيعية الغني ة والمتنوع ة وتعبئ ة ك ل الطاق ات لخ وض م ا دعون اه في
خطاب العرش األخير بالجهاد األكبر االقتصادي واالجتماعي"...
الرسالة السامية الموجهةإلى المشاركين في الدورة السابعة للمؤتمر
العام لاليسيسكو 12 .نونبر 2000
" فالتخطي ط العلمي للنهض ة الش املة في البل دان اإلس المية ه و الش رط الموض وعي
الستكمال أدوات البن اء الحض اري المتكام ل األس باب والمتراب ط األرك ان وه و مس ؤولية
مشتركة ينبغي أن تتض افر جهودن ا للنه وض به ا إذ ال تكتم ل لن ا تنمي ة وال تتحق ق في
بلداننا نهضة إال في إطار العمل الجماعي القائم على التخطيط المحكم وعلى التنس يق
المتقن وعلى التعاون الشامل في مج االت التربي ة والعل وم والثقاف ة والتكنولوجي ا ال تي
أسست منظمتنا لخدمتها...
...إن التضامن اإلسالمي الذي نسعى لترسيخه يتطلب منا العم ل ال دؤوب والمش ترك
لتقوي ة الذاتي ة الحض ارية ألمتن ا اإلس المية على أس اس البحث العلمي وت وطين
التكنولوجيا وتيسير الوسائل الكفيلة بتحقيق اإلبداع في جميع حقول المعرفة.
15
ونحن على يقين أن مؤتمركم سيركز على تطوير القدرات العلمية والثقافي ة للمجتمع ات
اإلسالمية في كل قطر إسالمي على قاعدة تحديث التربية وتجديد مضامينها والرفع من
مستوى التعليم وربطه باحتياجات التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة وجعله ا رافع ة قوي ة
للتحدي األكبر لمجتمع المعرفة واالتصال الذي على أمتنا كسب رهانه في مطلع األلفية
الثالثة ضاربة موعدا جديدا مع التاريخ بعد أن أخلفت المواعيد التاريخي ة للث ورات العلمي ة
في القرنين الماضيين".
16
خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة عيد العرش 2001
"ولقد حرص والدنا المنعم جاللة الملك الحسن الثاني ،أكرم هللا مثواه ،على أن یتقاسم
معك ،شعبي العزی ز ،في خط ابھ الم وجھ لألم ة ی وم 20غش ت 1994بمناس بة تخلید
ذكرى ثورة المل ك والش عب ،نظ رتھ الثاقب ة لمس ألة اللغ ة والھوی ة المغربیة حیث ق ال
رضوان هللا
علیھا..." :فتاریخنا تاریخ صنعناه بأنفسنا ألننا ش عب ت اریخي .فتاریخن ا لم یكن أساس ھ
ركنا واحدا بل أركان ا متع ددة .وتل ك األرك ان ك انت وطیدة وس لیمة ألنھا ك انت متنوع ة
وصاحبة عبقریة وأصالة ;"...مشددا قدس هللا روحھ ،على أنھا " ...یجب ونحن نفك ر في
التعلیم وبرامج التعلیم أن ندخل تعلیم اللھجات علم ا من ا أن تل ك اللھج ات ق د ش اركت
اللغة األم أال و ھي لغة الضاد ولغة كت اب هللا س بحانھ وتع الى ولغ ة الق رآن الك ریم في
فعل تاریخنا وأمجادنا."...
ومنذ ذلك الحین ،بذلت جھود وطنیة ھام ة ،وتع اقبت لج ان لإلص الح ت وجت بمص ادقتنا
على المیثاق الوطني للتربیة والتكوین ،الذي أجمعت علیھ مكونات األم ة ،من سیاس یة
ونقابیة واقتصادیة وعلمیة وجمعویة ،في إطار اللجنة الخاصة بالتربیة والتكوین .
ولقد رس م ھذا المیث اق اإلط ار الع ام لسیاس ة لغوی ة واض حة تق وم على جع ل اللغ ة
العربیة ،باعتبارھا اللغة الرسمیة لبالدنا ولغة القرآن الكریم ،اللغة األساس للتدریس في
جمیع األس الك التعلیمیة ،وعلى الرف ع من الق درة على التحكم الجید في اس تعمال
اللغات األجنبیة ،وعلى إدراج األمازیغیة ألول م رة بالنس بة لت اریخ بالدن ا في المنظوم ة
التربویة الوطنیة وفي الوقت الذي نقوم فیھ بإصالحات حاس مة في ع دة میادین حیوی ة
كبرى ،مسلحین في ذلك بإرادة صلبة ،واثقین في حكم ة وش جاعة ش عبنا ،مش مولین
بالعنایة الربانیة التي تبارك كل المقاص د النبیل ة المس تلھمة من الفض یلة ; وحرص ا من ا
على تقوی ة دع ائم ھویتن ا العریق ة ; واعتب ارا من ا لض رورة إعط اء دفع ة جدی دة لثقافتن ا
األمازیغیة ،التي تشكل ثروة وطنیة ،لتمكینھا من وسائل المحافظة علیھا والنھوض بھا
وتنمیتھا ; فق د قررن ا أن نح دث ،بج انب جاللتن ا الش ریفة ،وفي ظ ل رعایتن ا الس امیة،
معھدا ملكیا للثقاف ة األمازیغیة ،نض ع على عاتق ه ،عالوة على النھوض بالثقاف ة
األمازیغیة ،االضطالع بج انب القطاع ات الوزاری ة المعنیة بمھام ص یاغة وإع داد ومتابع ة
عملیة إدماج األمازیغیة في نظام التعلیم...
...وكل ذلك ضمن منظور شمولي لمكافح ة ك ل مظ اهر العج ز االجتم اعي ،من بطال ة
وفق ر وأمي ة وإقص اء ،ال ب وازع دی ني وأخالقي فحس ب ،وإنم ا أیض ا في إط ار سیاس ات
عمومیة تستھدف التنمیة البشریة وخلق الثروة الوطنیة ،وكسب رھان مجتم ع المعرف ة
واالتصال ،الذي ال یقاس فقط بالتجھیزات واآللیات ،ب ل ك ذلك بمق دار تنمیة رأس الم ال
البشري وتأھیله.
ومن ھنا كانت بدایة تفعیلنا للمیثاق الوطني للتربیة والتكوین بجعلھ أولویة وطنیة طیل ة
العشریة الحالیة ،معتزمین بلوغ مقاصده النبیلة التي تسمو فرق كل اعتبار.
17
وإذا كانت عدة أوراش قد انطلقت في ھذا المجال ،فإن إصالح نظام التربیة والتكوین یظل
في حاج ة إلى نفس وج رأة أك ثر ; إذ ھو ك ل متماس ك ال یقب ل التجزئ ة أو التط بیق
االنتقائي ،كما یتطلب االلتزام ال بالكم فق ط ،وإنم ا ب الكیف أیض ا ،وبخاص ة في محطاتھا
االساسیة المتمثلة في تعمیم التسجیل المدرسي والتعلیم األولي واإلصالح الج امعي،
مع خضوع إصالح ھذا النظام للتقویم المتجرد والمستمر ; منتظرین من حكومتنا أن ترصد
في میزانیة الدولة االعتمادات الكفیل ة بتط بیق مقتض یات المیث اق ،وأن تخ رج إلى ح یز
الوجود النصوص القانونیة والجبائیة القمین ة بجع ل الجماع ات المحلیة والقط اع الخ اص
ینھضان بدورھما الكامل كشریكین ف اعلین وج ادین ،مل تزمین بتحقیق األھداف النبیل ة
لإلصالح.
ومن منطلق العطف الخاص الذي نكنھ ألسرة التربیة والتكوین ،وتحف یزا لھا على تفعیل
ھذا اإلص الح األساس ي ال ذي یتوق ف على تعبئتھا ; فق د س ھرنا على وض ع اإلط ار
الق انوني وتخص یص الغالف الم الي لموءسس ة محم د الس ادس لألعم ال االجتماعیة
لرجال التربیة والتكوین ،التي سنتولى تنصیب أجھزتھا المسیرة في القریب العاجل.
وإننا لندعو كل الفاعلین ،من سلطات عمومیة وجماع ات محلیة وقط اع خ اص ومجتم ع
مدني ،أن یضاعفوا جھودھم إلنجاح مشروع المدرس ة المغربیة الجدی دة ،ال ذي یتوق ف
علیه تكوین مواطن وفي لھویته ،مؤهل لرفع تحدیات عصره".
" إننا لنبوئ الشأن التربوي مكانة مركزية في اهتماماتنا ذلكم أن الحديث عن التربية هو
حديث عن المستقبل والتنمية ,وعن الثقافة والمعرفة ,وه و ب األحرى ح ديث عن أطف ال
اليوم ومواط ني الغ د ,ألن التربي ة تمث ل قاع دة التق دم ,وال درع ال واقي من ك ل أش كال
التطرف ,وأساس التماسك االجتماعي وتكافؤ الفرص .وبذلك وجب أن تظل موج ه ع الم
الغد نحو التسامح والسالم .
ولقد قررنا بدافع قناعتن ا هات ه جع ل العش رية 2010/ 2001عش رية للتربي ة والتك وين,
معلنين التربية ثاني أسبقية وطنية بعد وحدتنا الترابية.
ومن منطلق نفس االقتناع جندنا بالدنا الص الح واس ع للتربي ة والتك وين ,مح ددين له ذا
الورش الكب ير والص عب أه دافا ق د تب دو طموح ة ,لكنه ا أض حت الي وم ض رورات قص وى,
والس يما منه ا القض اء على األمي ة ,وتعميم تعليم أساس ي جي د لك ل أطف ال المغ رب,
وجعل الجامعات فضاءات فعلية لنشر المعرف ة والثقاف ة ,وللتعلم ,والتش بع بقيم راس خة
قمينة بجعل مواطني بلدان مختلفة ,غدا أكثر من اليوم ,مواطني عالم واحد.
وعلى هذا االساس ,فمواطنة المس تقبل لن تتح دد فق ط باالنتم اء ل تراب أو جماع ة أو
هوية ,بل بالتمسك بمجموعة من القيم التي ستشيد عالم الغد; قيم من بين أس مائها
الدالة ..الديمقراطية والتضامن والتسامح.
18
.......
لذلك يتعين على الجامعات العربية أن تضاعف الي وم من انفتاحه ا على جامع ات الع الم,
وأن تعزز حضورها على المستوى الدولي بتقوية تعاونها الدولي ,وكذا اس تثمار عالقاته ا
للتعري ف بالص ورة المش رقة للثقاف ة العربي ة ,بعي دا عن ك ل أش كال الق والب الج اهزة
والتمثالت االختزالية التي تروجها بعض وسائل االعالم.
......
إن ن دوتكم س تتناول ع دة مواض يع هام ة كالتع دد اللغ وي ,والول وج الى التعليم الع الي
واالستعداد لعولمة االسواق ,وهجرة االدمغة ,وتحس ين من اهج وأدوات التعليم ...وفيم ا
يخص اللغات ,فلقد سبق لوالدنا المنعم جاللة الملك الحسن الثاني قدس هللا روح ه ,أن
أكد منذ سنوات ,بأن الفرد ال ذي يس تعمل لغ ة واح دة فق ط ,يمكن اعتب اره أمي ا ,وتلكم
نظرة ثاقبة هي أكثر رهانية اليوم .
أما بالنسبة لتكنولوجي ات االعالم والتواص ل فلق د حققت الي وم نف اذا واس عا إلى ع الم
التربي ة .وهي إن ك انت تش كل دعام ة بيداغوجي ة أساس ية ,ومن ش أنها اإلس هام في
توسيع المعارف والبحث العلمي; فإنه ا ال ينبغي أن تقل ل من أهمي ة التفك ير في البع د
االنساني للفعل التربوي ,وضرورة تحقيق الت وازن المطل وب بين اس تعمال التكنولوجي ات
وبين المحافظة لهذا الفعل على طابعه االنساني المتميز.
"عمال على تأهي ل مواردن ا البش رية فإنن ا ق د قطعن ا خط وات هام ة في مج ال إص الح
المنظومة التربوية .بيد أن هنالك خطوات كبرى مازالت تنتظرنا في نهج سياسة تعليمي ة
متناسقة .كما أن متابعة وتقييم وإغناء تفعيل إصالح التعليم تتطلب تعزي ز المه ام ال تي
تنهض بها ,بكل موضوعية ونزاهة ,اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين ,وذلك في أفق إيجاد
جهاز قار يتولى مهام التقييم المتج رد والش مولي للمنظوم ة التربوي ة ,في تع اون مثم ر
وتنسيق تام مع القطاعات المختصة ,ومع جميع الفاعلين في ه ذا المش روع المص يري.
وقد قمنا بإعطاء دفعة قوية له ذا اإلص الح بتنص يب مؤسس ة محم د الس ادس للنه وض
باالوض اع االجتماعي ة ألط ر التربي ة والتك وين ,وبتحس ين وض عيتهم ,داعين األس رة
التعليمية لالنخراط بحزم وعزم ,وغيرة وطنية ,في هذا المشروع الكبير .
وألن توسيع ثقافة المواطنة رهين بالقضاء على األمية ,فإننا عازمون على إعادة
النظر في اآلجال المتوقعة الستئصال آفتها.
وتجسيدا اللتزامنا بتأكيد االعتبار لكل مكونات هويتنا الثقافية ,في ظل الوحدة الوطنية,
كان تنصيبنا للمعهد الملكي للثقافة األمازيغية .وسنظل حريصين على سيادة روح
التسامح واالنفتاح ,بين الثقافات والحضارات محلية أو عالمية ,وعلى التحصين من كل
أنواع الغلو والتشدد ,في اعتزاز بالجوانب المشرقة في أصالتنا ,مع اعتماد الحداثة
والعقالنية.
19
وسيظل تأهيل مواردنا البشرية رهينا بترسيخ ثقافة التضامن ,وجعلها عماد السياسات
العمومية والتحول بها من الفعل العفوي إلى العمل المؤسسي.
ونجدد التأكيد في هذا الشأن على األهمية الخاص ة ال تي نوليه ا لألش خاص المع اقين
باعتماد برامج مندمجة ,تؤهلهم لالنخراط التام في الحياة العامة ,من خالل تكوين مالئم
يوفر لهم أسباب العيش الكريم".
"واستشعارا لالهمي ة القص وى للتعليم الن افع في تحري ر العق ل وترس يخ روح المواطن ة
لدى ناشئتنا وتأهيلها لخوض تحديات التنمية والعولمة ومجتمع المعرف ة واالتص ال ك انت
مص ادقتنا على الميث اق الوط ني للتربي ة والتك وين أول الق رارات االس تراتيجية ال تي
اتخذناها مبوئين تفعيله مكان ة االس بقية الثاني ة له ذه العش رية بع د القض ية المقدس ة
لوحدتنا الترابية.
وعلى الرغم من الخطوات الموفقة التي قطعناها في ه ذا ال ورش الحي وي الص عب بع د
مضي ثالث سنوات على الشروع فيه فان غلبة الجانب الكمي فيها وع دم االق دام على
ما يتطلبه االصالح العميق من قرارات جريئة وشجاعة تمس جوهر نظام التربية والتك وين
يجعلنا نقول باسم األمة ..كفى من نظام تعليمي ينتج البطالة واالنغالق.
وإذا كان تحرير كل المغارب ة من الفق ر الم ادي يتطلب جه ودا لع دة أجي ال ف ان باالمك ان
تحريرهم في أمد منظور من الجهل واالمية الفكرية واالنغالق وغيرها من الفق ر المعن وي
الذي هو أسوأ أحوال التخلف.
ولن يتأتى لنا ذلك اال باالصالح النوعي لنظ ام التعليم وخصوص ا ال برامج والمن اهج ال تي
يتعين تنصيب اللجنة الدائمة الخاصة بها المنصوص عليها في الميثاق .ويجب على ه ذه
اللجنة االنكباب على تجديد هذه البرامج والمناهج ابت داء من ال دخول المدرس ي لس نة
2003بالسرعة والفعالية الكفيل ة بتحقي ق ه ذا االص الح بحيث ينبغي أال يح ل الموس م
الدراسي لسنة 2004اال وقد نجحنا في رفع ه ذا التح دي بالش روع في تلقين ناش ئتنا
تعليما حديثا وجيدا وتربية سليمة وصالحة.
لق د ب ذلت الدول ة مجه ودا كب يرا لتحس ين االوض اع االجتماعي ة لنس اء التعليم ورجال ه
وتحف يزهم على االنخ راط الق وي في تفعيل ه .وانن ا لنناش د االس رة التعليمي ة االل تزام
باالمانة الملقاة على عاتقها في التربية السليمة لفلذات أكبادنا بروح التج رد واستحض ار
جسامة المسؤولية عن أعظم اس تثمار نخوض ه اال وه و االس تثمار في تأهي ل الطاق ات
الشابة المورد المستقبلي لألمة.
20
ونظرا الهمي ة الج وانب التربوي ة والثقافي ة في النهض ة الش املة فانن ا نؤك د على ال دور
الحيوي للجامعة وللنخبة الفكري ة الوطني ة في ترس يخ الحداث ة باعتباره ا قيم ة مض افة
لرصيدنا الحضاري وفي تنشئة شبابنا على التشبع بالوطنية الملتزمة".
"واننا لنعتبر ان الجماعة المحلية ال يمكنها القي ام ب دورها ك امال إال بتض افر جهوده ا م ع
المدرسة واألسرة باعتبار هذه المؤسسات الثالث محط عنايتنا اإلصالحية الراسخة لبن اء
المجتمع الديمقراطي الحداثي.
لقد أكدنا بما فيه الكفاية على ضرورة التفعيل األمثل للميثاق الوطني للتربي ة والتك وين،
وأكتفي الي وم بالتنبي ه بق وة إلى ان ه ذه الس نة هي المنعط ف الحاس م النج از ه ذا
اإلصالح الجوهري ،ولن يتأتى ذلك إال باإلقدام على اتخاذ القرارات الجريئ ة الض رورية في
هذا الشان بكل ما يتطلبه األمر من الشجاعة والحزم والتطبيق الن اجع والملم وس على
أرض الواقع".
21
شعبنا والذي من شأن محاربته تمكينن ا من القض اء على ظ اهرة التهميش ال تي تح ول
دون المشاركة الفاعلة في تشييد هذا المجتمع.
إن االنتشار الواسع لظاهرة األمية ليعيد مصدر قلق كبير لكون كل مغربي واحد من اثنين
يع اني من ه ذه الظ اهرة ال تي تجثم بظالمه ا على أك ثر من 12ملي ون م واطن مغ ربي
خصوصا في أوساط النساء .وال نستثني من هذه الظاهرة األطفال إذ أن طفال واح دا من
ك ل ثالث ة ال يع رف الق راءة والكتاب ة حيث أن ملي ونين من األطف ال دون س ن الخامس ة
عشرة لم تتوفر لهم فرصة التمدرس.
وهي أيضا بمثابة إنذار بالخطر لحدة العجز المسجل في المي دان االجتم اعي وم ا يتعين
استدراكه من فرص ضائعة على بالدن ا وعلى اقتص ادنا الوط ني .ولعن ا في غ ير الحاج ة
إلى أن نؤكد أن األمية عار في جبين أي مجتمع وأنها عرقلة في سبيل التقدم وفي ك ل
جهد يبذل لتحقيقه وأنها طريق لنشر األوه ام والش عوذة والخراف ات والب دع الض الة .وأن
وصمة هذا العار تزي د حين يتعل ق األم ر بمجتم ع مس لم ي دعو دين ه الح نيف إلى العلم
والمعرفة ب دءا من تعلم الق راءة والكتاب ة معت برا أن طلب العلم فريض ة على ك ل مس لم
ومسلمة أنه ال يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون « .
وعلى ال رغم من أن جه ودا كب يرة ب ذلت في ه ذا المض مار من ذ ب زوغ فج ر االس تقالل
بتوجيه من جدنا ووالدنا المنعمين جاللة الملكين محمد الخامس والحسن الث اني ق دس
هللا روحيهما كانت لها آثار إيجابي ة فإنن ا م ا زلن ا نش كو من تقش ي ه ذا ال داء بحيث لم
تسجل بالدنا في مجال انتشار األمية سوى تراجع طفيف منذ بداية االستقالل.
وس عيا من ا إلى معالج ة ظ اهرة األمي ة والتغلب عليه ا فق د جعلن ا له ا على الص عيد
الحكومي كتابة للدولة تنهض بوضع استراتيجية لمكافحتها والقضاء التدريجي على ه ذه
اآلف ة ال تي تف وت على المغ رب كس ب رهان ات االنخ راط في ع الم المعرف ة والتواص ل
وتجعل نصف ساكنته أشبه باألسارى الراسفين في قيود الجهل واألمية.
ل ذلكم ف إن تحقي ق القض اء على األمي ة ال ينبغي أن يقتص ر على العم ل ال ذي تتحم ل
الحكومة مسؤوليته ولكن يحتاج إلى التعبئة العام ة .وأن أول م ا ينبغي التنبي ه إلي ه في
هذه التعبئة هو التوعية بأهمية دور المواطن في التنمية .وأن هذا الم واطن إذا تح رر من
األمي ة فسيش كل رص يدا غني ا واس تثمارا حقيقي ا لوطن ه وعنص را ف اعال في تقدم ه
وتنافسية اقتصاده ومواطنا مستوفيا لشرط مؤكد للمواطنة الكامل ة في نط اق المجتم ع
العصري الديمقراطي.
والوعي بهذا األمر يستوجب الحزم في مواجهته بإرادة وحماس والعم ل الجم اعي على
التصدي له من مختلف الهيئات والمنظمات وس ائر الجمعي ات وفي ش تى مراك ز التعليم
والتكوين ودور الشباب فضال عن إدماج برامج محو األمية ال تي تتم في المس اجد ض من
محاور هذا المشروع واستفادتها من وسائل التأطير والتقييم التي يعتمدها .كما يستلزم
البحث عن األساليب التربوية الناجعة مع تجنيد كل الفعاليات المؤهلة لذلك منوهين في
هذا المضمار بالجهود التي يبذلها النسيج الجمعوي.
22
ولكي تعطي ه ذه الحمل ة ثماره ا فإن ه ينبغي مواص لة عملي ة مح و األمي ة التعليمي ة
بالنسبة للذين اجتازوها حتى ال يقعوا فيها من جديد .كما ينبغي مؤازرتها بعملي ة أخ رى
لمح و األمي ة الفكري ة بتنظيم حمالت للتوعي ة ب الحقوق والواجب ات الديني ة والوطني ة
وبمشكالت الواقع وقضايا الوطن عامة.
وبقدر نبل هذه المفاهيم الوطنية وشرف بلوغها يتعين على المسؤولين المباش رين عن
هذا المشروع من س لطات عمومي ة وأط ر تعليمي ة وإداري ة وجمعي ات ملتزم ة مض اعفة
الجهود في معركة مكافحة الجهل والقضاء على ظالم األمية والس ير بالن اس في طري ق
النور ضمن برنامج مض بوط خاض ع للتق ييم المنتظم للتحق ق من نجاعت ه مجس دين في
هذا المجال إرادتنا الراسخة في اإلسراع بإنجاز نظام التربية والتكوين.
وليكن محفزنا في هذه العملية نابعا مما أمر به القرآن الكريم في أول ما نزل من ه " اق رأ
باسم ربك الذي خلق" صدق هللا العظيم.
والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته ».
خطاب جاللة الملك محمد السادس إلى األمة بمناسبة الذكرى الخامسة
العتالء العرش 30 .يوليوز 2004
"وانطالقا من ذلك ،فإن مجهودات المغرب يجب أن تنصب خالل الخمس س نوات القادم ة
باعتبارها موعدا لعدد من االستحقاقات الهامة ،على سبعة محاور رئيسية وهي ..إيج اد
حل نهائي لقضية الصحراء ،وتحصين االنتقال الديمقراطي ،واإلسراع به قدما إلى األم ام،
وترسيخ مب ادىء المواطن ة الملتزم ة -ع بر اس تكمال ميث اق التربي ة والتك وين ،وإص الح
الحقلين ال ديني والثق افي -ووض ع عق د اجتم اعي جدي د ،والنه وض بالتنمي ة القروي ة
وبالقط اع الفالحي ،وبن اء اقتص اد عص ري منتج ومتض امن وتنافس ي ،لكس ب الرهان ات
الحيوية للعولمة والتبادل الحر ،وتعزيز مكانة بلدنا ،كقطب جهوي وفاعل دولي ،في ع الم
يعرف تحوالت حاسمة ومتسارعة...
...فمنظورنا لإلصالح المؤسسي يستهدف عقلنة وتجديد المؤسسات ،على درب توطيد
دعائم دولة عصرية ،وترسيخ ثقافة المواطنة ،التي تتالزم فيها حقوق اإلنسان بواجباته
وبأجهزة حمايتهما من التجاوزات المنافية للقانون.
بيد أن المواطنة الفاعلة لن تستقيم إال بالتنشئة الصالحة المرتكزة على األركان الثالثة
المتكاملة للعقيدة السمحة والثقافة المنفتحة والتربية السليمة.
وإذا كنا ق د قطعن ا تقريب ا نص ف الطري ق في تفعي ل العش رية الوطني ة للتربي ة والتك وين
وفتحنا أوراشا هامة وسجلنا تقدما ال يستهان به هذا المجال الصعب فإن ه يجب تك ريس
السنوات الخمس المتبقية لت دارك التع ثر في ه ذا اإلص الح الحي وي بتعبئ ة ك ل الجه ود
الستكمال اإلصالح الكيفي ال الكمي فقط ،لمنظومتنا التربوية ،وتبويء المدرسة المكان ة
ال تي تس تحقها في المجتم ع .وفي ه ذا الص دد ،قررن ا تنص يب المؤسس ة الدس تورية
للمجلس األعلى للتعليم ،ليتولى ،في تركيب ة تجم ع بين التمثيلي ة والتخص ص ،المه ام
23
المنوطة به ،كقوة اقتراحية وتقويمية قارة ومتجردة ،لإلصالح العميق والمستمر لمنظومة
التعليم ،مشيدين بما أنجزته اللجنة الوطنية الخاصة للتربية والتكوين ،من عمل رائد ،في
هذا الورش المصيري ،ب روح وطني ة وتبص ر وإق دام ،منتظ رين من ه ذا المجلس مواص لة
جهودها المخلصة ،في تفعيل هذا اإلص الح الحاس م ،ليأخ ذ مس اره الص حيح ،وس رعته
القصوى
"أن تكون مغربيا معناه الجمع بين التشبع بثوابت الهوية المغربية الموح دة،الغني ة بتع دد
رواف دها ،وتقاس م القيم والتطلع ات المش تركة لألم ة ،وبين التفاع ل االيج ابي م ع
مستجدات حض ارة العص ر ،واالنخ راط في مجتم ع المعرف ة واالتص ال .ول ذلك جعلن ا من
تأهيل مواردنا البشرية ،ال تي هي عم اد االقتص اد الجدي د ،رأس مالنا الحقيقي ،وه دفنا
االستراتيجي ،الكتساب المعرفة العلمي ة الدقيق ة ،والتكنولوجي ا المتط ورة ،الل تين هم ا
السبيل القويم للخروج من التخلف ،ومواكبة التقدم.
وب دون ذل ك ،ف إن أجيالن ا الص اعدة س تواجه أمي ة جدي دة ،هي أش د خط را من األمي ة
التقليدي ة ،ال تي ال س بيل لمواجهته ا إال بالمعرف ة النافع ة ،والعم ل الج اد والتنظيم
المضبوط.
بيد أن هذا التأهيل ،الذي نعتمده لتربية وتكوين أجيالن ا ،ال ينبغي أن يقتص ر على بعدي ه
العلمي والتكنولوجي فحسب ،وإنم ا يجب أن يش مل التربي ة والثقاف ة الفكري ة والديني ة
المنفتح ة ،تحص ينا للشخص ية المغربي ة من االس تالب ،والتنك ر للقيم ،ال تي جعلت
المغاربة يتغلبون على الشدائد ،منتصرين في كل منعطفات التاريخ".
24
الـتـعـويـل فـيـهـا عـلـى األعمال الـخـيـريـة ،أو اإلحسان الـعـفـوي ،أو االس تجابة لـوازع
أخالقي ،أو لـصـحـوة ضـمـيـر .ومـع حـرصـنـا عـلـى ضـرورة الـتـشـبـع الـمـسـتمـر بـهـذه
الـفـضـائـل ،وإسـهـامـاتـهـا الـمـحـمـودة ،فـإنـنـا نـعـتـبـر أن الـتـنـمـيـة الـفـعـالـة
والـمـسـتـدامـة لـن تـتـحـقـق إال بـسـيـاسـات عـمـومـيـة مـنـدمـجـة ،ضـمـن عـمـلـيـة
مـتـمـاسـكـة ،ومـشـروع شـامـل ،وتـعـبـئـة قـويـة مـتـعـددة الـجـبـهـات ،تـتـكـامـل
فـيـهـا األبعاد السـيـاسـيـة واالجتماعية ،واالقتصادية والـتـربـويـة والثقـافـيـة والبـيـئـيـة.
وتـأسـيسـا عـلـى هـذه المـقـومـات والمـرجـعيـات والـتـجـارب ،فـإن الـمـبـادرة الـتـي
نـطـلـقـهـا الـيـوم ،يـنـبـغـي أن تـرتـكـز عـلـى الـمـواطـنـة الـفـاعـلـة والـصـادقـة .وأن
تـعـتـمـد سـيـاسـة خـالقـة ،تـجـمـع بـيـن الـطـمـوح والـواقـعـيـة والـفـعـالـيـة،
مـجـسـدة فـي بـرامـج عـمـلـيـة مـضـبـوطـة ومـنـدمـجـة ،قـائـمـة عـلـى ثـالثـة
مـحـاور :أولـهـا :الـتـصـدي لـلـعـجـز االجتم اعي ،الـذي تـعـرفـه األحي اء الـحـضـريـة
الـفـقـيـرة،
والـجـمـاعـات الـقـرويـة األشد خـصـاصـة .وذلـك بـتـوسـيـع اسـتـفـادتـهـا مـن الـمـرافـق
والخـدمـات والـتـجـهـيـزات االجتماعي ة األساس ية ،مـن صـحـة وتـعـلـيـم ،ومـحـاربـة
أللمـيـة ،وتـوفـيـر للـمـاء وللـكـهـربـاء ،وللـسـكـن الالئ ق ،ولشـبـكـات الـتـطـهـيـر،
والـطـرق ،وبـنـاء الـمـسـاجـد ،ودور الـشـبـاب والـثـقـافـة ،والمالعب الـريـاضـيـة.
فقد جعلنا في صدارة اإلصالحات الشاملة والعميقة ،التي نقودها ،اعتماد ميث اق وط ني
للتربية والتكوين.
وفي سياق حرصنا الموصول على التفعيل األمثل له ،لتنمية مواردنا البشرية ،التي هي
ثروتنا الحقيقية ،سنتولى تنصيب المجلس األعلى للتعليم ،الذي وضعنا ظهيره الشريف،
لينهض ب دوره ،كمؤسس ة دس تورية ،للتش اور واالق تراح البن اء ،والتوق ع ،والتق ييم
الموضوعي ،لهذا الورش الحيوي
خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش 2006
وكما أكدنا في كل مناس بة خاطبن اك فيه ا ،ش عبي العزي ز ،على الط ابع االس تراتيجي
واالستعجالي لمسألة التربية والتكوين ،فإننا ندعو ،من جديد ،ك ل الف اعلين القط اعيين
والقوى الحية لألمة ،وكافة المواطنين الغيورين على مس تقبل المدرس ة المغربي ة ،إلى
المزيد من التعبئة ،إلنجاح مسلسل اإلصالح التربوي ،ومواجهة ما يعترضه من صعوبات.
ولهذه الغاي ة ،عملن ا على إرس اء المجلس األعلى للتعليم ،ال ذي نري ده أن يك ون فض اء
للتشاور والحوار ،وتجسيدا حقيقيا للتعامل مع قضية التربية والتكوين ،كشأن يهم جمي ع
المغاربة بدون استثناء .ومن هذا المنطلق ،فقد آن األوان للحسم في شأن هذا المل ف،
وإعطائه الدفعة القوية التي تتطلبها المرحل ة ،والش حنة ال تي يس تدعيها واجب تأهي ل
رأسمالنا البشري ،وتهييء الغد األفضل ألبنائنا.
25
خطاب جاللة الملك بمناسبة تنصيب المجلس األعلى للتعليم 14 .شتنبر
2006
"الحمد هلل والصالة والسالم على موالنا رسول هللا وآله وصحبه.
حض رات الس يدات والس ادة ،لق د أبين ا إال أن نفتتح الموس م الدراس ي لهات ه الس نة
بتنصيب المجلس األعلى للتعليم ،مج ددين التأكي د على المكان ة المتم يزة ال تي نخص
بها اإلصالح التربوي في مشروعنا التنم وي ،اعتب ارا ل دوره الحاس م في تعميم المعرف ة
وترسيخ قيم المواطنة ،وإعداد أجيال المستقبل.
ومن منطل ق التزامن ا بمب دأ اعتب ار التربي ة ش أنا يهم المغارب ة جميع ا ،وك ذا يقينن ا ب أن
استكشاف سبل اإلص الح المتج دد لمنظومتن ا التربوي ة ،يتطلب أن يظ ل ه ذا المجلس،
بوصفه مؤسسة دستورية ،منفتحا دوما على المهتمين والفاعلين وذوي الخبرة في هذا
الميدان الحيوي ،مما يجعله فضاء تعدديا للتش اور وتب ادل ال رأي ،ومرص دا للتتب ع الفع ال
وقوة اقتراحية حول قضايا التربية والتكوين.
ولتمكين اإلصالحات التربوي ة الجاري ة من ش روط النجاع ة والمردودي ة ،والس يما بع د أن
قطعنا أشواطا مهمة في عش رية التربي ة والتك وين ،فق د أح دثنا ض من أجه زة المجلس
هيئة وطنية للتق ويم ،ستض طلع بإنج از تقويم ات س نوية الختي ارات ومنج زات منظومتن ا
التربوية ،بغية اإلسهام في حسن سيرها وحكامتها والرفع المطرد من مؤش رات جودته ا
واستشراف آفاقها.
حض رات الس يدات والس ادة ،إن إدراكن ا للطبيع ة االس تعجالية واالس تراتيجية إلنج اح
مش روع المدرس ة المغربي ة الجدي دة ولتوس يع نط اق ول وج بالدن ا لمجتم ع اإلعالم
والمعرف ة ،ال توازي ه إال ثقتن ا في أن المجلس األعلى للتعليم س يفتح دينامي ة جدي دة
لإلصالح التربوي ،قوامها :توطيد وتط وير مكتس بات ه ذا اإلص الح ،والتص دي الح ازم لم ا
يعترض ه من ص عوبات ،وتس ريع وتيرت ه م ع إغنائ ه بم ا ه و كفي ل ب أن يجعل ه مواكب ا
للمستجدات باستمرار.
وإن حرصنا الشديد على عدم تف ويت فرص ة اإلص الح التاريخي ة هات ه ،بالنس بة لبالدن ا،
ليجعلن ا نؤك د من جدي د على أن ه من الملح الحس م في ش أن ه ذا المل ف .وفي ه ذا
الص دد ،فإنن ا نعت بر أن ه ق د آن األوان للتحلي بالمس ؤولية الالزم ة لمواجه ة المعض الت
الحقيقية للتعليم ،والتي يعرفها ويعانيها الجميع ،تلكم المعضالت التي ظلت تقف ح اجزا
أمام أي إصالح جذري لمنظومتنا التربوية.
وإننا لننتظر من المجلس أن يجعل في صدارة أعماله اقتراح حل ول ناجع ة له ا واالنكب اب
على القضايا الجوهري ة له ذا اإلص الح المص يري ،بإعطائ ه الدفع ة القوي ة ال تي تتطلبه ا
26
المرحل ة ،والش حنة ال تي يس تدعيها واجب تأهي ل رأس مالنا البش ري ،وتهي يئ الغ د
األفضل ألبنائنا.
ومن ش أن عملكم به ذه التوجه ات في م داوالتكم وأش غالكم داخ ل المجلس ،وبتع اون
مثمر مع السلطات الحكومية المعني ة ،وك ل المت دخلين والش ركاء ،م ع استحض ار نفس
المبادئ والقيم التي شكلت أس اس بل ورة الميث اق الوط ني للتربي ة والتك وين ،وخاص ة
منها االلتزام والثقة ،والتعبئة اإلرادية الشاملة لجميع الف اعلين المعن يين والق وى الحي ة
لألمة ،وكل المواطنين الغيورين على مس تقبل المنظوم ة التربوي ة المغربي ة .ومن ش أن
كل هذا استرجاع الثقة في المدرسة المغربية وتمكين بالدنا من مدرس ة متص الحة م ع
مجتمعها مؤهلة ومندمجة في بيئتها ،وفاعلة في معركة التنمية البشرية.
وإننا إذ نعول عليكم في اإلس هام البن اء إلنج اح ه ذا ال ورش الوط ني الكب ير والحاس م،
نسأل هللا تعالى أن يجعل التوفيق والسداد حليفكم.
والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته".
"وبنفس الح زم والع زم ،فإنن ا ن ولي نفس االهتم ام ،للتفعي ل األج ود إلص الح ال ورش
المصيري ،للتربية والتكوين ،الذي ال مستقبل لألجيال الصاعدة ،بدون الجرأة في معالج ة
معضالته.
ذلكم أنه برغم الجهود الصادقة ،لتفعيل ميثاق التربية والتكوين ،الذي يظل إط ارًا مرجعي ًا
مؤسسا ،فإن النتائج الكمية ،لم تحقق التغي ير الن وعي ،والت أثير الملم وس ،في التربي ة
القويمة ،واالستجابة لحاجيات االقتصاد.
لذلك ،يتعين االنكباب ،قب ل ف وات األوان ،على مواص لة تعزي ز الحكام ة الجي دة في ه ذا
القطاع ،وإيجاد حلول موضوعية للقضايا العالقة ،وفي طليعتها إشكالية التموي ل ،وعقلن ة
تدبير الموارد ،ولغات التدريس ،وتحديث البرامج والمناهج ،والتركيز على محو األمي ة .م ع
إعادة االعتبار للمدارس العمومية ،وتشجيع التعليم الحر ،في نطاق تكافؤ الفرص".
خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا بمناسبة افتتاح
السنة التشريعية الثامنة 12 .أكتوبر 2007
وبموازاة ذلك ،يتعين إعطاء دفعة قوية ،لبعض القطاع ات ،قص د الرف ع من وت يرة إنجازه ا.
وفي صدارتها ،كسب الرهان الحيوي ،لإلص الح العمي ق للتربي ة والتك وين ،ال ذي يتوق ف
عليه مستقبل األجيال الحاضرة والصاعدة.
وإننا لن دعو الحكوم ة المقبل ة ألن تس ارع إلى بل ورة مخط ط اس تعجالي ،لتعزي ز م ا تم
تحقيقه ،وتدارك ما فات ،من خالل التفعيل األمث ل لمقتض يات الميث اق ،واعتم اد الحل ول
27
الشجاعة والناجعة للمعضالت الحقيقية لهذا القطاع الحيوي ،وذلك بتشاور وتنس يق م ع
المؤسسة الدستورية التمثيلية ،للمجلس األعلى للتعليم.
وإذا كنا قد وضعنا التعليم في صدارة هذه القطاعات ،فألننا نعت بره المح ك الحقيقي ألي
إصالح عميق.
ولكي يأخذ إصالح منظومتنا التربوية سرعته القصوى ،ووجهته الصحيحة ،ن دعو الحكوم ة
لحسن تفعيل المخطط االستعجالي.
وسنحرص على أال يخلف المغرب موعده مع هذا اإلصالح المص يري .ل ذلك على الجمي ع
أن ينخرط فيه بقوة .فظروف النجاح متوفرة ،من إرادة حازمة لجاللتنا وتعبئة جماعية لك ل
المؤسسات والسلطات والفاعلين والتنظيمات ،هدفنا الجماعي ،إعادة االعتب ار وترس يخ
الثق ة في المدرس ة العمومي ة المغربي ة ،كمؤسس ة للتنش ئة الجماعي ة على قيم
المواطنة الملتزمة وتكريس تكافؤ الفرص.
....وي أتي التعليم في ص دارة ه ذه اإلص الحات ،ال تي نوليه ا ف ائق عنايتن ا.
وفي هذا الصدد ،ارتأينا أن نبادر إلطالق عملية وطنية ،ته دف إلى إعط اء دفع ة قوي ة
لتعميم وإلزامي ة التعليم األساس ي ،ض مانا لتك افؤ الف رص ،ومحارب ة لالنقط اع عن
ة. الدراس
ويتمثل ذل ك في منح الكتب واألدوات المدرس ية ،لملي ون طف ل محت اج ،غايتن ا دعم
األس ر المع وزة ،في مواجهته ا لتك اليف ال دخول المدرس ي المقب ل.
وسيعتمد تمويل هذه العملية أساسا ،على االعتم ادات المرص ودة للمب ادرة الوطني ة
للتنمية البشرية ،فضال عن مساهمات السلطات والمؤسس ات المعني ة ،والجماع ات
المحلية ،والهيآت والجمعيات ذات المصداقية.
وتأكيدا لعزمنا القوي ،على حسن إنجاز البرنامج االستعجالي إلصالح النظام التربوي،
ندعو الحكومة إلعداد برنامج مضبوط ،إلسكان نساء ورج ال التعليم ،الع املين بالع الم
ازه. د إلنج راكة والتعاق واع الش ف أن اد مختل روي ،واعتم الق
وإننا لنتوخى من ذلك ،تمكين أس رة التعليم بالبادي ة ،وخاص ة بالمن اطق النائي ة ،من
ظروف العمل واالستقرار وتحفيزها على القيام بواجبها التربوي.
28
فيما يلي نص الرسالة التي تالها الوزير األول السيد عباس الفاسي:
"الحم د هلل وح ده ،والص الة والس الم على موالن ا رس ول هللا وآل ه وص حبه ص احب
السمو الملكي ،أصحاب المعالي والس عادة ،حض رات الس يدات والس ادة ،يس رنا أن
نتوجه إليكم في افتتاح المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم ،الذي نضفي علي ه
رعايتن ا الس امية ،مرح بين بض يوفنا الك رام ،أعض اء الوف ود المش اركة في أش غاله،
ببلدهم الثاني المغرب ،أرض اللقاء والحوار ونصرة القضايا العادلة ألمتنا العربية ،وذل ك
من أج ل ت دارس أفض ل الس بل ،الكفيل ة بتقوي ة وتنوي ع مج االت العم ل الع ربي
المشترك.
ونود بهذه المناسبة ،أن نعرب عن بالغ إشادتنا بمبادرات أخينا العزيز ،ص احب الس مو
الملكي األمير خال د الفيص ل بن عب د العزي ز آل س عود ،حفظ ه هللا ،رئيس مؤسس ة
الفكر العربي ،مثمنين عاليا الجهود الخيرة التي م ا ف تئ يب ذلها في س بيل النه وض
بالثقاف ة العربي ة واالرتق اء ب الفكر الع ربي .كم ا يطيب لن ا أن نن وه بحس ن اختي اركم
لموضوع "التعليم في الوطن الع ربي والعولم ة" كمح ور له ذا الملتقى اله ام ،اعتب ارا
لراهنيته ومواكبته لحيوية النقاش الدائر في المنطق ة العربي ة كله ا ،ح ول إش كاليات
وأولويات النهوض بالمنظوم ات العربي ة للتربي ة والتك وين ،وتعزي ز دوره ا الحاس م في
إعداد أجيال المستقبل ،وفي الرفع من تنافسية بلداننا في خضم تحديات العولمة.
ففي ع الم يع رف تح والت متس ارعة ،ف إن ه ذا الموض وع يس تمد أهميت ه من ك ون
تنافسية األمم أصبحت تقاس اليوم بج ودة الرأس مال البش ري ،والس يما في مج ال
اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال .ومن هن ا تتجلى أهمي ة دور المنظوم ات
التربوي ة ،ال تي أص بحت ف اعال رئيس يا ،ومكون ا وازن ا في مواجه ة إكراه ات العص ر،
باعتبارها أساس تكوين وتأهيل الموارد البشرية.
لذلك ،فإن الجامعات ومعاهد البحث تعرف اليوم ،على الصعيد الدولي ،تسابقًا حثيث ًا،
من أجل اكتساح أسواق التك وين والبحث ،في اتج اه تمكنه ا من االمتالك الت دريجي
لوس ائل وآلي ات ه ذه التنافس ية ،تس ابق يف رز أيض ا دينامي ة ت دفع إلى المزي د من
التنميط والتماثل بين مقومات ومناهج األنظمة التعليمية والتكويني ة ع بر الع الم ،وه و
ما لم يعد يسمح بانتهاج سياسات تعليمية منغلقة على ذاتها أو منعزل ة عم ا يج ري
حوله ا ،خاص ة في ظ ل الوض ع ال راهن للتعليم ب الوطن الع ربي .فاإلص الح المس تمر
لمنظوماتنا التربوية ،يظل الخيار ال ذي ال محي د عن ه ،لتب ويء بل داننا العربي ة المكان ة
الج ديرة به ا في مع ترك العولم ة العلمي ة والتقني ة ،وتمكين التعليم والبحث من
االضطالع بدورهما كرافعتين أساسيتين للتنمية.
ومن ه ذا المنطل ق ،ف إن المؤسس ات التعليمي ة م دعوة باس تمرار ،إلى مالءم ة
مناهجها وأس اليب عمله ا م ع م ا يتطلب ه تأهي ل مواردن ا البش رية ،وتحس ين أدائه ا
وجودتها لخوض غمار العولمة ،وانفتاحها على المستجدات في تط وير أنظم ة التربي ة
والتك وين ،في اح ترام لهويتن ا العربي ة اإلس المية األص يلة .إذ يتعين أال ينحص ر دور
مدارسنا وجامعاتنا في الرف ع من مؤش راتها الكمي ة فق ط ،بض مان الح ق في التعليم
وتك افؤ الف رص في التك وين ألك بر ع دد ممكن من أطفالن ا وش بابنا ،ب ل ينبغي رف ع
29
تحدي جودة الخدمات والكفاءات وتوفير ظ روف االنخ راط الفاع ل في مجتم ع المعرف ة
واالتصال.
وفي هذا الصدد ،يجب التذكير بأن أساليب التعليم ومن اهج التلقين أص بحت مفتوح ة
أمام الجميع في كل دروب المعرفة ،وذل ك من خالل وج ود ش بكات جامعي ة فض ائية،
وأساتذة بارزين يتواصلون ويتناقشون ،رغم بع د المس افات .كم ا يمكن ألي ص ف من
ص فوف الدراس ة ،أو مخت بر من المخت برات ،أن ينفتح على نظ يره في أي جه ة من
جهات الع الم في اللحظ ة الواح دة ،مم ا يتطلب من ا تمكين أبنائن ا من اس تثمار ه ذا
التواصل المعرفي العصري ،وجني ثماره.
وإنه لمن األولويات الملحة ،االنكباب على تقييم نظمنا التربوية ،وتحديد مواطن الخلل
والقصور فيها ،وكذا رصد كل اإلكراهات والعراقيل التي يحملها اكتساح العولمة لعالمنا
الع ربي ،ودراس ة ردود الفع ل اإليجابي ة ال تي يتطلبه ا رف ع تح دياتها ،على ك ل
المستويات .ولما كانت الهوية الثقافية في مقدمة ما تس تهدفه العولم ة ،فإن ه يتعين
وضع الحلول االستباقية للمالءمة بين ما هو ذو طابع كوني وما ه و وط ني ،لالنخ راط
في العصر ،مع الحفاظ على الخصوصيات والثوابت الوطنية.
لذا ،ينبغي أن نعمل على ترسيخ دور المؤسسة التربوية كرافع ة أساس ية للتح ديث
والتقدم ،وتعميق المواطنة والممارسة الديمقراطية ،واالرتقاء بمؤشراتنا التنموية ،م ع
جعل شبابنا أكثر تشبعا بروح المبادرة والمسؤولية واالنفتاح واالعتدال والتسامح .كما
يتعين على مؤسس اتنا التربوي ة ،أن تمنح األجي ال الص اعدة أدوات االنفت اح والتب اري
على الص عيدين الجه وي وال دولي ،وأن ت زودهم ،في ال وقت ذات ه ،بالمب ادئ والقيم
المثلى الكفيلة بجعلهم معتزين بهويتهم وأصالتهم ،ومسهمين في االرتقاء بأوط انهم
واالهتمام بقضاياها العادلة وانشغاالتها الحقيقية.
حضرات السيدات والسادة ،إننا لواثقون من أن فضاء للتفك ير واالق تراح ،بحجم الفض اء
ال ذي يمثل ه منت داكم ،سيس هم في تعمي ق النظ ر في م ا تطرح ه التح ديات على
األنظمة التعليمي ة في بل داننا ،وفي ابتك ار المن اهج الناجع ة لمعالج ة بعض القض ايا
المشتركة بين األقطار العربية في هذا المضمار.
ويأتي في المقام األول ،تراثنا المشترك ،الذي تمثله باألس اس ،لغتن ا العربي ة ،ال تي
تس تدعي من ا الي وم وأك ثر من أي وقت مض ى ،مجه ودا خاص ا لتنميته ا وتأهيله ا،
وجعله ا تس تفيد من دينامي ة خالق ة للبحث اللغ وي في مج ال االس تباق والتع ريب
والمصطلح العلمي ،من أجل امتالك تكنولوجيا المعلومي ات ،وض مان حض ور أك ثر وزن ا
في فض اءات اإلعالم واالتص ال .وهي مهم ة ال يمكن أن تت أتى إال في إط ار مجه ود
مشترك ومبادرات متكاملة بين بلداننا العربية ضمن مقارب ة رص ينة ومتوازن ة ،تت وخى
بلورة رؤية استشرافية للغة العربية ولموقعها في المجتمع الكوني للمعرفة.
ويتعين في المقام الثاني ،االنكباب على جعل المناهج والمضامين التربوية تس توعب
متطلب ات العولم ة وتتكي ف معه ا ،إلى ج انب االض طالع ب دورها في التربي ة على
المواطنة والس لوكات المدني ة ،والتش بث بمقوم ات هويتن ا الحض ارية ،دون انغالق أو
تعصب ،وفي مزاوجة متوازنة بين الخصوصية والكوني ة .وه و ورش مص يري يس تدعي
بدوره تضافر الجهود وتبادل الخبرات بين الهيئات العربية المختص ة وص احبة الق رار في
مجال السياسات العمومية التعليمية.
وفي ه ذا اإلط ار ،ت أتي أهمي ة ال دفع بآلي ات التع اون في مج ال التعليم الج امعي
والبحث العلمي ،وب روز أقط اب لالمتي از واالبتك ار ،من ش أنها مض اهاة مثيالته ا في
30
العالم .كما أن هذا التعاون ينبغي أن يتأسس على ش بكة من المش اريع الطموح ة،
واضحة األهداف والوس ائل ح ول مج االت البحث والتك وين ذات قيم ة مض افة عالي ة،
تنخرط فيها ،إلى جانب المؤسسات الجامعية ،المقاوالت والفاعلون االقتص اديون ،في
شراكة متم يزة وناجع ة بين القط اعين الخ اص والع ام ،مم ا س يمكن من اس تقطاب
وتحفيز األطر والكفاءات العربية المتواجدة بالخارج ،بغية اإلسهام في التنمي ة العلمي ة
والتقنية لبلدانهم األصلية ولمجموع الوطن العربي.
حضرات السيدات والسادة ،إن سبيلنا لتحقيق األهداف المتوخاة يتمثل أوال وقبل ك ل
شيء في االعتماد على طاقاتن ا الذاتي ة ومواردن ا الخاص ة ،وال دفع بمس ارات إص الح
منظوماتنا التعليمية ،وضمان نجاعة مردوديتها ،وذلك في استحض ار دائم لخصوص ياتنا
الوطنية والقومية ولتراثنا وقيمنا الحضارية العريقة ،واستلهام للتج ارب الكوني ة الرائ دة
في هذا المجال.
ونود ختاما ،أن نن وه بعملكم الج اد ومس اعيكم الحمي دة ،واثقين أن ه بفض ل المكان ة
المرموقة للمشاركين ،وللنخب ة ال تي يض مها ه ذا المنت دى اله ام من رج االت الفك ر
والثقافة ومن خبراء محنكين ،سيشكل قوة اقتراحية فعالة لإلس هام في استكش اف
أفضل السبل للنهوض المتواصل بالمنظومات التعليمية العربية ،وتوثيق التعاون وتب ادل
الخبرات بينها على نحو يجعلها في مس توى رف ع تح ديات ورهان ات العص ر ،وتحقي ق
التنمية ،وتوفير مستقبل أفضل ألجيالنا الصاعدة.
وفقكم هللا ،وكل ل جه ودكم وأش غال ملتق اكم بالنج اح .والس الم عليكم ورحم ة هللا
تعالى وبركاته .محمد السادس ملك المغرب ".
ويش كل اإلص الح الق ويم لنظ ام التربي ة والتعليم والتك وين ،المس ار الحاس م لرف ع
التحدي التنموي .فعلى الجميع أن يستشعر أن األمر ال يتعلق بمجرد إصالح قطاعي،
وإنما بمعركة مصيرية لرفع ه ذا التح دي الحي وي .س بيلنا إلى ذل ك االرتق اء ب البحث
واالبتكار وتأهيل مواردنا البشرية ،التي هي رصيدنا األساسي لترسيخ تكافؤ الف رص،
وبناء مجتمع واقتصاد المعرفة ،وتوفير الشغل المنتج لشبابنا.
ويظ ل الع ائق الث الث ،ب ل التح دي األك بر ،ه و تأهي ل الم وارد البش رية .وهن ا تجب
المصارحة بأنه من مسؤولية الجمي ع ،اإلق دام على اتخ اذ ق رارات ش جاعة ،لتحقي ق
المالءمة بين التكوين العلمي والمهني والتقني ،وبين مستلزمات االقتص اد العص ري،
وتشجيع البحث العلمي واالبتكار ،واالنخراط في اقتصاد ومجتمع المعرفة واالتصال.
31
وبدون ذلك ،فإن النظام التعليمي ،الذي طالما واجه عراقي ل ديماغوجي ة ،ح الت دون
تفعيل اإلصالحات البناءة ،سيظل يستنزف طاقات الدولة ،وم واهب الفئ ات الش عبية،
في أنماط عقيمة من التعليم ،تنذر بجعل رصيدنا البشري عائقا للتنمية ،بدل أن يكون
قاطرة لها.
32
من خالل التركيز على ضرورة النهوض بالمدرسة العمومية ٬إلى جانب تأهي ل التعليم
الخاص ٬في إطار من التفاعل والتكامل.
وللنهوض بالقطاع التربوي والتعليمي ٬بما يقتضيه األمر من ش راكة ومس ؤولية ٬فإن ه
يتعين اإلسراع بتفعيل مقتضيات الدستور ٬بخصوص المجلس األعلى للتربية والتكوين
والبحث العلمي ٬في صيغته الجدي دة ٬على أن تس اهم ه ذه الهي أة في إنج اح ه ذا
التح ول الج وهري والمص يري ٬ليس بالنس بة لمس تقبل الش باب فحس ب ٬ب ل
ولمستقبل المغرب ٬بلدا وأمة.
إننا نعلم المجهودات الجبارة التي تبذلها األسر من أجل رعاية أطفالها وتعليمهم .ذلك
أنه يتعين الحفاظ على هذا التضامن بين األجيال .بيد أن قضايا الشباب ال تتعلق فق ط
بالمجال الخ اص أو الع ائلي ٬أو بم ا ه و مرتب ط بالتربي ة والتك وين والتعليم وإنم ا هي
قضية المجتمع برمته إليجاد الحلول لكل المشكالت التي تواجه الشباب"...
وإن م ا نس هر علي ه شخص يا من توف ير البني ات التحتي ة الض رورية ،بمختل ف جه ات
ومناطق المملك ة ،من ط رق وم اء ص الح للش رب وكهرب اء ،ومس اكن للمعلمين ودور
للطالب ات والطلب ة وغيره ا ،كله ا تجه يزات أساس ية مكمل ة لعم ل قط اع التعليم،
لتمكينه من النهوض بمهامه التربوية النبيلة.
وفي ه ذا الص دد ،فق د حققت بالدن ا منج زات هام ة في مج ال التربي ة والتك وين،
يجسدها على الخصوص ارتفاع نسبة التمدرس ،وخاصة لدى الفتي ات ºوذل ك بفض ل
الجهود الخيرة التي يبذلها رجال ونساء التعليم.
غير أن الطريق ما يزال شاقا وطويال أمام هذا القط اع ،للقي ام ب دوره كق اطرة للتنمي ة
االقتص ادية واالجتماعي ة ºحيث يبقى الس ؤال الملح ال ذي يط رح نفس ه :لم اذا ال
تس تطيع فئ ات من ش بابنا تحقي ق تطلعاته ا المش روعة على المس توى المه ني
والمادي واالجتماعي¿
إن قطاع التعليم يواجه عدة ص عوبات ومش اكل ،خاص ة بس بب اعتم اد بعض ال برامج
والمناهج التعليمية ،التي ال تتالءم مع متطلبات سوق الش غل ،فض ال عن االختالالت
الناجم ة عن تغي ير لغ ة الت دريس في الم واد العلمي ة ،من العربي ة في المس توى
االبت دائي والث انوي ،إلى بعض اللغ ات األجنبي ة ،في التخصص ات التقني ة والتعليم
العالي .وهو ما يقتضي تأهيل التلميذ أو الط الب ،على المس توى اللغ وي ،لتس هيل
متابعته للتكوين الذي يتلقاه.
غير أن ما يبعث على االرتياح ،م ا تم تحقيق ه من نت ائج إيجابي ة في مي ادين التك وين
المهني والتقني والصناعة التقليدية.
33
وهي مجاالت توفر تكوينا متخصصا ،سواء للحاصلين على ش هادة الباكالوري ا أو ال ذين
لم يحصلوا عليها ،وذلك على مدى سنتين أو أربع سنوات ،يخول لح املي الش هادات
فرصا أوفر للولوج المباشر والسريع للشغل ،واالندماج في الحياة المهنية.
وذلك مقارنة بخريجي بعض المسالك الجامعي ة ،ال تي رغم الجه ود المحم ودة ال تي
تب ذلها أطره ا ،ال ينبغي أن تش كل مص نعا لتخ ريج الع اطلين ،الس يما في بعض
التخصصات المتجاوزة.
كم ا ينبغي تعزي ز ه ذا التك وين بحس ن اس تثمار الم يزة ال تي يتحلى به ا الم واطن
المغ ربي ،وهي ميول ه الط بيعي لالنفت اح ،وحب ه للتع رف على الثقاف ات واللغ ات
األجنبية.
وذلك من خالل تشجيعه على تعلمها وإتقانها ،إلى جانب اللغات الرسمية التي ينص
عليه ا الدس تور ºالس تكمال تأهيل ه وص قل معارف ه ،وتمكين ه من العم ل في المهن
الجدي دة للمغ رب ،ال تي تع رف خصاص ا كب يرا في الي د العامل ة المؤهل ة ،كص ناعة
السيارات ،ومراكز االستقبال وتلك المرتبطة بصناعة الطائرات وغيرها.
وعلى غ رار ه ذه المهن والخ دمات ،والم دارس والمعاه د العلي ا للت دبير والتس يير
والهندسة ،فإنه يتعين إيالء المزيد من الدعم والتشجيع لقطاع التك وين المه ني ،ورد
االعتب ار للح رف اليدوي ة والمهن التقني ة ،بمفهومه ا الش امل ،واالع تزاز بممارس تها
وإتقانها ،عمال بجوهر حديث جدنا المصطفى عليه الصالة والسالم " :ما أكل أحد ق ط
طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده" ºوكذا اعتبارا للمكانة المتم يزة ال تي أص بحت
تحتلها في سوق الشغل ،كمصدر هام للرزق والعيش الكريم.
وهو ما جعل العديد من األوروب يين ،يتواف دون على المغ رب للعم ل في ه ذا القط اع
الواعد ،بل أصبحوا ينافسون اليد العاملة المغربية في هذه المهن.
شعبي العزيز،
إن الوضع الراهن لقطاع التربي ة والتك وين يقتض ي إج راء وقف ة موض وعية م ع ال ذات،
لتقييم المنجزات ،وتحديد مكامن الضعف واالختالالت.
وهنا يجدر التذكير بأهمية الميثاق الوط ني للتربي ة والتك وين ،ال ذي تم اعتم اده في
إطار مقاربة وطنية تشاركية واسعة.
كما أن الحكومات المتعاقبة عملت على تفعيل مقتضياته ،وخاصة الحكومة الس ابقة،
التي سخرت اإلمكانات والوسائل الضرورية للبرن امج االس تعجالي ،حيث لم تب دأ في
تنفيذه إال في السنوات الثالث األخيرة من مدة انتدابها.
غير أنه لم يتم العمل ،مع كامل األسف ،على تعزيز المكاسب التي تم تحقيقه ا في
تفعيل هذا المخطط ºبل تم التراجع ،دون إش راك أو تش اور م ع الف اعلين المعن يين،
عن مكون ات أساس ية من ه ،تهم على الخص وص تجدي د المن اهج التربوي ة ،وبرن امج
التعليم األولي ،وثانويات االمتياز.
34
وانطالق ا من ه ذه االعتب ارات ،فق د ك ان على الحكوم ة الحالي ة اس تثمار التراكم ات
اإليجابية في قطاع التربية والتكوين ،باعتباره ورشا مصيريا ،يمتد لعدة عقود.
ذلك أنه من غير المعقول أن تأتي أي حكومة جديدة بمخطط جدي د ،خالل ك ل خمس
سنوات ،متجاهلة البرامج السابقة ºعلما أنها لن تس تطيع تنفي ذ مخططه ا بأكمل ه،
نظرا لقصر مدة انتدابها.
لذا ،فإنه ال ينبغي إقحام القطاع التربوي في اإلطار السياسي المحض ،وال أن يخض ع
تدبيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية.
بل يجب وض عه في إط اره االجتم اعي واالقتص ادي والثق افي ،غايت ه تك وين وتأهي ل
الموارد البشرية ،لالندماج في دينامية التنمي ة ،وذل ك من خالل اعتم اد نظ ام ترب وي
ناجع.
شعبي العزيز،
إن اإلقدام على هذا التشخيص لواقع التربي ة والتك وين ببالدن ا ،وال ذي ق د يب دو قوي ا
وقاسيا ،ينبع بكل صدق ومسؤولية ،من أعماق قلب أب يكن ،كجميع اآلباء ،كل الحب
ألبنائه.
ورغم أن خديمك ال يعيش بعض الصعوبات االجتماعية أو المادية ،التي تعيش ها فئ ات
منك ،شعبي العزي ز ،فإنن ا نتقاس م جميع ا نفس اله واجس المرتبط ة بتعليم أبنائن ا،
ونفس مشاكل المنظومة التربوية ،ما داموا يتابعون نفس البرامج والمناهج التعليمية.
ف المهم في ه ذا المج ال ،ليس الم ال أو الج اه ،وال االنتم اء االجتم اعي ،وإنم ا ه و
الضمير الحي الذي يحرك كل واحد منا ،وم ا يتحلى ب ه من غ يرة ص ادقة على وطن ه
ومصالحه العليا.
فخديمك األول ،عندما كان وليا للعهد ،درس وفق برامج ومن اهج المدرس ة العمومي ة
المغربية ،وبعد ذلك بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس.
وإذا كانت للمدرسة المولوية اإلمكانات الالزمة لدعم هذه البرامج ،فإن ذل ك ال يت وفر،
مع األسف ،لجميع المدارس العمومية.
وكيفما كان الحال ،فإن تلك البرامج قد أتاحت تكوين أجيال من األطر الوطنية.
غير أن ما يحز في النفس أن الوضع الحالي للتعليم أصبح أكثر سوءا ،مقارنة بما ك ان
عليه الوضع قبل أزيد من عشرين سنة.
وهو ما دفع عددا كبيرا من األس ر ،رغم دخله ا المح دود ،لتحم ل التك اليف الباهظ ة،
لت دريس أبنائه ا في المؤسس ات التعليمي ة التابع ة للبعث ات األجنبي ة أو في التعليم
الخاص ،لتفادي مشاكل التعليم العمومي ،وتمكينهم من نظام تربوي ناجع.
وفي هذا الصدد ،نذكر بخطابن ا للس نة الماض ية بمناس بة ذك رى 20غش ت ،وال ذي
حددنا فيه التوجهات العامة إلصالح المنظوم ة التعليمي ة ،ودعون ا لتفعي ل المقتض يات
الدستورية بخصوص المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
35
لذا ،ندعو الحكومة لإلسراع بإقرار النصوص القانونية المتعلقة بالمجلس الجديد.
وفي انتظار ذلك ،فقد قررنا تفعيل المجلس األعلى للتعليم في صيغته الحالي ة ،عمال
باألحكام االنتقالية التي ينص عليها الدستور ،وذلك لتقييم منج زات عش رية الميث اق
الوطني للتربية والتكوين ،واالنكباب على هذا الورش الوطني الكبير.
ويعتبر الرأسمال البش ري غ ير الم ادي من أح دث المع ايير المعتم دة دولي ا ،لقي اس
القيمة اإلجمالية للدول.
وكم ا ه و مع روف ،فق د ش هدت المع ايير ال تي يعتم دها المختص ون في المج الين
االقتصادي والمالي لقياس الثروة ،عدة تطورات.
فقد كانت القيمة اإلجمالية للدول تقاس س ابقا ،حس ب موارده ا الطبيعي ة ،ثم على
أساس المعطيات المتعلقة بالناتج الداخلي الخام ،الذي يعكس بدوره مس توى عيش
المواطن.
وبع د ذل ك ،تم اعتم اد مؤش رات التنمي ة البش رية ،لمعرف ة مس توى الرخ اء ل دى
الشعوب ،ومدى استفادتها من ثروات بل دانها .وخالل تس عينات الق رن الماض ي ،ب دأ
العمل باحتساب الرأسمال غير المادي كمكون أساسي ،منذ س نة ،2005من ط رف
البنك الدولي.
ويرتكز ه ذا المعي ار على احتس اب الم ؤهالت ،ال تي ال يتم أخ ذها بعين االعتب ار من
طرف المقاربات المالية التقليدية.
ويتعلق األمر هنا بقياس الرصيد التاريخي والثقافي ألي بلد ،إضافة إلى م ا يتم يز ب ه
من رأس مال بش ري واجتم اعي ،والثق ة واالس تقرار ،وج ودة المؤسس ات ،واالبتك ار
والبحث العلمي ،واإلبداع الثقافي والفني ،وجودة الحياة والبيئة وغيرها.
وفي ه ذا اإلط ار ،ن دعو المجلس األعلى للتربي ة والتك وين والبحث العلمي ،إلع ادة
النظ ر في منظ ور ومض مون اإلص الح ،وفي المقارب ات المعتم دة ،وخاص ة من خالل
االنكب اب على القض ايا الجوهري ة ،ال تي س بق أن ح ددناها ،في خط اب 20غش ت
للسنة الماضية.
ونخص بالذكر هنا ،إيجاد حل إلشكالية لغات التدريس ،وتج اوز الخالف ات اإليديولوجي ة
التي تعيق اإلصالح ،واعتم اد ال برامج والمن اهج المالئم ة لمتطلب ات التنمي ة وس وق
الشغل.
36
كما ينبغي إعطاء كام ل العناي ة للتك وين المه ني ،وإلتق ان اللغ ات األجنبي ة ،لتأهي ل
الخريجين لمواكبة التقدم التقني ،واالنخراط في المهن الجديدة للمغرب.
وإنن ا نتطل ع ألن يت وج عم ل المجلس ،في تق ييم ميث اق التربي ة والتك وين ،والح وار
الوطني الواسع ،واللقاءات الجهوية ،ببلورة توصيات كفيلة بإصالح المدرسة المغربي ة،
والرفع من مردوديتها.
وفي أفق وضع المجلس لخارطة طريق واضحة ،فإن على القطاعات المعني ة مواص لة
برامجها اإلصالحية دون توقف أو انتظار.
...
في سياق اإلص الحات ال تي دأبن ا على القي ام به ا من أج ل خدم ة الم واطن ،يظ ل
إصالح التعليم عماد تحقيق التنمي ة ،ومفت اح االنفت اح واالرتق اء االجتم اعي ،وض مانة
لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر ،ومن نزوعات التطرف واالنغالق.
لذا ،ما فتئنا ندعو إلصالح جوهري لهذا القطاع المصيري ،بما يعيد االعتب ار للمدرس ة
المغربية ،ويجعلها تقوم بدورها التربوي والتنموي المطلوب.
ولهذه الغاية ،كلفنا المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بتق ييم تط بيق
الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،وبلورة منظور استراتيجي شامل إلصالح المنظوم ة
التربوية ببالدنا.
ولفهم ما ينبغي أن يك ون علي ه اإلص الح ،نط رح الس ؤال :ه ل التعليم ال ذي يتلق اه
أبناؤنا اليوم ،في المدارس العمومية ،قادر على ضمان مستقبلهم ؟
وهنا يجب التحلي بالجدية والواقعية ،والتوجه للمغاربة بك ل ص راحة :لم اذا يتس ابق
العديد منهم لتسجيل أبنائهم بمؤسسات البعثات األجنبي ة والم دارس الخاص ة ،رغم
تكاليفها الباهضة ؟
الج واب واض ح :ألنهم يبحث ون عن تعليم جي د ومنفتح يق وم على الحس النق دي،
وتعلم اللغات ،ويوفر ألبنائهم فرص الشغل واالنخراط في الحياة العملية.
وخالفا لما يدعيه البعض ،فاالنفتاح على اللغ ات والثقاف ات األخ رى لن يمس بالهوي ة
الوطنية ،بل العكس ،سيساهم في إغنائها ،ألن الهوية المغربية ،وهلل الحم د ،عريق ة
وراسخة ،وتتميز بتنوع مكوناتها الممتدة من أوروبا إلى أعماق إفريقيا.
ورغم أنني درست في مدرسة مغربية ،وفق ب رامج ومن اهج التعليم العم ومي ،فإن ه
ليس لدي أي مشكل مع اللغات األجنبية.
والدستور الذي صادق عليه المغاربة يدعو لتعلم وإتقان اللغات األجنبي ة ألنه ا وس ائل
للتواصل ،واالنخراط في مجتمع المعرفة ،واالنفتاح على حضارة العصر.
كما أن األجانب يعترفون بقدرة المغاربة وبراعتهم في إتقان مختلف اللغات.
37
لذا ،فإن إصالح التعليم يجب أن يظل بعي دا عن األناني ة ،وعن أي حس ابات سياس ية
ترهن مستقبل األجيال الصاعدة ،بدعوى الحفاظ على الهوية.
فمستقبل المغرب كله يبقى رهينا بمستوى التعليم الذي نقدمه ألبنائنا.
ومن هن ا ،ف إن إص الح التعليم يجب أن يه دف أوال إلى تمكين المتعلم من اكتس اب
المعارف والمهارات ،وإتقان اللغات الوطنية واألجنبية ،السيما في التخصصات العلمي ة
والتقنية ال تي تفتح ل ه أب واب االن دماج في المجتم ع ،كم ا أن اإلص الح المنش ود لن
يستقيم إال بالتحرر من عقدة أن شهادة الباكالوريا هي مسألة حياة أو موت بالنس بة
للتلميذ وأسرته ،وأن من لم يحصل عليها قد ضاع مستقبله.
وبطبيع ة الح ال ف إن بعض المواط نين ال يري دون التوج ه للتك وين المه ني ألن ه في
نظرهم ينقص من قيمتهم ،وأنه ال يصلح إال للمهن الصغيرة ،بل يعتبرونه ملجأ لمن لم
ينجحوا في دراستهم.
فعلينا أن نذهب إليهم لتغيير هذه النظرة السلبية ،ونوضح لهم بأن اإلنس ان يمكن أن
يرتقي وينجح في حياته دون الحصول على شهادة الباكالوريا.
كما علينا أن نعمل بك ل واقعي ة من أج ل إدم اجهم في الدينامي ة ال تي يعرفه ا ه ذا
القطاع.
فالمغاربة ال يريدون سوى االطمئنان على مستقبل أبنائهم بأنهم يتلقون تكوين ا يفتح
لهم أبواب سوق الشغل.
وبما أن التكوين المهني قد أصبح اليوم هو قطب الرحى في كل القطاع ات التنموي ة،
فإن ه ينبغي االنتق ال من التعليم األك اديمي التقلي دي إلى تك وين م زدوج يض من
للشباب الحصول على عمل.
وفي ه ذا اإلط ار ،يجب تعزي ز معاه د التك وين في مختل ف التخصص ات ،في
التكنولوجيات الحديث ة ،وص ناعة الس يارات والط ائرات ،وفي المهن الطبي ة ،والفالح ة
والسياحة والبناء وغيرها.
وبم وازاة ذل ك يجب توف ير تك وين مه ني متج دد وع الي الج ودة ،وال س يما في
التخصصات التي تتطلب دراسات عليا.
ومما يبعث على االرتياح ،المستوى المشرف ال ذي وص ل إلي ه المغارب ة في مختل ف
التخصصات المهنية.
وهو ما جعل بالدنا تتوفر على يد عاملة ذات كفاءات عالية ،مؤهلة للعمل في مختلف
المق اوالت العالمي ة ،خاص ة منه ا ال تي تخت ار المغ رب لتوس يع اس تثماراتها وزي ادة
إشعاعها.
ولض مان النج اح للمنظ ور االس تراتيجي لإلص الح ،فإن ه يجب على الجمي ع تملك ه،
واالنخراط الجاد في تنفيذه.
كما ندعو لصياغة هذا اإلصالح في إطار تعاقدي وطني ملزم ،من خالل اعتم اد ق انون
-إطار يحدد الرؤية على المدى البعيد ،ويضع ح دا للدوام ة الفارغ ة إلص الح اإلص الح،
إلى ما ال نهاية.
38
خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية
من الوالية التشريعية 2017
"وقد وقفنا ،أكثر من مرة ،على حقيقة األوضاع ،وعلى حجم االختالالت ،التي يعرفه ا
جميع المغاربة.
أليس المطلوب هو التنفيذ الجيد للمشاريع التنموية المبرمجة ،ال تي تم إطالقه ا ،ثم
إيج اد حل ول عملي ة وقابل ة للتط بيق ،للمش اكل الحقيقي ة ،وللمط الب المعقول ة،
والتطلعات المشروعة للمواطنين ،في التنمية والتعليم والصحة والشغل وغيرها؟
...
والمغاربة اليوم ،يريدون ألبن ائهم تعليم ا جي دا ،ال يقتص ر على الكتاب ة والق راءة فق ط،
وإنما يضمن لهم االنخراط في عالم المعرفة والتواص ل ،والول وج واالن دماج في س وق
الش غل ،ويس اهم في االرتق اء الف ردي والجم اعي ،ب دل تخ ريج فئ ات عريض ة من
المعطلين.
...
ورغم الجهود المبذولة فإن وضعية شبابنا ال ترضينا وال ترضيهم ،فالعديد منهم يع انون
من اإلقصاء والبطالة ومن عدم استكمال دراستهم وأحيانا حتى من الول وج للخ دمات
االجتماعية األساسية.
كما أن منظوم ة التربي ة والتك وين ال ت ؤدي دوره ا في التأهي ل واإلدم اج االجتم اعي
واالقتصادي للشباب".
نص الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجاللة الملك محمد السادس
إلى المشاركين في “اليوم الوطني حول التعليم األولي” ،األربعاء 18
يوليوز ،الصخيرات
“الحمد هلل ،والصالة والسالم على موالنا رسول هلل وآله وصحبه
حضرات السيدات والسادة،
يسعدنا أن نتوج ه إلى المش اركين في “الي وم الوط ني ح ول التعليم األولي” ،ال ذي
أبينا إال أن نضفي عليه رعايتنا الساميـة ،تجسيدا للعناية الفائقة التي ما فتئنا نوليه ا
إلص الح منظوم ة التربي ة والتك وين والبحث العلمي ،ال تي نعتبره ا رافع ة للتنمي ة
المتوازنة وعماد تأهيل الرأسمال البشري.
وهي مناسبة أيضا لتأكيد حرصنا على إنجاح هذا اإلص الح ،عموم ا والنه وض خصوص ا
بأوضاع الطفولة في ارتباطها بالتعليم المبكر ،لما له من انعكاسات إيجابية على الفرد
واألسرة والمجتمع داعين إلى التعاطي م ع ه ذا ال ورش اإلص الحي المص يري ،وف ق
39
مقارب ة طموح ة وجريئ ة تض ع المص لحة العام ة ف وق أي اعتب ار ،وذل ك من منظ ور
متكامل ،يزاوج بين الكم والكيف ،بما يس اهم في تك ريس وتعميم تعليم أولي منفتح
يتميز بالفعالية والجودة.
وإننا لنشيد بمب ادرة عق د ه ذا اللق اء ب النظر ألهمي ة س ياقه ،حيث ين درج في إط ار
تفعيل اإلصالح التربوي ،المنبث ق عن الرؤي ة االس تراتيجية ،2030-2015الهادف ة إلى
إرساء مدرسة جديدة ،ترتكز في آن واحد على اإلنصاف والمساواة ،والجودة واالرتق اء
بالفرد ،وتقدم المجتمع والتي نحن حريصون على تفعيلها.
حضـرات السيـدات والسـادة،
ال تخفى عليكم أهمية التعليم األولي في إصالح المنظومة التربوية ،باعتباره القاع دة
الصلبة التي ينبغي أن ينطلق منها أي إصالح ،بالنظر لما يخوله لألطفال من اكتس اب
مهارات وملكات نفسية ومعرفية ،تمكنهم من الولوج السلس للدراس ة ،والنج اح في
مسارهم التعليمي ،وبالتالي التقليص من التكرار والهدر المدرسي.
كم ا أن ه ذا التعليم ال يك رس فق ط ح ق الطف ل في الحص ول على تعليم جي د من
منطلق تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص ،وإنما يؤكد مبدأ االستثمار األمثل للم وارد البش رية،
باعتباره ضرورة ملحة للرفع من أداء المدرسة المغربية.
وفي هذا الص دد ،نثمن ال رأي الص ادر عن المجلس األعلى للتربي ة والتك وين والبحث
العلمي ،الذي يعتبر “التعليم األولي أساس بناء المدرسة المغربية الجديدة ،باعتب اره
مرجعا أساسيا لتعميم تعليم أولي ذي جودة”.
حضـرات السيـدات والسـادة،
لقد حرص دستور المملكة على تعزيز المب ادئ األساس ية للنه وض بمس ألة التعليم
وفي هذا اإلطار أكد الدس تور على أن “التعليم األساس ي ح ق للطف ل وواجب على
األسرة والدولة” ،وعلى أن “الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابي ة ،تعم ل
على تعبئة كل الوسائل المتاحة ،لتيس ير أس باب اس تفادة المواط نين والمواطن ات،
على قدم المساواة ،من الحق في الحصول على تعليم عصري ذي جودة عالية”.
وتكريس ا له ذه المقتض يات الدس تورية ،فإن ه يتعين ترك يز الجه ود على الح د من
التفاوتات بين الفئات والجهات ،وخاص ة بالمن اطق القروي ة والنائي ة ،وش به الحض رية،
وتلك التي تعاني خصاصا ملحوظا في مجال البنيات التحتية التعليمي ة ،وذل ك بم وازاة
مع ضرورة تش جيع ول وج الفتي ات الص غيرات للتعليم األولي واالهتم ام باألطف ال ذوي
االحتياجات الخاصة ،عمال بمبدأ التمييز اإليجابي.
وإذا كان المغ رب ق د قط ع خط وات هام ة في مج ال التعليم األساس ي ،والرف ع من
نسبة التمدرس ،إال أن التعليم األولي لم يستفد من مجهود الدولة في هذا المج ال،
حيث إنه يعاني من ضعف ملحوظ لنسب المستفيدين ومن ف وارق كب يرة بين الم دن
والق رى ،ومن تف اوت مس توى النم اذج البيداغوجي ة المعتم دة ،وع دد الم ربين
والمعلمين ،وكثرة المتدخلين.
40
ولرف ع تح دي إص الح المنظوم ة التربوي ة ،ف إن التعليم األولي يجب أن يتم يز بط ابع
اإللزامي ة بق وة الق انون بالنس بة للدول ة واألس رة ،وبدمج ه الت دريجي ض من س لك
التعليم اإللزامي ،في إطار هندسة تربوية متكاملة.
كما يتعين إخراج النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بتأطير هذا التعليم ،وفق رؤية
حديثة ،وفي انسجام تام م ع اإلص الح الش امل ال ذي نس عى إلي ه ،واعتم اد نم وذج
بي داغوجي متج دد وخالق ،يأخ ذ بعين االعتب ار المكاس ب الرائ دة في مج ال عل وم
التربية ،والتجارب الناجحة في هذا المجال.
وفي نفس الس ياق ،نلح على ض رورة بل ورة إط ار م رجعي وط ني للتعليم األولي،
يشمل كل مكوناته ،السيما منها المناهج ومعايير الج ودة وتك وين الم ربين؛ باإلض افة
إلى تقوية وتط وير نم اذج التعليم الحالي ة ،لتحس ين ج ودة الع رض ال تربوي بمختل ف
وحدات التعليم األولي ،في كل جهات المملكة.
حضـرات السيـدات والسـادة،
إن إصالح قطاع التربية والتكوين ،وفي مقدمته التعليم األولي ،يكتسي أهمي ة كب يرة
بالنسبة لألجيال القادمة .ألن أطفال اليوم ،هم رجال الغد.
وال يفوتن ا هن ا أن نش يد ب الجهود المبذول ة من ط رف مختل ف الش ركاء في العملي ة
التربوية ،والسيما منظمات المجتمع الم دني ،داعين إلى اعتم اد ش راكات بن اءة بين
مختلف الفاعلين المعنيين بقطاع التربية والتك وين ،والس يما في م ا يتعل ق ب التعليم
األولي.
كم ا نؤك د على ال دور الج وهري للجماع ات الترابيـة ،بمختل ف مس توياتها ،في
المساهمة في رفع هذا التحدي ،اعتبارا لما أصبحت تتوفر علي ه ه ذه الجماع ات من
ص الحيات ،بفض ل الجهوي ة المتقدم ة ،وذل ك من خالل إعط اء األولوي ة لتوف ير
المؤسس ات التعليمي ة وتجهيزه ا وصيانتهـا ،خاص ة في المن اطق القروي ة والنائي ة،
لتقريب المدرسة من األطفال في كل مناطق البالد.
فإصالح التعليم هو قضية المجتمع بمختلف مكوناته ،من قطاع ات حكومي ة وجماع ات
ترابية ومجالس استشارية ومؤسسات وطنية وفاعلين جمع ويين ومثقفين ومفك رين،
دون إغفال الدور المرك زي والحاس م لألس رة في التربي ة المبك رة لألطف ال ،ومتابع ة
مسارهم الدراسي وتقويمه.
فهذا الورش الوطني الكبير يقتض ي االنخ راط الواس ع والمس ؤول للجميـع ،من أج ل
كسب هذا الرهان ،وتحقيق أهدافه ،داخل اآلجال المحددة.
وإنن ا لنتطل ع إلى أن يش كل ه ذا الملتقى الوط ني منطلق ا فعلي ا لتجس يد اإلص الح
المنشود ،على أسس سليمة ومتينـة ،بم ا يقتض يه األم ر من ج ودة وفعالي ة ،وفي
إطار اإلنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص ،لبن اء مغ رب الغ د ،ال ذي يحتض ن ك ل أبنائ ه،
ويفتح لهم اآلفاق للمساهمة في تنميته وتقدمه.
وإذ نحثكم على مواصلة وتضافر الجهود لبلوغ هذه األهداف ،فإننا ن دعو هللا تع الى أن
يكلل أعمالكم بالتوفيق والسداد”.
41
نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس
بمناسبة عيد العرش 2018
" ...ل ذا ،أدع و الحكوم ة وجمي ع الف اعلين المعن يين ،للقي ام بإع ادة هيكل ة ش املة
وعميقة ،للبرامج والسياسات الوطنية ،في مجال الدعم والحماي ة االجتماعي ة ،وك ذا
رفع اقتراحات بشأن تقييمها.
وهو ما يتطلب اعتماد مقاربة تشاركية ،وبع د النظ ر ،والنفس الطوي ل ،والس رعة في
التنفيذ أيضا ،مع تثمين المكاسب واالستفادة من التجارب الناجحة.
وفي انتظار أن يعطي هذا اإلصالح ثماره كامل ة ،فإنن ا نحث على اتخ اذ مجموع ة من
التدابير االجتماعية المرحلية ،في انسجام مع إعادة الهيكلة التي نتوخاها.
وإني أدع و الحكوم ة إلى االنكب اب على إع دادها ،في أق رب اآلج ال ،وإطالعي على
تقدمها بشكل دوري.
وح تى يك ون األث ر مباش را وملموس ا ،ف إني أؤك د على الترك يز على المب ادرات
المستعجلة في المجاالت التالية :
أوال :إعطاء دفعة قوية لبرامج دعم التم درس ،ومحارب ة اله در المدرس ي ،ابت داء من
الدخول الدراسي المقبل ،بم ا في ذل ك برن امج “تيس ير” لل دعم الم الي للتم درس،
والتعليم األولي ،والنقل المدرسي ،والمطاعم المدرس ية وال داخليات .وك ل ذل ك من
أجل التخفيف ،من التكاليف التي تتحملها األسر ،ودعمها في س بيل مواص لة أبنائه ا
للدراسة والتكوين"...
نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس
بمناسبة ثورة الملك و الشعب غشت 2018
شعبي العزيز،
لقد سبق أن أكدت ،في خطاب افتتاح البرلمان ،على ضرورة وضع قضايا الش باب في
صلب النموذج التنموي الجديد ،ودعوت إلعداد استراتيجية مندمجة للشباب ،والتفكير
في أنجع السبل للنهوض بأحواله.
فال يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وبواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهالت
الالزمة لذلك .علينا أن نقدم له أش ياء ملموس ة في التعليم والش غل والص حة وغ ير
ذلك .ولكن قبل كل شيء ،يجب أن نفتح أمامه باب الثقة واألمل في المستقبل ...
فتمكين الشباب من االنخ راط في الحي اة االجتماعي ة والمهني ة ليس امتي ازا ألن من
ح ق أي م واطن ،كيفم ا ك ان الوس ط ال ذي ينتمي إلي ه ،أن يحظى بنفس الف رص
والحظوظ من تعليم جيد وشغل كريم.
42
غير أن ما يحز في نفسي أن نسبة البطالة في أوساط الشباب ،تبقى مرتفع ة .فمن
غير المعق ول أن تمس البطال ة ش ابا من بين أربع ة ،رغم مس توى النم و االقتص ادي
الذي يحققه المغرب على العموم .واألرقام أكثر قساوة في المجال الحضري.
ورغم المجهودات المبذولة ،واألوراش االقتصادية ،والبرامج االجتماعية المفتوحة ،ف إن
النتائج المحققة ،تبقى دون طموحن ا في ه ذا المج ال .وه و م ا ي دفعنا ،في س ياق
نفس الروح والتوجه ،الذي حددناه في خطاب العرش ،إلى إثارة االنتباه مجددا ،وبك ل
اس تعجال ،إلى إش كالية تش غيل الش باب ،الس يما في عالقته ا بمنظوم ة التربي ة
والتكوين.
إذ ال يمكن أن نقب ل لنظامن ا التعليمي أن يس تمر في تخ ريج أف واج من الع اطلين،
خاصة في بعض الش عب الجامعي ة ،ال تي يع رف الجمي ع أن ح املي الش هادات في
تخصصاتها يجدون ص عوبة قص وى في االن دماج في س وق الش غل .وه و ه در ص ارخ
للموارد العمومية ،ولطاقات الشباب ،مما يعرق ل مس يرات التنمي ة ،وي ؤثر في ظ روف
عيش العديد من المغاربة.
الغريب في األمر أن الكثير من المس تثمرين والمق اوالت يواجه ون ،في نفس ال وقت،
ص عوبات في إيج اد الكف اءات الالزم ة في مجموع ة من المهن والتخصص ات .كم ا أن
العديد من الشباب ،خاصة من حاملي الشهادات العليا العلمية والتقنية ،يفك رون في
الهجرة إلى الخارج ،ليس فقط بسبب التحف يزات المغري ة هن اك ،وإنم ا أيض ا ألنهم ال
يجدون في بلدهم المناخ والشروط المالئم ة لالش تغال ،وال ترقي المه ني ،واالبتك ار
والبحث العلمي .وهي عموما نفس األس باب ال تي ت دفع ع ددا من الطلب ة المغارب ة
بالخارج لعدم العودة للعمل في بلدهم بعد استكمال دراستهم.
وأمام هذا الوضع ،ندعو لالنكباب بكل جدية ومسؤولية ،على هذه المسألة ،من أج ل
توف ير الجاذبي ة والظ روف المناس بة لتحف يز ه ذه الكف اءات على االس تقرار والعم ل
بالمغرب .ومن أجل التص دي لإلش كالية المزمن ة ،للمالءم ة بين التك وين والتش غيل،
والتخفيف من البطال ة ،ن دعو الحكوم ة والف اعلين التخ اذ مجموع ة من الت دابير ،في
أقرب اآلجال ،تهدف على الخصوص إلى:
+أوال :القيام بمراجعة شاملة آلليات وبرامج الدعم العمومي لتشغيل الشباب ،للرفع
من نجاعتها ،وجعلها تستجيب لتطلعات الشباب ،على غرار ما دعوت إليه في خطاب
العرش بخصوص برامج الحماية االجتماعية.
وفي أفق ذلك ،قررنا تنظيم لقاء وطني للتشغيل والتكوين ،وذلك قب ل نهاي ة الس نة،
لبلورة قرارات عملية ،وحلول جديدة ،وإطالق مبادرات ،ووضع خارطة طري ق مض بوطة،
للنهوض بالتشغيل.
+ثانيا :إعطاء األسبقية للتخصصات التي توفر الشغل ،واعتم اد نظ ام ن اجع للتوجي ه
المبك ر ،س نتين أو ثالث س نوات قب ل الباكالوري ا ،لمس اعدة التالمي ذ على االختي ار،
حسب مؤهالتهم وميوالتهم ،بين التوجه للشعب الجامعية أو للتكوين المهني.
وبموازاة ذلك ،ندعو العتماد اتفاقية إطار بين الحكومة والقطاع الخ اص ،إلعط اء دفع ة
قوية في مجال إعادة تأهيل الطلبة ال ذين يغ ادرون الدراس ة دون ش واهد ،بم ا ي تيح
لهم الفرص من جديد ،لتسهيل اندماجهم في الحياة المهنية واالجتماعية.
43
+ثالثا :إعادة النظر بشكل شامل في تخصصات التك وين المه ني لجعله ا تس تجيب
لحاجيات المقاوالت والقطاع العام ،وتواكب التحوالت ال تي تعرفه ا الص ناعات والمهن،
بما يتيح للخريجين فرصا أكبر لالندماج المهني.
لذا ،يتعين إعطاء المزي د من العناي ة للتك وين المه ني بك ل مس توياته ،وإطالق جي ل
جدي د من المراك ز لتك وين وتأهي ل الش باب ،حس ب متطلب ات المرحل ة ،م ع مراع اة
خصوصيات وحاجيات كل جهة.
وسيساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية واالجتماعي ة في بن اء وتجه يز
مراكز جديدة للتكوين المهني ،حسب المتطلبات المستجدة.
+رابعا :وضع آليات عملية كفيلة بإحداث نقلة نوعية في تحف يز الش باب على خل ق
المقاوالت الصغرى والمتوسطة في مجاالت تخصصاتهم ،وكذا دعم مبادرات التش غيل
الذاتي ،وإنشاء المقاوالت االجتماعية.
وباإلض افة إلى ذل ك ،يتعين على اإلدارات العمومي ة ،وخاص ة الجماع ات الترابي ة ،أن
تقوم بأداء ما بذمتها من مستحقات تجاه المقاوالت ،ذلك أن أي ت أخير ق د ي ؤدي إلى
إفالسها ،مع ما يتبع ذلك من فقدان العديد من مناصب الشغل.
فكيف نريد أن نعطي المثال ،إذا ك انت إدارات ومؤسس ات الدول ة ال تح ترم التزاماته ا
في هذا الشأن.
+خامس ا :وض ع آلي ات جدي دة تمكن من إدم اج ج زء من القط اع غ ير المهيك ل في
القط اع المنظم ،ع بر تمكين م ا يت وفر علي ه من طاق ات ،من تك وين مالئم ومحف ز،
وتغطية اجتماعية ،ودعمها في التشغيل الذاتي ،أو خلق المقاولة.
+سادس ا :وض ع برن امج إجب اري على مس توى ك ل مؤسس ة ،لتأهي ل الطلب ة
والمتدربين في اللغات األجنبية لمدة من ثالثة إلى س تة أش هر ،وتعزي ز إدم اج تعليم
هذه اللغات في كل مستويات التعليم ،وخاصة في ت دريس الم واد التقني ة والعلمي ة.
إن قضايا الشباب ال تقتصر فقط على التكوين والتشغيل ،وإنم ا تش مل أيض ا االنفت اح
الفكري واالرتقاء الذهني والصحي.
نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في
المائدة المستديرة رفيعة المستوى بنيويورك حول قدرة التربية على
التحصين من العنصرية والميز .شتنبر 2018بنيويورك
44
وهي ،فضال عن ذلك ،قاعدة للتالحم والمس اواة ،وش رط أساس ي للنم و واالزده ار،
باعتبارها عالجًا وسالحًا ناجعين في مواجهة كل هذه اآلفات.
وترسيخًا للتوجهات التي عرض ناها في خط اب الع رش في 29يولي وز الماض ي ،فق د
حرصنا على وضع قضايا الشباب في ص لب النم وذج التنم وي الجدي د ،ال ذي يعتم ده
المغرب.
وبحكم انخراط المملكة الكامل في تنفي ذ خط ة األمم المتح دة للتنمي ة المس تدامة،
في أف ق ع ام ،2030فق د اتخ ذت من ورش النه وض ب التعليم الجي د أساس ًا متين ًا
لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
فال بد للتعليم الجيد الذي ننشده ،أن يعلم أبناءنا التاريخ برواياته المتع ددة ،من خالل
استعراض اللحظات المشرقة في ماض ي البش رية ،لكن دون إغف ال ص فحاته األك ثر
قتامة.
وال بد ل ه ك ذلك أن ينمي ل ديهم روح االنفت اح على الع الم ،وعلى التن وع اإلنس اني
والثقافي .وفضال عن ذلك ،فإننا نتطل ع إلى مس اهمة ه ذا التعليم في إع داد أجي ال
متش بعة ب الفكر المتفتح وروح التس امح ،وق ادرة على تحقي ق ذاته ا في بل دان
كالمغرب ،حيث تندمج الثقافات والحضارات في الحوار بكل حرية ،ويغني بعضها بعضًا.
إن التوجيه ات الهام ة ،ال تي ق دمناها بخص وص قض ايا التش غيل ،والتعليم والتك وين
المهني ،والخدمة العس كرية ،ته دف للنه وض بأوض اع المواط نين ،وخاص ة الش باب،
وتمكينهم من المساهمة في خدمة وطنهم.
فالخدمة العس كرية تق وي روح االنتم اء لل وطن .كم ا تمكن من الحص ول على تك وين
وت دريب يفتح ف رص االن دماج المه ني واالجتم اعي أم ام المجن دين ال ذين ي برزون
مؤهالتهم ،وروح المسؤولية وااللتزام.
وهن ا يجب التأكي د أن جمي ع المغارب ة المعن يين ،دون اس تثناء ،سواس ية في أداء
الخدم ة العس كرية ،وذل ك بمختل ف فئ اتهم وانتم اءاتهم االجتماعي ة وش واهدهم
ومستوياتهم التعليمية.
حضرات السيدات والسادة البرلمانيين،
إننا نضع النهوض بتشغيل الش باب في قلب اهتماماتن ا ،ونعت بر أن هن اك العدي د من
المجاالت التي يمكن أن تساهم في خلق المزيد من فرص الشغل.
45
ويع د التك وين المه ني رافع ة قوي ة للتش غيل إذا م ا حظي بالعناي ة ال تي يس تحقها
وإعطاء مضمون ومكانة جديدين لهذا القطاع الواعد.
وهو ما يقتضي العمل على مد المزيد من الممرات والجسور بين ه وبين التعليم الع ام
في إطار منظومة موح دة ومتكامل ة م ع خل ق ن وع من الت وازن بين التك وين النظ ري
والتداريب التطبيقية داخل المقاوالت.
نص الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين صاحب الجاللة الملك محمد
السادس خالل مراسم االستقبال الرسمي لقداسة البابا فرانسيس .األحد
31مارس 2019
"...ولمواجهة التطرف بكل أشكاله ،فإن الح ل لن يك ون عس كريا وال مالي ا؛ ب ل الح ل
يكمن في شيء واحد ،هو التربية.
فدفاعي عن قض ية التربي ة ،إنم ا ه و إدان ة للجه ل .ذل ك أن م ا يه دد حض اراتنا هي
المقاربات الثنائية ،وانعدام التعارف المتبادل ،ولم يكن يوما الدين.
والي وم ،ف إني بص فتي أم ير المؤم نين ،أدع و إلى إيالء ال دين مج ددا المكان ة ال تي
يستحقها في مجال التربية".
نص الخطاب الذي ألقاه جاللة الملك الموجه إلى األمة بمناسبة ذكرى
ثورة الملك والشعب .الثالثاء 20غشت 2019
"لذا ،ما فتئنا ندعو للنهوض بالعالم القروي ،من خالل خل ق األنش طة الم درة لل دخل
والشغل ،وتس ريع وت يرة الول وج للخ دمات االجتماعي ة األساس ية ،ودعم التم درس،
ومحاربة الفقر والهشاشة.
كم ا أن ه ذه الفئ ات من جهته ا ،مطالب ة بالمب ادرة والعم ل على تغي ير وض عها
االجتماعي ،وتحسين ظروفها.
ومن بين الوس ائل المتاح ة ل ذلك ،الح رص على االس تفادة من تعميم التعليم ،ومن
الفرص التي يوفرها التكوين المهني ،وكذا من البرامج االجتماعية الوطنية.
وفي نفس الس ياق ،ن دعو الس تغالل الف رص واإلمكان ات ال تي تتيحه ا القطاع ات
األخرى ،غ ير الفالحي ة ،كالس ياحة القروي ة ،والتج ارة ،والص ناعات المحلي ة وغيره ا،
وذلك من أجل الدفع قدما بتنمية وتشجيع المبادرة الخاصة ،والتشغيل الذاتي.
وهنا أؤكد مرة أخرى ،على أهمية التكوين المهني ،في تأهيل الش باب ،وخاص ة في
القرى ،وضواحي المدن ،لالندماج المنتج في سوق الشغل ،والمس اهمة في تنمي ة
البالد.
46
فالحصول على الباكالوريا ،وولوج الجامعة ،ليس امتيازا ،وال يشكل س وى مرحل ة في
التعليم .وإنما األهم هو الحصول على تكوين ،يفتح آفاق االندماج المهني ،واالستقرار
االجتماعي.
فالنهوض بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة ،ليس فقط من أجل توفير فرص العمل،
وإنما أيضا لتأهي ل المغ رب ،لرف ع تح ديات التنافس ية االقتص ادية ،ومواكب ة التط ورات
العالمية ،في مختلف المجاالت" .
47
نص الرسالة السامية الموجهة من طرف صاحب الجاللة إلى المشاركين
في المؤتمر الدولي الثالث والثالثين حول فعالية وتطوير المدارس 7 .يناير
2020
“الحمـد هلل ،والصـالة والسـالم عـلى مـوالنـا رسـول هللا وآلـه وصحبـه.
يطيـب لنـا أن نتـوجـه إلـى المشـاركيـن فـي المـؤتمـر الـدولـي الثـالـث والثـالثيـن
حـول فعـاليـة وتطـويـر المـدارس ،الـذي أحطنـاه بـرعـايتنـا السـاميـة ،لمـا نـوليـه مـن
عنـايـة لمـوضـوعـه األسـاس المـرتبـط بـالتـربيـة والتعليـم ،ودورهمـا فـي تمكيـن
الشبـاب مـن المسـاهمـة الفعليـة فـي تحقيـق التنميـة المستـدامـة.
ونـود فـي هـذه المنـاسبـة ،أن نشيـد بـاألهـداف السـاميـة التـي وضعهـا هـذا
المـؤتمـر نصـب عينيـه ،وبـالمقـاصـد النبيلـة التـي يسعـى لتحقـيقهـا منـذ
تـأسيسـه ،والتـي تـروم فـي جـوهـرهـا تحقيـق اإلنصـاف ،واالرتقـاء بـالجـودة فـي
التـربيـة والتعليـم عبـر العـالـم.
وإذ نـرحـب بضيـوف المـؤتمـر الكـرام ،فـإننـا نعـرب لهـم عـن بـالـغ سـرورنـا بـانعـقـاد
هـذا الملتقـى العـالمـي عـلى أرض المملكـة المغـربيـة ،كـأول بلـد إفـريقـي
وعـربـي يستضيـف إحـدى دوراتـه ،بعـد أن اقتصـر األمـر فـي السـابـق عـلى دول
مـن أوربـا وأمـريكـا وآسيـا .وهـي مبـادرة تكـرس المصـداقيـة الـتي يحظـى بهـا
المغـرب لـدى مختلـف الهيئـات والمنظمـات والمـؤسسـات الـدوليـة ،والبلـدان
الشقيقـة والصـديقـة والشريكـة.
إن هـذا المـؤتمـر يجسـد إرادة المجتمـع التـربـوي الـدولـي ،فـي تقـويـة أواصـر
التعـاون شمـال-جنـوب ،وجنـوب-جنـوب ،فـي مجـال تطـويـر المـدرسـة واألنظمـة
التـربـويـة ،اعتبـارا لألبعـاد الكـونيـة للتعليـم ،الـذي يشكـل حقـا أسـاسيـا مـن
حقـوق اإلنسـان ،واستحضـارا لغـايـات الهـدف الـرابـع لخطـة التنميـة المستـدامـة
لعـام ،2030التـي تـوافـق عليهـا المنتظـم الـدولـي ،والتـزمـت بهـا الحكـومـات،
والتـي تتـوخـى فـي جـوهـرهـا ومبتغـاهـا ضمـان التعليـم الجيـد والمنصـف
والشـامـل ،وتعـزيـز فـرص التعلـم عـلى مـدى الحيـاة أمـام الجميـع.
كمـا يشكـل هـذا المـؤتمـر فـرصـة إلبـراز الـدور الـريـادي الـذي يمكـن أن تلعبـه دول
القـارة اإلفريقيـة ،الغنيـة بشبابهـا ،فـي إذكـاء النقـاش حـول الـرفـع مـن جـودة
التـربيـة والتكويـن ،وفـي تلمـس أفضـل السبـل الكفيلـة بـاالستجـابـة لـالنتظـارات
الـرئيسيـة للمنظـومـات التـربـويـة للـدول السـائـرة فـي طـريـق النمـو ،التـي تسعـى
لتطـويـر أنظمتهـا ،واالرتقـاء بهـا إلـى مستـوى مثيـالتهـا مـن األنظمـة التربـويـة
المتقدمـة.
وفـي هـذا اإلطـار ،فبقـدر مـا نسعـى إلـى تحقيـق المقـاصـد التـربـويـة والتنمـويـة
للمـؤتمـر ،فـإننـا نحـرص عـلى أن نجعـل منـه فـرصـة مـواتـيـة لتعـزيـز عـالقـات
48
التعـاون والتـقـارب ،التـي يتشبـث المغـرب بتقـويـة أواصـرهـا ،محليـا وعـربيـا
وإفـريقـيـا ودوليــا ؛ وذلـك تمـاشيـا مـع إرادتـه القـويـة فـي تـرسيـخ روابـط اإلخـاء
والصـداقـة والتعـاون ،والشـراكـة البنـاءة ،وتحقـيـق التقـدم المشتـرك،
يستمـد هـذا المـؤتمـر أهميتـه الخـاصـة ،مـن اعتبـارات عـدة ،مـن بينهـا العـدد
الهـام للـدول المشـاركـة فـي فعـاليـاتـه ،والـذي يناهـز سبعيـن دولـة مـن مختلـف
أرجـاء المعمـور ،ومـا يشكلـه ذلـك مـن رصيـد غنـي بـالتجـارب الـدوليـة المتنـوعـة،
وبـالمقاربـات المختلفـة ؛ ومـا يتيحـه مـن آفـاق رحبـة للتعـاون ،ومـن إمكـانـات
واعـدة للشـراكـة.
وممـا يـزيـد هـذا الملتقـى أهميـة ،راهنيـة القضـايـا والمـواضيـع التـي يطـرحهـا ،فـي
تـوافـق تـام مـع االنشغـاالت األسـاسيـة لغـالبيـة األنظمـة التـربـويـة .األمـر الـذي
يجعلـه منـاسبـة سـانحـة للتفكيـر الجمـاعـي ،وتعميـق النقـاش ،وعـرض األفكـار،
واإلفـادة وتبـادل الخبـرات والممـارسـات ،وتـالقـح التجـارب النـاجحـة ؛ وبـالتـالـي
االرتقـاء بـأداء المـؤسسـة التعليميـة ،كفضـاء للتـربيـة والتكـويـن ،بمختلـف
مستـويـاتهـا ،العـامـة والمهنيـة والجـامعيـة ،عـلى صعيـد مختلـف البلـدان
المشـاركـة.
لقـد انخـرطـت بـالدنـا خـالل السنـوات األخيـرة فـي إصـالح عميـق وشـامـل
للمـدرسـة المغـربيـة ،حـرصنـا عـلى تحـديـد تـوجهـاتـه العـامـة ،وأولـويـاتـه
الـرئيسيـة ،إلحـداث تغييـر نـوعـي فـي نسـق التكـويـن وأهـدافـه .غـايتـه االنتقـال
إلـى نظـام تـربـوي جـديـد ،يقـوم عـلى تفـاعـل المتعلميـن ،وتنميـة قـدراتهـم
الـذاتيـة ،وصقـل حسهـم النقـدي ،وإتـاحـة الفـرصـة أمـامهـم لـإلبـداع واالبتكـار،
وتـرسيـخ القيـم لـديهـم.
كمـا دعـونـا إلـى تمكينهـم مـن اكتسـاب المهـارات واللغـات األجنبيـة ،واالنفتـاح
عـلى العـالـم .ودعـونـا إلـى بنـاء المـواطـن الصـالـح ،وإدمـاج الشبـاب فـي
مسلسـل التنميـة ،واالنفتـاح عـلى الثقـافـات األخـرى ،واالنخـراط فـي عـالـم
المعـرفـة والتـواصـل.
ومـن أجـل التفعيـل العملـي والجيـد لهـذا المشـروع التـربـوي ،عمـل المغـرب عـلى
تكـريـس هـذه المبـادئ المـوجهـة ،فـي قـانـون إطـار متكـامـل الـوجهـات والمـراحـل
لمنظـومـة التـربيـة والبحـث العلمـي.
لقـد أكـدنـا فـي منـاسبـات عـديـدة عـلى العنـايـة الخـاصـة التـي نـوليهـا للنهـوض
بـالتعليـم ،انطـالقـا مـن إيمـاننـا الـراسـخ بـأدواره الحـاسمـة ،كـرافعـة لتحقيـق
49
التنميـة المستـدامـة ،فـي مختلـف الميـاديـن االجتمـاعيـة واالقتصـاديـة والثقـافيـة
والبيئيـة .فهـو الـركيـزة األسـاسيـة لتـأهيـل الـرأسمـال البشـري ،كـي يصبـح أداة
قـويـة تسـاهـم بفعـاليـة فـي خلـق الثـروة ،وفـي إنتـاج الـوعـي ،وفـي تـوليـد الفكـر
الخـالق والمبـدع ،وفـي تكـويـن المـواطـن الحـريـص عـلى ممـارسـة حقـوقـه،
والمخلـص فـي أداء واجبـاتـه .المتشبـع بـالقيـم الكـونيـة المشتـركـة ،وبـاإلنسـانيـة
المـوَّح ـدة ،المتمسـك بهـويتـه الغنيـة بتعـدد روافـدهـا ،وبمبـادئ التعـايـش مـع
اآلخـر ،والمتحصـن مـن نـزوعـات التطـرف والغلـو واالنغـالق.
وانطـالقـا مـن هـذه األهـداف السـاميـة ،فـإن الفعـاليـة التـي ننشـدهـا لمـدرستنـا،
ينبغـي أن تقـاس ،بشكـل جـوهـري ،بمـدى استجـابتهـا للحـاجيـات واالنشغـاالت
األسـاسيـة للشبـاب ،بـاعتبـارهـم القـوة المحـركـة للمجتمعـات .وذلـك مـن خـالل
تمكينهـم مـن المعـارف والكفـايـات والمهـارات والقيـم واللغـات والثقـافـة ،التـي
ُتَن ِّم ـي وُتَف ِّتـُح شخصيتهـم ،وُتعـزز استقـالليتهـم ،وُتسـاعـدهـم عـلى إبـراز
مـؤهـالتهـم وتحقيـق ذواتهـم ،وتـرفـع مـن فـرص إدمـاجهـم االجتمـاعـي والمهنـي،
الـذي طالمـا اعتبرنـاه حقـا للمـواطنـات والمواطنيـن ،وليـس امتيـازا لهـم.
كمـا يمكـن أن تقـاس فعـاليـة المـدرسـة ،مـن جهـة أخـرى ،بمـدى قـدرتهـا عـلى
ضمـان التـربيـة والـرعـايـة فـي مـرحلـة الطفـولـة المبكـرة ،وإدمـاج كـافـة األطفـال،
بمختلـف شـرائحهـم وفئـاتهـم فـي فضـائهـا ،انطـالقـا مـن مبـدأ تكـافـؤ الفـرص،
والعـدالـة االجتمـاعيـة والمجـاليـة ،وخـاصـة فـي المجـال القـروي والمنـاطـق ذات
الخصـاص ،ولفـائـدة الفتـاة بـالبـوادي والقـرى واألريـاف ،واألطفـال فـي وضعيـة
هشـة ،أو الـذيـن هـم فـي وضعيـات خـاصـة .فضـال عـن أبنـاء المهـاجـريـن
والـالجئيـن ،الـذيـن لهـم الحـق فـي تعليـم يلبـي متطلبـاتهـم األسـاسيـة،
المـرتبطـة بـالتنشئـة واالنـدمـاج ،سـواء فـي البلـدان المضيفـة ،أو فـي بلـدانهـم
األصليـة.
وال يسعنـا هنـا إال أن نشيـد مجـددا ،بـاالختيـار المـوفـق للمـواضيـع والمحـاور
المطـروحـة للتفكيـر والنقـاش فـي إطـار هـذا المـؤتمـر .وممـا ال شـك فيـه ،أن
تـدارسهـا سـوف يفضـي إلـى تقـديـم أجـوبـة ملمـوسـة ومبتكـرة لمختلـف
التحـديـات المطـروحـة فـي هـذا المجـال ،مـن خـالل مقتـرحـات وقـرارات وتـوصيـات،
نـأمـل فـي أن تفتـح أفـاقـا جـديـدة مـن العمـل المشتـرك ،يسـاعـد أنظمتنـا
التـربـويـة المختلفـة ،عـلى تـوفيـر التعليـم الجيـد والمنصـف والـدامـج لجميـع
األطفـال .تعليـم يـوفـر لهـم فـرص التعلـم مـدى الحيـاة ،ويمكنهـم مـن االرتقـاء
بـأنفسهـم وبمجتمعـاتهـم.
وممـا يجعلنـا واثقيـن فـي المستـوى الـرفيـع لمخـرجـات هـذا المـؤتمـر ،الحضـور
الـوازن لكـافـة المشـاركيـن فـي فعـاليـاتـه ،والمكـانـة العلميـة واألكـاديميـة
والتـربـويـة الـرفيعـة التـي يتحلـون بهـا ،مـن أكـاديمييـن متمـرسيـن ،وبـاحثيـن
مـرمـوقيـن فـي الشـأن التـربـوي ،وممثلـي المـؤسسـات الحكـوميـة وغيـر
الحكـوميـة ،المهتمـة بـالمجـال التـربـوي والتكـويـن والبحـث العلمـي.
50
والسـالم عليكـم ورحمـة هللا تعـالـى وبـركـاتـه”.
07/01/2020
نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في
المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار 15 .يونيو 2022
وجه صاحب الجاللة الملك محمد الس ادس ،نص ره هللا ،رس الة إلى المش اركين في
المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار ( )CONFINTEA VIIالذي جرت أشغاله
ي وم األربع اء 15يوني و 2022بم راكش تحت ش عار “تعلم الكب ار وتعليمهم من أج ل
التنمية المستدامة :أجندة تحويلية”.
وفيما يلي نص الرس الة الملكي ة الس امية ال تي تاله ا رئيس الحكوم ة الس يد عزي ز
أخنوش:
“الحمد هلل ،والصالة والسالم على موالنا رسول هللا وآله وصحبه.
يطيب لن ا ،في البداي ة أن نع رب عن اعتزازن ا بانعق اد الم ؤتمر ال دولي الس ابع لتعلم
الكبار وتعليمهم ( ،)CONFINTEA VIIبإشراف منظم ة األمم المتح دة للتربي ة والعلم
والثقافة “اليونسكو” ،على أرض المملكة المغربية ،كأول بل د ع ربي وإف ريقي يحظى
بهذا الشرف.
وإذ نرحب بالفعاليات والشخصيات المرموق ة المش اركة في ه ذا الملتقى اله ام ،من
مسؤولين حكوميين ،وممثلين عن المنظمات والمؤسسات الدولي ة النش يطة وخ براء
ومختصين في هذا المجال ؛ فإننا نعرب لكم عن تقديرنا لما تبذلونه جميع ا من جه ود
دؤوبة ،كل من موقعه ،وبحسب اختصاصاته ،من أجل تعزيز وتط وير س بل تعلم الكب ار
وتعليمهم.
وال يفوتنا ،في هذه المناسبة ،أن نش يد بعالق ات الش راكة والتع اون المتم يزة ال تي
ظلت تجمع على الدوام بين المملك ة المغربي ة ومنظم ة اليونس كو ،مؤك دين حرص نا
المتواص ل على زي ادة تكثيفه ا وتقويته ا ،لتش مل مج االت علمي ة وتربوي ة وثقافي ة
متنوعة.
إن انعقاد هذا المؤتمر ،الذي نضفي عليه رعايتنا السامية ،تأكيدا لما نوليه من أهمية
بالغة لهذا القطاع ،والختياره كشعار له هذه الس نة“ :تعلم الكب ار وتعليمهم من أج ل
التنمية المستدامة :أجندة تحويلية” ،ليعد بالتأكيد ،وقفة متج ددة للتأم ل والدراس ة،
وتداول اآلراء بشأن كافة اإلشكاالت المرتبطة بهذا الموضوع.
51
كما يشكل فرصة سانحة لتقييم ما أنجزته بلداننا في هذا المجال ،والبحث عن أنج ع
السبل لبلورة سياس ات فعال ة لتعلم الكب ار وتعليمهم ،ارتباط ا بمفه وم التعلم م دى
الحياة ،بما يسهم في بلوغ أهداف التنمية المستدامة لسنة .2030
ففي ظل التحوالت المتسارعة التي يعرفها العالم ،بات من الضروري منح الكبار فرص ا
دائم ة م دى الحي اة ،لكس ب مه ارات جدي دة تض من لهم التأهي ل األمث ل لتحس ين
ظروفهم الحياتية والصحية والعملية ،وتمكنهم من سبل العيش الكريم.
إننا نعت بر تنظيم ه ذا الم ؤتمر ال دولي ،على أرض المملك ة المغربي ة ،دعم ا للجه ود
التي ما فتئت تبذلها بالدنا ،لتوف ير تعليم جي د م دى الحي اة لجمي ع أبنائه ا ،ب دءا من
التعليم األولي ،الذي يشكل ركيزة أساسية للتعلم مدى الحياة ،ومدخال بالغ األهمية
لتحقيق الجودة في مجال التربية والتكوين.
ومن هذا المنظور ،تولي المملكة المغربية أهمي ة خاص ة لتعليم الش باب ،حيث ت وفر
لهم فرص ا متع ددة ومتج ددة للتعلم ،تض من لهم التمت ع بحقهم في الحص ول على
التأهي ل المناس ب ،الكفي ل بض مان ان دماجهم االقتص ادي ،وتحص يلهم المع رفي
وارتق ائهم االجتم اعي ،بم ا يحص نهم من آف ة الجه ل والفق ر ،ومن نزوع ات التط رف
واالنغالق.
كما عملت المملكة على تعزيز جهودها لالرتقاء بالتكوين المه ني للش باب ،واعتم اد
تكوينات بتخصص ات متنوع ة ،تس تجيب لحاجي ات المق اوالت والقط اع الع ام ،وت واكب
التطورات العلمية والمعرفية ،والتغيرات التي يعرفه ا المجتم ع والمهن ،بم ا ي تيح لهم
فرصا أفضل لالندماج المهني.
وفض ال عن ذل ك ،ولتمكين الش باب من االس تمرار في التعلم والتك وين ألط ول م دة،
خاصة منهم المنقطعين عن الدراسة ،تم خلق مبادرة “مدرسة الفرصة الثانية الجي ل
الجديد للتربية والتأهيل” .حيث تعتمد هذه المبادرة على مقاربة التكوين بالتناوب بين
المدرسة والمقاولة ،من أجل اإلعداد والمرافقة في المش روع المه ني الف ردي لك ل
شابة وشاب.
وفي نفس اإلطار ،يندرج البرنامج الوطني الذي اعتمدته بالدنا لالرتق اء بمح و األمي ة،
الموجه إلى فئة عريضة من المواطنين والمواطنات ،والذي تتجاوز أهدافه عملية تعلم
القراءة والكتابة إلى تيسير ان دماج الفئ ة المس تهدفة في س وق الش غل ،من خالل
دورات تكويني ة تمكن المس تفيدين من تط وير مه اراتهم في بعض الح رف ،وتقوي ة
قدراتهم لخلق تعاونيات ومشاريع مدرة للدخل.
كما تسهر المملكة المغربية أيضا ،على تيس ير ول وج النس اء إلى التعليم ،وتمكينهن
اقتصاديا مدى الحياة ،حتى يتسنى لهن المساهمة بفعالية في التنمية ،وكذا تط وير
ذواتهن وتحقيق طموحاتهن الشخصية والعملية.
52
أصحاب المعالي والسعادة،
إن احتض ان المملك ة المغربي ة لفعالي ات ه ذا الم ؤتمر ،يك رس انخراطه ا الفعلي في
ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة .وهو م ا تجس د على أرض الواق ع ،من خالل التح اق
مدينتي شفش اون وبنجري ر بالش بكة العالمي ة لم دن التعلم ،وحص ول المغ رب على
كرسي اليونسكو ،بفضل إنشائه مرصدا للتعلم م دى الحي اة ،ومس اهمته في إع داد
آلي ات لتتب ع وتق ييم مس توى التعلم ات ،بش راكة م ع معه د اليونس كو للتعلم م دى
الحياة.
وباإلضافة إلى ذلك ،تتم يز المملك ة بدينامي ة ملحوظ ة ،بفض ل تع اون وتض افر جه ود
جميع الفاعلين ،من قطاع عام وخاص ،وكذا الجامعات والجماع ات الترابي ة ومنظم ات
المجتمع المدني والشركاء الدوليين ،الذين يسهرون على تنزيل السياسات وال برامج
الخاصة بالمتعلم الكبير.
وفي هذا الص دد ،كن ا دائم ا وم ا ن زال ،حريص ين ك ل الح رص على توف ير تعليم جي د
لجميع المغاربة ،بكل شرائحهم وباختالف أعمارهم ؛ تعليم يضمن االنخراط في ع الم
المعرفة والتواصل ،ويؤهل للحياة المهنية ،ويساهم في االرتقاء الفردي والجماعي.
وتج در اإلش ارة هن ا ،إلى أن ه تم إعط اء ه ذا ال ورش التنم وي دفع ة قوي ة وانطالق ة
جديدة ،في إطار النموذج التنموي الجديد ،الذي تبنته بالدنا ،والذي ي رمي في ش قه
التعليمي إلى إحداث نهض ة تربوي ة ،غايته ا تعزي ز وض مان الرأس مال البش ري ال ذي
سيساهم في التنمية ،مع فتح آفاق واعدة للمستقبل.
كم ا يقتض ي تحقي ق ه ذه الغاي ة ،التوعي ة بالمكان ة المتزاي دة للعلم والمعرف ة،
باعتبارهما محددين للتنمي ة وللنم و االقتص ادي ،في عص ر يتس م بتس ارع التح والت
التكنولوجي ة ،م ع م ا يتطلب ذل ك من امتالك لكف اءات ولم ؤهالت جدي دة ومتج ددة.
ويتع زز ك ل ذل ك ،بوض ع التربي ة على المواطن ة والحس الم دني في قلب المش روع
التربوي المغربي ،ودعم آليات التربية والتكوين واالدماج والمواكبة والتمويل المخص ص
للنساء ،وتعزيز قنوات التعليم والتكوين مدى الحياة ،دعما لقدرات كل فرد في بالدنا.
إن الدورة السابعة لهذا المؤتمر تعد فرصة س انحة لتعزي ز الح وار ومناقش ة التح ديات
المرتبطة بمستقبل تعلم الكبار وتعليمهم.
وإنه لمن دواعي سرورنا أن نقترح خالل هذه ال دورة اعتم اد إط ار عم ل جدي د ،تحت
إسم “إطار عمل مراكش” ،تيمنا بالمدينة التي تحتضن أشغالكم ،لتوجيه وتطوير تعلم
الكبار وتعليمهم في العقد القادم ،كوثيقة مرجعية ،تشكل خارط ة طري ق لـ 12س نة
المقبلة ،وتضع المتعلم الكب ير في ص لب السياس ات التعلمي ة ،وتك رس مب دأ التعلم
مدى الحياة ،كرافعة أساسية لتسريع بلوغ أهداف التنمية المستدامة.
53
وإيمانا منها بضرورة تقوية وتنسيق عملي ة تتب ع إنج از التوجيه ات ال تي ستص در عن
“إط ار عم ل م راكش” ،وض مانا الس تمرارية الدينامي ة ال تي س يطلقها ه ذا الم ؤتمر
العالمي ،ارتأت المملكة المغربية أن تقترح تشكيل لجنة وزارية م ا بع د CONFINTEA
،VIIتجتمع مرة كل سنة ،وتسهر على التنزيل الفعلي لك ل التوص يات المنبثق ة عن
المؤتمر ،خاصة على المستوى اإلقليمي.
وضمن نفس الرؤية والتوجه ،ولتقوية التزام بالدنا في مجال التعلم مدى الحياة ،يقترح
المغرب أيضا ،إطالق مب ادرة ذات بع د إف ريقي ،ته دف إلى تقوي ة التنس يق والتع اون
جنوب – جنوب في مجال تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة ،تتمثل في إنش اء “المعه د
االفريقي للتعلم مدى الحياة”.
وسيشكل هذا المعه د مرك زا إقليمي ا لتقوي ة ق درات الجه ات الفاعل ة والمؤسس ات
والمنظمات اإلقليمية في مجال التعلم م دى الحي اة .كم ا سيس مح بتب ادل التج ارب
الناجحة ،ونقل المعرفة ،وتقاسم الخبرات فيما يخص تعلم الكب ار وتعليمهم .ال س يما
على مستوى مدن التعلم االفريقية ،ومن خاللها ،ربط أواصر التعاون م ع مثيالته ا في
ربوع العالم.
كما سيستهدف هذا المعهد الف اعلين المحل يين ،من ص ناع الق رار السياس ي وك ذا
الممارسين ،ورؤساء المنظمات غير الحكومية والباحثين ،لتقييم السياسات العمومية
للتعلم م دى الحي اة ،على نط اق ق اري ،وف ق مقارب ة تض ع المتعلم ات والمتعلمين
والمكونات والمكونين في صلب األولويات.
وإنن ا لواثق ون ب أن ه ذا الم ؤتمر سيش كل فرص ة س انحة للت داول في الممارس ات
المثلى ،وابتكار حلول جديدة وواقعية ،وفق رؤى متطورة ،وتقديم مقترحات وتوص يات،
من شأنها أن تساهم في تحسين مستقبل تعلم الكبار وتعليمهم ،وكذا ض مان ح ق
التعلم مدى الحياة للجميع.
وإذ نجدد الترحيب بكم ،ضيوفا كراما ببلدكم الثاني المغرب ،فإنن ا ن دعو هللا تع الى أن
يسدد خطاكم ،ويكلل بالتوفيق أعمالكم.
()15/06/2022
54