أحكام الأضحية 2024

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫ّ‬

‫والّد ّ‬ ‫الّد ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬


‫الّش ّ‬
‫نيوّية‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على مذهب الّسادة المالكّية‬

‫ّ‬
‫العلّيم جلامع اجلزائر‬ ‫رئيس املجلس‬
‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫نيوّية‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على مذهب الّسادة المالكّية‬

‫ّ‬
‫العلّيم جلامع اجلزائر‬ ‫رئيس املجلس‬

‫ّ ‪T SR Q PON[ :‬‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬‬


‫‪.[34‬‬ ‫‪Z [ZY X W V U‬‬

‫‪‬‬

‫»‬ ‫ُ‬
‫‪.‬‬

‫‪. [143‬‬ ‫ّ ‪Z & % $ #" ! [ :‬‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪2‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫وقال‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬

‫ﮣﮤﮥ ﮦﮧ ﮊ [الحج‪.]28 :‬‬

‫وال يتقرب إلى الل في شيء من هذا إال باألنعام»(‪.)1‬‬

‫األضاحي‬
‫أفضلاألضاحي‬
‫أفضل‬

‫أفضل األضاحي عند مالك رحمه الل الضأن فالمعز فالبقر فاإلبل‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬اإلبل أفضل من البقر‪.‬‬
‫وتفضيل الضأن عليها ألن النبي ‪ B‬ضحى به‪ ،‬وال يفعل إال‬
‫ول َّ ه‬
‫اّلل ‪B‬‬ ‫‪« :‬أَ َّن َر ُس َ‬ ‫األفضل‪ ،‬فقد روى البخاري عن أنس بن مالك‬
‫هكب َشين»؛ ِ‬
‫وف ْع ُل أنس‬ ‫ان ُي َض هحي ب َهكب َشي هن‪َ ،‬ق َال أَ َنس‪َ :‬وأَ َنا أُ َض هحي ب‬
‫َك َ‬
‫َْ ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫يدل على تفضيل األضحية بالكبش اتباعا للنبي ‪ ،B‬وقد قال الل تعالى‪:‬‬
‫ﮋﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﮊ [األحزاب‪.]21 :‬‬

‫وجل فدى نبيه إسماعيل عليه السالم بكبش‪ ،‬كما قال‬


‫ّ‬ ‫عز‬
‫وألن الل ّ‬
‫سبحانه وتعالى‪ :‬ﮋ ﭩﭪﭫﭬﮊ [الصافات‪ ،]107 :‬ولو كان غيره‬
‫أفضل منه لفدي به‪.‬‬
‫و ُف ِّض َل الضأن على المعز لطيب لحمه‪ ،‬كما فضل المعز على البقر‬
‫واإلبل ألنه أطيب منها‪ ،‬وألن النبي ‪ B‬كان يقسم األضاحي من الغنم‬
‫على أصحابه‪ ،‬والغنم تشمل الضأن والمعز‪ ،‬ففي الصحيحين عن عقبة ابن‬

‫(‪ )1‬انظر البيان والتحصيل (‪.)353/3‬‬


‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫النبهي ‪ B‬أَ ْع َط ُاه َغ َن ًما ُي ْق هس ُم َها َع َلى َص َح َاب هت هه‬ ‫‪« :‬أَن‬ ‫الج َه ِن ِي‬ ‫عامر‬
‫َّ َّ َّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ت»‪ ،‬والعتود من‬ ‫ح ب ههه أَ ْن َ‬‫لنب ههي ‪َ B‬ف َق َال‪َ :‬ض ه‬ ‫َض َح َايا‪َ ،‬ف َب هق َي َع ُتود‪َ ،‬ف َذ َك َر ُه هل َّ‬
‫الم ْعز ما قوي َو َر َعى وأتى َعليه حول‪.‬‬ ‫أوالد َ‬
‫والمشهور عن أبي حنيفة والشافعي وأحمد رحمهم الل أ ّن األفضل‬
‫التضحية بالبدنة ثم البقرة ثم الضأن ثم المعز‪ ،‬واستدلوا بمجموعة من‬
‫أن رسول الل ‪ B‬قال‪:‬‬ ‫األدلة‪ ،‬منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫اح َف َكأَنَّ َما َق َّر َب َب َد َن ًة‪َ ،‬و َم ْن َر َ‬
‫اح‬ ‫الج َن َابة ثُ َّم َر َ‬
‫الج ُم َعة ُغ ْس َل َ‬
‫« َم ْن ا ْغ َت َس َل َي ْو َم ُ‬
‫الث هال َث هة َف َكأَ َّن َما‬
‫اع هة َّ‬
‫الس َ‬
‫اح في َّ‬
‫الث هاني هة َف َكأَ َّنما َقرب ب َقر ًة‪ ،‬ومن ر ه‬
‫َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫اع هة‬
‫الس َ‬ ‫في َّ‬
‫ه‬
‫َ‬
‫َقر َب َكب ًشا أَ ْقر َن»‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫وألن البدنة أعظم من البقرة‪ ،‬والبقرة أعظم من الشاة‪ ،‬والل تعالى يقول‪:‬‬
‫ﮋﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﮊ [الحج‪.]32 :‬‬

‫واستدلوا أيضا بأن البدنة في الهدي أفضل من البقرة‪ ،‬والبقرة أفضل‬


‫من الشاة‪ ،‬فتقاس عليه األضحية‪.‬‬

‫أنثاه‬
‫من أنثاه‬
‫أفضل من‬
‫نوع أفضل‬
‫كل نوع‬
‫ذكر كل‬
‫ذَكَرُ‬
‫األفضل من كل نوع الذكر على أنثاه‪ ،‬ألن النبي ‪ B‬كان يضحي‬
‫بذكور الضأن‪ ،‬وألن لحم الذكر أطيب من لحم األنثى‪.‬‬
‫وفي المبسوط للقاضي إسماعيل عن مالك قال‪« :‬الذكر واألنثى‬
‫سواء»‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪4‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫قال أبو بكر بن العربي‪« :‬يعني في اإلجزاء‪ ،‬فأما في الفضل فالذكر‬
‫أفضل وأطيب»(‪.)1‬‬
‫وقال اإلمام الباجي‪« :‬ذكر كل جنس أفضل من إناثه‪ ،‬فهو مذهب‬
‫الن هبي ‪َ B‬ك َ‬
‫ان‬ ‫مالك وأصحابه‪ ،‬واألصل في ذلك الحديث المتقدم‪« :‬أَن‬
‫َّ َّ َّ‬
‫ُي َض هحي هب َكب َشي هن»‪.‬‬
‫ْ ْ‬
‫ومن جهة المعنى أن المقصود من األضحية طيب اللحم‪ ،‬وال‬
‫خالف أن لحم الكبش أفضل من لحم النعجة‪ ،‬فكان إخراجه أفضل‪ ،‬وإنما‬
‫ذلك في ذكور الجنس وإناثه‪ ،‬وأما الذكور واإلناث فإن إناث الضأن أفضل‬
‫من ذكور المعز‪ ،‬وإناث المعز أفضل من ذكور ما سوى ذلك من أجناس‬
‫األضاحي»(‪.)2‬‬

‫الفحل أفضل من اخلصي‬

‫الكبش الفحل أفضل من الخصي‪ ،‬ألنه أكمل ِخلقة‪ ،‬ففي الحديث‬


‫ول َّ ه‬
‫اّلل‬ ‫ان َر ُس ُ‬ ‫قال‪َ « :‬ك َ‬ ‫عند أصحاب السنن عن أبي سعيد الخدري‬
‫‪ُ B‬ي َض هحي ب َهكبش أَ ْقر َن َف هحيل‪َ ،‬ي ْنظُر هفي َس َواد‪َ ،‬و َي ْأ ُك ُل هفي َس َواد‪َ ،‬و َي ْم هشي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫هفي َس َواد»‪.‬‬
‫وتجوز األضحية بالكبش الخصي‪ ،‬ألن النبي ‪ B‬ضحى به‪ ،‬فقد‬
‫روى أحمد وابن ماجه بسند حسن عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي‬

‫(‪ )1‬القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (‪.)641/2‬‬


‫(‪ )2‬المنتقى (‪.)88/3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫ان هإ َذا أَ َر َاد أَ ْن ُي َض هحي ْاش َترى َكب َشي هن‬ ‫َ‬ ‫اّلل ‪َ B‬ك‬ ‫ول َّ ه‬ ‫«أَ َّن َر ُس َ‬ ‫هريرة‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وء ْي هن‪َ ،‬ف َذ َب َح أَ َح َد ُه َما َع ْن أُ َّم هت هه‬ ‫ه‬
‫يم ْي هن‪َ ،‬سم َين ْي هن‪ ،‬أَ ْق َر َن ْي هن‪ ،‬أَ ْم َل َح ْي هن‪َ ،‬م ْو ُج َ‬
‫ه‬
‫َعظ َ‬
‫آل‬‫يد‪ ،‬و َشهه َد َله بها ْلب ََل هغ‪ ،‬و َذبح ْاْل َخر َعن محمد و َعن ه‬ ‫ّلل ب ه ه‬ ‫هه‬ ‫ه‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫هالت ْوح َ‬ ‫ل َم ْن َشهه َد َّ َّ‬
‫وء ْي هن» خصيين‪.‬‬ ‫ُم َح َّمد ‪ ،»B‬ومعنى « َم ْو ُج َ‬
‫وهذا الحديث محمول على أن الخصي إذا كان أسمن وأعظم فهو‬
‫أفضل من الفحل الضعيف الهزيل‪.‬‬

‫باملعز‬
‫التضحيةباملعز‬
‫التضحية‬

‫املعز من جنس الغنم‪.‬‬


‫الغ َن ِم»(‪.)1‬‬‫الش ْعرِ ِم َن َ‬
‫ات َّ‬ ‫قال الخليل‪« :‬المعز‪ :‬اسم جامع ِل َذو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬
‫الض ْأ ِن‬ ‫«الغ َن ُم ْاس ُم ِج ْنس ُي ْط َل ُق َع َلى َّ‬ ‫وقال الفيومي في المصباح‪َ :‬‬
‫الم ْعزِ ‪َ ،‬و َق ْد ُت ْج َم ُع َع َلى أَ ْغ َنام‪َ ،‬ع َلى َم ْع َنى ُق ْط َعا َنات ِم ْن َ‬
‫الغ َن ِم»(‪.)2‬‬ ‫َو َ‬
‫الض ْأ ُن‬‫الر ُج ِل َي ُكو ُن َل ُه َّ‬ ‫«في‬‫وقال مالك في كتاب الزكاة من الموطأ‪ِ :‬‬
‫َّ‬
‫الص َد َق ُة‬ ‫ان ِفيها ما َت ِج ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ب فيه َّ‬ ‫ُ‬ ‫الص َد َقة‪َ ،‬فإ ِْن َك َ َ َ‬ ‫الم ْع ُز أ َّن َها ُت ْج َم ُع َع َل ْيه في َّ‬
‫َو َ‬
‫ُص ِّد َق ْت‪َ ،‬و َق َال‪ِ :‬إ َّن َما ِهي َغ َنم ُك ُّل َها»‪.‬‬
‫َ‬
‫الغنم يف األضاحي أفضل من اإلبل والبقر‪.‬‬
‫ال خالف في المذهب أن الغنم (الضأن والمعز) أفضل في األضحية‬
‫من البقر واإلبل‪.‬‬

‫(‪ )1‬معجم العين (‪.)366/1‬‬


‫(‪ )2‬المصباح المنير (‪.)454/2‬‬
‫‪5‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪6‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫الض َح َايا أَ ْف َض ُل ِم ْن‬
‫الض ْأ ِن ِفي َّ‬
‫ول َّ‬ ‫«و ُف ُح ُ‬ ‫قال ابن أبي زيد في الرسالة‪َ :‬‬
‫الم ْعزِ َو ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ُخ ْص َيان َها‪َ ،‬و ُخ ْص َيا ُن َها أ ْف َض ُل م ْن إ َناث َها‪َ ،‬و ِإ َناثُ َها أ ْف َض ُل م ْن ُذ ُكورِ َ‬
‫الب َقرِ‬‫اإلبِل و‬‫إن ِاثها‪ ،‬وفحول المع أَفضل ِمن إن ِاثها‪ ،‬و ِإناث المع أَفضل ِمن ِ‬
‫َ َ َ ُ ُ ُ ْ َ ْ زِ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ زِ ْ َ ُ ْ ْ ِ َ َ‬
‫ِفي َّ‬
‫الض َح َايا»(‪.)1‬‬
‫ال جيزئ يف املعز إال الثين‪.‬‬
‫وهو أوفي سنة ودخل في الثانية دخوال بينا‪ ،‬بأن أتم شهرا كامال‬
‫فأكثر بعد عامه األول‪.‬‬
‫النبهي ‪ B‬أَ ْع َط ُاه َغ َن ًما‬ ‫« َأن‬ ‫روى الشيخان عن عقبة بن عامر‬
‫َّ َّ َّ‬
‫َي ْق هس ُم َها َع َلى َص َح َاب هت هه‪َ ،‬فب هقي َع ُتود‪َ ،‬ف َذ َكر ُه هل َّلنب ههي ‪َ B‬ف َق َال‪َ :‬ض هح ب ههه أَ ْن َت»‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الم ْعزه ‪ ،‬وهو ما صرحت به الرواية الثانية‬ ‫الج َذ ُع من َ‬ ‫ود‪ :‬هو َ‬ ‫والع ُت ُ‬
‫َ‬
‫ار ْت هلي َج َذ َعة؟‬ ‫ول َّ ه‬
‫اّلل‪َ ،‬ص َ‬ ‫ار ْت هل ُع ْق َب َة َج َذ َعة‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ت‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫للبخاري‪َ « :‬ف َص َ‬
‫ح ب َهها»‪.‬‬ ‫َق َال‪َ :‬ض ه‬
‫َق َال‪َ :‬ض َّحى َخ ِالي أَ ُبو ُبر َد َة‬ ‫وروى مسلم عن البر ِاء بن عازب‬
‫ْ‬ ‫ََ‬
‫ول ه‬
‫اّلل‪،‬‬ ‫الل ‪ « :B‬هت ْل َك َشا ُة َل ْحم‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ول ِ‬ ‫الص َال ِة‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫َق ْب َل َّ‬
‫ح ب َهها‪َ ،‬و َل َت ْص ُل ُح هل َغيره َك»‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫ْ‬ ‫هإ َّن ع ْندي َج َذ َع ًة م َن َ‬
‫الم ْعزه ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ض ه‬
‫عزوف الناس عن املعز عادة سيئة‪.‬‬
‫ال يحبذ كثير من الناس األضحية بالغنم‪ ،‬وهذا التصرف مبناه على‬
‫عادة اجتماعية سيئة توارثها الناس‪ ،‬ألن األضحية بالكبش كانت من‬
‫وع ْلي ِة القوم ووجهائهم‪ ،‬وخاصة في فترة االحتالل‬
‫نصيب األغنياء ِ‬
‫َ‬
‫(‪ )1‬متن الرسالة (ص‪.)79 :‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫بالم ْعزِ فكانت من نصيب الفقراء المعدومين الذين‬
‫الفرنسي‪ ،‬أما األضحية َ‬
‫ال جاه لهم‪ ،‬وعلى المسلم أن يطهر نفسه من مثل هذه العادات السيئة‬
‫وأن ينكرها اتباعا للسنة الشريفة‪ ،‬فقد كان ‪ B‬في عيد األضحى يقسم‬
‫‪ ،‬كما مرت الرواية في ذلك‬ ‫الم ْعزِ على أصحابه‬ ‫الغنم من َّ ْ ِ‬
‫الضأن َو َ‬
‫‪.‬‬ ‫عن عقبة بن عامر‬

‫احلسنةالكاملة‬
‫الكاملة‬ ‫الشاةاحلسنة‬
‫اختيارالشاة‬
‫اختيار‬

‫يستحب أن يضحي بأجود النعم‪ ،‬وأكمله‪ ،‬وأعظمه َخ ْلقا‪ ،‬وأحسنه‬


‫وجل‪ ،‬وال يتقرب إليه إال بأطيب المال‬
‫ّ‬ ‫عز‬
‫صورة‪ ،‬ألنها قربان إلى الل ّ‬
‫وأحسنه وأحبه إلى النفس‪.‬‬
‫وقد قال الل تبارك وتعالى في وصف الكبش الذي ُف ِدي به إسماعيل‬
‫عليه السالم‪ :‬ﮋﭩﭪﭫﭬ ﮊ [الصافات‪.]107 :‬‬

‫ولقوله تعالى في تعظيم الشعائر‪ :‬ﮋ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬

‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﮊ [الحج‪.]32 :‬‬

‫فشعائر الل أوامره وأحكام دينه‪ ،‬فمن يعظم أمور الدين ومنها أفعال‬
‫وجل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عز‬
‫المناسك واألضاحي والهدايا‪ ،‬فإن ذلك من أفعال المتقين لل ّ‬
‫أنه‬ ‫وقد روى الطبراني وابن أبي حاتم عن عبد الل بن عباس‬
‫ذكر في تفسير قوله تعالى‪ :‬ﮋﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ام»‪.‬‬ ‫ﭰ ﭱﮊ‪ ،‬قال‪« :‬اال ْست ْس َما ُن‪َ ،‬واال ْست ْح َسا ُن‪َ ،‬و ْ‬
‫االست ْع َظ ُ‬
‫‪7‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪8‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫والحكمة من اختيار الجيد العظيم‪ ،‬كون األضحية ُقربان إلى الل‬
‫ْ‬
‫وجل بأحطها قدرا وأضعفها‬
‫ّ‬ ‫عز‬
‫تعالى‪ ،‬وقد سميت هدايا‪ ،‬فال ُي َت َق َّرب إليه ّ‬
‫خلقا وأقبحها منظرا‪.‬‬

‫«يا َب ِني‪،‬‬ ‫أنه كان يقول لبنيه‪:‬‬ ‫ففي الموطأ عن عروة بن الزبير‬
‫َ َّ‬
‫الل أَ ْكر ُم‬ ‫الَ يه ِدين أَح ُد ُكم ِمن الب ُد ِن َشي ًئا يستح ِيى أَ ْن يه ِديه ِل َكرِ ِ‬
‫يم ِه‪ ،‬ف ِإن‬
‫َ َّ َّ َ َ‬ ‫ُْ َُ‬ ‫ْ َْ َ ْ‬ ‫ُ ْ َ َّ َ ْ َ ُ‬
‫اخ ِتير َل ُه»‪.‬‬ ‫اء‪ ،‬وأَحق من‬ ‫الكرم ِ‬
‫ُ َ َ َ َ ُّ َ ْ ْ َ‬
‫بالسمينة‬
‫األضحيةبالسمينة‬
‫األضحية‬

‫المراد بالسمينة الكاملة الجسيمة العظيمة‪ ،‬وليس بمعنى كثيرة‬


‫الشحم كما هو المتعارف عليه في اللهجة الدارجة‪.‬‬

‫يستحب أن تكون األضحية كاملة سمينة‪ ،‬والتضحية بالسمين الواحد‬


‫أفضل من متعدد هزيل‪ ،‬ففي مسند أحمد وسنن ابن ماجه بسند حسن عن‬
‫ان هإ َذا أَ َر َاد‬
‫اّلل ‪َ B‬ك َ‬ ‫ول ه‬ ‫‪« :‬أَ َّن َر ُس َ‬ ‫أم المؤمنين عائشة وأبي هريرة‬
‫ين‪،‬‬ ‫وء ه‬ ‫ين‪َ ،‬م ْو ُج َ‬‫ين‪ ،‬أَ ْم َل َح ه‬ ‫ين‪َ ،‬س هم َين ه‬
‫ين‪ ،‬أَ ْق َر َن ه‬ ‫أَ ْن ُي َض هحي ْاش َت َرى َك ْب َش ْي هن‪َ ،‬ع هظي َم ه‬
‫هالت ْو هح هيد‪َ ،‬و َشهه َد َل ُه بهالبَلَ هغ‪َ ،‬و َذ َب َح‬ ‫هه‬ ‫هه ه‬
‫َ‬ ‫َف َذ َب َح أَ َح َد ُه َما َع ْن أُ َّمته ل َم ْن َشهه َد َّّلل ب َّ‬
‫اْلخر َعن محمد و َعن ه‬
‫آل ُم َح َّمد»‪.‬‬ ‫َ َ ْ ُ َ َّ َ ْ‬
‫واألملح‪ :‬هو األبيض الخالص‪.‬‬

‫وجوء‪ :‬منـزوع‬
‫والم ُ‬
‫َ‬ ‫وقيل‪ :‬األبيض المشوب بشيء من السواد‪،‬‬
‫األنثيين‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫ويستحب تسمين األضاحي على القول المشهور‪ ،‬لما رواه البخاري‬
‫قال‪ُ « :‬ك َّنا‬ ‫تعليقا وصله أبو نعيم عن أبي أمامة بن سهل الباهلي‬
‫ون ُي َس ِّم ُن َ‬
‫ون»‪.‬‬ ‫الم ْس ِل ُم َ‬
‫ان ُ‬‫ِالم ِد َين ِة‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُن َس ّم ُن األ ْضح َّي َة ب َ‬
‫وهذا الحديث وإن كان موقوفا سندا فحكمه الرفع‪ ،‬ألنه ال شك أن‬
‫فعلهم هذا مع شهرته وانتشاره بينهم مما ال يخفى على النبي ‪،B‬‬
‫عنهم دليل على إقراره لهم‪ ،‬ورضاه بما يصنعون‪.‬‬ ‫وسكوته ‪B‬‬
‫الكبش األقرن‬

‫يستحب أن يكون الكبش أقرن‪ ،‬لما جاء في الصحيحين عن أنس‬


‫ان ُي َض هحي ب‬
‫هكب َشي هن أَ ْم َل َحي هن أَ ْقر َني هن‪َ ،‬و َي َض ُع ره ْج َل ُه‬ ‫النب َّهي ‪َ B‬ك َ‬ ‫«أَ َّن َّ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫َع َلى َص ْف َح هتهه َما َو َي ْذ َب ُح ُه َما بهي هد هه»‪.‬‬
‫َ‬
‫ين»‪ ،‬أي لكل واحد منهما قرنان حسنان‪ ،‬واألقرن هو‬ ‫وقوله‪« :‬أَ ْق َر َن ه‬
‫طويل القرن‪ ،‬ووصفه باألقرن ألنه أكمل وأحسن صورة‪.‬‬

‫اّلل ‪ B‬أَ َمر ب َهكبش أَ ْقر َن‪،‬‬ ‫ول َّ ه‬‫«أَ َّن َر ُس َ‬ ‫وروى مسلم عن عائشة‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫َي َطأُ هفي َس َواد‪َ ،‬و َيبر ُك هفي َس َواد‪َ ،‬و َي ْنظُر هفي َس َواد‪َ ،‬فأُ هتي ب ههه هلي َض هحي ب ههه‪َ ،‬ف َق َال‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫يها ب َهح َجر‪َ ،‬ف َف َع َل ْت‪ :‬ثُم أَ َخ َذ َها‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َّ‬ ‫َل َها‪َ :‬يا َعائ َش ُة‪َ ،‬ه ُلمي ا ْل ُم ْد َي َة‪ ،‬ثُ َّم َق َال‪ْ :‬اش َحذ َ‬
‫وأَ َخ َذ ا ْل َكب َش َفأَ ْضجعه‪ ،‬ثُم َذبحه‪ ،‬ثُم َق َال‪ :‬بهاس هم َّ ه‬
‫اّلل‪ ،‬ال َّل ُهم َت َقب ْل هم ْن‬
‫َّ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َّ َ َ ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫آل ُم َح َّمد‪َ ،‬و هم ْن أُ َّم هة ُم َح َّمد‪ ،‬ثُم َض َّحى ب ههه»‬ ‫محمد‪ ،‬و ه‬
‫ُ َ َّ َ‬
‫َّ‬
‫وفي الحديث دليل على تفضيل الكبش األقرن على غيره‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪10‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫وال خالف بين العلماء على جواز األجم‪ ،‬وهو غير األقرن‪.‬‬
‫واألجم السمين خير من األقرن الهزيل‪.‬‬

‫الكبش األبيض‬

‫يستحب أن يكون كبش األضحية أبيض‪ ،‬لحديث مسلم عن عائشة‬


‫رك هفي َس َواد‪،‬‬
‫النب َّهي ‪ B‬أَ َم َر ب َهك ْبش أَ ْق َر َن َي َطأُ هفي َس َواد‪َ ،‬و َي ْب ُ‬ ‫«أَ َّن َّ‬
‫َو َي ْنظُر هفي َس َواد‪َ ،‬فأُ هتي ب ههه هلي َض هحي ب ههه ‪.»...‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫رك هفي َس َواد‪َ ،‬و َي ْنظُر هفي َس َواد»‪ ،‬أي‪ :‬حول‬ ‫وقوله‪َ « :‬ي َطأُ هفي َس َواد‪َ ،‬و َي ْب ُ‬
‫ُ‬
‫عينيه سواد‪ ،‬وفي فمه سواد‪ ،‬وقوائمه سود‪ ،‬وفي بطنه سواد‪.‬‬
‫الس ْم ِن وضخامة الج ّثة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو إشارة إلى كثرة ظله‪ ،‬مبالغة في بيان َّ‬
‫قـال‪:‬‬ ‫وفي السنن بسند صحيح عن أَ ِبي سعيـد ُ‬
‫الخـ ْدرِ ي‬
‫هكبش أَ ْقر َن َف هحيل‪َ ،‬ي ْأ ُك ُل هفي َس َواد‪َ ،‬و َي ْم هشي هفي‬
‫َ‬ ‫اّلل ‪ B‬ب‬ ‫ول ه‬ ‫« َض َّحى َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َس َواد‪َ ،‬و َي ْنظُر هفي َس َواد»‪.‬‬
‫ُ‬
‫فإن لم يجد المضحي كبشا بهذه الصفة اختار األبيض الخالص‪ ،‬أو‬
‫األبيض المشوب بشيء من الحمرة‪ ،‬لما جاء في صفة الكبش الذي ُف ِدي‬
‫به النبي إسماعيل عليه السالم أنه كان أبيض‪.‬‬

‫هكب َشي هن‬ ‫النبهي ‪َ B‬ض َّحى ب‬ ‫«أَن‬ ‫ولما رواه الشيخان عن أنس‬
‫َْ ْ‬ ‫َّ َّ َّ‬
‫اضعا َق َدمي هه ع َلى هص َف ه‬
‫احهه َما‪ُ ،‬ي َس همي َو ُي َكبهر‪،‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫أ ْم َل َح ْي هن‪ ،‬أ ْق َر َن ْي هن‪َ ،‬ف َرأ ْي ُت ُه َو ً‬
‫َف َذ َب َح ُه َما بهي هد هه»‪.‬‬
‫َ‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫بالملح في بياضه‬ ‫واألملح‪ :‬هو األبيض الخالص‪ ،‬وقد شبهه ‪B‬‬
‫وصفائه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو األبيض المشوب بشيء من السواد أو الحمرة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو األسود الذي يعلوه حمرة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو األشهب‪.‬‬
‫ومهما قيل في تفسير األملح‪ ،‬فإن مجموع األقوال متفقة على‬
‫وحسن منظره‪.‬‬
‫تفضيل الكبش الذي غلب عليه اللون األبيض‪ ،‬لجماله ُ‬
‫واألبيض ولو لم يكن بياضه خالصا أفضل من األسود‪ ،‬ففي مسند‬
‫أن النبي ‪B‬‬ ‫أحمد ومستدرك الحاكم بسند حسن عن أبي هريرة‬
‫قال‪َ « :‬د ُم َع ْفر َاء أَ َح ُّب هإ َلي هم ْن َد هم َس ْو َد َاو ْي هن»؛ والعفراء هي البيضاء ليست‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫بالشديدة البياض‪ ،‬أو ما تعلو بياضها حمرة‪.‬‬
‫فإن لم يجد إال األسود ضحى به‪ ،‬واألسود العظيم خير من األبيض‬
‫الهزيل‪.‬‬

‫السن اجملزئ يف األضحية‬

‫الج َذ ُع من الضأن والثَّ ِني مما سواه‪ ،‬لما رواه مسلم عن‬ ‫ال يجزئ إال َ‬
‫ُّ‬
‫أن النبي ‪ B‬قال‪« :‬لَ َت ْذ َب ُحوا هإل َّ ُم هس َّن ًة‪ ،‬هإل َّ أَ ْن َي ْع ُسر َع َلي ُكم‬ ‫جابر‬
‫َ ْ ْ‬
‫َف َت ْذ َب ُحوا َج َذ َع ًة هم َن َ‬
‫الض ْأ هن»‪.‬‬
‫المشددة‪ ،‬ومعناها الكبِيرة‬ ‫والنون‬ ‫ِ‬
‫السين ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫والمس َّن ُة ب َِض ّم الميم وكسر ّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الثني ُة فما فوقها من كل شيء من اإلبل والبقر والغنم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالس ِّن‪ ،‬وهي‬
‫َّ َّ‬ ‫ّ‬
‫‪11‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪12‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫الث ِن ِي‪ ،‬والجمع ِج َذاع‪ ،‬وهو وقت من‬ ‫والج َذ ُع الصغير السن ما قبل‬
‫َّ ّ‬ ‫َ‬
‫الزمن ال تنبت فيه سن وال تسقط‪ ،‬فإذا ألقى ثنيته فهو ثَّ ِني‪.‬‬
‫السن املعترب يف اجلذع من الضأن‪.‬‬
‫الج َذ ُع من الضأن فالمشهور عن مالك أنه ابن سنة قمرية ودخل في‬
‫َ‬
‫الثانية‪.‬‬
‫ِي من املعز‪.‬‬
‫السن املعترب يف الثَّن ِّ‬
‫الث ِني من المعز ما أوفى سنة كاملة ودخل في الثانية دخوال‬ ‫المشهور أن‬
‫َّ َّ‬
‫َبي ًِنا كشهر أو شهرين‪ ،‬وعليه فال يجزئ ما كان أقل من ذلك ألنه َج َذع‪.‬‬
‫ّ‬
‫ال‬‫قال‪َ « :‬ض َّحى َخال ِلي ُي َق ُ‬ ‫روى الشيخان عن البراء بن عازب‬
‫الل ‪َ :B‬ش ُات َك َشا ُة َل ْحم‪َ ،‬ف َق َال‪:‬‬ ‫ول ِ‬‫الصالَ ِة‪َ ،‬ف َق َال َل ُه َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫َل ُه أ ُبو ُب ْر َد َة َق ْب َل َّ‬
‫الم ِعزِ ‪َ ،‬ق َال‪ :‬ا ْذ َب ْح َها‪َ ،‬و َل ْن َت ْص ُل ُح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يا رس َ ِ‬
‫ول الل‪ِ ،‬إ َّن ع ْندي َداج ًنا َج َذ َع ًة م َن َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫هل َغيره َك»‪.‬‬
‫ْ‬
‫ِي من البقر‪.‬‬ ‫السن املعترب يف الثَّن ِّ‬
‫الث ِني من البقر ما أوفى ثالثا ودخل في السنة الرابعة‪،‬‬ ‫المشهور أن‬
‫ّ َّ َّ‬
‫وهو قول ابن حبيب‪.‬‬
‫وقال ابن نافع وابن شعبان ما أَ َتم سنتين‪ ،‬وعزاه الباجي للقاضي عبد‬
‫َّ‬
‫الوهاب‪ ،‬وقال اللخمي‪ :‬وهذا هو الصحيح‪ ،‬وهو المشهور عند الحنفية‬
‫والشافعية والحنابلة‪ ،‬وفي هذا القول فسحة وتوسعة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر المنتقى للباجي (‪ ،)86/3‬والتبصرة للخمي (‪.)1010/3‬‬


‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫‪.‬‬

‫ˇ‬

‫)‪.(1‬‬

‫ُ ْ ِ َ َ ِ ُ َ َ َْ َِ‬ ‫َ‬
‫ََََ ْ‬ ‫ُ ِ َْ َِ‬ ‫»ِ‬
‫َ‬
‫ُ ْ َ ً «‪.‬‬ ‫ِ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ َْ َ َ ََ‬

‫) ‪.( 2‬‬

‫) ‪.(547 1/‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫) ‪.(579 1/‬‬ ‫)‪(2‬‬


‫‪13‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪14‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫أركاناألضحية‬
‫األضحية‬ ‫أركان‬

‫أركان األضحية ثالثة‪:‬‬

‫الركن األول‪ :‬الذَّبِيحَةُ‪.‬‬

‫الن َعم فقط‪ ،‬اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﭪﮖﮗ‬ ‫وهو‬
‫َّ ُ‬
‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‬
‫ﮤﮥﭩ [الحج‪.]28 :‬‬

‫ويجزئ الذكر واألنثى‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﭪﭑﭒﭓﭔﭕﭖ‬

‫ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽﭩ‬
‫[األنعام‪ 143 :‬ــ ‪.]144‬‬

‫ويجزئ الجذع من الضأن والثني مما سواء‪ ، ،‬لما رواه مسلم عن‬
‫أن النبي ‪ B‬قال‪« :‬لَ َت ْذ َب ُحوا هإل َّ ُم هس َّن ًة‪ ،‬هإل َّ أَ ْن َي ْع ُسر َع َلي ُكم‬ ‫جابر‬
‫َ ْ ْ‬
‫َف َت ْذ َب ُحوا َج َذ َع ًة هم َن َ‬
‫الض ْأ هن»‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬الذَّابِحُ‪.‬‬

‫وهو المسلم القادر عليها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬
‫اج ب ِِم ًنى‪َ ،‬ض ِحية َال‬ ‫ِ‬
‫«س َّن ل ُح ّر َغ ْيرِ َح ّ‬
‫قال خليل في مختصره‪ُ :‬‬
‫َّ‬
‫يما»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُت ْجح ُف‪َ ،‬وإ ِْن َيت ً‬
‫وقوله‪ِ :‬‬
‫«ل ُحر»‪ ،‬أي أن المطالب باألضحية هو كل مسلم ُحر‪ ،‬ذكرا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كان أو أنثى‪ ،‬مقيما أو مسافرا‪.‬‬
‫اج ب ِِم ًنى»‪ ،‬أي‪ :‬ال تسن لحاج‪ ،‬سواء كان بمنى أو‬
‫وقوله‪َ « :‬غ ْيرِ َح ّ‬
‫غيرها‪.‬‬
‫«ال ُت ْج ِح ُف»‪ ،‬أي ال تسن لمن يحتاج لثمنها ألمر ضروري‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫في عامه‪ ،‬ومن باب أولى أن ال تسن للعاجز عنها‪ ،‬لما رواه أحمد وابن‬
‫أن النبي ‪ B‬قال‪َ « :‬م ْن َك َ‬
‫ان َل ُه‬ ‫ماجه بسند حسن حديث أبي هريرة‬
‫ح‪َ ،‬فَلَ َي ْقر َب َّن ُم َصَل َّ َنا»‪.‬‬‫سعة َو َل ْم ُي َض ه‬
‫َ‬
‫َ‬
‫يما»‪ ،‬إشارة إلى أن التضحية سنة في حق الكبير‬ ‫ِ‬
‫«وإ ِْن َيت ً‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫والصغير ولو كان يتيما‪.‬‬
‫ويستحب أن يلي المضحي ذبح أضحيته بيده‪ ،‬ويجوز له أن يوكل‬
‫غيره على الذبح‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬ال َوقْتُ‪.‬‬
‫وهو يوم النحر‪ ،‬يومان بعده‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﭪﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝﮞﭩ [الحج‪.]28 :‬‬
‫وأول وقت الذبح من بعد فراغ اإلمام من الصالة والذبح أو النحر‪،‬‬
‫وآخره غروب شمس اليوم الثالث‪.‬‬

‫(‪ )1‬مختصر خليل (ص‪.)80 :‬‬


‫‪15‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪16‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫األضحية‬
‫شروط األضحية‬
‫شروط‬
‫يشترط في األضحية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن تكون من بهيمة األنعام‪.‬‬

‫وجل‪ :‬ﮋﭾﭿ‬
‫عز ّ‬
‫وهي الغنم واإلبل والبقر دون غيرها‪ ،‬لقوله ّ‬
‫ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮊ[الحج‪.]34 :‬‬

‫وألن النبي ‪ B‬ضحى بالغنم وبين ما يجزي منها وما ال يجزي‪،‬‬


‫على التضحية بإال اإلبل والبقر‪ ،‬فدل ذلك على أن‬ ‫وأقر الصحابة‬
‫غيرها ال يجزئ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن تبلغ السن اجملزئ‪.‬‬
‫وهو الجذع من الضأن والثني مما سواه‪ ،‬لما رواه مسلم عن جابر‬
‫أن النبي ‪ B‬قال‪« :‬لَ َت ْذ َب ُحوا هإل َّ ُم هس َّن ًة‪ ،‬هإل َّ أَ ْن َي ْع ُسر َع َلي ُكم‬
‫َ ْ ْ‬
‫َف َت ْذ َب ُحوا َج َذ َع ًة هم َن َ‬
‫الض ْأ هن»‪.‬‬
‫فالجذع من الضأن هو ابن سنة قمرية‪ ،‬والثني من المعز هو ابن سنة‬
‫كاملة ودخل في الثانية دخوال بينا‪ ،‬ومن البقر ما دخل في السنة الرابعة‬
‫وقيل‪ :‬ما دخل في الثالثة‪ ،‬ومن اإلبل ما دخل في السنة السادسة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن تكون سليمة من العيوب‪.‬‬
‫أي‪ :‬من الظاهرة البينة المانعة من اإلجزاء‪ ،‬كالعمياء والعوراء‪،‬‬
‫مخ في‬
‫والصماء‪ ،‬والبكماء‪ ،‬والعرجاء البين ضلعها‪ ،‬والعجفاء التي ال ّ‬ ‫ّ‬
‫عظامها‪ ،‬والبتراء التي ال َذ َنب لها‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫أما العيوب التي ال تمنع اإلجزاء كالمريضة مرضا خفيفا‪ ،‬ومكسورة‬
‫القرن إذا كان ال يدمي‪ ،‬والخرقاء‪ ،‬والشرقاء‪ ،‬فيستحب السالمة منها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أن ال يشرتك يف مثنها‪.‬‬
‫فال يجوز أن يشترك جماعة في ثمنها‪ ،‬يشترونها ويذبحونها عن‬
‫أنفسهم‪ ،‬أو يكونوا شركاء في المال في ْخرِ جوا أضحية واحدة عن الجميع‪.‬‬
‫ُ‬
‫يك المضحي أهل بيته في األجر والثواب فيجوز ولو كانوا‬ ‫أما َّت ْشرِ ُ‬
‫أكثر من سبعة‪ ،‬للحديث الصحيح عند مالك والترمذي وابن ماجه عن‬
‫هالش هاة الو ه‬
‫اح َد هة‪َ ،‬ي ْذ َب ُح َها‬ ‫قال‪ُ « :‬ك َّنا ُن َض هحي ب َّ‬ ‫أبي أيوب األنصاري‬
‫َ‬
‫هه‬
‫اها ًة»‪.‬‬‫ار ْت ُم َب َ‬
‫اس َب ْع ُد َف َص َ‬
‫الن ُ‬
‫اهى َّ‬ ‫الر ُج ُل َع ْن ُه َو َع ْن أَ ْه هل َب ْيته‪ ،‬ثُ َّم َت َب َ‬
‫َّ‬
‫خامسا‪ :‬أن تُذبح يف نهار أيام النحر‪.‬‬

‫أي‪ :‬يوم العيد واليومان بعـده‪ ،‬لقولـه تعالى‪ :‬ﮋﮖﮗﮘﮙ‬


‫ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮊ[الحج‪.]28 :‬‬
‫واأليام المعلومات هي يوم العيد واليومان بعده‪ ،‬فقد روى مالك‬
‫ان َب ْع َد َي ْو ِم األَ ْض َحى»؛‬
‫قال‪« :‬األَ ْضحى يوم ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫عن عبد الل بن عمر‬
‫مثل ذلك‪.‬‬ ‫وعن علي بن أبي طالب‬
‫العيوب‬
‫من العيوب‬
‫السالمة من‬
‫السالمة‬

‫على المضحي أن يختار األضحية الحسنة الكاملة السليمة من جميع‬


‫العيوب‪ ،‬سواء كانت هذه العيوب ظاهرة بينة تمنع من اإلجزاء‪ ،‬أو كانت‬
‫خفيفة ال تمنع اإلجزاء‪ ،‬كالمرض والعرج الخفيفين وكسر القرن‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪18‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫ألن األضحية قربان إلى الل‪ ،‬وشأن القربان أن يكون كامال ال نقص‬
‫فيه‪ ،‬وحسنا ال عيب فيه‪.‬‬
‫وقد جعل الل تعالى من تمام البر وكماله التقرب إليه بأحب األشياء إلى‬
‫النفس‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﮊ [آل عمران‪.]92 :‬‬
‫وشنع على الذين ينسبون لل تعالى أو يتقربون إليه بما يكرهون‪ ،‬فقال‬
‫ّ‬
‫وجل‪ :‬ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ [النحل‪.]62 :‬‬
‫ّ‬ ‫عز‬
‫ّ‬
‫قال لبنيه‪َ « :‬يا َب ِني‪ ،‬الَ ُي ْه ِد َي َّن‬ ‫وفي الموطأ أ ّن عروة بن الزبير‬
‫َّ‬
‫الكرم ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أَحدكم ِمن‬
‫اء‪،‬‬ ‫الل أَ ْك َر ُم ُ َ َ‬
‫الب ُدن َش ْي ًئا َي ْس َت ْحيِي أ ْن ُي ْهد َي ُه ل َكرِ يمه‪َ ،‬ف ِإ َّن َّ َ‬
‫َ ُ ُْ َ ُ‬
‫اخ ِتير َل ُه»‪.‬‬ ‫وأَحق من‬
‫َ َ ُّ َ ْ ْ َ‬
‫العيوب املانعة من إجزاء األضحية‬

‫ال تصح األضحية حتى َت ْس َلم من جميع العيوب الفاحشة التي تنقص‬
‫َ‬
‫الخلقة‪ِ ،‬ل َما رواه مالك وأصحاب السنن عن البراء بن‬ ‫من اللحم أو من ِ‬
‫ار بِي ِد ِه‬‫الل ‪ُ B‬س ِئ َل‪َ :‬ما َذا ُي َّت َقى ِمن الضحايا؟ فأَش‬ ‫ول َّ ِ‬‫«أَ َّن َر ُس َ‬ ‫عازب‬
‫َ َّ َ َ َ َ َ َ‬
‫ول ِ‬
‫الل‬ ‫ول‪ :‬ي ِدي أَ ْقصر ِمن ي ِد رس ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َق َال‪« :‬أَربعا»‪ ،‬وكان‬
‫َ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫الب َّر ُاء ُيش ُير ب َِيده َو َي ُق ُ َ‬
‫ًَْ َ َ َ َ‬
‫يض ُة البي ُهن‬ ‫المره َ‬
‫البي ُهن َع َو ُر َها‪َ ،‬و َ‬ ‫‪B‬؛ «العرجاء البيهن ظلعها‪ ،‬والعوراء‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ُ َْ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫التي لَ ُت ْن هقي»‪.‬‬ ‫مر ُضها‪ ،‬والعج َفاء ه‬
‫ََ َ َ َ ْ ُ‬
‫التي لَ ُت ْن هقي»‪ ،‬بدل‪:‬‬ ‫والك هسير ه‬ ‫وفي رواية أخـرى أنه ‪ B‬قـال‪« :‬‬
‫َ ُ‬
‫الع ْج َفاء»‪ ،‬والمعنى واحد‪ ،‬فالعجفاء والكسير هي الهزيلة التي ال تنقي‪،‬‬ ‫« َ‬
‫أي ال َن ْقي لها وهو المخ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫والحديث نص على بعض أربعة عيوب للتمثيل‪ ،‬فيلحق بها ما‬
‫شابهها أو كان أعظم منها‪ ،‬ألن النبي ‪ B‬نص على العوراء ولم يذكر‬
‫العمياء‪ ،‬والعمى أفحش من العور‪ ،‬ونص على العرجاء ولم يذكر مقطوعة‬
‫الرجل وال القاعدة التي ال تمشي‪ ،‬وهما أشد فحشا من العرجاء‪ ،‬وعليه‬
‫فإن العيوب الفاحشة المانعة من اإلجزاء هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المرض البين‪ :‬أي‪ :‬الظاهر الواضح‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ العمى‪ :‬والعمياء هي التي فقدت بصرها بالكلية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العور‪ :‬والعوراء هي التي تبصر بعين واحدة‪ ،‬وذهب بصر عينها‬
‫األخرى‪ ،‬أو ذهب أكثره ولو كانت صورة العين قائمة‪ ،‬فإن كان بعينيها‬
‫بياض ال يمنعها النظر أجزأت‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ البكم‪ :‬وهو فقد الصوت‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الصمم‪ :‬وهو فقد السمع‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ العجف‪ :‬والعجفاء هي التي ال شحم لها وال مخ في عظمها‬
‫لشدة ُه َز ِالها‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ الجرب الكثير‪ :‬أما القليل فال يضر‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ العرج‪ :‬فالعرجاء البين َض َل ُع َها ال تجزئ‪ ،‬وهي التي ال تلحق‬
‫غيرها‪ ،‬أما العرج الخفيف فال يضر‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ البشم‪ :‬أي‪ :‬التخمة‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ البخر‪ :‬وهو نتن رائحة الفم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪20‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫‪ 11‬ـ الصمع‪ :‬والصمعاء هي صغيرة األذنين جدا‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ الجنون‪ :‬ومعناه فقد اإللهام‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ البتر‪ :‬والبتراء هي التي ال َذ َن َب لها‪ ،‬سواء كان ذلك خلقة أو‬
‫عروضا‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ ذهاب ثلث الذنب فأكثر‪ :‬أما أقل من ذلك فيجزئ‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ فقد أكثر من سن‪ :‬لغير إثغار أو كبر‪ ،‬كأن تفقد أسنانها بسبب‬
‫المرض أو الضرب‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ فقد جزء كيد أو رجل‪ :‬إال الخصية أي البيضة فال يضر فائتها‬
‫إذا لم يكن بها مرض بين‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ فقد أكثر من ثلث األذن أو شقها‪ :‬أما فقد أو شق الثلث فما‬
‫دونه فال يضر‪.‬‬
‫‪ - 18‬يبس الضرع‪ :‬أي‪ :‬الذي ال ينزل منه لبن‪ ،‬فإن أرضعت ولو‬
‫بالبعض أجزأت‪.‬‬
‫‪ 19‬ـ كسر القرن إذا كان يدمي‪ :‬أي‪ :‬لم يبرأ‪ ،‬فإن برئ أجزأت‪.‬‬
‫‪ 20‬ـ الجرح الكبير‪ :‬ألنه من المرض الذي يمنع اإلجزاء‪.‬‬

‫العيوب اليت ال متنع اإلجزاءˇ‬

‫إذا كانت العيوب خفيفة غير بينة فإنها ال تمنع من صحة األضحية‪،‬‬
‫وتجوز مع الكراهة‪ ،‬ألن المستحب أن تكون كاملة ِ‬
‫الخلقة‪ ،‬سليمة من‬
‫جميع العيوب‪ˇ.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫ِ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫َ ‪،‬‬ ‫َُ‬ ‫‪12‬‬


‫َ ‪،‬‬ ‫َُ‬ ‫‪13‬‬

‫»َْ َ ٌ َ َ ُ ُ‬ ‫‪‬‬
‫َ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٌ ِّ َ ُ َ ْ َ َ ، َ ُ َ َ ٌ ِّ َ ُ َ ِ َ َ ، َ ُ َ َ ٌ ِّ َ ُ َ ْ َ :‬‬
‫ِ َ ُ ْ ِ «‪.‬‬ ‫َِ‬
‫ََ ُ َ ‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫‪21‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪22‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫فدل هذا الحديث بمفهومه أن العيوب الخفيفة غير البينة تجزئ‪،‬‬
‫ّ‬
‫غير أنها تكره في األضحية ألنها تشين صورتها وتقبح منظرها‪ ،‬والمطلوب‬
‫ّ‬
‫أن تكون حسنة كاملة‪.‬‬
‫فقد روى أصحاب السنن بسند حسن عن علي بن أبي طالب‬
‫العي َن َواألُ ُذ َن‪َ ،‬وأَ ْن لَ ُن َض هحي‬ ‫اّلل ‪ B‬أَن نستشره ف‬ ‫ول ه‬ ‫قال‪« :‬أَ َم َر َنا َر ُس ُ‬
‫ْ َْ َ ْ َ َْ‬
‫الم َق َاب َل ُة َما ُق هط َع ََ‬
‫طر ُف أُ ُذ هن َها‪،‬‬ ‫ب ُهم َق َاب َلة َولَ ُم َد َاب َرة َولَ َش ْر َق َاء َولَ َخ ْر َق َاء؛ َف ُ‬
‫اء‬
‫الش ْر َق ُ‬‫وب ُة‪َ ،‬و َ‬
‫الم ْث ُق َ‬
‫اء َ‬ ‫الخ ْر َق ُ‬‫الم َد َاب َر ُة َما ُق هط َع هم ْن َج هان هب األُ ُذ هن‪َ ،‬و َ‬ ‫َو ُ‬
‫الم ْش ُقو َق ُة»‪.‬‬
‫َ‬
‫ومعنى قوله‪« :‬أَ ْن َن ْس َت ْشره َف»‪ ،‬أي نتأمل سالمتها من أي آفة تكون‬
‫أن نتخير‬ ‫به‪ ،‬وقيل‪ :‬هو من الشرفة وهي خيار المال‪ ،‬أي أمرنا ‪B‬‬
‫ونتحرى الذي ال نقص في عينيه وأذنيه‪.‬‬
‫وال خالف أن النهي في هذا الحديث نهي تنـزيه‪ ،‬وأن العيوب‬
‫بن‬
‫البراء ُ‬
‫ُ‬ ‫لما أخبر‬ ‫المذكورة ال تمنع االجزاء لمشقة التحرز منها‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫بن فيروز عن العيوب التي ال تجزئ في األضاحي‪ ،‬قال‬ ‫يد َ‬‫ُع َب َ‬ ‫عازب‬
‫الس ِّن َن ْقص‪َ ،‬و ِفي األُ ُذ ِن َن ْقص‪،‬‬‫ون ِفي ِ‬ ‫‪َ « :‬ف ِإ ِّني أَ ْك َر ُه أَ ْن َي ُك َ‬ ‫عبيد للبراء‬
‫ت َف َد ْع ُه َوالَ ُت َح ِر ْم ُه َع َلى َغيرِ َك»(‪.)1‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َو ِفي ال َق ْر ِن َن ْقص‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف َما َكرِ ْه َ‬
‫القرنˇ‬
‫مبكسورةالقرن‬
‫األضحيةمبكسورة‬
‫األضحية‬

‫ور َة ال َق ْر ِن‪َ ،‬ه ْل ُت ْجزِ ُ‬


‫ئ‬ ‫ت‪ :‬أَ َرأَ ْي َت ْ‬
‫إن َكا َن ْت َم ْك ُس َ‬ ‫جاء في المدونة‪ُ « :‬ق ْل ُ‬
‫إن َكا َن ْت َال ُت ْد ِمي‪.‬‬
‫الض َح َايا ِفي َق ْو ِل َم ِالك؟ َق َال‪َ :‬ق َال َم ِالك‪َ :‬ن َع ْم ْ‬
‫ِفي ا ْل َه َد َايا َو َّ‬

‫(‪ )1‬رواه النسائي والدارمي وابن حبان بسند صحيح‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫ور َة‬
‫إن َكا َن ْت َم ْك ُس َ‬
‫ت ْ‬ ‫إن َكا َن ْت َال ُت ْد ِمي؟ أَ َرأَ ْي َ‬ ‫ت‪َ :‬ما َم ْع َنى َق ْو ِل ِه‪ْ :‬‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫الد ُم َو َج َّف أَ َي ْص ُل ُح َه َذا أَ ْم َال ِفي َق ْو ِل َم ِالك؟‬
‫ا ْل َق ْر ِن َق ْد َب َدا َذ ِل َك َوا ْن َق َط َع َّ‬
‫ان َذ ِل َك‪.‬‬‫َق َال‪َ :‬نعم‪ ،‬إ َذا برِ ئَ ْت‪ ،‬إ َّنما َذ ِل َك ِفيما إ َذا َكا َن ْت َت ْدمى ب ِِح ْد َث ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫آه َمر ًضا ِم ْن‬ ‫ت‪ِ :‬لم َكرِ َه ُه َم ِالك إ َذا َكا َن ْت َت ْد َمى؟ َق َال‪ِ :‬ألَ َّن ُه َر‬ ‫قل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫اض»(‪.)1‬‬ ‫ْاألَمر ِ‬
‫َْ‬
‫ويستفاد من كالم مالك رحمه الل أن كسر القرن يمنع إجزاء‬
‫ئ َو َص َّح ويبس الموضع‬
‫األضحية إن كان يدمي‪ ،‬أي لم يبرأ‪ ،‬وأما إن َبرِ َ‬
‫فتجوز التضحية بها‪ ،‬ولو انكسر القرن من أصله بحيث لم يبق منه شيء‪،‬‬
‫أو حصل الكسر في القرنين‪.‬‬
‫«ال ُت ْد ِمي» بمعنى عدم البرء ال سيالن الدم‪ ،‬فإذا لم يحصل‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫البرء لم تجزئ ولو كان الدم ال يسيل منه‪.‬‬
‫وقد علل عدم اإلجزاء إن كان يدمي بكونه مرضا بينا‪ ،‬وقد قال ‪B‬‬
‫يض ُة البي ُهن َمر ُض َها»‪.‬‬ ‫في عيوب األضحية‪« :‬والم‬
‫َ‬ ‫َ َ ره َ َ‬
‫وأما اإلجزاء إذا حصل البرء‪ ،‬فألن ذهاب القرن ليس نقصا في الخلقة‪،‬‬
‫وال في اللحم‪ ،‬بدليل اإلجماع على إجزاء الجماء التي ال قرن لها‪.‬‬

‫األضحية‬
‫أسناناألضحية‬
‫كسرأسنان‬
‫كسر‬
‫كسر أسنان األضحية أو قلعها من العيوب المانعة من اإلجزاء‪ ،‬إذا‬
‫زاد على ِس ّن واحدة‪ ،‬وأما الواحدة فال يمنع اإلجزاء على األصح‪.‬‬

‫(‪ )1‬المدونة (‪.)546/1‬‬


‫‪23‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪24‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫وسقوط أسنانها ِ‬
‫إل ْث َغار‪ ،‬أي سقوط أسنانها الرواضع لتستبدلها‪ ،‬فال‬
‫يمنع اإلجزاء باتفاق أهل المذهب‪ ،‬ولو سقط جميع أسنانها‪.‬‬
‫لكبر على الصحيح‪.‬‬ ‫وكذا إذا سقطت أسنانها ِ‬
‫َ‬
‫قال ابن رشد‪« :‬فالتي كسرت أسنانها ال يجوز باتفاق‪ ،‬والتي سقطت‬
‫أسنانها من إثغار تجزئ باتفاق‪ ،‬والتي ذهبت أسنانها من الكبر تجزئ على‬
‫اختالف‪ ،‬فقف على ذلك؛ وبالل التوفيق»(‪.)1‬‬

‫األضحية مبقطوعة الذَّنَب‬

‫ال تجزئ األضحية بالب ْتر ِاء‪ ،‬وهي التي ال َذ َن َب لها‪ ،‬سواء كان ِخ ْل َق ًة‬
‫َ َ‬
‫أو مقطوعا‪ ،‬ألنه من العيوب‪.‬‬
‫الخ ْل َق ِة‪،‬‬
‫ومحل عدم اإلجزاء إذا زاد القطع على الثلث ألنه َن ْقص في ِ‬
‫وإن نقص عن الثلث أجزأت مع الكراهة‪.‬‬
‫ب‪ ،‬فإن نقص منه أقل من الثلث‬ ‫قال أبو بكر ابن العربي‪« :‬وأما ال َّذ َن ُ‬
‫أجزأ‪ ،‬فإن نقص منه الثلث ففي كتاب محمد النصف كثير‪ ،‬فجاء من هذا‬
‫أن الثلث قليل‪ ،‬وعند ابن حبيب وأهل الرأي أن الثلث كثير‪ ،‬وال سيما في‬
‫أذناب غنم المشرق‪ ،‬فإنها هي المقصودة من الحيوان‪ ،‬إذ سمن الغنم كلها‬
‫في تلك البالد في أذنابها‪ ،‬ولذتها في تلك الشحوم‪ ،‬حتى ترى الشاة ال‬
‫تستطيع المشي لعظم َذ َنب َِها‪ ،‬فبهذا المعنى راعى العلماء ال َّذ َنب وتك َّلموا‬
‫عليه‪ ،‬فأما بالدنا فلو عدم الذنب كله ما أ َّثر إال في الجمال خاصة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬البيان والتحصيل (‪.)341/3‬‬


‫(‪ )2‬القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (‪.)643/2‬‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫اهب ِة ثُ ُل ِث َذ َنب»‪ ،‬أي فيما له من الغنم ألية‪،‬‬
‫وقال العدوي‪« :‬قوله‪« :‬وذ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫وأما ما ليس له ذلك كالغنم في بعض البالد‪ ،‬فإنه ال يتحدد بالثلث‪ ،‬بل ما‬
‫ينقص الجمال»(‪.)1‬‬

‫ويستفاد من كالمهم أن قطع ال َّذ َنب يختلف باختالف أنواع الغنم‪،‬‬


‫ُ‬
‫فما كان له ألية كغنم أهل المشرق‪ ،‬فإن قطع الثلث يمنع من اإلجزاء ألنه‬
‫نقص عضو من ِخ ْل َق ِت َها‪ ،‬وما كان من الغنم ال ألية له كغنم أهل المغرب‪،‬‬
‫ِح‬ ‫ِ‬
‫فإن عدم ال َّذ َن ِب نقص من جمالها‪ ،‬ال يجزئ إال ما كان َيش ُين َها َو ُي َق ّب ُ‬
‫صورتها‪ ،‬من غير تحديد بالثلث‪.‬‬

‫اهب ِة ال ُّث ُل ِث ِم ْن َذ َنب)‬


‫وهذا ما نبه عليه األمير في مجموعه بقوله‪( «:‬وذ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ّ‬
‫شوه»‪ ،‬أي‪ :‬أن نقص الثلث في ال َّذ َن ِب الذي به شحم‪،‬‬ ‫بشحم‪ ،‬وبغيره ما َّ‬
‫شوه صورتها(‪.)2‬‬‫أي إلية‪ ،‬وما ليس فيه شحم فالعبرة بما ّ‬
‫بأمراضداخلية‬
‫داخلية‬ ‫املصابةبأمراض‬
‫األضحيةاملصابة‬
‫األضحية‬

‫األمراض الداخلية على قسمين‪ ،‬إما أن تكون بينة أو خفيفة‪ ،‬فأما‬


‫البينة وهي التي انتشر فيها المرض وعم الجوف فال يصح أن تكون‬
‫ذكر من عيوب األضاحي المرض البين فقال‪:‬‬ ‫أضحية‪ ،‬ألن النبي ‪B‬‬
‫يض ُة البي ُهن َمر ُض َها»‪.‬‬ ‫«والم‬
‫َ‬ ‫َ َ ره َ َ‬

‫(‪ )1‬حاشية العدوي في على شرح الخرشي (‪.)35/3‬‬

‫(‪ )2‬انظر ضوء الشموع شرح المجموع (‪.)121/2‬‬


‫‪25‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪26‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫وأما المرض الخفيف وهو الذي لم يعم الجوف فتصح به األضحية‪.‬‬

‫وبالنسبة لألجر فإن من ضحى بها ولم يعلم بمرضها فهو مأجور‬
‫على نيته‪ ،‬ألن األعمال بالنيات‪ ،‬وأما أجر األضحية فيكون لمن ضحى‬
‫بها كاملة سالمة من العيوب‪ ،‬بدليل ما رواه الشيخان عن البراء بن‬
‫قال‪ :‬قال النبي ‪ « :B‬هإ َّن أَ َّو َل َما َنب َدأُ هفي َي ْو هم َنا َه َذا أَ ْن ُن َص هلي‬ ‫عازب‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الص ََل هة‬
‫اب ُس َّن َت َنا‪َ ،‬و َم ْن َن َح َر َق ْب َل َّ‬
‫ه‬
‫ثُ َّم َن ْر هج َع َف َن ْن َح َر‪َ ،‬ف َم ْن َف َع َل َذل َك َف َق ْد أَ َص َ‬
‫الن ْس هك هفي َشيء‪َ ،‬ف َق َال َر ُجل هم ْن‬ ‫ُّ‬ ‫َف هإ َّن َما ُه َو َل ْحم َق َّد َم ُه ألَ ْه هل هه‪َ ،‬لي َس هم ْن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت َو هع ْن هدي َج َذ َعة َخير‬ ‫ول َّ ه‬ ‫ال َل ُه أَ ُبو ُب ْر َد َة ْب ُن هن َيار‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫األَ ْن َصاره ُي َق ُ‬
‫ْ‬ ‫اّلل‪َ ،‬ذ َب ْح ُ‬
‫وفي أَ ْو َت ْجزه َي َع ْن أَ َحد َب ْع َد َك»‪.‬‬ ‫همن م هس َّنة‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬اجع ْله مكانه و َلن ت ه‬
‫ْ َ ُ َ َ َُ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫فدل الحديث على أن األضحية ال تصح وال تحتسب إال بتوفر‬
‫شروطها‪ ،‬ومن شروطها السالمة من العيوب الظاهرة البينة‪.‬‬

‫من مل يعلم بالعيب إال بعد الذبح‬

‫«وس ِئ َل مالك عن الضحية إذا‬


‫روي في العتبية عن ابن القاسم قال‪ُ :‬‬
‫ِح ْت َف ُو ِج َد جوفها فاسدا كله أيجزيه؟‬
‫ُذب َ‬
‫قال‪ :‬إ ّن المريضة من الضحايا ال تجوز‪ ،‬فإن لم تكن مريضة فهي‬
‫مجزية ال بأس بها»‪.‬‬

‫قال ابن رشد‪« :‬وهذا كما قال‪ ،‬أنه إن علم بعد الذبح أنها مريضة بما‬
‫يض ُة البي ُِن‬ ‫وجد من فساد جوفها لم يجز‪ ،‬لقول النبي عليه السالم‪« :‬والمرِ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬
‫َمر ُض َها»‪ ،‬وإن كانت ال يجب له أن يردها على البائع بذلك‪ ،‬ألنه مما‬
‫َ‬
‫يستوي البائع والمشتري في الجهل بمعرفته‪ ،‬إال أن يشبه أن يكون فساد‬
‫جوفها من ضربة فيجب على البائع اليمين ما علم بذلك‪.‬‬
‫وال يبيع من لحمها شيئا‪ ،‬ألنه ذبحها على أنها نسك‪ ،‬قال ذلك مالك‬
‫في الواضحة‪ ،‬وقد قيل إن بيعها ال يحرم إذ ال يضحي بالمعيبة؛ وبالل‬
‫التوفيق»(‪.)1‬‬

‫ذبح األضحية‬
‫األضحية‬ ‫وقت ذبح‬
‫وقت‬

‫تذبح األضاحي في يوم العيد واليومين بعـده‪ ،‬وهو قول علي بن أبي‬
‫‪ ،‬وهو مروي عن ابن عباس وأبي‬ ‫طالب وابن عمر وأهل المدينة‬
‫‪ ،‬وبه قال أبو حنيفة ومالك وسفيان الثوري‬ ‫هريرة وأنس بن مالك‬
‫وأحمد بن حنبل‪.‬‬
‫وقال الشافعي واألوزاعي‪ :‬أيام النحر أربعة‪ ،‬يوم النحر وثالثة بعده‪،‬‬
‫‪ ،‬وهو قول ابن شهاب‬ ‫وروي ذلك عن علي وابن عباس وابن عمر‬
‫الزهري وعطاء والحسن‪.‬‬
‫قال‪« :‬األَ ْضحى يوم ِ‬
‫ان‬ ‫وفي موطأ مالك أن عبد الل بن عمر‬
‫َ َْ َ‬
‫َب ْع َد َي ْو ِم األَ ْض َحى»‪.‬‬
‫مثل ذلك‪.‬‬ ‫روى مالك عن علي بن أبي طالب‬

‫(‪ )1‬البيان والتحصيل (‪.)357/3‬‬


‫‪27‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪28‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫وسبب اختالفهم اختالفهم في تعيين األيام المعلومات في قولـه‬
‫تعالى‪ :‬ﭪﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡﮢﮣﮤﮥ ﭩ [الحج‪.]28 :‬‬
‫عن النبي ‪B‬‬ ‫وروى أحمد وابن حبان عن ُجبيرِ ْب ِن ُم ْط ِعم‬
‫َْ‬
‫ه‬
‫قال‪ُ « :‬ك ُّل أَ َّيام َّ‬
‫الت ْشره هيق َذ ْبح»‪.‬‬
‫وهذا الحديث اختلف في تصحيحه وتضعيفه‪ ،‬ولذا قال اإلمام‬
‫أحمد‪« :‬الصحيح فيه مرسل‪ ،‬وقد روى األضحى يوم النحر ويومان بعده‬
‫عن غير واحد من أصحاب النبي ‪.»B‬‬
‫واستدل الباجي في المنتقى بما رواه مالم ومسلم عن جابر‬
‫الض َح َايا َب ْع َد َث ََل َث هة أَ َّيام‪ ،‬ثُم َق َال‬ ‫اّلل ‪َ B‬نهى عن أَ ْك هل لُح ه‬
‫وم َّ‬ ‫ول َّ ه‬ ‫«أَ َّن َر ُس َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫َب ْع ُد ُك ُلوا َو َت َص َّد ُقوا‪َ ،‬و َت َز َّو ُدوا َو َّاد هخروا»‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال الباجي‪« :‬ومعلوم أنه أباح األكل منها في أيام الذبح‪ ،‬فلو كان‬
‫اليوم الرابع منها لكان قد حرم على من ذبح في ذلك اليوم أن يأكل من‬
‫أضحيته‪.‬‬
‫ودليلنا من جهة القياس‪ ،‬أنه يوم مشروع النفر قبله‪ ،‬فلم يكن من أيام‬
‫الذبح كالخامس»(‪.)1‬‬
‫أفضل‬
‫العيدأفضل‬
‫يومالعيد‬
‫الذبحيفيفيوم‬
‫الذبح‬

‫الذبح في يوم العيد أفضل‪ ،‬لقوله تبارك وتعالى‪ :‬ﮋ ﮊ ﮋ‬


‫ﮌﮍ ﮊ [الكوثر‪.]2 :‬‬

‫(‪ )1‬المنتقى (‪.)99/3‬‬


‫‪28‬‬
‫‪29‬‬
‫وجل بالنحر بعد الصالة يوم العيد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عز‬
‫فأمر ّ‬
‫وألن النبي ‪ B‬كان يضحي يوم العيد بعد الصالة‪ ،‬وال يفعل ‪B‬‬
‫إال األفضل‪ ،‬ولم يثبت عنه ‪ B‬أنه أخر الذبح إلى ما بعد الزوال أو إلى‬
‫اليوم الثاني أو الثالث‪.‬‬

‫قال‪ :‬قال النبي ‪:B‬‬ ‫وقد روى الشيخان عن البر ِاء بن َعازِ ب‬
‫ََ‬
‫« هإ َّن أَ َّو َل َما َنب َدأُ هفي َي ْو هم َنا َه َذا أَ ْن ُن َصلي‪ ،‬ثُم َنر هج َع َف َن ْن َحر‪َ ،‬ف َم ْن َف َع َل َذل َك‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ْ‬
‫الصَلَ هة َف هإ َّن َما ُه َو َل ْحم َق َّد َم ُه هألَ ْه هل هه‪َ ،‬لي َس‬ ‫َف َق ْد أَ َص َ‬
‫اب ُس َّن َت َنا‪َ ،‬و َم ْن َن َح َر َق ْب َل َّ‬
‫ْ‬
‫الن ْس هك هفي َشيء»‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫هم َن‬
‫ْ‬
‫قال‪ :‬قال النبي ‪َ « :B‬م ْن‬ ‫وروى البخاري عن أنس بن مالك‬
‫الصَلَ هة َف َق ْد َتم ُن ُس ُك ُه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الصَلَ هة َف هإ َّن َما َذ َب َح هل َن ْف هس هه‪َ ،‬و َم ْن َذ َب َح َب ْع َد‬
‫َذ َب َح َق ْب َل َّ‬
‫َّ‬
‫هه‬
‫ين»‪.‬‬ ‫الم ْسلم َ‬ ‫َوأَ َص َ‬
‫اب ُس َّن َة ُ‬
‫وقتالتضحية‬
‫التضحية‬ ‫أولوقت‬
‫أول‬

‫يبدأ الوقت الذي يجزئ فيه ذبح األضحية أو نحرها بانقضاء صالة‬
‫العيد وفراغ اإلمام من ذبح أضحيته‪.‬‬
‫فمن ذبح قبل الصالة لم تجزئه أضحيته بإجماع المسلمين‪ ،‬وعليه أن‬
‫وجل‪ :‬ﮋﮊﮋﮌﮍﮊ [الكوثر‪.]2 :‬‬
‫عز ّ‬
‫يذبح أضحية أخرى‪ ،‬لقوله ّ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الل‬ ‫ولما رواه الشيخان عن أنس بن مالك‬
‫ه ه‬
‫ول‬
‫ام َر ُجل َف َق َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫الصَلَة َف ْل ُيع ْد‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫‪َ B‬ي ْو َم َّ‬
‫الن ْحرِ ‪َ « :‬م ْن َذ َب َح َق ْب َل َّ‬

‫‪29‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪30‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫ول ه‬
‫اّلل ‪B‬‬ ‫ه‬
‫اّلل‪َ ،‬ه َذا َي ْوم ُي ْش َت َهى هف هيه ال َّل ْح ُم‪َ ،‬و َذ َك َر َه َن ًة هم ْن هج َير هان هه‪َ ،‬كأَ َّن َر ُس َ‬
‫َص َّد َق ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬و هع ْن هدي َج َذ َعة ههي أَ َح ُّب هإ َلي هم ْن َش َاتي َل ْحم‪ ،‬أَ َفأَ ْذ َب ُح َها؟ َق َال‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫َفر َّخص َل ُه‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬لَ أَ ْدره ي أَ َب َل َغ ْت ر ْخص ُت ُه م ْن هسواه أَم لَ؟ َق َال‪ :‬وا ْن َك َفأَ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫وها‪ ،‬أَ ْو‬ ‫ه‬
‫اس هإ َلى ُغ َن َ‬
‫يمة َف َت َو َّز ُع َ‬ ‫الن ُ‬ ‫ول اّلل ‪ B‬هإ َلى َك ْب َش ْي هن َف َذ َب َح ُه َما‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ام َّ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫وها»‪.‬‬ ‫َق َال‪َ :‬ف َت َج َّز ُع َ‬
‫ومن ذبح بعد انقضاء الصالة وقبل أن يذبح اإلمام أضحيته لم تجزئه‬
‫وكانت شاة لحم‪ ،‬وعليه أن يذبح أخرى‪.‬‬
‫لما رواه مالك وأحمد والنسائي عن ُب َشير بن يسار «أَ َّن أَ َبا ُبر َد َة ْب َن‬
‫ْ‬
‫اّلل ‪َ B‬ي ْو َم األَ ْض َحى‪َ ،‬ف َز َعم أَ َّن‬ ‫ول ه‬ ‫ُ‬ ‫َي َسار َذ َب َح َض هحي َت ُه َقب َل أَ ْن َي ْذ َب َح َر ُس‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ود ب َهض هح َّية أُ ْخ َرى؛ َق َال أَ ُبو ُب ْر َد َة‪ :‬لَ أَ هج ُد هإل َّ‬ ‫رس َ ه‬
‫ول اّلل ‪ B‬أَ َم َر ُه أَ ْن َي ُع َ‬ ‫َ ُ‬
‫اّلل‪َ ،‬ق َال‪َ :‬وإ ْهن َلم َت هج ْد هإل َّ َج َذ ًعا َفا ْذ َب ْح»‪.‬‬ ‫ول ه‬ ‫َج َذ ًعا َيا َر ُس َ‬
‫ْ‬
‫قال ابن عبد البر‪« :‬وفي حديث مالك من الفقه أ ّن الذبح ال يجوز‬
‫قبل ذبح اإلمام‪ ،‬ألن رسول الل ‪ B‬أمر الذي ذبح قبله باإلعادة‪ ،‬وقد أمر‬
‫وجل عباده بالتأسي بنبيه ‪ B‬وحذرهم من مخالفته»(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫عز‬
‫الل ّ‬
‫النبهي ‪َ B‬ي ْو َم‬ ‫قال‪« :‬صلى بهنا‬ ‫وروى أحمد ومسلم عن جابر‬
‫َ َّ َ َّ ُّ‬
‫اّلل ‪َ B‬ق ْد َن َحر‪،‬‬ ‫ول ه‬ ‫هالم هد ْي َن هة‪َ ،‬ف َت َق َّد َم ره َجال َف َن َح ُروا َو َ‬
‫ظ ُّنوا أَ َّن َر ُس َ‬
‫َ‬ ‫الن ْحره ب َ‬ ‫َّ‬
‫آخر‪َ ،‬ولَ َي ْن َحروا َح َّتى‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ان َن َح َر َق ْب َل ُه أَ ْن ُي هع َ‬
‫يد ب َهن ْحره‬ ‫النب ُّهي ‪َ B‬م ْن َك َ‬ ‫َفأَ َم َر َّ‬
‫النبهي ‪.»B‬‬ ‫ينحر‬
‫َ ْ َ َ َّ ُّ‬

‫(‪ )1‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد (‪.)181/23‬‬


‫‪30‬‬
‫‪31‬‬
‫وقتالتضحية‬
‫التضحية‬ ‫آخروقت‬
‫آخر‬

‫آخر وقت للذبح هو غروب شمس اليوم الثالث‪.‬‬

‫فمن فاته الذبح في اليوم األول بغروب الشمس‪ ،‬ذبح في اليوم الثاني‬
‫من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪.‬‬

‫وإن فاته اليوم الثاني‪ ،‬ذبح في اليوم الثالث من الفجر إلى الغروب‪،‬‬
‫فإن غربت الشمس فاته الوقت وسقطت عنه األضحية وال ُت ْق َضى بعده‪.‬‬

‫وحل النافلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويندب في اليوم الثاني والثالث تأخيره لطلوع الشمس‬

‫الن ْحرِ َكم ِهي؟‬ ‫ام َّ‬ ‫ت أَ َّي َ‬ ‫ت‪ :‬أَ َرأَ ْي َ‬
‫ففي المدونة قال ابن القاسم‪ُ « :‬ق ْل ُ‬
‫ْ َ‬
‫ان َب ْع َد ُه‪َ ،‬و َلي َس ا ْلي ْو ُم الراب ُِع ِم ْن أَ َّي ِام‬‫النحرِ ‪ ،‬ويوم ِ‬
‫َق َال‪َ :‬ث َال َث ُة أَ َّيام‪َ ،‬ي ْو ُم َّ ْ َ َ ْ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح»(‪.)1‬‬ ‫ال َّذ ْب ِ‬
‫فاليوم األول وقت فضيلة‪ ،‬واليوم الثاني والثالث وقت توسعة‪.‬‬

‫ليال‬
‫األضحيةليال‬
‫ذبحاألضحية‬
‫ذبح‬

‫روي عن مالك حكم ذبح األضحية ليال روايتان‪:‬‬

‫األولى‪ :‬ال تجزئ وتكون شاة لحم‪ ،‬وهي المشهورة عنه واعتمدها‬
‫أصحابه‪ ،‬وهو قول أحمد في رواية األثرم عنه‪.‬‬

‫(‪ )1‬المدونة (‪.)550/1‬‬


‫‪31‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪32‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬
‫فال يجزئ ذبحها ليال أي من الغروب إلى الفجر‪ ،‬ألنها كالهدايا ال‬
‫يجزئ ذبحها ليال‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﮋﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﭩ [الحج‪.]28 :‬‬

‫وألنه ‪ B‬لم يذبح أضحيته إال بالنهار‪.‬‬


‫قال القاضي عبد الوهاب في المعونة‪« :‬وألنها قربة تتعلق بالعيد‬
‫تضاف إليه ال يجوز تقدم ما قبله‪ ،‬فلم يجز أن يفعل ليال كالصالة»(‪.)1‬‬
‫والرواية الثانية‪ :‬صحة الذبح بالليل مع الكراهة‪ ،‬وهو قول أبي حنيفة‬
‫والشافعي وإسحاق وأبي ثور‪ ،‬ورواية عن أحمد وأشهب‪.‬‬
‫دل‬
‫وردوا على أصحاب القول األول بأن ذكر األيام في اآلية وإن ّ‬ ‫ّ‬
‫مفهومه على إخراج الليالي‪ ،‬فقد جاء في اللغة إطالقها على ما يشمل الليالي‪.‬‬
‫الت َع ُّل َق‬
‫واعترض اإلمام الباجي القول بالجواز فقال‪« :‬وعندي أ ّن َّ‬
‫بهذه اآلية ليس من باب دليل الخطاب‪ ،‬وذلك أ ّن الشرع ورد بال ّذبح في‬
‫الشرع ال طريق له‬ ‫زمن مخصوص‪ ،‬وطريق َت َع ُّل ِق ّ‬
‫النحر وال ّذبح باألوقات ّ‬
‫الشرع ب َِت َع ُّل ِق ِه بوقت مخصوص لقوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮜ‬ ‫غير ذلك‪ ،‬فإذا ورد ّ‬
‫ﮝ ﮞ ﮊ‪ ،‬وبنحر النبي ‪ B‬وذبحه أضحيته نهارا‪ ،‬علمنا جواز‬
‫النهار ولم َي ُج ْز أن ُن َع ِّد َي ُه إلى الليل إال بدليل‪ ،‬وقد طلبنا في‬
‫ذلك في ّ‬
‫الشرع فلم نجد دليال‪ ،‬ولو كان لوجدناه مع البحث وال َّط َل ِب‪ ،‬فهذا من‬ ‫ّ‬
‫الدليل»(‪.)2‬‬ ‫باب االستدالل بعدم ّ‬

‫(‪ )1‬المدونة (‪.)667/2‬‬


‫(‪ )2‬المنتقى (‪.)99/3‬‬
‫‪32‬‬
‫‪33‬‬
‫اخلامتةˇ‬
‫اخلامتة‬
‫نختم الحديث عن أحكام األضحية‪ ،‬بهذه األبيات من منظومة أسهل‬
‫المسالك لنظم ترغيب المريد السالك(‪ ،)1‬لإلمام الفقيه محمد بن حسن‬
‫المصري المالكي رحمه الل‪ ،‬سائلين‬
‫ّ‬ ‫بن علي بن سالم البشار الر ِش ِيد ُّي‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الل تعالى أن ينفع بها القراء والباحثين‪ ،‬إنه سميع مجيب‪.‬‬

‫اج ِبـ ِمـ َنـى أُ ْضـ ـ ـــ ِحيـة ِم ْن َغيرِ إ ِْج َحـاف َع َنـا‬ ‫ِ‬
‫ُسـ ـ ــ ـ َّن لـ ُحـ ّر َغـ ْيـرِ َحــ ـ ّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الثـ ـ ِاني‬
‫َو ِســ ـ ُّن َها َعام َم َضــ ـى ِفي ال َّضــ ـ ْأ ِن َوا ْل َم ْع ُز َعـ ـام َو ْاب َتـ ـ َدا ِفي َّ‬
‫ين َق ْد َعبر‬ ‫اخــ ـل ِفـي أَربـع ِمـن ْالـبـ َقـر وا ِإلب ُل ِفي ِسـ ـ ـ ِّ ِ ِ‬ ‫ود ِ‬
‫َْ‬ ‫ت سـ ـ ـن َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫اإل ْجـ َزا ُجـ ُنـون أَ ْو َبـ َكـم أَ ْو َع ـرج أَ ْو َع ـ َور أَ ِو ْال ـب َشـ ـ ـ ـ ـم‬ ‫َو َيـمـ َنـ ُع ْ ِ‬
‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أَ ْو َم ـرض أَ ْو َب ـ َخ ـر أَ ِو ْال ـب ـ َت ـر َأ ْو َجــرب َكـــ َذا ُهــ َزال ِإ ْن َظــ َهــر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ات َقرن ُيـ ـ ْد ِمي‬ ‫ات أُ ِ ّم َو ْح ِشـ ـ ـــيـ ـة أَو ذ‬ ‫الضـ ـ ـــ ْر ِع َو َذ ُ‬
‫َيـــاب َِسـ ـ ـ ـ ـ ـ ُة َّ‬
‫َّ ْ َ ُ ْ‬
‫ين َوالـــ َّذ َكر‬ ‫ُ‬ ‫السـ ـ ـــ ِم‬ ‫َّ‬ ‫َفـــ ِإبـــل ِن ْعم‬ ‫أَ ْف َضـ ـ ـــ ُل َه ـا َضـ ـ ـ ـــ ْأن َف َم ْعز َفب َقر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫األ ْجرِ َم ْعـ ـ ُه ِفي ا ْل ِعيـ ـ ِال َوا ْل ُم َؤ ْن‬ ‫ِفي ْ َ‬ ‫يك َقرِ يب إ ِْن َسـ ـــ َك ْن‬ ‫َو َج َاز َت ْشـ ـــرِ ُ‬
‫َ‬
‫السـ ـ ـــ ِعيــ ِـد‬ ‫وب َّ ِ ِ‬
‫الثـ ـالـ ـث َّ‬ ‫ِإ َلى ُغر ِ‬ ‫َو َو ْق ُت َهــ ـا َب ْعــ ـ َد َصـ ـ ـــ َال ِة ا ْل ِعيـ ـ ِـد‬
‫ُ‬
‫وع َفـ ْجـر َكــ ـا ْلـ َهــ ـ َد َايــ ـا َمـ ِ ّثــ ـ ِل‬ ‫طُـ ُلـ ُ‬ ‫َو َشـ ـ ـــرطُ َهـــا ِفي َغيرِ َي ْوم أَ َّو ِل‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫‪  ‬‬

‫(‪ )1‬انظر منظومة أسهل المسالك لنظم ترغيب المريد السالك بتحقيقنا (ص‪.)84 :‬‬
‫‪33‬‬
‫ّ‬ ‫نيوّية على مذهب ّ‬ ‫ّ‬
‫والّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّد ّ‬ ‫ّ‬
‫الّش ّ‬
‫‪34‬‬ ‫المالكّية‬ ‫الّسادة‬ ‫ينّي�ة‬ ‫رعّية يف املسائل‬ ‫من كتاب الفتاوى‬

You might also like