مزرعة الدموع

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 752

‫موقع البوكر‬

‫يقدم‬

‫مـزرعـ ـة الـدمـ ـوع‬


‫مىن سالمة‬
‫مقــدمــــة‬

‫القلب دامئ البحث معن يسكن فيه ويعمره ويزرع به أأزهار احلب وا أللفة والرسور ‪ ,‬اكلبيت الفارغ‬
‫فهو بال ساكن بال حياة وبال حراك ‪ ,‬ال تضاء به أأنوار وال جتد به اس تقرار ‪ ,‬اال بوجود الساكن ا ألمني‬
‫‪ ,‬اذلى يعشق ا أللفة واحلنني ‪ ,‬فيتأأثر البيت ان فقده فال ترى ضوء َا يشق ظلامته ‪ ,‬وال عطر َا يفوح‬
‫جبنباته فتبكيه اجلدر وا ألبواب بعد أأن اكن ساكنه جزء َا أأصي َال مي أل فضاءه الواسع ‪ ,‬وهكذا القلب‬
‫الساكن بال حراك منعزل عن اجلوارح وا ألعضاء ‪ ,‬ال يشعر به جريانه من هذه ا ألعضاء اال بوجود‬
‫ذكل الساكن ا ألمني فيضئ به النور فيبعث علهيم الرسور ‪ ,‬فيزتاورون ويلتقون ويباركون جلارمه‬
‫احلبيب ‪ ,‬هنيئ َا كل الساكن القريب ‪ ,‬فيتعاهدون مجيع َا مع القلب عىل اسعاده حىت يأأنس الساكن‬
‫بوداده‪.‬‬
‫البارت ا ألول‬

‫داعبت بعض النسامت اخلفيفة شعر "ايمسني" ‪ ,‬اكنت مالحمها الهادئة الساكنة تشري اىل اس تغراقها‬
‫ىف النوم فمل تسمع وادلهتا "مسية" ويه تفتح انفذة جحرهتا اليت تسللت مهنا تكل النسامت الىت‬
‫أأخذت تداعب شعرياهتا السوداء املتساقطة عىل جبيهنا ىف رقة ‪ ,‬اقرتبت ا ألم من فراشها واندهتا بنربة‬
‫حانية‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪" ..‬ايمسني" قوىم اب بنىت أأ ِ‬
‫بوك نزل‬
‫متلملت "ايمسني" يف فراشها وفتحت عينهيا يف بءء وارتسمت ابتسمة صغرية عىل شفتهيا ونررت‬
‫اىل أأهما قائةل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماما ‪ ...‬صباح اخلري اي ست اللك‬
‫بوك نزل يصيل امجلعة ‪ ..‬بال عشان نشوف الىل وراان‬ ‫‪ -‬صباح الفل اي حبيبىت ‪ ..‬قوىم أأ ِ‬
‫أأزاحت "ايمسني" الغطاء اذلى تدثرت به وهنضت ىف تاكسل وطبعت قبةل عىل خد أأهما‬
‫‪ -‬حارض اي رمر ‪ ..‬هدخل امحلام وأيج أأشوف هنعمل ايه‬
‫عليك التنضيف زى لك مجعة ‪ ..‬يال شهىل‬ ‫‪ -‬أأان هدخل املطبخ أأبد أأ يف حتضري الغدا وانىت اي حبيبىت ِ‬
‫بوك يرجع ‪ ..‬انىت عارفة ما بيحبش يرجع ياليق البيت مكركب‬ ‫أأوام قبل ما أأ ِ‬

‫نررت "ايمسني" اىل الفراش الفارغ املوجود جبوار فراشها والتفتت اىل أأهما قائةل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال فني "رهيام"‬
‫‪ -‬نزلت جتيب شوية طلبات ‪ ..‬أأان عارفة اتأأخرت ليه ؟؟‬
‫دخلت "ايمسني" امحلام وتوضأأت وصلت ركعيت الضحى ورشعت ىف مساعدة وادلهتا فامي اعتادت‬
‫أأن تقوم به من أأعامل‪.‬‬
‫اكنت "ايمسني" ابنة ألرسة متوسطة احلال أأو حتت املتوسطة بقليل ‪ ,‬من تكل ا ألرس اليت نقول عهنا‬
‫(عايشني مس تورين) ‪ ,‬وادلها موظف عىل املعاش وال ميلكون من حطام ادلنيا اال هذا البيت اذلى‬
‫يأأوهيم واذلى يقع ىف أأحد ا ألحياء البس يطة ىف القاهرة ‪ ,‬أأهما من تلمك ا ألهمات الاليت ترامه ىف معرم‬
‫البيوت املرصية من هذه الطبقة ‪ ,‬س يدة طيبة مل تنل حرها من التعلمي لكهنا تراعي رهبا ىف بيهتا‬
‫وزوهجا وبناهتا عىل أأمكل وجه ‪ ,‬س يدة حانية جتمع بني الطيبة والبساطة ‪ ,‬دلى "ايمسني" شقيقة‬
‫واحدة تصغرها بـ ‪ 4‬أأعوام تدرس ىف الس نة ا ألخرية بلكية جتارة جامعة عني مشس ‪.‬‬
‫أأما "ايمسني" فاكنت يف ال ‪ 62‬من معرها دكتورة بيطرية ال تعمل منذ أأن خترجت ‪ ,‬جنح البنتان ىف‬
‫نيل حظ وافر من التعلمي ‪ ,‬فاكن هذا هو ما يطمح اليه وادلهام اذلى يفتخر هبام لكام اجمتع بأأصدقائه‬
‫عىل القهوة الىت جيلس علهيا عاد َة ‪ ,‬مك يشعر ابلفخر أأنه ابلرمغ من مس تواه املتواضع اال أأنه دليه ابنتان‬
‫اكنتا سبب خفره دامئا ليس بتعلميهام فقء بل بأأدهبام و أأخالقهام وتربيهتام أأيض َا ‪.‬‬

‫رن جرس الباب فنررت "ايمسني" من العني السحرية مث فتحت الباب ألخهتا "رهيام"‬

‫‪ -‬طبعا "رهيام" هامن هرابنة عىل الصبح من شغل البيت‬


‫‪ -‬اي ابي عىل الرمل ‪ ..‬كنت جبيب حاجات ماما طلباها‬
‫‪ -‬طيب ‪ ,‬يال اي حلوة شوىف ماما ىف املطبخ ساعدهيا‬
‫‪ -‬من غري ما تقوىل كنت داخللها‬
‫اكنت "ايمسني" و "رهيام" عىل وفاق دامئا وحيبان مشاكسة بعضهام البعض واملزاح والضحك وساعد‬
‫عىل ذكل تقارب س هنام‪.‬‬
‫التف امجليع حول طاوةل الطعام ورشعوا يف تناول طعاهمم واشرتكوا يف احلديث واملزاح ‪ ,‬مث بعد فرتة‬
‫قال رب ا ألرسة "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬الهناردة جه عريس لـ "ايمسني"‬
‫امحرت وجنتا "ايمسني" بشدة ‪ ,‬فهذه يه املرة ا ألوىل اليت يمت فتح مثل هذه املواضيع أأماهما ‪ ,‬فقد‬
‫اكنت تتسم دامئا ابخلجل والهدوء خاصة يف احلديث مع وادلها اذلى تقدره وحترتمه كثري َا‬
‫ا ألم "مسية" ‪ :‬جبد اي "عبد امحليد" ‪ ,‬طيب هو مني ؟ وقاكل ايه ؟‬
‫"رهيام" مبزاح ‪ :‬ايه ده جبد ‪ ..‬أأخريا حد عربك‬
‫مل تس تطع " ايمسني" اجللوس أأكثري فهنضت برسعة‬
‫"مسية" ‪ :‬ايه اي بنىت مش هتمكىل أألكك‬
‫"ايمسني" ‪ :‬ش بعت اي ماما‬

‫دخلت مرسعة اىل غرفهتا ونررت اىل وجنتهيا امحلراواتن ىف املرأة ‪ ,‬وشعرت بدقات قلهبا تتسارع‬
‫وتساءلت ىف نفسها ( اي ترى شافين فني ؟ وعرفين منني ؟ اي ترى ليه اخرتىن أأان ابذلات ؟ )‬

‫اكنت " ايمسني" طوال س نني دراس هتا امجلاعية ترفض متاما االختالط ابلش باب واالنضامم اىل‬
‫مجموعات حتتوى عىل اجلنسني ‪ ,‬فمل تكن هتمت اال بدراس هتا وتفوقها ‪ ,‬وساعدها تربيهتا وتديهنا عىل‬
‫احملافرة عىل نفسها ومشاعرها ‪ ,‬اكنت "ايمسني" تمتىن دامئا أأن يكون زوهجا هو أأول من يطرق ابب‬
‫قلهبا فاحتفرت بلك مشاعرها وعواطفها هل وحده ‪ ,‬فاكنت ترى أأن احلب احلالل أأبرك كثريا من أأى‬
‫عالقة حمرمة تغضب رهبا‪.‬‬

‫ومن هجه أأخرى مل تكن "ايمسني" حترى ابهامتم الش باب وخاصة أأولئك اذلين يبحثون عن حب‬
‫رسيع وعالقات عابرة ألهنا مل تكن متكل مقومات جامل تهبر الرجال ‪ ,‬مفالحمها الهادئة ليس هبا شئ ممزي‬
‫ابس تثناء عينهيا السوداوين برموشها الكثيفة اليت تشلك مع ابتسامهتا الرقيقة جامال هادئا انعام بريئا‬

‫فتحت "رهيام" الباب ونررت اىل "ايمسني" ضاحكة ‪ :‬قومىت ليه اي عروسة ؟‬

‫"ايمسني" ويه تشري اىل الباب ‪ :‬بطىل بأأه واقفىل الباب ده‬
‫دخلت "رهيام" و أأغلقت الباب خلفها قائةل بشقاوهتا املعهودة‪:‬‬
‫‪ -‬تدفعى اكم و أأقوكل املعلومات الىل اباب قالها عن العريس؟‬
‫"ايمسني" بلهفة ‪ :‬قوىل بأأه ما تبقيش رمخة‬
‫‪-‬ايه ىه سايبه ‪ ..‬مش هقول اال ملا أخد احلالوة‬
‫‪ -‬حالوة ايه هو لسه حصل حاجة‬
‫‪ -‬هيحصل ان شاء هللا وبكرة تقوىل "رهيام" قالت‬
‫‪ -‬قوىل بأأه اي "رهيام" ‪ ,‬اباب قال ايه؟‬
‫"رهيام" ابستسالم مصطنع ‪ :‬طيب صعبىت عليا ‪ ,‬هر أأف حباكل و أأقوكل ما ا ِ‬
‫نت زى أأخىت برده‬
‫‪ -‬أأوف ‪ ,‬مش هنخلص الهناردة‬
‫جذبت "رهيام" "ايمسني" من ذراعها و أأجلس هتا عىل الرسير ‪ :‬بىص اي موزة ‪ ..‬العريس الىل أأمه‬
‫داعية عليه ‪ ..‬يوووه قصدى الىل أأمه دعياهل عنده ‪ 53‬س نة خرجي هندسة بيش تغل همندس برتول ‪..‬‬
‫جاهز من جماميعة ‪ ..‬عنده شقة بتاعته ىف منطقة راقية مش انقصها غريك اي مجيل‬
‫‪ -‬امسه ايه؟‬
‫"رهيام" ضاحكة ‪ :‬ههههههه هيفرق ايه امسه معاىك ‪ ..‬افرىض مثال امسه "عرتيس" هرتفىض؟‬
‫"ايمسني" غاضبة‪ :‬عشان أأما أأىج أأصىل اس تخارة اي أأذىك اخواتك أأقول امسه ىف ادلعاء‬
‫"رهيام" هبيام ‪ :‬امسه "تيفه"‬
‫"ايمسني" ابس تغراب ‪" :‬تيفه" ‪ ..‬ايه "تيفه" دي‬
‫‪" -‬تيفه" اي "ايمسني" ‪ ..‬يعين "مصطفى"‬
‫مصتت "ايمسني" قليال مث قالت ‪ :‬طيب هو شافين فني يعين ؟‬
‫‪ -‬ال هو أأان ما قولتلكيش ‪ ..‬يقطعين‬
‫"ايمسني" وىه تقرص "رهيام" يف ذراعها‪ :‬بطيل أأم الاس ترراف ده ‪ ..‬مش وقتك خالص‬
‫"رهيام" وىه تفرك ذراعها ‪ :‬أأأأأأه ‪ ..‬اي متوحشة ‪ ,‬ربنا يكون ىف عونك اي "تيفه" ‪ ..‬بىص اي موزة أأبو‬
‫"تيفة" هللا ميس يه ابخلري هو و اباب بيصيعوا مع بعض عىل القهوة وحصاب من زمان‬
‫‪ -‬احرتىم نفسك ايه بيصيعوا دى‬
‫نت واقفة مع ابب‬ ‫‪ -‬هللا ‪ ..‬ما تس بيىن أأمكل بأأه ‪ ..‬املهم شلك كدة الواد "تيفه" شافك ىف مرة وا ِ‬
‫وعرف من أأبوه لك حاجة عنك ‪ ,‬وشلك الصنارة مغزت اي مجيل‬

‫رمغ حماوالت "ايمسني" الاس تغراق ىف النوم اال أأن النوم أأىب أأن يس يطر علهيا وقضت معرم ليلهتا‬
‫ىف التفكري ىف شلك هذا الـ " مصطفى" ‪ ,‬و أأمه شئ أأخالقه وطباعه ‪ ,‬ومل تنىس قبل أأن ختدل اىل‬
‫النوم أأن تصىل صالة الاس تخارة لتسأأل هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬أأن ييرس لها ان اكن هذا ا ألمر خري لها و أأن‬
‫يرصفه عهنا ان اكن فيه رش لها ‪ ..‬وىف الهناية استسلمت "ايمسني" اىل سلطان النوم‪.‬‬
‫البارت الثاين‬

‫ارتدت "ايمسني" مالبسها اليت اختارهتا بعناية ولفت جحاهبا وتأأملت نفسها يف املرأة ‪ ,‬اكنت يف غاية‬
‫التوتر والقلق فهذه يه املرة ا ألوىل اليت يتقدم أأحدمه بطلب يدها ‪ ,‬شعرت أأهنا تريد أأن تسأأهل‬
‫عرشات ا ألس ئةل لتتأأكد من أأنه الشخص املناسب لها ‪ ,‬وىف نفس الوقت شعرت أأهنا لن تس تطيع أأن‬
‫تتفوه ببنت شفه‪.‬‬
‫دخلت "رهيام" الغرفة ل ُتخرج "ايمسني" من رشودها‬
‫‪ -‬ايه أأخبار عروستنا ؟‬
‫‪ -‬مهوت اي "رهيام" حسه اىن هيغمى عليا‬
‫‪ -‬ههههههه معلش حبيبىت لكنا لها‬
‫‪ -‬حسه اين متوترة أأوى ومكسوفة أأوى‬

‫يف هذه ا ألثناء دخلت "مسية" ‪ :‬يال اي "سوسو" أأبوىك قاىل أأندهكل‬
‫"ايمسني" بفزع ‪ :‬برسعة كدة ‪ ..‬خلهيم يعقدوا مع بعض شوية‬
‫بوك ‪ ..‬يال اي بت بالش دلع‬‫"رهيام" ‪ :‬يعين الراجل دابب املشوار ده لكه عشان يعد مع أأ ِ‬
‫سارت "ايمسني" اىل الصالون ويه تناىج رهبا ىف رسها وتدعوه أأن يقدر لها اخلري حيث اكن ‪ ,‬اكنت‬
‫تشعر أأن قدمهيا ال تس تطيع محلها ‪ ,‬جذبهتا أأهما قبل أأن تدخل الهيم قائةل ‪:‬‬
‫‪ -‬استين هتدخىل كدة وايدك فاضية ‪ ..‬خدى قدىم صينية احلاجة الساقعة دى‬
‫‪ -‬ماما أأبوس ايدك ش يلهيا انىت أأان شايةل نفيس ابلعافية‬

‫دخلت "ايمسني" و أألقت السالم وىه تنرر اىل ا ألرض ‪ :‬السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ورمحة هللا وبراكته‬
‫‪ -‬وعليمك السالم أأهال ابلعروسة‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ازيك اي بنىت‬
‫مل ترفع "ايمسني" عينهيا لرتى حمدثهيا ولكهنا مزيت من أأقداهمم أأهنم امر أأة ورجلني‬
‫‪" -‬عبد امحليد" سلمي عىل طنء "كوثر" اي "ايمسني"‬
‫توهجت "ايمسني" اىل القدم ا ألنثوية وسلمت جفذبهتا "كوثر" وقبلهتا قائةل‪:‬‬
‫‪ -‬بسم هللا هللا أأكرب ‪ ..‬ازيك اي عروسة‬
‫متمتت "ايمسني" بصوت خافت ‪ :‬امحلد هلل‬

‫جلست "ايمسني" ىف املقعد الفارغ جبوار الس يدة "كوثر" وادلة "مصطفى" ‪ ,‬متنت "ايمسني" أأن ترفع‬
‫عيهنا لرتاه لكهنا مل جترؤ عىل ذكل ‪ ,‬حتدث امجليع ىف مواضيع متفرقة وتشاركوا الضحاكت واملزاح‬
‫اخلفيف ‪ ,‬وظلت "ايمسني" مس متعة الهيم دون أأن تشاركهم احلديث‬
‫‪" -‬عبد امحليد" ‪" :‬ايمسني" اي بنىت شوفىت عريسك ؟‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪_____________ :‬‬
‫‪" -‬عبد امحليد" ‪ :‬الزم تشوفيه اي بنىت ده جواز يعين الزم قبول من الطرفني‬
‫‪ " -‬ايمسني" ‪____________ :‬‬
‫‪" -‬كوثر" ‪ :‬اظاهر عروستنا مكسوفة‬
‫‪" -‬صادق" وادل " مصطفى" ‪ :‬والعريس كامن شلكه حمرج‬
‫‪" -‬عبد امحليد" ‪ :‬طيب اي جامعة نسيهبم شوية لوحدمه عشان يعرفوا يتلكموا براحهتم‬

‫هنض امجليع وتوهجوا اىل ا ألنرتيه اذلى ال يبعد كثريا عن املاكن اذلى جيلس فيه "مصطفى" و‬
‫"ايمسني"‬
‫‪ " -‬مصطفى" ‪ :‬ازيك عامةل ايه؟‬
‫‪" -‬ايمسني" خبجل ‪ :‬امحلد هلل‬
‫‪ -‬انىت دكتورة بيطرية مش كدة ؟‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬طيب أأان عارف لك حاجة عنك من وادلك انىت بأأه عايزة تعرىف عين ايه ؟‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪______________ :‬‬
‫‪ -‬طيب بصييل عىل ا ألقل‬
‫‪ -‬حرضتك اتلكم عن نفسك أأان مفيش عندى أأس ئةل معينة‬
‫‪ -‬طيب أأان امسي "مصطفى" عندى ‪ 54‬س نة و ‪ 9‬شهور ‪ ,‬همندس برتول ىف رشكة كبرية ىف البحر‬
‫ا ألمحر بزنل القاهرة اس بوع لك شهر ‪ ,‬يعين عايز واحدة مس تعدة تتحمل ظروف شغىل ألين هغيب‬
‫عهنا ‪ 5‬أأسابيع لك شهر ‪ ,‬هواايىت ىه لعب املالمكة وكامن حبب س باق الس يارات‪.‬‬

‫أأثناء حديثه اكنت "ايمسني" ختتلس النرر اليه ‪ ,‬ر أأته شااب هادئ املالمح عينيه سوداويني مخرى‬
‫البرشة بنفس لون برشهتا دليه شعر قصري جدا أأسود اللون ‪ ,‬أأمكل "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شقىت جاهزة عىل الفرش بس ‪ ,‬ولو قبلتيين واكن لينا نصيب مع بعض ان شاء هللا الفرح هيكون‬
‫خالل شهرين ابلكتري‬
‫‪ -‬شهرين ؟!‬
‫‪ -‬أأيوة ان شاء هللا ا ألمر مش هيطول عن كدة أأان متلكم مع وادلك ىف املوضوع ده ‪ ,‬و أأان هاخد أأجازة‬
‫من شغىل الفرتة اجلاية عشان أأقدر أأخلص الشقة قبل معاد الفرح‬

‫انهتت الزايرة ورحلوا ىف انترار رد العروس‬


‫‪ ,‬توهجت "ايمسني" اىل امحلام وتوضأأت وصلت اس تخارة مرة أأخرى فهىى مل تتوقف عن أأداهئا منذ أأن‬
‫بد أأ هذا املوضوع ‪ ,‬شعرت بأأهنا مل تس تطع أأن تكون فكرة واحضة عنه وال تس تطيع احلمك جيدا عىل‬
‫مشاعرها فهىى ال تشعر بشئ عىل الاطالق ‪ ,‬ال برغبة ىف القبول وال برغبة ىف الرفض ذلكل تركت‬
‫الاختيار بيد هللا ‪-‬عز وجل‪ , -‬اكن أأكرث ما يقلقها هو هذه اخلطوبة القصرية الىت لن تتعدى الشهرين‬
‫‪ ,‬تساءلت ىف نفسها هل تس تطيع أأن تتعرف عليه وتعتاد عليه ىف هذه الفرتة القصرية ؟!‬

‫اكن من الواحض اجلىل أأن "عبد امحليد" سعيدا جدا بـ "مصطفى" فهو مل يكن ليمتىن خشص أأفضل منه‬
‫البنته ‪ ,‬وما زاد من متسكه به هو أأن "مصطفى" اتفق معه أأن يتكفل مبعرم اجلهاز والفرش حىت‬
‫ينهتىى رسيعا من اعداد شقة الزوجية فرفع بذكل عن اكهةل محل ثقيل من النفقات‪.‬‬
‫أأخربت "ايمسني" وادلها عن خماوفها من قرص فرتة اخلطوبة ‪ ,‬لكنه مل يلتفت ذلكل و أأخربها أأنه سأأل‬
‫عليه جيدا و أأنه شاب ممتاز ال غبار عليه‪.‬‬
‫البارت الثالث‬

‫جاء اليوم املوعود وارتدت فيه "ايمسني" فس تاهنا اذلى عرثت عليه بعد عناء و أأجرته من أأجل هذا‬
‫اليوم ‪ ,‬فاكن اختيارها موفق اذ أأهنا لطاملا اكنت تمتتع بذوق ر ٍاق يف اختيار مالبسها رمغ بساطهتا ‪,‬‬
‫اكن فس تاهنا ذو لون موف مطعم ببعض الفصوص فضية اللون وارتدت طرحتني من اللونني املوف‬
‫والفىض واكن مكياهجا هادئ أأظهر رقهتا وجامل مالحمها‪.‬‬

‫اكنت الزغاريد ال تنقطع منذ الصباح فهىي البكرية والفرح هبا هل مذاق خاص ‪ ,‬اكنت حفةل اخلطوبة‬
‫صغريه ىف مزنلها املتواضع تضم ا ألرساتن فقء ‪ ,‬و "سامح"احدى صديقات " ايمسني" املقرابت من‬
‫أأايم الثانوية‬

‫‪ " -‬سامح" ‪ :‬رمر اي اخواىت ‪ ..‬رمر اللهم ابرك‬


‫‪" -‬ايمسني" ‪ :‬جبد اي "سامح" ‪ ..‬حلو الفس تان والطرحة وامليك أب‬
‫‪" -‬سامح" ‪ :‬بقوكل رمر‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ :‬رمر ابلسرت خيىت‬
‫‪" -‬رهيام" ‪ :‬يال اي عروسة الناس مس تنية بره‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ :‬حارض خارجة أأهو‬
‫خرجت "ايمسني" من غرفهتا وتعالت الزغاريد مرة أأخرى ىف أأرجاء املزنل‪.‬‬
‫قبل يومني خرجت ا ألرساتن وانتقت "ايمسني" دبةل اخلطوبة والش بكة املكونة من خامت رقيق و‬
‫سلسةل بس يطة يتدىل مهنا قلب صغري ‪ ,‬اكنت سعيدة للغاية فهذه ىه املرة ا ألوىل اليت ترتدى فهيا‬
‫ذكل املعدن اذلهيب النفيس اذلى خيطف عقول النساء ‪ ,‬فمل تكن ظروف ارسهتا تسمح برشاء مثل‬
‫هذه الرفاهيات‪.‬‬

‫جلست "ايمسني" جبوار "مصطفى" وقدمت "كوثر" صنية علهيا الش بكة اىل ابهنا ليلبسها لعروس ته ‪,‬‬
‫قالت "ايمسني" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي طنء ممكن حرضتك الىل تلبسيين الش بكة‬
‫‪" -‬كوثر" ‪ :‬ليه اي حبيبىت ده "مصطفى" خالص بأأه خطيبك وقريب أأوى هيبقى جوزك‬
‫‪" -‬ايمسني" حبرج أأكرب ‪ :‬معلش اي طنء مش هينفع‬
‫نررت الهيا أأهما نررة معناها (عدهيا مفهياش حاجة)‬

‫لكن "ايمسني" اكنت مرصة أأال يلمس يدها قبل كتب الكتاب مفازال رجل غريب عهنا ‪ ,‬شعرت‬
‫بضيق "مصطفى" من ترصفها لكهنا حدثت نفسها قائةل (من أأرىض هللا بسخء الناس رىض هللا‬
‫عنه و أأرىض عنه الناس) ‪ ,‬أألبس هتا "كوثر" الش بكة ‪ ,‬شعرت "ايمسني" بأأن قلهبا يرقص فرحا فهاىه‬
‫حلقت بركب صديقاهتا وجاراهتا اخملطوابت‪.‬‬

‫==========================‬

‫ىف هذه اللحرة وىف حديقة فيال كبرية ىف املعادى اكن هناك حفل خطوبة ألحد أأكرب رجال ا ألعامل‬
‫ابلقاهرة ‪" ..‬معر نور ادلين ا أللفي" ‪ ..‬اكن "معر" يف الـ ‪ 53‬من معره ‪ ,‬أأمسر طويل عريض املنكبني‬
‫ذو شعر أأسود حريري ‪ ,‬جتمع مالحمه بني الوسامة والرجوةل ‪ ..‬رجل تمتناه الكثري من النساء ليس‬
‫لشلكه ووسامته فقء بل ملركزه االجامتعى وثراءه الفاحش أأيضا ‪ ,‬فبالرمغ من صغر س نه اال أأنه ميكل‬
‫ويدير العديد من املصانع وا ألراىض والرشاكت اليت اكنت ملاك ألجداده ولكنه بذاكئه وحسن ادارته‬
‫ألعامهل جنح ىف توس يع أأعامهل حىت ذاع صيته داخل مرص وخارهجا‪.‬‬

‫أأقبل رجل ىف العقد السادس من معره عىل "معر" قائال ‪:‬‬


‫‪ -‬ابين حبيىب ‪ ,‬أأخريا عشت وشوفت اليوم ده‬
‫‪" -‬معر" وهو يقبل يد وادله ‪ :‬اباب ‪ ,‬ربنا ما حيرمين منك‬
‫‪ -‬مربوك اي "معر" أأخريا هنفرح بيك ‪ ,‬بقوكل ايه ما تطولش ىف اخلطوبة هاا عايز أأش يل والدك قبل‬
‫ما أأموت‬
‫‪" -‬معر" ضاحاك ‪ :‬ربنا يديكل طوةل العمر اي اباب ‪ ,‬ما تقلقش هو ده أأصال الىل أأان انوى عليه‬

‫ر أأى "معر" وادلته "كرمية" مقبةل عليه فاس تقبلها اببتسامة قائال ‪ :‬أأىم الغالية ‪ ,‬ىه فني العروسة مش‬
‫هتزنل بأأه‬
‫‪ -‬ا ألم ضاحكة ‪ :‬هههههه اصرب عىل رزقك ‪ ,‬خالص خلصت لبس والكوافري كامن خلص شغهل‬
‫‪" -‬معر" واجام ‪ :‬كوافري ؟ يعين راجل الىل بزيوقها ؟‬
‫‪" -‬كرمية" ‪ :‬بقوكل ايه ما تضايقش البنت الهناردة ‪ ,‬يوم سيهبا تفرح بيه وبعدين انت ابقى طبعها‬
‫بطبعك‬

‫أأقبلت "اننيس" ىف فس تاهنا زهرى اللون اذلى ُمصم عىل يد أأشهر مصممي ا ألزايء ىف العامل ‪ ,‬اكنت‬
‫فاتنة ختطف ا ألنرار بعينهيا اخلرضاويني وشعرها ا ألشقر اذلى رفعته اىل اخللف ‪ ,‬وبرشهتا امللساء‬
‫انصعة البياض ‪ ,‬اكنت اك ألمرية تزنل عىل سالمل الفيال ليس تقبلها أأمريها الساحر‪.‬‬

‫‪ -‬أأمسك "معر" يدهيا وقبلها ومهس لها ‪ :‬حبيبيت‬


‫‪" -‬اننيس" اببتسامهتا الساحرة ‪ :‬جعبتك ؟‬
‫‪ -‬امت ألت عيناه بنررات احلب واالجعاب قائال ‪ :‬جعبتيين بس ‪ ,‬ده انىت هوس تيين ‪ ..‬امعىل حسابك‬
‫فرتة اخلطوبة هتكون قصرية جدا‬

‫حضكت "اننيس" بنعومة ‪ ,‬وسارت يدها ىف يده وهنأأ امجليع وابرك لهذين العروسني ‪ ,‬اكنت نررات‬
‫امجليع الهيم جتمع ما بني احلسد واالجعاب والانهبار ‪ ,‬فاالثنان ميثالن ثنايئ العام ‪ " ,‬اننيس" ابنة رجل‬
‫أأعامل شهري وال تقل ثراء عن " معر" ‪ ,‬فاكن امجليع يراهام مثاليان لبعضهام البعض‪.‬‬

‫أأقبلت "نريمني" صديقة "اننيس" املقربة حامةل خمدة من الس تان الوردى موضوع علهيا دبل اخلطوبة‬
‫‪ ,‬اكنت ادلبلتان مربوطتان ببعضهام البعض برشيء س تان أأمحر ‪ ,‬أألبس "معر" ادلبةل لـ "اننيس"‬
‫وفعلت "اننيس" معه ابملثل ‪ ,‬و أأقبل وادل "معر" ليقص الرشيء ‪ ..‬ووسء تصفيق ومباركة احلضور‬
‫قبلها "معر" عىل وجنتهيا قائال ‪ :‬مربوك اي حبيبىت أأان الهناردة أأسعد راجل ىف ادلنيا‬

‫رقص اخلطيبان عىل أأنغام موس يقى حاملة ‪ ..‬اكنت نررات "معر" الهيا حتمل الكثري من معاىن احلب‬
‫واحلنان ود لو متر ا ألايم رسيعا ليجمتعا معا ىف بيت واحد ‪ ,‬نرر الهيا قائال ‪ :‬فاكرة أأول مرة شوفتك‬
‫فهيا ؟‬
‫‪" -‬اننيس" ضاحكة ‪ :‬طبعا ودي حاجة تتنيس‬
‫‪ -‬كنت راجع من الشغل وشوفتك راكنه عربيتك عىل مجب وشلكك بتواهجىى مشلكة معاها ‪..‬‬
‫طلبت من السواق يوقف العربية ونزلت أأعرض علييك املساعدة‪ ..‬قولتييل ان عربيتك فهيا مشلكة ‪,‬‬
‫سبت السواق مع عربيتك وخدتك معااي ىف عربييت‬
‫‪ -‬أأهاا وفضلت تعاكس ىن طول الطريق‬
‫‪ -‬حد يبقى مجبة القمر ده وميعاكسوش‬
‫أأسعدهتا لكامت "معر" فلطاملا أأحبت سامع لكامت الاجعاب الىت يلقهيا الرجال عىل مسامعها دامئا ‪,‬‬
‫اكنت مدركة ملدى جاملها وجاذبيهتا جيدا‬
‫وعىل احدى الطاوالت جلست س يداتن تنرران الهيام وتتحداثن‬
‫‪" -‬جهيان" ‪ :‬بنتك وقعت واقفة اي "اندين"‬
‫‪" -‬اندين" ضاحكة ‪ :‬طول معرها شاطرة ‪ ,‬جابت الراجل عىل مال وشه ‪ ,‬شايفة بيبصلها ازاى‬
‫‪ -‬ال ومش أأى راجل ‪ ,‬ده "معر ا أللفى" يعين هتضمىن ان بنتك هتعيش ملكة طول معرها وطبعا‬
‫هينوبك من احلب جانب‬
‫‪" -‬اندين" ابس تعالء ‪ :‬ما ىه اكنت عايشة ملكة طول معرها ‪ ,‬انىت نسييت ىه بنت مني واان مراة‬
‫مني وال ايه ؟‬
‫نت عارفني كويس ان جوزك غرقان ىف ادليون بسبب لعب‬ ‫‪ -‬ال منستش اي حبيبىت ‪ ,‬بس أأان وا ِ‬
‫القامر الىل أأدمنه‬
‫‪" -‬جهيان" بغضب ‪ :‬وطي صوتك انىت عايزة تفضحينا‬
‫‪ -‬ال أأبدا اي قليب هو أأان قولت ايه يعين‬
‫‪ -‬اقفىل عىل املوضوع ده ‪ ,‬مش عايزاه يتفتح اتىن ‪,‬احليطان لهيا ودان ‪ ,‬انىت عايزة اجلوازة تبوظ وال‬
‫ايه‬
‫‪ -‬مش قصدى ‪ ,‬أأان ‪...‬‬
‫‪ -‬قالت "اندين" والرشر يتطاير من عينهيا ‪ :‬قولتكل مش عايزة أأمسع لكمة اتنية ىف املوضوع ده ‪ ,‬انىت‬
‫عارفاىن كويس اي "جهيان" اتقى رشى أأحس نكل‬
‫‪ -‬بلعت "جهيان" ريقها بصعوبة قائةل ‪ :‬طيب اي "اندين" خالص أأان أسفة ‪ ..‬مش هفتح املوضوع ده‬
‫اتىن‬

‫اكنت تعمل جيدا أأن "اندين" امر أأة رشانية ولن ترتدد ىف أأذيهتا فأثرت الصمت‪.‬‬
‫البارت الرابع‬

‫يف صباح اليوم التايل للخطوبة ‪ ,‬متلملت "ايمسني" يف فراشها وفتحت عيهنا ببءء و أأول ما نررت‬
‫اليه هو تكل ادلبةل اذلهبية الىت تزين يدها الميىن ‪ ..‬ارتسمت ابتسامة صغرية عىل شفتهيا ويه تتذكر‬
‫أأحداث الليةل املاضية و أكهنا حمل مجيل ‪ ..‬ها ىه أأخريا أأصبحت فتاة خمطوبة وما ىه اال أأسابيع قليةل‬
‫وتصبح زوجة لها بيهتا وحياهتا اخلاصة ‪ ..‬اكنت مس تغرقة يف أأحالم اليقرة عندما فتحت "رهيام" ابب‬
‫الغرفة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهو هو ده الىل أأان كنت خايفة منه‬
‫‪" -‬ايمسني" ابس تغراب ‪ :‬هو ايه ده الىل خايفة منه ؟‬
‫‪ -‬بد أأان نرسح ونروح ىف دنيا اتنية ونبتسم ‪ ,‬وشوية شوية هالقييك بتلكمى نفسك‬

‫قذفهتا "ايمسني" بوسادهتا وتعالت حضاكهتام معا‬


‫‪ ,‬اقرتبت "رهيام" من "ايمسني" وعانقهتا قائةل‪:‬‬

‫‪ -‬مربوك اي أأحىل عروسة ىف ادلنيا ‪ ,‬ربنا يوفقك ىف حياتك وجيعلها لكها سعادة ىف سعادة‬
‫‪ -‬أأان فرحانة أأوى اي "رهيام"‬
‫‪ -‬ههههههه مش حمتاجة تقوىل ‪ ,‬لك حاجة ابينه عىل وشك ‪ ..‬ربنا يبعد عنك احلزن ويدمي علييك‬
‫الفرح اي "ايمسني" ‪ ...‬مث رفعت يدهيا اىل السامء و أأضافت مازحة ‪ :‬و أأحصكل قريب ايااااااااارب‪.‬‬

‫حضكت "ايمسني" وقالت لها ‪ :‬متس تعجليش ‪ ,‬لك حاجة ىف أأواهنا ‪ ,‬راب يرزقك انىت كامن ابلراجل‬
‫الىل يصونك ويقدر قميتك اي "رهيام" اي أأحىل أأخت ىف ادلنيا‬

‫تعانقتا مرة أأخرى ودخلت علهيم "مسية" لرتاهام هكذا فرغام عهنا ترتقرق ادلموع ىف عينهيا ودعت هللا‬
‫أأن يبارك ىف بنتهيا ويرصف عهنام لك سوء‪.‬‬

‫توقفت س يارة "بنتىل مولسان" الربيطانية الفارهة اليت لن جتد مثلها ىف شوارع القاهرة أأمام مقر‬
‫مجموعة رشاكت ا أللفى لالس ترياد والتصدير ‪ ..‬اكن البناء خضام شاخما ذو طابع معامرى حديث يتسم‬
‫ابلرىق والفخامة ‪ ..‬نزل السائق ليفتح الباب اخللفي ليزنل منه "معر" وهو يرتدى جاكت أأسود اللون‬
‫أأنيق حتته بلوفر رمادى ذو رقبة عاليه وبنطلون جينس رمادى ‪ ,‬ونرارة مشس ماركة شهرية ‪ ,‬اكن‬
‫أأنيق َا ساحر َا خيطف ا ألنرار ‪ ..‬سار برسعة ورشاقة وعرب أأروقة املبىن الرخامية ‪ ..‬احلارس ‪:‬‬

‫‪ -‬صباح اخلري اي ابمشهندس "معر"‬


‫‪ -‬صباح النور‬

‫دلف "معر" اىل ا ألسانسري واختار الطابق ا ألخري اذلى حيوي مكتبه وماكتب أأعضاء جملس ادارة‬
‫الرشكة ‪ ,‬توقف ا ألسانسري يف الطابق املطلوب ‪ ,‬خرج "معر" وسار عىل السجادة الطويةل ذات‬
‫اللونني الزييت و البيج والىت متتد عىل طول الرواق من ا ألسانسري اىل مكتبه ‪ ..‬مبجرد أأن مر عىل‬
‫مكتب السكرترية هبت واقفة ‪:‬‬

‫‪ -‬صباح اخلري اي ابمشهندس "معر"‬


‫‪ -‬صباح اخلري اي مدام "حنان"‬

‫دخل "معر"مكتبه وخلفه سكرتريته اخلاصة ومديرة مكتبه ذات املرهر اجلاد واليت يبدو علهيا أأهنا ىف‬
‫العقد الرابع من معرها‪ ,‬واليت يأأمتهنا عىل الكثري من أأرسار الرشكة لثقته الشديدة هبا‬

‫‪ -‬ابمشندس ‪ ,‬حمتاجني امضة حرضتك عىل امللف ده حاال‬


‫‪" -‬معرو" وهو جيلس عىل مكتبه ويلتقء مهنا امللف ويتصفحه ‪ :‬ها ‪ ..‬مجعتوا المكية املطلوبة ؟‬
‫‪ -‬أأيوة اي فندم وقبل املعاد احملدد كامن‬
‫‪ -‬ممتاز ‪ ..‬الشحنة هتدخل امجلارك امىت ؟‬
‫‪ -‬ىه حاليا عىل رصيف املينا وىف انترار امضة حرضتك‬

‫ذيل "معر" امللف بتوقيعه ا ألنيق و أأغلقه و أأعطاه ملديرة مكتبه ‪ ,‬ومبجرد خروهجا من املكتب أأغلقت‬
‫الباب الفاصل بني مكتهبا ومكتبه ‪ ,‬تناول "معر" هاتفه النقال من جيبه واتصل برمق حيفره عن ظهر‬
‫قلب ‪ ..‬صوت جرس ‪ ..‬مث ‪:‬‬

‫‪ -‬أألو‬
‫‪ -‬حبيبيت صباح اخلري‬
‫‪-‬صباح النور اي "معر"‬
‫‪ -‬وحش تيين أأوى‬
‫‪ -‬وانت كامن‬
‫كنت امبارح زى القمر ‪ ,‬ال زى القمر ايه ده القمر اكن مكسوف منك‬ ‫‪ِ -‬‬
‫‪" -‬اننيس" بدلع ‪ :‬امبارح بس ؟‬
‫نت يوم ا ِ‬
‫نت رمر ‪ ..‬رمري الىل بينور لياليا والىل قريب أأوى هيبقى معااي ومش هيفارقىن‬ ‫‪ -‬ال طبعا ا ِ‬
‫حلرة‬

‫‪" -‬اننيس" جبدية ‪" :‬معر" اي ريت مانس تعجلش ‪ ,‬يعين احنا لسه خطوبتنا اكنت امبارح مش معقول‬
‫هنتلكم ىف جوازان الهناردة‬
‫نت مش حبه تكوىن معااي ىف بييت ؟‬ ‫‪" -‬معر" ىف ضيق ‪ :‬يعين ا ِ‬
‫‪ -‬تداركت "اننيس" خطأأها برسعة ‪ :‬ال طبعا اي حبيىب عايزة أأكون معاك الهناردة قبل بكرة ‪ ,‬بس‬
‫خلينا دلوقىت نفرح خبطوبتنا ‪ ,‬ها هتوديين فني الهناردة ؟‬
‫‪ -‬أأى ماكن حبيبيت خيتاره ‪ ,‬أأان حتت أأمره‬
‫‪ -‬مممممم ايه ر أأيك نطلع يومني رشم ؟‬
‫‪ -‬يومني ‪ ..‬بس اي "اننيس" اليومني دول أأان مضغوط جامد ىف الشغل‬
‫‪" -‬اننيس" يف ضيق واحض ‪ :‬خالص متبقاش تتلكم بقلب جامد وتقوىل أأختار وحتت أأمرك طاملا‬
‫شغكل أأمه مىن‬
‫‪ -‬خالص اي معرى أأان مهيونش عليا زعكل هفىض نفىس عشانك ‪ ,‬وال تزعىل نفسك ‪ ,‬أأان مفيش‬
‫عندى أأمه منك‬
‫‪" -‬اننيس" ضاحكة ‪ :‬تسلمىل حبيىب ‪ ,‬جههز نفيس وانت خلص الىل وراك وعدى عليا ىف الفيال ‪,‬‬
‫اوعى تتأأخر‬
‫‪" -‬معر" ابسام ‪ :‬مقدرش أأتأأخر عىل حبيبيت ‪ ,‬حببك ‪ ,‬هتوحشيين حلد ما أأشوفك ‪ ,‬سالم اي معري‬
‫‪ -‬سالم‪.‬‬
‫بعد انهتاء املاكملة قالت "اندين" لـ "اننيس" والىت اكنت تس متع اىل املاكملة ‪:‬‬
‫نت عايزة تنقطيين‬ ‫نت ‪ ..‬بيتلكم عن اجلواز تقوليهل أأما امتتع خبطوبتنا ‪ ..‬ا ِ‬‫نت غبية اي بنت ا ِ‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫‪ -‬يوه اي ماىم أأان مش مس تعدة للجواز ولتقييد احلرية دلوقىت‬
‫نت مش عارفه املصيبة الىل احنا واقعني فهيا‬ ‫نت عايزة تنقطيين ‪ ..‬ا ِ‬ ‫‪ -‬هو مبزاجك ا ِ‬
‫‪" -‬اننيس" بتأأفف ‪ :‬عارفة عارفة مش لك شوية تفكريين‬
‫‪ -‬ال الزم لك شوية تفتكرى ومتنسيش أأبدا ان لك أأمالكنا تقريبا مرهونة‪ ..‬وان ما أأنقذانش نفس نا‬
‫هنالىق نفس نا قريب أأوى ىف الشارع‬
‫‪" -‬اننيس" بعصبية ‪ :‬لك ده بسبب جوزك ولعبه للزفت القامر‬
‫بوك مايصحش تتلكمى عنه ابلطريقة دى‬ ‫‪" -‬اندين" غاضبة ‪ :‬بنت احرتيم نفسك ده أأ ِ‬
‫‪ -‬أأوف‬
‫‪ -‬امسعيين كويس ‪" ,‬معر" مش عايزاه يفلت من ايدينا ‪ ..‬فهامىن ‪ ..‬حمدش غريه هيقدر خيرجنا من‬
‫الورطة الىل احنا فهيا‬
‫‪ -‬عارفة ‪ ..‬مع انه مش الشخصية الىل كنت أأحمل اىن أأجتوزها بس فلوسه ختليين أأتغاطى عن لك‬
‫حاجاة اتنية‬
‫‪ -‬أأمه حاجة ان اجلوازة تمت يف أأقرب وقت ممكن ‪ ..‬عشان لو حصل أأى حاجة يكون خالص اجتوزك‬
‫نت ملزمة منه وابلتاىل مش هيقدر يسيب أأهكل ىف ورطهتم دى وأأكيد هيساعدان‬ ‫وا ِ‬
‫‪" -‬اننيس" اببتسامة خبيثة ‪ :‬متقلقيش ده خالص بأأه بيتنفس حاجة امسها " اننيس" ومايقدرش‬
‫نت عارفه كويس ان مفيش راجل يقدر يقاوم حسر "اننيس"‬ ‫يعيش من غريي ‪ ..‬ا ِ‬
‫‪ -‬عارفة اي بنت أأمك‬

‫تبادلتا نررات ماكرة والابتسامة تعلو شفاههام‪.‬‬


‫البارت اخلامس‬

‫أأثناء اس تغراق "معر" واهنامكه يف مراجعة ا ألوراق اليت أأمامه ‪ ..‬مسع دقات صغرية عىل الباب مث‬
‫انفتح ليدخل شااب طويل أأبيض البرشة عسيل العينني يرتدى بدةل أأنيقة وهيتف مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي عريس ‪ ,‬عقبال ما نشوفك ىف الكوشة‬
‫اتسعت ابتسامة "معر" وهو يهنض ليعانق صديقه ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يسلمك اي "كرم" ‪,‬عقباكل‬
‫‪ -‬بعد الرش تف من بقك‬
‫‪" -‬معر" ضاحاك ‪ :‬ليه بس كده‬
‫‪ -‬حمالها عيشة احلرية ‪ ,‬ايه الىل خيليين أأجيب لنفيس القرف ووجع القلب اي ابىن ‪ ,‬أأان كدة ‪ 011‬فل‬
‫و ‪01‬‬
‫‪ -‬بكرة تيجي الىل تغريكل ر أأيك ده و أأالقيك بتقوىل احلقىن اي "معر" أأان طبيت‬
‫‪ -‬هههههههه ما أأظنش ان اليوم ده هييجي أأبدا‬
‫‪ -‬ال هييجي بكرة تشوف‬
‫‪ -‬مايش اي مع أأنمت السابقون وحنن الالحقون ان شاء هللا‬

‫عاود "معر" اجللوس خلف مكتبه وجلس "كرم" عىل املقعد أأمامه ‪ :‬ها أأخبار حفةل امبارح ايه؟‬
‫‪ -‬اكنت ممتازة ‪ ..‬مكنش انقصها غريك‬
‫‪ -‬اي راجل قول الكم غري ده ‪ ..‬أل يعين افتقدتين أأوى ‪ ..‬لو اكن مهك اىن أأحرض خطوبتك مكنتش‬
‫حدفتىن احلدفة السودة دي وبعتىن السفرية دى يوم خطوبتك‬
‫‪" -‬معر" معل ّال ذكل ‪ :‬أأمعل ايه اي "كرم" ‪ ..‬انت عارف اللخبطة الىل حصلت ىف تسلمي حشنة العنب‬
‫ومكنش ىف حد غريك هيقدر يقوم ابملهمة دى ولو كنا اتأأخران شوية اكن زمان الشحنة لكها فسدت‬
‫واكنت اخلسارة هتبقى كبرية‬
‫‪ -‬عارف اي س يدي اىن دراعك الميني ‪ ..‬واىن أأكرت حد انت بتثق فيه‬
‫‪ -‬مش بس كدة ‪ ..‬انت صاحىب و أأخواي الىل ما ودلهتوش أأىم ‪ ..‬احنا حصاب من أأايم ابتدايئ اي‬
‫"كرم" وحلد دلوقىت ما افرتقناش أأبدا‬
‫‪ -‬أه أأايم ‪ ..‬فاكر أأما كنا ىف اثنوي والبنت أأخت " أأمين املنشاوى" أأم عنني زرقا دى الىل اكنت لك ما‬
‫تشوفك ىف بيهتم تعاكسك ‪ ..‬حراكهتا اكنت مفقوسة أأوى‬
‫دوى حضك الصديقان ىف مرح وهام يس تعيدان ذكرايهتام معا ‪:‬‬
‫‪ -‬أه طبعا فاكرها ‪ ..‬دى اكن علهيا تقل دم مفيش بعد كدة‬
‫‪ -‬تقل بس ؟ ‪ ..‬ده من كرت تقل دهما كنت حاسس اهنا بتلزق ىف بعضها‬
‫دوت الضحاكت مرة أأخرى ‪ ,‬مث نرر "معر" اىل ساعته وهنض جفأأة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده أأان كدة هتأأخر ‪ ,‬سالم اي "كرم"‬
‫‪ -‬سالم اي "كرم" ؟! ‪ ..‬استىن اي ابين سالم ايه ملحقناش نعقد مع بعض وال قولتكل تفاصيل‬
‫السفرية ‪ ..‬راحي فني‬
‫‪ -‬هعدى عىل "اننيس" طالعني يومني رشم‬
‫‪ -‬مايش اي مع هللا يسهلووو ‪ ..‬أأان مش حبسد أأان بقر بس‬
‫‪" -‬معر" ىف جدية ‪" :‬كرم" مش هوصيك عىل الشغل ولو ىف أأى حاجة لكمىن ىف أأى وقت صبح أأو‬
‫ليل‬
‫‪ -‬يال انت بس ومتقلقش لكه هميىش أأكنك موجود ابلربء‬
‫‪ -‬ربت "معر" عىل كتفه قائال ‪ :‬عارف اي "كرم"‬

‫مث محل هاتفه النقال وانرصف‪.‬‬

‫********************************‬

‫نررت "اننيس" من ش باك غرفهتا اىل س يارة "معر" الفارهه وىه تعرب بوابة الفيال ‪ ..‬اكنت الفيال‬
‫تتكون من طابقني وحييء هبا حديقة كبرية يبدو عليا عالمات الاهامل و أكنه مل يراعهيا أأحد منذ وقت‬
‫طويل‪ ..‬نزلت "اننيس" ادلرج وجدت وادلهتا جتلس ىف الطابق السفيل فقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬مايم "معر" جه ‪ ..‬يال سالم‬
‫عليك ركزي ىف لك لكمة وىف لك ترصف مش عايزة أأخطاء اي "اننيس"‬ ‫‪" -‬اننيس" زى ما نهبت ِ‬
‫‪ -‬متقلقيش قولنا‪ ..‬سالم‬

‫نزلت "اننيس" درجات الفيال تتبعها خادمهتا حبقيبه هاند ابج‬


‫‪ ,‬اكنت ترتدى بنطلون جيزن وابلطو أأمحر شلكه مع شعرها ا ألشقر املتطاير لوحة فنية مثرية‬
‫‪ ..‬وجدت معر قد خرج من س يارته بعدما فتح هل السائق الباب ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبيت وحش تيين‬
‫‪ -‬وانت كامن‬
‫قبلته اننيس عىل وجنتيه ‪ ,‬ابتسم لها معر ‪:‬‬
‫‪ -‬جاهزة؟‬
‫‪ -‬جاهزة أأوى يال بينا‬
‫‪ -‬وادلتك موجودة ؟‬
‫‪ -‬ايوة جوه‬
‫‪ -‬طيب حبيبيت ما يصحش أيج هنا وتكون وادلتك موجودة و أأان ما أأسلمش علهيا‬
‫‪" -‬اننيس" وىه حتاول أأن ختفى ضيقها ‪ :‬اهاا طيب يال برسعة سمل علهيا‬

‫دخل االثنان الفيال واس تقبلهتام "اندين" الىت سلمت عىل "معر" ‪" :‬معر" ازيك اي حبيىب‬

‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬ازى حرضتك مدام "اندين"‬


‫‪ -‬خبري اي "معر" ‪ ..‬رجعتوا اتىن ليه ‪" ..‬اننيس" نسييت حاجة‬
‫‪ -‬ال اي ماىم "معر" حب يسمل ِ‬
‫عليك أأما عرف انك موجودة‬
‫‪ -‬ابتسمت "اندين" قائهل ‪ :‬حقيقي اي معر لكك ذوق‬
‫‪ : -‬اننيس" ‪ :‬يال اي "معر" بأأه‬
‫‪" -‬اندين" ‪ :‬مس تعجةل ليه اي "نوسة" لسه مش بعناش من "معر" ‪ ,‬ان شاء هللا بعد ما ترجعوا من‬
‫رشم لك العيةل اي "معر" معزومة عندان‬
‫‪ -‬تسلمي اي مدام "اندين" أأكيد طبعا يرشفنا اننا نليب دعوة حرضتك‬
‫‪" -‬اندين" ‪ :‬حصيح اي "معر" هتجيب ايه لنانيس هدية اخلطوبة ‪ ..‬اوعى تكون سفرية رشم ىه‬
‫هديهتا كدة هقول عليك خبيل عىل طول‬
‫‪" -‬معر" ‪ :‬ال طبعا مقاهما عندى أأكرب من كدة‬
‫قال ذكل مث أأخرج من جيب معطفه علبه قطيفة والتفت اىل "اننيس" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك ِ‬
‫عليك اي حبيبىت‬
‫‪ -‬قالت "اننيس" وقد ملعت عيناها من الفرحة ‪ :‬مرييس اي "معر"‬
‫فتحت العلبة لتجد سوار رائع من املاس ‪ ,‬اكدت ‪:‬اندين‪ :‬أأن تشهق من فرط حامس هتا لرؤية السوار‬
‫والتقت عيهنا بعني ابنهتا وقد اتسعت عيناها ىه ا ألخرى ‪ ,‬التفتت "اننيس" اىل "معر" قائةل بدلع ‪:‬‬
‫‪ -‬لبسهوىل انت اي "معر" بلزي‬

‫نررت "اندين لـ "اننيس" نررة رىض وقد أأجعهبا ما فعلت ’ أألبسها "معر" السوار ىف يدها اليرسى‬
‫فتحسس ته بيدها الميين وداعبت فصوصه الىت تساوى لك مهنا مبلغا ال يس هتان به ‪ ,‬مث طبعت قبةل‬
‫عىل وجنة "معر" قائةل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبييب مرييس جبد عىل الهدية امجليةل دى‬
‫‪" -‬معر" مبتسام ‪ :‬املهم اهنا تكون جعبتك‬
‫‪ -‬نررت اليه نررات معربة قائةل ‪ :‬جعبتىن جدا كفاية اهنا منك انت‬

‫قالت جفأأة مبرح ‪ :‬يال بأأه عشان منتأأخرش أأكرت من كدة‬


‫‪ -‬التف " معر" اىل "اندين" قائال ‪ :‬مع السالمة اي مدام "اندين"‬
‫‪ -‬مع السالمة اي "معر" ‪ ..‬مع السالمة اي "اننيس" ‪ ..‬خىل ابكل مهنا مش هوصيك‬
‫‪ -‬دى ىف عنيا متقلقيش علهيا‬

‫اتبعهتام "اندين" بعينهيا وابتسامة كبرية مرسومة عىل شفتهيا حىت ركبا االثنان الس يارة وانطلقا اىل‬
‫املطار ومنه اىل رشم‪.‬‬

‫البارت السادس‬
‫بعد صالة املغرب رن جرس الباب ففتح "عبد امحليد" واس تقبل القادم ‪:‬‬

‫‪ -‬أأهال بيك اي "مصطفى" اي ابين اتفضل‬


‫‪ -‬أأهال بيك اي معى ازى حصتك؟؟‬
‫دخل "مصطفى" حامال علبة جاتوه كبرية‬
‫‪ -‬خبري اي ابين اتفضل اقعد ‪ ..‬ليه بس ملكف نفسك‬
‫‪ -‬ال أأبدا ده فضةل خريك اي معي‬

‫جلس "مصطفى" وتوجه "عبد امحليد" اىل املطبخ ليجد "ايمسني" و أأهما يعدان العصري ‪ ,‬نرر الهيا‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال اي "ايمسني" اي بنىت خطيبك جه بره‬

‫ازدادت رسعة دقات قلهبا عندما مسعت لكمة (خطيبك) فلمك متنت سامعها وها ىه أأحالهما تتحقق‬
‫شيئا فشيئا ‪ ,‬محلت صنية العصري والكيك وتوهجت اىل الصالون بعدما أألقت نررة عىل نفسها ىف‬
‫املرأة املعلقة عيل احلائء جبوار امحلام ‪ ,‬دخلت الىل الصالون قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫توهجت حيث جيلس "مصطفى" وقدمت اليه العصري قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫‪ -‬متشكر تسمل ايدك‬
‫وضعت "ايمسني" الصنية عىل املنضدة الصغرية الىت أأمامه وجلست ىف مقعد بعيد عنه‬
‫‪ " -‬عبد امحليد" ‪ :‬اتفضل اي "مصطفى" اي ابين‪ ..‬دوء عاميل عروس تك شوف هيعجبك وال أل‬
‫‪ -‬طاملا ىه الىل معاله أأكيد هيعجبين‬
‫حضك "عبد امحليد" ‪ ..‬ودخلت "مسية" مرحبة به ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "مصطفى" اي ابىن وازى الست الوادلة واحلج ان شاء هللا يكونوا خبري‬
‫هنض "مصطفى" ومد يده وسمل علهيا قائال‪:‬‬
‫‪ -‬امحلدهلل خبري اي طنء بيسلموا عىل حرضتك‬
‫‪" -‬عبد امحليد" ‪ :‬شوية وراجعكل اي "مصطفى" ‪ ..‬البيت بيتك‬
‫‪ -‬براحتك اي معي اتفضل‬

‫خرج "عبد امحليد" جاذاب معه "مسية" وتراك "مصطفى" و "ايمسني" مبفردها ألول مرة بعد اخلطوبة‬

‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني"‬
‫‪-‬ردت "ايمسني" خبجل وىه تنرر اىل ا ألرض ‪ :‬امحلد هلل‬
‫‪ -‬ايه ‪ ..‬لك مرة هتفضىل بصه ل ألرض كدة ؟‬
‫‪-‬ابتسمت خبجل قائهل ‪ :‬يعين لسه خمدتش عىل حرضتك‬
‫‪ -‬وكامن حرضتك ‪ ..‬أل كدة كتري احنا خالص بقينا خمطوبني‬
‫تناول "مصطفى" قطعة من الكيك اذلى أأمامه ‪ ,‬مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تسمل ايدك شلكك ممتازة ىف املطبخ‬
‫ابتسمت قائهل ‪ :‬ماما عودتىن أأان و "رهيام" عىل دخول املطبخ من صغران‬
‫‪ -‬ممتاز يعين دكتورة وىف نفس الوقت ست بيت كامن‬
‫اتسعت ابتسامه "ايمسني" وسعدت كثري ُا لهذا االطراء‬
‫‪ -‬امح امح ‪" ..‬ايمسني" أأان هطلب من وادلك اننا خنرج مع بعض بكرة ‪ ..‬يعين عشان نتعرف عىل‬
‫بعض أأكرت ونكون براحتنا أأكرت‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة بس هسأأل ا ألول "رهيام" اذا اكنت فاضية بكرة وال أل‬
‫‪" -‬مصطفى" ابس تغراب ‪" :‬رهيام" مني ؟‬
‫‪" -‬رهيام" أأخىت‬
‫نت مش مع أأختك‬ ‫‪ -‬حضك "مصطفى" قائال ‪ :‬أأان عايز أأخرج ِ‬
‫معاك ا ِ‬
‫‪ -‬ما أأان فامهة ‪ ..‬بس مينفعش خنرج من غري "رهيام"‬
‫‪ -‬قال لها حبده ‪ :‬ليه مينفعش يعين ؟‬
‫‪ -‬قالت حبرج ‪ :‬كده ‪ ..‬عشان مينفعش أأان وحرضتك خنرج لوحدان‬
‫‪ -‬قال وقد ازدادت حدته ‪ :‬أأان خطيبك مش واحد من الشارع‬

‫‪ -‬تضايقت "ايمسني" وازداد ارتباكها بسبب حدته ‪ :‬مش قصدى ‪ ..‬بس مينفعش خنرج لوحدان قبل‬
‫كتب الكتاب‬
‫‪ -‬ما تقلقيش ‪ ..‬لو عىل ِ‬
‫ابابك أأان هعرف أأقنعه‬
‫‪ -‬قالت هل حبزم ‪ :‬ما أأعتقدش ان اباب ممكن يوافق وحىت لو وافق أأان مس تحيل أأخرج معاك لوحدى‬
‫‪ ..‬لو مرص عىل اخلروج الزم "رهيام" أأخىت تكون معاان‬

‫استسمل "مصطفى" مضطرا لوجود "رهيام" معهام ‪ ..‬لكنه شعر ابلضيق من هذا ا ألمر فلمك اكن يمتىن‬
‫أأن خيرجا مبفردهام مثلام يفعل أأصدقاؤه مع اخلطيبه ‪ ..‬اكن يتوقع مثل هذه العالقة و أأن يُباح هل اخلروج‬
‫والتجاوز مبا انه قد أأصبح خطيهبا ‪ ..‬لكنه مل يتوقع أأن خيطب بنت تفكر هبذه الطريقة‪.‬‬

‫============================‬
‫تناولت " كرمية" هاتفها واتصلت بـ " معر " أأاتها صوته عرب الهاتف ‪:‬‬

‫‪ -‬السالم عليمك حبيبة قليب‬


‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬وصلت ابلسالمة اي "معر" ؟‬
‫‪ -‬أأيوة اي أأىم امحلد هلل‬
‫‪ -‬طيب اي ابىن كنت بتطمن عليك ‪" ..‬اننيس" مجبك ؟‬
‫‪ -‬أل "اننيس" ىف اوضهتا أأان أعد حتت ىف املطعم منتررها‬
‫‪ -‬طيب اي حبيىب سلمىل علهيا‬
‫‪ -‬يوصل اي أأىم ‪ ..‬مع السالمة‬
‫‪ -‬مع السالمة‬

‫اهنىى املاكملة ووضع هاتفه عىل طاوةل الطعام أأمامه ‪ ,‬نرر اىل ساعهتا و أأخذ يمتلمل ىف جلس ته ‪ ,‬اكن‬
‫يرتدى حةل داكنة اللون أأضفت عليه وسامة وجاذبية كبرية ‪ ..‬مل ينتبه لنررات تكل الفتاة الىت جتلس‬
‫عىل الطاوةل الىت أأمامه ‪ ..‬اكنت تتفرس فيه جبر أأه ‪ ..‬وتكل الىت جتلس عىل ميينه ختتلس اليه النرر‬
‫رمغ جلوسها مع رجل ‪ ..‬اكن "معر" يعمل متاما بأأنه حمء أأنرار النساء بل وحمء أأطامعهن أأيضا ‪ ..‬ورمغ‬
‫ثقته الكبرية ىف نفسه اال أأنه مل يتلفت أأبدا لتكل العالقات العابرة وال لتكل النساء الالىت حياولن‬
‫ايقاعه ىف ش باكهن ونيل صداقته ‪ ..‬اكن التفكري ابملر أأة ميثل هل معىن واحد فقء ‪ ..‬وهو احلب اذلى‬
‫يتوج ابلزواج والاس تقرار ‪ ..‬فمل يكن رجل هوايئ أأو عابث ‪ ..‬بل اكن جادا نش يطا طموحا ‪ ..‬نرر‬
‫مرة أأخرى اىل ساعهتا و أأمسك هاتفه و أأوشك عىل االتصال هبا عندما وجدها تتوجه حنو‪ ..‬هنض‬
‫"معر" وعالمات العبوس واحضه عىل حمياه‪ . .‬أأزاح لها الكرىس املواجه هل لتجلس عليه‬

‫‪ -‬أأان واقعة من اجلوع ‪ ..‬ايريت تطلبلنا الألك‬


‫عندما مل تتلقى ردا رفعت نررها اليه فواهجهتا نرراته الصارمة ‪ ..‬مل تفهم "اننيس" سبب تكل النررات‬
‫‪ ..‬فقالت هل ‪:‬‬

‫‪ -‬ايه ىف حاجة ؟ ماكل ؟‬

‫‪ -‬ايه الىل ا ِ‬
‫نت البساه ده ؟‬

‫نررت اىل فس تاهنا زهرى اللون اذلى يصل اىل ركبهتا ويكشف عن ذراعهيا وعهنا وجزء من مقدمة‬
‫صدرها ‪ ,‬رفعت نررها اليه قائةل ‪:‬‬

‫‪ -‬ايه ماهل ؟ وحش؟ ده فس تان من تصمم ‪....‬‬


‫‪ -‬قاطعها ىف رصامة ‪ :‬ما هيمنيش مني مصمه ‪ ..‬ا ِ‬
‫نت مش شايفة انه مفتوح زايدة عن اللزوم‬

‫‪ -‬قالت بتأأفف ‪ :‬مفتوح ايه اي "معر" ‪ ..‬ما الناس لكها بتلبس كده‬

‫‪ -‬أأان ماليش دعوة ابلناس ‪ ..‬ليا دعوة بواحدة بس من الناس وىه ا ِ‬


‫نت اي "اننيس"‬

‫‪ -‬حمسس ىن اىن البسه لبس فاحض ‪ ..‬ده فس تان عادى جدا وحمرتم‬

‫‪ -‬ده حمرتم ؟!‬


‫‪ -‬وهللا ده لبيس وانت شايف لبيس من أأول ما اتعرفنا ‪ ..‬احنا اتعرفنا ملدة ‪ 5‬شهور قبل اخلطوبة‬
‫وشوفتىن بلبس أأصعب من كدة كامن‬

‫‪ -‬أأيوة قبل كدة مكنش يف رابء بريبطنا ببعض أأما دلوقىت ا ِ‬


‫نت خطيبيت يعين الىل ميسك ميس ىن ‪..‬‬
‫و أأان ما أأحبش مراىت حد يشوف جسمها غريي أأان وبس‬

‫‪ -‬صاحت بغضب ‪ :‬شوية شوية تقوىل غطى شعرك‬

‫‪ -‬أل مش هقوكل البس يه دلوقىت ‪ ..‬أأان عارف انك لسه مش مس تعدة للخطوة دى‬

‫‪ -‬انفعلت قائهل ‪ :‬ال دلوقىت وال بعدين ‪ ..‬بص اي "معر" أأان كدة عشت واتربيت كدة ومش ممكن أأبدا‬
‫أألبس البتاع ده عىل شعرى ‪ ..‬انت عايز تدفىن ابحليا‬

‫‪ -‬قال برصامة ‪ :‬ادفنك ابحليا عشان بغري ِ‬


‫عليك ومش عايز راجل غريي يشوف أأى حاجة منك‬

‫‪ -‬الالكم ده ما يقولوش راجل راىق ومثقف زيك ‪ ..‬وبعدين انت جايبىن هنا عشان تعكنن عليا‬
‫وتتخانق معااي‬

‫‪ -‬حاول "معر" احتواء املوقف قائال ‪ :‬ال مش جايبك عشان أأعكنن ِ‬


‫عليك اي "اننيس" ‪ ..‬بس راعي‬
‫اىن راجل وبغري عىل مراىت‬

‫‪ -‬قالت بدالل وىه حتاول تغيري املوضوع ‪ :‬مش ملا أأبقى مراتك‬
‫أأمسك يدها وقبلها ووضعها عىل وجنته ونرر اىل عينهيا قائال ‪ :‬قريب أأوى هتكوىن مراىت ‪ ..‬مراة‬
‫"معر نور ادلين ا أللفى"‬

‫وهنا حرض النادل ليسأأهلام ماذا حيبان لطعام العشاء‪.‬‬

‫==========================‬

‫‪ -‬اي مايم ده جبد مزتمت جدا وتفكريه غريب ‪ ..‬تصورى كنت البسه فس تان عىل الركبة بيقوىل انه‬
‫مكشوف أأمال لو شافىن ىف البكيين اكن قال ايه‬

‫‪ -‬قالت "اندين" عرب الهاتف ‪ :‬حاوىل متتىص غضبه وتكسبيه عىل أأد ما تقدرى‬

‫‪ -‬أأان مش متخيةل ازاى واحد ىف مركزة وىف مس تواه يفكر ابالسلوب املتخلف ده ‪ ..‬عايز يرجعنا‬
‫لزمن يس الس يد ‪ ..‬هو يأأمر وأأمينة تنفذ ‪ .‬و أأميش ىف الشارع ابملالية اللف ‪ ..‬ما بنات معته بيلبسوا‬
‫نفس س تاييل حمدش بيوهجلهم الكم ليه‬

‫‪" -‬اننيس" حاوىل تس يطرى عىل أأعصابك شوية‬

‫‪ -‬مش قادرة ده جبد انسان مس تفز وقال ايه عايزىن أأغطى شعرى انقص يقوىل اقعدى ىف البيت‬
‫وماخترجيش الا ابذين‬

‫‪ -‬ال مش لدلرجة دى "معر" انسان متحرض وابن انس ومتعمل‬


‫‪ -‬ما هو واحض التحرض !‬

‫‪ -‬خالص اي "اننيس" أأقفىل عىل السرية دى ‪ ..‬وحاوىل تكسبيه وتطاوعيه وتوافقيه عىل الكمه حىت‬
‫لو مش هتنفذيه بعد كده ‪ ..‬املهم دلوقىت ان ادلبةل الىل ىف ايدك تتنقل اليدك الشامل بأأرسع وقت‬

‫‪ -‬قالت بغنج ‪ :‬متقلقيش "معر" بأأة زى اخلامت ىف صباعى‬

‫‪ -‬أأيوة كدة ده الالكم الىل عايزة أأمسعه ‪ ..‬يال ابى عشان خارجه‬

‫‪ -‬ابى‪.‬‬

‫البارت السابع‬

‫انهتت "ايمسني" من ارتداء مالبسها وخرجت حيث جيلس "مصطفى" ووادلها ووادلهتا و أأخهتا‬
‫"رهيام" ‪ ,‬مبجرد أأن رأها "مصطفى" هنض ومد يده ليسمل علهيا ‪:‬‬

‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني"‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ :‬امحلد هلل‬

‫وقفت أأمام يده املمدودة ابلسالم الهيا ال تدرى ماذا تفعل ‪ ,‬فهىى ليست معتادة عىل السالم عىل‬
‫الرجال بيدها وىف نفس الوقت ال تريد احراجه ‪ ,‬متمتت بصوت منخفض ‪:‬‬

‫‪ -‬معلش أأان اسفة مش بسمل اباليد‬

‫شعر "مصطفى" مبزيد من الضيق واحلرج ‪ ,‬حسب يده وجلس ىف ماكنه وعالمات التربم ظاهرة عىل‬
‫حمياه قال ىف نفسه ( قال ما بتسلمش اباليد قال ده أأان شلكى هشوف ِ‬
‫معاك أأايم مبيب منقطة ابسود‬
‫) ‪ ,‬جلست "ايمسني" عىل املقعد الفارغ جبوار وادلها‬

‫‪" -‬عبد امحليد" ‪ :‬ما فهياش حاجة اي بنىت أأما تسلمي عليه ده برده خطيبك‬

‫مل ترد "ايمسني" ألهنا ال ترغب ىف اجلدال مع وادلها أأمام "مصطفى"‪ ..‬جلسوا قليال مث انرصف‬
‫"مصطفى" و "ايمسني" و "رهيام" معا‪.‬‬

‫========================‬

‫التف ثالثهتم حول مائدة أأحد املطامع اليت تطل عىل النيل ‪ ,‬اكن الوضع غريبا ابلنس بة لـ "ايمسني"‬
‫فهذه ىه املرة ا ألوىل الىت خترج فهيا مع رجل ومل تس تطع حىت الن أأن تعتاد عليه كخطيب ‪.‬‬
‫حاول "مصطفى" اس تدراكها لالشرتاك ىف احلديث معه و ابلفعل ختلت "ايمسني" شيئا فشيئا عن‬
‫مجودها وشاركته احلوار ‪ ..‬حتدث عن معهل وعن أأرسته وعن أأحالمه ونررته للمس تقبل ‪ ..‬أأجعبت‬
‫"ايمسني" بطموحة وتفائهل ‪ ..‬حتدثت معه عن دراس هتا وعن رغبهتا ىف العمل والىت مل تضعها حزي‬
‫التنفيذ ‪ ..‬اكنت "رهيام" صامته معرم الوقت تفسح هلام اجملال ليتحداث معا ‪ ..‬اكنت سعيدة برؤية أأخهتا‬
‫وىه تعتاد شيئا فشيئ ُا عىل خطيهبا ‪ ..‬اكنت "ايمسني" أأيضا ىف غاية السعادة ألهنا وجدت موضوعات‬
‫مشرتكة كثرية يتحداثن فهيا ‪ ..‬اكنت "ايمسني" خشصية قوية واثقة ىف نفسها لكن حياهئا اكن يعطى‬
‫انطباعا خاطئ عهنا ابلضعف‪.‬‬

‫اس متتع "مصطفى" ابحلديث مع "ايمسني" وشعر اب أللفة معها ‪ ,‬وبعد ساعتني أأوصلهم اىل املزنل وعاد‬
‫هو اىل بيته ‪.‬‬

‫=========================‬

‫ىف اليوم التاىل وقف "معر" عىل الشء ينرر اىل البحر اترة واترة أأخرى ينحين ليلتقء شيئا ويعبث‬
‫به ‪ ..‬ر أأته "اننيس" وىه مقبةل من بعيد ‪ ,‬مبجرد أأن رأها ابتسم و أأقبل حنوها قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬وحش تيين‬

‫‪ -‬حضكت بنعومة ‪ :‬ده أأان كنت لسه معاك من ساعة‬

‫‪ -‬أأان عايزك معااي لك ساعة‬


‫نررت "اننيس" اىل ما حيمهل ىف يده ‪ ,‬قائهل ‪:‬‬

‫‪ -‬ايه ده ؟‬

‫‪ -‬دي قطع خصور صغرية متكرسة بتالقهيا عىل الشء داميا ‪ ,‬لك خصرة مهنم لهيا شلك و أأبعاد و أألوان‬
‫وملمس خمتلف‬

‫قالت وىه ترفع حاجبهيا ابندهاش ‪:‬‬

‫‪ -‬وانت بتعمل بهيم ايه ؟‬

‫‪ -‬ابتسم قائال ‪ :‬جبمعهم‬

‫‪ -‬بتجمعهم ازاى يعين ؟‬

‫‪ -‬مسمعتيش عن هواية مجع الطوابع وهواية مجع العمالت أأان بأأه أأختلف عن الخرين طول معرى‬
‫ممزي عشان كدة أأما فكرت أأمجع حاجة مجعت حضور‬

‫قال ذكل و أأطلق حضكة عالية مث قال ‪:‬‬


‫‪ -‬دى هواية اكنت عندى و أأان طفل صغري ‪ ..‬لك ماكن ماما واباب ايخدوين فيه ويكون فيه حبر ‪..‬‬
‫أأمجع شوية من الصخور الصغرية و أأفضل فرتة طويةل أأنقهيم زى ما أأان عايز عشان تكون ذكرى حلوة‬
‫لليوم ده ‪ ..‬عندى مجموعة كبرية مهنا لسه حمتفظ بهيا حلد دلوقىت‪.‬‬

‫مصتت " اننيس" فهىى ال تدرى ماذا تقول ‪ ,‬حدثت نفسها قائةل (جمنون ده وال ايه بأأه ده رجل أأعامل‬
‫ده )‬

‫ىف هذه ا ألثناء أأقبلت مجموعة تضم رجلني وثالث نساء ‪ ..‬هتف أأحد الرجلني ‪:‬‬
‫‪ " -‬اننيس" عاش مني شافك‬
‫التفتت "اننيس" اىل حمدهثا وانفرجت أأساريرها وهتفت ‪:‬‬
‫‪" -‬عامد" هاى هاو أر يو‬
‫أأقبل املدعو "عامد" قائال ‪ :‬مربوك اي "اننيس" وأسف اىن مقدرتش أأحرض اخلطوبة‬
‫احنىن "عامد" ليقبل " اننيس" ‪ ..‬وقبل أأن يفعل دفعه "معر" ىف صدره وصاح غاضبا ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي اكبنت أأان مش ماىل عينك وال ايه‬

‫قال ذكل مث حسب "اننيس" من ذراعها وانطلق عائدا وسء دهشة "عامد" اذلى أأخذ يراقهبام ‪..‬‬
‫اكنت "اننيس" جترى للحاق بـخطوات " معر" وهو مازال مطبقا عىل ذراعها ويسحهبا منه ‪ ..‬توقفت‬
‫جفا أأة وحسبت ذراعها من يده بقوة قائةل ‪:‬‬

‫‪ -‬انت ايه اليل انت معلته ده‬

‫قال لها غاضبا ‪:‬‬


‫‪ -‬ايه الىل أأان معلته وال ايه الىل احليوان ده اكن عايز يعمهل‬
‫‪ -‬ده اكن هيسمل عليا ويبارلكى عىل اخلطوبة عادى يعين‬

‫صاح معر وقد ازداد غضبه ‪ :‬عادى يعين ايه ‪ ,‬يبوسك و أأان واقف ‪ ..‬ليه ش يفاىن شوال جوافة‬
‫أأدامك‬
‫‪ -‬ده "عامد" ابن صاحبة ماىم ا ألنتمي يعين مش حد غريب ومرتبيني مع بعض و "عامد" جبد حد‬
‫كويس أأوى‬
‫نت قولتيه ده ما يسواش عندى حاجه‬ ‫‪ -‬لك الىل ا ِ‬

‫أأخذ نفس معيق حياول به الس يطرة عىل غضبه ‪ :‬امسعي اي "اننيس" أأان ليا طباعى ومبادىئ الىل‬
‫اتربيت علهيا ومش هتنازل عهنا أأبدا ىف يوم من ا ألايم ‪ ..‬حاوىل انك متعمليش احلاجات الىل‬
‫بتضايقين منك ‪ ..‬واحلاجة الىل هقولهاكل مرة هتبقى خء أأمحر متقربيش لهيا اتىن ‪ ..‬و أأوهلم الىل امسه‬
‫"عامد" ده‬

‫‪ -‬يعين ايه ؟ انت عايز تلغى خشصييت متاما ومتشيين وراك ‪..‬مني بأأه الىل هتسمحكل بكده‬

‫نرر الهيا همددا ‪ :‬ده الىل عندى ومفيش الكم اتىن أأقوهل‬
‫مث انرصف وتركها تغىل من الغضب‬

‫=========================‬

‫‪ -‬وبكدة نكون خلصنا حمارضة الهناردة ‪ ..‬اتفضلوا‬


‫تعالت ا ألصوات داخل املدرج ومه يهنضون ملغادرته ‪ ,‬سارت "رهيام" حنو بوابة اجلامعة فقد اكنت‬
‫تكل ىه احملارضة ا ألخرية لها اليوم ‪ ..‬مسعت صوات ينادهيا ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ‪" ..‬رهيام"‬

‫التفتت لتجد "معزت" اذلى يرسع ىف خطواته ليلحق هبا ‪ ..‬التفتت "رهيام" ميينا ويسارا ختيش أأن‬
‫يراها أأحد زمالهئا أأو زميالهتا ‪ ,‬أأقبل "معزت" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ماكل بتعامليين كدة ليه‬
‫نررت اليه قائهل ‪ :‬نعم ؟؟ ‪ ..‬عايزىن أأعامكل ازاى‬
‫‪" -‬رهيام" قولتكل مليون مرة أأان مش بلعب ‪ ..‬ولو هلعب بأأى حد مش ممكن أألعب ِ‬
‫بيك ا ِ‬
‫نت‬
‫ابذلات‬

‫‪" -‬معزت" أأان معنديش اال الالكم الىل قولهتوكل قبل كدة ‪ ..‬الىل عايزىن هيدخل البيت من اببه مش‬
‫يفضل مستىن حتت الش باك منترر الفرصة الىل يالىق فهيا الش باك مفتوح ميكن يعرف يدخل منه ‪..‬‬
‫و أأظن انت عارف ابب بيتنا كويس ألنه أأدام ابب بيتكوا عىل طول ‪ ..‬عن اذنك‬

‫التفتت لتغادر املاكن جفذهبا "معزت" من ذراعها ليوقفها ‪ ,‬نزعت ذراعها منه بقوة وصاحت غاضبة ‪:‬‬
‫انت ازاى تسمح لنفسك متسكىن كدة‬
‫‪ -‬أأان أسف بس عايزك بس تسمعيين‬
‫‪ -‬مش حمتاجة أأمسع ألىن عارفه الالكم الىل هتقوهل كويس‬
‫‪ -‬ال مش عارفه ‪ ..‬اديين بس فرصة أأتلكم ‪ ..‬مايش ؟‬
‫نررت اليه صامتة اتركة هل اجملال ليتحدث مبا دليه‬
‫‪ -‬قولتكل قبل كدة ان اباب مس تحيل يوافق خيطبىل قبل ما أأخلص الس نة دى ا ِ‬
‫نت عارفه اننا ىف‬
‫أخر س نة ىف اللكية‬
‫قاطعته قائةل ‪ :‬خالص اصرب حلد ما ختلص الس نة دى زى ما ابابك عايز‬

‫‪ -‬ما أأان صابر أأهو أأصال مش ىف ايدي حاجة غري اىن أأصرب ‪ ..‬بس ليه حترميين منك وتفضىل بعيده‬
‫عىن لك ده ‪ ..‬لسه الس نة طويةل اي "رهيام"‬
‫‪ -‬انت عايز ايه ابلربء اي "معزت"‬

‫‪ -‬يعين فهيا ايه لو خرجنا مع بعض ىف ماكن عام والناس لكها ش يفاان ‪ ..‬مفهياش حاجة وطاملا ا ِ‬
‫نت‬
‫واثقة ىف نفسك خالص يبأأه مش هتخاىف من حاجة ‪ ,‬فهيا ايه لو اتلكمنا ىف التليفون بلك احرتام‬
‫جمرد نطمن عىل بعض من وقت للتاىن أأحس انك معااي وحتيس اىن ِ‬
‫معاك اان مش عايز غري اىن‬
‫أأطمن ِ‬
‫عليك وتطمىن عليا ‪ ,‬أأعتقد ده مش غلء وال عيب‬

‫مصتت "رهيام" لربهه مث قالت هل ىف حزم ‪:‬‬


‫‪ -‬عارف ‪ ..‬الالكم الىل انت قولته دلوقىت خالك تزنل ىف نررى من سابع سام لسابع أأرض‬

‫قالت ذكل مث تركته وانرصفت ‪ ,‬اتبعها "معزت" بعينيه والرشر يتطاير مهنام قائال ‪:‬‬
‫نت لسه متعرفيش مني هو "معزت"‪.‬‬ ‫‪ -‬مايش اي "رهيام" ‪ ..‬مش "معزت" الىل يتعامل ابلطريقة دى ‪ ..‬ا ِ‬

‫البارت الثامن‬
‫جلس "معر" عىل رشفة الفيال واجام ‪ ,‬أأقبلت "كرمية" وتطلعت اىل ابهنا الساكن ‪ ,‬اقرتبت منه‬
‫ووضعت كفها عىل كتفه ‪ ,‬فانتبه "معر" لوجودها و أأمسك يدها وقبلها وابتسم لها ‪ ,‬ابدلته أأمه‬
‫االبتسامه وجلست عىل املقعد اجملاور هل قائهل ‪:‬‬

‫‪ -‬ماكل اي "معر" شلكك مش عاجبىن من ساعة ما رجعت انت و "اننيس" من رشم ‪ ..‬حصل‬
‫حاجة اي ابىن ؟ ‪ ..‬قوىل احكييل ‪ ..‬أأان أأمك وميكن أأقدر أأساعدك‬
‫‪ -‬ال أأبدا اي أأيم مفيش حاجة‬
‫‪" -‬معر" انت طول معرك رصحي معااي ‪ ,‬مش عايز تقوىل ماكل خالص هحرتم رغبتك لكن ما‬
‫تكدبش عليا‬
‫شعر ابحلرج من الكهما واعتذر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أسف اي أأىم بس مضايق شوية‬
‫‪ -‬من "اننيس" ؟‬
‫‪ -‬ال مش من "اننيس" ‪ ..‬من ترصفات "اننيس"‬
‫‪ -‬فزورة دى وال ايه ؟‬
‫‪ -‬ال مش فزورة ‪" ..‬اننيس" اتربت تربية خمتلفة عىن شوية ‪ ..‬وده ألن أأصال أأهلها خمتلفني عنك‬
‫وعن اباب ‪ ..‬ادوها حرية بدون حدود او قيود ‪ ..‬وميكن اكنت فاكرة عشان أأان راجل وغين يبقى‬
‫مفيش عندى خطوط محرا ‪ ..‬بس أأان حباول أأطبعها بطبعي بس شلكها هتتعبىن شوية‬

‫‪ -‬فكرت كرميه ىف الكمه مث قالت ‪" :‬معر" انت لسه عىل الرب ‪ ,‬يعين لو شايف ان "اننيس" ‪.......‬‬
‫قاطعها "معر" قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬ماما أأان حبب "اننيس" ومش هسيهبا ‪ ..‬وبعدين أأان واثق اهنا تقدر تتغري ل ألحسن وتقدر تتنازل‬
‫عن احلاجات الىل بتضايقين ‪ ..‬ألهنا بتحبين ‪ ..‬وطاملا بتحبىن يبأأه هتحاول عىل أأد ما تقدر اهنا‬
‫ترضيين زى ما أأان حباول أأرضهيا ‪ ..‬ىه بس مشلكهتا مدلعة شويتني تالته ومش واخدة عىل ان حد‬
‫يوقلها امعىل كذا وما تعمليش كذا ‪ ..‬بس بكرة تتعود وتفهم يعين ايه جواز ومسؤوليه‬

‫‪ -‬انت أأدرى مبصلحتك اي ابىن ‪ ..‬و أأان من هجىت مش هبطل ادلعوة الىل بدعهياكل ليل وهنار وىف‬
‫صالىت وىف لك وقت ( ربنا حيميك وينوركل بصريتك ويكفيك رش والد احلرام)‬

‫**********************************‬

‫‪ -‬ده انسان ال يُطاق‬


‫هتفت "اننيس" هبذه العبارة ىف غضب بعدما قصت عىل "اندين" ما حدث بيهنا وبني "معر" ىف‬
‫رشم ‪..‬‬
‫‪ -‬متمتت "اندين" قائهل ‪ :‬مضطرين نس تحمهل‬

‫نررت "اننيس" الهيا وقالت ىف عصبيه ‪:‬‬

‫‪ -‬ال أأان مش مضطرة أأس تحمل أأى حاجة ‪ ..‬مس تحيل أأجتوز بين أدم متخلف وعدمي اذلوق ابلشلك‬
‫ده ‪ ,‬نفيس أأفهم ازاى ده واحد املفروض انه من أأرىق عائالت مرص‪ ..‬ده ابن رئيس اخلدم بتاعنا‬
‫متحرض عن الىل امسه "معر" ده‬
‫قالت "اندين" ىف برود ‪:‬‬

‫‪ -‬بس ابن رئيس اخلدم بتاعنا مش هيقدر ينقذان من ورطتنا ‪ ..‬مفيش حد غري "معر" يقدر يلحقنا‬
‫قبل ما نتفضح أأدام الناس‬

‫‪ -‬اس تعادت "اننيس" بعض هدوءها بعدما تنهبت ملشلكهتم ا ألساس ية و قالت بتأأفف‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأمعل ايه دلوقىت من ساعة ما رجعنا ملكمنيش وقبل ما نرجع يدوب قاىل لكمتني ابلعافية‬

‫أألتقطت "اندين" هاتف "اننيس" وانولهتا اايه قائهل ‪:‬‬

‫اايك مث ِ‬
‫اايك‬ ‫نت ‪ ..‬متستنيش اتصاهل ‪ ..‬اعتذريهل ‪ ..‬وصلحى املوقف بلكمتني حلوين ‪ ..‬و ِ‬
‫‪-‬اتصىل بيه ا ِ‬
‫حتصل مشلكة اتنية ‪ ..‬خىل املوضوع يعدى عىل خري ألن شلك "معر" مش سهل أأبدا ‪ ..‬مث أأردفت‬
‫بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬فاحلة بس تقوليىل ده زى اخلامت ىف صباعى اي ماىم‬

‫أأمسكت "اننيس" هاتفها متربمة واتصلت به‬

‫**********************************‬

‫تررررن تررررن تررررن‬


‫أأخرج معر هاتفه من جيبه وارتسمت ابتسامه صغريه عىل حمياه عندما ر أأى أأن املتصل "اننيس" ‪..‬‬
‫ابتسمت "كرمية" البتسامة ابهنا وعرفت املتصل دون أأن تنرر اىل الهاتف ‪ ,‬ربتت عىل كتفه وغادرت‬
‫ىف مصت‬

‫‪" -‬معر" وهو يتصنع اجلديه ‪ :‬أألو‬


‫‪" -‬اننيس" بصوت انمع ‪ :‬أألــــو‬

‫مث مصت الكهام ‪ ..‬تلكمت "اننيس" أأخريا وقالت ‪:‬‬


‫‪ -‬وحشتىن أأوى‬
‫اتسعت ابتسامة "معر" ولكنه مصت ومل يتفوه ببنت شفه‬
‫‪ -‬قالت هل بنربه مس تكينه ‪ :‬أأات عارفه انك زعالن مىن ‪ ..‬أأان فعال غلطت ‪ ..‬وهمنش عليا تنام وانت‬
‫زعالن مىن ‪ ..‬أأان أسفة اي حبييب‬
‫اتسعت ابتسامته أأكرث وملعت عيناه لكنه ظل حمتفرا بنربته اجلادة وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬أسفة عىل ايه ابلربء ؟‬
‫‪ -‬انت اكن معاك حق ‪ ..‬ما ينفعش بعد ما اختطبتكل اىن أأس متر بنفس الطريقة الىل كنت بتعامل بهيا‬
‫قبل اخلطوبة مع حصايب ‪ ..‬عشان دلوقىت أأان بتاعتك انت وبس‬
‫مل يس تطع "معر" الاس مترار ىف التراهر ومهس قائال ‪:‬‬
‫نت كامن وحش تيين أأوى‬ ‫‪ -‬وا ِ‬

‫ارتسمت ابتسامة خبيثة عىل شفتهيا و أأطلقت نفسا معيقا فقد اس تطاعت احتواء املشلكة وعاد لها‬
‫"معر" كام اكن‬
‫**********************************‬

‫اكنت "رهيام" جتلس سامهة عىل فراشها ومل تشعر بـ "ايمسني" وىه تفتح ابب الغرفة وتدخل وتغلقه‬
‫خلفها ‪ ,‬الحرت "ايمسني" رشود أأخهتا فسأألهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجة اي "رهيام" ؟‬
‫مل جتهبا "رهيام" بل مل تسمعها أأصال ‪ ,‬فنادهتا "ايمسني" بصوت أأعىل ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ‪" ..‬رهيام"‬
‫‪ -‬هه ‪ ..‬بتنادى ؟‬
‫‪ -‬بنادى ؟ ‪ ..‬ايه اي بنىت فني عقكل ؟‬
‫‪ -‬مفيش أأصىل بفكر ىف مشلكة واحدة حصبىت‬
‫‪ -‬مشلكة ايه ؟‬

‫توهجت "ايمسني" الهيا وجليت جبوارها عىل الرسير ‪ ..‬شعرت "ايمسني" بأأن املشلكة خاصة بـ‬
‫"رهيام" وليس بصديقهتا كام ادعت ‪ ,‬لكهنا مل تُفصح عام يدور ىف عقلها لترتكها تتحدث حبرية‬
‫‪ -‬ها ‪ ..‬ايه بأأه اي س ىت مشلكة حصبتك ؟‬
‫اعتدلت "رهيام" ىف جلس هتا ووضعت يدهيا ىف جحرها وفركهتام بتوتر وقالت ‪:‬‬

‫‪ -‬بىص ىه حكتىل املشلكة دى و أأان معرفتش أأرد علهيا فقولت أأحكيكل ا ِ‬


‫نت ‪ ..‬ألنك أأخىت الكبرية‬
‫و أأان بثق ىف نصاحيك اي "ايمسني"‬

‫مررت "ايمسني" كفها عىل شعر أأخهتا ىف حنان وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬قوىل اي حبيبىت ِ‬
‫مسعاك‬
‫‪ -‬ىف واحد معاان ىف اجلامعة ىف نفس اللكية بتاعتنا وىف نفس الس نة ‪ ..‬يعين تقدرى تقوىل انه ‪ ..‬يعين‬
‫‪ ..‬بيحب حصبىت دى‬
‫سكتت "ايمسني" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه بيحهبا ؟‬

‫‪ -‬نررت الهيا "رهيام" ابس تغراب قائةل ‪ :‬ماكل اي "ايمسني" ىه فزياي ‪ ..‬بيحهبا يعين بيحهبا‬
‫‪ -‬ايوة يعين ايه بيحهبا ‪ ..‬ايه الىل هو معهل وىه فرسته انه حب‬
‫‪ -‬برصاحة هو قالهالها بطريقة مبارشة‬

‫شعرت "ايمسني" ببعض القلق لكهنا س يطرت عىل ردود أأفعالها ‪:‬‬
‫‪ -‬وىه بتتلكم معاه فني ؟‬

‫‪ -‬ال ‪ ..‬ىه مش بتتلكم معاه خالص ‪ ..‬هو وقفها بس كذا مرة ىف اجلامعة وقالها الالكم ده ‪ ..‬بس ىه‬
‫ال بتخرج معاه وال بتقعد معاه ال ىف اجلامعة وال بره اجلامعة وال مدايهل ريق حلو أأصال‬

‫شعرت "ايمسني" ابالرتياح ‪ ,‬سأألهتا قائهل ‪:‬‬


‫‪ -‬طيب فني املشلكة حتديدا ؟‬

‫‪ -‬املشلكة اهنا بتصده جامد ألنه طبعا عايز نرام خروج وموابيالت وكدة يعين ‪ ..‬زى أأى اتنني‬
‫بيحبوا بعض‬
‫‪ -‬طيب طاملا بيحهبا زى ما بتقوىل ليه ما يتقدملهاش ولك ده يبقى ىف النور‬

‫قالت "رهيام" ابحباط ‪ :‬أأبوه السبب ‪ ..‬مش راىض خيطبهل قبل ما خيلص دراس ته وايخد شهادته‬
‫‪ -‬طيب برده اي "رهيام" معرفتش فني املشلكة‬

‫‪ -‬املشلكة اهنا مضايقة اي "ايمسني" وحسه اهنا بترلمه ‪ ,‬يعين هو بيحهبا و أأكيد بيحب يلكمها يعين‬
‫غصب عنه عشان بتوحشه ‪ ,‬وىه أخر مرة صدته جامد أأوى وقالتهل الكم صعب وهو أأكيد زعل‬
‫مهنا ‪..‬‬

‫وقصت علهيا "رهيام" تفاصيل أخر حوار لها مع "معزت" ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين فهيا ايه لو اكنت اس تجابت لالكمه ‪ ..‬يعين هو مش عايز حاجة وحشة هو لك الىل طلبه انه‬
‫يطمن علهيا ابلتليفون لك فرتة بلك احرتام مش أأكرت من كدة ‪ ,‬هو ممكن يفهم صدها هل ان ىه مش‬
‫عايزاه فيرصف نرر عهنا‬
‫‪ -‬طيب هو وبتقوىل بيحهبا ‪ ..‬طيب ىه مشاعرها ايه انحيته ؟‬
‫‪ -‬برصاحة ىه حسه اهنا معجبه بيه جدا وشلكها كده بتحبه‬

‫مصتت "ايمسني" قليال لتفكر جيد ُا فامي س تقوهل ‪ ,,‬فهىى تعمل الن أأن الش يطان يلعب ىف ر أأس أأخهتا‬
‫‪ ,‬قالت بعد تفكري ‪:‬‬

‫‪ -‬يعين هو بيحهبا وىه بتحبه ‪ ..‬طيب قوليىل اي "رهيام" مني الوحيد الىل ىف ايده انه جيمع بيهنم أأو‬
‫يفرق بيهنم ؟‬

‫‪ -‬قالت "رهيام" فورا ‪ :‬ربنا‬


‫مجيل ‪ ..‬يعين ىه عايزه الودل ده وبتحبه والىل ىف ايده انه جيمع بيهنا وبينه هو ربنا ‪ ..‬طيب ا ِ‬
‫نت ملا‬
‫بتعوزى حاجة من ماما أأو من اباب بتعمىل ايه ؟‬
‫‪ -‬مش فامهة‬

‫‪ -‬يعين أأما بتعوزى خترىج ‪ ,‬أأو تزورى حصبتك ‪ ,‬أأو ملا بتعوزى فلوس ‪ ,‬أأو لبس جديد ‪ ..‬بتحاوىل‬
‫تراىض اباب وتكوين مطيعة ليه وتسرتضيه وبعدين تطليب طلبك ‪ ,‬وال بتغضبيه وتضايقيه منك‬
‫وبعدين تطليب اليل ا ِ‬
‫نت عايزاه ؟‬
‫‪ -‬أأكيد بطيعه و أأرضيه عشان يرىض يعمىل الىل أأان عايزاه‬

‫‪ -‬ىه عايزه من ربنا الىل ىف ايده قلبه وقلهبا انه جيمع بيهنم ‪ ,‬ازاى بأأه عايزه تعصيه وبأأى وش هتقدر‬
‫تطلب منه وتدعوه حيققلها طلهبا وىه خملياه غضبان مهنا‬

‫تسللت عالمات الارتياح عىل وجه "رهيام" وابتسمت ابتسامة كبرية وحضنت أأخهتا مث قالت ‪:‬‬
‫‪ِ -‬‬
‫معاك حق اي "ايمسني" ‪ ..‬اىل ىه معلته هو الصح ‪ ,‬ربنا ما حيرمين منك اي أأحىل "مسسمة" ىف‬
‫ادلنيا‬

‫استسلمت "رهيام" للنوم أأخريا ‪ ,‬فلقد اطمنئ قلهبا أأن ما فعلته هو الصواب ‪ ,‬أأمغضت عينهيا وقبل‬
‫أأن تغوص ىف س بات معيق متمتت قائهل ‪:‬‬
‫‪-‬ايرب لو هو خري ليا قربنا من بعض ىف احلالل ولو هو رش ليا متعلقش قليب بيه‪.‬‬

‫البارت التاسع‬
‫‪ -‬معقوةل ‪ ..‬يعين عايزة تفهميين انك حلد دلوقىت حمبتهيوش ؟!‬

‫خرج هذا السؤال من مف "سامح" صديقة "ايمسني" وىه جتلس معها عىل رسيرها ىف غرفهتا ‪ ..‬فلقد‬
‫اعتادت الصديقتان عىل الزتاور من فرتة ألخرى فلك مهنام متثل ل ألخرى ا ألخت والصديقة اخمللصة‬

‫‪ -‬بيص برصاحة مشاعرى حيادية ‪ ..‬يعين أأيوة مش حببه بس برده مش بكرهه ‪ ..‬هو انسان كويس‬
‫ومش تفش منه حاجة وحشة ومناسب ليا‬

‫‪ -‬أأمال بأأه خايفة ليه ؟‬

‫‪ -‬تهندت "ايمسني" قائةل ‪ :‬عشان معدش فاضل عىل الفرح غري اس بوعني بس ‪ ..‬حسه ان فرتة‬
‫اخلطوبة اكنت قصرية أأوى ‪ ,‬حسه اىن لسه ما أأعرفوش ولسه مش قادرة أأفهمه أأو أأكون ر أأى واحض‬
‫ىف خشصيته ‪ ..‬مش متخيهل ان بعد اس بوعني ابلربء هيتقفل عليا أأان وهو ابب واحد‬

‫‪ -‬بس يطة قوىل ِ‬


‫لباابك انك مش عايزة تتجوزي دلوقىت وانك حمتاجه فرتة خطوبة أأطول‬

‫تهندت مرة أأخرى ىف حرسة قائةل ‪:‬‬

‫‪ -‬ل ألسف اباب مرص ان الفرح يكون ىف معاده ومش شايف أأى معىن لالكيم وال مديه أأى أأمهية ‪,‬‬
‫بيقوىل هتبقى تعرفيه بعد اجلواز‬
‫‪ -‬قالت "سامح" ابس تغراب ‪ :‬منطق جعيب‬

‫ابلطبع جيب أأن تتعجب "سامح" من تفكري وادل "ايمسني" ألهنا تربت ىف بيئة خمتلفة عن تكل الىت‬
‫تربت فهيا "ايمسني" ‪" ..‬سامح" ىه ابنة لتاجر كبري يعمل ىف جمال التصنيع ميكل مصنعا النتاج املريب‬
‫والعصائر ‪ ,‬ووادلهتا دكتورة نسا انجحة ومشهورة ‪ ..‬رمغ اختالف املس توى االجامتعى للفتاتني لكن‬
‫هذا مل مينع خيوط الصداقة من أأن متتد بيهنام وتتحول تكل اخليوط مع ا ألايم والس نون اىل روابء‬
‫متينة ال تنقطع أأبدا ‪ ..‬ولرمبا ساعد ىف ذكل أأن أأرسة "سامح" اكنت أأرسة طيبة وحمرتمة ‪ ,‬مل يكن لك‬
‫اهامتم وادلاها منصب عىل املادة وتوفري املس توى الالئق البنهتام بل اهامت أأيضا ابجلانب الرتبوى وبث‬
‫ا ألخالق والفضائل فهيا ومل يرتك لها احلبل عىل الغارب ككثري ممن ترامه من هذه الطبقة‪.‬‬

‫‪ -‬قالت "ايمسن" لصديقهتا ىف حزن ‪ :‬ايريت اكن عندى أأب يسمعين ويفهمين ويعرب اعتبار لر أأيي‬
‫ولالكيم خاصة ىف احلاجات الىل ختصين ‪ ..‬زى ِ‬
‫ابابك اي "سامح" ما شاء هللا عليه ربنا حيفرهوكل‬
‫نت مس تغربة‬ ‫عرف ازاى يكس بك ويصاحبك عشان كدة انتوا داميا متفامهني مع بعض وعشان كدة ا ِ‬
‫من تفكري اباب‬

‫‪ -‬قالت "سامح" وىه حتاول التخفيف عىل صديقهتا ‪ :‬بيص اريم محوكل عىل ربنا وان شاء هللا ربنا‬
‫يقدمكل الىل فيه اخلري ‪ ..‬املهم ما تبطليش اس تخارة حلد معاد الفرح‬

‫‪" -‬ايمسني" ىف استسالم ‪ :‬حارض‪.‬‬

‫==========================‬
‫عربت "رهيام" بوابة اللكية عائدة اىل مزنلها بعد انهتاء يوهما ادلرايس ىف اجلامعة ‪ ..‬مل تنتبه لتكل‬
‫العينان اللتان تتابعاهنا من ماكن قريب‪.‬‬

‫صديق هل يتابعها بعينيه حىت اختفت عن ا ألنرار‬


‫وقت "معزت" مع ٍ‬

‫‪ -‬حضك صديقة بسخرية قائال ‪ :‬أه من احلب وعذابه‬

‫‪ -‬التفت اليه "معزت" قائال ‪ :‬حب ايه يهل انت عبيء‬

‫‪ -‬ال بس البت دى جامدة أأوى اي برنس اديتك دوش ابرد امنا ايه الىل هو ورجعتك وانت أأفاك‬
‫يقمر عيش‬

‫‪ -‬قال "معزت" حمتدا ‪ :‬ما عاشت وال اكنت الىل تعمل كدة ىف "معزت" ‪ ..‬ده أأان أأطلعه علهيا وعىل الىل‬
‫خلفوها كامن‬

‫‪ -‬اي مع روح وانت بق عىل الفايض‬

‫‪ -‬قال "معزت" وقد ازدادت حدة انفعاهل ‪ :‬بق ! ‪ ..‬طيب هتشوف البق ده هيعمل ايه يف بنت‬
‫التييييييييييت دي‬

‫‪ -‬هتعمل ايه يعين هترضهبا عىل ايدها وتقولها كده كخ متعمليش كدة اتىن ؟‬
‫‪ -‬هرضهبا أه ‪ ..‬بس مش عىل ايدها ‪ ..‬عىل نفوخها ‪ .‬عشان تفوق وتعرف ان مش أأان الىل حتت بت‬
‫تيييييييييت تعاملىن املعامةل دى ‪ ..‬مش ىه رامسة دور ست خارضة وقالتىل اىن ىف نررها ىف سابع‬
‫أأرض ‪ ..‬أأهو أأان بأأة وجبوز جنهيات هزنلها معااي لسابع أأرض‬

‫‪ -‬سأأهل صديقه وقد ابنت عىل مالحمه عالمات الاس متتاع ‪ :‬ازاى يعين هتعمل ايه ؟‬

‫‪ -‬بكرة تشوف اي معمل‬

‫‪ -‬أأمتعز أأحبييب‬

‫=====================‬

‫اكنت ليةل هادئة تلمتع فهيا بعض النجامت عىل اس تحياء حي ام توقفت س يارة "معر" اجليب ىف احدى‬
‫املناطق الهادئة عىل كورنيش املقطم ‪ ..‬نزل ورفيقت لينعام جبامل املنرر وابلسكون من حوهلام ‪,‬‬
‫استندا برهرهيام اىل الس يارة ولف "معر" ذراعه حول كتفهيا يضمها اىل صدره‪ ..‬مث نرر الهيا وهو‬
‫يبتسم ىف مصت ‪ ..‬تطلعت اليه "اننيس" قائهل ‪:‬‬

‫‪ -‬ماكل ‪ ..‬مبسوط ليه ؟‬

‫‪ -‬يعين مش عارفه ؟‬

‫‪ -‬أل مش عارفه‬
‫‪ -‬مبسوط عشان من يوم ما رجعنا من رشم وا ِ‬
‫نت بقييت "اننيس" اتنية وبطلىت تعمىل احلاجات الىل‬
‫تضايقين ‪ ..‬خاصة لبسك‬

‫‪ -‬يعين جعبك لبيس دلوقىت‬

‫‪ -‬قال "معر" ىف تردد ‪ :‬أأحسن كتري عن ا ألول ‪ ..‬بس ‪ ..‬يعين ‪ ..‬برده لسه‬

‫شعرت "اننيس" ابلغضب وهو يبد أأ ىف االش تعال بداخلها ‪ ,‬فهىى ومنذ خالفهام ا ألخري مل ترتدى شئ‬
‫مكشوف رمغ عشقها لفساتيهنا وتنوراهتا القصرية ‪ ..‬فاكنت ترهر أأمامه دامئا ببناطيل جيزن و اسكيين‬
‫وعلهيا ش ميزي أأو توب ذو أأكامم طويةل ‪ ..‬اكنت تشعر ابلضيق واالختناق من االلزتام هبذه النوعية من‬
‫املالبس فهىى حتب التنويع وال حتسب السري عىل وترية واحدة ‪ ..‬لكهنا ىف نفس الوقت اكنت حريصة‬
‫أأال حيدث بيهنام خالف أخر‬

‫‪ -‬قالت هل جفأأة ‪" :‬معر" انت ما بتحبنيش‬

‫‪ -‬اندهش قائال ‪ :‬ليه بتقوىل كدة ؟!‬

‫‪ -‬قالت ىف دالل معاتبه اايه ‪ :‬عشان الىل بيحب حد بيحب يشوفه لك يوم ولك ساعة وما يفرتقش‬
‫عنه أأبدا‬

‫‪ -‬أأزاح بيده خصالت شعرها اذلهبية الىت تساقطت عىل جهبهتا ىف حنان قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬ومني قال اىن مش عايز كدة‬


‫‪ -‬قالت حبزن مفتعل ‪ :‬عشان حلد دلوقىت حمددتش معاد الفرح ‪ ,‬رمغ انك قولتىل ان خطوبتنا مش‬
‫هتطول‬

‫‪ -‬قال لها ىف جدية ‪ :‬أأان أسف اي حبيبىت بس فعال الفرتة الىل فاتت اكن عندى ضغء كبري ىف‬
‫الشغل ‪ ..‬بس خالص هانت‬

‫‪ -‬طيب متيجي حندد املعاد دلوقىت‬

‫‪ -‬حضك قائال ‪ :‬ده ا ِ‬


‫نت واقعة أأوى‬

‫تراهرت "اننيس" ابلغضب مما قال و أأزاحت ذراعه الىت حتيء بكتفهيا ومهت بأأن ترتكه وتبتعد عنه ‪,‬‬
‫لكن "معر" مل يفسح لها اجملاىل وجذهبا من ذراعها اىل حضنه مرة أأخرى قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬شهرين كويس ؟‬

‫‪ -‬حاولت رمس عالمات الفرح عىل وهجها وقالت ‪ :‬جبد اي "معر"‬

‫‪ -‬نرر الهيا ىف حب قائال ‪ :‬أأيوة جبد ‪ ..‬شهرين وتكوىن مراىت‬

‫‪ -‬عانقته وقالت ‪ :‬اي حبييب أأهو أأان دلوقىت اتأأكدت ان انت فعال بتحبين‬

‫نت كنىت حلد دلوقىت متأأكدتيش‬


‫‪ -‬عاتهبا قائال ‪ :‬هو ا ِ‬
‫‪ -‬نررت اليه وقالت ىف دلع وىه تلف ذراعهيا حول عنقه ‪ :‬كنت متأأكده بس كنت عايزة أأتأأكد أأكرت‬

‫‪ -‬طب تفتكرى عندك ىف البيت هيكون ىف أأى اعرتاض عىل املعاد ؟‬

‫قال لنفسها ( يعرتضوا ايه بس دول هيغمى علهيم من الفرحه )‬

‫‪ -‬ال اي حبيىب ما اعتقدش يعارضوا وحىت لو حد اعرتض أأان هقفلهم‬

‫‪ -‬قال لها "معر" بعتاب ‪ :‬ال اي حبيبىت ما ينفعش تتحدى أأهكل كدة وتقفى أأداهمم ‪ ..‬لو حصل‬
‫واعرتضوا أأان الىل هتفامه معامه ‪.‬‬

‫==========================‬

‫دخلت "اننيس" اىل غرفهتا بعدما أأخربت "اندين" بتكل البرشي الىت اس تقبلهتا بفرحة عارمة‬

‫‪ -‬أأان لك ما أأقوهل أه ‪ .‬يقوىل هو أل ‪ .‬جيرحىن و أأقوهل أه ‪ .‬يقوىل برده أل ‪ .‬أل أل أل‬

‫التقطت "اننيس" هاتفها وردت عىل املتصل قائهل ‪:‬‬

‫‪" -‬عامد" ازيك‬

‫‪ -‬أأهال ابلناس الوحشة‬


‫‪ -‬حضكت قائةل ‪ :‬أأان وحشة ؟ ‪ ..‬ده انت ما بتشوفش بأأه‬

‫نت فني غطسانه فني من يوم املوقف الزابهل بتاع رشم مشفتكيش وال الىل‬ ‫‪ -‬هو أأان عارف أأشوفك ا ِ‬
‫بتتخطب اليومني دول بيحبسوها ىف بيهتا‬

‫‪ -‬قالت "اننيس" ىف حزن ‪ :‬وهللا وحش ىن أأوى ولك اجلروب وحشوىن أأوى ازي " أأنور" و‬
‫"هماب" و "خادل" و "جريمني" ‪ ..‬لكهم وحشوىن‬

‫‪ -‬واحض أأوى اننا وحشينك بدليل ان س يادتك بتسأأىل وبتعربى‬

‫‪ -‬أأوف ‪ ..‬أأمعل ايه يعين "معر" مش حابب اىن أأروح ادليسكو خالص وانتوا ما بتتقابلوش غري‬
‫هناك‬

‫‪ -‬تعالت حضاكته قائال ‪ :‬أأمال عايزاان نتقابل فني ‪ ..‬ىف اجلامع ‪ ..‬وبعدين استىن هنا من امىت حد‬
‫بميىش الكمه عىل "اننيس"‬

‫‪ -‬قالت حبده واس تعالء ‪ :‬حمدش يقدر مييش الكمه عليا اي "عامد"‬
‫‪ -‬ما هو واحض أأهو ‪ ..‬قاكل ما تروحيش ادليسكو اي "اننيس" وا ِ‬
‫نت قولتيهل حارض اي يس "معر"‬
‫الىل تشوفه ‪ ..‬ده حىت لبسك مسعت انك بقييت عامةل زى س ىت احلاجة ‪ ..‬بس تعريف مش اليق‬
‫ِ‬
‫عليك دور أأمينة ده خالص‬

‫‪ -‬غضبت "اننيس" قائهل ‪" :‬عامد" ما تس تفزنيش‬


‫‪ -‬اسكىت بأأه ده ا ِ‬
‫نت طلعىت فش نك و أأان الىل كنت فاكرك خشصية‬

‫‪ -‬أأان خشصية غصب عنك وعن اللك‬

‫‪ -‬طيب اثبتيىل‬

‫‪ -‬قالت ابندفاع ‪ :‬انتوا هرتوحوا امىت ؟‬

‫شعر "عامد" ابلسعادة ألنه اس تطاع حتقيق هدفه ‪ ,‬قال لها ‪:‬‬

‫‪ -‬شويه وهنكون هناك‬

‫‪ -‬خالص استنوىن عشان أأان جايه الهناردة‬

‫‪-‬حضك "عامد" بصوت عالٍ قائال ‪ :‬أأحبك اي "اننيس" اي جامد ‪ ..‬مس تنيك ما تتأأخرش عليا‬

‫أأغلقت "اننيس" هاتفها وفتحت خزانة مالبسها لتختار فس تان يتكون من قطع رقيقة من القامش الىت‬
‫فشلت بأأن تبقى عىل اتصال ببعضها البعض !‪.‬‬
‫البارت العارش‬

‫أأهنىى "عبد امحليد" صالة العشاء وظل يس بح ربه ويس تغفره ‪ ,‬أأقبلت زوجته من خلفه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرما اي يس "عبد امحليد"‬
‫هنض فأأرسعت "مسية" بأأخذ جسادة الصالة من يده وطوهتا ووضعهتا عىل الكريس‬
‫‪ -‬مجعا ان شاء هللا‬
‫اجته "عبد امحليد" اىل الرسير ‪ ,‬فأأرسعت "مسية" بفرد الغطاء عليه ‪ ,‬ووقفت جبوار الفراش ويبدو‬
‫علهيا عالمات الرتدد ‪ ,‬انتبه الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف حاجه ؟‬
‫‪ -‬قالت برتدد ‪ :‬برصاحة ىف موضوع كنت عايزة أألكمك فيه‬
‫‪ -‬خري ان شاء هللا‬
‫‪ -‬أل خري ‪ ..‬خري ان شاء هللا ‪ ..‬أأصل ‪ ..‬يعين ‪ ..‬املوضوع خبصوص "ايمسني"‬
‫اعتدل "عبد امحليد" ىف جلس ته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خري حصل حاجة بيهنا وبني خطيهبا ؟‬
‫أأرسعت "مسية" ابجابته ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬أل كفى هللا الرش ‪ ,‬ده اجلدع برصاحة ما يتعيبش‬
‫‪ -‬أأمال يف ايه ما تقوىل وقعىت قليب‬
‫‪ -‬أأصل برصاحة كدة "ايمسني" مضايقة ان معاد الفرح احتدد برسعة‬
‫قال وقد ظهرت عليه مالمح الغضب ‪ :‬برسعة ايه وزفت ايه ‪ ..‬هو لعب عيال ‪ ..‬املعاد متحدد من‬
‫يوم ما اجلدع جه اتقدم‬
‫‪ -‬أه اي أأخواي ما قولناش حاجة ‪ ..‬بس يه يعين بتقول اهنا لسه معرفهتوش كويس وعايزة فرتة اخلطوبة‬
‫تطول شوية عشان تفهم خشصيته‬
‫ازدادت حدته قائال ‪ :‬بال داه بنات بال مسخره ‪ ..‬قال تفهم خشصيته قال ‪ ..‬ما لكنا اجتوزان وبعد‬
‫اجلواز فهمنا لك حاجة ‪ ..‬ده أأان خطبتك و أأان معرفش شلكك اي وليه‬
‫حاولت "مسية" امتصاص غضبه قائهل ‪ :‬أأيوة معاك حق اي أأخواي ‪ ..‬ىه بس عايزه ‪....‬‬
‫قاطعها ىف غضب ‪ :‬ال عايزه وال مش عايزه ‪ ..‬البت املرتبيه كويس بتسمع الكم أأبوها ‪ ..‬أأان مش‬
‫هرضها اجلدع ده مش هتالىق زيه ‪ ..‬مرتيب ومتعمل وكفاية انه شايل الليهل لوحده ومطلبش مننا أأكرت‬
‫من طاقتنا ‪ ..‬أأما بقى تروح بيته تبقى تفهم خشصيته براحهتا ‪ ..‬دلع مرئ‬
‫‪ -‬خالص مزتعلش نفسك اي أأخواي ‪ ..‬انت برده أأبوها و أأدرى مبصلحهتا‬
‫‪ -‬اطفى النور خلينا ننام ‪ ..‬ومش عايز الكم ىف املوضوع ده اتىن‬
‫****************************‬
‫تعالت أأصوات املوس يقي وامت أل البست برجال ونساء وقد أأخذهتم محى الرقص وامليل مع نغامت تكل‬
‫املوس يقي الصاخبة‬
‫قال "عامد" لـ "اننيس" اجلالسة جبواره ‪:‬‬
‫‪ -‬يال نقوم نرقص‬
‫قامت من فورها وىه تبتسم هل ‪ ,‬ورشعا الالثنان ىف االنغامس واالندماج ىف تكل الرقصة احملمومة ‪,‬‬
‫قال بصوت مرتفع لتس تطيع سامعه ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت خايف متجيش‬
‫‪ -‬ليه بأأه‬
‫‪ -‬يعين ‪ ..‬قولت هتخاىف من خطيبك‬
‫‪ -‬أأان مبخفش من حد أأان أأمعل الىل أأان عايزاه‬
‫‪ -‬وربنا انت جامد‬
‫انهتت الرقصة فاقرتب "عامد" مهنا ونرر اىل عينهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش تيين عىل فكرة‬
‫‪ -‬قالت هل ىف دالل ‪ :‬وانت كامن‬
‫‪ -‬مني الىل وحشك ‪" ..‬عامد" حصبك ‪ ..‬وال "عامد" حبيبك ؟‬
‫ابتسمت و أأخذت خصهل من شعرها تتسىل بلفها حول صابعها وقالت‪:‬‬
‫‪ -‬االتنني‬
‫معاك مكنتيش اختطبىت‬‫‪ -‬لو كنت فارق ِ‬
‫‪ -‬قال يعين لو مكنتش اختطبت كنت انت هتخطبىن ‪ ,‬أأان وانت عارفني كويس انك مش بتاع جواز‬
‫‪ -‬بس ده ممينعش انك هتميين أأوى ‪ ,‬ومش قادر أأعيش من غريك‬
‫‪ -‬ال انت عايش وعايش أأوى كامن‬
‫‪ -‬دى حالوة روح ‪ ,‬أأان مبوت من غريك‬
‫‪" -‬عامد" أأان دلوقىت خمطوبة وهتجوز "قريب"‬
‫‪ -‬ابلرسعة دى ؟!‬
‫‪ -‬أأهاا‬
‫نت حاكيتك ايه ابلربء ‪ ..‬خطوبة وحباول أأبلعها ‪ ..‬لكن جواز ومن واحد معقد زى ده ‪ ..‬أأكيد ىف‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫ان ىف املوضوع‬
‫تهندت "اننيس" حبرسه جفذهبا من ذراعها وسار هبا حنو طاولهتم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان برده قولت كده ‪ ..‬تعاىل قوليىل بأأه حاكيتك ايه ابلربء‬

‫***************************‬
‫اكنت "رهيام" تقف مع زميالهتا خارج املدرج ‪ ,‬اكنت اللكية مزدمحة ىف ذكل اليوم لوجود امتحان‬
‫لطالب الفرقة الرابعة ‪ ,‬اكنت تتحدث مع صديقتهيا وتراجع اجاابت ما جاء ىف االمتحان من أأس ئةل‬
‫حي ام اقرتب مهنا "معزت" جفأأة ووقف أأماهما ‪ ,‬نررت اليه وقلهبا يدق بشدة وقال ىف نفسها (اجتنن ده‬
‫وال ايه) ‪ ,‬رمقته بنررات دهشة ممزوجة ابلتوتر ‪ ..‬انتررت أأن يتحدث ‪ ..‬لكهنا فوجئت به وقد‬
‫أأخرج سلسةل صغرية ذهبية من جيبه وحركها أأمام وهجها حيث اكنت حتمل السلسةل ىف هنايهتا‬
‫حرف‬
‫‪r‬‬
‫نقلت نررهتا من السلسةل اىل "معزت" وىه مندهشة وال تفهم ما يرىم اليه ‪ ,‬قال بصوت مرتفع وقد‬
‫ارتسمت عىل وهجه ابتسامة ساخرة ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" نسييت دى معااي امبارح‬
‫خفق قلهبا بشدة وقالت ابندهاش‬
‫‪ -‬مش فامهة‬
‫‪ -‬قال لها وهو يرمقها بنررات التشفى ‪ :‬وقعت منك ملا كنىت معااي اي حبيبىت ‪ ..‬جفيت أأرجعهاكل‬
‫‪ -‬قالت بصوت خافت مبحوح ‪ :‬دى مش بتاعىت‬
‫شعرت بأأن ا ألرض تهنار حتت أأقداهما ‪ ,‬ونررت حولها لتجد بعض زمالهئا وزميالهتا يتابعون ما‬
‫حيدث ويهتامسون ‪ ,‬وجفأأة أأظلمت ادلنيا أأمام عينهيا‪.‬‬

‫*********************************‬
‫دخل "معر" اىل غرفة الطعام وقد ارتدى حةل أأنيقة داكنة اللون ‪ ,‬سار عرب الغرفة وتوجه اىل وادله‬
‫اذلى جيلس عىل ر أأى الطاوةل ومندجما ىف قراءة جريدته قائال‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي اباب‬
‫رفع وادله ر أأسه ونرر اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي "معر"‬
‫التفت اىل أأمه الىت جتلس عىل يسار ا ألب و أأمسك يدها وطبعا علهيا قبةل صغريه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي أأىم‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي حبيىب ‪ ..‬يال عشان نفطر سوا‬
‫جلس "معر" ىف ماكنه عىل ميني ا ألب اذلى ترك اجلريده من يده ورشع ثالثهتم ىف تناول طعام‬
‫الفطور ‪ ,‬قالت "كرمية" موهجه حديقها اىل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ازى خطيبتك ؟‬
‫‪ -‬امحلد هلل اي أأىم بتسمل ِ‬
‫عليك كتري‬
‫‪ -‬مش املفروض اي "معر" نعزهما عندان ىه و أأهلها ؟‬
‫نقل نررة بني أأمه و أأبيه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل تشوفوه ‪ ..‬أأساسا اكنت مدام "اندين" قالتىل اهنا هتعزمنا لكنا عىل الغدا عندمه ىف الفيال بس‬
‫حمددتش معاد‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة احنا أأو هام واحد مش هتفرق ‪ ..‬بس احنا خالص هنكون عيةل واحدة فالزم‬
‫يكون بينا زايرات وود عشان نقرب من بعض أأكرت‬
‫‪ِ -‬‬
‫معاك حق اي أأىم ‪ ..‬اباب ايه ر أأيك ؟‬
‫‪ -‬طبعا اي ابىن و أأان بنفيس هلكم وادلها الهناردة و أأعزهمم‬
‫‪" -‬كرمية" ‪ :‬و أأان هلكم مدام "اندين"‬
‫‪ -‬ابتسم "معر" قائال ‪ :‬اي سالم ىه جت عليا ‪ ..‬أأان كامن هلكم "اننيس" أأعزهما‬
‫حضك ثالثهتم ىف مرح ‪ ..‬وبد أأت مسية ىف االتفاق مع اخلدم وا ألعداد لرتتيبات تكل الزايرة‪.‬‬

‫************************************‬
‫اكنت "ايمسني" تقف سامهة عىل رشفة جحرهتا تتسىل ابلنرر اىل الناس ىف الشارع ‪ ..‬اكن عقلها‬
‫يعمل بدون توقف ‪ ..‬دلهيا عرشات ا ألس ئةل ىف ر أأسها ال جتد لها اجابه ‪ ..‬ودلهيا الكثري من اخملاوف ‪..‬‬
‫اكنت تفكر ىف شلك حياهتا اجلديدة ومس تقبلها مع "مصطفى" ‪ ..‬تـ ُـرى ماذا ُختئب لها ا ألايم ؟‪...‬‬
‫أأفاقت من رشودها عىل جرس هاتفها ‪ ..‬ابتسمت وىه ترد ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك ‪" ..‬سامح" ازيك‬
‫أأاتها صوت "سامح" عرب الهاتف وعالمات احلزن ابديه عليه ‪:‬‬
‫نت اي "ايمسني"‬ ‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬ازيك ا ِ‬
‫‪ -‬ايه اي بنىت مال صوتك ىف حاجة حصلت ؟‬
‫‪ -‬عايزة أأتلكم ِ‬
‫معاك‬
‫نت كويسة ‪ ..‬و طنء ومعو كويسني‬ ‫‪ -‬خري قلقتيين ‪ ..‬ا ِ‬
‫‪ -‬أه اي بنىت ماتقلقيش بس ىف موضوع خيصىن عايزة أأتلكم ِ‬
‫معاك فيه‬
‫‪ -‬طيب اتلكمى ِ‬
‫مسعاك‬
‫‪ -‬ال مش هينفع ىف التليفون ‪ ..‬اي جتييل اي أأجيكل ‪ ..‬برصاحة أأفضل اىن أأجيكل عشان أأعرف أأتلكم‬
‫ِ‬
‫معاك براحىت‬
‫نت بتس تأأذىن اي "سامح" ‪ ..‬طبعا تعاىل اي بنىت ده بيتك‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫‪ -‬تسلمى اي حبيبىت ‪ ..‬طيب يناس بك بكرة الساعة ‪ 3‬كده ؟‬
‫‪ -‬ال خلهيا الضهر عشان نتغدا سوا‬
‫‪ -‬غدا ايه بس مش وقت كدة خالص‬
‫‪ -‬قالت "ايمسني" ابرصار ‪ :‬ه ِ‬
‫ستناك الضهر ‪ ..‬ما تأأوحيش‬
‫‪ -‬قالت "سامح" ىف استسالم ‪ :‬حارض ‪ ..‬أأشوفك بكرة ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ان شاء هللا اي حبيبىت ‪ ..‬منترر ِاك‬
‫‪ -‬سالم‬
‫‪ -‬سالم‬
‫أأغلقت "ابمسني" وىه حتاول أأن ختمن ما هو هذا املوضوع اذلى خيص "سامح" وتريد أأن حتدهثا فيه‬
‫؟!‬
‫*****************************‬

‫اندت "اندين" خادمهتا وسأألهتا قائةل ‪:‬‬


‫‪ -‬فني "اننيس" ؟‬
‫‪ -‬قالت اخلادمة ‪ :‬فوق حرضتك لسه مصحتش‬
‫‪ -‬ايه ده لسه انمية ‪ ..‬طيب روىح ا ِ‬
‫نت‬
‫صعدت "اندين" حلجرة "اننيس" واندهتا قائةل ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" ‪" ..‬اننيس" ‪ ..‬قوىم عايز ِاك برسعة‬
‫مل جتد اس تجابة مهنا ‪ ..‬فاقرتبت من فراشها وهزهتا بيدها ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" قوىم ‪" ..‬اننيس"‬
‫متلملت "اننيس" ىف فراشها وىه ال تس تطيع فتح عينهيا وانزاح الغطاء عهنا قليال فر أأت "اندين"‬
‫فس تان السهرة اذلى مازالت ترتديه‬
‫نت خرجىت امبارح ؟‬ ‫نت انميه ده ‪ ..‬ا ِ‬‫نت البساه وا ِ‬‫‪ -‬ايه ده ايه اليل ا ِ‬
‫قالت وىه جتد صعوبة ىف ابقاء عينهيا مفتوحتني ‪:‬‬
‫‪ -‬أه خرجت‬
‫‪ -‬خرجىت روحىت فني ‪ ..‬خرجىت مع "معر" ؟‬
‫حضكت "اننيس" بشدة قائةل ‪:‬‬
‫نت مش عارفه خطيب بنتك وال‬ ‫نت متصوره ان "معر" ممكن يسبىن أأخرج ابلفس تان ده ‪ ..‬ا ِ‬ ‫‪ -‬وا ِ‬
‫ايه‬
‫‪ -‬أأمال خرجىت فني‬
‫قالت وىه جتلس بصعوبة عىل الرسير ‪:‬‬
‫‪ -‬خرجت روحت ادليسكو ‪ ..‬قابلت "عامد" وابىق الشةل هناك‬
‫شعرت "اندين" ابلغضب رصخت ىف وهجها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ديسكو ؟ ‪ ..‬ديسكو اي "اننيس" ‪ ..‬افرىض "معر" شافك ‪ ..‬افرىض حد شافك وقاهل ‪ ..‬ا ِ‬
‫نت‬
‫مش عارفه انه منعك متاما انك تروىح املاكن ده‬
‫أأزاحت "اننيس" الغطاء عهنا وهبت واقفة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوف أأوف ‪ ..‬لك شوية "معر" قال ‪" ..‬معر" عاد ‪ ..‬أأان اختنقت أأان مش متعودة عىل كدة ‪..‬‬
‫متعودة أأمعل الىل أأان عايزاه وىف الوقت الىل أأان عايزاه‬
‫نت هتفضىل مدلعة حلد امىت ‪ ..‬حلد ما نضيع لكنا ‪ ..‬أأان مكنتش عايزة أأقوكل عشان ما أأ أأثرش‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫نت ما عندكيش احساس كدة هقوكل ‪ ..‬البنك جحز عىل لك حاجة بمنلكها‬ ‫عىل نفسيتك بس طاملا ا ِ‬
‫بوك وعربييت وعربيتك والىل قريب أأوى هيضيعوا هام كامن‬ ‫‪ ..‬مافضلش غري الفيال دى وعربية أأ ِ‬
‫امتقع وجه "اننيس" بشدة ‪ ..‬اكنت تعمل الرروف الىت ميرون هبا لكهنا مل تتوقع أأن تتدهور أأمورمه اىل‬
‫هذه ادلرجة وهبذه الرسعة ‪ ,‬ظلت وامجة ال تنطق بشئ ‪ ..‬اقرتبت مهنا "اندين" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬فهمىت بأأه ان املوضوع جد مش هزار ‪ ..‬وان "معر" هو أخر أأمل لينا وان الوضع مش متحمل أأبدا‬
‫اس هتتارك ودلعك ده ‪ ..‬أأان كنت جايه أأحصييك عشان أأقوكل ان حامتك املس تقبليه لكمتىن وعزمتنا‬
‫لكنا بعد بكرة وهيكون موجود معة "معر" ووالدها كامن ‪ ..‬مش عايزة غلطة اي "اننيس" خىل‬
‫نت سامعه‬‫املوضوع يمت عىل خري ‪ ..‬ا ِ‬
‫قالت ذكل وتركهتا وخرجت ‪...‬‬

‫******************************‬

‫أأثناء اهنامك "ايمسني" ىف مساعدة وادلهتا ىف حتضري طعام الغذاء مسعت ابب الشقة يُفتح مث يُغلق ‪..‬‬
‫التفتت لوادلهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬دى أأكيد "رهيام" ‪ ..‬اباب لسه انزل من شوية‬
‫اندهتا قائةل ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ‪"..‬رهيام"‬
‫مسعت ابب جحرمتا يُغلق بقوة ‪ ..‬فقالت لنفسها (مالها دى )‬
‫تركت ما بيدها وذهبت لرتى أأخهتا ‪ ..‬صدمت "ايمسني" عندما فتحت ابب الغرفة ووجدت "رهيام"‬
‫مهنارة من الباكء ‪ ..‬أأغلقت الباب برسعة وتوهجت الهيا قائهل بلوعه ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ماكل ىف ايه ‪ ..‬ايه الىل حصل ‪ ..‬قوليىل‬
‫اكنت "رهيام" ترجتف من شدة الباكء جفلست "ايمسني" جبوارها و أأخذهتا ىف حضهنا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي حبيبىت ‪ ..‬بس متعيطيش ‪ ..‬ىف ايه ماكل ‪ ..‬طمنيين وقعىت قليب‬
‫أأزاحهتا قليال لتنرر الهيا ومسحت ما تساقء عىل وهجها من دمعات مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت اس تعيذى ابهلل من الش يطان الرجمي واحكيىل الىل حصل‬
‫اس تعاذت "رهيام" ابهلل وروت ألخهتا ما حدث ابلتفصيل ‪ ..‬مق أأردفت ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضحت اي "ايمسني" ‪ ..‬متخيةل الالكم الىل قالهوىل يويح ابيه ‪ ..‬واملصيبة ان حصايب اكنوا واقفني‬
‫‪ ..‬ومش بس حصايب ده كامن زماييل ىف ادلفعة ‪ ..‬هيقولوا عليا ايه دلوقىت‬
‫قالت ذكل مث انفجرت ىف الباكء مرة أأخرى ‪ ..‬فقالت لها "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬حس يب هللا ونعم الوكيل ‪ ..‬بين أدم معندوش رحية الضمري ‪ ..‬كويس انه ربنا كشفه بدرى عشان‬
‫تعرفيه عىل حقيقته‬
‫‪ -‬أأان خالص معدتش راحه اللكية دي اتىن ‪ ..‬معدش ينفع أأورى وىش حلد‬
‫قالت لها "ايمسني" برصامة ‪:‬‬
‫نت ما غلطتيش عشان تس تخيب من الناس ‪ ..‬هو الىل غلء وهو الىل املفروض‬ ‫‪ -‬بهترىج ‪ ..‬حص ‪ ..‬ا ِ‬
‫نت لسه صغريه وايما هتشوىف‬ ‫يتكسف يورى وشه للناس ‪ ..‬اوعى ختىل واحد زى ده يكرسك ‪ ..‬ا ِ‬
‫عليك ابلشلك ده ‪ ..‬اوعى تدى حلد فرصة انه‬ ‫ىف حياتك ‪ ..‬مينفعش تسمحى حلد انه يدوس ِ‬
‫نت رافعة راسك ألنك مغلطتيش وربنا عارف انك‬ ‫نت هرتوىح اللكية بكرة وا ِ‬ ‫جيرحك أأو هيينك ‪ ..‬ا ِ‬
‫مغلطتيش و أأكيد هيجبكل حقك منه ‪ ..‬ألنك مرضتيش تغضىب ربنا ومعلىت الصح فأأكيد ربنا مش‬
‫هيسيبك وهيكون مجبك‬
‫‪ -‬اوعى تقوىل حاجة لبااب اي "ايمسني" لو اباب واهجه معرفش الودل ده ممكن يتبىل عليا ويقول ايه وا ِ‬
‫نت‬
‫عارفه اباب صعب أأد ايه وممكن يصدقه‬
‫‪ -‬متخافيش اباب مش هيعرف ‪ ..‬بس الودل ده الزم يرتيب ‪ ..‬الن لو حمدش وقفهل هيسوق ويامتدى‬
‫فهيا ‪ ..‬ملا سأألوا فرعون وقالوهل ايه الىل فرعنك قال ملقتش حد يلمىن‬
‫‪ -‬ازاى يعين هتعمىل ايه ؟‬
‫‪ -‬امسها هنعمل مش هتعمىل ‪ ..‬بكرة هتشوىف‬

‫**************************‬

‫ىف اليوم التاىل وىف مكتب سكرترية معيد لكية التجارة جبامعة عني مشس وقفت "ايمسني" مع "رهيام"‬
‫ىف انترار السامح هلام ابدلخول ‪ ,‬خرجت السكرترية من جحرة العميد ونررت اىل الفتااتن قائهل‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضلوا‬
‫شعرت "رهيام" ابلتوتر واكدت أأن ترتاجع جفذبهتا "ايمسني" من يدها ودخلوا اىل داخل الغرفة ‪ ,‬قالت‬
‫"ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك اي دكتور‬
‫‪ -‬قال العميد ‪ :‬وعليمك السالم ‪ ..‬اتفضلوا‬
‫جلست لك مهنام عىل مقعد مواهجه للمكتب ‪ ..‬نرر الهيام العميد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضلوا ‪ ..‬ايه املوضوع املهم اليل عايزين فيه‬
‫روت هل "ايمسني" تفاصيل ما حدث من "معزت" واهانته لـ "رهيام" أأمام زمالهئا ‪ ..‬مث أأردفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بعد الىل حصل فكرت نيجي ونتلكم مع حرضتك ألنك املسؤل ا ألول عن اللكية هنا و أأان عارفه‬
‫ان حرضتك مبركز يُمىل عليك حتمل مسؤلية اللكية لكها وأأكيد لك البنات والوالد اليل هنا هام أأبنائك‬
‫وبناتك الىل الزم حرضتك حتافظ علهيم عشان كدة احنا جينا حلرضتك الهناردة اي دكتور ألن أأكيد‬
‫مرتضاش ان حد هيني بنت من بناتك الىل مسؤلني منك طول وجودمه ىف اللكية وحتت ارشافك‬
‫‪ -‬رد العميد قائال ‪ :‬طبعا ‪ ..‬أأكيد اهانة بنت من البنات وان ودل يتعرضلها ويضايقها ده ما أأمسحش بيه‬
‫أأبدا ىف لكييت ‪ ..‬والودل الىل ذكرىت امسه فع َال مشاغب وبيجيىل امسه كتري‬
‫‪ -‬مث وجه حديثه اىل "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ما تقلقيش ‪ ..‬حمدش يقدر يتعرضكل وال يتعرض ألى بنت داخل اللكية والودل ده الزم يتعاقب‬
‫‪ -‬شكرته "رهيام" قائهل ‪ :‬أأان متشكره جدا اي دكتور ‪ ..‬جبد ربنا يكرمك‬
‫وىف اليوم التاىل اكنت سعادة "رهيام" غامرة عندما قر أأت التنويه املوضوع ىف هبو اللكية (قرران فصل‬
‫الطالب معزت محمود صبحى ملدة اس بوعني عقااب هل عىل اهانته لزميالته ومشاغبته ىف اللكية)‬
‫محدت هللا عز وجل و أأيقنت أأن من يصدق هللا يصدقه‬

‫*********************************‬
‫‪ -‬يعين ايه الالكم ده ؟‬
‫نطق "معر" هبذه العبارة ىف غضب هادر وهو يتطلع اىل امللف املوضوع أأمامه عىل مكتبه ابلرشكة ‪.‬‬
‫قالت السكرترية ‪:‬‬
‫‪ -‬ده الفاكس اليل جلنا اي فندم‬
‫هب "معر" واقفا وقال ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مشغل شوية انس ال يعمتد علهيم ‪ ..‬يعين كدة الصفقة هتضيع علينا‬
‫محل هاتفه وساعته واجلاكت وتوجه اىل الباب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الغي لك مواعيدي الهناردة وبكرة‬
‫قالت السكرترية بنربة روتينيه ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اي فندم‬
‫********************************‬

‫أأقبل "معر" عىل وادلته الىت جتلس ىف حديقة الفيال وقبلها عىل ر أأسها وجلس عىل املقعد اجملاور لها‬
‫‪ ..‬ر أأت أأمه عالمات القلق والضيق ابديه عىل حمياه فسأألته ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي حبيىب ىف حاجة ؟‬
‫تهند ىف ضيق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ل ألسف هنضطر نأأجل عزومة "اننيس" و أأهلها اليل اكنت املفروض تكون بكرة‬
‫‪ -‬ليه ايه حصل ؟‬
‫‪ -‬ىف مشلكة ىف الشغل والزم أأسافر الهناردة رضورى ومعرفش هغيب اكم يوم‬
‫‪ -‬ما ينفعش حد غريك يقوم ابملهمة دى‬
‫‪ -‬ال مينفعش الزم أأروح بنفيس‬
‫سكت قليال مث أأردف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم أأسافر الهناردة عىل املزرعة‪.‬‬

‫البارت احلادي عرشة‬

‫مسعت "ايمسني" جرس هاتف املزنل ومهت برتك الرواية الىت تقر أأها وتذهب لرتى من املتصل لكن‬
‫الصوت توقف جفأأة فعلمت أأن أأحدا ممن ىف البيت رد عىل الهاتف ‪ ,‬ما ىه الا حلرات حىت فتح‬
‫وادلها ابب غرفهتا بعدما طرق الباب وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬لكمى اي "ايمسني" تليفون عشانك‬
‫تعجبت "ايمسني" من اذلى يتصل هبا عىل هاتف املزنل مفنذ أأن خترجت مل يبقى عىل اتصال هبا الا‬
‫"سامح" فقء والىت تتصل دامئا عىل هاتفها احملمول ‪ ,‬هنضت من فراشها وتركت روايهتا وسأألت‬
‫وادلها ‪:‬‬
‫‪ -‬مني اي اباب‬
‫‪ -‬خطيبك‬
‫‪ -‬قالت ابندهاش ‪" :‬مصطفى"‬
‫ليك خطيب غريه‬ ‫نت ِ‬ ‫‪ -‬ايوة هو ا ِ‬
‫اكنت هذه ىه املرة ا ألوىل الىت يتصل هبا "مصطفى" ‪ ,‬اكنت العالقة بيهنام تقترص عىل زايرته مرة لك‬
‫اس بوع و أأحياان لك اس بوعني بسبب انشغاهل بتجهزي عش الزوجية ابالضافة اىل معهل اذلى يلهتم‬
‫معرم وقته ‪ ,‬توهجت اىل الهاتف وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫أأاتها صوته عرب الهاتف ‪:‬‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬ازيك اي "ايمسني" أأخبارك ايه‬
‫‪ -‬متام امحلد هلل ازيك انت عامل ايه ىف شغكل‬
‫‪ -‬كويس امحلد هلل مش انقصىن غريك ‪ ..‬وحشاىن أأوى‬
‫ترضجت وجنتاها حبمرة اخلجل فمل تعتاد سامع مثل هذه اللكامت منه أأو من غريه ‪ ..‬اكنت حتاول‬
‫قدر االماكن الالزتام بوضع حدود للالكم بيهنام ‪ ..‬فهىى مازالت تعتربه رجال غريبا عهنا ال حيق لها‬
‫سامع تكل اللكامت منه اال بعدما يُكتب الكتاب ‪..‬اس تطرد "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزة تقوليىل حاجه ؟ ‪ ..‬موحش تكيش زي ما وحش تيين ؟‬
‫الزتمت "ايمسني" الصمت ومل تدرى ماذا تقول هل ‪ ..‬أأاتها صوته وقد اس تطاعت متيزي نربة الضيق ىف‬
‫صوته ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص براحتك ‪..‬‬
‫مث قال ىف برود ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا عارفه ان الفرح بعد أأقل من اس بوعني ‪ ..‬أأان بس حبيت أأعرفك ان خالص تقريبا الشقة‬
‫هجزت فامي عدا بعض ا ألمور البس يطة ‪ ..‬أأان حاليا ىف البحر ا ألمحر وان شاء هللا هزنل قبل الفرح ب‬
‫‪ 5‬أأايم أأخلص احلاجات الىل فاضهل ‪ ..‬ىف حاجه ا ِ‬
‫نت عايزاها أأو حاجه حابه تقولهيا‬

‫متنت لو تقول هل ( أأيوة عايزة أأقوكل الكم كتري أأوى وامسع منك الكم أأكرت نفيس أأعرفك و أأفهمك‬
‫نفيس أأقعد معاك فرتة أأطول مش تقوىل انك انزل قبل الفرح ب ‪ 5‬أأايم ‪ ,‬نفيس ىف خطوبة أأطول‬
‫نفيس أأجتوز و أأان حاسه اىن فرحانه ومبسوطه زى أأى بنت بتتجوز نفيس حد يزيل القلق واخلوف‬
‫الىل جوااي نفيس أأطمن عىل حياىت معاك) لكهنا مل تس تطع أأن تنطق حبرف مما ودت أأن تقوهل ‪..‬‬
‫وردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ال شكرا ‪ ..‬مش عايز انت حاجه‬
‫رد ىف برود ‪:‬‬
‫‪ -‬ال شكرا ‪ ..‬سالم‬
‫‪ -‬مع السالمة‬
‫وضعت "ايمسني" السامعة ونررت اىل غرفة وادلها وقالت لنفسها ( اكن نفيس تفهمىن اي اباب ‪ ..‬أأان‬
‫مبحبش أأعصيك وال عايزة أأكرس كل لكمة ‪ ..‬بس ايريت تفهمىن شوية ‪ ..‬وحتس بيا ) قامت ودخلت‬
‫غرفهتا مرة أأخرى وجلست عىل فراشها لتس تمكل قراءة الرواية لعلها تس تطيع أأن توقف عقلها عن‬
‫التفكري لرتاتح قليال‬

‫************************‬
‫أأهنىى "مصطفى" اتصاهل بـ "ايمسني" ورشع يعبث ىف ملفات هاتفه ‪ ..‬اكن ىف غرفته حي ام طرق عليه‬
‫الباب صديقه اذلى يشاركه ىف السكن وىف العمل ‪ ..‬قال "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬ادخل اي "ر أأفت"‬
‫دخل صديقه فوجده ممددا عىل الرسير يعبث بأأزرار هاتفه ‪ ..‬فاقرتب منه قليال وقال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬فينك اي عريس ‪ ..‬انت هتختفى من دلوقىت وال ايه ‪ ..‬ال امسع لو اجلواز هيغريك متتجوزش خليك‬
‫كده أأحسن‬

‫‪ -‬ليه ماىل يف ايه‬


‫‪ -‬شلكك زى الىل واخد أأمل عىل وشه ‪ ..‬ده منرر واحد فرحه بعد اس بوعني ‪ ..‬املفروض الىل زيك‬
‫يكون طاير من الفرحه اي ابىن‬
‫قال "مصطفى" لصديقه ىف تربم ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ما عارف ‪ ,‬اان ال مبسوط وال فرحان‬
‫‪ -‬ليه بأأه ‪ ..‬انت مبتحبش خطيبتك وال ايه ؟‬
‫‪ -‬برصاحة ىه انسانه كويسه ولك حاجة يعين زوجة مناس به لكن مش حاسس حنيهتا بأأكرت من كدة‬
‫‪ -‬ليه بأأه ‪ ..‬طيب قوىل ىه حلوة ؟‬
‫‪ -‬يعين ‪ ..‬عاديه ‪ ..‬مفهياش أأى حاجة ممزية‬
‫‪ -‬مادمت شايفها عادية ومفهياش حاجه ممزية كنت بتخطهبا وهتتجوزها ليه ؟‬
‫‪ -‬عشان بنت حمرتمة سأألت علهيا طوب ا ألرض حمدش قاىل عهنا حاجة وحشة ابلعكس اللك شكر‬
‫فهيا وىف أأهلها جدا والبنت فعال قطة مغمضة‬
‫‪ -‬يعين هتتجوزها عشان كدة بس‬
‫‪ -‬بص اي "ر أأفت" انت عارف طبيعة شغلنا ‪ 5‬أأسابيع هنا و اس بوع أأجازة ‪ ..‬الزم أأجتوز واحدة أأبقى‬
‫واثق مهنا و أأان سايهبا ىف البيت ومسافر ‪ ..‬والبنت دى هبقى سايهبا ىف البيت و أأان مطمن ألهنا زى ما‬
‫قولتكل حمرتمة وقطة مغمضة‬
‫‪ -‬بس اي "مصطفى" ده ميكفيش عشان احلياة الزوجية بينكو تس متر الزم يكون ىف مقاومات أأكرت‬
‫من كدة ختلهيا تس متر‬
‫‪ -‬تقصد احلب والتفامه و الالكم ده ‪ ..‬اي حييىب احلب والغرام ده بيكون قبل اجلواز بس ‪ ..‬الراجل‬
‫بيعمل الىل هو عايزه حلد ما يوصل لسن خالص الزم يتجوز ويفتح بيت لكن مفيش حاجة امسها‬
‫اتنني متجوزين بيحبوا بعض بالش جو أأفالم ا ألبيض واسود ده‬
‫‪ -‬تفكريك غريب‬
‫‪ -‬ال تفكريي واقعى جدا‬
‫‪ -‬طيب و "هنهل" مش انت برده كنت بتحهبا‬
‫شعر "مصطفى" ببعض الضيق للتحدث ىف هذا املوضوع لكنه قال ‪:‬‬
‫‪ -‬بص اي "ر أأفت" من الخر كدة مفيش راجل بيتجوز واحدة اكن مايش معاها‬
‫ويال س يبىن بأأه عشان أألكت وداىن وصدعتىن أأكرت ما أأان مصدع‬

‫**************************‬
‫اقرتبت س يارة "معر" من املزرعة الىت اكنت تقع ىف احدى القرى ابلقرب من حمافرة املنصورة‬
‫ومبجرد أأن وصل اىل البوابة ظل يطلق زمور الس يارة وينادى و أأخرج ر أأسه من الش باك مناداي الغفري‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬مع "عويس" ‪ ..‬مع "عويس"‬
‫فتح البوابة رجل ىف العقد السادس من معره وقال وهو ميد ر أأسه مس تطلعا القادم ‪:‬‬
‫‪ -‬مني ‪ ..‬انت مني ؟‬
‫نرر اليه "معر" وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬افتح اي مع "عويس" ‪ .‬أأان "معر"‬
‫أأرسع الغفري بفتح البوابة عىل مرصعهيا مرددا ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" بيه اي أأهال اي مرحبا ‪ ..‬املزرعة نورت ‪ ..‬اتفضل اي بيه‬
‫انطلق "معر" بس يارته وتوقف أأمام بني كبري مكون من طابقني ‪ .. .‬عىل الرمغ من أأنه يبدو قدميا اال‬
‫أأن هل هيبه ال تغفلها العني‬
‫حلق به الغفري اذلى أأغلق البوابه و أأرسع جيري خلف الس يارة حامال طرف جلبابه ىف مفه ‪ ..‬قال‬
‫الغفري ىف حبور ‪:‬‬
‫‪ -‬اي أأهال وسهال املزرعة لكها نورت ‪ ..‬ليه ما قولتلناش ان سعادتك جاى كنت خليت "صفية"‬
‫تنضف البيت زمانه مرتب‬
‫قال "معر" ىف جعاةل ‪:‬‬
‫‪ -‬ال تسمل اي مع "عويس" أأان أأصال مش هطول هنا ولو خلصت احامتل ارجع الهناردة ‪ ..‬فني مدير‬
‫املزرعة ؟‬
‫‪ -‬البامشهندس "محمد" تالقيه دلوقىت ىف اسرتاحة الغدا‬
‫‪ -‬شكرا اي مع "عويس"‬
‫قال ذكل وهو يربت عىل كتف الرجل و أأرسع ليبحث عنه يف املزرعة‬
‫اكنت املزرعة مرياث وادل معر من أأبيه ‪ ..‬أأى أأن هذه املزرعة ملاك لعمر أأاب عن جد ‪ ..‬اكنت مزرعة‬
‫كبرية ختطف ا ألبصار بذكل اللون ا ألخرض الساحر اذلى يرحي العني وا ألعصاب ‪ ..‬مت تقس مي املزعة‬
‫وختصيص أأكرب مساحة هبا لزراعة العنب اذلى متزيت بزراعته مزرعة "معر" عىل مر ا ألعوام السابقة‬
‫فاكن يهتافت عيل حمصوهل التجار و أأحصاب املصانع بسبب عناية "معر" الشديدة جبودة احملصول‬
‫وتوفري أأجود أأنواع ا ألمسده واملبيدات فمل يبخل علهيا بيش فأأعطته لك شئ ‪ ..‬وحتتوى املزرعة أأيضا‬
‫قسام لزراعة العديد من املواحل ا ألخرى ‪ ..‬مل يكن انتاج املزرعة نباتيا فقء فلقد توسع فهيا "معر"‬
‫وخصص قسام لالنتاج احليواين أأيضا‬
‫عرب "معر" بوابة املبىن االدارى اذلى خصصه الدارى املزرعة وللعاملني فهيا ‪ ..‬توجه اىل قسم الطعام‬
‫و أألقى نررة عىل املوجودين مث توجه اىل طاوةل جيلس علهيا رجل ىف العقد اخلامس من معره اكن‬
‫يتناول طعامه ىف هنم حي ام قال هل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي ابمشهندس "محمد"‬
‫هب الرجل واقفا مبجرد أأن رأى "معر" وابتلع ما بفمه من طعام برسعة ومد يده ليسمل عليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اهال وسهال ازيك اي ابمشهندس "معر"‬
‫‪ -‬صاحفه "معر" مث جلس عىل املقعد املواجه هل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الفاكس اليل بعهتوىل الهناردة ده ‪ ..‬عايز أأعرف املشلكة ابلتفصيل‬
‫ابتلع الرجل ريقه وجلس ىف مقعده مرة أأخرى وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما قولت حلرضتك ىف الفاكس تشخيص املرض "البياض ادلقيقي"‬
‫حاول "معر" الس يطرة عىل غضبه قائال‪:‬‬
‫‪ -‬الاصابة وصلت لفني ابلربء؟‬
‫توتر الرجل قائال‪:‬‬
‫‪ -‬ل ألسف اي ابمشهندس الاصابة وصلت ل ألوراق وا ألغصان وا ألزهار والامثر‬
‫رضب "معر" بيده عىل الطاوةل فانتفض الرجل فزعا والتفت مجيع من ىف القاعة الهيام ‪ ..‬هدر صوت‬
‫"معر" قائال‪:‬‬
‫‪ -‬وكنت فني حرضتك اي ابشهندس ملا املرض انترش ىف الزرع ابلشلك ده ؟ ‪ ..‬وخمدتش‬
‫احتياطاتك ليه عشان متنع االصابة من قبل ما حتصل ؟‬
‫‪ -‬وهللا اي ابمشهندس "معر" أأان معلت الىل عليا و ‪.....‬‬
‫‪ -‬قاطعه "معر" قائال‪:‬‬
‫‪ -‬هنشوف ‪ ..‬هنشوف اذا كنت معلت الىل عليك وال أل ‪ ..‬يال قوم هنلف عىل احملصول لكه توريين‬
‫االصاابت‬
‫‪ -‬هنض الرجل معه ىف استسالم‬
‫اهنىى الرجل جولته مع "معر" اذلى ازدادت حدة غضبه قائ َال‪:‬‬
‫‪ -‬ده امسه اهامل اي ابمشهندس انت عارف كويس ان عدم ازاةل ا ألوراق الىل عىل جذر الشجريات ده‬
‫هل دور كبري ىف انتشار املرض‬
‫وقف الرجل وقد أأخذت حبات العرق تنبت فوق جبيه ومل يس تطع النطق‬
‫أأمكل "معر" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬واحلشائش دى ما بتتشلش أأول بأأول ليه انت عارف اهنا بتسبب االصابة بأأمراض زى الزفت‬
‫للزرع ‪ ..‬ده تسيب أأمال بتقبض مرتبك عىل ايه ابلربء‬
‫هبُ ت الرجل ومل ينطق ببنت شفه‬

‫*************************‬
‫ىف املساء أأغلق الغفري بوابة املزرعة ابحلديد والسالسل وتوجه اىل غرفته واندى زوجته ‪:‬‬
‫‪" -‬صفية ‪" ..‬صفية"‬
‫مل ترد فبحث عهنا فمل جيدها ‪ ..‬مه ابلتوجه اىل ابب الغرفة ليبحث عهنا ابخلارج عندما وجدها تدخل‬
‫وتغلق الباب خلفها ‪:‬‬
‫‪ِ -‬‬
‫كنت فني اي "صفية"‬
‫‪ -‬هكون فني يعين ‪ ..‬كنت جبهز الألك للبامشهندس "معر" وبنضفهل ا ألوضة اليل هينام فهيا‬
‫‪ -‬طيب يال عشان ننام‬
‫انم مع "عويس" وتدثر بغطائه ودخلت زوجته الفراش جبواره و أأخذت تتطلع ايل زوهجا اذلى أأوالها‬
‫ظهره لتتأأكد من أأنه أأمغض عينيه ويغء ىف النوم فأأولته ظهرها و أأخرجت من صدرها حفنه من املال‬
‫أأخذت تنرر الهيا ىف فرح مث أأعادهتا اىل صدرها مرة أأخرى‬

‫*************************‬
‫قامت "كرمية" من نوهما فزعة وىه تردد ‪:‬‬
‫أأعوذ ابهلل من الش يطان الرجمي ‪ ..‬أأعوذ ابهلل من الش يطان الرجمي‬
‫انتفض زوهجا واستيقظ عىل صوهتا وقام و أأضاء نور الغرفة وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف ايه ماكل اي "كرمية" ‪..‬‬
‫اكن حلقها جاف فمل تس تطع التحدث و أأشارت اىل ابريق املاء املوضوع عىل المكودينو ‪ ..‬فهم زوهجا‬
‫اشارهتا وصب لها كواب من املاء و أأعطاه لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل اي حبيبىت ‪ ..‬ارشيب واهدى‬
‫رشبت "كرمية" كوب املاء برسعة وهنم و أكهنا اكنت تسري ىف حصراء ‪ ..‬أأعطت هل الكوب الفارغ فوضعه‬
‫عىل المكودينو مرة أأخرى و قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬هنيا ‪ ..‬ماكل ىف ايه ؟ ا ِ‬
‫نت تعبانه‬
‫قالت بعدما هد أأت قليال وبد أأت رضابت قلهبا ىف الانترام ‪:‬‬
‫‪ -‬ال ‪ ..‬بس شوفت حمل وحش أأوى‬
‫‪ -‬خري اللهم اجعهل خري‬
‫‪ -‬حمل خاص بـ " معر" ‪ ..‬اكن قليب هيقف من اخلوف‬
‫‪ -‬ايرب سرتك ‪ ..‬خري شوفىت ايه ؟‬
‫بلعت ريقها ىف صعوبة و أكن تذكر احلمل يعيد الهيا خوفها مرة أأخرى ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفت معر وهو واقف ىف ماكن فاىض مفيش أأى حد شايفه وىف حيه كبرية فاحته بقها و وماش يه‬
‫انحيته أأول ما شافها فضل يرجع لورى وىه برده عامهل تتقدم انحيته واكن منررها مرعب جدا‬
‫واكنت مرصه تأأذيه‬
‫"معر" اكن وراه بري معيق واكن ضلمه مكنش شايف البري ده فضل يرجع لورى عشان يبعد عن‬
‫احليه فضلت أأرصخ و أأقوهل "معر" حاسب البري الىل وراك لكنه مكنش سامعىن حاولت أأجرى عليه‬
‫لكن كنت ىف احلمل حاسه ان رجىل زى ما تكون مشلوهل مش عارفه أأحترك‬
‫حلد ما "معر" وقع ىف البري واحلية أأول ما لقته وقع بعدت عنه برسعة وجريت بعيد عنه‪ ..‬جريت‬
‫عليه وقليب هيقف من اخلوف وفضلت أأاندى من فوق البري عليه حلد ما شوفته رمغ ان البري اكن‬
‫ضلمه بس نور القمر اكن منوره واكن شلكه بيتأأمل أأوى ومش قادر يتحرك فضلت أأعيء و أأاندى عليه‬
‫‪..‬حلد ما رفع راسه وقاىل ما تقلقيش اي أأىم أأان هقدر أأقوم أأقف اتىن"‬
‫أأهنت "كرمية" الكهما ونررت اىل زوهجا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تفتكر ايه احليه وايه البري ده ؟ أأان خايفة عىل "معر" أأوى‬
‫قال لها زوهجا يطمئهنا ‪:‬‬
‫نت عارفه ان‬‫نت بس ادعيهل ا ِ‬ ‫‪ -‬ما ختفيش ربنا هيحميه ان شاء هللا ‪ ..‬لعلها تكون أأطغاث أأحالم ‪..‬ا ِ‬
‫دعوة الوادلين مس تجابة ان شاء هللا‬
‫‪ -‬وهللا بدعيهل داميا ومعرى ما بطلت دعا ليه ‪ ..‬ربنا حيميه وينورهل بصريته ويكفيه رش والد احلرام‬

‫**************************‬
‫جلست "ايمسني" مع "سامح" ىف غرفهتا بعدما انهتيا من تناول طعام الغداء ‪ ..‬قالت "ايمسني" لها ‪:‬‬
‫كنت عايزاىن عشانه‬‫‪ -‬ها اي س ىت ايه بأأه املوضوع الىل ِ‬
‫‪ -‬بىص اي "ايمسني" من الخر كده ىف واحد تعرفت عليه ىف املطار أأما كنت راحيه أأجيب بنت خاىل‬
‫من السفر‬

‫سأألهتا "ايمسني" ‪:‬‬


‫‪ -‬اتعرفىت عليه ازاى يعىن ؟‬

‫‪ -‬برصاحة حاول يلكمىن وصديته جامد ‪ ..‬والطيارة اكنت اتأأخرت عن معادها ففضلت وقت كبري ىف‬
‫املطار منتررة بنت خاىل ‪ ..‬والراجل ده فضل حيوم حوليا كتري وبعد ما اتأأكد اىن مس تحيل أألكمه أأو‬
‫أأعربه ‪ ..‬تقريبا كدة جعبه رد فعىل ده و أأول ما بنت خاىل وصلت وسلمت علهيا ‪ ..‬جينا منيش لقيته‬
‫بيوقفىن‬

‫‪ -‬ها ‪ ..‬مكىل‬

‫‪ -‬طبعا لسه هفتح بقى عشان أأديهل الىل فيه النصيب ‪ ..‬لقيته جفأأىن وقاىل انه عايز يتقدمىل‬

‫قالت "ايمسني" وىه مندهشة ‪:‬‬

‫‪ -‬نعم ‪ ..‬خبء لزق كده‬

‫‪ -‬أه وهللا ده الىل قاهل ‪ ..‬وفضل يتلكم ويعرفىن بنفسه ‪ ..‬طبعا بنت خاىل اكنت واقفه وهو اكن حمرتم‬
‫مطلبش اننا نقعد يف ماكن وال طلب ررمى وال أأى حاجة ‪ ..‬وبعد ما خلص الكمه طلب مىن رمق اباب‬
‫قالت "ايمسني" وقد اتسعت ابتسامهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬ها وبعدين مكىل‬
‫‪ -‬بنت خاىل اديته الرمق ‪ ..‬وبعدها حمطتش املوضوع ىف دماغى ‪ ..‬لكن بعد يومني لقيته بيتصل ببااب‬
‫وطلب يقابهل وفعال اتقابلوا بره البيت ورشحهل ظروفه لكها‬

‫صاحت "ايمسني" ىف فرح طفوىل ‪:‬‬

‫‪ -‬هللا ‪ ,,‬حب من أأول نررة يعين ‪ ,,‬ها مكىل وبعدين‬

‫‪ -‬بىص اي "ايمسني" أأان مش هكدب علييك برصاحه أأان ارحتتهل أأوى ‪ ..‬مش بس ارحتتهل تقدرى تقوىل‬
‫اان فعال معجبه بيه أأوى ‪ ..‬بس ىف مشلكة‬

‫‪ -‬ايه ىه ؟‬

‫‪ -‬هو من ساعة ما اخترج وهو عايش بره ‪ ..‬بيكون مس تقبهل ‪ ..‬ول ألسف من س نة خرس لك فلوسه‬
‫الىل حوشها ألن دخل رشكة مع انس ىف البدل الىل اكن مسافر فهيا ونصبوا عليه وخرس لك الىل‬
‫حوشه طول الس نني الىل فاتت‬

‫قالت "ايمسني" ىف حزن‪:‬‬

‫‪ -‬ال حول وال قوة اال ابهلل‬

‫‪ -‬برصاحة اي "ايمسني" أأان مش فارق معااي املوضوع ده ‪ ..‬هو بيقول انه لسه بيبد أأ يكون نفسه من‬
‫أأول وجديد ‪ ..‬وانه مش مراتح ىف شغهل وبيفكر يش تغل مع واحد حصبه ‪ ..‬هو ال ميكل غري عربيته‬
‫بس ‪ ..‬حىت الشقة الىل اشرتاها هنا اضطر يبعها عشان يسدد ديونه ‪ ..‬يعين هعيش معاه عىل مرتبه‬
‫بس‬
‫‪ -‬طيب وا ِ‬
‫نت ر أأيك ايه ىف لك ده‬

‫‪ -‬زى ما قولتكل لك ده مش فارق معااي ‪ ..‬برصاحة جعبىن وحساه راجل جبد ‪ ..‬وكامن اباب ا ِ‬
‫نت عرفاه‬
‫بيفهم الناس برسعة ‪ ..‬هو كامن أأجعب بيه أأوى‬

‫‪ -‬متام أأوى‬

‫ال مش متام ‪ ..‬لسه ماما معرفتش والىل خايفه منه اهنا ترفض ‪ ..‬ا ِ‬
‫نت عارفه ماما رامسه ىف خيالها‬
‫خشص مثاىل لبنهتا الوحيدة ‪ ..‬خايفة أأوى ترفضه عشان ظروفه‬

‫‪ -‬طيب ِ‬
‫وابابك ر أأيه ايه‬

‫نت الىل هتعييش معاه يبأأه ا ِ‬


‫نت الىل ختتارى ‪ ..‬واحلاجه الوحيدة الىل‬ ‫‪ -‬اباب ده حبيىب ‪ ..‬قاىل ا ِ‬
‫هيتدخل فهيا يه انه يطمن انه انسان حمرتم ومؤدب ويسأأل عنه كويس هنا ىف مرص وىف البدل الىل‬
‫اكن شغل فهيا‬
‫‪ ..‬أأان خايفة أأوى اي "ايمسني" ادعيىل املوضوع يمت عىل خري‬

‫حضنهتا "ايمسني" قائةل ‪:‬‬

‫‪ -‬ان شاء هللا اي حبيبىت ربنا يقدركل اخلري ويسعدك ويفرح قلبك ايرب‬
‫***************************‬
‫أأثناء اهنامك "مصطفى" ىف دراسة أأحد اخملططات أأمامه شعر جفأأة بشخص يقف خلفه ‪ ..‬التفت ليجد‬
‫فتاة مجيةل تقف وتنرر اليه ىف حزن ‪ ..‬هبُ ت لرؤيهتا والتفت الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬هنةل"‬
‫قالت الفتاة بعتاب وبصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة "هنةل" ‪ ..‬ازيك اي بشمهندس‬
‫توتر "مصطفى" وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل جابك هنا‬
‫تقدمت الفتاة خبطوة و أأمسكت كفة الميىن الىت احتوت دبلته ‪ ,‬ورفعهتا أأمام عينيه قائهل ىف مرارة ‪:‬‬
‫‪ -‬جيت أأابرلكك عىل خطوبتك ‪ ..‬و أأابرلكك عىل فرحك الىل هيكون كامن اس بوعني‬
‫جذب "مصطفى" يده وتهند وقال الهيا ‪:‬‬
‫‪" -‬هنةل" لو مسحىت مفيش داعى للالكم ده ومفيش داعى أأصال انك تيجي حلد هنا ده ماكن شغىل‬
‫‪ -‬بس انت اي ابمشهندس مكنتش بتعرتض ملا كنت جبيكل قبل كدة هنا ىف ماكن شغكل ‪ ..‬وكنت‬
‫بتفرح وتنيس ادلنيا والىل حواليك‬
‫قال لها بنربة حمذره ‪:‬‬
‫‪" -‬هنةل" مش عايز مشالك‬
‫قالت ىف مرارة ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفش أأان مش جاية أأسببكل مشالك ‪ ..‬أأان خالص فهمت ‪ ..‬حصيح فهمت متأأخر بس فهمت‬
‫قال وقد بد أأ يشعر ابلضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬فهمىت ايه ؟‬
‫قالت وادلموع تتساقء من عينيهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬فهمت ان مفيش راجل بيفكر يتجوز واحدة غلء معاها ‪ ..‬حىت لو هو الىل دفعها لكده وحىت لو‬
‫هو السبب ىف كده‬
‫قال حبدة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مرضبتكيش عىل ايدك ‪ ..‬لك حاجة اكنت ِ‬
‫برضاك وبرغبتك‬
‫انفجرت ىف الباكء قائةل ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت حببك ‪ .‬وكنت فاكراك بتحبىن ‪ ..‬كنت بعمل زى ما قولتىل ‪ ..‬حباول اسعدك عشان متبصش‬
‫لغريي ‪ ..‬ورمغ اىن معلت لك الىل طلبته مىن وفرط ىف لك حاجة عندى برده س بتىن وهتتجوز‬
‫غريي ‪ ..‬س بتىن الىن ىف نررك بنت رخيصة سلمت نفسها لراجل مش جوزها ‪ ..‬وملا فكرت تتجوز‬
‫اخرتت واحدة نضيفة مش كدة ؟‬
‫قال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬الالكم الىل قولتيه دلوقىت لو اتكرر اتىن مش هيحصل كويس اي "هنةل" ‪ ..‬ويكون ىف علمك لو‬
‫فكرىت تقىل عقكل وتقوىل الالكم ده ألى حد أأو توصليه ألهل خطيبىت بأأى طريقة أأان هنكر اىن‬
‫أأعرفك أأصال ومش هيحصكل كويس‬
‫قالت وىه متسح ادلموع الىت تساقطت عىل وهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬دى مش غلطتك لوحدك أأان غلطت أأكرت منك ودلوقىت بدفع المتن ‪ ..‬أأان زى ما قولت أأان مش‬
‫جاية أأسببكل مشالك أأان جايه بس أأقوكل ان أأى حاجة معلهتا اكنت عشان حببك ‪ ..‬حببك أأوى‬
‫قالت ذكل مث تركته وانرصفت ‪.‬‬

‫البارت الثاين عرش‬

‫ىف الصباح عربت س يارة "معر" بوابة الفيال ‪ ,‬خرج من س يارته وصعد ادلرج اس تقبلته س يدة ىف‬
‫العقد السادس من العمر ‪ ,‬بش وهجها لرؤيته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬محدهللا عىل السالمه اي ابمشهندس "معر"‬

‫ابتسم لها وقال ‪:‬‬


‫‪ -‬هللا يسلمك اي دادة "أأمينة" أأخبار حصتك ايه الهناردة‬

‫ردت وقد أأسعدها سؤاهل عن حصهتا ‪:‬‬


‫‪ -‬خبري امحلد هلل اتفضل وادلتك مع وادلك ىف اجلنينه منتررينك‬

‫توجه "معر" اىل احلديقة اخللفية للفيال ‪ ,‬ومبجرد أأن ر أأته وادلته هبت واقف و أأقبلت عليه قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" حبيىب محدهللا عىل سالمتك اي ابىن‬

‫‪ -‬عانقها "معر" وقبل رأأسها قائال ‪:‬‬


‫‪-‬هللا يسلمك اي أأىم‬
‫مث وجه الكمه ايل أأبيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي اباب‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي ابىن محدهللا عىل سالمتك‬
‫‪ -‬هللا يسلمك‬
‫نررت الهيا وادلته وىه تُمىل عينهيا برؤيته ‪ ,‬اس تغرب "معر" نرراهتا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي أأىم ىف حاجه‬
‫قالت بشئ من التأأثر ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي حبيىب بس وحشتىن أأوى‬

‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬


‫نت ايه حاكيتك ابلربء مس تقبالىن أأكىن بقاىل س نة غايب مش يوم ‪ ..‬وكامن مبطلتيش‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫اتصاالت بيا من امبارح ‪ ..‬ىه دى أأول مرة أأسافر فهيا اي ماما ‪..‬‬

‫اكدت أأن ختربه عن حلمها اذلى أأفزعها ليةل أأمس لكهنا أأجحمت عن ذكل فهىى ال تريد أأن تثري قلقه ‪..‬‬
‫شعر زوهجا مبا يعمتل داخل صدرها فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى اي ابىن ىه أأمك كده ملا حد فينا بيسافر بتعامهل أأكنه طفل صغري‬
‫نررت "كرمية" اىل زوهجا بعتاب قائةل ‪:‬‬

‫‪ -‬يعين مش من حقى أأقلق عىل جوزى وابىن ملا يسافروا‬

‫قال زوهجا وهو حياول اغاظهتا ‪:‬‬


‫‪ -‬ال من حقك طبعا بس ا ِ‬
‫نت بتتصىل بيا كتري و أأان مسافر وبتقلقى أأما ما أأردش ‪ ..‬افرىض كنت‬
‫مشغول وال اكنت معااي معيةل زى القمر يعين أأسيهبا و أأرد ِ‬
‫عليك ازاى ؟‬

‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬


‫‪ -‬أأوابااااااااااا ‪ ..‬ال اي اباب انت كدة دخلت ىف الغميق‬
‫نررت "كرمية" اىل زوهجا وقد نسيت ما اكن يدور ىف داخلها من قلق وقالت يف مرح ‪:‬‬

‫‪ -‬سيبه اي "معر" يقول الىل هو عايزه ‪ ..‬أأان عارفه ان مفيش ست ىف ادلنيا دى متىل عني ابابك غريي‬
‫أأان بس‬
‫حضك لكهيام ‪ ..‬وقال "معر" ‪:‬‬

‫‪ -‬أأحبك وانت واثق من نفسك اي "كرمية" اي رمر انت‬


‫هنض وادله و أأحاط كتفى زوجته بذراعه ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا مفيش واحده ست متىل عيين وحياىت وقليب غريك‬
‫قال "معر" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬امح ‪ ..‬من الواحض كدة انكوا معلتوىن جشرة ‪ ,‬انقص اتنني ملون و أأطلع مهنا اان بقه‬

‫حضك ثالثهتم ‪ ..‬وقد سعد "نور ادلين" لرؤية زوجته مبتسمه ىف مرح بعدما قضت ليلهتا ىف قلق‬
‫وتوتر بسبهبا حلمها‬

‫التف ثالثهتم حول الطاوهل و أأحرضت هلم اخلادمة عصري فريش ‪ ..‬وجه "نور ادلين" حديثه اىل ابنه‬
‫قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬ها اي "معر" ما قولتليش ايه أأخبار املزرعة واملشلكة احتلت وال لسه‬

‫شعر "معر" ابلضيق جفأأة بعدما اكد أأن ينيس اهلم اذلى يعمتل ىف صدره ورد قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬ل ألسف احملصول حالته صعب جدا ‪ ..‬اهامل فريع ‪ ..‬حمتاج جمهود جبار عشان نقدر ننقذ أأى شئ‬
‫منه‬

‫‪ -‬لدلرجة دى ؟‬

‫‪ -‬أأيوة ل ألسف ‪ ..‬غلطىت اىن ىف الفرتة ا ألخرية أأمهلت املتابعة ادلورية الىل كنت بعملها للمزرعة ‪..‬‬
‫ول ألسف وثقت ىف الشخص الغلء ‪ ..‬مدير املزرعة طلع خشص ال يعمتد عليه أأبدا‬
‫شاركهتم "كرمية ىف احلديث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وانوى عىل ايه ‪ ..‬الزم املدير يتغري فورا ‪ ..‬وكامن مزتعلش نفسك ان شاء هللا حىت لو جزء من‬
‫احملصول ضاع ‪ ..‬ان شاء هللا الس نة اجلايه تعوض اخلسارة دى ؟‬

‫تهند "معر" ىف حرسه قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬ل ألسف اي ماما احملصول متباع أأص ُال ‪ ..‬متباع لرشكة عصائر ومريب والفلوس قبضناها من زمان‬
‫ألننا بمنىض تعاقد لك س نتني ودى الس نة التانية‬

‫‪ -‬يعين ايه ؟‬

‫‪ -‬يعين لو المكية الىل اتفقنا علهيا متسلمتش ىف معادها أأوال الزم نرد العربون اكمال ‪ ..‬اثنيا هندفع‬
‫رشط جزايئ كبري ‪ ..‬ده غري ان مش متوفر حاليا الس يوهل الىل مطلوبه دى لكها ‪ ..‬يعين اخلسارة كبرية‬
‫فعال‬

‫نرر اليه وادله قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬وانوى عىل ايه دلوقىت اي "معر" ؟‬

‫‪ -‬زى ما ماما قالت أأول حاجه هعملها هغري مدير املزرعة و أأجيب همندس زراعى بيفهم و أأقدر أأعمتد‬
‫عليه‬
‫‪ -‬وانت ليه ما تتابعش املوضوع ده حلد ما ا ألزمه تعدى‬

‫‪ -‬أأكيد هتابع اي اباب بس حرضتك عارف ان جوازى كامن أأقل من شهرين يعين مش هبقى متفرغ لكيا‬
‫للمزرعة مفحتاج حد أأثق فيه و أأعمتد عليه‬

‫‪" -‬كرم" ؟‬

‫‪ -‬فعال لكمت "كرم" ىف املوضوع ده ‪ ..‬بس "كرم" بعيد عن الشغل العمىل ىف الزراعة من زمان‬
‫ودلوقىت ملوش الا ىف االدارة وبس ‪ ..‬و أأان عايز حد خربه ىف الشغل العمىل‬

‫رد هاتف "معر" و أأخرجه من جيبه واتسعت ابتسامته عندما راى امس املتصل ‪ ,‬هب واقفا وقال ‪:‬‬

‫‪ -‬عن اذنكوا‬

‫سار مبتعدا وهو يتحدث قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬أألو ‪ ..‬تصدق انك واطى‬

‫حضك املتصل بشده ورد قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬عارف‬

‫‪ -‬عارف ايه‬
‫‪ -‬ان أأان واطى ولك الىل انت عايز تقوهل قوهل‬

‫‪ -‬س نتني ما اعرفش عنك حاجة اي " أأمين" انت بتس هتبل جبد‬

‫‪ -‬معلش اي "معر" لو عرفت الىل حصىل هتعذرىن جبد‬

‫‪ -‬ال مفيش أأى اعذار ‪ ..‬مكنتش عرشة معر دى اي ابىن ‪..‬‬

‫‪ -‬صدقىن وهللا ملا تعرف ظروىف هتقول الواد ده جبل انه احتمل لك ده‬

‫قال "معر" ىف قلق‪:‬‬

‫‪ -‬خري اي " أأمين" قلقتىن ؟‬

‫‪ -‬خري ان شاء هللا ‪ ..‬عايز أأقابكل مينفعش نتلكم كده ىف التليفون‬

‫‪ -‬طبعا اي ابىن قوىل انت فني ومسافة السكه و أأكون عندك‬

‫‪ -‬ال خلينا بعد العرص الىن ىف الشغل دلوقىت ايه ر أأيك نتغدى سوا‬

‫‪ -‬متام اي ابشا وجهيب الواد "كرم" معااي‬


‫‪" -‬كرم" خيرب بيته ازيه‬

‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬زى ما هو‬
‫‪ -‬لسه غتت ولسانه طويل ؟‬

‫‪ -‬ال عقبال عندك طول أأكرت‬


‫حضك الصديقان ‪ ..‬وقد اكن يبدو علهيام الاس متتاع بتكل احملادثة الىت اش تاقا الهيا‬

‫‪ -‬وهللا وحشتىن جدا الواد ده وانت كامن اي "معر"‬

‫‪ -‬وهللا وانت اي ابىن ده أأان سأألت عليك طوب ا ألرض ومعرفتش أأوصكل حىت شقتك قالوىل انك‬
‫بعهتا و ررمك ده عىل طول مقفول‬

‫‪ -‬أأما أأقابكل هحكيكل عىل لك حاجة‬

‫‪ -‬خالص اتفقنا و أأان مش هسيبك‬

‫‪ -‬خالص معادان العرص ان شاء هللا يال سالم‬

‫‪ -‬ان شاء هللا سالم‬


‫*************************************‬

‫وقفت "رهيام" تنرر اىل اجلدول املعلق ىف ردهة اللكية وىه تضم كتهبا اىل صدرها ‪ ,‬عندما شعرت‬
‫بشخص يقف خلفها مبارشة ‪ ..‬التفتت لتجد شاب متوسء القامة حنيف يرتدى عوينات أأخذ ىف‬
‫تعديلها وقد بدا عليه شئ من االرتباك ‪ ..‬ظنت "رهيام" أأهنا حتجم الرؤية عنه و أأنه يريد بدوره‬
‫االطالع عىل مواعيد احملارضات ‪ ..‬فنررت اىل ا ألرض ومرت جبواره و أأفسحت هل اجملال ‪ ..‬وبعدما‬
‫خطت بضع خطوات مبتعده وجدته ينادى من خلفها ‪:‬‬

‫‪ -‬اي أنسه ‪ ..‬اي أنسه لو مسحىت‬


‫نررت اىل اخللف وتوقفت مس تفهمه عام يريده‬
‫اقرتب مهنا بضع خطوات فرتاجعت لترتك مسافة بيهنام وقالت ىف حزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة ىف حاجه ؟‬
‫ازداد توتره و أأعادت ضبء عويناته مرة أأخرى وقال وقد بدا عليه الارتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوه لو مسحىت ‪ ..‬يعين ‪ ..‬امح امح ‪ ..‬أأان كنت عايز أأعرف امسك‬
‫نررت اليه "رهيام" ىف غضب وتركته وانرصفت ‪ ..‬قالت ىف نفسها (جمنون ده وال بيس هتبل ) ظل‬
‫الشاب واقفا ىف ماكنه وعيناه تتابعاهنا ىف مصت‪.‬‬

‫*******************************‬

‫دخل "معر" مطبخ الفيال واذلى اكنت تقف فيه وادلته تعد شيئا ما ‪ ..‬وتأأمر اخلادمة بأأن تأأىت لها‬
‫ببعض ا ألغراض من املربد ‪ ..‬أأقبل انحيهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتعمىل ايه اي ست اللك‬
‫نررت اليه قائهل ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬بره اي "معر"‬
‫حضك "معر" اذلى يعرف مدى كره وادلته لرؤية أأى رجل ىف املطبخ حىت ولو اكن وادله ‪ ..‬اكنت‬
‫"كرمية" هتمت بأأن تتعمل بعض الوصفات الىت جتذهبا وحتاول تطبيقها لزوهجا وابهنا واكنت تسعد عندما‬
‫جتد أأن ما صنعته الىق اجعاهبام ومل تكن لتسمح ألى مهنام مبشاهدهتا وىه تعمل ‪ ..‬قال "معر" مبتسام‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬طيب هقوكل بس حاجة وهطلع فورا‬
‫تركت ما بيدها والتفتت قائهل "‬
‫‪ -‬ها أأفندم برسعة مشغوهل‬
‫‪ -‬هنعزم اننيس و أأهلها امىت ‪ ..‬احنا أأجلنا املعاد ألجل غري مسمى ‪ ..‬يعين حمددانش معاد جديد ‪..‬‬
‫فكرت "كرمية" قليال مث قالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفهم مناسب لهيم بكرة وال أل‬
‫‪ -‬طيب متام هشوف اننيس و أأرد ِ‬
‫عليك‬
‫‪ -‬خالص اتفقنا‬
‫قالت ذكل مث التفتت مرة أأخرى لتمكل معلها اذلى يبدو و أأنه يأأخذ لك تركزيها‬
‫مه "معر" ابالنرصاف ولكنه تراجع وقال وعينه تلمع ىف مرح ‪:‬‬
‫نت بتعمىل ايه ‪ ..‬ممكن أأعرف عىل ا ألقل الامس العجيب الىل هتصدم ملا أأعرفه‬ ‫‪ -‬ماما ا ِ‬
‫التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ودل‬
‫نت بتختارى أأالكت لهيا أأسامء جعيبه ‪ ..‬ملا بتعجبىن حاجة مبعرفش أأطلهبا‬ ‫‪ -‬ما هو اي أأىم برصاحه ا ِ‬
‫منك اتىن ‪ ..‬دى أأسامء حمتاجه خريطه‬
‫التقطت املنشه املوضوعه عىل الطاوةل ومهت بأأن ترضبه هبا ‪ ..‬لكنه ارسع ابخلروج من املطبخ وهو‬
‫يضحك‬
‫*************************‬

‫اهنمكت "رهيام" ىف مطالعة أأحد كتهبا وىه جالسة ىف اكفترياي اجلامعة ‪ ..‬قالت لها صديقهتا الىت‬
‫جتلس جبوارها ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام"‬
‫‪ -‬مهممم‬
‫‪ -‬ىف واحد برياقبك‬
‫رفعت عينهيا من الكتاب ونررت اىل صديقهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬برياقبىن ازى يعين ؟‬
‫‪ -‬معرفش مزنلش عينه من ِ‬
‫عليك‬
‫‪ -‬هو فني ؟‬
‫‪ -‬ىف الرتابزية اليل عىل ميينك‬
‫نررت "رهيام" فوجدته نفس الشخص اذلى سأألها عن امسها ىف الصباح ‪ ..‬اكن جيلس وينرر الهيا ‪..‬‬
‫فأأشاحت بوهجها عنه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬سيبك منه ده عبيء‬
‫‪ -‬عبيء ‪..‬عبيء ازاى يعين؟‬
‫‪ -‬تصورى جه جفأأة بيقوىل ممكن أأعرف امسك‬
‫حضكت صديقهتا بصوت خافت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أه ‪ ..‬جو ممكن نتعرف ده عارفاه ‪ ..‬بس دى اكنت موضه وبطلت ‪ ..‬ده شلكه قدمي أأوى‬
‫‪ -‬قدمي وال جديد ملناش فيه ويال نقوم من هنا أأحسن‬
‫هنضت الصديقتان وغادرات الاكفترياي وعيون الشاب تتابعهام ىف مصت‬

‫******************************‬
‫اكن "معر" جيلس ىف الصالون منتررا "اننيس" الىت ذهبت وادلهتا اليقاظها من النوم ‪ ..‬متلمل ىف‬
‫جلس ته وبعد وقت طويل وجدها تزنل ادلرج ىف رسعه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيىب وحشتىن أأوى أأوى‬
‫أأحاطت عنقة بذراعهيا وعانقته ‪ ,‬لف "معر" يدهيا حولها قائال ‪:‬‬
‫نت كامن اي حبيبىت وحش تيين أأوى‬ ‫‪ -‬وا ِ‬
‫أأرجعت ر أأسها قليال اىل الوراء ونررت ىف عينيه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو كنت وحش تك مكنتش لغيت العزومه وس بتىن وسافرت‬
‫‪ -‬حبيبىت أأان رشحتكل سفرى اكن مفاجئ واكن همم‬
‫‪ -‬يعىن عايز تفهمىن ان لك الناس الىل شغالني عندك دول مفيش حد فهيم اكن ينفع يسافر بداكل‬
‫مرر أأصابعه ىف خصالت شعرها اذلهبية قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو اكن ينفع حد غريي يسافر مكنتش أأجلت العزومة وسافرت ‪..‬‬
‫أأرجع ر أأسه قليال اىل الوراء وقال وقد ضاقت عيناه ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين أأان سافرت يوم واحد بس ‪ ..‬عايزة تفهميين اىن حلقت أأوحشك يعين‬
‫قالت وىه تنرر هل بعينني انعس تني ‪:‬‬
‫‪ -‬لك اثنية بتكون فهيا بعيد عىن بتكون صعبة أأوى عليا وحبس انك واحش ىن أأوى‬
‫اتسعت ابتسامة "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأان مش أأد الكمك ده‬
‫قالت هل ىف دالل ‪:‬‬
‫‪ -‬امعل حسابك بعد كدة رجىل عىل رجكل أأى ماكن هتسافر فيه هتاخدىن معاك ‪ ..‬فامه اي‬
‫ابمشهندس‬
‫‪ -‬عيون البامشهندس ‪ ..‬خالص السفريه اجلاية هتكوىن معااي ان شاء هللا ‪ ..‬أأان اصال هسافر اتىن‬
‫املزرعة ‪ ..‬وهاخدك معااي الىن نفيس تشوفهيا أأوى املزرعة دى كربت عىل ايدي ولهيا ماكن خاص ىف‬
‫قليب عشان كدة عايز أأخدك هناك أأان واثق اهنا هتعجبك أأوى‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا جعباك يبقى هتعجبىن اي حبيىب‬
‫ابتسم معر ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫نت وماما تكونوا حصاب وتقربوا من‬ ‫‪ -‬قوليىل بأأه مناسب بكرة للعزومة اليل اتأأجلت دى ‪ ..‬نفيس ا ِ‬
‫نت اتعرفىت علهيم بس هيمىن انكوا تكونوا قريبني‬ ‫بعض أأكرت وكامن عايز أأعرفك عىل معىت ووالدها ا ِ‬
‫من بعض‬
‫قالت وقد شعرت ببعض الضيق والضجر لكهنا أأخفت ذكل رسيعا ‪:‬‬
‫‪ -‬اه طبعا اي حبيىب ‪ ..‬أأهكل هام أأهىل دلوقىت ‪ ..‬ومامتك زى ماىم ابلنس به ىل‬
‫اتسعت ابتسامة "معر" وقد سعده ما قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اتفقى مع اباب وماما عشان منتررينكوا بكرة ان شاء هللا‬
‫‪ -‬اوك حبيىب‬
‫نرر "معر" ىف ساعته مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت معلش أأان مضطر اميش دلوقىت‬
‫تراهرت ابلضيق وقطبت جبيهنا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬زهقت مىن ابلرسعة دى‬
‫رد برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا ال ‪ ..‬ازاى تقوىل كدة ‪ ..‬أأان مبش بعش منك ومن وجودك معااي ‪ ..‬بس عندى معاد همم ومش‬
‫عايز أأتأأخر‬
‫قالت حبدة مصطنعه ‪:‬‬
‫‪ -‬معاد ‪ ..‬ها وشلكها ايه بأأه ؟‬
‫قال "معر" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه مني الىل شلكها ايه ؟‬
‫‪ -‬البنت اليل هتقابلها واليل هممت انك متتأأخرش علهيا‬
‫قال "معر" جبدية ‪:‬‬
‫نت عارفاىن كويس ‪ ..‬مش "معر" الىل يعمل كدة ‪..‬‬ ‫‪" -‬اننيس" حاجة زى دى مفهياش هزار ‪ ..‬ا ِ‬
‫قالت وىه حتاول اصالح املوقف ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه طبعا اي حبيىب وواثقه فيك ‪ ..‬اان بس بغري عليك‬
‫النت مالحمه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬مايش و أأان مقدر ده الىن عارف ان الىل بيحب حد الزم يغري عليه ‪ ..‬وعشان أأطمنك أأان هقابل‬
‫واحد حصىب اكن زميىل من أأايم اجلامعة وبعد ما اخترجنا فضلنا مع بعض ‪ ..‬اختفى فرتة بس رجع ظهر‬
‫اتىن وهنتقابل عىل الغدا أأان وهو و "كرم"‬
‫نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها حبيىب اطمن ان مفيش ىف قليب وال ىف عيوين غريه ؟‬
‫قالت بدالل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة اطمنت‬
‫مث طبعت قبهل عىل مفه وقالت ىف خبث ‪:‬‬
‫‪ -‬خد دى ‪ ..‬عشان تفكر فيا حلد بكرة‬

‫***********************************‬

‫انهتت "ايمسني" من توضيب بعض ا ألغراض الىت اشرتهتا جلهازها مؤخرا ىف حقيبة سفر ‪ ..‬رتبهتم‬
‫بدقة وعناية وىه تنرر اىل لك قطعة ىف فرح‬
‫‪ ,‬دخلت "رهيام" الغرفة وابتسمت عندما ر أأت وجه أأخهتا الفرح قائهل ‪:‬‬
‫نت انويه تعيين حاجتك من غري ما أأشوفها‬ ‫‪ -‬خيانه ‪ ..‬ا ِ‬
‫قالت لها "ايمسني" ضاحكة ‪:‬‬
‫نت حفرىت شلكهم أأكرت مىن‬‫نت هريتهيم من كرت الفرجه علهيم ده ا ِ‬ ‫‪ -‬اي مفرتية ده ا ِ‬
‫أأقبلت علهيا أأخهتا وحضنهتا قائهل ‪:‬‬
‫نت طيبة أأوى وتس تاهىل لك خري‬ ‫‪ -‬ربنا يسعدك اي "ايمسني" ا ِ‬
‫عانقهتا أأخهتا وقد تأأثرت بالكهما ‪ ..‬وشعرت "ايمسني" بعيهنا وقد اغرورقت ابدلمع قائهل ‪:‬‬
‫نت مش موجودة‬ ‫نت كامن اي "رهيام" هتوحشيين اوى ‪ ..‬مش قادرة اختيل اىن هنام ىف ماكن ا ِ‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫فيه‬
‫عليك متعيطيش هتخليين أأعيء أأان كامن ‪ ..‬اان اليل مش عارفه هعمل ايه من غريك‬ ‫‪" -‬ايمسني" ابهلل ِ‬
‫نررت لك مهنام اىل ا ألخرى وادلموع ىف عينيهنام عندما افتح الباب ودخلت أأهمام عندما ر أأهتام هكذا‬
‫أأقبلت علهيام ومضنهتام اىل صدرها قائهل ‪:‬‬
‫حبايب قليب انتوا االتنني ‪ ..‬ايرب أأفرح بيكوا وبعيالكوا وهينيكوا ويسعدكوا ىف حياتكوا ايرب ‪..‬‬
‫ويرزقك اي "رهيام" اي بنت "مسية" اببن احلالل الىل يصونك ويمت فرحك اي "ايمسني" عىل خري‬
‫قال ذكل مث قبلت لك مهنام عىل ر أأسها‬

‫************************************‬

‫التف ا ألصدقاء "معر" و "كرم" و " أأمين" حاوةل احدى الطاوالت ىف أأحد املطامع الفخمة ‪ ..‬قال‬
‫"معر" ىف حزن ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي " أأمين" لك ده حصكل واحنا منعرفش‬
‫‪ -‬شوفت بأأه مش قولتكل ملا تعرف هتعذرىن‬
‫‪ -‬طيب وليه اي " أأمين" متقلوليش حاجة زى كده ‪ ..‬مش احنا اخوات اي ابىن وال ايه‬
‫‪ -‬طبعا اخوات اي "معر" وأأكرت من االخوات كامن ‪ ..‬و أأان امحلد هلل ادليون لكها اتسددت وبش تغل‬
‫حاليا ىف رشكة ل ألمسدة الزراعية‬
‫قال "كرم"‪:‬‬
‫‪ -‬انت أأهبل اي ابىن ىف حد يعمل معلتك السودة دى‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬اللهم طوكل اي روح اي ابىن مش هتبطل طوةل لسانك دى‬
‫‪ -‬طوةل لسان ايه وبتاع ايه خلينا ىف مصيبتك انت مش عيب واحد حشء طويل عريض زيك‬
‫وعنده ‪ 53‬س نة يضحك عليه ويتنصب عليه وخيرس لك الىل وراه والىل أأدامه‬
‫‪ -‬يعين خرسهتم مبزاىج اي "كرم"‬
‫‪ -‬اي ابىن انت الىل طيب زايدة عن اللزوم ازاى تشارك انس متعرفهمش وتثق فهيم كدة وحتء‬
‫فلوسك بني ايدهيم‬
‫قال " أأمين" ىف حزن ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهو اليل حصل بأأه قدر هللا وما شاء فعل‬
‫قال "كرم"‪:‬‬
‫‪ -‬ونعم ابهلل ‪ ..‬بس برده حاول تغري من طبعك ده واتنحرر كده ‪ ..‬اي ابىن الطيب ىف الزمن ده‬
‫بيفتكروه أأهبل‬
‫‪ -‬ما حترتم نفسك اي "كرم" ايه أأهبل دى‬
‫حضك "معر" وهو ينرر الهيام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انتوا مش هتبطلوا نقار أأبدا ‪ ..‬من أأايم اجلامعة وانتوا كده ‪ ..‬اكربوا بأأه‬
‫ابتسمل " أأمين" و "كرم" ‪ ..‬وقال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرفوا انكوا وحش توىن أأوى ووحش ىن أأايم ما كنا ما بنفرتقش الا عىل النوم‬
‫ووجه حديثه اىل " كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وبرصف النرر عن غتاتك وطوةل لسانك الا ان النقار معاك واحش ىن‬
‫قال "كرم"‪:‬‬
‫‪ -‬وبرتجعوا تزعلوا‬
‫حضك ثالثهتم ‪ ..‬مث سأأهل "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت مراتح ىف شغكل اي " أأمين"‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة اي "معر" هو ده املوضوع الىل كنت عايز أألكمك فيه‬
‫‪ -‬خري اي " أأمين"‬
‫تهند " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش مراتح ىف الشغل مع الناس دول خالص يعين حبس ان ىف غش ورشاوى ولعب من حتت‬
‫الطرابزية و أأان مليش ىف اجلو ده‬
‫قال هل "معر" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ما تيجي تش تغل معاان‬
‫نرر هل " أأمين" ابمتنان ألنه حافظ عىل عدم ماء وهجه ومل يرتكه ليطلب ذكل بنفسه ‪ ..‬قال " أأمين"‬
‫‪ -‬جبد ؟ يعىن انتوا فعال حمتاجىن وال قولت كدة عشان قولت اىن مش مراتح ىف شغىل‬
‫قال "معر" عىل الفور ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حمتاجينك وحمتاجينك جدا كامن ‪ ..‬الننا واقعني ىف مصيبة‬
‫‪ -‬مصيبة ايه اي "معر"‬
‫حتدث "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬املهندس الزراعى الىل اكن مسؤل عىل املزرعة عك ادلنيا اخر عك والزرع حالته منيةل بنيةل وكدة‬
‫جزء كبري من احملصول هيضيع ان مكنش لكه ده لو ملحقناش نفس نا ورشينا واهمتينا ابملوضوع‬
‫وحمدش فينا فاىض ملتابعهتا املتابعة الاكمةل‬
‫أأمكل "معر" حديث "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا ىف موقف صعب اي " أأمين" ألن احملصول اصال متباع وىف رشط جزاىئ لو متسلمش ىف معاده‬
‫أأو لو اتسمل أأقل جودة من اليل اتفقنا علهيا‬
‫‪ -‬خالص طاملا حمتاجيىن فعال فأأان معاكوا اي ش باب‬
‫قال "معر" ىف فرح ‪:‬‬
‫‪ -‬متام أأوى ‪ ..‬حرض نفسك ابه اي ابشا عشان السفر وطبعا اقامتك هتكون ىف بيت املزرعة‬
‫‪ -‬متام هبد أأ أأحرض نفيس للسفر بس هروح و أأرجع ىف نفس اليوم ‪ ..‬يعين مش هبد أأ اقامه ىف املزرعة‬
‫الا بعد اس بوع وال اتنني كده‬
‫سأأهل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وامشعىن يعين‬
‫قال " أأمين" وهو يبتسم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصل أأخوكوا هيخطب قريب‬
‫سعد لك من "معر" و "كرم" لهذا اخلرب ‪ ..‬وقال هل "كرم "‪:‬‬
‫‪ -‬ايااه ‪ ..‬اخريا ىف واحدة رضيت تعربك‬
‫قال هل " أأمين" ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" اتمل‬
‫‪" -‬معر" ‪ :‬سيبك منه وقولنا ابلتفصيل اململ عرفهتا ازى وفني وامىت‬
‫حضك أأمين قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حيكل حيكل ايه هو حتقيق ده أأبواي و أأىم هللا يرمحهم لو اكنوا عايشني مكنوش جهموا عليا اب ألس ئةل‬
‫كده‬
‫قال هل "معر" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬خلص ‪ ..‬مش هسيبك الا ملا أخد منك اعرتاف اكمل‬
‫‪ -‬طيب اي س يدى و أأان هعرتف ‪ ..‬كنت ىف املطار بوصل واحد حصىب ‪ ..‬لفت نررى بنت اكنت‬
‫واحض اهنا مس تنيه حد‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حب من أأول نررة يعين ؟‬
‫ابتسمل " أأمين" وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين حاجة زى كدة‬
‫سأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل لفت نررك فهيا ؟‬
‫‪ -‬ملا شوفهتا حسيهتا غري لك الناس اليل حوالهيا ‪ ..‬أأكهنا ىف دنيا اتنيه لوحدها ‪ ..‬يعين املطار اكن زمحه‬
‫وانس داخهل وانس خارجه ‪ ..‬ودى اكنت أأعده عىل الكريس و ماسكه مصحف صغري وبتقر أأ فيه‬
‫اكنت حمجبه ولبسها حمرتم ‪ ..‬لفت نررى اهنا اكنت بريئة وعىل طييعهتا يعين مش زى ما بنشوف‬
‫ا ألايم دى الواحدة بتبقى خارجه وانقعه وشها ىف شوال دقيق قبل ما خترج‬
‫حضك "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة عارفهم بتوع ادلقيق دول‬
‫حثه "معر" عىل احلديث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مكل ‪ ..‬وبعدين‬
‫‪ -‬برصاحة فضلت أأحوم حوالهيا عايز أأعرف ىه البسه دبهل وال أل ‪ ..‬وبعد ما اتأأكدت ان ايدهيا‬
‫االتنني مفهيمش دبهل حاولت أأقرب مهنا واتلكم معاها ‪ ..‬لكهنا صدتىن جامد ومدتنيش فرصة أأبدا‬
‫وقامت وسابت املاكن الىل اكنت أأعده فيه ‪..‬بعدها جت البنت اليل اكنت مس تنياها ىف املطار و‬
‫لقيهتم خالص ماش يني و أأان فعال كنت حاسس ان ىه دى الانسانه الىل بدور علهيا‬
‫قال هل "كرم" بلوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬اوعى تكون س يبهتا متيش ‪ ..‬عارفك اي " أأمين" أأهبل وطلعهل راس ورجلني‬
‫‪ -‬ال اي غتت مسبهتاش متيش وقفهتا وبدون ما ادهيا فرصة قولتلها اليس ىف بتاعى وطلبت رمق ابابها‬
‫والبنت اليل اكنت معاها والىل عرفت اهنا قريبهتا ادهتوىل‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قصة غريبة ‪ ..‬خبء لزق كدة خدت رمق ابابها‬
‫‪ -‬برصاحة اي "معر" اان فضلت أأكرت من ساعة ونص براقهبا ىف املطار وجبد معرفش حسيت حاجه‬
‫جوااي بتقوىل ىه دى‬
‫‪ -‬ولكمت ابابها‬
‫‪ -‬ايوة لكمته ورشحتهل ظروىف لكها خمبتش حاجة ‪ ..‬و أأديين منترر رد مهنم‬
‫ربت "معر" عىل كتف صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا خري ‪ ..‬انت مفيش زيك اي " أأمين" واي خبهتا اليل هتكون من نصيهبا‬
‫انتبه " أأمين" ألول مرة لدلبةل الىت حتيء ابصبع صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده انت خطبت ؟‬
‫قال "كرم" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬ال البس ادلبةل يتصور بهيا‬
‫لمكه " أأمين" ىف كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي اىخ بطل أأم الغتاته بتاعتك دى‬
‫رد هل "كرم" اللمكة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اااه ‪ ..‬ايدك تقيهل اي بىن أدم‬
‫نرر الهيام "معر ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا أأان حاسس اىن أعد مع اتنني ىف الروضة‬
‫قال " أأمين" موهجا حديثه لـ "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ادى "معر" خطب و أأان أأهو شوية وهخطب أأان كامن ‪ ..‬س يادتك بأأه مش انوى تتأأهل انت‬
‫كامن‬
‫" معر" ضاحاك ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة اان معنديش اس تعداد اتدخهل ىف جوازه يعين مقدرش أأمعل كده ىف بنات الناس‬
‫‪" -‬كرم" ‪ :‬أأيوة أأيوة غنوا أأدام بعض انتوا االتنني ‪ ..‬بكرة تشوفوا عروس ىت دى هتكوىن عامةل ازاى ‪..‬‬
‫هتكون ست البنات ان شاء هللا‬
‫قال " أأمين" جبدية ‪:‬‬
‫امعلوا حسابكوا لو ىف خطوبة ان شاء هللا وقبلوا بيا ‪ ..‬انتوا االتنني معزومني مفهياش الكم انتوا‬
‫عارفني اىن مقطوع من جشرة وانتوا اكرت من الاخوات ابلنس بة ىل‬
‫قال هل "معر" ‪:‬‬
‫طبعا اي " أأمين" من غري ما تقول ‪ ..‬وان شاء هللا تكون اخلطوبة تكون قريب أأوى‬
‫*****************************‬

‫خمي احلزن عىل امجليع وانبعث من املسجل صوت الش يخ املنشاوى وهو يتلو " َاي َأيَّهتُ َا النَّ ْف ُس‬
‫الْ ُم ْط َم ِئنَّ ُة ْار ِج ِعي ا َ ٰىل َ ِرب ّ ِك َر ِاض َية َم ْر ِضيَّة فَا ْدخ ُِيل ِيف ِع َبا ِدي َوا ْدخ ُِيل َجن َّ ِيت"‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ل‬
‫جلست الفتااتن وقد ارتديتا السواد وأحاطت هبام العديد من ا نساء الالىت أتني لتقدمي العزاء ‪ ..‬وىف‬
‫تكل اللحرة دخلت "سامح" من الباب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫هبت "ايمسني" واقفة وجرت علهيا وعرباهتا تتساقء عىل خدها ‪ ..‬حضنهتا "سامح" وىه ال تس تطيع‬
‫كبح جامح عرباهتا ىه ا ألخرى ‪ ..‬هتفت "ايمسني" وىه تبىك ىف حضن صديقهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬ماما ماتت اي "سامح" ‪ ..‬ماما ماتت‬

‫البارت الثالث عرشة‬


‫التفت العائةل حول احدى الطاوالت الكبرية ىف حديقة الفيال ‪ ,‬اس تقبل "معر" ووادله ووادلته معة‬
‫معر و أأبناهئا "عالء" و "ايناس"‬
‫اكنت معة "معر" الس يدة "ثراي" ىف العقد اخلامس من العمر يبدو علهيا عالمات القوة والرصامة ‪,‬‬
‫س يدة حنيفة قصرية القامة ترتدى السواد وجحاب أأسود اللون ‪ ..‬يرن الناظر الهيا أأهنا امر أأة مل تعرف‬
‫االبتسامة طريقا اىل ثغرها ‪ ..‬توىف زوهجا منذ زمن بعيد‪ ..‬أأما "عالء" فاكن الابن الصغري لها ىف‬
‫الثالثينات من معره طبيبا بيطراي يعمل ىف احدى رشاكت ا ألدوية الكربى ىف مرص ‪ ..‬وس مي رايىض‬
‫البنية اكنت نرراته للحارضين تتسم ابلربود والمباالة ‪ ,‬أأما "ايناس" فهىى الابنة الكربى هيفاء ممشوقة‬
‫القوام صارخة امجلال ىف التاسعة والعرشون من معرها تعمل ىف رشكة "معر" مديرة للعالقات العامة‬
‫‪ ..‬مل تكن حمجبه كوادلهتا بل اكنت تقل عهنا الزتاما ابللباس احملتشم ‪ ..‬حتدثت اىل "معر" الس يدة‬
‫"ثراي" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال فني خطيبتك اي "معر" ؟‬
‫رد "معر" عىل معته وهو خيرج هاتفه من جيبه ‪:‬‬
‫‪ -‬ثواىن ان شاء هللا اي معتو ويكونوا هنا‬
‫مه بأأن يتصل بـ "اننيس" عندما وجد وادلته ووادله يقفان لريحبان بـ "اننيس" ووادلها ووادلهتا ‪..‬‬
‫شعر "معر" ابلغضب يتصاعد داخهل عندما نرر اىل ما اكنت ترتديه خطيبته ‪ ..‬وقف وحاول‬
‫الس يطرة عىل غضبه أأماهمم وسمل علهيم ومد يده ليسمل عىل خطيبته بربود دون أأن ينرر اىل وهجها‬
‫‪ ..‬رحب امجليع ببعضهم البعض وتبادلوا عبارات اجملامةل مث جلس امجليع ينعمون بتجاذب أأطراف‬
‫احلديث وابلنرر اىل روعة ما حييء هبم من خرضه ‪ ..‬خشص واحد ىف احلارضين اكن جيلس متربما‬
‫أأال وهو "معر" اكن يكتفى ابلرد علهيم اببتسامه صغرية يرمسها بصعوبة ‪ ..‬اكنت تراقبه منذ البداية‬
‫عينان عسليتان ‪ ..‬اكنت تصوب اجتاهه نررات حب ممزوجة ابحلرسة وا ألمل ‪ ..‬عينا "ايناس" ‪ ..‬ما مل‬
‫تبح به "ايناس" ألحد اال "معر" ‪ ..‬هو حهبا الشديد هل منذ الصغر فلقد تربوا معا ‪ ,‬من صغرمه‬
‫اكنت مشاعر "معر" جتاهها ال تتعدى مشاعر ا ألخ الكبري اجتاه أأخته الصغريه أأما ىه فلقد جتاوزت‬
‫مشاعرها لك احلدود ولك القيود ‪ ..‬محلت رسها ىف صدرها ومل تكشف النقاب عنه اال لـ "معر" ليةل‬
‫نت مش أأكرت من‬ ‫خطبته صارحته مبشاعرها الىت طاملا عذبهتا و أأحرقت قلهبا ‪ ..‬لكن رد "معر" اكن (ا ِ‬
‫أأخىت اي ايناس) حاولت اس تجدائه بلك الطرق لكنه ال يرى فهيا إلا ا ألخت الصغريه ‪ ..‬حانت‬
‫التفاته من "اندين" اىل "معر" والحرت ما يبدو عليه من عبوس فالتفتت اىل "اننيس" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ماهل اي "اننيس"؟‬
‫‪ -‬ماهل اي مايم ؟‬
‫‪ -‬من ساعة ما جينا وهو مركب الوش اخلشب‬
‫‪ -‬و أأان أأعرف منني !‬
‫‪ -‬طيب ما تتحرىك وتشوفيه ماهل !‬
‫قامت "اننيس" وقالت لـ "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتفرجىن عىل اجلنينة اي "معر"‬
‫قام "معر" معها وسارا معا بعيدا عن امجليع غري منتهبني لعينا "ايناس" الىت اكنت ترمقهام ىف حقد‬
‫بعدما ابتعدا عن أأنرار امجليع أأوقفته "اننيس" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي "معر" ىف ايه ؟‬
‫التفتت الهيا ينرر اىل وهجها وهو يشري ابصبعه عىل مالبسها من فوق لتحت قائال ‪:‬‬
‫نت البساه ده‬ ‫‪ -‬مش عارفه يف ايه ؟ ‪ ..‬ايه الزفت الىل ا ِ‬
‫بد أأت "اننيس" ابلشعور ابلغضب والعصبيه ىه ا ألخرى فتحكامته اكنت أأكرث مما تس تطيع حتمهل فتاة‬
‫مدهلل مثلها مل تعتاد عىل حتكامت الخرين ىف ترصفاهتا ‪ ..‬قالت هل ىف عصبيه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماهل لبيس ‪ ..‬فس تان برقبة طويهل وتلت تربع مك ‪..‬‬
‫أأمكل "معر" قائال ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬وقصري فوق الركبة‬
‫‪ -‬قولتكل ‪ 011‬مرة انت عرفتىن كدة وحبتىن كدة وخطبتىن و أأان كده ليه بأأه عاوز تتحمك فيا ابلشلك‬
‫ده وعايزىن اغري من نفيس ؟‬
‫ندمت لترسعها فامي قالت وتذكرت حتذيرات أأهما جيدا ‪ ..‬حفاولت امتصاص غضبه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيىب أأان بس كنت حابه ان شلكى يكون حلو أأدام أأرايبك ‪ ..‬وبعدين ما فيش هنا حد غريب و‬
‫"عالء" ابن معتك يعين مش غريب‬
‫اكن ينرر الهيا ىف مصت مل تس تطع اس تنتاج ما يفكر فيه اقرتبت منه حماوهل عناقه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين انت مسلمتش عليا كويس وال قولتىل لكمة حلوة من ساعة ما وصلت‬
‫أأزاح معر ذراعهيا اللتان التفتا حول عنقه ‪ ..‬وقال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬يال عشان منتأأخرش علهيم‬
‫عاد هبا اىل حيث جيلس امجليع ‪ ,‬عندها تقدمت وادلة "معر" داعيه امجليع اىل ادلخول لتناول طعام‬
‫الغذاء‬

‫**************************‬

‫وهجت وادلة "سامح" حديهثا اىل " أأمين" قائهل ‪:‬‬


‫‪" -‬سامح" دى بنىت الوحيده اي " أأمين" و أأان وابابها مكناش هنوافق ندهياكل لو مكناش متأأكدين من‬
‫أأخالقك وحسن سلوكك‬
‫قال " أأمين" ىف جخل ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكر جدا اي دكتورة‬
‫‪" -‬سامح" دى بنتنا الوحيدة اي " أأمين" أأمتىن انك حتافظ علهيا وتصون ا ألمانة‬
‫‪ -‬حرضتك متقلقيش وال معى كامن يقلق "سامح" هتكون داميا ىف عنيا وان شاء هللا مش هتكون‬
‫ىه بنتكو الوحيدة أأان كامن هكون ابنكو ‪ ..‬أأان يتمي زى ما رشحت ظروىف لعمى و أأان شايف فيكو‬
‫العيةل واجلو ا ألرسي اليل احترمت منه‬
‫قال وادل "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي ابىن انت خالص غالوتك من غالوة "سامح" بنىت‬
‫قالت وادلة "سامح" هل ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش أأى طريقة اي "أأمين" تنقل شغكل هنا القاهرة‬
‫‪ -‬ل ألسف اي دكتورة املزرعة اليل هش تغل فهيا ان شاء هللا ىف قرية مجب املنصورة وهناك هتكون‬
‫اقامىت ان شاء هللا ‪ ..‬وكامن املزرعة دى بتاعة واحد حصىب و أأان حابب الشغل معاه خاصة انه اتفق‬
‫معااي ان شغىل مش هيكون بأأجر ‪ ..‬هيكون بنس به يعين أأكىن بش تغل ىف ماكن بتاعى مش بش تغل‬
‫عند حد‬
‫‪ -‬ربنا يوفقك اي ابىن ويقدم الىل فيه اخلري ‪ ..‬وزى ما اتفقنا ان شاء هللا اخلطوبة بعد اس بوع‬
‫قال وقد اتسعت ابتسامته ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا‬

‫****************************‬
‫‪ -‬بس وقعت واقف اي "معر" ‪" ..‬اننيس" زى القمر‬
‫قال "عالء" هذه امجلةل وهو ينقل برصه من "اننيس" الىت يرمقها بنررات اجعاء جريئة وبني "معر"‬
‫اذلى جيلس أأمامه مبارشة عىل طاوةل الطعام ‪ ..‬وجه "معر" حديثه اىل "عالء" بنربه حمذرة ‪:‬‬
‫‪" -‬عالء"‬
‫قال "عالء" عىل الفور ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه أأان مش بعاكسها أأان بقول احلقيقة بس‬
‫اتسعت ابتسامة "اننيس" لهذا االطراء فهىى لطاملا أأحبت سامع تكل اللكامت من أأفواه الرجال ‪..‬‬
‫الىت تشعرها ابلزهو ‪ ..‬تضايق "معر" كثريا من تكل الابتسامة الىت ارتسمت عىل شفىت "اننيس"‪..‬‬
‫أألقت علهيا "ايناس" نررة حاقدة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس "معر" عرف بنات حلوة كتري ‪ ..‬يعين مفيكيش حاجة ممزية عهنم‬
‫التقت أأعني الفتااتن ىف حتد صارخ ‪ ..‬اكن "معر" مدرك دلوافع "ايناس" وملشاعرها ذلكل أثر الصمت‬
‫وغري جمرى احلديث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها اي "عالء" أأخبار شغكل ايه؟‬
‫قالت معته ‪:‬‬
‫‪ -‬شغهل كويس أأما حياته اخلاصة ىه اليل مش كويسه أأبدا‬
‫حضك "عالء" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بس مش كويسه اي ماما‬
‫‪ -‬عشان مش عايز تتجوز ‪ ,‬رجاهل ىف س نك ومعامه أأطفال دلوقىت‬
‫قال "عالء" خببث موهجا نرراته اىل "اننيس" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مبحبش حد يقيد حرييت ‪ ..‬ايه الىل خيليىن أأقطف وردة واحدة ىف حني ان أأداىم جنينه حبالها‬
‫أأس متتع بهيا‬
‫تالقيت عني "عالء" بعني "معر" ىف حت ٍد ‪ ..‬مفا ال يعرفه البعض هو أأن "عالء" و "معر" بيهنام الكثري‬
‫من املشاحنات الىت سبهبا الأكرب هو شعور "عالء" منذ صغره بتفوق "معر" عليه وابلغرية منه فقد‬
‫اكن "معر" ممزيا ىف العائهل وهذا ما دفع "عالء" ألن يكن البن خاهل حقد دفني‬

‫انهتىى امجليع من تناول الطعام وتفرق امجليع حيث جلس وادل "اننيس" ووادلهتا مع معة "معر" ووادله‬
‫‪ ..‬أأما وادلة "معر" فذهبت اىل املطبخ العطاء اخلدم بعض ا ألوامر ‪ ..‬وذهب "معر" اىل مكتبه‬
‫داخل الفيال ليجري اتصاال هاما ‪ ..‬أأما ايناس فاكنت تمتيش بال هدف ىف احلديقه‬
‫عندما خرجت "كرمية" وادلة "معر" للبحث عن "عالء" وجدته واقفا ىف احلديقة مع "اننيس"‬
‫يتضحاكن معا وترضب بكفها عىل كفه ويبدو علهيام الاس متتاع ‪ ..‬اقرتبت مهنام فانتهبا لوجودها رمست‬
‫ابتسامه صغرية عىل شفتهيا وقالت لـ "عالء" ‪:‬‬
‫‪ -‬خاكل بيدور عليك اي "عالء"‬
‫اعتذر "عالء" من "اننيس" ودلف دلاخل الفيال ‪ ..‬ومهت "اننيس" بأأن تدخل ىه ا ألخرى عندما‬
‫اس توقفهتا "كرمية" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" عايز ِاك شويه‬
‫‪ -‬ايوة‬
‫نت خالص شويه وهتكوىن مرات "معر" ابين وعشان حياتمك اي بنىت متيش‬ ‫‪ -‬بىص اي "اننيس" ا ِ‬
‫كويس مع بعض الزم تفهمى طبع "معر" كويس‬
‫عقدت "اننيس" ذراعهيا أأمام صدرها وقد ارتسمت علهيا عالمات التربم ‪ ..‬فأأمكلت "كرمية" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" طبعه حاىم من صغره ‪ ..‬بيغري عىل أأى حاجة حيهبا أأو أأى حد حيبه ‪ ..‬اكن بيغري عليا أأان من‬
‫ابابه ‪ ..‬اكن بيغري عىل لعبه ‪ ..‬ممكن خيىل ا ألطفال يلعبوا معاه بلعبه لكن داميا اكنت هل لعبه ممزيه جدا‬
‫وبيحهبا جدا وميحبش حد يلعب بهيا غريه و داميا هممت بهيا وبيحافظ علهيا ‪" ..‬معر" كده مع الناس‬
‫نت ختصيه اي "اننيس"‬ ‫اليل خيصوه وا ِ‬
‫‪ -‬وبعدين ‪..‬‬
‫جتاهلت "كرمية" ضيق "اننيس" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان متحصلش مشالك بينك وبني "معر" اي "اننيس" افهمى طبعه ده انه بيغري ِ‬
‫عليك ألنه‬
‫بيحبك مفتحاوليش تضايقيه اي بنىت بترصفاتك‬
‫استشاطت "اننيس" غضبا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مالها ترصفاىت ‪ ..‬لك ده عشان كنت واقفه بتلكم مع "عالء" ‪ ..‬انتو جبد انس غريبة أأوى ‪ ..‬أأكنكو‬
‫عايشني ىف كوكب اتىن‬
‫قالت "كرمية" هبدوء لكن حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش داعى للالكم ده اي بنىت اان بنهبك بس عشان مش عايزه مشلكه حتصل بينك وبني "معر"‬
‫‪ -‬ال اطمىن مفيش مشالك هتحصل بيين وبينه رحيي نفسك ولو مسحىت متدخليش اتىن ىف حاجة‬
‫خليك بس يف الىل خيصك أأان مش صغريه ومش حمتاجه نصاحي من حد‬ ‫خاصه بيا ِ‬
‫وجفأأة مسعا صوات هيتف من خلفها ىف غضب ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس"‬
‫أأقبل "معر" وهو يش تعل غضبا ‪ ..‬اكنت أأمه تفهمه جيدا ومل ترد حدوث مشلكه بيهنام فقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي "معر" مفيش حاجه حصلت‬
‫قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي أأىم ادخىل دلوقىت وس بيين مع "اننيس" شويه‬
‫حاولت "كرمية" التحدث لكنه قاطعها قائال حبزم ‪:‬‬
‫ِ‬
‫مسحت‬ ‫‪ -‬اىم لو‬
‫دخلت "كرمية" الفيال ووقف "معر" ينرر اىل "اننيس" الىت حتاول التفكري ىف طريقه المتصاص‬
‫غضبه‬
‫قال "معر" حبزم شديد‪:‬‬
‫نت من سكه‬ ‫‪ -‬أأىم ىف حيايت خء أأمحر لو اتعدييت حدودك معاها فأأان من سكه وا ِ‬
‫قفز قلب "اننيس" من ماكنه وحاولت التحديث ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" أأان مكنش قصدى ‪ ..‬أأان بس ‪...‬‬
‫أأوقفها وهو يرفع أأصبعه حمذرا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شششش ‪ ..‬امسعيين كويس‬
‫نرر لها قائال هبدوء ممزوج ابلغضب وهو يضغء عىل احلروف جيدا ‪:‬‬
‫ليك وال ألى واحدة غريك همام اكنت ىه مني ابلنس به ىل اهنا تتلكم معاها‬ ‫أأىم ‪ ..‬ما أأمسحش ال ِ‬
‫ابلشلك ده هنايئ ‪..‬لو اتكرر املوضوع ده اي "اننيس" يبقى ا ِ‬
‫نت بتهنىى عالقتنا ابيدك‬
‫حاولت "اننيس" الس يطرة عىل املوقف واحتوائه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اان جبد مكنش قصدى دى مامتك زى ماىم ابلضيء ‪ ..‬أأان هروح دلوقىت واعتذرلها اي حبيىب ‪ ..‬ها‬
‫حاولت تقبيهل ىف خده فأأبعد وهجه عهنا‬
‫فأأرسعت اىل ادلاخل تبحث عن "كرمية" لتعتذر عام بدر مهنا‬

‫*******************************‬

‫تدثرت "ايمسني" بغطاهئا و أأولت ظهرها اىل أأخهتا اتركه العربات تنساب عىل وجنتهيا ىف مصت ‪..‬‬
‫أأخذت حتدث نفسها قائهل ( أأأأأأه اي ماما ‪ ..‬وحشاىن أأوى ‪ ..‬وحش ىن حضنك وحشتىن رحيتك ‪..‬‬
‫كنت احلضن احلنني الىل بيحميين من ادلنيا ‪ ..‬ىف حضنك‬ ‫نت ِ‬ ‫مش عارفه ازاى هعيش من غريك ا ِ‬
‫ِ‬
‫حمتجاك فيه ‪ ..‬وحش تيين اوى ‪..‬‬ ‫مكنتش خباف وكنت حبس بأأمان ‪ ..‬س بتيين ىف اكرت وقت اان‬
‫نفيس ارىم نفىس ىف حضنك ‪ ..‬اان جوااي كتري اي ماما كتري اوى وتعبانه اوى ‪ .. ) ..‬مسعت "ايمسن"‬
‫شهقات صغرية فالتفتت اىل حيث تنام "رهيام" فوجدت جسدها ينتفض ىف خفوت مفسحت دموعها‬
‫وحاولت الامتسك وتوهجت اىل أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫نت كويسه ؟‬ ‫‪" -‬رهيام" حببيىت ا ِ‬
‫جلست جبوار "رهيام" الىت أأولهتا ظهرها ‪ ..‬فأأدارهتا "ايمسني" من كتفها لرتى العربات وقد تساقطت‬
‫عىل وجنتهيا فأأخذت ر أأس أأخهتا ىف حضهنا وقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت متعيطيش ‪ ..‬وادعيلها ابلرمحه واملغفره‬
‫قالت "رهيام" من بني شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مش متخيهل ان ماما ماتت اي "ايمسني" ‪ ..‬مش قادرة أأصدق اىن خالص مش هشوفها اتىن ‪..‬‬
‫هنعمل ايه من غريها ؟ ‪ ..‬دى اكنت لك حاجه لينا اي "ايمسني"‬
‫مث ازدادت حدة باكهئا قائهل ‪:‬‬
‫نت كامن هتس بيين وهبقى لوحدى‬ ‫‪ -‬وشوية وا ِ‬
‫رفعت "ايمسني" وجه "رهيام" بيدها ونررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫نت عارفه ان "مصطفى" بيسافر ‪ 5‬اسابيع وبريجع‬ ‫نت عبيطه اي "رهيام" مني قال اىن هسيبك ‪ ..‬ا ِ‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫اس بوع واحد ‪ ..‬ان شاء هللا بعد ما نتجوز هس تأأذنه ان ال ‪ 5‬أأسابيع هقفل فهيم الشقة واىج اعد‬
‫ِ‬
‫معاك هنا ا ِ‬
‫نت واباب‬
‫نررت الهيا "رهيام"وقالت بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي "ايمسني" ‪ ..‬يعين وهو "مصطفى" تفتكرى يوافق ؟‬
‫طمأأنهتا أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وايه هيخليه يرفض ‪ ..‬ان شاء هللا هيوافق‬
‫اعتدلت "رهيام" جالسه وحضنت أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫نت احلاجه الوحيدة الىل همونه عليا فراق ماما هللا‬‫‪ -‬اي حبيبىت اي "ايمسني" ربنا ما حيرمنتيش منك ‪ ..‬ا ِ‬
‫يرمحها ‪ ..‬اان حبس انك أأىم اي "ايمسني" مش بس أأخىت الكبريه‬
‫مسحت "ايس مين" عىل شعر أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫عليك اوى أأكرت‬
‫‪ -‬و أأان حببك اوى اي "رهيام" وفعال حبس اىن أأمك وانك بنىت ‪ ..‬حببك أأوى وخباف ِ‬
‫ما خباف عىل نفيس ‪..‬ربنا ما حيرمنا من بعض أأبدا‬

‫**************************‬

‫ىف احد املطامع الفاخرة جلس "معر" مع "كرم" يتحداثن عن أأمور العمل ‪ ..‬عندما قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت انوى عىل امىت ان شاء هللا ؟‬
‫قال "معر" بعدم فهم ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامه انوى عىل ايه ؟‬
‫‪ -‬اجلواز اي ابىن ‪ ..‬انوى تتجوز امىت ‪ ..‬قولت شهرين بس مش شايفك يعين بتاخد خطوات ىف‬
‫املوضوع ده ‪ ..‬عشان كدة بسأأكل انت غريت املعاد وال ايه‬
‫رشد "معر" قليال مث قال لصديقه‪:‬‬
‫‪ -‬ال املعاد زى ما هو متغريش‬
‫‪ -‬ماكل اي "معر" ىف حاجه حصلت ‪ ..‬شلكك مش عاجبىن ‪ ..‬انت متخانق مع "اننيس"‬
‫‪ -‬ال مش متخانق وال حاجه‬
‫‪ -‬امال ايه ‪ ..‬عىل اباب اي "معر" ‪ ..‬أأان عارفك كويس ىف حاجه مضايقاك أأو شغالك‬
‫تهند "معر" تهنيده صغريه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال متحطش ىف ابكل ‪ ..‬لكه متام‬
‫‪ -‬خالص برحتك مش هضغء عليك ‪ ..‬بس ملا حتب تتلكم ‪ ..‬انت عارف اىن موجود‬
‫ابتسم "معر" ابتسامه صغريه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عارف اي "كرم"‬
‫**************************‬

‫أأهنت "ايمسني" اعداد طعام الغداء وذهبت ىك توقظ وادلها من نومه ‪ ..‬عندما اقرتبت من الغرفه‬
‫مسعته يبىك ىف ادلاخل ‪ ..‬اغرورقت عيناها ابدلموع ووقفت قليال مث تركته وذهبت ‪ ..‬ىف ادلاخل‬
‫اكن وادلها ميسك صورة صغريه اب ألبيض وا ألسود جتمعه مع وادله "ايمسني" والعربات تتساقء عىل‬
‫وجنته ‪ ..‬مض الصورة اىل صدره ‪ ..‬ورفع ر أأسه اىل السامء وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب ارمحها برمحتك ‪ ..‬أأان قليب راىض عهنا ‪ ..‬أأان قليب راىض عهنا ايرب‬
‫رن جرس الهاتف فأأرسع "عبد امحليد" مبسح عرباته جيدا وفتح الباب وخرج لىك يرد عىل الهاتف ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ورمحة هللا وبراكته ازيك اي معى أأان "مصطفى"‬
‫‪ -‬أأهال بيك اي "مصطفى" اي ابىن‬
‫‪ -‬البقاء هلل اي معى‬
‫‪ -‬البقاء هلل اي اي ابىن‬
‫تنحنح "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اسف اي معى اىن اتأأخرت ىف االتصال والتعزيه بس الشغل اكن مخلىن جدا ‪ ..‬وكنت ىف مأأموريه‬
‫تبع الشغل ‪ ..‬معلش أأان أسف‬
‫‪ -‬وال هيمك اي ابىن ربنا يعينك ويوسع رزقك‬
‫‪ -‬امح امح ‪ ..‬معى أأان كنت حابب أأتلكم معاك يعين ىف معاد الفرح ‪ ..‬حرضتك عارف اننا جحزين القاعه‬
‫من شهرين ودخنا عىل ما لقينا املعاد ده ‪ ..‬يعين أأان بس أأقصد أأقول ان لو املعاد اتلغى صعب نالىق‬
‫معاد اتىن دلوقىت ‪ ..‬وكامن لك حاجه جاهزة خالص مفضلش حاجه انقصة ىف الشقة ‪ ..‬اان حبيت‬
‫أأتلكم مع حرضتك قبل ما أأمعل أأى حاجه و أأشوف ر أأي حرضتك ايه‬
‫مصت "عبد امحليد" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرح ان شاء هللا ىف معاده اي ابىن‬
‫شهقت "ايمسني" رغام عهنا والىت مسعت ما قاهل وادلها دون قصد ‪ ..‬كيف يفكر وادلها هكذا كيف‬
‫يرص عىل عدم تأأجيل معاد الفرح ‪ ..‬أأى فرح هذا ووادلهتا مل ميىض عىل موهتا الا اس بوع واحد ‪..‬‬
‫أأخذت العربات تنساب عىل وجنهتا ىف مصت‬
‫بعدما أأهنىى "عبدامحليد" املاكملة ‪ ..‬خرجت من املطبخ وواهجته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب ازاى تقول ان الفرح ىف معاده ‪ ..‬اباب ازاى ده ماما هللا يرمحها مافتش عىل وفاهتا الا اس بوع‬
‫واحد ‪ ..‬ازاى اان اجتوز اي اباب ىف الرروف دى‬
‫اتسمت عىل مالحمه اجلديه وقال بامتسك ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما مسعىت الفرح ىف معاده بعد اس بوع مفيش داعى يتأأجل واحلى أأبقى من امليت‬
‫بكت "ايمسني"بقوة ‪ ..‬ازاى اي اباب ازاى ؟ ‪ ..‬ليه ما نأأجلش الفرح ‪ ..‬ليه الزم أأجتوز دلوقىت ؟؟ أأان‬
‫مش مس تعجهل‬
‫قال لها ىف غضب ‪:‬‬
‫نت مسعىت الىل أأان قولته ىه لكمة واحدة الفرح ىف معاده مفيش داعى للتأأجيل‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫وجفأأه اهنار متاسكه أأمام حدة باكهئا وجذهبا اىل حضنه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بنىت أأمك ماتت جفأأه ‪ ..‬اكنت انميه مجيب عىل الرسير وىه كويسه مفهياش حاجه أأبدا وحصيت‬
‫لقيهتا ميته ‪ ..‬أأان مش ضامن معرى‪ ..‬خايف أأموت من غري ما اسيب معاكو راجل ‪ ..‬انتو بنتني ‪..‬‬
‫نت شايفه الزمن اليل احنا فيه اي بنىت ‪ ..‬أأان نفيس أأطمن عليكو قبل ما أأموت ‪ ..‬أأان لو أأطول أأجوز‬‫ا ِ‬
‫"رهيام" كامن كنت جوزهتا ‪ ..‬عشان خاطرى اي بنىت متحرقيش قليب أأكرت ما هو حمروق ‪ ..‬عايز‬
‫نت واختك ملكوش حد بعد ربنا‬ ‫أأسيبك ىف ادلنيا دى و أأان عارف ان معاكو راجل حيافظ عليكو ‪ ..‬ا ِ‬
‫‪ ..‬أأان خايف عليكو اي بنىت‬

‫حاولت "ايمسني" تفهم مشاعر وادلها ‪ ..‬الىت دفعته ىف البدايه للموافقه عىل الزواج الرسيع من‬
‫"مصطفى" وعدم الانصات اىل رغبهتا ىف اطاةل فرتة اخلطوبة والن يريد امتام هذه الزجية خوفا علهيا‬
‫‪ ..‬رمغ تفهمها ملشاعره ونيته احلس نه الا أأهنا مل تس تطع تقبل ا ألمر ‪ ..‬لكهنا رخضت ملا أأراده وادلها‬
‫فهذه ىه املرة ا ألوىل الىت ترى وادلها يبىك أأماهما ‪ ..‬فشعرت أأن ا ألمر جلل خطري ‪ ..‬أأرادت اراحته‬
‫وازاحه هذا امحلل الثقيل عن صدره ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص الىل تشوفه اي اباب‬
‫قبلها "عبد امحليد" ىف جبيهنا وقال لها ‪:‬‬
‫‪-‬ربنا يمككل بعقكل اي بنىت‬
‫تراجعت "ايمسني" قليال لتنرر اىل وادلها جيدا وقالت ىف جديه ‪:‬‬
‫‪ -‬بس برشط اي اباب ‪ ..‬أأان مش عايزة فرح ‪..‬مش ممكن أأمعل فرح و أأىم لسه ميته ‪ ..‬وكامن مش عايزة‬
‫أألبس فس تان فرح‪ ..‬هلبس فس تان عادى ‪ ..‬لكن مش فس تان فرح‬
‫قال لها بتأأثر ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه اي بنىت عايزه حترميين اىن أأشوفك عروسه‬
‫قالت وقد شعرت أأن هذا احلديث أأرهقها كثريا‪:‬‬
‫‪ -‬أأرجوك اي اباب أأان هنفذ رغبتك و أأجتوز ىف املعاد ‪..‬بس أأان ال عايزه فرح وال عايزه فس تان فرح ‪..‬‬
‫أأرجوك اي اباب متضغطش عليا أأكرت من كدة ‪ ..‬الىن جبد مش هقدر أأحتمل أأكرت‬
‫قالت ذكل و أأرسعت ابجلري و أألقت نفسها عىل رسيرها وتركت دلموعها العنان‬

‫**************************‬

‫"سامح" عرب الهاتف ‪ :‬بكرة خطوبىت أأان عارفه ظروفك بس منترر ِاك‬
‫نت أأخىت و ده يوم مش ممكن أأفوته‬‫"ايمسني"‪ :‬ا ِ‬
‫عليك خالص متجيش اي حبيبىت و أأان هعذرك‬ ‫‪" -‬ايمسني" لو بضغء ِ‬
‫نت ملكيش حصاب وال اخوات بنات ‪ ..‬و أأان مش بس حصبتك أأان كامن أأختك ازاى‬ ‫‪" -‬سامح" ا ِ‬
‫مش عزياىن أىج و أأقف ِ‬
‫معاك ىف اليوم ده‬
‫‪ -‬اي حيبىت اي "ايمسني" أأان عارفه انك بتيجي عىل نفسك أأوى عشان ترىض الىل حو ِ‬
‫اليك ‪ ..‬جبد أأان‬
‫كنت خايفه أأوى متجيش ‪ ..‬زى ما قولىت مليش غريك و أأان حسه اين قلقانه ومتلخبطه عىل الخر ‪..‬‬
‫اكن نفيس أأ أأجل اخلطوبة عشان ظروفك بس لوال ان " أأمين" مضطر يسافر عشان شغهل وعايز‬
‫نلبس ادلبل والش بكة قبل ما يسافر النه هينشغل أأوى الفرتة اجلايه‬
‫قالت لها "ايمسني" ىف حنان ‪:‬‬
‫نت وطنء‬‫‪ -‬متقلقيش اي حبيبىت هاىج من الصبح وهكون مجبك ا ِ‬
‫نت ونعم ا ألخت ربنا يفرح قلبك داميا زى ما بتفرىح الىل حو ِ‬
‫اليك‬ ‫‪ -‬جبد ا ِ‬

‫***********************‬

‫" أأمين" وهو جيلس مع صديقه ىف مكتبه ابلرشكة‬


‫‪ -‬بكرة اخلطوبة ومس تنيك عشان نروح سوا‬
‫‪" -‬معر"‪ :‬طبعا اي أأمين ومربوك اي عريس‬
‫‪ -‬والواد "كرم" أأان لكمته وعزمته هو كامن‬
‫‪ -‬متقلقش اي عريس أأان و"كرم" هنكون هنا ىف الرشكة وهنخرج سوا نعدى عليك ونطلع عىل بيت‬
‫العروسة ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ان شاء هللا‬

‫*********************‬

‫قالت "رهيام" وىه تنرر ألخهتا الىت ترتدى مالبسها ‪:‬‬


‫‪ -‬هرتوىح اخلطوبة‬
‫نت حىت مبرتوحيش اللكيه اي "رهيام"‬ ‫نت كامن عىل ا ألقل تغريي جو ا ِ‬
‫‪ -‬أأها ‪ ..‬متيجي ا ِ‬
‫‪ -‬ال مليش نفس‬
‫نت عارفه ان "سامح" ملهاش حد وهتفرح أأوى ملا تالقينا احنا االتنني معاها‬ ‫‪ -‬ليه ‪ ..‬ا ِ‬
‫‪ -‬جبد اي "ايمسني" مش حسه اىن عايزه أأخرج وال أأمعل أأى حاجه‬
‫‪ -‬براحتك اي حبيبىت بس لو غريىت ر أأيك عرفيين و أأان أأ ِ‬
‫ستناك ىف املرتو‬
‫‪ -‬خالص مايش‬
‫نت ليه راحيه بدرى كدة‬ ‫‪ -‬بس ا ِ‬
‫‪ -‬عشان أأساعد طنء وكامن "سامح" حساها قلقانه أأوى حفابه اىن أأكون معاها ونربء لك حاجه مع‬
‫بعض‬
‫‪ -‬مايش‬
‫‪ -‬مع السالمه ‪ ..‬ولو غرييت ر أأيك لكميين‬
‫‪ -‬مايش ‪ ..‬مع السالمة‬

‫************************‬
‫نررت "سامح" الىل نفسها ىف املر أأة والتفتت اىل صديقهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪-‬ايه ر أأيك اي "ايمسني" شلكى حلو ؟‬
‫‪ -‬زى القمر اي "سامح" ما شاء هللا ال قوة الا ابهلل‬
‫‪ -‬ولفة احلجاب حلوة‬
‫‪ -‬أأيوة حبيبىت منورة وشك أأوى‬
‫‪ -‬أأان حسه اىن قلقانه‬
‫نت فاكره أأان كنت ىف خطوبىت عامهل ازاى‬ ‫‪ -‬القلق والتوتر ده عادى ا ِ‬
‫كنت فريعه‬‫نت ِ‬ ‫‪ -‬ده ا ِ‬
‫حضكت االثنتان معا ورن هاتف "ايمسني" فردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك اي "رهيام"‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫‪ -‬خري اي حبيبىت ىف حاجه‬
‫‪ -‬أه اي "ايمسني" أأان حسه اىن خمنوقه أأوى ومش طايقه البيت ‪ ..‬لو أأعدت فيه اثنيه واحده كامن‬
‫مهوت‬
‫قالت لها "ايمسني ىف حنو‪:‬‬
‫‪ -‬عشان كده قولتكل تيجي معااي‬
‫‪ -‬ينفع اىج دلوقىت ؟‬
‫أأخذت "سامح" الهاتف من "ايمسني" وقالت لـ "رهيام"‬
‫‪ -‬ايوة اي "رهيام" أأان "سامح"‬
‫‪ -‬ازيك اي "سامح" و أألف مربوك‬
‫فيك اي رمر عقباكل ‪ ..‬أأان منترر ِاك يال تعاىل برسعه‬ ‫‪ -‬هللا يبارك ِ‬
‫‪ -‬مش هسببلكو ازعاج‬
‫بيك ىف وسء الصاهل‬ ‫‪ -‬ده عىل أأساس اننا هنش يكل ونقف ِ‬
‫حضكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مايش أأان هزنل حاال‬
‫‪ -‬متتأأخريش‬
‫أأخذت "ايمسني" الهاتف من صديقهتا وقالت ألخهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأول ما تزنىل من املرتو لكميىن و أأان أأنزل أأخدك‬
‫‪ -‬خالص اتفقنا سالم‬
‫‪ -‬سالم‬

‫******************************‬

‫جلس "معر" و"كرم" ىف الس يارة منتررين صديقهم اذلى أأىت يرتدى حةل رمادية اللون وعالمات‬
‫الرسور والفرح ترتسم عىل حمياه فتح ابب الس يارة اخللفية ودلف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك اي ش باب‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫‪ -‬وعليمك السالم اي عريس‬
‫انطلق "معر" بس يارته اىل بيت "سامح" ‪..‬مروا أأوال عىل حمل زهور وابتاع " أأمين" ابقة كبرية محراء‬
‫و أأحرض سةل من التشولكيت الفاخرة ‪ ..‬وصلوا اىل حيث تقطن "سامح" و أأهلها ‪ ..‬وركن "معر"‬
‫س يارته واس تعدوا للزنول عندما رن هاتف "معر" فرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫‪ -‬أأيوة اي ابمشهندش أأان "حنان" مديرة مكتبك‬
‫‪ -‬أأيوة اي "حنان"‬
‫‪ -‬امللف اي فندم بتاع انتاج اللحوم الىل هندخل بهيا املناقصه‬
‫‪ -‬أه ماهل ؟‬
‫‪ -‬مش موجود ومندوب اللجنة عندى ومنترر امللف‬
‫قال "معر" بغضب‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين مش موجود‬
‫‪ -‬حرضتك اي فندم خدته مىن امبارح عشان تراجعه ألخر مرة و ألن امللف رسي أأكيد حرضتك‬
‫حطيته ىف اخلزنه بتاعة املكتب‬
‫رضب معر بيده عىل جبيته قائال‪:‬‬
‫‪ -‬أخ ‪ ..‬فعال امللف ىف اخلزنة‬
‫‪ -‬طيب أأقول ايه للمندوب ؟‬
‫‪ -‬ما تقوليلوش حاجه ‪ ..‬قدميهل حاجه حلد ما أىج أأان ىف الطريق‬
‫أأغلق "معر" هاتفه والتفت اىل صديقيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم أأرجع املكتب دلوقىت ‪ ..‬بس مش هتأأخر عليكوا هدي املندوب امللف واىج عىل طول‬
‫قال هل "كرم" وهوخيرج من الس يارة ‪:‬‬
‫‪ -‬طول معرك فاحل‬
‫نبه " أأمين"قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اوعى تتأأخر اي "معر"‬
‫‪ -‬ال متقلقش اي " أأمين" هروح وأىج برسعة‬
‫‪ -‬متام‬

‫أأدار "معر" س يارته وانطلق ىف طريقه‬

‫************************‬

‫رن جرس الباب فقفز قلب "سامح" من ماكنه ‪ ..‬فابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه من أأولها كده ‪ ..‬امجدى‬
‫‪ -‬أأمجد ايه أأان حسه ان ركيب بتخبء ىف بعضها‬
‫مسعت صوت " أأمين" وصوت أخر مل تتعرف عليه اكن وادلها ووادلهتا يرحبان هبام ‪ ,‬وبعد قليل‬
‫دخلت وادلهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بسم هللا ما شاء هللا زى القمر اي حبيبىت ‪ ..‬ربنا يمت ِ‬
‫عليك خبري‬
‫والتفتت اىل "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫نت اي "مسسم" ربنا يبارلكك اي حبيبىت مسبتيش "سامح" ىف اليوم ده لوحدها ىه اكنت متوتره‬ ‫‪ -‬وا ِ‬
‫نت عارفه اهنا بتحبك جدا وملهاش صاحبه غريك تثق فهيا وتعتربها زى اخهتا‬ ‫جدا وا ِ‬
‫‪ -‬طبعا اي طنء وربنا عامل أأان حبب "سامح" أأد ايه ومبفرقهاش عن "رهيام" أأخىت‬
‫نت و أأختك أأمال ىه فني "رهيام" جمتش ليه‬ ‫‪ -‬ربنا خيليكو لبعض ويوفقك ا ِ‬
‫‪ -‬هتيجي اي طنء شوية وهزنل أأجيهبا من املرتو‬
‫ىف هذه ا ألثناء دخل وادل "سامح" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال العريس بره‬
‫أأقبل عىل ابنته وقبلها من جبيهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي حبيبة قلب اباب ‪ ..‬ربنا يسعدك ايرب‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي جامعة بأأه هتخلوىن أأعيء‬
‫ىف هذه ا ألثناء رن هاتف "ايمسني" واكنت املتصهل "رهيام" فالتفتت لـ "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هزنل أأجيب "رهيام"‬
‫‪ -‬خالص مايش بس متتأأخريش‬
‫نزلت "ايمسني" و أأرسعت اخلطى ‪ ..‬اكنت سعيده لسعادة "سامح" ومتنت لها اخلري والتوفيق ‪..‬‬
‫وفكرت ىف حالها وىف نفسها ‪ ..‬متنت أأن تس تطيع ادارة حياهتا ومس تقبلها كيفام تريد ‪ ..‬قالت ىف نفسها‬
‫‪:‬‬
‫( اي ريب انت عامل حباىل ‪ ..‬قدرىل اخلري ‪ ..‬أأان مش عارفه فني اخلري وفني الرش ‪ ..‬أأان قليب مش‬
‫مراتح ‪ ..‬ومش ىف ايدي حاجه أأمعلها ‪ ..‬ايرب أأان عارفه انك كرمي أأوى وعند حسن ظن الىل حيسن‬
‫الرن بيك ‪ ..‬ايرب أأان حبسن الرن بيك وعارفه ان أأى حاجه هتختارهاىل هيكون فهيا اخلري ليا حىت‬
‫لو اان مش شايفاه ‪ ..‬ايرب فوضت أأمرى اليك)‪.‬‬

‫البارت الرابع عرشة‬

‫انطلق "معر" بس يارته عائدا اىل بيت "سامح" بعدما أأهنىى هممته ىف مكتبه ‪ ..‬رن هاتفه فأأخرجه من‬
‫جيبه ونرر اليه فوجد "كرم" املتصل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "كرم"‬
‫‪ -‬ايه اي "معر" انت فني ؟‬
‫‪ -‬خالص أأان ىف الطريق أأهو‬
‫‪ -‬طيب يال برسعة شهل شويه‬
‫‪ -‬خالص أأان أأهو دقيقتني و أأبقى أأدام البيت سالم‬
‫‪ -‬سالم‬
‫أأغلق "معر" هاتفه" وزاد من رسعة س يارته وجفأأه ‪..............‬‬
‫انطلق ىف الشارع صوت فرامل الس يارة وىه تكبح جامهحا بشدة ‪ ..‬بعدما صدم خشص ُا ما ظهر أأمامه‬
‫من العدم فمل يس تطيع تفادى االصطدام به ‪ ..‬سقء الشخص أأمامه عىل ا ألرض بعدما دفعته‬
‫الس يارة عهنا بضعه خطوات أأوقف س يارته ونزل برسعة ليجد فتاة وقد ارتسم عىل مالحمها ا ألمل‬
‫الشديد ‪ ..‬مل تس تطع "ايمسني" حتمل ا ألمل اذلى اكنت تشعر به ىف ساقها فسقطت مغش يا علهيا ‪..‬‬
‫اقرتب مهنا "معر" وجثا عىل ركبتيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي أنسه ‪ ..‬اي أنسه‬
‫لكن "ايمسني" اكنت ىف عامل أخر‬
‫جتمع بعض املاره من الناس مرددين ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل‬
‫‪ -‬مش تفتح اي أأخينا‬
‫‪ -‬حد يسوق العربيه ابلرسعه دى‬
‫وجه الهيم "معر" حديثه وهو ينرر اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه الىل ظهرت أأداىم جفأأه‬
‫فقال هل أأحد املاره ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه ظهرت جفأأه طلعت من حتت ا ألرض يعين ‪ ..‬أأان شايفك بعيين وانت سايق برسعه‬
‫والبنت ملهاش ذنب انت الغلطان ‪ ..‬اتقى هللا اي ش يخ هو عشان ما انتو أأغنيه هتيجوا عىل الفقرا‬
‫الىل زينا ‪ ..‬اه ما احنا أأرواحنا ىف البدل دى رخيصه ملهاش متن‬
‫انفعل عليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لزمته ايه الالكم ده دلوقىت ‪ ..‬املهم دلوقىت أأوصل البنت دى املستشفى‬
‫‪ -‬اه توصلها املستشفى !! ‪ ..‬رجىل عىل رجكل اي بيه ‪ ..‬معلش بس والد احلرام كتري ‪ ..‬ومنضمنش‬
‫نسيبك توصل البنت دى لوحدك خاصة وانت خابطها واملوضوع ده الزم يتبلغ عنه ويكون يف حمرض‬
‫عشان حق املسكينة دى ميضعش‬
‫قال "معر" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬امعل الىل تعمهل أأان مش هخاف منك ‪..‬‬
‫محل "معر"جسد "ايمسني" خبفه ووضعها ىف املقعد اخللفى لس يارته ‪ ..‬ووجد الرجل اذلى تشاجر‬
‫معه يركب ىف املقعد ا ألماىم وهو خيرج هاتفه ليتصل ابلرشطة ‪ ..‬أأدار "معر" الس يارة وتوجه اىل‬
‫املستشفى ‪.‬‬

‫*********************‬

‫تعالت الزغاريد ىف بيت "سامح" بعدما أألبس هتا وادلهتا الش بكة ‪ ..‬اكنت تعلو شفتهيا ابتسامة سعاده‬
‫ممزوجه ابخلجل ‪ ..‬قبل وادلها ر أأسها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي حبيبة قليب‬
‫وسمل عىل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي ابىن عقبال الفرح ان شاء هللا‬
‫وقف " أأمين" وحضنه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يبارك فيك اي اباب ‪ ..‬وامسحىل اىن أأقوكل اباب‬
‫ابتسم ا ألب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي ابىن انت خالص بقيت ابىن ‪ ..‬ده انت واخد حته من قليب‬
‫وهجت "سامح" حديهثا اىل وادلهتا اجلالسه جبوارها قائهل‪:‬‬
‫‪ -‬ماما فني "ايمسني"؟‬
‫‪ -‬وهللا اي "سامح" ما أأعرف ‪ ..‬ىه قالت هرتوح جتيب أأخهتا من املرتو بس ااتخرت أأوى‬
‫‪ -‬طيب معلش اي ماما اتصىل بهيا‬
‫اتصلت ا ألم بـ "ايمسني" مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ما برتدش‬
‫شعرت "سامح" ابلقلق قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يسرت‬
‫طمئنهتا أأهما قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش زماهنا جايه ان شاء هللا‬
‫وىف هذه ا ألثناء قال " أأمين" لـ "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬فني يس "معر" ابشا ؟‬
‫‪ -‬وهللا اي ابىن ما أأعرف قاىل دقيقتني وهكون أأدام البيت الالكم ده من ساعة الا ربع ‪ ..‬مش عارف‬
‫بيت مني اليل يقصده ابلربء !! ‪ ..‬شلكه بيتلكم عن بيت "اننيس" !!‬
‫‪ -‬طيب اتصل بيه‬
‫اتصل "كرم" بـ "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي ابىن انت فني ‪ ..‬لك ده ادلقيقتني خملصوش ‪ ..‬وال انت بمتىش جوه اجلزمة ا ألول‬
‫تهنت "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ىف املستشفى اي "كرم" معلت حادثه ابلعربيه‬

‫قام ليبتعد عن " أأمين" مث قال ‪:‬‬


‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل ‪ ..‬انت كويس ؟ طمىن عليك‬
‫‪ -‬اه كويس بس خبطت بنت ابلعربيه واكنت مغمى علهيا معرفش جرالها ايه ‪ ..‬املمرضة بتقوىل اهنم‬
‫معلولها اشاعه وبيجبسولها رجلها‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل‬
‫‪ -‬ودلوقىت ىف ظابء عندها بياخد أأقوالها‬
‫‪ -‬ظابء ؟؟ وايه الىل وصل املوضوع لكده‬
‫قال "معر" ىف ضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬واحد من الىل اكنوا ماش يني اتدخل جفأأة وقعد يربطم ابلالكم ومرحتش الا أأما بلغ البوليس ومج‬
‫وبياخدوا أأقوالها دلوقىت ‪ ..‬استىن أأهو الرابء خارج من عندها‬
‫قال "كرم" برسعة ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" اوعى تتلكم مع الرابء أأو تقول أأى حاجه اتصل برسعة بأأس تاذ شويق احملاىم بتاع الرشكة‬
‫وما تتلكمش مع حد قبل ما يوصل‬
‫‪ -‬هو ده اليل أأان معلته وأديين اعد مس تنيه ‪" ..‬كرم" اقفل دلوقىت احملاىم جه ‪ ..‬سالم‬
‫‪ -‬سالم بس قوىل الاول انت ىف مستشفى ايه ؟‬
‫‪ -‬مستشفى ‪....‬‬
‫‪ -‬طيب أأان جايكل سالم‬
‫أأغلق "معر" هاتفه وقال للمحاىم اذلى أأقبل عليه ‪:‬‬
‫‪ -‬اس تاذ شوىق كويس انك جيت برسعه‬
‫‪ -‬خري اي "معر" ان شاء هللا اطمن ‪ ..‬البنت حالهتا ايه دلوقىت ؟‬
‫‪ -‬سأألت املمرضة قالتىل ان رجلها اجتبست وىف كدمات ىف جسمها‬
‫‪ -‬مني اليل بلغ ‪ ..‬أأهلها ؟‬
‫‪ -‬ال أأهلها لسه مرهروش ‪ ..‬اليل بلغ واحد شاف احلادثه وشهد اين كنت سايق برسعه عاليه‬
‫‪ -‬انت فعال كنت سايق برسعه‬
‫ارتبك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة كنت سايق برسعه‬
‫مث أأردف برسعه ‪:‬‬
‫‪ -‬بس ىه ظهرت أأداىم جفأأه‬
‫‪ -‬طيب اتمكلت مع حد ‪ ..‬حد خد أأقواكل‬
‫‪ -‬أل حاولت أأجتنب الرابء عشان ميشوفنيش وانتررتك تيجي عشان نشوف هنعمل ايه ‪ ..‬ايه‬
‫احلل دلوقىت أأان مش عايز قضية عايزها ختلص ودى‬
‫‪ -‬ان شاء هللا ختلص ودى ‪ ..‬هندهيا مبلغ مقابل اهنا تتنازل عن القضية املوضوع بس يء متقلقش‬
‫‪ -‬أأخرج "معر" دفرت ش ياكته وقلمه ا ألنيق وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش عندى أأى مشلكة ‪ ..‬عرش تالف كويس‬
‫‪ -‬زودمه شويه اي "معر" عشان متىل عينهيا ومتدهياش فرصه للرفض‬
‫‪ -‬متام أدى ش يك بعرشين أألف ‪ ..‬ولك مصاريف العالج واملستشفى أأان هدفعهم ‪ ..‬بس عايز‬
‫املوضوع خيلص دلوقىت‬
‫أأعطى الش يك للمحاىم اذلى أأخذه منه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفش ‪ ..‬ىه ىف اهنىى اوضه‬
‫أأشار هل "معر" عىل الغرفة اجملاوره قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دخلوها هنا‬
‫طرق احملاىم الباب وفتحت هل املمرضه مث دخل و أأغلق الباب‬
‫جلس "معر" قلقا متوترا‬

‫**********************‬
‫أأتصلت "رهيام" بأأبهيا فرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة اي "رهيام" وصلىت ؟‬
‫‪ -‬ال اي "اباب" أأان لسه ىف الطريق‬
‫‪ -‬حمدش لكمك اتىن ؟‬
‫‪ -‬ال اي اباب املمرضة متصلتش اتىن ‪ ..‬أأان خالص عرش دقايق وأأكون ىف املستشفى‬
‫‪ -‬أأان كامن تقريبا أأداىم عرش دقايق ربع ساعه ‪ ..‬جيب العواقب سلميه ايرب‬
‫‪ -‬متقلقش اي اباب املمرضة طمنتىن ان شاء هللا خري‬
‫أأغلقت الهاتف ىف املرتو وىه تبىك ىف مصت و تس تغفر رهبا وتدعوه أأن حيفظ أأخهتا‬

‫**********************‬
‫خرج احملاىم من غرفة "ايمسني" فهب "معر" واقفا فوقف الرجل أأمامه ومد يده هل ابلش يك ‪ ..‬نرر‬
‫"معر " اىل الش يك ىف يد احملايم فغضب و أأخرج دفرت ش ياكته مرة أأخرى وقال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة هزودلها املبلغ ‪ ..‬ىه طالبه اكم؟‬
‫‪ -‬مش طالبه حاجة مفيش قضية أأصال‬
‫قال "معر" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين مفيش قضية‬
‫ابتسم احملاىم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما بقوكل كده ‪ ..‬قالت ىف أأقوالها للرابء اهنا ىه الىل غلطانه واهنا اكنت ماش يه مش مركزه‬
‫واهنا مش عايزة تقدم ببالغ وال تش تكيك‬
‫مصت "معر" وهو مندهش ‪ ..‬فقال هل احملايم‪:‬‬
‫‪ -‬طيب مبا ان هممىت انهتت أأس تأأذن أأان‬
‫‪ -‬معلش تعبتك معااي اي أأس تاذ شوىق‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة اي "معر" أأشوفك ىف الرشكة ‪ ..‬مع السالمة‬
‫‪ -‬مع السالمة‬
‫ظل "معر" واقفا وهو يفكر فامي فعلته الفتاه ‪ ..‬ىف تكل اللحرة خرجت املمرضة من غرفهتا فقال لها‬
‫"معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه عامهل ايه دلوقىت ؟‬
‫‪ -‬كويسه ‪ ..‬عندها كرس ىف رجلها وادلكتور حطهالها ىف اجلبس وان شاء هللا اجلبس هيتفك بعد‬
‫اس بوعني ‪ ..‬وىف شوية كدمات بس يطه هتاخد وقهتا‬
‫‪ -‬طيب متشكر أأوى‬
‫انرصفت املمرضة فتوجه "معر" اىل الغرفة الىت ترقد فهيا "ايمسني" وطرق الباب بضع طرقات مث‬
‫فتحه ودخل‪.‬‬
‫رفعت "ايمسني" نررها لتجد رجال غريبا أأماهما اكن يرتدى بدةل سوداء علهيا معطف أأسود اللون ‪..‬‬
‫رفعت يدها لتتأأكد من ضبء جحاهبا ‪ ..‬قال لها بصوت رخمي ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك دلوقىت ؟‬
‫قالت وقد شعرت ابخلجل من نرراته املتفحصه فأأطرقت بوهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل‬
‫عليك انك ان شاء هللا هتش ييل اجلبس بعد اس بوعني‬ ‫‪ -‬أأان اطمنت ِ‬
‫أأومأأت بر أأسها وىه مازالت ال تدرى من هو وماذا يفعل ىف غرفهتا ‪ ..‬فسأألته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك ظابء وال حماىم ؟‬
‫ابتسم "معر" ابتسامه زادته وسامه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأان ال ظابء وال حماىم أأان همندس‬
‫شعرت "ايمسني" جباذبيه عينيه السوداويني و أكهنام مغناطيس ‪ ..‬فأأبعدت عينهيا برسعه وامحرت‬
‫وجنتاها لهذا الوضع اذلى تبدو فيه أأمام هذا الزائر الغريب فمل تعتد أأن يراها رجال غريبا وىه ممده‬
‫هكذا ىف فراشها فشعرت ابالرتباك وحاولت جذب الغطاء علهيا أأكرث ودت لو طلبت منه الانرصاف‬
‫‪ ..‬شعر "معر" بتوترها فمل يزيده هذا الا تفحصا فهيا ‪ ..‬مث اس تطرد جبديه قائ ُال ‪:‬‬
‫نت ظهرىت أأداىم جفأأه‬ ‫‪ -‬أأان أسف عىل الىل حصل ‪ ..‬بس جبد مشفتكيش ا ِ‬
‫نررت اليه "ايمسني" بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك اليل خبطىن ؟‬
‫تنحنح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة ‪ ..‬بس جبد مشفتكيش‬
‫أأطرقت "ايمسني" بر أأسها وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصال أأان اليل كنت ماش يه ومش مركزة لو كنت انتهبت مكنش ده حصل‬
‫‪ -‬و أأان كامن كنت سايق برسعة لو كنت بطئت شوية كنت عرفت أأ ِ‬
‫تفاداك‬
‫‪ -‬قدر هللا وما شاء فعل ‪ ..‬نصييب كده‬
‫‪ -‬أأان متشكر أأوى انك ما اش تكيتيش عليا‬
‫‪ -‬زى ما قولت حلرضتك وللرابء وللمحاىم دى غلطتىن أأان‬
‫أأخرج الش يك من جيبه واقرتب من فراشها ومد يده به قائال ‪:‬‬
‫ِ‬
‫مسحت اقبىل املبلغ الصغري ده‬ ‫‪ -‬طيب لو‬
‫رفعت "ايمسني" نررها اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قولت حلرضتك أأان اليل غلطانه وخالص حصل خري‬
‫‪ -‬بس أأان حاسس ابذلنب الين فعال كنت سايق برسعه فلو مسحىت اقبليه‬
‫احتدت "ابمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ال طبعا مش هقبهل‬
‫‪ -‬ليه‬
‫‪ -‬ألنه مش من حقى ‪ ..‬وحىت لو كنت انت اليل غلطان أأان مش بقبل عوض‬
‫‪ -‬طيب أأان أسف أأان مكنش قصدى أأضايقك‬
‫حاولت الس يطرة عىل غضهبا وقالت ‪:‬‬
‫‪-‬حصل خري ‪ ..‬ولو مسحت ممكن بعد اذنك تتفضل ألن مفيش ممرضة معاان وميصحش كده‬
‫اندهش "معر" مما قالته فقال ‪:‬‬
‫عليك و أأشكرك اي انسه ‪....‬‬ ‫‪ -‬اان اسف مرة اتنية أأان بس كنت عايز أأطمن ِ‬
‫سكتت ومل جتيبه ‪ ..‬حفهثا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حلد دلوقىت معرفتش امسك‬
‫قالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان امسى ايمسني‬
‫‪ -‬و أأان امسى معر‪ ..‬وبشكرك مرة اتنية ‪ ..‬ولو احتجىت حاجه أأان ‪.....‬‬
‫قاطعته قائهل دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا‬
‫هز "معر" ر أأسه وتوجه اىل الباب وفتحه وخرج ‪ ..‬وجد أأمامه رجال يرىث حلاهل وجبواره فتاة ابكيه ‪,‬‬
‫جرى انحيته وقال هل بلوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬بنيت كويسه ؟ "ايمسني" جرالها ايه ؟‬
‫ربت "معر" عىل كفته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش حرضتك ىه كويسه‬
‫‪ -‬ىه جوه ىف الاوضة دى ؟‬
‫‪ -‬ايوة جوه اتفضل‬
‫دخل وادلها و أأغلق الباب ‪ ..‬وقف "معر" قليال مث انرصف‬

‫***********************‬

‫خرج "معر" من املستشفى ليجد "كرم" أأمامه ‪ ,‬توجه انحيته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي "معر" طمىن ايه اليل حصل ؟‬
‫‪ -‬ال خري امحلد هلل تعاىل نقعد ىف أأى ماكن ونتلكم‬
‫‪ -‬طيب هات عربيتك وتعاىل نروح الاكفيه بتاعنا‬
‫‪ -‬طيب متام‬
‫توجه لك مهنام اىل س يارته وغادرا املستشفى‬

‫*********************‬

‫‪ -‬كده اي "مسسم" ختضينا ِ‬


‫عليك‬
‫‪ -‬معلش اي "رهيام" مكنش قصدى ‪ ..‬أأان أأول ما فوقت قولت للمرضه تلكمك عشان عارفه انك‬
‫واقفه مس تنياىن ىف املرتو‬
‫‪ -‬ده أأان كنت مهوت ملا اتصلت بيا وقالتىل ان عربيه خبطتك‬
‫قال لها وادلها وهو جيلس جبوارها عىل الفراش ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل اي بنىت جت سلميه قدر ولطف‬
‫‪ -‬امحلد هلل اي اباب‬
‫‪ -‬واجلبس حمدش قاكل هيتفك امىت‬
‫‪ -‬اه ادلكتور قاىل هيتفك كامن اس بوعني ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ان شاء هللا‬
‫سكت ا ألب قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مني اجلدع اليل اكن خارج من اوضتك ده‬
‫ارتبكت "ايمسني" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ده الراجل اليل خبطىن ابلعربيه‬
‫انفعل ا ألب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهل عني كامن ‪ ..‬أأان لو أأعرف كنت مسكت ىف زمارة رقبته‬
‫أأرسعت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ملوش ذنب اي اباب أأان اليل مكنتش مركزه وكنت ماش يه رسحانه‬
‫‪ -‬وليه اي بنىت كده مش تركزى يعين كنت هعمل ايه أأان دلوقىت لو اكن حصكل حاجة‬
‫تدخلت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي اباب حصل خري‬
‫‪ -‬أأان قامي أأشوف حساب املستشفى ‪ ..‬شلكها مستشفى غالية أأوى ربنا يسرت‬
‫شعرت "ايمسني" ابذلنب ملا كبدته لوادلها من مصاريف ‪ ..‬خرج ا ألب جفلست "رهيام" جبوارها‬
‫و أأخرجت قلام وبد أأت ىف الكتابه عىل ساقها املتجربه ‪ ..‬حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بتعمىل ايه اي بت ا ِ‬
‫نت‬
‫‪ -‬بكتبكل ذكرى عىل اجلبس بتاعك‬
‫‪ -‬عىل أأساس اىن هفضل متجبسه طول معرى يعىن‬
‫‪ -‬بس ايه الواد املز ده اي "ايمسني" اي خرايش ده حيل من عىل حبل املش نقة ‪ ..‬ده نضيف نضافه ‪..‬‬
‫بيالك ايه ده‬
‫حضكت "ابمسني" قالئه ‪:‬‬
‫نت ِ‬
‫كنت ىف ايه وال ىف ايه‬ ‫‪ -‬خيربيت عقكل هو ا ِ‬
‫عليك ومفطوره من العياط بس ده ممينعش اىن أأخدت ابىل من لهطة‬ ‫‪ -‬اه أأان حصيح كنت قلقانه ِ‬
‫القشطة الىل اكن عندك‬
‫ازدادت حضاكت "ايمسني" من اسلوب أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اه لو ِ‬
‫ابوك مسعك‬
‫‪ -‬أأبواي مني ده أأان مس تعده أأخرس أأهىل لكهم ‪ ..‬ده رحية الربفيوم بتاعه لسه معبأأه ا ألوضة ‪ ..‬ايه‬
‫الناس دى‬
‫مسعا طرقا عىل الباب فقالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اخرىس بأأه أأ ِ‬
‫بوك جه‬
‫دخل "عبد امحليد" وقد ارتسمت ابتسامه عىل حمياه ‪ ..‬الحرهتا "ايمسني" فقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي اباب ؟‬
‫‪ -‬وهللا جدع ابن حالل دفع مصاريف املستشفى واقامتك فهيا اس بوعني‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬اس بوعني ؟! ‪ ..‬بس ادلكتور قاىل اىن ممكن أأروح كامن يومني‬
‫أأخذت "ايمسني" تفكر ىف كرم هذا الرجل الغريب‬

‫*************************‬
‫أأحرض النادل الطعام ووضعه أأمام الصديقان‪ ,‬مث انرصف ‪ ..‬قال "كرم"‪:‬‬
‫‪ -‬هاا وبعدين ؟‬
‫‪ -‬مفيش شكرهتا وملا جيت أأخرج قابلت ابابها عىل الباب ومعاه بنت بتعيء واكن واحض اهنم قلقانني‬
‫علهيا أأوى‬
‫سكت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬الراجل اكن شلكه بس يء أأوى ‪ ..‬الىل أأان مس تغربهل اهنا رفضت متاما اهنا اتخد الفلوس رمغ ان‬
‫واحض جدا اهنم انس عىل أأد حاهلم‬
‫‪ -‬عشان ىه قالتكل اهنا ىه الىل غلطانه‬
‫‪ -‬حىت لو ىه اليل غلطانه ىف حد ىف الزمن ده جييهل فلوس كده حلد عنده ويرفضها ‪ ..‬ومش بس‬
‫كده ده أأان ملا أأرصيت علهيا حسيت اهنا هتقوم ترضبين‬
‫حضك "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريهتا اكنت معلهتا‬
‫قال "معر" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحه ملا احملاىم قاىل اهنا مش تكتش ضدى اس تغربت ألن أأى حد ماكهنا اكن اش تىك عشان‬
‫يساومىن عىل تعويض ‪ ..‬وكامن ىه غريبه أأوى تصور لقيهتا بتطلب مىن أأخرج من ا ألوضة عشان‬
‫املمرضة مش موجوده ومفيش حد ىف الاوضة الا أأان وىه‬
‫نرر اليه "كرم" وهو يبتسم‬
‫أأمكل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وال ملا ببصلها لك ما عيين تيجي ىف عيهنا أأالىق وشها حيمر وتبعد عينهيا‬
‫‪ -‬شلكها جخوهل أأوى‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو لسه يف بنات كده‬
‫****************************‬
‫‪ -‬أألف سالمة ِ‬
‫عليك‬
‫قال "مصطفى" هذه العبارة عرب الهاتف ‪ ,‬فقالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يسلمك‬
‫‪ -‬أأان زعلت عشانك أأوى وزعلت أأكرت ان فرحنا هيتأأجل اس بوع كامن يعين بدل ما اكن أأدامنا‬
‫اس بوع بؤوا اس بوعني‬
‫أأطرقت "ايمسني" ىف جخل ومل جتب‬
‫‪ -‬أأان نفيس الوقت مير برسعة عشان أأخدك ىف حضنــ ‪...‬‬
‫قاطعته "ايمسني" برسعة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت ‪ ..‬مينفعش حرضتك تلكمىن كده‬
‫امحرت وجنتاها بشده من اخلجل ومن الغضب‬
‫أأاتها صوته وهو يتحدث بربود قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه مينفعش خالص لكها اس بوعني وتكوىن مراىت‬
‫‪ -‬أأما ابقى مراتك‬
‫‪ -‬طيب براحتك سالم‬
‫‪ -‬مع السالمه‬
‫أأغلقت "ايمسني" وىه تشعر بغضب شديد من جر أأته ىف الالكم معها ‪ ..‬ومن قةل ذوقه عندما أأرسع‬
‫ابهناء املاكملة ‪..‬‬

‫************************‬
‫أأثناء جلوس "عبد امحليد" عىل املقهىى وهو شارد يفكر ىف حاهل وحاهل بناته أأقبل عليه شاب وقف‬
‫أأمامه ويبدو عليه عالمات الرتدد ‪ ..‬نرر اليه "عبد امحليد" مس تفهام فمل يتحدث الشاب ‪ ..‬فقال هل‬
‫"عبد امحليد "‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي ابىن ىف حاجه ؟‬
‫عدل الشاب من وضع عويناته الىت يرتدهيا وقال ىف ارتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك أأس تاذ " عبد امحليد منصور"‬
‫‪ -‬أأيوة اي ابين أأان‬
‫‪ -‬أأان ‪ ..‬يعين ‪ ..‬حرضتك ‪ ..‬أأان "وائل"‬
‫انترره "عبد امحليد" ليمكل الكمه لكن الشاب مصت ‪ ..‬فقال هل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بيك اي ابىن ‪ ..‬اتفضل اقعد‬
‫جفلس الشاب وقد ازداد ارتباكه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ‪ ..‬كنت عايز أأتلكم مع حرضتك ىف موضوع ‪ ..‬يعين ‪ ..‬أأان ‪ ..‬يعين ‪ ..‬بنتك ‪" ..‬رهيام"‬
‫قال "عبد امحليد" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬مالها "رهيام" بنىت جرلها حاجة ىف اللكيه ؟‬
‫أأرسع الشاب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أل ىه كويسه أأان لسه شايفها من شويه‬
‫تصاعد غضب "عبد امحليد " قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابىن اتلكم مش فامه منك حاجه‬
‫‪ -‬امح امح ‪ ..‬يعين ‪ ..‬أأان كنت عايز ‪ ..‬أأقول حلرضتك ‪ ..‬اىن عايز "رهيام"‬
‫قال ا ألب ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬اللهم طوكل اي روح يعين ايه عايز "رهيام" ؟‬
‫‪ -‬قصدى يعين أأان عايز ‪ ..‬يعين أأان وىه نتجوز‬
‫هد أأ "عبد امحليد" قليال وهو يرمق الش باب بنررات غيظ ‪ ..‬فقال الشاب ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة اي أأس تاذ "عبد امحليد" ماما قالتىل اىن أأىج حلرضتك عشان أأقول حلرضتك اننا عايزين‬
‫نزوركوا ىف البيت‬
‫‪ -‬طيب اي ابىن ‪ ..‬يرشفىن ده طبعا ‪ ..‬بس فرح بنىت الكبريه كامن أأربع أأايم فلام خيلص الفرح ا ألول‬
‫و أأطمن علهيا نبقى نشوف موضوع "رهيام"‬
‫‪ -‬طيب اي أأس تاذ "عبد امحليد" ايريت حتدد معاد عشان أأقول ملاما عليه‬
‫نرر اليه "عبد امحليد" زشرا وقال هل ‪:‬‬
‫‪ -‬قولها اس بوع كده وان شاء هللا ترشفوان ىف البيت‬
‫قام الشاب ومد يده وسمل عليه وقال بفرح ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكر جدا حلرضتك ‪ ..‬ومربوك لبنتك الكبرية ‪ ..‬السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬

‫البارت اخلامس عرشة‬

‫‪" -‬معر" انت ليه متغري معااي‬


‫قالت "اننيس" هذه العبارة أأثناء جلوسها مع "معر" ىف أأحد املطامع ‪ ..‬رد "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش متغري وال حاجه اي "اننيس" بس الفرتة الىل فاتت كنت مشغول جدا وكامن كنت بسافر‬
‫نت عارفه ان أأموران مش مربطه هناك‬ ‫املزرعة كتري عشان ا ِ‬
‫‪ -‬مش انت خالص شغلت واحد حصبك فهيا‬
‫‪ -‬أأيوه بس مش هطمن الا أأما خنلص الرش ونشوف النتيجه ونعرف هننقذ أأد ايه ابلربء من‬
‫احملصول‬
‫‪ -‬أأان اي "معر" مغلطاك برصاحه ‪ ..‬يعين ازاى تسيب ادارة مزرعه كبرية كده لواحد أأول مرة يش تغل‬
‫عندك‬
‫احتد "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوال " أأمين" ده صاحيب و أأخواي مش واحد من الشارع ‪ ..‬اثني ُا " أأمين" مش بيش تغل عندى " أأمين"‬
‫بيش تغل بنس به يعين أأكنه بيش تغل ىف ملكه‬
‫احتدت "اننيس" ىه ا ألخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت شايف ان ده حص ‪" ..‬معر" انت كده بتطمع الناس فيك‬
‫‪" -‬اننيس" لو مسحىت أأقفىل عىل املوضوع أأان أأدرى بشغىل ‪ ..‬أأان مش عيل صغري ‪..‬ال اسأأىل عىن ىف‬
‫نت تعرىف مني هو "معر ا أللفى"‬ ‫السوق كويس وا ِ‬
‫‪ -‬طبعا اي حبيىب عارفه وواثقه ىف قدرتك عىل ادارة شغكل‬
‫غري "معر" املوضوع قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خالص يعترب خلصت تعديالت ادليكور ىف اجلناح بتاعنا ىف الفيال ‪ ..‬مفضلش غري اننا نزنل‬
‫خنتار ا ألاثث سوا‬
‫قالت "اننيس" بتربم‪:‬‬
‫‪ -‬انت لسه مرص اننا نعيش عند أأهكل ىف الفيال ‪ ..‬ليه اي "معر" ميكنش لينا ماكن خاص بينا‬
‫قال "معر" وقد ضاق ذرعا ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" احنا فتحنا احلوار ده مليون مره ‪ ..‬ولك مرة بعيد نفس الالكم ‪ ..‬ماما واباب ملهمش غريي‬
‫‪ ..‬واباب معرم الوقت ىف الشغل أأو مسافر ‪ ..‬و أأىم لوحدها طول اليوم ‪ ..‬ايه الىل خيليين أأعيش ىف‬
‫ماكن اتىن وفيلهتم طويهل عريضه هيكون لينا فهيا ماكن خاص بينا يعين اكنك عايشه ىف شقه‬
‫بيك بس الفرق ان الشقة دى هتكون جوه فيلتنا‬ ‫مس تقهل خاصه ِ‬
‫رمست ابتسامه صغريه عىل شفتهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي حبيىب الىل تشوفه‬
‫مصت "معر" قليال مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫نت حسه اننا مناس بني لبعض‬ ‫‪" -‬اننيس" ا ِ‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامهة قصدك ايه‬
‫قال ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارف ساعات حبس اننا مفيش حاجه متفقني علهيا‬
‫‪" -‬معر" انت معدتش بتحبىن ؟‬
‫‪ -‬ال حببك وعيين مش شايفه غريك ‪ ..‬بس حاسس ان عقىل مش بيبطل تفكري‬
‫حاولت "اننيس" معرفة ما يدور ىف عقهل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بتفكر ىف ايه ابلربء‬
‫‪ -‬ال متحطيش بباكل ويال عشان نطلب الألك‬
‫‪ -‬طيب قوىل ا ألول انت مسافر املزرعة اتىن امىت ؟‬
‫‪ -‬مسافر بكرة ان شاء هللا‬
‫‪ -‬طيب انت مش وعدتىن انك هتاخدىن معاك‬
‫‪ -‬خالص مفيش مشلكة لو عايزة تيجي تعاىل بس شوىف ظروف مامتك ِ‬
‫وابابك ا ألول‬
‫قالت "اننيس" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬مايم وابيب ليه ؟ هام هييجوا معاان ؟‬
‫نرر الهيا "معر" نرره طويهل مث قال ‪:‬‬
‫نت ىف بيت املزرعة لوحدان ؟! هناك بدل أأرايف مش زى هنا ‪ ..‬يعين أأكيد الناس‬ ‫‪ -‬أأمال هنقعد أأان وا ِ‬
‫هتتلكم عىن وعنك ‪ ..‬وكامن فرصه عشان أأهكل يغريوا جو‬
‫‪ -‬خالص اي حبيىب الىل تشوفه‬

‫*********************‬
‫رن جرس الباب فأأرسعت "رهيام" بفتح الباب وقالت مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "سامح" منوره‬
‫دخلت "سامح وقبلهتا مث قالت ‪:‬‬
‫نت اي "ري ري " ‪ ..‬أأمال فني "ايمسني" ؟‬ ‫‪ -‬ازيك ا ِ‬
‫حضكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اىه جوه عىل الرسير هرتوح فني يعين برجلهيا املسلوخه دى‬
‫مسعهتا "ايمسني" فصاحت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان رجىل ملسوخة ‪ ..‬مايش اي أأم لسان طويل‬
‫قبلهتا "سامح" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخبارك ايه الهنارده ‪ ..‬ها هتفىك البتاع ده امىت‬
‫‪ -‬خالص هانت بكرة ان شاء هللا هفكه‬
‫‪ -‬طيب امحلد هلل أأحسن اكن شلكك هيبقى وحش أأوى ىف الفرح‬
‫جتهم وجه "ايمسني" عندما تذكر أأن فرهحا بعد ‪ 5‬أأايم ‪ ..‬الحرت "سامح" ذكل فقالت لـ "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه معندكوش حاجه تترشب ؟‬
‫‪ -‬ال طبعا يف ‪ ..‬حاال هعمكل كوابية الشاى أأبو لنب بتاعتك‬
‫‪ -‬تسلميىل اي "رهيام"‬
‫خرجت "رهيام" من الغرفة ‪ ,‬واقرتبت "سامح" وجلست جبوار "ايمسني" عىل الرسير قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي "ايمسني" شلكك مش عاجبىن خالص ‪ ..‬ده شلك عروسه فرهحا كامن ‪ 5‬أأايم ؟‬
‫قالت "ايمسني" ىف حزن ‪:‬‬
‫‪ -‬عروسه ؟! ‪ ..‬ملا بتقولوا اللكمه دى حبس انكوا بتقولوها حلد اتىن ‪ ..‬أأان مش حسه أأبدا اىن‬
‫عروسه‬
‫‪ -‬ليه اي حبيبىت بتقوىل كده ؟ عشان وادلتك هللا يرمحها ؟ ىه أأكيد حاجه صعبه ِ‬
‫عليك بس ا ِ‬
‫نت‬
‫الزم تفكرى ىف حياتك ومس تقبكل اي "ايمسني" مش بقوكل انيس وادلتك ابلعكس افتكرهيا وادعيلها‬
‫وامعليلها صدقة جاريه كامن بس متوقفيش حياتك ا ِ‬
‫نت‬
‫تهندت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش بس موت ماما هللا يرمحها هو الىل مضيع فرحىت اي "سامح"‬
‫‪ -‬أأمال ىف ايه ؟‬
‫‪ -‬أأان مش حسه اىن عايزه أأجتوز ‪ ..‬يعين حسه اىن معرفش البىن أدم ده ‪ ..‬أأان معرفش أأى حاجه عنه‬
‫اي "سامح" ال أأخالقه وال طباعه ‪ ..‬ابلعكس ىف حاجات كتري بتضايقين منه ‪ ..‬مش عارفه ازاى‬
‫املفروض يتقفل عليا ابب واحد أأان وهو مش قادرة أأختيل ده أأبدا ‪ ..‬حسه اىن مبوت اي "سامح"‬
‫حسه اىن خمنوقه أأوى وجوااي ضيق رهيب ‪ ..‬حسه اىن عايزة أأرصخ و أأرصخ حلد ما اتعب‬
‫‪ -‬طيب متلكمى ِ‬
‫ابابك عشان ‪......‬‬
‫قاطعهتا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب مرص عىل الىل ىف دماغه ‪ ..‬أأان عذراه انه خايف عليا وعايز يس يبىن ىف ضهر راجل هو مايش‬
‫مببد أأ ضل راجل وال ضل حيطه ‪ ..‬بس أأان تفكريي مش كده ‪ ...‬أأان عندى احليطة أأحسن مليون‬
‫مرة من راجل مش عايزاه‬
‫نت مش عايزه "مصطفى"‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫احتدت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو أأان أأصال أأعرفه عشان أأحس اىن عايزاه وال مش عايزاه‪ ..‬تعرىف اي "سامح" لو "مصطفى" جه‬
‫دلوقىت وفسخ اخلطوبه أأان مش هزعل ‪ ..‬الين مش حسه بأأى حاجه حنيته وال شايفه ان فيه حاجه‬
‫واحده تشجعىن عىل الارتباط بيه‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان رميت محوىل عىل ربنا اي "سامح" وواثقة انه مش هيضيعين ‪ ..‬أأان عارفه ان ربنا هيختارىل اخلري‬
‫‪ ..‬و أأان راضيه بقضاؤه أأى ان اكن ‪ ..‬حىت ولو اكن ضد رغبىت‬
‫‪ -‬ربنا يرحي قلبك اي "ايمسني"‬
‫‪ -‬عارفه اي "سامح" قصه السفينه الىل ىف سورة الكهف ؟‬
‫‪ -‬أه عرفاها‬
‫‪ -‬س يدان اخلرض عليه السالم خرق السفني بتاعة انس مساكني بيتشغلوا بهيا وىه مصدر رزقهم وملا‬
‫شافه س يدان مويس عليه السالم بيعمل كده حزن والمه عشان معل كدة ىف سفينه انس غالبه ‪..‬‬
‫بس ربنا اكن هل حمكه من كده ان اكن ىف مكل بياخد السفن غصب من الناس وبيصاردها وملا مرت‬
‫السفينة عىل خدام املكل مرضوش ايخدوها ألهنا اكنت معيوبة بعد ما س يدان اخلرض خرقها ‪ ..‬لو‬
‫مكنش س يدان اخلرض عليه السالم معل كده اكن زمان الناس املساكني دول خرسوا سفينهتم واملكل‬
‫صادرها ‪ ..‬أأان لك ما بفتكر القصة دى براتح أأوى ‪ ..‬وبطمن ان ربنا أأكيد رايدىل اخلري "وعىس أأن‬
‫تكرهوا شيئا وهو خري لمك"‬
‫سنت الرن ابهلل أأان واثقه ان ربنا هيكتبكل اخلري اي "ايمسني" ومش‬‫نت أأح ِ‬‫‪ -‬ونعم ابهلل ‪ ..‬وعشان ا ِ‬
‫ممكن حد يرضك أأبدا‬
‫‪ -‬ان شاء هللا‬
‫‪ -‬لسه مرصه انك متلبسيش فس تان فرح‬
‫‪ -‬أأيوة اي "سامح" مش حبه أألبس فس تان فرح هلبس فس تان حلو أأان اشرتيته وجبت عليه طرحه‬
‫حلوة اوى هيعجبك‬
‫نت مبسوطة‬‫‪ -‬مايش اي حبيبىت املهم تكوىن ا ِ‬
‫عانقت "سامح" صديقهتا وىه تدعو هللا ىف رسها أأن يبدل حزهنا فرحا‬

‫***************************‬
‫جلست "اننيس" مع وادلهتا ىف الرتاس قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حسه ان "معر" لك مدى بيبعد عىن‬
‫قالت "اندين" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى ؟‬
‫‪ -‬مش عارفه بس حسه بكده ‪ ..‬معدش ملهوف عليا زى ا ألول‬
‫صاحت أأهما بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬فاحله اي "اننيس" فاحله‬
‫‪ -‬أأوووف اي مايم أأان مش بقوكل كده عشان تقطميين‬
‫‪ -‬أأمال بتقولييل ليه عشان حترىق ديم‬
‫‪ -‬أل عشان أأقوكل اننا راحيني بكره مع "معر" عىل املزرعة بتاعته الىل ىف املنصورة دي‬
‫‪ -‬ال أأان مليش ىف اجلو ده‬
‫قالت "اننيس" بتربم ‪:‬‬
‫‪ -‬وال أأان عايز ِاك معااي بس البامشهندس "معر" أأرص انك واباب تيجوا معااي‬
‫‪ -‬طيب خالص مش مشلكه الغى السفريه ومتسافريش‬
‫قالت "اننيس" ابرصار ‪:‬‬
‫‪ -‬أل الزم أأسافر معاه‬
‫‪ -‬ليه بأأه‬
‫‪ -‬عشان هناك هعرف ازاى أأرجعه "معر" الىل هميوت عليا‬
‫نت بتاعة الكم وبس‬ ‫‪ -‬وهللا ا ِ‬
‫قالت "اننيس" بزهو وتفاخر ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة تشوىف‬

‫********************‬
‫دخل "كرم" اىل مكتب "معر" ابلرشكة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها اي "معر" انوى عىل السفر امىت ؟‬
‫‪ -‬الهناردة ان شاء هللا‬
‫‪ -‬طيب متام أأان جاى معاك‬
‫‪ -‬ال مفيش داعى خليك انت‬
‫‪ -‬ال جاي معاك أأهو أأساعد ىف أأى حاجه انت شايل امحلل لوحدك‬
‫‪ -‬مش لوحدى وال حاجه " أأمين" موجود‬
‫‪ -‬أأهااا " أأمين" موجود ‪ ..‬يبقى "كرم" شكرا ‪ ..‬مش كده‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تصدق أأان الىل غلطان ‪ ..‬عايز تيجي تعاىل‬
‫مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة "اننيس" ومامهتا وابابها جايني هام كامن‬
‫‪ -‬أأهااا ‪ ..‬متام ‪ ..‬طيب يعين أأىج بعربيىت وال ايه‬
‫‪ -‬ال مفيش داعى هاخدك انت و"اننيس" ىف عربييت وهام هيجوا بعربيهتم ‪..‬‬
‫‪ -‬متأأكد ‪.‬؟ ‪ ..‬مش عايز أأبقي عزول وداخل بني البصةل وقرشهتا وتدعى عليا طول الطريق‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي "كرم" متقلقش أأان أأصال بدعى عليك من غري حاجه‬
‫‪ -‬تشكر اي ذووووء‬

‫********************‬

‫ىف الطريق اىل املنصورة انطلقت س يارة "معر" وجبواره "اننيس" وىف املقعد اخللفى جيلس "كرم"‬
‫وخلفهم س يارة وادل "اننيس" ووادلهتا ‪ ..‬التفتت "اننيس" قائهل لـ "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬كده برده متحرضش اخلطوبة اي "كرم" ‪ ..‬ده انت أأقرب صديق لـ"معر"‬
‫قال "كرم" معتذرا ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي "اننيس" يوهما اكن نفيس أأحرض جبد ‪ ..‬بس اكن ىف سفريه هممة يوهما ومينفعش يقوم بهيا‬
‫غري أأان أأو "معر" ‪..‬‬
‫مث حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين لو كنت حرضت مكنش العريس هيعرف حيرض عشان كده حضوا ابجلنني عشان ادلكتور‬
‫يعيش‬
‫أأطلقت "اننيس" حضكة عاليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مصييه جبد‬
‫توقف "معر" جبوار احدى الاكفيرتايت عىل الطرق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬جهيب مايه ‪ ..‬عايزين حاجه أأجيهبالكوا‬
‫‪" -‬اننيس" ‪ :‬ال مرييس‬
‫‪" -‬كرم" ‪ :‬أه اي "معر" هللا يكرمك عايز شيتوس وملبادا‬
‫التفت هل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم اي أأخواي ‪ ..‬شيتوس وملبادا‬
‫‪ -‬أه اي "معر" بس ملبادا ابلشكوالته مليش ىف الفراوةل‬
‫أأطلقت "اننيس" حضكة عاليه أأخرى‬
‫‪ -‬حمسس ىن اىن خلفتك ونسيتك اي ابىن ‪ ..‬انزل هات لنفسك‬
‫‪ -‬ما انت انزل اي "معر" هاتىل ىف ايدك وانت جاى‬
‫قال وهو خيرج من س يارته ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اللهم طوكل اي روح‬
‫التفتت "اننيس" اىل "كرم" اجلالس خلفها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش ان دمك خفيف كده اي "كرم"‬
‫‪ -‬دى أأقل حاجه عندى‬
‫حضكت مرة أأخرى قائهل ‪:‬‬
‫اكن نفيس حصبك يطلع زيك كده‬
‫‪" -‬معر"؟‬
‫‪ -‬أه ‪ ..‬حبس انه جد أأوى ومتنشن عىل طول‬
‫‪ -‬ابلعكس "معر" دمه خفيف وحتيب تتلكمى معاه ‪ ..‬هو بس ميكن اليومني دول الىل شادد شوية‬
‫عشان ضغء الشغل‬
‫‪ -‬طيب ما انت معاه ىف الشغل ومع ذكل مش متنشن كده‬
‫مصتت قليال مص قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬الا قوىل اي "كرم" انت بتش تغل ايه عند "معر" ؟‬
‫ابتسم بسخريه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مني حضك ِ‬
‫عليك أأصال وقاكل اىن شغال عند "معر"‬
‫قالت مس تفهمه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال ايه ؟‬
‫‪ -‬أأان شغال مع "معر" مش عند "معر" ‪ ..‬أأان رشيك ىف مجموعة رشاكت ا أللفى بنس بة ‪%51‬‬
‫رفعت "مانيس" حاجهبا ىف دهشة ‪..‬وملعت عيناها بربيق خبيث وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬تصور مكنتش أأعرف ‪ ..‬يعين انت و"معر" رشاك‬
‫‪ -‬أأيوة رشاك‬
‫ىف تكل ا ألثناء عاد "معر" وشعر ابلضيق عندما وجد "اننيس" ملتفه متاما للخلف هبذه الطريقة ‪..‬‬
‫صعد اىل س يارته فاعتدلت "اننيس" ىف مقعدها وانطلق يمكل طريقه اىل املزرعة‬

‫***********************‬

‫طرق "ر أأفت" ابب جحرة صديقه ‪ ,‬فقال "مصطفى" ‪:‬‬


‫‪ -‬ادخل اي "ر أأفت"‬
‫دخل "ر أأفت" ونرر اىل "مصطفى" اذلى يرتب مالبسه ىف حقيبته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها اي درش خالص انوي‬
‫‪ -‬اه اي ابىن معدش الا يومني عىل الفرح يدوبك أأظبء البدهل واتفق مع احلالق‬
‫‪ -‬طيب والشقة مش انقصها حاجه ؟‬
‫‪ -‬ال لكه زى الفل ‪ ..‬أأبواي قام ابلشغل لكه‬
‫‪ -‬أأخدت أأجازة أأد ايه‬
‫انفعل "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬والد الـ تيييييييييييت مرضوش يدوىل اال اس بوع واحد طبعا مهنم اليومني دول ومخس أأايم بعد‬
‫الفرح ‪ ..‬ابهلل عليك ىف عريس خيسفوا ا ألرض بشهر العسل بتاعه من شهر مخلس أأايم ‪ ..‬حاجه‬
‫تيييييييييييت‬
‫حضك "ر أأفت" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي درش ‪ ..‬أأصكل الفرتة اىل فاتت كنت واخد أأجازات كتريه فطبيعي مريضوش يدوك أأكرت‬
‫من أأجازتك الىل بتاخدها لك شهر‬
‫‪ -‬يال خري‬
‫‪ -‬همتيش امىت ؟‬
‫‪ -‬حاال ان شاء هللا ‪ ..‬أه ابحلق مس تنيك ىف الفرح اوعى متجيش تبقى ندل وابن تييييييييت‬
‫حضك "ر أأفت" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال متقلقش قاعد عىل قلبك ‪ ..‬ومربوك اي عريس‬
‫‪ -‬هللا يبارك فيك اي "ر أأفت" أأشوفك عىل خري ‪ ..‬يال سالم‬
‫‪ -‬سالم‬
‫مث محل حقيبته وانرصف ‪.‬‬
‫*********************‬

‫قال "معر" لـ "اننيس" وهام يسريان معا داخل املزرعة ‪:‬‬


‫‪ -‬ايه ر أأيك فهيا ؟‬
‫‪ -‬ىف ايه ؟‬
‫‪ -‬املزرعة‬
‫‪ -‬أه ‪ ..‬أه حلوة‬
‫‪ -‬عارفه اي "اننيس" ده أأكرت ماكن براتح فيه ملا ابىج هنا بنيس لك حاجه ىف ادلنيا مبفتكرش غري‬
‫اخلرضا والسام والنيل‬
‫قالت "اننيس" ويبدو علهيا عالمات الضجر ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي "معر" املاكن هنا ممل شوية‬
‫قال "معر" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ممل ؟‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬متفهمنيش غلء ‪..‬بس دى قريه ومفيش فهيا أأى حاجه الواحد يسىل بهيا نفسه‬
‫‪ -‬أأوال بينا وبني املنصورة نفسها ربع ساعه بس وفهيا أأماكن حلوة كتري ‪ ..‬واثنيا ملا ابىج هنا مببقاش‬
‫عايز ال دوشة وال زمحه ‪ ..‬حبب أأس متتع ابلهدوء والسكينه الىل هنا ىف املزرعة‬
‫ر أأى جشرة فأأرسع اخلطى ومسح عىل جزعها بكفه وارتسمت عىل شفتيه ابتسامه كبريه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شايفه الشجرة دى زرعهتا بنفيس من زماان ‪ ..‬كنت ىف اعدادى وجدى ساعدىن وعرفىن ازاى‬
‫أأزرعها‬
‫أأقبل " أأمين" علهيام فانفرجت أأسارير "اننيس" لقدومه فلقد وجدت فيه فرصه للهروب من حديث‬
‫"معر" اذلى أأشعرها ابلضجر ‪..‬التفتت اىل "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هسيبكوا بأأه تشوفوا شغلكوا‬
‫مث وهجت حديهثا اىل "أأمين" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي " أأمين"‬
‫هز ر أأسه مرددا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك‬
‫انرصفت "اننيس" وتركت الصديقان مبفردهام ‪ ..‬قال " أأمين" معتذرا ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي "معر" جيت ىف وقت مش مناسب وال ايه ‪ ..‬أأصل ىف ورق حمتاج امضتك عليه‬
‫وخمدتش ابىل ان خطيبتك معاك الا ملا قربت منكوا‬
‫ابتسم "معر" لصديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي " أأمين" حمصلش حاجه ‪ ..‬هات الورق‬
‫قر أأ "معر" الورق مث أأخرج قلمه وذيهل بتوقيعه ‪ ..‬وقال لـ " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتقد كده ماش يني مبعدل كويس مفضلش الا اجلهه الغربيه‬
‫‪ -‬ابلربء كده ‪ ..‬ولكها يومني وخنلص الرش هناك ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ربنا يسرت ونالىق نتيجة ومتكنش مصاريف عىل الفاىض‬
‫‪ -‬ال ان شاء هللا أأان مس تبرش خري‬
‫سار الصديقان معا ‪ ..‬فسأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ايه أأخبارك مع خطيبتك‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لكه متام امحلد هلل‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬انويني عىل امىت ان شاء هللا‬
‫‪ -‬برصاحة حمددانش معاد حمدد ‪ ..‬سايبهنا برروفها ‪ ..‬يعين ملا حنس احنا االتنني اننا مقتنعني ببعض‬
‫واننا مس تعدين للخطوة دى‬
‫ربت "معر" عىل كتف صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ابن حالل وتس تاهل لك خري اي " أأمين"‬
‫‪ -‬تسمل اي "معر" ‪ ..‬وانت ايه أأخبارك مع خطيبتك ؟‬
‫أأزاح "معر" يده من عىل كتف صديقه ونرر أأمامه ومل ينطق بشئ ‪ ..‬حفثه " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ىف مشالك بينكو ؟ ملا شوفتكوا من شوية كنتوا كويسني‬
‫قال "معر" وهو شارد ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه اي " أأمين" ساعات حبس اىن حبب "اننيس" أأوى ‪ ..‬وساعات ‪...‬‬
‫‪ -‬وساعات ايه ؟‬
‫‪ -‬ساعات حبس ان دماغنا مش راكبه عىل بعض‬
‫‪ -‬ازاى يعين ؟‬
‫تهند "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارف حقيقي مش عارف ‪ ..‬حاسس اىن متلخبء ‪ ..‬وعقىل مبيبطلش تفكري‬
‫وجدا جدوال من املاء جفلسا عىل خصرة أأمامه ‪ ,‬سكت " أأمين" قليال مث نرر اىل صديقه وسأأهل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ايه اليل جعبك ىف "اننيس" و خالك تقول ىه دى الانسانه الىل عايزها تبقى مراىت ؟‬
‫أأخذ "معر" يفكر وهو يلقى ببعض احلىص ىف املاء ‪ .‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مجيهل ‪ ,‬جذابه ‪ ,‬مرحه ‪ ,‬ذكية ‪ ,‬من عيةل كبرية‬
‫قال " أأمين" مستنكرا ‪:‬‬
‫‪ -‬بس كده ؟‬
‫سكت "معر" وهو يشعر ابحلريه ‪ ..‬مث وهجه نفس السؤال اىل صديقه قائال‪:‬‬
‫‪ -‬طيب انت ايه الىل جعبك ىف خطيبتك وخالك تقول ىه دى ‪ ..‬غري حاكية املصحف واملطار‬
‫‪ -‬جعبىن حاجات كتري وملا عرفهتا وعرفت أأهلها حبيهتا أأكرت واقتنعت بهيا أأكرت ‪ ..‬جعبىن أأخالقها و أأدهبا‬
‫وحياهئا ‪ ..‬ملا ببصلها بشوف فهيا أأم لوالدى‬
‫مصت قليال مث أأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش بدور عىل واحدة تكون زوجة وبس اي "معر" أأو واحدة عشان أأش بع رغباىت معاها وشكرا‬
‫‪ ..‬ال أأان بدور عىل أأم لوالدى ‪ ..‬نرهبمي سوا ونكربمه سوا ونعلمهم سوا يكونوا رجاهل جبد ‪ ..‬بدور عىل‬
‫واحدة تكون س ند ليا ملا أأتعب أأو ملا أأكرب يف السن و أأجعز أأالقهيا مجىب ومعااي ‪ ..‬بدور عىل واحدة‬
‫تكون سكن ليا و أأكون سكن لهيا واحده تفهمىن و أأفهمها و أأحس بهيا وحتس بيا و أأحس معاها اننا‬
‫بنمكل بعض وان أأان وىه خشص واحد مش خشصني‬
‫أأعقب حديث أأمين مصت طويل ال يتخلهل الا تغريد العصافري عىل الشجر ‪ ..‬وبعد فرتة نرر " أأمين"‬
‫اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت حاسس بكده مع خطيبتك ؟‬
‫مصت "معر" وعاود القاء احلىص ىف املاء ‪ ..‬مث التفت اىل " أأمين" وابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو انت حاسس بكده مع خطيبتك يبقى اي خبتك بهيا‬
‫ابتسم " أأمين" ومل يعقب بشئ‬

‫*****************************‬
‫‪ -‬حصى النوم اي عروسه‬
‫هتفت "سامح" هبذه العبارة وىه توقظ "ايمسني" من نوهما ‪ ..‬لكهنا مل تدرى أأن "ايمسني" مل تذق‬
‫مغضا منذ يومني اكنت تنام عىل رسيرها مغمضة العني لكهنا متيقره ومنتهبه تفكر وتفكر وتفكر ‪..‬‬
‫متلملت "ايمسني" ىف فراشها ونررت اىل صديقهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري ايه الىل جايبك بدرى كده‬
‫‪ -‬بدرى ايه اي بنىت الساعه ‪ 01‬والهنارده فرحك قوىم وراان حاجات كتري‬
‫قامت "ايمسني متاكسهل وقالت ‪:‬‬
‫املأأذون هييجى العشا هعمل ايه أأان من دلوقىت للعشا‬
‫هتفت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ريب وبتقوىل هتعمل ايه ‪ ..‬قوىم اي بنىت مفيش وقت يال‬
‫هنضت "ايمسني" وتوهجت اىل امحلام و أأخذت دش ساخن لرتحي أأعصاهبا املشدودة‬

‫****************************‬
‫قام وادل "معر" من نومه ليجد زوجته جالسه عىل الرسير وعالمات القلق ابدي عىل حمياها ‪..‬‬
‫فاعتدل جالسا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي "كرمية" صاحيه من بدرى ؟‬
‫تهندت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ممنتش أأصال من بعد الفجر‬
‫ِ‬
‫مصحيك‬ ‫‪ -‬ليه اي حبيبىت ايه اليل‬
‫قالت بصوت ابىك ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفته اتىن اي "نور"‬
‫‪ -‬هو ايه اليل شوفتيه‬
‫‪ -‬احلمل اليل حلمته لـ "معر" من فرته ‪ ..‬شوفته اتىن الهنارده بنفس الشلك ونفس التفاصيل ‪ ..‬احلية‬
‫بتجرى عليه وهو بيقع ىف البري وبعدها احلية بهترب منه ‪ ..‬أأان خايفه أأوى‬
‫أأمسك يدها ىف يده قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش ان شاء هللا ربنا حيفره‬
‫‪ -‬ايرب ‪ ..‬ايرب امحيه ايرب وارصف عنه السوء‬

‫**************************‬

‫‪ -‬مربوك اي عروسه طالعه زى القمر ىف فس تانك‬


‫قال "سامح" هذه العباره وىه حتتضن صديقهتا ‪ ..‬اكنت "ابمسني" ترتدى فس تاان بس يطا لونه س ميون‬
‫وبولريو وطرحه نفس اللون ‪ ..‬اكنت رقيقه وبس يطه للغايه ‪ ..‬اقرتبت مهنا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫كنت لبس ىت فس تان فرح اي "ايمسني" ىف عروسه ما بتلبسش فس تان فرح؟‬ ‫‪ -‬مش ِ‬
‫ابتسمت لها "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مراتحه كده اي "رهيام"‬
‫عانقهتا "رهيام" عناقا طويال مل تتحدث فيه و أكن الالكم يعجز عن وصف شعورها ىف هذه اللحرة ‪,,‬‬
‫قالت "ايمسني" وادلموع تتجمع ىف عينيهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬اكن نفيس أأوى ماما تكون معااي الهناردة‬
‫أأرسعت وادلة "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان روحت فني اي بنىت ‪ ..‬مش أأان زى ماما برده‬
‫التفتت الهيا "ايمسني" وادلموع ىف عينيهنا هتدد ابلسقوط وابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي طنء ربنا عامل أأان حبب حرضتك أأد ايه‬
‫عانقهتا وادلة "سامح" وربتت عىل ظهرها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وربنا يعمل انك عندى من غالوة "سامح" بنىت ‪ ..‬ا ِ‬
‫نت و"رهيام" ربنا حيميكوا بنتني زى الفل‬
‫ومتتخريوش عن بعض‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي جامعة هنقلهبا نكد وال ايه ‪ ..‬ال بقولكوا ايه الهنارده فرح وحضك وزغارط وبس ‪ ..‬مش عايزة‬
‫أأشوف دمعه واحدة ىف عني حد فيكوا الهنارده ‪ ..‬فامهني‬
‫ابتسم ثالثهتم ‪ ..‬وبد أأوا ىف الغناء والرقص واطالق الناكت والضحك حماوليني اسعاد "ايمسني" ورمس‬
‫البسمة عىل شفتهيا‬

‫************************‬

‫سأألت "اننيس" "صفية" زوجة "عويس" الغفري والىت اكنت تقوم بتغيري رشاشف ا ألرسة ىف جحرات‬
‫بيت املزرعة قائهل بصوت منخفض ‪:‬‬
‫‪ -‬هو فني "معر" ؟‬
‫قالت "صفية" عىل الفور‪:‬‬
‫‪ -‬ىف أأوضته اي هامن تؤمرى حباجه ؟‬
‫قالت "اننيس" وىه تولهيا ظهرها وتنرصف ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مرييس‬
‫اتبعهتا "صفية" بعينهيا ولوت شفتهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مرييس‬
‫مث عادت الكامل معلها ‪..‬‬

‫***********************‬

‫دخلت "اننيس" جحرة "معر" ومسعت صوت ادلش ىف امحلام امللحق بغرفته فارتسمت ابتسامه‬
‫خبيثة عىل شفتهيا ‪ ..‬وبعد فرتة توقف صوت ادلش وخرج "معر" يلف نفسه مبزئره ‪ ..‬توقف جفأأه‬
‫عندما وقعت عيناه عىل "اننيس" اجلالسه عىل فراشه نرر اىل فس تاهنا القصري اذلى ال ياكد يغطى‬
‫شيئا ‪ ..‬تسمر ىف ماكنه ‪ ..‬فابتسمت "اننيس" قائهل ىف دالل ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت حسه اىن جعانه معلت شوية س ندويتشات انلكهم مع بعض عىل ما العشا جيهز‬
‫أأخذت ساندوتش من الصنية الىت وضعهتا عىل المكودينو ووضعت ساقا فوق ساق مث نررت اليه‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه مش هتيجي اتلك ؟‬
‫تقدم "معر" حىت أأصبح ىف مواهجهتا ال يدرى ملا وىف هذه اللحرة ابذلات تذكر تكل الفتاة الىت‬
‫صدهما بس يارته والىت اكنت ترقد عىل الرسير ىف املستشفى ال يرهر مهنا الا وهجها وكفهيا ومع ذكل‬
‫اكنت ختجل من نرراته وتتورد و جنتاها حبمره اخلجل وتبعد عيناها عن عينيه ‪ ..‬مل يشعر بنفسه الا‬
‫وهو يقارن بيهنا وبني تكل الفتاه اجلالسه أأمامه جبر أأة بال أأدىن شعور ابخلجل ‪ ..‬شعر بشئ من التقزز‬
‫وقال لها برصامة شديدة ‪:‬‬
‫نت البسه لبس زى ده ؟‬ ‫‪ -‬ىف واحده حمرتمة تعمل كده ؟ ‪ ..‬تدخىل اوضة شاب أأعزب وا ِ‬
‫قالت وعالمات ادلهشة مرسومه عىل حمياها ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه املشلكة احنا بنحب بعض و خالص هنتجوز‬
‫مث أأضافت بدلع ‪:‬‬
‫‪ -‬وال انت معدتش بتحبىن ؟‬
‫نرر الهيا نررات غاضبة و أأطبق أأصابع كفيه بشده و أكنه يريد أأن يلمك أأحدا وقال لها بصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬اننيس اطلعى بره أأان مش طايق أأشوف وشك‬
‫قالت ىف عدم تصديق ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ؟ بتقول ايه‬
‫صاح غاضبا ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل اطلعى بره اي "اننيس" ‪ ..‬حاال اي اما جبد هتندىم‬
‫هنضت "اننيس" وىه تشعر ابملهانه وقبل ان تغادر الغرفة قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬هجزوا نفسكوا عشان هرنجع مرص حاال‬
‫خرجت من الغرفة و أأغلقت الباب بقوة ‪ ..‬ذهبت اىل وادلهتا وقالت بعصبيه ‪:‬‬
‫‪ -‬يال ‪" ..‬معر" طردان من هنا ‪ ..‬الزم منيش‬
‫صاحت وادلهتا ىف فزع ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامهة يعين ايه طردان‬
‫رصخت "اننيس" ىف وهجها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل طردان يال قوىم‬
‫وما ىه الا حلرات حىت جاء "معر" حيث تتحدث املر أأاتن ووجه حديثه اىل "اندين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي طنء جاىل تليفون شغل همم والزم أأنزل مرص حاال ‪ ..‬لو حرضتك عايزة تستىن ا ِ‬
‫نت‬
‫ومعى و"اننيس" مفيش مشلكة بس أأان راجع مرص حاال‬
‫تصنعت اندين" الابتسامه مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي حبيىب واحنا ايه الىل يقعدان هنا ‪ ..‬احنا قضينا ‪ 5‬أأايم وحقيقي الزم نرجع مرص عشان أأشغالنا‬
‫‪ -‬طيب متام أأان منترركوا حتت ىف العربية عشان متشوا ورااي ابلعربية بتاعتكوا زى ما جينا عشان‬
‫متتوهوش ىف الطريق‬
‫‪ -‬مايش اي حبيىب‬
‫خرج "معر" فوهجت اىل "اننيس" نررات صارمة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هنتلكم ىف البيت‬
‫ركب "معر" س يارته وانتررمه ‪..‬اكن يشعر و أكن بداخهل براكن بغىل من الغضب ‪ ..‬اكن هذا الغضب‬
‫موجه أأكرث اىل نفسه كيف اكن أأمعى اىل هذه ادلرجة كيف مل يس تطع متيزي الغث من السمني ‪ ..‬كيف‬
‫مل يرى أأن خطيبته ال تتناسب أأبدا مع قميه و أأخالقه ‪ ..‬كيف اهمت ابلقشور ونيس اللب ‪ ..‬اكن يسأأل‬
‫نفسه هذه ا ألس ئةل وهو ال يدرى أأيغضب من "اننيس" أأم من نفسه ‪ ..‬رأي ثالثهتم ومه يزنلون‬
‫ادلرج ويركبون س يارهتم ‪ ..‬شغل حمرك س يارته ولكنه انتبه ايل صوت حمرك س يارهتم حيث أأصدر‬
‫صوات عاليا مث توقف متاما‬
‫فأأخرج ر أأسه من الش باك ونرر اىل اخللف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزة تدور ؟‬
‫أأخرج وادل "اننيس" ر أأسه هو الخر وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة النور اكن والع وشلك البطاريه فضيت‬
‫‪ -‬طيب سيبوها و أأان أأخىل حد من العامل جييب مياكنييك ويصلحها ويوصلها لنا مرص ‪ ..‬وتعالوا اركبوا‬
‫معااي‬
‫نزل ثالثهتم ىف مصت ‪ ..‬مهت "اننيس" أأن تركب ىف اخللف لكن "مادين" دفعهتا اىل الباب ا ألماىم‬
‫‪ ..‬جفلست متربمة جبوار "معر" ‪ ..‬وانطلق بس يارته قاصدا القاهرة وىف ر أأسه أألف سؤال وسؤال‬

‫**************************‬
‫تعالت الزغاريد ىف بيت "ايمسني" والتف امجليع حولها من أأصدقاء وجريان همنئني ومباركني لهذا‬
‫الزواج ‪ ..‬دخل "عبد امحليد" جحرة ابنته و العربات مت أل عينيه وقبلها ىف جبيهنا و أأمسك يدها وقبلها‬
‫فأأرسعت "ايمسني" بسحب يدها والعربات ختتنق ىف عينهيا ‪ ,‬نرر الهيا وادلها و أأمسك ر أأسها بني‬
‫كفيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ان ربنا أأحياىن وشوفت اليوم ده ‪ ..‬بنىت أأان عروسه‬
‫تركت "رهيام" لعرباهتا العنان اكنت سعيده لزواج أأخهتا لكن ىف حلقها غصه كيف س تحيا بعيدا عهنا‬
‫‪ ..‬كيف وىه ا ألم وا ألخت والصديقة ولك شئ ابلنس به لها ‪..‬وما ىه الا حلرات حىت تعالت‬
‫ا ألصوات لتنئب بوصول املأأذون فتعالت الزغاريد مرة أأخرى‬
‫اكن "مصطفى" يقف سعيدا وسء احلضور عندما وقع نرره عىل أخر خشص أأراد رؤيته ىف تكل‬
‫اللحرة ‪ ..‬نعم اهنا "هنةل" اكنت تقف أأمام الباب ترمقه بنررات غاضبة انريه ‪ ,‬أأرسع اخلطى اجتاهها‬
‫وجذهبا من ذراعها وخرج من الشقة وقال لها بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬بتعمىل ايه هنا ؟ ايه اليل جابك‬
‫قالت هل ونررات الاحتقار مت أل عينهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفش أأوى كده اي عريس أأان لو كنت عايزة أأبوظكل اجلوازه كنت جيت البيت ده من زمان‬
‫قال حبده وىه ينرر حوهل خوفا من أأن تنتبه "ايمسني" أأو وادلها ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال ايه الىل جابك ؟‬
‫قالت بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬جايه أأشوفك وانت عريس‬
‫وىف تكل اللحرة خرجت "ايمسني" من جحرهتا وجلست عىل الطاوةل الىت مضت املأأذون ووادلها‬
‫فأألقت علهيا "هنةل" نررة حاقدة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه دى بأأه ربة الصون والعفاف؟‬
‫قال "مصطفى" حمذرا اايها ‪:‬‬
‫نت عايزة ايه ابلربء ؟‬ ‫‪" -‬هنةل" ‪ ..‬ا ِ‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزة حاجه ‪ ..‬قولتكل جايه أأشوفك وانت عريس ‪..‬يال عروس تك مس تنياك‬
‫تركها "مصطفى" وهو يشك ىف أأمرها ‪ ..‬دخل وقلبه ياكد يقفز من ماكنه من اخلوف وقدميه تصطك‬
‫ببعضهام البعض جلس جبوار املأأذون‬
‫نررت الهيم "هنةل" حمدثه نفسها يصوت منخفض ( بكرة أأحرقك زى ما حرقتىن اي مصطفى )‬

‫‪ ..‬اكنت "ابمسني" يف تكل اللحرة تشعر بأأن ما جيرى حولها هو جمرد حمل ‪ ..‬حمل ستستيقظ منه‬
‫بعد حلرات ‪ ..‬أأمغضت عينهيا قليال مث فتحهتام ‪ ..‬لكن نفس املشهد ونفس الوجوه الضاحكة ‪ ..‬اكنت‬
‫تشعر و أكن روهحا تسحب مهنا ‪ ..‬شعرت و أكن ا ألصوات اختفت من حولها فمل يبقى الا صوت‬
‫دقات قلهبا اذلى ياكن خيرج من صدرها من قوة رضابته مل تسمع الا لكمة واحدة ‪:‬‬
‫(قبلت زواهجا)‬

‫*************************‬

‫دخلت بيهتا وىه تقدم رجال وتؤخر ا ألخرى ‪ ..‬اكنت تراه ألول مرة بعدما انهتت وادلة "مصطفى"‬
‫و أأخهتا و "سامح" من تنرميه وترتيبه‬
‫دخلت ووقفت وسء الصاةل و أكهنا عابرة سبيل ضلت طريقها وال هتتدى اىل وهجهتا ‪ ..‬أأفاقت من‬
‫رشودها عىل صوت ابب الشقة اذلى أأغلقه "مصطفى" علهيام ‪ ..‬التفتت لتنرر اليه وقلهبا ياكد يصم‬
‫أأذنهيا من علو صوت دقاته ‪ ..‬مث ‪ ..‬ابتسم "مصطفى" واقرتب مهنا خبطوات بطيئه ‪...‬‬

‫************************‬
‫اكن "معر" يسري بس يارته مرسعا وهو ال يشعر بأأولئك اجلالسون معه ىف الس يارة ‪ ..‬اكن عقهل يدور‬
‫ويدور بدون توقف ‪ ..‬اكنت "اننيس" تنرر اليه وال تصدق أأن لك شئ س ينهتىى ىف حلرة أأرادت‬
‫التحدث اليه ىف حماوةل ملعرفة ما يدور داخل ر أأسه لعلها تنقذ شيئا ‪ ..‬اندته قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪" ..‬معر "‬
‫مل ينتبه "معر" لصوهتا مفدت يدها لتلمس كفه املوضوع عىل مقود الس يارة ‪ ..‬انتفض "معر" و أكن‬
‫حية دلغته ونرر الهيا بعينني اكدات أأن خترتقاها ‪ ..‬وعندئذ هتفت "اندين" الىت اكنت جتلس ىف املقعد‬
‫اخللفى ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" حاااااااسب ‪ ....‬حاااااااااااااااااااااااسب‬
‫نرر "معر" أأمامه فأأمعته أأضوار الرتيال القادمة أأمامه وما ىه الا حلرات تعالت فهيا أأصوات الرصاخ‬
‫‪ ..‬مث سكن لك شئ ‪ ..‬توقف سائق الرتيال لينرر اىل تكل الس يارة الىت أأخذت تلف وتدور حىت‬
‫انقلبت عىل أأحد جانبهيا ‪ ..‬مث أأعقب ذكل مصت رهيب‪..‬‬
‫لو اكن ابماكننا الاس امتع اىل دقات ا ألربعه قلوب املوجوده داخل الس يارة ‪ ..‬لوجدان قلبا واحدا‬
‫أأخذت خفقاته ىف اخلفوت شيئا فشيئا حىت‪..............‬‬
‫بوم بوم بوم بوم بوم بوم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪.‬‬

‫البارت السادس عرشة‬

‫دخلت "ايمسني" بيهتا وىه تقدم رجال وتؤخر ا ألخرى ‪ ..‬اكنت تراه ألول مرة بعدما انهتت وادلة‬
‫"مصطفى" و أأخهتا و "سامح" من تنرميه وترتيبه‬
‫دخلت ووقفت وسء الصاهل و أكهنا عابرة سبيل ضلت طريقها وال هتتدى اىل وهجهتا ‪ ..‬أأفاقت من‬
‫رشودها عىل صوت ابب الشقة اذلى أأغلقه "مصطفى" علهيام ‪ ..‬التفتت لتنرر اليه وقلهبا ياكد يصم‬
‫أأذنهيا من علو صوت دقاته ‪ ..‬مث ‪ ..‬ابتسم "مصطفى" واقرتب مهنا خبطوات بطيئه ‪...‬‬
‫عندما مد يده و أأمسك ذراعها و أأراد مضها اليه أأوقفته ابشاره من يدها ‪ ..‬فقال متربما ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اتىن مش خالص ‪ ..‬ادييك بقييت مرايت أأهو ‪..‬‬
‫أأطرقت "ايمسني" بر أأسها وقالت خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هينفع‬
‫احتد "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ايه ده الىل مش هينفع ؟‬
‫"قالت "ايمسني" وىه مازالت مطرقه بر أأهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬احلادثة ىه السبب‬
‫‪ -‬حادثة ايه ؟‬
‫‪ -‬العربية الىل خبطتىن من اس بوعني ‪ ..‬ىه السبب‬
‫ازدادت حدة "مصطفى" قالئال‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل جاب القالعة مجب البحر‬
‫ازداد امحرار وجنتاها وجاهدت لتخرج صوهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين أأقصد أأقول معاد الفرح اتأأجل اس بوع عشان رجىل اكنت ىف اجلبس‬
‫‪ -‬وايه عالقة ده بينا دلوقىت‬
‫ازداد ارتباكها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين املعاد اجلديد ‪ ..‬مكنش مناسب ابلنس به ليا ‪ ..‬يعين ‪ ..‬يعين ‪ ..‬مش هينفع‬
‫قال "مصطفى" وقد اثرت اثئرته ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأما هو املعاد اجلديد مكنش مناسب جلنابك ما قولتيش كده ليه من ا ألول كنا غريان الزفت املعاد‬
‫قالت وقد تساقطت عرباهتا عىل وجنتهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬اتكسفت أأقول لبااب‬
‫‪ -‬وموضوع مش هينفع ده ‪ ..‬هيس متر أأد ايه ؟‬
‫‪ 2 -‬أأايم‬
‫‪ -‬هللا أأكرب يعين ا ألجازة ارضبت‬
‫تركها "مصطفى" وسء الصاهل ودخل يغري مالبسه وهو يربطم ‪..‬‬

‫**********************‬

‫‪ -‬ايرب ‪ ..‬ايرب ‪ ..‬امحيه ايرب ‪ ..‬ايرب امحيه ايرب‬


‫تفوهت "كرمية" بتكل العبارة ىه جالسه جبوار زوهجا أأمام غرفة العمليات ابملستشفى ‪ ..‬مث أأمكلت‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ابىن حيصهل كده ‪ ..‬ليه ايرب‬
‫قال زوهجا اجلالس جبوارها ‪:‬‬
‫نت مؤمنة اي كرمية حرام الىل بتقوليه ده‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫قالت ابكيه ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه بس غصب عىن قليب حمروق عىل ابىن أأوى‬
‫‪ -‬طيب اس تغفرى ربنا وادعيهل زى ما بدعيهل بدل الالكم اليل يغضب ربنا ده‬
‫‪ -‬اس تغفر هللا ‪ ..‬اس تغفر هللا ‪ ..‬ايرب ده ابىن الوحيد الىل مليش غريه ‪ ..‬ايرب امحيه ايرب‬
‫مث التفتت اىل زوهجا قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" و "اندين" كويسني ؟‬
‫تهند حبرسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة اان لسه كنت عندمه من شويه لكها خدوش بس يطه ‪ ..‬لكن الىل اتعبىن موت وادلها هللا‬
‫يرمحه‬
‫‪ -‬هللا يرمحه ويغفرهل ويتجاوز عن سيئاته ‪ ..‬طيب هام عاملني ايه دلوقىت ؟‬
‫سكت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬وال أأى حاجه‬
‫‪ -‬يعين ايه وال أأى حاجه‬
‫‪ -‬مش عارف هام كده من الصدمة وال ايه ابلربء ‪ ..‬بس مش ابين علهيم أأى تأأثر‬
‫‪ -‬غريبة ازاى يعين دى جوزها ‪ ..‬ودى أأبوها‬
‫‪ -‬مش عارفه ‪ ..‬أأكيد لسه مفاقوش من الصدمة‬
‫عاود "كرمية" قلقها عىل ابهنا اذلى يرقد داخل جحرة العمليات و أأخذت تس تغفر رهبا وتناجيه‬

‫**********************‬
‫قام "مصطفى" بتغيري مالبسه وتوجه اىل جحرة املعيشة يشاهد ويقلب ىف قنوات التلفاز ‪ ..‬دخلت‬
‫"ايمسني" جحرة النوم بعدما خرج مهنا "مصطفى" جلست عىل طرف الفراش وادلموع تتساقء من‬
‫عينهيا ‪ ..‬تشعر و أكهنا غريبه ىف ماكن غريب معزوهل عن العامل ‪ ...‬شعرت ابالشتياق لـ "رهيام"‬
‫وللحديث معها ‪ ..‬وشعرت ابحلنني اىل وادلها اذلى رمغ قسوته علهيا الا أأهنا حتبه بشده وتشعر‬
‫اب ألمان وىه ىف بيته ‪ ..‬مك متنت ترك هذا البيت والعودة اىل بيهتا مرة أأخرى ‪ ..‬تذكرت أأهما ومتنت أأن‬
‫تلقى بنفسها ىف حضهنا ولو ملرة أأخريه ‪ ..‬مسحت عرباهتا وقامت لتغري مالبسها ‪ ..‬ارتدت عباءة‬
‫طويةل ذات أأكامم طويهل واحتارت هل ترتك شعرها أأم ترتدى جحاهبا ‪ ..‬مفازالت تشعر بأأهنا ىف بيت‬
‫غريب ومع رجل غريب ‪ ..‬جاهدت نفسها لترتك جحاهبا وال ترتديه مذكره نفسها بأأن هذا الرجل‬
‫اجلالس ىف اخلارج حىت ولو شعرت بأأنه غريب اال أأنه الن زوهجا وجيب علهيا حسن التبعل هل‬
‫والطاعه ‪ ..‬ولو رأها ابحلجاب الزداد غضبا عىل غضب ‪ ..‬خرجت من غرفة النوم وتوهجت حيث‬
‫جيلس "مصطفى" وقفت عىل اس تحياء أأمام الباب ‪ ,,‬أألقى علهيا "مصطفى" نررة ساخره عىل ما‬
‫اكنت ترتديه مث أأعاد نرره اىل التلفاز مرة أأخرى ‪ ..‬وقفت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حتب تتعيش‬
‫قال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مش عايز زفت‬
‫تركته ودخلت غرفة النوم مرة أأخرى وىه تشعر بأأن هناك أأايم ابئسه تنتررها ىف بيت "مصطفى"‬

‫**********************‬
‫خرج الطبيب من غرفة العمليات فهنضت "كرمية" وزوهجا برسعه وتوهجا اليه ‪ ,,‬قالت "كرمية" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي دكتور هللا يبارلكك طمىن عىل ابىن‬
‫طمأأهنا الطبيب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اطمىن هو كويس امحلد هلل‬
‫قال وادله ‪:‬‬
‫‪ -‬يعيت مفيش فيه أأى مشلكة‬
‫‪ -‬امحلد هلل حاهل أأحسن من غريه لك املشلكه ان أأعصاب دراعه الشامل اترضرت بشلك جزيئ‬
‫ابالضافة للكسور الىل يف دراعه ‪ ..‬يعين هيحتاج فرتة من العالج الطبيعي واحلجامه عشان‬
‫ا ألعصاب تنشء اتىن ‪ ..‬بس اطمنوا ان شاء هللا خري‬
‫قالت "كرمية" ىف قلق ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين اي دكتور واثق انه هيكون كويس ابهلل عليك ما ختيب عليا‬
‫‪ -‬أأان هنا طبيب اي جحه وبصارح أأهاىل املرىض حبالهتم ابلتفصيل مينفعش أأخىب علهيم حاجه ‪ ..‬وزى‬
‫ما قولت حلرضتك هو بس بعد اجلبس ما يتفك هيحتاج فرتة من العالج الطبيعي عشان ايده ترجع‬
‫زى ما اكنت‬
‫‪ -‬اد ايه هياخد املوضوع ده‬
‫‪ -‬حسب حالته وحسب اس تجابته ‪ ..‬منقدرش حندد دلوقىت الا ملا يفك اجلبس ان شاء هللا‬
‫‪ -‬وايده هتفضل ىف اجلبس أأد ايه اي دكتور‬
‫‪ -‬مش أأقل من شهرين ‪ ..‬عن اذنكوا‬
‫غادر الطبيب ‪ ..‬فالفتت "كرمية" لزوهجا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تفتكر ادلكتور خميب حاجه‬
‫نت عايزه تقلقى نفسك وخالص قاكل انه الزم يكون رصحي معاان ورشحلنا حالته ابلربء‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫‪ -‬امحلد هلل اللهم كل امحلد‬
‫مث اس تطردت قائهل بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬بس أأان خايفه دراعه مريجعش اتىن زى ا ألول‬
‫‪ -‬احنا فني وبقينا فني اي "كرمية" قدر ولطف امحلد هلل اهنا جت عىل أأد كده‬
‫ىف هذه ا ألثناء خرج من غرفة العمليات تروىل محموال عليه "معر" فتوهجت اليه "كرمية" مرسعه‬
‫وربتت بكفها عىل ر أأسه قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" انت كويس ‪ ..‬رد عليا اي ابىن‬
‫قالت لها املمرضة ‪:‬‬
‫‪ -‬هو دلوقىت ىف البينج ‪ ..‬ان شاء هللا شويه ويفوق‬
‫‪ ..‬أأدخلوه الغرفة اخملصصه هل وجلست ؟كرمية" جبواره متسك مصحفها وتتلو أايت من كتاب هللا‬

‫**************************‬

‫نررت "اننيس" اىل الكدمات اىل تعلو وهجها ىف مرأة صغريه بيدها ىف غرفهتا ابملستشفى ‪ ..‬وقالت‬
‫بعصبيه ‪:‬‬
‫‪ -‬اتشوهت ‪ ..‬وىش اتشوه‬
‫نررت لها "اندين" النامئة عىل الفراش فقائهل ‪:‬‬
‫نت معندكيش دم ؟ ِ‬
‫ابوك مات اي "اننيس"‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫نررت لها "اننيس" قائهل ‪:‬‬
‫نت زعالنه عليه ؟‪ ..‬برصاحه أأان مش حسه بأأى حاجه ‪ ..‬عارفه ليه ‪ ..‬ألنه‬ ‫‪ -‬يعين عايزه تفهميين ان ا ِ‬
‫معره ما حسس ىن ان ليا أأب ‪ ..‬خياف عليا وايخدىن ىف حضنه ويقوىل كده حص وكده غلء ‪ ..‬معرى‬
‫ما حسيت بوجوده ىف حيايت ‪ ..‬اكن طول الوقت اما مسافر واما ىف الشغل ‪ ..‬ايه اليل خيليين أأزعل‬
‫اىن فقدت حاجه أأصال مكنتش موجوده ىف حيايت‬
‫‪ -‬حىت لو كده ‪ ..‬برده خىل عندك دم شويه أأهل خطيبك يقولوا ايه علينا‬
‫قالت "اننيس" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬خطييب ؟ ‪ ..‬هو بعد اليل أأان حكيهتوكل و الىل حصل ىف بيت املزرعة متوقعة ان "معر" هيفضل‬
‫خطييب‬
‫قالت لها "اندين" بعصبيه ‪:‬‬
‫نت بىن أأدمه غبيه ‪ ..‬لسه مفهمتيش "معر" وعشان كده عامهل حتطى نفسك ىف مواقف غبيه‬ ‫‪ -‬ما ا ِ‬
‫زيك‬
‫‪ -‬اوووووف ‪ ..‬خالص مفيش داعى للالكم ده ‪ ..‬خالص املوضوع انهتىى‬
‫نررت لها "اندين" بغل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش بقوكل غبيه ‪ ..‬موضوع ايه اليل انهتىى ‪ ..‬ا ألمور هرتجع بينك وبين "معر" زى ا ألول و أأحسن‬
‫قال "اننيس" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى ان شاء هللا‬
‫ابتسمت ابتسامه خبيثة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬هقوكل ازاى‬

‫***********************‬
‫دخل "مصطفى" اىل غرفة النوم فأأرسعت "ايمسني" اجلالسه عىل طرف الفراش ابلهنوض والتفتت‬
‫و أأولته ظهرها و أأخذت متسح عرباهتا الىت تساقطت عىل وجنتهيا ‪ ..‬دخل "مصطفى" الفراش وتدثر‬
‫ابلغطاء و أأمغض عينيه دون التفوه بلكمه‬
‫أأخذت "ايمسني" خمده صغريه وغطاء من ادلوالب وتوهجت اىل غرفة املعيشة ‪ ..‬انمت عىل الاريكة‬
‫وتدثرت بغطاهئا وقد أأخذت العربات تتساقء عىل وجنتهيا مرة أأخرى‬
‫استيقرت ىف اليوم التاىل عندما شعرت بيد هتزها بقوة وبصوت "مصطفى" وهو يقول ‪:‬‬
‫‪-‬ا ِ‬
‫نت اي مدام ‪ ..‬قوىم عايزين نفطر‬
‫هبت "ايمسني" جالسه عىل ا ألريكة ‪ ..‬و أأعادت خصالت شعرها الثائرة اىل اخللف و أأمغضت عينهيا‬
‫للحرات حتاول تذكر أأين ىه وماذا تفعل هنا‬
‫‪ -‬يال أأان جعان‬
‫عادت "ايمسني" اىل الواقع مرة أأخرى ‪ ..‬فهنضت من عىل ا ألريكة وقال‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري ‪ ..‬حارض هحرضه دلوقىت‬
‫مل يرد "مصطفى" فأأخذت غطاهئا وخمدهتا ودخلت غرفة النوم و أأعادت ترتيب الرسير مث توهجت اىل‬
‫امحلام و أأخذت دش ساخن لعلها تشعر ابالرتياح ‪ ..‬أأهنت حامهما ودخلت املطبخ حترض الفطور ألول‬
‫مرة ىف هذا البيت الغريب ‪ ..‬نررت اىل مقتنياهتا و أأدواهتا املطبخية وتذكرت لك قطعة فيه ‪ ..‬اكن‬
‫للك قطعة هبجه خاصة ‪ ..‬تذكرت كيف اكنت أأهما ومنذ اكنت "ايمسني" صغريه تشرتى لها و ألخهتا‬
‫أأش ياء جلهازهام ‪ ..‬اكنت تفرح لكام اشرتت لها أأهما شيئا جديدا وتسعد وىه تضيفه اىل ذكل الصندوق‬
‫الكبري اذلى احتوى هجازها والىت اكنت تضعه حتت رسيرها ‪ ..‬تذكرت مك حلمت ابس تخدام تكل‬
‫ا ألش ياء عندما تزتوج ويصبح لها بيت خاص هبا وزوج حمب ‪..‬وهنا اختفت االبتسامه من شفتهيا ‪..‬‬
‫نعم حصلت عىل البيت ‪ ..‬لكن أأين هو الزوج احملب ! ‪..‬مل ترد لليأأس أأن يس يطر علهيا وينغص علهيا‬
‫عيشها ‪ ..‬اكنت تكره الفشل والاستسالم هل ‪ ..‬عاهدت نفسها أأن تبذل قصارى ج هدها ىف اجناح‬
‫زواهجا وبث ا أللفة والود داخل جدران هذا البيت ‪ ..‬رشعت حترض طعام الفطور ىف مرح‬
‫والابتسامه تعلو شفتهيا‬

‫**********************‬
‫متلمل "معر" ىف فراشه ىف غرفته ابملستشفى وفتح عينيه و أأخذ يدور يعينه فامي حوهل وحياول تذكر ما‬
‫حدث هل ‪ ..‬نرر جبواره ليجد "كرم" وهو يغء ابلنوم عىل كريس جماور لفراشه ‪ ..‬انتبه "معر" ليده‬
‫اليرسى والىت اكنت موضوعه من الكف لبداية عرمة الكتف ىف اجلبريه ‪ ..‬اندى صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" ‪" ..‬كرم"‬
‫استيقظ "كرم" وهنض ليتفحص صديقه بعينيه قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" محدهللا عىل السالمه ‪ ..‬انت كويس‬
‫قال "معر" وهو حائرا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان فني وايه الىل حصل ؟‬
‫‪ -‬انت مش فاكرة حادثة امبارح‬
‫قال "معر" ابندهاش ‪:‬‬
‫‪ -‬حادثة ايه ؟‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬اه ‪ ..‬أأان أخر حاجة فاكرها ان اكن ىف عربية جايه خمالف ومش فاكر أأى حاجه بعد كده‬
‫تهند صديقه قائال‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة اكن ىف تريال جت خمالف ولالسف العربيتني خبطوا ىف بعض‬
‫قال "معر" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬و "اننيس" و أأبوها و مدام "اندين "‬
‫قال "كرم" ىف شئ من ا ألىس ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" و مدام"اندين" خبري ‪ ..‬حصلهم كدمات بس ألن العربيه اتقلب عىل اجلهه الىل كنت انت‬
‫ووادل "اننيس" أأعدين فهيا‬
‫‪ -‬طيب ووادل "اننيس" حصهل حاجه‬
‫‪ -‬البقاء هلل اي "معر" ‪ ..‬توىف‬
‫هتف "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل ‪ ..‬ال حول وال قوة الا ابهلل‬
‫وجفأأة انفتح الباب لتدخل "كرمية" الىت انفرجت أأسارهيا لرؤية "معر" مستيقرا و أأقبلت حنوه ىف رسعة‬
‫وعانقته قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" حبيبىت محدهللا عىل سالمتك اي ابىن ‪ ..‬محدهللا عىل سالمتك‬
‫و أأخذت تبىك بشده ‪ ..‬طوقها "معر" بديه المييىن وهدءها قائال ‪:‬‬
‫نت شايفه ‪ ..‬امحلد هلل‬ ‫‪ -‬اان امحلد هلل اي أأىم ‪..‬خبري زى ما ا ِ‬
‫وضعت ر أأسه بني كفهيا متىل عينهيا برؤيته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬امحلد هلل كنت مهوت لو اكن جراكل حاجه‬
‫جذب "معر" ر أأسها يقبهل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد الرش ِ‬
‫عليك اي حبيبىت ‪ ..‬أأان خبري أأهو وامحلد هلل‬
‫أأقبل وادله حيتضنه وبقبل ر أأسه مرددا ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل انك رجعتلنا ابلسالمه اي ابىن‬
‫قال "معر" لوادله بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬ازى "اننيس" ومدام "اندين" دلوقىت‬
‫‪ -‬كنا من شوية ىف ادلفنه و سبنا "كرم" معاك هنا عشان لو فوقت‬
‫شعر "معر" اب ألىس الشديد لفقدان "اننيس" وادلها فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل أأكيد الىل حصل صعب أأوى علهيم‬
‫هتفت "كرمية" قائهل بعصبيه ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" دى أخر مرة تسوق فهيا العربية بنفسك ‪ ..‬عندك سواق مبتخلهيوش يسوقها ليه‬
‫‪ -‬اي ماما احلادثة مكنتش غلطىت الرتيال ىه الىل جايه خمالف‬
‫‪ -‬ولو ‪..‬مفيش سواقه عربية اتىن‬
‫مل يرد "معر " جمادةل وادلته الىت يعمل جيدا ما تشعر به ىف هذه اللحرة فردد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اي أأىم‬
‫ىف تكل اللحرة مسعوا طرقات عىل الباب مث انفتح الباب ليدخل الطبيب ‪ ..‬كشف عىل "معر"‬
‫و أأخربه بنفس ما أأخرب به وادله ووادلته يوم أأمس ‪ ..‬شعر "معر" ابلقلق وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين اي دكتور ان شاء هللا ايدي هتبقى كويسة مش كده‬
‫‪ -‬ايوة ان شاء هللا بس املوضوع حمتاج شوية وقت وزى ما قولت لوادلك امبارح منقدرش حندد‬
‫الوقت ده الا ملا نفك اجلبس ونشوف مدى اس تجابتك للعالج الطبيعي ‪ ..‬بس متقلقش الرضر‬
‫مكنش كبري أأوى وان شاء هللا ىف وقت قصري ايدك ترجع تتحرك طبيعي اتىن‬
‫قال هل "معر" ابمتنان ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا اي دكتور‬
‫فتح الطبيب ابب احلجرة ليغادر فوجد "اننيس" الىت وقفت عىل ابب الغرفة حملهتا "كرمية" فنادهتا‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاىل اي بنىت‬
‫دخلت "اننيس" الغرفة بعينهيا املتورمتني وبعض الكدمات الىت ترهر عىل وهجها ‪ ..‬رأها "معر" ىف‬
‫هذه احلاهل فشعر اب أليس علهيا ‪..‬نرر وادل "معر" اىل زوجته و "كرم" نرره ذات معىن ‪ ..‬فغادر‬
‫ثالثهتم الغرفة ‪ ..‬اقرتبت "اننيس" من فراشه وانسابت العربات عىل وجنتهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ "-‬معر" انت عامل ايه دلوقىت‬
‫قال بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪..‬املهم ا ِ‬
‫نت عامهل ايه ‪ ..‬البقاء هلل اي "اننيس"‬
‫انفجرت "اننيس" ابكية وجلست جبواره و أألقت بنفسها عىل صدره وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ابيب مات اي "معر" ‪ ..‬مش عارفه هعمل ايه من غريه ‪ ..‬اكن لك حاجه يف حيايت ‪ ..‬مش قادره‬
‫أأحتمل ده ‪ ..‬أأان تعبانه أأوى اي "معر "‬
‫ربت "معر" عىل ظهرها قائال بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬قدر هللا وما شاء فعل ‪ ..‬ربنا يرمحه ويغفرهل‬
‫أأبعدها عن صدره لريى وهجها ومسح بكفه عرباهتا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬اهدى اي "اننيس" وبطىل عياط وادعيهل ‪..‬الىل هيفيده دلوقىت هو ادلعاء‬
‫نررت هل بعتاب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ابيب سابىن ‪ ..‬وانت كامن هتسبىن اي "معر" خالص معدش ليا حد ىف ادلنيا دى‬
‫نت ليه بتقوىل كده‬‫‪-‬ا ِ‬
‫انفجرت ىف الباكء مرة أأخرى وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ألن دى احلقيقة انت هتتخىل عىن وتس يبىن‬
‫أألقت نفسها عىل صدره مرة أأخرى وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأرجوك اي "معر" ما تسبنيش أأان حمتجاكل أأوى ‪ ..‬أأان مليش غريك دلوقىت ‪ ..‬لو س بتىن مهوت‬
‫نفيس‬
‫شعر "معر" مبزيد من ا ألىس قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" اس تغفرى ربنا ‪ ..‬ايه اليل بتقوليه ده ‪..‬‬
‫نررت اليه قائهل حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬بقول الىل هعمهل لو انت س بتىن اي "معر" ‪ ..‬لو س بتىن مهوت نفيس‬
‫قال "معر" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ممكن هتدى وتبطىل الالكم الىل بتقوليه ده ‪..‬‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين مني قاكل اىن هسيبك ‪ ..‬أأان مش هسيبك متخفيش‬
‫نررت اليه بلهفه وابتسمت وسء دموعها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي "معر" مش هتسبىن‬
‫نرر لها وابتسم ىف حنان قائال ‪:‬‬
‫نت الىل تس يبيىن‬‫‪ -‬أأيوة مش هسيبك ‪ ..‬بس اي خوىف ا ِ‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬مس تحيل اسيبك أأبدا ‪ ..‬أأان أأموت من غريك‬
‫نرر "معر" الهيا بشئ من الشك مث رشح لها وضعه ذراعه الصحى كام وصفه الطبيب ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب يعين ادلكتور قاكل انك هتخف‬
‫‪ -‬هللا أأعمل ‪ ..‬ده لسه ميقدرش حيدده دلوقىت ‪ ..‬ده عىل حسب اس تجابىت للعالج الطبيعي وعىل‬
‫حسب الرضر الىل حصل ىف دراعي‬
‫أأرسعت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حىت لو مرجعتش ايدك طبيعيه اتىن اان مش ممكن اسيبك ابدا‬
‫نرر لها "معر" نرره طويهل حياول الغوص داخلها ليتبني صدقها مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬واثقه ؟‬
‫قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة واثقه‬
‫ابتسم لها "معر" مث طوقها بذراعه مرة أأخرى‬

‫خرجت "اننيس" من جحرة "معر" لتجد "كرم" ىف الردهة يتحدث مع الطبيب ‪ ..‬انتررت أأن أأهنىى‬
‫حديث مث توهجت حنوه قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" خىل ابكل من "معر" أأان هروح أأسرتحي ىف البيت شويه‬
‫‪ -‬متقلقيش عليه اي "اننيس" لكنا هنا معاه‬
‫قالت هل ىف براءه مصطنعه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش عارفه هروح البيت ازاى ‪ ..‬ومش هقدر استىن الشفري حلد ما جييلىي ابلعربيه ‪ ..‬حسه اىن‬
‫تعبانه أأوى‬
‫أأرسع "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب مفيش مشلكة أأوصكل أأان‬
‫‪ -‬جبد ‪ ..‬مرييس اي "كرم"‬
‫‪ -‬ثواىن بس هدخل أأطمن عىل "معر" و أأقوهل اىن مايش‬
‫انتررته "اننيس" حىت جاء وانطلقا معا اىل بيهتا ‪ ..‬أأوصلها مث تركها وعاد اىل املستشفى مرة أأخرى‬

‫***************************‬

‫يتبع‬

‫‪ -‬مش كنىت تعمىل حسابك بدل ما تعككىن عىل الواد يوم فرحه‬
‫أألقت أأم "مصطفى" هبذه العباره عندما دخلت عىل "ايمسني" املطبخ وىه تعد العصري ‪ ..‬ارتبكت‬
‫"ايمسني" وشعرت ابخلجل الشديد ومل تتفوه ببنت شفه ‪ ..‬شعرت ابلضيق والغضب مفا بيهنا وبني‬
‫زوهجا ال حيق ألحد غريهام معرفته وسرب أأغواره بل والسؤال عنه أأيضا ‪.‬‬
‫قالت لها وادلته حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهكل علمويك ملا حد كبري يلكمك مرتديش عليه ؟‬
‫ارتبكت "ايمسني" ومتمتت‪:‬‬
‫‪ -‬أسفه اي طنء‬
‫‪ -‬طنء مني اي روح طنء ‪ ..‬أأان مش طنء‬
‫ازداد ارتباك "ايمسني" وشعرت بغصه ىف حلقها وىه تقول ‪: :‬‬
‫‪ -‬أسفه قصدى اي ماما‬
‫تركهتا أأم "مصطفى" لتغادر املطبخ وىه تنرر اليا شذرا‬
‫‪ ..‬بعدما انرصف املهنئني من أأههل دخلت غرفة املعيشة لتجد "مصطفى" جالسا عىل الالب توب‬
‫مهنماك ‪ ..‬فقالت هل بنربه خافته ‪:‬‬
‫‪ -‬انت قولت لطنء ايه‬
‫رفع ر أأسه و أكنه تفاجئ بوجودها مث نرر اىل الالب توب مرة أأخرى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طنء مني ؟‬
‫‪ -‬قصدى ماما مامتك‬
‫ترك الالب توب وهب "مصطفى" واقفا وقال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ااااااه بد أأان‪ ..‬أأمك قالت و أأمك عادت ‪ ..‬بىص اي بنت الناس شغل امحلوات الفاتنات ده ومشالك‬
‫احلرمي الىل مبتخلصش أأان مليش فيه ‪ ..‬أأان راجل مش فاىض ‪ ..‬أأىم دى حتطي جزمهتا فوق راسك‬
‫‪ ..‬ومسمعكيش تش تىك مهنا أأبدا ‪ ..‬أأهو رسيتك عىل ادلور من أأولها اي بنت الناس مش عايز بأأه أأمسع‬
‫لكمه اتنية ىف املوضوع ده‬
‫جتمعت ادلموع ىف عينهيا لكهنا متاسكت أأمامه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ما قولتش حاجه أأان بس اكن قصدى أأقول ‪...‬‬
‫‪ -‬ال تقوىل وال تعيدي ‪ ..‬أأان راجل البيت و أأان الىل أأقول ‪ ..‬خالص‬
‫عاود اجللوس مرة أأخرى عىل ا ألريكة والتفت للالب توب ‪ .‬وقفت قليال مث انرصفت ودخلت غرفة‬
‫النوم جتلس عىل الفراش وتفكر ‪..‬قالت لنفسها (ايه اي ايمسني ‪ ..‬ىه مش هتتربء بأأه ‪ ..‬هو من‬
‫هجه ومامته من هجه ‪ ..‬أأمعل ايه بس ايرىب ‪ ..‬أأان ال حبب املشالك وال بطيقها ‪ ..‬ايرب أأان مليش‬
‫غريك ‪ ..‬أأصلح ما بيين وبني زوىج و أأمه )‬

‫ىف اليوم التاىل أأعدت "ايمسني" طعام الغداء وحاولت التنويع ىف ا ألصناف وزينت ا ألطباق بطرق‬
‫مجيهل وجذابه ‪ ..‬اكنت"ايمسني" حتاول التأأقمل عىل حياهتا اجلديدة وحماوةل كسب زوهجا اذلى أأصبح‬
‫جنهتا وانرها ‪ ..‬وضعت الطعام عىل السفرة مع ملساهتا الرقيقه ىف الزتيني ‪ ..‬دخلت لتنادى "مصطفى"‬
‫القابع خلف شاشة حاسوبه ‪ ..‬قالت اببتسامه رقيقه ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" الغدا جاهز‬
‫هنض "مصطفى" والفت االثنان حول طاوةل الطعام ‪ ..‬نرر "مصطفى" اىل ا ألطباق املرصوصه أأمامه‬
‫وقال بشئ من السخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ده بأأه الىل أأخرك ىف عاميل الغدا‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت داميا بدخل عىل النت وبتعمل ازاى أأزين ا ألطباق ابلشلك ده وكنت بمتىن اىن أأطبق الىل‬
‫اتعلمته ىف بييت أأما أأجتوز ‪ ..‬جعبك ؟‬
‫بد أأ ىف الألك وقال والطعام ىف مفه ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحه مليش ىف اجلو ده ‪ ..‬يعين حاسس انه ملوش الزمه تعبىت نفسك عىل الفاىض ‪ ..‬كده كده‬
‫الألك هيتالك سواق ذوقتيه كده او ماذوقتهيوش‬
‫صدمت "ايمسني" بالكمه وشعرت ابالحباط ‪ ..‬لكهنا تذكرت عهدها مع نفسها بأأال تدع اليأأس يتغلب‬
‫علهيا ويمتكن مهنا ‪ ..‬تذكرت عزهما عىل اجناح زواهجا وكسب زوهجا لتنال رىض رهبا ‪ ..‬أأمسكت‬
‫ملعقهتا و أأخذت بتناول الطعام ‪..‬حانت منه التفاته الهيا فتالقت نرراهتام فشعرت ابخلجل و أأطرقت‬
‫بر أأسها تنرراىل طبقها ‪ ..‬فقال "مصطفى" ‪:‬‬
‫نت عىل طول أألكك أألك عصافري كده ‪ ..‬ال أأان مبحبش النرام ده ‪ ..‬أأان مبحبش الست الرفيعه‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫وشغل الرجمي والتنتفه ىف الألك ‪ ..‬أأان عايزك متىل شويه‬
‫قالت دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش بعمل رجمي وال حاجه ‪ ..‬أأان أألكى كده ‪ ..‬مش بعرف أألك كتري‬
‫‪ -‬ال تتعودى ‪ ...‬الست الزم تسمع الكم جوزها ‪ ..‬أأما أأقوكل عايزك تتخىن يبقى الزام تتخىن اي اما‬
‫هبص بره‬
‫وقعت لكامته اكلصاعقة عىل ر أأسها ‪ ..‬أأال يكفهيا ما تالقيه منه منذ أأول يوم ‪ ..‬مل تتخيل أأبدا أأهنا‬
‫ستسمع زوهجا بعد ثالثه أأايم من زواهجا هيددها ابلنرر اىل غريها ‪ ..‬قد شعرت بيش من املهانه لكهنا‬
‫متاسكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصال الىل انت بتقوهل ده يغضب ربنا قبل ما يغضبىن‬
‫بوك بالش فزلكه‬ ‫‪ -‬وحياة أأ ِ‬
‫‪ -‬قول ال اهل الا هللا‬
‫‪ -‬ليه بأأه ؟‬
‫‪ -‬عشان حلفت بغري ربنا‬
‫قال "مصطفى" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكى اجتوزت ش يخه و أأان معرفش‬
‫قالت هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ال ش يخه وال حاجه بس دى حاجه معروفة‬
‫قال "مصطفى" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين أأان جاهل و مبفهمش‬
‫ارتبكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ما قولتش كده‬
‫هب واقفا وصاح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وال تقدرى أأصال تفكرى تقوىل كده ‪ ..‬شلكها هتبقى جوازه مه من أأولها ‪..‬مش والك اطفحى‬
‫لوحدك‬
‫تركها وانرصف ‪..‬مل تشعر "ايمسني" الا والعربات تتساقء عىل وجنتهيا ىف مصت‬

‫ىف املساء أأعدت كوب من الشاي ‪ ..‬رصت ىف طبق صغري كيك وبسكويت أأعدته بيدها ‪ ..‬و أأقبلت‬
‫عىل غرفة املعيشة حتتسب ىف رسها أأجر ارضاء زوهجا وحسن التبعل هل ‪ ..‬وضعت عىل املنضده‬
‫جبوار الصينيه الصغريه ‪ ..‬فالتفت الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تسمل ايدك‬
‫رست "ايمسني" بداخلها واعتربهتا بداية مبرشة ‪..‬عاود النرر اىل الالب توب أأمامه ‪ ..‬حاولت‬
‫"ايمسني" فتح حوار معه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بتعمل ايه ؟‬
‫قال دون أأن ينرر الهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى ‪ ..‬بلكم واحد حصىب‬
‫‪ -‬مش هتدوق الكيك أأان الىل معاله‬
‫التفت و أأخذ قطعه قطم مهنا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬حلوة أأوى تسمل ايدك‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ابلهنا والشفا‬
‫ران الصمت علهيا ‪ ..‬نررت اليه وسأألته جفأأة ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" انت ليه اجتوزتىن ؟‬
‫التفت الهيا وقال ىف دهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه ليه اجتوزتك‬
‫‪ -‬يعين ليه اجتوزتىن ‪ ..‬اجلواز ابلنس به كل بميثل ايه ؟‬
‫أأخذ رشفه من كوب الشاى املوضوع جبواره مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬اجلواز يعين يبقى عندى بيت وزوجة ووالد‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس كده ؟‬
‫حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو يف ايه غري كده‬
‫تسلل احلزن اىل قلب "ايمسني" متنت لو مسعت منه الكما أخر يعطهيا دفعه أأمل وحامسه لبذل‬
‫نفسها من أأجل اجناح زواهجا ‪..‬الزواج ابلنس به لـ "ايمسني" ال ميثل جمرد بيت وزوج و أأوالد فقء ‪..‬‬
‫بل ميثل كيان يضيف للمجمتع وخيدمه ‪ ..‬أأرادت زوجا يأأخذ بيدها ويعيهنا عىل التقرب من رهبا ‪..‬‬
‫أأرادت زوجا يكن س ندا لها ودعامة ترتكز علهيا ‪ ..‬أأرادت زوجا يعرف واجباته قبل حقوقه ‪ ..‬أأرادت‬
‫زوجا يعمل بوصية النيب صىل هللا عليه وسمل "رفقا ابلقوارير" ‪ ..‬أأرادت زوجا حيهثا عىل أأال ترتك‬
‫وردها ‪ ..‬أأرادت زوجا تشاركه اهامتماته ويشاركها اهامتماهتا ‪ ..‬أأرادت زوجا يكن احلضن ادلائف لها ىف‬
‫لياىل الش تاء البارده ‪ ..‬أأرادت زوجا ترتك عرباهتا تنساب أأمامه لميسحها بكفه حبب وحنان ‪ ..‬أأرادت‬
‫زوجا تبثه مشاعرها وعواطفها الىت أأغلقت علهيا ومل ترتكها همانه ومتاحه ألى رجل غريه ‪ ..‬أأرادت‬
‫زوجا ليس جافا ىف اسلوبه او حديثه وامنا إلفاظ احلب واملودة تعرف طريق لسانه ‪ ..‬أأرادت زوجا‬
‫تشاركه بناء مس تقبل أأبناهئام واعداد رجال يضيفون للمجمتع ‪ ..‬أأرادت زوجا تشعر معه ابلسكينه‬
‫واملوده والرمحه وان تكون قرة عينه ويكون قرة عيهنا ‪ ..‬أأفاقت من رشودها عىل صوت هاتفها احملمول‬
‫فهنضت لرتد عليه انسابت عرباهتا ىف مصت وىه تتحدث اىل أأخهتا الىت اش تاقت الهيا بشده‬

‫****************************‬
‫اكنت "اننيس" جالسه برفقه "معر" ابملستشفى فمل ترتكه طيةل ا ألايم املاضية ‪ ..‬هتمت به وتعمل عىل‬
‫اراحته ‪ ..‬اكن "معر" مرسورا هبذا التغيري اذلى طر أأ علهيا ‪ ..‬لكنه اكن حمتارا هل موت وادلها هو‬
‫السبب ىف هذا التغيري ؟ هل هتمت ألمره فعال ؟ هل تغريت وختلت عن اس هتتارها وعدم حتملها‬
‫للمسؤليه ‪ ..‬هو يرى ترصفاهتا والكهما و أكنه يتحدث اىل "اننيس" أأخرى واكن سعيدا هبذا التغيري الا‬
‫أأنه اكن يشعر ابلريبة وعدم الطمأأنينة ‪ ..‬ىف اليوم اخلامس بد أأ "معر" يشعر ابلضجر من بقاءه حبيسا‬
‫داخل هذه اجلدران ا ألربعه فمل يعتاد املكوث هكذا بال حراك وبال شئ يفعهل ‪ ..‬حتدث مع الطبيب‬
‫اذلى مسح هل ابالنرصاف مع اعطاءه تعلاميت مشدده ابلراحة والالزتام ابدلواء ىف موعده ‪ ..‬وصل اىل‬
‫الفيال بصحبة وادله ووادلته و "كرم" واننيس" و " أأمين" اذلى حرض لالطمئنان عىل حصة صديقه ‪..‬‬
‫تركهم "معر" يتحدثون معا وطلب من "اننيس" ال حلاق به ىف مكتبه ابلفيال ‪ ..‬دخلت"اننيس"‬
‫وىه تشعر ابلقلق ‪ ..‬أأغلق الباب ووقف أأماهما ينرر الهيا ىف مصت ‪ ..‬قالت "اننيس"‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي "معر" ىف حاجة حصلت‬
‫‪ -‬ايوة‬
‫‪ -‬ىف ايه طمين‬
‫مصت قليال وهو يراقب تعبريات وهجها مث قال بصوت هادئ ‪:‬‬
‫‪ -‬ادلكتور قاىل ان مس تحيل دراعى يرجع طبيعي اتىن واىن هعاىن من شلل دامئ‬
‫اتسعت عينا "اننيس" وحاولت الامتسك قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس انت قولتىل ان ادلكتور قال غري كده‬
‫‪ -‬ايوة قاىل انه اضطر يقول كده الين كنت لسه خارج من العمليات وحمبش يصدمىن وخاف ده يأأثر‬
‫عليا فستىن حلد ما أأفوق من صدمة احلادثه‬
‫ابتلعت ريقها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين هتعمل ايه ؟‬
‫‪ -‬مش هعمل حاجه ‪ ..‬ده قضاء ربنا و أأان راىض بيه واساسا مفيش ىف ايدى حاجه امعلها‬
‫مث أأطرق بر أأسه وتهند قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس مش دى احلاجة الوحيدة الىل تعباىن‬
‫‪ -‬أأمال ىف ايه اكرت من كده ؟‬
‫نت عارفه املشالك اليل اكنت فهيا ل ألسف اي "اننيس" الرشكة الىل كنا متعاقدين معاها‬ ‫‪ -‬املزرعة ‪ ..‬ا ِ‬
‫عرفت مبشلكة احملصول وطالبوان بفلوسهم وابلرشط اجلزايئ وخرست خسارة كبرية أأوى‬
‫قالت بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬خرست أأد ايه يعين ؟‬
‫‪ -‬نس بة كبرية من ا ألسهم بتاعىت ىف الرشكة اضطريت أأبيعها لـ "كرم" عشان أأالىق س يوهل أأدفعها‬
‫للناس‬
‫‪ -‬طيب و"كرم" مش املفروض انه معاك ىف اخلسارة دى‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬املزرعة بتاعىت مش بتاعة الرشكة يعين ادارهتا و أأرابهحا خاصني بيا أأان ‪" ..‬كرم" ملوش عالقه‬
‫بهيا وعشان كدة اخلسارة عليا لوحدى‬
‫شعرت "اننيس" ابلضيق الشديد لكهنا انتهبت لنررات "معر" الىت تتفرس فهيا فرمست ابتسامه‬
‫بصعوبة عىل شفتهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وال هيمك اي حبيىب بكرة لك حاجه تتعوض ‪ ..‬و أأمه حاجه اننا مع بعض‬
‫نرر لها بشك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين مش هتس بيين رمغ لك الىل قولهتوكل ‪ ..‬خسارىت و اصابة ايدي‬
‫‪ -‬أل طبعا اي "معر" مش هسيبك‬
‫اتسعت ابتسامة "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طمنتيىت كنت خايف أأوى‬
‫‪ -‬انت قولت لوادلك ووادلتك عىل الىل حصل‬
‫‪ -‬أل لسه ما قولتلهمش ‪ ..‬الىل يعرف بس " أأمين" و "كرم"‬
‫‪ -‬طيب اي حبيىب يال خنرج عشان زماهنم منتررينا بره‬
‫خرجا االثنان وىف داخل "اننيس" غضب هادر ‪ ..‬التف امجليع حول طاوةل الطعام ‪ ..‬اكنت "اننيس"‬
‫شارده وامجة لكهنا حاولت التراهر ابالندماج معهم ىف احلديث ‪ ..‬بعد العشاء وجدت " أأمين" يقف‬
‫خارج الفيال يتحدث ىف هاتفه وبعدما اهنىى حديثه التفت ليعود اىل ادلاخل لكنه وجد "اننيس" خلفه‬
‫تبتسم اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ازى خطيبتك أأخبارها ايه‬
‫‪ -‬كويسة امحلد هلل‬
‫‪ -‬مش انوى تعرفنا بهيا وال ايه‬
‫‪ -‬اكيد طبعا ىف اقرب وقت ان شاء هللا‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬زمانك أأكيد مضايق دلوقىت من الىل حصل‬
‫فسأألها " أأمين" مس تفهام ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل حصل ؟‬
‫نررت اليه "اننيس" تراقب ردود أأفعاهل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬املزرعة ‪ ..‬بتاعة "معر"‬
‫اكن دلهيا شك بأأن "معر" يكذب علهيا و أأرادت التأأكد ‪...‬سادت حلرة مصت ‪ ..‬تهند أأمين " حبرسه‬
‫مث أأطرق بر أأسه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قدر هللا وما شاء فعل ‪" ..‬معر" ميس هتلش اخلسارة ‪ ...‬بس أأكيد ربنا بيحبه وهيعوضه ابلىل‬
‫أأحسن مهنا‬
‫قالت ابندهاش ‪:‬‬
‫‪ -‬بيحبه ليه عشان خرس خساره كبريه‬
‫نرر الهيا " أأمين" ىف مصت ‪ ..‬مث قطعه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة تعرىف ربنا بيحبه ليه‬
‫مث تركها مندهشه تفكر فهيا قال ودلف داخل الفيال‬

‫***********************‬
‫أأعدت "ايمسني" حقيبة "مصطفى" بعناية فائقه ‪ ..‬أأرادت أأن يشعر ابالختالف بعدما دخلت حياته‬
‫‪ ..‬أأغلقت احلقيبة ووضعهتا جبوار الباب ‪ ..‬أأنهتىى من ارتداء مالبسه وصفف شعره ‪ ..‬ابتسمت هل‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تروح وترجع ابلسالمة‬
‫‪ -‬ان شاء هللا ‪ ..‬اان هغري معاد اجازىت اجلاى يعين بدل ما هغيب ‪ 5‬اسابيع هغيب شهر ‪ ..‬متام كده‬
‫املعاد مناسب اي مدام؟‬
‫شعرت "ايمسني" ابخلجل و أأطرقت ر أأسها ‪ ..‬توجه اىل الباب ومحل حقيبته وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬متفتحيش حلد متعرفهيوش ‪ ..‬وخىل ابكل من الغاز اقفليه كويس قبل ما تناىم‬
‫‪ -‬حارض ‪ ..‬بس كنت عايزة أأطلب منك طلب اي "مصطفى"‬
‫‪ -‬خري‬
‫‪ -‬مبا انك يعين هتغيب شهر و أأان هنا اعده لوحدى فلو مسحت ممكن أأروح أأقعد عند اباب‬
‫التفت الهيا قائهل حبده ‪:‬‬
‫بوك ملكيش بيت ؟‬ ‫‪ -‬ليه تعدى عند أأ ِ‬
‫‪ -‬أل ليا ‪ ..‬بس انت هتغيب شهر‬
‫‪ -‬ولو ‪ ..‬حىت لو هغيب س نه تفضىل اعده يف البيت ‪..‬‬
‫‪ -‬بس اان هس تفاد ايه ملا اقعد ىف البيت لوحدى ‪..‬‬
‫‪ -‬تس تفادى اىن عايز كده اان مسمحش مراىت تتنطء ىف لك بيت شوية ‪ ..‬اركزى ىف بيتك ‪ ..‬اي اما‬
‫تروىح تقعدى عند اىم‬
‫قالت "ايمسني" وىه تشعر ابلضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مش هراتح عند طنء ‪ ..‬قصدى ماما مش هبقى واخده راحىت هناك عشان ابابك‬
‫ابوك عايزين ييجووا يزوروىك اهال وسهال لكن ا ِ‬
‫نت‬ ‫‪ -‬خالص يبقى تقعدى ىف بيتك واختك و ِ‬
‫تروىح هناك واان مسافر أل‬
‫نرر الهيا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مسعىت‬
‫شعرت ابلغضب لكهنا كبحت جامح نفسها وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مسعت‬
‫‪ -‬يال سالم‬
‫‪ -‬مع السالمة‬
‫أأغلقت الباب و أأمغضت عينهيا وتهندت حبرسة ‪...‬‬
‫مر الشهر علهيا ببءء شديد اكنت "رهيام" تأأتهيا يوميا بعدما تهنىى لكيهتا جتلس معها ساعة أأو اثنتني‬
‫مث تنرصف لترتكها وحيده حزينة حبيسه تكل اجلدران الىت مازالت تراها غريبه عهنا وال تس تطيع أأن‬
‫تأألفها وتعتادها ‪ ..‬ال يسلهيا الا زايرات "سامح" و "رهيام" والتحدث معهام عىل الهاتف ‪ ..‬ىف يوم‬
‫وصول "مصطفى" من السفر اتصل ليخربها بأأنه س يصل ىف املساء ‪ ..‬فرحت كثريا لعودته فعىل‬
‫ا ألقل س تجد من يونس وحدهتا ‪ ..‬أأرادت أأن تبد أأ حياهتا كزوجة و أأن تس متر ىف حماوةل كسب قلب‬
‫زوهجا اكنت تشعر ابلكثري من امحلاس والتفاؤل فهىى تعمل جيدا أأن الزوجة اذلكية تس تطيع حتويل بيهتا‬
‫اىل جنه وتس تطيع أأن حتصل عىل لك ما تريد اذا اس تخدمت ذاكهئا ووهجته بطريقة حصيحه ‪ ..‬اكنت‬
‫وادلهتا تنصحها دامئا بكيفية العناية بنفسها وبيهتا و كيف تكون زوجة انحجة مطيعة لزوهجا وفائزة برضا‬
‫رهبا ‪ ..‬ىف هذا اليوم استيقرت مبكرا و أأعدت ما يحبه "مصطفى" من طعام ورتبت البيت‬
‫ونرمته ‪ ..‬فتحت دوالهبا لتختار فسان أأمحر من الس تان الرقيق وضعته عىل الفراش وىه تنرر اليه‬
‫ىف رسور ‪ ..‬اكنت قد اهنت الكثري من ا ألعامل عندما رن جرس هاتفها ىف منتصف الهنار وجدت‬
‫ررما غريبا فردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫أأاتها صوت أأنثوى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬مني حرضتك‬
‫‪ -‬اان واحدة متعرفهياش‬
‫شعرت "ايمسني" ابدلهشة و قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب امسك ايه ايلىل معرفكيش‬
‫ااتها الصوت ا ألنثوى بعد حلرة مصت ‪:‬‬
‫‪ -‬امسي "هنةل"‬
‫***************************‬

‫اكن "كرم" يشاهد احدى املبارايت ىف مزنهل عندما رد جرس هاتفه فرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫‪ -‬أألو ‪ ..‬أأيوة اي "كرم" ازيك‬
‫‪ -‬مني معااي ؟‬
‫‪ -‬ايه مش عارف صوىت‬
‫‪ -‬ال مش واخد ابىل‬
‫‪ -‬أأان "اننيس"‬
‫اعتدل "كرم" ىف جلس ته قاال ‪:‬‬
‫‪ -‬أه "اننيس" ازيك‬
‫‪ -‬متام ازيك انت‬
‫‪ -‬خبري امحلد هلل ‪ ..‬خري "معر" كويس‬
‫‪ -‬معرفش ‪ ..‬أأان مش بلكمك خبصوص "معر"‬
‫‪ -‬أأمال خري ىف ايه‬
‫‪ -‬برصاحة اي "كرم" أأان عايزة أأتمكل معاك شوية بس ‪ ...‬مينفعش ىف التليفون ‪ ..‬الزم أأشوفك‬
‫مصت "كرم" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ىف البيت دلوقىت ومش هعرف أأنزل ‪ ..‬حتيب تيجي نتلكم براحتنا‬
‫‪ -‬اوك ‪ ..‬اديين العنوان‬
‫أأعطاها "كرم" العنوان مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأدامك أأد ايه ؟‬
‫‪ -‬مش هتأأخر ساعة ابلكتري‬
‫‪ -‬خالص مس ِ‬
‫تنيك‬
‫‪ -‬سالم‬
‫‪ -‬سالم‬
‫بعد مرور ساعة ونصف طرقت "اننيس" الباب ‪ ..‬ففتح "كرم" ابتسمت هل وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬اوعى تكون اضايقت من زايرىت‬
‫ابدلها "كرم" الابتسامه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال طبعا ده انت نورتيين ‪ ..‬اتفضىل‬
‫دخلت "اننيس" وىه تنرر ملا حولها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بيتك جينن اي "كرم"‬
‫‪ -‬من ذوقك اي "اننيس" ‪ ..‬ترشيب ايه‬
‫نررت اىل عينيه وابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اختارىل انت‬
‫أأحرض "كرم" كواب من العصري وعاد ليجدها واقفة ىف منتصف الردهة تنرر اىل احدى اللوحات قدم‬
‫لها العصري قائال‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫‪ -‬أأخذت الكوب ووضعته عىل منضده صغري مث قالت ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" أأان ىف حاجه عايزة أأقولهاكل ومش عارفه أأبد أأ منني‬
‫‪ -‬خري اي "اننيس" قلقتيين‬
‫‪ -‬ال مش حاجه مقلقة‬
‫‪ -‬أأمال ايه‬
‫اقرتبت منه وارتسمت مالمح احلزن عىل وهجها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خايفة تفهمىن غلء‬
‫‪ -‬ال قوىل و أأان مش هفهمك غلء‬
‫‪" -‬كرم" أأان حسه اىن مشاعرى اتغريت انحيه "معر" ‪ ..‬حسه اىن أأصال معرى ما حبيته ‪ ..‬ومعرى‬
‫ما عرفت أأحبه ‪ ..‬ألنه مش االنسان الىل امتنيته طول معرى ‪ ..‬أأان امتنيت واحد اتىن خالص ‪ ..‬من‬
‫يوم ما شوفته و أأان عرفت ان هو ده الانسان الىل بمتىن ارتبء بيه‬
‫مصتت قليال مث اقرتبت منه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حببك انت اي "كرم"‬
‫ظهرت عالمات ادلهشة عىل وجه "كرم" مث قال ‪:‬‬
‫نت مدركة لىل بتقوليه‬‫‪" -‬اننيس" ا ِ‬

‫‪ -‬ايوة اي "كرم" أأان مقدرتش أأخيب مشاعرى أأكرت من كده ‪ ..‬أأان مبحبش "معر" ‪ ..‬وحببك انت ‪..‬‬
‫وحسه ان انت كامن معجب بيا نرراتك بتقول كده‬
‫مصتت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬منكرش الىل قولتيه بس "معر" هنعمل معاه ايه‬
‫قالت برسعه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش الزم يعرف بعالقتنا دلوقىت ‪ ..‬أأان هخرتع اى جحه وافسخ خطوبىت ‪ ..‬وبكره "معر" ينساين ‪..‬‬
‫وساعهتا نرتبء احنا االتنني‬
‫نررت هل قاهل بنعومه ‪:‬‬
‫‪ -‬قولت ايه اي "كرم"‪ ..‬عايزىن وال أل ‪ ....‬؟‬

‫البارت السابع عرشة‬


‫اكنت قد اهنت الكثري من ا ألعامل عندما رن جرس هاتفها ىف منتصف الهنار وجدت ررما غريبا‬
‫فردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫أأاتها صوت أأنثوى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬مني حرضتك‬
‫‪ -‬اان واحدة متعرفهياش‬
‫شعرت "ايمسني" ابدلهشة و قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب امسك ايه ايلىل معرفكيش‬
‫ااتها الصوت ا ألنثوى بعد حلرة مصت ‪:‬‬
‫‪ -‬امسي "هنةل"‬
‫مث ساد الصمت مرة أأخرى ‪ ..‬فقطعته "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك تعرفيىن ؟ وجبىت ررمى منني ؟‬
‫‪ -‬أل معرفكيش معرفة خشصية ‪ ..‬أأما جبت ررمك منني فأأان جبته من موابيل جوزك‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" ؟‬
‫‪ -‬ايوة "مصطفى"‬
‫قالت "ايمسني" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬لو حرضتك ما قولتيش عايزة ايه أأان هقفل‬
‫‪ -‬الىل عايزاه هو انك تعرىف جوزك عىل حقيقته ‪ ..‬لو قولتكل ان جوزك خانك وبيخونك تصدقيين‬
‫؟‬
‫قالت "ايمسني" بربود وقد شعرت ابخلوف يدب ىف أأوصالها ‪:‬‬
‫‪ -‬ال طبعا مش هصدقك ‪ ..‬مع السالم ومتتصليش بيا اتىن‬
‫اهنت "ايمسني" املاكملة وىه تفكر من هذه الفتاه ‪ .‬وما مصلحهتا ىف االيقاع بيهنا وبني زوهجا ‪ ..‬وما‬
‫ىه اال حلرات حىت رن الهاتف مرة أأخرى لكن هذه املرة صوت نغمة الرسائل ‪ ..‬وجدت رساةل من‬
‫نفس الرمق فتحهتا وىه تشعر ابلتوتر وقر أأهتا ‪:‬‬
‫( كنت متوقعة انك مش هتصدقيين ده امييل وابسوورد بتاع أأاكونت جوزك عىل الفيس بوك ادخىل‬
‫واقر أأى رسايل بينه وبني ‪) nona star‬‬
‫ازدادت خفقات قلهبا وحاولت جتاهل الرساةل وطرد هذه احملادثة من ر أأسها ‪ ..‬أأمكلت معلها بنصف‬
‫عقل ‪..‬ماذا لو اكنت الفتاة صادقة ؟ ‪ ..‬ملاذا ال تلقى نررة لتتأأكد مما قالت ؟ ابلتأأكيد هذه دعابة خسيفة‬
‫أأو خشص حقود أأراد الوقيعه بيهنا وبني زوهجا ‪ ...‬ال ميكن أأن يكون "مصطفى" هبذه الصورة البشعة‬
‫؟ ال ميكن أأن تكون هذه ىه أأخالق زوهجا ‪ ..‬لن تسمح للشك بأأن يدخل قلهبا ‪ ..‬حاولت اقناع‬
‫نفسها بلك ذكل لكن الفضول اكن قد متكل مهنا فرتكت املطبخ مرسعة وتوهجت اىل احلاسوب القابع‬
‫ىف أأحد أأراكن غرفة املعيشة ‪ ..‬فتحت املتصفح و أأدخلت الامييل والباسوورد و أأمغضت عينهيا وىه‬
‫تقول لنفسها (دى أأكيد واحدة كدابة ‪ ..‬أأكيد كدابة) ‪..‬فتحت عينهيا لتصطدم بصورة زوهجا مصغرة ‪..‬‬
‫ضغطت عىل امسه لتجدها فعال صورته ‪ ..‬ارجتف قلهيا بشدة تطلعت اىل بياانته ‪ ..‬نعم ىه بياانت‬
‫زوهجا ‪ ..‬أأرسعت ابدلخول اىل الرسائل والبحث عن االمس املوجود ىف الرساةل بأأصابع مرجتفة ‪..‬‬
‫حجرت عيناها من هول ما ر أأت ‪ ..‬وضعت كفها عىل مفها و أكهنا تكمت رصخة اكدت أأن خترج من‬
‫أأعامق قلهبا املطعون ‪ ..‬جالت بعينهيا ىف احلوار اذلى أأقل ما يوصف به هو البذاءه ‪ ..‬اكنت تنرر اىل‬
‫احلوار مث تلقى بنررها اىل التارخي ‪ ..‬أأدركت أأن هذه الفتاة ليست جمرد ماىض ىف حياة زوهجا بل‬
‫موجودة ىف حارضه أأيضا فتارخي أخر حمادثة بيهنام قبل يومني فقء ‪ ..‬يتواعدان ابللقاء ىف ماكهنام املعتاد‬
‫!! ‪ ..‬مل تشعر اال ابدلموع وىه تنساب ساخنة عىل وجنتهيا ىف مصت ‪ ..‬شعرت ابلغثيان فأأغلقت‬
‫الشاشة برسعة فمل تعتاد مثل هذه البذاءات ‪ ..‬دخلت امحلام مرسعة لرتحي معدهتا الىت تقلبت علهيا‬
‫بشدة ‪ ..‬نررت اىل وهجها ىف مرأة امحلام فرتة طويةل مصدومة مطعونة جمروحة ‪ ..‬غسلت وهجها‬
‫و أأرسعت اىل غرفة النوم ارتدت مالبسها و أأخذت حقيبهتا وهاتفها و أأرسعت مبغادرة البيت ‪.‬‬

‫**************************‬
‫((فالش ابك قبل ساعتني من الن))‬

‫نت مدركة لىل بتقوليه‬ ‫‪" -‬اننيس" ا ِ‬


‫‪ -‬ايوة اي "كرم" أأان مقدرتش أأخيب مشاعرى أأكرت من كده ‪ ..‬أأان مبحبش "معر" ‪ ..‬وحببك انت ‪..‬‬
‫وحسه ان انت كامن معجب بيا نرراتك بتقول كده‬
‫مصتت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬منكرش الىل قولتيه بس "معر" هنعمل معاه ايه‬
‫قالت برسعه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش الزم يعرف بعالقتنا دلوقىت ‪ ..‬أأان هخرتع اى جحه وافسخ خطوبىت ‪ ..‬وبكره "معر" ينساين ‪..‬‬
‫وساعهتا نرتبء احنا االتنني‬
‫نررت هل قاهل بنعومه ‪:‬‬
‫‪ -‬قولت ايه اي "كرم"‪ ..‬عايزىن وال أل ‪ ....‬؟‬

‫مصت "كرم" ومصتت "اننيس" منترره جوابه ‪ ...‬عندها حجرت عيناها بشدة وىه تنرر اىل نقطة‬
‫ما خلف "كرم" التفت "كرم" ليلقى نرره عىل صديقه مث ينرر اىل "اننيس" مرة أأخرى قائال برصامة‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬متخلقتش البنت الىل ختليين أأخون أأخواي وصاحيب عشاهنا ‪ ..‬ده ردى اي "اننيس"‬

‫قال ذكل مث محل معطفه وفتح ابب البيت وخرج ‪...‬ران الصمت طويال ‪ ..‬اكنت "اننيس" ىف موقف‬
‫ال حتسد عليه حاولت تشغيل عقلها لتبحث عن خمرج لهذا املأأذق ‪ ..‬تقدم "معر" مهنا ووقف أأماهما‬
‫وترك مسافة بيهنام ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة أأان ايدي ان شاء هللا هرتجع طبيعيه اتىن ‪ ..‬مش هتتشل زى ما قولتكل‬
‫نررت اليه بدهشة فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬واملزرعة امحلد هلل بفضل هللا مث " أأمين" قدران ننقذ جزء كبري جدا من احملصول والطلبيه هتتسمل ىف‬
‫معادها وابجلودة الىل اتفقنا علهيا كامن‬
‫ازدادت دهش هتا فعقد لساهنا ومل تس تطيع التفوه ببنت شفه ‪ ..‬فأأمكل "معر" برشاسه هو يرمقها‬
‫بنررات انرية ‪:‬‬
‫نت فشلىت وجبداره انك تكوىن‬ ‫ليك ‪ ..‬ومش بس فشلىت ىف الاختبار ‪ ..‬ا ِ‬ ‫‪ -‬ده لكه اكن اختبار ِ‬
‫انسانه حمرتمة ‪ ..‬أأقىص حاجه توقعهتا هو انك تس بيين و تفسخى اخلطوبة أأو متاطىل ىف اجلواز أأو‬
‫نت غاصبه عىل نفسك ومضطره ‪ ..‬لكن مكنتش متخيل أأبدا انك ابلقذاره دى ‪ ..‬بس دى‬ ‫تقبىل وا ِ‬
‫نت كبريك‬ ‫مش غلطتك دى غلطىت أأان ألىن كنت أأمعى البرص والبصرية ملا اخرتت واحدة زيك ‪ ..‬ا ِ‬
‫معاك أأو تتحبيكل يومني لكن جواز أل ملكيش فيه ‪ ..‬لو أأطول‬ ‫أأوى اي "اننيس" تتصاحيب أأو يتخرج ِ‬
‫أأرجع الفرتة الىل فاتت و أأش يل صورتك وامسك من حياىت كنت معلت كدة ‪ ..‬بس ل ألسف مش‬
‫هقدر ومضطر اىن أأحتمل انك تكوىن ذكرايت سيئة ىف حياىت ‪ ..‬اان عرفت بديون وادلك وعرفت‬
‫نت وعيلتك احملرتمة من الىل انتو فيه ‪ ..‬يعين‬‫واتأأكدت ان لك اليل جذبك ليا هو اىن غين وهنقذك ا ِ‬
‫كنيت مس تعدة تتجوزى واحد ال بتحبيه وال عايزاه ‪ ..‬بس عشان فلوسه ‪ ..‬عارفه بنات الليل الىل‬
‫نت ىف نررى زهيم ابلربء متفرقيش حاجه عهنم ‪ ..‬اوعى تكوىن فاكرة‬ ‫بيبعوا نفسهم عشان الفلوس ا ِ‬
‫اىن حبيتك ‪ ..‬أل ‪ ..‬أأان حبيت صورة نضيفه ىف خياىل فضلت معااي طول معرى للبنت الىل أأحب‬
‫خليك زهيا بس اكن الزم أأفهم من ا ألول اىن هفشل ‪ ..‬ألن مس تحيل الوردة‬ ‫أأرتبء بهيا وحاولت اىن أأ ِ‬
‫اليل مرميه عىل ا ألرض والىل بيدوس علهيا الناس برجلهيم أأقدر أأنضفها و أأخلهيا ترجع اتىن وردة مجيةل‬
‫الناس حتب تشرتهيا ‪..‬‬
‫خلع دبلته و أألقى هبا عىل ا ألرض أأمام قدميه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده مقامك ‪ ..‬يال اتفضىل ومش عايز أأشوف وشك اتىن ىف أأى ماكن ‪ ..‬ولو حاولىت تتصىل بيا أأو‬
‫ِ‬
‫هخليك جبد تندىم عىل اليوم الىل عرفتيين فيه‪.‬‬ ‫تتلكمى معااي‬

‫اكنت "اننيس" تشعر بذل وهمانه مل تعتدهام من قبل ‪ ..‬أأطرقت بر أأسها وتوهجت اىل الباب فتحه مث‬
‫خرجت ‪..‬مرت عىل "كرم" اذلى اكن ينترر ىف الردهة أأمام ابب الشقة فنرر الهيا نررة احتقار مث‬
‫تركها ودخل اىل بيته ‪ ..‬أأقبل عىل صديقه وربت عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت كويس اي "معر"‬
‫نرر اليه "معر" وقال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة كويس ما تقلقش‬
‫‪ -‬دى واحدة بنت تيييييييييييت اوعى تزعل علهيا‬
‫‪ -‬أل أأان مش زعالن علهيا أأان زعالن اىن كنت غيب لدلرجة دى‬
‫‪ -‬هون عىل نفسك حمدش بيتعمل ببالش ‪ ..‬املهم انك خلصت مهنا قبل ما تتجوزوا والفاس تقع ىف‬
‫الراس‬
‫‪ -‬حىت لو كنت اجتوزهتا واكتشفت حقيقهتا كنت هطلقها فورا ‪ ..‬أأان مس تحيل أأعيش مع واحدة زى‬
‫دى‬
‫‪ -‬خالص انىس ومش عايزين نتلكم عهنا اتىن ‪ ..‬متس هتلش أأصال اننا جنيب ىف سريهتا ‪ ..‬ويال عشان‬
‫عازمك عىل أأحىل أألكة مسك ومجربى ولو قولتىل ملكش نفس هاخدك معااي غصب عنك‬
‫ابتسم هل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بهترج ‪ ..‬مسك ومجربى و أأقوكل مليش نفس ‪ ..‬ليه هو أأان عبيء‬
‫ابتسم "كرم" وجذب صديقه من ذراعه وتوجه اىل الباب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل من ا ألول بال جواز بال قرف مصدقتنيش ‪ ..‬أأهو هام الس تات كدة مبيجيش من ورامه غري‬
‫وجع ادلماغ‬

‫*********************‬

‫فتحت "ايمسني" ابب بيت وادلها مبفتاهحا ودلفت اىل ادلاخل هب وادلها و"رهيام" واقفان وينرران‬
‫الهيا ىف لوعه ‪ ..‬قال وادلها ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي بنىت ماكل ىف ايه‬
‫جلست "ايمسني" عىل أأول مقعد وجدته واخنرطت ىف باكء هس تريي ‪ ..‬أأرسعت "رهيام" ابحضار‬
‫كوب من املاء لها وقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت اهدى ارشيب ده واهدى‬
‫أأمسكت "ايمسني" الكوب بأأصابع مرجتفة ورشفت منه رشفه واحدة و أأبعدته عهنا ‪..‬وقف وادلها‬
‫أأماهما ووضع يده عىل ر أأسها يقر أأ أايت من كتاب هللا ‪..‬بعدما هد أأت حدة باكهئا قال بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي بنىت ايه الىل حصل احكييل‬
‫قصت عليه "ايمسني" لك ما حدث ‪ ..‬ران مصت طويل مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل‬
‫رفعت "ايمسني" نررها اىل وادلها وقالت بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب أأان عايزة أأطلق‬
‫نرر الهيا "عبد امحليد" مث هتف قائال ‪:‬‬
‫نت عايزه تفضحينا‬‫‪ -‬معندانش حاجة امسها طالق ا ِ‬
‫وقفت "ايمسني" ىف مواهجته وهتفت ابكية ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مس تحيل أأقدر أأعيش مع واحد زاىن زى ده ‪ ..‬دى مش بس عالقة قدمية أل ده خىن اي اباب و أأان‬
‫لسه عروسة‬
‫نت ممكلتيش شهر جواز‬ ‫‪ -‬مينفعش اليل بتقوليه ده الناس تقول ايه ملا يالقوىك اطلقىت وا ِ‬
‫هتفت ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬يقولوا الىل يقولوه أأان مش هسامح حد يتلكم عىن ربع لكمة وهقتص مهنم يوم القيامة ‪ ..‬لكن أأان‬
‫مس تحيل أأعيش مع راجل حقري زى ده بس عشان خايفة من الناس‬
‫هتف "عبد امحليد" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل مفيش حاجة امسها طالق ‪ ..‬املوضوع هيتحل ان شاء هللا‬
‫‪ -‬هيتحل ازاى اي اباب بقوكل جوز بنتك زاىن وخاين ومبرياعيش حرمات ربنا ازاى أأ أأمن عىل نفيس‬
‫معاه‬
‫‪ -‬هتصل بيه واجيبه هنا و أأخليه يوعدىن ان الىل حصل ميتكررش اتىن‬
‫اس تجدته قائهل وىه تبىك ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب ارجوك أأان مش عايزة أأرجعهل اتىن ‪ ..‬أأرجوك اي اباب متعملش فيا كدة ‪ ..‬مش هقدر أأعيش معاه‬
‫أأبدا‬
‫صاح ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل انىس موضوع الطالق‬
‫ذهب اىل غرفته و أأحرض هاتفه واتصل عىل "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو ازيك اي معى‬
‫‪ -‬أأيوة اي مصطفى منتررك ىف البيت تعاالىل‬
‫‪ -‬خري اي معى ىف حاجه ‪" ..‬ايمسني" كويسة‬
‫‪ -‬أأما تيجي هتعرف ‪ ..‬أأدامك أأد ايه‬
‫‪ -‬نص ساعة و أأوصل القاهرة‬
‫‪ -‬خالص مس تنيك‬
‫‪ -‬سالم‬
‫جلست "رهيام" جبوار أأخهتا و أأخذهتا ىف حضهنا ‪ ..‬دخل وادلها اىل غرفته وتركها ‪ ..‬هبت واقفة جفأأة‬
‫و أأحرضت هاتفها واتصلت ‪ ..‬سأألهتا أأخهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬هتلكمى مني ‪" ..‬مصطفى " ؟‬
‫دخلت "ايمسني" اىل جحرهتا القدمية و أأغلقت الباب ‪..‬رد الطرف الخر ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫‪ -‬السالم عليمك ازيك اي ماما‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫قصت "ايمسني" عىل وادلة "مصطفى" ما حدث ابلتفصيل مث قالت ‪:‬‬
‫يرضيك اي ماما اليل حصل من "مصطفى" ده‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫قالت أأمه ىف غضب ‪:‬‬
‫نت بتقوليه ده ‪ ..‬أأان ابىن "مصطفى" مرتىب أأحسن تربيه‬ ‫‪ -‬ايه اليل ا ِ‬
‫‪ -‬بقول حلرضتك شوفت الكهمم مع بعض بعيين لك حاجة اكنت واحضة اهنم اتقابلوا من يومني‬
‫والكهمم مع بعض اكن بطريقة بشعه جدا مش طريقة واحد حمرتم أأبدا‬
‫صاحت أأمه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ال بقوكل ايه ‪ ..‬احرتىم نفسك والزىم حدودك ابىن مرتيب وحمرتم غصب عنك وعن أأهكل ‪..‬‬
‫نت السبب ‪..‬‬ ‫وحىت لو اكن معل كدة فهيا ايه راجل وغلء وحمدش معصوم من الغلء ‪ ..‬وبعدين ما ا ِ‬
‫نت الىل معرفتيش متىل‬ ‫كنت بنت عدهل زى بقيت البنات مكنتيش خليىت جوزك يبص لربه ‪ ..‬ا ِ‬ ‫لو ِ‬
‫عني ابىن ‪..‬اميش ارجعى بيتك قبل ما جوزك يوصل ‪ ..‬وحسك عينك خترىج من البيت بعد كدة‬
‫الا ابذنه ا ِ‬
‫نت فامهة وال أل‬
‫كرمت "ايمسني" غيرها ألهنا همام اكنت فهىى س يدة كبرية ىف السن وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مع السالمة اي ماما مضطرة أأقفل دلوقىت‬
‫أأهنت املاكملة وبكت ىف أأىس‬
‫*********************‬
‫جلس الصديقان ىف انترار احضار الطعام عندما رن هاتف "معر" فرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو ‪ ..‬حامتك بتحبك‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عارف ‪ ..‬بس ليه‬
‫‪ -‬عشان احنا دلوقىت أأعدين منتررين أألكة مسك ومجربى امنا ايه ىف اجلووون‬
‫‪ -‬من غريي اي أأندال‬
‫‪ -‬أأما تيجي القاهرة نبقى نطلع اتىن سوا‬
‫‪ -‬أأان ىف القاهرة ‪ ..‬قوىل انتو فني ‪ ..‬ولو حد مد ايده عىل الألك قبل ما أأىج هحء الس يخ احملمى ىف‬
‫رصصور ودنه‬
‫حضك"معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب هنستناك‬

‫**********************‬

‫بعد ساعة ونصف حرض "مصطفى" اىل بيت وادلها تركهتم "ايمسني" يتحدثون معا ودخلت ىه و‬
‫"رهيام" غرفهتام ‪ ..‬وقفت "ايمسني" خلف الباب تس متع اىل احلوار ‪ ..‬دار احلوار ىف اجتاه مل ترضاه أأبدا‬
‫‪ ..‬عاهد "مصطفى" وادلها بأأهنا غلطة ولن تتكرر أأبدا وطلب منه أأن يساحمه عىل ما بدر من ىف‬
‫حق ابنته ‪ ..‬أأغلظ عليه وادلها ىف القول مث الن بعد ذكل لىك يمت حل املوضوع واحتواء املشلكة ‪..‬‬
‫قام "عبد امحليد" ودخل احلجرة وطلب من "ايمسني" أأن تعود مع زوهجا اىل بيته ‪ ..‬قبلت "ايمسني"‬
‫يده وقالت هل ابكيه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأرجوك اي اباب مش عايزاه مش عايزه أأرجع معاه البيت‬
‫نت تسمعى الىل أأقوكل عليه ‪ ..‬خالص هو اعتذر ومش هيحصل منه حاجة تضايقك اتىن هو‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫وعدىن‬
‫‪ -‬بس أأان مش ممكن أأساحمه ‪ ..‬أأان حبتقره أأوى ‪ ..‬أأوى‬
‫‪ -‬ىه لكمة واحدة اخرىج يال عشان تروىح مع جوزك‬
‫امتثلت "ايمسني" مرمغة لالكم وادلها ‪ ..‬وقال لها أأمام "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد كدة أأى مشلكة تتحل هبدوء بينك وبني جوزك ومينفعش خترىج من بيته من غري اذنه ‪..‬‬
‫مسعاىن اي "ايمسني"‬
‫أأطرقت "ايمسني" بر أأسها وقالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪-‬حارض‬
‫مث التفت اىل "مصطفى" قائال‪:‬‬
‫‪ -‬وانت اي "مصطفى" انت وعدتىن اهنا غلطة ومش هتتكرر اتىن متخربش عىل نفسك وعىل بيتك‬
‫‪ -‬ان شاء هللا اي معى‬
‫عانقت "ايمسني" أأخهتا وسارت خلف زوهجا ‪ ..‬متنت شئ واحد ىف هذه اللحرة ‪ ..‬متنت أأن يقبض‬
‫هللا روهحا قبل أأن تصل اىل بيت زوهجا ‪ ..‬قكرت ىف ذكل مث اس تغفرت رهبا وظلت تس تغفر طول‬
‫الطريق ‪ ..‬صعدا اىل البيت فدخلت اىل امحلام و أأغلقت الباب وجلست عىل طرف البانيو حتيء‬
‫جسدها بذراعهيا علها توقف ارجتافة جسدها‬
‫مسعت جرس تليفون "مصطفى" ‪ ..‬دخل "مصطفى" اىل غرفة النوم و أأغلق الباب ورد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي ماما‬
‫‪ -‬أأيوة اي "مصطفى" طمىن معلت ايه‬
‫‪ -‬خالص مليت املوضوع وجبهتا وجيت البيت‬
‫‪ -‬دى عايزة كرس رقابهتا عىل صدرها ‪ ..‬بص اي "مصطفى" اوعى تسكتلها ‪ ..‬لو سلكها هرتكبك بعد‬
‫كده ‪ ..‬هو ىف بنت مرتبية تعمل الىل ىه معلته ده وتفضح جوزها كده ‪ ..‬لو خليت املوضوع يعدى‬
‫ابلساهل كده ال انت ابىن وال أأعرفك ‪ ..‬الراجل الىل ميعرفش يس يطر عىل مراته يبقى‬
‫تييييييييييييييت‬
‫قال "مصطفى" ابنفعال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الزمة أأم الالكم ده دلوقىت‬
‫‪ -‬أأان بقوكل عشان مصلحتك ‪ ..‬الزم تعرفها حدودها من أأولها واهنا زى اجلزمة الىل ىف رجكل ‪ ..‬ىه‬
‫هتتنطء عىل ايه حتمد ربنا وتبوس ايدهيا وش وضهر انك عربهتا واجتوزهتا غريها مش القيه ضفر‬
‫عريس‬
‫‪ -‬طيب اقفىل دلوقىت‬
‫أأهنىى "مصطفى" حمادثته مع أأمه ‪ ..‬وعندها خرجت "ابمسني" وتوهجت اىل غرفة النوم لتجد‬
‫"مصطفى" أأماهما ‪ ..‬أأجخرت عباءة للبيت و مهت ابخلروج مرة أأخرج لتغري مالبسها ىف امحلام ‪ ..‬مرت‬
‫جبواره فأأمسك ذراعها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن هنا‬
‫حاولت أأن تفلت ذراعها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت أأان مش عايزة أأتلكم دلوقىت‬
‫اش تدت قبضته عىل ذراعها ولطمها عىل وهجها بقوة ورصخ فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو مش مبزاج أأهكل ‪ ..‬أأما أأقوكل استىن تستىن‬
‫شهقت "ايمسني" من هول الصدمة وبكت بشده ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫عليك متخرجيش من البيت وتروىح ألهكل ‪ ..‬حصل وال حمصلش‬ ‫‪ -‬أأان مش نهبت ِ‬
‫اكنت "ايمسني" ترجتف من شدة الباكء ومن شدة اخلوف فمل تنطق بلكمة‬
‫وعندها خلع "كصطفى" حزامه ولف طرفه عىل يده و أأخذ يرضهبا وبرصخ فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬راحة تفضحيين عند أأهكل ‪ ..‬فاكراىن هسكتكل ‪ ..‬أأمه رجعوىك ليا اتىن زى اللكبة‬
‫ارمتت "ايمسني" عىل الرسير ترصخ وتبىك من شدة ا ألمل ‪ ..‬زاد من قوة رضابته ولكامته قائال ‪:‬‬
‫بيك و أأعلمك‬ ‫‪ -‬اخرىس خالص مش عايز أأمسع رصخيك ‪ ..‬اي اما مهوتك ىف ايدى الهناردة ‪ ..‬أأان هر ِ‬
‫يعين ايه تكرسي لكمىت‬
‫قالت "ايمسني" وسء باكهئا ‪:‬‬
‫‪ -‬حس يب هللا ونعم الوكيل فيك ‪ ..‬ربنا ينتقم منك ‪ ..‬انت فامه الرجوةل غلء ‪ ..‬ربنا ينتقم منك‬
‫توقف عن رضهبا وجذهبا اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب تعاىل بأأه أأفهمك الرجوةل حص‬
‫نررت اليه "ايمسني" برعب واكدت أأن تسقء مغش يا علهيا ‪ ..‬امغضت عينهيا بشدة وانجت رهبا‬
‫بدعاء س يدان يونس عليه السالم وهو ىف بطن احلوت واذلى ما دعا به مكروب قء اال فرج ّاّلل‬
‫كربته ‪( ..‬ال اهل اال أأنت س بحانك اين كنت من الراملني)‬
‫أأخذت ترددها بلساهنا وقلهبا وعقلها وبلك جوارها ‪ ...‬وجفأأة رن جرس الباب ومسعا طرقات عالية‬
‫عيل الباب حىت اكد أأن يهتشم ‪ ..‬سب "مصطفى" مث توجه اىل الباب ففتحه ليجد رجل ىف وهجه‬
‫فقال ليه حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة أأفندم‬
‫‪ -‬أأان جارك الىل ساكن أأدامك مسعنا صوت رصخي جاى من عندكوا‬
‫انفعل "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت ماكل انت ‪ ..‬مفيش حاجه اتفضل‬
‫عندها هبت "ايمسني" واقفة متحمةل ا ألمل اذلى ينغز ىف لك أأحناء جسدها الرقيق ارتدت عباءه تسرت‬
‫هبا نفسها وارتدت جحاهبا برسعة وخرجت اىل الصاةل ومبجرد أأن وقعت عينا الرجل عىل وهجها ادلاىم‬
‫وعيوهنا الباكية حىت هتف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل انت معلت فهيا ايه‬
‫هتف "مصطفى" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت مال أأهكل انت ‪ ..‬مراىت و أأان حر فهيا ‪ ..‬يال اميش من هنا‬
‫قالت "ايمسني" للرجل ابكيه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأرجوك مشيين من هنا ‪ ..‬أأان عايزة أأورح ألهىل ‪ ..‬لو فضلت هنا هميوتىن‬
‫رصخ "مصطفى" فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اميش ادخىل جوه‬
‫نررت اىل الرجل مس تجديه اايه ودموعها ختتلء ابدلماء عىل وهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬أأرجوك امسكه حلد ما أأميش ‪ ..‬أأان عايزه أأروح ألهىل‬
‫اش تعل غضب الرجل و أأمسك "مصطفى" وطوقه بذراعيه قائال لــ "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬اميش برسعة ‪ ..‬وروىح عىل أأى مستشفى امعيل تقرير طيب ابلىل حصكل‬
‫التفت اليه "مصطفى" ليتعارك معه لكن الرجل اكن قوى البنية فمل يس تطع ختليص نفسه من قبضة‬
‫ذراعيه ‪ ..‬أأرسعت "ايمسني" هببوط ادلرج متحمةل ما هبا من أالم ‪ ..‬مسعت الرجلني يتعاراكن معا‬
‫فأأرسعت اخلطى ووجدت س يارة أأجرة أأمام البيت ‪ ..‬هيم ابالنرصاف فنادته وركبت برسعة وىه‬
‫ترجتف ‪ ..‬نرر الرجل الهيا ىف لوعه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل ايه الىل معل ِ‬
‫فيك كدة اي بنىت‬
‫قالت بصوت مبحوح من شدة الرصاخ و الباكء ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت وديين عيل أأى مستشفى‬
‫انطلق الرجل ىف طريقه وهو يرمقها ىف املر أأة بنررات التعاطف وا ألىس ‪..‬وصلت "ايمسني" اىل‬
‫املستشفى ونزلت من الس يارة بصعوبة شديدة ‪ ..‬بعد الفحص أأخذت تقريرا مفصال ابالصاابت الىت‬
‫حلقت هبا ‪ ..‬و أأرسعت ابيقاف س يارة أأجرة وتوهجت من فورها اىل قسم الرشطة لىك تثبت واقعة‬
‫ا ألعتداء ابلرضب ‪ ..‬نرر الضابء اىل وهجها واالصاابت الىت حلقت به وطلب مهنا اجللوس ‪..‬‬
‫جلست وعالمات الامل مرسومة عىل وهجها وقالت بصوت مبحوح ‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت عايزة أأقدم شكوى‬
‫‪ -‬ىف مني ؟‬
‫‪ -‬زوىج‬
‫‪ -‬هو الىل رضبك كده‬
‫بكت ىف مصت و أأطرقت بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫و أأخرجت التقرير الطيب و أأعطته هل ‪ ..‬اس متع الضابء لشكواها وكتب حمرضا ابلواقعة و أأعطاها رمق‬
‫احملرض ونصحها ابلبحث عن حماىم جيد ىف حال ما اذا أأرادت رفع قضية ابخللع ‪ ..‬واكن هذا هو ما‬
‫تنويه "ايمسني" ابلفعل ‪ ..‬لن تعود اىل هذا الاكئن املنعدم الرجوهل مرة أأخرى ‪ ..‬خرجت من قسم‬
‫الرشطة ال تدرى أأين تذهب ‪ ..‬أأتذهب اىل وادلها ؟ ‪ ..‬فكرت كثريا وخافت أأن جيربها وادلها عىل‬
‫العودة اىل زوهجا مرة أأخرى ‪ ..‬فاجتهت اىل أأقرب صديقه الهيا ‪" ..‬سامح"‬

‫*************************‬

‫شعرت "سامح" ابلصدمة عندما فتحت الباب ور أأت صديقهتا هبذا الشلك وهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ماكل ىف ايه ‪ ..‬مني معل ِ‬
‫فيك كده ؟‬
‫اكنت "ايمسني" ال جتد ىف نفسها القدرة عىل احلديث وال عىل الوقوف ‪ ..‬ساعدهتا "سامح" و أأخذهتا‬
‫اىل غرفهتا ‪ ..‬أأقبلت وادلة سامح وتفحصت جروهحا وندوهبا وكدماهتا وجلس تا تس متعان ملا ترويه‬
‫علهيام ومالمح ا ألىس وا ألمل تعلو وهجهيام ‪ ..‬ذهت وادلة "سامح" لتعد شئ ساخن لهيدئ أأعصاهبا‬
‫و أأعطته لها بعدما دخلت ىف الفراش ودثرهتا "سامح" ابلغطاء وجلست جبوارها ترمقها بنررات‬
‫التعاطف والشفقة وعينهيا متتلن ابدلموع ‪..‬تركت "ايمسني" الكوب من يدها عىل الكودينوا وقالت ل‬
‫"سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايزة أأتوضا اي "سامح" عايزة أأصىل‬
‫‪ -‬العشا ؟‬
‫‪ -‬أل صليت العشا ‪ ..‬بس حسه اىن عايزة أأصىل‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت اراتىح دلوقىت‬
‫قالت وىه عىل وشك الباكء ‪:‬‬
‫‪ -‬أل عايزة أأصىل ‪ ..‬حسه اىن خمنوقة ومش قادرة أخد نفيس ‪ ..‬الصالة هرتحيىن‬
‫ساعدهتا لتهنض وتتوضأأ مث عادت وجلست عىل الفراش فلن تمتكن أأبدا من الصالة واقفة تركهتا‬
‫"سامح" وخرجت و أأغلقت الباب ‪ ..‬اكنت تأأىت بوضع السجود الصحيح فتضع جهبهتا عىل ا ألرض‬
‫وتترضع اىل هللا ابكية أأن يفرج كرهبا وخيرهجا مما ىه فيه ‪ ..‬دخلت علهيا "سامح" بعد فرتة لتجدها‬
‫جالسه ىف وسء الفراش ومتدثره ابلغطاء اقرتبت مهنا وجلست جبوارها وقالت ‪:‬‬
‫ابابك ِ‬
‫عليك اي "ايمسني" ‪ ..‬زمانه قلقان دلوقىت ‪ ..‬و "رهيام" كامن‬ ‫‪ -‬مش هتطمىن ِ‬
‫نت اي "سامح" أأان مش قادرة أأتلكم مع حد‬ ‫‪ -‬لكمهيم ا ِ‬
‫مسحت "سامح" بكفها عىل كف "ايمسني" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مايش اي حبيبىت هلكمهم أأان و أأطمهنم ِ‬
‫عليك‬
‫قالت "ايمسني" ىف أأسف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اسفه اي "سامح" بس ملقتش ماكن اتىن أأروحه ‪ ..‬وخفت أأرجع البيت اباب يرص انه يرجعىن هل‬
‫اتىن‬
‫نت عارفه اننا اكرت من الاخوات‬‫نت بتقوىل ايه ‪ ..‬بطىل الكم عبيء ‪ ..‬ا ِ‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫خيليك اي "سامح" ‪ ..‬وعشان كدة هطلب منك طلب ‪ ..‬أأان عايز ِاك تشوفيىل رمق حماىم كويس‬ ‫‪ -‬ربنا ِ‬
‫نت انويه ترفعى قضيه ؟‬‫‪-‬ا ِ‬
‫‪ -‬أأيوة مش ممكن أأعيش معاه حلرة واحدة بعد كدة ‪ ..‬و أأان واثقه انه مش هريىض يطلقىن‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت حارض ‪ ..‬لو اكن اباب هنا كنت سأألته بس هو مسافر بره وزمانه انمي دلوقىت‬
‫عشان فرق التوقيت هلكمه بكرة ان شاء هللا وكامن هخىل ماما تلكم " أأمين" وتسأأهل عىل حماىم‬
‫كويس‬
‫نررت الهيا "ايمسني" برجاء ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" أأ ِ‬
‫رجوك خلهيا تلكمه دلوقىت أأان عايزة رمق احملاىم دلوقىت ‪ ..‬أأان خايفه أأوى ‪ ..‬أأان عايزة أأبتدى‬
‫القضية ىف اقرب وقت‬
‫امتثلت "سامح" لطلب صديقهتا اليت اكنت ىف حاهل يرىث لها ‪ ..‬قالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت متقلقيش هخىل ماما تلكمه دلوقىت‬
‫‪ -‬تسلمي اي "سامح"‬

‫***********************‬
‫رن جرس هاتف " أأمين" فهنض واس تأأذن من صديقيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ثواىن وراجع‬
‫وقف خارج املطعم يتحدث مع وادلة "سامح" ‪ ..‬وبعد فرتة رجع اىل صديقيه وسأأهلام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متعرفوش حماىم كويس ؟ ‪ ..‬اكن ىف حماىم كويس ىف الرشكة عندكوا امسه ايه ؟‬
‫رد "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأس تاذ شوىق ؟‬
‫‪ -‬أه أأس تاذ شوىق ‪ ..‬ايريت تديين ررمه اي "معر"‬
‫‪ -‬خري اي أأمين لو ىف مشلكه قوىل و أأان أأحاول أأحلها‬
‫‪ -‬أل دى مش مشلكىت أأان دى مشلكة ايمسني‬
‫قال "معر" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" مني ؟‬
‫تهند " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دى أأقرب صديقه لـ "سامح" ‪ ..‬تصور جوزها احليوان خاهنا بعد شهر واحد جواز ومش بس كده‬
‫رضهبا وهبدلها‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل ‪ ..‬ده ايه البىن أدم الزابةل ده‬
‫قطب "معر" جبينه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وىه عايزه احملاىم ليه ؟‬
‫‪ -‬هرتفع قضيه خلع‬
‫‪ -‬هو مش عايز يطلقها ؟‬
‫‪ -‬معرفش بس أأكيد مش راىض وعشان كده هرتفع القضية‬
‫أأرسع "معر" ابخراج هاتفه و أأعطى صديقه رمق احملاىم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خلهيا تطمن أأس تاذ شوىق حماىم ممتاز لو مكنتش كدة مكناش عيناه ىف الرشكة عندان هو الىل‬
‫ماسك لك املسائل القانونية ىف الرشكة‬
‫أأطرق قليال مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا ختلص منه برسعة‬
‫قال " أأمين" وهو يرسل رساةل ابلرمق ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب‬
‫*********************‬
‫اتصلت "سامح" ب "رهيام" وقصت علهيا ما حدث ألخهتا فأأرسعت ابذلهاب اىل بيت "سامح" مع‬
‫أأبهيا وميجرد أأن خرجت لوادلها هبذا الشلك انفجر ابكهيا ومضها اىل صدره قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ساحميين اي بنىت ‪ ..‬ساحميين أأان اليل جنيت ِ‬
‫عليك‬
‫قالت "ايمسني" وادلموع تغرق وهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزه ارجعهل اتىن اي اباب ‪ ..‬ارجوك ‪ ..‬مرتجعنيش ليه اتىن‬
‫نرر الهيا وادلها قائال حبزم شديد ‪:‬‬
‫‪ -‬متخافيش مش هيطول ضفرك بعد كده‬
‫مث عانقها مرة أأخرى و أأخذ يقبل ر أأسها وهو يشعر مبزجي من ا ألمل والندم‪.‬‬
‫البارت الثامن عرشة‬

‫اجمتعت "ايمسني" ووادلها مع احملاىم ا ألس تاذ "شوىق" ىف مكتبه لبحث تفاصيل القضية ‪ ..‬فقال‬
‫احملاىم مطمئنا اايها ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش اي مدام "ايمسني" ‪ ..‬أأحسن حاجة معلتهيا هو التقرير الطيب واحملرض الىل اتعمل ىف نفس‬
‫اليوم الىل حصلت فيه واقعة الرضب‬
‫قالت "ايمسني" وا ألمل يدب ىف أأوصالها ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين اي أأس تاذ "شوىق" القاىض هيحمكىل ابخللع‬
‫‪ -‬أأيوة ان شاء هللا أأان متفائل ده طالق للرضر والس تحاةل العرشة بيهنم‬
‫قال وادل "ايمسني" يشكره ‪:‬‬
‫‪ -‬راب يبارلكك وجيزيك عنا خري‬
‫مث أأردف احملاىم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تعرىف اي مدام "ايمسني" انك هتتنازىل عن مجيع حقوقك املالية والرشعية ويه مؤخر الصداق‬
‫ونفقة العدة ونفقة املتعة اضافة اىل ردك مقدم الصداق الىل أأخذتيه من الزوج‬
‫أأرسعت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش أأى مشلكة هتنازهل عىل لك حاجة املهم أأطلق منه‬
‫‪ -‬متام كده يبقى عىل بركه هللا هنبتدى ىف اجراءات القضية من الهناردة ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ان شاء هللا ‪ ..‬بس ممكن أأعرف هو املوضوع ده هياخد وقت أأد ايه ؟‬
‫‪ -‬عىل حسب القاىض الىل هيحمك وعىل حسب القضية نفسها بس متخفيش ان شاء هللا ختلص من‬
‫أأول جلسه‬
‫‪ -‬ايرب ان شاء هللا‬

‫خرجت "ابمسني" بعدما طمأأهنا احملاىم بأأن القانون والرشع ىف صفها ان شاء هللا‬

‫***************************‬

‫‪ -‬ماما ‪ ,‬اباب ‪ ..‬أأان عايز أأعرفكو ان الفرتة اجلايه أأان حابب أأكون ىف املزرعة‬
‫نطق "معر" هبذه العبارة ووهجها لوادليه ومه جيلسون معا ىف حديقة الفيال حيتسون أأقداحا من‬
‫الشاي ‪ ..‬قالت وادلته ‪:‬‬
‫‪ -‬خري حصل حاجه اتىن اي "معر" ‪ ..‬مش خالص مشلكة احملصول انهتت‬
‫‪ -‬أأيوة انهتت امحلد هلل ‪ ..‬بس برصاحه حابب أأغري جو حاسس اىن خمنوق شوية ‪ ..‬وحمتاج فرتة نقاهه‬
‫نررت "كرمية" اىل ابهنا بأأيس قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع "اننيس" برده‬
‫نت عارفه‬‫‪ -‬ال اي أأيم أأان خالص شلهتا من تفكريي متاما ‪ ..‬بس حمتاج فعال أأقعد فرتة ىف املزرعة ‪ ..‬ا ِ‬
‫اىن براتح جدا هناك ‪ ..‬ده أأكرت ماكن حبس فيه ابلراحة والسكينة‬
‫سأأهل وادله قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وشغكل الىل هنا‬
‫‪ -‬الربكة ىف حرضتك وىف "كرم" وابىق أأعضاء جملس الادارة وكامن أأان هتابع الرشكة من هناك‬
‫ابس مترار‬
‫‪ -‬خالص اليل تشوفه اي ابىن‬
‫قالت "كرمية" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ودراعك‬
‫رفع "معر" ذراعه املوضوع ىف اجلبريه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهل دراعي لسه معاد فك اجلبس جماش وعامة ىف داكترة هناك كويسني جدا‬
‫‪ -‬خالص مايش بس ابقى طمنا عليك ابس مترار‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد طبعا ‪ ..‬وانتو لو حبيتوا تغريوا جو أأان مس تنيكوا‬
‫قالت "كرمية" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد طبعا اي ابمشهندس هو انت فاكرىن هقدر أأبعد عنك و أأسيبك هناك لوحدك وال ايه ‪ ..‬شوية‬
‫كدة وهتالقيين طابه عليك‬
‫‪ -‬خالص و أأان ىف انترارك‬
‫‪ -‬هلكمكل "عويس" خيىل "صفية " تنضف البيت عشان مرتوحش تالقيه مرتب زى املرة اليل‬
‫فاتت‬
‫رن جرس هاتف "معر" فرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو ‪ ..‬ازيك اي " أأمين"‬
‫‪ -‬متام امحلد هلل ازيك انت اي "معر"‬
‫‪ -‬خبري امحلد هلل‬
‫‪ -‬بص بأأه أأان بتصل بيك عشان أأعزمك عىل فريح الننا خالص حددان املعاد‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بهترج ‪ ..‬أأخريا‬
‫‪ -‬حمسس ىن اىن كنت قاعد عىل قلبك‬
‫‪ -‬ال مش قصدى ‪ ..‬أأان أأقصد ان واحد من شلتنا املنحوسه دى اتفك حنسه وخالص هيتجوز‬
‫‪ -‬أه اي س يدى عقابكل انت و املنحوس التاىن "كرم" ان شاء هللا‬
‫‪ -‬يدينا ويديك طوةل العمر اي " أأمين"‬
‫‪ -‬ليه انوى تتجوز ىف امخلسني وال ايه‬
‫‪ -‬ال أأبوس ايدك متلكمنيش دلوقىت ىف اجلواز أأان مقفول منه أأفهل طني‬
‫‪ -‬بكرة أأفرح فيك وانت واقع لشوش تك انت و "كرم"‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأان مش متفائل زيك ‪ ..‬بس سيبك مىن قوىل امىت الفرح‬
‫‪ -‬جحزان خالص القاعة وان شاء هللا الفرح بعد عرش أأايم‬
‫‪ -‬جبد أألف أألف مربوك فرحتين جدا ‪ ..‬و أأان الىل كنت انوى أأجيكل عىل املزرعة من بكرة ‪ ..‬خالص‬
‫هأأجلها ان شاء هللا‬
‫‪ -‬أه أأبوس ايدك أأان لوحدى وملبوخ أخر لبخة ‪..‬‬
‫‪ -‬شقتك ىف املنصورة مش كدة‬
‫‪ -‬ايوة وخالص ظبطت ادلنيا هناك ابىق بس موضوع الفرح الىل مش عارف فيه رايس من رجىل‬
‫‪ -‬ال ما تقلقش أأان و "كرم" معاك ان شاء هللا‬
‫‪ -‬تسمل اي "معر" وده برده العشم ‪ ..‬أه عىل فكرة كتب الكتاب هيكون كامن ‪ 5‬أأايم ان شاء هللا‬
‫‪ -‬مش هتكتبوه يوم الفرح‬
‫‪ -‬ال هنكتبه بعد ‪ 5‬أأايم يعين قبل الفرح ابس بوع‬
‫‪ -‬طيب متام عىل خرية هللا ‪ ..‬شوف هتيجي القاهرة امىت عشان نزنل نربطكل البدهل وموضوع‬
‫املأأذون‬
‫‪ -‬ان شاء هللا بكرة هكون ىف القاهرة‬
‫‪ -‬خالص يف انترارك ان شاء هللا‬
‫‪ -‬سالم‬
‫‪ -‬سالم‬
‫ابتسمت وادلة "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" خالص هيتجوز‬
‫‪ -‬أأيوة كتب كتابه بعد ‪ 5‬أأايم وفرحه كامن ‪ 01‬أأايم ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ربنا يمتمهل عىل خري الواد ده ابن حالل ويس تاهل لك خري‬
‫مث نررت لـ "معر" نرره ذات معىن قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عقبال اليل ىف ابىل‬
‫جتاهل "معر" ما قالت واشاح بوهجه ورشد قليال ‪ ..‬أأخذ يفكر هل من املمكن أأن يثق ىف فتاة مرة‬
‫أأخرى ؟ هل من املمكن أأن يسمح لنفسه بأأن يقع فريسة لعواطفه مرة أأخرى ؟ هل من املمكن أأن‬
‫جيد الفتاة الىت تراوده ىف أأحالمه ؟ ‪ ..‬لكن ظلت هذه ا ألس ئهل ىف ر أأسه بال اجابه‬

‫*******************‬

‫اكنت "ايمسني" جالسه ىف مكتب احملاىم مع وادلها عندما هتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين ؟‬
‫قال احملاىم ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما بقول حلرضتك ‪" ..‬مصطفى" طلبك ىف بيت الطاعة وطلب من احملمكة انذار للطاعة‬
‫واهتمك ابلنشوز‬
‫وقع قلب "ايمسني" ىف قدهما ‪ ..‬وابتلعت ريقها بصعوبة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ودلوقىت ايه الىل هيحصل ‪ ..‬هريجعوىن هل غصب عىن‬
‫ابتسم احملاىم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال متقلقيش ‪ ..‬امحلد هلل انك كنىت أأرسع منه خبطوة‬
‫‪ -‬يعين ايه‬
‫ليك ىف بيت الطاعة ألنك بتدعى‬ ‫‪ -‬يعين طلب اخللع والطالق للرضر الىل قدمتيه ‪ ..‬أأوقف طلبه ِ‬
‫اس تحاةل العرشة بينكو فالقاىض وقف القضية التانيه والىل رفعها زوجك حلني البت ىف قضيتك ا ِ‬
‫نت‬
‫‪ ..‬فهمتيين اي مدام "ايمسني"‬
‫تهندت "ايمسني" ىف ارتياح قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة فهمت حرضتك ‪ ..‬يعين ميقدرش يقدم الطلب ده الا بعد ما القضية الىل أأان رفعاها يتحمك فهيا‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ابلربء كده‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬طيب وهنعمل ايه دلوقىت‬
‫‪ -‬عايزك تكوىن مس تعدة للمثول أأمام القاىض وتقدمي شكواىك ‪ ..‬وخىل ابكل ان ممكن "مصطفى"‬
‫ليك فعايزك تكوىن مس تعدة ألى‬ ‫عليك ويتلكم أأى الكم أأدام القاىض عشان ينفى اساءته ِ‬ ‫يتبىل ِ‬
‫الكم هتسمعيه وتكوىن قوية ىف الرد عىل لك اهتاماته‬
‫‪ -‬اهتامات زى ايه مثال ؟‬
‫‪ -‬ل ألسف كتري من ا ألزواج معدوىم الضمري بيلجؤوا للكذب عشان القاىض ميحمكش ابخللع ممكن‬
‫مثال يهتمك ىف عرضك مثال ‪ ..‬أأو انك تعرىف حد اتىن وده سبب طلبك للطالق ‪ ..‬أأو ‪..‬‬
‫قاطعته "ايمسني" برسعه ‪:‬‬
‫‪ -‬ال ميقدرش‬
‫سأألها مس تفهام ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ميقدرش‬
‫أأطرقت "ايمسني" بر أأسها ىف جخل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان أأان ىف حمك املكتوب كتاهبا‬
‫مصت حلرات مث اس توعب ما قالت واتسعت ابتسامته قائال ‪:‬‬
‫عليك ابدعاءات ابطهل‬‫‪ -‬كويس أأوى كده يبقى مفيش أأدامه أأى فرصة للكذب أأو الادعاء ِ‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬جبد طمنتىن اي أأس تاذ "شوىق"‬
‫نت بتتلكمى أأدام القاىض ‪ ..‬وكامن عشان‬ ‫‪ -‬أأيوة أأان عايزك كدة مطمنة وواثقه من نفسك خاصة وا ِ‬
‫أأطمنك زايدة جاركو الىل شاف الىل حصل والىل أأنقذك من زوجك‬
‫قالت بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهل ؟‬
‫‪ -‬ان شاء هللا وعدىن انه هيشهد معاان ىف القضية يعين مفيش فرصة أأبدا أأدام "مصطفى" للكذب أأو‬
‫انه يقول انك وقعىت عىل السمل مثال وده اليل سبب اصابتك ‪ ..‬ألن معاان شاهد ىف القضية‬
‫تنفست "ايمسني" الصعداء مردده ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬اللهم كل امحلد‬
‫خرجت هذه املرة من مكتب احملاىم وقلهبا يقفز فرحا ‪ ..‬أأخريا ستتخلص من ذكل املدعو زوهجا ‪..‬‬
‫نررت اىل يدها والىت احتوت دبةل زواهجا و أأخرجهتا وظلت تنرر اىل يدها الفارغة والابتسامه تعلو‬
‫شفتهيا مث وضعت ادلبةل ىف جيهبا وانطلقت عائدة اىل بيت وادلها ‪ ..‬بيهتـــا ‪..‬‬

‫*************************‬
‫جلست "ايمسني" مع "سامح" ىف غرفة هذه ا ألخريه ‪ ..‬وقالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفىت اي "سامح" اكن عايز يطلبىن ىف بيت الطاعة ‪ ..‬يعين مش مكفيه اليل معهل فيا ‪ ..‬أل وكامن‬
‫عايزىن أأعيش معاه غصب عنه‬
‫قالت "سامح" بقرف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأعوذ ابهلل ‪ ..‬هو ىف رجاهل كده ‪ ..‬عايزك ازاى تعييش معاه غصب عنك ازاى هيكون بينكو حياة‬
‫نت مش طيقاه‬ ‫طبيعية وا ِ‬
‫‪ -‬هو مش مهه ان يكون ىف حياة طبيعية بينا ‪ ..‬هو مهه بس انه يذلىن وجييب مناخريي ا ألرض‬
‫مث قالت بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش عارفه أأان معلت فيه ايه عشان يعمل فيا كده ‪ ..‬مشفش مىن حاجه وحشه‬
‫عانقهتا صديقهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة ختلىص منه خالص وتنيس انه دخل حياتك أأصال‬
‫مث نررت الهيا قائهل وىه تبتسم ‪:‬‬
‫نت شلك ده اليل جمننه‬ ‫‪ -‬بس أأمه حاجه انك لسه زى ما ا ِ‬
‫حضكت "ابمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وده الىل مصربىن وخمليين لسه حمتفره بشوية عقل ىف راىس والا اكن زماىن اجتننت‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬فعال وعىس أأن تكرهوا شيئا وهو خري لمك ‪ ..‬تعرىف ان حادثة العربية ىه السبب‬
‫قالت "سامح" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬احلادثة الىل حصلتكل قبل فرحك‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬لوال احلادثة اكن الفرح مت ىف معاده ‪ ..‬عارفه أأان دلوقىت مستشعره قول النيب صىل هللا عليه‬
‫وسمل ‪( :‬جعبا ألمر املؤمن ان أأمره لكه خري وليس ذاك ألحد اال للمؤمن ‪ ،‬ان أأصابته رساء شكر‬
‫فاكن خريا هل وان أأصابته رضاء صرب فاكن خريا هل)‬
‫‪ -‬فعال س بحان هللا‬
‫‪ -‬وعشان كده أأان حسه اىن مطمنه ومش قلقانه وعارفه ان أخرة املشالك دى لكها أأكيد ربنا‬
‫الصا ِب ِر َين" أأان مس تبرشه خري‬
‫رش َّ‬‫هيعوضىن ‪ ..‬مش ربنا بيقول " َوب َ ِ ّ ِ‬
‫ابتسمت لها "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كامن مس تبرشه خري ان شاء هللا ‪..‬‬
‫قالت "سامح" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬امسعى بأأه مش عايزين جنيب سرية الىل امسه "مصطفى" ده اتىن أأان ملا بسمع امسه بريكبىن مليون‬
‫عفريت‬
‫قال لها "ايمسني" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب وامس " أأمين"‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" ‪ ..‬هو ىف زى " أأمين" وطيبة " أأمين" وحنية " أأمين" وخفة دم " أأمين‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حيكل حيكل حنن هنا‬
‫‪ -‬جبد اي "ايمسني" أأان حسه ان هو ده االنسان الىل فعال أأمتىن ان يكون زوج ليا حسه اننا ش به‬
‫بعض يف حاجات كتري‬
‫نت بنت حالل اي "سامح" وتس تاهىل لك خري‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫مث أأضافت ىف حزن ‪:‬‬
‫‪ -‬بس أأكرت حاجة تعباىن انك هتبعدى عىن مش متخيهل اىن مش هعرف أأشوفك وقت ما أأان عايزه‬
‫نت وماما واباب مش عارفه‬ ‫‪ -‬ودى فعال احلاجة الوحيده اليل مضايقاىن ىف سفرى اىن هبعد عنك ا ِ‬
‫ازاى هعيش ىف بدل غريبة لوحدى‬
‫هونت علهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫معاك وانتو امحلد هلل متفامهيش وكامن أأكيد هتيجى زايرات‬‫‪ -‬مش لوحدك اي بنىت " أأمين" ِ‬
‫‪ -‬أأكيد طبعا ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ها قوليىل هجزىت لبسك ولك حاجتك‬
‫‪ -‬أأيوة لكه متام اباب جابىل فس تان مجيل أأوى معاه وهو جاى استىن أأورهيوكل‬
‫قفزت "سامح" خترج الفس تان من خزانهتا لرتيه لصديقهتا ىف مرح ‪ ..‬اكنت "ايمسني" سعيدة للغاية‬
‫لرؤية "سامح" سعيدة وفرحه هبذا الشلك ودعت رهبا أأن يدمي علهيا فرهحا وهناءها‬

‫**********************‬
‫جاء موعد الزايرة الىت تأأجلت كثريا ‪ ..‬نعم زايرة "وائل" ووادله ووادلته لبيت "رهيام" وطلب يدها‬
‫‪ ..‬صدمت "رهيام" عندما ر أأت "وائل" وتذكرت مالحقته لها ىف اللكية ‪ ..‬اكنت جالسه ىف مصت‬
‫تس متع ملا يدور حولها من أأحاديث وتركز أأكرث لكام حتدث "وائل" حتاول اس تكشاف خشصيته ‪ ..‬مث‬
‫تركوها معه مبفردها وجلسوا ىف ماكن أخر ال يبعد كثريا عهنام مثلام فعلوا مع "ايمسني" و "مصطفى" ‪..‬‬
‫ران مصت طويل مل تقطعه ىه وانتررت أأن يبد أأ ابلالكم لكن يبدو أأن انترارها س يطول حانت مهنا‬
‫اتفاته اليه لتجده يتصبب عرقا ومرتبك رمبا أأكرث مهنا قالت ىف نفسها ( اي حالوة ده مكسوف أأكرت‬
‫مىن ) ‪..‬قطعت هذا الصمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن أأسأأل حرضتك سؤال‬
‫ازداد ارتباكه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫‪ -‬ليه حرضتك اخرتتىن أأان ابذلات‬
‫ابتسم والتفت الهيا قائال ‪:‬‬
‫نت بنت مؤدبة‬ ‫‪ -‬برصاحة ملا مرضتيش تلكميين ىف اللكية أأان روحت حكيت ملاما وقالىت ان ا ِ‬
‫وعشان كدة أأان اخرتتك‬
‫قالت ىف نفسها ( أأأه ماما ‪ ..‬قسم واجشيين )‬
‫‪ -‬طيب ايه مواصفاتك ىف البنت اليل عايز ترتبء بهيا‬
‫ارتبك وتنحنح كثريا مق قال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين تكون مؤدبة وكويسة‬
‫‪ -‬بس كدة ؟ مؤدبة وكويسة ؟‬
‫‪ -‬ال وتكون كامن بتعرف تطبخ‬
‫لكنه أأرسع قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس عادى لو مبتعرفيش تطبخى ماما تعلمك ‪ ..‬ماما بتعرف تطبخ حلو أأوى ‪ ..‬أأان مبوت ىف أألكها‬
‫‪( -‬عليك وعىل أأمك ىف يوم واحد اي بعيد ‪)..‬‬
‫‪ -‬طيب حرضتك ممكن تقوىل ايه ىه عيوبك الىل شايفها ىف نفسك‬
‫اس تغرب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عيوىب ؟‬
‫‪ -‬أأيوة عيوبك‬
‫‪ -‬يعين ‪ ..‬أأان ممكن أأكون طيب زايدة عن اللزوم‬
‫‪ -‬يعين ايه طيب زايدة عىل اللزوم‬
‫‪ -‬مش عارف بس ماما داميا بتقوىل كده‬
‫‪ ( -‬امىش اطلع بره اي ابن ال تيييييييييييت )‬
‫‪ -‬طيب حرضتك موافق اىن أأش تغل ملا اخترج وال برتفض الشغل‬
‫احتار قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش رافض الشغل طبعا ألن ماما بتش تغل ومع ذكل ىه ست عرمية جدا‬
‫‪ ( -‬كفاااااااية كفاااااااااية هو أأان هتجوزك انت وال هتجوز أأمك ‪ ..‬مني شال الشبشب من هنا )‬
‫اس تأأذنت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب بعد اذنك‬
‫ذهبت حيث جيلس وادلها و أأهل "وائل" فعلموا ان حديهثام انهتىى ‪ ..‬تبادلوا عبارات اجملامةل‬
‫و أأعطوها همةل لتفكر و أأخربوها أأهنم منتررون ردها ‪ ..‬قبل أأن يغادر "وائل" التفت الهيا قائال وهو‬
‫مرتبك ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن بعد اذنك اي انسه "رهيام" أخد ررمك ‪ ..‬يعين أأقصد عشان نتعرف ببعض أأكرت‬
‫‪ ( -‬حد يش يل الواد ده من أأداىم اي اما هرتكب جنايه)‬
‫قالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مش ممكن ‪ ..‬رشفتنا اي أأس تاذ "وائل"‬
‫مبجرد أأن رحلوا التفت وادلها الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ايه ر أأيك اي "رهيام" أأظن الراجل ميتعيبش‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬راجل هو فني الراجل ده ‪ ..‬أأان شوفت راجل كبري وست كبرية ومعامه اكئن هالىم مقدرتش أأحدد‬
‫كينونته برصاحة‬
‫قال وادلها بعدم فهم ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامه تقصدى ايه ؟‬
‫‪ -‬اباب أأان مش موافقة متاما عىل الاكئن الىل امسه "وائل" ده‬
‫‪ -‬ليه اي بنىت ده اجلدع طيب وابن حالل وظروفه كويسه وكامن شغهل مضمون ىف رشكة أأبوه وشقته‬
‫موجودة‬
‫قاطعته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش ده لك حاجه اي اباب ىف حاجات كتري أأمه من ان العريس يكون جاهز وعنده شقة ويبقبض‬
‫مرتب كويس ‪ ..‬واحلاجات دى أأان ملقهتاش فيه اطالقا‬
‫قال وادلها بشئ من احلزم ‪:‬‬
‫يك اي بنىت وكامن ‪...‬‬ ‫‪ -‬بس الودل رش ِ‬
‫قاطعته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب انت عايز تعمل معااي زى ما معلت مع "ايمسني" ؟‬
‫هبت ا ألب ومصت فأأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬غصبهتا اهنا تتجوز واحد ىه مش مرحتاهل بس جملرد انه جاهز وعريس مناسب من وهجة نرر‬
‫حرضتك‬
‫أأطرق ا ألب وقد دمعت عيناه وظهر عىل مالحمه ا ألىس ‪:‬‬
‫معاك حق اي بنىت ‪ ..‬أأان الىل جنيت عىل بنىت‬ ‫‪ِ -‬‬
‫اقرتبت منه "رهيام" وقد ندمت عىل ما تفوهت به ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اسفه اي اباب مكنش قصدى وهللا ‪ ..‬حقك عليا‬
‫نرر الهيا وادلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امسعى اي "رهيام" أأان مش ممكن أأغلء نفس الغلطة مرتني لو مش مرحتاهل اي بنىت خالص يغور ىف‬
‫داهية‬
‫‪ -‬ايوة اي اباب مش مرحتاهل‬
‫‪ -‬خالص اي حبيبىت متشليش مه‬
‫عانقته "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليك ليا اي اباب ‪ ..‬ومتقلقش ان شاء هللا "ايمسني" هتخلص من الىل امسه "مصطفى" ىف‬
‫اقرب وقت‬
‫‪ -‬عىل هللا اي بنىت ‪ ..‬عىل هللا‬

‫*********************‬

‫حتدد ميعاد اس امتع القاىض لشكوى "ايمسني" وابلطبع سيتواجد "مصطفى" للرد عىل ما تقدمت‬
‫"ايمسني" ىف حقه ‪ ..‬حزنت عندما علمت أأنه ىف نفس يوم كتب كتاب "سامح" لكن احملاىم طمئهنا‬
‫بأأنه اجراء روتيين ولن يأأخذ وقتا ‪ ..‬اكنت تثق ىف احملاىم اىل حد كبري واكن يبث فهيا دامئا روح‬
‫التفائل وا ألمل ‪ ..‬وىف املوعد احملدد شعرت ابلكثري من الارتباك والتوتر وىه تعرب أأروقة احملمكة مع‬
‫احملاىم ‪ ..‬فهذه ىه املرة ا ألوىل اليت سرتى فهيا "مصطفى" من بعد تكل الليةل الىت اعتدى علهيا فهيا‬
‫بوحش ية ‪ ..‬ظلت تس تغفر رهبا وترجوه أأن هيون علهيا ما ىه فيه ‪ ..‬مث ر أأته أأماهما قادم ىف اجتاهها مع‬
‫حماميه خفق قلهبا بشدة وودت الهرب من أأمامه ‪ ..‬اكن يوجه الهيا نررات رشسه واحلقد ميلء عينيه‬
‫‪ ..‬أأشاحت بوهجها عنه فهىى ال تريده أأن ينجح ىف توتر أأعصاهبا ‪ ..‬حان املوعد ودخلت مع حمامهيا‬
‫ومع "مصطفى" وحماميه ووقفوا مجيعا أأمام القايض ‪ ..‬طلب مهنا القاىض رشح ما تقدمت به ىف‬
‫شكواها قصت عليه لك ما حدث منذ أأن علمت خبيانته وحىت رضبه لها ‪ ..‬تعمدت أأال تنرر اىل‬
‫"مصطفى" وذلكل اكنت تتحدث بقوه وثقه ‪ ..‬بعدما أأهنت حديهثا شعرت بصدرها يعلو وهيبء برسعة‬
‫و أكهنا انهتت من س باق للعدو ‪ ..‬وجه القاىض سؤاهل اىل "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مسعت اي " مصطفى" شكوى زوجتك ضدك ‪ ..‬ايه ردك عىل الكهما ؟‬
‫حانت من "مصطفى " التفاته اىل "ايمسني" قبل أأن يتحدث فالتقت نرراهتا الواثقه بنرراته املتحدية‬
‫ونرر اىل القاىض قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بنفى لك الىل ىه قالته اي حرضة القاىض‬
‫شعرت "ايمسني" ابلتوتر لكهنا تذكرت الكم احملاىم بأأنه من املتوقع أأن يلجأأ زوهجا للكذب‬
‫قاهل هل القاىض ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انت مرضبهتاش ؟‬
‫‪-‬قال "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل رضبهتا بس مش للسبب الىل ذكرته‬
‫‪ -‬أأمال رضبهتا ليه ؟‬
‫‪ -‬عشان ملا كنت مسافر عرفت اهنا اكنت عىل عالقة بواحد اتىن طول فرتة سفرى‬
‫شعرت "ايمسني" و أكن صاعقة رضبت بر أأسها ‪ ..‬التفتت اىل "مصطفى" ىف حده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬كداب‬
‫نرر الهيا بسخرية مث وجه حديثه اىل القاىض قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده الىل وصلىن عهنا و أأان مسافر اكنت بتس تغل سفرى عشان تقابل حبيهبا ىف بييت ‪ ..‬وملا عرفت‬
‫اجتننت طبعا ورضبهتا بدون ما أأحسن بنفيس‬
‫تساقطت العربات عىل وجنتهيا وىه تشعر ابلقهر والرمل ووهجت الكهما اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتقى ربنا ‪ ..‬ده قذف حمصنات ‪ ..‬مش خايف منه ؟‬
‫نت عارفه كويس اىن مش كداب والقاىض هيجبىل حقى منك‬ ‫‪ -‬بالش دموع ومتثيل ا ِ‬
‫وهنا تدخل حماىم "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضة القاىض احنا برنفض الادعاء الىل وهجه زوج مولكىت وبطالب ابجراء كشف عذريه وكامن‬
‫هرنفع دعوة سب وقذف وتشهري بسبب الالكم الىل وهجه لهيا دلوقيت‬
‫وجه القاىض حديثه اىل "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عندك شهود بالكمك ده‬
‫‪ -‬أأيوة عندى طبعا ‪ ..‬أأىم ربنا خيلهياىل‬
‫ابتسمت "ايمسني" بسخرية وىه تقول ىف نفسها (حس يب هللا ونعم الوكيل فيكو انتو االتنني)‬
‫انهتت املقابةل بعد حتديد معاد أأول جلسه والسامع اىل الشهود من الطرفني‬
‫خرجت "ايمسني" من احملمكة و أأرسعت ابيقاف س يارة أأجرة وذهبت اىل مزنل "سامح" الىت وعدهتا‬
‫بأأن تساعدها ىف هذا اليوم ‪ ..‬اكنت تتحرك بأليه وىه غري مدركة للك ما يدور حولها ‪ ..‬اكنت تشعر‬
‫ابلقهر والرمل ‪ ..‬مل تكن تدرى كيف يس تطيع خشص مثل "مصطفى" أأن يدعى ما ادعاه دون أأن‬
‫خياف هللا ‪ ..‬كيف يأأمن مكر هللا ‪ ..‬يكف ينام ملء جفونه وهو ظامل لعبد من عباد هللا ‪ ..‬كيف ال‬
‫خيىش ما أأعده هللا من العذاب لقاذف احملصنات ‪ ..‬أأى رجل هذا اذلى تزوجته ‪ ..‬بل أأى ذكر هذا‬
‫‪ ..‬فلك رجل ذكر وليس لك ذكر رجل ‪ ..‬حاولت نفض تكل ا ألحاديث من ر أأسها وحاولت االندماج‬
‫مع ما حييء هبا من جو مهبج‬

‫***********************‬
‫اكنت "سامح" تبدو أكمرية صغريه ووهجها يشع نورا و أأضافت حضاكهتا الصافية عىل وهجها املزيد من‬
‫التأألق ‪ ..‬حان موعد كتب الكتاب ‪ ..‬اكنت "ايمسني" ىف املطبخ تعد صواىن التقدمي وترص ما هبا من‬
‫أأطباق ‪ ..‬مصمت طوال اليوم أأن هتمت ىه بأأمور املطبخ وابجناز ما حيتاجونه من أأعامل لترصف ذههنا‬
‫عن التفكري ىف "مصطفى" وقضيهتا ‪ ..‬مسعت ىف اخلارج الزغاريد بعدما حرض املأأذون ‪ ..‬ابتسمت ال‬
‫شعوراي وىه تتخيل فرحة صديقهتا الن ‪ ..‬دخلت "رهيام" اىل املطبخ وحسبهتا من ذراعها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬سيبك من الىل بتعمليه ده دلوقىت وتعاىل هيكتبوا الكتاب‬
‫خرجت "رهيام" مرسعة وىه تسحب "ايمسني" خلفها ‪ ..‬أأزاحتا طرف الس تارة الىت اكنت تفصل بني‬
‫الردهة وبني الصالون ‪ ..‬ابتسمت الفتااتن ونررات اىل بعضهام البعض ‪ ..‬اكنت "سامح" ترمس عىل‬
‫وهجها ابتسامة صغريه تىش مبا يعمتل داخل قلهبا من فرحة ‪ ..‬حانت التفاته من "سامح" فتالقت‬
‫نرراهتا مع نررات "ايمسني" واتسعت ابتسامهتا حركت "ايمسني" شفتهيا بدون صوت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك‬
‫فهمت "سامح" ما قالت حفركت شفتهيا ىه ا ألخرى قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عقباكل‬
‫بد أأ املأأذون ىف بدء مرامس العقد ‪ ..‬اكن احلارضون نفر معدودون عىل ا ألصابع ‪ ..‬وادل "سامح"‬
‫ووادلهتا ومعها واثنان من خاالهتا وابلطبع "رهيام" و "ايمسني" أأما من طرف العريس صديق وادل‬
‫" أأمين" منذ الصغر و "كرم" ‪ ........‬و ابلطبع "معر"‬
‫‪ ..‬اكنت نررات "ايمسني" مصوبه عىل "سامح" ‪ ..‬الابتسامه تعلو شفتهيا بد أأت املرامس وانهتت جبمةل‬
‫( قبلت زواهجا)‬
‫تذكرت "ايمسني" تكل امجلةل وىه تسمعها من مف "مصطفى" يوم عرسها فأأعادت تكل اذلكرى املزيد‬
‫من الشجون الهيا فالتفتت لهترب اىل املطبخ لتخفى دمعه اكدت أأن تسقء من عينهيا ‪ ...‬اكن شهود‬
‫العقد هام "معر" و مع "سامح" ‪ ..‬تعالت الزغاريد مرة أأخرى ‪..‬‬
‫دخلت وادلة "سامح" املطبخ وقالت ل "ايمسني" ‪:‬‬
‫نت تعبىت أأوى الهناردة أأان و"رهيام" هنقدم احلاجة اقعدى ا ِ‬
‫نت اراتىح‬ ‫‪" -‬مسسم" كفاية ا ِ‬
‫ابتسمت "ايمسني" الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متقوليش كدة اي طنء وهللا أأان فرحانه جدا ل "سامح" ومن فرحىت مش عارفه امعل ايه وال ايه‬
‫ربتت وادلة "سامح" عىل ظهرها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اي حبيبىت ‪ ..‬ربنا خيليكوا لبعض ويرزقك اببن احلالل الىل يعوضك‬
‫اختفت ابتسامة "ايمسني" وحاولت تغيري املوضوع قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك خدى الصنية بتاعة الرجاةل قدمهيا و أأان هقدم الصنية التانية للس تات‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت هاتهيا تسمل ايدك‬
‫تناولت أأم "سامح" الصنية من "ايمسني" وخرجت لتقدميها اىل الضيوف ‪ ..‬رأى "معر" وادلة‬
‫"سامح" وىه هتم بتقدميها فأأرسع يأأخذها مهنا وابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عنك اي طنء‬
‫ابتسمت هل وادلة "سامح" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تسمل ‪ ..‬انت صاحب " أأمين" مش كدة‬
‫‪ -‬أأيوة تقدرى تقوىل احنا اكرت من الاخوات‬
‫‪ -‬ربنا خيليكوا لبعض خندمك يوم فرحك ان شاء هللا‬
‫‪ -‬متشكر‬
‫قام "معر" بتقدمي اجلاتوه واملرشوب اىل الرجال‬
‫‪ ..‬خرجت "ايمسني" وراهئا واجتهت حيث جتلس النساء وقدمت الهين ما حتمهل ‪ ..‬وعندما اقرتبت‬
‫من "سامح" ابتسمت لكتاهام ل ألخرى ‪ ..‬أأشارت لها "سامح" ابالقرتاب فاقرتبت مهنا "ايمسني"‬
‫فقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ابركيىل بقيت مودام‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي مودام ‪ ..‬عقبال ما أأشوفك ىف الفس تان ا ألبيض ان شاء هللا‬
‫انهتىى "معر" من هممة التقدمي فالتفت ليضع الصنية ىف ماكن ما أأو يعطهيا لشخص ما ‪ ..‬ر أأى فتاة‬
‫حتمل صنية التقدمي الفارغة وتتوجه اىل املطبخ فأأوقفها ومد يده ابلصنيه الىت حيملها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت خدى دى ِ‬
‫معاك‬
‫التفتت هل "ايمسني" دون أأن تنرر اليه ‪ ..‬عقد "معر" ما بني حاجبيه وهو ينرر الهيا متذكرا اايها ‪..‬‬
‫نعم اهنا ىه ‪ ..‬الفتاة الىت صدهما بس يارته منذ فرتة ‪ ..‬تفرس فهيا ليتأأكد من أأهنا ىه نفسها ‪ ..‬أأيقن أأنه‬
‫مل خيطئ ىه نفسها تكل الفتاة الىت صدهما وتسبب ىف كرس ساقها ‪ ..‬أأخذت "ايمسني" منه الصنية‬
‫دون أأن تنرر اليه ودون أأن تتفوه ببنت شفه‬
‫أأعادت لكتاهام اىل املطبخ مث خرجت مرة أأخرى لتجلس عىل أأحد املقاعد ىف هدوء ‪ ..‬اس تعادت‬
‫ذكرايت احملمكة مرة أأخرى ‪ ..‬اكنت هترب من تكل اذلكرى طوال اليوم لكهنا عادت الهيا لتعكر صفو‬
‫مزاهجا ‪ ..‬اكنت ترى امجليع من حولها مبتسام سعيدا ضاحاك ‪ ..‬لكهنا اكنت ىف عامل أأخر ودنيا أأخرى ‪..‬‬
‫ترى هل ستس تطيع احلصول عىل الطالق ؟ ‪ ..‬ترى ماذا س يكون رد فعل مصطفى ؟ ‪ ..‬هل‬
‫س يرتكها لتنعم حبياهتا ؟ ‪ ..‬أأم يبقى ش بحا يطاردها ويعكر صفو حياهتا ‪ ..‬ماذا ان خرست القضية‬
‫هل س يجربها عىل العيش معه ؟ ‪ ..‬كيف ستتحمل ذكل ؟ ‪ ..‬ىه ال تطيق جمرد ذكر امسه ‪ ..‬امسه‬
‫بني شفاهها اكلس باب ابلنس بة لها ‪ ..‬تهندت ىف حرسة ولفت ذراعها حول جسدها و أأس ندت خدها‬
‫بقبضة يدها ‪ ..‬اكنت تنرر اىل ا ألرض أأماهما غري واعية ملا يدور حولها من أأحاديث ‪ ..‬حانت من‬
‫"معر" التفاته الهيا ‪ ..‬ربء عىل الفور بني امسها والامس اذلى ذكره " أأمين" وقال اهنا أأقرب صديقات‬
‫خطيبته وتذكر مشلكهتا مع زوهجا اذلى خاهنا بعد شهر من الزواج ‪ ..‬دقق ىف مالحمها وتبني تكل‬
‫الكدمات الىت تقع عىل جبيهنا واجلرح جبانب شفهتا العليا ‪ ..‬تهند ىف أأىس كيف يس تطيع رجل رضب‬
‫زوجته وترك تكل الكدمات عىل جسدها ‪ ..‬بل كيف يكون وضيعا دلرجة أأن خيوهنا وىف شهر‬
‫العسل ‪ ..‬وجدها حزينه هادئة كزهرة احلائء الىت تزينه ىف مصت ‪ ..‬تساءل ىف نفسه ‪ ..‬اىل أأى‬
‫مدى وصلت ىف قضيهتا ‪ ..‬هل حتدثت اىل ا ألس تاذ "شوىق" ابلفعل ‪ ..‬هل طلبت اخللع ابلفعل أأم‬
‫عادت اىل زوهجا مرة أأخرى ‪ ..‬حانت منه اتفاته اىل يدها فوجدها خاليه من أأى دبهل تطوق أأصابعها‬
‫‪ ..‬أأعاد النرر اىل وهجها ليجد عينهيا تلمع بعربه هتدد ابلسقوط ‪ ..‬شعر اب ألىس حلالها ‪ ..‬عندها تقدمت‬
‫حنوها الفتاة الىت رأها ىف املستشفى والىت اكنت تبحث عهنا ابكية ‪ ..‬قالت "رهيام ل "ايمسني" ‪:‬‬
‫نت كويسة‬‫‪" -‬ايمسني" ا ِ‬
‫رفعت "ايمسني" نررها اىل أأخهتا وقالت بصوت خمتنق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايزة أأمىش اي "رهيام" حسه اىن خمنوقة أأوى‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت و "سامح"‬
‫التفتت اىل صديقهتا لتجدها تتحدث مع زوهجا والابتسامة تعلو شفتهيا فالتفتت اىل أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا مش هتالحظ غياىب استىن بس هقول لطنء اىن ماش ية‬
‫وجدها "معر" تهنض وتتحدث قليال مع وادلة "سامح" ‪ ..‬مث عانقهتا وادلة "سامح" وغادرت مع الفتاة‬
‫الىت مخن أأهنا أأخهتا ‪ ..‬اتبعها "معر" حىت فتحت ابب البيت وغادرت ىف مصت‬

‫***********************‬

‫عادت ا ألختان اىل البيت وقبل صعودهام قالت "ايمسني" ‪:‬‬


‫‪ -‬هو ىف عشا فوق‬
‫‪ -‬مش عارفه أأعتقد أل‬
‫نت اس بقيين هروح أأجيب حاجه من السوبر ماركت‬ ‫‪ -‬طيب اطلعى ا ِ‬
‫‪ -‬أأىج ِ‬
‫معاك ؟‬
‫‪ -‬ال مفيش داعى مش هتأأخر‬
‫ذهبت "ايمسني" اىل السوبر ماركت أأمام البيت وابتاعت منه طعام للعشاء و أأثناء عودهتا ومبجرد أأن‬
‫خطت أأول خطوة لصعود ادلرج وجدت يد تلتف بقوة عىل ذراعها التفتت واكدت أأن تشهق بقوة‬
‫وىه ترى "مصطفى" أأماهما فأأرسع "مصطفى" ليغطى مفها بيده و أألصق ظهرها عىل احلائء ونرر الهيا‬
‫برشاسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتتحديين اي "ايمسني" ‪ ..‬أأان هعرفك ‪..‬حىت لو القاىض طلقك مىن مش هسيبك ىف حاكل اي‬
‫"ايمسني"‬
‫حاولت الرصاخ لكنه زاد من ضغء يده عىل مفها واقرتب مهنا بشدة وتفرس ىف وهجها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬راحه تفضحيين وترفعى عليا قضية خلع وممكلناش شهر جواز ‪ ..‬فضحتيين وسء الناس مبقتش‬
‫عارف ارفع عيين فهيم ‪ ..‬وكامن راحة تقوىل انك لسه بنت‬
‫رصخ فهيا بغضب هادر قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتنازىل عن القضية وارجعى البيت والا اي "ايمسني" وعزة جالل هللا لتشوىف مىن الىل معرك ما‬
‫شوفتيه ىف حياتك‬

‫تساقطت العربات عىل وجنتهيا وتصاعدت شهقات باكهئا اكدت أأن متوت من الرعب ‪..‬وجفاة مسعا‬
‫صوات لشخص يزنل من ا ألعىل فأأرسع "مصطفى" وغادر البناية ‪ ..‬وقفت وجسدها يرتعش بشدة‬
‫ودموعها تزنل اكلشالل ‪ ..‬وجدت احدى جاراهتا تزنل فقالت لها بلوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده ماكل اي "ايمسني" ىف ايه اي بنىت ؟‬
‫مل جتيهبا "ايمسني" بل أأرسعت جترى عىل ادلرج وفتحت ابب الشقة و أأغلقته برسعة ووقفت خلفه‬
‫تبىك وىه ترجتف بشدة‬

‫************************‬

‫مر ا ألس بوع رسيعا ‪ ..‬وحان موعد زفاف "سامح" ‪ ..‬اعتذرت "ايمسني" عن حضور الفرح مفنذ تكل‬
‫الليةل الىت هامجها فهيا "مصطفى" مل ترى الشارع ولو ملرة بل أأهنا اكنت ختىش أأن تفتح ش باك جحرهتا‬
‫لئال تراه واقفا ىف الشارع أأماهما ‪ ..‬ابلطبع تفهمت "سامح" موقف صديقهتا حزنت كثريا من أأجلها‬
‫ودعت لها أأن خيلصها هللا منه ىف أأقرب وقت ‪ ..‬مر اليوم عىل خري وزفت "سامح" اىل عريسها‬
‫وانطلقت معه اىل عش الزوجية ىف املنصورة‬

‫*************************‬

‫بعد مرور اس بوع عىل الفرح وىف ذات يوم اكن "معر" جالسا عىل اريكة ىف بيت املزرعة واضعا‬
‫أأمامه منضدة علهيا اوراق وملفات يراجعها عندما مسع صوت طرقات الباب فقال ‪:‬‬
‫‪-‬اتفضل‬
‫دخلت "صفية" حامةل صنية صغرية موضوع علهيا شاى وطبق من الكعك احملىل ‪ ..‬وقفت أأمامه قائهل‬
‫بغنج ‪:‬‬
‫‪ -‬معلتكل شاى اي يس "معر"‬
‫قال دون أأن يرفع عينيه عن ا ألوراق الىت ىف يده ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكر اي "صفية" بس أأان مطلبتش شاى‬
‫ابتسمت هل قائهل بدلع ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه ‪ ..‬بس لقيتك ملكتش كويس ىف الغدا قولت أأجيبكل شاى وشوية كحك عىل ما أأحرضكل‬
‫العشا‬
‫قال وهو مازال ينرر اىل ا ألوراق ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب متشكر حطيه عندك‬
‫أأثنت قامهتا لتضع الشاى أأمامه وعيناها تراقبان عينيه ‪..‬تعمدت أأن تبطئ من حركهتا ‪ ..‬فرفع "معر"‬
‫نرره ليصطدم بفتحه جلباهبا والىت اكنت أأكرب من الالزم ‪ ..‬أأمكل صعودا بعينيه ونرر اىل عينهيا حبده‬
‫مث أأعاد النرر اىل الورق أأمامه ‪ ..‬ابتسمت "صفية" بعدما حققت هدفها و أأخذت تهتادى ىف مشيهتا‬
‫وىه تغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها ‪..‬‬
‫حملها "عويس" وىه خترج من بيت املزرعة فهب واقفا يعرتض طريقها قبل أأن تدخل غرفهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ِ -‬‬
‫كنت فني السعادى‬
‫‪ -‬يوه ‪ ..‬كنت ىف بيت املزرعه ما انت شايفين واان انزةل من هناك‬
‫‪ -‬ىف الوقت ده بهتبىب ايه هناك‬
‫قالت بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬هكون بعمل ايه يعين حبرض العشا ليس "معر" وبوضبهل فرش ته‬
‫‪ -‬طيب ‪ ..‬بس ابقى خلىص شغكل بدرى مفيش داعى تتأأخرى حلد السعادى‬
‫ازاحته بيدها ودخلت اىل غرفهتام ‪ ..‬ظل "عويس" يتقلب ىف فراشه و أكنه انمئ عىل مجر ‪..‬اكن يشك‬
‫كثريا ىف ترصفات زوجته ‪ ..‬لكنه مل يس تطع أأن ميسك علهيا شيئا ‪ ..‬لكن الشك اكد أأن يدمر عقهل ‪..‬‬
‫فعزم عىل مراقبهتا ‪ ..‬وبعد ليلتني شعر هبا وىه تغادر الفراش فتراهر ابلنوم ‪ ..‬وجدها تفتح ابب‬
‫الغرفة هبدوء وتغلقه خلفها قام مرسعا ولبس جلبابه ‪ ..‬وفتح الباب قليال وجدها تفتح البوابة وخترج‬
‫مهنا وتضع جحرا صغريا حىت ال تغلق البوابة ابحاكم ‪ ..‬أأرسع مبغادرة غرفته وحلق هبا ‪ ..‬ترك بيهنا وبينه‬
‫مسافة حىت ال تشعر به ‪ ..‬اكن الشك قد متكل منه و أأصبح يقينا ‪ ..‬شعر ابدلماء تتصاعد برسعة اىل‬
‫ر أأسه حىت اكد أأن ينفجر ‪ ..‬وجدها تدلف اىل بيت قدمي مكون من طابق واحد ال يبعد كثريا عن‬
‫املزرعة ‪ ..‬دخلت واغلقت الباب اخلشب وراهئا ‪ ..‬أأخذ يلف ويدور حول البيت عهل جيد فتحه ما ‪..‬‬
‫و أأخريا وجدها فتحه صغريه ىف اجلدار ‪ ..‬صوب عينيه اجتاهها وهاهل ما ر أأى ‪ ..‬زوجته "صفية " تقف‬
‫معانقة رجال يوليه ظهره تفرس ىف وهجها وىه تبتسم ذلاك اذلى تقف أأمامه ويتحداثن معا ‪ ..‬مسع‬
‫صوت حضاكهتا العالية فازداد افراز ا ألدرينالني ىف دمه ‪ ..‬وىف اللحرة التالية وجد الرجل وهو حياول‬
‫فتح أأزرار جلباهبا فاستشاط غضبا وظل يدور حول نفسه اكلطري املذبوح ‪ ..‬التفت حوهل فوجد‬
‫أأمامه جريكن كبري فأأرسع حنوه وفتح غطائه ومش الراحئة النفاذة املتصاعده منه فلمعت عيناه وهب‬
‫واقفا و أأخذ يدو حول البيت ويفرغ حمتوايت اجلريكن عىل جدرانه من اخلارج وبعدما انهتىى أأخرج علبة‬
‫ثقاب من جيبه و أأشعل عودا ونرر اليه مث نرر اىل البيت وبصق عليه مث ‪ ......‬ىف حلرة اش تعلت‬
‫النريان ىف البيت ووقف رافعا ر أأسه منتش يا بفعلته فها ىه زوجته اخلائنة تكتوى بنريان اخلطيئة ‪..‬‬
‫أأرسع يعدو مبتعدا غري عابئا بأأصوات الرصاخ الىت تصاعدت من خلفه ‪....‬‬

‫البارت التاسع عرشة‬

‫بعد مرور "شهر" عىل زفاف " أأمين" و "سامح" ‪ ..‬عاد " أأمين" اىل معهل ىف املزرعة بعد انقطاع‬
‫‪ ..‬أأقبل عىل "معر" اذلى اكن يقف أأمام احدى ا ألجشار يتفحص جودة مثارها ‪:..‬‬
‫‪ -‬ايه اهلمة والنشاط دول لكهم اي ابمشهندس‬
‫انفرجت أأسارير "معر" عندما رأى صديقه " أأمين" فرتك ما بيده و أأقبل عليه معانقا اايه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اهال ابلعريس الىل ما صدق يتجوز عشان هيرب مننا‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهو العريس رجعلكوا اتىن وهريجع يتفرم اتىن ىف شغل املزرعة‬
‫‪ -‬طيب يال عشان ىف شغل كتري مس تنيك‬
‫‪ -‬طيب سبىن أخد نفيس ا ألول‬
‫سار الصديقان معا يتحداثن ىف أأمور املزرعة ‪ ..‬وجفأأة سأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح اي " أأمين" بقاىل فرتة عايز أأسأأكل عىل حاجه بس اتلبخنا مبوضوع فرحك‬
‫‪ -‬خري اي "معر"‬
‫‪-‬صاحبة مراتك معلت ايه ىف مشلكهتا‬
‫قال " أأمني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬صاحبة مراىت مني‬
‫‪" -‬ايمسني" الىل خدت مىن رمق ا ألس تاذ "شوىق" عشاهنا‬
‫‪ -‬أأأه‬
‫‪ -‬معلت ايه لكمته ؟ رفعت القضية فعال وال رجعت جلوزها ؟‬
‫‪ -‬ترجع ايه هو ده راجل أأصل ده انسان مريض ايرب ختلص منه عىل خري‬
‫سأأهل "معر" مس تفهام ‪:‬‬
‫‪ -‬رفعت القضة يعين‬
‫‪ -‬أأيوة رفعهتا ومنتررين احلمك ىف القضية‬
‫أأطرق "معر" بر أأسه مث مصت ‪ ..‬حنت من " أأمين" التفاته اىل اجلبرية الىت حتيء بذراع "معر"‬
‫اليرسى فأأشار الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هتفك اجلبس امىت ؟‬
‫‪ -‬املفروض خالص اكم يوم و أأفكه و أأبد أأ العالج الطبيعي ان شاء هللا‬
‫‪ -‬متقلقش ان شاء هللا هتبقى زى الفل‬
‫انتبه " أأمين" لكف "معر" ا ألمين فأأشار اليه وهتف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه احلرق الىل ىف ايدك ده اي "معر"‬
‫توتر "معر" وتغريت تعبريات وهجه مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع مش حابب أأفتكره ‪ ..‬هبقى أأحكيكل بعدين‬
‫سأأهل " أأمين" بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع ايه ده اي "معر" ‪ ..‬خري ايه الىل حصل‬
‫قال "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" قفل عىل املوضوع ده دلوقىت‬
‫استسمل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص برحتك‬

‫***********************‬
‫دخلت وادلة "مصطفى" غرفته لتجده مس تلقيا عىل الرسير وهو شارد ‪ ..‬فقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬اه خليك قاعد كده ومراتك دايره عىل حل شعرها‬
‫هب جالسا عىل الرسير وصاح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هنخلص ىف يومنا ده‬
‫‪ -‬الناس لكت وش نا ‪ ..‬أأان مش عارفه أأقوهلم ايه ‪ ..‬مراتك فضحتنا وجرستنا وسء الناس‬
‫صاح "مصطفى" غاضبا ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين عايزاىن امعل ايه دلوقىت‬
‫‪ -‬أأان لو منك كنت جبهتا من شعرها وحبس هتا ىف البيت وخملهتاش تشوف الشارع طول معرها ‪..‬‬
‫وتبقى عامةل زى البيت الوقف و مذلوهل كده ال ىه طايهل جواز وال طالق‬
‫‪ -‬حاولت كتري ارجعها ومش راضيه‬
‫صاحت أأمه ىف غل ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم ترجعها ‪..‬حىت لو غصب عهنا ‪ ..‬عايز الناس تقول ايه معرفش ميىش لكمته عىل مراته ‪ ..‬مش‬
‫كفايه القضية الىل رفعهتا عليك والكهما اهنا لسه بنت ‪ ..‬فضيحتك بأأت عىل لك لسان‬
‫غادر الغرفة وهو يصيح ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬س بيىن ىف حاىل بأأه أأان مش انقصك ا ِ‬
‫نت كامن‬

‫***********************‬
‫اكنت "ايمسني" جالسه عىل فراشها تقر أأ وردها عندما دق جرس الباب ‪ ..‬اكنت ىف ذكل اليوم‬
‫مبفردها ىف املزنل ‪" ..‬رهيام" ىف اجلامعة ‪ ..‬ووادلها اكلعادة جيلس مع أأصدقائه عىل املقهىى اذلى ال‬
‫يبعد كثريا عن البيت ‪ ..‬تركت مصحفها وهنضت لتنرر من القادم ‪ ..‬مبجرد أأن وصلت اىل الباب‬
‫وجدت ورقة مطوية موضوعه أأسفهل يرهر نصفها ‪..‬اقرتبت من الباب خبفه ونررت ىف العني السحرية‬
‫لكهنا مل جتد أأحد ‪ ..‬احننت لتلتقء الورقة وفتحهتا بقلق وقر أأت ما بداخلها‬
‫(اذا كنىت فكرة اىن هسيبك ىف حاكل تبقى غلطانه ‪ ..‬أأان ممكن أأمعل حاجات متخطرش بباكل ‪..‬‬
‫امسعى الالكم ابذلوق أأحسن ‪ ..‬مس تنييك )‬
‫قفز قلهبا داخل صدرها ‪ ..‬أأى رجل هذا ‪ ..‬أألن يرتكها وشأأهنا أأبدا ‪ ..‬أأرسعت اىل غرفهتا و أأحرضت‬
‫هاتفها واتصلت ابحملاىم ‪ ..‬بعد فرتة من الرنني رد احملاىم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫‪ -‬السالم عليمك اي أأس تاذ "شوىق"‬
‫‪ -‬وعليمك السالم أأهال اي مدام "ايمسني"‬
‫قالت بصوت مهتدج ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك ‪ ..‬أأان دلوقىت لقيت ورقة من "مصطفى" ساهبا حتت الباب‬
‫‪ -‬الورقة ِ‬
‫معاك‬
‫‪ -‬ايوة معااي‬
‫‪ -‬طيب متام احتفرى بهيا وعدهيا عليا ىف املكتب عشان نطلب مضها مللف القضية‬
‫قالت بصوت أأوشك عىل الباكء ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اباب هييجي و أأنزل أأان وهو ونعدهيا عىل حرضتك ‪ ..‬بس هو أأان مش هخلص منه بأأه ‪ ..‬أأان‬
‫تعبت أأوى وعىل طول خايفه ومرعوبة‬
‫‪ -‬متقلقيش ان شاء هللا القضية هتخلص قريب وساعهتا هرتاتىح منه ان شاء هللا ‪ ..‬هو الىل خمليه‬
‫بيترصف جبر أأه كده انك لسه عىل ذمته‬
‫‪ -‬ايرب أأخلص منه و أأراتح بأأه‬
‫‪ -‬ان شاء هللا ‪ ..‬بس الصرب‬
‫‪ -‬متشكرة أأوى اي أأس تاذ "شوىق" وأسفه بتعبك معااي ‪..‬‬
‫‪ -‬ال أأبدا مفيش حاجة ‪ ..‬مع السالمة‬
‫‪ -‬مع السالمة‬
‫أأغلقت "ايمسني" هاتفها و أأخذت تس تغفر رهبا ‪ ..‬اكنت تعمل فضل االس تغفار ذلكل عودت لساهنا ىف‬
‫الفرتة ا ألخرية أأال يفرت لساهنا عنه ‪ ...‬اكنت تذكر نفسها بفضل الاس تغفار دامئا وحبديث النيب صىل‬
‫هللا عليه وسمل ‪ :‬من لزم الاس تغفار جعل هللا هل من لك مه فرجا‪ ،‬و من لك ضيق خمرجا‪ ،‬ورزقه‬
‫من حيث ال حيتسب‬
‫فرلت تس تغفر رهبا حىت عاد وادلها من اخلارج فوجدته مستندا اىل أأحد أأصدقائه ال يقوى عىل‬
‫السري وحده ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابلهلع فطمأأهنا الرجل اذلى معه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش اي بنىت الضغء بس عىل عليه شوية‬
‫قالت "ايمسني" بلوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ايه الىل حصل ؟‬
‫‪ -‬مفيش اختانق مع ِ‬
‫حامك عىل القهوة‬
‫نررت حبرسة اىل وادلها اذلى متدد عىل فراشه ىف اعياء ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بس كدة اي اباب ‪ ..‬حصتك ابدلنيا وانت عارف ان الانفعال بيعليكل الضغء‬
‫أأعطاها الرجل ش نطه هبا بعض ا ألدوية وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬خليه ايخد ادلوا ده ىف معاده‬
‫مث وجه حديثه اىل وادلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يطمنا عليك اي "عبد امحليد" رحي نفسك ومتعملش جمهود خالص ‪ ..‬و أأان هبقى اتصل اطمن‬
‫عليك‬
‫‪ -‬شكرا اي "شكرى" متحرمش منك‬
‫خرج الرجل ‪ ..‬أأغلقت "ايمسني" الباب وجلست عىل الفراش جبوار وادلها تبىك بصمت ‪:‬‬
‫‪ -‬لك ده بسبيب‬
‫مضها وادلها اىل صدره قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل لك ده بسبيب أأان‬
‫رفعت "ايمسني" ر أأسها لتنرر اىل وادلها متسائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل خالك تتخانق معاه‬
‫ظهرت عالمات الغضب عىل ودهه ورد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ابن التييييييييت ده جه أأعد عىل الرتابزية الىل مجيب وفضل يلقح ابلالكم وقال ِ‬
‫عليك الكم ميتقلش‬
‫‪ ..‬مقدرتش أأمسك نفيس رمت هبيت فيه ومسكته من زمارة رقبته‬
‫أأطرق ر أأسها بأأىس قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حس يب هللا ونعم الوكيل فهيم ‪ ..‬ربنا هيجبىل حقى مهنم‬
‫نررت اىل وادلها لتجد عالمات الارهاق ابديه عىل وهجه فطلبت منه النوم مث دثرته بغطائه وتركته‬
‫يغء ىف نوم معيق ‪ ..‬خشيت أأن خترب وادلها ابلورقة الىت وجدهتا من "مصطفى" لئال يرتفع ضغطه‬
‫أأكرث ‪ ..‬فاتصلت بصديقهتا الىت هتون علهيا وتشد من أأزرها ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك ازيك اي عروسه‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ازيك اي "ايمسني" وحش تيين اوى اوى اوى‬
‫قالت "ايمسني" بتأأثر ‪:‬‬
‫كنت هنا كنت جيتكل ورميت نفيس‬ ‫نت أأكرت اي "سامح" لو تعرىف أأان حمتجاكل أأد ايه ‪ ..‬ايريتك ِ‬
‫‪-‬ا ِ‬
‫ىف حضنك‬
‫قالت "سامح" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف حاجه حصلت ؟ ‪ ..‬الزفت "مصطفى" ده هعمل حاجه اتىن‬
‫أأغلقت "ايمسني" ابب جحرهتا حىت ال يسمع وادلها وهتفت لصديقهتا ابكية ‪:‬‬
‫‪ -‬لقيته الهناردة سايبىل ورقة حتت ابب الشقة بهيددىن فهيا عشان أأرجعهل‬
‫‪ -‬حس يب هللا ونعم الوكيل فيه ‪ ..‬راجل معندوش دم‬
‫‪ -‬مش هرياتح الا ملا يكرسىن أأان عارفه‬
‫‪ -‬قوىل للمحاىم اي "ايمسني"‬
‫‪ -‬قولتهل ومنترر مىن الورقة الهناردة عشان هيحطها مع ملف القضية ‪ ..‬كنت انوية أأنزل مع اباب لكنه‬
‫رجع من بره ضغطه عاىل ومش قادر يقف عىل رجهل ‪ ..‬اختانق مع أأبو "مصطفى" عىل القهوة ‪ ..‬اباب‬
‫بيقول انه قال الكم وحش أأوى عين‬
‫قالت "سامح" حبنق ‪:‬‬
‫عليك ‪ ..‬ربنا خيلصك من‬ ‫‪ -‬ىه العيةل دى مفهياش حد بيخاف ربنا ‪ ..‬أأمه تشهد زور ‪ ..‬و أأبوه يتبىل ِ‬
‫العيةل دى عىل خري‬
‫قالت بصوت متعب ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب اي "سامح" ادعيىل ابهلل ِ‬
‫عليك ‪ ..‬حمتاجه دعائك أأوى‬
‫قالت "سامح" ىف حنو ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اي حبيبىت ‪ ..‬وهلل بدعيكل داميا ‪ ..‬خىل ابكل من نفسك‬
‫نت لسه عروسة بس حسيت اىن هتخنق لو‬ ‫نت كامن ‪ ..‬ومعلش بعكنن ِ‬
‫عليك مبشالكى وا ِ‬ ‫‪ -‬وا ِ‬
‫متلكمتش مع حد‬
‫عليك الىل بتقوليه ده احنا اخوات ‪ ..‬وربنا عامل انك شاغهل ابىل عىل طول ‪ ..‬معلش اي‬ ‫‪ -‬عيب ِ‬
‫"ايمسني" هانت بكره ختلىص منه وتنيس لك الىل فات‬
‫قالت "ايمسني" مبراره‪:‬‬
‫‪ -‬أأنىس ‪ ..‬مرنش اىن ممكن أأبدا أأنىس ‪ ..‬بس امحلد هلل عىل لك حال ‪ ..‬يال اسيبك تشوىف الىل‬
‫وراىك‬
‫‪ -‬مايش حبيبىت و أأان هتصل ابلليل أأطمن ِ‬
‫عليك‬
‫‪ -‬مايش اي "سامح" ‪ ..‬مع السالمة‬
‫‪ -‬مع السالمة‬

‫أأغلقت "سامح" الهاتف وتهندت ىف حرسة ‪ ..‬قال لها " أأمين" اجلالس جبوارها عىل ا ألريكة ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي حبيبىت ‪ ..‬حصل حاجه جديدة‬
‫نررت اىل زوهجا قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" مش راىض يسيب "ايمسني" ىف حالها‬
‫‪ -‬ليه ايه الىل حصل اتىن ؟‬
‫قصت عليه "سامح" ما حدث ‪ ..‬مث قالت بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خايفه عىل "ايمسني" أأوى ‪ ..‬من الواحض اهنم انس ميعرفوش ربنا ‪ ..‬يعين تتوقع مهنم أأى حاجه‬
‫طمئهنا " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش اي حبيبىت ‪..‬هشوفلها حل‬

‫*****************************‬

‫انتررت "ايمسني" عودة أأخهتا من اجلامعة و أأخربهتا مبا حدث من "مصطفى" وما حدث لوادلهام ‪..‬‬
‫طلبت مهنا "ايمسني" أأن تبقى مع وادلها حلني أأن تذهب اىل احملاىم ىف مكتبه لتعطيه الورقة الىت‬
‫وجدهتا ‪ ..‬قالت لها "رهيام" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب خدى اباب ِ‬
‫معاك‬
‫نت مشوفتيش اكن عامل ازى ‪ ..‬مكنتش قادر يقف عىل رجهل ‪ ..‬لو عرف‬ ‫‪ -‬ازاى يعين اي "رهيام" ا ِ‬
‫مبوضوع الورقة هيتعب أأكرت‬
‫‪ -‬طيب أىج أأان ِ‬
‫معاك‬
‫نت مجبه و أأان مش هتأأخر‬ ‫خليك ا ِ‬‫‪ -‬ونسيب اباب لوحده ؟ ‪ ..‬افرىض تعب وال احتاج حاجه ‪ِ ..‬‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت خىل ابكل من نفسك‬
‫نت خىل ابكل من نفسك ومن اباب ومتفتحيش ألى حد و أأان أأما اىج هفتح ابلفتاح‬ ‫‪ -‬مايش وا ِ‬
‫‪ -‬مايش‬
‫خرجت "ايمسني" توهجت اىل مكتب احملاىم واذلى اكن يقع ىف منطقة هادئة ابملعادى ‪ ..‬أأعطته‬
‫الورقة وقر أأها وطمئهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الهتديد ده هيعزز موقفك ىف القضية ان شاء هللا ‪ ..‬و أأان متفائل جدا ان احلمك يكون من أأول‬
‫جلسه‬
‫قالت متفائةل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب‬
‫‪ -‬ال متقلقيش ان شاء هللا خري‬
‫انرصفت "ايمسني" وىه تشعر اب ألمل اذلى بثه اايها احملاىم ‪ ..‬اكنت الشمس قد قربت عىل املغيب‬
‫‪ ..‬و أأوشك الليل أأن يسدل أأس تاره عىل تكل البقعة الهادئة ‪ ..‬عندما شعرت "ايمسني" خبطوات‬
‫خلفها ‪ ..‬شعرت ابخلوف ‪ ..‬أأرسعت اخلطي ‪ ..‬فازدادت رسعة اخلطوات خلفها ‪ ..‬التفتت جفأأة‬
‫لتصطدم بوجه "مصطفى" أأطلقت رصخه عاليه وحاولت اجلرى ‪ ..‬لكنه حلق هبا ومكم فهمها وقال‬
‫بعنف ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاىل معااي من ساكت اي مدام‪ ..‬متفضحيناش أأكرت ما ا ِ‬
‫نت فضحاان‬
‫حاولت أأن تفلت منه لكهنا اكنت أأرق من أأن تس تطيع جماهبة "مصطفى" جرها جرا وهو مازال‬
‫مطبق عىل مفها ‪ ..‬حاولت الرصاخ فمل خيرج صوهتا ‪ ..‬حاولت الافالت فمل تس تطيع ‪ ..‬فتح‬
‫"مصطفى" ابب س يارته وحاول ادخالها ابلقوة ‪ ..‬عضت كفه الىت تطبق عىل مفها فأأبعد كفه متئلام‬
‫أأخذت ترصخ وترصخ ‪ ..‬لكنه أأطبق عىل مفها مرة أأخرى ‪..‬وصاح هبا ‪:‬‬
‫نت واقفة ماكنك‬ ‫‪ -‬ادخىل العربية من ساكت هلموتك وا ِ‬
‫من حسن حرها ‪ ..‬أأن خسر هللا لها شابني اكان يسريان ىف هذا الشارع ىف ذكل الوقت ر أأهتم‬
‫"ايمسني" حاولت الافتالت من "مصطفى" ‪ ..‬وهو مازال حياول اجبارها عىل ادلخول اىل الس يارة‬
‫أأفلتت مفها مرة أأخرى واندت الرجلني قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأرجوكوا احلقوىن عايز خيطفىن‬
‫أأرسع الشابني ابجتاههام وقال أأحدمه لـ "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬انت اي أأخينا بتعمل ايه‬
‫صاح "مصطفى" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت ماكل انت ‪ ..‬دى مراىت‬
‫نررا اليه الرجلني بشك فصاحت "ايمسني" ‪-‬ابعتبار ما س يكون‪: -‬‬
‫‪ -‬أل أأان مش مراته ‪ ..‬ده عايز خيطفى أأرجوكوا خلوه يس يبىن‬
‫نرر الشابني اىل بعضهام البعض وقال الخر لـ "مصطفى" بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬بتقول اهنا مش مراتك‬
‫صاح "مصطفى" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مراىت ‪ ..‬بس ىف مشلكة بينا وهتتحل‬
‫صاحت "ايمسني" ابكية ‪:‬‬
‫‪ -‬لو س يبتوه ايخدىن ذنيب ىف رقبتكو انتو‬
‫التفت الهيا "مصطفى" ليصفعها عىل وهجها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اخريس بأأه فضحتينا‬
‫صاح الشابني ىف "مصطفى" و أأقبلوا عليه ليخلصوا "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬مراتك وال مش مراتك الىل يتعامل كدة مع واحده ست يبقى حيوان ‪ .‬ومش هنسيبك اتخدها‬
‫غصب عهنا‬
‫سأألها أأحدمه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزه تروىح معاه اي أنسه‬
‫قالت ابكيه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬وهللا ده عايز خيطفىن‬
‫أأمسك أأحدهام بـ "مصطفى" وتعاراك معا ‪ ..‬أأما الشاب الخر فتوجه بـ "ايمسني" مرسعا و أأوقف‬
‫س يارة أأجرة وانترر حىت رحلت الس يارة مث عاد اىل صديقه وقال لـ "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬بتتشطر عىل واحدة ست‬
‫مث أأمسك االثنان بـ "مصطفى" و أأخذوا يكيلون هل اللكامت والرضابت حىت لقنوه درسا لن ينساه‬

‫******************************‬

‫يتبع‬

‫عادت "ايمسني" اىل بيهتا وىه ىف حاةل يُرىث لها ‪ ..‬أأخذهتا "رهيام" اىل غرفهتام و أأغلقت الباب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي "ايمسني" ايه الىل حصل ‪ ..‬ىف ايه ؟‬
‫هتفت "ايمسني" ابكية ‪:‬‬
‫‪ -‬احليوان "مصطفى" اكن عايز خيطفىن‬
‫‪ -‬خيطفك ‪ ..‬ازاى يعين‬
‫قالت من بني شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت واثقه انه مش هيسبىن ىف حاىل ‪ ..‬هو فاكر انه ملا يرجعىن البيت غصب عىن كده يبقى‬
‫راجل وعرف يس يطر عليا ‪ ..‬جبد أأان حبتقره أأوى أأوى أأوى ‪ ..‬وعندى املوت أأهون مليون مرة من‬
‫اىن أأعيش معاه‬
‫أأخذهتا "رهيام" ىف حضهنا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا ينتقم منه ‪ ..‬معلش اي "ايمسني" ربنا خيلصك منه‬
‫‪ -‬اوعى تقوىل لبااب اي "رهيام" مش عايزاه يتعب أأكرت‬
‫‪ -‬متقلقيش مش جهيبهل سريه‬
‫ابتت "ايمسني" ليلهتا ومل يغمض لها جفن من اخلوف والقلق ‪ ..‬أأخذت تفكر يف حالها ‪ ..‬وتشعر‬
‫ابلقلق مما س يحدث غدا ‪ ..‬متنت أأن تنهتىى القضية ىف أأقرب وقت لتعود حره مرة أأخرى‪.‬‬

‫*****************************‬

‫‪ -‬صاحبة "سامح" الىل سأألتىن عهنا امبارح‬


‫تفوه " أأمين" هذه العبارة وهو جالس مع "معر" ىف مكتبه ابملزرعة ‪ ..‬فقال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة "ايمسني" مالها ؟‬
‫‪ -‬احليوان جوزها مش سايهبا ىف حالها ولك شوية قارفها رسايل هتديد وحاجه قرف‬
‫عقد "معر" ما بني حاجبيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بهيددها ابيه‬
‫‪ -‬عايزها ترجعهل وتتنازل عن القضية‬
‫قال "معر"بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين عايزها تعيش معاه غصب عهنا ؟‬
‫‪ -‬واحد خمه تعبان تقول ايه بأأه‬
‫التفت اليه " أأمين" قائال ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬بص اي "معر" البنت دى زى ما قولتكل ىه زميةل "سامح" من أأايم اجلامعة و أأقرب صاحبه لهيا‬
‫واالتنني زى الاخوات ابلربء ‪ ..‬و"سامح" فعال مضايقه عشاهنا أأوى ‪ ..‬وبرصاحة ىه كامن صعبانه‬
‫عليا ‪ ..‬ىه بنت بس يطة ومن أأرسة عىل أأد حالها ‪ ..‬وملهاش غري أأبوها و أأخهتا ‪ ..‬يعين مقطوعني من‬
‫جشره وملهاش حد حيمهيا أأو يدافع عهنا‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه وهو يتذكر الرجل والفتاة الذلان رأهام ىف املستشفى ‪ ..‬فأأمكل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان برصاحة فكرت ىف حل ‪ ..‬وقولت أأعرضه عليك و أأشوف ر أأيك‬
‫قال "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬قول‬
‫‪ -‬ايه ر أأيك لو البنت دى تيجي تش تغل هنا ىف املزرعة ‪ ..‬ان شاء هللا حلد ما قضيهتا ختلص وتطلق‬
‫من جوزها ‪ ..‬بس عىل ا ألقل هتبقى بعيد عنه الفرتة دى ومش هيقدر يعرف طريقها‬
‫قال "معر" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة ابلنس بة ىل ‪ ..‬تقعد الفرتة الىل ىه عايزاها ‪ ..‬قوىل ىه خرجية ايه‬
‫‪ -‬ايه اي "معر" مرتكز بقوكل زميةل "سامح" ‪ ..‬يعين دكتورة بيطرية‬
‫رفع "معر" حاجبيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس أأوى ‪ ..‬كدة هتالىق أأكرت من شغالنه ىف املزرعة ‪ ..‬تشوف ايه الىل يناس هبا و أأان معنديش‬
‫أأى مشلكة‬
‫ابتسم هل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كنت متوقع ردك ده ‪ ..‬بس ىف نقطة اتنية‬
‫‪ -‬خري اي " أأمين"‬
‫‪ -‬ابلنس بة للسكن بتاع البنت مش معقول هرتوح املنصورة لك يوم وترجع وانت عارف ان بني‬
‫املنصورة واملزرعة ربع ساعة وكامن ىه غريبة ىف البدل دى ومتعرفهاش كويس‬
‫أأرسع "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ودى كامن حملوهل انت عارف ان عندان مبىن اكمل لسكن العامل الىل بييجوا من احملافرات والقرى‬
‫التانية وقت احلصاد ‪ ..‬تقدر تقعد يف اوضة مهنم مفيش مشلكة‬
‫اتسعت ابتسامة صديقة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متام كده امحلد هلل‬
‫مث وقف وتوجه اىل الباب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هلكم بأأه "سامح" أأقولها البرشى دى‬

‫**************************‬

‫رن جرس هاتف "ايمسني" قامت من فراشها متثاقهل لتحرضه وردت بصوت مبحوح قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬اوعى أأكون حصيتك‬
‫قالت "ايمسني وىه جتاهد لتامتسك ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬كنت صاحيه‬
‫قالت "سامح" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬مال صوتك حصل حاجه ؟‬
‫تساقطت العربات من عينهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مفيش ‪ ..‬مش عايزة أأشغكل هبموىم اليل ما بتخلصش ‪ ..‬ا ِ‬
‫نت أأخبارك ايه‬
‫قالت "سامح" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬سيبك مىن دلوقىت وقوليىل الىل حصل اي اما ال أأان حصبتك وال أأعرفك‬
‫تهندت "ايمسني" حبرسة وقصت عىل صديقهتا حماوةل اختطاف "مصطفى" لها ‪ ..‬صاحت "سامح"‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معقوهل توصل لدلرجة دى‬
‫قالت "ايمسني" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬وأأكرت من كده كامن ‪ ..‬ده واحد انهتك حرمات ربنا وارتكب جرمية بشعة زى الزان بدون ذرة ندم‬
‫وبدون ما مضريه يوجعه ‪ ..‬يبقى توقعى منه أأى حاجه‬
‫نت فيه ده حلد ما تطلقى منه‬‫ليك حل هيخلصك من ا ألرف الىل ا ِ‬ ‫‪ -‬طيب بىص ‪ ..‬عندى ِ‬
‫‪ -‬حل ايه ؟‬
‫نت عارفه ان " أأمين" شغال ىف مزرعة واحد حصبه ‪ ..‬هو لكمه عن ظروفك وصاحبه ده‬ ‫‪ -‬بىص ا ِ‬
‫وافق انك تيجي تش تغىل ىف املزرعه ‪ ..‬أأهو تبعدى عن القاهرة وتسبهيا لـ "مصطفى" خمرضة ‪..‬‬
‫وميقدرش يعرف طريقك‬
‫قالت "ايمسني" بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬أأسيب القاهرة ازاى يعين‬
‫‪ -‬ركزى اي "ايمسني" ‪ ..‬املزرعة الىل بيش تغل فهيا " أأمين" ىف بدل مجب املنصورة ‪ ..‬شغكل واقامتك‬
‫هتكون ىف املزرعة‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫نت‬‫نت عايزاىن أأسافر بدل معرفهاش و أأش تغل عند انس معرفهمش وكامن أأقمي ىف البدل دى ‪ ..‬ا ِ‬ ‫‪-‬ا ِ‬
‫بهترىج اي "سامح"‬
‫قالت "سامح" حماوةل اقناع صديقهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هبرج ‪ ..‬ده حل معىل ‪ ..‬وبعدين ابلنس بة ان البدل متعرفهياش اان هيكون بيين وبينك ربع‬
‫ساعة يعين جهيكل وجتيىل مش هسيبك لوحدك ‪ ..‬وابلنس بة للناس الىل هشتتغىل معامه ‪ ..‬ده‬
‫نت كده‬‫" أأمين" جوزى وصاحبه وهو وصاحبه ده زى أأان وا ِ‬
‫نت عارفه "مصطفى"‬ ‫‪ -‬ولو اي "سامح" ‪ ..‬اذا كنت و أأان أأعده ىف بييت مش بسمل من الكم الناس وا ِ‬
‫و أأههل بيقولوا ايه عليا ‪ ..‬ما ابكل بأأه لو روحت عشت لوحدى ىف بدل غريبة هيقولوا عليا ايه‬
‫‪ -‬اي بنىت حمدش هيعرف ماكنك ‪ ..‬ما احنا عاملني لك ده عشان حمدش يعرف ماكنك وال يعرف‬
‫نت فني وال مع مني‬‫ا ِ‬
‫قالت "ايمسني" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مينفعش اي "سامح" مش هدى فرصة حلد انه يتلكم عليا أأو يسئ الرن بيا ‪ ..‬مس تحيل أأسافر‬
‫قالت "سامح" حبزن ‪:‬‬
‫بيك أأفرحك‬ ‫‪ -‬و أأان الىل أأول ما " أأمين" لكمىن كنت طايرة من الفرحه وقولت أأتصل ِ‬
‫قالت "ايمسني" بأأسف ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي سامح أأان اسفه ‪ ..‬بس مش هقدر أأسافر‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت ربنا حيلها من عنده‬
‫‪ -‬ايرب‬
‫‪ -‬لو احتجىت حاجه لكميين ‪ ..‬ومتخرجيش من البيت الفرتة دى‬
‫قالت مبراره ‪:‬‬
‫‪ -‬هخرج أأروح فني ‪ ..‬اديين حمبوسه أأهو ‪ ..‬خايفة حىت أأبص من الش باك أأالقيه أأداىم‬
‫‪ -‬ربنا خيلصك منه عىل خري ‪ ..‬يال سالم هلكمك اتىن اطمن ِ‬
‫عليك‬
‫‪ -‬متحرمش منك جبد اي "سامح" ‪ ..‬مع السالمة‬

‫*****************************‬

‫اتصل " أأمين" بصديقه ليخربه برفض "ايمسني" العمل ىف مزرعته ‪ ..‬مصت "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ىه رفضت ليه ؟‬
‫‪ -‬قالت لـ "سامح" اهنا مش عايزه مشالك جتلها بسبب شغلها ىف املزرعة ‪ ..‬ألن جوزها و أأههل‬
‫مطلعني علهيا الكم مش كويس عشان خيرسوها القضية مفش عايزة تدهيم فرصة اهنم ميسكوا علهيا‬
‫غلطه‬
‫سكت " أأمين" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬تصور احليوان حاول خيطفها امبارح وىه انزهل من مكتب احملاىم‬
‫صاح "معر" بدهشه ‪:‬‬
‫‪ -‬خيطفها !! ازاى يعين‬
‫‪ -‬اه وهللا اكن عايز يركهبا العربية غصب عهنا لوال اكن ىف ش باب ماش يني ىف الشارع رضبوه و أأنقذوها‬
‫قال "معر" ىف أأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل ‪ ..‬ايه الارصار العجيب ده عىل انه يرجعها‬
‫‪ -‬قولتكل واحد خمه تعبان ‪ ..‬أأان بس حبيت اقوكل عىل ردها ‪ ..‬وعىل العموم تسمل اي "معر" ‪ ..‬يال‬
‫أأشوفك بكرة‬
‫مصت "معر" يفكر ومل جيب ‪ ..‬فقال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" معااي ؟‬
‫‪ " -‬أأمين" قولها تيجي ىه و أأهلها‬
‫مصت " أأمين" قليال مث قال ىف دهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعىن ىه و أأهلها‬
‫‪ -‬أأبوها و أأخهتا ‪ ..‬مش ىه لك مشلكهتا اهنا مش عايزة تيجي لوحدها عشان حمدش يتلكم علهيا ‪..‬‬
‫خالص تيجي معامه وبكده حمدش يقدر يفتح بقه‬
‫‪ -‬اه اي "معر" بس أأهلها هيجوا يعملوا ايه يعين‬
‫‪ -‬ىه اخهتا خرجية ايه‬
‫‪ -‬مش عارف برصاحة‬
‫‪ -‬طيب ابلنس بة ألخهتا لو حبه تش تغل ىف املزرعة مفيش مشلكة انت عارف ان املزرعة كبرية جدا‬
‫وبنحتاج فهيا ختصصات كتري اوى يعين اكيد هنالىق حاجه مناس بة لهيا ‪ ..‬وكامن وادلها لو عايز‬
‫يش تغل مفيش مشلكه نشوفهل حاجه مناس به ‪..‬‬
‫صال " أأمين" بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش فامه ‪ ..‬انت ليه هممت ابملوضوع أأوى كده ‪ ..‬يعين مس تغرب برصاحة من الكمك ‪ ..‬هتجيهبا‬
‫ىه و أأهلها يش تغلوا ىف املزرعة !‬
‫‪ -‬اان كامن مس تفيد من املوضوع ده مش خرسان حاجه ‪ ..‬هيش تغلوا ويكون لهيم مرتهبم واان ليا‬
‫الانتاج والفايده الىل هاخده من ورا شغلهم ‪ ..‬يعىن تقدر تقول منفعه متبادهل‬
‫‪ -‬بس كده ؟‬
‫تهند "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش بس كده ‪ ..‬برصاحة صعبانه عليا وحابب أأساعدها ‪..‬و طاملا ىف اماكىن اىن أأساعدها فعال‬
‫ليه أل‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت حد طيب أأوى اي "معر"‬
‫‪ -‬سيبك بس من الالكم ده ‪ ..‬وخىل مراتك تعرض علهيا املوضوع وابقى عرفىن ردها‬
‫‪ -‬خالص متام هخلهيا تلكمها وارد عليك‬
‫‪ -‬خالص اتفقنا و أأان منترر ردها‬
‫أأغلق "معر" الهاتف و أأخذ يفكر ىف "ايمسني" وما حيدث لها‬

‫*****************************‬
‫مل تس تطع "سامح" الانترار اىل الصباح وقامت من فورها لتتحدث اىل صديقهتا ‪ ..‬قالت "ايمسني"‬
‫بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو صاحب جوزك ايه مصلحته ىف كده‬
‫‪ -‬ايه الىل ايه مصلحته ‪ ..‬مصلحته انك هتش تغىل مبقابل ولو عايزة معو و "رهيام" كامن يش تغلوا‬
‫مفيش مشلكة‬
‫‪ -‬طيب يعين هو ليه يعمل كده ‪ ..‬هو ميعرفناش عشان يساعدان كده‬
‫‪ -‬أأقول طور تقول احلبوه ‪ ..‬بقوكل صاحب " أأمين" جدا و" أأمين" قاهل انك حصبىت جدا‬
‫‪ -‬يعين بيعمل كده عشان جيامل صاحبه‬
‫نت و أأهكل ىف املزرعة حلد ما ختلىص من‬ ‫‪ -‬أل هو قاهل انه فعال عايز يساعدك ‪ ..‬هتقعدى هناك ا ِ‬
‫الزفت "مصطفى" ده خالص ويتحمككل ابلطالق‬
‫مصتت "ايمسني" ومل جتب حفثهتا "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ساكته ليه انطقى‬
‫‪ -‬برصاحة مش عارفه اي "ٍسامح" خايفة يكون احترج من صاحبه فاضطر يعمل كده عشان مزيعلوش‬
‫‪ -‬اي بنىت ده رجل أأعامل يعين ميعرفش اجملامالت يعرف الشغل وبس ‪ ..‬وهو أأصال مش خرسان‬
‫حاجه ‪..‬ابلعكس كس بان انس تش تغل ىف املزرعة ‪ ..‬يال بأأه متعقدهياش‬
‫نت انس ية لكية "رهيام"‬ ‫‪ -‬القرار مش ليا لوحدى اي "سامح" ده قرار "رهيام "واباب كامن ‪ ..‬وبعدين ا ِ‬
‫‪ -‬أل مش انس ية وبس يطة الرتم ده اخر ترم لهيا وممكن تروح ع الامتحان عىل طول و"رهيام" ا ِ‬
‫نت‬
‫عارفه لكيهتا مبهيمتوش ابحلضور أأوى زى لكيتنا‬
‫‪ -‬مش عارفه ‪ ..‬هعرض املوضوع علهيم و أأشوف هيقولوا ايه‬
‫‪ -‬خالص و أأان هستىن ردك‬
‫أأغلقت "ايمسني" مع صديقهتا وظلت تفكر ‪ ..‬ىف كرم ذكل الرجل ‪ ..‬ملاذا يفتح لها مزرعته ىه و أأهلها‬
‫‪ ..‬أأجمامهل لصديقه ؟ أأم ابلفعل شعر اب ألىس حلالها و أأراد مساعدهتا ؟ ‪ ..‬اس تخارت رهبا أأوال ‪ ..‬مث‬
‫عرضت الامر عىل وادلها و "رهيام" ‪ ..‬اكن رد فعل "رهيام" هو املوافقة عىل الفور فهىى تعمل‬
‫املشالك واخلطر احمليء بأأخهتا ‪ ..‬أأما "عبد امحليد" فقد تردد قليال ‪ ..‬مث ما لبث ان وافق من أأجل‬
‫حامية ابنته حىت موعد النطق ابحلمك ‪ ...‬حتدد ميعاد السفر بعد اس بوع ‪ ..‬رحل ثالثهتم بعد الفجر لئال‬
‫يرامه أأحد ‪ ..‬وركبوا منطلقني اىل تكل املزرعـــة‬

‫البارت العرشون‬

‫انطقت الس يارة ابملسافرين ىف طريقهم اىل املنصورة ‪ ..‬جلست "ايمسني" جبوار الش باك ىف املقعد‬
‫اخللفى وجبوارها "رهيام" مث وادلهام ‪ ..‬اكنت "ايمسني" طول الطريق تنرر اىل الش باك وترشد خبيالها‬
‫‪ ..‬أأس ندت ر أأسها بقبضة يدها و أأخذت تسرتجع ذكرايهتا ‪ ..‬أأول يوم لها ىف اجلامعة والفرحه الىت اكنت‬
‫تشعر هبا ‪ ..‬يوم خترهجا وخفر وادلها ووادلهتا هبا ‪ ...‬وادلهتا لمك اش تاقت الهيا جتمعت ىف عينهيا عربه‬
‫حائره ‪ ..‬ملاذا تسقء ؟ ‪ ..‬أأتسقء ألهنا فقدت حضن وادلهتا احلاين ؟ أأم تسقء عىل حالها وما‬
‫حيدث لها ؟ ‪ ..‬تذكرت يوم جاء "مصطفى" اىل بيهتم لطلب يدها ‪ ..‬أه لو اكنت تعمل لاكنت طردته‬
‫يوهما رش طرده ‪ ..‬لكهنا مل تكن تعمل الغيب ‪ ..‬ومازالت ال تعمل الغيب ‪ ..‬فلعل طريق ا ألشواك اذلى‬
‫تسري فيه ينهتىى هنايه مجيهل ‪ ..‬لعل هللا خيئب لها خريا ال تعلمه ‪ ..‬ظلت تفكر ىف الرضابت الىت‬
‫تعرضت لها ‪ ..‬اكنت "ايمسني" متكل قدرا كبريا من العزمية واالرصار ‪ ..‬ليست ممن يستسلمون لالهمم‬
‫و أأحزاهنم وينكبون علهيا ‪ ..‬مصمت أأال تدع شيئا أأو أأحدا حيطمها ‪ ..‬الرضبة الىت تأأخذها س تقوهيا ولن‬
‫تكرسها ‪ ..‬س ترل عزيزة النفس أأبيه ‪ ..‬لن تسمح ألحد ابهانهتا أأو اذاللها ‪ ..‬وقريبا ستتخلص من‬
‫"مصطفى" وتصبح حرة نفسها ‪ ..‬لن تسمح ألحد أأن جيربها مرة أأخرى عىل شئ ترفضة خاصة لو‬
‫ا ألمر متعلق حبياهتا ىه ‪ ..‬ستتعمل من لك ما مر هبا ‪ ..‬ولن تقع ىف اخلطأأ مرتني ‪ ..‬عزمت عىل بدء‬
‫حياة جديدة ال وجود فهيا لليأأس ‪ ..‬ىه تثق ابهلل عز وجل ‪ ..‬وتثق بأأنه لن يضيعها مادامت قريبه‬
‫منه ‪ ..‬حانت من "رهيام" التفاته اىل أأخهتا ‪ ..‬شعرت بغصه عندما ر أأت ادلمعه الىت تلمع ىف عينهيا ‪..‬‬
‫أأرادت أأن ختفف عهنا مفالت علهيا قائهل بصوت منخفض ‪:‬‬
‫‪ -‬هو احنا ليه حرنا فقر مع الرجاةل ؟‬
‫ابتسمت "ايمسني" رغام عهنا والتفتت تنرر اىل "رهيام" الىت أأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معزت" و "مصطفى" وأخرمه ابن أأمه "وائل" ‪ ..‬رجاهل عرر‬
‫مل تامتكل "ايمسني" نفسها ووجدت نفسها تضحك بشدة ‪ ..‬حاولت كمت حضاكهتا حىت ال يسمعها أأحد‬
‫الراكب ‪ ..‬نررت لها "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان قليب حاسس ان القاهرة دى اكنت حنس و ان شاء هللا بدون مقاطعة املنصورة دى هيكون‬
‫وشها حلو علينا ‪..‬‬
‫ابتسمت لها "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو انىت انوية عىل ايه ابلربء ؟‬
‫‪ -‬خيىت مش انوية عىل حاجة غري ادلعاء ‪ ..‬ايه مدعيش ‪ ..‬ربنا كبري وان شاء هللا نطلع من البدل دى‬
‫بفردتني لوز واحد ليا ووادل لييك‬
‫‪ -‬فردتني ؟! ‪ ..‬ال شكرا كفاية فرده واحده لييك‬
‫‪ -‬ال ‪ ..‬وان شاء هللا فردتني متقاطعيش انىت بس ‪ ..‬ده أأان متفائهل من ساعة مطلعنا عىل الطريق و أأان‬
‫حسه ان النحس ابتدى يتفك ‪ ..‬بكرة تشوىف‬
‫ابتسمت لها "ايمسني" وعادت لتنرر من الش باك تراقب ا ألجشار عىل الطريق‬

‫ىف املزرعة اكن "معر" ىف مكتبة يدقق ىف امللفات أأمامه عندما طرق " أأمين" الباب ودخل ‪ ..‬ابتسم‬
‫هل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي "معر"‬
‫ابدهل "معر" الابتسامه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي " أأمين"‬
‫مث اس تطردت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امجلاعه احتركوا‬
‫‪ -‬مش عارف برصاحه بس أأكيد أأيوة‬
‫قال جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش تلكمهم اي ابىن عشان تعرف ركبوا وال لسه وعشان تتابعهم وهام عىل الطريق دى أأول مرة‬
‫ييجوا هنا‬
‫‪ -‬طيب حارض ‪..‬جهيب رمق "ايمسني" من "سامح"‬
‫اتصل " أأمين" بـ "سامح" وطلب مهنا رمق "ايمسني" ليتابعهم عىل الطريق ‪ ..‬أأخربته أأهنم ركبوا ابلفعل‬
‫و أأعطته الرمق فدونه " أأمين" مث اهنىى املاكملة معها واتصل بـ "ايمسني"‬

‫نررت "ايمسني" اىل هاتفها وىه تشعر ابلرتدد فسأألهتا "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬مني الىل بيتصل‬
‫‪ -‬مش عارفه رمق غريب‬
‫‪ -‬طيب ردى‬
‫قالت "ايمسني" خبوف ‪:‬‬
‫‪ -‬أل خايفه يكون "مصطفى"‬
‫مصتت قليال مث أأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن حيس من الصوت اىن ىف املواصالت ويشك اننا مش ىف البيت ‪ ..‬بالش أأرد أأحسن‬
‫‪ -‬طيب ممكن يكون حد من املزرعة ‪ ..‬افتحى ولو مسعىت صوت "مصطفى" اقفىل عىل طول‬
‫‪ -‬خالص فصل‬
‫عاود الهاتف الرنني مرة أأخرى ‪ ..‬حفثهتا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ردى‬
‫فتحت "ايمسني" اخلء وانتررت أأن يتحدث املتصل ‪ ..‬فأأاتها صوت ال تعرفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو السالم عليمك‬
‫ردت حبذر ‪:‬‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬مني حرضتك‬
‫‪ -‬أأان " أأمين" زوج "سامح" ‪ ..‬كنت عايز أأعرف انتوا فني ابلربء و أأدامكوا أأد ايه‬
‫‪ -‬طيب حلرة واحدة لو مسحت‬
‫نررت اىل وادلها وقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب زوج "سامح" ‪ ..‬لكمه انت عايز يعرف أأدامنا أأد ايه‬
‫تلكم مع وادلها وعرف أأن أأماهمم ما يقرب من ساعة ‪ ..‬أأهنىى املاكملة وقال لـ "معر " ‪:‬‬
‫‪ -‬أأداهمم ساعة تقريبا ويوصلوا‬
‫‪ -‬طيب متام‬
‫مصت "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه مكنتش راضية تلكمك ؟‬
‫‪ -‬أأعتقد اكنت خايفه ترد حسيت بصوهتا ىف البدايه بتتلكم حبذر أأوى ‪ ..‬شلك جوزها ده مربيلها‬
‫الرعب‬
‫‪ -‬أل مش قصدى ‪ ..‬قصدى ملا قولتلها ان انت زوج "سامح"‬
‫‪ -‬قالتىل حلرة واحدة وبعدين لقيت ابابها بيلكمىن‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه ومل يعقب‬
‫‪ -‬طيب هقوم أأشوف شغىل ‪ ..‬أأشوفك بعدين ‪ ..‬أأما يوصلوا هعرفك‬
‫رد "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متام‬
‫خرج " أأمين" وترك "معر" يفكر ىف ترصفات تكل الفتاة الغريبة‬
‫*************************‬

‫اقرتبت الس يارة من املزرعة فأأعطت "سامح" الهاتف لوادلها ليتصل بـ " أأمين" ‪ ..‬وصلوا أأخريا اىل‬
‫املزرعة بعد عناء ثالث ساعات عىل الطريق ‪ ..‬اكنت الشمس ىف كبد السامء ‪ ..‬اس تقبلهم " أأمين" عىل‬
‫بوابة املزرعة ورحب هبم ‪ ..‬أأدخلهم اىل ادلاخل ‪ ..‬وقعت "ايمسني" ىف حب املزرعة من أأول وههل ‪..‬‬
‫اكنت بطبيعهتا حتب الهدوء واخلرضة والطبيعة الساحرة ‪ ..‬واكنت املزرعة فعال ساحرة ‪ ..‬خطفت لُهبا‬
‫من أأول نررة ‪ ..‬مبجرد أأن عربت البوابة شعرت مبزجي من الهدوء والسالم والطمأأنينة ‪ ..‬تغريد‬
‫العصافري عىل الشجر اكن يبعث ىف نفسها التفائل وا ألمل ‪ ..‬وجدت نفسها تبتسم وىه تتأأمل‬
‫الطبيعة الساحرة حولها ‪ ...‬اكن يبدو أأن ماكل املزرعة ذو ذوق خاص ‪ ..‬مل يبخل عىل مزرعته بشئ‬
‫‪ ..‬فاكنت من أأمجل ما يكون ‪..‬اكن " أأمين" يسري مع وادل "ايمسني" ىف املقدمة و"ايمسني" و"رهيام"‬
‫خلفهام ‪ ..‬التفت " أأمين" اىل الفتااتن قائال‪:‬‬
‫‪ -‬جعبتكوا املزرعة‬
‫قالت "ايمسني" حبامسه ‪:‬‬
‫‪ -‬جدا ‪..‬شلك صاحهبا هممت بهيا أأوى‬
‫‪ -‬فعال "معر" عىل طول هممت بهيا‬
‫اذن فـامس صاحب املزرعة "معر" ‪ ..‬تساءلت ىف نفسها ‪ ..‬ترى هل هو خشص طيب وحمرتم مثل‬
‫" أأمين" ‪ ..‬أأم أأهنا س تجد مشالك ىف العمل معه ‪ ..‬اكنت "رهيام" تسري جبوار أأخهتا تتأأمل املزرعة‬
‫بدورها عندما حانت التفاته مهنا لرتى رجلني يتحداثن معا أأمام احدى الشجريات ‪ ..‬دققت النرر‬
‫وجفأأه فتحت فهمها دهشة عندما تعرفت عىل أأحد هذين الرجلني ‪ ..‬أأدخلهم " أأمين" اىل مكتب‬
‫"معر" واذلى اكن فارغا ‪ ..‬مث طلب هلم مرشوب واس تأأذهنم ىف اذلهاب للبحث عن "معر"‬
‫بعدما رحل " أأمين" ‪ ..‬احننت "رهيام" عىل أأذن "ايمسني" هامسه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" عارفه شوفت مني بره ؟ ‪ ..‬الراجل اجلامد الىل اكن عندك ىف املستشفى‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬راجل مني ؟‬
‫‪ -‬ايه اي "ايمسني" دماغك ساحت من الشمس وال ايه ‪ ..‬الراجل الىل خبطك ابلعربية‬
‫‪ -‬ماهل ؟‬
‫‪ -‬لسه شايفاه واقف بره‬
‫قالت "ايمسني" ألخهتا بعدم تصديق ‪:‬‬
‫‪ -‬وده ايه الىل هيجيبه هنا اي "رهيام" ‪ ..‬شلك دماغك انىت الىل ساحت من الشمس‬
‫أأرصت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا هو أأان واثقه مش هتوه عنه ‪ ..‬أأبو برفيوم جييب لخر الشارع ده‬
‫حضكت "ايمسني" حضكه خافته ‪ ..‬والتفتت اىل حقيبهتا تفتحها لتخرج مهنا الهاتف ‪..‬سأألهتا "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬هتلكمى "سامح"‬
‫‪ -‬أأيوة هطمهنا اننا وصلنا‬

‫ىف هذه ا ألثناء ذهب " أأمين" للبحث عن "معر" فوجده قادما حنوه ‪..‬فقال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬امجلاعة وصلوا وىف مكتبك‬
‫‪ -‬طيب كويس‬
‫سارا االثنان معا ىف اجتاه املبىن اذلى حيوى مكتبه وماكتب املوظفني العاملني ىف املزرعة ‪ ..‬خطر لـ‬
‫"معر" سوال ‪ ..‬تُرى ماذا س يكون رد فعلها عندما تراه ‪ ..‬فهىى حىت الن ال تعمل أأنه هو نفسه من‬
‫صدهما بس يارته منذ فرتة ‪ ..‬ابلتأأكيد س ُتصدم لرؤيته ‪ ..‬ابتسم لنفسه وهو يتوقع الصدمة الىت ستشعر‬
‫هبا ‪ ..‬طرق " أأمين" الباب ودخل أأوال مث حلقه "معر" و أأغلق الباب اكنت "ايمسني" جالسه جبوار‬
‫أأخهتا ‪ ..‬و"عبد امحليد" جيلس عىل أأريكة أأماهمام ‪ ..‬تقدم الرجالن جتاه "عبد امحليد" ‪ ..‬فرفعت‬
‫"ايمسني" ر أأسها لرتتطم نرراهتا بنررات "معر" ‪ ..‬خفق قلهبا بشدة ‪ ..‬نررت اىل "رهيام" لتنرر لها‬
‫تكل ا ألخرية بنرره معناها (مش قولتكل ) ‪ ..‬حاولت "ايمسني" ربء اخليوط ببعضها ‪ ..‬ما عالقة‬
‫ذكل الرجل بـ " أأمين" هل هو صديقه صاحب املزرعة ‪ ..‬وهو نفسه من صدهما ‪ ..‬هل يعمل بأأهنا ىه‬
‫ىه ‪ ..‬أأم أأنه ُصدم مثلها ‪ ..‬اتبعته بعينهيا وهو يسمل عىل وادلها ‪ ..‬الك ال يبدو عليه أأنه ُصدم أأو‬
‫دُهش ‪ ..‬اذن فقد اكن يعمل بأأهنا ىه صديقة " سامح" ‪..‬ملاذا اذن عرض علهيا العمل ىف املزرعة ‪..‬‬
‫أأجمامهل لصديقه ؟ ‪ ..‬أأم حماوهل منه لتخفيف شعوره ابذلنب بسبب تكل احلادثه ؟ ‪..‬‬
‫قدم " أأمين" الرجلني لبعضهام البعض قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأس تاذ "عبد امحليد" وادل مدام "ايمسني ‪ ...‬البامشهندس "معر" صاحب املزرعة‬
‫مد "معر" يده لوادل "ايمسني" فسمل عليه وادلها ونرر اليه قليال وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بيك اي ابمشهندس ‪ ..‬بس أأان حاسس اىن شوفتك قبل كده‬
‫حانت من "معر" التفاته اىل "ايمسني" فتالقت نرراهتام ‪ ..‬فأأرسعت خبفض برصها بعدما ترضجت‬
‫وجنتاها جخال ‪ ..‬قال ىف نفسه اذن فقد تذكرته كام تذكرها ‪ ..‬التفت "معر" اىل وادلها مرة أأخرى قائال‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬اتقابلنا ىف املستشفى بعد احلادثة بتاعة مدام "ايمسني"‬
‫قال وادلها وقد تذكر ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة أأيوة انت الىل خبطها بعربيتك‬
‫اكن " أأمين" يتابع ما حيدث ىف دهشه فسأأهلم ‪:‬‬
‫‪ -‬حادثة ايه مش فامه‬
‫قال هل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬هبقى أأرشحكل بعدين‬
‫بعدما سمل الرجلني عىل بعضهام البعض التفت " أأمين" حيث تقف "ايمسني" و "رهيام" وقال لـ "معر"‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬مدام "ايمسني" و أأخهتا النسه " رهيام" ‪..‬‬
‫اقرتب "معر" مهنام ودلهش هتا مد يده ليسمل علهيا ‪ ..‬عقد لساهنا ‪ ..‬نقلت برصها من يده اىل وهجه ىف‬
‫توتر ‪ ..‬مث اس تجمعت جشاعهتا وقالت بصوت خافت دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأسفه مبسلمش اباليد‬
‫عقد ما بني حاجبيه ىف دهشة ‪ ..‬مث أأعاد يده اىل جواره قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بييك ىف املزرعة‬
‫ردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك‬
‫التفت اىل "رهيام" مبتسام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بييك اي أنسه "رهيام"‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك‬

‫يتبع‬

‫جلس امجليع ‪ ..‬اكنت "ايمسني" حتاول استيعاب ا ألمر ‪ ..‬مسعت صوت "معر" الرخمي يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا عندان هنا ىف املزرعة أأقسام كتري ‪ ..‬مهنا قسم خاص ابالنتاج احليواين ‪ ..‬تربيه وتسمني ‪..‬‬
‫أأنواع كتري برنبهيا هنا ىف املزرعة ‪ ..‬وكامن ىف معمل عشان نفحص نتاجي التحليالت الىل بنعملها أأول‬
‫بأأول ‪..‬‬
‫مث التفت اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شوىف املاكن الىل حتيب تش تغىل فيه و أأان معنديش أأى مشلكة‬
‫انترر "معر" ردها ‪..‬فكرت فرتة وساد الصمت ىف الغرفة ‪ ..‬مث قالت وىه حتاول قدر االماكن تالىف‬
‫النرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة دى أأول مرة أأش تغل فهيا ‪ ..‬و أأان بعيد عن ادلراسة بقاىل ‪ 3‬س نني ‪ ..‬يعين أأى ماكن‬
‫هش تغل فيه حمتاجه أأتدرب فيه ا ألول ‪ ..‬فأأان مش فارق معااي حاليا هش تغل ىف ايه حتديدا الىن‬
‫معرفش ايه الىل هقدر أأمعهل وايه أل ‪ ..‬الزم التجربة ا ألول ‪ ..‬عشان كدة أأقرتح اىن أأساعد القسم الىل‬
‫حمتاج مساعده ‪ ..‬حلد ما أأشوف ايه الىل أأان أأصلح للشغل فيه‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه وقد أأجعبه ما قالت ‪ ..‬فهىى اذن ال تعترب نفسها ىف نزهه هنا ‪ ..‬بل اهنا تنوى العمل‬
‫ابلفعل ‪ ..‬نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة عندى ‪ ..‬زى ما حتيب ‪ ..‬ولو واهجتك أأى مشلكة عرفيين ‪ ..‬هسيبكوا الهناردة‬
‫تراتحوا من السفر ‪ ..‬وبكرة ان شاء هللا هعرفك عىل املزرعة وتبتدى شغكل‬
‫مث نرر اىل وادلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضلوا معااي عشان أأوريكوا ماكن السكن‬
‫أأخذمه "معر" اىل املبىن اذلى يضم غرف العامل ‪ ..‬اكن قد هجز غرفتني ‪ ..‬غرفة لـ "عبد امحليد"‬
‫وغرفة برسيرين لـ "ايمسني" و "رهيام" ‪ ..‬اكنت غرف متواضعه لكهنا تفى ابلغرض ‪ ..‬شكره "عبد‬
‫امحليد" وذهب امجليع اىل غرفهم لرياتحوا ‪ ..‬دخلت "رهيام" الغرفة بعد "ايمسني" و أأغلقت الباب‬
‫وهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش قولتكل هو ‪ ..‬مكنتييش مصدقاىن‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة أأان مصدومة ‪ ..‬أخر حاجه كنت أأتصورها ان الراجل الىل خبطىن ابلعربية يكون صاحب‬
‫" أأمين" زوج "سامح"‬

‫‪ -‬س بحان هللا ‪ ..‬ادلنيا صغريه ‪ ..‬بس ابين عليه ابن انس أأوى‬
‫قالت "ايمسني" تغري املوضوع ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان تعبانه وعايزه أأانم نوم معيق ‪ ..‬أأان معرفتش أأانم طول الليل من التوتر كنت خايفه "مصطفى"‬
‫يطب علينا ومنعرفش نسافر‬
‫اقرتبت مهنا "رهيام" مطمئنه اايها ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص انيس حاجه امسها "مصطفى" احنا ىف ماكن مش ممكن يعرفه ‪ ..‬اطمىن‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها ودخلت فراشها وغطت ىف س بات معيق ‪ ..‬بعد ساعتني استيقرت عىل‬
‫صوت طرقات عىل ابب الغرفة ‪ ..‬استيقرت فزعه ‪ ..‬ونررت اىل "رهيام" الىت استيقرت بدورها ‪..‬‬
‫ارتدت "ايمسني" اسدال الصالة ووقفت خلف الباب وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مني ؟‬
‫أأاتها صوت رجل من خلف الباب ‪:‬‬
‫‪ -‬البامشهندس "معر" ابعت احلاجات دى‬
‫فتحت الباب و أأخذت من الرجل لفة شعرت بسخونهتا ‪ ..‬أأغلقت الباب ونررت ملا حتمهل بدهشة ‪..‬‬
‫سأألهتا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده ؟‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ا ألفندى ده فاكر ايه ابلربء ‪ ..‬جايني نشحت منه ‪..‬‬
‫هبت "رهيام" واقفة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ايه الىل حصل‬
‫تركت "ايمسني" اللفة الىت حتملها وخلعت اسدالها وقالت بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬الباشا ابعت أألك‬
‫‪ -‬وهللا كرت خريه‬
‫قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا مش مس تنيني منه حاجه ‪ ..‬هو فاكر نفسه ايه ابلربء عشان يبعتلنا أألك أأكننا جايني هنا‬
‫نشحت منه‬
‫هدئهتا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد مش قصده كده اي "ايمسني" ‪ ..‬أأكيد لك الىل قصده ان احنا ىف بدل غريبه مبقلناش اكم ساعة‬
‫ولسه معرفناش النرام هنا وال ا ألماكن هنا‬
‫‪ -‬ولو ‪ ..‬ميصحش الىل معهل ده‬
‫‪ -‬طيب خالص هدى نفسك حصل خري‬
‫مث توهجت اىل لفة الطعام تفتحه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مممم رحيته جتنن‬
‫تركهتا "ايمسني" وتوهجت اىل فراشها ‪ ..‬فسأألهتا "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه مش هتالكى‬
‫قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مش عايزه ‪ ..‬همكل نوىم ‪ ..‬تصبحى عىل خري‬
‫لكهنا اكنت غاضبة دلرجة هرب معها النوم ‪ ..‬بعدما فشلت ىف النوم ‪ ..‬قامت وارتدت مالبسها‬
‫فسأألهتا "رهيام" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬راحة فني ؟‬
‫‪ -‬همتىش شوية ‪ ..‬هحاول اس تكشف املاكن هنا ‪ ..‬احنا هنعد هنا فرتة والزم نعرف ا ألماكن الىل‬
‫حوالينا كويس‬
‫خرجت ايمسني من البناء فاس تقبلهتا النسامت تلفح وهجها ‪ ..‬وراحئه الزهور مت أل أأنفها ‪ ..‬متشت ىف‬
‫املزرعة وىه تنرر خلفها بني احلني وا ألخر حىت ال تضل طريقها وتنتبه اىل عالمات حوالها حىت‬
‫هتتدى اىل طريق العودة ‪ ..‬فعال كام قالت "سامح" املزرعة كبرية جدا ‪ ..‬ويمت العناية هبا اىل حد كبري‬
‫‪ ..‬جفأأة تذكرت صديقهتا فأأخرجت هاتفها لتتحدث معا ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬املنصورة نورت‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬منوره بأأهلها‬
‫قالت "سامح" حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ايه ر أأيك املزرعة حلوة ؟‬
‫‪ -‬حلوة بس دى جنه‬
‫‪ -‬جبد جعبتك‬
‫‪ -‬جدا جدا فوق ماال تتصورى ‪ ..‬ما انيت شوفتهيا و أأكيد عارفه اهنا جتنن‬
‫حضكت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تصورى أأان لسه مشفهتاش حلد دلوقىت‬
‫قالت لها بدهشه ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد ؟‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬بس " أأمين" وعدىن ايخدىن يفرجىن علهيا ‪ ..‬أه حصيح قبل ما انىس ‪ ..‬انىت و"رهيام" ومعو‬
‫معزومني عندان بكرة عىل الغدا‬
‫قالت لها "ايمسني" ىف حرج ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" بالش تتعىب نفسك مفيش داعى‬
‫‪ -‬احرتىم نفسك اي "ايمسني" ‪ ..‬لو جبد اتعاملىت كده معااي أأان هزعل منك جدا ‪ ..‬متحطيش فرق بينا‬
‫لو مسحىت‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش حبء فرق بس مش عايزة أأتعبك‬
‫‪ -‬تعبك راحة اي س ىت ‪ ..‬ملكيش دعوة هو حد اش تاككل‬
‫صاحت "ايمسني" جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح نسيت أأقوكل‬
‫‪ -‬خري‬
‫‪ -‬تصورى صاحب املزرعة طلع مني ؟‬
‫‪ -‬يعين ايه طلع مني‬
‫‪ -‬طلع الراجل اليل خبطىن ابلعربية يوم خطوبتك‬
‫قالت "سامح" ابندهاش ‪:‬‬
‫‪ -‬بتتمكىل جد‬
‫‪ -‬أه وهللا ‪ ..‬أأان اتصدمت أأما شوفته‬
‫حضكت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين الىل خبطك ابلعربية يوم خطوبىت هو صاحب " أأمين" الىل حمرضش اخلطوبة‬
‫‪ -‬اه ‪ ..‬عشان اكن ىف املستشفى معااي ‪ ..‬شوفىت الصدف‬
‫‪ -‬صدفة غريبة فعال ‪ ..‬زمانه هو كامن اتصدم ملا شافك‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهو هو ده الىل أأان مس تغرابهل ‪ ..‬مبنش عليه أأنه اتفاجئ ‪ ..‬اما انه اكن عارف ‪ ..‬واما انه من النوع‬
‫الىل بيعرف يدارى ردة فعهل‬
‫اهنت "ايمسني" احملادثة بعدما أأكدت علهيا "سامح" عزومة يوم غد ‪ ..‬جفأأة نررت "ايمسني" حولها‬
‫لتجد أأهنا قد ضلت طريقها ‪ ..‬فاكنت تسري بغري هدى أأثناء حديهثا مع "سامح" ‪..‬‬
‫جفأأة مسعت صوت من خلفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت واثق انك هتوىه‬
‫التفتت لتجد نفسها ىف مواهجه "معر"‪ ..‬اذلى اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفتك وانىت ماش يه اجلهه دى وكنت واثق انك هتوىه الن الطرق من هنا متداخهل وش به‬
‫بعضها‬
‫قالت "ايمسني" ابابء ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت بتلكم ىف املوابيل وعشان كده مركزتش ‪ ..‬لو مكنتش بتلكم كنت عرفت أأرجع لوحدى‬
‫التقطت أأذان "معر" نربة التحدى ىف صوهتا ‪ ..‬فقال ىف حتدى مماثل ‪:‬‬
‫‪ -‬سواء كنىت مركزة أأو مش مركزة املزرعة كبرية وصعب حد غريب ميىش فهيا ألول مرة وبدون دليل‬
‫وميهتش‬
‫مصتت وىه حتاول أأن تكمت غيرها ‪ ..‬فأأشار بيده عىل الطريق اذلى جاء منه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اميش من هنا عىل طول بدون ما حتودى هتالىق مبىن السكن ىف وشك عىل طول‬
‫مشيت خطوتني مث التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحب أأوحض حلرضتك حاجه هممة‬
‫التفت "معر" جبسده ليواهجها وقد أأوالها اكمل انتباهه ‪ ..‬قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان جيت هنا بعد ما "سامح" أأكدتىل ان املنفعة بينا هتكون متبادةل يعين شغل مقابل مرتب ‪..‬‬
‫يعين الىل عايزه أأقوهل ان مفيش داعى ان الصحوبية واجملامالت يكون لهيم تأأثري عىل وجودى هنا ‪..‬‬
‫أأان هنا ىف شغل وزىي زى أأى حد بيش تغل ىف املزرعة هنا ‪ ..‬بدون متيزي‪.‬‬
‫قالت "ايمسني" ذكل ومل تعطيه فرصه للرد و توهجت اىل الطريق اذلى أأشار اليه‪.‬‬

‫البارت ‪60‬‬

‫ىف صباح اليوم التاىل استيقرت "ايمسني" جفر أأ اهنت صالهتا وقر أأت وردها وظلت تدعو هللا عز‬
‫وجل أأن يوفقها ويرصف عهنا لك سوء ‪..‬وىف الساعة السابعة ارتدت مالبسها وجتهزت لذلهاب اىل‬
‫معلها اذلى ال تعمل عنه شيئا حىت الن ‪ ..‬اكن معادها مع "معر"‬
‫ىف مكتبة ىف الثامنه ‪ ..‬لكهنا هجزت نفسها قبلها بساعة حىت ال تتأأخر وحىت تمتىش قليال وتس تنشق‬
‫نسامت الصباح ‪ ..‬خرجت من الغرفة وىه اتركه "رهيام" خلفها تغء ىف نوم معيق ‪ ..‬خرجت من‬
‫املبىن ومبجرد أأن ر أأت ا ألجشار واخلرضة وا ألزهار أأماهما شعرت بسكينة مل تأألفها ‪ ..‬أأخذت نفسا معيقا‬
‫مت أل رئتهيا بذكل الهواء املنعش وابتسامه صغريه تعلو شفتهيا ‪..‬سارت قليال ىف االجتاه الخر اذلى مل‬
‫جتربه يوم أأمس ‪ ..‬لكهنا انتهبت جيدا للطريق اذلى تسري فيه حىت ال تضل طريقها مرة أأخرى ‪..‬‬
‫وجدت احد املباىن ‪ ..‬معلت انه خمصص السرتاحة الغداء ‪ ..‬ابلفعل صاحب املزرعة هيمت هبا جيدا‬
‫وبىن فهيا لك ما يلزم لىك تدار من ادلاخل ادارة ممتازه ‪ ..‬ما لفت نررها أأيضا أأنه يعمل عىل اراحه‬
‫العاملني عنده ‪ ..‬وهذه نقطة لصاحله دلهيا ‪..‬جاءت الساعة الثامنة الا الثلث ‪ ..‬فتوهجت اىل املبىن‬
‫االدارى اذلى يضم مكتب "معر" وقفت أأمام الباب و أأخذت نفسا معيقا مث طرقته ‪ ..‬مسعت صوت‬
‫من ادلاخل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫دخلت "ايمسني" لتجد "معر" جالس عىل مكتبه يطالع امللفات أأمامه ‪ ..‬رفع نرره الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫دخلت ‪ ..‬وتركت ابب املكتب مفتوحا ‪ ..‬حانت من "معر" التفاته اىل الباب املفتوح لكنه جتاهل‬
‫ا ألمر ومل يعلق ‪ ..‬جلست "ايمسني" عىل املقعد أأمامه وىه تنترر ما س يقول ‪ ..‬عاد اىل مطالعة‬
‫ا ألوراق أأمامه مرة أأخر ‪ ..‬اكنت "ايمسني" تشعر بتوتر شديد ‪ ..‬فهذه يه املرة ا ألوىل الىت تعمل فهيا‬
‫‪ ..‬والىت تتعامل فيه مع رب معلها ‪ ..‬هذا فضال عن أأهنا واىل الن ال تدرى ما هو معلها حتديدا ‪..‬‬
‫أأفاقت من رشودها لتنرر اىل "معر"املهنمك ىف مطالعة ا ألوراق أأمامه ‪ ..‬انتررته أأن يتحدث ‪..‬‬
‫دقيقة اثثنتني عرشة ربع ساعه ‪ ..‬لكنه بقى كام هو ‪..‬صعدت ادلماء اىل ر أأسها وهبت واقفه ومشت‬
‫لتغادر الغرفة عدها مسعت صوت "معر" الهادر من خلفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن عندك‬
‫وقفت "ايمسني" ماكهنا دون أأن تلتفت اليه ‪ ..‬قام من مكتبه ووقف مواهجا لها وقال لها حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬راحه فني ؟‬
‫نررت اليه حبده مماثهل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مادمت حرضتك مشغول خالص ايج وقت اتىن‬
‫عقد "معر" ذراعيه أأمام صدره وقطب جبينه ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ما قولتلكيش تعاىل وقت اتىن‬
‫قالت بشئ من الغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أه ‪ ..‬قولىت اتفضىل وجتاهلت وجودى متاما وس بتىن أأعده منتررة ربع ساعه بدون ما تتلكم أأكنك‬
‫بتحاول تذلىن ‪ ..‬لكن املعامةل دى أأان مقبلهاش‬
‫قال "معر" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحاول أأذكل ‪ ..‬انىت ازاى تفكريك وصل لكده‬
‫‪ -‬طيب فهمىن حرضتك الصح ‪ ..‬فضلت أعد تبص ىف الورق وتمكل شغكل وال أأكىن موجودة‬
‫تفرس فهيا قليال مث قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬املعاد الىل بيىن وبني حرضتك الساعة ‪ 8‬وحرضتك جييت بدري ربع ساعة ‪ ..‬مكنش معقول أأقوكل‬
‫روىح وتعاىل كامن ربع ساعة ‪ ..‬قولتكل اتفضىل ‪ ..‬ومكلت شغىل الىل اكن ىف ايدي حلد ما تيجي‬
‫الساعة ‪8‬‬
‫شعرت "ايمسني" ابلندم عىل ترسعها ‪ ..‬هو اذن مل يرد اذاللها أأو التعامل معها بتعاىل كام ظنت ‪..‬‬
‫ندمت جدا عىل ما تفوهت به ‪ ..‬رفعت نررها لـ "معر" لتجده ينرر الهيا ىف حت ٍد ‪ ..‬أأطرقت بر أأسها‬
‫قليال مث رفعت نررها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسفة فهمت املوضوع غلء‬
‫رس "معر" ابعتذارها ‪ ..‬وقال ىف نفسه ىه اذن ليست فتاة متكربة ‪ ..‬ترفض االعرتاف ابخلطأأ‬
‫واالعتذار عنه ‪ ..‬نرر الهيا حلرات مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص حمصلش حاجه ‪..‬بس حاوىل تتحمكى ىف انفعاالتك أأكرت من كده ‪ ..‬من امبارح وانىت‬
‫بتتعامىل معااي حبده ملهاش مربر‬
‫قالت "ايمسني" حبزم تغري جمرى احلديث ‪:‬‬
‫‪ -‬الربع ساعه فاتت ‪ ..‬حرضتك مش هتوريين ماكن شغىل ؟‬
‫أألتفت "معر" و أأسار اىل الباب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫س بقته "ايمسني" ىف اخلروج من املكتب ‪ ..‬سارا معا خارج املبىن حاولت ترك مسافة بيهنام ‪ ..‬اكنت‬
‫تسري وىه واضعة كفهيا ىف جيب معطفها لتحاول تدفئهتام ‪ ..‬فهىى تشعر بأأن ادلم هرب من أأطرافها ‪..‬‬
‫اكنت مازلت متوترة لكهنا تراهرت ابلامتسك ‪ ..‬سارا معا دون أأن يتفوه احداهام حبرف واحد ‪..‬‬
‫أأخذها "معر" اىل ا ألقسام الىت تُرىب فهيا املوايش واقرتب من أأحد الرجال اكن يرتدى البالطو‬
‫ا ألبيض ‪ ..‬رجل ىف العقد السادس من معره تبدو عليه الوقار ‪ ..‬اكن يقف أأمام أأحد العامل ويعطى هل‬
‫بعض التعلاميت ‪ ..‬اقرتب منه "معر" مناداي اايه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتور "حسن"‬
‫التفت الرجل اىل "معر" وابتسم ورصف العامل اذلى اكن يتحدث معه و أأقبل عىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي ابمشهندس ايه النور ده‬
‫ابدهل "معر" الابتسامه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح النور اي دكتور ‪ ..‬أأان جيت أأعرف ادلكتورة اجلديدة عىل املزرعة عشان ختتار املاكن الىل‬
‫حتب تش تغل فيه ‪..‬‬
‫نرر الهيا الرجل وابتسم لها حبنو ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابالرتياح فهو يبدو عليه االحرتام والطيبه ‪..‬‬
‫التفت الهيا الرجل قائال اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بييك اي دكتورة منورة املزرعة‬
‫ابتسمت هل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك‬
‫‪ -‬ها قررىت حتيب تش تغىل ىف ايه ‪" ..‬معر" قاىل امبارح انك لو اخرتىت قسم املوايش هتكوىن حتت‬
‫ارشاىف ان شاء هللا حلد ما أأخلييك أأحسن من أأحسن دكتور هنا‪ ..‬وانىت أأصال ابين علييك ذكية‬
‫وهتتعمىل برسعه‬
‫سعدت "ايمسني" لهذا االطراء اذلى أأعطاها دفعة من الثقة ابلنفس ‪ ..‬قالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا دى حاجه ترشفىن اي دكتور اىن أأكون حتت ارشاف حرضتك ‪ ..‬وان شاء هللا أأكون حتت‬
‫حسن ظنك‬
‫التفت لها "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حتيب تشوىف املعمل ‪ ..‬والاسطبل ميكن تغريي ر أأيك ؟‬
‫أأرسعت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬أأان هبد أأ من هنا ‪ ..‬ده اذا مكنش عند حرضتك مانع‬
‫فكر "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل معنديش مانع ‪ ..‬بس الشغل ىف الزرايب هنا مرهق ‪ ..‬لكن معمل التحاليل ‪......‬‬
‫قاطعته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حبه أأش تغل هنا‬
‫نرر لها "معر" بقليل من الشك ‪ ..‬لكنه هز ر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص براحتك‬
‫اكنت ابلفعل قد شعرت ابالرتياح لهذا الرجل خاصة بأأنه ىف معر وادلها ‪ ..‬فوجدت أأن العمل‬
‫س يكون جيدا حتت ارشافه‬
‫التفت "معر" اىل دكتور "حسن" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي دكتور "حسن" ‪ ..‬ادلكتورة "ايمسني" هتكون معاك من الهناردة ان شاء هللا ‪ ..‬بس‬
‫خىل ابكل زى ما فهمتك ىه لسه مبتد أأه‬
‫حضك دكتور "حسن" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش احنا مش بنعذب ادلاكترة اجلداد هنا بناخدمه واحدة واحدة ا ألول‬
‫التفت "معر" اىل "ايمسني" مرة أأخرى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مرحتتيش ىف الشغل هنا عرفيين‬
‫قالت "ايمسني" هل خبجل وقد أأطرقت بر أأسها ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا تعبت حرضتك‬
‫انرصف "معر" ‪ ..‬فطلب دكتور "حسن" من أأحد العامل احضار ابلطو اىل "ايمسني" ارتدته وىه‬
‫تشعر ابلسعادة والتفائل وبد أأت يوهما ا ألول ىف معلها كطبيبه‬

‫***********************‬

‫عاد "معر" اىل مكتبه ليجد " أأمين" ىف انتراره ‪ ..‬أأحرض هل بعض ا ألوراق الىت حتتاج اىل توقيعه أأخذ‬
‫"معر" يراجعها ‪ ..‬عندما سأأهل " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخبار "ايمسني" ايه ابتدت شغل‬
‫قال "معر" وهو ينرر اىل ا ألوراق ىف يده ‪:‬‬
‫‪ -‬أه ابتدت شغل ‪ ..‬وشلكها هتتعبىن أأوى‬
‫قال " أأمين" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ايه الىل حصل ؟‬
‫رفع "معر" ر أأسه ونرر اىل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬واخده لك حاجه عىل أأعصاهبا ‪ ..‬بتتعامل معااي حبده من امبارح بدون سبب‬
‫‪ -‬معلش اي "معر" يعين راعى ظروفها ‪ ..‬أأكيد الوضع مش مرحي ابلنس بة لها ‪ ..‬سايبه بيهتا وجايه‬
‫ماكن غريب عشان هترب من جوزها‬
‫‪ -‬بس أأان ال معلت وال قولت حاجه تضايقها ىه الىل بتفرس ترصفاىت غلء ‪ ..‬بتتعامل معااي وىه‬
‫حاطه مناخريها ىف السام‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬وكامن ىه غريبه أأوى ‪ ..‬يعين توقعت بعد املعامةل الىل بتعاملهاىل والرمس الىل بترتمسه ده ‪ ..‬اهنا‬
‫ختتار ماكن زى املعمل تش تغل فيه ‪ ..‬او أأضعف الاميان الاسطبل ‪ ..‬لكن تصور اختارت ايه ؟‬
‫‪ -‬ايه ؟‬
‫‪ -‬الزريبه‬
‫هز ر أأسه ىف حريه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ما أأان فامهلها حاجه ‪ ..‬حسستىن وىه بتتلكم معااي أأكهنا برنسيسه و أأان أأجرمت وحاولت أأقلل‬
‫من قدر مسوها ‪ ..‬وبعدين ‪ ..‬أأالقهيا ختتار الشغل ىف الزريبه‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص ىه حره مش ىه الىل اختارت‬
‫قال "معر" بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثق اهنا يوم وال اتنني ومش هتطيق الشغل هناك وهتجيىل ترتجاىن اهنا تش تغل ىف ماكن اتىن‬
‫‪ ..‬و أأان أأهو وانت أأهو‬
‫‪ -‬طيب أأسيبك بأأه و أأروح أأمكل شغىل‬
‫مه بأأن ينرصف لكنه التفت اىل "معر" مرة أأخرى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح ‪ ..‬انت معزوم الهناردة عىل الغدا‬
‫‪ -‬مني الىل عزمىن‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ‪ ..‬هيكون مني يعين هو ىف حد هنا يعربك ويعزمك غريي‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهتأألكىن ايه بأأه اي يس " أأمين"‬
‫هرش " أأمين" ر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة معرفش ‪ ..‬بس "سامح" عامةل ولمية كبرية عشان حصبهتا‬
‫قال هل "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه عازمة "ايمسني" ؟‬
‫‪ -‬اه "ايمسني" و أأخهتا و أأبوها‪ ..‬فقولت أأعزمك انت كامن أأهو ترحي معدتك من أألك املطامع شويه‬
‫‪ -‬مش عايز أأضايقكوا اي " أأمين"‬
‫‪ -‬تضايقنا مني اي مع ‪ ..‬أأصال هيبقى البنات أأعدين مع بعض ‪ ..‬واحنا اعدين مع بعض ‪ ..‬هتيجي‬
‫مفهياش نقاش ‪ ..‬يال أأشوف شغىل بأأه ‪ ..‬سالم‬

‫**************************‬
‫انهتىى معل "ايمسني" ىف يوهما ا ألول ‪ ...‬اكنت سعيدة ابلعمل حتت ارشاف دكتور "حسن" اكن‬
‫الرجل حبرا من العمل ‪ ..‬اس تفادت منه كثريا حىت أأهنا أأحرضت دفرت وقمل لتدون ما يقول ‪ ..‬اكن‬
‫الرجل ال يفرت عن االدالء مبعلوماته الطبية ونصاحئه وطرق تعامهل مع احلاالت اخملتلفة ‪ ..‬أأحبت كثريا‬
‫العمل معه ‪ ..‬اكن رسيعا نش يطا ودليه خربه كبرية ىف العمل ‪ ..‬و أأحبت "ايمسني" ذكل كثريا ‪ ..‬بعدما‬
‫اهنت معلها ‪ ..‬اكنت ىف طريقها اىل املبىن السكين عندما تلقت اتصاال من سامح ‪:‬‬
‫‪ -‬ها خلصىت شغل‬
‫‪ -‬اه لسه خملصة حاال‬
‫‪ -‬ايه اخبار الشغل ىف املزرعة‬
‫قالت "ايمسني" حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬ممتاز اي "سامح" قابلت هنا دكتور مش قادرة أأقوكل انسان حمرتم جدا وكامن شاطر جدا جدا‬
‫ومش من النوع الىل بيبخل يدييك معلومة ‪ ..‬ابلعكس طول اليوم مبطلش الكم عن احلاالت جبد‬
‫اس تفدت منه جدا‬
‫قالت "سامح" وقد رسها فرح وحامس صديقهتا ابلعمل ىف املزرعة ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس أأوى امحلد هلل ‪ ..‬مبا انك خلصىت بأأه جفهزى نفسك انىت و"رهيام" ومعو‬
‫قالت "ايمسني" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬تعبتك أأان عارفه‬
‫‪ -‬اي بنىت بطىل الهبل ده هللا طول اليوم و أأان فرحانه ومش عارفه أأمعلكوا ايه وال ايه‬
‫قالت "ايمسني" ابمتنان ‪:‬‬
‫‪ -‬تسلمى اي "سامح"‬
‫مث اس تطردت قائئهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت وحشاىن جداا ‪ ..‬ومش مصدقه اىن اخريا هشوفك‬
‫‪ -‬انىت اليل وحشاىن جبد ‪ ..‬يال برسعة بأأه منترراكوا ‪ ..‬اه "ايمسني" انتوا هتيجوا مع " أأمين" ىف العربية‬
‫قالت "ايمسني" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬أل اي "سامح" قوليىل العنوان واحنا هنيجي‬
‫‪ -‬اي بنىت أأصال " أأمين" عندك ىف املزرعة ‪ ..‬ايه الىل خيليكوا تتشحططوا ىف املواصالت ‪ ..‬وكامن ىف‬
‫بدل غريبة ‪ ..‬يال اخلىص هجزى نفسك ‪ ..‬وهو أأما خيلص شغهل هيتصل بيكوا‬

‫ذهب "ايمسني" اىل غرفهتا و أأخذت دشا وارتدت مالبسها واس تعدت ىه و "رهيام" ووادلهام ‪..‬‬
‫وعندما اتصل " أأمين" أأعطت الهاتف لوادلها و أأخربه " أأمين" أأنه ينتررمه أأمام بوابة املزرعة ‪ ..‬ركب‬
‫ثالثهتم وانطلقوا اىل بيت "سامح" ‪ ..‬تعانقت الصديقتان بشدة ودموع الفرح يبلل وهجهيام ‪ ..‬لمك‬
‫اش تاقت اىل "سامح" والسمر معها ‪ ..‬اكن "ايمسني" ىف رمة سعادهتا فها ىه أأرسهتا ملتفة حولها‬
‫وصديقهتا املقربة جبوارها ‪ ..‬اكنت وجوه امجليع سعيدة ضاحكة ‪ ..‬فتساءلت "ايمسني" هل توجد‬
‫سعاده أأكرت من ذكل ‪ ..‬مجيع من حتهبم ملتفون حوكل يتسامرون ويضحكون ‪ ..‬اكنت تشعر بسعادة‬
‫فارقت قلهبا مدة طويةل ‪ ..‬ىف ذكل اليوم نسيت لك مشالكها و أأحزاهنا ‪ ..‬ومل تغادر الابتسامه شفتهيا‬
‫قء ‪ ..‬أأثناء ما اكنت جتهز الطعام مع "سامح" ىف املطبخ ‪ ..‬مسعت جرس الباب ‪ ..‬فقالت " سامح"‬
‫عىل الفور ‪:‬‬
‫‪ -‬ده أأكيد "معر"‬
‫التفتت "ايمسني" الهيا قائهل بدهشة ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" مني ؟‬
‫‪" -‬معر" صاحب " أأمين"‬
‫هزت "ايمسني" ر أأسها ‪ ..‬فمل تتوقع أأن توجه هل ادلعوة أأيضا ‪ ..‬قالت "سامح" شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬بيصعب عليا أأوى ‪ ..‬عايش لوحده مفيش حد معاه ‪ ..‬وعشان كده " أأمين" عزمه الهنارده‬
‫قالت "ايمسني" لصديقهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬عايش لوحده ليه ‪ ..‬و أأههل فني ؟‬
‫‪ -‬أأههل ىف القاهرة عايشني هناك ‪ ..‬وهو كامن اكن عايش هناك ‪ ..‬بس اس تقر هنا من شهر ونص‬
‫تقريبا‬
‫‪ -‬هو عايش ىف املزرعة مش كده ؟‬
‫‪ -‬أأيوة ىف فيال صغرية ‪ ..‬أأكيد شوفتهيا‬
‫أأومأأت بر أأسها ورصفت ذههنا اىل االهامتم اب ألطباق الىت حترضها‪.‬‬

‫التف الثالث رجال حول طاوةل الطعام ‪ ..‬أأشاد "معر" ابلألك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الألك ممتاز اي " أأمين" مراتك نفسها حلو ىف الألك‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تسمل اي "معر" ‪ ..‬يال عقباكل انت كامن ما ترتمح من أألك النواشف‬
‫قال "عبد امحليد" لـ "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مش متجوز اي ابمشهندس‬
‫ابتسم هل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل اي مع "عبد امحليد"‬
‫‪ -‬ليه اي ابىن كده ده أأان ملا كنت ىف س نك كنت متجوز وخملف البنتني كامن ‪ ..‬وانت راجل ما شاء‬
‫هللا عليك متتعيبش‬
‫اختفت ابتسامه "معر" ورد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لسه ملقتش بنت احلالل اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬ادعييل أأالقهيا‬
‫‪ -‬ربنا يرحيك ابكل ويكتبكل اخلري اي ابمشهندس‬
‫مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وجيزيك خري عىل الىل معلته معاان ومع بنىت ‪ ..‬مجيكل عىل راس نا من فوق‬
‫أأرسع "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مجيل وال حاجه اي مع "عبد امحليد"‬
‫ملعت عينا "عبد امحليد" ابدلموع وقال موهجا حديثه لـ "معر" و " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬لوالمك مكنتش عارف ايه الىل اكن ممكن حيصل ‪ ..‬اكن زماان حتت رمحة الىل ميتسامش ده ‪ ..‬أأان ملا‬
‫عرفت انه حاول خيطفها كنت حاسس اىن مهوت من الرعب ألن ملناش ضهر نتس ند عليه ‪ ..‬وهو‬
‫رشاين هو و أأههل ‪ ..‬ومش هيسيبوا بنىت ىف حالها‬
‫حتدث " أأمين" ليطمئنه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش اي مع "عبد امحليد" هو مس تحيل يعرف ماكهنا هنا‬
‫قال "معر " ‪:‬‬
‫‪ -‬وكامن مفيش حد غريب بيدخل املزرعة ‪ ..‬مبيدخلهاش الا الىل شغالني فهيا بس ‪ ..‬يعين اطمن‬
‫قال "عبد امحليد" بتأأثر ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يبارلككوا وجيزيكوا خري ويفتحها عليكوا ويكفيكوا رش طريقكوا‬

‫****************************‬
‫ىف صباح اليوم التاىل ‪ ..‬اكن "معر" ىف مكتبه ابملزرعة عندما مسع طرقات صغريه عىل الباب ‪..‬‬
‫فهتف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫انفتح الباب وانغلق هبدوء ‪ ..‬مسع صوت أأنثوى يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي ابمشهندس "معر"‬
‫رفع ر أأسه ليس تطلع القادم ‪ ..‬اكنت فتاة ىف بداية العقد الثالث بيضاء البرشة ذات عينيني عسليتني‬
‫مجيةل املالمح ‪ ..‬رمست عىل شفتهيا ابتسامه كبرية وتلعت ىف عينيه جبر أأة ‪ ..‬نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي دكتورة "هما" ‪ ..‬خري‬
‫اكنت "هما" دكتورة حتاليل تعمل ىف معمل املزرعة ‪ ..‬مدت يدها مبلف صغري وقالت بنفس‬
‫االبتسامه ودون أأن ترفع عينهيا عنه ‪:‬‬
‫‪ -‬ده ملف حتاليل العينات الىل أأخدانها الاس بوع ده جبته حلرضتك عشان تطلع عليه‬
‫نرر الهيا برصامة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان قلت حلرضتك أأكرت من مرة اي دكتورة ان النتاجي تتجمع وتتعرض عليا لك شهر ‪ ..‬أأان مش‬
‫فاىض أأطلع علهيا مرة وال مرتني ىف الاس بوع ‪ ..‬وس بق وقولت حلرضتك الالكم ده أأكرت من مرة‬
‫شعرت "هما" ابالرتباك وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس كنت حبه ان حرضتك تشوفهم أأول بأأول عشان ‪......‬‬
‫فاطعها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو عايز أأشوفهم أأول بأأول هطلب من حرضتك كده‬
‫مل جتد ما تقول ‪ ..‬مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسفه اي ابمشهندس اىن عطلتك ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫مث توهجت اىل الباب وانرصفت ‪ ..‬حرك "معر" ر أأيه ميينا ويسارا بسخرية مث انكب عىل معهل ليمكهل‬

‫اكنت "ايمسني" متجهه اىل مبىن اسرتاحة الغداء عندما وقع نررها عىل "معر" أأشاحت بوهجها‬
‫واس مترت ىف طريقها ‪ ..‬عندها اندى علهيا ليوقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حلرة اي دكتورة لو مسحيت‬
‫وقفت "ايمسني" واس تدارت حنوه ‪ ..‬أأقبل علهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخبار الشغل ايه ‪ ..‬مراتحه ىف املاكن الىل اخرتتيه‬
‫ردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة امحلد هلل‬
‫تفرس فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين الشغل مش متعب ‪ ..‬ومناسب لييك‬
‫‪ -‬أل الشغل ممتاز ومناسبىن جدا‬
‫ىف تكل ا ألثناء اكنت "هما" متوهجه اىل مبىن الاسرتاحة فرمقت "ايمسني" بنررة انرية ‪ ..‬تعجبت‬
‫"ايمسني" لهذه الفتاة الىت ترمقها بتكل النررات وىه ال تعرفها ‪ ..‬مسعت "معر" يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب لو واهجتك مشالك عرفيين‬
‫قال ذكل مث تركها وانرصف ‪ ..‬توهجت "ايمسني" اىل املبىن و أأحرضت صنية طعاهما والتفتت لتبحث‬
‫عن ماكن لتجلس فيه ‪ ..‬اكنت احدى الفتيات جاهل عىل طاوةل مبفردها أأشارت لـ "ايمسني" ىك تتقدم‬
‫حنوها ‪ ..‬ذهبت الهيا "ايمسني" فابتسمت الهيا الفتاة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ادلكتورة اجلديدة ‪ ..‬اتفضىل اعدى معااي‬
‫ابتسمت لها "ايمسني" وجلست ىف املقعد املقابل لها‬
‫مدت الفتاة يدها اىل "ايمسني" وقالت لها مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان دكتورة "ش اميء"‬
‫ابدلهتا "ايمسني" الابتسام وسلمت علهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان دكتورة "ايمسني"‬
‫‪ -‬أأهال بيىك ‪ ..‬أأان عرفت انك شغاهل حتت ارشاف دكتور "حسن"‬
‫اتسعت ابتسامة "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ابلربء كده‬
‫قالت "ش اميء" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بأأه شغاهل ىف الاسطبالت اان املرشفة عىل مجيع اخليول هنا‬
‫‪ -‬كويس أأوى ‪ ..‬واحض انك شاطرة أأوى‬
‫حضكت "ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقليش بكرة تبقى زيي و أأحسن‬
‫ىف هذه ا ألثناء ر أأت "ايمسني" الفتاة الىت اكنت ترمقها ابخلارج تتقدم حنول طاولهتام ‪ ..‬قالت الفتاة لـ‬
‫"ش اميء" ونرراهتا مصوبة جتاه "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬مش تعرفينا اي ش اميء"‬
‫قالت"ش اميء" و أكهنا تستثقل املهمة ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتورة "هما" بتش تغل ىف معمل املزرعة ‪ ..‬دكتورة "ايمسني" بتش تغل ىف قسم املوايش حتت‬
‫ارشاف دكتور "حسن"‬
‫رفعت "هما" حاجبهيا قائهل خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬موايش !! بس دى شغالنه ذكوريه أأوي ‪ ..‬أأان ملا شوفتك واقفه بتتلكمى مع البامشهندس "معر"‬
‫كنت فكراىك حد همم ‪....‬‬
‫مث نررت اىل "ايمسني" بسخرية قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس تعرىف الشغالنه اليقه عليىك‬
‫قالت ذكل وانرصفت ‪ ..‬اكنت "ايمسني" ابلفعل حتب معلها ‪ ..‬ذلكل تضايقت من الكم تكل الفتاة ‪..‬‬
‫واحتارت أأكرث ‪ ..‬ملاذا تتحدث الهيا بتكل الطريقه ‪ ..‬وملاذا ترمقها بتكل النررات ‪ ..‬أأخرجهتا "ش اميء"‬
‫من حريهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬سيبك مهنا ىه متغاظة منك بس‬
‫التفتت الهيا "ايمسني" قائهل بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه أأان معملتلهاش حاجه ؟‬
‫‪ -‬كفاية اهنا شافتك واقفه بتتلكمي مع الراجل الىل همتوت عليه‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬قصدك مني‬
‫‪" -‬معر ا أللفى"‬
‫أأطرقت "ايمسني" ر أأسها ىف مصت ‪ ..‬أأمكلت "ش اميء" حديهثا و أكهنا تبوح برس من أأرسار ادلوهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصلها حطه عيهنا عليه من زمان ‪ ..‬ولك شويه تتسهوك وتروحهل مكتبه بأأى جحه ‪ ..‬ال وايه اكنت‬
‫مفهامان انه معجب بهيا واهنم خالص عىل وشك االرتباط ‪ ..‬حلد ما خدت زمبه كبري أأوى‬
‫رفعت ايمسني ر أأسها ونررت الهيا متسائهل ‪ ..‬فانتقلت "ش اميء" اىل املقعد اجملاور لـ "ايمسني" وأأمكلت‬
‫"ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لقيناه جفأأة خطب ‪ ..‬ونأأهبا طلع عىل شونه ‪ ..‬عرفنا ساعهتا اهنا اكنت بترسح بينا ‪ ..‬بس ايه خطب‬
‫حتت بنت موزه اي "ايمسني" حتل من عىل حبل املش نقة ‪ ..‬واهلها انس واصلني أأوى ‪..‬‬
‫البامشهندس "معر" جهبا هنا من فرتة ىه و أأهما و أأبوها ‪ ..‬حتة بنت عامةل زى امللنب ‪ ..‬أل و أأهما‬
‫تشوفهيا تقوىل أأخهتا مش أأهما‬
‫اكنت "ايمسني" تس متع اىل حديث "ش اميء" بصمت وبدون تعقيب ‪ ..‬مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مادام خاطب ‪ ..‬ىه عايزه منه ايه‬
‫‪ -‬أل ما هو فسخ خطوبته من شهرين كده‬
‫رفعت "ايمسني" حاجبهيا ابس تغراب ‪ ..‬فأأمكلت "ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اكنوا خالص حمددين معاد الفرح ‪ ..‬وجفأأه أأول ما الفرح قرب ‪ ..‬ساهبا وفسخ اخلطوبة ‪ ..‬أأكيد طبعا‬
‫الىل زي ده مش عايز يقيد حريته ابجلواز عشان يبقى عىل راحته مع البنات ‪ ..‬وتالقيه مكنش انوى‬
‫يتجوزها من الاول بس حب يقضيهل يومني‬
‫شعرت "ايمسني" ابدلهشة من الكم "ش اميء" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مش لدلرجة دى يعىن‬
‫فقالت "ش اميء" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل لدلرجة دى وأأكرت من كدة كامن ‪ ..‬واحد غىن جدا ووس مي جدا والبنات بترتىم حتت رجليه ايه‬
‫الىل خيليه يقطع عالقاته دى لكها ويتجوز ‪..‬‬
‫اهنت "ايمسني" غداهئا وانرصفت اىل معلها ‪ ..‬ودون أأن تقصد أأخذت تفكر ىف الكم "ش اميء"‬
‫أأهنت "ايمسني" معلها و أأخذت متىش ىف املزرعة ‪ ..‬وصلت اىل احدى ا ألجشار الكبرية ‪ ..‬اكنت‬
‫الشجرة كبرية ولها شلك هميب ‪ ..‬أأجعبت "ايمسني" جباملها وابلطريقه الىت مت هبا تقلمي أأوراقها فأأعطهتا‬
‫شلك جذاب ‪ ..‬توهجت الهيا لتحمتى برلها ‪ ..‬أأس ندت ظهرها عىل أأحد فروعها ‪ ..‬ورشدت بعيد َا ‪..‬‬
‫اكنت تشعر ىف هذا املاكن بسكينة غريبه ‪ ..‬و أكنه ال يوجد ىف هذا العامل سواها ‪ ..‬والسامء ‪..‬‬
‫واملساحة الشاسعه من اخلرضة أأماهما‬
‫متنت لو تبقى هنا ل ألبد ‪ ..‬ىف هذا املاكن وىف هذا املوضع ‪ ..‬جلست عىل غصن كبري و أأس ندت‬
‫ر أأسها عىل الشجرة ‪ ..‬و أأمغضت عينهيا تس متع اىل تغريد العصافري عىل الشجر ‪ ..‬تس متتع ابلنسامت‬
‫الىت تلفح وهجها بنعومه ‪ ..‬ارتسمت ابتسامه عىل شفتهيا وىه تس متتع مبا حولها وىه مغمضة عينهيا ىف‬
‫مصت‬
‫اكن "معر" يسري عىل غري هدى حىت اس توقفه منرر الفتاة الىت جتلس مغمضة العينني عىل غصن‬
‫جشرته ‪ ..‬نعم جشرته ‪ ..‬الشجرة الوحيدة الىت زرعها بيديه مع جده وهو صغري ‪ ..‬ظل يتأأمل ابتسامهتا‬
‫العذبه الباديه عىل حمياها ‪ ..‬والهدوء والراحة والسكينة الىت تبدو عىل وهجها ‪ ..‬أأطلق احد الطيور‬
‫صوات عاليا ابلقرب من "ايمسني" فانتفضت خائفه تنرر للطائر وهو يبتعد ‪ ..‬التفتت أأماهما لتجد‬
‫"معر" اذلى يقف عىل بعد أأمتار مهنا ‪ ..‬واضعا يديه ىف جيب بنطاهل ويوهجه نرره الهيا ‪ ..‬شعرت‬
‫ابخلجل ‪ ..‬وتساءلت منذ مىت وهو يقف هنا ‪ ..‬أأوقف يشاهدها أأم اس توقفه شئ أخر ‪ ..‬هنضت من‬
‫عىل اجلذع و أأطرقت برأأسها سارت لتعود اىل غرفهتا ‪ ..‬مرت جبواره ‪ .‬فالتفت الهيا واس توقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حلرة واحدة لو مسحىت‬
‫التفتت اليه دون أأن تنرر اليه ‪ ..‬راقب "معر" محرة اخلجل الىت تتصاعد اىل وجنتهيا ‪ ..‬مشهد مل‬
‫يعتاده من قبل ‪ ..‬وقف حلرات ينرر لها ىف مصت حىت متلملت الفتاة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي ابمشهندس ىف حاجه ؟‬
‫أأدخل يده ىف جيب اجلاكت و أأخرج حفنة من املال اكن قد أأعدها سلفا ومد يده هبا الهيا ‪ ..‬نقلت‬
‫برصها من وهجه اىل يده مث اىل وهجه مرة أأخرى وقالت ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده ؟‬
‫قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬مرتبك‬
‫أأعادت ما قال بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬مرتىب ؟‬
‫ابتسم ابتسامه زادته وسامة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة مرتبك ‪ ..‬أأمال كنىت فاكره هنشغكل عندان جماان وال ايه‬
‫مصتت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح دى أأول مرة أأش تغل فهيا بس الىل أأعرفه ان الناس بتقبض مرتهبا أخر الشهر بعد ‪ 51‬يوم‬
‫‪ ..‬مش بعد ‪ 5‬أأايم‬
‫قال وهو مازال حمتفرا اببتسامته ‪:‬‬
‫‪ -‬متام ‪ ..‬بس انىت حاةل خاصه‬
‫نررت اليه "ايمسني" وقالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬قولت حلرضتك قبل كدة تعاملىن زى أأى حد بيش تغل هنا بدون متيزي‬
‫‪ -‬طيب خدهيم ميكن حتتاجهيم ‪ ..‬ومن الشهر اجلاى تقبىض زى زمايكل‬
‫قالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أل شكرا ‪ ..‬مش هحتاهجم‬
‫نرر الهيا "معر" بشئ من الغضب مث أأعاد املال اىل جيبه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬براحتك‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش فامه انىت ليه بتتعامىل كده‬
‫نررت اليه صامته ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتترصىف معااي حبده من أأول يوم جيىت فيه هنا ‪ ..‬واسلوبك معااي غريب‬
‫نررت اليه بربود قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وايه الاسلوب الىل عايزىن أأتعامل بيه مع حرضتك ؟‬
‫‪ -‬املفروض اننا معرفة ‪ ..‬يعىن أأخواي وصاحيب متجوز أأعز حصابك ‪ ..‬يعىن املفروض يكون ىف ود‬
‫وعشم ىف التعامل بينا ‪ ..‬جتامليىن أأجامكل ‪ ..‬يبقى ىف عالقة مرحية بينا ‪ ..‬تبتسمى ىف ويش بدل ما‬
‫انىت مركباىل الوش اخلشب ده ‪ ..‬أأان شوفتك وانىت بتتعامىل مع دكتور "حسن" بتتعامىل معاه بطريقه‬
‫طبيعيه وبذوق وبتبتسمى ىف وشه ‪ ..‬يعين لك الىل طالبه انك تتعامىل معااي زى أأى بنت عادية‬
‫أأطرقت "ايمسني" وقد بد أأت تفهم طبيعة هذا الرجل الواقف أأماهما ‪ ..‬واذلى اعتاد عىل هتافت‬
‫الفتيات عليه ‪ ..‬والاليت حياولن جذبه الهين ابللكمة اترة وابالبتسامه اترة أأخرى ‪ ..‬فسار هذا عنده‬
‫هو املعتاد والطبيعي واملأألوف ‪ ..‬ذلكل هو جيد طريقة تعاملها اجلادة معه ووضع احلدود ىف الالكم ‪..‬‬
‫شئ غريب عىل مثهل ‪ ..‬لكنه س يعمل قريبا بأأهنا ليست كغريها‬
‫رفعت ر أأسها ونررت اليه وقالت هبدوء وحزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش زى البنات الىل حرضتك بتتعامل معامه‬
‫فرر الهيا صامتا فاس تطردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬دى طبيعىت وده اسلويب ومش هغريه عشان أأى حد ‪ ..‬حىت لو كنا معرفة زى ما حرضتك بتقول‬
‫‪ ..‬فده مش معناه ان مفيش حدود بينا‬
‫نرر الهيا وقد ضاقت عيناه ىف مصت ‪ ..‬تركته وانرصفت ‪ ..‬اتبعها بعينيه وىه تسري ىف طريقها بثقه ‪..‬‬
‫رمغ الضيق اذلى شعر به من اسلوهبا معه ‪ ..‬اال أأنه وجد ابتسامه صغرية ترتسم عىل شفتيه ببءء‬

‫طرق وادلها ابب الغرفة ففتحت هل "رهيام" دخل وجلس مع بنتاه ووجه حديثه اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي "ايمسني" مراتحه ىف شغكل‬
‫ابتسمت هل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جدا اي اباب امحلد هلل ‪ ..‬املاكن هنا مجيل ‪ ..‬والشغل مع دكتور "حسن" مفيد جدا‬
‫‪ -‬طيب امحلد هلل ‪ ..‬يعين مفيش حد بيضيقك هنا‬
‫‪ -‬أل اي اباب اطمن‬
‫‪ -‬عامة لو حد ضايقك قوىل للبامشهندس "معر" عىل طول‬
‫اختفت ابتسامهتا وقالت لوادلها ‪:‬‬
‫‪ -‬لو حد ضايقين أأان أأقدر أأترصف معاه كويس ‪ ..‬مش حمتاجه حد يدافع عين ‪ ..‬اطمن عليا اي اباب‬
‫ىف تكل الليةل أأمغضت عينهيا ىف حماوةل لالستسالم للنوم ‪ ..‬لكهنا وجدت نفسها تفكر ىف الكم‬
‫"ش اميء" عن "معر" ‪ ..‬ترى ملاذا ترك خطيبته ‪ ..‬هل هو خشص الىه كام تصوره "ش اميء" ‪ ..‬هل هل‬
‫عالقة فعال بـ "هما" ‪ ..‬هل ىه الوحيدة أأم عالقاته امتدت لفتيات غريها ابملزرعة ‪ ..‬اذا اكن فعال‬
‫خشص عابث فلامذا ترك القاهرة و أأىت لتكل البدلة الريفية ‪ ..‬أأهل حبيبه هنا ال يقوى عىل فراقها ؟ ‪..‬‬
‫المت نفسها بشدة عىل االهامتم مبعرفة اجاابت تكل ا ألس ئةل الىت انطلقت اكلشالل يف ر أأسها ‪..‬‬
‫حاولت نفض تكل ا ألفاكر من ر أأسها ‪ ..‬لكن عيناه السوداوين العميقتني ظلت صورهتام تطاردها ىف‬
‫ر أأسها ‪ ..‬هبت جالسه وىه تشعر ابلغضب من نفسها ‪ ..‬توضأأت وصلت ركعتني وانشغلت بقراءة‬
‫احدى الرواايت لترصف تفكريها عنه‬

‫البارت ‪66‬‬

‫مرت عدة أأايم و "ايمسني" سعيدة بعملها ىف املزرعة ‪ ..‬وحتت ارشاف دكتور "حسن" اكن مرحيا ىف‬
‫التعامل ومل حتدث مشالك بيهنام ‪ ..‬اكنت مهبورة بعلمه ومبهارته فتتعمل منه لك يوم شيئا جديدا ‪ ..‬أأيضا‬
‫دكتور " "حسن" أأجعب كثريا بذاكهئا وحامسها ونشاطها ورسعهتا ىف التعمل ‪ ..‬فاكن يعتربها تلميذته‬
‫النجيبه ويتنبأأ لها مبس تقبل ابهر ىف معلها ‪ ..‬شعر ا ألىس علهيا عندما عمل مهنا بقصهتا والسبب اذلى‬
‫دفعها ىه و أأهلها للمجئ اىل املزرعة ‪ ..‬طمئهنا وبث ا ألمل فهيا بأأن فرج هللا قريب ‪ ..‬علهيا فقء أأن‬
‫تتحىل ابلصرب وس يخرهجا هللا من حمنهتا‪..‬‬
‫ىف ذات يوم قدم اىل املزرعة رجل ىف العقد السادس من معره ‪ ..‬أأىت بس يارته الفارهه وبدلته ا ألنيقة‬
‫اس تقبهل "معر" بعدما نزل من س يارته أأمام بيت املزرعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بيك اي أأس تاذ "شاكر"‬
‫سمل عليه الرجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بيك انت اي بشمهندس ‪ .‬أأان متشكر انك هتديين شوية من وقتك‬
‫‪ -‬ال أأبدا ازاى حرضتك تقوىل كده ‪ ..‬اتفضل‬
‫أأدخل "معر" الرجل اىل بيت املزرعة ‪ ..‬اكن الرجل هو معيل من معالء "معر" اذلين يشرتون ما‬
‫تنتجه املزرعة من أألبان ‪ ..‬رحب "معر" ابلرجل وقدمت هلم اخلادمة أأقداح الشاى الساخن ‪ ..‬حتدث‬
‫الرجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬برصحة أأان كنت عايز منك خدمة اي بشمهندس وامتىن انك متخذلنيش‬
‫أأرسع "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي أأس تاذ "شاكر" اتفضل‬
‫‪ -‬أأان ابىن الصغري ىف أخر س نة هل ىف لكية الطب البيطرى ‪ ..‬وانت عارف ان أأى شغل بيتطلب‬
‫خربه ‪ ..‬الودل معندوش أأى فكره عن أأى شئ ‪ ..‬انت عارف ان ىف مرص ل ألسف بندرس ىف اجلامعه‬
‫حاجة والشغل العمىل بيكون حاجه اتنية خالص ‪ ..‬فأأان كنت حابب مبا انه ىف أخر س نة انه ييجي‬
‫يتدرب عندك هنا ىف املزرعة ‪ ..‬أأان عارف ان عندك داكترة ممتازين جدا وانك مش بتشغل عندك‬
‫الا انس كفائهتا عاليه ‪ ..‬أأان بس عايزه يكون حتت ايدهيم ‪ ..‬وكامن ده هيفيده ىف امتحاانته الس نة دى‬
‫الن عندمه جزء كبري معىل ‪ ..‬وهو زى ما قولت ميح خالص‬
‫أأرسع "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي أأس تاذ "شاكر" ‪ ..‬يرشفنا وجوده ىف املزرعة وهنا عندان داكترة ممتازين وان شاء هللا‬
‫يس تفاد مهنم‬
‫‪ -‬متشكر جدا اي بشمهندس وهو ده اكن العشم‬
‫انهتت املقابةل وانرصف "شاكر" ‪ ...‬حان معاد اسرتاحة الغداء عندما تركت "ايمسني" ما بيدها‬
‫لتذهب لتتناول طعاهما ‪ ..‬حملت عند البوابة فالحه بس يطة كبرية ىف السن تتحدث مع الرجل الواقف‬
‫عىل البوابة والرجل حياول اخراهجا وىه تأأيب أأن خترج ‪ ..‬لفت املشهد نرر "ايمسني" خاصة و أأن‬
‫الرجل اكن يتعامل مع الس يدة الكبرية بغلرة وخشونة ‪ ..‬اقرتبت من البوابة فسمعت تكل الس يدة‬
‫تقول ‪:‬‬
‫‪ -‬أأبوس ايدك اي ابىن دخلىن ‪ ..‬أأان زى أأمك‬
‫رد علهيا الرجل وهو يدفعه لتخرج خارج املزرعة ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأىم وال أأبواي ‪ ..‬ممنوع ايمه حمدش بيدخل هنا غري الىل بيش تغلوا بس‬
‫‪ -‬اي ابىن ما اان كنت بش تغل هنا ‪ ..‬أأبوس ايدك دخلىن‬
‫‪ -‬اي ست امىش بأأه هللا يسهكل‬
‫تقدمت "ايمسني" مهنام قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف ايه ؟‬
‫قالت الس يدة برسعة و أكهنا تستنجد بـ "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬الهىى يكرمك اي بنىت خليه يدخلىن ‪ ..‬أأان ورااي عيال امعل ايه بس اي ريب‬
‫وهجت "ايمسني" الكهما اىل الرجل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك مش عايز تدخلها ليه‬
‫‪ -‬عشان ممنوع حد يدخل الا اذا اكن بيش تغل ىف املزرعة ودى مبتش تغلش فهيا‬
‫انفجرت الس يدة ابكية وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأمعل ايه بس اي ريب ‪..‬‬
‫رق قلب "ايمسني" حلال تكل الس يدة و أأخذهتا وخرجت من البوابة لتتحدث معها ‪ ..‬ربتت بكفها‬
‫عىل كتف الس يدة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي جحه ماكل ىف ايه‬
‫قالت الس يدة وىه مازالت تبىك ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اي بنىت كنت بش تغل هنا ‪ ..‬بس عندى عيل تعب وكنت عده مجبه ىف املستشفى ‪ ..‬بعيد عنك‬
‫وعن السمعيني جاهل الهتاب جامد ىف الرئه واكن اي حبت عيين بيتوجع أأوى ‪ ..‬دخلت بيه املستشفى‬
‫وغبت فرتة ‪ ..‬رجعت لقيهتم حس يب هللا ونعم الوكيل فهيم طردوىن من الشغل عشان غبت فرتة‬
‫طويهل‬
‫‪ -‬طيب وليه مرشحتلهمش ظروفك‬
‫‪ -‬هام اي بنىت مديىن فرصة أأرشح حاجه ‪ ..‬أأان ورااي كوم حلم أأمعل ايه فهيم بس اي ريب‬
‫وانفجرت مرة أأخرى ىف الباكء ‪ ..‬و أأمسكت يد "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انشاهل ينجيىك ويكفييك رش املرض ساعديين أأدخل أأتلكم مع رئيس العامل ميكن يرىض يرجعىن‬
‫اتىن‬
‫اكد قلب "ايمسني" أأن ينفطر حلال تكل الس يدة املسكينة وقررت أأن تساعدها ‪ ..‬فقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأان هساعدك اي جحه وهرشحلهم ظروفك ‪ ..‬تعاىل بكرة ىف نفس املعاد و أأان أأقوكل معلت ايه‬
‫حاولت الس يدة تقبيل يدها فسحبهتا "ايمسني" برسعة ‪ ..‬قالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يبارلكك اي بنىت ويكفييك رش طريقك ‪ ..‬أأان لك يوم ابىج هنا ‪ ..‬هاىج بكرة وايرب أأمسع خرب‬
‫حلو‬
‫ابتسمت لها "ايمسني" ىف حنو وربتت عىل كتفها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ادعى ربنا وان شاء هللا يرجعوىك الشغل اتىن‬
‫تركهتا "ايمسني" ودخلت وىه متأأثره بشدة ‪ ..‬كيف يطردون س يدة مثلها وىه ىف أأمس احلاجة للامل‬
‫‪ ..‬توهجت اىل املبىن االدارى حيث مكتب "معر" ‪ ..‬طرقته طرقات خفيفة ‪..‬مسعت صوت من‬
‫ادلاخل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫دخلت ‪ ..‬رفع "معر" ر أأسه ليجدها أأمامه ‪ ..‬هز ر أأسه لتتقدم ‪ ..‬تركت الباب مفتوحا كام املرة املاضية‬
‫ودخلت وقفت أأمام املكتب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي بشمهندس‬
‫رد "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح النور‬
‫نرر "معر" اىل الباب املفتوح ‪ ..‬مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو مينفعش الباب يتقفل ‪ ..‬الزم الىل راحي والىل جاى يتفرج علينا‬
‫ارتبكت "ايمسني" نررت اىل الباب مث اليه ‪ ..‬اكن يرقب ردود أأفعالها ‪ ..‬قالت بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬أسفه مش هينفع أأقفهل‬
‫مهت ابالنرصاف مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مفيش مشلكة شكرا‬
‫أأوقفها "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن‬
‫الفتت اليه فنرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت عىل طول مترسعة كدة‬
‫مصتت ومل جتب ‪ ..‬أأشار بر أأسه اىل الكريس أأمام املكتب قائال برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬اعدى‬
‫تقدمت "ايمسني" وجلست ‪ ..‬نرر الهيا ‪ ..‬اكنت حتاول اس تجامع قواها وترتيب أأفكرها ‪ ..‬مصتت‬
‫حلرات مث التفتت اليه تنرر اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف واحدة اكنت بتش تغل هنا ىف احللب ‪ ..‬ىه ست كبرية ىف السن ‪ ..‬وشلكها عىل أأد حالها ‪..‬‬
‫اكنت واقفة عىل البوابة الراجل مش راىض يدخلها ‪ ..‬اتلكمت معاها ‪ ..‬طردوها من الشغل عشان‬
‫اكنت بتغيب كتري‪ ..‬بس ىه معذوره ابهنا اكن تعبان ىف املستشفى وىه كنت أأعده مجبه‬
‫اكن "معر" يراقهبا وىه تتحدث وعىل وهجها مالمح التأأثر حلال تكل الس يدة ‪ ..‬بلعت ريقها مث‬
‫اس تطردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه غلبانه أأوى ‪ ..‬وملهاش شغل اتىن ترصف منه عىل والدها ‪ ..‬يعين لو ينفع ‪ ..‬يعين ‪ ..‬حرضتك‬
‫‪..‬‬
‫قاطعها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتتوسطيلها عندى يعين ؟‬
‫بللت شفهيا بلساهنا وقد شعرت أأن حلقها جاف من التوتر ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬لو ينفع حرضتك ترجعها الشغل اتىن يبقى خدت فهيا ثواب ‪ ..‬ألن فعال شلكها حمتاجة للشغل أأوى‬
‫مصت "معر" حلرات مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو فعال مشوها للسبب ده يعين بسبب غياهبا ‪ ..‬فأأان هقول لرئيس العامل يرجعها اتىن‬
‫مل تصدق "ايمسني" ما مسعت ‪ ..‬شعرت بفرحة عارمة أأن اس تطاعت مساعدة تكل الس يدة الفقرية ‪..‬‬
‫نررت اىل "معر" وهتفت والابتسامه تعلو شفتهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد ؟ ‪ ..‬يعين هرتجعوها الشغل ؟‬
‫راقب "معر" ابتسامهتا والفرحة الىت تعلو وهجها من أأجل س يدة ال تعرفها ومل تلتقى هبا من قبل ‪..‬‬
‫ساد الصمت ‪ ..‬الحرت "ايمسني" تفرسه فهيا ‪ ..‬فشعرت حبمرة اخلجل وىه تتصاعد اىل وجنتهيا‬
‫خففضت برصها ‪ ..‬قال بعد برهه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬لو اكن زى ما قالت هو ده السبب الىل طردوها عشانه ‪ ..‬يعين متكنش معلت حاجه غلء‬
‫رسقت مثال أأو س ببت تلفيات‬
‫شكرته "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شكر ُا حلرضتك ‪ ..‬وىه عامة بتيجي تقف لك يوم أأدام البوابة ‪ ..‬وىه هتيجي بكرة عشان تعرف‬
‫اذا اكنت هرتجع الشغل وال أل‬
‫هز "معر" ر أأسه ‪ ..‬فهنضت "ايمسني" ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكره مرة اتنية‬
‫مث خرجت و أأغلقت الباب وراءها ‪ ..‬ظل "معر" ينرر اىل الباب املغلق و هو يفكر ىف رقة قلب‬
‫تكل الفتاة ‪ ..‬الىت شعرت الفرح اذلى أأانر وهجها من أأجل تكل الس يدة الفقرية ‪ ..‬مك ىه رقيقه ‪ ..‬حتب‬
‫اخلري للخرين ‪ ..‬اكن مس تغرقا ىف تفكريه عندما طرق " أأمين" الباب ودخل قائال ببشاشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "معر"‬
‫ابتسم هل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متام امحلد هلل‬
‫جلس " أأمين" عىل املقعد الىت اكنت جتلس فيه "ايمسني" منذ قليل ‪ ..‬تفرس ىف صديقه الشارد‬
‫اذلهن قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماكل ىف ايه‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأبدا مفيش حاجه‬
‫قال " أأمين" لصديقه وهو يشري اىل ذراعه اليرسى املوضوعه عىل املكتب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخبار دراعك ايه دلوقىت‬
‫رفع "معر" ذراعه ونرر اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل أأحسن كتري ‪ ..‬من ساعة ما فكيت اجلبس و أأان مواظب عىل العالج الطبيعي وحاسس‬
‫بتحسن ‪ ..‬املشلكة بس اىن لك فرتة حبس فهيا بتمنيل شديد ومبكنش قادر احركها‬
‫قال " أأمين" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬ما قولتش لدلكتور الىل متابع معاك الالكم ده ليه ؟‬
‫تهند "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتهل وقاىل طبيعي ‪ ..‬ده نتيجه لضعف ا ألعصاب ىف دراعى بعد احلادثة ‪ ..‬وان العالج الطبيعي‬
‫هيقوى ا ألعصاب وهرتجع ايدي اتىن زى ا ألول‬
‫حث " أأمين" صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يبأأه ركز ىف موضوع العالج ده ومهتملوش اي "معر"‬
‫ابتسم هل "معر" ىف مصت ‪ ..‬مث اس تأأذن " أأمين" ىف االنرصاف اىل معهل ‪.‬‬

‫*****************************‬
‫يتبع‬

‫دخلت "ايمسني" غرفهتا لتجد "رهيام" جالسه عىل فراشها ‪ ..‬هبت واقفه مبجرد أأن ر أأهتا وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا رشفىت س يادتك‬
‫قالت "ايمسني" وىه تغري مالبسها ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي "رهيام" الهناردة كن يوم متعب جدا واتأأخران شوية‬
‫قالت "رهيام" بتربم ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل طول انىت مشغوةل واباب كامن مشغول ىف الشغل اجلديد الىل شافهوهل البشمهندس "معر" ‪..‬‬
‫و أأان أأعده لوحدى طول الهنار‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ما انىت بتذاكرى اي "رهيام" عشان خالص الرتم قرب خيلص‬
‫قالت بزهق ‪:‬‬
‫‪ -‬اختنقت خالص ‪ ..‬طول الهنار مذاكره مذاكره ‪ ..‬جبد اختنقت نفيس نطلع أأان وانىت نتفسح شوية ‪..‬‬
‫نشوف انس نعد أأعده حلوة‬
‫ابتسمت لها "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اتفقنا ‪ ..‬بعد بكرة امجلعة ان شاء هللا ‪ ..‬تعاىل نطلع نتفسح ىف أأى ماكن ونغري جو‬
‫هتفت "رهيام" بفرحه ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي "ايمسني" ؟ ‪ ...‬هيييييييييه‬
‫قالت "ايمسني" بفرحة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ر أأيك كامن أألكم "سامح" واىه تغري جو معاان ىه كامن‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا فكرة حلوة جدا لكمهيا دلوقىت عشان تعمل حساهبا‬
‫هاتفت "ايمسني" صديقهتا واقرتحت علهيا اخلروج معا يوم امجلعة ‪ ..‬فقالت لها "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬موافقة طبعا ‪ ..‬أأان كامن خمنوقة جدا ‪ ..‬ولسه كنت بقول لـ " أأمين" كدة ‪ ..‬خالص هس تأأذنه و أأرد‬
‫علييك اي "ايمسني"‬
‫‪ -‬خالص و أأان منتررة اتصاكل ان شاء هللا‬
‫بعدما عاد " أأمين" من العمل التف االثنان حول طاوةل الطامع و أأخربته "سامح"برغبهتا ىف التزنه مع‬
‫"ايمسني" و "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة نفيس أأخرج اي " أأمين" أأان عىل طول حمبوسه ىف البيت‬
‫مسح " أأمين" بكفه عىل شعرها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي حبيبىت ‪ ..‬عارف اىن بسيبك لوحدك كتري‬
‫أأخذت يده املوضوعه عىل شعرها وقبلهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يعينك اي حبيبىت أأان عارفه انت بتتعب أأد ايه ‪ ..‬عارف نفيس خنرج سوا بس انت بتكون‬
‫مشغول حىت يوم امجلعة‬
‫ابتسم لها " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأفىض نفيس عشانك اي حبيبىت‬
‫هتفت بسعادة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي " أأمين" ؟ ‪ ..‬يعين هنخرج سوا يوم امجلعة ؟‬
‫قلهبا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا حبيبىت عايزه خترج تتفسح ‪ ..‬يبقى الزم نفسحها‬
‫ما لبثت أأن تالشت ابتسامة "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طب و"ايمسني" ‪ ..‬اي ريب ‪ ..‬خايفه تزعل مىن‬
‫فكر " أأمين" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأان عندى اقرتاح حلو‬
‫نررت اليه "سامح" بلهفه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه هو ؟‬
‫‪ -‬ايه ر أأيك نطلع أأان وانىت و "ايمسني" و "رهيام" ومع "عبد امحليد" ونقىض يوم ىف راس الرب‬
‫‪ -‬جبد اي " أأمين" ؟‬
‫‪ -‬أأيوة جبد هيكون يوم حلو وتغيري جو ‪ ..‬وكامن الفرتة دى البدل بتكون فاضية يعين هنكون عىل‬
‫راحتنا ‪ ..‬وانىت تغريي جو وكامن تتفسحى مع حصبتك‬
‫قامت "سامح" معانقه اايه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت أأحسن زوج ىف ادلنيا دى لكها‬
‫أأمسك ر أأسها بني كفيه وقبلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت أأروع زوجة ىف ادلنيا دى لكها‬

‫*************************‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي دكتورة "ايمسني"‬
‫اكنت "ايمسني" تس تعد لبدء معلها ‪ ..‬عندما دخل دكتور "حسن" و أألقى علهيا تكل العبارة ‪ ..‬التفتت‬
‫اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي دكتور "حسن"‬
‫سأألها دكتور "حسن" وهو يس تعد ابرتداء البالطو ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه أأخبار حاةل الـ ‪ mastitis‬بتاعة امبارح‬
‫‪ -‬لكه متام اي دكتور ‪ ..‬اديتلها جرعة الـ ‪ antibiotic‬بعد ما حرضتك مشيت ‪ ..‬وان شاء هللا مهر‬
‫علهيا دلوقىت‬
‫توهجت اىل ابب املكتب لهتم ابخلروج عندما اس توقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتورة "ايمسني"‬
‫التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي دكتور‬
‫‪ -‬ىف طالب هييجى يتدرب عندان هنا ‪ ..‬هو ابن لعميل همم من معالء املزرعة ‪ ..‬البشمهندس "معر"‬
‫وصاين عليه ‪ ..‬هو طالب ىف الباكلوريوس‬
‫اكنت "ايمسني" تس متع اليه ىف اهامتم ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت الىل هتتوىل تدريبه‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اي دكتور‬
‫‪ -‬ايوة انىت‬
‫قالت ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي دكتور أأان نفيس لسه بتدرب‬
‫‪ -‬وعشان كدة عايزك تدربيه ‪ ..‬شوىف اي دكتورة ‪ ..‬أأحسن طريقة لتثبيت املعلومة ال بكتابهتا وال‬
‫حبفرها ‪ ..‬مبامرس هتا ‪ ..‬كون ان يبقى ىف طالب عندك وانىت بترشحيهل لك املعلومات الىل عارفاها عن‬
‫احلاةل اليل أأدامك ده يثبت املعلومة أأكرت ‪ ..‬ومش بس كده ده بيديىك ثقه ىف نفسك كامن‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬فعال اي دكتور ‪ ..‬أأايم اللكية مكنتش بعرف أأحفظ أأسامء الـ ‪ Nerve‬والـ ‪ Muscles‬اال و أأان‬
‫برشهحا لصحايب‬
‫ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وعشان كده عايزك انىت الىل تدربيه‬
‫ابتسمت هل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكرة عىل الثقه دى اي دكتور ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫اكنت "ايمسني" تقوم بعملها عندما أأاتها اتصال من "سامح" ‪ ..‬أأخربهتا صديقهتا بفكرة " أأمين" ‪..‬‬
‫رحبت "ايمسني" ابلفكرة ألهنا مل تكن لتحب ترك وادلها ىف املزرعة مبفرده ‪ ..‬اتفقا عىل السفر بعد‬
‫صالة الفجر يوم امجلعة ان شاء هللا ‪ ..‬ىف فرتة الغداء أأتت "ش اميء" لتجلس مع "ايمسني" عىل‬
‫الطاوةل ‪ ..‬اس تقبلهتا "ايمسني" ابالبتسامه ‪ ..‬قالت "ش اميء" ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "مسسم" أأخبارك ايه‬
‫‪ -‬متام اي "ش اميء" امحلد هلل‬
‫‪ -‬فينك بقاكل اكم يوم مش بشوفك ىف فرتة الغدا‬
‫‪ -‬أأهاا الشغل كتري أأوى اليومني دول فبالك أأى حاجه و أأان بش تغل‬
‫‪ -‬هتقوليىل ‪ ..‬دكتور "حسن" مبريمحش نفسه أأبدا وال بريمح الىل معاه‬
‫دافعت "ايمسني" عنه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ده ألنه عنده مضري ىف الشغل ‪ ..‬وفعال بس تفاد منه جدا‬
‫انهتت الفتااتن الهتام طعاهمام وتوهجتا اىل اخلارج ‪ ..‬عندها قالت "ش اميء" لـ "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان أأقول جمتش تتغدى ليه مش عوايدها أأاترهيا واقفه مع ادلون جوان‬
‫نررت "ايمسني" اىل حيث تشري "ش اميء" ‪ ..‬لتجد " هما" واقفه تتحدث اىل "معر" ‪ ..‬وعىل وهجها‬
‫ابتسامه كبرية وتنرر ىف عينيه جبر أأة ‪ ..‬حانت من "معر" التفاته اجتاه "ايمسني" فتراهرت "ايمسني"‬
‫ابلنرر اىل شئ أخر ‪ ..‬مث التفتت اىل "ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هروح أأمكل شغىل‬
‫انرصفت اىل معلها وىه تتساءل ىف نفسها عن طبيعة العالقة بني "معر" و "هما"‬
‫اس توقف "معر" أأثناء انرصافه أأحد العامل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابمشهندس "معر" خالص لقينا غفري كويس وابن حالل وساكن ىف البدل دى‬
‫‪ -‬سأألتوا عنه كويس‬
‫‪ -‬أأيوة واد غلبان مقطوع من جشره وبيجرى عىل أألك عيشه‬
‫‪ -‬طيب متام خليه ييجي بكرة لرئيس العامل عشان يبد أأ شغل من بكرة ان شاء هللا‬
‫تنحنح الرجل قليال وبدا عليه الرتدد فسأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف حاجه ؟‬
‫‪ -‬يعين اي بشمهندس "معر" متاخذنيش ىف الالكم يعين ‪ ..‬بس يعين هو فني "عويس" وامجلاعه بتوعه‬
‫؟‬
‫قال "معر" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬مىش‬
‫‪ -‬أأيوة يعين مىش جفأأة كدة ومن يوم وليةل ‪ ..‬ده حىت هدومه وهدوم جامعته لسه ىف ا ألوضة ‪..‬‬
‫ومقالش جلنس خملوق انه هيسيب الشغل‬
‫قال "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬ده شئ ميخصنيش ‪ ..‬يال عىل شغكل‬

‫**********************‬
‫ىف صباح يوم امجلعة وبعد صالة الفجر اس تعدت "ايمسني" و "رهيام" ووادلهام ‪ ..‬اتصلت "سامح"‬
‫ليخربها أأهنا تنتررمه مع " أأمين" أأمام بوابة املزرعة ‪ ..‬اكنت "ايمسني" فرحه للغاية و أأعدت الكثري من‬
‫الس ندوتشات والعصري ‪ ..‬و"رهيام" أأيضا اكنت متلهفة عىل تكل الزنهه ‪ ..‬س بقهام وادلهام ‪ ..‬ومحلت‬
‫الفتااتن حقيبة الطعام و أأرسعا اخلطى ‪ ..‬عندها قالت "رهيام" جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده هو املز جاى هو كامن وال ايه‬
‫نررت "ايمسني" اىل حيث تنرر أأخهتا لتجد "معر" وقد أأوقف س يارته خلف س يارة " أأمين" ‪ ..‬خفق‬
‫قلهبا بشدة وقالت لـ "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد أل ‪ ..‬ايه الىل هيجيبه معاان‬
‫‪ -‬أل أأان حاسه انه جاى معاان‬
‫عندما وصلت الفتااتن نزلت "سامح" لرتحب هبام ‪ ..‬وبعد تبادل عبارات اجملامةل ‪ ..‬انطلقت س يارة‬
‫" أأمين" و "سامح" جتلس جبواره ‪ ..‬أأما "ايمسني" و "رهيام" ووادلهام جيلسون ىف اخللف ‪ ..‬بعد فرتة‬
‫حانت من "رهيام" التفاته للخلف مث مالت عىل أأذن "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش قولتكل املز جاى معاان‬
‫نررت الهيا "ايمسني" فأأشارت "رهيام" اىل اخللف ‪ ..‬التفتت "ايمسني" لتنرر عرب الزجاج اخللفى‬
‫للس يارة فتالقت نرراهتا مع نررات "معر" فأأرسعت ابعادة ر أأسها اىل ا ألمام ‪ ..‬وقلهبا خيفق بشدة ‪..‬‬
‫وىه تتساءل ملاذا مل ختربها "سامح" مبرافقة "معر" هلم ‪ ..‬وصلوا مجيعا اىل الشء ‪ ..‬الهتىى الرجال‬
‫الثالثة معا ىف املزاح والضحك ولعب ادلومينو ‪ ..‬أأما الفتيات الثالثة فأأخذن يمتشني عىل الشاطى‬
‫ويس تعدن ذكرايت الطفوهل واجلامعة ‪ ..‬اكنت "ايمسني" فرحه للغاية ‪ ..‬وتشعر بأأهنا خفيفه اكلريشه ‪..‬‬
‫اكنت تنرر اىل البحر ومتىل نررها جبامل حسره وروعته ‪ ..‬ىف الغداء تناول امجليع الس ندوتشات الىت‬
‫أأعدهتا "ايمسني" و "سامح" ‪ ..‬اكنت "سامح" مندجمة ىف احلديث مع "رهيام" فرتكهتام "ايمسني"‬
‫ومتشت عىل الشاطئ بال هدف ‪ ..‬رأها "معر" وىه تنحىن لتلتقء شئ من ا ألرض مث تتحسسه‬
‫بيدها وتنحىن لتلتقء شيئا أخر ‪ ..‬ىف هناية اليوم اكن امجليع فرحا وسعيدا واندمج "عبد امحليد" مع‬
‫الشابني جدا و أأحبا حصبته أأخذ يقص علهيم ذكرايته اىل خيزتهنا ىف زوااي عقهل ‪ ..‬اكنوا يس متعون هل‬
‫والابتسانه تعلو شفتهيام ‪ ..‬وصلت "ايمسني" و "رهيام" اىل س يارة " أأمين" ووقفوا جبوارها ‪ ..‬أأقبل‬
‫"معر" ووقف عىل مقربه مهنام ىف انترار الباقيني ‪ ..‬التفت "معر" اىل "ايمسني" فوجدها متسك شئ‬
‫بيدها وتعبث به ‪ ..‬فنرر اىل ما حتمهل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل ىف ايدك ده ؟‬
‫رفعت "ايمسني" ر أأسها تنرر اليه وقد أأدهشها سؤاهل ‪ ..‬ظلت صامته للحرات مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأجحار صغرية‬
‫ابتسم ابتسامه جذابه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة أأان عارف ‪ ..‬بس بتعمىل بهيم ايه‬
‫احتارت "ايمسني" فامي تقول ‪ ..‬ساد الصمت برهه مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حبب أأمجعهم من عىل الشء‬
‫اتسعت ابتسامة "معر" وملعت عيناه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا لقيت حد يشاركىن هواييت الغريبة‬
‫تصاعدت محرة اخلجل عىل وجنتهيا بسبب نررته العميقة الىت تربكها وابتسامته الىت ختطف ا أللباب‬
‫‪ ..‬أأمكل بنفس الابتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كامن حبب أأمجع الصخور الصغرية من عىل الشء ‪ ..‬بس مش أأى خصور ‪ ..‬حبتفظ ابلىل تلفت‬
‫انتباىه بس‬
‫مل تبادهل "ايمسني" االبتسام ‪ ..‬بل جتاهلت متاما الكمه والنرر اليه ‪ ..‬حرض امجليع وركبوا وانطلوا ىف‬
‫طريق العودة‬
‫توهجت "رهيام" اىل فراشها ‪ ..‬عندما اكنت "ايمسني" تقوم بطي مالبسها لتضعها ىف ادلوالب ‪..‬‬
‫نررت الهيا "رهيام" وقالت خببث وىه تعبث بشعرها ‪:‬‬
‫‪ ( -‬أأخريا لقيت حد يشاركىن هواييت الغريبة)‬
‫التفتت الهيا "ايمسني" مس تفهمة ‪ ..‬قالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ؟ بتقوىل ايه ؟‬
‫قالت لها "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش هو حد لكمك‬
‫أأمكلت "رهيام" بنفس اخلبث ‪:‬‬
‫‪( -‬حبتفظ ابلىل تلفت انتباىه بس )‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بتلكمى نفسك ‪ ..‬برافو‬
‫قالت "ايمسني" ذكل و أأطفأأت النور وتودهت اىل فراشها و تدثرت ‪ ..‬حاولت التفكري ىف أأحداث‬
‫اليوم لكن التعب اكن قد بلغ مهنا مبلغه فغطت ىف س بات معيق‬

‫ىف اليوم التاىل أأهنت "ايمسني" معلها وتوهجت اىل جشرهتا ‪ ..‬اكنت حتب االختالء واجللوس ىف هذه‬
‫البقعة الىت تفصلها عن العامل ‪ ..‬رشدت قليال يف رحةل يوم أأمس ‪ ..‬وىف لكامت "معر" وجدت‬
‫االبتسامه تتسلل ببءء اىل شفتهيا ‪ ..‬مث عادت لتتذكر الالكم اذلى مسعته من "ش اميء" عنه ‪..‬‬
‫وعالقته بـ "هما" وغري "هما" ‪ ..‬تهندت وحولت رصف تفكريها عنه ‪ ..‬مسعت صوت هاتفها ‪..‬‬
‫وجدت ررما غريبا ردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫أأاتها صوت يقول ىف قسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا لو روحىت لخر بالد املسلمني لهوصكل اي "ايمسني" وساعهتا مش هعتقك أأبدا‬
‫قفز قلب "ايمسني" من ماكنه ‪ ..‬وشعرت ابلرعب جملرد سامعها لصوت "مصطفى" أأغلقت هاتفها متاما‬
‫‪ ..‬ووقفت تتلفت حولها وىه ال تدرى ماذا تفعل ‪ ..‬اكنت ختاف منه خوفا شديدا ‪ ..‬خشت أأن‬
‫يعرف طريقها وحياول خطفها مرة أأخرى أأو يفعل هبا ما هو أأسو أأ ‪ ..‬مشت مرسعة عائدة اىل غرفهتا‬
‫‪ ..‬اكنت ال ترى أأماهما ‪ ..‬تشعر بتوتر ابلغ ‪ ..‬ارتطمت ىف طريقها بـ "معر" اذلى اكن متوهجا اىل بيت‬
‫املزرعة ‪ ..‬وقفت تنرر اليه وىه ال تراه ‪ ..‬اكنت عالمات الرعب ابديه عىل وهجها ‪ ..‬نرر الهيا "معر"‬
‫قائال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماكل ىف ايه ؟‬
‫شعرت بأأن اللكامت هترب مهنا احندرت دمعة حائرة من عينهيا ‪ ..‬و أأخذت تتعاىل أأصوات قلهبا وتزداد‬
‫رسعة تنفسها ‪ ..‬هتف "معر" بلوعه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ماكل ايه الىل حصل‬
‫نرر اىل الطريق اذلى أأتت منه لعهل يتبني سبب فزعها ‪ ..‬اس تجمعت قواها وقالت بصوت مرجتف‬
‫وىه متد يدها هباتفها قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى"‬
‫نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" مني ‪ ..‬مني "مصطفى" ؟‬
‫‪ -‬رددت قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" لكمىن‬
‫مخن "معر" بأأهنا تقصد زوهجا ‪ ..‬مل تقوى أأعصاهبا عىل التحمل اكنت خائفة بشدة وترجتف أأحاطت‬
‫نفسها بذراعهيا وقالت وعينهيا تدوران ىف املاكن خبوف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خايفة أأوى‬
‫نرر الهيا "معر" وطمأأهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش حمدش يقدر يأأذييك طول ما انىت هنا‬
‫نررت اليه قائهل وىه تبىك ‪:‬‬
‫‪ -‬قاىل هعرف طريقك ومش هعتقك‬
‫شعر "معر" ابلغضب ذلكل املنعدم الرجوهل اذلى هيدد امر أأة ويرعهبا هبذا الشلك ‪ ..‬اكنت العربات‬
‫تزنل من عينهيا ىف مصت ‪ ..‬شعر اب ألمل يغزو قلبه مد يده و أأمسك ذراعها أأراد أأن يطمئهنا ويوقف‬
‫ارجتافه جسدها ‪ ..‬انتفضت "ايمسني" للمس ته و أأبعدت نفسها عنه ‪ ..‬وقفت تنرر اليه بدهشة‬
‫ممزوجة ابلغضب ‪ ..‬أأدرك "معر" أأنه أأغضهبا ‪ ..‬فأأرسع يرشح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مقصدتش حاجه ‪ ...‬كنت بس عايز ‪.......‬‬
‫مل تدعه يمكل الكمه وانرصفت عائده اىل غرفهتا ‪ ..‬شعر "معر" ابلضيق ألنه أأغضهبا ‪ ..‬صعدت‬
‫"ايمسني" اىل غرفهتا وىه تفكر غاضبة كيف جيرؤ عىل ملسها هبذا الشلك ‪ ..‬أأيرهنا فتاة سههل كفتياته‬
‫الالىت يعرفهن ‪ ..‬والالىت يهتافنت عليه حماوالت جذبه واس امتلته ‪ ..‬أأيرهنا واحدة مهنن ‪ ..‬شعرت‬
‫ابحلنق والضيق من لكهيام ‪" ..‬معر " و "مصطفى"‬
‫*************************‬

‫ىف اليوم التاىل اكنت واقفة تتفحص احدى ا ألبقار عندما وجدت شاب تراه ألول مرة ‪ ..‬اكن شااب‬
‫ايفعا يبدو و أكنه ضل طريقه ‪ ..‬مخنت "ايمسني" بأأن هذا هو تلميذها اذلى حتدث دكتور "حسن"‬
‫عنه ‪ ..‬اقرتب مهنا الش باب وابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫ردت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬أأهال حبرضتك أأان دكتورة "ايمسني"‬
‫قال الشاب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بييك أأان "هاىن"‬
‫مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان "هاىن شاكر"‬
‫قال ذكل مث انفجر ضاحاك ‪ ..‬نررت "ايمسني" اليه بدهشة مث مل تامتكل نفسها فضحكت حضكة خافته‬
‫حاولت كمتها ‪ ..‬مل تضحك للفاكهه ىف امسه ‪ ..‬بل حضكت لطريقة حضك الشاب فقد أأرجع ر أأسه اىل‬
‫الوراء وحضك حضكه صاخبه بطريقة أأحضكهتا ‪ ..‬اكن "معر" يسري مع أأحد العامل يعطيه بعض‬
‫التعلاميت ‪ ..‬عندما لفت انتباهه صوت الضحك الصاخب فالتفت ليجد "ايمسني" تقف مع "هاىن"‬
‫ابن العميل اذلى أأىت اليه منذ أأايم ‪ ..‬رأى ابتسامهتا وحضكهتا الىت حتاول كبحها ‪ ..‬شعر ابحلنق‬
‫فرصف العامل وسار حنوهام ‪ ...‬ىف هذه ا ألثناء قالت "ايمسني" لـ "هاىن" ‪:‬‬
‫‪ -‬ادخل اتعرف عىل املاكن عىل ما أأرجع‬
‫تركته وانرصفت لتجد "معر" يعرتض طريقها ‪ ..‬نرر "معر" اىل الفىت اذلى يسري لدلاخل مث أأعاد‬
‫نرره اىل "ايمسني" قائال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬مش نشوف شغلنا أأحسن‬
‫نررت "ايمسني" اليه حبريه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامهة قصد حرضتك ايه‬
‫غري "معر" املوضوع قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الست الىل لكمتيين عهنا ‪ ..‬أأحب أأبرشك اهنا رجعت الشغل الهناردة‬
‫سعدت "ايمسني" كثريا لهذا اخلرب فقد اكنت ابلفعل تشفق عىل تكل الس يدة و أأوالدها ‪ ..‬رددت قائهل‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل‬
‫رفعت نررها لتجد نررات "معر" املصوبة جتاهها ‪ ..‬فقالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذن حرضتك‬
‫مث تركته وانرصفت ‪.‬‬

‫البارت ‪65‬‬

‫راقهبا من بعيد وىه تبارش معلها ‪ ..‬اكنت مهنمكة ىف معلها دلرجة أأهنا مل تشعر بوجوده ‪ ..‬بل مل تشعر‬
‫بأأى شئ حولها ‪ ..‬وقف يراقب حراكهتا ‪ ..‬سكناهتا ‪ ..‬ال يدرى ملاذا يفعل ذكل ‪ ..‬فهىى ليست ابمجليةل‬
‫الىت تهبر ا ألنرار والعقول ‪ ..‬وليست ممن اعتاد حصبهتن والتعامل معهن ‪ ..‬لكن هبا شئ غريب يدفعه‬
‫ألن يراقهبا وحياول فهمها ‪ ..‬رمبا اكن هذا هو سبب فضوهل ‪ ..‬أأنه ال يس تطيع حىت الن فهمها ‪..‬‬
‫ترصفاهتا غريبة ‪ ..‬مبادءها جعيبه ‪ ..‬مل يقابل مثلها من قبل ‪ ..‬جتمع املتناقضات ىف أن واحد ‪ ..‬جخوهل ‪..‬‬
‫واثقة بنفسها ‪ ..‬رقيقة القلب ‪ ..‬قوية الشخصية ‪ ..‬ذكية ‪ ..‬معلية ‪ ..‬ضعيفة ‪ ..‬هشه ‪ ..‬مذجي جعيب مل‬
‫يقابل مثهل ‪ ..‬ذلكل يشعر دامئا بأأهنا لغز غامض ‪ ..‬وفضوهل يدفعه دفعا الس تكشاف هذا اللغز وحماوةل‬
‫حهل ‪ ..‬اقرتب مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي دكتورة‬
‫رفعت ر أأسها لتنرر اليه قائهل وحبات العرق تنبت عىل جبيهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي بشمهندس‬
‫وضع "معر" يديه ىف جيب بنطاهل و أأخذ ينرر الهيا واىل ما ىف يدها مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتعمىل ايه ؟‬
‫قالت "ايمسني" دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬دى عينات خدانها من القطيع الهناردة عشان الكشف ادلورى ‪ ..‬جبهزمه عشان أأبعهتم املعمل‬
‫هز ر أأسه ‪ ..‬مث أأخذ يمتلمل ىف وقفته ال يدرى أأصال ما اذلى يفعهل هنا ‪ ..‬نرر الهيا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخبار الشغل ايه مراتحه فيه ؟‬
‫قالت وىه ال تزال مهنمكه ىف معلها ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة امحلد هلل‬
‫سأألها ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬حد ضايقك اتىن ؟‬
‫اكن يقصد اتصال "مصطفى" ‪ ..‬ردت ابقتضاب ‪:‬‬
‫‪ -‬أل‬
‫مل جيد ما يقول ‪ ..‬فصمت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب بعد اذنك‬
‫قال ذكل مث انرصف ‪ ..‬رفعت "ايمسني" ر أأسها لتنرر اليه وهو يبتعد ‪ ..‬مث عادت لتمكل معلها مرة‬
‫أأخرى‬

‫***********************‬
‫اكنت "ايمسني" جالسه مع "ش اميء" ىف اسرتاحة الغداء يتسامرون ويتضاحكون ‪ ..‬وجفأأة أأتت "هما"‬
‫لتجلس معهم بدون استئذان ‪ ..‬توقف احلديث ونررت الفتااتن اىل بعضهام البعض ‪ ..‬وأأمكلت لك‬
‫مهنام طعاهما ىف مصت ‪ ..‬قطعت "هما" هذا الصمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عرفت ان مش بس انىت الىل بتش تغىل هنا ده كامن وادلك و أأختك اي "ايمسني" ‪ ..‬ىه ايه‬
‫احلاكية ابلربء ؟‬
‫قالت "ايمسني" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬حاكية ايه ؟‬
‫رفعت "هما" حاجهبا قائهل بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انىت مش شايفه اهنا غريبة ان واحدة تيجي من حمافرة اتنية ىه و أأهلها عشان يش تغلوا مع‬
‫بعض ىف املزرعة ؟ ‪ ..‬أأكيد ىف رس ورا املوضوع ده‬
‫قالت "ايمسني" بنفس الربود ‪:‬‬
‫‪ -‬وال رس وال حاجه‬
‫ازدادت "هما" ىف خسريهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معروف عن البشمهندس "معر" انه بيحب يعمل خري ىف الناس ‪..‬شلكك صعبىت عليه انىت‬
‫و أأهكل وعشان كده شغلكوا عنده ىف املزرعة‬
‫هبت "ايمسني" واقفة وهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مسمحلكيش تتمكىل ربع لكمة عىن أأو عن أأهىل ‪ ..‬و أأان جايه هنا أأش تغل مش أأحشت من حد‬
‫قالت ذكل مث تركت طعاهما وغادرت املاكن ‪ ..‬نررت الهيا "ش اميء" بعتاب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اكن ايه لزمته الالكم ده ؟‬
‫‪ -‬ابهلل علييك انىت مش شايفه ان احلاكية دى غريبة ‪ ..‬وان ىف رس ىه خمبياها عننا‬
‫‪ -‬ملناش دعوة ىه حرة‬
‫‪ -‬أأان بأأه هعرف الرس اليل ىه خمبياه ‪ ..‬واليل خمىل "معر" هممت بهيا وبأأهلها أأوى كده‬
‫هنضت "ش اميء" وانرصفت ىه ا ألخرى ‪ ..‬اتركه "هما" خلفها ‪.‬‬

‫**************************‬
‫" مش حامتك اختطبت ! "‬
‫نطق " أأمين" هذه العبارة وهو جالس ىف أأحد املطامع مع "معر" وهام يتناوالن معا طعام العشاء ‪ ..‬رد‬
‫"معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تغور ىه وبنهتا‬
‫أأمكل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اختطبت لواحد عريب من الىل بيستمثروا فلوسهم ىف مرص ‪ ..‬شلكه أأكرب مهنا بكتري‬
‫نرر اليه "معر" مس تفرسا ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت عرفت منني ؟‬
‫‪ -‬شوفت صورهتم ىف اجلرانل من اكم يوم ‪ ..‬واحدة معندهاش رحية ادلم مش تستىن ما عدهتا‬
‫ختلص‬
‫قال "معر" مس هتزئا ‪:‬‬
‫‪ -‬ده عىل أأساس اهنا بتطبق الكم ربنا أأوى ىف ا ألمور التانية ‪ ..‬اي س يدى ىه جت عىل العدة ‪ ..‬ربنا‬
‫يسهلها‬
‫قال " أأمين" لصديقه ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة اي "معر" أأان مش عارف انت كنت واقع وسء الناس دى ازاى ‪ ..‬أأان ال كنت براتح لىل‬
‫اكنت خطيبتك دى وال ألهما ‪ ..‬كويس ان ربنا جناك مهنم‬
‫قال "معر" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬قفل عىل سريهتم اي " أأمين" جبد مش حابب أأفتكر حاجه عهنم‬
‫نرر " أأمني" اىل صديقه فرتة مث سأأهل بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬انت لسه حاسس حباجة حنيهتا‬
‫نرر "معر" اليه بدهشه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حنية مني ؟‬
‫‪" -‬اننيس"‬
‫قال "معر " عىل الفور ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا‬
‫‪ -‬واثق ؟‬
‫‪ -‬أأيوة واثق‬
‫‪ -‬أأمال ليه اضايقت ملا جبت سريهتم‬
‫مصت "معر" قليال مث رفع برصه لصديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الىن ملا بفتكرمه بفتكر أأد ايه أأان كنت غيب و أأمعى ‪ ..‬وبضايق من نفيس جدا ‪ ..‬وحبس اىن رمغ‬
‫العمر ده لكه معرفتش أأحمك عىل الناس حص‬
‫تهند مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة ندمان عىل لك لكمة حلوة مسعهتالها ‪ ..‬انت عارف اىن طول معرى مكنش ليا عالقات مع‬
‫أأى بنت ‪ ..‬جمرد حصوبيه عاديه ‪ ..‬لكن حب واتباط أل‪ ..‬أأوال الىن مكنتش فاىض من الشغل‬
‫لدلراسة ‪ ..‬اكنت احلياة العملية وخداىن ىف دوامهتا ‪ ..‬وملا فكرت أأجتوز ‪ ..‬اديت لك مشاعرى لـ‬
‫"اننيس" و كنت حاسس اهنا البنت الىل بدور علهيا ‪ ..‬بس جبد كنت أأمعى ‪ ..‬معرفتش أأختار حص‬
‫‪ ..‬وندمان أأوى عىل لك لكمة قولتلهالها ‪ ..‬ألن الالكم ده من حق واحدة بس ‪..‬‬
‫مصت قليال مث قال بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬واحدة معرفش أأصال اذا كنت هالقهيا وال أل‬
‫قال " أأمين" بتفائل ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابىن البنات الكويسة كتري ‪ ...‬وانت أألف واحدة تمتناك‬
‫نرر اليه "معر" قائال ابرصار ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتجوز الا واحدة حبهبا اي " أأمين" ‪ ..‬أأان مش عايز جوازه والسالم ‪ ..‬فاكر الكمك ليا أأايم‬
‫خطوبتك لـ "سامح" قولتىل انك بتدور عىل واحدة حتس بهيا وحتس بيك وتكون سكن لهيا وتكون‬
‫ىه سكن ليك وتكونوا انتوا االتنني خشص واحد ‪ ..‬أأان عايز واحدة كدة ‪ ..‬أأكون أأان وىه كده‬
‫ابتسم هل " أأمين" وربت عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا هتالقهيا‬
‫مصت الصديقان وعادا اىل تناول طعاهمام ىف مصت ‪ ..‬بعد فرتة قطع "معر" هذا الصمت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح كنت عايز أأسأأكل عن حاجه‬
‫‪ -‬خري اي "معر " ؟‬
‫بدا عىل "معر" الرتدد قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه صاحبة مراتك معاد جلس هتا احتدد وال لسه ؟‬
‫فهم " أأمين" ما يريم اليه لكنه تراهر بعدم الفهم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صاحبة مرايت مني ؟‬
‫نرر اليه "معر" حبده قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫ابتسم " أأمين" ورشف رشفه من كوب املاء املوضوع أأمامه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل لسه متحددتش اجللسه ‪ ..‬لو احتددت اكن زمان "سامح" مقدرتش تستىن عشان تبلغىن اخلرب‬
‫رشد "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ممكن ما يتحمكلهاش ابلطالق ؟‬
‫هز " أأمين" كتفيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا أأعمل ‪ ..‬عىل حسب القضية وعىل حسب شطارة احملاىم‬
‫قال "معر " برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأان واثق ىف أأس تاذ "شوىق" جدا‬
‫عادا ليمكال طعاهمام ىف مصت مرة أأخرى ‪ ..‬و" أأمين" يرمق صديقه بنررات صامته بني احلني والخر‬
‫******************‬

‫اكنت عائده من اسرتاحة الغداء عندما اس توقفها "معر" قائال ‪:‬‬


‫‪ -‬ثواىن لو مسحىت‬
‫التفتت "ايمسني" اليه منترره ما س يقول ‪ ..‬مد يده اىل جيبه و أأخرج شيئا وقدمه الهيا ‪ ..‬نررت اىل‬
‫ما حيمهل مث نررت اليه متفهمه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده ؟‬
‫نرر "معر" الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خء جديد ‪ ..‬وارىم الىل معاىك ‪ ..‬عشان حمدش يضايقك اتىن‬
‫نررت اليه مندهشه ال تدرى ما تقول ‪ ..‬مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش عارفه ازاى مفكرتش ىف احلل ده قبل كده ‪ ..‬فعال أأحسن حاجه هو اىن ارىم خطى بدل‬
‫ما أأفضل أأعده عىل أأعصايب وخايفه أأرد عىل أأى رمق‬
‫لكهنا اس تطردت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس مش هينفع أأخده من حرضتك ‪ ..‬أأان هروح بكرة ان شاء هللا أأشرتى خء اتىن‬
‫قال لها بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬وتشرتى ليه ما اخلء موجود أأهو‬
‫شعرت "ايمسني" ابحلرج وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ‪ ..‬مفيش داعى ‪ ..‬أأان جهيب خء اتىن بكره‬
‫قال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ا ألفضل ان اخلء ميكنش ابمسك عشان ميقدرس بأأى طريقة انه يوصكل ‪ ..‬لو اخلء ابمسك‬
‫ويعرف حد ىف رشاكت احملمول ممكن بسهوةل يوصل لررمك خاصة انه عارف بياانتك لكها‬
‫أأيقنت حصة ما يقول لكهنا بقيت مرتدده ‪ ..‬نرر الهيا بربود قائال وهو مازال ميد يده ابخلء اجلديد ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش اي دكتورة هنخصم متنه من مرتبك أخر الشهر‬
‫شعرت "ايمسني" حبرج ابلغ فأأخذت منه اخلء قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو هتخصم متنه مايش‬
‫نرر الهيا بسخريه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا هخصم متنه ألنه برصاحة مبلغ فوق طاقىت‬
‫نررت اليه وعالمات الغضب عىل وهجها ومهت بأأن تعيده اليه ‪ ..‬لكنه قال جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬متديش الرمق اال للناس الىل بتثقى فهيم بس ‪ ..‬يعين وادلك أأختك "سامح" احملاىم ‪ ..‬عشان‬
‫ميقدرش يوصل لررمك ويضايقك اتىن‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا ‪ ..‬تعبت حرضتك ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫اكنت " هما" تراقب املشهد من ماكن قريب ‪ ..‬مل تمتكن من معرفة عن ماذا يدور احلوار ‪ ..‬وال عام‬
‫أأعطاه "معر" لـ "ايمسني" ‪ ..‬لكن عينهيا اكنت تشعان حقدا وغال ‪.‬‬

‫يتبع‬

‫بعد انهتاء يوم من العمل الشاق ‪ ..‬خرجت "ايمسني" عائدة اىل غرفهتا عندما اس توقفهتا "هما"‬
‫معرتضة طريقها قائهل بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فني اي دكتورة ؟‬
‫نررت الهيا "ايمسني" وىه حتاول كبح غيرها ‪ ..‬فقد اكنت "ايمسني" تعمل جيدا بأأن "هما" ال‬
‫تس تلطفها وال حتهبا ‪ ..‬ذلكل اكنت حتاول قدر االماكن تالىش الصدام معها ‪ ..‬قالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬خلصت شغىل وراجعه أأوضىت ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫مهت "ايمسني" ابالنرصاف لكن "هما" وقفت أأماهما وعقدت ذراعهيا امام صدرها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬العينات الىل بعتهياىل املعمل لكها اجتلطت‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين اجتلطت‬
‫قالت لها "هما" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه يعين ايه عينة دم تتجلء ؟‪ ..‬يعىن ابظت اي دكتورة‬
‫قالت "ايمسني" حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين ‪ ..‬ايه الىل جلطها‬
‫‪ -‬اليل جلطها ان حرضتك حمطتيش ‪ Anticoagulant‬قبل ما حتطى عينات ادلم ىف ا ألانبيب‬
‫هتفت "ايمسني" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتقوىل ايه ‪ ..‬اان حطه بنفيس الـهيبارين ىف لك ا ألانبيب قبل ما أأحء فهيا العينات الىل خدهتا‬
‫قالت "هما" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل العينات لكها اجتلطت يبقى ازاى يعين كنىت حاطه هيبارين‬
‫احتدت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعىن أأان بكدب‬
‫‪ -‬أأان ما قولتش كده‬
‫حاولت "ايمسني" كرم غيرها ‪ ..‬كتفت يدهيا أأمام صدرها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬واملطلوب دلوقىت‬
‫قالت "هما" بتشفى ‪:‬‬
‫‪ -‬املطلوب انك اتخدى لك العينات اتىن والالكم ده خيلص الهناردة النك زى ما انىت عارفه الفروض‬
‫النتاجي لكها ترهر بكرة عشان نعرضهم عىل البشمهندس "معر" ‪ ..‬ولو البشمهندس ملقاش النتاجي‬
‫هتبقى انىت الىل ىف وش املدفع‬
‫قالت لها "ايمسني" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬العينات هتكون عندك بكرة اي دكتورة‬
‫غادرت "هما" وىه ترمس عىل شفتهيا ابتسامه التشفى‬

‫عكفت "ايمسني" عىل أأخذ العينات مرة أأخرى ا ألمر اذلى أأرهقها للغاية فعمل يومني مطلوب مهنا أأن‬
‫تعيده مرة أأخرى ىف عدة ساعات ‪ ..‬اكنت تعمل برسعة لكن بدقة حىت ال تقع ىف أأى خطأأ ‪ ..‬اكن‬
‫"معر" متوهجا اىل بيت املزرعة ‪ ..‬عندما وجد ضوء أأحد الزرائب مضاءا ‪ ..‬اس تغرب ألن من‬
‫املفرتض أأن امجليع غادر اىل بيته ‪ ..‬اقرتبت منه ودخل ووجد "ايمسني" تعمل هبمة ونشاط ‪ ..‬اقرتب‬
‫مهنا "معر" فرفعت ر أأسها لتنرر اليه ‪ ..‬قال لها بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتعمىل ايه هنا حلد دلوقىت ؟‬
‫عادت اىل اكامل معلها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عندى شغل‬
‫‪ -‬حلد دلوقىت ؟‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫رأى "معر" عالمات االهجاد عىل وهجها فأأشفق عىل حالها وقال حبنو ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأجىل الشغل لبكرة ‪ ..‬الوقت اتأأخر دلوقىت‬
‫قالت "ايمسني" بشئ من احلده ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم الشغل خيلص دلوقىت ‪ ..‬ألن العينات اليل خدهتا ابظت والزم أأخلصها دلوقىت عشان أأدهيا‬
‫دلكتورة "هما" الصبح‬
‫شعر "معر" بنربة الضيق ىف صوهتا فسأألها ابهامتم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حد بيضايقك هنا ؟‬
‫مصتت "ايمسني" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مفيش‬
‫تفرس فهيا قائال‪:‬‬
‫‪ -‬واثقة ؟‬
‫نررت اليه مطمئنه اايه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة واثقه ‪ ..‬مفيش أأى مشالك امحلد هلل‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه مطمئنا ‪ ..‬مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأدامك كتري‬
‫شعرت بشئ من الرسور الهامتمه ‪ ..‬ردت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين شوية‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نفيس أأسعادك ‪ ..‬بس مليش ىف الىل انىت بتعمليه ده خالص‬
‫خفق قلهبا بشدة ملرأى ابتسامته ‪ ..‬ولالكمه عن رغبته ىف مساعدهتا ‪ ..‬خففضت برصها و جتاهلت‬
‫خفقات قلهبا وأأمكلت معلها ىف مصت ‪ ..‬شعر بنفسه يود البقاء معها أأكرث لكنه رأى توترها فنرر الهيا‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ىف البيت مش خارج ‪ ..‬لو احتجىت حاجة عرفيين‬
‫شعرت ىف قلهبا بسعادة خفيه ‪ ..‬مل جتب ‪ ..‬فرحل ىف مصت‪.‬‬
‫بعد فرتة من اهنامكها ىف العمل مسعت صوات ىف اخلارج أأمام الباب ‪ ..‬شعرت ابخلوف ‪ ..‬سارت ببءء‬
‫لتتبني مصدر هذا الصوت ‪ ..‬خرجت لتجد أأحد العامل جيلس جبوار الباب ويتفرش ا ألرض ‪ ..‬قالت‬
‫هل بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬انت بتعمل ايه هنا ؟‬
‫قفز الرجل من ماكنه وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬البامشهندس "معر" قاىل أأفضل هنا عشان لو ادلكتورة احتاجتىن ىف حاجة ‪ ..‬ومتحركش من‬
‫ماكىن الا ملا ختلص شغلها‬
‫شعرت خبفقات قلهبا تتسارع مرة أأخرى ‪ ..‬تُرى ما هو رس اهامتمه هبا ‪ ..‬ملاذا هيمت بتوفري هذا العامل‬
‫لها ‪ ..‬أأ ألهنا تعمل ىف مزرعته ومسؤةل منه ‪ ..‬هل لو اكنت أأى فتاة أأخرى ماكهنا هل اكن ليفعل ذكل‬
‫أأيضا ‪ ..‬طردت "ايمسني" تكل ا ألفاكر من ر أأسها وقالت لنفسها بسخريه ‪ ..‬أأفيقي اي "ايمسني" أأين‬
‫نت و أأين هو ‪ ..‬مثهل معتاد احلصول عىل أأمجل الفتيات وارقاهن ‪ ..‬ابلتأأكيد اهامتمه ِبك لن يعدو أأن‬‫أأ ِ‬
‫يكون جمامةل لصديقه ‪ ..‬أأو لعهل مازال يشعر ابذلنب بسبب احلادث ويريد أأن يكفر عن ذنبه لريحي‬
‫مضريه ‪.‬‬
‫جاىف النوم "معر" ىف هذه الليةل ‪ ..‬ظل ساهرا ىف رشفه مزنهل ‪...‬اكن يشعر بشئ غريب ال يس تطيع‬
‫هو نفسه تسميته ‪ ..‬نرر اىل النجوم الىت تزين السامء وىه تضئ وتتوجه ىف روعة ‪ ..‬وجد الابتسامه‬
‫تتسلل اىل شفتيه بال استئذان ‪ ..‬شعر بنسامت الهواء املنعش و أكنه يس تنشقها ألول مرة ‪ ..‬شعر‬
‫بسعادة غريبة ترسى مع دماؤه ىف رشايينه و أأوردته ‪ ..‬مل يس تطع أأن حيدد سببا لتكل احلاةل الغريبة‬
‫الىت تعرتيه ‪ ..‬فقء اكن يشعر بلك تكل ا ألش ياء ومل يعرف ذلكل سببا واحضا ‪..‬‬

‫ىف الصباح أأىت اىل املزرعة أأحد معالهئا الكبار ‪ ..‬اس تقبهل "معر" برتحاب شديد وقدم هل واجب‬
‫الضيافه ‪ ..‬أأراد الرجل رشاء مكية كبرية من جعول التسمني ‪ ..‬اكنت ابلنس بة لـ "معر" صفقة كبرية‬
‫س تدر عليه رحبا وفريا ‪ ..‬قاد "معر" الرجل اىل حيث املوايش ليلقى نرره علهيا وعىل ا ألعالف الىت‬
‫تقدم لها ‪ ..‬وجدت "ايمسني" "معر" يدخل مكتهبا برفقة رجل فهبت واقفه ‪ ..‬قدم "معر" الرجل الهيا‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي دكتورة ‪ ..‬أأقدمكل ا ألس تاذ "خادل ادلمرداش" ده معيل عندان من زمان ‪ ..‬ومن‬
‫الناس اليل احنا بنعزت ابلتعامل معامه‬
‫قال "خادل" ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكر اي بشمهندس ده من ذوقك‬
‫قدم "معر" "ايمسني" اىل الرجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ادلكتورة "ايمسني" طبيبة بيطرية ىف املزرعة عندان وىه هتفيدك أأكرت ىف رشح نوعيه ا ألعالف‬
‫وجودة القطعان عندان‬
‫التفت الرجل اىل "ايمسني" مبتسام ومد يده قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اترشفت مبعرفتك اي دكتورة "ايمسني"‬
‫نررت "ايمسني" اىل يد الرجل بتوتر مث ما لبثت أأن قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أسفة مبسلمش اباليد‬
‫نرر الرجل الهيا حبده و أأعاد يده قائال بسخرية‪:‬‬
‫‪ -‬ليه خايفه يتنقض وضوئك ؟‬
‫شعرت "ايمسني" ابالمحرار يغزو وجنتهيا ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأكيد مش ده السبب‬
‫قال الرجل وهو ينرر الهيا بتعاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت أأصال تعرىف أأان مني ‪ ..‬كون اىن واقف بتلكم معاىك دلوقىت دى حاجه مكنتيش حتلمى بهيا‬
‫مث التفت اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الراهر انك معرفتش ختتار حص الناس الىل تقدمىن لهيم اي بشمهندس ‪ ..‬ايريت نمكل الكمنا ىف‬
‫مكتبك‬
‫احتقن وجه "معر" بشدة ‪ ..‬و أألقى عىل "ايمسني" نررة احتارت ىف تفسري معناها مث توجه مع الرجل‬
‫اىل اخلارج ‪ ..‬جلست "ايمسني" وىه تشعر ابحلنق الشديد ‪ ..‬من يرن نفسه ليتعامل معها هبذا‬
‫الشلك ‪ ..‬نعم ىه ال تسمل عىل الرجل ‪ ..‬ولن تتنازل وتفعل ذكل لرتىض أأحدا همام اكن احلرج اذلى‬
‫ستسببه لنفسها بسبب ذكل ‪ ..‬تسائلت ىف نفسها هل اي ترى "معر" غضبان مهنا ألهنا مل تسمل عىل‬
‫الرجل ‪ ..‬ولكنه يعمل بأأهنا ال تسمل ‪ ..‬حىت هو رفضت السالم عليه ىف أأول يوم لها ابملزرعة ‪ ..‬هل‬
‫ظن بأأهنا تعمدت احراج الرجل معدا ‪ ..‬هل يرى بأأهنا تس ببت ىف حدوث مشالك بينه وبني أأحد‬
‫معالءه املهمني ‪ ..‬ظلت ا ألس ئهل تدور ىف ر أأسها بدون توقف ‪ ..‬بعد مىض ساعة تقريبا ‪ ..‬مل تس تطع‬
‫حتمل هذا المك من التوتر شعرت بأأهنا ترغب ىف ادلفاع عن نفسها و أأن ترشح لـ "معر "بأأهنا مل تكن‬
‫لتقصد أأن تؤذيه و أأن تتسبب ىف أأى مشلكة ‪ ..‬لكن هذه طبيعهتا ومبادءها ولن تغريها ‪ ..‬هنضت‬
‫وتوهجت اىل مكتب "معر " ‪ ..‬طرقت الباب فأأاتها صوته ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫فتحت الباب و أأخذت تتطلع اىل وهجه لعلها تتبني انفعاالته ‪ ..‬نرر الهيا ومل يتلكم ‪ ..‬دخلت وتركت‬
‫الباب مفتوحا ‪ ..‬مل يعلق عىل الباب املفتوح هذه املرة ‪ ..‬وقفت أأمام املكتب قليال ‪ ..‬مث حتدثت‬
‫بصوت هادئ ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأسفه‬
‫نررت اليه فوجدته ينرر الهيا بدون أأى رد فعل ‪ ..‬فأأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مكنش قصدى أأمعل مشلكة بني حرضتك وبني العميل ‪ ..‬بس حرضتك عارف اىن مبسلمش عىل‬
‫حد‬
‫ساد الصمت لربهه ‪ ..‬وجدته يهنض من مكتبه ويلتف حوهل ليصبح مواهجا لها ‪ ..‬التفتت اليه ‪ ..‬نرر‬
‫الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزة تفهميين انك مبتسلميش أأبدا عىل أأى راجل ‪ ..‬حىت لو اكن كبري ىف السن زى الاس تاذ‬
‫"خادل"‬
‫قالت جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة مبسلمش عىل أأى حد همام اكن س نه‬
‫نرر الهيا نررة غامضة ودت لو دخلت ر أأسه ىف تكل اللحرة لتعمل فهيا يفكر ‪ ..‬سأألها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين زوجك ‪ ..‬أأقصد ملا اكن خطيبك هو الوحيد الىل ملس ايدك ؟‬
‫دهشت لسؤاهل ‪ ..‬مصتت "ايمسني" للحرات ‪ ..‬مث قالت دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬حىت هو ملا اكن خطييب مسمحتلوش يلمس ايدي‬
‫رفع "معر" حاجبيه ىف دهشه ‪ ..‬ونرر الهيا ابمعان قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأبدا ؟‪ ..‬ملمسش ايدك أأبدا ؟‬
‫هزت ر أأسها ابالجياب‬
‫شعر بشعور غريب جيتاح قلبه ويتوغل فيه ببءء ‪ ..‬نرر الهيا قائال بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ‪ ..‬ليه مكنتيش بتخليه يلمس ايدك ؟‬
‫‪ -‬قالت "ايمسني" بدون تردد وىه ال تزال ال تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان مش من حقه‬
‫شعر "معر" خبفقة ىف قلبه مل يعتاد الشعور هبا من قبل ‪ ..‬خفقه قوية ‪ ..‬معيقة ‪ ..‬نرر الهيا فشعر‬
‫حبنان جارف مي أل قلبه جتاه تكل الفتاة الىت تقف أأمامه والىت تطرق بوهجها ىف جخل ‪ ..‬ود لو توقف‬
‫الزمان حيث هام ‪ ..‬أأخذ ينرر الهيا حبنان ممذوج بدهشة وحريه ‪ ..‬و أكنه طالب يدخل املدرسة ألول‬
‫مرة ويقف أأمام معلمته ‪ ..‬شعر بأأن تكل الفتاة الواقفه أأمامه تتحمك به بطريقة أأو بأأخرى ‪ ..‬شعر بأأن‬
‫لها تأأثريا قواي عليه مل يأألفه ومل يعتاده من قبل ‪ ..‬شعر ابخلوف يدب ىف قلبه بسبب هذا الشعور‬
‫الغريب اذلى اكد أأن يغمر كيانه لكه ‪ ..‬شعور ابالستسالم والتسلمي ‪ ..‬قطعت "ايمسني" الصمت قائهل‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس حبيت أأوحض حلرضتك موقفى ‪ ..‬و أأعتذر ان كنت س ببت أأى مشلكة ‪ ...‬بعد اذنك‬
‫التفتت لتنرصف مفد "معر" يده لميسك ذراعها ليوقفها ‪ ..‬لكنه تذكر ‪ ..‬ىه ليست كغريها ممن عرفهن‬
‫‪ ..‬هذا اذلى س يفعهل غري موجود ىف قاموسها ‪ ..‬حسب يده قبل أأن تلمسها ‪ ..‬نرر ىف عينهيا ‪ ..‬اكن‬
‫خيىش اغضاهبا ‪ ..‬وقفت حائرة ‪ ..‬قال بصوت رخمي ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مزعلتش منك انىت ‪ ..‬أأان اضايقت منه هو ‪ ..‬من الالكم الىل قالهوكل‬
‫مصت لربهه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان وقفت التعامل معاه متاما‬
‫رفعت نررها الهيا ىف دهشة و أكهنا ال تعى ما يقول ‪ ..‬قالت هل بعدم فهم ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه اليل حرضتك بتقوهل ‪ ..‬مش فامهة‬
‫ابتسم حلريهتا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين الىل هيني دكتورة بتش تغل ىف مزرعىت ميرشفنيش أأبدا اىن أأتعامل معاه‬
‫تالقت نرراهتام ىف مصت ‪ ..‬نررة حنان منه ‪ ..‬ونررة عدم تصديق مهنا ‪ ..‬أأفعل هذا من أأجلها حقا ؟‬
‫‪ ..‬أأخرس معيال همام من أأجلها ؟ ‪ ..‬أأمن أأجلها ىه حتديدا أأم أأن لو اكنت "هما" أأو "ش اميء" أأو غريهام‬
‫ىف نفس موقفها هل اكن ليترصف هبذا الشلك أأيضا ؟ ‪ ..‬خرجت من رشودها لتمتمت ىف خفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك‬
‫مث خرجت و أأغلقت الباب خلفها‬
‫ظلت طول الليل تتقلب ىف فراشها أكهنا انمئة عىل مجر ‪ ..‬اكنت جتاهد حملو صورته من ر أأسها ‪..‬‬
‫جتاهد العادة انترام رضابت قلهبا ‪ ..‬جتاهد لنس يان لكامته وابتسامته الساحره ‪ ..‬أأخذت تردد لنفسها‬
‫قائهل ‪ ..‬ال لن أأقع حتت تأأثري حسره ‪ ..‬أأان لست كفتياته ‪ ..‬لن أأكون واحدة مهنن ‪ ..‬لييت مل أأءت اىل‬
‫املزرعة ‪ ..‬لييت مل أأراه ‪ ..‬لن أأدع مشاعرى تتحمك يب ‪ ..‬لن أأحمل مبا هو صعب املنال ‪ ..‬حىت ال‬
‫يتحطم قليب الصغري ‪ ..‬جيب أأن أأقتل مشاعرى جتاهه وىه ىف همدها ‪ ..‬قبل أأن تكرب وتصبح وحشا‬
‫مفرتسا يلهتمىن ويقىض عىل ا ألخرض واليابس ‪ ...‬ظلت تس تغفر رهبا وىه مغمضة العينني حىت‬
‫استسلمت لسلطان النوم‪.‬‬

‫********************‬
‫حاولت "رهيام" االتصال بـ "ايمسني" لكهنا وجدت هاتفها مغلق ‪ ..‬فارتدت مالبسها وخرجت‬
‫لتبحث عهنا ىف ماكن معلها ‪ ..‬دخلت لتجد شااب طويل القامة حنيل ميسك كتااب وقلام أأمامه ويدون‬
‫شئ ما ‪ ..‬مسحت املاكن بعينهيا وىه واقفة عىل الباب فمل جتد "ايمسني" ‪ ..‬نررت اىل الشاب‬
‫املهنمك ىف مطالعة الكتاب اذلى أأمامه وقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت متعرفش دكتورة "ايمسني" فني ؟‬
‫رفع "هاىن" ر أأسه ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬راحت املعمل وهرتجع كامن شوية‬
‫‪ -‬طيب شكرا‬
‫مهت "رهيام" ابالنرصاف لكنه اس توقفها وعيناه تتفحصاهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأقولها مني ملا تيجي‬
‫‪ -‬قولها بس "رهيام" عايزاىك افتحى تليفونك‬
‫أأومأأ بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض هقولها ملا تيجي‬
‫شكرته وانرصفت ‪ ..‬عادت "ايمسني" فأأخربها "هاىن" مبجئ "رهيام" ‪ ..‬مث سأألها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه أأختك ؟‪ ..‬أأصل فيكوا ش به من بعض‬
‫ردت "ايمسني" ابقتضاب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة أأخىت‬
‫محلت "ايمسني" الهاتف وخرجت هتاتف أأخهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "رهيام" ‪ ..‬قالوىل انك سأألىت عليا‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬ايه الرمق ده ؟؟ ‪ ..‬و أأفهل تليفونك ليه ؟‬
‫‪ -‬أأان بلكمك من تليفوىن ‪ ..‬ده خطى اجلديد‬
‫‪ -‬خطك اجلديد ؟ جبتيه امىت ده ؟ وخالص رمييت القدمي ؟‬
‫‪ -‬هبقى أأحكيكل بعدين ‪ ..‬ىف حاجه ‪ ..‬كنىت عايزه حاجه ؟‬
‫‪ -‬أه كنت عايزه أأعرف هتخلىص امىت ‪ ..‬أأان زهقانه أأوى‬
‫قالت لها "ايمسني" حبنو ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عارفه اىن بسيبك لوحدك فرتات طويهل ‪ ..‬معلش اي "رهيام" ‪ ..‬ان شاء هللا اكم يوم وخنرج‬
‫نتفسح سوا ‪ ..‬احنا لسه حلد دلوقىت مشوفناش املنصورة وال اتفسحنا فهيا‬
‫‪ -‬خالص اتفقنا ‪ ..‬هستىن انك توىف بوعدك ده ‪ ..‬عشان خالص هطأأ من جنايب‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش هنفذ وعدى ‪ ..‬ويال سالم بأأه عشان عندى شغل كتري‬
‫‪ -‬سالم‬
‫مبجرد أأن أأغلقت "ايمسني" مع "رهيام" وجدت هاتفها يرن فأأرسعت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك أأس تاذ "شوىق"‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ازيك اي مدام "ايمسني"‬
‫قال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬ىف أأخبار جديده عند حرضتك ؟‬
‫‪ -‬أأحب أأبرشك ان معاد اجللسه احتدد اي مدام "ايمسني"‬
‫قالت "ايمسني" بفرحه عارمة ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد ؟ أأخريا امحلد هلل‬
‫‪ -‬أأيوة امحلد هلل لكها اس بوعني وختلىص من القضية دى متاما‬
‫‪ -‬اس بوعني ؟‬
‫‪ -‬أأيوة معاد اجللسة بعد اس بوعني ان شاء هللا ‪ ..‬و أأان متفائل ان النطق ابحلمك يكون من أأول جلسه‬
‫قالت "ايمسني" مترضعه وىه تنرر السامء ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب‬
‫مث اس تطردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكره أأوى اي أأس تاذ "شوىق"‬
‫‪ -‬العفو ‪ ..‬مع السالمة‬
‫‪ -‬مع السالمة‬
‫أأغلقت هاتفها وىه تشعر ابلراحة والسعادة ‪ ..‬ودت لو مير الاس بوعني ىف ملح البرص ‪ ..‬وحيمك‬
‫القاىض بتطليقها لتصري حرة طليقه وتتخلص من "مصطفى" اىل ا ألبد ‪ ..‬ومتحو من عقلها أأى ذكرى‬
‫هل‪.‬‬

‫*****************************‬
‫رن هاتف "معر" فأأرسع ابلرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫قال "كرم" بلوم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال ابلناس الهرابنه‬
‫‪ -‬وهللا وحش ىن‬
‫‪ -‬ما هو واحض ‪ ..‬واحض أأوى اىن وحش تك وان شوقك ليا مقطع بعضه‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عارف اىن مقرص معاك الفرتة الىل فاتت‬

‫‪ -‬ال مقرص وال مطول أأان قررت قرار و أأعىل ما ىف خيكل اركبه‬
‫قال "معر" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬خري قرار ايه‬
‫‪ -‬قررت أخد أأجازة طويةل املدى ‪ ..‬وبكرة هتالقيين طابب عليك ىف املزرعة بش نطة هدوىم ‪..‬‬
‫وقبل ما تقوىل الشغل ومش الشغل هقوكل ابوك فيه اخلري والربكة ‪ .‬واان كامن هفضل متابع الشغل‬
‫من املزرعة زى جنابك ما بتعمل ‪ ..‬يعين مسمعش لكمة اعرتاض‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو أأان اقدر اعرتض‬
‫‪ -‬أأيوة كده حبسب‬
‫‪ -‬يال هجز نفسك وحرضىل ولمية فالىح من الىل ىه وعايز ا ألرض مفروشة ديناميت قصدى ورد‬
‫‪ ..‬وبنات عىل الصفني يقولوىل ويلمك ىس كرم‬

‫حضك "معر" قائال‪:‬‬


‫‪ -‬طب ويلمك ىس كرم دى تركب عىل بعضها ازاى نفيس أأفهم ؟‬

‫‪ -‬بقوكل ايه اان هسيب طريقة الاس تقبال عليك وانت وذوقك بأأه‬
‫‪ -‬خالص من عنيا هعمكل احىل اس تقبال‬

‫‪ -‬اهو كده يال سالم وابقى قول للواد " أأمين" اىن جاى عشان واحش ىن ونفيس اشوفه‬
‫‪ -‬خالص ماىش اتفقنا ‪..‬‬
‫‪ -‬يال سالم اي ابشا‬
‫‪ -‬سالم اي "كرم"‬
‫أأنهتىى "معر "من حمادثة صديقه وقد شعر بفرحه عارمة فقد اش تاق هل كثريا ‪ ..‬ابسم قائال لنفسه ‪:‬‬
‫‪ -‬جيت ىف وقتك اي "كرم" انت أأكرت واحد بتفهمىن‪.‬‬

‫البارت ‪64‬‬

‫جلس ا ألصدقاء الثالثة ىف بيت املزرعة يتضاحكون ويتجاذبون أأطراف احلديث ‪ ..‬قال "كرم" ىف‬
‫اس متتاع ‪:‬‬
‫‪ -‬ايااه ‪ ..‬وهللا وحش ىن اي والد الايه‬
‫ربت "معر" بكفه عىل كتف "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت كامن اي "كرم" ‪ ..‬جبد افتقدتك جدا ‪ ..‬وافتقدت غتاتك‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة واتك أأوى عىل غتاته دى‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬تنكروا اىن معلت جو للمزرعة من أأول ما جيت و أأان مبقاليش ساعة واصل ‪..‬‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أه وهللا و أأحىل جو أأان من زمان مضحكتش كده‬
‫قال "كرم" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬بصوا بأأه عايزكوا تشوفوىل سكرترية كويسة ‪ ..‬أأان مش جاى عشان أأقىض يويم ىف الشغل عايز‬
‫واحده تنجز معااي‬
‫سأأهل "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب مشرتط مؤهالت معينة‬
‫‪ -‬أه يعين تكون زى مدام "حنان" مديرة مكتبتك‬
‫هتف "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ههترج اي "كرم" ‪ ..‬مدام "حنان" ايه ‪ ..‬انت ىف بدل أأرايف اي ابىن ‪..‬‬
‫‪ -‬طيب شوفوىل أأى واحدة املهم تكون ذكية ورسيعة ونش يطة وبتفهم ىف المكبيوتر وبتعرف اجنلش‬
‫كويس ومرحية ىف التعامل‬
‫طمأأنه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص سيب املوضوع ده عليا‬
‫نرر " أأمين" اىل "معر" قالئال ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" مش كده ؟‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة بس هتأأكد ا ألول لهيا ىف المكبيوتر والاجنلش وال أل‬
‫هتف "كرم" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي مع انت وهو انتوا جابييىن جتوعوىن وال ايه ‪ ..‬ال ويقولوكل بدل فالحني ‪ ..‬فني املشلتت‬
‫واحملمر واملشمر أأان عىل حلم بطىن من الصبح‬
‫وهنا أأتت اخلادمة لتخربمه بأأهنا انهتت من حتضري الطعام ‪ ..‬التف امجليع حول طاوةل الطعام ىف‬
‫اس متتاع ومه يس تعيدون ذكرايهتم معا‬
‫****************‬
‫‪ -‬حاكل مش عاجبىن اليومني دول‬
‫قالت "رهيام" هذه العبارة وىه واقفة مع "ايمسني" ىف رشفة غرفهتام ‪ ..‬قالت "ايمسني" دون أأن‬
‫تلتفت الهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأبد ُا مفيش حاجه‬
‫تفرست فهيا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬واثقه ؟‬
‫‪ -‬أأيوة واثقه ‪ ..‬ميكن بس شوية ارهاق من الشغل‬
‫قالت "رهيام" بعدم اقتناع ‪:‬‬
‫‪ -‬هحاول أأبلعها ‪ ..‬بس انىت عارفه انك وقت ما حتيب تتلكمى أأان موجوده وهسمعك‬
‫التفتت الهيا "ايمسني" وابتسمت ابتسامه ضعيفة ‪ ..‬نررت "رهيام" ل ألسفل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مني ده ؟‬
‫نررت "ايمسني" حيث تنرر أأخهتا ‪ ..‬فر أأت "معر" و " أأمين" ومعهام خشص اثلث ال تعرفه‬
‫قالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حسه اىن شوفته قبل كده‬
‫قالت لها "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأول مرة أأشوفه ىف املزرعة‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬مش ىف املزرعة ‪ ..‬تقريبا حملته ىف خطوبة "سامح" ‪ ..‬أأصال احنا يومهيا ملحقناش نعد وال‬
‫نشوف حد ‪..‬حرضتك مش تينا بدرى‬
‫تذكرت "ايمسني" يوم خطوبة "سامح" ‪ ..‬اكنت ىف صباح ذكل اليوم ىف احملمكة ‪ ..‬مع "مصطفى" ‪..‬‬
‫أأاثرت ذكراه القشعريرة ىف جسدها ‪ ..‬أأحاطت جسدها بذراعهيا و أكهنا حتمي نفسها من ذكراه ‪..‬‬
‫نررت اىل ا ألسفل مرة أأخرى ‪ ..‬عىل "معر" اذلى اكن يتحدث مع صديقيه ىف مرح ‪ ..‬حانت منه‬
‫التفاته ألعىل ‪ ..‬فتالقطت نرراهتام ىف حلرة خاطفة ‪ ..‬خفق لها قلهبا الصغري ‪ ..‬ومل تكن تدرى أأن‬
‫خفقات قلهبا اكن صداها ي ُسمع ىف قلبه هو الخر ‪ ..‬أأشاحت بوهجها برسعة وقالت لـ "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان دخهل‬
‫هربت "ايمسني" اىل ادلاخل برسعة ‪ ..‬وحلقت هبا "رهيام" الىت نررت بعتاب اىل "ايمسني" الىت‬
‫جلست عىل فراشها ومضت وسادهتا الصغرية اىل صدرها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬براحتك مش هضغء علييك‬
‫رشدت "ايمسني" ىف وجوم‪.‬‬

‫**********************‬
‫اكنت "ايمسني" جالسه ىف اسرتاحة الغداء برفقة "ش اميء" و "هما" ‪ ..‬الىت اكنت حتاول االقرتاب من‬
‫"ايمسني" بأأى طريقة لتعمل معلومات عهنا وعن أأرسهتا ‪ ..‬لكن "ايمسني" اكنت ذكية ‪ ..‬فمل تكن‬
‫تتحدث معهام أأو مع غريهام ىف أأمورها اخلاصة ‪ ..‬حىت ال يتصيد أأحد ا ألخطاء لها ‪ ..‬فاكن امجليع يرن‬
‫بأأهنا أنسه مل يس بق لها الزواج ‪ ..‬ىه مل تكذب ‪ ..‬لكن هذا ما ظنوه ‪ ..‬وىه تركهتم وظنوهنم ‪ ..‬قالت‬
‫"ش اميء" جفأأة و أكهنا تدىل مبعلومة خطرية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرفوا مني اليل جه املزرعة امبارح ؟‬
‫قالت "هما" ىف تعاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة طبعا عرفت ‪ ..‬مش مس تنياىك تعرفيين‬
‫نررت "ايمسني" الهيام بعدم فهم ‪ ,‬فقالت لها "ش اميء" ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس "كرم" صاحب البشمهندس "معر" و البشمهندس " أأمين"‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها وقد تذكرت الرجل اذلى ر أأته بصحبة " معر " و " أأمين" يوم أأمس‬
‫أأمكلت "ش اميء" هامسه وىه حتىن قامهتا اىل ا ألمام ‪:‬‬
‫‪ -‬ده بأأه غري االتنني التانيني خالص ‪ ..‬دمه زى الرشابت ‪ ..‬ومرح جدا ‪ ..‬وحتيب تتلكمى معاه ‪..‬‬
‫ومش قفل زى البشمهندس " أأمين" ‪ ..‬وال جد أأوى زى البشمهندس "معر"‬
‫اهمتت "ايمسني" بتناول طعاهما و أكن ا ألمر ال يعنهيا ‪ ..‬فقالت "هما" هبيام مصطنع ‪:‬‬
‫‪ -‬ال لكه كوم و "معر" كوم اتىن خالص ‪ ..‬هو ىف زى "معر" ‪ ..‬ده مفيش منه اال نسخة واحدة بس‬
‫‪ ..‬ومفيش راجل ال قلبه وال بعده‬
‫شعرت "ايمسني" ابحلنق لكهنا تراهرت بعدم االهامتم وظلت حمتفره بتعبري الالمباالة عىل وهجها‬
‫فأأمكلت "هما" قائهل خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬هو فعال يبان عليه انه جد ‪ ..‬بس ملا بكون عنده ىف املكتب ‪ ..‬حبس انه بيفك خالص ‪ ..‬وبيحب‬
‫الهزار جدا ‪ ..‬هو تقريبا بريكب الوش اخلشب عشان املوظفني ميسوقوش فهيا ‪ ..‬لكن مع الناس الىل‬
‫بيعزمه بيكون حاجه اتنية‬
‫شعرت "ايمسني" بأأن حنقها وضيقها يتصاعد ‪ ..‬لكهنا اكنت مرصه عىل أأال ترهر أأى رد فعل حلديث‬
‫"هما" ‪ ..‬بعد حلرات فوجنئ بـ "معر" يدخل الاسرتاحة ‪ ..‬نررت "هما" اليه مبتسمه ‪ ..‬فتوجه اىل‬
‫طاولهتم ‪ ..‬نررت "ايمسني" اىل الطعام أأماهما ومل تعريه أأى اهامتم ‪ ..‬مبجرد أأن وقف أأمام طاولهتم‬
‫قالت "هما" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي بشمهندس "معر" ‪ ..‬تعاىل اتفضل معاان‬
‫جتاهلها "معر" متاما ونرر اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك اي دكتورة "ايمسني" خلىص أألكك ومنتررك ىف مكتيب‬
‫قال ذكل مث انرصف ‪ ..‬شعرت "هما" ابحلنق وتصاعدت ادلماء لتلون وهجها ابللون ا ألمحر ‪ ..‬ساد‬
‫الصمت لفرته ‪ ..‬اس تأأذنت "ايمسني" وقامت مغادره ‪ ..‬قالت "هما" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬مش مكسوفني من نفسهم ‪ ..‬جيي يقولها تعاليىل املكتب ‪ ..‬وىه ما صدقت قامت جريت وراه‬
‫حضكت "ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬الراجل أأكيد عايزها ىف شغل‬
‫قالت "هما" بغل ‪:‬‬
‫‪ -‬شغل أه ما هو واحض أأوى نوعية الشغل ده‬
‫ابتسمت "ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت متغاظه ليه ؟‬
‫صاحت يغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬وهتغاظ من ايه يعين ‪ ..‬معدش الا البتاعه دى الىل أأتغاظ مهنا‬
‫وهبت واقفه وخرجت دون أأن تمكل طعاهما ‪.‬‬

‫**************************‬

‫توهجت "ايمسني" اىل مكتب "معر" وىه تشعر ابلتوتر وتتساءل ‪ ..‬عن ماذا يريد التحدث الهيا ‪..‬‬
‫طرقت الباب طرقات خفيفه مث دخلت بعدما أأاتها صوته ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫دخلت ووقفت أأمام املكتب فأأشار بر أأسه اىل الكريس أأمامه قائال اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه هتفضىل واقفه ‪ ..‬اتفضىل اعدى‬
‫جلست "ايمسني" ىف انترار ما س يقوهل ‪ ..‬نرر الهيا "معر" متمئال اايها ‪ ..‬شعر بقلبه يقفز من ماكنه‬
‫مرة أأخرى ‪ ..‬أأضاق عينيه حياول ترمجة مشاعره ‪ ..‬أأمعقول أأنه ‪...‬؟ ‪ ..‬ملاذا ؟ ‪ ..‬وكيف ؟ ‪ ..‬ملاذا‬
‫يشعر هبذا احلنان جتاهها ‪ ..‬واحلنني الهيا ‪ ..‬والرغبة ىف القرب منه ‪ ..‬والنرر الهيا ‪ ..‬والاس امتع لها ‪..‬‬
‫ملاذا ىه دون غريها ‪ ..‬أأ ألنه يشفق عىل حالها وعام أأصاهبا ‪ ..‬الك ‪ ..‬ما حيرك قلبه شئ أخر غري‬
‫الشفقة والعطف ‪ ..‬شئ شعر أأنه مل يذقه يوما ‪ ..‬طال مصته ‪ ..‬وزاد توترها ‪ ..‬فأأخذت تمتلمل ىف‬
‫جلس هتا ‪ ..‬فأأفاق "معر" من رشوده وتساؤالته تنحنح قائال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه "رهيام" تعرف اجنلش ومكبيوتر ؟‬
‫اندهشت لسؤاهل فرفعت نررها اليه فتالقت نرراهتام ‪ ..‬شعرت بأأن عينيه حبر معيق ‪ ..‬اكنت ختىش‬
‫الغرق فهيام ‪ ..‬فتجنبت النرر الهيام قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬ىه واخده كورسات فهيم‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب متام ‪ ..‬احنا حمتاجني سكرترية ‪ ..‬رشييك هيعد هنا فرتة وحمتاج سكرترية عشان يقدر يتابع‬
‫شغلنا الىل ىف القاهرة‬
‫‪ -‬يعين حرضتك تقصد ان "رهيام" تش تغل سكرتريه‬
‫‪ -‬أأيوة ابلربء كدة ‪ ..‬ملا قاىل انه حمتاج سكرترية أأان فكرت ىف أأختك عىل طول‬
‫قالت هل ابمتنان ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكرة أأوال عىل الثقه دى ‪ ..‬اثنيا أأعتقد دى حاجه هتفرح "رهيام" ألهنا بمتل من ا ألعده لوحدها‬
‫طول الهنار ‪ ..‬وكامن دى فرصة كويسة لهيا عشان لو اضطرت اهنا تش تغل بعد كده‬
‫سأألها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وليه مطلبتيش مىن قبل كده اىن أأالقيلها شغل ىف املزرعة‬
‫قالت حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬مرضتش أأزجع حرضتك أأكرت من كدة ‪ ..‬يعين كفاية ان حرضت وفرت شغل ليا ولوادلى كامن‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش ازعاج وال حاجه ‪ ..‬قولتكل قبل كده لو احتجىت حاجه تعرفيين‬
‫مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متام يبقى اتفقنا ‪ ..‬خلهيا تيجيىل مكتيب بكرة الساعة ‪ 8‬ان شاء هللا ‪ ..‬ومتقلقيش علهيا "كرم"‬
‫صاحيب وعرشة معر‬
‫مث نرر الهيا وابتسم خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس ختلهيا تيجي ‪ 8‬ابلربء ها ‪ ..‬يعين متجليش بدرى ربع ساعة وتتأأمص اىن سايهبا أأعده وبمكل‬
‫شغىل‬
‫ابتسمت "ايمسني" رغام عهنا وتصاعدت محرة اخلجل اىل وجنتهيا ‪ ..‬شعرت ابحلرج لتذكرها ترسعها‬
‫ىف هذا اليوم ‪ ..‬تأأمل "معر" وهجها اببتسامه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف ان دى أأول مرة ىف حياىت أأشوف بنت وشها بيحمر وبيحلو كده ملا بتتكسف‬
‫هنضت "ايمسني" برسعة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا هتكون عند حرضتك ىف املعاد‬
‫قالت ذكل وانرصفت ‪ ..‬بل هربت ‪ ..‬منه ‪ ..‬ومن نفسها ‪..‬‬

‫أأخربت "ايمسني" "رهيام" ووادلهام بعرض العمل اذلى قدمه "معر" اىل "رهيام" ‪ ..‬فقال وادلهام ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا راجل فيه اخلري ‪ ..‬ربنا يوسع رزقه‬
‫صفقت "رهيام" ىف مرح طفوىل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا هالىق حاجه انشغل فهيا ‪ ..‬ده أأان كنت قربت أأجتنن من كرت البص للحيطه‬
‫قالت "ايمسني" وقد ابتسمت لسعاده أأخهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬معادك بكرة ان شاء هللا الساعة ‪ 8‬متتأأخريش‬
‫‪ -‬أأتأأخر ايه ده أأان هروح أأابت عىل ابب مكتبه من دلوقىت‬
‫حضكت "ايمسني" ‪ ..‬وعانقهتا "رهيام" ىف حبور ‪ ..‬غادر وادلهام اىل غرفته ‪ ..‬فقالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه مني الىل هتش تغىل معاه ؟‬
‫تساءلت "رهيام" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ...‬مني ؟‬
‫‪ -‬صاحب البشمهندس "معر" الىل شوفناه من البلكونه امبارح‬
‫قالت "رهيام" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ااااه الواد املوز الىل واخد قمل ىف نفسه ده‬
‫قالت لها "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" مش عايزه جنان‬
‫قبلها "رهيام" قائهل مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش عليا دى أأختك جتنن بدل‬
‫توهجت "رهيام" ىف صباح اليوم التاىل اىل مكتب "معر" اذلى أأخذها اىل مكتب "كرم" هنض "كرم"‬
‫بعد أأن رأهام ‪ ..‬فقدهمام "معر" لبعضهام البعض قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" دى النسه "رهيام" هتكون سكريتريتك طول فرتة وجودك هنا ‪ ..‬انسه "رهيام" ده‬
‫البشمهندس "كرم"‬
‫مد "كرم" يده ليسمل عىل "رهيام" قائال اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال بييك اي أنسه "رهيام"‬
‫نررت "رهيام" اىل يده املمدوده مث نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك‬
‫نرر "كرم" اىل يده مث الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هفضل مادد ايدى كده كتري‬
‫تنحنح "معر" وابتسم اىل صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬النسه مبتسلمش‬
‫نرر "كرم" اىل صديقه مث الهيا وحسب يده ومسح هبا عىل رقبته ورفع حاجبيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ‪ ..‬طب كويس‬
‫انرصف "معر" وتركهام يبد أأن معلهام ‪ ..‬أأعطاها "كرم" تعلاميته و أراها مكتهبا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمه حاجه عندى الالزتام ابملواعيد أأان ابىج املكتب ‪ .. 8‬عايزك ‪ 8‬ابلربء موجوده مش عايز‬
‫دقيقة تأأخري ‪ ...‬الىل عايزه منك دلوقىت انك جتمعييل لك الامييالت الىل حمتاجه رد وتنسخهيا عشان‬
‫مهليىك الرد الىل هتبعتيه للك واحد فهيم ‪ ..‬ىف أأى مشلكة‬
‫قالت "رهيام" جبديه وىه جتلس عىل مكتهبا ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي فندم ‪ ..‬هبد أأ حاال‬
‫بد أأت "رهيام" ىف معلها بنشاط أأهنت ما طلبه مهنا وتوهجت اىل مكتبه ‪ ..‬طرقت الباب مث دخلت ‪..‬‬
‫وجدت "كرم" يتحدث ىف الهاتف وقفت أأمامه حىت أأهنىى ماكملته ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مجعتمي ؟‬
‫‪ -‬أأيوة اي فندم‬
‫أأخذمه مهنا ‪ ..‬و أأخذ ىف امالهئا ابلردود ‪ ..‬اكنت رسيعة ىف الكتابة وهذا أأسعده ‪ ..‬انهتت معه وذهب‬
‫اىل مكتهبا لكتابه الردود واراسلها ‪ ..‬اكنت فرحه تعمل هبمه وبدقه واتقان ‪ ..‬بعد حلرات طلهبا "كرم"‬
‫فتوهجت اليه ‪ ..‬قال دون أأن يرفع عينيه عن الورق أأمامه ‪:‬‬
‫‪ -‬هتالىق عندك عىل المكبيوتر ملف ابمس رشكة الصباىح هاتيىل منه لك أأرقاهمم‬
‫قالت وىه هتم ابالنرصاف ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اي فندم‬
‫اس توقفها "كرم" ابشارة من يده قائال وهو مازال مهنمك ىف ا ألوراق أأمامه ‪:‬‬
‫‪ -‬امعليىل قهوة دبل لو مسحىت‬
‫توقفت "رهيام" ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم ؟‬
‫‪ -‬قهوة دبل ‪ ..‬وبرسعة لو مسحىت‬
‫وقفت "رهيام" حلرات صامته وىه تشعر ابلضيق ‪ ..‬مث نررت اليه وقالت هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هنا سكرترية مش خدامه ‪ ..‬امعلها لنفسك أأو اطلب من الفراش يعملها‬
‫قالت ذكل مث توهجت اىل اخلارج ‪..‬رفع "كرم" ر أأسه ينرر اىل الباب اذلى خرجت منه للتو ‪ ..‬وهو‬
‫حياول استيعاب ما قالت ‪ ..‬جلست عىل مكتهبا و قد بد أأت ىف البحث عىل امللف عندما أأطل علهيا‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت قولىت ايه دلوقىت ؟‬
‫نررت اليه قائهل وىه التزال جالسه ىف مكتهبا ‪:‬‬
‫‪ -‬قولت أأان سكرتريه مش خدامه‬
‫مث أأعادت النرر اىل المكبيوتر مرة أأخرى‬
‫نرر الهيا بغيظ مث خرج وطلب من الفراش احضار قهوته وتوجه اىل مكتبه ليمكل معهل‬
‫يتبع‬
‫‪.‬‬

‫اتصلت "ايمسني" بـ "سامح" قائهل ‪:‬‬


‫‪ -‬لو انىت فاضية حبه أأعدى علييك نتلكم شوية‬
‫قالت "سامح" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف حاجه‬
‫تهندت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأبدا متقلقيش ‪ ..‬بس حبه أأتلكم معاىك ‪ ..‬هو زوجك هريجع امىت‬
‫‪ -‬ال الهناردة " أأمين" هييجى متأأخر النه خارج يتعىش بره مع حصابه‬
‫‪ -‬طيب متام هعدى علييك الضهر كده‬
‫‪ -‬وشغكل‬
‫‪ -‬هاخد أأجازة الهناردة ‪ ..‬و أأصال مفيش شغل كتري الهناردة‬
‫قالت "سامح" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬قلقتيين اي "ايمسني"‬
‫طمأأنهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل متقلقيش ‪ ..‬حبه بس أأتلكم معاىك‬
‫‪ -‬طيب هتعرىف تيجي لوحدك ؟‬
‫‪ -‬أأيوة الطريق سهل وكامن هركب مش مهىش أأكيد ‪ ..‬قوليىل بس أأركب ايه و أأنزل فني ‪ ..‬أأان عارفه‬
‫شلك الشارع والعامرة بس معرفش امس الشارع‬
‫أأعطهتا "سامح" العنوان ‪ ..‬وتوهجت "ايمسني" اىل بيت صديقهتا الىت اس تقبلهتا ابلرتحاب ‪ ..‬عادت‬
‫من الطبخ ابلعصري وقدمته اىل صديقهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قوليىل بأأه ماكل ىف ايه‬
‫أأخذت "ايمسني" رشفه من العصري قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش ‪ ..‬حبه أأتلكم معاىك عامة ‪ ..‬مش ىف حاجه حمدده يعين‬
‫نررت الهيا "سامح" ابمعان ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب مفيش مشلكة ‪ ..‬اتمكىل‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخبارك ايه ‪ ..‬مبسوطة ؟‬
‫ابتسمت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬أأان مكنتش أأمتىن زوج أأحسن من " أأمين" ‪ ..‬ربنا يبارلكى فيه‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت اي "سامح" حد طيب أأوى وتس تاهىل لك خري ‪ ..‬مش الطيبون للطيبات ‪ ..‬اكن الزم ربنا‬
‫يرزقك بواحد زى " أأمين" ‪ ..‬ألنك تس تاهليه‬
‫عانقت "سامح" صديقهتا وابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت كامن طيبة وتس تاهىل لك خري ‪ ..‬وبكرة ربنا يرزقك بواحد طيب زيك‬
‫ابتسمت "ايمسني" بضعف ‪ ..‬ساد الصمت بيهنام لفرته ‪ ..‬اكنت "سامح" تفهم صديقهتا جيدا وتعمل بأأن‬
‫هناك ما يشغل ابلها ‪ ..‬لكهنا مل ترد الضغء علهيا ‪ ..‬قطعت "ايمسني الصمت قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" عايزة أأسأأكل عن حاجه‬
‫‪ -‬خري اي حبيبىت اتفضىل‬
‫قالت "ايمسني" بشئ من الرتدد وىه تعبث بأأصابعها بكوب العصري اذلى بني يدهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬صاحب زوجك ‪..‬‬
‫سأألهتا "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬مني تقصدى ؟‬
‫قالت بأأرتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل اان بش تغل ىف مزرعته‬
‫‪ -‬أأيوة ‪" ..‬معر" ‪ ..‬ماهل‬
‫قالت ابرتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف عنه ايه ؟‬
‫مصتت "سامح" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل أأعرفه ان هو و" أأمين" وصاحب اتلت لهيم امسه " كرم" ‪ ..‬حصاب من أأايم اجلامعة ‪ ..‬و" أأمين"‬
‫فضل عىل تواصل معامه بعد ما سافر لك فرتة ‪ ..‬بس ىف اخر س نتني االتصاالت بيهنم اتقطعت ‪..‬‬
‫تأأملت "سامح" "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بتسأأىل ليه ؟‬
‫قالت "ايمسني" وىه تتراهر ابلالمباالة ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى ‪ ..‬فضول مش أأكرت‬
‫لكن "سامح" شعرت بأأن ا ألمر أأكرث من جمرد فضول ‪.‬‬
‫مكثت "ايمسني" ساعتني مث مهت ابالنرصاف ‪ ..‬قالت لها "سامح ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابنىت متخلييك شوية كامن انىت جييت ىف ايه وماش ية ىف ايه‬
‫‪ -‬معلش اي "سامح" عشان أأروح قبل ما ادلنيا تليل‬
‫‪ -‬اي بنىت ده العرص لسه مأأذنش والطريق للمزرعة ربع ساعة وال تلت ساعة‬
‫‪ -‬معلش هيجيكل مرة اتنية ان شاء هللا‬
‫‪ -‬و أأان اليل كنت متعشمة اننا نتغدى مع بعض ‪ ..‬جبد انىت رمخه‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو بعد لك الىل انىت عامهل تقدمهيوىل من ساعة ما جيت هيبقى ىف ماكن للألك‬
‫‪ -‬أل امعىل احسابك املرة اجلاية نتغدى سوا ‪ ..‬ممنوع اعذار‬
‫‪ -‬خالص اتفقنا‬
‫ودعت "ايمسني" صديقهتا واس تقلت الس يارة املتوهجه اىل املزرعة ‪ ..‬قبل أأن تصل اىل املزرعة‬
‫خبمس دقائق تعطلت الس يارة ‪ ..‬واضطرت أأن تزنل ىه والراكب للبحث عن س يارات قادمة ىف هذا‬
‫الاجتاه ‪ ..‬وقفت وىه متضايقه من ذكل املأأذق ‪ ..‬مسعت صوت امر أأة جعوز من عىل بعد عدة أأمتار‬
‫مهنا وىه تتحدث اىل نفسها وتنتحب ‪ ..‬اكنت فالحه بس يطه ‪ ..‬توهجت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجه اي جحه ؟‬
‫قالت لها ابكية ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرس همتوت ‪ ..‬الفرس همتوت مىن‬
‫أأشارت املر أأة اىل الفرس النامئة عىل مجهبا ىف ظل احدى ا ألجشار ‪ ..‬توهجت "ايمسني" اىل الفرس‬
‫لتجدها عىل مشارف الوالدة ‪ ..‬فقالت للمر أأة ‪:‬‬
‫‪ -‬دي بتودل‬
‫هتفت املر أأة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفة اي بنىت اهنا بتودل بس بأألها ساعة بتتوجع وانمية عىل مجهبا ومش عارفه اترصف ‪ ..‬والواد ابىن‬
‫راح ينادى جلوزى ولسه مرجعش ‪ ..‬خايفه لمتوت مىن ‪..‬‬
‫تفحصت "ايمسني" الفرس لتجد كيس أأمحر اللون وال أأثر للمهر ‪ ..‬فقالت للمر أأة ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هينفع نستىن أأكرت ‪ ..‬دى عندها عرس والده ‪..‬الزم نقطع املش مية ونودلها دلوقىت ‪..‬‬
‫أأخذت املر أأة تلطم وهجها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عرس والده يعين همتوت‬
‫هنرهتا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اي جحه حرام الىل انىت بتعمليه ده ‪ ..‬دوريىل عىل حاجه حاده يعين مقص سكينه أأى حاجه حاميه‬
‫‪..‬‬
‫هرولت املر أأة اىل بيهتا اذلى يبعد أأمتار قليةل وعادت حامةل مقص ‪ ..‬جلست "ايمسني" جبوار الفرس‬
‫‪ ..‬أأخذت متسح عىل جسمها بيدها وطلبت من املر أأه أأن جتلس جبوار ر أأس الفرس ومترر يدها عىل‬
‫وهجها لتطمئهنا ‪ ..‬أأخذت بقص املش مية وحاولت مساعدهتا عىل حسب املهر اىل اخلارج ‪ ..‬أأثناء اهنامكها‬
‫ىف معلها مرت س يارة "معر" ىف طريق عودته اىل املزرعة ‪ ..‬لفت نرره الفتاة املنحنية عىل الفرس‬
‫الراقد حتت ظل احدى ا ألجشار ‪ ..‬نرر اىل اخللف ليتبني هيئة "ايمسني" ‪ ..‬عاد قليال اىل اخللف‬
‫و أأوقف الس يارة عىل جانب الطريق ‪ ..‬ونزل ليتبني ا ألمر ‪ ..‬ماذا تفعل هنا ‪ ..‬ومن تكل املر أأة اجلالسه‬
‫جبوار املهر ‪ ..‬اقرتب مهنام ‪ ..‬واكنت "ايمسني" قد بلغ مهنا التعب مبلغه ‪ ..‬فمل تس تطع جبسدها النحيل‬
‫أأداء املهمة مبفردها ‪ ..‬اقرتب "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتعمىل ايه هنا ؟‬
‫نررت اليه وقالت بلهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬برسعة تعاىل ساعدىن‬
‫وقف "معر" لربهه و أكنه ال يعى ما تقول ‪ ..‬فأأعادت ما قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬برسعة بقوكل‬
‫جلس "معر" اىل جوارها وال يدرى ماذا يصنع فأأعطته قدم املهر ‪ ..‬و أأمسكت ىه مبا ظهر من‬
‫اجلسم ‪ ..‬حتاول جذبه للخارج ‪ ..‬جذب "معر" قدم الفرس بقوة فصاحت به ‪:‬‬
‫‪ -‬حاسب براحه مش كده ‪ ..‬فعل "معر" كام تفعل ىه ‪ ..‬اس تغرق ا ألمر قرابة الربع ساعة حىت ظهر‬
‫املهر اكمال ‪ ..‬اكنت همره مجيةل ذات لون أأسود فامح ‪ ..‬أأضفى لها جاذبيه خاصه ‪ ..‬حضنت "ايمسني"‬
‫ر أأس املهره والابتسامه تعلو شفتهيا ووضعهتا برفق عىل ا ألرض ‪ ..‬س بحان هللا اذلى خيرج روح من‬
‫روح ‪ ..‬وجسد من جسد ‪ ..‬وحياة من حياة ‪ ..‬تأأمل "معر" املهره والابتسامه تعلو شفتيه هو الخر‬
‫حاول أأن ميسح عىل جسدها فأأوقفته "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن الزم مامهتا تشمها وتنضفها ا ألول‬
‫سأألها "معر" ىف دهشة ‪:‬‬
‫‪-‬ليه‬
‫قالت مبتسمة وىه تنرر اىل املهره الصغريه ىف حنان ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان تتعرف علهيا‬
‫هشت املر أأة وبشت و أأخذت تزغرط و أكن ابنهتا ىه الىت اكنت تدل ‪ ..‬مثل هؤالء الفالحني البسطاء‬
‫يعزتون بدواهبم جدا و أكهنا فرد من أأفراد أأرسهتم ‪ ..‬خاصة لو اكنت ىه مصدر رزقهم ‪..‬‬
‫اكنت مالبس "معر" و "ايمسني" ىف حاةل يرىث لها من افرازات الوالده ‪ ..‬نررت "ايمسني" اىل‬
‫مالبسها وال تدرى ماذا تصنع ‪ ..‬كيف س توقف س يارة مبالبسها املتسخة لتعود اىل املزرعة ‪ ..‬أأخرجهتا‬
‫املر أأة العجوز من حريهتا وقالت هاتفه ىف فرح ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا الزم نكرمكوا بركه والده املهر ‪ ..‬وتعالت الزغايد مرة أأخرى ‪ ..‬عندئذ أأقبل رجل كبري ومعه‬
‫غالم صغري ‪ ..‬رضبت املر أأة الغالم عىل ر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لك ده بتنادى ألبوك اي وهل‬
‫قال الودل معتذرا ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ايمه دخت عىل مالقيته ىف الغيء‬
‫أأقبل الرجل فرحا ‪ ..‬جلس جبوار الفرس وهو ميسح بيده عىل ر أأسها مرددا ‪:‬‬
‫‪ -‬اللهم كل امحلد والشكر‬
‫‪ -‬قالت هل زوجته ‪ ..‬الهامن والبيه هام الىل ودلوا الفرسه اي ج‬
‫قام الرجل الطيب من فوره ومد يده اىل "معر " قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مجيلكوا ده عىل الراس والعني‬
‫سمل عليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك عليكوا املهر‬
‫حصحت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬همره‬
‫التفت الرجل اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مدام همره وانىت الىل ودلتهيا يبقى تتسمى عىل امسك ‪ ..‬امسك ايه ؟‬
‫ابتسمت "ايمسني" خبجل قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫قال الرجل ىف فرح ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا ‪ ..‬عاشت ا ألساىم اي ست "ايمسني" ‪ ..‬خالص املهره نسمهيا "ايمسني"‬
‫مسعت "معر" الواقف اىل جوارها يقول لها مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل انه مطلعش همر ‪ ..‬اكن زماهنم مسوه "معر"‬
‫حضكت "ايمسني" حضكه خافته ‪ ..‬أأرص الرجل واملر أأة عىل تقدمي واجب الضيافة لـ "ايمسني" و‬
‫"معر" ‪ ..‬وحلف الرجل بأأغلظ ا ألميان ‪ ..‬فانصاع هل االثنان ‪ ..‬اكن بيهتم صغري مبىن ابلطوب ‪..‬‬
‫خرجت املر أأة اىل "ايمسني" حامةل جلباب مطوى و أأعطته لها ‪ ..‬و أأعطت جلبااب اىل "معر" ‪ ..‬نررت‬
‫"ايمسني" اىل ما بيدها وقالت لها حمرجه ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكرة أأوى بس ‪.....‬‬
‫‪ -‬ايه اي بنىت هتكسفيين وال ايه ‪ ..‬ده احنا لو نطول نقدملكوا حته من السام كنا قدمناها ‪ ..‬أأدخلت‬
‫املر أأة "ايمسني" اىل جحرة صغرية حتتوى عىل فراش موضوع عىل ا ألرض علمت "ايمسني" أأن هذه ىه‬
‫غرفة املر أأة ‪ ..‬ارتدت "ايمسني" اجللباب النريف ونررت اىل مرأه صغريه متألكه موضوعه عىل ا ألرض‬
‫‪ ..‬اكن جلباب واسع ذو لون أأخرض مطعم ابلورود الصغرية امحلراء وطرحه من نفس لون ونوع‬
‫اجللباب ‪ ..‬نررت "ايمسني" اىل نفسها وحضكت حضكة خافته لهيئهتا الىت مل تعتاد علهيا‬
‫محلت "ايمسني" مالبسها املتسخة وخرجت من الغرفة ‪ ..‬لتقابل "معر" ىف مواهجهتا وهو خيرج من‬
‫غرفة أأخرى ‪ ..‬نررت اليه فر أأته وقدر ارتدى جلبااب بدى قصريا عليه نررا لطول قامته ‪ ..‬مل تامتكل‬
‫نفسها فابتسمت مث التفتت لتغلق ابب الغرفة‬
‫نرر الهيا "معر" خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قبل ما تضحىك عليا بىص لنفسك ىف املراية ا ألول‬
‫مث حضك حضكة عالية ‪ ..‬طار لها قلهبا ‪ ..‬أأقبلت املر أأة وتقدمت "معر" اىل حيث جيلس زوهجا وابهنا‬
‫وقدمت هلم صنية هبا كرس من اخلزب الناشف وطبق عسل وطبق جبنه وبضع حبات الطامطم‬
‫واخليار ‪ ..‬حلف الرجل و أأقسم أأن يأألك "معر" لريد اليه صنيعه ‪ ..‬جلست املر أأة مع "ايمسني"‬
‫و أأخذت تقدم لها كرسات اخلزب ‪ ..‬اكنت املر أأة سعيدة مبا تقدمه لـ "ايمسني" وقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا مقامك أأكرب من كده اي بنىت ‪ ..‬بس احنا عىل أأد حالنا زى ما انىت شايفه ‪..‬واحلج حالف اننا‬
‫الزم نكرمك انىت والبيه ‪ ..‬يال مدى ايدك ولكى متتكسفيش‬
‫أألكت "ايمسني" بهنم وىه تشعر بأأن لهذا الطعام املقدم لها مذاقا خاصا وبركة خاصة ‪ ..‬اكنت التجربة‬
‫جديدة عىل "معر" أأيضا لكنه شعر بسعادة وسكينة وهو جالس مع أأولئك الناس البسطاء ‪ ..‬اهنيا‬
‫طعاهمام وصليا العرص واس تأأذان ىف االنرصاف ‪ ..‬خرجت "ايمسني" بصحبة "معر" ليتوهجا اىل الطريق‬
‫‪ ..‬اقرتب "معر "من س يارته ‪ ..‬فوقفت "ايمسني" ‪ ..‬التفت لها "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاىل أأوصكل أأان راجع املزرعة‬
‫متمتت "ايمسني" خبفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا أأان هوقف عربية من عىل الطريق‬
‫ابتسم "معر" ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه من مضن احلاجات الىل جعباىن فييك ايه ؟‬
‫خفق قلهبا لوقع لكامته ‪ ..‬فأأمكل قائال دون أأن يرفع نرره عهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬انك يعمتد علييك ‪ ..‬وبتعرىف تتحمىل املسؤلية ‪ ..‬وخشصيتك قوية ‪ ..‬الواحد يسمل نفسه لييك وهو‬
‫مطمن‬
‫مصت لربهه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده طبعا ابالضافه حلجات اتنية كتري أأوى‬
‫نررت "ايمسني" اىل الس يارات املارة جبوارها لهترب من النرر الهيا ‪ ..‬اكنت ختىش أأن يسمع صوت‬
‫خفقات قلهبا اذلى خيفق جبنون ‪ ..‬فسأألها هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬هتعمىل ايه ؟‬
‫ردت دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما قولت هوقف عربيه‬
‫قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬أل بالش تركيب عربية من عىل الطريق ىف الوقت ده خالص ادلنيا هتليل ‪ ..‬امشها أأحسن املسافة‬
‫مش كبرية ‪ ..‬ربع ساعه ابلكتري وتكوىن ىف املزرعة‬
‫نررت اليه "ايمسني" بدهشة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬بس أأان أأخاف أأمىش لوحدى ىف الوقت ده املغرب خالص هيأأذن‬
‫نرر الهيا و أكن عينيه تعانقاهنا وقال ىف حنان ‪:‬‬
‫‪ -‬مش لوحدك ‪..‬‬
‫نررت اليه مس تفهمه فاس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مهىش وراىك ابلعربية‬
‫شعرت "ايمسني" بسعادة تغمر قلهبا ‪ ..‬أأهو خائف علهيا حقا ‪ ..‬أأخرهجا من أأفاكرها قائال بصوت‬
‫خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان قولتكل بس عشان تبقى عارفه اىن معاىك ‪ ..‬يعين اطمىن متخفيش‬
‫مشت "ايمسني" بضع خطوات فأأوقفها صوته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش جتيىب البؤجه الىل معاىك دى ‪ ..‬أأحطها ىف العربية أأحسن‬
‫ابتسمت وىه نررت اىل مالبسها الىت حتملها والىت لفهتا عىل بعضها البعض قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل شكرا ‪ ..‬هش يلها أأان‬
‫مث سارت ىف طريقها ‪ ..‬ركب "معر" س يارته وتبعها ‪..‬اكنت لكام ابتعدت قليال ىف خطواهتا سار‬
‫بس يارته ووقف خلفها خبطوات مث يرتكها تسري لفرتة مث يعود ليقرب املسافة لكام بعدت ‪ ..‬اكن يشعر‬
‫بشئ واحد ‪ ..‬أأن قلبه أأصبح ملاك خالصا لتكل الفتاة الىت تسري أأمامه ‪ ..‬والىت خياف علهيا ويرغب ىف‬
‫حاميهتا بأأى شلك ‪ ..‬ألهنا مرتبعه عىل عرش قلبه اذلى ينبض بداخهل ‪ ..‬شعر بسعادة ذليذة ترسى‬
‫داخهل ‪ ..‬وهو يراها أأمامه ‪ ..‬ود لو أأوقف الس يارة ونزل ليعانقها عناقا طويال ال ينهتىى أأبدا ‪ ..‬ظلت‬
‫عينيه معلقة هبا ‪ ..‬حىت عربت الطريق ووصلت اىل بوابة املزرعة ‪ ..‬اكن قلب "ايمسني" خيفق بشدة‬
‫طوال الطريق وىه ختتلس النرر اىل اخللف فتجده يسري بس يارته خلفها ببءء ‪ ..‬اكنت الابتسامه‬
‫واسعة عىل شفتهيا ‪ ..‬محدت رهبا أأنه يسري خلفها وليس أأماهما ‪ ..‬حىت ال يرى تكل السعادة البادية‬
‫عىل وهجها ‪ ..‬طرقت البوابة ففتح الغفري ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مني انىت ؟‬
‫فنررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان دكتورة "ايمسني"‬
‫تذكر الرجل أأنه رأها خترج ىف الصباح ‪ ..‬انتبه اىل مالبسها ونرر الهيا ىف دهشة ‪ ..‬دخلت "ايمسني"‬
‫والرجل يتبعها بنرراته وميء شفتيه ىف دهشة ‪ ..‬اكد أأن يغلق البوابة عندما مسع صوت زمور س يارة‬
‫"معر" فالتفت اليه ليجد رجال يرتدى جلبااب فصاح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مني ؟‬
‫أأخرج "معر" ر أأسه من الس يارة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬افتح أأان البشمهندس "معر"‬
‫فأأرسع الرجل بفتح البوابة عىل مرسعهيا مرددا ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل اي بيه ‪ ..‬ال مؤاخذه ‪..‬‬
‫نرر الرجل اىل مالبس "معر" والس يارة متر أأمامه فرضب كفا عىل كف وهو ميء شفتيه ىف دهشة‬
‫دخلت "ايمسني" اىل غرفهتا ‪ ..‬ر أأهتا "رهيام" فهبت واقفه ‪ ..‬نررت الهيا ىف دهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي "ايمسني" فينك موابيكل مقفول ليه ‪ ..‬قلقتيىن علييك ‪ ..‬وايه الىل انىت همبباه ىف نفسك ده‬
‫قالت "ايمسني" وىه خترج هاتفها وتضعه ىف الشاحن ‪:‬‬
‫‪ -‬املوابيل فصل حشن معلش‬
‫هتفت "رهيام" بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل انىت البساه ده ‪ ..‬عامهل زى الىل جايه من ورا اجلاموسه ‪ ..‬انىت أه دكتورة بيطرية بس‬
‫مش دلرجة النيولوك ده اي "ايمسني" هتفضحينا‬
‫حضكت "ايمسني" و أأخذت تقص عىل أأخهتا ا ألحداث الغريبة الىت مرت هبا‬
‫دخل "معر" بيت املزرعة ليجد نور مكتبه مضاءا ‪ ..‬ترك املالبس املتسخة من يده عىل املقعد وتوجه‬
‫اىل املكتب ‪ ..‬لريى " أأمين" جالس أأمام احلاسوب ‪ ..‬نرر " أأمين" اىل صديقه وانفجر ضاحاك ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي "معر" الىل انت البسه ده ‪ ..‬انت بقيت أأاب العمده وال ايه‬
‫‪ -‬ال اي خفيف هدوىم اتوخست ‪ ..‬وملقتش حاجه أألبسها غري اجللبيه دى‬
‫قام " أأمين" من عىل املكتب ونرر اىل صديقه وهو ال يس تطيع وقف حضاكته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وكامن قصريه ‪ ..‬عارف بتفكرىن مبني ‪ ..‬جاموسة راحت تقابل جاموسة اي عيين ملقهتاش جاموسة‬
‫لقهتا بقرة اي عيين اي ليييييل‬
‫حضك الصديقان ىف مرح ‪ ..‬وتركه "معر" وذهب اىل غرفته ليأأخذ دشا ‪ ..‬وصورة "ايمسني" ال‬
‫تفارق ر أأسه‬

‫****************************‬
‫ىف صباح اليوم التاىل دخل "كرم" مكتب "رهيام" قبل التوجه اىل مكتبه العطاهئا بعض التعلاميت ‪..‬‬
‫مبجرد أأن دخل هبت "رهيام" واقفة وعالمات الغضب عىل وهجها ‪ ..‬قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي أنسه "رهيام"‬
‫مل جتب بل نررت اىل ساعهتا وهتفت ىف حنق ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك جاى متأأخر ‪ 5‬ساعات ونص‬
‫نرر لها ىف دهشة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ؟‬
‫قالت هبدوء ممزوج ابلغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬معاد حرضتك ىف املكتب الساعة ‪ .. 8‬وحرضتك ىف أأول يوم نهبت عليا اىن أىج ىف معادى‬
‫ومتأأخرش ‪ ..‬حرضتك اتأأخرت ‪ 5‬ساعات ونص و أأان اعده ىف املكتب لوحدى ومش القيه أأى حاجه‬
‫أأمعلها ‪ ..‬طيب كنت قوىل انك هتتأأخر كنت روحت جبت كتاب ذاكرتىل لكمتني ينفعوىن وال كنت‬
‫معلت أأى حاجه مفيدة بدل الوقت الضايع ده‬
‫نرر "كرم" اىل أأعىل و أأمغض عينيه وحاول متاكل أأعصابه مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسف اي أنسه "رهيام" ان شاء هللا لو حبيت اتأأخر املرة اجلاية هبقى أأبلغ حرضتك‬
‫مث تركها وذهب اىل مكتبه وهو حيرك ر أأسه ميينا ويسارا ىف دهشة ‪ ..‬بعد فرتة طلهبا "كرم" لتحرض هل‬
‫بريد اليوم لميلهيا الرد عليه ‪ ..‬ذهبت اليه ووقفت أأمام املكتب أأعطته ا ألوراق وانتررت ما س ميليه‬
‫علهيا ‪ ..‬حانت منه التفاته الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو حرضتك مينفعش تبتسمى ؟‬
‫قالت هل جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم‬
‫‪ -‬تبتسمى تبتسمى ‪ ..‬يعين تعمىل كده‬
‫ابتسم ابتسامه صفراء ‪ ..‬مث قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬أأى سكرتريه بتبسم ىف وش املدير بتاعها‬
‫قالت "رهيام" ىف هدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كده مبحبش أأبتسم‬
‫مث نررت اىل ا ألجنده الىت حتملها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك مش همتليىن الردود‬
‫أأنهتىى "كرم" من متليهتا وقبل أأن تغادر قال لها ‪ ..‬وهو يفحص احدى امللفات أأمامه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت داميا بتنيس الباب مفتوح وانىت دخالىل املكتب ‪ ..‬متبقيش تنىس تقفليه‬
‫قالت هل بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأان مبنساش أأقفهل ‪ ..‬أأان متعمده أأسيبه مفتوح‬
‫رفع نرره الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ان شاء هللا‬
‫قالت بنفس الربود ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان ميبقاش ىف خلوة ‪..‬‬
‫نرر لها بعدم فهم للحرات ‪ ..‬مث قال بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬أه عشان الش يطان اثلهثام واجلو ده يعين ‪ ..‬ال اي أنسه "رهيام" ىف حالتك دى الش يطان هيخاف‬
‫هيوب هنا أأصال‬
‫قالت هل حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ؟ ‪ ..‬حرضتك بتقول ايه‬
‫قال برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل اطبعى الورق الىل اديهتوكل ‪ 5‬نسخ ايه مبتسمعيش ‪ ..‬يال برسعة‬
‫نررت هل "رهيام" بغيظ مث خرجت لتمكل معلها ‪ ...‬ىف اليوم التاىل حرض "كرم" اىل مكتب "رهيام"‬
‫قبل أأن مير عىل مكتبه ‪ ..‬دخل فرفعت ر أأسها تنرر اليه فأأشار اىل ساعته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الساعة ‪ 8‬يعين ىف معادى ابلربء ‪..‬‬
‫أأشاحت بوهجها دون أأن ترد ‪ ..‬فنرر الهيا قائال حبرسه ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل ر أأى املثل "تأأىت الرايح ‪ ..‬محمةل اب ألتربة "‬
‫خرج من املكتب فمل تامتكل "رهيام" نفسها فابتسمت ‪ ..‬فدخل مرة أأخرى برسعة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ما احنا بنبتسم زى البىن أدمني أأهو ‪ ..‬وابتسامتنا حلوة كامن‬
‫حتدثت اليه جبديه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بشمهندس "كرم" ‪ ..‬اتفضل عىل مكتبك لو مسحت‬
‫هز ر أأسه قائال بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬حتت أأمرك اي أنسه "رهيام"‬
‫مث خرج مرسعا‬

‫*********************‬
‫جلس ا ألصدقاء الثالثة معا ىف مكتب "معر" فهتف "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي جامعة السكرترية الىل انتوا جايبيهناىل دى ؟ ‪ ..‬أأان عايز بس أأفهم حاجه واحدة هو انتوا‬
‫مشغلني السكرترية دى عندى وال مشغليين أأان عندها‬
‫سأأهل "معر" مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ايه الىل حصل ؟‬
‫قال "كرم" وهو يرضب كفا بكف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأقولها اقفىل الباب تقوىل خلوة ‪ ..‬أأقولها ابتسمى تقوىل أأان كده مبتسمش ‪ ..‬أأقولها امعلييل قهوة‬
‫تقوىل أأان سكرترية مش خدامه‬
‫حضك "امين" و "معر" ‪ ..‬فهتف "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال استنوا خدوا التقيهل ‪ ..‬لقتهيا بزتعقىل واكن هاين علهيا اتخدىن أأملني عشان ااتخرت عن معادى ‪..‬‬
‫أأان خايف أأروح بكرة الشغل أأالقهيا جيباىل دفرت حضور وانرصاف‬
‫ابتسم "معر " قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخهتا برده معلامىن ا ألدب‬
‫‪ -‬ىه أأخهتا برده سكرتريه ؟‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬دكتورة بيطرية‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا بنتني ميه ميه‬
‫نرر "كرم" اىل ساعته مث قام لينرصف ‪ ..‬فسأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فني ؟‬
‫نرر اليه قائال بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬اسرتاحة الغدا خلصت ‪ ..‬خايف أأروحلها متأأخر ختصمىل يوم من مرتيب‬
‫قال ذكل ‪ .‬مث انرصف اىل مكتبه‬
‫البارت ‪63‬‬

‫هبت نسامت الصباح لتداعب وجه "ايمسني" اجلالسه عىل جذع جشرهتا ‪ ..‬أأصبح هذا املاكن الصغري‬
‫هو عاملها اخلاص ‪ ..‬اذلى تشعر فيه ابلراحه والسكينه ‪ ..‬اكنت تستيقظ ابكره وتأأىت اليه قبل اذلهاب‬
‫اىل معلها ‪ ..‬أكن بيهنام موعدا أأبداي ال ينقطع ‪ ..‬جلست ىف ذكل اليوم تفكر ‪ ..‬تُرى كيف س تنهتىى‬
‫قضيهتا ‪ ..‬وهل س تنهتىى ابلفعل من اجللسة ا ألوىل الىت من املقرر أأن تكون بعد ثالثة أأايم ؟ ‪ ..‬أأم‬
‫س تضطر اىل االنترار جلسات أأخرى ‪ ..‬اكنت ال تس تطيع حتمل االنترار فرتة أأطول من ذكل‬
‫لتتخلص من ذكل املدعو زوهجا وتلقى بذكرايته ىف برئ معيق وتردم فوقه الرتاب ‪ ..‬لمتحيه من ذاكرهتا‬
‫متاما و أكنه مل يكن ‪..‬مث عادت لتفكر تُرى ماذا يفعل "مصطفى" الن ‪ ..‬أأمازال يبحث عهنا ‪ ..‬أأمازال‬
‫يتوعدها ابالنتقام ‪ ..‬أأمازال يرغب ىف أأذيهتا وعودهتا اليه ‪ ..‬اكنت ساحبه وسء لك تكل ا ألفاكر عندما‬
‫قفزت صورته جفأأة اىل ر أأسها ‪ ..‬صورة "معر" ‪ ..‬تذكرته عندما ساعدها ىف والدة املهره ‪ ..‬ابتسمت‬
‫لتكل اذلكري ‪ ..‬مل تكن تتوقع أأهنا سرتاه يوما ىف هذا الوضع ‪ ..‬بدا طيبا حنوان يرغب ىف مساعدهتا‬
‫وال يتذمر أأو يتأأفف ‪ ..‬بدا لها خشص متواضع للغاية جعلها للحرات تنىس من هو ‪ ..‬وماذا ميكل ‪..‬‬
‫انه جمرد خشصا بس يطا مثلها ‪ ..‬شعرت أأن ذكرى هذا اليوم حمفورة ىف ذاكرهتا ولن تنساه أأبدا ‪..‬‬
‫تذكرت وقت العودة عندما أأرص عىل السري بس يارته خلفها ‪ ..‬مازالت ىف حريه من أأمرها ‪ ..‬ملاذا فعل‬
‫ذكل ‪ ..‬أأمن املعقول ان لك ما يفعهل ألجلها فقء ألهنا صديقه زوجة صديقه ‪ ..‬أأم بسبب تكل احلادثه‬
‫‪ ..‬حدهثا قلهبا بأأن هناك سببا أخر ‪ ..‬سببا يلقى صداه ىف قلهبا ‪ ..‬أأمعقول أأنه ‪ .....‬توقفت عن‬
‫الاسرتسال ىف أأفاكرها عند تكل النقطة ‪ ..‬اكنت حتاول بقدر االماكن جتاهل مشاعرها وما يعمتل‬
‫داخل صدرها ‪ ..‬ىه مل خترج بعد من جتربة اكدت أأن تدمرها ‪ ..‬ال تريد ترك نفسها لتنساق خلف‬
‫جتربة أأخرى غري واحضة املعامل ‪ ..‬لن يتأأذى فهيا الا قلهبا ‪ ..‬وقلهبا مل يعد حيمتل ا ألمل ‪ ..‬هنضت لتتوجه‬
‫اىل معلها ‪ ..‬وعندما اقرتبت من املبىن ‪ ..‬تسمرت ىف ماكهنا ‪ ..‬اكن واقفا هناك ‪ ..‬يضع يديه ىف جيب‬
‫بنطاهل ويعبث بشئ عىل ا ألرض بطرف حذائه ‪ ..‬شعرت ابحلنق عىل تكل النبضات الىت تتسارع لكام‬
‫ر أأته ‪ ..‬نررت أأماهما وسارت هبدوء و أكهنا ال تراه ‪ ..‬رفع ر أأسه فرأها ‪ ..‬ابتسم لها ‪ ..‬مل تبادهل الابتسام‬
‫‪ ..‬عندما اقرتبت منه أأوقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري‬
‫قالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح النور‬
‫مهت بأأن تواصل طريقها لكنه أأوقفها ابشارة من يده قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن لو مسحىت عايز أأسأأكل عن حاجة‬
‫قالت وىه تتوجس منه خيفه ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫بدا مرتددا قليال ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬معاد قضيتك احتدد أأان عرفت من " أأمين" ‪ ..‬اجللسه بعد ‪ 5‬أأايم ‪..‬‬
‫شعرت ابدلهشة الهامتمه مبعرفة معاد اجللسة ‪ ..‬أأم أأن " أأمين" هو اذلى تطوع و أأخربه ‪ ..‬أأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت هرتوىح مع وادلك أأكيد مش كدة؟‬
‫أأومأأت بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪" ..‬رهيام" هتفضل هنا‬
‫نرر " معر" الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حابب أىج معاكوا‬
‫نررت اليه بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫ابتسم حبنان قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان مش هطيق أأس تحمل أأعد هنا ‪ ..‬وعشان كامن ما تتهبدلوش ىف املواصالت لوحدكوا‬
‫قالت هل جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش داعى اي بشمهندس ‪ ..‬أأان ووادلى هرنوح لوحدان‬
‫تأأملها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزاىن أىج معاىك ؟‬
‫قالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬زى ما قولت حلرضتك مفيش داعى ‪ ..‬وكامن أأان مش عايزه وجودك يسببىل مشالك‬
‫مصت قليال مث قال بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ‪ ..‬زى ما حتيب ‪..‬‬
‫قال ذكل مث تركها وانرصف ‪ ..‬ودخلت ىه وبد أأت ىف أأداء معلها ‪ ..‬وعقلها مشغول برس اهامتمه هبا‬

‫*********************‬

‫" تسمل ايدك اي "رهيام" ‪ ..‬رسعة واتقان "‬


‫قال "كرم" هذه العبارة وهو يتأأمل الورق اذلى قدمته اليه ‪ ..‬ابتسمت الطراءه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا‬
‫نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اخريا ابتسمنا‬
‫اختفت ابتسامهتا وعادت مالحمها اىل اجلديه مرة أأخرى ‪ ..‬فنرر الهيا قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬طفتهيا ليه مااكنت منوره‬
‫اس تأأذنته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك تطلب حاجة اتين‬
‫أأرجع ظهره واستند به عىل مقعده ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عرفت ان أأختك دكتورة بيطرية وبتش تغل هنا ىف املزرعة‬
‫أأومأأت "رهيام" بر أأسها قاهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬ووادلى كامن‬
‫نرر "كرم" الهيا بدهشة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وادلك كامن بيش تغل هنا ىف املزرعة‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬مسؤول عن خمزن العلف‬
‫اندهش "كرم" ‪ ..‬لكنه مل يزيد ىف ا ألس ئهل ‪ ..‬وقبل أأن تنرصف قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن اي أنسه "رهيام" تطلىب من الفراش يعمىل قهوة‬
‫مث نرر الهيا مس تعطفا اايها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة مكسل أأقوم ‪ ..‬خلييك جدعه واطلبهياىل‬
‫هزت ر أأسها وخرجت من مكتبه وعيناه تتابعاهنا‬

‫***********************‬
‫جلست "سامح" جبوار زوهجا اذلى يطوقها بذراعه واضعه ر أأسها عىل صدره يشاهدان أأحد الربامج‬
‫ىف التلفاز ‪ ..‬انهتىى الربانمج فالتفتت اليه "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" عايزة أأسأأكل عن حاجه‬
‫نرر الهيا " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قوىل اي حبيبىت‬
‫اعتدلت ىف جلس هتا ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه أأخبار "معر" حصبك ‪ ..‬مفيش جديد ؟‬
‫نرر الهيا ابس تغراب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬جديد من حيث ايه ؟‬
‫‪ -‬يعين ‪ ..‬انت كنت قولتىل انه خاطب‬
‫‪ -‬أأيوة وقولتكل انه فسخ‬
‫قالت "سامح" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين مبيفكرش يرجعلها‬
‫قال " أأمين" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬مس تحيل يرجعلها ‪ ..‬أأصال ربنا جناه مهنا‬
‫مصتت "سامح" قليال تفكر ىف الكمه مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ومبيفكرش خيطب قريب ؟‬
‫تفرس " أأمين" فهيا قائال اببتسامه خبيثه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت عايزه تعرىف ايه ابلربء ؟‬
‫أأمسكت الرميوت وانشغلت ابلتقليب ىف القنوات قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هكون عايزه أأعرف ايه يعين‬
‫التفت الهيا " أأمين" ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأان عايز أأسأأكل عن حاجه‬
‫نررت اليه فقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه "ايمسني" لسه حسه حباجه انحية زوهجا‬
‫نررت اليه بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حسه حباجه يعين ايه ؟‬
‫حهثا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين لسه بتحبه ؟ والقضية الىل رفعهتا اكنت عشان كرامهتا بس‬
‫هتفت "سامح" قائهل‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" ‪" ..‬ايمسني" مكنتش بتحب "مصطفى" أأصال ‪..‬حىت من قبل ما يرضهبا وخيوهنا‬
‫قال ىف دهشه ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين‬
‫‪ -‬زى ما بقوكل مكنتش بتحبه وال حىت اكنت برتحتهل ‪ ..‬ابابها هو الىل جوزهولها وىه مكنتش‬
‫عايزه تتجوز‬
‫عقد ما بني حاجبيه وسأألها مس تفهام ‪:‬‬
‫‪ -‬وليه ابابها معل كده ؟‬
‫تهندت ىف حرسه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان مامهتا ماتت جفأأة ‪ ..‬والبنتني ملهمش حد ‪ ..‬مقطوعني من جشرة‪" ..‬مصطفى" اكن عايز‬
‫يتجوز برسعة ‪ ..‬ووادلها وافق ‪ ..‬عشان يطمن علهيا لو حصهل حاجه‬
‫فكر " أأمين" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬منطق غريب ‪ ..‬يعني أأجوز بنىت لواحد ىه مش مرحتاهل ‪ ..‬عشان أأطمن علهيا أأما أأموت‬
‫‪ -‬هو تفكريه وصهل لكده ‪ ..‬هو بيحهبا جدا ىه و "رهيام" و أأان واثقه ان ده من خوفه علهيا ‪ ..‬زى‬
‫ادلبه الىل قتلت صاحهبا من كرت حهبا فيه‬
‫مصت " أأمين" قليال يفكر فامي قالته "سامح" ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيلصها منه ‪ ..‬وتكسب القضية‬
‫قالت "سامح" حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثقه اهنا ان شاء هللا هتكس هبا وهتطلق منه ‪ ..‬مفيش قاىض عنده مضري ممكن يرفض انه‬
‫يطلقها من واحد حقري زى ده ‪ ..‬ده اكن عايز يغتصهبا‬
‫هتف " أأمين" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتتمكىل جبد ‪ ..‬ازاى يعين ؟‬
‫قالت وىه تشعر ابالحتقار جتاه "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬واحد ال عنده دين وال أأخالق ‪ ...‬اكن عايز ايخد حقه غصب عهنا ‪ ..‬وبعد ما رضهبا كامن ‪ ..‬لوال‬
‫ان واحد من اجلريان خلصها منه‬
‫مث اس تطردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصال أأان نسيت أأقوكل ‪ ..‬ىه أأصال لسه ‪........‬‬
‫قاطعها جرس هاتف " أأمين" ‪ ..‬رد " أأمين" قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريتىن كنت جبت سرية جنية فضه‬
‫أأاته صوت "معر" ضاحاك ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان أأقول عامل أأرشق من الصبح ليه ‪ ..‬أأاتريك عامل تقطع ىف فروىت‬
‫‪ -‬ابخلري اي ابشا‬
‫‪ -‬بقوكل ايه انت وراك حاجة يوم ا ألربع‬
‫قال " أأمين" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬يوم ا ألربع ‪ ..‬عادى يعين ورااي الشغل العادى بتاع لك يوم ‪ ..‬ليه ىف حاجه‬
‫بدا "معر" مرتددا قليال ‪ ..‬مث قال جبديه ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" عايزك تروح مع "ايمسني" ووادلها احملمكة‬
‫ابتسم " أأمين" ونرر اىل "سامح" الىت اكنت تتابع ردود " أأمين" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬امشعىن يعين ؟‬
‫‪ -‬ىه رافضه اىن أأروح معامه ‪ ..‬بس لو انت عرضت عىل وادلها أأعتقد مش هريفض‬
‫‪ -‬أأيوة يعين انت هتس تفاد ايه من كده ؟‬
‫قالت "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان أأبقى متابع معاك أأول بأأول اي " أأمين"‬
‫ابتسم " أأمين" خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو املوضوع هيمك أأوى كده ؟‬
‫ساد الصمت لفرته ‪ ..‬مث أأاته صوت "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬هيمين‬
‫اتسعت ابتسامة " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مفيش مشلكة ‪ ..‬حىت أخد "سامح" ابملرة أأىه تبقى مجهبا‬
‫رفعت "سامح" حاجبهيا بدهشة ‪ ..‬أأهنىى " أأمين" ماكملته فقالت هل بلهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬قاكل ايه "معر" ‪ ..‬وهتاخدىن فني ؟‬
‫قال " أأمين" وهو مازال حمتفرا اببتسامته ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" طلب مىن اىن أأوصل "ايمسني" ووادلها احملمكة‬
‫بدت الابتسامه عىل وجه "سامح" قائهل خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬وايه رس اهامتمه ده‬
‫قال " أأمين" خببث مماثل ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا أأعمل ‪ ..‬ميكن شفقه‬
‫تالشت ابتسامة "سامح" وقالت ىف حنق ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بأأه ان شاء هللا ‪ ..‬ىه "ايمسني" انقصة ايد وال انقصة رجل ‪ ..‬عشان حيس حنيهتا ابلشفقه‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب قوىم حرضيلنا العشا ‪ ..‬وسيىب الألك يس توى عىل انر هادية‬
‫ومغز بعينه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬فهامىن طبعا‬
‫ابتسمت وهنضت لتحرض طعام العشاء‪.‬‬

‫دخل "كرم" رشفة بيت املزرعة ليجد "معر" واقف ىف الرالم شاردا ‪ ..‬اقرتب منه ووضع أأمامه عىل‬
‫سور الرشفة أأحد الأكواب الساخنة الىت حيملها والىت تتصاعد مهنا ا ألخبرة ‪ ..‬نرر "معر" اىل صديقه‬
‫مث أأخذ الكوب بني يديه ‪ ..‬تناول "كرم" رشفه من كوبه ‪ ..‬مث نرر اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكها ايه ؟‬
‫نرر اليه "معر" بدهشة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه مني دى ؟‬
‫قال "كرم" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل والكه عقكل‬
‫ابتسم "معر" و أأخذ يتأأمل ما أأمامه مرة أأخرى ‪ ..‬وقف "كرم" جبواره مستندا عىل السور ومال عىل‬
‫صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمه حاجه انك متترسعش ‪ ..‬عشان متقعش اتىن ىف واحدة متس تاهلش‬
‫التفت "معر" اليه وقال برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل دى مش زى أأى حد‬
‫صفق "كرم" بيديه وهتف مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬اي سالم عليك اي واد اي "كرم" ‪ ..‬لعييييييييييب ‪ ..‬خترج املعلومة من بق ا ألسد‬
‫حضك "معر" فأأمكل "كرم" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬قول اي حبيىب قول ‪ ..‬عايزك تطلع لك الىل جواك ‪ ..‬عايزك تس تفرغ لك الىل عندك‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪-‬روح هللا يقرفك‬
‫‪ -‬يال ‪ ..‬خلص‬
‫مصت "معر" و أأخذ نفسا معيقا ‪ ..‬وبعد برهه بد أأ احلديث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مس تأألنيش امشعىن ىه ‪ ..‬الىن مش عارف حتديدا ‪ ..‬بنت معرى ما قبلت زهيا ‪..‬‬
‫ابتسم "كرم" ونرر اىل صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه أأكرت حاجه جعباك فهيا‬
‫ابتسم "معر" وهو يس تحرض صورة "ايمسني" ىف خياهل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيبهتا ‪ ..‬حنيهتا ‪ ..‬رقهتا ‪ ..‬جخلها ‪ ..‬ضعفها ‪ ..‬قوهتا ‪ ..‬أأدهبا ‪ ..‬أأخالقها ‪ ..‬طباعها ‪ ..‬حىت مالحمها ‪..‬‬
‫لك حاجه فهيا بتجذبىن ‪ ..‬فضلت تتسلل لقليب هبدوء وببءء حلد ما امتكنت منه ‪..‬‬
‫نرر اىل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عارف اي "كرم" ‪ ..‬أأان كنت حبب "اننيس" ‪ ..‬بس الاحساس الىل أأان حسه دلوقىت ‪ ..‬خمتلف متاما‬
‫سأأهل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى خمتلف ؟‬
‫رشد "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا حبيت "اننيس" حبيت فهيا البنت ادللوعه امجليهل املرحه ‪ ..‬بس كده ‪ ..‬اكنت بتعجبىن ‪ ..‬من بره‬
‫بس ‪ ..‬حبيت الىل أأان شايفه مهنا بس ‪ ..‬لكن "ايمسني" ‪..‬‬
‫مصت قليال مث ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬احساىس حنيهتا حاجه اتنية خالص ‪ ..‬عارف اي "كرم" ملا بشوفها حبس اىن خايف علهيا أأوى ‪..‬‬
‫حبس اىن ملهوف علهيا أأوى ‪ ..‬حبس اىن شايف قلهبا ‪ ..‬وحسه ‪ ..‬وسامع دقاته ‪..‬‬
‫التف اىل صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تصور اي "كرم" معرها مسمحت لزوهجا انه يلمس ايدها ملا اكنت خمطوابهل‬
‫هتف "كرم" ينرر اىل صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم اي اخواي ‪ ...‬ىه متجوزة ؟‬
‫قال "معر" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫صاح "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" انت اهتبلت ىف عقكل ‪ ..‬معجب بواحدة متجوزة‬
‫هتف "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬اصرب اي بىن أدم وانت تفهم‬
‫مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه رافعة قضية خلع عىل زوهجا ‪ ..‬ألنه خاهنا ورضهبا ‪ ..‬ىه أأصال متجوزتش الا شهر واحد بس‬
‫سأأهل "كرم" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت شوفهتا فني وال عرفهتا منني ؟‬
‫‪ -‬ما ىه أأخت سكريتريتك‬
‫هتف "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل واحدة واحدة كدة ‪ ..‬وترسيين عىل ادلور من أأوهل‬
‫رشح هل "معر" لك ما يعرفه عن "ايمسني" و أأهلها ‪ ..‬وهروهبم من "مصطفى" والعمل ىف مزرعته ‪..‬‬
‫مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كامن يومني هيكون النطق ابحلمك‬
‫قال "كرم" جبديه ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" متعلقش نفسك عشان متقعش عىل جدور رقبتك ‪ ..‬افرض القاىض حممكلهاش ابلطالق‬
‫ورجعت اتىن جلوزها‬
‫صاح "معر" غاضبا ‪:‬‬
‫‪ -‬هو أأان كنت حبكيكل لك ده عشان تيجي حتبطىن اي "كرم" ‪ ..‬أأان مش انقصك ‪ ..‬كفايه النار الىل‬
‫قايده جوااي بسبب جوازها ‪ ..‬أأان معرى ما كنت أأختيل اىن ممكن أأفكر ىف واحدة اكنت متجوزة قبل‬
‫كده ‪ ..‬انت عارف اىن غيور جدا ‪ ..‬مبوت من الغرية ‪ ..‬وعىل دى ابذلات أأان واثق اىن غريىت علهيا‬
‫هتبقى أأضعاف ما كنت بغري عىل "اننيس" ‪ ..‬فلو مسحت أأان مش انقص حترقىل دىم بالكمك‬
‫مث تركه "معر " ودلف اىل ادلاخل‪.‬‬

‫يتبع‬
‫‪.‬‬
‫ىف اسرتاحة الغداء اكنت "ش اميء" تتناول غداهئا مبفردها ‪ ..‬جفأأة أأتت "هما" و أأزاحت احدى الكرايس‬
‫عىل طاولهتا بعنف وجلست ووضعت طعاهما أأماهما ‪ ..‬نررت الهيا "ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل جايه بزعابيبك كده ليه‬
‫نررت الهيا "هما" هاتفه بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفىت الىل حصل ‪ ..‬الهامن اخت الربنسيسة اش تغلت سكرتريه عند الباشا‬
‫نررت لها "ش اميء" بعدم فهم قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ؟ ‪ ..‬أأقطع دراعى ان كنت فهمت‬
‫قالت "هما" بغل ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ‪ ..‬أأخت ادلكتورة "ايمسني" ‪ ..‬اش تغلت سكرترية عند البشمهندس "كرم"‬
‫قالت "ش اميء" ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى وفهيا ايه يعين‬
‫نررت الهيا "هما" حبنق قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه تش تغل حتت ايد دكتور "حسن" ومش بس كدة يبقى لها طالب كامن وعايشه ىف دور‬
‫ا ألس تاذة أأم عمل غزير ‪ ...‬و أأبوها ‪ ..‬ميسكوه خمازن العلف ودى شغالنه مبيجبوش فهيا الا حد واثقني‬
‫فيه ‪ ..‬و أأخهتا بقت سكرترية للبامشهندس "كرم" وىه اصال لسه حىت عيهل متخرجتش ‪ ..‬لك ده‬
‫وتقوليىل عادى ‪ ..‬أل طبعا مش عادى‬
‫سأألهتا "ش اميء" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال تفتكرى ايه احلاكيه يعىن ؟‬
‫قالت "هما" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه ‪ ..‬بس هعرف‬

‫********************‬

‫اكنت "رهيام" مغادره املكتب اىل غرفهتا بعد انهتاء معلها عندما وجدت "هاىن" يس توقفها قائال‬
‫اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي أنسه "رهيام"‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم ؟‬
‫اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان "هاىن" ‪ ..‬أأختك بتساعدىن ىف رشح احلاالت اليل موجودة ىف املزرعة‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين أأان أأمعل ايه يعين ؟‬
‫تنحنح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس كنت عايز أأعرف ‪ .‬انىت ىف س نة اكم ‪ ..‬وال خلصىت لكية ‪ ..‬أأصل شلكك صغري‬
‫صاحت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده احنا هنتصاحب وال ايه‬
‫مث تركته وانرصفت ‪ ..‬اكن "كرم" اذلى خرج من املكتب بعدها يتابع املشهد من بعيد فاقرتب من‬
‫"هاىن" ووضع يده عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مني اي ابىن انت ؟‬
‫التفت اليه "هاىن" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هاىن شاكر‬
‫قال "كرم" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان فريوز ‪ ..‬أأيوة يعين انت مني يعين ‪ ..‬بتبيع ايه هنا ىف املزرعة ؟‬
‫قال "هاىن" وقد شعر االهانه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ببيع دى ‪ ..‬أأان طالب‬
‫قال هل "كرم" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬طب يال عىل فصكل‬
‫مث تركه وانرصف‬

‫ىف الصباح توهجت "هما" اىل ماكن معل "عبد امحليد" ىف خمزن العلف ‪ ..‬اقرتبت منه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي مع "عبد امحليد "‬
‫التفت الهيا "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي بنىت‬
‫قالت "هما" ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت عايزة أأسأأل هو العلف اجلديد الىل طلبه البشمهندس " أأمين"وصل وال لسه ؟‬
‫قال "عبد امحليد" حبريه ‪:‬‬
‫‪ -‬معنديش فكرة اي بنىت ان ىف علف جديد هيدخل اخملزن حمدش جبىل سريه‬
‫قالت خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مش مشلكة اي مع "عبد امحليد" ميكن أأان الىل فهمت غلطت‬
‫مث تراهرت بأأهنا هتم ابالنرصاف والتفتت اليه مرة أأخرى قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حصبح اي مع "عبد امحليد" ازى ادلكتورة "ايمسني" هتيجي الشغل الهناردة ؟‬
‫قال "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل اي بنىت كويسة ‪ ..‬وىه مبتغيبش أأبدا ونزلت معااي الصبح يعين تالقهيا دلوقىت ىف مكتهبا أأو‬
‫بتتابع حاةل من احلاالت‬
‫قالت "هما" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان سأألتك علهيا الىن ش يفاها حالها مش عاجبىن اليومني دول‬
‫نرر الهيا "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت حصبهتا‬
‫أأرسعت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة طبعا حصبهتا ‪..‬ربنا يعمل أأان حبب "ايمسني" أأد ايه بعتربها زى أأخىت ‪ ..‬أأه وهللا اي مع "عبد‬
‫امحليد" عشان كده عايزه أأطمن علهيا‬
‫قال "عبد امحليد" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬ميكن بس ىه متوترة شوية عشان قضيهتا‬
‫تساءلت "هما" بلهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬قضية ايه ؟‬
‫تهند تهنيده معيقة مث قال بصوت حزين ‪:‬‬
‫‪ -‬قضية طالقها اي بنىت‬
‫ظهرت عالمات ادلهشة عىل وهجها ‪ ..‬لكهنا متالكت نفسها قائهل بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة أأكيد املوضوع قالقها أأوى‬
‫قال "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص هانت لكها يومني وختلص من املدعوء جوزها‬
‫سأألته "هما" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو انتوا قرايب البشمهندس "معر"‬
‫أأرسع "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي بنىت قرايبه ايه ‪ ..‬احنا فني وهو فني ‪ ..‬تقدرى تقوىل معرفة من بعيد ‪ ..‬وهو هللا يبارلكه جبنا‬
‫هنا املزرعة عشان الىل ميتسامش "مصطفى" جوز "ايمسني" اكن عايز يرجعها بيته غصب عهنا‬
‫رفعت حاجهبا وقالت بلوءم ‪:‬‬
‫‪ -‬وطبعا البشمهندس "معر" جهبا هنا عشان خيبهيا منه‬
‫قال "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة هللا يبارلكه حامان ىف مزرعته وشغلنا فهيا كامن‬
‫مصتت "هما" قليال وىه شارده مث التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬شكرا أأوى‬
‫مث غادرت وتوهجت اىل الاسطبالت حيث تعمل "ش اميء" جذبهتا من ذراعها و أأخرجهتا من املاكن‬
‫ووقفت ىف مواهجهتا ‪ ..‬قالت "ش اميء" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي بنىت ىف ايه انىت حسبه بقرة وراىك‬
‫قالت "هما" بتشفى ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفىت مش قولتكل ان البت دى وراها رس ىه و أأهلها‬
‫سأألهتا "ِش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بت مني ؟‬
‫‪ -‬ادلكتورة "ايمسني"‬
‫مث اس تطردت "هما" قائهل وعالمات احلقد عىل وهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬طلعت خيىت متجوزه ‪ ..‬وهرابنه من جوزها ‪ ..‬و"معر" أأبو قلب رهيف خمبهيا ىه و أأهلها هنا ىف‬
‫املزرعة عشان جوزها ميوصلهاش‬
‫ظهرت عالمات ادلهشة عىل وجه "ش اميء" وهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش ممكن !‬
‫أأكدت "هما" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان معرى قولتكل حاجه وطلعت غلء‬
‫مصتت "ش اميء" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه مش فامهة ‪ ..‬البشمهندس "معر" ماهل ومالها ىه وجوزها‬
‫قالت "هما" اببتسامه ساخرة ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا عايز حته من التورته ‪ ..‬أأمال ههيرهبا من جوزها ليه وجييهبا هنا ويسكهنا ىف أأوضة جنب بيته‬
‫‪ -‬بس اي "هما" البنت ابين علهيا حمرتمة‬
‫‪ -‬انىت بتغرك ا ألشاكل دى ‪ ..‬شوية سهوكه وبصتني ىف ا ألرض وحننحه ودمعتني ‪ ..‬يعملوا من‬
‫الفس يخ رشابت وتبقى البت الىل حمصلتش‬
‫قالت "ش اميء" غري مصدقه ‪:‬‬
‫‪ -‬معقول ‪" ..‬ايمسني"‬
‫‪ -‬أأمال ليه هممت بهيا أأوى كده ‪ ..‬ومشغلها ىه و أأهلها كامن ‪ ..‬خاصة اىن عرفت اهنا ال قريبته وال حاجه‬
‫‪ -‬ميكن بيعمل خري من غري ما يكون ىف نيته حاجه وحشة‬
‫‪ -‬انىت هبهل اي بنىت ‪ ..‬هو ىف حد ىف الزمن ده بيعمل خري كدة من الباب للطاق‬
‫نهبت "هما" عىل "ش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوعى جتبيلها سرية اننا عرفنا حاجه‬
‫‪ -‬ليه هتعمىل ايه ؟‬
‫ابتسمت خببث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هعملها مفاجأأة حمصلتش‬

‫***************************‬

‫ىف يوم احملمكة جفرا ‪ ..‬ظلت "ايمسني" ساهره تصىل وتترضع لرهبا أأن خيلصها من زوهجا ‪ ..‬و أأن‬
‫يسخر القاىض لصاحلها ‪ ..‬انهتت من قراءه ا ألذاكر وظلت تقر أأ ىف مصحفها حىت الرشوق ‪ ..‬هنضت‬
‫وارتدت مالبسها ‪ ..‬اكنت ىف حاةل غريبة و أكهنا ال تشعر مبا حولها ‪ ..‬مسعت طرقات عىل ابب الغرفة‬
‫فهنضت "رهيام" وفتحت الباب ‪ ..‬دخل وادلهام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي "ايمسني" خلصىت ؟‬
‫قالت ىف وجوم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي اباب أأان جاهزة‬
‫عانقهتا "رهيام" عناقا طويال مث نررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش ربنا معاىك ان شاء هللا‬
‫خرجت "ايمسني" بصحبة وادلها ‪ ..‬قال "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس " أأمين" لكمىن امبارح وقاىل هيوصلنا بعربيته‬
‫التفتت اليه "ايمسني" بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وليه تعب نفسه‬
‫مصتت قليال مث قالت بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريب ‪ ..‬أأكيد "سامح" الىل قالتهل‬
‫قال وادلها شارحا ‪:‬‬
‫‪ -‬هو كرت خريه انه عايز يساعدان اي بنىت‬
‫قالت حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي اباب احنا ممكن نروح لوحدان ‪ ..‬ليه نتعبه ىف سفر راحي جاى‬
‫اقرتاب من بوابة املزرعة ‪ ..‬ودلهش هتا وجدت " أأمين" واقفا جبوار س يارته وبصحبته ‪" ...‬معر" ‪ ...‬خفق‬
‫قلهبا لرؤيته ‪ ..‬نرر الهيا حبنان جارف و أكنه يبث الطمأأنينه فهيا ‪ ..‬أأشاحت بوهجها عنه ‪ ..‬التفت‬
‫" أأمين" الهيام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضلوا‬
‫تذكر وادلها أأنه نىس احضار بطاقته فعاد الحضارها ‪ ..‬قالت "ايمسني" لـ " أأمين" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش داعى اي بشمهندس " أأمين" احنا ممكن نروح لوحدان العربيات عىل الطريق بتعدى كتري من‬
‫أأدام املزرعة ‪ ..‬أأان عارفه ان "سامح" ىه الىل قالت حلرضتك ‪ ..‬بس صدقىن مفيش داعى تتعب‬
‫نفسك‬
‫نرر " أأمين" اىل "معر" مث اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش "سامح" الىل طلبت مىن اىن أأكون معاكوا الهناردة‬
‫نررت اىل "معر" اذلى اكن يتطلع الهيا واالبتسامه عىل حمياه ‪ ..‬أأشاحت لوهجها عنه مرة أأخرى ‪..‬‬
‫و أأرسعت ابجللوس داخل الس يارة ‪ ..‬نرر الهيا "معر" وىه داخل الس يارة ود لو اقرتب مهنا و أأمسك‬
‫بيدهيا بني يديه وبث الطمأأنينه فهيا ‪ ..‬شعر اب ألمل ألنه ال يس تطيع التخفيف عهنا ‪ ..‬وال أأن يكون بقرهبا‬
‫‪ ..‬ركب ثالثهتم وانطلقوا ىف طريقهم ‪..‬نرر " أأمين" ىف املرأة اىل "ايمسني" اجلالسه ىف املقعد اخللفى‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" اكنت جايه معااي ‪ ..‬بس تعبت جفأأه الصبح‬
‫قالت "ايمسني" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ملها ؟‬
‫‪ -‬مفيش تعب بس يء‬
‫أأخرجت "ايمسني" هاتفها لتتصل بصديقها فنهبها " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش ش بكة عىل الطريق هنا ‪ ..‬هتالقهيا ضعيفه جدا‬
‫اكنوا قد وصلوا القاهرة واقرتبوا من ماكن احملمكة حي ام رن هاتف " أأمين" ‪ ..‬مسعت "ايمسني" " أأمين"‬
‫يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "معر" ‪ ..‬أأيوة لسه واصلني حاال ‪ ..‬ال قدمنا بتاع ‪ 01‬دقايق كدة ونكون ىف احملمكة ‪ ..‬لسه‬
‫أأصال اجللسه علهيا نص ساعه ‪ ..‬طيب حارض ‪ ..‬حارض ‪ ..‬حارض ‪ ..‬خالص متقلقش حارض‬
‫أأغلق " أأمين" الهاتف ‪ ..‬ور أأته "ايمسني" عرب املر أأة مبتسام‪ ..‬وصلوا اىل احملمكة واس تقبلهم احملاىم عىل‬
‫الباب ‪ ..‬دخلوا مجيعا ووصلوا اىل املكتب اذلى س يعقد فيه جلس هتا ا ألوىل ‪ ..‬والىت تدعو هللا أأن‬
‫تكون ا ألخرية ‪ ..‬و أأن ُحيمك بطالقها ‪..‬‬
‫مل جتد أأثر َا لـ "مصطفى" ‪ ..‬فقء حماميه اكن موجود ‪ ..‬تساءلت ملاذا مل حيرض ‪ ..‬أأم أأنه س يأأىت بعد‬
‫قليل ‪ ..‬ظلت تقر أأ ما حتفظ من القرأن ىف رسها ‪ ..‬وقفوا مجيعا ىف انترار بدء اجللسه ‪.‬‬

‫اكن "معر" يشعر بتوتر شديد ‪ ..‬أأخذ يزرع رشفة املزنل جميئا وذهااب ‪ ..‬استيقظ "كرم" من نومه‬
‫وارتدى مالبسه لذلهاب اىل معهل ‪ ..‬و أأثناء انرصافه ملح "معر" داخل الرشفة فتوجه اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي "معر" انت مش راحي املكتب وال ايه ؟‬
‫نرر اليه "معر" دون أأن يرد عليه ‪ ..‬وقف أأمام سور الرشفة ميسكه بقبضتيه بقوة و أكنه يريد حتطميه‬
‫‪ ..‬اقرتب منه "كرم" وربت عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي "معر" ىف ايه‬
‫قال "معر" دون أأن ينرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬معاد اجللسة دلوقىت اي "كرم"‬
‫‪ -‬متقلقش ‪ " ..‬أأمين" معامه مش كده؟‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه دون أأن يتحدث ‪ ..‬نرر اليه "كرم" وابتسم ىف حنو قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه هتمك لدلرجة دى اي "معر" ؟‬
‫التفت اليه "معر" برسعة ومصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬هتمين ؟ ‪ ..‬لو القاىض حممكلهاش ابلطالق اي "كرم" أأان ممكن أأدورعىل جوزها ده و أأقتهل‬
‫مث قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مس تحيل أأمسحهل ايخدها اي "كرم"‬
‫مث اس تطرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خاصة اهنا مش عايزاه‬
‫طمأأنه صديقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا هيتحمكلها ابلطالق ‪ ..‬مس تحيل يعين قاىض يسيهبا مع واحد زى ده غصب عهنا ‪..‬‬
‫متقلقش‬
‫نرر اليه "معر" قائال بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬حببـــهــــا اي كرم ‪ ..‬وعايزهـــا ‪..‬‬
‫مث تهند بقوة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كون اهنا اكنت متجوزة قبل كده دى حاجه وجعاىن ‪ ..‬بس الىل هيوجعىن أأكرت ‪..‬هو اىن أأحترم مهنا‬
‫‪ ..‬متتصورش ىه أأد ايه مأأثره فيا اي "كرم" ‪ ..‬شايفها جوهرة غالية أأوى ‪ ..‬ممنوع ألى حد همام اكن انه‬
‫يقرب مهنا ‪ ..‬حسسها غالية أأوى وعالية أأوى ‪ ..‬ومهوت و أأوصلها ‪ ..‬ملا بشوفها اي "كرم" حبس اىن‬
‫بتخطف ‪ ..‬وقليب معدش ملىك خالص ‪..‬‬
‫نرر "معر" اىل "كرم" وقال بتصممي ‪:‬‬
‫‪ -‬مبجرد ما شهور العدة ختلص ‪ ..‬هطلهبا من أأبوها‬
‫ابتسم هل "كرم" وربت عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا‬

‫حانت اللحرة الىت انتررهتا "ايمسني" طويال ‪ ..‬نررت اىل وادلها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب أأان خايفة أأوى‬
‫طمأأهنا وادلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش اي حبيبىت ‪ ..‬أأان واثق انك هتطلعى وتبرشيين ان القاىض حمك لصاحلك‬
‫مازال ال أأثر لـ "مصطفى" ‪ ..‬اكنت سعيدة لعدم اضطرارها لرؤيته ‪ ..‬لكهنا بعدما وقفت أأمام القاىض‬
‫وحتدث حماميه ‪ ..‬علمت رس اختفائه ‪ ..‬أأراد بذكل املامطهل حىت يمت تأأجيل النطق ابحلمك جللسه‬
‫أأخرى‪ ..‬لكن حمامهيا ا ألس تاذ "شوىق" اكن ابرعا للغاية واس تطاع اقناع القاىض بأأن اختفائه متعمد‬
‫للمامطهل ‪ ..‬وقرر القاىض اصدار احلمك ىف نفس اجللسه‬

‫خرجت "ايمسني" من قاعة احملمكة واس تقبلها وادلها قائال بلهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬طمنيين اي بنىت‬
‫اقرتب " أأمين" مهنام ‪ ..‬أألقت نفسها ىف أأحضان وادلها وادلموع تس يل من عينهيا اكلشالل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلدهلل اي اباب ‪ ..‬خلصت منه‬
‫ابعدت ر أأسها ونررت اىل وادلها وهتفت بسعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬القاىض طلقىن منه‬
‫تبلل وجه "عبد امحليد" ابدلموع وتعالت شهقاته ابلباكء وعانقها مرة أأخرى مرددا ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلدهلل ‪ ..‬اللهم كل امحلد والشكر ‪ ..‬لو مكنش القاىض طلقك كنت هفضل شايل ذنبك طول‬
‫معرى ‪ ..‬امحلدهلل‬
‫شعر " أأمين" بسعادة غامرة ‪ ..‬و أأخرج هاتفه ليتصل بـ "معر" ‪ ..‬لكنه وجد "معر" وقد س بقه‬
‫ابالتصال ‪ ..‬رد عليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تدفع اكم و أأقوكل احلمك ؟‬
‫صاح "معر" بغضب ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" مش وقتك ‪ ..‬حمكلها ابيه ؟‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طلقها منه‬
‫أأمغض "معر" عينيه للحرة و أكنه يريد أأن يستشعر هذا اخلرب عرب لك كيانه ‪ ..‬مصت وهو يشعر‬
‫بتقطع أأنفاسه ‪ ..‬مث متمت ىف خفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلدهلل‬
‫أأغلق "معر" الهاتف وهو يشعر بسعادة ابلغة ‪ ..‬ود لو اكنت أأمامه الن ‪ ..‬لريى السعادة املرسومة‬
‫عىل وهجها ‪ ..‬وعينهيا الىت تشع هبجه وفرحه ‪ ..‬والابتسامه عىل ثغرها ‪ ..‬ود لو اعرتف لها حببــه الن‬
‫‪ ..‬وىف هذه اللحرة ‪ ..‬وده لو خيربها ‪ ..‬بأأهنا ليست وحدها ‪ ..‬هو معها ‪ ..‬بقلبه ‪ ..‬وبلك كيانه ‪ ..‬لكنه‬
‫يعمل بأأنه مضطر ألن ينترر‪..‬‬
‫تقدم " أأمين" مع احملاىم و "عبدامحليد" للخروج من احملمكة واكنت "ايمسني" تسري خلفهم تبحث عن‬
‫هاتفها ىف حقيبهتا ‪ ..‬حي ام وجدت جفأأة يدا متسكها من ذراعها بقوة التفتت اىل اخللف لتجد نفسها‬
‫وهجا لوجه مع ‪" ..‬مصطفى" ‪ ..‬شلهتا الصدمة عن احلركة ‪ ..‬والتفكري ‪ ..‬وجدته ينرر الهيا برشاسة‬
‫ويقول بقسوة وهو يضغء عىل ذراعها بقوة ‪:‬‬
‫‪ -‬القاىض طلقك مىن؟ ‪ ..‬بس ورمحة أأىم الىل ماتت حبرسهتا عليا ما أأان عاتقك‬
‫اتسعت عيناها خوفا والتفتت برسعة لتنادى عىل وادلها ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب ‪ ..‬اباب‬
‫تركها "مصطفى" برسعة واختفى وسء احلشود‬

‫البارت ‪62‬‬

‫تقدم " أأمين" مع احملاىم و "عبدامحليد" للخروج من احملمكة واكنت "ايمسني" تسري خلفهم تبحث عن‬
‫هاتفها ىف حقيبهتا ‪ ..‬حي ام وجدت جفأأة يدا متسكها من ذراعها بقوة التفتت اىل اخللف لتجد نفسها‬
‫وهجا لوجه مع ‪" ..‬مصطفى" ‪ ..‬شلهتا الصدمة عن احلركة ‪ ..‬والتفكري ‪ ..‬وجدته ينرر الهيا برشاسة‬
‫ويقول بقسوة وهو يضغء عىل ذراعها بقوة ‪:‬‬
‫‪ -‬القاىض طلقك مىن؟ ‪ ..‬بس ورمحة أأىم الىل ماتت حبرسهتا عليا ما أأان عاتقك‬
‫اتسعت عيناها خوفا والتفتت برسعة لتنادى عىل وادلها ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب ‪ ..‬اباب‬
‫تركها "مصطفى" برسعة واختفى وسء احلشود‪.‬‬
‫تركها كزهرة ترجتف ىف همب الرحي ‪ ..‬هرع وادلها و " أأمين" الهيا ‪ ..‬نرر الهيا وادلها هبلع قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماكل اي "ايمسني" ىف ايه ؟‬
‫أأحاطت جسدها بذراعهيا علها توقف ارجتافته ‪ ..‬و أأخذت نفسها معيقا حتاول به اعادة تنرمي رضابت‬
‫قلهبا املتسارعه ‪ ..‬ونررت اىل وادلها قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" اكن هنا‬
‫صاح وادلها ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ابن التييييييييييت‬
‫و أأخذ يبحث عنه بعينيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو فني ‪ ..‬مىش منني ؟‬
‫قالت "ايمسني" خبفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬خمدتش ابىل‬
‫سأألها " أأمين" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬قاكل ايه ؟‬
‫بللت شفتهيا اجلافة بلساهنا ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬قاىل القاىض طلقك مىن بس مش هعتقك‬
‫شعر " أأمين" ابلغضب الشديد وظل ينرر حوهل ‪ ..‬عىل الرمغ من أأنه ال يعرف أأصال شلك‬
‫"مصطفى" ‪ ..‬مث نرر اىل وادلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال اي مع "عبد امحليد" ا ألحسن منيش من هنا‬
‫أأحاطها الرجلني من الك اجلانبني و أكهنم يقومان حباميهتا ‪ ..‬وساروا معا حىت ركبوا ىف الس يارة وانطلقوا‬
‫عائدين اىل املزرعة‪.‬‬

‫اكن "معر" ينترر وصوهلم ىف لهفه ‪ ..‬مل يس تطع متابعهتم عىل الطريق بسبب ضعف الش بكة ‪ ..‬اكن‬
‫اتصال يصيب ‪ ..‬وعرشة ال تصيب ‪ ..‬لكنه عمل ىف املرة الوحيدة الىت متكن من التحدث فهيا مع‬
‫" أأمين" عىل الطريق أأن أأماهمم قرابة الساعة ونصف ‪ ..‬مل يس تطع الرتكزي ىف معهل ‪ ..‬بل مل يس تطع‬
‫اجللوس ىف مكتبه ‪ ..‬ذهب اىل الشجرة ‪ ..‬جشرتــه ‪ ..‬والىت أأصبحت ‪ ..‬جشرتـهــا ‪ ..‬اكن سعيدا أأهنا‬
‫اختذت من هذا املاكن عاملا خاصا هبا ‪ ..‬لمك اكن يمتىن أأن يشاركها حلرات االس متتاع بتكل الطبيعة‬
‫اخلالبه ‪ ..‬واجللوس معها عىل ذكل اجلذع ‪ ..‬وهو حييطها ابحدى ذراعيه ويضمها اىل صدره ‪ ..‬اكن‬
‫يعمل أأن عليه االنترار لتحقيق حلمه ‪ ..‬لكن ما أأصعب هذا االنترار ‪ ..‬مرت الساعة والنصف وهو‬
‫ىف هذا املاكن ‪ ..‬يتأأمل ما حوهل ‪ ..‬وينسج ىف خياهل أأحالما ورديه ‪ ..‬تشاركه "ايمسني" اايها ‪ ..‬نرر‬
‫اىل ساعته ‪ ..‬مث هنض وتوجه اىل البوابه ‪ ..‬أأراد أأن يس تقبلها ‪ ..‬ويراها ‪ ..‬ايه لمك اش تاق الهيا ‪ ..‬فارقته‬
‫منذ بضع ساعات فقء ‪ ..‬لكن تكل الساعات أأشعرته حبنني جارف الهيا ‪ ..‬تكل الساعات جعلته‬
‫يتأأكد أأنه لن يس تطيع العيش دوهنا ‪ ..‬و أكهنا أأحصب ىف حياته الهواء اذلى يتنفسه ويعيش عليه ‪..‬‬
‫خطفت قلبه برباءهتا ‪ ..‬وقيدهتا حبنانه ‪ ..‬و أأنس ته أأى امر أأة عرفها قبلها ‪ ..‬و أكنه ال يرى ىف الوجود‬
‫سواها ‪..‬‬
‫ر أأى عرب الس ياج س يارة " أأمين" تقرتب من البوابة ‪ ..‬خفق قلبه داخل صدره ‪ ..‬هنض الغفري وفتح‬
‫البوابة عرب مرسعهيا ‪ ..‬ابتسم " أأمين" اذلى ر أأى صديقه واقفا عىل بعد أأمتار من البوابة ‪ ..‬دخل‬
‫املزرعة وتوقف جبانب "معر" ‪ ..‬احنىن "معر" مستندا عىل ش باك الس يارة جبانب " أأمين" ‪ ..‬ونرر‬
‫اىل اخللف ‪ ..‬حيث جتلس "ايمسني" ‪ ..‬هاهل ما رأى ‪ ..‬اكن يبدو علهيا احلزن و االرضاب ‪ ..‬مل يتوقع‬
‫أأن يراها ىف تكل احلاهل ‪ ..‬اكنت ينترر بلهفه رؤية االبتسامه عىل شفتهيا ‪ ..‬قفز قلبه داخل صدره من‬
‫الامل و أكنه طعن خبنجر مسموم ‪ ..‬أأمن املعقول أأهنا حزينه عليه ‪ ..‬عىل طليقهــا ‪ ..‬أأندمت عىل طلهبا‬
‫الطالق ‪ ..‬هل شعرت ابحلنني اليه ‪ ..‬نرر الهيا عهل جيد اجاابت ألس ئلته ‪ ..‬نزلت من الس يارة‬
‫بصحبة وادلها ‪ ..‬توهجا اىل ماكن سكهنا ‪ ..‬أأوقف " أأمين" الس يارة جانبا مث وقف أأمام "معر" اذلى‬
‫أأخذ يتابع "ايمسني" بعينيه وىه تبتعد ‪..‬نرر "معر" اىل " أأمين" قائال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه مالها ‪ ..‬ىف ايه ؟‬
‫زفر " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬جوزها ‪ ..‬قصدى طليقها ‪ ..‬لكمها ىف احملمكة ‪ ..‬وهددها‬
‫اتسعت عينا "معر" وقال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه هددها ؟‬
‫قال " أأمين" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬قالها القاىض طلقك مىن بس مش هعتقك‬
‫نرر اليه "معر" حبده وصاح غاضبا ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت كنت فني اي " أأمين" أأما احليوان ده هددها ‪ ..‬انت ازاى تسمحهل يتلكم معاها أأصال‬
‫‪ -‬اهدى اي "معر" ‪ ..‬كنت أأان و مع "عبد امحليد" بنتلكم مع احملاىم ‪ ..‬وىه اكنت ماش يه وراان‬
‫وضع "معر" احدى يديه ىف وسطه وا ألخرى عىل مفه و أكنه يكمت براكن اثئر ‪ ..‬ونرر اىل حيث‬
‫اختفت "ايمسني" ‪ ..‬مث نرر اىل " أأمين" قائال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬لو أأربلها اتىن هقتهل‬
‫ربت " أأمين" عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اهدى ‪ ..‬هو مش هيقدر يوصلها هنا‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه ‪ ..‬و أأخذ يفكر ىف "ايمسني" وفامي تشعر به الن‬

‫******************‬

‫‪ -‬ده حقري أأوى‬


‫نطقت "رهيام" بتكل العبارة بعدما قصت علهيا "ايمسني" ىف غرفهتام ما حدث من هتديد "مصطفى"‬
‫لها ىف احملمكة ‪ ..‬نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأما التفت ولقيته ورااي كنت مهوت من الرعب ‪ ..‬أأان مش عايزه أأشوف البىن أدم ده مرة اتنية أأبدا‬
‫نررت لها "رهيام" ىف حنو قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش خالص معدتيش هتشوفيه اتىن ‪ ..‬ال هو وال أأههل ‪ ..‬هللا حيرقه هو و أأههل‬
‫‪ -‬أأمه ماتت عىل فكرة‬
‫‪ -‬وعرفىت منني ؟‬
‫‪ -‬هو الىل قاىل‬
‫أأشاحت "رهيام"بيدها قائهل‪:‬‬
‫‪ -‬يال خدت الرش وراحت‬
‫قالت "ايمسني" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يغفرلها ويرمحها ‪ ..‬ظلمتىن أأوى ‪ ..‬بس مسمحاها‬
‫نررت الهيا "رهيام" بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مسمحاها ايه اي بنىت ‪ ..‬دى تس تاهل يتولع فهيا ىه وابهنا‬
‫قالت لها "ايمسني" هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه دلوقىت بتتحاسب اي "رهيام" عىل لك اىل معلته ىف حياهتا ‪ ..‬أأان هساحمها ‪ ..‬عشان أأالىق الىل‬
‫يساحمىن ملا أأموت أأان كامن‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت طيبة أأوى اي "ايمسني" ‪ ..‬واحدة غريك اكنت دعت علهيا‬
‫‪ -‬ىه خالص معدتش تقدر تأأذيين دلوقىت ‪ ..‬مش هيفيدىن ادلعاء علهيا ىف حاجة‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يرمحها ىه وماما ولك أأموات املسلمني‬
‫‪ -‬اللهم أمني‬

‫**********************‬

‫التف ا ألصدقاء الثالثة حول طاوةل الطعام ىف أأحد املطامع ‪ ..‬لتناول طعام العشاء ‪ ..‬بدا "معر"‬
‫شاردا ‪ ..‬يعبث بطرف ملعقته ىف الطبق أأمامه ‪ ..‬تبادل " أأمين" و "كرم" النررات ‪ ..‬والابتسامات‬
‫اخلبيثه ‪ ..‬هتف " كرم" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬احلب هبدهل ‪ ..‬تررم تررم ‪ ..‬خالىن أأندهل ‪ ..‬تررم تررم‬
‫نرر اليه "معر" ىف غيظ قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو متلمتش هسيبكوا و أأمىش‬
‫قال "كرم" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان قولت حاجه ‪ ..‬واحد وبيغين‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬صدق الشاعر الىل قال ‪ :‬الهس بس هس حبيىب الزم حيس ‪ ...‬حبيىب عامل بيتخن واان عامل‬
‫اخس‬
‫مه "معر" ابالنرصاف جفذبه "كرم" قائال وهو ينرر اىل " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي " أأمين" كفايه ‪ ..‬عيب كده‬
‫مث نرر اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص حبه جد بأأه ‪ ..‬انوى عىل ايه ؟‬
‫زفر "معر" ىف ضيق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مضطر غصب عىن أأستىن ‪ 5‬شهور ‪ ..‬مش عارف أأصال هقدر هصرب الوقت ده لكه ازاى‬
‫سأأهل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ومني قاكل ان ايمسني عدهتا ‪ 5‬شهور ؟‬
‫نرر ايه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال ايه ؟‬
‫قال " أأمين" اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل بتطلق عن طريق اخللع عدهتا بتكون شهر واحد بس ‪ ..‬ىه دى الس نة‬
‫سأأهل "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي " أأمين" ؟‬
‫‪ -‬أأيوة جبد‬
‫قال "كرم" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬قشطة أأوى ‪ ..‬بسبب حسن السري والسلوك خفضنا املدة من ‪ 5‬شهور لشهر ‪ ..‬لف لفه وتعاىل‬
‫ميكن نعمكل أأواكزيون اتىن‬
‫ابتسم "معر" ورشع ىف تناول طعامه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كده الواحد ايلك بنفس‬
‫سعد كثريا عندما عمل أأن ما يفصهل عن "ايمسني" هو شهر واحد فقء‪.‬‬

‫*****************‬
‫ىف صباح اليوم التاىل خرجت "ايمسني" من غرفهتا ‪ ..‬وقبل اذلهب اىل معلها ‪ ..‬توهجت حيث‬
‫جشرهتا ‪ ..‬لكهنا اليوم تس تقبلها ابالبتسامه فهذا هو يوهما ا ألول بعد أأن حتررت من قيد "مصطفى" ‪..‬‬
‫القيد اذلى اكن أأن خينقها ‪ ..‬نررت اىل اخلرضة حولها ‪ ..‬وللعصافري عىل الشجر ‪ ..‬اكنت تشعر بأأن‬
‫تغريد العصافري خمتلف اليوم ‪ ..‬مل متسعهم يغردون بتكل السعادة من قبل ‪ ..‬شعرت بأأهنم يشاطروهنا‬
‫فرحهتا ‪ ..‬ويباركون لها حريهتا ‪ ..‬أأخريا أأصبحت حره مثلهم ‪ ..‬حىت الهواء اذلى تس تنشقه ‪ ..‬شعرت‬
‫بأأنه اليوم خمتلف ‪ ..‬فلك نفس حيمل مزجي جعيب من السعادة وا ألمل واالرتياح ‪ ..‬يرسى عرب رئتهيا‬
‫لينعش جسدها ‪ ..‬قامت وتوهجت اىل معلها ‪ ..‬و ألول مرة يراها دكتور "حسن" مقبهل عىل معلها‬
‫واالبتسامه تعلو شفتهيا ‪ ..‬اكن سعيدا لسعادهتا ‪ ..‬وان اكن ال يعرف سبب تكل السعادة ‪ ..‬أأثناء‬
‫اهنامكها ىف معلها ‪ ..‬اقرتب مهنا ‪ ..‬رفعت ر أأسها ‪ ..‬لتتالىق نرراهتام ىف مصت ‪ ..‬شعر بأأهنا اليوم أأمجل‬
‫من ذى قبل ‪ ..‬وهجها يشع نورا ‪ ..‬عينهيا مل تعد حتمل تكل العربات الىت هتدد دامئا ابالهنامر ‪ ..‬اختفت‬
‫نررات احلزن وا ألىس لتحل حملها نررات الفرح وا ألمل ‪ ..‬اكنت عيناه اليوم أأيضا خمتلفه ‪ ..‬أكهنا‬
‫تفصح عن رسا لطاملا أأخفته ‪ ..‬لكهنا خانته اليوم ‪ ..‬وابحت برسه ‪ ..‬عرب شفره صغريه ‪ ..‬اس تقبلت‬
‫عيناها تكل الشفره ‪ ..‬ومررهتا عىل قلهبا ‪ ..‬فرتمجها ‪ ..‬وتعالت خفقاته عندما فهم تكل الشفرة الىت‬
‫أأرسلهتا عيناه اىل عينهيا ‪ ..‬أأشاحت بوهجها ‪ ..‬فقلهبا الضعيف وصلت رسعة خفقاته ذلروهتا ‪ ..‬قال لها‬
‫بصوت حاىن ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري‬
‫ردت بصوت خافت حاولت الس يطرة عىل رجفته ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح النور‬
‫مث عادت لتمكل حفص احلاهل الىت أأماهما ‪ ..‬ظلت عيناه معلقه هبا ‪ ..‬و أكنه خيىش فرارها ‪ ..‬ابتسم قائال‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬مكنتش متوقع انك هتزنىل الشغل الهناردة ‪ ..‬لو تعبانه من سفر امبارح روىح اراتىح الهناردة‬
‫قالت وىه تس متر ىف أأداء معلها ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬أأان كويسه‬
‫أأومأأ بر أأسه وقال لها حبنان جارف ‪:‬‬
‫‪ -‬لو احتجىت حاجه عرفيين ‪ ..‬أأى حاجه‬
‫مل جتبه ‪ ..‬التفت وانرصف ‪ ..‬اتبعته بعينهيا ىف مصت ‪ ..‬وابتسامه صغريه تتكون ببءء عىل شفتهيا‬

‫توقفت عن العمل عندما حان موعد اسرتاحة الغداء ‪ ..‬توهجت اىل القاعة واالبتسامه تعلو شفتهيا ‪..‬‬
‫اكنت عىل الرمغ مهنا ال تس تطيع اخفاء فرحهتا ‪ ..‬اكنت وهجها دامئا يفضحها ‪ ..‬ال تس تطيع اخفاء ما‬
‫تشعر به بداخلها ‪ ..‬حزان اكن أأم فرحا ‪ ..‬أأهنت غداهئا ‪ ..‬ووقفت قليال مع بعض زميالهتا العامالت‬
‫ىف املزرعة ‪ ..‬اكنت "ايمسني" تهترب دامئا من حصبهتن ‪ ..‬أأو التحدث معهن ‪ ..‬فاكن قلهبا حيمل هام‬
‫يكتفها ‪ ..‬فال تس تطيع االندماج مع الخرين ‪ ..‬أأو التواصل معهن ‪ ..‬لكهنا اليوم اكلطري احلبيس اذلى‬
‫حصل أأخريا عىل حريته ‪ ..‬وقفت تتجاذب معهن أأطراف احلديث وتضحك ىف مرح ‪ ..‬وجفأأة اقرتبت‬
‫مهنا "هما" ‪ ..‬مل تلقى لها "ايمسني" ابال ‪ ..‬وقفت "هما" بني امجلع وصفقت بيدهيا لتجذب انتباههم قائهل‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬اسكت هووووس ‪ ..‬عندى ليكوا خرب حلو الهناردة‬
‫مث التفتت اىل "ايمسني" وقالت خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬وال حتيب تقوليلهم اخلرب بنفسك اي "ايمسني"‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خرب ايه اي "هما" ؟‬
‫قالت "هما" بعتاب مصطنع ‪:‬‬
‫‪ -‬اخص علييك ‪ ..‬طاملا فرحىت يبقى تفرحينا معاىك‬
‫جف حق "ايمسني" ونررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامهة قصدك ايه‬
‫نررت "هما" اىل الفتيات الالىت توقفن عن احلديث واتبعن ما حيدث ‪ ..‬قالت لهن ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬الهناردة عايزين لكنا نبارك لـ "ايمسني"‬
‫نررن اىل "ايمسني" وقالت احداهن ‪:‬‬
‫‪ -‬نبارلكها عىل ايه ؟‬
‫وقالت أأخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اختطبت ؟‬
‫قالت "هما" وىه تنرر اىل "ايمسني" بشامته ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬اطلقت‬
‫تعالت صيحات عدم التصديق ‪ ..‬نررت اىل بعضهن البعض ىف دهشة ‪ ..‬اكنت "ايمسني" تنرر اىل‬
‫"هما" ىف مجود ‪ ..‬لكن اخرتق أأذنهيا ردود فعل من حولها ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد‬
‫‪ -‬ايه ده ىه اكنت متجوزة أأصال‬
‫‪ -‬أأكيد بهتزرى‬
‫‪ -‬ايمسني أأصال مش متجوزة‬
‫قالت "هما" شارحه ىف اس متتاع ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" اكنت رافعة قضية خلع عىل زوهجا وكسبهتا امبارح‬
‫مث نررت ايل "ايمسني" قائهل خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬والبشمهندس "معر" اكن كرمي أأوى معاها وخباها من جوزها هنا ىف مزرعته حلد معاد اجللسه ‪..‬‬
‫اظاهر ان البشمهندس "معر" بيعزك أأوى اي "ايمسني"‬
‫مل تس تطع "ايمسني" حتمل تلميحاهتا فانرصفت ىف جعاهل ‪ ..‬اكنت تسري برسعة وىه ال ترى أأماهما ‪..‬‬
‫اكنت العربات تتجمع ىف عينيهنا ‪ ..‬قابلها "هاىن" حفاول يوقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتورة "ايمسني" ثواىن لو مسحىت‬
‫لكهنا مل تسمعه ‪ ..‬بل مل تراه ‪ ..‬صنعت العربات غشاوة عىل عينهيا فسارت تتبني طريقها بصعوبه ‪..‬‬
‫وصلت اىل جشرهتا ‪ ..‬أألقت بنفسها عىل جذعها اذلى فارقته منذ ساعات ‪ ..‬وضعت كفهيا عىل وهجها‬
‫وهجشت ىف باكء معيق ‪ ..‬ملاذا ال يرتكها الناس وحالها ‪ ..‬ملا ينغصون علهيا فرهحا ‪ ..‬ملاذا يس تكرث‬
‫بعض الناس أأن يرى غريه سعيدا ‪ ..‬ملاذا خيوض الناس ىف أأعراض بعضهم البعض وميزقوهنم بال هواده‬
‫‪ ..‬ملاذا ال يعمل الناس أأن اللكامت الىت خترج من أأفواههم مه حماس بون علهيا متاما أكعامهلم ‪ ..‬ملاذا ال‬
‫يدرك البعض أأن اللكمة قد تكون خنجرا ينغرس ىف قلب من أأمامه بال هواده ‪ ..‬أأو تكون بلسام‬
‫تطيب جرحه ىف حلرات ‪ ..‬اىل مىت ستشعر هبذا الرمل ‪ ..‬اىل مىت س ترل االبتسامه عزيزة علهيا ‪..‬‬
‫و أكهنا زائر ال حيل اال بعد غياب طويل ‪ ..‬حلرات مث يعود لريحل مرة أأخرى بقسوة ‪ ..‬أأخذت تردد‬
‫بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬اللهم اىن مغلوب فانترص ‪ ..‬اللهم اىن مغلوب فانترص‬
‫جفرت "هما" قنبلهتا مث أأخذت طعاهما وجلست عىل احدى الطاوالت تتجاذب أأطراف احلديث مع‬
‫"ش اميء" ‪ ..‬وجفأأة ر أأت دكتور "حسن" يقف جبانهبا ‪ ..‬فالتفتت تنرر اليه ىف مصت ‪ ..‬فقال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬املزرعة هنا للشغل وبس اي دكتورة "هما" ‪ ..‬مش ماكن للقيل والقال ‪ ..‬لو ضايقىت أأى زميةل لييك‬
‫مرة اتنية أأان هبلغ البشمهندس "معر" بنفيس‬
‫شعرت "هما" ابخلوف فقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مكنتش قصدى أأضايقها اي دكتور "حسن" أأان بس ‪....‬‬
‫قاطعها الرجل حبزم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مبحبش أأقطع عيش حد ‪ ..‬لو البشمهندس "معر" عرف الىل انىت معلتيه أأظن هيترصف معاىك‬
‫ترصف يزعكل ‪ ..‬مش عايز أأشوف منك غلطة مرة اتنية ‪ ..‬ال ىف حق دكتورة "ايمسني" وال ىف حق‬
‫أأى حد اتىن هنا ىف املزرعة ‪ ..‬مفهوم‬
‫أأومأأت بر أأسها ىف مصت ‪ ..‬غادر القاعة فالتفتت اىل "ِش اميء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ماهل ده ‪ ..‬يكنش اش تغل حماىم للست "ايمسني" و أأان معرفش‬
‫أأخذت تتناول طعاهما ىف حنق‬
‫اكن "معر" جيلس ىف مكتبه ‪ ..‬اكن تركزيه لكه موجه اىل تكل الفتاة الىت تبعد عنه بضع خطوات ‪..‬‬
‫شعر بأأنه يرغب ىف رؤيهتا مرة أأخرى ‪ ..‬هنض من مكتبه وتوجه اىل ماكن معلها ‪ ..‬مل جيدها ‪ ..‬فسأأل‬
‫"هاىن" اذلى اكن جيلس عىل أأحد الكرايس يطالع كتاب بيده ‪:‬‬
‫‪ -‬مشفتش ادلكتورة "ايمسني" اي "هاىن" ؟‬
‫قال "هاىن" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأديين أعد مس تنهيا ‪ ..‬شوفهتا من شوية ماش يه وواخده ىف وشها اندتلها معربتنيش‬
‫قال "معر" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬مشيت منني ؟‬
‫أأشار هل "هاىن" اىل االجتاه اذلى ر أأى "ايمسني" تسري فيه ‪ ..‬ذهب "معر" ىف اثرها ‪ ..‬ظن أأهنا‬
‫ذهبت اىل جشرته ‪ ..‬اقرتب من الشجرة فسمع صوت شهقات صغريه ‪ ..‬التف حول الشجرة ليجد‬
‫"ايمسني" جالسه عىل اجلذع ختفى وهجها بكفهيا ‪ ..‬وتبىك ‪ ..‬هتف ىف لوعه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ىف ايه ؟‬
‫رفعت ر أأسها لرتاه أأماهما ‪ ..‬مسحت عرباهتا املتساقطه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش حاجه‬
‫تفرس فهيا وسأألها مرة أأخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬قوليىل ايه الىل حصل‬
‫ردت حبده دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل مفيش‬
‫احتار "معر" ىف تفسري سبب باكهئا ‪ ..‬خطر بباهل خاطر تأأمل هل قلبه ‪ ..‬هل من املعقول أأهنا تبىك‬
‫لفراق زوهجا ‪ ..‬أأمازالت حتبه ‪ ..‬أأتبكيه ‪ ..‬أأم تبىك حهبا هل ‪ ..‬أأم تبىك صدمهتا فيه ‪ ..‬أأم تبىك بعدها‬
‫عنه ‪ ..‬مل يتحمل حريته ‪ ..‬سأألها بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬كنىت بتحبيه ؟‬
‫رفعت عينهيا اليه ىف دهشة ‪ ..‬من يقصد ‪ ..‬أأيقصد "مصطفى" ‪ ..‬كيف يسأألها عن أأمر خاص كهذا ‪..‬‬
‫ردت ىف حزم قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت اتفضل امىش‬
‫قال "معر" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬طب رحييىن بس‬
‫هنضت قائهل بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مهىش أأان‬
‫مث تركته خلفها وانرصفت ‪ ..‬اكنت الغريه تعصف بكيانه ‪ ..‬أأتفكر فيه ؟ ‪ ..‬أأتش تاق اليه؟ ‪ ..‬هل من‬
‫املمكن أأن تساحمه يوما؟ ‪ ..‬هل من املمكن أأن ترغب ىف العودة اليه يوما ؟ ‪ ..‬ملاذا ترفض التحدث‬
‫اليه ‪ ..‬ملاذا ال ختربه مبا ىف قلهبا وعقلها ليسرتحي قلبه ‪ ..‬عاد اىل مكتبه والغضب عىل حمياه ‪ ..‬وجد‬
‫"كرم" ينترر ابدلاخل ‪ ..‬نرر اليه "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ايه اي "معر" ؟‬
‫أأزاح "معر" كريس املكتب وجلس عليه ىف عصبيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفت "ايمسني" بتعيء من شويه سأألهتا ماكل مرضتش ترحيىن ‪.‬‬
‫نرر اىل "كرم" قائال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارف حىت أأتلكم جمرد الكم عادى مع البنت الىل حبهبا ‪ ..‬مش مدايىن أأى فرصة أأقرب مهنا‬
‫قال هل "كرم" ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ىه لسه مطلقة امبارح ‪ ..‬وكامن هتديد طليقها لهيا ‪ ..‬يعين أأكيد مشاعرها متضاربه‬
‫نرر اليه "معر" قائال برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان عايز أأكون مجهبا ‪ ..‬و أأخدها ىف حضىن ‪ ..‬أأقولها متخفيش من حد اان مجبك ‪ ..‬عايز أأتأأكد ان‬
‫احليوان ده ملوش أأى ماكن دلوقىت ىف قبلها ‪ ..‬واهنا نسيته متاما‬
‫مصت "معر" قليال مث هب واقفا وهو يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان راحي حاال أأطلهبا من أأبوها‬
‫اعرتض "كرم" طريقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابىن اهدى شوية ‪ ..‬دى لسه مطلقة‬
‫قال "معر" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬هتجنن اي "كرم" دى مش راضية حىت تتلكم معااي ‪ ..‬عايز أأثبتلها اىن مش بلعب واىن عايزها جبد ‪..‬‬
‫أأان حلد دلوقىت ماقولهتاش اىن حبهبا ‪ ..‬مهوت و أأقولهالها اي "كرم" ‪ ..‬بس خايف أأقولها تضايق مىن‬
‫وتفتكرىن بلعب بهيا ‪ ..‬عايز أأتقدملها دلوقىت ‪ ..‬عشان ملا أأقولهالها تعرف اىن حبهبا جبد وعايزها جبد‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابىن و أأهكل ‪ ..‬انىت انس هيم‬
‫سأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬وماهلم أأهىل ؟‬
‫‪ -‬مش الزم يعرفوا تفاصيل املوضوع ده ‪ ..‬دول ميعرفوش ان ىف موضوع أأصال‬
‫فكر "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬معاك حق الزم أأس تغل الشهر ده حلد ما عدهتا ختلص ‪ ..‬أأان هلكم ماما واباب و أأعرفهم اىن عايز‬
‫أأخطب ‪ ..‬و أأخلهيم ييجوا هنا ويتعرفوا علهيا ‪ ..‬أأهو عىل ا ألقل بعد ما الشهر خيلص تكون ىه قربت‬
‫من ماما وماما قربت مهنا وبقى بيهنم عالقة كويسة‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬متام كده ‪ ..‬مش تقوىل أأطلهبا من أأبوها ىف العده‬
‫قال "معر" ابرصار ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كدة كدة هلكم أأبوها ‪ ..‬مش هستىن ملا الشهر خيلص ‪ ..‬عايزها تعرف من دلوقىت اىن عايزها ‪..‬‬
‫وكامن عشان أأقدر أأ أأقدهما ألهىل ويتعرفوا علهيا‬
‫‪ -‬خالص متام كده ‪ ..‬رتب انت موضوع أأهكل ده‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هلكمهم الهناردة ان شاء هللا‬
‫هاتف "معر" أأههل ىف املساء ‪ ..‬مل يتحدث عن أأى تفاصيل ‪ ..‬فقء قال ألمه بأأنه وجد فتاة أأحالمه‬
‫الىت يمتىن الارتباط هبا ‪ ..‬ويريدها أأن تلتقى مع عائلته ويعرفهم علهيا ‪ ..‬اكنت وادلته سعيدة للغاية ‪..‬‬
‫فلطاملا انتررت اليوم اذلى يدق فيه قلب ابهنا مرة أأخرى ‪ ..‬اتفقا عىل القدوم بعد ثالثة أأايم ‪ ..‬لن‬
‫حيرض ا ألبوان فقء ‪ ..‬بل معته "ثراي" أأيضا ‪ ..‬اهنىى املاكمله وهو يشعر ابلسعادة ىف قلبه ‪ ..‬فها هو‬
‫يقرتب من حلمه شيئا فشيئا ‪" ..‬يــامســـيــن"‬
‫اندى اخلادمة وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزك تنضفى البيت وا ألوض لكها كويس جدا الن أأهىل جايني املزرعة وهيعدوا اكم يوم‬

‫*******************‬
‫اقرتب "معر" من "عبد امحليد" اجلالس داخل اخملزن يدقق ىف ادلفاتر الىت أأمامه ‪ ..‬ابتسم "معر"‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬راب يديك الصحة‬
‫هب "عبد امحليد" واقفا والتف حول املكتب وسمل عىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي صباح النور اي بشمهندس اتفضل‬
‫جلسا االثنان أأمام بعضها البعض ‪ ..‬مصت "معر" قليال و أكن يس تجمع أأفاكره مث نرر اىل "عبد‬
‫امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت عايز أأتلكم مع حرضتك ىف موضوع ‪ ..‬موضوع خيص ادلكتورة "ايمسني"‬
‫قال "عبدامحليد" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬مالها "ايمسني" بنىت‬
‫طمأأنه "معر" ابشاره من يده قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش مفيش حاجه وحشه ‪ ..‬أأان بس كنت عايز أألكمك ىف موضوع ‪ ..‬أأان عارف انه مش وقته ‪..‬‬
‫بس عىل ا ألقل يبقى ىف ربء الكم بينا‬
‫قال "عبد امحليد " بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي بشمهندس قلقتىن‬
‫تنحنح "معر" ونرر اليه ببعض احلرج قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عارف ان الوقت ممكن ميكنش مناسب ‪ ..‬بس ‪ ..‬أأان عايز أأطلب منك ايد ادلكتورة "ايمسني"‬
‫هبت "عبد امحليد" وفتح مفه ىف دهشة ‪ ..‬مصت لفرتة وهو حياول استيعاب ما يسمع ‪ ..‬مث ردد قائال‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬عايز تتجوز "ايمسني" بنىت ؟‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يرشفىن اىن أأطلب ايدها منك اي مع "عبد امحليد"‬
‫اكن "عبد امحليد" مازال واقعا حتت تأأثري املفاجأأة ‪ ..‬فتحدث "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما قولت حلرضتك ‪ ..‬أأان عارف ان الوقت مش مناسب ‪ ..‬بس أأان حابب اىن أأعرفك و أأعرفها‬
‫برغبىت دى من دلوقىت ‪ ..‬وكامن أأهىل جايني بعد اكم يوم وحابب ان ا ألرستني يتعرفوا عىل بعض ‪..‬‬
‫حلد ما يبقى الوقت مناسب اننا نعمل خطوبة‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعد اذنك أأان عايز خطوبة وكتب كتاب مع بعض ‪ ..‬والفرح هيكون بعدمه بوقت قصري‬
‫حتدث "عبد امحليد" أأخريا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا اي بشمهندس أأان اتفاجئت بطلبك ‪ ..‬و أأان عن نفيس مش هالىق أأحسن منك عريس لبنىت ‪..‬‬
‫بس أأان الزم أأخد ر أأهيا ا ألول‬
‫قال "معر" برسعه ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬لكمها و أأان منترر منك الرد ان شاء هللا‬
‫ابتسم "عبد امحليد" قائال ىف حبور ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل فيه اخلري يقدمه ربنا‬
‫اس تأأذن "معر" مث انرصف ‪ ..‬وجدت العربات طريقها اىل عني "عبد امحليد" ورفع ر أأسه ومتمت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمحدك و أأشكر فضكل ايرب‬
‫**********************‬

‫يتبع‬

‫‪ -‬أأصال من ساعة ما دخلت املزرعة وىه مش طايقاىن‬


‫هتفت "ايمسني" هبذه العبارة وىه جالسه مع "سامح" ىف بيهتا ‪ ..‬قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه مش طايقاىك‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه كده من الباب للطاق‬
‫مث اس تطردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬من البداية وىه فاكرة ان ىف حاجه بيىن وبني البشمهندس "معر"‬
‫نررت الهيا "سامح" خببث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو ىف حاجه بينك وبينه ؟‬
‫هتفت "ايمسني" بغضب ‪:‬‬
‫‪"-‬سامح"‬
‫‪ -‬خالص خالص كنت هبزر‬
‫زفت "سامح" مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص سيبك مهنا ‪ ..‬ولو معلتكل حاجه اتىن قوىل لـ "معر"‬
‫هتفت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأقوهل ايه ‪ ...‬أأقوهل ىف واحدة من الىل بيش تغلوا عندك فاكرة ان ىف حاجه بيىن وبينك !‬
‫متمتت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬معاىك حق مينفعش تقوليهل كده‬
‫مث نررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال هتعمىل ايه‬
‫قالت "ايمسني" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هسمحلها تتلكم عىن اتىن ‪ ..‬وهوقفها عند حدها ‪ ..‬مش عشان طيبة يبقى أخد عىل أأفااي ‪..‬‬
‫أل بعد كدة هاخد حقى ابيدي‬
‫قالت "سامح" مبرح‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش اي مع اجلامد‬
‫مسعا صوت مفتاح ىف الباب ‪ ..‬فقالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده ‪ ..‬زوجك ؟‬
‫هنضت "سامح" واس تقبلت زوهجا عىل الباب و أأخربته أأن "ايمسني" بصحبهتا توجه اىل غرفهتام ‪..‬‬
‫عادت "سامح" لتجد "ايمسني" تهنض قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مهىش أأان بقه اي "سامح"‬
‫قالت "سامح" بأأسف ‪:‬‬
‫‪ -‬لك مرة بيتأأخر ىف الشغل ‪ ..‬الهناردة اليوم الوحيد اىل جه بدرى عن معاده‬
‫قبلهتا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش جهيكل وقت اتىن‬
‫أأوصلهتا اىل الباب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬املهم متحطيش املوضوع ىف دماغك وختىل البتاعه دى تعكنن علييك‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل خالص ‪ ..‬ىه حس يب هللا ونعم الوكيل فهيا وخالص‬
‫انرصفت "ايمسني" ودخلت "سامح" اىل زوهجا اذلى قبلها وعانقها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش تيىن‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت وحشتىن أأكرت ‪ ..‬مش كنت تقوىل انك جاى بدرى‬
‫‪ -‬املوابيل فصل حشن معرفتش أألكمك‬
‫قبلته عىل وجنته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طب اي حبيىب ثواىن و أأحرض السفرة‬
‫‪ -‬تبعها اىل املطبخ قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش و أأان هساعدك‬
‫حضكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الهنا الىل أأان فيه ده‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أه بس متخديش عىل كده‬
‫أأخذا يعدان السفرة معا ‪ ..‬وعندما جلسا قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" عامةل ايه دلوقىت‬
‫‪ -‬كويسة امحلد هلل ‪ ..‬مبسوطه اهنا خلصت من الىل اكن زوهجا‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬قوليىل اي "سامح" هو مفيش حاجه كده وال كده ؟‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬كده وال كده ازاى يعين ؟‬
‫قال خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ا ألعدة احلرميي الىل اكنت بره من شوية دى ‪ ..‬متقالش فهيا حاجه متعلقه ابن ىف حد مثال ىه‬
‫معجبه بيه‬
‫قالت "سامح"خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬أل برصاحه ماقالتليش حاجه زى كده ‪ ..‬بس أأان حابه أأسأأكل هو ىف حد معجب بهيا ؟‬
‫قال خببث وىه يعاود تناول طعامه ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا أأعمل‬
‫تركت امللعقة من يدها ونررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" بطل غالسه بأأه لو تعرف حاجه قولهاىل‬
‫ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اعرف ايه ‪ ..‬لكى اي بنىت لكى‬
‫‪ -‬مش والكه ‪ ..‬ىف حاجه انت خمبهيا ‪ ..‬رحيىن وقولهاىل‬
‫‪ -‬هكون خميب ايه يعين‬
‫‪ -‬ليه سأألتىن عن ان "ايمسني" معجبه حبد‬
‫‪ -‬عادى يعىن‬
‫صاحت بغضب طفوىل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش عادى ‪ ..‬رحيىن بأأه‬
‫حضك بشدة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي س تري الس تات دول علهيم فضول يودى ىف داهية‬
‫أأمسكت سكينة الطعام ورفعهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قر واعرتف أأحس نكل‬
‫مصت قليال مث قال جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب هقوكل مجةل بس متسأألينيش عن أأى تفاصيل اتفقنا‬
‫قالت جبديه مماثهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا‬
‫أأخذ رشفة من كوب املاء املوضوع عىل جانبه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬احامتل يبقى ىف خطوبة قريب‬
‫كمتت انفعالهتا ‪ ..‬ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪-‬هسأأكل سؤال واحد بس‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬قولنا بدون أأس ئهل‬
‫صاحب بصوت طفوىل ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان خاطرى اي " أأمين" ‪ ..‬عشان خطرى ‪ ..‬سؤال واحد بس‬
‫‪ -‬قوىل اي س ىت‬
‫نررت اليه بلهفه قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" حص ؟‬
‫هتف " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي سالم ‪ ..‬كدة بأأه يبقى ايه التفاصيل الىل أأان خمبهيا ‪ ..‬انىت بتس تعبطى اي "سامح"‬
‫صفقت بيدهيا وهتفت ىف مرح قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يبقى "معر"‬
‫نرر الهيا " أأمين" بغيظ قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان غلطان اىن فتحت بقى أأصال‬
‫حضكت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مفيش حاجه تس تخىب عليا اي حبيىب‬
‫قال لها " أأمين" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬اوعى تقوليلها حاجه ‪ ..‬سييب "معر" هو الىل يقولها بنفسه ابلطريقة الىل هو شايفها‬
‫اتسعت ابتسامهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفش هسيهبا تتفاجئ ‪ ..‬وأأكيد هتبقى أأحىل مفاجأأة‬

‫*************************‬
‫دخلت "رهيام" مكتب "كرم" لتقدم هل أأحد الفاكسات الىت وصلته قبل قليل ‪ ..‬تطلع اىل الفاكس‬
‫ومهت ابالنرصاف ‪ ..‬لكنه اس توقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حلرة اي أنسه "رهيام" لو مسحىت‬
‫وقفت "رهيام" ‪ ..‬فوقف ولف حول املكتب و أأصبح ىف مواهجهتا ‪..‬بدا مرتددا قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز أأسأأكل عن حاجه خشصية شوية‬
‫قالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأسفه مش بتلكم ىف أأمورى الشخصية مع حد‬
‫مث مهت ابالنرصاف لكنه اس توقفها مرة أأخرى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن بس ‪ ..‬مش خاصة بييك انىت ‪ ..‬خاصة بأأختك‬
‫قالت لها بدهشه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫سأألته ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬مالها "ايمسني"‬
‫جلس عىل املكتب ‪ ..‬ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين كنت عايز أأعرف ‪ ..‬يعين ىف حياهتا حد ؟‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حياهتا حد ازاى يعين‬
‫‪-‬يعين معجبه حبد‬
‫صاحت حبدة ‪:‬‬
‫‪ -‬دى لسه مطلقه ممكلتش يومني‬
‫زفر "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب هلكمك بطريقة مبارشة ‪ ..‬ىه لسه حسه حباجه انحية جوزها‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا‬
‫متمت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ممممممم كويس ‪ ..‬طيب ‪ ..‬يعين ايه ر أأهيا ىف الشغل مع "معر" ‪ ..‬يعين وىف خشصية "معر" ‪..‬‬
‫بتلكمك عنه ؟‬
‫فهمت بفطنهتا ما يريد قوهل فأأرسعت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل اطالقا ‪ ..‬مبتجبش سريته خالص ‪ ..‬وكامن شلكها بتستتقل دمه‬
‫هتف "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ؟ ‪ ..‬بتستتقل دمه ؟‬
‫قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬وبعد اذنك عندى شغل كتري وحرضتك معطلىن‬
‫قالت ذكل مث التفتت لتنرصف ‪ ..‬أأخذ يتابعها بنرراته وهو يرضب كفا بكف‬

‫*************************‬
‫دخلت "رهيام" الغرفة لتجد "ايمسني" جالسه عىل فراشها تقر أأ احدى الرواايت ‪ ..‬جلست جبوارها‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخبار امجليل ايه ؟‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل‬
‫قالت "رهيام" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه البشمهندس "كرم" سأألىن الهناردة عن مني ؟‬
‫‪ -‬عن مني ؟‬
‫‪ -‬عنك‬
‫قالت "ايمسني" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬سأأل عىل حاجه ىف الشغل‬
‫ابتسمت "رهيام" خببث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل سأأل عىل حاجه ىف قلبك‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم‬
‫حضكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أه وهللا ‪ ..‬فضل يسأألىن ىه معجبه حبد ‪ ..‬ىف حد ىف حياهتا ‪ ..‬برصاحة أأول ما قاىل كده قليب وقع‬
‫ىف رجىل افتكرته يقصد نفسه‬
‫رفعت "ايمسني" احدى حاجبهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وقلبك يقع ىف رجكل ليه بأأه ان شاء هللا‬
‫قالت "رهيام" بتأأفف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوووف اي س ىت سيبك مىن أأان دلوقىت ‪ ..‬خلينا فييك ‪ ..‬عارفه سأألىن قاىل ايه ‪ ..‬سأألىن ر أأيك ايه‬
‫ىف البشمهندس "معر" وبتقوىل عنه ايه‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬سأأكل كده وش‬
‫حصكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أه وهللا ‪ ..‬و أأان اليل كنت فاكراه خبيث وحويء ‪ ..‬طلع عىل نياته ‪ ..‬أل فاكرىن هفنت علييك‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأصال مبجبش سريته‬
‫‪ -‬حىت لو كنىت بتجييب سريته أأكيد مكنتش هقوهل‬
‫رشدت "ايمسني" قليال ثن قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬الكمه غريب أأوى‬
‫‪ -‬أأان كامن اس تغربت الكمه ‪ ..‬بس قليب حاسس كده ان ‪...............‬‬
‫قاطع "رهيام" صوت طرقات عىل الباب ‪ ..‬فتحت لوادلها ‪ ..‬قامت "ايمسني" واس تقبلته مبتسمه ‪..‬‬
‫ابدلها وادلها الابتسام قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" اي بنىت ىف حاجه عايز أأقولهاكل‬
‫‪ -‬اتفضل اي اباب‬
‫اكنت "رهيام" تنقل نررها بيهنام هام االثنان ‪ ..‬قال "عبد امحليد" وابتسامته تتسع عىل شفتيه ‪:‬‬
‫‪ -‬جاكل عريس الهناردة‬
‫نررت اليه "ايمسني" و "رهيام" ىف دهشة ‪ ..‬وهتفت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عريس ‪ ..‬مني هو‬
‫نرر "عبد امحليد" اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس "معر"‬
‫شهقت "رهيام" من الفرحه ‪ ..‬أأما "ايمسني" شعرت بأأن قلهبا قفز من صدرها من قوة دقاته ‪..‬‬
‫تصاعدت محرة اخلجل اىل وجنتهيا ‪ ..‬والابتسامه تعلو شفتهيا ‪ ..‬حاولت مداراهتا ‪ ..‬لكهنا أأبت الا‬
‫و أأن ترهر واحضة للعيان ‪ ..‬أأمكل ا ألب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو قاىل انه عارف ان التوقيت مش مناسب ‪ ..‬بس هو عايز موافقة مبدئيه ‪ ..‬عشان كامن أأههل‬
‫جايني بعد اكم يوم ‪ ..‬حابب يكون ىف تعارف بينا وبيهنم‬
‫اكنت تشعر بأأهنا داخل حمل ذليذ ودت أأال تستيقظ منه أأبدا ‪" ..‬معر" طلهبا هــى للزواج ‪" ..‬معر"‬
‫يرغب ىف الزواج مهنا ‪" ..‬معر" يريدها هــى ‪ ..‬أأخذت تردد تكل اللكامت ىف عقلها وحتاول استيعاهبا‬
‫‪ ..‬نرر "عبد امحليد" الهيا ىف حنان وقد شعر مبوافقهتا عىل الفور ‪ ..‬قال لها ىف حنو ‪:‬‬
‫‪ -‬ها اي "ايمسني" أأقول للراجل ايه ؟‬
‫أأسكهتا اخلجل فمل جتب ‪ ..‬قالت "رهيام" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬قوهل هتفكر اي اباب ‪ ..‬ىه أأكيد حمتاجه وقت تفكر فيه ‪ ..‬ما هو مش سلق بيض يعين ‪ ..‬ده جواز‬
‫قال "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪-‬خالص هبلغه الالكم ده‬
‫مث التفت اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت اي بنىت اس تخريي ربنا ‪ ..‬وملا توصىل لقرار عرفيين ‪..‬‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها ىف جخل ‪ ..‬خرجه وادلها ‪ ..‬أأغلقت "رهيام" الباب وقفزت لتعانق أأخهتا قائهل‬
‫ىف فرح ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا اكن قليب حاسس‬
‫تركهتا "ايمسني" وجلست عىل الرسير فمل تعد قدماها حتمالهنا ‪ ..‬جلست "رهيام" جبوارها قائهل مبرح‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬انطقى اي بنىت قوىل حاجه‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مصدومة اي "رهيام" ‪ ..‬متوقعتش أأبدا انه ‪ ..‬يعين أأان فني وهو فني ‪ ..‬متخيلتش أأبدا ان ده ممكن‬
‫حيصل‬
‫مث نررت اىل "رهيام" قائهل بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت مسعىت الىل أأان مسعته حص ‪ ..‬يعين اباب قال ان البشمهندس "معر" طلب ايدي‬
‫حضكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يساحمك اي "معر" هبلت البت ‪ ..‬دى اكنت زى الفل ‪ ..‬ايعيين علييك ايخىت‬
‫قالت "ايمسني" بعدم تصديق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حسه اىن حبمل اي "رهيام" ‪ ..‬حسه قليب هيقف ‪ ..‬مش قادرة أأصدق ‪ ..‬طيب امشعىن أأان ‪..‬‬
‫يعين أأدامه بنات كتري و أأان ‪...........‬‬
‫قطعت الكهما ‪ ..‬نررت "رهيام" الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ىف ايه ؟‬
‫قالت لها "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ‪ ...‬هو "معر" يعرف اىن ىف حمك الىل مكتوب كتاهبا ؟‬
‫‪ -‬معرفش ‪ ..‬ايه ده ‪ ..‬بس هيعرف منني‬
‫قالت "ايمسني" وىه تفكر بعمق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد "سامح" قالت لـ " أأمين" ‪ ..‬و" أأمين" قاهل‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهو مش معقول يكون اتقدمىل وهو فاكر اىن اجتوزت جبد‬
‫أأخرجت هاتفها ىف حقيبهتا املوضوعه عىل مقبض الرسير خلفها ‪ ..‬مث اتصلت بـ "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك ازيك اي "سامح"‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬متام امحلدهلل ازيك انىت اي "مسسم"‬
‫قالت "ايمسني" بلهفه ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" انىت قولىت لـ " أأمين" حاجه عن عالقىت بـ "مصطفى"‬
‫‪ -‬مش فامهة ‪ ..‬ازاى يعين‬
‫‪ -‬يعين قولتيهل ان حمصلش حاجه بينا‬
‫‪ -‬ممممم أل ما قولتلوش حاجه زى كده ‪ ..‬امشعىن‬
‫قالت "ايمسني" خبفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬هبقى أأحكيكل ‪ ..‬بس ما جتبيش سرية املوضوع ده خالص ‪ ..‬اتفقنا‬
‫‪ -‬ماىش اتفقنا ‪ ..‬بس الزم أأفهم ‪ ..‬هو انزل كامن شوية ‪ ..‬خيرج وأألكمك‬
‫‪ -‬مايش ‪ ..‬مع السالمة‬
‫‪ -‬مع السالمة‬
‫نررت اىل أأخهتا بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بتقول ما قالتلوش ‪ ..‬أأمال هو عرف منني ؟‬
‫قالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد معرفش‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعىن ‪ ..‬استىن أأكيد عرف من احملاىم‬
‫هتفت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مس تحيل طبعا دى أأرسار اي بنىت مس تحيل حماىم خياطر بسمعته ويتلكم ىف حاجه خشصيه ختص‬
‫القضية مع مولك عنده‬
‫‪ -‬بس ده مش أأى مولك ‪ ..‬ده صاحب الرشكة الىل بيش تغل فهيا‬
‫‪ -‬برده مس تحيل‬
‫اتصلت "ايمسني" ابحملاىم ‪ ..‬ر أأت "رهيام" االمس فهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت جمنونه ‪ ..‬هتقوىل للراجل ايه‬
‫قالت "ايمسني" ابرصار ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم أأتأأكد‬
‫أأاتها صوت أأس تاذ "شوىق" عرب الهاتف ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫‪ -‬السالم عليمك اي أأس تاذ "شوىق"‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬أأهال اي دكتورة "ايمسني"‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك‬
‫قالت "ايمسني" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت عايزة أأسأأل حرضتك سؤال‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫‪ -‬ىف حد لكمك سأأكل عن تفاصيل القضية ‪ ..‬أأو حرضتك رشحت التفاصيل حلد‬
‫‪ -‬حد زى مني‬
‫‪ -‬البشمهندس "معر"‬
‫قال الرجل بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا ‪ ..‬ومال "معر" ومال قضيتك‬
‫سأألته ابرصار ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين حرضتك متلكمتش معاه ىف أأى تفاصيل‬
‫‪ -‬اطالقا ‪ ..‬أأان مبتلكمش ىف تفاصيل أأى قضية الا مع صاحهبا ‪ ..‬وكامن "معر" عارف عىن كده‬
‫كويس ‪ ..‬مفس تحيل يوهجىل سؤال زى ده‬
‫شكرته "ايمسني" حبرج قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكره أأوى ‪ ..‬ومعلش أأسفه ازجعتك‬
‫‪ -‬ال ابدا مفيش حاجه اي دكتورة ‪ ..‬مع السالمه‬
‫‪ -‬مع السالمه‬
‫نررت اىل أأخهتا بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬احملاىم ماقالوش‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايااه ‪ ..‬ده شلكه بيحبك أأوى اي "ايمسني" ‪ ..‬لك ده وفاكرك كنىت متجوزه جبد‬
‫ابتسمت "ايمسني" ورقص قلهبا داخل صدرها عىل أأنغام تنفسها ‪ ..‬وقضت ليلهتا ال يوجد ىف عقلها‬
‫اال صورة واحده ‪" ...‬معر" ‪ ..‬أأمغضت عينهيا وعانقت وسادهتا والابتسامه عىل شفتهيا ومتنت أأن‬
‫تراه ىف أأحالهما تكل الليةل ‪...‬‬

‫*************************‬
‫اس تقبل "معر" أأرسته الىت وصلت اىل املزرعة ىف صباح اليوم التاىل ‪ ..‬اكن لقاءا مؤثرا بعد طول‬
‫غياب ‪ ..‬قالت "كرميه" وادلته وىه جتلس جبواره عىل ا ألريكة ‪:‬‬
‫‪-‬اخص عليك اي "معر" لك دى غيبه ‪ ..‬مفكرتش تزنل القاهرة طول الفرتة دى ‪ ..‬ايه موحش تكش‬
‫ابتسم "معر" وقبل ر أأسها ويدها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا وحش تيين اي ست اللك ‪ ..‬وعارف اىن قرصت ىف حقك أأوى الفرتة الىل فاتت ‪ ..‬ومش‬
‫هقول أأى اعذار وراىض بأأى عقاب‬
‫ابتسمت وعانقته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوه ما انت عارف اىن قليب حنني وبتعرف تضحك عليا بلكمتني‬
‫التفت اليه وادله قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قوىل اي حبيىب أأخبارك ايه و أأخبار املزرعة ايه‬
‫ابتسم هل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لكه متام اي اباب متقلقش‬
‫‪ -‬مش قلقان اي ابىن ‪ ..‬أأان عارف اىن خملف راجل‬
‫بعد دقائق وصلت س يارة معته "ثراي" يقودها السائق اخلاص هبا ‪ ..‬فتح لها الباب ‪ ..‬نزلت من‬
‫الس يارة خفرج "معر" الس تقبالها ‪ ..‬عانقها وقبلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي معتو ‪ ..‬محدهللا عىل السالمة‬
‫قالت بعتاب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا افتكرت ان ليك معه وليك أأهل تسأأل عهنم ‪..‬‬
‫‪ -‬اي معتو دى لسه ماما مدايىن دش من شويه‬
‫‪ -‬تس تاهل كده منشفكش طول الفرتة دى‬
‫‪ -‬ما أأان كنت بطمن عليكوا ابلتليفون‬
‫‪ -‬تليفون ايه ‪ ..‬وانت فني ‪ ..‬ما تشغل انس عندك ميشوكل املزرعة وانت اعد معزز مكرم ىف القاهرة‬
‫غري "معر" جمرى احلديث اذلى ضايقه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل اي معتو ‪ ..‬ماما واباب وصلوا ومنتررين حرضتك جوه‬
‫دخلت مدام "ثراي" ‪ ..‬صعد امجليع اىل غرفهم لرياتحوا قليال من عناء السفر ‪ ..‬ىف موعد الغداء التف‬
‫امجليع عىل طاوةل الطعام ‪ ..‬وحرض أأيضا "كرم" اذلى يعد فردا من العائةل ‪ ..‬اس تقبلهم ابلرحتاب‬
‫ورشع امجليع ىف تناول الطعام‬
‫قالت مدام "ثراي" الىت اكنت ىف مواهجه وادل "معر" عىل ر أأس الطاوهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قوىل اي "معر" مني البنت الىل عايز ختطهبا‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اي معتو خنلص أألك وأألكمكوا عهنا‬
‫قالت أأمه الىت اكنت جتلس ىف املقعد املواجه هل ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا بنعرف نسمع كويس واحنا بنتلكم ‪ ..‬ها قوىل ده أأان طايره من الفرح من ساعة ما قولتىل ‪..‬‬
‫أأخريا قررت تتجوز وترحي قليب‬
‫ابتسم "معر" قائال ألمه ‪:‬‬
‫‪ -‬مكنتش أأعرف ان عدم جوازى اتعبك كده‬
‫قالت هل أأمه بعتاب ‪:‬‬
‫‪ -‬انت بهترج ‪ ..‬أأان قليب مش هيدوق طعم الفرح الا ملا أأشوفك انت وعروس تك ىف الكوشة ‪..‬‬
‫و أأش يل أأحفادى ىف حضىن ‪ ..‬وانت وال عىل ابكل وحرمىن من الفرحه دى‬
‫‪ -‬اديين أأهو اي ست اللك ‪ ..‬هتجوز ‪ ..‬وقريب أأوى هتش ييل أأحفادك كامن ان شاء هللا‬
‫سأألته أأمه مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬امسها ايه ؟‬
‫ابدلها الابتسام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امسها "ايمسني"‬
‫قالت أأمه ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا ‪ ..‬امسها حلو أأوى‬
‫نررت مدام "ثراي" اىل "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ها اي "معر" ‪ ..‬ما قولتليش مني عيلهتا ‪ ..‬حد نعرفه ؟‬
‫تنحنح "معر" مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش بنت حد نعرفه اي معتو ‪ ..‬ابابها راجل عىل املعاش اكن بيش تغل ىف وظيفه حكومية ‪..‬‬
‫ووادلهتا متوفيه ‪ ..‬ولهيا أأخت واحده أأصغر مهنا ‪ ..‬وىه ‪"..‬ايمسني" ‪ ..‬بتش تغل دكتورة بيطرية هنا‬
‫ىف املزرعة ‪ ..‬و أأخهتا كامن سكرترية "كرم"‬
‫و أأشار ىف أخر مجةل بر أأسه اىل "كرم" اجلالس جبواره ‪ ..‬تبادل وادله ووادلته النررات مث نرروا اليه‬
‫ىف مصت ‪ ..‬لكن وجه مدام "ثراي" ظهر عليه عالمات الغضب ‪ ..‬وهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه بنت موظف ىف احلكومة ‪ ..‬وىه واخهتا بيش تغلوا هنا ىف املزرعة‬
‫قال "معر" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬ووادلها كامن بيش تغل هنا ‪ ..‬مسؤل عن خمزن العلف‬
‫قالت مدام "ثراي" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬ما شاء هللا خلصت من "اننيس" وعيلهتا ‪ ..‬ووقعت ىف "ايمسني" وعيلهتا‬
‫هتف "معر" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي معتو ‪ ..‬أأان ال عايز أأفتكر "اننيس وعيلهتا ‪ ..‬وال عايز حد يتلكم بطريقة مش كويسة‬
‫عن "ايمسني وعيلهتا‬
‫قالت حبده مماثهل ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تفضل فاكر "اننيس" ‪ ..‬عشان تقدر تتعمل من أأخطائك ‪ ..‬ألنك شلكك وقعت ىف نفس الغلء‬
‫مرة اتنية‬
‫اكن وادلاه يتابعان ما حيدث ىف مصت ‪ ..‬حاول "معر" متاكل أأعصابه ونرر اىل معته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش طفل صغري ‪ ..‬أأان راجل وانجض وعندى ‪ 58‬س نة ‪ ..‬يعين صعب أأوى أأقع ىف نفس الغلء‬
‫مرتني ‪ ..‬ده ابالضافه ان دى حياىت ‪ ..‬ومن حقى أأختار الانسانه الىل هتشاركىن فهيا ‪ ..‬و أأان‬
‫مهيمنيش املس توى املادى لـ "ايمسني" ‪ ..‬طاملا احنا االتنني متفامهني ‪ ..‬وبعدين لو بنقيسها ابملسطرة‬
‫يبقى أأان أأقل مهنا ىف املس توى الثقاىف والعلمى ألهنا دكتورة و أأان خرجي زراعة‬
‫قالت مدام" ثراي" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬ده امسه هترجي ‪ ..‬انت راجل انحج ىف حياتك ورجل أأعامل هل امسه وثقهل ىف مرص ‪ ..‬وانسان مثقف‬
‫ومتحرض جدا ‪ ..‬وابن عيةل من أأكرب العائالت ىف مرص ‪ ..‬ازاى تقارن نفسك لوحده بنت موظف‬
‫وتقول اهنا اعىل منك‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬وعشان لك الىل حرضتك قولتيه ده ‪ ...‬أأعتقد اىن انجض كفاية اىن أأختار الانسانه الىل أأجتوزها‬
‫مصتت مدام "ثراي" ووهجا حمتقن من شدة الغضب ‪ ..‬نرر "معر" اىل "كرم" ‪ ..‬مث نرر الهيم مجيعا‬
‫و أأخذ نفسا معيقا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأحب أأقولكوا معلومة اتنية عن "ايمسني"‬
‫نرر اليه امجليع وتعلقت عيوهنم به ‪ ..‬مصت قليال مث قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" مطلقة‬
‫شهقت أأمه ‪ ..‬ونررت اليه بدهشة ‪ ..‬أأما معته فقد قامت من ماكهنا وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬دى همزهل ‪ ..‬أأان مش ممكن أأبدا أأوافق عىل املهزهل دى‬
‫مث غادر وصعدت اىل غرفهتا ‪ ..‬ساد الصمت لفرتة ‪ ..‬اس تأأذن "كرم" ىف الانرصاف وغادر ىف مصت‬
‫‪ ..‬بعد برهه نررت اليه أأمه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مطلقة اي "معر" ؟‬
‫مث اس تطردت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه انت نقصك ايه عشان تتجوز واحدة مطلقه‬
‫زفر "معر" بضيق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ومالها املطلقه مادام اترلمت ىف جوازهتا ا ألوىل‬
‫تعاىل صوهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان ماىل وملها ‪ ..‬ماتتجوز واحد مطلق واترمل زهيا ‪ ..‬لكن ابىن الىل متجوزش قبل كده يتجوزها‬
‫ليه ؟‬
‫قال "معر" برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬يتجوزها عشان بيحهبا ‪ ..‬وعشان شاف ان ىه دى االنسانه الىل مناس به ليه ‪ ..‬وبعدين ىه‬
‫اجتوزت شهر واحد بس ‪ ..‬يعىن ما أأعدتش معاه كتري‬
‫قالت أأمه حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬وايه سبب طالقها‬
‫قال "معر" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬خاهنا ورضهبا ‪ ..‬ورفعت عليه قضيه خلع ‪ ..‬وكسبهتا من اكم يوم‬
‫صاحت أأمه ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬والهامن مقدرتش تستىن حىت حلد ما عدهتا ختلص ‪ ..‬قامت لفت عىل ابىن‬
‫قال "معر" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ماما لو مسحىت ‪ ..‬انىت بتتلكمى عن الانسانه الىل اان حبهبا ‪ ..‬والىل هتجوزها‬
‫قامت أأمه وقالت برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬لو انت اجتوزت البنت دى اعرف اىن مش راضيه عنك وال عن جوازتك دى‬
‫غادرت وصعدت اىل غرفهتا ىه الخرى ‪ ..‬ساد الصمت لفرته ‪ ..‬مث سأأهل أأبوه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت واثق فهيا ىه و أأهلها ؟ ‪ ..‬يعىن أأقصد سبب طالقها ؟‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي اباب ‪ ..‬أأصال أأس تاذ "شوىق" احملاىم بتاعنا هو الىل اكن متابعلها القضية بتاعهتا‬
‫أأطرق أأبوه بر أأسه قليال مث نرر اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت أأدرى مبصلحتك اي ابىن ‪ ..‬وزى ما قولت انت انجض كفايه عشان ختتار رشيكة حياتك حص ‪..‬‬
‫لو مكنتش انجض مكنتش قدرت تكتشف زيف "اننيس" وتتخلص مهنا‬
‫ابتسم "معر" بوهن قائال‪:‬‬
‫‪ -‬كويس عىل ا ألقل واحد من العيهل دى واقف ىف صفى‬
‫ابتسم هل أأبوه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لك حاجه غري مأألوفه بتاخد وقت عشان ختىل الىل أأدامك يتعود علهيا ‪ ..‬ابلصرب وطوةل البال تقدر‬
‫اتخد لك الىل انت عايزه‬
‫جلست "كرمية" عىل الفراش وامجه ‪ ..‬مسعت طرقات صغريه عىل الباب ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ادخل‬
‫دخل "معر" و أأغلق الباب خلفه هبدوء ‪ ..‬أأشاحت بوهجها عنه ىف غضب ‪ ..‬فوقف قليال ينرر الهيا‬
‫صامتا ‪ ..‬قطعت أأمه هذا الصمت قائهل دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما قولتكل ‪ ..‬عايز تتجوزها اجتوزها ‪ ..‬بس اان ال هبقى راضيه عنك وال عن جوازتك ‪..‬‬
‫ومعنديش الكم اتىن أأقوهل‬
‫نرر الهيا "معر" قائال‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان مش هعمل حاجه انىت مش راضيه عهنا‬
‫نررت اليه أأمه مبتسمه ‪ ..‬فأأمكل حبزم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس لو متجوزتش "ايمسني" مش هتجوز غريها‬
‫قالت أأمه بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬يعىن ايه ؟‬
‫قال هبدوء وحزم ‪:‬‬
‫‪ -‬يعىن لو رفضىت جوازى مهنا ‪ ..‬تنيس متاما موضوع جوازى ده وترميه وره ضهرك ‪ ..‬الىن لو‬
‫متجوزهتاش مش هتجوز أأبدا ‪.‬‬
‫قال ذكل مث فتح الباب وخرج هبدوء ‪ ..‬تهندت "كرمية" تهنيده حرسه ممزوجه بــ‪ ....‬احلرية‪.‬‬

‫البارت ‪63‬‬

‫جلس "معر" ىف مكتبه واجام يفكر ىف العاصفة الىت اثرت ىف مزنهل الليةل املاضية ‪..‬مل يكن دليه أأدىن‬
‫اس تعداد للتنازل عن "ايمسني" ‪ ..‬لكنه أأيضا يريد من عائلته أأن تتقبل زواجه مهنا ‪ ..‬و أأن يباركون‬
‫هذا الزواج ‪ ..‬اكن شاردا ‪ ..‬عندما طرق "كرم" الباب ودخل وجلس أأمام "معر عىل املكتب ‪ ..‬نرر‬
‫اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متضايقش نفسك ‪ ..‬أأصال أأان كنت متوقع حاجه زى كده‬
‫سأأهل "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه توقعت كده ؟‬
‫‪ -‬يعين أأكيد أأهكل عايزينكل بنت متكنش اجتوزت قبل كدة ويكون مس توامك متقارب‬
‫صاح "معر" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ما أأان كنت خاطب الىل متجوزتش قبل كده ‪ ..‬والىل اكنت من نفس مس توااي ‪ ..‬خدت مهنا ايه‬
‫غري قةل ا ألدب واخليانة والطمع واالس تغالل‬
‫هدءه "كرم" قائال‪:‬‬
‫‪" -‬معر" أأان فامه لك الىل انت بتقوهل ده ‪ ..‬أأان بلكمك عن وهجة نررمه هام‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تتغري ‪ ..‬وهجة نررمه دى الزم تتغري‬
‫‪ -‬وهتغريها ازاى ؟‬
‫زفر ىف ضيق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش بس الزم تتغري ‪ ..‬أأان قولت ألىم امبارح أأان مش هعمل حاجه غري برضاىك ‪ ..‬بس لو‬
‫متجوزتش "ايمسني" مش هتجوز أأبدا ‪..‬‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا ينور عليك ‪ ..‬هو ده الالكم الىل هيجيب مع أأمك ‪ ..‬بس املشلكة ىف الراسني الكبار ‪ ..‬أأبوك‬
‫ومعتك‬
‫‪ -‬أل اباب معندوش اعرتاض ‪ ..‬هو طول معره مبريضاش جيربىن عىل حاجه ‪ ..‬وبيثق ىف قراراىت‬
‫صاح "كرم" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬كده فل أأوى ‪ ..‬ابىق بأأه معتك‬
‫قال "معر" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش هاممىن توافق وال متوافقش ‪ ..‬ىه مبتفكرش غري ىف امس عيلهتا بس ‪ ..‬ال بتفكر فيا وال ىف‬
‫الىل يرحيىن ‪ ..‬ىه عىل طول مناخريها ىف السام ‪ ..‬حىت ىف تعامالهتا وصداقاهتا العادية مبرتضاش‬
‫تتعامل اال مع انس من نفس مس تواها ‪ ..‬عارف عرص البشوات والبكوات ‪ ..‬أأان حاسس ان معتو‬
‫لسه عايشه فيه حلد دلوقىت‬
‫‪ -‬طيب متام طاملا مش مهك ر أأهيا ‪ ...‬كرب اي ابشا‬
‫‪ -‬أأان اكن نفيس طبعا اهنا تكون مرحبة بـ "ايمسني" ‪ ..‬لكن طاملا ىه شايفه ان جوازى مهنا همزةل ‪..‬‬
‫خالص ىه حره‬
‫ابتسم "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه أأصال طول معرها ممنره عليك لبنهتا‬
‫قال "معر" متحكام ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهو بنهتا دى نسخه مصغره مهنا ‪ ..‬لو فاكراىن ىف يوم هفكر فهيا تبقى بتحمل وهتفوق عىل اكبوس ‪..‬‬
‫ما اكنت أأداىم قبل "اننيس" خمطبهتاش ليه ‪ ..‬مش هاىج دلوقىت و أأرىم نفيس الرمية السودة دى ‪..‬‬
‫وبعدين أأان بعترب " ايناس" دى اخىت ‪ ..‬عارف يعين ايه اخىت ‪ ..‬يعين مس تحيل افكر فهيا بشلك‬
‫اتىن‬
‫هنا طرق " أأمين" الباب ودخل ‪ ...‬عمل من "معر" ما حدث ليةل أأمس ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت غلطان اي "معر" مكنش الزم تلكم أأبوها الا بعد ما تلكم أأهكل ا ألول‬
‫قال "معر" حبدة ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" ‪ ..‬أأان هتجوز "ايمسني" ‪ ..‬اباب وموافق ‪ ..‬و أأىم أأان هعرف أأقنعها ازاى ‪ ..‬ومهيمنيش ر أأى أأى‬
‫حد اتىن‬
‫نرر اليه " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس معتك ممكن تسببكل مشالك مع عيةل "ايمسني" خاصة انت انوى جتمعهم مع بعض وتعرفهم‬
‫ببعض‬
‫زفر "معر" بضيق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو ده الىل أأان خايف منه ‪" ..‬ايمسني" حساسه أأوى ‪ ..‬ومعزتة بكرامهتا أأوى ‪ ..‬وخايف معتو‬
‫تقول لكمة تضايقها‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص يبقى أأجل املقابهل دى دلوقىت حلد ما الوضع عندك هيدى ‪ ..‬ألن لو العيلتني التقابلوا ىف‬
‫ظل التوتر ده ‪ ..‬هتكون النتيجة مؤسفه‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معاك حق ‪ ..‬هأأجل املقابهل دى حلد ما اجلو هيدى شويه ‪ ..‬وربنا هيدهيم ويوافقوا ‪ ..‬عشان‬
‫متحصلش مشالك ‪ ..‬الن الىل هيجرح "ايمسني" بلكمة أأان مش هسكتهل‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكك بتحهبا أأوى‬
‫نرر اليه "معر" قائال والابتسامه عىل شفتيه ‪:‬‬
‫‪ -‬حبهبا جبد‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬وىه بنت حالل و أأان واثق انك مش هتالىق أأحسن مهنا ‪..‬‬
‫نرر " أأمين" بنررة ذات معىن اىل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه و أأخهتا برصاحة بنتني ميتسابوش‬
‫صاح "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ال لكه كوم و أأخهتا دى كوم اتىن خالص ‪ ..‬ده أأان ال شوفت زهيا وال هشوف‬
‫قال هل " أأمين" بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬تنكر اهنا بنت جدعة وحمرتمة ومؤدبة وخشصيهتا قوي‬
‫ابتسم "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة منكرش ‪ ..‬ومنكرش كامن ان خشصيهتا جعباىن ‪ ..‬جمنناىن بس جعباىن‬
‫رفع "معر" احدى حاجبيه قائال اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا‬
‫هنض "كرم" وصاح وهو يغادر الغرفة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ىف ايه ‪ ..‬بقول خشصيهتا جعباىن ‪ ..‬مش ىه جعباىن‬

‫*******************‬
‫اكن هذا الصباح أأيضا خمتلفا ابلنس بة اىل "ايمسني" ‪ ..‬اكنت تشعر بأأهنا ىف حمل مجيل ‪ ..‬ختىش أأن‬
‫تستيقظ منه ‪ ..‬مازالت ال تصدق ما أأخربها به وادلها منذ يومني ‪ ..‬منذ يومني وىه ترفرف جبناحهيا‬
‫ىف سامء السعادة ‪ ..‬شعرت بأأن أأايم بؤسها ولت مدبره ‪ ..‬و أأايم فرهحا أأتت مس تبرشه ‪ ..‬اكنت شارده‬
‫عندما انداها دكتور "حسن" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتورة "ايمسني"‬
‫ذهبت اليه مرسعه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم اي دكتور‬
‫أأعطاها ملفا وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن لو مسحىت تدى تقرير أخر الاس بوع للبشمهندس "معر" ىف مكتبه ‪ ..‬وعرفيه النواقص الىل‬
‫اتلكمنا فهيا مع بعض امبارح ‪ ..‬الننا حمتاجيهنا رضورى‬
‫أأخذت امللف قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اي دكتور‬
‫ذهبت وىه تقدم قدما وتؤخر ا ألخرى ‪ ..‬اكنت متلهفه عىل رؤيته ‪ ..‬لكهنا متوتره للغايه ‪ ..‬ختىش أأن‬
‫يصدر منه ما يضايقها ‪ ..‬لكن لهفهتا غلبت خوفها ‪ ..‬طرقت الباب مث فتحته ودخلت ‪ ..‬اكن "معر"‬
‫جالسا مع " أأمين" ‪ ..‬حفمدت هللا عىل ذكل ‪ ..‬تقدمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ده التقرير الاس بوعى اي بشمهندس‬
‫ابتسم لها "معر" ونرر الهيا ابجعاب مل حياول حىت أأن خيفيه ‪ ..‬أأخذه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متشكر‬
‫مل جتد صو ُات ختربه به ابلنواقص كام طلب مهنا دكتور "حسن" ودت لو هربت من أأمامه ىف التو‬
‫واللحرة ‪ ..‬اكنت محرة اخلجل تزين وجنتهيا ‪ ..‬تأأملها "معر" ىف اجعاب للحرة قبل أأن تس تأأذن‬
‫لتنرصف ‪..‬ظل "معر" حمتفرا اببتسامته حىت بعد انرصافها ‪ ..‬قال هل " أأمين" مازحا ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي مع روحت فني‬
‫سأأهل "معر" بنفس الابتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬تفتكر ممكن ترىض بكتب الكتاب مع اخلطوبة ‪ ..‬وال هتخاف ؟‬
‫قال " أأمين" مطمئنا اايه ‪:‬‬
‫‪ -‬اطمن حىت لو موفقتش ‪ ..‬معتقدش اخلطوبة ممكن تطول ‪ ..‬برصاحة أأان شايفكوا اليقني لبعض أأوى‬
‫قال "معر" مبرح وهو يفتح التقرير اذلى أأمامه ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب يال عىل مكتبك اي "ابمشهندس" خليين أأشوف شغىل‬
‫قال " أأمين" مبتسام ‪:‬‬
‫‪-‬دلوقىت نفسك اتفتحت للشغل ‪ ..‬ماىش ربنا هينيك اي س يدى‬

‫********************‬
‫عكفت "ايمسني" مع زميلهتا "والء" عىل اهناء التقارير اليومية ‪ ..‬اكنت "والء" تعمل منذ س نوات ىف‬
‫املزرعة ‪ ..‬ىف نفس القسم اذلى تعمل به "ايمسني" ‪ ..‬اقترصت عالقهتام طوال الفرتة املاضية عىل‬
‫التعاون ىف أأداء معلهام ‪ ..‬مل تسبب لها "والء" أأى مشالك ‪ ..‬ومل يكن أأى مالحرات سلبيه علهيا ‪..‬‬
‫اكنت فتاة بس يطة مثلها ‪ ..‬تعيش ىف نفس القرية املوجود هبا املزرعة ‪ ..‬ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأخريا خلصنا‬
‫متطعت "والء" لرتحي أالم ظهرها من طول اجللوس قائهل بتعب ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ‪ ..‬الهناردة اكن يوم متعب جدا‬
‫‪ -‬معلش ‪ ..‬أأدينا خلصنا‬
‫قالت "والء" بتأأفف ‪:‬‬
‫‪ -‬كتابة التقارير لك يوم حاجه ممةل جدا‬
‫قالت "ايمسني" وىه تهنض لتحرض حقيبهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش بس الزم نكتهبم لك يوم ‪ ..‬أأحسن ما نرامكهم لخر الاس بوع ‪ ..‬يال سالم أأشوفك بكرة‬
‫أأوقفهتا "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن اي "ايمسني" عايزاىك‬
‫التفتت الهيا "ايمسني" تنرر الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ؟‬
‫بدت "والء" مرتدده قليال ‪ ..‬مث عزمت أأمرها وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن نعد نتلكم مع بعض شوية‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬أه طبعا‬
‫جذبت "ايمسني" كريس وجلست جبوارها ‪ ..‬ساد الصمت لربهه ‪ ..‬بدت و أكن "والء" حتاول‬
‫اس تجامع أأفاكرها ‪ ..‬حفثهتا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي "والء" ‪ ..‬ىف حاجه خاصه ابلشغل‬
‫‪ -‬أل مش خاصه ابلشغل‬
‫‪ -‬أأمال خاصه ابيه‬
‫نررت الهيا "والء" وقالت هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬خاصه بييك انىت‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬بيا أأان‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬طيب ‪ ..‬قوىل‬
‫نررت "والء" الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هتلكم معاىك بس مش عايزاىك تقاطعيين غري ملا اخلص الكىم ‪ ..‬اتفقنا ؟‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها وىه تولهيا لك انتباهها ‪ ..‬حتدثت "والء" هبدوء قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان شغاهل هنا ىف املزرعة من ‪ 5‬س نني ‪ ..‬يعين عارفه الناس الىل هنا كويس ‪ ..‬و أأوهلم ‪" ...‬معر"‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بدهشة ‪ ..‬لكهنا مل تقاطعها ‪ ..‬فأأمكلت "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬زيي زي بنات كتري هنا ‪ ..‬طبعا "معر" راجل بنات كتري يمتنوه ‪ ..‬بس املوضوع اكن تطور معااي‬
‫أأوى ‪ ..‬مبقاش اجعاب أأو حمل بشخص ‪ ...‬أأان حبيته جبد‬
‫قالت مجلهتا الخرية وىه تنرر ىف ا ألرض و أكهنا ختجل من هذا االعرتاف ‪ ..‬مث أأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو طبعا مكنش حاسس بيا ‪ ..‬وال اكن شايفىن أأصال ‪ ..‬الىن طبعا مش من البنات الىل جيذبوا‬
‫انتباه واحد زى ده ‪ ..‬و أأان مش من البنات الىل حتاول جتذب انتباه راجل لهيا ‪ ..‬حىت لو كنت حببه‬
‫ومبوت فيه ‪ ..‬وعشان كده حيب فضل حمبوس ىف قليب حمدش يعرف عنه حاجه ‪ ..‬مبتدتش أأفوق‬
‫من الومه الىل كنت معيشه نفيس فيه اال ملا عرفت انه خطب ‪ ..‬ما أأقولكيش ادلنيا اسودت ىف عنيا‬
‫ازاى ‪ ..‬بس محدت ربنا ‪ ..‬الن ده حصاىن وفوقىن ‪ ..‬وحسس ىن اىن بضيع معرى و أأحىل أأايىم ىف‬
‫حب من طرف واحد ‪ ..‬حب ملوش أأى مس تقبل ‪ ..‬حب أأان الوحيدة الىل بدوق عذابه ‪ ..‬بس اكن‬
‫ىف فضول جوااي اىن أأشوف خطيبته ‪ ..‬وفضلت أأسأأل نفيس اي ترى شلكها ايه ‪ ..‬اي ترى لبسها ازاى‬
‫‪ ..‬اي ترى اي ترى ‪ ..‬وبعد فرتة من خطوبته جاب خطيبته هنا املزرعة تقىض اكم يوم ىه و أأهلها ‪ ..‬ملا‬
‫شوفهتا عرفت ان حيب ليه مكنش مس تحيل بس ‪ ..‬ال ده اكن من رابع املس تحيالت‬
‫مصتت فسأألها "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫أأمكلت "والء" بنفس الهدوء وىه تنرر اىل "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة مش القيه وصف مناسب لهيا اال وصف النيب صىل هللا عليه وسمل (نساء اكس يات‬
‫عارايت) ‪ ..‬عىل أأد ما كنت حببه عىل أأد ما احتقرته أأوى ‪ ..‬مش غريه مىن عشان خطب غريي ‪ ..‬أل‬
‫‪ ..‬عشان خطب دى ابذلات واختار دى ابذلات ‪ ..‬ىه دى الىل شفها اهنا زوجه مناس به هل ‪..‬‬
‫اتصدمت فيه جبد ‪ ..‬كنت فاكراه انسان عاقل وانجض ‪ ..‬طلع زى رجاهل كتري أأوى ما بيجروش الا‬
‫ورا رغباهتم وبس ‪ ..‬عايز البنت الصارخة امجلال الىل يتباىه بهيا وسء الناس ‪ ..‬يعين واحد معندوش‬
‫أأى خنوة ‪ ..‬ومش القيه وصف مناسب ليه الا وصف النيب صىل هللا عليه وسمل ‪( :‬ديوث) ‪..‬‬
‫ارجتف قلب "ايمسني" من هول اللكمة ‪ ..‬أأمكلت "والء" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا هو اكن ماىش معاها وفرحان بهيا ‪ ..‬بشلكها وبلبسها الىل هيتقطع من كرت ما هو ضيق علهيا‬
‫‪ ..‬وماىش معاها ىف املزرعة يفرج الناس علهيا و أكنه بيقوهلم املزة دى خطيبىت‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه ‪ ..‬ملا شوفهتم مع بعض ‪ ..‬محدت ربنا انه كشفه أأداىم ‪ ..‬وشوفت الىل جواه ‪ ..‬الىن كنت‬
‫خمدوعه ابلراهر ‪ ..‬راجل ‪ ..‬وجدع ‪ ..‬ومس توى ‪ ..‬وابن انس ‪ ..‬ومتعمل ‪ ..‬ويعمتد عليه ‪ ..‬وواثق ىف‬
‫نفسه ‪ ..‬وخشصية جباره ‪..‬بس عارفه ‪ ..‬عىل الرمغ من لك ده ‪ ..‬الا انه انسان سطحى أأوى ‪ ..‬بهيمت‬
‫ابملراهر وبس ‪ ..‬واجلواز ابلنس به هل واحده حلوة تكون عىل الفرازه عشان مزاجه وبس ‪ ..‬الن ده لو‬
‫بيفكر ىف بيت و أأرسة وعرشة و أأوالد وتربية ومسؤليه وربنا وحساب و جنه وانر مكنش اختار‬
‫واحده زى دى واتبسطت من الىل ىه معاله ىف نفسها ‪ ..‬محدت ربنا انه فوقىن من الومه ده ‪..‬‬
‫اكنت "ايمسني" تس متع الهيا ىف وجوم ‪ ..‬نررت الهيا "والء" وأأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه أأان معرى ما خرجت الىل ىف قليب وال قولت الالكم ده حلد ‪ ..‬بس عارف قولتكل انىت‬
‫ابذلات ليه ؟‬
‫نررت "ايمسني" الهيا مس تفهمه ‪ ..‬فأأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬الىن حساىك ماش يه ىف نفس الطريق الىل كنت ماش يه فيه ‪ ..‬حصيح ترصفاتك حمرتمه والشهاده هلل‬
‫ما شوفتش أأى ترصف أأو لكمة غلء صدرت منك ‪ ..‬بس بيبقى واحض أأوى عىل وشك ملا بتشوفيه‬
‫انك حسه حباجه حنيته‬
‫أأطرقت "ايمسني" ر أأسها ىف جخل ‪ ..‬فأأمكلت "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت موجودة ىف الاسرتاحه يوم ما ادلكتورة "هما" معلت فييك الفصل الباخي ده ‪ ..‬برصاحة‬
‫"هما" دى مبحهباش ‪ ..‬واحتقرهتا أأكرت من الىل معلته فييك ‪ ..‬ابعدى عهنا أأحسن اي "ايمسني" ‪..‬‬
‫وكامن "ش اميء" متثقيش فهيا ‪ ..‬ىه أه مش زى "هما" بس من النوع الىل ما بتنصفش حد ‪ ..‬يعين‬
‫معاكوا معاكوا عليكوا عليكوا‬
‫مصتت "ايمسني" للحرات مث سأألهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف ليه خطوبهتم اتفسخت ؟‬
‫تهندت "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة أل ‪ ..‬بس اخر يوم اكنوا فيه ىف املزرعة اكن ابين علهيم اهنم متخانقني ‪ ..‬و "معر" اكن‬
‫مضايق جدا ‪ ..‬وىه كامن ‪ ..‬مكنتش راضية تركب مجيه وشوفت مامهتا بزتقها عشان تركب أأدام ‪..‬‬
‫واحض ان ىف مشلكة كبرية حصلت بيهنم ‪ ..‬لكن ايه ىه هللا أأعمل‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف نفس اليوم "معر" معل حادثة ابلعربية وهام راجعني القاهرة‬
‫هتفت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬حادثه ؟‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬وىف احلادثة دى ابابها اتوىف ‪ ..‬وبعدها بفرتة عرفنا ان اخلطوبة اتفسخت ‪ ..‬بس حلد دلوقىت‬
‫منعرفش اتفسخت ليه ‪ ..‬بس الىل عرفته ان ابابها طلع مديون ‪ ..‬ولك أأمالكهم البنك جحز علهيا ‪..‬‬
‫حىت اجلرايد كتبت عن املوضوع ده النه اكن رجل أأعامل كبري‬
‫رشدت "ايمسني" ىف الكم "والء" ‪ ..‬فأأخرجهتا "والء" من رشودها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وىف حاجه كامن حابه أأقولهاكل عشان أأبقى خلصت مضريي أأدام ربنا‬
‫قالت "ايمسني" بوهن ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫أأمكلت "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد احلادثة وبعد ما اخلطوبة اتفسخت ‪" ..‬معر" جه واس تقر هنا ‪ ..‬وبعد فرتة مسعنا اشاعات عنه‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬اشاعات ايه ؟‬
‫قالت "والء" ‪:‬‬
‫‪-‬اكن ىف هنا غفري امسه "عويس" ‪ ..‬واكنت مراته "صفية" بتش تغل ىف بيت املزرعة ‪ ..‬جفأأة اختفوا‬
‫هام االتنني وحمدش يعرف طريقهم‬
‫مصتت قليال مث قالت بشئ من الرتدد ‪:‬‬
‫‪ -‬مسعنا ان "معر" اكن عىل عالقة بـ "صفية"‪ ..‬و"عويس" اكتشف املوضوع وخد مراته ومىش من‬
‫املزرعة ‪ ..‬معرفش مشوا بنفسهم وال "معر" طردمه ‪ ..‬ومعرفش أأصال القصة دى حص وال أل أأان‬
‫مشوفتش حاجه بنفيس ‪ ..‬بس ىف الكم كتري ىف املوضوع ده ‪ ..‬احنا هنا ىف بدل أأرايف و أأان عايشة‬
‫ىف البدل دى والبدل صغريه واللك عارف بعضه ‪ ..‬عشان كده مفيش حاجه بتس تخىب‬
‫اكنت "ايمسني" تس متع الهيا وعىل وهجها عالمات دهشة ممزوجة اب ألمل‬
‫نررت الهيا "والء" ىف حنو قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل أأان ش يفاه عىل وشك دلوقىت بيدل عىل اىن اكن عندى حق ‪ ..‬وانك فعال حسه حباجه حنيته‬
‫والا مكنش الكىم زعكل كده ‪ ..‬ربنا يعمل اىن ماقولتش الالكم ده الا عشان مش عزياىك تتجرىح‬
‫‪ ..‬أأو يتلعب بيىك ‪ ..‬خاصة واىن واخده ابىل ان "معر" هممت بييك ‪ ..‬وواخده ابىل من نرراته حنيتك‬
‫‪ ..‬أأان مكنش ىف خوف عليا ‪ ..‬النه مكنش حاسس بيا أأصال ‪ ..‬لكىن ملا حسيت انه بيحاول يقربكل‬
‫‪ ..‬خفت علييك ‪ ..‬قولت الزم أأنهبك ‪..‬‬
‫قامت ومحلت حقيبهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مضطرة أأمىش دلوقىت عشان اتأأخرت ‪ ..‬أأشوفك بكرة ان شاء هللا‬
‫قالت ذكل وغادرت ‪ ..‬وظلت "ايمسني" ماكهنا شاردة وامجه‪.‬‬

‫***********************‬

‫التف امجليع حول طاوةل العشاء ىف بيت املزرعة ‪ ..‬ساد الصمت طويال ‪ ..‬ظلت "كرمية" ترمق ابهنا‬
‫اجلالس أأماهما بنرراهتا بني احلني والخر ‪ ..‬قطعت أأمه هذا الصمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬نسيت أأسأأكل ايه احلرق الىل ىف ايدك ده اي معر‬
‫أألقى "معر" نررة عىل احلرق ىف يده وحتسسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عقاب‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬عقاب‬
‫قال مبراره وقد رشد قليل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة عقاب ‪ ..‬عقاب من ربنا‬
‫قاطعت مدام "ثراي" حديهثم قائهل‪:‬‬
‫‪" -‬ايناس" جايه بكرة‬
‫التفتت "كرمية" الهيا قائهل اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس‬
‫قالت مدام "ثراي" بلهجة قوية ‪:‬‬
‫‪ -‬اكنت جايه أأصال عشان تتعرف عىل عروسة "معر" ‪ ..‬بس مبا ان املوضوع اتقفل ‪ ..‬هتيجي تعد‬
‫يومني ونرجع سوا‬
‫ترك "معر" امللعقة من يده حبده ونرر اىل معته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ما قولتش ان املوضوع اتقفل‬
‫توتر اجلو ‪ ..‬قالت مدام "ثراي" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه ؟‬
‫نرر الهيا "معر" حبزم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين أأان هتجوز "ايمسني" ‪ ..‬املوضوع متقفلش‬
‫مث نرر اىل وادلته نرره ذات معىن قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ىه ‪ ..‬اي مفيش جواز‬
‫صاحت معته غاضبة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش فامهة انت ليه مرص علهيا ‪ ..‬هو الىل خلقها خملقش غريها‬
‫حاول "معر" متاكل أأعصابه ‪ ..‬لكن لكامت خرجت حبده شديدة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش فامه انتوا ليه حمكتوا علهيا من قبل ما تشوفوها ‪ ..‬مش تشوفوها ا ألول وتعدوا معاها‬
‫وبعدين تقرروا ىه مناس به وال مش مناس به ‪ ..‬رمغ ان القرار ليا بس برده انتوا عيلىت وهيمىن ان‬
‫العالقه بينكوا وبني الانسانه الىل اخرتها تكون كويسه‬
‫قالت أأمه بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬نشوفها أأو منشوفهاش ده مش هيغري واقع اهنا مطلقه‬
‫أأضافت معته ىف عصبيه ‪:‬‬
‫‪ -‬وبنت موظف عىل املعاش يعين ال لهيا أأصل وال فصل‬
‫قام "معر" من فوره غاضبا و أأزاح كرس يه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬كفاية حلد كدة مسعت مبا فيه الكفاية‬
‫خرج غاضبا من البيت وتوجه اىل س يارته ‪ ..‬ركب بعصبيه مث انطلق خارج املزرعة‬
‫ساد الصمت ىف جحرة الطعام وتوقف امجليع عن تناول طعاهمم ‪ ..‬قال "نور ادلين " موهجا حديثه‬
‫لزوجته و أأخته ‪:‬‬
‫‪ -‬انتوا ليه مرصيني خترسوه ؟‬
‫نررت اليه أأخته حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انت عاجبك اليل ابنك عايز يعمهل ده‬
‫قال حبده مماثهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو عايز يعمل ايه ‪ ..‬يتجوز عىل س نة هللا ورسوهل ‪ ..‬ايه املشلكة ىف كده‬
‫ظهرت عالمات الغضب عىل وجه "كرميه" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز يتجوز واحده مطلقه‬
‫‪ -‬وايه املشلكه يعين ؟ ‪ ..‬طاملا شايف اهنا مناس به ليه ‪ ..‬وطاملا ان جوازهتا ا ألوىل اكن الغلء من‬
‫جوزها مش مهنا ‪ ..‬وكامن جوازها اكن شهر واحد زى ما قالنا‬
‫قالت "كرميه" ابس تغراب‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انت موافق ؟ ‪ ..‬موافق ان ابنك الوحيد يتجوز واحده اكنت متجوزه قبل كده‬
‫قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة موافقه ‪ ..‬الن دى حاجه ختصه هو لوحده ملناش اننا نتدخل فهيا ‪ ..‬وابنك راجل مش عيل‬
‫صغري ‪ ..‬بيدير مجموعة رشاكت كبرية ىف مرص ‪ ..‬مش هيقدر يدير حياته ؟‬
‫قالت "كوثر" ىف غضب مكتوم ‪:‬‬
‫‪ -‬انتوا حريني وافقوا زى ما انتوا عايزين ‪ ..‬أأما أأان مفش ممكن أأابرك اجلوازه دى ‪ ..‬عنده مليون بنت‬
‫مش الىق الا دى وخيتارها ‪ ..‬ليه من قلت البنات ىف البدل ‪ ..‬واحدة زهيا تيجي ايه مجب بنىت‬
‫"ايناس" عشان يسيهبا ويبص لربه ‪" ..‬ايناس" مش جعباه ‪ ..‬والست الىل س بق لها اجلواز ىه الىل‬
‫جعباه‬
‫نرر الهيا "نور ادلين" قائال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬هو حر ‪ ..‬خيتار البنت الىل عىل مزاجه ‪ ..‬اذا اكنت البنت دلوقىت مبتتغصبش عىل اجلواز ‪..‬‬
‫هنيجى نغصب الودل‬
‫قالت "ثراي" بتعاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬ويتغصب ليه ‪ ..‬ىه "ايناس" دى ىف زهيا ‪ ..‬بنت عيهل و أأدب و أأخالق وجامل ومال وحسب‬
‫ونسب ‪ ..‬يعين لقطة أأى شاب يمتناها‬
‫قالت "كرمية" مبتسمه حتاول تلطيف اجلو ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا دى "ايناس" دى ست البنات‬
‫قالت لها "ثراي" بهتمك ‪:‬‬
‫‪ -‬قوىل البنك ‪ ..‬بدل ما يبص بره العيهل ‪ ..‬احنا أأوىل بلحمنا‬
‫قالت ذكل مث انرصفت غاضبه اىل غرفهتا‬

‫يتبع‬
‫دخل " أأمين" ا ألنرتيه وقدم اىل "معر" صنيه موضوع علهيا شاى وطبق من الكيك ‪ ..‬ونرر اىل حصبه‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دوق بأأه الكيك ده ‪ ..‬حاجه كده معرك ما دوقت زهيا ىف حياتك‬
‫تناول "معر" رشفه من فنجانه وظل صامتا ‪ ..‬نرر اليه " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت متوقع كده‬
‫نرر اليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت هتقوىل زى "كرم" ‪ ..‬هو كامن اكن متوقع كده ‪ ..‬امشعىن أأان الوحيد الىل متوقعتش كده‬
‫أأخذ " أأمين" فنجانه ورجع اىل الوراء قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ل ألسف احنا ىف جممتعنا شويه أأفاكر متخلفة عايزه بزنين وعود كربيت ويتولع فهيا ‪ ..‬داميا يُنرر للمر أأة‬
‫املطلقة بدنيويه أكهنا مش زى ابىق النساء ‪ ..‬حىت لو سبب الطالق مش مهنا ‪ ..‬برده الزم يتبصلها‬
‫البصه دى ‪ ..‬ولك أأم بتبقى هتجنن لو ابهنا قال ان عايز يتجوز واحده اجتوزت قبل كده عىل الرمغ‬
‫ان النيب صىل هللا عليه وسمل مل يزتوج الا واحدة بس بكر وىه أأمنا عائشة رىض هللا عهنا وابىق‬
‫أأهمات املؤمنني اكنوا مزتوجات قبل كده و أأوهلم أأمنا خدجيه رىض هللا عهنا الىل النيب صىل هللا عليه‬
‫وسمل قال (اىن ُرزقت حهبا)‬
‫متمت "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬عليه الصالة والسالم‬
‫تهند معيقا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كامن مكنتش أأختيل ىف يوم من ا ألايم اىن ممكن أأجتوز واحده اجتوزت قبل كده ‪ ..‬بس جبد‬
‫حبيهتا اي " أأمين" ‪ ..‬لك حاجه فهيا جعباىن ‪ ..‬ىه دى الزوجة الىل أأمتناها فعال ‪ ..‬فاكر ملا قولتىل انك‬
‫مش بتدور عىل زوجة وبس ‪ ..‬انت بتدور عىل أأم لوالدك كامن‬
‫أأومأأ " أأمين" بر أأسه ‪ ..‬فأأمكل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهو اان شايف "ايمسني" مش بس زوجه ‪ ..‬شايفها أأم لوالدى ‪ ..‬وصاحبه ‪ ..‬وحبيبه ‪ ..‬و أأخت ‪..‬‬
‫وصديقه ‪ ..‬ولك حاجه ىف دنييت ‪ ..‬جبد حبهبا أأوى ‪ ..‬ومش هراتح الا ملا تكون ليا‬
‫ابتسم " أأمين" قائال‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا هتكون ليك ‪ ..‬بس انت اصرب شوية ‪ ..‬وبالش صدام بينك وبني أأهكل ‪ ..‬حلد ما‬
‫يتقبلوا ا ألمر ان شاء هللا ‪..‬بس قول ايرب‬
‫متمت "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب ‪ ..‬ايرب تكون من نصييب‬

‫*******************‬

‫اكن يقف يعطى تعلاميته ألحد العامل عندما وجدها جفأأة تقف أأمامه ‪ ..‬رصف العامل مث توجه انحيهتا‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬هنةل" ‪ ..‬ايه الىل جابك هنا‬
‫قالت "هنةل" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزة أأتلكم معاك‬
‫قال لها بتأأفف ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فاىض ‪ ..‬عندى شغل‬
‫قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬دلوقىت اي "مصطفى"‬
‫مث اس تطردت قائهل وىف عينهيا نرره حمذره ‪:‬‬
‫‪ -‬حاال‬
‫ذهبا اىل حيث مكتبه وطلب من زميهل مغادرة املكتب للحرات ‪ ..‬أأغلق الباب ونرر الهيا قائال‬
‫بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف ايه ؟‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حامل‬
‫اتسعت عينا "مصطفى" دهشه وهتف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ايخىت‬
‫قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل أأان حامل‬
‫مصت قليال حياول استيعاب ا ألمر مث نرر الهيا قائال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان ايه يضمنىل انك حامل مىن أأان ‪ ..‬انىت أأصال واحدة تييييييييييييت ‪ ..‬روىح شوىف مني أأبوه أأان‬
‫مش ممكن أأعرتف بيه‬
‫صاحت "هنةل" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أه اي تييييييييييييت ‪ ..‬انت عارف ان حمدش ملس ىن غريك‬
‫قال بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مش عارف ‪ ..‬و أأان ايه يثبتىل الكمك ده‬
‫قالت برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬بس يطة اي بشمهندس ‪ ..‬حتليل صغري للـ ‪ dna‬يتعمل وىف خالل شهر واحد بتطلع النتيجه‬
‫هبُ ت "مصطفى" ‪ ..‬فأأمكلت "هنهل" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ولو رفعت ابلتحليل ده قضية هقدر بلك سهوةل اىن أأثبت انه ابنك وأأكتبه ابمسك كامن‬
‫جلس "مصطفى" فمل تعد قدماه حتمالنه ‪ ..‬أأخذ يتخيل الكم من حوهل عندما تُلطخ مسعته هبذا‬
‫الشلك ‪ ..‬قال بوهن ‪:‬‬
‫‪ -‬واملطلوب دلوقىت‬
‫قالت "هنةل" بقسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬املطلوب اننا نتجوز‬
‫قفز من مقعده صاحئا ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم اي روح أأمك‬
‫قالت "هنةل" بلهجة هتديد ‪:‬‬
‫‪ -‬امعلها مبزاجك أأحسن من الفضيحة ىف احملامك ‪ ..‬ده غري الفصيحة الىل هعملهاكل هنا ىف شغكل‬
‫وعند بيتك ‪ ..‬مش هخىل حد الا ويتف ىف وشك‬
‫رصخ قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهتفضحى نفسك انىت كامن‬
‫قالت مبراره ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كده كده خالص اتفضحت يعين عليا وعىل أأعدايئ‬
‫مصت حياول استيعاب املوقف ‪ ..‬مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأهكل هتقوليلهم ايه عىل اجلوازه الرسيعة دى‬
‫قالت بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهىل ؟ ‪ ..‬انت عارف ان اخواىت لكهم متجوزين ولك واحد ىف حاهل حمدش بيسأأل عىن وال أأصال‬
‫أأفرق معامه ىف حاجه مليش الا أأىم ودى ما هتصدق ختلص مىن والبيت يفىض علهيا هو وجوزها‬
‫قال بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬مرتبه لك حاجه يعين‬
‫نررت اليه قائهل بلهجة هتديد ‪:‬‬
‫‪ -‬أخر الاس بوع تكون كتبت عليا اي "مصطفى" ‪ ..‬واال وديين وما أأعبد لهتشوف مىن الىل يشيبك‬
‫قبل أأوانك ‪ ..‬وانىت عارف "هنةل" ملا بتقول حاجه مبتقولهاش عىل الفاىض ‪ ..‬بتنفذ عىل طول‬
‫خرجت وتركته يتخبء بني احلرية واحلرسة والندم والغضب‬

‫**********************‬
‫جلست "ايمسني" ىف غرفهتا وامجه ‪ ..‬تفكر فامي مسعته من "والء" ومن قبلها "ش اميء" ‪ ..‬اكن عقلها‬
‫مشتت للغايه ‪ ..‬لكن الشئ الوحيد الأكيد ‪ ..‬ىه أأهنا تريد زوجا بصفات معينه ‪ ..‬ولن تتنازل ىف هذه‬
‫الصفات أأبدا ‪ ..‬ىف صباح اليوم التاىل ذهبت اىل معلها اكملعتاد ‪ ..‬اس تقبلهتا "والء" ابالبتسام ‪..‬‬
‫فبادلهتا "ايمسني" االبتسام ‪..‬بد أأت ىف أأداء معلها برتكزي وىف مصت ‪ ..‬وجفأأة وجدت س يدة تقف أأماهما‬
‫‪ ..‬اكن يبدو من مالبسها أأهنا س يده راقيه ‪ ..‬لكن مل يعجب "ايمسني" نررة التعاىل الىت تتطلع هبا الهيا‬
‫‪ ..‬اقرتبت مهنا املر أأة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت مدام "ايمسني" ؟‬
‫قالت "ايمسني" بصوت خافت وىه تشعر ابحلريه ملعرفة تكل الس يدة ابمسها ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة أأان "ايمسني"‬
‫نررت املر أأة الهيا من ر أأسها اىل أأمخص قدمهيا و أكهنا تتفحص جاريه ىف سوق اجلوارى امحرت وجنتا‬
‫"ايمسني" من الغضب ‪ ..‬وعادت اىل اكامل معلها متجاههل تكل املر أأة الىت ترمقها بنررات وحقه ‪..‬‬
‫اقرتبت مهنا املر أأة أأكرث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان معت "معر ا أللفى "‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بدهشه وقد صدمت عندما علمت بشخصيهتا ‪ ..‬أأمكلت مدام "ثراي" بنربه‬
‫متعاليه ‪:‬‬
‫‪ -‬جيت أأشوف البنت الىل "معر" عايز يدخلها عيلتنا‬
‫امحرت وجنتا "ايمسني" مرة أأخرى لكن هذه املرة جخال ‪ ..‬وابتسمت ملدام "ثراي" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال وسهال حبرضتك ‪ ..‬نورىت املزرعة‬
‫قالت مدام "ثراي" بنفس النربة املتعاليه ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل عرفناه من "معر" ‪ ..‬ان انىت ووادلك و أأختك بتش تغلوا هنا ىف املزرعة‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة فعال‬
‫‪ -‬طيب أأان هتلكم معاىك من الخر ‪ ..‬الن طبعى اىن واحضه ورصحيه ومبحبش اللف وال ادلوران‬
‫شعرت "ايمسني" ابلقلق ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫قالت مدام "ثراي" هبدوء وحزم ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا انىت عارفه مني هو "معر" ‪ ..‬وهو ابن مني ‪ ..‬وعنده ايه ‪ ..‬وان بنات كتري أأوى يمتنوه ‪..‬‬
‫ومش أأى بنات ‪ ..‬بنات هلم حسب ونسب ‪ ..‬يعين بنات متتعيبش ‪ ..‬ومن نفس مس تواه املادى‬
‫واالجامتعى ‪ ..‬انىت بأأه شايفه انك هتكوىن زوجه مناس به لواحد زى "معر" ‪ ..‬يعين شايفه نفسك‬
‫زوجك يترشف بهيا وهو بيقدهما للناس ‪ ..‬وال يتكسف مهنا ومن عيلهتا‬
‫انفجرت ادلماء ىف أأوردة "ايمسني" فصار وهجها مثل امجلرة املش تعهل ‪ ..‬اكنت تشعر برباكن اثر‬
‫بداخلها لوقع تكل اللكامت علهيا ‪ ..‬لكهنا راعت أأهنا تتحدث اىل س يدة ىف معر وادلهتا رمحها هللا ‪..‬‬
‫فقالت بصوت حاولت أأن جتعهل هادئا بقدر االماكن ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش شايفه حاجه تعيبىن أأو تعيب عيلىت ‪ ..‬والانسان الىل هتجوزه لو حمسش اىن أأرشفه ‪..‬‬
‫يبقى ميلزمنيش أأصال‬
‫ابتسمت مدام "ثراي" بسخريه ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا انىت عارفه ان "معر" اكن خاطب قبل كده‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها ىف مصت ‪ ..‬فأأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه و أأهلها اكنوا طمعانني ىف "معر" ‪ ..‬وفضلت البنت تلف عليه وتعمل املس تحيل عشان اجلوازه‬
‫دى تمت حلد ما كشفها عىل حقيقهتا ‪ ..‬وفسخ اخلطوبه‬
‫أأخرجهتا مدام "ثراي" من حريهتا عندما أأخربهتا بسبب فسخ اخلطوبة ‪ ..‬ألن هذا ا ألمر ظلت تفكر‬
‫فيه كثريا ‪ ..‬أأمكلت مدام "ثراي" قائهل بشئ من الكرب ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان كده الزم املرة دى ملا ييجى خيتار ‪ ..‬خيتار حص ‪ ..‬ولكنا الزم نشاركه الاختيار ده ‪ ..‬الن‬
‫البنت الىل هيتجوزها هتش يل امس عيلتنا الىل طول معرها ىف السام‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بشفقه ‪ ..‬نعم بشفقه فلقد تذكرت حديث النيب صىل هللا عليه وسمل " لن‬
‫يدخل اجلنة من اكن ىف قلبه مثقال ذره من كرب" ‪ ..‬أأمكلت مدام "ثراي" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل عايزه أأقوهل ‪ ..‬اىن شايفه انك اخر واحده ممكن تكوىن مناس به لعيةل "ا أللفى" ‪ ..‬انىت واحدة‬
‫كويسة وأأكيد هتالىق انسان كويس زيك هل نفس ظروفك ومن نفس مس تواىك‬
‫شعرت "ايمسني" ابلعربات حتاول أأن جتد الطريق لعينهيا ‪ ..‬لكهنا أأوقفهتا حبزم ‪ ..‬لن تسمع لتكل املر أأة‬
‫املتغطرسة أأن ترى تأأثري لكامهتا املسمومة علهيا ‪ ..‬قالت "ايمسني" بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان لسه مدتش قرار ىف املوضوع ده‬
‫قالت "ثراي" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ىف واحده عاقهل تقول لـ "معر" أل‬
‫شعرت "ايمسني" مبزيد من احلنق ‪ ..‬فأأمكلت ثراي ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس حبيت أأنصحك ‪ ..‬الفرق بينك وبني "معر" هيدمر حياتكوا بعد كده ‪ ..‬هو ممكن يكون‬
‫بيحبك دلوقىت ‪ ..‬بس بعد اجلواز احلب بيضيع واحلاجات التانية ىه الىل بترهر ‪ ..‬ساعهتا هيندم‬
‫عىل اختياره ‪ ..‬وعىل ترسعه ‪ ..‬وهيعرف انكوا مش مناس بني لبعض ‪ ..‬أأان بقوكل الالكم ده الن أأكيد‬
‫انىت مش عايزه تكوىن مطلقة للمرة التانية‬
‫شعرت "ايمسني" و أكهنا تلقت صفعة قوية عىل وهجها ‪ ..‬الن مل تعد تس تطيع كبح جامح عرباهتا الىت‬
‫أأخذت تتجمع ىف عينهيا همدده ابلسقوط ىف أأى حلره ‪ ..‬علمت مدام "ثراي" أأهنا ملست وترا حساسا‬
‫‪ ..‬فأأمكلت بقسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ده الىل هيحصل بعد ما يفوق من الزنوة الىل هو فهيا ‪ ..‬ويقارن بينك وبني البنات الىل حوليه‬
‫‪ ..‬زي بنىت "ايناس" مثال ‪ ..‬ىه جايه املزرعة بعد شوية ملا تشوفهيا هتعرىف نوعية البنات الىل فعال‬
‫مناس به لـ "معر"‬
‫مصتت قليال مث قالت اببتسامه مصطنعه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت شلكك بنت طيبة وتس تاهىل لك خري ‪ ..‬بس عشان مرتجعيش تندىم الزم تفكرى كويس ‪..‬‬
‫وشلكك كامن عاقةل وعشان كده أأان واثقه انك مش هتجيىب سريه ل "معر" عن الكىم معاىك ‪ ..‬اان‬
‫اتلكمت عشان مصلحتكوا انتوا االتنني ‪ ..‬ولو احتجىت حاجه ىف أأى وقت عرفيين‬
‫أأهنت الكهما مث اس تدارت وانرصفت ‪ ..‬شعرت "ايمسني" اب ألمل يغزو قلهبا ‪ ..‬وبنفسها يضيق ‪..‬‬
‫ومسحت دلموعها أأخريا ابلسقوط ‪ ..‬مل تتعرض ملثل هذه االهانه من قبل ‪ ..‬شعرت و أكهنا اكنت تقف‬
‫أأمام تكل املر أأة عاريه كيوم ودلهتا أأهما ‪ ..‬شعرت بأأن هذه املر أأة توجه اىل قلهبا وروهحا طعنات حاده‬
‫غري مباليه بتأأثري تكل الطعنات علهيا ‪ ..‬شعرت بأأهنا ختتنق ‪ ..‬أأخذت نفسا معيقا حتاول به ايصال‬
‫الهواء اىل رئتهيا ‪ ..‬لكن ههيات ‪ ..‬مازالت تشعر أأن ادلنيا تضيق وتضيق حىت أأطبقت عىل أأنفاسها ‪..‬‬
‫أأخرهجا صوت "والء" من رشودها ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ماكل‬
‫نررت الهيا "ايمسني" واللكامت حمبوسه ىف حلقها‬
‫قالت لها "والء" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماكل ‪ ..‬تعاىل اعدى جوه طيب ‪ ..‬ىه معت "معر" قالتكل ايه ضايقك كده‬
‫تركهتا "ايمسني" ومشت ىف طريقها وصلت اىل حيث يعمل وادلها فنادته ‪ ..‬أأقبل وادلها ‪ ..‬فقالت هل‬
‫حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬قول للبشمهندس "معر" اىن رفضته‬
‫هبت "عبد امحليد" وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه اي بنىت كده ده راجل كويس ميتعيبش‬
‫قالت "ايمسني" بصوت مهتدج ‪:‬‬
‫‪ -‬أأرجوك اي اباب متضغطش عليا‬
‫مث تساقطت عربة من عينهيا وىه تنرر الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وال هتغصبىن عليه زى "مصطفى" ؟‬
‫بدا التأأثر عىل وجه "عبد امحليد" وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا الوالد بيغلطوا ا ألب بيسامح ‪ ..‬لكن ملا ا ألب بيغلء والده بيكونوا فاكرين غلطته ومبينسوهاش‬
‫أأبدا‬
‫نررت اىل وادلها بتأأثر قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسفه اي اباب مكنش قصدى أأزعكل ‪ ..‬أأان بس مضايقه شوية ومش عارفه أأان بقول ايه ‪ ..‬حقك‬
‫عليا‬
‫‪ -‬خالص اي بنىت حمصلش حاجه ‪ ..‬ومادمىت مش عايزاه خالص ‪ ..‬دى حياتك مش هغصبك عىل‬
‫جواز اتىن أأبدا‬
‫ابتسمت هل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليك ليا اي اباب ‪ ..‬وبعد اذنك أأان هروح ل "سامح" أأعد معاها شوية‬
‫‪ -‬ماىش اي بنىت بس متتأأخريش ‪ ..‬وخلىب اكل من نفسك‬
‫ذهبت دلكتور "حسن" واس تأأذنته ىف الانرصاف ألهنا تشعر بتوعك ‪ ..‬فقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ال سالمتك أألف سالمه ‪ ..‬احنا اصال الهناردة يعترب مفيش شغل كتري ‪ ..‬مفيش مشلكة روىح‬
‫اراتىح‬
‫شكرته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا اي دكتور‬
‫غادرت واتصلت بـ "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" انىت فاضيه الهناردة‬
‫‪ -‬أه فاضية خري هتيجى ؟‬
‫‪ -‬لو مكنش يضايقك ‪ ..‬حسه اىن خمنوقه وحمتاجه اتلكم مع حد‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت منترراىك ومتقلقيش " أأمين" هيتأأخر الهناردة مش جاى الا ابلليل‬
‫‪ -‬خالص أأان خارجه أأركب حاال‬

‫أأثناء سريها ىف اجتاه البوابه ‪ ..‬ومن بعيد ‪ ..‬ر أأت س يارة تدلف اىل داخل املزرعة ‪ ..‬توقفت "ايمسني"‬
‫‪ ..‬رات فتاة تزنل من الس يارة ‪ ..‬فتاة مجيةل ذات شعر طويل ترتدى مالبس أأنيقة ضيقه عارية‬
‫الساقني ‪ ..‬تفحصهتا "ايمسني" وىه تسأأل نفسها تُرى هل ىه تكل الفتاة املدعوة "ايناس" والىت‬
‫حدثهتا مدام "ثراي" عهنا ‪ ..‬اكدت أأن هتم ابالنرصاف لكهنا وجدت "معر" خيرج من البيت ويذهب‬
‫ىف اجتاه تكل الفتاة ‪ ..‬و ‪ ....‬اكنت املفاجأأة الىت عصفت بلك كيان "ايمسني" ‪ ..‬أألقت الفتاة نفسها بني‬
‫ذراعيه وقبلته عىل وجنتيه بدون أأدىن جخل أأو حياء ‪ ..‬شعرت "ايمسني" بسكني حاد يُغرس ىف قلهبا‬
‫‪ ..‬نررت اىل "معر" لتتبني رد فعهل ‪ ..‬لكهنا وجدت مالحمه عاديه ‪ ..‬و أكن هذا هو الطبيعى واملعتاد‬
‫‪ ..‬و أكن مس امر أأة ال حتل هل أأمرا عاداي ابلنس به هل ‪ ..‬و أكن تكل ا ألمور أأصبحت عادية جملرد أأهنا ابنة‬
‫معته ‪ ..‬اكنت الفتاة تنرر اليه مبتسمه ضاحكه تتحدث وتتحدث ‪ ..‬وهو واقف يس متع ويتحدث ‪..‬‬
‫جتمعت ادلموع ىف عينهيا فر أأت بصعوبة الفتاة وىه تدلف اىل ادلاخل ‪ ..‬أأما "معر" فتوجه اىل س يارته‬
‫وانطلق هبا خارج املزرعة‪.‬‬

‫*******************‬
‫جلست "سامح" جبوار "ايمسني" تنرر الهيا ىف مصت ‪ ..‬حندثت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه ‪ ..‬من كرت ما أأان حسه بأأمل جوااي ‪ ..‬حسه اىن متخدره وعامهل زى املشلوهل الىل مش قادره‬
‫تتحرك ‪ ..‬أأان كنت فاكره اىن خالص هفرح زى ابىق البنات ‪ ..‬وهرجع ابتسم و أأحضك من قليب اتىن‬
‫‪ ..‬ملا اباب قاىل انه اتقدمىل ‪ ..‬فرحت أأوى ‪ ..‬مكنتش مصدقه ‪ ..‬كنت فرحانه أأوى ‪ ..‬كنت حسه ان‬
‫قليب طاير ‪ ..‬كنت بفكر بسطحيه أأوى ‪ ..‬اان زى "والء" فكرت ىف القرشة بس ‪..‬‬
‫قاطعهتا "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" مش وحش اي "ايمسني"‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل مبراره ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا مننفعش بعض اي "سامح" ‪ ..‬مش عارفه ازاى اان كنت عاميه كده ‪ ..‬هو واحد اترىب بطريقه‬
‫غري الىل أأان اتربيت بهيا ‪ ..‬واحد مبادئه وافاكره وحياته لكها خمتلفه متاما عىن ‪ ..‬مفيش أأى تاكفؤ بينا‬
‫اي "سامح" ‪ ..‬معته اكنت معاها حق ‪ ..‬بعد ما احلب ده يضيع مش هيالىق حاجه ختليه يمتسك بيا ‪..‬‬
‫هيعرف ساعهتا اننا مكناش مناس بني لبعض ‪" ..‬سامح" أأان طول معرى عايزه واحد يتقى ربنا فيا ‪..‬‬
‫واحد أأان وهو نعني بعض ‪ ..‬ونقرب من ربنا سوا ‪ ..‬ونبىن بيتنا سوا ونرىب والدان تربيه حص ‪ ..‬ونكون‬
‫قدوة حس نه لهيم ‪ ..‬ازاى اختارهلم أأب ‪ ..‬بيس تحل حرمات ربنا ابلشلك ده‬
‫قاطعها "سامح" مرة أأخرى قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص الىل أأان أأعرفه انه هو وبنت معته و أأخوها مرتبيني مع بعض وزى الاخوات ‪ ..‬يعىن هام‬
‫واخدين عىل بعض اوى يعىن ‪...‬‬
‫قاطعهتا "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت مقتنعه ابلىل انىت بتقوليه ده ‪ ..‬الىل يغلء غلطه صغريه يغلء غلطة كبرية اي "سامح" ‪ ..‬ماابكل‬
‫وهو اصال مش شايف انه بيغلء ‪..‬‬
‫مصتت قليال مث هتفت ابكيه بصوت متقطع ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" ملا خاىن اكن عارف انه بيخوىن ‪ ..‬أأما ده اخليانه عنده عادى ‪ ..‬هيخوىن وهو أأصال‬
‫مش حاسس ان دى خيانه ‪ ..‬واحد عايش ىف عامل غري الىل أأان عايشة فيه وغري الىل اان مرتبيه عليه‬
‫‪ ..‬بكرة ملا نتجوز يقوىل اقلعى احلجاب زى بنت معىت وزى خطيبىت القدمية ‪ ..‬بكرة يلبس ىن زهيم ‪..‬‬
‫وسلمي عىل الرجاهل زهيم ‪ ..‬و أأبقى خرست ديين ودنيىت ‪ ..‬بتقوىل انه مش وحش ‪ ..‬طيب لو هو‬
‫مش وحش اختار واحدة ابلشلك الىل وصفهتوكل ليه عشان تكون خطيبته ؟ ‪ ..‬ها ‪ ..‬وبعدها‬
‫خيتارىن اان ‪....‬‬
‫قلت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬بس هو دلوقىت اختارك انىت اي "ايمسني"‬
‫قالت مبراره ‪:‬‬
‫‪ -‬هو مفرقش اى حاجه عن "مصطفى" ‪" ..‬مصطفى" اختارىن النه عايز واحده حيطها ىف البيت زى‬
‫اى كريس ىف البيت ويبقى واثق فهيا وىف اخالقها ‪ ..‬وهو بره يعمل الىل عىل مزاجه ‪ ..‬و"معر" زيه‬
‫اختارىن لنفس السبب ‪..‬‬
‫قالت وادلموع تتساقء من عنينهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا "مصطفى" خاىن اي "سامح" ا ألمل كنت حساه ىف كرامىت ‪ ..‬لكن لو "معر" خاىن ‪.....‬‬
‫تعاىل صوهتا ىف الباكء قائهل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ا ألمل هيكون ىف قليب ‪ ..‬و أأان مش هقدر أأحتمل ده‬
‫هدئهتا "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت ايه اليل خيليىك تفكرى انه هيخونك اي "ايمسني"‬
‫قالت "ايمسني" حبزم من بني دموعها ‪:‬‬
‫‪ -‬الن حياته غلء وعيش ته غلء ‪ ..‬وترصفاته غلء ‪ ..‬هو واحد مبيخفش من ربنا وبيعمل الغلء‬
‫عيين عينك كده أأدام الناس ‪ ..‬الىل يعمل حاجه صغريه ببجاحه كده يعمل الكبرية اي "سامح"‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين مش دى املشلكة الوحيده ‪ ..‬املشلكة اىن اكتشفت اىن فعال انه مينفعنيش ‪ ..‬ده واحد‬
‫هيزنلىن معاه لتحت ‪ ..‬و أأان عايزه واحد ايخد ابيدي ونطلع سوا ‪ ..‬عايزه واحده هل نفس مباديئ نريب‬
‫والدان عىل مبادئ واحدة وقمي واحدة وافاكر واحدة ‪ ..‬مش أأان ابىن و أأبومه هيد ‪..‬‬
‫مث قالت بوهن ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزه أأطلق اتىن اي "سامح" كفاايىن جرح واحد ‪ ..‬مش هقدر أأحتمل جرح اتىن ‪ ..‬مش هقدر‬
‫أأخاطر اتىن ‪ ..‬أأان معنديش أأى ثقه يف "معر" ‪ ..‬زى ما اكن معنديش أأى ثقه ىف "مصطفى"‬
‫نررت لها "سامح" حبزن قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب فكرى اتىن ‪ ..‬واس تخريى اتىن‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اس تخرت ‪ ..‬وفكرت كويس ‪ ..‬الراجل اىل هختاره زوج ليا هختاره بقليب وعقىل ‪ ..‬مش بقليب‬
‫بس ‪ ..‬وال بعقيل بس ‪ ..‬الزم االتنني يوافقوا عليه ‪ ..‬الزم يترشف بيا وسء عليته ووسء الناس ‪..‬‬
‫أأان مش واحدة من الشارع زى ما معته حاولت تفهمىن ‪ ..‬أأان بنت انس ‪ ..‬حصيح انس فقرا ‪ ..‬بس‬
‫حمرتمني ونعرف ربنا ‪ ..‬ىه فاكرة اىن مش هقدر ارفض "معر" وقالهتاىل وش كده ان مفيش بنت‬
‫تقول ل "معر" أل ‪ ..‬بس أأان هقول أل ‪ ..‬أأان ومعر مس تحيل نكون لبعض ‪ ..‬ده أخر واحد ممكن‬
‫أأوافق اىن أأجتوزه‬

‫************************‬
‫توجه "عبد امحليد" اىل مكتب "معر" طرق الباب فسمه صوت "معر" ابدلاخل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫دخل "عبد امحليد" فهب "معر" واقفا واس تقبهل اببتسامه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬اتفضىل اعد‬
‫قال "عبد امحليد" ىف وجوم ‪:‬‬
‫‪ -‬تسمل اي بشمهندس بس أأان جاى أأقوكل لكمتني ومهىش عشان ورااي شغل‬
‫وقفت "معر" أأمامه مبتسام ونرر اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ‪ ..‬اتفضل‬
‫تهند "عبد امحليد تهنيدة حرسة وبدا مرتددا وقال دون أأن ينرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬بنىت رفضتك اي بشمهندس‬

‫وقع اخلرب اكلصاعقة عىل ر أأس "معر" ‪ ..‬اختفت ابتسامته شيئا فشيئا حىت تالشت متاما ‪ ..‬مصت‬
‫وهو حياول استيعاب ما مسع ‪ ..‬فنرر اليه "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش ممكن أأغصهبا مرة اتنية ‪ ..‬جوازهتا ا ألوىل اكنت غصب عهنا ‪ ..‬وحلفت بعدها اىن معرى ما‬
‫هعمل كده ىف بنت من بناىت‬
‫صدم "معر" للمرة الثانية ىف أأقل من دقيقة ‪ ..‬عندما عمل أأن زواج "ايمسني" اكن رغام عهنا‬
‫نرر اليه "عبد امحليد" بأأسف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسف اي بشمهندس‬
‫مث اس تدار وانرصف ‪ ..‬جلس "معر" عىل أأقرب مقعد وهو مازال حتت تأأثري صدمة رفضها اايه‪.‬‬

‫*************************‬
‫حرض املأأذون والشهود ىف بيت "هنةل" ‪ ..‬مل حيرض أأى من اخوهتا ‪ ..‬فقء أأهما وزوهجا ‪ ..‬بد أأ املأأذون‬
‫ىف مرامس الزواج ‪ ..‬وهنا قال "مصطفى" للمرة الثانية ‪:‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫قبلت زوهجا‪.‬‬

‫البارت ‪68‬‬

‫دخل "معر" اىل بيته واجام حزينا ‪ ..‬مسع صوت املزاح والضحاكت تتعاىل من غرفة املعيشة ‪ ..‬توجه‬
‫الهيم لريى وادلته ووادله و معته و "ايناس" جممتعون معا ‪ ..‬هتفت "ايناس" مبجرد أأن ر أأته ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" تعاىل ‪ ..‬السهرة نقصاك‬
‫دخل "معر" الغرفة ووقف أأماهمم ‪ ..‬قالت معته مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬حقيقي اي "ايناس" انىت عامهل جو اتىن للمزرعة ‪ ..‬ا ألايم الىل فاتت مكناش بنالىق حاجه تسلينا‬
‫هنا ‪ ..‬أأان من زمان مضحكتش الضحك ده‬
‫قالت "كرمية" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايناس" طول معرها دهما خفيف ‪ ..‬وبتعمل روح حلوة ألى ماكن برتوحه‬
‫حضكت "ايناس" وتنحنحت ىف حرج مصطنع قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحرجتوىن بالكمكوا اي جامعة‬
‫التفتت اىل "معر" قائهل ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬وحرضة مسو ا ألمري ر أأيه ايه فيا ‪ ..‬ر أأيه برده زهيم اىن مرحة ودىم وخفيف ومعاللكوا جو حلو من‬
‫ساعة ما جيت ؟‬
‫اكن "معر" مازال واجام ‪ ..‬نرر اىل لك العيون اىل تطلعت اليه مبتسمه ‪ ..‬وقال بلهجة ابردة خلت‬
‫من أأى انفعال ‪:‬‬
‫‪ -‬البنت الىل انىت كنتوا رافضني اهنا تدخل عيلتكوا ‪ ..‬ىه الىل رفضت تدخلها‬
‫قال ذكل مث غادر املاكن وتوجه اىل غرفته ىف الطابق العلوى و أأغلق الباب ىف هدوء ‪ ..‬مصتوا و أكن‬
‫عىل رؤسهم الطري ‪ ..‬اكنت تعبرياهتم متباينه ‪ ..‬فـمدام "ثراي" ظهر عىل وهجها عالمات الارتياح‬
‫واالنتصار ‪ ..‬أأما "ايناس" فمل تس تطع أأن ختفى ابتسامه الفرحه املمذوجه ابخلبث الىت تكونت عىل‬
‫شفتهيا ‪ ..‬أأما "نور ادلين" فبدا شاردا و أكنه يفكر تفكريا معيقا ‪ ..‬أأما "كرمية" فاكنت مشاعرها متباينه‬
‫‪ ..‬صدمة ‪ ..‬عدم تصديق ‪ ..‬ارتياح‪ ..‬حزن ‪ ..‬حرية ‪..‬مزجي جعيب تراه عىل وهجها ‪ ..‬هنضت من ماكهنا‬
‫ومهت بأأن تغادر الغرفة فأأوقفها "نور ادلين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬سبيه دلوقىت اي "كرمية"‬
‫نررت اليه قائهل ىف استناكر ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم أأطمن عليه‬
‫مث خرجت وتوهجت اىل غرفة "معر" ‪ ..‬أأما "ايناس" و وادلهتا فقد تبادلتا نررة ذات معىن‬
‫طرقت "كرمية" الباب فمل تسمع صوات ‪ ..‬ففتحته ودخلت و أأغلقته خلفها ‪ ..‬اكن "معر" جيلس ىف‬
‫الرالم عىل مقعد ىف مواهجة ش باك الغرفة وضوء القمر يتسلل اىل غرفته ليلقى بأأشعته الفضيه عىل‬
‫وهجه ‪ ..‬حاولت اضاءه الغرفة لكنه التفت الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي ماما سبيه مقفول‬
‫أأغلقته كام طلب ‪ ..‬وتوهجت اليه ‪ ..‬جلست عىل املقعد اجملاور هل وعينهيا تتطلعان اىل وهجه تراقب‬
‫انفعاالته ‪ ..‬سأألته بصوت حاىن ‪:‬‬
‫‪ -‬انت كويس اي "معر" ؟‬
‫تهند "معر" و أأغلق عينيه للحرة ‪ ..‬مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماما جبد أأان مش قادر أأتلكم‬
‫قالت "كرمية" ىف لهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزه أأطمن عليك بس‬
‫قال بشئ من احلده ‪:‬‬
‫‪ -‬اطمىن ‪ ..‬بس لو مسحىت أأان فعال مش قادر أأتلكم مع حد ‪ ..‬لو مسحىت س بيين مع نفيس شوية‬
‫ربتت أأمه عىل رجهل مث هنضت و أألقت عليه نررة أأىس قبل أأن خترج وتغلق الباب خلفها‬
‫اكنت هناك مشاعر ش ىت تعمتل داخل صدر "معر" ‪ ..‬اكن يسأأل نفسه سؤال واحد ‪ ..‬ملاذا رفضته‬
‫؟ ‪ ..‬اكن يبحث داخهل ىف حريه و أأمل عن اجابه لهذا السؤال ‪ ..‬ظل يبحث ويبحث اىل أأن متكن‬
‫التعب منه ‪ ..‬تعب ذهىن ونفيس ‪ ..‬شعر برغبه عارمه ىف أأن يذهب الهيا الن وميسكها من ذراعهيا‬
‫وهيزها بقوة لتخربه بسبب رفضها اايه ‪ ..‬ود لو يقول لها أأجننىت اي امر أأة ال أأس تطيع العيش دونك ‪..‬‬
‫أأنت أأصبحىت لك شئ ىف عاملى ‪ ..‬فلامذا تطرديين من جنتك بال رمحة أأو شفقه ‪ ..‬أأترنني أأن هذا‬
‫منك أأمرا هينا ‪ ..‬الك ‪ ..‬انه اكملوت ابلنس به ىل ‪ ..‬كحرماىن من الهواء اذلى‬ ‫سهال أأترنني أأن حرماىن ِ‬
‫اس تنشقه ‪ ..‬ملاذا تفعلني هذا يب ؟‬
‫قىض ليلته ساهرا عىل هذا املعقد ‪ ..‬مل تذق عينيه مغضا ‪ ..‬حىت أأرشق الصباح ‪ ..‬اكنت "كرمية" تعد‬
‫الفطور عىل السفرة مع اخلادمة ‪ ..‬عندما ر أأت "معر" يزنل مرسعا ويتوجه اىل الباب ‪..‬حاولت اللحاق‬
‫به ‪ ..‬لكنه خرج مرسعا و أأغلق الباب‬

‫توجه "معر" اىل خمزن العلف ‪ ..‬وجده مازال مغلقا ‪ ..‬وقف أأمامه واضعا يديه ىف جيب بنطاهل اكن‬
‫يبدو عليه التوتر والمتلمل من الانترار ‪ ..‬بعد قرابه الربع ساعه ‪ ..‬ر أأى "عبد امحليد" مقبال من بعيد‬
‫‪ ..‬فتوجه اليه ‪..‬نرر اليه "عبد امحليد" بدهشه ‪ ..‬وانترر أأن يتحدث ‪ ..‬نرر اليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بنتك رفضتىن ليه اي مع "عبد امحليد"‬
‫تهند "عبد امحليد" ىف حرسه ‪..‬مث ربت عىل كتف "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عارف ان أأفضاكل علينا كتري اي بشمهندس ‪ ..‬وان لوالك اكن زماان هللا أأعمل حبالنا دلوقىت ‪..‬‬
‫وخريك مغرقنا و ‪....‬‬
‫قاطعه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش ده سؤاىل اي مع "عبد امحليد" ‪ ...‬سؤاىل بنتك رفضتىن ليه ؟‬
‫جذبه "عبد امحليد" من كتفه وسارا معا قليال قال هل "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان زى ما قولتكل امبارح جوازهتا ا ألوىل أأان غصبهتا علهيا ‪ ..‬مكنتش مرحتاهل ‪ ..‬ومكنتش عايزه‬
‫تتجوز برسعه ‪ ..‬بس أأان من خوىف علهيا ‪ ..‬اىن أأموت و أأسيهبا ىف ادلنيا دى لوحدها ىه و أأخهتا ‪..‬‬
‫والناس معدتش برتمح ‪ ..‬قولت أأىه تكون ىف عصمة راجل تتحمى فيه ويكون س ندها ‪ ..‬لكنه طلع‬
‫لكب وال يسوى ‪..‬‬
‫مث قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان كده حلفت اىن معرى ما هغصب واحده فهيم عىل راجل ىه مش عايزاه‬
‫مصت "معر" وهو يس متع اىل "عبد امحليد" ‪ ..‬شعر اب ألىس عىل "ايمسني" الىت اضطرت اىل العيش‬
‫شهر اكمل مع رجل ال تريده ‪ ..‬شعر ابحلنق والضيق والغضب ألجلها ‪ ..‬وشعر ابلغريه تطعنه ىف قلبه‬
‫طعنات قاتهل ‪ ..‬التفت اىل "عبد امحليد" قائال حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريتك ما غصبهتا عليه‬
‫تهند "عبد امحليد" حبرسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل حصل بأأه اي بشمهندس ‪ ..‬وامحلد هلل ان ربنا خلصها منه ‪ ..‬مع اهنا خالص احتسبت علهيا‬
‫جوازه‬
‫توقف "معر" عن السري ونرر اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬برده ماقولتليش ىه ليه رفضاىن ؟‬
‫‪ -‬ما قالتليش سبب الرفض ‪ ..‬قالتىل بس اهنا مش عايزاك ‪ ..‬و أأان حماولتش أأضغء علهيا‬
‫شعر "معر" اب ألمل عندما مسع (مش عايزاك) ‪ ..‬أأطرق بر أأسه ىف مصت ‪ ..‬ربت "عبد امحليد" عىل‬
‫ذراعه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بص اي بشمهندس ‪ ..‬ىه لسه اي دوب مطلقه ‪ ..‬ومصدقت اهنا خلصت من الىل ميتسامش ‪ ..‬أأكيد‬
‫البنت لسه مش عىل بعضها ‪ ..‬ولسه خايفه من طليقها ليأأذهيا ‪ ..‬وأأكيد ىه مش عارفه ىه عايزه ايه‬
‫‪..‬اصرب علهيا ‪ ..‬أأان عارف اهنا مش هتالىق أأحسن منك ‪ ..‬بس املوضوع حمتاج صرب شوية‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه ‪ ..‬مث تركه وانرصف ‪ ..‬وعينا "عبد امحليد" تتابعه حبرسه ‪.‬‬

‫***********************‬
‫استيقرت "ايمسني" متاكسهل ‪ ..‬أأخذت تنرر اىل ساعهتا لتعمل اهنا تأأخرت عىل معلها ‪ ..‬لكنه ال‬
‫تشعر بأأى رغبة لذلهاب اىل العمل ‪ ..‬أأو حىت ملغادرة فراشها ‪ ..‬اكنت ختىش أأن تراه فتضعف‬
‫مقاومهتا ‪ ..‬ظلت تُفكر تُرى ماذا اكن رد فعهل عندم عمل برفضها اايه ‪ ..‬طبعا ُصدم ابتسمت لنفسها‬
‫بسخريه ‪ ..‬هو ابلتأأكيد غاضب اثئر الن ‪ ..‬ليس ألنه خرسها ‪ ..‬بل لكرامته الىت ُأهدرت ‪ ..‬للصفعة‬
‫الىت أأعطهتا اايه ‪ ..‬وابلتأأكيد عائلته سعيده الن ‪ ..‬أأنه ابتعد عن الفتاة الىت يروهنا غري الئقه لتصبح‬
‫واحده مهنم ‪ ..‬شعرت ابلغضب جيتاح كياهنا ‪ ..‬ومي أل نفسها ‪ ..‬ظلت تس تغفر رهبا ‪ ..‬لتحاول هتدئه‬
‫نفسها ‪ ..‬مث هنضت وتوضأأت وصلت الضحى ‪ ..‬وارتدت مالبسها وخرجت لذلهاب اىل معلها‬

‫وقفت "هنةل" ىف مطبخ بيهتا اجلديد ‪ ..‬بيت "ايمسني" سابقا ‪ ..‬و أأخذت تعد طعام الفطور وىه‬
‫تدندن ىف سعاده ‪ ..‬استيقظ "مصطفى" ودخل املطبخ فرأها وعالمات الفرح عىل وهجها ‪ ..‬شعر‬
‫ابلغيظ وقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬مكنتش أأعرف انك بتقوىم من النوم مزاجك رايق كده‬
‫التفتت اليه قائهل بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬وهتعرف منني ‪ ..‬انت اكن كبريك تشوفىن ابلليل وختلع‬
‫تركها وذهب اىل امحلام ‪ ..‬أأعدت السفرة وجلست ىف انتراره ‪ ..‬خرج وجلس يتناول طعامه ىف‬
‫مصت ‪ ..‬التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اكن رجل طيب‬
‫قال لها بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬هو مني ده‬
‫قالت هل حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل انت عامهل حداد يوم صبحيتنا‬
‫أألقى الطعام من يده والتفت الهيا وصاح بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬صبحيتنا ‪ ..‬مسعيين اتىن كده ‪ ..‬ليه انىت فاكره نفسك بنت بنوت وال ايه ‪ ..‬ده احنا دفنينه سوا‬
‫قالت بنفس السخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو عشان دفنينه سوا ‪ ..‬الزم تبقى العالقة بينا أأحسن من كده‬
‫قال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزاىن أأعامكل ازاى ان شاء هللا‬
‫قالت "هنهل " ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاملىن زى ما كنت بتعاملىن زمان ‪..‬فرق ايه زمان عن دلوقىت ‪ ..‬ىه جمرد الورقة الىل كتبناها‬
‫امبارح عند املأأذون ‪ ..‬ختيل اهنا متكتبتش واحنا مع بعض زى ما احنا‬
‫قال مبراره ‪:‬‬
‫‪ -‬أأختيل ازاى اهنا متكتبش دى أأان حاسس ان الورقة دى سلسهل ربطاىن من رقبىت‬
‫نررت اليه حبزن قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لدلرجة دى اي "مصطفى" ‪ ..‬شايف ان جوازك مىن سلسةل حوالني رقبتك‬
‫قال بقسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة سلسةل خنقاىن ولو أأطول أأخلص مهنا كنت خلصت‬
‫هنض و أأخذ اجلاكيت ارتداه وفتح ابب البيت وخرج و أأغلقه بقوة ‪ ..‬وترك "هنةل" خلفه ودموع احلزن‬
‫تتجمع ىف عينهيا وقالت لنفسها ( ليك حق تعمل فيا أأكرت من كده ‪ ..‬أأان الىل أأهنت نفىس من البداية‬
‫)‬

‫***********************‬
‫اتصل "كرم" بـ "رهيام" عىل اخلء ادلاخىل وطلب مهنا احضار أأحد امللفات اىل مكتبه ‪ ..‬طرقت‬
‫"رهيام" الباب فأأرسع برفع سامعة اخلء اخلارىج ‪ ..‬دخلت "رهيام" فأأشار الهيا بيده أأن تنترر ‪..‬‬
‫أأمسكت امللف بلكتا يدهيا وانتررت حىت يهنىى ماكملته ‪ ..‬حتدث "كرم" وهو يرجع برهره اىل الوراء‬
‫ويضع ساقا فوق ساق ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا هو احنا عندان أأعز منك ‪ ..‬انىت عارفه معزتك عندان كويس ‪ ..‬وعندى أأان حتديدا‬
‫أألقى نرره عىل "رهيام" الواقفة أأمامه ‪ ..‬والىت ال ترهر أأى انفعاالت عىل وهجها ‪ ..‬لكن اكنت بداخهل‬
‫تشعر ابلضيق واحلنق وودت لو أأخذت منه سامعة الهاتف وحطمهتا فوق ر أأيه ‪ ..‬أأمكل "كرم" ىف‬
‫صوت هامئ ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتيجي تنوريىن ىف املكتب ‪ ..‬اي سالم تعاىل انىت بس وانىت تشوىف أأان هس تقبكل ازاى ‪..‬‬
‫بس ايريت القمر حين وميتأأخرش علينا ‪ ..‬عشان احنا مش محل بعاده‬
‫اكنت "رهيام" قد وصلت اىل ذروة غضهبا ‪ ..‬مهت ابالنرصاف لكهنا حملت عىل ا ألرض هناية سكل‬
‫الهاتف اذلى يتحدث فيه "كرم" ‪ ..‬اكنت عامةل التنريف تتعرث ىف ا ألسالك ‪ ..‬لكام نرفت ‪ .‬فاكنت‬
‫تفصلها من ماكهنا ‪ ..‬واكنت "رهيام" تعيدها مرة أأخرى قبل وصول "كرم" ‪ ..‬لكهنا اليوم نسيت تركيب‬
‫سكل اخلء اخلارىج ‪..‬‬
‫التفتت لتنرر اليه مرة أأخرى وعالمات خبيثه ترتسم عىل وهجها ‪ ..‬أأهنىى "كرم" ماكملته ووضع‬
‫السامعة ماكهنا وهو خيتلس النرر اىل "رهيام" الىت قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬اظاهر ان حرضتك كنت بتتلكم مع خشصية هممة جدا‬
‫ابتسم "كرم" خببث ومتطع قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬فعال خشصية هممة جدا ‪ ..‬تقدرى تقوىل واحده مش عادية‬
‫نررت اليه "رهيام" وعيوهنا تلمع ىف مرح وخبث وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬اظاهر فعال اهنا واحده مش عاديه أأبدا دلرجة انك س بحان هللا تقدر تتلكم معاها من غري ما‬
‫يكون ىف حرارة ىف التليفون‬
‫نرر الهيا "كرم" وقد هبُ ت ‪..‬فأأشارت بر أأسها اىل سكل الهاتف امللقى عىل ا ألرض ‪ ..‬نرر "كرم" اليه‬
‫وهو يمتىن أأن تنشق ا ألرض وتبلعه فورا ‪ ..‬تقدمت "رهيام" ووضعت امللف عىل املكتب ‪ ..‬وخرجت‬
‫وىه ترمس ابتسامه خبيثه عىل شفتهيا ‪ ..‬أأما "كرم" فقد اكن يشعر حبرج شديد من هذا املأأذق‬
‫السخيف اذلى وضع نفسه فيه‬

‫**********************‬

‫‪ -‬يعين ىه قالتك ىه رفضته ليه ؟‬


‫أألقى " أأمين" هذا السؤال عىل "سامح" وهام جالسان معا يتناوالن طعام االفطار ‪ ..‬قالت "سامح" ىف‬
‫ضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة حصبك مينفعهاش‬
‫قال " أأمين" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بأأه ؟‬
‫‪ -‬هام االتنني خمتلفني عن بعض ىف لك حاجه ‪ ..‬ا ألخالق الطباع الرتبية اسلوب حياهتم ‪ ..‬لك حاجه‬
‫خمتلفني فهيا ‪ ..‬هام االتنني مينفعوش بعض اي " أأمين" ‪" ..‬ايمسني" طول معرها عاقهل وبتفكر بعقلها ‪..‬‬
‫وبرصاحة أأان معاها ىف قرارها ده‬
‫‪ -‬بس ده مكنش ر أأيك ملا عرفىت ان "معر" اتقدملها‬
‫قالت "سامح" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬الىن مكنتش شايفه املوضوع من وهجة نرر "ايمسني" بس بعد ما مسعهتا امبارح فهمت وهجة نررها‬
‫‪ ..‬وفعال معاها حق ختاف منه وترفضه ‪ ...‬متنساش اي " أأمين" اهنا مطلقه ‪ ..‬يعين أأكيد مش عايزة‬
‫ختوض جتربة فاشهل للمرة التانية‬
‫قال " أأمين" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ومني قاكل اهنا هتكون جتربة فاشهل ‪ ..‬انىت متعرفيش "معر" بيحهبا ازاى ‪" ..‬معر" صاحيب اي‬
‫"سامح" عرشة س نني طويةل مش س نة وال اتنني ‪ ..‬أأان معرى ما شوفته متعلق حبد كدة ‪ ..‬حىت‬
‫البنت الىل اكن خطهبا قبل كده ‪ ..‬مكنتش شايفه متعلق بهيا كده‬
‫‪ -‬أأهو البنت الىل اكن خطيهبا دى أأحد أأس باب رفض "ايمسني" لـ "معر"‬
‫قال " أأمين" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعىن ‪ ..‬ىه رفضاه عشان اكن خاطب ؟‬
‫‪ -‬أل طبعا اي " أأمين" مش عشان خاطب ‪ ..‬عشان الانسانه الىل خطيهبا دى ‪ ..‬ىه مسعت الكم‬
‫كتري عهنا هنا ىف املزرعة ‪ ..‬يعين الىل خيطب واحدة ابملنرر ده ‪ ..‬هيكون ايه يعين غري واحد اتفه‬
‫قال " أأمين" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬اكنت غلطة ‪ ..‬ورجع عهنا ىف الوقت املناسب ‪ ..‬هنعلقهل حبل املش نقة يعين‬
‫قالت "سامح" حتاول افهامه ‪:‬‬
‫‪ -‬اي " أأمين" أأان ما قولتش ان ده السبب الوحيد ‪ ..‬قولت ده أأحد ا ألس باب ‪ ..‬وىف أأس باب قوية جدا‬
‫‪ ..‬بس مش هقدر أأقوكل علهيا ‪ ..‬ألن "ايمسني" مأأمناىن ان الالكم مايوصلكش ‪ ..‬بس فعال ىه‬
‫معاها حق ترفض‬
‫قال " أأمني" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا انتوا االتنني أأغرب من بعض ‪ ..‬انىت مش رشحاىل املوضوع عىل بعضه عشان كده اان مش‬
‫عارف أأفهم أأس باب رفضها ‪ ..‬بس احلاجه الوحيدة الىل أأان عارفها ‪ ..‬ان "معر" بيحهبا جبد ‪ ..‬و دى‬
‫أأول مرة أأشوفه بيحب واحده كده‬
‫تأأملته "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت واثق انه بيحهبا جبد‬
‫أأكد لها " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة واثق‬
‫قالت ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش بأأه ‪ ..‬ربنا ييرسلها اخلري وخالص‬

‫***************************‬
‫يتبع‬
‫اكنت تقف وتوىل ظهرها اىل الباب ‪ ..‬تقر أأ امللف اذلى بني يدهيا وتضيف عليه مالحراهتا ‪ ..‬التفتت‬
‫لتجده أأماهما ‪ ..‬يقف أأمام الباب وينرر الهيا ىف مصت ‪ ..‬تسارعت خفقات قلهبا ‪ ..‬شعرت‬
‫ابالضطراب ‪ ..‬ودت الهرب ‪ ..‬لكنه واقف يسد املنفذ الوحيد للهرب ‪ ..‬هربت من عينيه ‪ ..‬وساد‬
‫الصمت ‪ ..‬قال "معر" هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن أأعرف انىت ليه رفضتيين‬
‫ازداد ارتباكها ‪ ..‬مصتت ‪ ..‬ال تدرى ما تقول ‪ ..‬أأعاد سؤاهل مره أأخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه رفضتيين ؟‬
‫أأيقنت أأن ال مفر منه ‪ ..‬نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأعتقد ان من حقى اىن أأقبل أأو أأرفض ‪ ..‬و أأان رفضت‬
‫تالقت نرراهتام ىف مصت للحرة ‪ ..‬نررة عتاب منه ‪ ..‬ونررة صد مهنا ‪ ..‬قال لها هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا من حقك تقبىل أأو ترفىض ‪ ..‬لكن أأان بسأأل عن أأس باب الرفض‬
‫قالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفضل أأحتفظ بهيا لنفيس‬
‫قال برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش من حقك‬
‫احتدت عليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه مش من حقي‬
‫قال "معر" بنفس الرصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬مش من حقك حتتفرى بأأس باب الرفض لنفسك ‪ ..‬الزم أأعرفها‬
‫متاسكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان معنديش الكم أأقولهوكل ‪ ..‬رفضت وخالص‬
‫ظهرت عالمات الغضب عىل وجه "معر" واقرتب مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ليه بتعمىل كده‬
‫قالت بغضب ىه ا ألخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي بشمهندس ‪ ..‬مضايق اىن رفضتك ‪ ..‬ايه كنت فاكر ان مفيش بنت تقدر ترفضك‬
‫مصتت قليال مث نررت ىف عينيه قائهل بقسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬أأان رفضك ‪ ..‬حتب تسمعها اتىن ‪ ..‬أأان رفضتك ‪ ..‬أأان مش زى البنات الىل انت تعرفهم واليل‬
‫يمتنوا اشاره منك ‪ ..‬أأان مش زهيم ‪ ..‬أأان أأبعد من أأحالمك‬
‫قالت ذكل مث انرصفت مرسعه ‪ ..‬لترتك "معر" فريسه للشعور ابلغضب‬

‫وقفت "ايمسني" ىف املساء مع أأخهتا ىف رشفة غرفهتام ‪ ..‬قالت "ايمسني" هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا الزم منىش من هنا ‪ ..‬معدش ينفع نستىن ىف املزرعة‬
‫قالت "رهيام" بلوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟ ‪ ..‬منىش ليه ؟‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬منىش بكرامتنا قبل ما "معر" يطردان‬
‫‪ -‬تفتكرى "معر" ممكن يطردان‬
‫رشدت "ايمسني" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حىت لو مطردانش ‪ ..‬فده هيكون عشان خاطر " أأمين" بس ‪ ..‬لكن هو أأكيد عايزان منىش من هنا‬
‫بعد ما رفضته‬
‫نررت الهيا "رهيام" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت مش ممكن تغريي ر أأيك اي "ايمسني"‬
‫هزت "ايمسني" ر أأسها نفيا وقالت بضعف ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬مش هغري ر أأيي‬
‫قالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬بس انىت ‪....‬‬
‫مث قطعت الكهما ‪ ..‬نررت الهيا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حىت لو كنت كده ‪ ..‬ده مش كفايه ابلنس بة ىل ‪ ..‬عشان أأوافق عليه‬
‫مث نررت اىل أأخهتا بأأمل قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" عشان خاطرى مش حبه أأتلكم ىف املوضوع ده‬
‫ربتت "رهيام" عىل ظهرها ىف حنو قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص أأفىل عىل املوضوع‬
‫مث هتفت ىف مرح جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن هكيكل حاجة تضحكك‬
‫نررت الهيا "ايمسني" برجاء قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريت ‪ ..‬أأان فعال نفيس أأحضك‬
‫قالت "رهيام" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" الهنارده معل حتت موقف خىل شلكه زابااااااااهل‬
‫حضكت "رهيام" ‪ ..‬فسأألهتا "ايمسني" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه معل ايه ؟‬
‫أأمكلت "رهيام" ضاحكة ‪:‬‬
‫‪ -‬نداىل عشان أأجيبهل ملف و أأول ما دخلت معل نفسه بيتلكم مع موزه ىف التليفون وهاتك اي‬
‫تسبيل وهيام والكم حيرق ادلم ‪..‬وبعد ما قفل نهبته ان الفيشة بتاعة التليفون مفصوهل ‪ ..‬حسيته اكن‬
‫هميوووووت‬
‫حضكت "ايمسني" مع "رهيام" الىت مل تامتكل نفسها ىه ا ألخرى ‪ ..‬سأألهتا "ايمسني" وسء حضاكهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب هو ليه معل كده‬
‫قالت "رهيام" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عارفه ‪ ..‬حب يرتمس أأو جيس نبىض‬
‫سأألهتا "ايمسني" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬جيس نبضك ازاى يعين‬
‫قالت "رهيام" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين يشوف رد فعىل ايه ملا أأمسعه بيلكم بنت ابلشلك ده أأداىم ‪ ..‬بس ايه أأختك أأسد وال بينت‬
‫أأى حاجه عىل وىش ‪ ..‬واديتهل اللكمتني وكسفته من نفسه وخرجت‬
‫قالت "ايمسني" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ىف ايه ابلربء اي "رهيام"‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين تقدرى تقوىل كده ىف رشارات خفيه ‪ ..‬بس احنا االتنني عاملني فهيا من بهنا‬
‫قالت لها "ايمسني" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬متلعبيش ابلنار اي "رهيام" ‪" ..‬كرم" صاحب "معر" يعين ممكن يكون زيه‬
‫قالت "رهيام" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬هو انيت ليه شايفه "معر" وحش أأوى كده ‪ ..‬أأى راجل ىف س نه ممكن يكون هل أأخطاء وماىض‬
‫‪..‬املهم انه يتوب ويبقى كويس‬
‫قالت "ايمسني" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان مش عايزة أأبدا راجل ابلشلك ده ‪ ..‬أأان عايزه واحد أأكون أأان ا ألوىل ىف حياته زى ما هو ا ألول‬
‫ىف حياىت‬
‫احتدت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ليه بتتعامىل مع "معر" أأكنه "مصطفى" ‪ ..‬أأكنه غلء نفس غلطة "مصطفى" ‪..‬‬
‫مصتت "ايمسني" فأأمكلت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت خايفه ‪ ..‬جتربتك مع "مصطفى" خلتك خايفه من أأى راجل وحسه انه هيخونك ىف أأول فرصه‬
‫قالت "ايمسني" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬معاىك حق ‪ ..‬ول ألسف حياة "معر" الغلء والىل ضد مباديئ خموفاىن أأكرت ‪ ..‬وخملياىن مش قادرة‬
‫أأثق فيه‬
‫قالت لها "رهيام" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثقه ان "معر" هيتغري علشانك اي "ايمسني"‬
‫‪ -‬تفتكرى‬
‫‪ -‬لو بيحبك هيتغري‬
‫رددت "ايمسني" ىف مراره ‪:‬‬
‫‪ -‬ده لو بيحبىن فعال ‪ ..‬مش جمرد حاجه جديدة حابب جيرهبا ‪..‬بنت ممرتش عليه قبل كده جذبت‬
‫انتباهه مش أأكرت‬
‫ر أأت "رهيام" عالمات احلزن عىل وجه أأخهتا فقالت ىف مرح‬
‫‪ -‬انىت عامةل زى الىل اتلسع من الرشبه ومن كرت خوفه يتلسع اتىن عامل ينفخ ىف الزابدى ‪ ..‬و"معر"‬
‫مش زابدى ‪ ..‬ده قشطة خملوطه حبالوة وعلهيم صوص مريب ‪ ..‬متخيهل الطعم‬
‫ابتسمت "ايمسني"‪ ..‬و أأخذت تتأأمل النجامت الىت تلمع فوق ر أأسها ىف رشود‬

‫******************‬

‫بعد عدة أأايم من زواهجام ‪ ..‬اكان جيلسان معا ملشاهدة التلفاز ‪ ..‬عندما التفت "مصطفى" الهيا ونرر‬
‫الهيا بربود قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت هتودلى امىت ؟‬
‫ظلت تنرر اىل التلفاز دون أأن جتيبه أأو تلتفت اليه ‪ ..‬قال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ‪ ..‬مش بلكمك ‪ ..‬انىت ىف الشهر الاكم ‪ ..‬وهتودلى امىت ؟‬
‫مل جتيبه ‪ ..‬فأأخذ الرميوت بعصبيه و أأغلق التلفاز ‪ ..‬التفتت اليه ىف برود وجفرت قنبهل ىف وهجه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش حامل أأصال‬
‫مصت للحرات وهو ال يعى ما قالت ‪ ..‬وعندما بد أأ ىف استيعاب اخلدعة الىت أأوقعته فهيا هب واقفا‬
‫ونرر الهيا قائال بغذب هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم اي روح أأمك ‪ ..‬يعين ايه مش حامل ‪ ..‬أأمال أأان اهتببت واجتوزتك ليه‬
‫وقفت لتواهجه وقالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬اجتوزتىن عشان تصلح غلطتك الىل مرضتش تصلحها مبزاجك ‪ ..‬أأديىك صلحهتا ورجكل فوق‬
‫رقبتك‬
‫أأمسكها من شعرها بقسوة وصفعها بقوة عىل وهجها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مهوتك ‪ ..‬وهللا ملوتك ىف ايدي الهناردة اي تيييييييييييت‬
‫نررت اليه وهتفت وىه تتأأمل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬موتىن عشان تدخل السجن طول معرك ‪ ..‬أأو يعدموك وحتصلىن اي "مصطفى"‬
‫توقف عن شد شعرها وهو ينرر الهيا بغضب ‪ ..‬فأأمكلت قائهل بقسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬ادامك ‪ 5‬حلول مفيش غريمه ‪ ..‬اما انك تقتلىن زى ما بتقول وساعهتا اي السجن ايالعدام ‪ ..‬واحلل‬
‫التاىن انك تطلقىن وساعهتا هتبقى مسعتك ىف ا ألرض ‪ ..‬الىن اتىن واحدة تتجوزها وتطلق ىف شهر‬
‫العسل ‪ ..‬ده غري ان ا ألوىل فضحتك مبا فيه الكفاية ملا رفعت عليك قضية خلع يعين اكيد الناس‬
‫هتقول ان املشلكة فيك انت ‪ ..‬والىل هيأأكد ده ان التانية تطلق بعد اكم يوم جواز ‪ ..‬أأما بأأه احلل‬
‫التالت هو اننا نفضل مع بعض ‪ ..‬احنا االتنني غلطتنا واحنا االتنني بندفع متن الغلطة دى ‪ ..‬يعين‬
‫احنا االتنني مضطرين نفضل مع بعض عشان حنافظ عىل مسعتنا وسء الناس ‪ ..‬يعين حمدش أأحسن‬
‫من حد اي "مصطفى"‬
‫تركها "مصطفى" وقد أأدرك حصة ما تقول ‪ ..‬هو مضطر للبقاء معها ‪ ..‬مضطر دلفع مثن أأخطائه ‪..‬‬
‫مضطر أأن يبقى مقيدا بذكل القيد اذلى يطبق عىل أأنفاسه ‪ ..‬مضطر ألن يبقى زوجا لخر فتاة اكن‬
‫يمتىن الزواج هبا‬

‫**********************‬
‫تقدمت "ايمسني" اىل مكتبه ‪ ..‬وقفت أأمامه للحرات ‪ ..‬اكنت هذه أخر مرة سرتاه فهيا ‪ ..‬يرتحل‬
‫وترتك املزرعة ىه و أأهلها ‪ ..‬اكن من املمكن أأن ترتك هممة اخباره بذكل اىل وادلها ‪ ..‬لكهنا أأرادت أأن‬
‫ختربه بنفسها ‪ ..‬مل تدرى ملاذا تفعل ذكل ‪ ..‬هل لىك تشعر ابنتصارها أأمامه ان اس تطاعت اخلروج‬
‫من املزرعة برغبهتا ودون اراقة ماء وهجها ‪ ..‬أأم لىك تراه لخر مرة‬
‫وقفت للحرات مث اس تجمعت جشاعهتا وطرقت الباب ‪ ..‬اكن مبفرده ‪ ..‬جالس يتأأمل الورق اذلى‬
‫أأمامه دون أأن يرى منه حرفا ‪ ..‬عندما رأها شعر مبزجي من احلب وا ألمل يغزو قلبه ‪ ..‬فها ىه حبيبته‬
‫القريبة البعيدة ‪ ..‬ال يس تطيع الاقرتاب مهنا وال الابتعاد عهنا ‪ ..‬وقفت أأمامه مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان جايه أأبلغ حرضتك اننا يومني وان شاء هللا هنسيب املزرعة‬
‫أأرجع ظهره و أأس نده عىل الكرىس ‪ ..‬مصت لربهه ‪ ..‬مث نرر الهيا بربود قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الكىم ىف املوضوع ده مش معاىك انىت ‪ ..‬مع وادلك‬
‫نررت اليه بدهشة فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬املوضوع ده القرار فيه لوادلك مش لييك‬
‫قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ده قرار مشرتك لينا احنا التالته ‪ ..‬و أأان جايه أأبلغ حرضتك بيه‬
‫قالت بنفس الربود ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان الكمك ده ملوش أأى معىن عندى اال اذا مسعته من وادلك‬
‫ضهرت عالمات الغضب عىل وهجها ملاذا يتجاهلها و أكن ر أأهيا ال يعنيه ‪ ..‬قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬بقول حلرضتك ده ر أأينا احنا التالته ولو لكمت وادلى هيقوكل نفس الالكم‬
‫مصت قليال مث قال هبدةء ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب هتلكم معاه ‪ ..‬اتفضىل عىل شغكل‬
‫مث أأمسك قلمه ورشع ىف النرر اىل ا ألوراق الىت أأمامه ‪ ..‬شعرت ابحلنق والضيق وغادرت مكتبه‬
‫ىف عصبيه ‪ ..‬نرر "معر" اىل الباب اذلى أأغلقته خلفها مث ترك القمل من يده وتهند ىف حزن ‪ ..‬قام من‬
‫فوره وذهب اىل مع "عبد امحليد" ىف اخملزن وسأأهل عام قالته "ايمسني" ‪ ..‬فقال "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأظن اي بشمهندس معدش ينفع نستىن هنا بعد كده‬
‫سأأهل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه اي مع "عبد امحليد" حد هنا ضايقكوا ‪ ..‬أأان صدر مىن حاجه ضايقتكوا‬
‫قال "عبد امحلد" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا اي بشمهندس ‪ ..‬أأان مشفتش ىف ذوقك وال ىف أأدبك واخالقك‬
‫‪ -‬أأمال عايزين متشوا من املزرعة ليه ؟‬
‫قال "بعد امحليد" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين بعد الىل حصل ‪ ..‬أأظن انت الىل هتكون حابب اننا منىش‬
‫نرر اليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأظن احنا اتفقنا أخر مرة ان املوضوع حمتاج صرب مش كده ‪ ..‬يعين الىل عايز أأقوهل أأان مفقدتش‬
‫ا ألمل ‪ ..‬عارف ان الوقت مش مناسب ابلنس بلها ‪ ..‬وىه ممكن يكون تفكريها مضطرب ‪ ..‬وعشان‬
‫كده رفضت ‪ ..‬وحىت لو موافقتش و أأرصت عىل الرفض ‪ ..‬ده مش معناه انكوا تسيبوا املزرعة ومتشوا‬
‫قال هل "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي بشمهندس ‪.....‬‬
‫قاطعه "معر" قائال ‪:‬‬
‫مع "عبد امحليد" انت الس نني الىل اش تغلهتا ىف الشغل احلكوىم خليتك منرم زى الساعة ابلربء ‪..‬‬
‫وحمدش قبكل مسك اخملزن ابيد من حديد زيك كده ‪ ..‬يعين فعال أأان حمتاجك هنا ‪ ..‬وانت عارف‬
‫ان الشغالنه دى مينفعش أأحء فهيا الا واحد أأثق فيه ‪ ..‬من بعد ما عينت كذا واحد واكتشفت‬
‫اهنم اكنوا بيرسقوا من العلف ويبيعوه برخص الرتاب ‪ ..‬يعىن مفيش حد غريك أأثق فيه و أأسلمه مفاتيح‬
‫اخملزن ده ‪ ..‬اي ترى بأأه بعد لك الىل قولهتوكل ده لسه برده عايز تسيب املزرعة ومتىش‬
‫ابتسم "عبد امحليد" ىف رسور وقد فرح لثقة "معر" به وبعمهل وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده احنا خندمك بعنينا اي بشمهندس‬
‫ابتسم "معر" وربت عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تسمل اي مع "عبد امحليد"‬
‫مث تركه وانرصف‬
‫***************************‬
‫خرجت "رهيام" من املكتب بعد انهتاء معلها ىف طريقها اىل غرفهتا ‪ ..‬عندما أأوقفها "هاىن" واعرتض‬
‫طريقها ‪ ..‬نررت اليه ىف حده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم ؟‬
‫ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي أنسه "رهيام"‬
‫تركته وأأمكلت طريقها فاعرتض طريقها مرة أأخرى ‪ ..‬فهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو حمرتمتش نفسك أأان هش تكيك للبشمهندس "كرم"‬
‫اتسعت ابتسامته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش تعرىف ا ألول أأان عايزك ىف ايه‬
‫قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزة أأعرف‬
‫ومهت ابلسري مرة أأخرى ‪ ..‬لكنه وقف أأماهما قائال والابتسامه تعلو شفتاه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايز أأتقدمكل‬
‫هبتت ووقفت تنرر اليه ىف دهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم‬
‫أأعاد ما قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايز أأتقدمكل‬
‫امحرت وجنتاها ‪ ..‬ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت تعرفىن منني عشان تتقدمىل‬
‫نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح معرفكيش انىت النك مش مدايىن فرصة اعرفك ‪ ..‬بس اعرف اختك ادلكتورة "ايمسني"‬
‫وواحض انك انسانه حمرتمة زهيا ‪ ..‬وعشانك كده عايز أأتقدمكل ونتعرف عىل بعض أأكرت‬
‫شعرت ابالضطراب فقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك‬
‫مث غادرت برسعة حىت ال يعرتض طريقها مرة أأخرى‬

‫اكنت "ايمسني" عائدة اىل مكتهبا عندما رأها "هاىن" واس توقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتورة "ايمسني" لو مسحىت‬
‫التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم‬
‫شعر ابالرتباك قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز أأتلكم مع حرضتك ىف موضوع‬
‫قالت بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل بس برسعة عندى شغل‬
‫تنحنح قليال مث ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايز أأتقدم ألختك‬
‫نررت اليه بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ؟‬
‫اتسعت ابتسامته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫سأألته ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت تعرفها منني ؟‬
‫‪ -‬شوفهتا كذا مرة وىه جياكل وكامن بشوفها كتري هنا ىف املزرعة ‪ ..‬وبرصاحة جعباىن‬
‫رأهام "معر" واقفان معا يتحداثت ىف هدوء والابتسامه تعلو شفىت "هاىن" ‪ ..‬فاش تغل قلبه ابلغريه‬
‫واقرتب مهنام ووقف أأماهمام ىف مصت ‪ ..‬ظل الثالثة ينررون اىل بعضهم البعض دون أأن يتحدث‬
‫أأحدمه بلكمه ‪ ..‬قطع "هاىن" هذا الصمت وتنحنح قائال‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اي دكتورة هبقى أأتلكم معاىك ىف موضوعنا ىف وقت اتىن‬
‫قال ذكل مث غادر املاكن ‪ ..‬نرر الهيا "معر" حبده قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع ايه الىل عايز يلكمك فيه‬
‫قالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع ميخصش حرضتك‬
‫مث مهت ابالنرصاف فاعرتض طريقها بيده ‪ ..‬نررت اليه حبده ‪ ..‬فقال حبزم ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬اايىك أأشوفك واقفه بتتمكىل معاه اتىن‬
‫حتولت نررات "ايمسني" اىل ادلهشة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه ؟‬
‫قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين الىل مسعتيه ‪ ..‬متقفيش تتلكمى معاه اتىن ألى سبب ‪ ..‬ومن بكرة هقول دلكتور "حسن"‬
‫يشوف حد غريك يرشحهل احلاالت‬
‫شعرت ابحلنق والضيق فقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بأأه ممكن أأعرف السبب‬
‫مصت قليال مث قال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحب أأحتفظ اب ألس باب لنفيس‬
‫قال نفس مجلهتا الىت قالهتا عندما سأألها عن سبب رفضها اايه ‪ ..‬سالته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ماكل وماىل ؟‬
‫نرر الهيا بنررات شعرت بأأهنا خترتق أأعامق روهحا ‪ ..‬قال جفأأة بصوت رخمي ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتاعىت‬
‫ارجتف قلهبا ‪ ..‬قالت وقد اعرتهتا احلرية ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه‬
‫تعمقت نرراته ىف عينهيا أأكرث لتشل أأى قدرة لها عىل املقاومة ‪ ..‬وقال بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما مسعىت ‪ ..‬انىت بتاعىت‬
‫مث أأردف قائال بصوت هامس وعيناه تعانقان عينهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬همام قولىت مش هسيبك ‪ ..‬ألنك بتاعىت خالص ‪ ..‬ملىك أأان وبس ‪ ..‬ال هسمحكل تبعدى عىن ‪..‬‬
‫وال هسمح ألى حد انه يقربكل‬
‫قال ذكل وتركها خلفه وصدى لكامته يرتدد ىف أأذهنا ‪ ..‬حتاول استيعاهبا ىف حريه ‪ ..‬وعىل الرمغ من‬
‫قدرهتا عىل الس يطرة عىل تعبريات وهجها ‪ ..‬اال أأن قوهتا مل تكفى لتس يطر عىل قلهبا اذلى أأخذ يقفز‬
‫فرحا للكامته ‪.‬‬

‫البارت ‪69‬‬

‫عاد "معر" اىل مزنهل اكلعادة سمل عىل امجليع مث صعد اىل غرفته ‪ ..‬تركته أأمه وشأأنه طيةل ا ألايم‬
‫املاضية ومل يقرتب أأحد منه ‪ ..‬قالت مدام" ثراي" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهل عامل كده أأكن ميتهل ميت ‪ ..‬أأحسن انه خلص مهنا أأوام أأوام ‪ ..‬بكرة يالىق الىل أأحسن مهنا‬
‫مليون مرة‬
‫قامت "كرمية" وتوهجت اىل غرفة ابهنا دخلت و أأغلقت الباب وجدته كام املرة املاضية جيلس ىف‬
‫الرالم شاردا حزينا ‪ ..‬اقرتبت منه لتجلس عىل املقعد جبواره ‪ ..‬نرر الهيا ىف مصت ‪ ..‬مث عاود النرر‬
‫اىل تكل السامء أأمامه الىت تزينت ابللون ا ألسود ‪ ..‬اكلسواد اذلى يشعر بأأنه يغمر قلبه ويغرقه فيه ‪..‬‬
‫نررت اليه "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت بتحهبا أأوى كده اي "معر"‬
‫تهند بقوة ‪ ..‬ومصت دون أأن جييب ‪ ..‬سأألته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه ليه رفضتك‬
‫رد هبدوء قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش‬
‫‪ -‬يعين حماولتش تتلكم معاها‬
‫‪ -‬حاولت‬
‫‪ -‬وقالتكل ايه‬
‫‪ -‬مرضتش ترحيىن وتقوىل السبب‬
‫مصتت "كرمية" تفكر للحرات ‪ ..‬مث نررت اىل ابهنا قائهل ىف حنان ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه تس تاهل ؟‬
‫ت أل ألت العربات ىف عني "معر" خفق قلب أأمه لرؤية تكل العربات الىت تعمل جيدا أأهنا ال تعلن عن‬
‫ظهروها اال اذا اكن اخلطب جلل ‪ ..‬أأيقنت عندئذ أأن ابهنا غارق ىف احلب حىت النخاع ‪ ..‬متمت "معر"‬
‫ىف خفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة تس تاهل‬
‫ابتسمت "كرمية" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد تس تاهل ‪ ..‬طاملا قدرت تأأثر فيك كده يبقى أأكيد تس تاهل‬
‫نرر "معر" اىل أأمه الىت ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬فاكر اي "معر" ملا كنت صغري واكن عندك قفص كبري أأوى فيه عصافري ‪ ..‬كنت لك فرتة تشرتى‬
‫عصفورة وتضمها للقفص الكبري ‪ ..‬كنت بتحهبم وهممت بهيم أأوى ‪ ..‬بس اكن ىف عصفورة اكنت ممزية‬
‫أأوى ابلنس بة كل ‪ ..‬وكنت بتحهبا أأكرت عن ابىق العصافري الىل ىف القفص ‪ ..‬الوحيدة الىل كنت‬
‫خترهجا بره القفص وتفضل حضيهنا ابيدك ‪ ..‬وكنت كتري أأختانق معاك عشان بتسيب مذاكرتك‬
‫وتلعب معاها‬
‫ابتسم "معر" ىف مصت لتكل اذلكرى ‪ ..‬فأأمكلت أأمه ‪:‬‬
‫‪ -‬و ىف يوم العصفورة دى تعبت ‪ ..‬ونقلناها ىف قفص صغري لوحدها ‪ ..‬انت زعلت علهيا أأوى دلرجة‬
‫انك مصمت اننا نشوفلها دكتور ‪ ..‬وعرفنا اهنا تعبانه وخالص همتوت ‪ ..‬انت اتأأثرت أأوى ألنك كنت‬
‫متعلق بهيا جدا ‪ ..‬فضلت لك يوم حتطلها ادلوا بنفسك ىف املايه ‪..‬ومتسكها وحتطلها الألك ىف بقها ‪..‬‬
‫فضلت هممت بهيا ومراعهيا ‪ ..‬دلرجة اىن كنت بدخل عليك ابلليل أأالقيك حاطء القفص بتاعها مجبك‬
‫عىل الرسير وانت انمي ‪ ..‬وبعد اس بوع ‪ ..‬العصفورة رجعت تزقزق اتىن ‪ ..‬وخفت وبأأت كويسة يومهيا‬
‫انت كنت هتطري من الفرحه‬
‫ظلت الابتسامه مرسومه عىل شفىت "معر" وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت مسمهيا "مسسمه"‬
‫وضعت أأمه كفها عىل كفه ‪ ..‬فنرر الهيا ‪ ..‬فأأمكلت حبزم قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ابىن مبيتخالش أأبدا عن حاجه بيحهبا ‪ ..‬وال بيسيهبا تضيع من ايده ‪ ..‬وبيحارب عشان تفضل معاه‬
‫‪ ..‬طاملا تس تاهل‬
‫شعر "معر" بأأن لكامت أأمه ملست وترا حساسا فيه وبعثت ىف قلبه ا ألمل والتفائل و ‪ ..‬احلب ‪ ..‬قام‬
‫من فوره وأأمسكها من يدها لتقف وعانقها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيلييك ليا اي أأحسن أأم ىف ادلنيا‬
‫اتبسمت "كرمية" ونررت اىل ابهنا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وربنا خيليك ليا اي أأحسن ابن ىف ادلنيا‬
‫قال لها "معر" حبامس وعيونه تلمع من الفرح ‪:‬‬
‫‪ -‬صدقيين هتحبهيا ‪ ..‬أأان واثق انك لو عرفتهيا هتحبهيا‬
‫ربتت "كرمية" بكفها عىل وجنته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا انت بتحهبا يبأأه أأان أأكيد هحهبا‬
‫عانقها "معر" مرة أأخرى وقد شعر بأأنه اقرتب خطوة أأخرى ‪ ..‬بل قفزة أأخرى ‪ ..‬اقرتب هبا من‬
‫‪"..‬ايمسيـــن"‬

‫دخلت "رهيام" املكتب ‪ ..‬مث طبعت الربيد وتوهجت به اىل مكتب "كرم" و أأعطته اايمه ‪ ..‬وقفت‬
‫لميىل علهيا "كرم" الرد وبعدما انهتىى ‪ ..‬رمست تعبريا جادا عىل وهجها ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بشمهندس "كرم" كنت عايزة أأطلب من حرضتك حاجه‬
‫نرر الهيا "كرم" مبتسام وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده هو الهناردة العيد وال ايه‬
‫سأألته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫قال مبرح ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" جبالةل قدرها هتتنازل وتتواضع وتطلب مىن أأان طلب ‪..‬يبأأه الزم يكون اليوم ده ممزي‬
‫قالت "رهيام" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت عايزة أأبلغ حرضتك اىن احامتل أخد أأجازة قريب ‪ ..‬بس مش أأكيد لسه معرفش‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهتاخدى ا ألجازة الىل مش أأكيد ليه‬
‫نررت اليه وقلت ‪:‬‬
‫‪ -‬الىن احامتل أأختطب‬
‫اختفت ابتسامة "كرم" ‪ ..‬ونرر اىل ا ألوراق الىت أأمامه و أكنه انشغل هبا جفأأة ‪ ..‬فأأمكلت "رهيام" قائهل‬
‫خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس حبيت أأبلغ حرضتك عشان تكون عارف اىن ممكن مكنش موجودة لفرتة ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫مث اس تدارت لتنرصف وعىل ثغرها ابتسامه خبيثة ‪ ..‬اتبعها "كرم" بعينيه حىت خرجت و أأغلقت الباب‬
‫خلفها ‪ ..‬جلس ماكنه واجام ‪ ..‬يفكر فامي قالته للتو ‪ ..‬وعن احامتلية خطبهتا ‪ ..‬وجد نفسه يشعر ابحلنق‬
‫والضيق ‪ ..‬فزفر وقال لنفسه بضيق بصوت عاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ماىل متتخطب وال تهتبب أأان مضايق نفىس ليه‬
‫حاول العودة اىل اكامل معهل ‪ ..‬لكن صدى لكامهتا ظل يرتدد ىف أأذنه ليشتت أأفاكره ‪ ..‬ووجد نفسه‬
‫يتساءل عن شلك وصفة ذكل اذلى س يكون قريبا خطيهبـــا ‪.‬‬

‫***********************‬
‫توهجت "ايناس" اىل حيث اسطبالت اخليل وظلت تنرر حولها و أكهنا تبحث عن خشص ما اىل‬
‫أأن وجدت من هيتف من خلفها مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده مش معقول "ايناس" بنفسها عندان ‪ ..‬ايه النور ده‬
‫التفتت وابتسمت اىل "هما" الىت اس تقبلهتا ابلرتحاب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "هما" أأخبارك ايه ؟‬
‫‪ -‬متام امحلد هلل ‪ ..‬ايه الغيبة دى بقاكل كتري مبتجيش املزرعة‬
‫قالت "ايناس" بنربه فهيا تعاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ‪ ..‬كنت مشغوةل شوية‬
‫قالت "هما" حبفاوة ‪:‬‬
‫‪ -‬بس جبد املزرعة نورت‬
‫قالت لها "ايناس" ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت فاضية نتلكم شوية‬
‫‪ -‬طبعا فاضية وان مكنتش فاضة أأفضاكل‬
‫ابتسمت "ايناس" برتفع ‪ ..‬وسارات معا داخل املزرعة ‪ ..‬سأألهتا "ايناس" جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف دكتورة بتش تغل هنا امسها "ايمسني"‬
‫قالت "هما" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا أأعرفها ‪ ..‬هو أأان بيخفى عىن حاجه برده ‪ ..‬عيب علييك‬
‫ابتسمت ايناس قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأروبة طول معرك ‪ ..‬أأان قولت برده ان انىت الىل هتجبيىل من الخر‬
‫سأألهتا "هما" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتسأأىل عهنا ليه ؟‬
‫‪ -‬عايزة أأعرف لك الىل تعرفيه عهنا‬
‫ققالت "هما" حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص اي س ىت ‪..‬ىه و أأخهتا و أأبوها ‪ ..‬البشمهندس "معر" جهبم املزرعة هنا عشان خيبهيا من جوزها‬
‫قالت "ايناس" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬خيبهيا منه ؟‬
‫قالت "هما" وىه تشعر ابلسعادة المتالكها معلومات قمية تصب هبا ىف أأذن "ايناس" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصل جوزها ده اكن عايز يرجعها البيت ابلعافية وىه رفعت عليه قضية خلع ‪ ..‬فالبشمهندس‬
‫"معر" جهبا هنا خيبهيا منه وشغلها ىه و أأخهتا و أأبوها ىف املزرعة ‪ ..‬ومن فرتة صغرية احتمكلها ابخللع ‪..‬‬
‫وخالص اطلقت منه‬
‫رشدت "ايناس" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ها وايه كامن ؟‬
‫‪ -‬هام التالته ساكنني هنا ىف املزرعة ىف سكن العامل‬
‫قالت "ايناس" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬سكن العامل ؟‬
‫خسرت "هما" ىه ا ألخرى قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ىه و أأخهتا أأعدين ىف أأوضة ‪ ..‬وابابها ىف أأوضة‬
‫‪ -‬وايه كامن تعرفيه‬
‫قالت "هما" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل أأعرفه كامن اهنا بتلف حولني البشمهندس "معر" ‪ ..‬و أأخهتا بتلف حلولني البشمهندس "كرم"‬
‫‪ ..‬عقربتني هام االتنني بنات مش سههل‬
‫رفعت "ايناس" حاجهبا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين أأخهتا كامن بتلف عىل "كرم"‬
‫قالت "هما" حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة دى مش عتقاه وبيفضلوا مع بعض ابلساعات جوه ىف املكتب حبجة اهنا السكرترية بتاعته ‪..‬‬
‫وحىت "ايمسني" لك شوية تتحجج وتروح للبشمهندس "معر" املكتب ‪..‬بس الشهادة هلل هو مش‬
‫مدهيا وش أأبدا وعىل طول يطنشها‬
‫قالت "ايناس" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬اظاهر انك مش دراينه ابلىل بيحصل ‪" ..‬معر" عايز يتجوزها‬
‫رضبت "هما" بكفها عىل صدرها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايييييييييييه يتجوزها ؟‬
‫‪ -‬أه شوفىت املصيبة ‪ ..‬يتجوز واحدة مطلقة ومش بس كده ال بتش تغل ىه و أأهلها عندان وساكنني‬
‫ىف سكن العامل ‪ ..‬يعين فضيحة كبرية جدا لعيلتنا‬
‫قالت "هما" حبقد ‪:‬‬
‫‪ -‬بنت التييييييييييييت ‪ ..‬عرفت تلعهبا حص ‪ ..‬وقعته وجابت رجليه ‪ ..‬أأان من أأول ما شوفهتا و أأان‬
‫قولت البنت دى مش سههل ‪ ..‬وطلع معااي حق‬
‫قالت "ايناس" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت عبيطة اي بنىت ‪ ..‬انىت ليه مدايها أأكرب من جحمها‬
‫‪ -‬عرفت توقع البشمهندس "معر" وختليه هيتجوزها‬
‫هتفت "ايناس" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ومني قاكل انه هيتجوزها ‪ ..‬لك احلاكية ان "معر" هفت عليه نفسه جيرب حاجه جديده جمرهباش‬
‫قبل كده ‪ ..‬ىه حاجه لولك أأوى بس نفسه هفته علهيا ‪ ..‬زى ما بتفضىل اتلك أألك نضيف لك يوم‬
‫وجفأأة نفسك هتفك عىل طبق كرشى ‪ ..‬هتتخطبلها يومني زى "اننيس" وتروح حلال سبيلها ملا يعرف‬
‫انه غلء غلطة معره انه فكر ىف واحده مش من مس تواه‬
‫تركت "ايناس" "هما" تتخبء ىف مشاعر احلقد والغضب اذلى اش تغل بداخلها ‪ ..‬وذهبت اىل حيث‬
‫تعمل "ايمسني" ‪ ..‬أأرادت رؤية تكل الفتاة الىت اختارها "معر" ‪ ..‬التقت بـ "والء" ‪ ..‬الىت مل تعريها‬
‫أأدىن اهامتم فاقرتبت مهنا "ايناس" وسأألهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي دكتورة مشفتيش دكتورة "ايمسني"‬
‫نررت الهيا "والء" ىف قلق مث أأشارت اىل املاكن اذلى تقف فيه "ايمسني" وىه تعطى بعض امللفات‬
‫اىل دكتور "حسن" انتررهتا "ايناس" وعندما أأقبلت "ايمسني" ابجتاهها ‪ ..‬نررت الهيا "ايناس"‬
‫بسخرية كام فعلت وادلهتا من قبل ‪..‬توقفت "ايمسني" أأماهما وقد شعرت ابدلهشة املمزوجة ابلغضب‬
‫لنررات تكل الفتاة الساخرة ‪ ..‬قالت لها "ايناس" بتعاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬متام زى ما وصفتك ماما‬
‫تذكرت "ايمسني" تكل الفتاة ‪ ..‬اهنا نفس الفتاة الىت اس تقبلها "معر" عىل البوابة و أألقت بنفسها بني‬
‫ذراعيه وقبلته ‪ ..‬اهنا "ايناس" ابنة معته ‪ ..‬وابلتأأكيد أأتت لتلقى عىل مسامعها بعض ما أألقته علهيا‬
‫وادلهتا من قبل ‪ ..‬شعرت ابحلنق والضيق والغضب ‪ ..‬أأال يعلمون أأهنا رفضته ‪ ..‬فلامذا ال يرتكوها‬
‫وشأأهنا‬
‫قالت لها "ايمسني" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك‬
‫ومهت ابالنرصاف ‪ ..‬لكن "ايناس" أأوقفهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزه تعرىف أأان مني ؟‬
‫التفتت الهيا "ايمسني" قائهل بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مهيمنيش أأعرف‬
‫قالت "ايناس" برتفع دون أأن تلتفت لالكهما ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان "ايناس" بنت معت "معر"‬
‫مصتت "ايمسني" ومل ترد ‪ ..‬فأأمكلت "ايناس" بتعاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش بنت معته بس ‪ ..‬أأان كامن بش تغل معاه ىف الرشكة مديرة العالقات العامة ‪ ..‬وغري كده أأان‬
‫و"معر" مرتبيني مع بعض من واحنا صغريين ومكناش بنفرتق أأبدا‬
‫مصتت قليال مث قالت خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬يعىن تقدرى تقوىل أأان حب الطفوهل واملراهقة بتاع "معر"‬
‫قالت لها "ايمسني" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬لك الالكم الىل حرضتك بتقوليه ده ميخصنيش ىف حاجه ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫والتفتت ودخلت اىل مكتهبا ‪ ..‬ظلت "ايناس" تنرر الهيا بغل لربهه مث انرصفت‬
‫شعرت "ايمسني" ابلغضب يعصف بداخلها ‪ ..‬لكهنا اكنت مصممه عىل أأال تدع أأحدا يقلل من شأأهنا‬
‫أأو حيء من قدرها ‪ ..‬ىه لن تتخلها عن مالبسها احملتشمة وجحاهبا لرتىض من حولها أأو ليقال عهنا‬
‫راقية ‪ ..‬فليقل من حولها ما يقولون طاملا ترىض رهبا وال تعصيه ‪ ..‬فال شئ أخر يعنهيا ‪ ..‬اكنت تثق‬
‫بأأن من أأرىض الناس و أأخسء هللا خسء هللا عليه و أأخسء عليه الناس ‪ ..‬ذلكل اكنت قاعدهتا الىت‬
‫تضعها دامئا نصب عيهنا ‪ ..‬من وجد هللا مفاذا فقد ومن فقد هللا مفاذا وجد‬

‫************************‬
‫ذهبت "ايمسني" اىل اسرتاحة الغداء ‪ ..‬حاولت أأن تتجنب النرر اىل "ش اميء" و "هما" حىت ال‬
‫يطلبا مهنا االنضامم الهيام ‪ ..‬ذهبت للجلوس برفقه "والء" و أأصدقاهئا ‪ ..‬رحبت هبا "والء" وعرفهتا عىل‬
‫الفتيات الثالث اجلالسات معها ‪ ..‬ظلت تس متع اىل حديهثن املازح وتتشارك معهن ىف احلوار واملزاح‬
‫‪ ..‬اكنت سعيدة بصحبهتن للغاية ‪ ..‬أأهنت غداهئا و أأثناء انرصافها وجدت "هما" توقفها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش كنىت تعرفينا اي عروسه ‪ ..‬عشان نفرحكل‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بدهشة ‪ ..‬فقالت "هما" بتشفى ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بنىت أأان مفيش حاجة هنا تس تخىب عليا‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفىت منني ؟‬
‫قالت "هما" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬مصادرى اخلاصه‬
‫قالت "ايمسني" ابندفاع وبدون تفكري ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس "معر" هو الىل قاكل ؟‬
‫مصتت "هما" قليال ‪ ..‬وشعرت بأأهنا تصيدت فرصة لتعكر صفو مزاهجا فقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هرحيك هسيبك عىل انرك كده‬
‫مث تركهتا وغادرت القاعة ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابحلنق الشديد ‪ ..‬أأ "معر" من أأخربها ‪ ..‬وملاذا خيربها ‪..‬‬
‫ملاذا أأصال يتحدث ىف هذا املوضوع ‪ ..‬أأمل ينهتىى برفضها اايه ‪ ..‬أأحقا يقصد ما قاهل لها بأأنه لن يرتكها ‪..‬‬
‫وبأأهنا أأصبحت هل وملكه ‪ ..‬أأشعرهتا تكل اللكامت ابلقشعريرة ‪ ..‬حاولت نفض تكل اللكامت من ر أأسها‬
‫‪ ..‬وعادت ىف طريقها اىل املكتب ‪ ..‬لكهنا دلهش هتا دخلت لتجد "معر" جالس ىف ماكهنا ميسك بيده‬
‫ميداليه مفاتيحها املوضوعه عىل املكتب يقلهبا بني أأصابعه ‪ ..‬رأته فتسمرت ماكهنا ‪ ..‬رأها فهنض ليقف‬
‫ىف مواهجهتا ‪ ..‬ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني"‬
‫دخلت املكتب فأأفسح لها الطريق ‪ ..‬جلست عىل مكتهبا و أأخرجت أأحد امللفات وقمل وبد أأت ىف‬
‫تدوين بعض امللحوظات دون أأن تتحدث معه أأو تنرر اليه ‪ ..‬استند بكفيه عىل املكتب و أأخذ‬
‫يتفحص وهجها ‪ ..‬والتعبريات الغاضبة الواحضه عليه ‪ ..‬فسأألها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل ىف حاجه ضايقتك ؟‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪-‬ايه الىل مضايقك‬
‫قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬انت‬
‫ابتسم لها ابتسامه أأشاحت وهجها برسعه حىت ال تقع حتت اتثري حسرها ‪ ..‬قال بصوت حاىن ‪:‬‬
‫‪ -‬مضايقه مىن ليه‬
‫هبت واقف ىف مواهجته ‪ ..‬فاعتدل ىف وقفته قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوال أأان مش حبه أأبدا الاسلوب الىل انت بتلكمىن بيه الزم يبقى ىف حدود بينا اي بشمهندس ‪..‬‬
‫اثنيا لك شوية أأشوفك أأداىم أأكن مفيش وراك حاجه ىف املزرعة دى غريي ‪ ..‬اثلثا انت ليه قولت لـ‬
‫"هما" انك اتقدمتىل ؟‬
‫قال "معر" هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوال ‪ :‬أأان مش شايف اىن جتاوزت حدودى معاىك ىف الالكم ‪ ..‬اثنيا ‪ :‬أأيوة ورااي حاجات كتري ىف‬
‫املزرعة بس انىت أأول اهامتماىت ‪ ..‬اثلثا ‪ :‬أأان مبتلكمش مع ادلكتور "هما" أأو غريها عن حاجه ختصىن‬
‫قالت ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال مني الىل قالها ؟‬
‫قال شارحا ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن من "ايناس" بنت معىت ‪ ..‬ألهنم يعرفوا بعض‬
‫شعرت "ايمسني" ابلغضب يش تغل بداخلها مرة أأخرى عىل ذكر "ايناس" تكل ‪ ..‬وعاودهتا ذكرى‬
‫رؤيهتام معا متعانقان ‪..‬فقالت بشئ من احلده ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب لو مسحت عرف قرايبك ان املوضوع انهتىى ‪ ..‬الىن مش حبه ان حد يتلكم معااي يف‬
‫املوضوع ده ‪ ..‬وال حبه ان حد ىف املزرعة يعرف املوضوع ده‬
‫اقرتب بر أأسه مهنا لينرر اىل عينهيا مبارشة ‪ ..‬فارجتفت ‪ ..‬اكنت نررته صارمه حازمه مصممه ‪ ..‬قال‬
‫بصوت و أكنه أأىت من ماكن حسيق ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" املوضوع منهتاش ‪ ..‬احنا لبعض ‪ ..‬دلوقىت ‪..‬بعد شهر ‪ ..‬بعد س نة ‪ ..‬مهيمنيش أأستىن أأد‬
‫ايه ‪ ..‬املهم انك ىف الخر هتبقى ليا أأان‬
‫ارجتف قلهبا ‪ ..‬خفرج صوهتا مرجتفا ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ليه مرص االرصار ده‬
‫قال وقد ملعت عيناه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت الىل معلىت فيا كده ‪ ..‬وخلتيين مش شايف غريك ‪ ..‬ملا ببصكل حبس ان ىف حاجه قوية ربطاىن‬
‫بييك ‪ ..‬وبتشدىن حنيتك ‪ ..‬مش عارف أأحترر مهنا‬
‫ابتسم ابتسامه عذبه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وال عايز أأحترر مهنا‬
‫أأمجلهتا لكامته ‪ ..‬واش تعلت النريان ىف وجنتهيا ‪ ..‬فغادرت مرسعة ‪ ..‬اكلعادة ‪ ..‬لهترب منه ‪ ..‬ومن‬
‫نفسهـــا ‪.‬‬

‫**********************‬
‫يتبع‬

‫اكنت "رهيام" ىف مكتهبا ترضب بأأصابعها عىل لوحة املفاتيح أأمام المكبيوتر ‪ ..‬عندما شعرت بأأحدا‬
‫يقف جبانهبا رفعت ر أأسها لتفاجأأ برؤية "هاىن" يقف جبوارها مبتسام ‪ ..‬قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي أنسه "رهيام"‬
‫قالت هل بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم ‪ ..‬حرضتك عايز البشمهندس "كرم" ىف حاجه‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬أأان كنت عايز أأتلكم معاىك ىف املوضوع الىل فتحته معاىك ‪ ..‬يعين عايز رمق وادلك ‪ ..‬أأو وىل‬
‫أأمرك‬
‫ابتسم حبرج قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين برصاحة أأان معرفش تفاصيل أأوى عنك ‪ ..‬وحابب أأعرف شوية حاجات‬
‫وقفت وقالت هل بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتور "هاىن" أأان مشغوةل دلوقىت لو مسحت‬
‫وجفأأة وجدت "كرم" يدخل اىل املكتب حيمل ملف قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" لو مسحىت عايز ‪.......‬‬
‫قطع الكمه عندما وجد "هاىن" ىف املكتب وقف يتحدث اىل "رهيام" ‪ ..‬شعر احلنق ‪ ..‬نرر اليه‬
‫"هاىن" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي بشمهندس "كرم" ‪ ..‬احنا اتعرفنا قبل كده‬
‫قال "كرم" بال مبااله ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد ؟ ‪ ..‬مش فاكر‬
‫مث التفت اىل "رهيام" قائال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز نسختني من امللف ده ‪ ..‬دقيقتني وجتبيه عندى ىف املكتب‬
‫مث أألقى نرره صارمه عىل "هاىن" وخرج من املكتب ‪ ..‬بعد مخس دقائق دخلت "رهيام" املكتب‬
‫حتمل امللفات املطبوعة وضعهتم أأمامه ومهت ابالنرصاف ‪ ..‬لكنه اس توقفها قائال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬املكتب ده مفتوح للشغل مش لغرامياتك اي أنسه "رهيام" ‪ ..‬بعد كده عايزة تقابىل خطيبك يباه‬
‫مش ىف املكتب عندك أأماكن كتري ىف املنصورة خترىج فهيا معاه‬
‫هتفت بغضب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل اس توب عندك ‪ ..‬أأان مسمحلكش انك تقوىل الالكم ده ‪ ..‬أأوال أأان مليش ىف الغراميات وقةل‬
‫ا ألدب ‪ ..‬اثنيا ‪ :‬حىت لو هو خطييب فأأان مس تحيل أأخرج معاه ‪ ..‬اثلثا ‪ :‬أأان لسه موافقتش عليه يعين‬
‫مسمحلكش انك تقول عليه خطييب أأصال ‪..‬رابعا ‪ :‬لو اتلكمت معااي ابالسلوب ده اتىن أأو حملت بأأى‬
‫تلميح مش حمرتم أأان هسيبكل الشغل و أأمىش‬
‫مث غادرت املكتب و أأغلقت الباب خلفها ىف عصبيه‬

‫*******************‬

‫أأحاط "نور" زوجته بذراعيه من اخللف عندما وجدها واقفه شاردة ىف رشفة غرفهتام الىت تطل عىل‬
‫احلديقة اخللفية للمزنل ‪ ..‬مث قال لها مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت عارف ان قلبك أأبيض‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمعل ايه ‪ ..‬مبحبش النكد‬
‫حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ودى أأكرت حاجه حبهبا فييك‬
‫اختفت ابتسامهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس خايفه أأوى ‪ ..‬خايفه "معر" يكون مغشوش ىف البنت دى ‪ ..‬وتكون مش كويسة‬
‫طمأأهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو راجل ويقدر يعرف الناس كويس ‪ ..‬وكامن حاوىل تتعرىف علهيا وكوىن ر أأى عهنا عىل الواقع بدل‬
‫التخمينات الىل ىف راسك دى‬
‫‪ -‬ازاى بس ‪ ..‬البنت أأصال رفضته‬
‫فكر قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ما قالكيش سبب الرفض ؟‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬بيقول مرضتش تقوهل ‪ ..‬ودى كامن حاجه هتجنىن ‪ ..‬مني جمنونه ترفض "معر" ‪ ..‬اال ىف حاةل‬
‫واحده‬
‫‪ -‬ايه ىه ؟‬
‫‪ -‬يكون ىف حياهتا حد اتىن‬
‫تهندت بقوة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خايفه تكون بتحب واحد اتىن ‪ ..‬وال تكون لسه متعلقه بزوهجا ‪ ..‬لو فعال كده "معر" اي حبيىب‬
‫هيتصدم ‪ ..‬ده بيحهبا أأوى اي "نور"‬
‫اقرتح علهيا زوهجا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ما تتلكمى معاها انىت‬
‫قالت ابستناكر ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين طبعا مينفعش‬
‫‪ -‬طيب عىل ا ألقل حاوىل تتعرىف علهيا من بعيد لبعيد ‪ ..‬ىه أأصال متعرفش شلكك ‪ ..‬حاوىل عىل‬
‫ا ألقل تشوفهيا وتكوىن ولو فكرة مبدئيه عهنا‬
‫قالت وقد راقت لها الفكرة ‪:‬‬
‫‪ -‬هفكر ىف املوضوع ده‬

‫*************************‬

‫دخلت "رهيام" غرفهتا والغضب اب ٍد عىل وهجها ‪ ..‬نررت الهيا "ايمسني" اجلالسه عىل فراشها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماكل ‪ ..‬حد ضايقك ؟‬
‫قالت "رهيام" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬الباشا قاىل لكمتني حرقوا دىم‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ابشا مني ؟‬
‫قالت "رهيام" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" اي "ايمسني" مرتكزى‬
‫‪ -‬قاكل ايه يعين‬
‫‪ -‬ىس بتاع اليل امسه "هاىن" ده جاىل املكتب ‪ ..‬اكن عايز رمق اباب ‪ ..‬و"كرم" دخل ‪ ..‬وبعد ما مىش‬
‫‪ ..‬سعمىن لكمتني مس ‪ ..‬قال ايه ‪ ..‬عايزة تقابىل خطيبك قابليه ىف ماكن اتىن ىف اماكن كتري ىف‬
‫املنصورة حلوة‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ومني قاهل أأصال ان "هاىن" عايز يتقدمكل ‪" ..‬هاىن" الىل قاهل ؟‬
‫قالت ابرتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش "هاىن" ‪ ..‬أأان الىل قولتهل‬
‫‪ -‬ليه بأأه ؟‬
‫مصتت قليال مث قالت خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان يتحرك شويه‬
‫مث عادت لتشعر ابلضيق قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو احترك فعال بس احترك ىف االجتاه الغلء‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحسن وقعىت ىف رش أأعامكل‬
‫مث اس تطردت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت انويه توافقى عىل "هاىن" ؟‬
‫قالت "رهيام" ابستناكر ‪:‬‬
‫‪" -‬هاىن" مني ده اليل أأوافق عليه ده حتت عيل‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عيل ايه اي "رهيام" ده أأكرب منك بس نه‬
‫قالت ابرصار ‪:‬‬
‫‪-‬برده ش يفاه عيل‬
‫قالت "ايمسني" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب لو افرتضنا ان "كرم" احترك ىف االجتاه الصح ‪ ..‬انىت مش شايفه انه فرق السن بينكوا كبري‬
‫شويه‬
‫سأألت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه هو "كرم" عنده اكم س نه ؟‬
‫‪ -‬يعين ‪ 53‬او ‪ 58‬ىف احلدود دى‬
‫قالت "رهيام" بدهشه ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت عرفىت منني‬
‫‪ -‬ايه اي بنىت مش اكن زميل " أأمين" زوج "سامح" ىف اللكيه‬
‫‪ -‬أه حصيح‬
‫مث أأردفت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬بس تعرىف شلكه ميجبش ‪ 53‬دى خالص ‪ ..‬شلكه يدى أأصغر‬
‫مث هتفت ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين أأصال البنت أأنضج من الودل الىل ىف س هنا بـ ‪ 5‬س نني ‪..‬‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اي سالم ‪ ..‬طيب برده لسه الفرق كبري‬
‫أأمكلت "رهيام" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬و "كرم" يدى بتاع ‪ 55‬س نة ‪ ..‬خنصم مهنم ال ‪ 5‬س نني النضوج بتوعى يبقى كده الفرق بيىن وبني‬
‫"كرم" نفس الفرق الىل بني "سامح" و" أأمين" ‪ ..‬ونفس الفرق الىل بينك انىت و "معر"‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي "رهيام" متحطيش امسى مع امس "معر" ىف مجةل واحده‬
‫حضكت "رهيام" بشدة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ثكر اي "ايمسني" ثكر ‪ ..‬حارض هبقى أأحء بينكوا فاصهل بعد كده ‪ ..‬أأو أأقوكل نقطة ومن أأول‬
‫السطر‬
‫قامت "ايمسني" وقذفهتا بغيظ ابلوسادة الىت اكنت تستند علهيا‬

‫***********************‬

‫انهتىى االجامتع املنعقد ل ألطباء العاملني ىف املزرعة مع لك من "معر" و "كرم" و " أأمين" ‪ ...‬اكن‬
‫"معر" طوال االجامتع خيتلس النرر اىل "ايمسني" الىت اختارت أبعد مقعد للجلوس عليه ‪ ..‬انفض‬
‫االجامع فاكنت أأول من غادر القاعه ‪ ..‬وجدت صوت خلفها ‪:‬‬
‫‪ -‬دكتورة "ايمسني" لو مسحىت‬
‫نررت خلقها لتجد "هاىن" مرة أأخرى قالت ىف نفسها بتأأفف (ايريب مش هنخلص)‬
‫ابتسم "هاىن" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازى حرضتك عامهل ايه ؟‬
‫قالت بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي دكتور يف حاجه ؟‬
‫‪ -‬أأان بس كنت عايز رمق وادل حرضتك ‪ ..‬الن النسه "رهيام" اتكسفت تدهيوىل‬
‫مصتت "ايمسني" قليال لتتخري لكامهتا مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش داعى انك تلكم وادلى اي دكتور "هاىن"‬
‫قال ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه اي دكتورة‬
‫قالت بشئ من الرتدد ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين برصاحه ‪ ..‬لك شئ نصيب‬
‫‪ -‬يعين ايه ؟‬
‫وجدت جفأأة من يقول من خلفها حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي دكتور ىف حاجه ؟‬
‫مل تلتفت ألهنا تعرفت عىل صاحب الصوت ‪" ..‬معر" ‪ ..‬ها هو يتدخل ىف أأمورها مرة أأخرى ‪..‬‬
‫شعرت ابحلنق ‪ ..‬مىت سيتوقف عن ذكل ويرتكها وشأأهنا ‪ ..‬قال هل "هاىن" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع بيين وبني ادلكتورة "ايمسني" اي بشمهندس‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأى حاجه ختص "ايمسني" ختصىن أأان كامن‬
‫التفتت اليه "ايمسني" حبده ‪ ..‬كيف خياطهبا أأمامه هكذا بدون لقب ‪ ..‬وكيف يقول أأن ما خيصها‬
‫خيصه ‪ ..‬لكن "معر" مل يلقى ابال لنررة الغضب ىف عينهيا ‪ ..‬نرر اليه "هاىن" بسخريه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بأأه لك الىل خيصها خيصك ؟‬
‫قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ألىن خطيهبا‬
‫شهقت "ايمسني" بدهشة ‪ ..‬اي جلرئته ‪ ..‬بل اي لوقاحته ‪ ..‬كيف جيرؤ عىل قول ذكل ‪ ..‬نررت اىل‬
‫"هاىن" قائهل و أكهنا تنفى عن نفسها هتمه أألصقت هبا ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش خطييب‬
‫نرر الهيا "معر" قائال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أل خطيبك‬
‫التفتت اليه حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش خطييب‬
‫‪ -‬أل خطيبك‬
‫شعرت "ايمسني" بسخافة ىف الوضع اذلى وصلوا اليه فغادرت مرسعه ‪ ..‬أأما "معر" فقد رمق "هاىن"‬
‫وعيد مث غادر هو الخر ‪ ..‬وقف "هاىن" مذهوال يرضب كفا عىل كف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكى وقعت ىف مزرعة شوية جمانني‬
‫دخل "معر" اىل مكتبه وتبعه "كرم" مث " أأمين" ‪ ..‬قال "كرم" جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش طايق أأشوف أأداىم الزفت الىل امسه "هاىن شاكر" ده‬
‫قال "معر" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬وال اان طايق أأشوفه ىف املزرعة لكها‬
‫قال "كرم" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ما تطرده اي "معر" ساكت عليه ليه‬
‫‪-‬هو بيش تغل هنا اي "كرم" عشان أأطرده ‪ ..‬ده ابن معيل عندان طلب انه يتدرب عندان ىف املزرعة‬
‫قال "كرم" ابنفعال ‪:‬‬
‫‪ -‬ما يشوفهل أأى خرابه اتنية يغين فهيا ‪ ..‬ده ايه اهلم ده‬
‫سأأهل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه معكل ايه عشان تضايق منه أأوى كده ؟‬
‫قال "كرم" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهو أأان كده مش طايقه من الباب للطاق‬
‫سأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد ىف سبب‬
‫‪ -‬من غري سبب ‪ ..‬ملا بشوفه حبس اىن عايز أأديهل قمل أأخىل أأفاه أأدام ووشه وره‬
‫حضك "معر" و " أأمين" ‪ ..‬فقال "كرم" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬بتضحكوا ‪ ..‬بكره أأخر ما هزهق هعملها وهتشوفوا‬
‫مث صاح ىف حنق ‪:‬‬
‫‪ -‬ده واد غتيت‬
‫مث قام وانرصف ‪ ..‬سأأل " أأمين" ضاحاك ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهل ده‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ما أأعرف اي ابىن‬
‫‪ -‬طيب انت مضايق من "هاىن" ليه معكل حاجه ؟‬
‫ظهرت عالمات الضيق عىل وجه "معر" وقال حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬لك شويه أأالقيه واقف يتلكم مع "ايمسني" وملا أأسأأهل يقوىل حاجه خاصه بيىن وبيهنا ‪ ..‬أأما خالص‬
‫قربت أأمعل زى ما "كرم" اكن بيقول من شويه‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ده انتوا االتنني حالتكوا صعبه ميتسكتش علهيا‬
‫مث قام ليغادر قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ماىش بأأه ‪ ..‬أه عىل فكرة "ايمسني" معزومة بكرة عندان عىل الغدا ‪" ..‬سامح" عزماها‬
‫سأأهل " أأمين" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬لوحدها ؟‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة لوحدها ‪ ..‬ايه عايز ايه‬
‫ابتسم "معر" خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة الألك البيىت وحش ىن أأوى‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت هتصيع عليا ‪ ..‬اخطف رجكل حلد بيت املزرعة تالىق احلاجه "كرمية" معالكل أأحىل أألك ‪..‬‬
‫هو ىف زى نفس وادلتك دى علهيا أألك حمصلش‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" خليك جدع واعزمىن بكرة عىل الغداء‬
‫حضك " أأمين" اثنية ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابىن هتس تفاد ايه ‪ ..‬حىت لو عزمتك هيبقى هام أأعدين ىف ماكن ‪ ..‬واحنا أأعدين ىف ماكن اتىن‬
‫‪ -‬ملكش انت دعوة‬
‫‪ -‬طيب ‪ ..‬هقول لـ "سامح" انك جاى‬
‫قال "معر" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬بس متخلهياش تقول لـ "ايمسني"‬
‫ابتسم " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأموت و أأعرف هتس تفاد ايه ‪ ..‬بس ماىش هرحيك ‪ ..‬يال سالم‬
‫‪ -‬سالم‬
‫انرصف وترك "معر" غارقا ىف التفكري ‪.‬‬

‫************************‬

‫اكنت ىف غرفهتا "ايمسني" ساهره ‪ ..‬تقر أأ احدى رواايهتا عندما وجدت ورقه تُدس من حتت الباب ‪..‬‬
‫قفزت من ماكهنا و أأضاءت نور الغرفة ‪ ..‬اكنت ورقة صغريه محراء اللون ‪ ..‬مطوية نصفني ‪ ..‬أأمسكهتا‬
‫مث أأغلقت النور وارتدت اسدالها وفتحت ابب الرشفة وخرجت لتنرر مهنا ‪ ..‬ودلهش هتا بعد حلرات‬
‫وجدت "معر" خيرج من ابب املسكن ‪ ..‬ويسري ىف اجتاه الطريق اذلى فيه جشرهتا ‪ ..‬اكن يهتادى ىف‬
‫سريه و أكنه ليس ىف جعةل من أأمره ‪ ..‬خفق قلهبا بشدة ‪ ..‬و أأغلقت النافذة ‪ ..‬و أأمسكت الورقة بني‬
‫كفهيا ‪ ..‬ال جترؤ عىل فتحها ‪ ..‬لكن ىف الهناية غلهبا الفضول ‪ ..‬فتحت الورقة بيد همزته قليال وبقلب‬
‫متلهف كثريا ‪ ..‬لتجد مكتوب فهيا ‪:‬‬

‫مىت س تعريف مك أأهو ِاك اي أأمال أأبيع من أأجهل ادلنيا وما فهيا‬
‫لو تطليب البحر يف عينيك أأسكبه أأو تطليب الشمس يف ِ‬
‫كفيك أأرمهيا‬
‫اان أأحبك فوق الغمي أأكتهبا وللعصافري وا ألجشار أأحكهيا‬
‫اان أأحبك فوق املاء أأنقشها وللعناقيد وا ألقداح أأسقهيا‬
‫اان أأحبك‪ ...‬حاويل أأن تساعديين‬
‫فان من بد أأ املأأساة يهنهيا‬
‫وان من فتح ا ألبواب يغلقها‬
‫وان من أأشعل النريان يطفهيا‬

‫تسارعت نبضات قلهبا اذلى أأخذ يرقص فرحا لوقع تكل اللكامت عليه ‪ ..‬اكنت تشعر و أكن قلهبا نبت‬
‫هل جناحان و أأخذ يرفرف هبام داخل صدرها ‪ ..‬اكنت تشعر بأأن الورقة الىت ىف يدها ىه أأغىل هدية‬
‫حصلت علهيا يوما ‪ ..‬و أأغىل مما متنت احلصول عليه ‪ ..‬أأعادت قرائهتا مرات ومرات واالبتسامه عىل‬
‫شفتهيا ‪ ..‬مررت أأصابعها عىل اللكامت تتحسسها و أكهنا تريد حفرها ىف قلهبا ل ألبد ‪ ..‬ال تدرى اىل‬
‫مىت وقفت تعيد قرائهتا ببء ورويه ‪ ..‬طوهتا وحضنهتا ىف كفها ‪ ..‬فتحت ابب الرشفه مرة أأخرى‬
‫تتنرر عودته ‪ ..‬فبالتأأكيد س يعود من نفس الطريق لىك يصل اىل بيته ‪ ..‬وقفت قرابه النصف ساعه ‪..‬‬
‫مث الح طيفه من بعيد ‪ ..‬فوقفت تتخفى خلف الس تاره حىت ال يراها ‪ ..‬أألقى "معر" نرره عىل الرشفه‬
‫فرجعت اىل الوراء خش ية أأن يراها ‪ ..‬مث أأعادت النرر مرة أأخرى لتجده يمكل طريقه اىل بيت‬
‫املزرعة مهت ابدلخول لوال أأهنا ر أأت خيال مقبل ىف اجتاهه دققت النرر فوجدهتا "ايناس" ‪ ..‬وقفت‬
‫تراقب ما حيدث وىه مقطبة اجلبني‬
‫تقدمت "ايناس" من "معر" ووقفت أأمامه قائهل اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت هرابن فني ؟‬
‫قال "معر" وهو هيم ابالنرصاف ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت بمتىش شوية‬
‫أأمسكت ذراعه لتوقفه ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابلضيق وىه تراها ممسكة بذراعه عىل هذا النحو دون‬
‫أأدىن اعرتاض منه ‪ ..‬قالت "ايناس" ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن اي "معر" عايزة أأتلكم معاك شويه‬
‫قال بشئ من الضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬مينفعش نأأجل الالكم وقت اتىن اي "ايناس"‬
‫قالت مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل دلوقىت أأحسن ‪ ..‬أأان شايفه ان املاكن مناسب والوقت مناسب‬
‫نرر الهيا ابهامتم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف ايه‬
‫اقرتبت منه ووضعت كفها عىل صدره ‪ ..‬فنقل نرره مهنا اىل كفها مث نرر الهيا ىف دهشه ‪ ..‬فقالت‬
‫بصوت هامس ‪:‬‬
‫‪ -‬اان حببك اي "معر"‬
‫اكن غضب "ايمسني" وصل اىل ذروته ‪ ..‬وىه تراهام مقرتابن من بعض اىل هذا احلد ‪ ..‬دون أأى‬
‫اعرتاض منه ‪ ..‬دخلت و أأغلقت ابب الرشفة بعنف ‪ ..‬وصل الصوت اىل "معر" اذلى التفت برسعة‬
‫ينرر اىل الرشفة اخلاليه ‪ ..‬سأأل نفسه هل مسع حقا ابب الرشفة يُغلق أأم أأن الصوت مصدره شيئا‬
‫أخر ‪ ..‬هل "ايمسني" من فعلت ذكل ‪ ..‬هل استيقرت ‪ ..‬هل قر أأت ورقته ‪ ..‬هل خرجت اىل‬
‫الرشفه لرتاه ‪ ..‬اكن يس بح ىف حبر ا ألس ئهل عندما أأخرجته "ايناس" من رشوده وىه متسك بذراعه‬
‫لتجعهل يلتفت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" مردتش عليا‬
‫التفت "معر" لينرر الهيا و أكنه نىس وجودها قائال حبده ‪:‬‬
‫‪" -‬ايناس" ايه الىل انىت بتقوليه ده‬
‫نزع ذراعه من يدها ‪ ..‬وتركها وغادر املاكن ‪ ..‬زفرت بضيق ونررت حبقد اىل الرشفة الىت مخنت أأهنا‬
‫لغرفة "ايمسني" مث أأعادت أأدراهجا اىل بيت املزرعة‪.‬‬
‫استيقرت "رهيام" عىل صوت غلق ابب الرشفة و أأضاءت النور قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف ايه ‪ ..‬انىت الىل رزعىت الباب كده ؟‬
‫مل جتهبا "ايمسني" ‪ ..‬نررت الهيا "رهيام" فوجدت عالمات الغضب عىل وهجها فسأألهتا بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ايه اي "ايمسني" ايه الىل حصل‬
‫التفتت لها "ايمسني" بأأعني دامعه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ان أأختك غبية جدا ‪ ..‬ومبتتعلمش من أأخطاهئا ‪..‬‬
‫اهنمرت عربة عىل وجنهتا فقامت "رهيام" واقرتبت مهنا قائهل صوت حاىن ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل ايه الىل حصل ؟‬
‫قالت لها "ايمسني" برجاء ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" مش قادرة أأتلكم أأرجوىك ‪..‬بس عايزة منك حاجه واحدة بس‬
‫‪ -‬قوىل اي حبيبىت‬
‫قالت مبراره ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزاىك جتيىب سريه "معر" أأداىم أأبدا ‪ ..‬مش عايزه أأمسع أأى حاجه عنه ‪ ..‬وال حىت أأشوفه ‪..‬‬
‫حلد ما أأقدر أأقنع اباب اننا منىش من هنا‬
‫قالت "رهيام" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب قوليىل ىف ايه ؟‬
‫احندرت دمعة أأخرى عىل وهجها وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف انه واحد فاىض وبيلعب ىف لك حته شويه ‪ ..‬بس أأان مش هكون لعبة ىف ايده ‪ ..‬أأان مشاعرى‬
‫أأغىل من اىن أأدهيا لواحد زيه‬
‫قالت ذكل وتوهجت اىل الباسكيت املوضوع ىف أأحد أأراكن الغرفة و أأطبقت عىل الورقة ىف قبضة‬
‫يدها و أألقت هبا ىف الباسكيت ‪ ..‬مث دخلت امحلام و أأغلقت الباب وراهئا ‪ ..‬ذهب "رهيام" والتقطت‬
‫الورقة الىت رمهتا "ايمسني" ‪ ..‬فتحهتا وقر أأهتا ‪ ..‬مث طوهتا ووضعهتا ىف أأحد ا ألدراج وىه تتهند ىف‬
‫حرسه‪.‬‬

‫البارت ‪51‬‬
‫مل تس تطع "ايمسني" النوم طوال الليل ظلت تفكر فامي ر أأته يوم أأمس ‪ ..‬اكن أأكرث ما ختشاه هو أأن‬
‫يمت خيانهتا للمرة الثانية ‪ ..‬ولك ما تراه من "معر" يشعرها ابخلوف والرغبة ىف الهرب ‪ ..‬حياته خمتلفه‬
‫عن حياهتا ‪ ..‬أأفاكره خمتلفه عن أأفاكرها ‪ ..‬حىت مبادئه وقوانينه وحدوده خمتلفه متاما عهنا ‪ ..‬اكنت تعمل‬
‫أأنه أأعلن حرب ضاريه علهيا ‪ ..‬و أأنه مصمم أأن يكس هبا ويفز بقلهبا ‪ ..‬لكهنا س تواهجه وحتاربه وجتربه عىل‬
‫أأن يعود صفر اليدين ‪ ..‬جير أأذايل الهزمية ‪ ..‬س تعلمه أأهنا ليست كغريها ‪ ..‬ان أأراد أأن يتسىل‬
‫فليبحث عن غريها ‪ ..‬ألن قلهبا ومشاعرها أأغىل من أأن هتدرمه مع رجل يريد خوض جتربه معها‬
‫وتذوق شئ خمتلف عام اعتاده ‪ ..‬هنضت من فراشها وىه مصممه عىل مواهجته ‪ ..‬و أأال تدع هل أأى‬
‫سلطان عىل قلهبا ومشاعرها ‪ ..‬توضأأت وصلت الضحى مث ارتدت مالبسها وذهبت اىل معلها‬
‫‪ ..‬أأهنت "ايمسني" معلها ابملزرعة واتصلت بـ "سامح" ختربها بأأهنا أأهنت معلها مبكرا وبأأهنا س تأأىت لها‬
‫الن ‪ ..‬و أأخربهتا "سامح" أأهنا ابنترارها ‪ ..‬التفتت "سامح" اىل زوهجا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه جايه وفاكره ان انت مش موجود ‪ ..‬وطبعا ما قولتلهاش ان "معر" كامن هيكون موجود‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس كده‬
‫سأألته "سامح" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬نفيس أأفهم "معر" هيس تفاد ايه من كده ‪ ..‬يعين احنا أأصال هنعد ىف ماكن وانتوا ىف ماكن‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" ‪"..‬معر" بيحهبا وبميوت فهيا ‪ ..‬وىه مش مدايهل أأى فرصه ‪ ..‬مفجرد وجوده ىف املاكن الىل‬
‫ىه موجوده فيه أأكيد ده شئ يسعده‬
‫سأألته "سامح" بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬هو جبد "معر" بيحهبا ؟‬
‫قال " أأمين" مؤكدا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "سامح" ‪ ..‬بيحهبا‬
‫تهندت "سامح" ىف حريه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مبقتش عارفه حاجه ‪ ..‬ربنا ييرسلها اخلري ‪ ..‬ألهنا مش محل حد جيرهحا أأو يلعب بهيا كفايه أأوى‬
‫الىل شافته حلد دلوقىت‬
‫قال " أأمين" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثق ان "معر" بيحهبا ‪ ..‬وهيعوضها عن لك الىل ىه شافته ىف حياهتا ‪ ..‬ىه بس توافق عليه‬
‫و أأان واثق اهنا مش هتندم‬
‫بعد قرابة النصف ساعة أأتت "ايمسني" ‪ ..‬أأدخلهتا "سامح" ىف غرفة صغرية جبانب املطبخ حتتوى عىل‬
‫أأريكة وتلفاز ‪ ..‬وجلس تا معا ‪ ..‬أأغلقت الباب علهيام قائهل ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" بره وىف واحد صاحبه معزوم عىل الغدا‬
‫قالت "ايمسني" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ما قولتليش ليه كنت أأجلىت عزومىت أأان ليوم اتىن‬
‫‪ -‬أل و أأان ماىل وماهلم أأصال كده أأحسن كنت هبقى أأعده لوحدى ‪ ..‬أأدينا أأعدين نسىل بعض ‪ ..‬يال‬
‫قوىم ساعديين‬
‫دخلت "ايمسني" مع "سامح" املطبخ ‪ ..‬قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه املكرونة واللنب ده انىت انوية تعمىل ايه ؟‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزة أأمعل مكرونة بشاميل مجب الألك‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ما شاء هللا ايه لك الألك ده اي "سامح" انىت عازمة جيش‬
‫حضكت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اي س ىت الىل يتبقى أأش يهل ىف الفريزر أأهو ينفع وقت ما الواحد يبقى طالبه معاه كسل‬
‫‪ -‬طيب أأساعدك ىف ايه‬
‫اقرتحت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتعمىل املكرونة ابلبشاميل حتفة ‪ ..‬امعلهيا انىت و أأان أأسوى الفراخ‬
‫معلت الفتااتن معا ‪ ..‬اىل أأن رن جرس الباب ‪ ..‬فتح " أأمين" ‪ ..‬اكنت "ايمسني" تعد السلطة ‪..‬‬
‫تسمرت ىف ماكهنا عندما مسعت " أأمين" يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل اي "معر"‬
‫وما ىه الا حلرات حىت مسعت صوته ابخلارج ‪ ..‬نررت اىل "سامح" بدهشة ‪ ..‬فقالت "سامح"‬
‫معتذره ‪:‬‬
‫‪ -‬هام الىل طلبوا مىن اىن جمبش سريه‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامهة ‪ ..‬هو فاكر اننا هنعد انلك مع بعض‬
‫قالت "سامح" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا أل ‪ ..‬هو عارف نرام بيتنا‬
‫تذكرت "ايمسني" ما حدث الليةل املاضية ووقوفه مع "ايناس" واقرتابه مهنا اىل هذا احلد ‪ ..‬فعاودها‬
‫غضهبا من جديد ‪ ..‬الحرت "سامح" تقطيهبا جلبيهنا فسأألهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪-‬انىت مضايقه اىن ما قولتلكيش ان "معر" جاى ؟‬
‫هزت "ايمسني" ر أأسها نفيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش كده‬
‫‪ -‬أأمال ايه ؟‬
‫نررت "ايمسني" الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جنهز الألك و أأحكيكل‬
‫هجزت "سامح" الطعام عىل السفرة ‪ ..‬رفضت "ايمسني" مساعدهتا ‪ ..‬اكنت تريد أأن تقطع عليه أأى‬
‫طريق للتواصل ‪ ..‬اذا اكن ميىن نفسه اليوم برؤيهتا والتحدث معها خارج املزرعة فسوف جتعهل يعود‬
‫خبفي حنني ‪ ..‬التفت الصديقتان حول طاوةل طعام صغريه ىف املطبخ ‪ ..‬والتف الصديقان حول طاوةل‬
‫الطعام ىف جحرة السفرة ‪ ..‬نرر "معر" اىل الطعام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ما شاء هللا دى ولميه‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا عندان أأعز منك يعين ‪ ..‬وبعدين مش انت قولت انك نفسك ىف الألك البييت وال اكن الكم‬
‫ىف الهوا‬
‫ابتسم "معر" وعندما مه بتناول الطعام ‪ ..‬ملعت عيناه خببث ونرر اىل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه "ايمسني" ساعدت "سامح" ىف حترض الألك ؟‬
‫قالت " أأمين" وهو يبد أأ ىف تناول طعامه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة هام مع بعض من الضهر ىف املطبخ‬
‫ابتسم "معر" خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اسأأل "سامح" ايه الألكه الىل "ايمسني" معالها ابيدها ؟‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم اي أأخواي‬
‫قال "معر" جبديه ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" قوم اسأألها‬
‫هنض " أأمين" واندى "سامح" خرجت من املطبخ فسأألها مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه "ايمسني" معلت ايه ىف الألك ده‬
‫نررت اليه مندهشه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬امشعىن يعين‬
‫‪ -‬قوىل بس‬
‫‪ -‬معلت املكرونة ابلبشاميل‬
‫‪ -‬ساعدتهيا فهيا ؟‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬قوىل امشعىن‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش "معر" عايز يعرف‬
‫حضكت بصوت خافت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حصبك ده غريب‬
‫عادت "سامح" مبتسمه وجلست مرة أأخرى عىل الطاوهل سأألهتا "ايمسني" بفضول ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجه ؟‬
‫ابتسمت "سامح" خببث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش ‪" ..‬معر" بيسأأل ايه الألكه الىل انىت معالها‬
‫قالت "ايمسني" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬امشعىن يعىن ‪ ..‬وهو ماهل‬
‫حضكت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأعرف خييت‬
‫عاد " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عامهل املكرونة ابلبشاميل اي س يدى ‪ ..‬ارحتت‬
‫ابتسم "معر" قائال وهو يزحي الطبق من أأمام صديقه ويضعه أأمامه ‪:‬‬
‫‪ -‬متام ‪ ..‬يبقى املكرونة اتصادرت اي ابشا‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم اي اخواي ‪ ..‬أأان عايز أألك مكرونه‬
‫‪ -‬ابقى خىل مراتك تعملهاكل‬
‫‪ -‬وهللا انت بهترج‬
‫قال "معر" جبديه ‪:‬‬
‫‪-‬ومش بس كده ‪ ..‬ابىق صنيه املكرونة تتلف عشان هاخدها و أأان ماىش‬
‫حضك " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صدق الواد "كرم" ‪ ..‬احلب هبدهل فعال‬
‫‪ -‬طب لك وانت ساكت‬
‫انهتىى امجليع من تناول طعاهمم ‪ ..‬أأزاحت "سامح" ا ألطباق من السفرة وقالت لـ " أأمين" اذلى اكن‬
‫يغسل يديه ىف امحلام ‪:‬‬
‫‪ -‬الألك زى ما هو ‪" ..‬معر" ملكش حاجه‬
‫ابتسم " أأمين" خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مرضاش ايلك اال مكرونة ابلبشاميل ‪ ..‬وممدش ايده عىل حاجه غريها‬
‫حضكت "سامح" بصوت خافت فأأمكل " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬وبيقوكل لفى ابىق الصنية عشان هياخدها معاه وهو ماىش‬
‫ازدادت حضاكت "سامح" ودخلت املطبخ نررت اىل "ايمسني" الىت ابتسمت وىه تنرر الهيا‬
‫بدهشه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ما تفرحينا معاىك‬
‫قالت "سامح" اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا الراجل ده جمنون‬
‫‪ -‬مني ؟‬
‫‪" -‬معر"‬
‫قالت "ايمسني" بال مباالة ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه يعين‬
‫نررت الهيا "سامح" خببث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس مرضاش ايلك غري الألكه الوحيدة الىل حرضتك معالها ابيدك‬
‫امحرت وجنتا "ايمسني" وتالشت النرر اىل صديقهتا ‪ ..‬فأأمكلت "سامح" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬وكامن طالب ابىق الصنية مش هيسمح حلد فينا ميد ايده علهيا ومرضاش خيىل " أأمين" ايلك مهنا‬
‫هتفت "ايمسني" قائهل وقد امحرت وجنتاها بشدة ‪:‬‬
‫‪ -‬بهيرج ده وال ايه‬
‫مث غريت املوضوع قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يال نعمل الشاى‬
‫اكنت تشعر بداخلها ابحلنق الشديد ‪ ..‬ألنه يس تطيع وبطرقه الغريبه أأن يلمس أأواتر قلهبا عىل الرمغ‬
‫من السدود وا ألسوار الىت تبنهيا حوهل ‪ ..‬عىل الرمغ من قرارها هذا الصباح ‪ ..‬اال أأهنا مل تس تطع ان‬
‫تنكر أأهنا تشعر بسعاده خفيه مما فعل‬

‫**********************‬
‫‪ -‬يعين ايه وافقيت ؟‬
‫قالت "ثراي" هذه العبارة حبده وىه جالسه ىف الصالون مع "كرميه" حيتس يان الشاى الساخن ‪..‬‬
‫قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" راجل اي "ثراي" منقدرش نفرض عليه مني يتجوزها ومني ميتجوزهاش‬
‫تركت "ثراي" كوب الشاى من يدها قائهل بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انىت موافقه ان ابنك يتجوز البنت دى ؟ ‪ ..‬ابنك الىل تعبىت ىف تربيته وتعلميه حلد ما وصل‬
‫للمركز الىل هو فيه أخره صربك تبقى واحدة زى دى ال لهيا أأصل وال فصل وكامن متجوزه قبل كده‬
‫قالت "كرميه" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا "معر" اختارها عشان تكون زوجه ليه ‪ ..‬يبقى أأكيد ىه بنت كويسة ‪ ..‬و أأان مهيمنيش أأبدا اذا‬
‫اكنت غنية أأو فقرية‬
‫ابتسمت "ثراي" بسخريه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا مهيمكيش ‪ ..‬انىت ابذلات مهيمكيش و أأان وانىت عارفني السبب‬
‫شعرت "كرميه" ابحلنق وقامت لتغادر املاكن وعينا "ثراي" تتبعها بنررات ساخره ‪ ..‬أأمسكت كوب‬
‫الشاى مرة أأخرى ‪ ..‬ورشفت رشفه مث قالت لنفسها بتصممي ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هعرف ازاى أأمنع اجلوازه دى ‪ ..‬و أأرمهيا ىه و أأهلها بره املزرعة‬
‫ظلت تفكر وتفكر حىت تودل ىف عقلها فكرة خبيثه‬
‫" عود كربيت مش تعل وس يجاره مش تعهل جبوار الاسالك العارية اكيف الشعال النار ىف املاكن‬
‫وحتويهل اىل رماد "‬

‫*********************‬
‫سأألت "سامح" "ايمسني" وهام جالس تان معا يتسليان بأألك اللب والسوداىن ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ماقولتيش ايه الىل اكن مضايقك وانىت ىف املطبخ وقولتيىل هحكيكل بعد ما جنهز الغدا‬
‫تهندت "ايمسني" ومل جتب ‪ ..‬قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه هو املوضوع صعب لدلرجة دى‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قائهل بأأىس ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" اابرح جه عندى أأوضىت وس بىل ورقة من حتت الباب‬
‫ابتسمت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد؟‬
‫أأمكلت "ايمسني" وعالمات احلزن ابديه عىل وهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬عرفت انه هو الىن فتحت البلكونه وشوفته‬
‫سأألهتا "سامح" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬فني الورقة معاىك ؟ ورهياىل‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬رميهتا ىف الزابهل‬
‫اندهشت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟ ‪ ..‬طب قريتهيا طيب ؟‬
‫قالت "ايمسني" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة قرهتا وكنت هحتفظ بهيا كامن ‪ ..‬اكن فهيا شعر‬
‫ابتسمت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مكنتش أأعرف انه رومانيس كده‬
‫التفتت الهيا "ايمسني" حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ده رومانيس أأكرت مما تتوقعى ‪ ..‬دلرجة ان الرومانس يه بتددلق منه وهو ماىش وتغرق أأى بنت‬
‫تيجي مجبه‬
‫قالت "سامح" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬قصدك ايه ؟‬
‫ظهرت عالمات احلزن مرة أأخرى عىل وجه "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امبارح بعد ما قريت الورقة ‪ ..‬اس تنيته ىف البلكونه ‪ ..‬النه مىش ىف طريق غري طريق بيته ‪ ..‬وبعد‬
‫ما رجع لقيت بنت معته جايه حنيته ووقفوا سوا ‪ ..‬ودىم احترق اي "سامح" حسيت اىن غبية اىن‬
‫اتأأثرت ابللكمتني الىل كتهبمىل‬
‫‪ -‬ليه؟ ‪ ..‬اكنوا واقفني بيتلكموا عادى أأكيد‬
‫قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش عادى ‪ ..‬واقفني مبنهتىى قةل ا ألدب ‪ ..‬ومقربني من بعض جدا ‪ ..‬شوية شوية اكن هيحضهنا‬
‫‪ ..‬وهللا أأعمل أأصال حضهنا وال أل أأان دخلت برسعة ورزعت الباب ورااي‬
‫زفرت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬املشلكة انه مش عارف انه بيعمل ترصفات تضايقك ‪ ..‬هو بيترصف كده النه اترىب ان ده عادى‬
‫واهنا زى أأخته والالكم العبيء ده‬
‫احتدت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" انىت مشفتهيمش امبارح ‪ ..‬مكنتش أأبدا واقفة واحد مع اخته ‪ ..‬بقوكل شوية واكن‬
‫هيحضهنا‬
‫مث أأمكلت برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬اذا اكن ابلنس به هل ا ألمور دى عادى يبقى ميلزمنيش ‪ ..‬ده واحد أأصال مش عارفه يفرق بني‬
‫احلالل واحلرام ‪ ..‬وعامل ساحي مع لك واحده شويه ‪ ..‬ملوش أأى حدود وال أأى خطوط محرا ‪ ..‬واحد‬
‫زى ده سهل عنده أأوى انه خيون ‪ ..‬و يقع ىف الغلء ‪ ..‬ألن حياته أأصال غلء ‪ ..‬وجتاوزاته مع البنات‬
‫ال تعد وال حتىص ‪ ..‬ده غري أأصال ان ىف بنات راميه نفسها عليه ‪ ..‬يعين ده واحد احلرام أأدامه عيين‬
‫عينك كده وعىل طبق من فضه ‪ ..‬لو مفيش خوف من ربنا ىف قلبه ‪ ..‬وحدود بينه وبني البنات ‪..‬‬
‫يبقى ايه يضمنىل انه ما خيونيش ‪ ..‬مفيش فرق بينه وبني "مصطفى" ‪ ..‬هام االتنني بيس تحلوا حاجه‬
‫حرام ‪ ..‬وبياكبروا ىف الغلء‬
‫مصتت قليال مث أأمكلت قائهل بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬ده غري بأأه اىن لك شوية أأالىق حد من عيلته انطء أأداىم ‪ ..‬وبيتعاملوا معااي بلك غرور ‪ ..‬أأكىن‬
‫واحده من الشارع ‪ ..‬أأكىن راميه نفيس عليه زى البنات الىل يعرفها‬
‫سأألت "سامح" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬حد لكمك اتىن غري معته ؟‬
‫قالت "ايمسني" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة بنت معته ‪ ..‬اليل امسها "ايناس" ‪ ..‬اليل اكنت واقفه معاه امبارح ‪ ..‬وقال ايه بتقوىل أأهنا حب‬
‫الطفوهل واملراهقة ابلنس بة للبشمهندس‬
‫مصتت قليال مث قالت بغضب مكتوم ‪:‬‬
‫‪ -‬خلهيا تش بع بيه‬
‫حاولت "سامح" التخفيف عهنا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب خالص متضايقيش نفسك ‪ ..‬ولو حد فهيم حاول يلكمك بعد كده متعربهيوش‬
‫هنضت "ايمسني" ولفت جحاهبا وقالت لـ "سامح" وىه حتمل حقيبهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مهىش بأأه اي "سامح"‬
‫قالت "سامح" برجاء ‪:‬‬
‫‪ -‬خلييك أأعده شوية اي "ايمسني" ‪ " ..‬أأمين" أعد مع "معر" و أأان هفضل أأعده لوحدى‬
‫قالت "ايمسني" بأأسف ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي حبيبىت نفيس أأعد معاىك أأكرت ‪ ..‬بس انىت عارفه خباف أأمىش ابلليل خاصة انه طريق‬
‫سفر‬
‫‪ -‬فعال معاىك حق ‪ ..‬خىل ابكل من نفسك وطمنني ملا توصىل‬
‫قبلهتا "ايمسني" وخرجت مرسعه دون أأن تنرر للرجالن اجلالسان ىف الصالون ‪ ..‬أأغلقت الباب‬
‫خلفها فهنض "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال أأشوفك بكره‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متعد شويه اي ابىن‬
‫توجه "معر" للباب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬زهقت منك ‪ ..‬يال سالم‬
‫فتح "معر" الباب مث أأغلقه مرة أأخرى والتفت اىل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬فني صنيه املكرونة بتاعىت‬
‫نرر هل " أأمين" بدهشة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت هتاخدها جبد‬
‫قال هل "معر" جبديه وعيونه تلمع من املرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال هسيهباكل ‪ ..‬يال هاهتا‬
‫دخل " أأمين" ليجد "سامح" الىت اكنت تس متع اىل احلوار متد يدها ابلصنية املغلفة وىه حتاول كمت‬
‫حضاكهتا ‪ ..‬عادر " أأمين" اليه وهو يضحك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا أأان أأول مرة أأشوف ضيف جيرب صاحب البيت انه يعزمه عىل الغدا ‪ ..‬ومش بس كده أل‬
‫ايخد ابىق الألك معاه وهو مروح‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص هتذلىن ‪ ..‬عليا ليك عزومة ان شاء هللا‬
‫محل "معر" الصنية ونزل برسعة ‪ ..‬رأى "ايمسني" واقفه تنترر س يارة أأجره ‪ ..‬فأأرسع اىل س يارته‬
‫ووضع فهيا ما حيمهل ‪ ..‬نررت اليه "ايمسني" بدهشة قائهل ىف نفسها (معقول خد الصنيه وهو انزل ده‬
‫يبقى جمنون رمسي) ‪ ..‬أأوقفت التاىك وركبت مث ودلهش هتا ‪ ..‬وجدت "معر" يفتح الباب ا ألماىم‬
‫ويأأمر السائق أأن ينطلق ‪ ..‬أأمجلهتا املفاجأأة ‪ ..‬اكن يعمل أأهنا ذاهبة اىل موقف ادلراسات لرتكب س يارة‬
‫أأخرى اىل املزرعة فاخرب السائق عن نفس املاكن اذلى س تذهب اليه ‪ ..‬وهبذا سار السائق ىف‬
‫طريقه ‪ ..‬اكنت "ايمسني" حتاول استيعاب ما يفعهل ‪ ..‬وملاذا يفعهل ‪ ..‬اما هو فرل ينرر الهيا ىف املرأه‬
‫اجلانبيه وهو يبتسم بني احلني والخر ‪ ..‬لكهنا حتاشت النرر ىف هذا االجتاه متاما حىت ال تتالىق‬
‫عيناها بعينيه ‪ ..‬وصال اىل املوقف ‪ ..‬نزلت "ايمسني" لتبحث عن س يارة متوهجه اىل ماكن املزرعة ‪..‬‬
‫وجدت بسهوهل ركبت ىف املقعد خلف السائق ‪ ..‬ودلهش هتا للمرة الثانية وجدت "معر" يصعد لريكب‬
‫جبوارها ‪ ..‬نررت اليه بدهشة ممزوجه ابلغضب ‪ ..‬لكنه قابل نررة الغضب ىف عينهيا بنررة مرحه‬
‫وابتسامه عذبه ‪ ..‬التفتت لتنرر اىل الش باك ومصمت أأن تنرر منه طوال الطريق و أأال تلتفت ايل‬
‫"معر" أأبدا ‪ ..‬وضعت حقيبهتا بيهنام ‪ ..‬أأخذ ينرر اىل احلقيبة مث الهيا ‪ ..‬نررت اليه بتحدى ‪ ..‬فنرر‬
‫الهيا مبكر ‪ ..‬ووجدته مييل علهيا قليال وهيمس قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو بتعمىل كده مع اى حد يركب مجبك ‪ ..‬فدى حاجه تبسطىن‬
‫التفتت لتنرر اىل الش باك دون أأن ترد عليه ‪ ..‬اكمتل العدد وانطلق السائق ىف طريقه ‪ ..‬مل يعتاد‬
‫"معر" ابلطبع عىل ركوب املواصالت العامة ‪ ..‬ذلكل اكن جيهل أأن املعقد اذلى اختاره حتديدا هو‬
‫أأسو أأ موضع ىف الس يارة ألن الراكب ىف هذا املقعد تصبح عليه هممة اعطاء ا ألجره من الراكب اىل‬
‫السائق وابىق املال يعيده اىل الراكب ‪ ..‬لك دقيقتني جيد من يربت عىل كتفه ليعطيه ا ألجرة وينترر‬
‫الباىق ‪ ..‬شعر ابحلنق والضيق ‪ ..‬أأما "ايمسني" فاكنت سعيدة للغاية عندما التفتت اليه ور أأت‬
‫عالمات الضيق عىل وهجه ‪ ..‬شعرت بأأهنا انتقمت منه بطريقه ما ‪ ..‬نرر الهيا ليجدها تنرر اىل‬
‫الش باك مبتسمه ‪ ..‬فابتسم و أأمال بر أأسه جتاهها قائال هبمس ‪:‬‬
‫‪ -‬فداىك ‪ ..‬املهم اىن أعد مجبك‬
‫تالشت ابتسامهتا ‪ ..‬وخفق قلهبا ‪ ..‬تبا كل أأهيا القلب اذلى ال تاكد تسمع صوته حىت تقفز اثئرا معلنا‬
‫عن عصيانك ألوامري ‪ ..‬ظلت تنرر من الش باك ‪ ..‬بعد دقيقه أأمال ر أأسه مرة أأخرى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تسلمي ايدك املكرونة جعبتىن أأوى ‪ ..‬مكنتش أأعرف انك شاطره كده‬
‫مل تبدى أأى رد فعل فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬غرت ان حد ايلك مهنا غريي عشان كده خدهتا معااي ‪ ..‬سبهتا ىف العربية‬
‫حاولت قدر االماكن أأن تصم أأذهنا عن لكامته ‪ ..‬و أأال تتأأثر مبا يقول ‪ ..‬مصت قليال مث أأاتها صوته بشئ‬
‫من ا ألمل ‪:‬‬
‫‪ -‬نفيس أأفهم حاجه واحده بس ‪ ..‬انىت ليه رفضاىن‬
‫قطبت جبيهنا وىه تتذكر ا ألس باب الكثرية الىت جتعلها ترفضه‬
‫حهثا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتريحييين وتعرفيين السبب ؟‬
‫مصتت ومل جتب ‪ ..‬أأىت ماكن نزوهلام ‪ ..‬نزل أأوال مث نزلت "ايمسني" اكنت متوجه اىل البوابه عندما‬
‫اعرتض طريقها قائال حزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هسيبك تعدى اال ملا تقوليىل سبب واحد لرفضك ليه‬
‫نررت اليه حبده وحاولت املرور لكنه سد علهيا الطريق نررت اليه غاضبه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت عديين ‪ ..‬ميصحش الىل انت بتعمهل ده‬
‫قال بتصممي ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمسع سبب واحد وساعهتا هعدييك‬
‫قالت بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتلكم‬
‫قال بتحدى مماثل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هعدييك‬
‫زفرت ونررت حولها ‪ ..‬مل جتد من ينقذها من هذا املأأذق ‪ ..‬قال "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ‪ ..‬مش هنفضل واقفني كده كتري‬
‫مث قال خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين لو حد من جوه املزرعة شافنا واقفني مع بعض أأكيد هيقولوا املوضوع فيه ان ‪ ..‬وانىت عارفه‬
‫الناس هنا مبتسكتش‬
‫نررت اليه بغضب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب عديين‬
‫قال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬قولييل سبب واحد و أأان اعدييك‬
‫مصتت قليال مث قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان وانت مننفعش لبعض ملليون سبب‬
‫قال بنفس الربود ‪:‬‬
‫‪ -‬اديين سبب واحد من املليون سبب دول‬
‫عضت عىل شفتهيا مث نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ىف طريق غري الىل أأان ماش ية فيه ‪ ..‬ىف مليون اختالف بيىن وبينك‬
‫مث قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن بأأه تعديين‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬هساعدك انك توصىل للطريق الىل أأان فيه ومتىش معااي فيه‬
‫قالت حبزم و أكن الكمه أأهاهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأبدا ‪ ..‬ممتناش أأبدا اىن أأمىش ىف الطريق الىل انت ماىش فيه‬
‫تأأملها قليال ‪ ..‬قالت ىف نفسها لقد أأغضبته الن ‪ ..‬ولن يعاود التفكري فهيا مرة أأخرى ‪ ..‬حس نا هذا ما‬
‫أأردته ‪ ..‬وقد حصلت عليه ‪ ..‬أأاتها صوت "معر" احلاىن وابتسامته العذبه لتصدهما قائال‪:‬‬
‫‪ -‬لو انىت مش عايزة متىش ىف طريقي ‪ ..‬أأان هوصل للطريق الىل انىت فيه ‪ ..‬و أأمىش معاىك فيه ‪ ..‬املهم‬
‫عندى اننا نكون سوا‬
‫عانقها بعينيه للحرة قبل أأن يبتعد جانبا ليفسح لها الطريق ‪ ..‬مشت ودخلت من البوابه ‪ ..‬وقبل‬
‫دخولها أألقت عليه نررة وهو يعاود أأدراجه ليحرض س يارته الىت تركها‬

‫***************************‬
‫يتبع‬

‫‪ -‬ممممممم نفسها ىف الألك حلو أأوى ‪ ..‬أل كده اان اطمنت عليك‬
‫قالت "كرميه" هذه العباره البهنا وهام جالسان معا عىل طاوةل ىف املطبخ‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس أأول الطريق خطوه ‪ ..‬دلوقىت حبيىت أألكها بكره حتبهيا‬
‫ابتسمت "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس انت رهيب اي "معر" حد يتعزم عند واحد حصبه وايخد ابىق الألك وهو انزل‬
‫حضك "معر" بشدة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نفس الىل قالهوىل " أأمين"‬
‫قالت "كرميه" ىف رسور ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يسعدك اي حبيىب وينوكل الىل ىف ابكل‬
‫قبل "معر" يدها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب اي ماما‬

‫**************************‬

‫ىف صباح اليوم التاىل وقفت "كرم" عىل ابب مكتب "رهيام" ‪ ..‬اكن قد حتاىش اذلهاب اىل العمل‬
‫ورؤيهتا منذ أأن انفعلت عليه ىف مكتبه بسبب لكامته ‪ ..‬وقف أأمام املكتب فنررت اليه مث عادوت‬
‫معلها ىف مصت ‪ ..‬تنحنح وشعر ابحلرج قليال هو يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسف عىل الالكم اليل قولهتوكل أخر مرة ىف مكتيب‬
‫نررت اليه صامته ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مكنش قصدى أأهينك أأو أأجرحك ‪ ..‬و أأان عارف وواثق انك بنت حمرتمه ‪ ..‬وفعال الكىم‬
‫مكنش يصح أأقولهوكل‬
‫أأومأأت "رهيام" بر أأسها مث عاودت مزاوةل معلها ‪:‬‬
‫تفرس فهيا "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين خالص مسحتيين؟‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص حمصلش حاجه‬
‫ابتسم وقال قبل أأن يغادر ‪ ..‬مستىن الربيد ىف مكتيب‬
‫أأحرضت "رهيام" الربيد وىه تبتسم ىف نفسها‬

‫جفأأة مسع امجليع أأصوات هرج ومرج ‪ ..‬خرجت "ايمسني" من مكتهبا لتس تطلع ا ألمر ‪ ..‬وجدت أأعد‬
‫العامل جيري ىف اجتاه ‪ ..‬وعامل أخر قادم همرول من نفس الطريق فأأوقفته "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت ‪ ..‬ايه الىل حصل ؟‬
‫قال الرجل وهو يلهث ‪:‬‬
‫‪ -‬عامل ايده احترشت ىف ماكنه طحن احلروب ‪ ..‬جه البشمهندس "معر" يساعده قامت املاكنه‬
‫طايهل ايده هو كامن‬
‫أأصاب "ايمسني" الفزع وشعرت بقلهبا هيوى عىل ا ألرض ‪ ..‬أأرسعت "ايمسني" ىف اجتاه خمزن ا ألدوية‬
‫و أأحرضت ش نطة االسعافات ا ألولية ‪ ..‬مث ذهبت مرسعه ىف االجتاه اذلى ذهب فيه العامل ‪ ..‬ر أأت‬
‫عدة عامل متجمعني خارج املبىن و أأحد العامل يقف عىل الباب مينعهم من ادلخول ‪ ..‬أأرسعت‬
‫ورصخت فيه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عديين برسعة‬
‫أأفسح الرجل لها الطريق دخلت لتجد رجل انمئ عىل ا ألرض وحوهل رجلني ‪ ..‬حبثت بنررها عن‬
‫"معر" فمل جتده ‪ ..‬ذهبت الهيم لتجد يد الرجل ىف حاهل يرىث لها ‪ ..‬فلقد أأهجزت املاكينه عىل كفه ‪..‬‬
‫والرجل فقد وعيه من شدة ا ألمل ‪ ..‬خفق قلهبا بقوة ترى ماذا أأصاب "معر" و أأين هو الن ‪ ..‬هل‬
‫أأصيب مثهل ‪ ..‬جثت جبوار الرجل الفاقد الوعى و أأخرجت من احلقيبه الىت جتملها رماشة طويةل‬
‫ربطت هبا رسغه بقوة لىك تقلل من ادلم اذلى يفقده ‪ ..‬قال لها أأحد الرجلني مش هرتبطى كف ايده‬
‫الىل بتزنف دى ‪ ..‬نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ألن عرم كفه لكه مكسور املفروض ميتحركش حلد ما االسعاف تيجي تش يهل زى ما هو كده‬
‫مث قالت بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬فني البشمهندس "معر" ؟ ‪ ..‬جراهل حاجه ؟‬
‫مسعت حركة خلفها نررت لتجد "معر" ‪ ..‬وقفت ىف هلع وىه تنرر اىل رميصه ا ألبيض اذلى صبغ‬
‫ابللون ا ألمحر ادلاىم ‪ ..‬اكن ميسك قطعه رماش ويضغء هبا عىل كفه ‪ ..‬هتفت قائهل بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬انت كويس؟‬
‫نرر الهيا يتأأمل اخلوف واللهفة عىل وهجها ‪ ..‬ونررات عينهيا ادلامعه والىت تنتقل برسعة ولوعه بني‬
‫وهجه وكفه ‪ ..‬قال بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش‬
‫ازداد ملعان ادلموع ىف عينهيا وكررت سؤالها و أكهنا مل تسمع اجابته ‪:‬‬
‫‪ -‬انت كويس ؟ ‪ ..‬ايدك حصلها حاجه ؟‬
‫أأزاح "معر" قطعة القامش لريهيا جرحا صغريا ىف يده ‪ ..‬ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ربنا سرتها معااي ‪..‬‬
‫نررت اىل رميصه املبلل ابدلماء وىه مازالت بعد حتت تأأثري الصدمة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال ايه ادلم الىل عىل رميصك ده‬
‫أأجاهبا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده مش دىم ‪ ..‬ده دم العامل الىل اتصاب‬
‫ىف تكل اللحرة حرضت س يارة االسعاف ونقلوا العامل الهيا و أأمر "معر" رجلني من رجاهل ابذلهاب‬
‫مع العامل اىل املستشفى ومتابعته بتفاصيل حالته‬
‫تعالت صوت رسينه س يارة االسعاف وىه تبتعد لتغادر املزرعة التفت "معر" اىل "ايمسني" مرة‬
‫أأخرى يتفرس ىف وهجها ويراقب لك خلجاته ‪ ..‬قالت هل "ايمسني" وىه حتاول اس تجامع ش تات‬
‫نفسها ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تطهر اجلرح وتربطه ‪ ..‬متس هتونش بيه‬
‫ملعت عيناه وابتسم لها قائال بصوت هامس ‪:‬‬
‫‪ -‬خايفه عليا ؟‬
‫حتاشت النرر اليه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هروح أأمكل شغىل ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫أأوقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه ‪ ..‬أأان كنت بد أأت أأيأأس ‪ ..‬و أأحس اىن مش ممكن هعرف أأخلييك حتبيىن‬
‫مث ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس أأان دلوقىت اطمنت‬
‫شعرت بأأن وجنتهيا سارات مجرتني مش تعلتني ونررت اليه قائهل بتوتر وبصوت مرجتف تدافع عن‬
‫نفسها ‪:‬‬
‫‪ -‬لو اكن أأى حد ماكنك كنت هقلق برده أأما أأشوف رميصه غرقان دم كده ‪ ..‬يعين مش حاجه‬
‫خاصه بيك انت‬
‫أأخفض ر أأسه قليال ونرر ىف عينهيا مبارشة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش صغري اي "ايمسني" ‪ ..‬أأان عارف كويس ايه الىل أأان شوفته ىف عينييك‬
‫شعرت ابالرتباك ‪ ..‬خفضت برصها مث سارت ىف اجتاه الباب ‪ ..‬التفت "معر" الهيا قائال بصوت عاىل‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬اهرىب العادة‬
‫اكنت ابلفعل تعمل أأنه حمق ‪ ..‬حمق ىف ا ألمرين ‪ ..‬حمق فامي رأه ىف عينهيا ‪ ..‬وحمق ىف أأهنا هترب‪.‬‬

‫********************‬
‫ذهب "معر" ىف اجتاه بيت املزرعة ليجد أأمه مقبهل عليه هتتف ىف لوعه ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ايه الىل حصل ‪ ..‬ايه ادلم ده‬
‫نررت اىل يده هاتفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي ابىن ايه الىل حصل‬
‫مسح "معر" عىل كتفها وطمأأهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متحفيش عليا أأان كويس ده جرح بس يء‬
‫هتفت ىف لوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬جرح بس يء أأمال ايه ادلم ده ؟‬
‫قال شارحا ‪:‬‬
‫‪ -‬ده دم العامل الىل اتصاب كنت حباول أأطلع ايده الىل احترشت ىف املاكنه‬
‫قالت "كرميه" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو فني دلوقىت‬
‫قالت "معر" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬االسعاف مج خدوه من شوية ‪ ..‬و أأان هطلع بس أخد شاور و أأغري هدوىم و أأروحهل عىل هناك‬
‫دخل "معر" البيت مث صعد اىل غرفته ‪ ..‬دخلت "كرميه" البيت جلست عىل أأحد املقاعد تلتقء‬
‫أأنفاسها وهتدئ من روعهتا مث صعدت اىل غرفة "ثراي" الىت اكنت جتلس مع "ايناس" لتخربهام مبا‬
‫حدث ‪ ..‬هنضت "ايناس" وطرقت ابب غرفة "معر" ‪ ..‬اكن قد انهتىى من ارتداء مالبسه ‪ ..‬فتح‬
‫الباب ليجد "ايناس" أأمامه ‪ ..‬سالته قائهل بصوت انمع ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" انت كويس ‪ ..‬ايه الىل طنء بتقوهل ده‬
‫قال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬حمصلش حاجه ‪ ..‬امحلدهلل‬
‫قالت "ايناس" بعتاب ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت ماكل ومال العامل ‪ ..‬كنت ختىل أأى حد من الرجاهل املوجودين يساعده ‪ ..‬افرض اكنت‬
‫املاكنة ضيعت ايدك انت كامن‬
‫قال "معر" بنفاذ صرب وضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين أأطلب من الرجاهل الواقفني اهنم يساعدوه و أأان مش راجل يعىن ؟ ‪ ..‬أأقف أأتفرج علهيم ؟‬
‫حاولت امتصاص غضبه قائهل بصوت انمع ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس كنت خايفه عليك ‪ ..‬أأول ما مسعت من طنء جيت عىل طول أأطمن عليك‬
‫متمت "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا اي "ايناس"‬
‫أأمسكت يده املصابه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هرتوح لدلكتور يشوفهاكل‬
‫نزع يده من يدها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا ‪ ..‬يال سالم‬
‫مث نزل مرسعا وتوجه اىل املستشفى الىت أأخذوا العامل الهيا ‪ ..‬اس تقبهل أأحد الرجال اذلين ذهبوا ىف‬
‫س يارة االسعاف بصحبة العامل ‪ ..‬فسأأهل "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه أأخباره دلوقىت ؟‬
‫قال الرجل ‪:‬‬
‫‪ -‬بيقولوا حمتاج معليات كتري عشان ايده ترجع زى ا ألول ‪ ..‬و أأههل جوه قالبيهنا مناحه‬
‫دخل "معر" فوجد امر أأة بس يطة ترتدى السواد تبىك أأمام غرفة العمليات وجبوارها رجل كبري يرتدى‬
‫جلبا َاب ويبدو عليه البساطة هو الخر واكن يبىك حبرقة ويمتمت بشفتيه بلكامته خافته ‪ ..‬قال الرجل‬
‫اذلى بصحبة "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ده أأبوه ‪ ..‬ودى أأمه‬
‫اقرتب "معر" من الرجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش اي ج ان شاء هللا هيقوم ابلسالمه‬
‫قال الرجل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب ‪ ..‬ايرب‬
‫هتفت ا ألم ىف حرسه وسء شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬اي عيين عليك اي ابىن ‪ ..‬ايدك راحت اي ابىن ‪..‬‬
‫التفت "معر" الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقوليش كده اي جحه ان شاء هللا هيبقى خبري‬
‫قالت هل املر أأة ىف لوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬ده بيقولوكل حمتاج معليات أأد كده و أأدوية أأد كده ‪ ..‬واحنا انس عىل أأد حالنا‬
‫وانفجرت ىف باكء شديد‬
‫ربت "معر" عىل كتفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش لك مصاريف العمليات وا ألدوية أأان هدفعهم ان شاء هللا ‪ ..‬وكامن مرتبه هيوصل أأول لك‬
‫شهر مش انقص منه حاجه ‪ ..‬حلد ما يقوم ابلسالمة ان شاء هللا‬
‫نررت املر أأة اليه غري مصدقه ومتمتت ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مني اي ابىن وهتعمل معاان كده ليه ؟‬
‫قال "معر" شارحا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان "معر ا أللفى" صاحب املزرعة الىل ابنك بيش تغل فهيا ‪ ..‬وطاملا اتصاب وهو بيش تغل ىف‬
‫املزرعة عندى يبأأه أأان متكفل بلك مصاريف عالجه‬
‫أأمسك الرجل يد "معر" وقبلها برسعة ‪ ..‬حسب "معر" يده ‪ ..‬فقال الرجل ابكيا ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يكرمك ويكفيك رش طريقك ويبارلكك ىف حصتك وعفيتك اي قادر اي كرمي‬
‫تأأثر "معر" للغاية من حاةل وادلاه ‪ ..‬طلب من الرجل اذلى جبواره أأن يبقى ىف املستشفى معهام و قام‬
‫حبجز غرفة هلم مكرافقني للمريض‬
‫عاد "معر" اىل املزرعة ‪ ..‬خرج "معر" من الس يارة فأأقبل عليه " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬احلق اي "معر" خمزن العلف ولع‬
‫صاح "معر" ىف فزع ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ؟ ‪ ..‬ولع ؟‬
‫قال " أأمسن" شارحا وهو يهنج ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة بس متقلقش الرجاهل طفوه‬
‫أأرسع "معر" اخلطى اىل خمزن العلف ليجد جزء كبري من العلف اخملزن احرتق متاما وحتول اىل رماد‬
‫‪ ..‬نرر اىل الرجال الذلين حيملون طفاايت احلريق الصغريه وقال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬حد اتصاب ؟‬
‫قال هل أأحد الرجال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل اي بشمهندس متقلقش حمدش اكن ىف اخملزن‬
‫أأقبل " أأمين" ليقف جبوار "معر" فالتفت اليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مع "عبد امحليد" فني ؟ ‪ ..‬مش املفروض يكون ىف اخملزن ؟‬
‫قال " أأمين" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬من ساعة احلريقه وهو مرهرش‬
‫قال "معر" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬غريبه‬
‫رضب " أأمين" كفا بكف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬س بحان هللا حادثتني ىف املزرعة ىف يوم واحد‬
‫تركه " أأمين" وذهب ليبحث عن "ايمسني" لكنه قابل معته وىه مقبهل حنوه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل حصل اي "معر"‬
‫قال "معر" وهو يرسع ابالنرصاف ‪:‬‬
‫‪ -‬هحكيكل بعدين اي معتو‬
‫أأمسكته من ذراعه لتوقفه وقالت حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬حرق اخملزن وهرب مش كده‬
‫نرر "معر" الهيا وقال بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬تقصدى مني ؟‬
‫قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأقصد "عبد امحليد" الىل انت سلمته مفاتيح خمزن العلف ووثقت فيه بس عشان بنته تبقى حبيب‬
‫القلب‬
‫شعر "معر" ابلغضب وحاول الانرصاف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك اي معتو‬
‫أأوقفته مرة أأخرى قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد معل كده لصاحل أأى مزرعة من املزارع املنافسه ‪ ..‬خاصة بعد ما عرفوا جودة العلف الىل بقينا‬
‫بنس تخدمه دلوقىت ‪ ..‬مش بعيد يكونوا ادوه رشوية عشان حيرقلنا اخملزن ‪ ..‬وواحد جعان زى ده ما‬
‫هيصدق طبعا فرصة وجاتهل حلد عنده‬
‫مصتت قليال مث قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تبلغ عن "عبد امحليد" عشان يتسجن‬
‫نزع "معر" ذراعه من يدها ونرر الهيا برصامة مث غادر دون أأن ينطق بلكمة ‪.‬‬

‫البارت ‪50‬‬

‫ذهب "معر" للبحث عن "عبد امحليد" لكنه وجد "ايمسني" تقف أأمام مبىن سكن العامل وتتحدث‬
‫ىف هاتفها ويبدو علهيا التوتر ‪ ..‬اهنت ماكملهتا ‪ ..‬اقرتب مهنا قائال ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ايه اي "ايمسني" ‪ ..‬وادلك فني ؟‬
‫نررت اليه قائهل بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬لكمته دلوقىت‬
‫قال لها "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى ‪ ..‬هو معهوش موابيل‬
‫قالت "ايمسني" شارحه ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" معاه‬
‫سأألها "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب هو فني ؟ وليه ساب اخملزن ومىش ؟‬
‫ابتلعت "ايمسني" ريقها بصعوبه ونررت اليه حبريه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بيقول ان ىف حد اتصل بيه عىل موابيل "رهيام" وقالها انك طلبت ان اباب يروحكل عىل املستشفى‬
‫الىل فهيا العامل الىل اتصاب ‪" ..‬رهيام" اكنت خلصت شغلها فراحت معاه‬
‫قال لها "معر" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مطلبتش من حد انه يبلغ وادلك بكده ‪ ..‬وال طلبت انه يروحىل عىل املستشفى‬
‫قالت "ايمسني" ىف دهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال مني الىل لكمه ‪ ..‬وعىل موابيل "رهيام" كامن ‪ ..‬يعين حد عرفنا‬
‫قال "معر" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأصال معرفش رمق "رهيام"‬
‫قالت "ايمسني" ىف ضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اللخبطة دى بأأه‬
‫هدءها "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش ملا ييجى وادلك هنفهم منه لك حاجه‬
‫مه بأأن ينرصف لكن نرر الهيا قائال ىف حنان ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاىل اعدى عندان ىف بيت املزرعة حلد ما وادلك و أأختك يرجعوا‬
‫نررت "ايمسني" اليه قائهل حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬أل شكرا ‪ ..‬أأان هطلع أأوضىت أأستنامه‬
‫أأومأأ بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب براحتك ‪ ..‬وملا ييجى وادلك خليه جييىل ‪ ..‬أأان هناك عند اخملزن‬
‫أأومأأت بر أأسها ىف مصت ‪ ..‬عاد "معر" اىل اخملزن ليتفحص ا ألرضار الىت حلقت به ‪ ..‬وجدت وادله‬
‫ومعته و " أأمين" و "كرم" هناك ىف اخملزن ‪ ..‬اس تقبهل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬فني مع "عبد امحليد" ‪ ..‬لسه مرهرش ؟‬
‫قال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬جاى ىف الطريق‬
‫قالت مدام "ثراي" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬واكن فني حرضته وسايب اخملزن ليه ومىش ‪ ..‬مش قولتكل اي "معر" هو الىل ورا املوضوع ده‬
‫قال "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا ييجى هنعرف منه احلاكيه‬
‫ما ىه الا نصف ساعة وجاء "عبد امحليد" بصحبة "رهيام" ‪ ..‬اىل خمزن العلف ‪ ..‬هتف "عبد‬
‫امحليد" مبجرد أأن رأى أاثر احلريق ىف اخملزن ‪:‬‬
‫‪ -‬اي س تري ايرب ‪ ..‬اي س تري ايرب ‪ ..‬ايه اليل حصل ؟‬
‫نررت اليه مدام "ثراي" حبزم قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬املفروض حرضتك تقولنا ايه الىل حصل ‪ ..‬مش انت املسؤل عن اخملزن‬
‫نررت الهيا "رهيام" حبده وقد شعرت ابلضيق للطريقه الىت تتحدث هبا تكل املر أأة مع وادلها ‪ ..‬قال‬
‫"عبد امحليد" شارحا وهو مازال مذهوال مما حدث ‪:‬‬
‫‪ -‬لقيت "رهيام" بنىت بتقوىل ان ىف واحد اتصل هبيا عىل املوابيل وقال ان البشمهندس "معر" طلبىن‬
‫أأروحهل عىل املستشفى الىل فهيا العامل الىل اتصاب ‪ ..‬فقلت اخملزن كويس و "رهيام" اكنت خلصت‬
‫شغلها خدهتا معااي وروحت عىل املستشفى الىل الراجل مىل عنواهنا لبنىت‬
‫قالت "ثراي" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ‪ ..‬ايه الفيمل العريب ده‬
‫سأأهل "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬انت واثق انك قفلت اخملزن كويس قبل ما متىش اي مع "عبد امحليد" ؟‬
‫اكد هل "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي بشمهندس أأان قافل القفل ابيدي‬
‫مث أأشار اىل "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش انىت اي بنىت شوفتيىن و أأان بقفهل؟‬
‫أأومأأت "رهيام" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي اباب حرضتك قفلته أأداىم‬
‫صاحت "ثراي" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ‪ ..‬وهتشهد بنتك كامن ‪ ..‬ما ىه أأكدي هتشهد لصاحلك ‪ ..‬أأمال هتقول اباب كداب‬
‫صاحب "رهيام" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت‬
‫أأشار "عبد امحليد" بيده لـ "رهيام" ىك تتوقف عن احلديث والتفت اىل مدام "ثراي" قائال بكربايء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش كداب اي هامن ‪ ..‬ومليش مصلحه ىف أأذية البشمهندس "معر" ‪ ..‬وال ميكن أأفكر اىن أأ أأذيه‬
‫ىف أألك عيشه‬
‫قال "معر" يطيب خباطره ‪:‬‬
‫‪ -‬حمدش قال انك كداب اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬أأان مصدقك طبعا‬
‫التفتت اليه مدام "ثراي" حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه مصدقه ؟ ‪ ..‬هتسيبه يفلت من غري عقاب ؟‬
‫قال لها أأخهيا ‪:‬‬
‫‪" -‬ثراي" مفيش داعى للالكم ده‬
‫قال "معر" برصامه ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي معتو مبحبش حد يتدخل ىف ادارىت لشغىل‬
‫قالت معته بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬ده مش شغل اي بشمهندس ‪ ..‬اان وانت والىل واقفني دول لكهم عارفني انت بتعمل كده ليه ‪..‬‬
‫عشان ست احلسن طبعا‬
‫صاح "عبد امحليد" بغضب قاال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي هامن ‪ ..‬لكه اال بنىت مقبلش ان حد جييب سريهتا بلكمه‬
‫قال "معر" برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬وال أأان أأمسح ان حد جييب سريهتا بلكمه‬
‫مث نرر اىل أأبيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريت اي اباب حرضتك ومعتو تس بقوىن عىل البيت أأان دقايق وجاى‬
‫أأشار "نور" بر أأسه اىل "ثراي" الىت تبعته مضطرة وعالمات احلنق عىل وهجها ‪ ..‬نرر "معر" اىل‬
‫"عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بعتذر عن اليل حصل اي مع "عبد امحليد"‬
‫قال "عبد امحليد" ىف اابء ‪:‬‬
‫‪ -‬حصل خري اي بشمهندس ‪ ..‬بس كده خالص معدلناش قعاد هنا‬
‫قالت "رهيام" موافقه أأبهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬معاك حق اي اباب ‪ ..‬كده كفاية أأوى‬
‫صاح "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه اي جامعه انتوا هتقلبوها درامه ليه ‪ ..‬خالص سوء تفامه واحتل ‪ ..‬و "معر" بنفسه اعتذر‬
‫التفتت اليه "رهيام" قائهل حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ده مش سوء تفامه ‪ ..‬ده اهتام رصحي ‪ ..‬واهانه لينا لكنا‬
‫التفت الهيا "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان بعتذر اتىن عن لك الىل معىت قالته‬
‫مث التفت اىل "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش مكفيك اعتذارى اي مع "عبد امحليد"‬
‫قال هل "عبد امحليد" ىف حزم ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بشمهندس "معر" مش انت الىل غلطت عشان تعتذر ‪ ..‬وده مكنش سوء تفامه ‪ ..‬الهامن واثقه‬
‫ان أأان الىل دبرت احلريقه دى ‪ ..‬وهللا العرمي الىل حكيته هو الىل حصل ابلربء بدون زايدة أأو‬
‫نقصان‬
‫قالت هل "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب متحلفش ‪ ..‬اليل مش عايز يصدقك هو حر‬
‫التفت "كرم" اىل "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وريىن الرمق الىل اتصل بييك‬
‫قالت هل "رهيام" وعيوهنا تش تعل من الغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬حرضتك مش مصدقىن ؟‬
‫قال لها "كرم" برسعه ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا مصدقك ‪ ..‬بس عايز أأشوف الرمق أأكيد الىل معل كده حد من هنا ىف املزرعة ‪ ..‬أأمال عرفوا‬
‫ررمك ازاى‬
‫أأخرجت هاتفها و أأظهرت الرمق عىل الشاشة مث أأعطت الهاتف لـ "كرم" ‪ ..‬دون "كرم" الرمق عىل هاتفه‬
‫مث اتصل بصاحب الرمق ‪ ..‬و أأشار هلم ابلصمت ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫الصوت ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو ‪ ..‬مني ؟‬
‫قال "كرم" وهو يشري هلم بأأصبعه حىت ال يتحدث أأحد ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت كنت عايز ا ألس تاذ أأمحد احملاىم‬
‫‪ -‬ال اي بيه الرمق غلء‬
‫‪ -‬بس أأان واثق انه اداىن الرمق ده‬
‫‪ -‬اي بيه بنقوكل غلء ‪ ..‬أأصال ده رمق ىف كشك الناس بتتلكم منه‬
‫‪ -‬فني الكشك ده ؟‬
‫وصف الرجل املاكن لـ "كرم" ‪ ..‬شكره "كرم" و أأغلق الهاتف ‪ ..‬وقال هلم ‪:‬‬
‫‪ -‬الكشك ىف البدل ‪ ..‬يعني قريب من هنا ‪ ..‬يعين الىل معل كده حد من هنا من املزرعة‬
‫قال " أأمين" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬وايه مصلحهتم ىف كده‬
‫أأخذ "معر" يفكر تفكريا معيقا ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬وازاى وصلوا لرمق "رهيام" ؟‬
‫التفت "كرم" اىل "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ادييت ررمك ألى عامل من هنا ىف املزرعة‬
‫قالت "رهيام" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل و أأان أأدى ررمى لعامل ليه‬
‫قال "كرم" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬طب ادتيه للبتاع الىل امسه "هاىن شاكر" ده ؟‬
‫التفتت اليه حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا أأديهل ررمى بتاع ايه‬
‫التفت الهيا وادلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مني "هاىن شاكر" ده اي "رهيام" ؟‬
‫نررت اىل "كرم" بغيظ ‪ ..‬فأأرسع "كرم" لينقذها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬املهم دلوقىت نعرف الراجل ده وصل لرمق "رهيام" ازاى‬
‫قال "معر" و أأقد أأرهقه التفكري ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هتجنن مني مصلحته انه حيرق اخملزن‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا ملناش أأعداء اي "معر" الننا امحلد هلل برناعى ربنا ىف شغلنا ‪ ..‬مفعتقدش ان الىل معل كده اكن‬
‫قاصد يأأذيك انت ‪ ..‬وبعدين الىل عايز يأأذيك هيحرق مكتكل ابمللفات املهمة الىل فيه ‪ ..‬أأو حيرق‬
‫الزرع نفسه ‪ ..‬أأو حيرق الزرايب والاسطبالت ‪ ..‬مش ييجى حيرق خمزن علف‬
‫التفت اليه "معر" قائالص ‪:‬‬
‫‪ -‬قصدك ايه ؟‬
‫قال " أأمين" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل معل كده قصده انه يأأذى مع "عبد امحليد" ‪ ..‬مش يأأذيك انت‬
‫قال "عبد امحليد" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ومني مصلحته انه يأأذيين ؟‬
‫التفت "معر" اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن يكون الىل امسه "مصطفى" ده‬
‫قال "عبد امحليد" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬هو راجل رشاىن و أأتوقع منه أأى حاجه ‪ ..‬بس ايه الىل هيعرفه ماكننا هنا‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬مني "مصطفى" ؟‬
‫قال "معر" بضيق شديد ‪:‬‬
‫‪ -‬طليق "ايمسني"‬
‫هتف "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اه حص ‪ ..‬ممكن يكون هو‬
‫قالت "رهيام" شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬و"مصطفى" هيجيب ررمى منني ‪ ..‬أأصال اخلء ده أأان غريته من ساعة ما جيت املزرعة ‪ ..‬النه اكن‬
‫ساعات ملا يالىق موابيل "ايمسني" مقفول يلكمها عىل ررمى ‪ ..‬فرحيت نفيس وغريته‬
‫قال "معر" برتكزي ‪:‬‬
‫‪ -‬يبأأه كده رجعنا لنقطة البداية والىل بتأأكد ان الىل معل كده حد من املزرعة هنا ‪ ..‬بس مني ؟‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مهىش بأأه اي جامعة ‪ ..‬وبكرة ان شاء هللا نشوف املوضوع ده ‪ ..‬يال سالم‬
‫قال "كرم" لـ "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي مع "عبد امحليد" روح انت ‪ ..‬وعشان النسه "رهيام" كامن تروح‬
‫التفت "عبد امحليد" اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو عندك اي بشمهندس شك ولو ‪ %0‬اىن ‪.........‬‬
‫مل يدعه "معر" يمكل الكمه وقاطعه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معنديش حىت شك ‪ .. %1,0‬و أأان اعتذرتكل عن الكم معىت اي مع "عبد امحليد"‬
‫‪ -‬طيب اي بشمهندس ‪ ..‬وربنا يكشف احلق وينرص املرلوم ‪ ..‬والرامل هيتفضح ان شاء هللا ‪..‬‬
‫السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫رحل "عبدامحليد" و"رهيام" ‪ ..‬فالتفت "كرم" اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس انك مبلغتش‬
‫نرر "معر" اليه مس تفهام ‪:‬‬
‫‪ -‬الن أأكيد لو بلغت اكن أأول واحد اهتموه هو مع "عبد امحليد"‬
‫قال "معر" مؤكداّ ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا ‪ ..‬واكن زماهنم قبضني عليه دلوقىت‬
‫سأأهل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اان واثق ان مش هو اليل معل كده ‪ ..‬وانت ؟ ‪ ..‬عندك شك ؟‬
‫رد "معر" برسعه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا ‪ ..‬اان واثق انه ملوش عالقة ابملوضوع ده‬
‫مث قال بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش بدافع عنه عشان حبيبة القلب زى ما معتو قالت ‪ ..‬بس فعال الراجل حمرتم ويعرف ربنا‬
‫ومشفتش عليه أأى حاجه وحشه‬
‫‪ -‬امال مني ابن التيييييييييييت الىل معل كده‬
‫‪ -‬هتجنن اي "كرم" ‪ ..‬هتجنن‬
‫‪ -‬خالص روح انت دلوقىت وبكرة نبقى نشوف احلاكية دى ‪ ..‬و أأان كامن هروح عىل الفندق مليش‬
‫نفس أأروح ىف حته ‪ ..‬يال أأشوفك بكرة ‪ ..‬سالم‬
‫‪ -‬سالم‬
‫**************************‬
‫يتبع‬

‫‪ -‬حرابيه حصيح‬
‫هتفت "ايمسني" بتكل العبارة ىف غضب ‪ ..‬بعدما قصت علهيا "رهيام" ما قالته مدام "ثراي" ‪ ..‬وقالت‬
‫ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬واالمس اهنا بنت عيةل حمرتمة ‪ ..‬هو ىف انس حمرتمة تهتم غريها كده بدون دليل ‪ ..‬وتلقح ابلالكم‬
‫عليا كامن‬
‫قالت "رهيام" هتدهئا ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش "معر" مسكتلهاش ووقفها عند حدها ‪ ..‬ومشاها كامن‬
‫مث قالت "رهيام" ىف حريه ‪:‬‬
‫‪ -‬مهوت و أأعرف مني الىل مصلحته انه يأأذى اباب ‪ ..‬احنا ملناش أأعداء غري "مصطفى"‬
‫مث نررت اىل "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تفتكرى "مصطفى" الىل معل كده ؟‬
‫اكنت "ايمسني" شارده تفكر تفكريا معيقا فنادههتا "رهيام" ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫أأفاقت من رشودها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬ايه ماكل روحىت فني‬
‫‪ -‬بفكر‬
‫‪ -‬ىف الىل حصل ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها قائهل وقد رشدت مرة أأخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬بفكر مني مصلحته ان اباب يتأأذى ‪ ...‬أأو ‪........‬‬
‫‪ -‬أأو ايه ؟‬
‫‪ -‬أأو انه يتخلص مننا‬
‫قالت "رهيام" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين يتخلص مننا ‪ ..‬يقتلنا تقصدى‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بغيظ قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يقتلنا مني انىت كامن‬
‫هتفت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش انىت الىل قولىت يتخلص مننا‬
‫‪" -‬رهيام" ‪ ..‬اسكىت اي "رهيام"‬
‫رمت "رهيام" وتركت "ايمسني" تفكري بعمق وتسأأل نفسها سؤال واحد ‪ :‬من من مصلحته أأن يأأذى‬
‫عائلهتا ويتخلص مهنم ؟‬

‫************************‬

‫دخل "معر" غرفة املعيشة حيث اجمتعت العائهل ‪ ..‬جلس عىل مقعد فارغ فبد أأت مدام "ثراي" ىف‬
‫الهجوم ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن أأفهم ايه التسيب ده الىل انت بتدير بيه املزرعة و بتتعامل بيه مع الناس الىل بيش تغلوا‬
‫عندك ؟‬
‫نرر الهيا "معر" برصامة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ادارىت الىل حرضتك بتسمهيا تسيب بتدير عليا س نواي أأرابح ابملاليني‬
‫قالت مدام "ثراي" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬لو سبت الىل غلء بدون عقاب مش هتعرف تس يطر عىل العامل بعد كده ‪ ..‬ولك واحد يغلء‬
‫زى ما هو عايز ما هو مفيش عقاب‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا أأبقى أأعرف مني املذنب مش هسيبه الا ملا يتعاقب‬
‫هتفت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬هو انت لسه معرفتوش ‪ ..‬وال احلب عاىم عينك لدلرجة دى‬
‫قام "معر" غاضبا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬برده مرصه تدخىل اخليوط ىف بعضها ‪ ..‬احنا بنتلكم عن احلريقة الىل حصلت ‪ ..‬ايه دخل "ايمسني"‬
‫دلوقىت ىف املوضوع‬
‫قالت بغضب مماثل ‪:‬‬
‫‪ -‬ما ىه الىل والكه عقكل ‪ ..‬وممش ياك وراها ميني ميني ‪ ..‬شامل شامل‬
‫كرم "معر" غيره بصعوبه قائال بصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خارج أأحسن ما أأقول الكم يضايقنا احنا االتنني اي معتو‬
‫خرج مرسعا و أأغلق الباب خلفه بقوة ‪ ..‬هتف "نور" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬برده مفيش فايدة اي "ثراي" ‪ ..‬هو نفس اسلوبك الهجوىم ‪ ..‬قولتكل ‪ 011‬مرة "معر" ما بيجيش‬
‫ابالسلوب ده‬
‫التفت اليه قائهل حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال عايزىن أأتلكم معها ازاى و أأان شايفه البنت بتضحك عليه ىه و أأهلها‬
‫قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬حرام علييك اي "ثراي" مني قاكل ان أأبوها هو الىل معل كده‬
‫التفتت الهيا "ثراي" قائهل بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال ‪ ..‬أدى حماىم اتىن لست احلسن وعيلهتا‬
‫مث غادرت الغرفة وذهبت اىل غرفهتا و أأغلقت الباب خلفها بقوة‬

‫سار "معر" ىف جتاه سكن العامل ‪ ..‬اكنت "ايمسني" واقفه ىف الرشفة ‪ ..‬تالقت نرراهتام ىف مصت ‪..‬‬
‫وقف قليال مث ذهب ىف اجتاه جشرته ‪ ..‬اكن هناك الكثري مما يشغل عقهل ‪ ..‬من فعل ذكل ؟ ‪ ..‬وملاذا‬
‫فعل ذكل ؟ ‪ ..‬وكيف فعل ذكل؟ ‪ ..‬اكن يشعر ابلضيق من معته بسبب حتاملها ادلامئ عىل "ايمسني"‬
‫و أأهلها ‪ ..‬و "ايمسني" نفسها والىت هترب منه دامئا ‪ ..‬جلس عىل اجلذع همموما حزينا ‪ ..‬وجفأأة وجدها‬
‫أأمامه ‪ ..‬واقفه تنرر اليه ىف مصت ‪ ..‬قام من عل اجلذع وتقدم بضع خطوات ووقف ىف مواهجهتا ‪..‬‬
‫نررت اليه "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايزه أأسأأكل سؤال واحد ؟‬
‫أأومأأ بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اسأأىل‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مصدق ان اباب ملوش عالقه ابملوضوع وان فعال حد اتصل بيه وخاله يسيب اخملزن‬
‫مصت قليال ‪ ..‬حلرات لكهنا شعرت بأأهنا س نوات ‪ ..‬مث ر أأت الابتسامه عىل حمياه ورد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة مصدق‬
‫أأومأأت بر أأسها وقد ظهرت عالمات الارتياح عىل وهجها ‪ ..‬مث نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش غري خشص واحد من مصلحته انه يأأذينا عشان منىش من هنا‬
‫سأألها "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬مني الشخص ده ؟‬
‫نررت اليه "ايمسني" بقوة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬الشخص الىل جاىل وقاىل انىت متناس بيش عيةل ا أللفى ‪ ..‬دورى عىل واحد من مس تواىك ‪ ..‬بدل‬
‫ما تطلقى للمرة التانية‬
‫نرر "معر" اىل عينهيا بدهشة ‪ ..‬مصت ‪ ..‬طال مصهتام ‪ ..‬مث قال بصوت هادر وقد اش تعلت عيناه‬
‫ابلغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬مني الىل قاكل كده ؟‬
‫قالت هل بشئ من ا ألىس ‪:‬‬
‫‪ -‬معتك‬
‫قالت ذكل مث التفتت وغادرت املاكن وتركته ونريان الغضب تش تعل بداخهل‬

‫عاد "معر" أأدراجه اىل البيت وصاح بصوت هادر ‪:‬‬


‫‪ -‬معتو ‪ ..‬معتو‬
‫دخل غرفة املعيشة ومل جيد هبا أأحدا ‪ ..‬صعد اىل غرفة معته وطرق الباب ‪ ..‬فتحت معته ‪ ..‬والىت‬
‫اكنت "ايناس" عندها ىف غرفهتا ‪ ..‬قالت مدام "ثراي" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف ايه ‪ ..‬أأكيد مصيبه اتنيه من مصايب الهامن و أأهلها‬
‫نرر "معر" الهيا بغضب وقد اكن ىف رمة ثورته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت قولىت ايه لـ "ايمسني" ؟‬
‫فتح وادله ابب الغرفة ليخرج هو ووادلته ‪ ..‬قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ايه بزتعق ليه اي "معر"‬
‫ظل "معر" ينرر اىل معته وسأألها مرة أأخرى بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬قولىت ايه لـ "ايمسني" اي معتو ؟‬
‫اهزتت مدام "ثراي" قليال لكهنا متاسكت برسعة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان هقولها ايه يعين‬
‫عض "معر" عىل شفتيه ىف غيظ مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ما قولتيلهاش اهنا مش مناس به لعيلتنا ومش من مس تواان واىن لو اجتوزهتا هتطلق للمرة‬
‫التانيه ؟‬
‫شهقت "كرمية" ونررت اىل "ثراي" ىف دهشة ‪ ..‬قال "نور" موهجا الكمه لـ "ثراي" ‪:‬‬
‫‪ -‬الالكم ده حص اي "ثراي"‬
‫هتفت "ايناس" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ىف ايه ‪ ..‬لككوا علهيا كده ليه ‪ ..‬ىه غلطت ىف مني يعين ‪ ..‬حتت بت مفعوصه فاكرة نفسها‬
‫حاجه‬
‫التفت الهيا "معر" قائال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬خلييك انىت بره املوضوع اي "ايناس"‬
‫قالت هل "ايناس" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬البنت الىل انت محموق عشاهنا أأوى كده انت اصال مش ىف دماغها ‪ ..‬وال تفرق معاها حاجه ‪..‬‬
‫دى قالتىل بعضمة لساهنا ان أأى الكم عنك ميخصهاش ‪ ..‬يبأأه ليه بأأه انت حامق نفسك عشاهنا‬
‫أأوى كده‬
‫التفت "معر" اىل "ايناس" ببءء وقال لها برصامه ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ؟ ‪ ..‬وانىت اتلكمىت معاها امىت انىت كامن ؟‬
‫هبُ تت "ايناس" وقد شعرت ىف نفسها ابمحلاقة لزةل لساهنا تكل ‪ ..‬فصاح "معر" بغضب رشس ‪:‬‬
‫‪ -‬انطقى قولتيلها ايه انىت كامن ؟‬
‫صاحت مدام "ثراي" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أل كده كتري أأوى ‪ ..‬احنا اهتز أأان مبا فيه الكفاية ىف بيتك اي "نور" ‪ ..‬شايف ابنك طاحي فينا وساكت‬
‫‪ ..‬يال اي "ايناس" حرضى ش نطتك عشان نرجع القاهرة حاال‬
‫قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن بس اي "ثراي"‬
‫هتفت "ثراي" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأستىن ايه ‪ ..‬أأستىن ما أأهتز أأ أأكرت من كده‬
‫نرر الهيا "معر" بربود قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ليىك عالقة حبرق اخملزن اي معتو ؟‬
‫نررت اليه "ثراي" بغضب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل انت بتقوهل ده ؟‬
‫قال "نور" ل "معر" ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" متخليش غضبك يعميك ‪ ..‬مينفعش تقول لعمتك كده‬
‫قال "معر" بنفس الربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مهتمتش حد حباجه ‪ ..‬أأان بسأأل سؤال‬
‫قالت "ثراي" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬جمرد انك تسأأل سؤال زى ده ‪ ..‬دى حاجه مش مقبوهل أأبدا‬
‫نرر الهيا "معر" نرة أكهنا سهم خارق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هعرف احلقيقة اي معتو ‪ ..‬مسعاىن ‪ ..‬هعرفها‬
‫مث تركهم وغادر البيت ‪ ..‬اتصل برئيس العامل قائال برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة الصبح جتمعىل لك الىل شغالني ىف املزرعة دي ‪ ..‬داكترة عامل فالحني ‪ ..‬لكهم جتمعهمىل ‪..‬‬
‫مفهوم‬
‫قال الرجل برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم اي بشمهندس "معر"‬
‫قىض "معر" ليلته ساهرا اكن يشعر بغضب اثئر اكلرباكن بداخهل ‪ ..‬كيف لعمته أأن تقول مثل هذا‬
‫الالكم لـ "ايمسني" ‪ ..‬كيف أأمكهنا أأن تفعل به ذكل ‪ ..‬كيف أأمكهنا أأن تكون قاس يه لهذه ادلرجة ‪..‬‬
‫شعر برغبته ىف اذلهاب حاال اىل "ايمسني" و أأن يأأخذها بني ذرعيه ويزيل لك اخملاوف الىت ىف قلهبا‬
‫جتاهه ‪ ..‬لكنه قال لنفسه صربا اي "معر" ليس الن ‪ ..‬فلتكتشف حقيقة حرق اخملزن أأوال‬
‫أأىت الصباح واجمتع مجيع العاملون ابملزرعة ىف ساحة كبرية فمل تتسع القاعة لهذا العدد الكبري ‪ ..‬اكن‬
‫من مضن احلضور "ايمسني" و "رهيام" و "عبد امحليد" وابلطبع "كرم" و " أأمين" ‪ ..‬وقف "معر"‬
‫وحتت ىف مايك صغري ليصل صوته اىل هذا امجلع وقال هلم برصامة شديدة ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا لكمك مسعتوا عن احلريق الىل حصل امبارح ىف خمزن العلف ‪ ..‬الىل عايز أأقوهل اىن هعرف‬
‫الىل هعمل كده يعين هعرفه ‪ ..‬ولو وقع ىف ايدي جبد مش هرمحه وهسلمه للبوليس ابيدي وهرفع‬
‫عليه قضية بلك اخلساير الىل حصلت ىف اخملزن‬
‫ساد الصمت واكن ا ألعني لكها مرتقبة ‪ ..‬فأأمكل "معر" وهو ينرر الهيم ‪:‬‬
‫‪ -‬لكن لو الىل معل كده ‪ ..‬جه واعرتفىل وقاىل مني الىل وزه ‪ ..‬مش هوصل املوضوع للبوليس وال‬
‫هطالبه بتعويض‬
‫نرر امجليع اىل بعضهم البعض ‪ ..‬وأأمكل "معر" بلهجة هتديد ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش أأدمك الا حلني اتنني اي تفضل ساكت وجهيبك يعين جهيبك مش هتفلت من حتت ايدي ‪..‬‬
‫اي اما تيجى وتعرتفىل بلك الىل حصل ‪ ..‬أأدامك ساعتني من دلوقىت وبعدها اعترب عرىض منهتىى‬
‫وهبلغ البوليس فورا‬
‫قال ذكل مث توجه اىل مكتبه وتبعه " أأمين" و "كرم" وساد الهرج واملرج وتعالت ا ألصوات ‪ ..‬دخل‬
‫ا ألصدقاء الثالثه املكتب ‪ ..‬وقال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬تفتكر الىل معل كده هييجى يعرتف فعال‬
‫زفر "معر" بضيق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارف ‪ ..‬بس مكنش قداىم حاجه اتنية أأمعلها غري كده‬
‫قال "كرم" بتفائل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثق انه هيعرتف ‪ ..‬الناس هنا غالبه وعىل أأد حاهلم وأأكيد هيخاف عىل نفسه وعىل أأههل من‬
‫الفضاحي والشورشة والسجن ‪ ..‬وهو عارف انك واصل وأأكيد ليك معارف كبار ‪ ..‬أأان واثق انه‬
‫هيعرتف‬
‫ما ىه الا حلرات ومسعوا طرقات عىل الباب ‪ ..‬نرر الثالثة اىل بعضهم البعض ‪ ..‬فتح "كرم" الباب‬
‫ليدخل شاب صغري ىف أأوائل العرشينات ‪ ..‬اكن يبدو عليه اخلوف واالضطراب ‪ ..‬توجه اىل املكتب‬
‫نرر اليه "معر" منتررا أأن يتحدث فقال لـ "معر" بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬انت فعلت اي بشمهندس لو حد جه اعرتفكل مش هتسلمه للبوليس ؟‬
‫تبادل " أأمين" و "كرم" النررات وقال "معر" مؤكدا دون أأن يرفع نرره عن الفىت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة مش هسلمه للبوليس ‪ ..‬بس يقوىل عىل لك حاجه‬
‫بلع الفىت ريقه بصعوبه واكن يبدو عليه التوتر الشديد ‪ ..‬قال هل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬اعد‬
‫جلس الفىت ‪ ..‬مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان وهللا مكنت عايز أأمعل كده ‪ ..‬بس ىه الىل أأغرتىن ابلفلوس ‪ ..‬قولتلها أل ‪ ..‬بس ىه قالتىل ان‬
‫حمدش يعرف ان أأان الىل معلت كده‬
‫جلس " أأمين" قبالته ‪ ..‬ووقف "كرم" خلفه ينررون اىل الفىت اذلى يتحدث وهو خائف مرجتف ‪..‬‬
‫سأأهل "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه مني اىل قالتك كده ؟ ‪ ..‬وقالتكل تعمل ايه ابلربء ؟‬
‫قال الفىت شارحا ‪:‬‬
‫‪ -‬قالتىل اتصل برمق ادهتوىل ىف ورقة وقالتىل هرتد عليا واحده أأقولها البشمهندس معر عايز مع "عبد‬
‫امحليد" ىف املستشفى وادهيا عنوان اكنت كتهبوىل ىف الورقة‬
‫حثه "معر" بلهفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها وبعدين ؟‬
‫بلع الفىت ريقه مث قال بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬معلت كده ‪ ..‬وبعدها راقبت اخملزن حلد ما الراجل الىل اكن جوه خرج مع بنت ‪ ..‬وقفل اخملزن‬
‫ابلقفل ‪ ..‬وىه اكنت مدايىن مفتاح القفل فتحته وولعت جسارة ورمهتا مجب سكل عريته وولعت‬
‫عود كربيت ورميته عىل العلف واتأأكدت ان الناس مسكت فيه وبعدين خرجت‬
‫اكن "معر" يس متع ىف ذهول مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مني ىه الىل قالتكل تعمل لك ده ؟‬
‫بلع الفىت ريقه مرة أأخرى واكن قد وصل اىل رمة التوتر مث نرر اىل الرجال الثالثة اذلين تعلقت أأعيهنم‬
‫به مث التفت اىل "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ادلكتورة "هما"‬
‫اتسعت أأعيهنم من ادلهشة وقال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬ادلكتورة "هما" بتاعة املعمل ؟‬
‫اومأأ الفىت ر أأسه ابملوافقه‬
‫شعر "معر" ابدلهشة ملاذا تفعل "هما" ذكل ؟ ومن أأين حصلت عىل مفتاح اخملزن ؟‬
‫قال الفىت بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتبلغ عىن اي بشمهندس مش كدة‬
‫نرر اليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هبلغ عنك ‪ ..‬ومش هطالبك بتعويض‬
‫مث قال برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬لكن همتىش من املزرعة‬
‫هتف الفىت ىف لوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه كدة اي بشمهندس‬
‫قال "معر" بقسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬امحد ربنا اىن هكتفى بطردك ‪ ..‬واحد غريىي اكن رماك ىف السجن مع لك اخلساير الىل خرسهتاىل‬
‫‪ ..‬بس أأان وعدتك و أأان لكمىت س يف عىل رقبىت ‪ ..‬بش الزم تطرد عشان الىل خيوىن ملوش ماكن‬
‫عندى ‪ ..‬يال اتفضل روح لرئيس العامل و أأان هقوهل يديكل شهر مرتب حلد ما تالىق شغل ‪ ..‬مع انك‬
‫مس تحقش‬
‫خرج الفىت مطأأطأأ الر أأس ‪ ..‬أأغلق "كرم" الباب والتفت الهيم قائال بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الفيمل الهندى ده ‪" ..‬هما" دى ايه مصلحهتا اهنا تعمل حركة تييييييييييييييييت زى دى‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عندى ختمني بس هستىن ملا أأمسع من الىل امسها "هما" دى بنفيس ‪..‬روح هاهتا اي "كرم" بس‬
‫ما تقولهاش حاجه‬
‫ذهب "كرم" اىل املعمل و أأحرض ادلكتورة "هما" الىت اكنت تشعر بتوتر ابلغ ‪ ..‬دخلت املكتب فوقف‬
‫"معر" ىف مواهجهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬جبىت منني مفتاح اخملزن اي دكتورة ؟‬
‫ارتبكت "هما" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬خمزن ايه اي بشمهندس مش فامهة‬
‫رصخ "معر" فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت هتس تعبطى ‪ ..‬ال مش أأان الىل يتعمل عليا الشويتني دول ‪ ..‬اي تقوليىل عىل لك حاجه من‬
‫ا أللف للياء ‪ ..‬لهروح بنفيس دلوقىت و أأمعكل حمرض ىف القسم وشوىف بأأه الفضاحي الىل هتحصكل من‬
‫ورا املوضوع ده‬
‫بكت "هما" ومل تس تطع التحدث ‪ ..‬فهتف "معر" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬خلصيين ‪ ..‬مش هنعد طول اليوم ىف النحنحه بتاعتك دى‬
‫مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مني الىل اداىك مفتاح اخملزن وقاكل تعمىل كده ؟‬
‫قالت من بني شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬مدام "ثراي" ىه الىل قالتىل أأشوف عامل غلبان و أأديه فلوس عشان يعمل كده ‪ ..‬و أأهدده ان لو‬
‫فتح بقه هيتسجن‬
‫اكنت دهشة" كرم" و " أأمين" قد وصلت ذلروهتا ‪ ..‬قال "معر" ابحتقار ‪:‬‬
‫‪ -‬مكنتش أأختيل ان واحدة متعلمة زيك واملفروض اهنا حمرتمة وبنت انس تعمل كده ‪ ..‬فرقىت ايه ع‬
‫انجملرمني والبلطجية اي دكتورة ‪ ..‬اتفضىل من أأداىم وما أأشوفش وشك ىف املزرعة دى اتىن‬
‫نررت اليه ابكيه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬بشمهندس "معر" أأان أسفه ‪ ..‬أأان مكنش قصدى ‪ ..‬أأان ‪.......‬‬
‫رصخ فهيا "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل اتفضىل اطلعى بره املزرعة ‪ ..‬مسعىت وال مسعك تقل ‪ ..‬وابقى خىل معىت تنفعك‬
‫خرجت "هما" جتز أأذايل اخليبة ‪ ..‬ذهبت اىل املعمل و أأحرضت حقيبهتا وخرجت وىه حتاول متاكل‬
‫نفسها من الباكء اذلى عصف هبا‬
‫رضب " أأمين" كفا بكف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مش مصدق الىل حصل ‪ ..‬ليه معتك تعمل كده اي "معر"‬
‫قال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عراف ليه معلت كدة‬
‫مث هنض وتوجه اىل بيت املزرعة ‪ ..‬دخل فوجد امجليع ىف غرفة املعيشة اكلعادة ‪ ..‬عندما دخل‬
‫أأشاحت معته بوهجها ونررت اىل اجلهه ا ألخرى ىف تعاىل ‪ ..‬فوقف أأماهما قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬العامل الىل حرق اخملزن ‪ ..‬وادلكتورة "هما" الىل وصلتهل تعلاميتك ‪ ..‬االتنني اطردوا من املزرعة‬
‫هبُ تت مدام "ثراي" حىت أأن كوب الشاى اذلى حتمهل أأخذ يرتاقص بني يدهيا املرجتفة ‪ ..‬أأمكل "معر"‬
‫قائال ابحتقار ‪:‬‬
‫‪ -‬لك ده عشان تبعدهيا عىن ‪ ..‬لك ده عشان تكرهيين فهيا وىف أأهلها ‪ ..‬زى ما روحىت تكرههيا فيا‬
‫‪ ..‬أأان مش عارف انىت ازاى معىت ومن دىم‬
‫وقفت مدام "ثراي" دون أأن تنطق بلكمة ‪ ..‬وخرجت من الغرفة مرسعة حلقهتا "ايناس" ‪ ..‬جلس‬
‫"معر" ىف مواهجة وادليه ورشح هلم لك ما حدث ‪ ..‬شعر وادلاه اب ألسف ملا حدث ‪ ..‬ما ىه اال‬
‫دقائق حىت نزلت "ثراي" و"ايناس" وقبل أأن تغادر دخلت اىل غرفة املعيشة وقالت بنربه متعاليه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ماش ية وملا تبقى تتعمل ازاى تتلكم مع معتك أأبقى أىج‬
‫مث غادرت ىه وابنهتا ‪ ..‬ابتسم "معر" ىف خسريه وهز ر أأسه ‪..‬‬
‫انترش خرب معرفة العامل اذلى قام حبرق اخملزن ومت تربئة "عبد امحليد" أأمام امجليع ‪ ..‬واكنت سعادته‬
‫وسعاده بناته ال توصف ‪..‬‬
‫ىف املساء وقفت "ايمسني" ىف الرشفة مع "رهيام" والىت قالت بفضول ‪:‬‬
‫‪ -‬نفيس أأعرف ايه الىل حصل ‪ ..‬وازاى اكتشفوه ‪ ..‬وال هو الىل راح اعرتف‬
‫قالت "ايمسني" حبريه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه ‪ ..‬حمدش عارف التفاصيل ‪ ..‬هام قالوا بس اهنم عرفوا الىل معل كده‬
‫قالت "رهيام" بتثائب ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأان داخهل أأانم بأأه سهرت كتري الهناردة‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها‬
‫فقالت لها "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتناىم‬
‫‪ -‬هقف شوية وبعدين هدخل أأانم‬
‫دخلت "رهيام" وتركت أأخهتا ساحبه ىف أأفاكرها ‪ ..‬حتاول ختمني ما حدث ‪ ..‬وكيف حدث ‪ ..‬وملا‬
‫حدث ‪..‬‬
‫ىف صباح اليوم التاىل توهجت اىل جشرهتا ‪ ..‬وما ان وصلت حىت وجدت "معر" جالسا هناك ‪ ..‬مل‬
‫تعد هذه جشرهتا ‪ ..‬أأو جشرته ‪ ..‬بل أأصبحت جشرهتام ‪ ..‬مهت ابالنرصاف ‪ ..‬لكنه أأوقفها قائال‬
‫‪ -‬استىن اي "ايمسني"‬
‫مل تتوقف أأمكلت طريقها فأأرسع واعرتض طريقها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت اكن معاىك حق ‪ ..‬معتو فعال ىه الىل ورا موضوع حرق اخملزن‬
‫نررت اليه بدهشة ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وىه و "ايناس" سابوا املزرعة امبارح ورجعوا القاهرة‬
‫اكنت مازالت حتت تأأثري املفاجأأه ‪ ..‬نرر ىف عينهيا وأأمكل بصوت رخمي ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز بس أأفهمك حاجه‬
‫نررت اليه فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزك ختاىف مىن ‪ ..‬أأو من حد من أأهىل ‪ ..‬ماما واباب موافقني ‪ ..‬و أأان مهيمنيش ر أأى حد غريمه‬
‫‪ ..‬و أأان واثق لو اتعرفىت علهيم هتحبهيم وهيحبوىك‬
‫مصت قليال مث قال وعيناه تغوصان ىف حبر عينيهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما أأان حببك ابلربء‬
‫شعرت "ايمسني" حبرارة ترسى ىف جسدها لكه ‪ ..‬أأرادت الهرب لكنه سد طريقها اثنية قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا العرمي حببك ‪ ..‬ومش ممكن أأسيبك أأبدا ‪" ..‬ايمسني" أأان لو اجتوزتك مس تحيل أأسيبك أأبدا‬
‫نررت اليه وبداخلها حرية كبرية تتخبء هبا ‪ ..‬قال لها بصوت هامس ‪:‬‬
‫‪ -‬قوليىل خايفه من ايه اتىن و أأان اطمنك ‪ ..‬قوليىل ايه اتىن ابعدك عىن و أأان أأش يهل من طريقنا‬
‫جف حلقها ‪ ..‬مل تس تطع النطق ‪ ..‬حاولت الهرب للمرة الثالثه لكنه اكن لها ابملرصاد ‪ ..‬ابتسم قائال‬
‫برقه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هسيبك هترىب ‪ ..‬قوليىل ايه اتىن بعدك عىن‬
‫نررت اليه قائهل هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬رمغ لك الىل انت قولته ده أأان مش عارفه أأثق فيك ‪ ..‬النك واحد مبادئك غري مبادىئ ‪ ..‬انت ىف‬
‫حياتك حاجات كتري غلء أأان مش ممكن أأقبلها ‪ ..‬ممكن لو مسحت تس يبىن أأمىش ‪ ..‬الن مينفعش‬
‫وقفتنا كده‬
‫مصت برهه ‪ ..‬مث نرر الهيا بتصممي قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان هعرف ازاى أأخلييك تثقى فيا ‪ ..‬لو ىه مشلكة ثقه ‪ ..‬فأأان هعرف أأخلييك تثقى فيا وهثبتكل‬
‫اىن أأس تاهل قلبك اي "ايمسني"‬
‫مث قال هامسا وأشعة عينيه السوداوين خترتق أأعامق روهحا ‪:‬‬
‫‪ -‬الىن حببك جبد ‪ ..‬ونفيس تكوىن ليا زى ما أأان بقيت بلك ما فيا لييك انىت ‪ ..‬و ِملكك انىت ‪..‬‬
‫وراجكل انىت ‪ ..‬وهللا العرمي حببــك انىت ‪.‬‬
‫نررت اليه وىه تشعر ابلصدق ىف لكامته ‪ ..‬وىف عينيه ‪ ..‬وىف صوته ‪ ..‬و أأيقنت أأهنا أأصبحت بلك‬
‫كياهنا ‪ ..‬عاشقــه لــه ‪..‬‬

‫البارت ‪56‬‬

‫سارت ا ألايم التاليه ىف املزرعة ىف هدوء وسكينة ‪ ..‬مازالت "ايمسني" تعيش مشاعر احلرية والتخبء‬
‫‪ ..‬بني نداء قلهبا و نصاحئ عقلها ‪ ..‬اكنت تشعر أأهنا ممزقة بيهنام ‪ ..‬لك مهنام جيذهبا ىف اجتاه خمتلف متاما‬
‫عن الخر ‪ ..‬اكنت تمتىن شئ واحد فقء ‪ ..‬وهو أأن يتفق قلهبا وعقلها عىل شئ واحد ‪ ..‬أأاي اكن هذا‬
‫الشئ ‪ ..‬أأما "معر" فلك ما اكن يفكر فيه هو كيف يكسب ثقة "ايمسني" وكيف يفز بقلهبا ‪ ..‬اذلى‬
‫أأيقن الن متاما بأأنه جوهره غاليه جدا تس تحق التعب للحصول علهيا ‪ ..‬منذ أأن رحت "ثراي" و‬
‫"ايناس" من املزرعة مل حتاوالن االتصال ‪ ..‬ومل حياول "نور" وزوجته هماتفهتام ‪ ..‬فضلوا ترك ا ألمور‬
‫لهتد أأ لبعض الوقت ‪ ..‬قبل فتح جلسة للعتاب واملصارحه ‪..‬‬
‫ىف بيت املزرعة ‪ ..‬التفت ا ألرسة عىل طاوةل الطعام ‪ ..‬عندما قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬ازى أأحواكل انت و "ايمسني"‬
‫نرر الهيا "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش جديد‬
‫‪ -‬ىه لسه رفضاك ؟‬
‫فكر "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش رفضاىن ‪ ..‬ومش قبالىن‬
‫ابتسم أأبوه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬فزورة دى‬
‫قال "معر" ىف رشود ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش فزورة ‪ ..‬بس ىه حلد دلوقىت موثقتش فيا ‪ ..‬أأان الىل مش قادر أأفهمه هو ليه ىه مش‬
‫قادرة تثق فيا ‪ ..‬يعين مش قادر أأفهم حتديدا ايه الىل خموفها مىن‬
‫نررت اليه أأمه قائهل خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬ما يفهمش الست الا الست‬
‫قال "معر" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه ؟‬
‫ابتسمت "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين لو أأان اتلكمت معاها ممكن أأقدر أأفهم أأس باب رفضها‬
‫ظهرت عالمات السعادة عىل وجه "معر" وابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي ماما ‪ ..‬هتتلكمى معاها‬
‫‪ -‬أأيوة اي حبيىب‬
‫قال "معر" حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬متاما أأوى ‪ ..‬أأان هعزهمم عندان هنا ىه و أأخهتا وأأبوها ‪ ..‬وفرصه اللك يتعرف ببعضه‬
‫قالت أأمه هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفضل ان أأول مقابهل تكون بيين أأان و"ايمسني" بس ‪ ..‬وبعد كده نبقى نعزهمم هنا‬
‫قال "معر" حبريه ‪:‬‬
‫‪ -‬بس ما أأعتقدش اهنا ممكن توافق تيجي هنا لوحدها‬
‫ابتسمت أأمه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مفيش مشلكة ‪ ..‬أأروحلها مكتهبا ‪ ..‬وكامن عشان أأعتذرلها عن الىل "ثراي" و "ايناس"‬
‫معلوه ‪ ..‬ده الواجب اي "معر" عشان البنت تعرف ان كرامهتا مصانه عندان‬
‫قام "معر" من فوره وتوجه اىل أأمه عانقها وىه جالسه وقبل ر أأسها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي أأىم ربنا ميحرمنيش منك ‪ ..‬فعال ده الىل اكن نفيس فيه بس خفت أأطلب منك كده‬
‫ترفىض ‪" ..‬ايمسني" فعال الزم حتس اننا بنحافظ عىل كرامهتا ‪ ..‬وان الىل حصل ده ترصف فردى من‬
‫فرد واحد ىف العيهل لكن انىت واباب حاجه اتنيه ‪ ..‬و أأان فهمهتا الالكم ده وقولتلها ان مهيمنيش ر أأى حد‬
‫غريكوا انتوا االتنني‬
‫قال "نور" ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش ان شاء هللا املوضوع هيتحل عىل خري‬
‫مث التفت اىل زوجته مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا "كرميه" بنفسها دخلت ىف املوضوع يبقى اعرف انه هيتحل ان شاء هللا‬
‫نررت الهيام "كرمية" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليكوا ليا انتوا االتنني‬

‫*********************‬
‫طلب "كرم" من "رهيام" احلضور اىل مكتبه ‪ ..‬ذهبت اليه فأأعطاها بعض التعلاميت ‪ ..‬وقبل أأن‬
‫تغادر قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن اي أنسه "رهيام"‬
‫توقفت ‪ ..‬فوقف ودار حول املكتب ليقف ىف مواهجهتا ‪..‬ظل ينرر الهيا بصمت ‪ ..‬انتررته أأن‬
‫يتحدث فمل يفعل ‪ ..‬شعرت ابخلجل من نرراته فهربت بعينهيا لتنرر اىل شئ أخر ‪ ..‬فقال لها هبدوء‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت عايز أأقوكل خرب ‪ ..‬يعين مبا انك سكرتريىت ‪ ..‬وبقالنا فرتة شغالني مع بعض يبأأه أأكيد‬
‫هتفرحيىل‬
‫نررت اليه قائهل ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي بشمهندس "كرم"‬
‫تفرس فهيا حلرة مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هخطب قريب‬
‫شعرت بقلهبا يرجتف بني ضلوعها لكهنا حاولت الامتسك ‪ ..‬أأمكل قائال وهو يتأأملها ‪:‬‬
‫‪ -‬واحدة كنت أأعرفها ىف القاهرة‬
‫وقع قلهبا أأرضا ‪ ..‬شعرت بغصه ىف حلقها ‪ ..‬حاولت قدر االماكن الامتسك ‪ ..‬قالت برسعة قبل أأن‬
‫ترهر العربات ىف عينيهنا ‪:‬‬
‫أألف مربوك بعد اذنك‬
‫خرجت لتغادر املكتب ‪ ..‬ذهبت اىل مكتهبا ‪ ..‬جلست وىه حتاول اس تجامع ش تاهتا ‪ ..‬شعرت اب ألمل‬
‫يغزو قلهبا ‪ ..‬مل تدرى بنفسها اال وىه حتمل حقيبهتا وتغادر املكتب من فورها‬
‫عادت "ايمسني" من معلها لتجد "رهيام" جالسه عىل رسيرها ىف حاةل يرىث لها ‪ ..‬اقرتبت مهنا‬
‫وجلست جبوارها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي "رهيام" ايه الىل حصل ؟‬
‫أأهجشت "رهيام" ىف الباكء و أألقت بنفسها ىف حضن أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬كرم هيخطب اي "ايمسني"‬
‫قالت "ايمسني" وىه تربت عىل ظهرها ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت بتعيطى ليه ؟‬
‫رفعت "رهيام" ر أأسها لتنرر اىل أأخهتا ‪ ..‬نررت "ايمسني" اىل وهجها املبلل ابدلموع مث أأدركت ما‬
‫يعمتل ىف قلب أأخهتا ‪ ..‬قالت "رهيام" بأأىس ودموعها تتساقء عىل وجنتهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حببه اي "ايمسني" ‪ ..‬حبب "كرم"‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بأأىس قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا هيدييك اي "رهيام" ‪ ..‬ليه تعلقى نفسك كده وتتعىب قلبك ‪ ..‬أأكيد اكن اليوم ده هيجىي ‪ ..‬ما هو‬
‫الزم خيطب مش هيفضل كده عىل طول ‪ ..‬انىت ليه تعلقى نفسك بواحد ‪ ..‬ادييك انىت الىل تعبىت ىف‬
‫الاخر‬
‫قالت لها "رهيام" حبزن ‪:‬‬
‫‪ -‬مش ابيدي وهللا ‪ ..‬أأان معرفش اتعلقت بيه ازاى‬
‫مث قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش هروح املكتب اتىن ‪ ..‬خالص كفايه كدة ‪ ..‬مش عايزة أأشوفه بعد كدة‬
‫تهندت "ايمسني" حبرسه ونررت اىل "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ده فعال أأحسن حل ‪ ..‬الن أأكيد لك ما هتشوفيه هتتعىب‬
‫عانقهتا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يرحي قلبك اي "رهيام"‬

‫*********************‬

‫اكنت "رهيام" متوهجه اىل املكتب لتأأخذ متعلقاهتا وخترب "كرم" برغبهتا ىف ترك العمل ‪ ..‬عندما وجدت‬
‫"هاىن" قبالهتا ‪..‬تراهرت اهنا ال تراه لكنه أأوقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت ثواىن‬
‫توقفت ونررت اليه بنفاذ صري‬
‫فقال "هاىن" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت و أأختك اتعاملتوا معااي ابسلوب غريب جدا ‪ ..‬أأكىن واحد جاى أأحشت مش جاى أأتقدم‬
‫مث قال برتفع ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس حبيت أأقوكل اىن رصفت نرر عن املوضوع‬
‫قبل أأن تفتح مفها للرد وجدت "كرم" خلفها يقول ل "هاىن" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬يال اي ابىن من هنا معندانش بنات للجواز‬
‫نرر اليه لك من "رهيام" و "هاىن" ابندهاش ‪ ..‬فاقت "رهيام" من دهش هتا لتقول لـ "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬وحرضتك ايه دخكل ىف املوضوع ده‬
‫نرر "هاىن " اىل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحب أأعرفك اي بشمهندس "كرم" ان ده أأخر يوم ليا ىف املزرعة برصاحة مش حابب أىج هنا اتىن‬
‫بعد لك املعامةل الىل شوفهتا منكوا هنا‬
‫قال "كرم" حببور ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا اي ابىن تبقى رحيتنا ورحيت نفسك ‪ ..‬بس اوعى تقطع اجلواابت ‪ ..‬وال أأقوكل اقطعها أأحسن‬
‫رحل "هاىن" وهو يمتمت ىف غضب ‪ ..‬نررت "رهيام" اىل "كرم" بغضب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل حرضتك معلته ده ‪ ..‬ازاى تدخل كده ىف حاجه ختصىن وتقوهل معندانش بنات للجواز ؟‬
‫نرر الهيا "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو عاجبك ؟‬
‫مصتت ومل جتب ‪ ..‬ظهرت عالمات اجلديه عىل وهجه ونرر الهيا مكررا سؤاهل مرة أأخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬الواد ده عاجبك ؟‬
‫نررت اليه قائهل وىه حتاول الامتسك ‪:‬‬
‫‪ -‬ده شئ ميخصكش‬
‫نرر الهيا بطريقة مل تعتادها منه ‪ ..‬احتارت ىف تفسري معناها ‪ ..‬لكهنا شعرت و أكن عينيه حتتوايهنا ىف‬
‫مصت ‪ ..‬كرر السؤال للمرة الثالثه ‪ ..‬لكن هذه املرة بصوت أأقرب اىل اهلمس ‪:‬‬
‫‪ -‬الواد دع جعبك ؟ ‪ ..‬عايزاه ؟‬
‫اكنت ترغب ىف عدم الرد عليه وترتكه وتذهب ‪ ..‬لكهنا ال تدرى ملا قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أل‬
‫ظهر املرح ىف عني "كرم" وسأألها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ايه‬
‫أأجابت وىه حتاول التحدث جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬ألن مش عاجبىن ‪ ..‬و أل مش عايزاه‬
‫ابتسم "كرم" ابتسامه ذاب لها قلهبا وقال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصال لو كنىت قولىت غري كده كنت قطعتك‬
‫شعرت بقلهبا خيفق بقوة ‪ ..‬حاولت التحدث حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وانت ماكل انت يعجبىن وال ميعجبنيش ‪ ..‬وايه أأقطعك ايه‬
‫قال وهو حمتفرا اببتسامته ‪:‬‬
‫‪ -‬لسه مفهمتيش ؟‬
‫شعرت بأأنفاسها وقد بد أأت ابلتسارع ‪ ..‬ترى هل ما ترنه حصيح ‪ ..‬هل "كرم" عىل وشك ‪ ....‬هل‬
‫هذا حصيح ‪ ..‬مهت بأأنه ترتكه وتنرصف لكنه قال لها جفأأه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حببك اي "رهيام"‬
‫نررت اليه ىف دهشة ‪ ..‬قلهبا خيفق ‪ ..‬عقلها يدور ‪ ..‬بل ادلنيا من حولها تدور ‪ ..‬مل تس توعب ‪ ..‬مل‬
‫تصدق ‪ ..‬قال لها اببتسامته املرحه ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة من أأول يوم شوفتك فيه ىف املكتب وانىت لفىت انتباىه بشلك كبري ‪ ..‬ولك يوم بعرفك‬
‫بتعلق بييك اكرت وحبرتمك أأكرت ‪ ..‬مكنتش متخيل اىن ممكن أأالىق واحده زيي وش هبهىى ‪ ..‬أأان حاسس‬
‫اننا متشاهبيني ىف حاجات كتري جدا ‪..‬‬
‫مصتت ومل تتحدث فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اكنت بس املشلكة الىل شاغهل ابىل هو فرق السن الىل بيىن وبينك ‪ ..‬يعين خايف انك تشوىف‬
‫دى حاجه تضايقك ‪ ..‬خاصه بعد الواد الغتت ده ما اتقدمكل ‪ ..‬خفت جبد انك ختتاريه ومبقتش‬
‫طايق أأشوف وشه ىف املزرعة دى وعايز أأمش يه مهنا بأأى طريقه‬
‫اكنت "رهيام" تشعر بسعادة غامرة وىه تسمع تكل اللكامت من كرم" اذلى حلمت به وىه تعمل أأنه‬
‫حمل صعب املنال ‪ ..‬ظهرت تكل السعادة عىل وهجها مل تس تطع مداراهتا ‪ ..‬أأمكل مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬حركة اخلطوبة دى كنت بس حابب أأعرف رد فعكل ‪ ..‬كنت عايز أأعرف حاجه زى كده تضايقك‬
‫وال الء ‪ ..‬اكن وشك فعال ابين علييك انك مضايقه وملا دخلت مكتبك ولقيتك مش موجوده‬
‫برصاحة فرحت أأوى ‪ ..‬وده الىل جشعىن اىن أأتلكم معاىك دلوقىت‬
‫مث نرر الهيا وقال بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مش غلطان ‪ ..‬حص ‪ ..‬يعين ‪ ..‬انىت كامن ‪ ....‬حص ؟‬
‫متاسكت "رهيام" و أأخفت بصعوبة ابتسامة الفرحة الىت اكدت أأن تقفز اىل شفتهيا وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك أأان مضطرة أأمىش‬
‫قال "كرم" بلوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬بهترىج اي "رهيام" ‪ ..‬أل بقوكل ايه أأان مبحبش التوتر والقلق ده ‪ ..‬جاوىب عىل سؤاىل ‪ ..‬أأان‬
‫حسيت حص مش كده ؟ ‪ ..‬يعين انىت كامن حاسه حباجه حنيىت ‪ ..‬حص ؟‬
‫قالت هل جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬ال وهللا ‪ ..‬عايزىن أأقوكل ايه يعين‬
‫قال مبرح ‪:‬‬
‫‪ .. -‬طيب بالش سؤال مبارش طاملا صعب ‪ ..‬هسأأكل سؤال اتىن خالص ملوش عالقه ابلسؤال‬
‫ا ألول ‪ ..‬ها ‪ ..‬ملوش عالقة‬
‫نررت اليه مرتقبه ‪ ..‬فقال وعيناه تلمع ىف مرح وابتسامه خبيثه عىل شفتيه ‪:‬‬
‫‪ -‬هو مع "عبد امحليد" فاىض اروح أأتلكم معاه لكمتني كده ؟‬
‫امحرت وجنتاها وقد فهمت معىن سؤاهل لكهنا تراهرت ابجلديه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش روح اسأأهل‬
‫‪ -‬يعين انىت شايفه هو فاىض وال مشغول ؟‬
‫ظهرت ابتسامه خفيفه عىل شفتهيا وقالت وىه تتحاىش النرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأظن فاىض‬
‫اتسعت ابتسامة "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأان مش عايز أأظن دى ‪ ..‬اان عايز رد أأكيد ‪ ..‬فاىض وال مشغول ؟‬
‫اتسعت ابتسامهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬فاىض‬
‫مث تركته وغادرت مرسعة ‪ ..‬دخلت اىل غرفهتا أأغلقت الباب ووقفت خلفه تتذكر ما قيل منذ قليل ‪..‬‬
‫ال تصدق أأن "كرم" اعرتف أأخري ُا حببه لها ‪ ..‬ويرغب أأيضا ىف الزواج مهنا ‪ ..‬شعرت بسعادة طاغية‬
‫ىف قلهبا ‪ ..‬أأخرجت هاتفها واتصلت بـ "ايمسني" قائهل وىه تقفز فرحا ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪" ..‬كرم" قاىل حببك‬
‫صاحت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ‪ ..‬بتقوىل ايه‬
‫حضكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل "كرم" قاىل حببك‬
‫‪ -‬بهتزرى ‪ ..‬هو مش هيخطب‬
‫‪ -‬أل طلع ابن الذلين بيعمل فيمل عليا ‪" ..‬ايمسني" أأان فرحانه فرحانه فرحانه ‪" ..‬كرم" قاىل حببك ‪ ..‬قاىل‬
‫"حببك" اي "ايمسني"‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬برافو اي "كرم" أأصال البنت اكن ىف عقلها برج واحد سلمي ودلوقىت جيت حرضتك قضيت عليه‬
‫قالت "رهيام" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأقوكل خرب كامن ‪..‬قاىل انه هيتقدم ويطلبىن من اباب ‪ ..‬هو مقلهاش رصاحة بس معىن الكمه كده‬
‫صاحت "ايمسني" بفرح ‪:‬‬
‫‪-‬جبد ‪ ..‬جبد اي "رهيام" ‪ ..‬فرحتيين ‪ ..‬أأان مش مصدقه‬
‫‪ -‬أأمال أأان اقول ايه ‪ ..‬جبد حسه اىن حبمل ‪"..‬كرم" قاىل حببك ‪ ..‬كرم قاىل "حببك" ‪ ..‬ومش بس كده‬
‫ده كامن هيتقدمىل‬
‫مصتت قليال مث رصخت بفرح ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" "كرم" قاىل حببك وهيتقدمىل‬
‫‪" -‬رهيام" صوتك واصل من ا ألوضة لعندى هنا ‪ ..‬اهدى شوية ‪ ..‬هللا يساحمك اي "كرم"‬
‫‪" -‬ايمسني" عشان خاطرى خلىص برسعة وتعاىل عايزة أأتلكم معاىك كتري ‪ ..‬عشان خاطرى‬
‫متتأأخريش‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت هخلص و أأجيكل عىل طول‬

‫اكنت "ايمسني" سعيدة للغاية من أأجل اخهتا ‪ ...‬اكنت جالسه ىف مكتهبا عندما ر أأت امر أأة تتقدم‬
‫وتدخل الغرفة ‪ ..‬نررت "ايمسني" لهذه املر أأة ا ألنيقة مبالبس حمتشمة وابتسامهتا عىل ثغرها ‪..‬‬
‫فابتسمت لها "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأهال حبرضتك اتفضىل‬
‫دخلت فوقفت "ايمسني" أأماهما ‪ ..‬قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت امسك ايه ؟‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان امسى "ايمسني"‬
‫أأومأأت "كرمية" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كرميه وادلة "معر"‬
‫اضطربت "ايمسني" من املفاجأأة ‪ ..‬ومل تدرى ماذا تقول ‪ ..‬بعد برهه قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل حرضتك‬
‫جلست "كرميه" عىل أأحد املقاعد ‪ ..‬وجلست "ايمسني" عىل املقعد اجملاور لها ‪ ..‬نررت الهيا "كرميه"‬
‫متفحصه ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابخلجل فأأطرقت بر أأسها ‪ ..‬ابتسمت "كريه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة أأان مصدومة شوية‬
‫خفق قلب "ايمسني" فهىى ليست مس تعدة أأبدا لتكرار جتربهتا مع معته ‪ ..‬فقالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوال "معر" ما قاليش س نك فعشان كده كنت متخيالىك أأكرب من كده ‪ ..‬وكامن شلكك بنوته‬
‫صغريه ‪ ..‬ده غري ان ابين علييك هادية وجخوهل ‪ ..‬يعىن برصاحة صورة غري الىل كنت رسامها ىف‬
‫خياىل‬
‫شعرت "ايمسني" ابلضيق فهىى ال تعرف هل هذا مدح أأم ذم ‪ ..‬فقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬اظاهر ان لك الىل بيشوفوىن من عيةل البشمهندس "معر" بيتصدموا‬
‫قالت "كرمية" وقد أأنتهبت اىل أأن الفتاة جمروحه مما قالته "ثراي" سابقا ‪ ..‬فقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان فضلت ان أأان الىل أىج ‪..‬الىن شايفه ان الزم حد مننا يعتذركل عن الالكم والاساءه الىل‬
‫اتوهجت لييك‬
‫نررت الهيا "ايمسني" ابس تغراب فأأمكلت "كرميه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص اي بنىت ‪ ..‬أأان أأمه حاجه عندى ان ابىن يكون مبسوط ومراتح ‪ ..‬وانه خيتار بنت تعرف‬
‫حتافظ عليه ‪" ..‬معر" ابىن ده أأان حببه حب مش قادرة أأوصفهوكل ‪ ..‬الىن خملفتش غريه ‪ ..‬فهو‬
‫عندى ابدلنيا ‪ ..‬ومفيش عندى حاجه أأحب من اىن أأجوزه و أأشوف والده بيتنططوا حواليا‬
‫ابتسمت "ايمسني" وقد شعرت حبنان و أأمومة تكل املر أأة اجلالسه جبوارها ‪ ..‬أأمكلت "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان شايفه ان ابىن متعلق بييك أأوى ‪ ..‬حصيح معرفكيش من فرتة كبرية ‪ ..‬بس أأان أأول مرة أأشوف‬
‫"معر" متعلق بواحده كده‬
‫شعرت "ايمسني" ابلسعادة تغمر قرهبا للكامت "كرميه" ‪ ..‬أأمكلت "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬احلاجه الوحيدة الىل "معر" بيمتناها دلوقىت هو انك تكوىن زوجة ليه ‪ ..‬و أأان عرفت انك رفضيته ‪..‬‬
‫حفابه اننا نتلكم مع بعض ‪ ..‬زى أأم وبنهتا ‪ ..‬ده لو طبعا حتيب تعتربيين زى ماما‬
‫شعرت "ايمسني" حبنان تكل املر أأة يغمرها ‪ ..‬وشعرت ابلفعل بأأن قلهبا مال الهيا فقالت لها بصدق ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد الكم حرضتك وكون ان حرضتك جتيىل هنا دى حاجه كبرية أأوى عندى ‪ ..‬و أأان طبعا يرشفين‬
‫اىن أأتلكم مع حرضتك الكم أأم وبنهتا‬
‫ابتسمت "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا ‪ ..‬يباه قوليىل بأأه وبرصاحة شديدة انىت ليه رافضه "معر" ‪ ..‬هل لالكم "ثراي" وال ىف‬
‫أأس باب اتنيه ؟‬
‫مصتت "ايمسني" قليال مث نررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأعتقد البشمهندس "معر" قال حلرضتك عن ظروىف‬
‫أأومأأت "كرميه" بر أأسها فأأمكلت "ابمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حسه ان ىف فروق كتري بيىن وبينه وده خموفىن ‪ ..‬خايفه منقدرش نتفامه مع بعض ‪ ..‬خايفة ان‬
‫اخلالفات تكون جوهرية دلرجة اهنا تصدمنا بعد كده ‪ ..‬أأان مريت بتجربة قاس ية أأوى ‪ ..‬وخايفه جبد‬
‫اىن أأختار غلء مرة اتنيه ‪ ..‬مش عايزة أأجترح ‪ ..‬أأان بطبعى مش مرتدده ‪ ..‬وببقى عارفه أأان عايزة ايه ‪..‬‬
‫بس ميكن التجربة الىل مريت بهيا خلتىن خايفه ‪ ..‬خاصة و أأان شايفه الفروق الىل بيين وبني‬
‫البشمهندس "معر" ‪ ..‬مش بتلكم عن الفروق املادية بس ‪ ..‬لكن ىف الطباع ‪ ..‬وىف اجلو الىل لك‬
‫واحد فينا اتريب فيه ‪ ..‬خايفه حيصل صدام بينا ىف يوم من ا ألايم ‪ ..‬وعشان كده أأان مرتدده أأوى‬
‫اس متعت "كرميه" الهيا ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوال أأان حبرتم فييك انك واحدة عاقةل مش مترسعة ‪ ..‬يعين بنات كتري غريك اكنوا شافوا "معر"‬
‫فرصه ابلنس بة هلم ‪ ..‬وما اكنوش اترددوا أأبدا ‪ ..‬بس ترددك ده دليل عىل انك انسانه جاده وعاقةل‬
‫وفامهة اجلواز حص ‪..‬و أأان معاىك ان ممكن يكون ىف فعال فروق بينكوا ‪ ..‬أأما هل الفروق دى ممكن‬
‫تسبب صدام بينكوا وال الء دى حاجه انتوا االتنني الىل تقدروا تقرروا مع بعض ‪ ..‬مش انىت لوحدك‬
‫‪ ..‬ومش هو لوحده ‪ ..‬الزم تقعدوا تتلكموا مع بعض وحتطوا النقء فوق احلروف ‪ ..‬تعرفيه ايه الىل‬
‫انىت خايفه منه ‪ ..‬وهو كامن اكيد عنده خماوف يتلكم معاىك فهيا ‪ ..‬وحتلوا املوضوع سوا ‪ ..‬وتقرروا اذا‬
‫كنتوا مناس بني لبعض فعال وال الء ‪ ..‬لكن الرفض بدون حماوةل لفهم الشخص اليل أأدامك ده أأكرب‬
‫غلء ‪ ..‬النك ممكن بكده تضيعى عىل نفسك فرصه انك تكوىن سعيدة معاه‬
‫مصتت "ايمسني" وىه تس متع اىل للكامت "كرميه"اىل اخرتقت علقها واس تقرت به ‪ ..‬امكلت "كرميه"‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل أأان أأقرتحه علييك ‪ ..‬ولييك طبعا حرية املوافقة او الرفض ‪ ..‬هو ان تتتعمل خطوبة ‪ ..‬وفرتة‬
‫اخلطوبة اصال معموةل عشان االتنني يعرفوا بعض ويدرسوا خشصية بعض ‪ ..‬ويقرروا هل لك واحد‬
‫شايف التاىن رشيك حياته املناسب وال الء ‪ ..‬فر أأيي انكوا اتخدوا خطوة اخلطوبة ‪ ..‬وبعدين تقرروا‬
‫انتوا عايزين ايه‬

‫ابتسمت لها "ايمسني" قائهل ‪:‬‬


‫‪ -‬جبد الكم حرضتك رحيىن كتري ‪ ..‬حسيت انك فهامىن فعال‬
‫ابتسمت "كرميه" ىف حنان ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان عايزة أأقوكل اىن ارحتتكل أأوى ‪ ..‬وحسه ان "معر" املرة دى اختار حص ‪ ..‬و أأحبك أأطمنك ‪..‬‬
‫مش عشان أأان أأمه ‪ ..‬بس "معر" جبد راجل مش هتالىق زيه ‪ ..‬وانىت بنفسك هتكتشفى ده‬
‫قامت "كرميه" ‪ ..‬فوقفت "ايمسني" ىه ا ألخرى ‪ ..‬قبلهتا "كرميه" عىل وجنتهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يقدملكوا الىل فيه اخلري اي بنىت ‪ ..‬أأس تأأذن أأان‬
‫اكن لتكل املقابةل أأثر السحر عىل نفس "ايمسني" شعرت ابلراحة الشديدة لالكم "كرميه" وتفهمها‬
‫ملوقفها ‪ ..‬شعرت ابلراحة والسكينة ىف قلهبا‬

‫***************************‬
‫يتبع‬

‫عادت "كرمية" لتجد "معر" ىف اس تقبالها وعالمات اللهفة عىل وهجه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ‪ ..‬ايه ا ألخبار‬
‫قالت "كرميه" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬يال أأسيبك بأأه عشان هطلع أأانم شوية‬
‫وقف "معر" أأماهما قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ال ميدخلش عليا الالكم ده ‪ ..‬قرى واعرتىف اي ماما ابلىل حصل ابلتفصيل اململ‬
‫حضكت "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ممكن عىل ا ألقل أأقعد‬
‫أأفسح "معر" الطريق أأماهما ومد يده بطريقة مرسحية قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اتفضىل اي ست اللك‬
‫جلست "كرمية" عىل ا ألريكة وجلس "معر" جبانهبا قائال ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ر أأيك فهيا ايه ؟‬
‫ابتسمت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة جعبتىن‬
‫ابتسم "معر" وظهرت عالمات السعادة عىل وهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬مش قولتكل هتحبهيا ‪ ..‬ها اتلكمتوا ىف ايه ‪ ..‬وصلتوا اليه ‪ ..‬قالتكل لك ا ألس باب الىل خملياها‬
‫ترفض ؟‬
‫قالت "كرمية" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص اي "معر" أأان شافيه ان البنت معاها حق ختاف وترفض ‪ ..‬البنت عايشة ىف مس توى غري الىل‬
‫انت عايش فيه ‪ ..‬وانت ابلنس بة لها واحد غريب علهيا متعرفش ال أأخالقه وال طباعه ‪ ..‬ده غري‬
‫جتربهتا الىل زودت خوفها ده‬
‫فكر "معر" قلي ُال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ما أأان حابب اىن أأقرب مهنا أأكرت و أأطمهنا من حنيىت‬
‫‪ -‬وده الىل أأان قولهتولها ‪ ..‬اقرتحت انكوا تعملوا خطوبة ‪ ..‬وحتاولوا تفهموا بعض أأكرت ‪ ..‬وتتلكموا مع‬
‫بعض برصاحة‬
‫قال "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ووافقت ؟‬
‫ابتسمت "كرمية" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان سبهتا تفكر ‪ ..‬بس احساىس بيقوىل اهنا هتوافق ‪ ..‬اىل حسيته اي "معر" ان البنت دى بتحبك‬
‫‪ ..‬ىه بس حمتاجه اهنا تطمنكل‬
‫عانق "معر" أأمه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيلييك ليا اي أأىم ‪ ..‬جبد رحيىت قليب‬
‫نررت اليه "كرميه" وقالت‪:‬‬
‫‪ -‬بس ايه ده اي "معر" ‪ ..‬يعين اختيار غري "اننيس" متاما ‪..‬برصاحة ملا شوفهتا اتصدمت شوية‬
‫قال "معر" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬وده الىل جذبىن لهيا ‪ ..‬حاسسها خمتلفة ‪ ..‬حمافرة عىل نفسها جدا ‪ ..‬تصورى حىت مبتسلمش عليا‬
‫ابيدها ‪ ..‬ال أأان وال غريي ‪ ..‬مبتسمحش حلد انه يتجاوز حدوده معاها ‪ ....‬وبتحء خطوط محرا لىل‬
‫أأدهما ومش مسموحهل أأبدا انه يعدهيا ‪ ..‬مبتسمحش ألى راجل انه يقرب مهنا همام اكن هو مني ‪..‬‬
‫وده خمليين هتجنن علهيا‬
‫‪ -‬ربنا جيعلها من نصيبك اي "معر"‬
‫‪ -‬أأيوة اي أأىم ادعيىل ادلعوة دى‬

‫**********************‬
‫رن جرس الهاتف ‪ ..‬اخرجه "مصطفى" من جيبه ليجد ررما غريبا رد فأأاته صوت فتاة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس مصطفى معااي ؟‬
‫‪ -‬أأيوة أأان مني معااي‬
‫أأان واحدة متعرفهاش‬
‫ابتسم "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وعايزة ايه ايلىل معرفكيش‬
‫‪ -‬امسعىن لالخر وانت تعرف أأان عايزه ايه‬
‫‪ -‬قوىل اي موزه‬
‫‪ -‬أأان أأعرف طليقتك "ايمسني" و أأهلها ‪ ..‬و أأعرف هام أأعدين فني دلوقىت‬
‫قال "مصطفى" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت عرفىت ررمى منني‬
‫‪ -‬ابابها راجل غلبان أأوى ‪ ..‬ومش صعب اتخد منه اى معلومة انت عايزها ‪ ..‬عرفت منه امسك‬
‫وامس الرشكة الىل بتش تغل فهيا ‪ ..‬لكمهتم ىف الفرع الرئييس وطلبت رمق فرع البحر الامحر ‪..‬‬
‫واتصلت ابملوقع عندك ورد عليا واحد من حسن حرى انه صاحبك واداىن رمق موابيكل‬
‫‪ -‬وايه اللفه الطويةل دى ؟‬
‫‪ -‬امسعىن لالخر وانت تعرف ‪ ..‬طليقتك الىل اكنت مراتك ‪ ..‬طلبت الطالق عشان خيللها اجلو مع‬
‫الراجل الىل بتحبه ‪ ..‬وملا انت رضبهتا خدهتا جحة عشان تعرف ترفع القضية وتطلق منك‬
‫قطب "مصطفى" جبينه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتقوىل ايه ؟‬
‫‪ -‬بقول اهنا اكنت بتحب واحد وخباها ىف بيته هو واهلها وشغلهم كامن ‪ ..‬ودلوقىت هيتجوزوا بعد ما‬
‫"ايمسني" اديتك أأكرب قمل وحضكت عليك‬
‫صاح بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مفيش حد يقدر يضحك عليا ده أأان تييييييييييييييييت ىه و أأهلها‬
‫‪ -‬أأيوة تعجبىن وانت محش كده ‪ ..‬لو فعال عايز تنتقم مهنا ومن عش يقها ده ‪ ..‬ومش بس كده‬
‫تكسب انت كامن فأأان عندى خطة متخرش امليه‬
‫سأألها بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت هستتفادى ايه ملا تساعديين ؟‬
‫‪ -‬هاخد بتارى مهنم هام االتنني ‪ ..‬وكامن هبقى كسبتىل قرشني‬
‫‪ -‬انىت عايزاىن امعل ايه ابلربء ‪ ..‬ومكسب ايه الىل هيكون ليا ولييك ؟‬
‫‪ -‬فلوس ‪ ..‬ماليني مبعىن احص‬
‫قال "مصطفى" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت شلكك واحدة فاضية وبهترىج‬
‫‪ -‬أل مش هبرج امسعىن للخر وانت تعرف اىن جد ‪ ..‬وجد أأوى كامن ‪ ..‬بس املوضوع حمتاج راجل‬
‫جبد ‪ ..‬اي ترى انت راجل جبد اي "مصطفى"‬
‫صاح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده اان أأرجل من أأرجل راجل عرفتيه ‪ ..‬قوىل ومسعيين الالكم الىل عندك‬

‫**********************‬

‫‪ -‬برصاحة اي "سامح" الكم مامته رحيىن أأوى ‪ ..‬حس هتا فهامىن‬


‫ابتسمت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان فرحانه اوى ابلتطورات دى ‪ ..‬كون أأصال اهنا جتيكل حلد عندك وتعتذركل عن الىل معته معلته‬
‫دى حاجه كويسة أأوى ‪ ..‬وكامن الكهما مقنع ‪ ..‬اان كامن ر أأيي من ر أأهيا ‪..‬وافقى عىل اخلطوبة اي‬
‫"ايمسني"‬
‫تهندت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫عارفه اي "سامح" ‪ ..‬أأان عامهل زى الىل عني ىف اجلنة وعني ىف النار ‪ ..‬جبد حسه حبرية وخوف كبري‬
‫أأوى جوااي ‪ ..‬عارفه ايه أأكرت حاجه خموفاىن ‪ ..‬ان "معر" ميكنش ابلصورة احللوة الىل أأان رمسهاهل ‪..‬‬
‫يعين جبد هتصدم أأوى لو ىف يوم قاىل اقلعى جحابك ‪ ..‬أأو لو قاىل البىس زى ما بشوف البنات‬
‫بتلبس ‪ ..‬جبد هحتقره أأوى ‪ ..‬أأان مش قادرة أأفهم حلد دلوقىت تفكريه ‪ ..‬انىت عارفه اي "ٍسامح" اننا‬
‫اتربينا من صغران ان احلجاب ده جزء من البنت مينفعش تتخىل عنه أأو تفرط فيه ‪ ..‬حاجه هممة‬
‫أأوى ىف حياهتا ‪ ..‬خايفه أأتصدم ىف "معر" ‪ ..‬وتكون احلاجة دى ابلنس بة هل مش هممة وحمصهل بعضها‬
‫‪ ..‬خايفه لك الىل أأان أأكون شايفاه خطوط محرا هو يشوفها خرضا ‪..‬ده غري اسلوبه مع البنات ‪..‬‬
‫مس تحيل أأقبل ان جوزى يسمل اباليد عىل بنت معته او عىل اى واحده ويس هبا تبوسه وحتضنه‬
‫كامن ‪ ..‬مش ممكن أأقبل ده أأبدا ‪ ..‬خايفة حيصل صدام بيىن وبينه ‪ ..‬ويقوىل أأان كده واتربيت كده‬
‫وعيش ىت كده ‪ ..‬الن أأان مش ممكن هقبل كده ‪ ..‬خايفة يكون بعيد عن ربنا أأوى ‪ ..‬أأان حساه فعال‬
‫بعيد ‪ ..‬بس خايفه يكون بعيد اوى ‪ ..‬بعيد البعد الىل أأفشل ىف اىن أأقربه ‪ ..‬أأان حلد دلوقىت مش عارفه‬
‫أأفهمه ‪ ..‬خايفه اي "سامح" لو قررت ىف يوم اىن اسمل عىل حصابه وقرايبه الرجاهل ابيدي أأالىق ان ده‬
‫عادى عنده ومش فارق ‪ ..‬خايفه لو قولتهل ىف يوم اىن عايزة أألبس لبس مفتوح او ضيق يفرح بكده‬
‫او يقوىل عادى ومش فارقه ‪ ..‬خايفه حمسش انه راجل وخايف عليا وبيغري عليا ‪ ..‬خايفه‬
‫ميحسس نيش انه غريان عليا اي "سامح" ‪ ..‬خايفه أأكون جذبه انتباهه بس عشان اان حاجه جديدة ىف‬
‫حياته ‪ ..‬بس بعد فرتة يتعود علهيا وميل مهنا ‪ ..‬وحين للبنات الىل يعرفهم ‪ ..‬خايفة أأسيب قليب حيبه‬
‫ويتعلق بيه والخر أأالقيه هو الىل سبىن ‪ ..‬خايفة أأوى اي "سامح"‬
‫اكنت "سامح" تنرر الهيا وتس متع ىف مصت ‪ ..‬أأمكلت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وىف نفس الوقت شوفت منه حاجات مطمناىن ‪ ..‬يعين مثال عارف حدودى كويس ومش بيحاول‬
‫يتعداها معااي ‪ ..‬وملا برفض حاجه بيبقى فامه سبب رفىض ‪ ..‬شوفت الىل معهل مع العامل الىل اتصاب‬
‫‪ ..‬اكن جشاع أأوى وهو بيحاول ينقذ ايده ‪ ..‬وملا ساعد الست الغلبانة الىل طردوها ‪ ..‬وملا اكن معااي‬
‫و أأان بودل املهره ‪ ..‬وهو بيلبس اجللبيه الفالىح ‪ ..‬حسيته أأد ايه طيب ومش مغرور وحنني وقريب‬
‫مىن ومن طباعى‬
‫قالت "ايمسني" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف ان اباب ملا راح املستشفى الىل فهيا العامل هو و "رهيام" أأهل العامل قالوهل ان "معر" دفع‬
‫لك مصاريف عالجه وكامن مرتبه قاهلم هيوصلهم لك شهر‬
‫‪ -‬مكنتش أأعرف ‪ " ..‬أأمين" ما قاليش‬
‫‪ -‬جبد متتصوريش الىل معهل ده خالىن حسه ابيه ‪ ..‬جبد جعبىن أأوى الىل معهل ‪ ..‬واحد غريه اكن قال‬
‫و أأان ماىل ‪ ..‬بس هو اكن ىف املوقف ده راجل جبد ‪ ..‬حنيته دى بتجنىن اي "سامح" ‪ ..‬أأان حبب أأوى‬
‫الراجل احلنني‬
‫ابتسمت "سامح" لصديقها فأأمكلت "ايمسني" بسعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حسه اىن بد أأت أأتعلق بيه أأوى اي "سامح" ‪ ..‬وعشان كده نفيس فعال أأعرفه أأكرت عشان أأقدر‬
‫أأقرر حص ‪ ..‬أأان فعال حسه ان الكم مامته حص ‪ ..‬وان املفروض نعمل خطوبة ‪ ..‬عشان نقدر نفهم‬
‫بعض‬
‫هتفت "سامح" بفرح ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين وافقىت ؟‬
‫أأوقفهتا "ايمسني" بيدها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل استىن ما قولتش اىن وافقت ‪ ..‬أأان قولت اىن حسه ان ده املفروض حيصل ‪ ..‬بس لسه ما‬
‫قولتش أأيوة‬
‫صاحت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬اي س ىت قوىل أأيوة بأأه‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل بدلع ‪:‬‬
‫‪ -‬هس تخري ا ألول ‪ ..‬وبعدها هقول ر أأيي‬
‫رفعت "سامح" كفهيا هاتفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايرب يبقى أأيوة ايرب‬

‫***************************‬
‫عادت "ايمسني" من عند "سامح" ودخلت بوابة املزرعة لتسمع خلفها صوت س يارة "معر" ‪..‬‬
‫التفتت ‪ ..‬خفق قلهبا لرؤيته أأمكلت طرهيا ‪ ..‬سار بس يارته مرسعا و أأوقفها أأمام بيت املزرعة مث نزل‬
‫والتفت ينتررها ‪ ..‬اكدت أأن تمكل طريقها لكنه أأوقفها قائال‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني"‬
‫قالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كنىت فني ؟‬
‫‪ -‬كنت عند "سامح"‬
‫اتسعت ابتسامته ونرر الهيا خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكى هبتدى أأغري من "سامح"‬
‫امحرت وجنتاها ومشيت خطوتني قبل أأن ينادهيا قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" أأستىن‬
‫التفتت اليه وقلهبا خيفق بشده ‪ ..‬سأألها ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬فكرىت ىف الىل ماما قالهتوكل ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬وقررىت ايه ؟ ‪ ..‬موافقه ؟‬
‫شعرت ابالرتباك لكهنا نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هس تخري وبعدين أأقول قرارى‬
‫نرر ىف عينهيا حبنان قائال بصوت جشى ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان هستىن قرارك ‪ ..‬بس متتأأخريش عليا ‪ ..‬مبقتش مس تحمل بعدك ده ‪ ..‬كفايه تعذيب بأأه ‪..‬‬
‫نفيس أأحس انك ليا جبد ‪ ..‬وايدك دي يبأأه فهيا دبلىت ‪ ..‬واللك هنا يعرف انك بتاعت "معر" ‪..‬‬
‫بتاعته هو وبس‪.‬‬
‫شعرت حبنان عينيه يغمر قلهبا ‪ ..‬وبلكامته خترتق أأعامق روهحا لتس تقر هبا ‪ ..‬أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬مث‬
‫التفتت لتغادر وعىل ثغرها ابتسامه عذبه ‪..‬‬

‫البارت ‪55‬‬

‫اكنت سعادة "عبد امحليد" غامرة عندما زاره "كرم" ىف خمزن العلف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يرشفىن اىن اطلب من حرضتك ايد النسه "رهيام"‬
‫قال هل "عبد امحليد" ىف سعادة غامرة ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان طبعا يرشفىن اىن أأديك بنىت اي بشمهندس "كرم" ‪ ..‬بس الزم أخد ر أأى "رهيام" ا ألول‬
‫أأومأأ "كرم" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي مع "عبد امحليد" خد وقتك ‪..‬بس ايريت بعد اذنك احنا مش حمتاجني فرتة خطوبة ‪ ..‬يعين‬
‫احنا بنش تغل مع بعض من فرتة ‪ ..‬وا ألفضل يبقى كتب كتاب عىل طول‬
‫مصت "عبد امحليد" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف العجةل الندامة اي ابىن ‪ ..‬خلهيا فرتة خطوبة ا ألول حىت لو فرتة صغرية وبعد كده ملا حتبوا تكتبوا‬
‫الكتاب مفيش مشلكة ‪ ..‬بس لك حاجه تيجى ابلهداوه‬
‫أأومأأ "كرم" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص زى ما تشوف اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬بس زى ما حرضتك قولت فرتة خطوبة صغرية‬
‫ابتسم "عبد امحليد" ىف فرح قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل خرية هللا‬
‫ذهب "عبد امحليد" اىل غرفة بناته ‪ ..‬وبرشمه ابخلرب ‪ ..‬نرر اىل "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس "كرم" طلب ايدك مىن اي "رهيام" اي بنىت ‪ ..‬قولىت ايه ؟‬
‫حاولت "رهيام" كمت فرحهتا بصعوبة ‪ ..‬اكنت تشعر ابلرغبة ىف القفز ىف الهواء ‪ ..‬لكهنا متالكت نفسها‬
‫قائهل هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬وحرضتك قولتهل ايه اي اباب ؟‬
‫‪ -‬قولتهل هسأأكل ا ألول وبعدين أأرد عليه ‪ ..‬ها ر أأيك ايه‬
‫نررت "رهيام" اىل ا ألرض ىف جخل وابتسامه واسعة مرسومة عىل شفتهيا ‪ ..‬فتدخلت "ايمسني" قائهل‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬قوهل موافقه اي اباب ‪ ..‬بس متقولوش دلوقىت سيبه يومني كده‬
‫حضك "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا احلرمي دول علهيم حراكت ‪ ..‬ما نرحي الراجل ونقوهل موافقه‬
‫قالت "ايمسني" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل استىن يومني تالته كده وبعدين قوهل اهنا موافقه‬
‫خرج "عبد امحليد" وتعانق ا ألختان ىف فرح ‪ ..‬قالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش مصدقة اي "ايمسني" حسه جبد اىن حبمل ‪ ..‬أأان مش حبمل حص ؟‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش بتحلمى ‪ ..‬فوىق بأأه ده انىت رضبىت خالص‬
‫‪ -‬مش ليا حق ‪ ..‬أأان فرحانه أأوى ‪ ..‬هاين عليا أأنزل دلوقىت أأروحهل املكتب و أأقوهل "كرم" أأان موافقة‬
‫يال نتجوز‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا جمنونة وتعملهيا‬
‫مصتت "ايمسني" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬بس احنا لسه معرفناش هو انوى يعيش هنا ىف املنصورة وال هريجع القاهرة‬
‫قالت "رهيام" وقد انتهبت ل ألمر ‪:‬‬
‫‪ -‬فعال معاىك حق ‪ ..‬النقطة دى مش واحضة ابلنس بة ىل‬
‫‪ -‬الزم نعرف النقطة دى‬
‫قالت "رهيام" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأى ان اكن مش هتفرق ابلنس بة ىل املهم اىن أأعيش مع "كرومىت"‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬كرومتك" ؟ ‪ ...‬تصدىق كرهتيين ىف امسه‬
‫قالت "رهيام" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬أه "كرومىت" ‪ ..‬زى ما "معر" "معورتك "‬
‫ابتسمت "ايمسني" ىف جخل ‪ ..‬فقالت "رهيام" بلهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬اي س ىت حىن عىل الراجل بأأه ‪ ..‬هتفضىل تقالنه حلد امىت ‪ ..‬الراجل خالص خسن واس توى عىل‬
‫الخر ‪ ..‬فاضةل تكه ويش يء احلقيه قبل ما يش يء أأبوس ايديىك‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬علييك تعبريات تودى ىف داهية‬
‫قالت"رهيام" خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬ابهلل علييك أأما بتشوفيه ما بتحسيش ان قلبك ده من كتري ادلق صوته واصل ألسوان‬
‫قالت "ايمسني" خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة حبس بكده‬
‫تهندت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب بأأه ارمحى قلبك وقلبه ‪ ..‬خلينا نعمل خطوبتنا ىف يوم واحد أأان وانىت‬
‫نررت الهيا "ايمسني" قليال ىف مصت ‪ ..‬مث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا ييرس‬
‫صاحت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" جبد انىت تشىل ‪ ..‬ربنا يكون ىف عونك اي "معر" ‪ ..‬ليك اجلنة اي ابىن‬
‫قالت "ايمسني" جبديه ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" متنسيش اىن مطلقة يعين أأى حاجه أأمعلها حمسوبة عليا ‪ ..‬مش عايزة أأترسع ‪ ..‬حاوىل‬
‫تفهميين‬
‫قالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا فهامىك ‪ ..‬ومتخفيش "معر" انسان كويس‬
‫‪-‬عرفىت منني بأأه انه كويس‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل بـمرح ‪:‬‬
‫‪ -‬مش صاحب "كروميت" الزم يبقى كويس‬
‫مث نررت لها جبديه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اس تخريىي وشوىف ربنا هيختاركل ايه‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بعمل كده فعال ‪ ..‬بس تخري ‪ ..‬وراضية ابلىل ربنا خيتارهوىل‬

‫**********************‬
‫‪ -‬يعين خالص أأخريا قررت انك تتجوز‬
‫هتف " أأمين" هبذه العبارة أأثناء جلوسه مع "كرم" ىف "معر" ىف جحرة املعيشة مبزنل "معر" ‪ ..‬قال‬
‫"كرم" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمعل ايه مكنتش عايز أأجتوز أأبدا ‪ ..‬بس جت الىل خدتىن عىل مال وىش ‪ ..‬وقلبت حياىت من‬
‫فوقها لتحلهتا‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا عشت وشوفت اليوم ده ‪" ..‬كرم" قرر يتجوز أأان لسه حلد دلوقىت مش مصدق‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ومش أأى بنت ‪" ..‬رهيام" الىل هتطلع عليه القدمي واجلديد ان شاء هللا‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يس تاهل ‪ ..‬برصاحة هام االتنني يس تاهلوا بعض‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬أه غنوا أأصاد بعض انتوا االتنني‬
‫ابتسم "معر" قائال بفرح ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد وهللا فرحتكل أأوى اي "كرم"‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬يال شد حيكل انت كامن اي "معر" ‪ ..‬وممكن تعلموا انتوا االتنني خطوبتكوا مع بعض‬
‫قال "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريت جبد اي " أأمين"‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اطمن ‪ ..‬أأان حاسس ان خالص فاضل عىل احللو زقه‬
‫صاح "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ما حترتم نفسك اي ابىن انت ‪ ..‬ايه حلو دى ؟‬
‫حضك "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي ابشا غلطة مطبعية‬
‫‪ -‬أل ابقى خد ابكل بعد كده‬
‫‪ -‬حارض اي مع امحلش‬

‫أأقبلت "كرمية" ومعها اخلادمة حامةل صنية هبا عصري وبعض أأطباق احللوى ‪ ..‬قالت "كرميه" بسعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬أألف مربوك اي "كرم" ‪ ..‬جبد فرحتكل أأوى ‪..‬ربنا يمتمكل عىل خري‬
‫قال "كرم" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفىت اي طنء ‪ ..‬أأخرة صربى أخد أأخت خطيبة "معر" ‪ ..‬يعين "معر" ورااي ورااي حىت ىف‬
‫جوازى مش عايز يعتقىن‬
‫حضكت "كرمية" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليكوا لبعض‬
‫مث نررت اىل ثالثهتم قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي والد صداقتكوا دى معةل اندرة دلوقىت ‪ ..‬انتوا ربنا أأنعم عليكوا بنعمة كبرية انس كتري أأوى‬
‫حمرومة مهنا ‪ ..‬صداقتكوا دى كزن جبد ‪ ..‬انتوا من س نني وانتوا مع بعض أأكرت من الاخوات ‪..‬‬
‫واقفني مجب بعض ىف احلزن قبل الفرح ‪ ..‬جبد انتوا ىف نعمة كبرية أأوى حافروا علهيا ‪ ..‬وعلموا ده‬
‫لوادلكوا وقربومه من بعض عشان يكون بيهنم الصداقة امجليةل الىل بينكوا دلوقىت ‪ ..‬واوعوا تبعدوا عن‬
‫بعض أأبدا همام حصل ‪ ..‬س بحان هللا الطيور عىل أأشاكلها تقع وانتوا التالته متتخريوش عن بعض ‪..‬‬
‫راب يعمل ان معزتك اي "كرم" انت و " أأمين" من معزة "معر" ابىن وبعتربكوا والدى زيه ابلربء‬
‫اكن ا ألصدقاء الثالثة ينررون لها بتأأثر فأأقبل "معر" علهيا وقبل ر أأسها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا ما حيرمىن منك اي أأىم وال من نصاحيك الغالية‬
‫خرجت ا ألم لترتك ا ألصدقاء الثالثة ينعمون بصحبة يعضهم البعض‬

‫***************************‬
‫قال "مصطفى" ذلكل الصوت ا ألنثوى عرب الهاتف ‪:‬‬
‫‪ -‬أل الفلوس هتتقسم عىل ‪ 5‬مش ‪ 6‬؟‬
‫الصوت بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بأأه ‪5‬‬
‫‪ -‬عشان جهيب واحد حمتاجه معااي ىف املهمة دى‬
‫‪ -‬واحد مني ان شاء هللا ‪ ..‬بقوكل ايه احنا مش عايزين عك‬
‫قال "مصطفى" بعصبيه ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل حمتاجه معااي ‪ ..‬افرض حصلت أأى ظروف أأحتاج فهيا حلد مجىب ‪ ..‬وطبعا حرضتك مش‬
‫هتساعديين لو احتجتك‬
‫‪ -‬أأان دورى ىف اخلطة دى معروف ومش هعمل أأكرت من الىل اتفقنا عليه ‪ ..‬وكفاية ان أأان اليل‬
‫خطت للك العملية دى‬
‫‪ -‬وعشان كده حمتاج واحد معااي وقت التنفييذ ‪ ..‬ألن وقت التنفيذ هللا أأعمل ايه الىل ممكن حيصل ‪..‬‬
‫وكامن هو بيفهم ىف احلاجات دى كويس وأأكيد هيفيدىن كتري بدل ما ادلنيا تتعك فوق دماغنا‬
‫‪ -‬خالص مفيش مشلكة بس طاملا الفلوس هتتقسم عىل ‪ 5‬يبأأه نطلب أأكرت‬
‫‪ -‬ازاى ؟‬
‫‪ -‬يعين بدل ما كنا هنطلب ‪ 6‬مليون نطلب ‪ 5‬وبكدة حصة لك واحد فينا تفضل زى ما ىه‬
‫قال "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬متام كده‬
‫‪ -‬بس قوىل الىل هتجيبه ده واثق فيه ؟‬
‫‪ -‬أأيوة متقلقيش ‪ ..‬أأمان‬
‫‪ -‬طيب ‪ ..‬بس خىل ابكل ‪ ..‬حركة واحدة غلء وهرنوح ىف س تني داهية‬
‫قال "مصطفى" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل متخفيش‬
‫‪ -‬امىت التنفيذ‬
‫قال "مصطفى" وهو يضيق عيناه ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة‬

‫*************************‬

‫توهجت "ايمسني" اىل مكتب "معر" العطائه ملف التقارير الاس بوعية ‪ ..‬فتحت الباب لتجد وادلته‬
‫جالسه معه ىف املكتب عىل أأريكة جانبيه ‪..‬ابتسمت "كرمية" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني"‬
‫ابدلهتا "ايمسني" الابتسامه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪..‬ازى حصة حرضتك‬
‫‪ -‬خبري اي حبيبىت امحلد هلل‬
‫مث هنضت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأسيبكوا بأأه تشوفوا شغلكوا‬
‫غادرت مث أأمسكت الباب و أأغلقته خلفها ‪ ..‬توترت "ايمسني" ‪ ..‬ودلهش هتا وجدت "معر" يتجه اىل‬
‫الباب ويفتحه مرة أأخرى مث يتقدم مهنا ويقف أأماهما مبتسام ‪ ..‬الحت ابتسامه صغريه عىل شفتهيا و‬
‫خفضت عينهيا ىف جخل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل اي بشمهندس التقرير الاس بوعى ‪ ..‬ادلكتور "حسن" راجعه ومىض عليه‬
‫أأخذ مهنا امللف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفة أأان نفيس ىف ايه ؟‬
‫مصتت ‪ ..‬فأأمكل حبنان قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نفيس أأمسع "معر" بدل بشمهندس‬
‫شعرت ابخلجل فنرر الهيا بدفء ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف انك معرك ما نطقىت امسى أأبدا ‪ ..‬حىت ما بتقوليليش بشمهندس "معر" ‪ ..‬بتقوىل بشمهندس‬
‫بس ‪ ..‬نفيس أأمسع منك "معر" ‪ ..‬أأكيد امسى هيبقى هل طعم اتىن ملا أأمسعه منك‬
‫قالت برسعة لتهترب من تأأثري لكامته علهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك‬
‫مث غادرت مرسعة وخفقات قلهبا تتعاىل وابتسامة شفتهيا تتسع ‪ ..‬حىت أأن "والء" الحرت السعادة‬
‫البادية عىل حمياها فاقرتبت مهنا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ‪ ..‬مش عادتك يعين الابتسامه الىل من الودن للودن‬
‫حاوت "ايمسني" اخفاء ابتسامهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى يعين‬
‫ابتسمت "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش عادى ‪ ..‬ملا أأشوف وادلة "معر" جياكل املكتب وتعد معاىك وقت طويل يبأأه مش عادى ‪..‬‬
‫وانىت تبقى الفرحة مش س يعاىك يبقى مش عادى‬
‫نررت الهيا "ايمسني" وىه تشعر ابحلرية أأخربها ‪ ..‬أأم ال ختربها ‪ ..‬أأخرجهتا "والء" من حريهتا قائهل‬
‫اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬من غري ما تقوىل واحض جدا الىل بيحصل ‪ ..‬انىت بنت طيبة وتس تاهىل لك خري‬
‫قالت "ايمسني" خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان لسه موافقتش‬
‫قالت "والء" بنفس الابتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمه حاجه اس تخريي كويس واسأألوا عليه كويس ‪ ..‬و أأى حاجه تسمعهيا عنه انقش يه فهيا وشوىف رده‬
‫علهيا ايه ‪ ..‬يعين الىل أأقصد أأقولهوكل ملا تعرىف عنه حاجه متكربيش دماغك مهنا ‪ ..‬أل الزم تعرىف‬
‫أأصل وفصل احلاكية منه ‪ ..‬عشان تبقى عىل نور من ا ألول ‪ ..‬وتكوىن متأأكدة من أأخالق الراجل‬
‫الىل هرتتبطى بيه‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معاىك حق ‪ ..‬أأى حاجه اشاعه أأمسعها عنه الزم أأتأأكد ىه حص وال أل‬
‫‪ -‬ربنا يمتمكل عىل خري اي "ايمسني" لو اكن فيه خري لييك‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تسلمي اي والء ‪ ..‬وعقباكل انىت كامن‬

‫****************************‬
‫جلست "كرميه" مع زوهجا عىل رشفة غرفهتام قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة اتصدمت ملا شوفهتا ‪ ..‬الهنا خمتلفه عن "اننيس" ‪ ..‬وقولت الالكم ده ل "معر"‬
‫قال "نور" ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة الىل امسها "اننيس" دى أأان مكنتش مرحتلها خالص ‪ ..‬بس انىت عارفه اىن مبحبش أأفرض‬
‫ر أأيي عىل "معر"‬
‫قالت "كرميه ‪:‬‬
‫‪ -‬البنت لبسها حمتشم أأوى و حمجبة وهادية وجخوةل وكامن عاقةل وذكية وحسيهتا كامن طيبة أأوى‬
‫حضك "نور" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لك ده عرفتيه عهنا من مقابةل واحدة‬
‫ابتسمت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬انت عارف اىن بقدر أأفهم الناس برسعة ‪ ..‬والبنت فعال مرحيه ‪ ..‬تعرف اي "نور" حمستش أأبدا اهنا‬
‫واحدة اكنت متجوزة قبل كده ‪ ..‬يعين حتسها بنوته صغرية ‪ ..‬وملا اتمكلت عن جوازهتا ا ألوىل واهنا‬
‫اكنت جتربة قاس ية علهيا ‪ ..‬برصاحة صعبت عليا أأوى ‪ ..‬حسيت ان البنت دى اترلمت كتري ‪..‬‬
‫وشايهل ىف قلهبا كتري ‪ ..‬وده سبب خوفها من الارتباط مرة اتنية‬
‫‪ -‬حبتهيا يعين‬
‫‪ -‬برصاحة أأيوة ‪ ..‬ملا أأعدت واتمكلت معاها حس هتا انسانه انجضة ‪ ..‬مش واحدة بتجرى ورا املراهر‬
‫وخالص ‪ ..‬واحدة شايفه "معر" عريس لقطة ابلنس بة لها ‪ ..‬أل البنت بتفكر ىف لك حاجه ‪ ..‬ألهنا‬
‫مش عايزة ختتار غلء ‪ ..‬ومش هممتة ابملراهر ‪ ..‬أأد ما ىه هممتة بشخصية "معر" وبأأخالقه ‪ ..‬البنت‬
‫دى لو حبت "معر" هتحبه من لك قلهبا ‪ ..‬وهتحبه عشانه هو ‪ ..‬عشان "معر" ‪ ..‬مش عشان هو‬
‫مني وابن مني‬
‫مث أأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين واحض اهنا مؤدبة ومرتبية كويس ‪ ..‬مراعية حدودها ىف الالكم معااي وبتتلكم ابحرتام وبأأدب‬
‫‪ ..‬بعكس "اننيس" الىل ملا كنت حباول أأنصحها عشان مصلحهتا ىه و "معر" اكنت بتسمعىن الكم‬
‫ميصحش بنت مرتبية تقوهل لواحده ىف سن وادلهتا ‪ ..‬برصاحة "ايمسني" دخلت دماغى‬
‫ابتسم "نور" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬فرحتيين بالكمك ده ‪ ..‬ومن الكمك عهنا واحض اىن هحهبا أأان كامن‬
‫أأكدت "كرميه" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه فعال تتحب ‪ ..‬حسه ان "معر" املرة دى اختار حص‬

‫************************‬
‫يتبع‬

‫‪ -‬طيب نتفق كده من ا ألول اللكمة لكمىت والىل هقوهل يتنفذ ابحلرف ‪ ..‬اي كده اي مش داخل اللعبة‬
‫نطق "بسطوييس" هذه العبارة ‪ ..‬اكن رجل طويل القامة عريض املنكبني هل هيئة مرعبة منفرة‬
‫والرشر يتطاير من عينيه ‪ ..‬تشعر و أأنت تنرر اليه بعدم الارتياح ‪ ..‬رد عليه "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش اي "بسطويس" اتفقنا ‪ ..‬بس برشط مش عايز البنت تتأأذى يعين معليه نضيفه من غري نقطة‬
‫دم‬
‫قال بصوت أأجش ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا اي برنس ‪ ..‬امىت التنفيذ‬
‫‪ -‬بكرة‬
‫‪ -‬قشطة ‪ ..‬ونصييب ؟‬
‫‪ -‬مليون جنية زى ما اتفقنا‬
‫‪ -‬حلو الالكم ‪ ..‬يال بأأه تعاىل اعد عشان نتفق عىل التفاصيل‬

‫************************‬

‫قامت "ايمسني" فزعة من نوهما مردده ثالث مرات ‪:‬‬


‫‪ -‬أأعوذ ابهلل من الش يطان الرجمي‬
‫استيقرت "رهيام" عىل صوهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ىف ايه ؟‬
‫مل تس تطع "ايمسني" التحدث فقامت "رهيام" وجلست اىل جوارها تتفحصها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل ىف ايه ؟‬
‫قالت "ايمسني" بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش حسيت ان ىف حاجة طابقه عىل نفيس أأوى‬
‫قالت لها "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬اس تعيذى ابهلل‬
‫أأزاحت "ايمسني" الغطاء وهنضت ‪ ..‬سأألهتا "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬راحة فني‬
‫قالت "ايمسني" وىه حتاول اس امتع ش تات نفسها ‪:‬‬
‫‪ -‬هقوم أأتوىض و أأصىل قيام ابىق ساعة عىل الفجر ‪ ..‬توضأأت "ايمسني" وصلت حىت أذان الفجر ‪..‬‬
‫اكنت لكام شعرت ابخلوف جلأأت اىل الصالة الىت ترحي قلهبا وتطمأأنه ‪ ..‬أأيقرت "رهيام" لصالة الفجر‬
‫‪ ..‬مث عادت اىل مصالها ورددت أأذاكر الصباح الىت حتافظ علهيا لك يوم وتذكرت حديث رسول هللا‬
‫صىل هللا عليه وسمل‪" :‬ما من عبد يقول يف صباح لك يوم ومساء لك يوم‪ :‬بسم هللا اذلي ال يرض‬
‫مع امسه يشء يف ا ألرض وال يف السامء وهو السميع العلمي ثالث مرات فيرضه يشء " ‪ ...‬مث‬
‫أأمسكت مصحفها و أأخذت تقر أأ فيه حىت الرشوق‬
‫اكن يوم معل عادى ابلنس به اىل "ايمسني" ‪ ..‬أأهنت معلها و أأوشكت عىل التوجه اىل غرفهتا عندما‬
‫وجدت ررما غريبا يتصل هبا ردت فوجدت من تقول ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني" أأان ادلكتورة "هما"‬
‫شعرت "ايمسني" ابدلهشة ‪ ..‬ملاذا تتصل هبا ‪ ..‬خاصة بعدما معلت "ايمسني" من "سامح" بدور‬
‫"هما" ىف قصة حريق خمزن العلف ‪ ..‬قالت "ايمسني" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي دكتورة ؟‬
‫قالت "هما" ‪:‬‬
‫‪ -‬حمتاجة أأتلكم معاىك شوية‬
‫قالت "ايمسني" بنفس الربود ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش أأى حاجه بيىن وبني حرضتك نتلكم فهيا ‪ ..‬مع السالمه‬
‫قالت "هما" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬احلاجة دى عن البشمهندس "معر"‬
‫توقفت "ايمسني" لتسمعها ‪ ..‬فأأمكلت "هما" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش هاخد من وقتك أأكرت من مخس دقايق بس‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل مسعاىك‬
‫قالت "هما" عىل الفور ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هينفع ىف التليفون ا ألفضل أألكمك وهجا لوجه أأان واقفه أأدام ابب املزرعة من بره لو مسحىت‬
‫اطلعى نتلكم شوية الىن مش هينفع أأدخل املزرعة بعد الىل حصل‬
‫مصتت "ايمسني" قليال فأأحلت علهيا "هما" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هاخد من وقتك أأكرت من مخس دقايق ‪ ..‬بس جبد املعلومات الىل عندى هممة جدا والزم‬
‫تعرفهيا ‪ ..‬أأان منترراىك أأدام البوابة ‪ ..‬سالم‬
‫أأغلقت اخلء وتركت "ايمسني" تتخبء من احلرية ‪ ..‬أأهنت "هما" املاكملة لتتصل بـ "مصطفى" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كدة معلت الىل عليا ادلور عليك بأأه ‪ ..‬نفذ الىل مطلوب منك حص‬
‫قالت ذكل مث أأغلقت ‪ ..‬ترددت "ايمسني" ىف اذلهاب مث أأخريا عزمت أأمرها وتوهجت اىل البوابه ‪..‬‬
‫فتح لها الغفري وخرجت ‪ ..‬نررت ميينا ويسارا فمل جتد أأحدا ‪ ..‬سارت قليال ىف اجتاه ا ألجشار الىت تقع‬
‫عىل أأحد جانيب املزرعة ‪ ..‬لتجد جفأأة من يطبق علهيا من اخللف ويمكم مفها و أأنفها بقطعة رماش ‪ ..‬وما‬
‫ىه اال حلرات وفقدت "ايمسني" الوعى اثر املادة اخملدرة املوضوعه ىف القامش ‪.‬‬
‫جرها الرجل ىف اجتاه الس يارة الىت أأخفاها ىف شارع جانيب جبوار املزرعة مث محلها ووضعها ىف‬
‫صندوق الس يارة ودخل وجلس جبوار "مصطفى" وقال هل ‪:‬‬
‫‪ -‬يال برسعة‬
‫انطلق "مصطفى" ابلس يارة اىل املاكن اذلى اتفقا علهيا من قبل ‪ ..‬فقد مسحا املنطقة اجملاورة للمزرعة‬
‫جيدا واختارا أأنسب ماكن الخفاء "ايمسني" به ‪ ..‬وصلوا اىل املاكن ونزل الرجال ومحال "ايمسني" اىل‬
‫ادلاخل ووضعاها عىل ا ألرض و أأخذ "مصطفى" يربء يدهيا خلف ظهرها وربء قدهما ومكم مفها‬
‫ووضع عصبة عىل عيهنا ‪ ..‬مث أأشار هل "بسطوييس" ابخلروج خفرجا معا و أأغلقا الباب ووقفا جبانب‬
‫الس يارة ‪ ..‬قال هل بسطوييس ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما اتفقنا فتشها كويس وخد مهنا موابيلها و أأى حاجه معاها ومتخلهياش تشوف وشك وال تسمع‬
‫صوتك ‪..‬‬
‫مث أأعطاه قناع رماش للوجه وقال هل‪:‬‬
‫‪ -‬والبس دى كامن لك ما تيجي داخل عندها‬
‫قال هل "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬أألبسها ليه ىه أأصال عيهنا متغميه ومش ش يفاىن‬
‫رصخ فيه "بسطوييس" بغضب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مسعت أأان قولت ايه ‪ ..‬الىل أأقوكل عليه يتنفذ ابحلرف الواحد بدون ما تناقش ىن فيه ‪ ..‬مسعت‬
‫قال "مصطفى" بشئ من اخلوف ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش‬
‫قال "بسطوييس" بلهجة أمره ‪:‬‬
‫‪ -‬يال البسه وادخلها جوه ‪ ..‬و أأان هروح أأمعل الىل اتفقنا عليه‬
‫انطلق "بسطوييس" ابلس يارة و أأرتدى "مصطفى" القناع وفتح الباب ودخل ‪ ..‬اقرتب من "ايمسني"‬
‫الىت ترقد عىل ا ألرض وجثا جبوارها و أأزاح ربطة عيهنا و مفها لينرر الهيا بسخريه قائال بصوت خافت‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل مش هعتقك‬
‫أأخذ "مصطفى" يفك جحاهبا ويلقيه عىل ا ألرض ‪ ..‬راوده ش يطانه للحرة لالنتقام مهنا والثأأر لكرامته‬
‫ولرجولته ‪ ..‬لكنه وجدها تتحرك وقد بد أأت ىف االفاقه فأأرسع بربء عصبة عيهنا ومكم مفها ‪ ..‬دقائق‬
‫وقد بد أأت "ايمسني" ىف اس تعادة وعهيا ابلاكمل ‪ ..‬حاولت التحرك و الوقوف ‪ ..‬مفا اكن من‬
‫"مصطفى" اال أأن صفعها عىل وهجها صفعة قوية ‪ ..‬شعرت ابلرعب وا ألمل وهجشت ىف باكء شديد ‪..‬‬
‫جلست ساكنة للحرات مث حاولت القيام مرة أأخرى فصفعها مرة أأخرى بقوة ‪ ..‬سقطت عىل ا ألرض‬
‫تبطى من شدة اخلوف وا ألمل اذلى أمل وهجها ‪ ..‬جلست ىف ماكهنا تبىك ال تفهم شيئا ‪ ..‬ال تعى شيئا ‪..‬‬
‫خائفة من أأن تتحرك فتتلقى لطمة أأخرى عىل وهجها ‪.‬‬

‫***********************‬
‫مسع "عبد امحليد" طرقات متواليه عىل ابب غرفته ‪ ..‬هنض ليفتح الباب فوجد "رهيام" تقول ىف لوعه‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬اباب احلقىن ايمسني مش موجودة ىف املزرعة ومش برتد عىل موابيلها‬
‫صاح "عبد امحليد" بفزع ‪:‬‬
‫‪ -‬يعني ايه مش موجودة ىف املزرعة ‪ ..‬لكمىت "سامح"‬
‫قالت "رهيام" وىه تشعر ابلفزع ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة لكمهتا قالتىل جمتلهاش ومتلكموش أأصال الهناردة ‪ ..‬أأان خايفه أأوى ‪ ..‬مش من عادهتا اهنا ختتفى‬
‫كده ومرتدش عىل موابيلها‬
‫خرج "عبد امحليد" و "رهيام" وحبثا عهنا مرة أأخرى ىف ماكن معلها وىف املزرعة لكها وسأأال عهنا لك‬
‫من يقابالنه ‪ ..‬لكن ال أأثر لـ "ايمسني" ‪ ..‬توهجا اىل مكتب "معر" ليجداه وقد غادر ‪ ..‬ونفس الالكم‬
‫مع "كرم" و "معر" ‪ ..‬قال "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاىل نروح بيت البشمهندس "معر" ميكن يكون عارف عهنا حاجه‬
‫توهجا اىل بيت املزرعة وطرقا الباب ‪ ..‬فتحت اخلادمة فطلب مهنا "عبد امحليد" أأن يتحدث اىل‬
‫البشمهندس "معر" ‪ ..‬دخلت اخلادمة واندت "معر" اذلى اكن جيلس مع وادلاه ‪ ..‬قام من فوره‬
‫وتوجه اىل الباب وقال ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬مع "عبد امحليد" ‪ ..‬اتفضل ادخل ‪ ..‬اتفضىل اي أنسه "رهيام"‬
‫قاطعه "عبد امحليد" قائال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ماشوفتش "ايمسني" اي بشمهندس‬
‫نرر "معر" اليه حبريه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مشوفهتاش الهناردة‬
‫أأخذ "عبد امحليد" يرضب كفا بكف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل أأمال راحت فني بس اي ريب‬
‫أأهجشت "رهيام" ىف الباكء بصوت خافت وحاولت االتصال ابخهتا مرة أأخرى دون جدوى ‪ ..‬قال‬
‫"معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفش ىه ممكن تكون عند "سامح" حصبهتا أأو هنا ىف املزرعة‬
‫صاح "عبد امحليد" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قلبنا علهيا ادلنيا هنا ىف املزرعة ‪ ..‬و "سامح" بتقول مرحتلهاش الهناردة ‪ ..‬ومبرتدش عىل موابيلها ‪..‬‬
‫أأان هتجنن البنت دى راحت فني بس‬
‫شعرت "معر" ابلقلق خفرج معهام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تعالوا ندور علهيا ىف املزرعة اتىن‬
‫ذهب "معر" اىل جشرته حديث تنفرد "ايمسني" بنفسها ‪ ..‬مل جيدها هناك ‪ ..‬حبثوا ىف لك ماكن‬
‫ابملزرعة دون أأدىن أأثر لها ‪ ..‬أخر من رأها اكن الغفري اذلى قال لـ "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬فتحتلها البوابة وخرجت وجمتش من ساعهتا‬
‫قال هل "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ما قالتش راحه فني ‪ ..‬ىف حد اكن مس تنهيا بره ؟‬
‫قال الغري ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ما أأعرف اي بشمهندس خمدتش ابىل ‪ ..‬وىه ما قالتليش حاجه‬
‫اكن اخلوف قد متكن من "معر" ‪ ..‬اكن يشعر احلرية واخلوف واالضطراب ‪ ..‬اتصل بـ " أأمين" و‬
‫"كرم" الذلان اكان ىف هممة ابملنصورة فعادا أأدراهجام اىل املزرعة مرة أأخرى جتمع امجليع ىف بيت "معر"‬
‫اذلى قال ‪:‬‬
‫‪ -‬هتكون راحت فني بس ‪ ..‬ىه متعرفش أأى حد هنا‬
‫قالت "رهيام" ابكيه ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه أأصال مبرتوحش ىف ماكن من غري ما تقوىل أأان أأو اباب ‪ ..‬وكامن معرها ما سابت موابيلها كده‬
‫ومرتدش علينا ‪ ..‬أأكيد حصلها حاجه‬
‫قفز قلب "معر" من ماكنه عند سامع تكل اللكامت ‪ ..‬اقرتب "كرم" من "رهيام" قائال حبنان ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" هدى نفسك شوية ان شاء هللا هنالقهيا‬
‫أأهجشت ىف الباكء مرة أأخرى فأأمسك كوب املاء املوضوع عىل الطاوةل و أأعطاها لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طب ارشيب واهدى‬
‫أأخذت منه الكوب ورشفت رشفتني مث أأعطته هل ‪ ..‬قالت "كرميه" حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬اطمىن اي حبيبىت ان شاء هللا ىه خبري ‪..‬وشوية وهنالقهيا هنا‬
‫قال "نور" ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب خلوان اي جامعة نفكر تفكري معىل ‪ ..‬مثال ال قدر هللا ملا خرجت من البوابة ممكن تكون‬
‫مشيت عىل الطريق وعربيه خبطهتا و أأكيد خدوها عىل املستشفى يبأأه الىل نعمهل دلوقىت اننا نتصىل‬
‫بلك املستشفيات الىل ىف املنصورة ونسأأل عهنا‬
‫أأمغض "معر" عيناه ىف أأمل وهو يشعر ابخلوف الشديد قام من فوره فقال هل وادله ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فني‬
‫قال دون أأن ينرر خلفه ‪:‬‬
‫‪-‬راحي املكتب اتصل بلك املستشفيات الىل ىف ادلليل‬
‫اتصل "معر" جبميع املستشفيات واقسام الطوارئ دون جدوى ‪ ..‬شعر ابحلنق والغضب الشديد ‪..‬‬
‫واخلوف والفزع ىف أن واحد‬
‫أأخذ مفتاح س يارته وتوجه اىل اخلارج ‪ ..‬أأرسع "كرم" و " أأمين" خلفه ‪ ..‬قال هل " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فني اي "معر"‬
‫مل جييبه "معر" وفتح ابب س يارته ‪ ..‬فأأشار " أأمين" لـ "كرم" ابلركوب فركبا االثنان مع "معر" دون‬
‫سؤاهل ‪ ..‬انطلق "معر" بس يارته يشق طريقه خارج املزرعة ‪ ..‬نرر اليه "كرم" اجلالس جبواره فوجد‬
‫عالمات التوتر عىل وهجه ‪ ..‬اكن يسري بس يارته عىل غري هدى ىف املناطق حول املزرعة ‪ ..‬اكنت‬
‫عيناه تبحثان عهنا ىف لهفة ‪ ..‬قالت هل " أأمين" اجلالس ىف اخللف ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش اي "معر" ان شاء هللا هنالقهيا‬
‫مل جيبه "معر" ‪ ..‬بل مل يسمعه أأصال ‪ ..‬لك ما اكن يس يطر عىل تفكريه ‪ ..‬أأين ىه "ايمسني" ‪ ..‬وماذا‬
‫حدث لها ‪ ..‬أأى حباهل جيده ‪ ..‬هل أأصاهبا سوء ‪ ..‬اكن قلبه يزنف ىف لوعه ‪ ..‬ظل يبحث ويبحث‬
‫دون جدوى ‪ ..‬مرت ثالث ساعات مل يتوقف فهيا خلره ‪ ..‬حبث اكن خيرج من شارع ليدخل ىف‬
‫أخر ‪ ..‬وعيناه تبحث عىل اجلانبني ىف لهفه ‪ ..‬قال هل "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش فايده من الىل بتعمهل ده‬
‫هتف "معر" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال عايزىن أأمعل ايه ‪ ..‬أأعد ىف البيت حاطء ايدي عىل خدى و أأان مش عارف ىه فني وال ايه‬
‫الىل حصلها‬
‫هدئه "كرم" قائال‪:‬‬
‫‪ -‬مش قصدى أأضايقك اي "معر" بس احنا بقالنا أأكرت من ‪ 5‬ساعات عاملني نلف ومفيش فايدة قال‬
‫"معر" بضيق ابلغ ‪:‬‬
‫‪ -‬طب أأمعل ايه ‪ ..‬لو روحنا بلغنا هيقولولنا استنوا ‪ 64‬ساعة ‪ ..‬امعل ايه ‪ ..‬امعل ايه‬
‫اقرتح " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب تعالوا نرجع املزرعة اتىن وندور فهيا اتىن ‪ ..‬ميكن تكون مثال تعبت وىه أأعده ىف ماكن‬
‫و أأمغى علهيا مثال ‪ ..‬تعالوا ندور اتىن‬
‫صاح "معر" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل الغفري شافها وىه خارجه من املزرعة ‪ ..‬يعين ىه مش هناك‬
‫سكت "كرم" و " أأمين" حىت ال ينفعل "معر" أأكرث من ذكل ‪ ..‬اكن من الواحض أأن الغضب قد بلغ‬
‫من مهبلغه ‪ ..‬ذلكل أثرا الصمت ‪ ..‬رن هاتف "أأمين" فرد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "سامح"‬
‫تعلقت به عينا "معر" بلهفه ىف املرأه ‪ ..‬قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مفيش جديد ‪ ..‬حارض هعرفك ‪ ..‬سالم‬
‫قال "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه‬
‫‪ -‬مفيش بتسأأل عرفنا حاجه وال الء‬
‫رضب "معر" بقبضته بقوة عىل مقود الس يارة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هتكون راحت فني بس‬

‫**************************‬

‫ظلت "ايمسني" تبىك وتبىك ‪ ..‬اكنت ختىش أأن تتحرك من ماكهنا فيرضهبا ذكل الرجل اذلى ال تراه‬
‫‪ ..‬و أأخريا مسعت ابب يفتح مث وقع أأقدام تقرتب ‪ ..‬مث تنرصف مرة أأخرى ‪ ..‬شعرت بوجود أأكرث من‬
‫خشص معها ‪ ..‬مث خرجوا و أأغلقوا الباب خلفهم ‪ ..‬قال "مصطفى" لـ "بسطوييس" ‪:‬‬
‫‪ -‬لكه متام خدت مهنا موابيلها ومعهاش أأى حاجه اتنية‬
‫مد يده ابملوابيل اىل "بسطوييس" اذلى أأخرج الرشحية وكرسها مث هشم املوابيل حتت أأقدامه ‪ ..‬قال‬
‫هل "مصطفى" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه معلت كده ؟‬
‫قال "بسطويىس" بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬متعرفش ان املوابيالت ممكن يتتبعوا اشارهتا ويعرفوا املاكن الىل املوابيل موجود فيه‬
‫هتف "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬أه عشان كده خلتنا نسيب موابيالتنا ىف القاهرة‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫ابتسم "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحبييب اي "بسطويىس" من غريك كنت هضيع‬
‫قال "بسطوييس" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح انت بشمهندس ومعاك شهادة ‪ ..‬لكن ادلنيا بتعمل أأكرت من املدارس اي هندسه‬
‫ابتسم "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده انت الىل هندسه‬
‫مث قال جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬قوىل بأأه هنعمل ايه بعد كده ‪ ..‬مش هنتصل بهيم‬
‫قال "بسطوييس" ‪:‬‬
‫‪ -‬اتقل ‪ ..‬لكه بأأوانه‬

‫*************************‬

‫بعد ساعتني أأخرتني من السري والبحث ‪ ..‬عاد "معر" بس يارته اىل املزرعة مرة أأخرى ‪ ..‬فتح ابب‬
‫البيت ليقوم "عبد امحليد" مرسعا قائال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف جديد اي بشمهندس ؟‬
‫هز "معر" ر أأسه نفيا ‪ ..‬فوضع "عبد امحليد" يده عىل ر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بنىت ضاعت ‪ ..‬بنىت ضاعت‬
‫قال هل "معر" برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مضعتش ‪ ..‬هنالقهيا ‪" ..‬ايمسني" مضعتش هنالقهيا ‪ ..‬سلمية وكويسة‬
‫توجه "معر" اىل أأقرب مقعد وهتاكل عليه ‪ ..‬أأسد ر أأسه بيديه و أأغلق عينيه ىف أأمل ‪ ..‬اقرتبت منه امه‬
‫قائهل بشفقه ‪:‬‬
‫‪ -‬انت كويس اي "معر"‬
‫أأومأأ بر أأسه دون أأن يتحدث ‪ ..‬مسحت أأمه عىل شعره ‪ ..‬مث التفتت اىل "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاىل اي بنىت اراتىح فوق ‪ ..‬انىت هلكىت نفسك من العياط‬
‫قالت "رهيام" بوهن ‪:‬‬
‫‪ -‬أل شكرا اي طنء أأان هروح أأوضىت عشان لو "ايمسني" رجعت‬
‫قالت "كرميه" حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اي بنىت وربنا يطمننا علهيا ‪ ..‬لو ىف جديد بلغوان ولو ىف جديد هنبلغكوا ‪..‬‬
‫مث أأعطت "رهيام" رمق هاتفها و أأخذت رمق "رهيام"‬
‫غادرت "رهيام" مع "عبد امحليد" عائدان اىل غرفة "ايمسني" ينترروهنا‬

‫مث قامت وغادرت مع "عبد امحليد" اىل غرفهتام ‪ ..‬حلرات ووجد "معر" هاتفه يرن ‪ ..‬وجد ررما‬
‫غريب رد ليجد رجال يقول مجةل واحدة ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" عندى لو مشيت رحية البوليس ىف املوضوع هقتلها و أأبعتكل جثهتا هدية حلد عندك ‪..‬‬
‫استىن مىن تليفون بعد يومني‬
‫قال ذكل مث أأغلق وترك "معر" ىف حاةل من اخلوف والرعب والفزع ‪ ..‬واحلرية‬

‫البارت ‪54‬‬

‫قامت "رهيام" وغادرت مع "عبد امحليد" اىل غرفهتام ‪ ..‬وغادر " أأمين" و "كرم" للبحث مرة أأخرى ىف‬
‫املزرعة ‪ ..‬حلرات ووجد "معر" هاتفه يرن ‪ ..‬وجد ررما غريب رد ليجد رجال يقول مجةل واحدة ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" عندى لو مشيت رحية البوليس ىف املوضوع هقتلها و أأبعتكل جثهتا هدية حلد عندك ‪..‬‬
‫استىن مىن تليفون بعد يومني‬
‫قال ذكل مث أأغلق وترك "معر" ىف حاةل من اخلوف والرعب والفزع ‪ ..‬واحلرية‬
‫هب "معر" واقفا وحاول االتصال ابلرمق مرة أأخرى ‪ ..‬رد عليه رجل فقال هل "معر" عىل الفور ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مني؟‬
‫فقال هل الرجل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت الىل مني‬
‫انفعل عليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل انت مني ؟ ‪ ..‬ورمق مني ده ؟‬
‫صاح الرجل ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ما حترتم نفسك اي جدع انت بزتعق كده ليه ‪ ..‬موابيل حمطوط ىف املكتبة عندى الزابين بيتصلوا‬
‫منه‬
‫هد أأ "معر" قليال اث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مني الراجل الىل اتصل دلوقىت من املوابيل‬
‫صاح الرجل ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عارفكل أأهو واحد جه خد املوابيل يتصل أأقوهل هاتىل بتاقتك أأعرف انت مني ‪ ..‬حاجه غريبه‬
‫اي جدع‬
‫و أأغلق الهاتف ىف وجه "معر" ‪ ..‬قال هل وادله ‪:‬‬
‫‪ -‬خري اي ابىن‬
‫نرر "معر" اليه وهو مشتت الفكر قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬واحد اتصل بيا وقاىل ان "ايمسني" عنده ومبلغش البوليس ‪ ..‬وهيلكمىن كامن يومني‬
‫أأمكل "معر" بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬قاىل لو بلغت البوليس هيقتلها ويبعتىل جثهتا‬
‫شهقت "كرميه" وغطت مفها بيدها ‪ ..‬صاح "معر" ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ابن التييييييييييييييييت ‪ ..‬مني الىل يعمل حاجه زى كده ‪ ..‬وامشعىن "ايمسني" ‪ ..‬وعايز ايه مهنا‬
‫قال وادله ‪:‬‬
‫‪ -‬اهدى اي "معر"‬
‫التفت اىل وادله قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اهدى ازاى اي اباب بقوكل خطفوها وهددوىن يقتلوها‬
‫مث قال حبريه و أأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش فامه هو عايز مهنا ايه‬
‫قال وادله جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬هو مش عايز مهنا ىه ‪ ..‬هو عايز منك‬
‫التفت اليه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين ‪ ..‬مش فامه‬
‫‪ -‬يعين ايه اليل خيىل واحد خيطف بنت بس يطة زى "ايمسني" و أأصال مش من البدل دى ومتعرفش‬
‫حد هنا ‪ ..‬وكامن الىل خطفها يلكمك انت ‪ ..‬مش يلكم أأهلها ‪ ..‬اليل خطفها عارف كويس هو بيعمل‬
‫ايه وبيتعامل مع مني ‪ ..‬عارف ان أأهلها انس غالبه مش هيقدروا يدفعوا فديه عشان يرجعوها ‪..‬‬
‫لكن الراجل الىل بيحهبا غىن ويقدر يدفعلهم‬
‫قال "كرميه" حبريه ‪:‬‬
‫‪ -‬ومني الىل يعرف ان "معر" بيحب "ايمسني" أأو ان ىف حاجه بيهنم‬
‫قال "نور" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثق ان اليل معل كده حد برياقبنا كويس أأوى ‪ ..‬وعارف لك حاجه عننا ‪ ..‬يعين مش رضبة‬
‫حظ ‪ ..‬وادلليل اهنم اتصلوا ب "معر"‬
‫قال "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأان أأمعل ايه دلوقىت ‪ ..‬مش هقدر أأستىن يومني ‪ ..‬و"ايمسني" خمطوفه وحتت رمحهتم‬
‫سأأهل وادله ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز تبلغ البوليس‬
‫مسح "معر" بيده عىل شعره قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هقدر أأخاطر ‪ ..‬خايف يعملوا فهيا حاجه ‪ ..‬و الد التيييييييييييت دول‬
‫اقرتبت منه أأمه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هدى نفسك اي "معر"‬
‫أأخرج "معر" هاتفه واتصل اب ألس تاذ "شوىق" وقص عليه ما حدث ‪ ..‬نصحه ا ألس تاذ "شوىف"‬
‫بتنفيذ مطالهبم وعدم االتصال ابلرشطة خوفة من أأن يصيب "ايمسني" ا ألذى ‪ ..‬عاد "كرم" و " أأمين"‬
‫من اخلارج وصدموا عندما علموا بأأن "ايمسني" خمطوفة وبأأن خاطفها حتدث اىل "معر" وهدده بقتلها‬
‫مرت الليةل صعبة للغاية عىل "معر" ‪ ..‬اكن يشعر بأأمل غائر ىف قلبه ‪ ..‬أأمل متكن منه حىت اكد أأن خينقه‬
‫‪ ..‬مل يمن طيةل الليل ظل ساهرا عىل مقعد ىف مكتبه ‪ ..‬الح نور الصباح ‪ ..‬هنض وتوجه اىل حيث‬
‫ختتىل "ايمسني" بنفسها ‪ ..‬جلس عىل اجلذع اذلى جتلس عليه دامئا ‪ ..‬حتسسه بيده وهو ال يصدق‬
‫أأن حبيبته مفقودة ‪ ..‬ومعرضة للخطر ‪ ..‬وهو ال يس تطيع أأن يفعل شيئا ‪ ..‬سوى االنترار ‪ ..‬أأمغض‬
‫عينيه لتتساقء عربه مهنام ‪ ..‬عربه اختلطت برتاب املزرعة اذلى س بق واختلء بعربات "ايمسني" وىف‬
‫نفس املاكن ‪..‬‬

‫***********************‬

‫ابتت "ايمسني" ليلهتا عىل ا ألرض الباردة ‪ ..‬تبىك ‪ ..‬دون حىت أأن تس تطيع اخراج صوهتا بسبب مفها‬
‫املمكم ‪ ..‬ظلت تبىك حىت تعبت واهنارت ‪ ..‬ظلت تدعو رهبا بقلهبا بدعاء ذى النون " ال اهل الا أأنت‬
‫س بحانك اىن كنت من الراملني " ‪ ..‬ادلعاء اذلى أأنقذها من "مصطفى" عندما هتجم علهيا ىف مزنهلام‬
‫‪ ..‬ظلت تدعو وتس تغفر ‪ ..‬ودت فقء لو علمت ‪ ..‬من اذلى خطفها ‪ ..‬وملاذا خطفها ‪ ..‬وماذا ينوى‬
‫أأن يفعل هبا ‪ ..‬اكنت تشعر بأأهنم أأكرث من رجل ‪ ..‬اكنت تسمع اخلطوات حولها ‪ ..‬دون أأن يتحداث‬
‫أأماهما ‪ ..‬جفأأة مسعت صوت الباب يُفتح شعرت ابذلعر ‪ ..‬قامت لتجلس ىف ماكهنا ‪ ..‬اكنت لك‬
‫حواسها منتهبه ‪ ..‬وجدت من يقرتب مهنا ‪ ..‬رصخت رصخة مكتومة وحاولت أأن تبعد جسدها عن‬
‫يديه ‪ ..‬فك الرجل واثق الرابء عىل مفها ‪ ..‬حاولت أأن ترصخ فمكم مفها بيد واقرتب من أأذهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسعت صوتك اتىن متلوميش الا نفسك‬
‫اكنت لهجته ابردة مرعبة ‪ ..‬فامتثلت لالكمه ‪ ..‬خشت أأن يقتلها ‪ ..‬أأو يفعل ما هو أأسو أأ من القتل‬
‫قالت بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مني وعايز مىن ايه ؟‬
‫مسعته يضحك حضكة ساخرة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخافيش مش هنعمكل حاجه ‪ ..‬احنا بس مس تضيفينك عندان يومني حلد ما انخد فلوس نا‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬فلوس ايه ؟‬
‫مث فهمت ا ألمر ‪ ..‬انه خطف مقابل فديه ‪ ..‬فقالت ىف أأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو فاكر اىن واحدة غنية واقدر أأدفعكل فلوس بتقى غلطان ‪ ..‬و أأهىل كامن ميقدروش يدفعوا فلوس‬
‫عشان خيلصوىن‬
‫قال بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬عارف اي حلوة ‪ ..‬بس حبيب القلب معاه ويقدر يدفع‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيب القلب مني ؟‬
‫‪" -‬معر" ابشا "ا أللفى" ‪ ..‬مش برده هو حبيب القلب‬
‫امتقع وجه "ايمسني" ‪ ..‬اقرتب الرجل مهنا حىت اس تنشقت راحئه أأنفاسه اخلبيثه فالتصقت ابحلائء‬
‫أأكرث وبد أأت ىف الباكء ‪ ..‬قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش لو حبيبك مهتورش احنا كامن مش هنهتور‬
‫مه ابالنرصاف ‪..‬فأأوقفته قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت‬
‫قال بصوت خشن ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم‬
‫قالت "ايمسني" حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن لو مسحت ‪ ..‬يعين ‪ ...‬أأدخل امحلام‬
‫حضك بسخرية قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وماهل‬
‫أأمسكها من ذراعها ليوقفها مشت معها ‪..‬شعرت بأأنه يدخلها غرفة ىف داخل الغرفة الىت اكنت فهيا ‪..‬‬
‫مث قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫صاحت حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأتفضل ازاى يعين وايدي مربوطة ورجىل مربوطة وعيين مربوطة‬
‫حضك حضكة عايهل أأاثرت حنقها مث اقرتب وفك واثق يدهيا وعينهيا ‪ ..‬التفتت لتنرر اليه فوجدته‬
‫يضع قناعا عىل وهجه ‪ ..‬اذن فهو ليس هاو ‪ ..‬ويعرف جيدا ماذا يفعل ‪ ..‬وجدت نفسها ىف حامم‬
‫صغري لك شئ ملون ابللون الاسود ورماد ملقى عىل ا ألرض ‪ ..‬صاح الرجل ىف غلرة ‪:‬‬
‫‪ -‬يال خلصيين‬
‫التفت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اخرج ا ألول‬
‫خرج و أأغلق الباب ‪ ..‬تأأكدت "ايمسني" من الباب املغلق ‪ ..‬مث التفتت لتتفحص ما حولها ‪ ..‬لك شئ‬
‫حمرتق ‪ ..‬و أكن النار اندلعت ىف هذا املاكن من قبل ‪ ..‬ال يوجد شئ عىل اجلدران ‪ ..‬وال يوجد شئ‬
‫عىل ا ألرض سوى الرماد ‪ ..‬شعرت ابدلهشة ‪ ..‬ما هذا املاكن الغريب ‪ ..‬هل ىه قريبه من املزرعة ‪..‬‬
‫أأم يعيدة عهنا ‪ ..‬ماذا يفعل وادلها الن ‪ ..‬و "رهيام" ‪ ..‬ابلتأأكيد مه قلقون للغاية علهيا فقد ابتت ليلهتا‬
‫خارج املزنل وال يعلمون ماكهنا ‪ ..‬و "معر" ماذا يفعل الن ‪ ..‬هل يبحث عهنا ؟ ‪ ..‬هل يشعر‬
‫ابخلوف علهيا ؟ ‪ ..‬تهندت ىف حرسة ‪ ..‬انهتت من قضاء حاجهتا وحاولت فتح الباب ‪ ..‬دخل الرجل‬
‫ووقف خلفها ليعيد ربء يدهيا خلف ظهرها أألقت نررة عىل الغرفة الىت ابتت ليلهتا فهيا ‪ ..‬نفس‬
‫الشئ جدران حمرتقه ‪ ..‬رماد عىل ا ألرض ‪ ..‬رسير ودوالب حمرتق ‪ ..‬وال شئ أخر ىف الغرفة‬
‫انهتىى من ربء يدهيا خلف ظهرها و أأعاد العصبة عىل عينهيا مرة أأخرى ‪ ..‬ودفعها ‪ ..‬حاولت قدر‬
‫االماكن تالىش الاحتاكك به ‪ ..‬أأمسك بذراعها وأأجلسها ىف نفس املاكن اذلى ابتت فيه ليلهتا ‪..‬‬
‫خرج من املاكن ودخل اىل الس يارة الىت جيلس فهيا "مصطفى" ‪ ..‬فنرر هل "مصطفى" بشك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتأأخرت كده ليه‬
‫نرر اليه "بسطوييس" ضاحاك مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفش ملكتش التورتة لوحدى‬
‫مث انفجر ىف الضحك مرة أأخرى ‪ ..‬قال هل "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصال ىه مهتمنيش ىف حاجه ‪ ..‬بس مش عايز مشالك أأان عايز الفلوس مش أأكرت من كده‬
‫قال هل "بسطوييس" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش غيب اي هندسة ‪ ..‬حاجة زى كدة تسيب دليل و أأان أأحب الشغل عىل نضافه ‪ ..‬يعين ما‬
‫أأسبش أأى دليل ورااي ‪ ..‬فامه‬
‫أأومأأ "مصطفى" بر أأسه وقال حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬اكن الزم تقوهل يومني ‪ ..‬كنا طلبنا الفلوس دلوقىت وخلصنا‬
‫قال "بسطوييس" شارحا ‪:‬‬
‫‪ -‬خليه يس توى عىل الخر ‪ ..‬اليومني دول هيجننوه ويشعللوه ‪ ..‬ده لو هيا فعال هتمه زى ما قولتىل‬
‫قال "مصطفى" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة هتمه ‪ ..‬ده خباها مىن حلد ما تطلق ‪ ..‬يبأأه أأكيد هتمه‬
‫‪ -‬قشطة اي معمل‬
‫مث أأخرج لفتني من جيبه و أأعطى احداها ل "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خد بأأه ارضب دى وادعيىل‬
‫صاح "مصطفى" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا خيربيتك حشيش‬
‫لمكه "بسطوييس" ىف كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خد ومتبقاش خرع ‪ ..‬خىل قلبك ميت ‪ ..‬وبعدين احلشيش ده مش خمدرات‬
‫‪ -‬اي سالم أأمال ايه‬
‫‪ -‬ده أأعشااااب ‪ ..‬أأعشاب طبيعيه ‪ ..‬زى العالج الطبيعي كده‬
‫قال "مصطفى" بسخريه ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا انت دماغك لسعه ‪ ..‬وشلكك هتودينا ىف س تني داهية ‪ ..‬ايه عالقة اخملدرات اب ألعشاب‬
‫ابلعالج الطبيعي ‪ ..‬التالته ملهمش عالقة ببعض‬
‫قال "بسطوييس" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬ده انت حصيح راجل تقل املزاج‬
‫فتح ابب الس يارة فسأأهل "مصطفى"قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬راحي فني‬
‫‪ -‬هروح أأرشهبا ىف ماكن اتىن بدل الكمك الىل يقلب ادلماغ ده‬
‫مىش أأمامه فزفر "مصطفى" بضيق قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل أخر الزمن أأتعامل مع ا ألشاكل التيييييييييييت دى‬

‫***************************‬

‫مر اليومني عىل امجليع بشلك صعب للغاية ‪ ..‬اكنت "رهيام" ال تتوقف عن الباكء ‪ ..‬أأما "عبد امحليد"‬
‫فاكن ميىض وقته ىف الصالة وادلعاء وعيناه تترضع اىل هللا عز وجل بأأن حيفظ هل ابنته ويردها اليه‬
‫سامله ‪ ..‬أأما "معر" فاكن حاهل يرىث لها ‪ ..‬اكن ينام ىف ماكنه ليستيقظ فزعا من أأقل صوت مناداي‬
‫اايها ‪ ..‬ظلت الكوابيس تراوه لكام أأمغض عيناه ‪ ..‬اكد أأن جين ‪ ..‬مل يرتك شربا الا وحبث فيه عهنا ‪..‬‬
‫نزل اىل املنصورة و أأمىض الساعات ىف البحث عن "ايمسني" ىف شوارعها ‪ ..‬دون جدوى ‪ ..‬اكن يعمل‬
‫أأن ما يفعهل لن يمثر عن شئ ‪ ..‬فالبد أأن خمتطفهيا خيفوهنا ىف ماكن مغلق ‪ ..‬لكنه مل يس تطع أأن‬
‫جيلش هكذا مكتف اليدين ‪ ..‬شعر ابلشوق واحلنني الهيا ‪ ..‬افتقد حبيبته القريبة البعيدة ‪ ..‬ها هو ال‬
‫يعرف ماكهنا ‪ ..‬ال يعرفه ما يفعهل هذا الرجل هبا ‪ ..‬هل أأذاها ‪ ..‬هل حلق هبا سوء ‪ ..‬اكد أأن جين‬
‫ويفقد عقهل من كرثة التفكري ‪ ..‬وىف املساء اكن امجليع جالس ىف مزنل "معر" و أكن عىل رؤسهم الطري‬
‫‪ ..‬ىف انترار اتصال ذكل الرجل ‪ ..‬رن هاتف "معر" قفز "عبد امحليد" من ماكنه ووضعت "رهيام"‬
‫يدها عىل قلهبا ىف خوف ‪ ..‬تعلقت أأعني امجليع بـ "معر" اذلى رد قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫قال الصوت ‪:‬‬
‫‪ 5 -‬مليون جنيه حتطهم ىف ‪ 5‬ش نء هاند ابج ‪ ..‬لك ش نطه فهيا مليون جنيه ‪ ..‬وهتصل بيك بكرة‬
‫الصبح أأقوكل عىل ماكن التسلمي‬
‫قال "معر" قبل أأن يغلق الرجل اخلء ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز أأتلكم مع "ايمسني"‬
‫مصت الرجل قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬دقيقة وهتصل اتىن‬
‫أأغلق "بسطوييس" وتوجه اىل "ايمسني" شعرت ابخلوف القرتابه مهنا فك واثق مفها ‪ ..‬مث اتصل بـ‬
‫"معر" ووضع الهاتف عىل أأذن "ايمسني" ‪ ..‬قال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو‬
‫عرفته "ايمسني" ‪ ..‬فأأهجشت ىف الباكء ‪ ..‬صاح "معر" بلوعه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫صاح "عبدامحليد" ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" بنىت‬
‫قال "معر" بلهفة ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ردى عليا ‪ ..‬انىت كويسة ؟‬
‫قالت من بني شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خايفة‬
‫حسب "بسطوييس" الهاتف و أأعاد تمكمي مفها ‪ ..‬ظل "معر" يردد ‪:‬‬
‫‪ -‬أألو ‪" ..‬ايمسني" ‪ ..‬ردى عليا ‪ ..‬أألو‬
‫خرج "بسطوييس" و أأغلق الباب وقال ل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬مسعهتا ؟‬
‫صاح "معر" بصوت هادر و أكن حبرغاضب اثئر ‪:‬‬
‫‪ -‬لو ملس هتا هقتكل و أأرشب من دمك‬
‫قال "بسطوييس" بغلرة ‪:‬‬
‫‪ -‬نفذ الىل أأان بقوكل عليه و أأان أأرجعهاكل صاغ سلمي ‪ ..‬أأدامك حلد بكرة تكون هجزت الفلوس ‪..‬‬
‫واستىن اتصال مىن‬
‫قال ذكل مث حطم الهاتف حتت قدميه و أأخرج الرشحيه وحطمها ىه ا ألخرى‬

‫***************************‬

‫تعلقت أأعني امجليع بـ "معر" اذلى قال بصوت مرجتف ‪:‬‬


‫‪ -‬لكمتىن ‪ ..‬قالىت اهنا خايفه‬
‫صاح "عبد امحليد" ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا ينتقم مهنم ‪ ..‬حس يب هللا ونعم الوكيل‬
‫قالت "كرميه" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬وقالوكل عايزين ايه اي "معر"‬
‫قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ 5 -‬مليون‬
‫أأهجشت "رهيام" ىف الباكء فهىى تعمل جيدا أأن وادلها ال يس تطيع تأأمني أألف واحد من هذا املبلغ‬
‫نرر الهيا "كرم" واقرتب مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متعيطيش اي "رهيام" ‪ ..‬ان شاء هللا هرتجع‬
‫قال هل وادله ‪:‬‬
‫‪ -‬وهتعمل ايه لوقىت ؟‬
‫نرر اليه "معر" جبديه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هدفعهم طبعا ‪..‬حىت لو طلب أأكرت من كده اان مس تعد ادفعهم‬
‫أأقبل "عبد امحليد" عليه وهو يبىك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الهىى ربنا يكرمك اي ابىن وما يوقعك ىف ضيقه أأبدا‬
‫ربت "معر" عىل كتفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش اي مع "عبد امحليد" ‪ ..‬ان شاء هللا "ايمسني" هرتجع سلمية‬
‫مث خرج مرسعا وهو يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم أأرتب املبلغ و أأهجزه ‪ ..‬النه هيتصل بيا بكرة عشان يقوىل ماكن التسلمي‬

‫*******************************‬
‫يتبع‬

‫اكن "مصطفى" جيلس واجام داخل الس يارة ‪ ..‬دخل "بسطوييس" وجلس جبواره ‪ ..‬وقال اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماكل اي هندسه ‪ ..‬خايف وال ايه‬
‫قال "مصطفى" برشود ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش كده ‪ ..‬بس بفكر‬
‫‪ -‬ىف ايه ؟‬
‫التفت اىل "بسطوييس" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الراجل مس تعد يدفع ‪ 5‬مليون عشان خاطر البنت الىل أأعده جوه دى‬
‫‪ -‬مش فامه‬
‫قال "مصطفى" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ده واحد قدامه نسوان أأشاكل و أألوان ‪ ..‬والبت دى مفهياش أأى حاجه ممزية ‪ ..‬بت عادية زى‬
‫أأى واحدة ‪ ..‬ايه الىل خيليه يدفع فهيا مبلغ زى ده‬
‫ابتسم خبرسيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬البت مش وحشة برده ‪ ..‬وبعدين لك واحد ومزاجه‬
‫‪ -‬أأان ما قولتش وحشة ‪ ..‬قولت عاديه ‪ ..‬يعين ميدفعش فهيا مبلغ زى ده ‪ ..‬ده لو جوزها كنا قولنا‬
‫ماىش ‪ ..‬لكن ده واحد مبريبطهوش بهيا أأى حاجه‬
‫قال "بسطوييس" مبزاح ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكه كده واقع لشوش ته‬
‫هتف "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو ده الىل أأان مس تغربهل ‪ ..‬ايه الىل جعبه فهيا‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬بنت التيييييييييييت اكنت عامةل نفسها اخلارضة الرشيفة ‪ ..‬و أأىه دلوقىت عايشة مع الراجل ده ىف‬
‫احلرام‬
‫صاح "بسطوييس" ‪:‬‬
‫‪ -‬اي ابىن النسوان لكهم تيييييييييييت وعايزين تيييييييييييييت و تيييييييييييييييييت و‬
‫تيييييييييييييييييت‬
‫حضك "مصطفى" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا معاك حق اي "بسطوييس" ‪ ..‬تصدق انت راجل بتفهم‬
‫حضك "بسطوييس" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش قولتكل مش ابلشهادات اي هندسه ‪ ..‬بده‬
‫و أأشار اىل عقهل‬
‫مصت "مصطفى" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب مش هنأألكها ‪ ..‬من ساعة ما جت هنا واحنا مديهناش أأى أألك وال حىت مايه‬
‫قال "بسطوييس" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه قلبك رق ‪ ..‬حمدش بميوت من اجلوع اي هندسه ‪ ..‬وبعدين كده أأحسن زماهنا دلوقىت همبطه‬
‫ومش قادرة حىت تتحرك من ماكهنا بدل ما تتعاىف علينا ونضطر لك شوية خندرها ‪ ..‬وبعدين اهو‬
‫لكها يوم وترجع اتىن ألهلها‬

‫هجز "معر" املبلغ املطلوب ابملواصفات املطلوبة ‪ ..‬اكنت هذه ىه الليةل الثالثه الىت تناهما "ايمسني"‬
‫عند هذا الرجل ‪ ..‬اكن عقل "معر" يعمل دون توقف ‪ ..‬اكن قلبه حيرتق أأملا ‪ ..‬وخوفا ‪ ..‬ولوعة ‪..‬‬
‫حبيبة ىف قبضة هذا اجملرم ‪ ..‬تذكر صوهتا وىه تبىك قائهل ( أأان خايفة) ‪ ..‬شعر بغضب رهيب بداخهل‬
‫‪ ..‬شعر بأأنه اكلعاجز ال يس تطيع أأن يأأخذها بني ذراعيه ويطمأأهنا ‪ ..‬ال يس تطيع أأن يبث ا ألمل فهيا‬
‫عنك همام حدث ‪ ..‬ظلت تراوده أأفاكرا كثريه سوداء ‪..‬‬ ‫ويقول ‪ ..‬ال ختاىف حبيبىت اان هنا ولن أأختىل ِ‬
‫شعر بأأنه جالس عىل مجر من انر ‪ ..‬وبداخةل محم براكنيه حترق روحه وتعذهبا ‪ ..‬اكن يمتىن شئ واحد‬
‫‪ ..‬أأن يراها الن ويأأخذها بني ذراعيه وال يرتكها أأبدا ‪ ..‬همام طلبت منه أأن يرتكها ‪ ..‬لن يرتكها أأبدا ‪..‬‬
‫أأيقن الن أأنه لن يس تطيع العيش دوهنا ‪ ..‬ىح حبه ا ألول وا ألخري ‪ ..‬ىه امر أأة أأحالمه ‪ ..‬ىه الىت‬
‫يمتىن أأن يعيش معها حارضه ومس تقبهل ‪ ..‬ما ان يراها حىت يدخلها جسنه ‪ ..‬السجن اذلى صنع‬
‫قضبانه من ضلوعه ‪ ..‬ولن خيرهجا منه أأبدا ‪ ..‬س ترل حبيسه قلبه ‪ ..‬س يعلمها كيف حتبه ‪ ..‬وهتواه ‪..‬‬
‫وتعشقه كام يعشقها ‪ ..‬س يجعلها تدمنه كام أأدمهنا ‪.‬‬

‫حانت اللحرة احلامسة ‪ ..‬اتصل الرجل ب "معر" قائال ‪:‬‬


‫‪ -‬هتيجي لوحدك بعربيتك ومعاك ال ‪ 5‬ش نء ‪ ..‬وتقف ىف املاكن الىل هقوكل عليه ‪ ..‬الساعة ‪8‬‬
‫ابلليل ‪ ..‬تيجي لوحدك ‪ ..‬ولو لقينا حد معاك انت عارف الىل ممكن نعمهل فيك وفهيا‬
‫أأعطاه عنوان ملنطقة شديدة الزحام ىف املنصورة ‪ ..‬و أأغلق الهاتف مث حطمه اكلعادة ‪ ..‬و أأخرج من‬
‫جيبه صورة ل "معر" مقصوصة من أأحد اجملالت وظل يتأأمل فهيا ويطبع وهجه ىف ذاكرته‬

‫ىف ساعة الصفر توجه "معر" اىل س يارته ‪ ..‬وجد "كرم" و" أأمين" يلحقان به فهتف هبام ‪:‬‬
‫‪ -‬خليكوا عندكوا ‪ ..‬قاىل أأروح لوحدى‬
‫صاح " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي "معر" نضمن منني انه مايعملش فيك حاجه‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتلكوا هروح لوحدى ‪ ..‬مش هخاطر انه يعمل حاجه ىف "ايمسني"‬
‫ركب الس يارة ووضع احلقائب ىف اخللف وانطلق ىف طريقه ‪ ..‬اتفت "كرم" اىل " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اركب برسعة‬
‫ركبا س يارة "كرم" اذلى انطلق خلف س يارة "معر" ‪ ..‬قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬جمنون لو فكر اننا ممكن نسيبه يروح لوحده‬
‫قال " أأمين" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬بس أأان خايف اجملرم ده ايخد ابهل‬
‫هتفت "كرم" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصال الغيب ده اختار منطقة زمحة جدا يعين لو ىف مليون عربية ورا "معر" هو مش هياخد ابهل‬
‫اهنم تبعه‬
‫حافظ "كرم" عىل مسافة بينه وبني "معر" حىت ال ينتبه هل ‪ ..‬وصل "معر" اىل املاكن ‪ ..‬وجد ماكن‬
‫صغري فركن به و انترر ‪ ..‬وجفأأة وجدت من يركب جبوار وهو يضع قناعا عىل وهجه وايمره بأأن يدخل‬
‫ىف شارع ضيق ‪ ..‬امتثل "معر" ألوامره ودخل الشارع ‪ ..‬أأمره الرجل ابلزنول ‪ ..‬نزل "معر" من‬
‫الس يارة ‪ ..‬حرك "بسطوييس" لس يارة ووضعها بعرض الشارع مث محل احلقائب الثالث برسعة ودفع‬
‫"معر" اىل احدى ادلراجات النارية وارتدى اخلوذة فوق القناع وانطلق ىف طريقه ‪ ..‬دخل "كرم"‬
‫الشارع ليجد س يارة "معر" موضوعة ابلعرض وتسد الطريق فصال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ابن التييييييييييييييت‬
‫قال " أأمين" بضيق شديد ‪:‬‬
‫‪ -‬واحض انه واحد عارف هو بيعمل ايه ابلربء‬
‫طلب "بسطوييس" من "معر" هاتفته فأأعطاه اايه فأألقاه "بسطوييس" وهو يسري ابدلراجة النارية‬
‫برسعة واحرتاف بني الس يارات‬
‫وصلوا اىل منطقة همجورة فأأوقف "بسطوييس" ادلراجة والتفت اىل معر ووضع عصبه عىل عينيه‬
‫وأألبسه خوذة أأخرى ‪ ..‬مث انطلق ىف طريقه ‪ ..‬اكن "معر" مغمض العينني ال يدرى اىل أأين يأأخذه‬
‫هذا الرجل ‪ ..‬لكنه متأأكد من شئ واحد ‪ ..‬أأنه ذاهب الن حيث توجد "ايمسني" ‪ ..‬وال شئ يريده‬
‫غري ذكل ‪..‬‬

‫اكنت "ايمسني" جالسه ىف ماكهنا تدعو رهبا أأن ينقذها مما ىه فيه ‪ ..‬مسعت صوت الباب يُفتح‬
‫ويُغلق ‪ ..‬مسعت وقع أأقدام تقرتب مهنا ‪ ..‬شعرت ابخلوف ‪ ..‬التصقت أأكرث ابحلائء خلفها ‪ ..‬شعرت‬
‫بشخص يقرتب مهنا بشدة ‪ ..‬حاولت ابعاد وهجها عنه ‪ ..‬وجدته يتحسس ذراعها فأأهجشت ىف الباكء‬
‫والرصاخ املكتوم بسبب مفها املمكم ‪ ..‬ظلت ترصخ وترصخ ‪ ..‬وهو حياول الاقرتاب مهنا أأكرث وتلمس‬
‫جسدها ‪ ..‬دفعته بقدهما بقوة فرصخ قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بنت التييييييييييت‬
‫توقفت "ايمسني" عن الرصاخ وعن احلركة‬
‫هذا الصوت ‪ ..‬اهنا تعرفه جيدا ‪ ..‬تعرفه متام املعرفة ‪ ..‬وقف "مصطفى" و أأخذ ينرر الهيا ‪ ..‬تبا لقد‬
‫عرفته ‪ ..‬ابلتأأكيد عرفته ‪ ..‬شعر ابلتوتر ‪ ..‬واالضطراب ‪ ..‬مل يدرى ماذا يفعل ‪ ..‬حرر مفها ‪ ..‬اكنت‬
‫صامته ‪ ..‬مث صاحت بصوت متقطع مبحوح من كرثة الباكء ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى"‬
‫تبا ذلكل ‪ ..‬ماذا يفعل الن ‪ ..‬عرفت من يكون ‪ ..‬ابلتأأكيد ستبلغ الرشطة عنه ‪ ..‬لن يرتكوه ‪..‬‬
‫س ميسكون به ‪ ..‬س يدخل السجن ‪ ..‬س يضيع مس تقبهل ‪ ..‬مسع صوت ادلراجة النارية ابخلارج ‪..‬‬
‫فأأرسع يغارد املاكن ويغلق الباب ‪ ..‬وصل "بسطوييس" مع "معر" عىل ادلراحة النارية ‪ ..‬أأشار هل‬
‫"مصطفى" بأأنه يريد أأن يتحدث معه ‪ ..‬أأخذ "بسطوييس" ‪ ..‬ىف تقييد يدا "معر" وقدماه ‪ ..‬وقال هل‬
‫بصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬لو معلت أأى حركة هنقتكل انت واملزه بتاعتك‬
‫فتح "بسطوييس" الباب ليدخهل ىف املاكن املوجود به "ايمسني" ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابخلوف من‬
‫أأصوات ا ألقدام حولها ‪ ..‬انزوت ىف ماكهنا أأكرث ‪ ..‬قام "بسطوييس" بتقييد "معر" بسلسةل وربطه‬
‫حبلقه موضوعه عىل ا ألرض مث تركه وانرصف‬
‫اكان الكهام معصوب العينني ‪ ..‬مسع "معر" صوت شهقات باكهئا فصاح قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫مسعت "ايمسني" صوته ‪ ..‬فتوقفت عن الباكء ‪ ..‬صاح "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪" ..‬ايمسني" ردى عليا‬
‫اكنت "ايمسني" ممكمه الفم مل تس تطع الرد عليه اال ابلباكء ‪ ..‬ازداد صوت باكهئا‬
‫شعر و أكن روحه رودت اليه مرة أأخرى ‪ ..‬ألنه أأصبح قريبا مهنا ‪ ..‬خفق قلبه بشدة ‪ ..‬حاول التحرك‬
‫ىف اجتاه صوهتا لكن السلسةل قيدته اىل ا ألرض ‪ ..‬فقال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت كويسه ‪ ..‬معل فييك حاجه ؟‬
‫أأهجشت "ايمسني" ىف الباكء ‪ ..‬فشعر و أكن صوت باكهئا هو طعان توجه اىل قلبه امللكوم ‪ ..‬أأعاد‬
‫سؤاهل مرة أأخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬ابهلل علييك طمنيىن ‪ ..‬معل فييك حاجه ؟‬
‫اس مترت ىف باكهئا ‪ ..‬اكنت مفزوعة خائفة ‪ ..‬خشت أأن يعاود "مصطفى" الكره ‪ ..‬مل تس تطع أأن ختربه‬
‫بأأهنا مكمكه الفم ‪ ..‬وهو ال يس تطيع أأن يراها‬
‫ىف اخلارج اكان الرجلني قد دخال ىف جشار حايم ‪ ..‬قال "بسطوييس" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬انت أأصال تيييييييييييييت ‪ ..‬قولتكل متخلهياش تعرفك ‪ ..‬ال تشوفك وال تسمع صوتك ‪ ..‬أأمعل‬
‫فيك ايه دلوقىت‬
‫قال "مصطفى" وقد أأصابه خوف شديد ‪:‬‬
‫‪ -‬واحلل دلوقىت اي "بسطوييس" ‪ ..‬أأمعل ايه ‪ ..‬أأكيد هتبلغ عىن‬
‫‪ -‬أأان أأصال مليش شغل مع العامل التييييييييييييت الىل زيك‬
‫صاح "مصطفى" وقد نفذ صربه ‪:‬‬
‫‪ -‬هتفضل تش مت كده كتري ‪ ..‬قوىل عىل حل‬
‫مصت "بسطوييس" قليال و أأخذ يفكر مث قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش الا حل واحد‬
‫قال "مصطفى" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه هو ؟‬
‫‪ -‬البت دى الزام خنلص علهيا‬
‫ساد الصمت حلرات ‪ ..‬مث قال "مصطفى" ‪:‬‬
‫‪-‬ايه ‪ ..‬يعين ايه ‪ ..‬نقتلها‬
‫قال بقسوة‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش حل اتىن ‪ ..‬ىه خالص عرفتك وهتبلغ عنك ‪ ..‬ولو بلغت عنك ورجكل جت ىف املوضوع‬
‫أأان كامن رجىل هتيجى ىف املوضوع ‪ ..‬ألنك راجل تييييييييت ومع أأول قمل هتعرتف ‪ ..‬يعين مفيش‬
‫أأداىم الا حل من اتنني ‪ ..‬اي أأقتكل اي أأقتلها‬
‫بلع "مصطفى" ريقه بصعوبة ‪ ..‬فصاح "بسطوييس" ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ‪ ..‬قولت ايه ؟ ‪ ..‬أأقتكل وال أأقتلها ؟‬
‫نرر ايهل "مصطفى" وقد أأسقء ما بيده ‪ ..‬فبالتأأكيد هو لن يضحى بنفسه من أأجل "ايمسني"‬
‫دخل "بسطوييس" وجذب "ايمسني" اذلى تعالت رصخاهتا املكتومة فرصخ "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬انت بتعمل ؟ ‪ ..‬سيهبا متلمسهاش‬
‫قال هل "بسطوييس" ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش بأأه اي هندسة اكن نفيس أأمسلهاكل سلمية ‪ ..‬بس الرروف حمكت‬
‫مث قال لـ "ايمسني" الىت حاولت الافالت من قبضته ‪:‬‬
‫‪-‬ال خلييك حلوة عشان مزعلش منك‬
‫خرج وهو يدفعها بيده ‪ ..‬و"معر" يصيح ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا لقتكل و أأرشب من دمك لو معلت فهيا حاجه ‪ ..‬مسعىن ‪" ..‬ايمسني" ‪" ..‬ايمسني"‬
‫سار الرجالن معها يدفعها "بسطوييس" بيده ‪ ..‬ساروا بني ا ألجشار والزرع ال خيرتق سكون الليل‬
‫الا صوت شهقات "ايمسني" ‪ ..‬ظلت تردد الشهادتني بقلهبا وىه تعمل أأن املوت قادم ال حماهل ‪..‬‬
‫ظلت تس تغفر وتدعو رهبا أأال تتأأمل ‪ ..‬ظلت تفكر ىف املوت ‪ ..‬كيف ستشعر به بعد حلرات ‪ ..‬كيف‬
‫تفارق روهحا جسدها ‪ ..‬هل ستتأأمل ‪ ..‬هل س ترصخ ‪ ..‬هل س تقوى عىل الرصاخ ‪ ..‬أأين س يكون‬
‫مصريها بعد املوت ‪ ..‬اجلنة أأم النار ‪ ..‬ظلت تسرتجع رشيء ذكرايهتا ‪ ..‬و أأعاملها ‪ ..‬و أأخطاهئا ‪ ..‬متنت‬
‫العودة للوراء ‪ ..‬الصالح تكل ا ألخطاء ‪ ..‬لكن ‪ ..‬الوقت أأزف ‪ ..‬وال عودة اىل الوراء ‪ ..‬بعد دقائق‬
‫‪ ..‬ورمبا حلرات ‪ ..‬س تلقى رهبا وتقف بني يديه ‪ ..‬اكن مرعوبة خائفه ‪ ..‬تُرى س يف س تكون مضة‬
‫قربها الىت لن ينجو مهنا أأحد ‪ ..‬هل س تكون مضة حانية كضمة ا ألم لوليدها ‪ ..‬أأم مضه هتشم معها‬
‫جسدها وختتلء فهيا عراهما ‪ ..‬شعرت ابخلوف ‪ ..‬بل ابلرعب ‪ ..‬بل ابلفزع ‪ ..‬ما مصري "معر" ‪..‬‬
‫هل س يلقى نفس مصريها ‪ ..‬هل س يقتلوه مثلها ‪ ..‬خافت عليه ‪ ..‬أأين س يكون مصريه ‪ ..‬جنة أأم انر‬
‫‪ ..‬اىل أأن س توصهل أأعامهل ‪ ..‬اكنت خائفه عليه ‪ ..‬وعىل نفسهــا ‪.‬‬

‫حاول "معر" حترير نفسه ‪ ..‬اكدت يده أأن تمتزق ‪ ..‬بل متزق رسغه ابلفعل وسال دمه ‪ ..‬اكن جياهد‬
‫ليخرج يده من قيدها ‪ ..‬لينقذ "ايمسني" ‪ ..‬حبيبته ‪ ..‬ونور عينه ‪..‬اس تطاع حترير يده وادلماء تزنف‬
‫مهنا ‪ ..‬أأزاح عصبة عينه ‪ ..‬و أأخذ حياول حترير قدمه اكنت السلسةل مثبته حبلقة اىل ا ألرض ‪ ..‬لن‬
‫يس تطع نزعها ‪ ..‬نرر حوهل ‪ ..‬ال يوجد شئ ‪ ..‬الا الرماد ‪ ..‬ما هذا ‪ ..‬هذا املاكن ‪ ..‬انه يتذكره جيدا‬
‫‪ ..‬هذا املزنل القدمي احملرتق ‪ ..‬هذا املاكن ‪ ..‬دخهل من قبل ‪ ..‬يعرفه ‪ ..‬تكل الغرفة الصغرية ‪ ..‬هذا‬
‫الفراش احملرتق ‪ ..‬نعم انه يعرفه ‪ ..‬نعم هو نفسه ‪ ..‬أأرسع و أأخرج هاتفا صغريا اكن قد أأخفاه ىف حذائه‬
‫‪ ..‬فتحه واتصل بـ "كرم" قائال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "كرم" أأان "معر"‬
‫‪" -‬معر" انت فني وايه الىل حصل‬
‫قال "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬امسعىن كويس ‪ ..‬أأان ىف ماكن مجب املزرعة هوصفكل توصهل ازاى ‪ ..‬اطلب البوليس وتعالىل عىل‬
‫هناك برسعة‬
‫أأعطاه "معر" وصف املاكن ‪ ..‬ومن حسن حره أأن "كرم" و " أأمين" اكان قد عادا اىل املزرعة بعدما‬
‫فقداه ىف املنصورة ‪ ..‬ما ىه الا دقائق ‪ ..‬ودخل "كرم" البيت احملرتق ‪ ..‬اس تطاع االثنان حترير‬
‫"معر" اذلى قال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬اطلبوا البوليس برسعة ‪ ..‬ولك واحد فيكوا يدور ىف هجه ‪ ..‬الراجل الىل خطف "ايمسني" خدها‬
‫عشان يقتلها‬
‫انطلق "معر" ىف اجتاه ا ألجشار واذلى ظن أأنه الاجتاه اذلى ذهب فيه الرجالن حيث ا ألرض‬
‫الشاسعة الىت ختلو من البرش ىف مثل هذا الوقت ‪ ..‬ظل يرقض وينادى بعلو صوته ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ " ..‬ايمسني"‬
‫نرر ليجد عىل بعد أأمتار وحتت ضوء القمر رجلني أأحدهام يقوم ابحلفر ىف ا ألرض والخر يقف جبوار‬
‫فتاة مهنارة عىل ا ألرض ‪ ..‬شعر بقلبه هيوى ‪ ..‬أأخذ يلف ويدور ىف املاكن حىت أأمسك شيئا حادا ‪..‬‬
‫وتوجه اىل حيث الرجل اذلى يقف جبوار "ايمسني" وجده يوجه الهيا مسدسا صغريا ‪ ..‬التف حوهل‬
‫ببءء وحاول أأن يلفت انتباهه ‪ ..‬وساعده عىل ذكل ا ألجشار الىت حتيء ابملاكن ‪ ..‬وجفأأة هوى مبا‬
‫ميسك بيده عىل ر أأسه لتنفجر ادلماء من ر أأس "بسطوييس" ويسقء أأرضا ‪ ..‬رصخت "ايمسني"‬
‫وىه ترى دماء الرجل املهنار جبوارها ‪ ..‬أأرسع " معر" و أأمسك املسدس اذلى سقء من الرجل عىل‬
‫ا ألرض واقرتب من "ايمسني" الىت هنضت مرسعة ووقف أأماهما وصوب املسدس اىل الرجلني ‪ ..‬اكن‬
‫"معر" جيهل طريقة اس تخدام املسدس ‪ ..‬ذلكل مل يس تطع اطالق النار ‪ ..‬لكنه وقف همددا اايمه‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪-‬الىل هيقرب مىن أأو مهنا مهوته‬
‫ُمسعت صوت رسينة س يارات الرشطة قريبة من املاكن ‪ ..‬شعر "مصطفى" ابلفزع وقد أأيقن هالكه‬
‫‪ ..‬لكن "بسطوييس" اجلالس عىل ا ألرض قلب املوازين عندما أأمسك جفأأة جحرا و أألقى به ىف اجتاه‬
‫"معر" ‪..‬فأأصابه ىف ذراعه الىت حتمل املسدس ‪ ..‬تأأوى "معر" من ا ألمل ‪ ..‬وصاحت "ايمسني" بلوعه ‪:‬‬
‫‪ -‬معررررررررررر‬
‫أأرسع الرجلني ابلهرب من بني ا ألجشار ‪ ..‬جيراين خوفا من حلاق الرشطة هبام ‪ ..‬مل تس تطع "ايمسني"‬
‫حتمل باكء وعذاب وارهاق الثالث أأايم ‪ ..‬فهوت جالسه عىل ا ألرض تستند اىل خصره ‪ ..‬اكن "معر"‬
‫حائرا أأجيرى خلف الرجلني أأم يبقى معها ‪ ..‬قرر البقاء معها ‪..‬نرر اىل مالبسها املمزقة ‪ ..‬مل تعد جتد‬
‫ىف نفسها القدرة عىل الباكء ‪ ..‬اكنت تشعر االهنيار التام ‪ ..‬اقرتب مهنا وعالمات ا ألمل عىل وهجه ‪..‬‬
‫جثا جبوارها ونرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬انىت كويسة‬
‫مل جتيبه أأغلقت عيهنا وىه تس ند بر أأسها اىل الصخرة ‪ ..‬مل جتد ىف نفسها القدرة عىل الالكم‬
‫ت أل ألت العربات ىف عني "معر" ومسح بيده عىل شعرها ‪ ..‬فتحت عينيهنا التفتت اليه حتاول ابعاد‬
‫ر أأسها ىف ضعف ‪ ..‬مسح بأأصابعه عىل وجنهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت انىت كويسه ‪ ..‬حد فهيم معكل حاجه‬
‫نررت اليه لتتأأمل تكل اللهفة عىل وهجه ملعرفة ما أأصاهبا ‪ ..‬حركت ر أأسها مرة أأخرى البعاد وهجها عن‬
‫أأصابعه ‪ ..‬اقرتب بوهجه مهنا ومسح عىل شعرها ‪ ..‬قائال بأأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت ردى عليا ‪" ..‬ايمسني" حد فهيم معكل حاجه‬
‫هزت ر أأسها نفيا ‪..‬مفا اكن منه اال أأن هوى بشفتيه عىل جبيهنا وقبلها قلبه بث فهيا لك خوفه وهلعه‬
‫واشتياقه وخوفه ولهفته طيةل ا ألايم املاضية ‪ ..‬اكنت تشعر بوهن ىف جسدها لكه ‪ ..‬حاولت أأن تبتعد‬
‫عنه ‪ ..‬فنرر الهيا حبنان وعيناه حتتواين عينيهنا ‪ ..‬وقال بدفء ‪:‬‬
‫‪ -‬عارف انك عزياىن أأبعد ‪ ..‬بس أأان مش قادر أأبعد‬
‫مث أأخذها بني ذراعيه ‪ ..‬يضمها اىل صدره ىف قوه ممزوجه ابحلنان ‪..‬لف ذراعيه حولها ودفن وهجه ىف‬
‫شعرها يس تنشق عبريه ‪ ..‬حاولت دفعه عهنا ‪ ..‬لكهنا اكنت الريشه الىت حتاول ازاحة جبل من ماكنه‬
‫‪ ..‬قال لها بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش تيىن أأوى ‪ ..‬كنت مهوت من خوىف علييك‬
‫حلرات ومسع صوت "كرم" أىت ىف اجتاههام ‪ ..‬قام "معر" من فوره ‪ ..‬وأأرسع ليالقيه قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" خليك ماكنك متجيش هنا‬
‫سأأهل "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟ ‪ ..‬لقيهتا‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة لقيهتا ‪ ..‬بس خليك ماكنك ثواىن‬
‫اكنت "ايمسني" جالسه خلف الصخرة الىت تستند علهيا فمل يراها "كرم" ‪ ..‬عاد "معر" الهيا ‪ ..‬نررت‬
‫اليه بأأعني مندهشه وهو خيلع اجلاكت اذلى يرتديه مث جثا عىل ركبتيه ليلبسها اايه ىف رقه أكهنا طفل‬
‫صغري ‪ ..‬مل يرهر من جسدها الا بعض من ذراعها بسبب ذراع بلوزهتا املمزق ‪ ..‬لكنه أأخفى تكل‬
‫الرقعات الصغرية ابجلاكيت اذلى أألبسها اايه و أأغلقه ‪ ..‬مث ودلهش هتا وجدته خيلع رميصه مث ميسح عىل‬
‫شعرها بيده يرتبه اىل اخللف ويضعه بداخل اجلاكيت اذلى ترتديه مث يطوى رميصه نصفني ويضعه‬
‫عىل شعرها املنساب ليخفيه متاما ‪ ..‬نرر ىف عينهيا برقه أأذابت قلهبا ‪ ..‬وانتقل ادلفء من عينيه اىل‬
‫جسدها لكه ‪ ..‬ابتسم لها ابتسامه عذبه ومهس قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مبوت فييك‬
‫ساعدها عىل الهنوض ‪ ..‬حاولت قدر االماكن أأن تبتعد عنه وتسري مبفردها ‪ ..‬لكهنا شعرت بدوار‬
‫شديد فهتاوت ‪ ..‬اكنت ال تس تطيع حىت الوقوف عىل قدمهيا ‪ ..‬حاول أأن حيملها فقالت بوهن‬
‫وبصوت مبحوح من كثرية الرصاخ والباكء ‪:‬‬
‫‪ -‬أل‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت مش عارفه حىت تقفى عىل رجكل‬
‫محلها بني ذراعيه دون أأى يأأىب العرتاضها ‪ ..‬وسار هبا وهو ينرر الهيا ‪ ..‬أأس ندت ر أأسها عىل كتفه ىف‬
‫وهن ‪ ..‬اكنت تشعر جبوع شديد مزق أأحشاهئا و أأمل ىف لك عرام جسدها الضعيف وبدوار يعصف‬
‫بر أأسها ‪ ..‬لكن وسء لك تكل الالم شعرت ابلراحة وىه بني ذراعيه ‪ ..‬شعرت اب ألمان وهو جبوارها‬
‫وىه تعمل أأنه لن يسمح ألحد بأأن يؤذهيا ‪ ..‬حاولت أأن تقاوم وتبقى عينهيا مفتوحتني ‪ ..‬لكهنا مل‬
‫تس تطع اكنت طيةل ا ألايم املاضية ختىش النوم ‪ ..‬فيصيهبا أأحد الرجلني مبكروه ‪ ..‬لكهنا الن ال ختشاه‬
‫‪ ..‬ألهنا بني يدين تعرف أأهنام س تحمياهنا ‪ ..‬أأمغضت عينهيا لتغرق ىف س بات معيق أأقرب اىل غيبوبة‬
‫‪ ..‬نرر الهيا "معر" ىف حنان وهو سائر هبا ‪ ..‬شعر بأأنه حيمل قلبه بني ذراعيه ‪ ..‬اكن سعيدا ألنه‬
‫ملتصقا جبسد حبيبته ور أأسها موضوع عىل قلبه ‪ ..‬وىه سلميه ‪ ..‬مل يصهبا سوء ‪ ..‬وعادت اليه ‪ ..‬ولن‬
‫يرتكها تفلت منه أأبدا ‪ ..‬أأدخلها س يارة "كرم" وجلس جبوارها ‪ ..‬انطلق "كرم" ابلس يارة ىف طريقه اىل‬
‫املستشفى ‪ ..‬نرر "كرم" الهيام ىف املرأه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه كويسه ؟‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه ‪ ..‬و أأخذ ينرر اىل وجه حبيبته النامئه ىف حضنه ‪ ..‬قائال بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش عارف ىه انمية وال أأمغى علهيا ‪ ..‬بس ىه بتتنفس كويس‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ربع ساعة ابلكتري وهتكون ىف املستشفى ‪ ..‬متقلقش هو أأكيد ده بسبب تعب اليومني الىل فاتوا‬
‫كفايه الرعب الىل شافته‬
‫نرر الهيا "معر" مرة أأخرى ىف حنان ‪ ..‬لف ذراعيه جيدا حولها و أكنه ال يريد قيد شعره أأن تفصهل‬
‫عهنا ‪ ..‬أأزاح رميصه قليال عن شعرها ليطبع عليه قلبه حانيه هامسا ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت ‪ ..‬مش هسمحكل تبعدى عىن أأبدا‬
‫أأمغض عينيه عن لك ما يراه ليشعر فقء حببيبته الىت بني أأحضانه ‪ ..‬بأأنفاسها الساخنه الىت تلفح‬
‫وجنته ‪ ..‬وصوت تنفسها املنترم ‪ ..‬ودقات قلهبا الىت يشعر هبا عىل صدره‪.‬‬

‫البارت ‪53‬‬

‫أأوقف "كرم" س يارته أأمام احدى املستشفيات اخلاصة ‪ ..‬نزل "معر" من الس يارة وهو حيمل‬
‫"ايمسني" ويلقى نررة علهيا بني حلرة و أأخرى ‪ ..‬توجه اىل مكتب االس تقبال فأأدخلومه أأحد الغرف ‪..‬‬
‫وضعها "معر" عىل الرسير برفق ‪ ..‬اقرتبت مهنا املمرضة فرتاجع "معر" قليال للخلف ينرر اىل‬
‫"ايمسني" بقلق ‪ ..‬قامت املمرضة بمتديدها وتغطيهتا وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ثواىن هروح أأاندى لدلكتور‬
‫التفت "معر" اىل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬روح انت اي "كرم" اتصل بـ " أأمين" وشوف وصل اليه مع البوليس ‪ ..‬وروح هات وادلها و أأخهتا‬
‫من املزرعة ‪..‬‬
‫أأومأأ "كرم" بر أأسه ومه ابخلروج ‪ ..‬لكن "معر" أأوقفه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي "كرم" عارف اىن اتعبك معااي وشاغكل مبشالكى‬
‫قال "كرم" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬عيب عليك اي "معر" هو احنا مش اخوات وال ايه ‪ ..‬أأان لو كنت ماكنك عارف انك هتعمل‬
‫عشاين أأكرت من الىل أأان بعمهل‬
‫ربت "معر" عىل كتفه شاكرا اايه ‪ ..‬خرج "كرم" فالتفت "معر" اىل "ايمسني" املمده عىل الفراش‬
‫‪..‬اقرتب مهنا ومسح برهر أأصابعه عىل وجنهتا ‪ ..‬حلرات وعادت املمرضة بصحبة الطبيب ‪ ..‬وقف‬
‫الطبيب ماكن "معر" اذلى رجع قليال اىل الوراء وهو يتابع ما حيدث ‪..‬التفت الطبيب اىل "معر"‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل حصلها ابلربء‬
‫قال "معر" حبزن ‪:‬‬
‫‪ -‬اكنت خمطوفه التالت أأايم الىل فاتوا ‪ ..‬وملا القيهتا اكنت كويسه ‪ ..‬وجفأأة انمت ‪ ..‬أأان معرفش ىه‬
‫انمت وال ىه أأمغى علهيا ‪ ..‬جبهتا وجيت هبا عىل هنا عىل طول‬
‫أأومأأ الطبيب بر أأسه ‪ ..‬مث التفت اىل "ايمسني" ‪ ..‬فتح سوس ته اجلاكيت اذلى أألبسها اايه "معر" مث‬
‫رشع ىف فك أأزرار بلوزهتا حىت يدخل سامعته الطبيه لتفحص تنفسها ‪ ..‬شعر "معر" ابالختناق‬
‫وابلنريان تش تعل بداخهل وهو يرى أأصابع الطبيب تفتح أأزرار مالبسها واحد تلو الخر ‪ ..‬اقرتب منه‬
‫جفأأة و أأمسكه من ذراعه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت ‪ ..‬مفيش دكتورة ىف املستشفى دى ؟‬
‫التفت اليه الطبيب قائال بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة موجود‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب لو مسحت خىل ادلكتورة ىه الىل تفحصها‬
‫نرر اليه الطبيب حبده قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وايه املشلكة يعين لو كشفت علهيا أأان‬
‫قال "معر" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬عايز دكتورة ‪ ..‬اي اما هاخدها مستشفى اتنيه‬
‫نرر اليه الطبيب حبنق ‪ ..‬مث أأمر املمرضة ابحضار الطبيبة املناوبة وغادر الغرفة ‪ ..‬اقرتب "معر" مهنا‬
‫مرة أأخرى ‪ ..‬مسح بأأصابعه حبات العرق الىت تكونت عىل جبيهنا وهو ينرر الهيا ىف حنان ‪..‬‬
‫حلرات وحرضتك الطبيبة ‪ ..‬رجع "معر" للخلف ليفسح لها اجملال ‪ ..‬أأشاح "معر" بعينيه عام كشفته‬
‫الطبيبة من جسدها ‪ ..‬أأهنت الطبيبة حفصها مث التفتت اىل املمرضة وطلبت تعليق حملول لها ‪..‬‬
‫و أأعطهتا بعض التعلاميت ا ألخرى ‪ ..‬نرر "معر" اىل الطبيبة قائال بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه كويسه ؟‬
‫أأومأأت الطبيبة بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة متقلقش ‪ ..‬ىه بس واحض اهنا مرهقة أأوى ‪ ..‬وكامن عندها هبوط وضغطها واطى ‪ ..‬متقلقش‬
‫هنعلقلها حماليل وهتبقى كويسة ان شاء هللا ‪ ..‬ىه حمتاجه راحه مش أأكرت‬
‫قال "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين هتفوق امىت‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت جوزها‬
‫هز "معر" ر أأسه نفيا ‪:‬‬
‫‪ -‬أل خطيهبا‬
‫‪ -‬واحض انك قلقان علهيا أأوى ‪ ..‬متقلقش زى ما قولتكل ىه حمتاجه راحه ‪ ..‬وهتفوق امىت عىل‬
‫حسب ‪ ..‬ىه من الواحض اهنا حمتاجه للنوم أأكرت من أأى حاجه اتنية ‪ ..‬ممكن تفوق عىل بكرة وتبقى‬
‫كويسه ان شاء هللا‬
‫شكر "معر" الطبيبة الىت غادرت بعد أأن أأعادت التعلاميت عىل املمرضة مرة أأخرى ‪ ..‬أأهنت املمرضة‬
‫تعليق احمللول ‪ ..‬وحقنت به ا ألدوية الىت وصفهتا الطبيبه ‪ ..‬و أأزاحت رميص "معر" من عىل ر أأسها‬
‫و أأعطته اايه فارتداه ‪ ..‬مث خرجت من الغرفة و أأغلقت الباب خلفها ‪ ..‬اقرتب "معر" من فراشها‬
‫وجلس جبوارها ‪ ..‬يتأأملها وىه انمئة ‪ ..‬شعر حبنان جارف جتاهها ‪ ..‬أأرادها أأن تستيقظ وتفتح عينهيا‬
‫ليطمنئ أأهنا خبري ‪ ..‬لمك اش تاق لرؤية عينهيا ‪ ..‬دثرها جيدا ابلغطاء ‪ ..‬أأمسك كفها املوضوع به‬
‫الاكنيوال ووضعه فوق كفه ‪ ..‬وش بك اصبعها االهبام ابصبعه ‪ ..‬حتسس بأأصابع يده ا ألخرى العروق‬
‫الىت ظهرت حول الاكنيوال ‪ ..‬اكن يبدو علهيا الضعف الشديد ‪ ..‬رق قلبه لها ‪ ..‬لمك قاست وتعذبت‬
‫ىف ا ألايم املاضية ‪ ..‬بل وقبل ذكل أأيضا ‪ ..‬أأراد أأن يعوضها عن لك ما قاست ‪ ..‬ولك ما عانته من‬
‫قبل ‪ ..‬ظل يتحسس كفها ويتأأملها حىت مسع طرقات عىل الباب هنض وما اكد يصل اىل الباب حىت‬
‫فتح وادلها الباب وبصحبته "رهيام" ‪ ..‬أأقبل االثنان علهيا ىف لهفة ‪ ..‬قال وادلها ىف هلع ‪:‬‬
‫‪ -‬بنىت حبيبىت ‪" ..‬ايمسني" ‪ ..‬ايه الىل حصلها؟‬
‫طمأأنه "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش ىه كويسه ‪ ..‬ادلكتورة قالت اهنا انميه من التعب وممكن تصحى عىل بكرة‬
‫جلست "رهيام" جبوارها تبىك ىف مصت ‪ ..‬مث خرجت من الغرفة ‪ ..‬التفت "عبد امحليد" اىل "معر"‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل حصل ابلربء‬
‫تهند "معر" ىف حرسة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لسه معرفش أأان خدهتا وجيت عىل هنا عىل طول ‪ ..‬وسبت " أأمين" هناك مع البوليس‬
‫عادت "رهيام" حامةل معها بونيه للر أأس ‪ ..‬أألبس هتا اايه لتخفى شعرها املنساب ‪ ..‬نرر "معر" اىل‬
‫"رهيام" مبتسام ‪ ..‬مث خرج من الغرفة ليجد لك من "كرم" و " أأمين" ‪ ..‬اجته اليه " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ايه ا ألخبار ؟‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه وقال بوهن ‪:‬‬
‫‪ -‬كويسه امحلد هلل ‪ ..‬قوىل انت معلت ايه‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬قبضوا عىل واحد من االتنني ‪ ..‬والتاىن هرب بس بيدوروا عليه‬
‫سأأهل "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفوا هام مني ؟‬
‫هز " أأمين" بر أأسه نفيا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال لسه هام خدوه عىل القسم عشان يبد أأوا التحقيق ‪ ..‬وعىل فكرة الفلوس معااي ىف العربية ‪ ..‬وكامن‬
‫هجز نفسك عشان تروح القسم ألن أأكيد هيطلبوا أأقواكل ‪ ..‬وكامن أأقوال "ايمسني"‬
‫قال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة ان شاء هللا هروح القسم ‪ ..‬لكن الهناردة مش هقدر أأمىش من املستشفى واسيهبا ‪ ..‬وكامن‬
‫هتصل اب ألس تاذ "شوىق" جييىل الصبح ان شاء هللا ‪ ..‬الزم الىل معل كده ايخد جزاءه ‪ ..‬مش‬
‫هراتح الا ملا يتسجنوا هام االتنني‬
‫قال "كرم" مطمئنا اايه ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفش ان شاء هللا هيتسجنوا ‪ ..‬القضية لبسامه لبسامه‬

‫رن هاتف "معر" فرد قائال ‪:‬‬


‫‪ -‬أأيوة اي أأىم‬
‫قالت "كرميه" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "معر" طمىن عىل "ايمسني"‬
‫‪ -‬خبري اي ماما امحلد هلل ‪ ..‬ىه انميه دلوقىت وادلكتورة طمنتىن علهيا‬
‫قالت ابرتياح ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬بكرة ان شاء هللا أأان وابابك هنيجى نزورها‬
‫‪ -‬ان شاء هللا اي ماما‬
‫‪ -‬هتبات عندك وال هرتجع‬
‫‪ -‬أل هبات مش هقدر أأسيهبا ىف املستشفى وأىج‬
‫‪ -‬ابابها و أأخهتا عندك مش كده ؟‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬طيب اي حبيىب لو احتجت حاجه لكمىن ‪ ..‬وعىل فكرة حسايب معاك بعدين عشان روحت‬
‫لوحدك جملرم زى ده من غري ما تعرفىن‬
‫‪ -‬ماما نتلكم بعدين ىف املوضوع ده‬
‫‪ -‬مايش اي "معر" ‪ ..‬وخىل ابكل من نفسك ‪ ..‬وابقى طمىن علهيا‬
‫‪ -‬ماىش اي ماما مع السالمة‬
‫‪ -‬مع السالمة‬

‫قضت "رهيام" ليلهتا جبوار أأخهتا ‪ ..‬أأما "عبد امحليد" و "معر" جلسا عىل مقاعد االنترار خارج‬
‫الغرفة ‪ ..‬اكن "معر" عىل تواصل طيةل الليل مع "كرم" و " أأمين" الذلان حيرضان التحقيقات بقسم‬
‫الرشطة و ابملاكن اذلى مت اختطافها فيه‬
‫ىف الصباح ‪ ..‬ذهب "عبد امحليد" الحضار قهوة هل ولـ "معر" ‪ ..‬جفأأة فتحت "رهيام" ابب الغرفة‬
‫ونررت اىل "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب فني ؟‬
‫قال "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ثواىن وراجع ‪ ..‬ىه فاقت ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها اجيااب وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬هروح أأاندى لدلكتوره‬
‫دخل "معر" ليجد "ايمسني" وقد فتحت عينهيا تنرر من انفذة الغرفة ‪ ..‬اقرتب مهنا ‪ ..‬أأحست‬
‫بوجوده ‪ ..‬نررت اليه ‪ ..‬تالقت نرراهتام ىف مصت ‪ ..‬اكن "معر" ينرر الهيا بشوق ولهفه وحنان و ‪..‬‬
‫حــب ‪ ..‬أأما ىه فاكنت تتذكر ما فعهل من أأجلها الليةل املاضية ‪ ..‬كيف خاطر حبياته ‪ ..‬كيف قدم ماهل‬
‫‪ ..‬كيف حامها ‪ ..‬كيف أأنقذها ‪ ..‬شعرت بقلهبا خيفق لهذا الرجل الواقف أأماهما ‪..‬وجدته يقرتب أأكرث ‪..‬‬
‫جلس جبوارها ‪ ..‬فانتهبت و أأشاحت بوهجها قائهل حبرج بصوت خافت ومبحوح من أأثر تعب الليةل‬
‫املاضية ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت مينفعش كده‬
‫جتاهل ما قالت ‪ ..‬نرر الهيا حبنان قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت كويسه ‪ ..‬كنىت خايف علييك أأوى‬
‫أأعادت ما قالت حبرج أأكرب وىه حتاول أأن تبتعد عنه ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت جبد مينفعش كده‬
‫قام من ماكنه ووقف جبوارها ونرر الهيا وابتسم خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه املشلكة يعين ما انىت كنىت ىف حضىن امبارح‬
‫امحرت وجنتاها بشدة ونررت اليه نررة صارمه ‪ ..‬حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل كده اطمنت علييك ‪ ..‬ادلم رجع ينور وشك اتىن‬
‫مصت برهه مث قال وهو ينرر الهيا نررة متوعده ‪:‬‬
‫‪ -‬امعىل حسابك ‪ ..‬أأان مش هقدر أأس تحمل الوضع ده كتري ‪ ..‬أأان سبتك تدلعى مبا فيه الكفايه ‪ ..‬بس‬
‫خالص صربى نفذ‬
‫نررت اليه ابس تغراب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه ؟‬
‫ملعت عيناه بشوق قائال اببتسامه عذبه‪:‬‬
‫‪ -‬يعين خالص معدتش قادر أأبعد عنك حلرة ‪ ..‬لوال انك تعبانه والرروف الىل انىت فهيا أأان كنت‬
‫جبت املأأذون وكتبت علييك حاال‬
‫خفضت عيناها وتلون وهجها مرة أأخرى ‪ ..‬تأأملها مبتسام ‪ ..‬حلرات ودخل "عبد امحليد" واقرتب مهنا‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬عامهل ايه دلوقىت‬
‫ابتسمت هل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل اي اباب ‪ ..‬اطمن‬
‫مسح عىل ر أأسها وجلس جبوارها مرددا ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل والشكر هلل ‪ ..‬امحلد هلل والشكر هلل‬
‫حرضت الطبيبة وطمأأنهتم عىل حالها مث دعت لها ابلشفاء وخرجت ‪ ..‬حرضت "رهيام" ومعها طرحه‬
‫وساعدت "ايمسني" عىل ارتداهئا ‪ ..‬سأألها "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬احكيىل الىل حصل ابلربء اي "ايمسني"‬
‫تهندت "ايمسني" مث قصت علهيم لك شئ بدءا من ماكملة "هما" ‪ ..‬وحىت وجدها "معر" ‪ ..‬صاح‬
‫"معر" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين الىل امسه "مصطفى" ده اكن واحد من الىل خطفوىك‬
‫أأومأأت بر أأسها وقالت مبراره ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬وعشان كده اكنوا عايزين يقتلوىن ‪..‬الىن عرفته من صوته‬
‫قل "عبد امحليد" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل ‪ ..‬ده طلع جبد ش يطان ‪ ..‬ايرب يقبضوا عليه ويعدموه عشان خنلص منه‬
‫نرر "معر" اىل عالمات ا ألمل عىل وهجها ‪..‬احتار ىف تفسريها ‪ ..‬جاءت الرشطة ألخذ أأقوالها و أأقوال‬
‫"معر" ‪ ..‬خرج مع "عبد امحليد" و "رهيام" واس متع الرابء لرواية "ايمسني" ‪ ..‬اكنت تقص عليه ما‬
‫حدث ابلتفصيل وهو يقاطعها اب ألس ئهل ‪ ..‬حىت سأألها ‪:‬‬
‫‪ -‬وازاى عرفىت انه طليقك ‪ ..‬انىت قولىت اهنم اكنوا مغميني عنييك ومكنش حد فهيم بيتلكم أأدامك‬
‫قالت ابرتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬هو اتلكم ىف مرة فسمعت صوته وعرفته‬
‫سأألها الرابء ‪:‬‬
‫‪ -‬اتلكم قاكل ايه ؟‬
‫توترت أأكرث مث قالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬ش متىن‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫مصتت قليال وىه تتجنب النرر اىل "معر" اذلى يراقهبا ابهامتم ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان زقيته برجىل ووجعته‬
‫قال الرابء ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه هو حاول يهتجم علييك ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها وىه تنرر اىل أأسفل ‪ ..‬انفجرت ادلماء ىف وجه "معر" واش تعل غضبا ‪ ..‬فأأمكل‬
‫الرابء قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل العموم احنا مسكنا رشيكه ‪ ..‬وجارى البحث عن طليقك ‪ ..‬وكامن جبنا الىل امسها ادلكتورة‬
‫"هما" أأنكرت لك حاجه ىف ا ألول خاصة ان اخلء الىل لكمتك منه مش خطها ومش ابمسها ‪ ..‬بس‬
‫ملا شدينا علهيا اعرتفت خاصه ملا أأومهناها ان عندان أأدةل ضدها ‪ ..‬وان شاء هللا قريب همنسك‬
‫طليقك هو كامن‬
‫أأومأأت بر أأسها ىف مصت ‪ ..‬أأعطاها احملرض لمتىض عليه ىه و"معر" ‪ ..‬انرصف الرابء ومن بصحبته‬
‫‪ ..‬فالتفت الهيا "معر" قائال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش لو معرفوش يوصلوهل أأان هالقيه و أأخليه يندم عىل اليوم الىل اتودل فيه‬
‫نرر واىل التصممي عىل وهجه ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هعرفه ازاى يتعرض ملراىت‬
‫خفق قلهبا للكمته ‪ ..‬نررت اليه مندهشة فوجدته ينرر الهيا حبنان مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة مراىت‬
‫دخلت "رهيام" و أأعقهبا وادلهام ‪ ..‬بعد فرتة جاءت "كرميه" و "نور" و "سامح" لزايرهتا واالطمئنان‬
‫علهيا ‪ ..‬سعدت "ايمسني" للغاية بتكل الزايرة وابلتفاف لك من حتهبم حولها ‪.‬‬

‫***************************‬
‫ىف هناية اليوم مسحت الطبيبة لـ "ايمسني" ابملغادرة ‪ ..‬عاد امجليع اىل املزرعة ‪ ..‬بقيت "سامح" مع‬
‫صديقهتا ىف غرفهتا يف حني اكن " أأمين" و "كرم" ىف مزنل "معر" ‪ ..‬جلست "سامح" جبوار‬
‫"ايمسني"عىل الرسير قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قلقتيىن عليىك ‪ ..‬كنت حسه اىن مهوت من الرعب‬
‫ابتسمت "ايمسني" فقالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت حسه اىن عايشة فيمل رعب ‪ ..‬أأخىت خمطوفه والىل خطفها طالب فديه ‪ ..‬حاجه وال ىف‬
‫ا ألحالم ‪ ..‬داميا بقر أأ احلوادث دى ىف اجلرايد بس معرى ما ختيلت اهنا حتصل معاان‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل اهنا جت عىل أأد كده‬
‫قامت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هروح أأطمن عىل اباب ‪ ..‬اليومني الىل فاتوا الضغء عىل عليه أأوى‬
‫شعرت "ايمسني" اب ألسف ‪ ..‬ألهنا سبب تعب وادلها ‪ ..‬نررت الهيا "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد التجربة اكنت صعبة علييك أأوى‬
‫تهندت "ايمسني" بأأىس قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جدا ‪ ..‬كنت مرعوبة ‪ ..‬مكنتش ىف ا ألول عارفه هام عايزين مىن ايه ‪ ..‬وال هام مني ‪ ..‬وبعد ما‬
‫عرفت اترعبت أأكرت‬
‫مث قالت بأأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكرت حاجه أأملتىن ‪ ..‬ملا اكتشفت ان "مصطفى" واحد مهنم ‪ ..‬جبد مكنتش متخيهل ان الانسان ده‬
‫جواه السواد ده لكه‬
‫قالت "سامح" بتقزز ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد حس يب هللا ونعم الوكيل فيه ‪ ..‬ربنا ينتقمكل منه‬
‫قالت "ايمسني" بصوت متأأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬ختيىل لو كنت لسه مراته حلد دلوقىت ‪ ..‬اكن زماىن كرهت نفيس ‪ ..‬امحلد هلل اىن خلصت منه‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬فعال ربنا خلصك منه‬
‫ساد الصمت قليال ‪ ..‬مث قالت "سامح" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" قاىل ان "معر" اكن هميوت من خوفه علييك ‪ ..‬أأول ما طلبوا الفدية مرتددش انه يدفعها ‪..‬‬
‫اكن أأمه حاجه عنده انك ترجعى سلميه‬
‫ابتسمت "ايمسني" ىف جخل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معرى ما هنىس الىل معهل معااي ‪ ..‬اكن خايف عليا أأكرت من خوفه عىل نفسه ‪ ..‬اكن جشاع جدا‬
‫وهو بيواهجهم وواقف أأداىم حيميين ‪..‬ملا مسعت صوته ىف ا ألوضه أأول ما دخلوه اطمنت أأوى ‪..‬‬
‫حسيت ان جمرد صوته بيطمىن ‪ ..‬وملا خدوىن عشان يقتلوىن ‪ ..‬كنت حسه اىن خايفه عليه ‪..‬‬
‫و أأعدت أأفكر هيأأذوه وال أل‬
‫مث اس تطردت قائهل بتأأثر ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف اي "سامح" انه ملا لقى هدوىم اتقطعت و شعرى مكشوف قلع اجلاكيت والقميص بتوعه‬
‫وغطى جسمي وشعرى بهيم‬
‫ابتسمت "سامح" ‪ ..‬فأأمكلت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬متتصوريش أأان كنت حسه ابيه ‪ ..‬فاكرة أأخر مرة كنت عندك ملا قولتكل اىن مش عارفه طباعه‬
‫وخايفه خيليين اقلع احلجاب او يلبس ىن مكشوف او ميغرش عليا ‪ ..‬ملا معل كده حسيت ان خماوىف‬
‫دى راحت ‪ ..‬أأان عارفه انه معل كده غريه ‪ ..‬يعين مش عشان حالل وحرام ‪ ..‬بس الغريه الىل عنده‬
‫دى بتديين أأمل ان جواه حاجه كويسه ‪ ..‬هو بس ملقاش الىل يوهجه ‪ ..‬عارفه خمالش حىت "كرم"‬
‫يقرب مىن ويشوفىن و أأان ىف احلاةل دى‬
‫أأمكلت مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرىف ان املمرضة الىل اكنت معااي قالتىل خطيبك ده بيحبك أأوى وبيغريعلييك أأوى ‪ ..‬اس تغربت‬
‫‪ ..‬لقيهتا بتقوىل انه مرضاش خيىل ادلكتور يكشف عليا و أأرص اهنم جييبوىل دكتورة ‪ ..‬وقاهلم لو‬
‫جمبتولهاش دكتورة أأان هخدها مستشفى اتنيه ‪ ..‬متتصوريش ملا قالتىل كده أأان حسيت ابيه ‪ ..‬جبد‬
‫عىل ىف نررى أأوى أأوى ‪ ..‬وحسيته راجل جبد‬
‫مصتت قليال مث قالت وابتسامة مجيةل ىف عينهيا وعىل شفتهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حببه أأوى اي "سامح"‬
‫حضكت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا أأكرب ‪ ..‬براكتك اي "معر" ‪ ..‬اكن الزم تتخطفى يعين عشان نسمع االعرتاف ده‬
‫حضكت "ايمسني" ىف جخل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت شكه بس خالص دلوقىت اتأأكدت ‪ ..‬أأان فعال حببه اي "سامح" ‪ ..‬والىل حصل ده لكه‬
‫خالىن أأشوفه راجل جبد ‪ ..‬وحسه انه بشوية توجيه ممكن حاجات كتري ىف حياته تتغري‬
‫ابتسمت "سامح" قائهل خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا عشانك اي رمر ممكن لك حاجه ىف حياته تتغري‬
‫عادت "رهيام" لتنرر الهيام قائهل ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه مش تضحكوان معاكوا ‪ ..‬والا الاكتئاب والعياط لـ "رهيام" ‪ ..‬والابتسامه الىل من الودن‬
‫للودن لـ "سامح"‬
‫قالت "سامح" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا أأختك اعرتفت وقالت ‪ :‬حببه اي "سامح"‬
‫زغرطت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا ‪ ..‬اي فرحة قلبك اي "معر" اي ابن طنء "كرمية" ‪ ..‬أأخريا نلت الرضا الساىم و "ايمسني"‬
‫بذات نفسها قالت اهنا بتحبك‬
‫قالت "ايمسني" بدلع ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة بعد الىل معهل دخل مزاىج‬
‫قالت "رهيام" ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬دخل مزاجك بس ‪ ..‬ده املفروض يدخل عقكل وقلبك ورشايينك ولك حته فييك ‪ ..‬يعين‬
‫املفروض لو معلناكل حتليل شامل نالىق "معر" جواىك عامل ينترش وتوغل ويترسب ويس متر ويس متر‬
‫ويس متر‬
‫حضكت "سامح" ‪ ..‬نررت الهيام "ايمسني" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬انتوا يف ايه مالكوا ‪ ..‬ايريتىن مكنتش فتحت بقى أأان غلطانه أأصال‬
‫"رهيام" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأبوس ايدك ‪ ..‬احنا طلعت عنينا عشان انخد منك االعرتاف ده ‪ ..‬اوعى ترجعى ىف الكمك ‪..‬‬
‫خىل ادلنيا متىش حلو بأأه ‪ ..‬ونعمل خطوبىت وخطوبتك ىف يوم واحد‬
‫ابتسمت "سامح" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حد اكن يصدق ان احنا التالته انخد ‪ 5‬حصاب‬
‫ابتسمت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل برصاحة معرى ما كنت أأختيل‬
‫"رهيام" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬وال أأان ‪ ..‬س بحان هللا‬
‫مث نررت اىل "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان من أأول يوم و أأان بقوكل ان حسه اىن البدل دى وشها حلو علينا وهنطلع مهنا بفردتني ‪ ..‬ادينا‬
‫خدان أأحىل فردتني ىف البدل‬
‫مل تامتكل "سامح" و "ايمسني" نفسهام من الضحك ‪ ..‬قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬أه لو يسمع "كرم" موضوع الفردتني دول مكنش عتقك اي "رهيام"‬
‫نررت "سامح" الهيام قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امح امح ىف خرب كده عايزة أأقولكوا عليه‬
‫نرر الهيا لك من "رهيام" و "ايمسني" ‪ ..‬فابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حامل‬
‫صاحت الفتااتن ىف فرح ‪ ..‬قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي "سامح" ‪ ..‬أألف أألف مربوك‬
‫قالت "رهيام" ىف سعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي "سامح" ربنا يمتم محكل عىل خري ايرب‬
‫قالت ضاحكة ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يبارك فيكوا ‪ ..‬أأان عرفت ىف اليوم الىل "ايمسني" اختطفت فيه ‪ ..‬وامحلد هلل أأىه رجعت‬
‫وسطينا اتىن قولت أأبرشكوا ابخلرب ده‬
‫قالت "ايمسني" بسعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد ده أأحىل خرب مسعته ‪ ..‬ايه بقاىل فرتة طويةل مفرحتش كده ‪ ..‬يعين هبقى أأخريا خالتو‬
‫عانقهتا "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي "ايمسني" انىت أأكرت من أأخىت‬

‫***************************‬
‫يتبع‬

‫صاح "كرم" مبرح ‪:‬‬


‫‪ -‬و أأخريا هنشوف نسل واحد مننا ‪ ..‬أأان كنت بد أأت افقد ا ألمل خالص‬
‫قال "معر" لـ " أأمين" بسعاده ‪:‬‬
‫‪ -‬أألف أألف مربوك اي " أأمين" ‪ ..‬جبد فرحتكل أأوى‬
‫قال " أأمين" مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يكرمك اي "معر" ‪ ..‬يال اجتدعنوا انتوا كامن خلوان نفرح بيكوا بأأه بدل أأعدتكوا كده ‪ ..‬بأأه‬
‫شلككوا وحش‬
‫حضك "معر" ‪ ..‬مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايز أألكم أأبوها اتىن ‪ ..‬بس خايف يفتكر اىن بس تغل املوقف‬
‫قال " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل املوضوع مفهيوش اس تغالل فرص وال حاجه ‪ ..‬يعين ده جواز‬
‫قال "معر" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬خايف يفتكر اىن بضغء علهيم عشان يعين الىل معلته مع "ايمسني"‬
‫قال "كرم" مؤكدا ‪:‬‬
‫‪ -‬أل حمدش هيرن كده ‪ ..‬املهم "ايمسني" نفسها انت ماىل ايدك مهنا املرة دى وال هرتفض زى املرة‬
‫الىل فاتت‬
‫فكر "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة مش ماىل ايدي أأوى‬
‫مث ابتسم خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس برده ايدي مش فاضيه‬
‫قال "كرم" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬يبأأه عىل خرية هللا ‪ ..‬تولك عىل هللا ولكم أأبوها اتىن‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس املرة دى أأان مش هتلكم ىف خطوبة‬
‫صاح "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا ‪ ..‬امشعىن انت ‪ ..‬أأان كامن مش عايز خطوبة‬
‫قال " أأمين" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا هللا أأهو هو ده الالكم ‪ ..‬يال عشان خنلص منكوا انتوا اجلوز مرة واحدة‬

‫اتصل " أأمين" بـ "سامح" ونزلت من عند صديقهتا ليعودا اىل مزنهلام ‪ ..‬سأألته عن تطورات التحقيقات‬
‫فأأجاهبا قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬بسطوييس" و "هما" اتقبض علهيم ‪ ..‬والبوليس بيدور عىل "مصطفى" متخفيش أأايم ويتقبض‬
‫عليه ان شاء هللا‬
‫قالت "سامح" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا ينتقم من الىل امسه "مصطفى" ده ‪ ..‬ده هيكون عربة ان شاء هللا ولسه عقابه عند ربنا ‪ ..‬ده‬
‫جبد انسان ظامل أأوى‬

‫انمت "رهيام" ‪ ..‬وظلت "ايمسني" ساهره ‪ ..‬تفكر ىف لك ما حدث لها ‪ ..‬وفامي قاس ته منذ وفاة‬
‫وادلهتا رمحها هللا ‪ ..‬مث وصلت بتفكريها اىل "معر" ‪ ..‬عندما تذكرته ابتسمت ‪ ..‬نعم لقد أأحبته ‪..‬‬
‫دخل قلهبا رمغ ا ألسوار العالية الىت بنهتا حوهل ‪ ..‬مكل مشاعرها ولك كياهنا ‪ ..‬برجولته وغريته وخوفه‬
‫علهيا ‪ ..‬التفتت اىل هاتفها لرتاه يضئ ىف مصت ‪ ..‬نررت فوجدت ررما ال تعرفه ‪ ..‬تعجبت من اذلى‬
‫يتصل هبا ىف هذا الوقت ‪ ..‬ظنت بأأنه رمبا يكون "مصطفى" ‪ ..‬شعرت ابخلوف ‪ ..‬مل ترد ‪ ..‬اتصلمرة‬
‫أأخرى ‪ ..‬غلهبا الفضول ففتحت اخلء دون أأن ترد ‪ ..‬ودلهش هتا مسعت صوت "معر" يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني"‬
‫مصتت ومل جتب ‪ ..‬اكنت مندهشة من اتصاهل هبا ‪ ..‬أأمكل "معر" بصوت حاىن ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت قلقان علييك وحبيب بس أأمسع صوتك‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش تيين أأوى‬
‫خرجت "ايمسني" من مصهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسفة مضطرة أأقفل‬
‫قال بصوت دائف ‪:‬‬
‫‪ -‬مايش ‪ ..‬أأان بس كنت حابب أأمسع صوتك ‪ ..‬ممكن أأطلب منك طلب‬
‫مصتت ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واقف حتت البلكونه ‪ ..‬ممكن بس تبصييل ‪ ..‬وحش تيين الساعتني دول ‪ ..‬عايز بس أأشوفك‬
‫شعرت بسعادة غامرة ‪ ..‬لكهنا قالت خبفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأسفه مش هينفع‬
‫طال مصته مث تهند قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب خىل ابكل من نفسك ‪ ..‬لو احتجىت أأى حاجه ده ررمى س يفيه عندك ‪ ..‬تصبحى عىل خري اي‬
‫حبيبىت‬
‫خفق قلهبا بشدة عندما مسعت منه "حبيبىت" ‪ ..‬أأغلقت ‪ ..‬وقامت تفتح ابب الرشفة هبدوء ‪ ..‬وقفت‬
‫خلف الس تارة ‪ ..‬ر أأته ابلفعل ‪ ..‬اكن ينرر ابجتاه الرشفة ‪ ..‬وقف قليال مث انرصف عائدا اىل بيته ‪..‬‬
‫اتبعته "ايمسني" بعينهيا واالبتسامه عىل شفتهيا‬

‫ىف اليوم التاىل ظلت "ايمسني" حبيسة غرفهتا ‪ ..‬الزتمت بتعلاميت الطبيبة براحة وعدم ارهاق نفسها‬
‫‪ ..‬ىف منتصف الهنار ‪ ..‬رن هاتفها لتجد رساةل من "معر" فتحهتا لتجد مكتوب فهيا ‪:‬‬

‫وحش تيىن ‪ ..‬عىل قدر ما ىف املنام تأأتيىن‬


‫وحش تيىن ‪ ..‬عىل قدر ما ىف ا ألحالم تزوريىن‬
‫وحش تيىن ‪ ..‬عىل قدر احلب اذلى بيه وهبتيىن‬
‫ومنه حرمتيىن ‪ ..‬واليه ارجعتيىن ‪ ..‬وحش تيىن‬
‫نت بداخىل وىف تكويين ‪.‬‬‫حبيبىت ‪ ....‬ببعدك ال تزيديىن ‪ ..‬فأأ ِ‬
‫شعرت بسعادة ذليذة جتتاح لك كياهنا ‪ ..‬تسللت الابتسامه اىل شفتهيا ‪ ..‬مضت هاتفها اىل صدرها‬
‫تعانقه ‪ ..‬نررت اىل لكامته مرة أأخرى ‪ ..‬قر أأهتا مرات ومرات ‪ ..‬والابتسامه ال تفارق شفتهيا ‪ ..‬وقلهبا‬
‫ال هتد أأ رسعة رضابته ‪.‬‬

‫بعد املغرب ‪ ..‬قال "نور" لـ "كرمية" و "معر" ‪:‬‬


‫‪ -‬ما تيجوا اي جامعة خنرج شوية ‪ ..‬نتعىش بره ىف أأى ماكن‬
‫قالت "كرميه" بسعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا فكرة ‪ ..‬حىت تغيري جو ‪ ..‬قولت ايه اي "معر"‬
‫فكر "معر" قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل روحوا انتوا اي ماما‬
‫قالت "كرميه" حتثه ‪:‬‬
‫‪ -‬وتعد لوحدك ىف البيت ليه تعاىل معاان تغري جو ‪ ..‬الواحد أأعصابه تعبت اليومني الىل فاتوا‬
‫‪ -‬أل معلش اي ماما روحوا انتوا ‪ ..‬وكامن عندى شغل كتري مرتامك عليا ‪ ..‬ا ألايم الىل فاتت انتوا عارفني‬
‫أأان مكنتش هبمت ابلشغل خالص ‪..‬وىف حاجه كتري الزم ختلص‬
‫‪ -‬خالص اي حبيبىت ربنا يعينك ‪ ..‬عىل العموم لو غريت ر أأيك لكمنا‬
‫خرج وادلاه وركبا الس يارة وانطلقا اىل املنصورة ‪ ..‬ذهب "معر" اىل مكتبه ‪ ..‬ليبد أأ معهل ‪ ..‬اكن ينرر‬
‫اىل هاتفه لك فرته ‪ ..‬و أكنه ينترر اتصاال أأو رساةل مهنا ‪ ..‬يعمل بأأهنا لن تفعل ذكل ‪ ..‬لكنه بقى متأأمال‬
‫شعرت "ايمسني" ابمللل ‪ ..‬فزنلت لتمتىش قليال ىف املزرعة ‪ ..‬ظلت متىش لساعات وسء الطبيعه‬
‫اخلالبه ‪ ..‬مل جترب السري ىف املزرعة ليال ‪ ..‬وجدت هل مذاقا خاصا ‪ ..‬والنسامت املنعشة أأفادهتا كثريا‬
‫‪ ..‬أأخذهتا قدماها قرب بيت "معر" أألقت نررة عىل البيت وابتسمت ‪ ..‬أأخرجت هاتفها و أأعادت‬
‫قراءة الرساةل مرة أأخرى ‪ ..‬مث أأمكلت طريقها ‪ ..‬عندما مهت ابلعودة ‪ ..‬نررت لتجد قرب البوابة عند‬
‫ا ألسالك الشائكة ‪ ..‬رجل حياول اقتحام املاكن والتسلل من بني ا ألسالك ‪ ..‬دب اخلوف ىف أأوصالها‬
‫‪ ..‬شعرت الرعب ‪ ..‬خافت أأن تتقدم أأكرث فرياها الرجل ‪ ..‬دققت النرر حتت ضوء القمر ‪ ..‬لتجد أأن‬
‫للرجل هيئة كهيئة "مصطفى" ‪ ..‬مل تس تطع رؤية مالمح وهجه جيدا بسبب الرالم ‪ ..‬لكن اكن نفس‬
‫الهئية واجلسم ‪ ..‬اكن قد اقرتب ابلفعل من ادلخول من بني ا ألسالك ‪ ..‬فزعت ‪ ..‬خافت أأن جترى‬
‫ىف اجتاه جحرة الغفري فرياها "مصطفى" ويرسع ابالمساك هبا ‪ ..‬شعرت بأأن تفكريها قد ُشل من‬
‫اخلوف ‪ ..‬جرت ىف االجتاه الخر ‪ ..‬مث وجدت نفسها تلقائيا تصعد ادلرجات اىل بيت املزرعة ‪..‬‬
‫أأخذت تطرق الباب برسعة منادية ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪" ..‬معر"‬
‫جتمعت ادلموع ىف عينهيا وىه تطرق الباب بقوة ‪ ..‬وتنرر ميينا ويسارا خش ية من أأن يلحق‬
‫"مصطفى" هبا ‪ ..‬وميسكها وينتقم مهنا ‪ ..‬فهىى الشاهدة الوحيدة عليه ‪" ..‬معر" مل يرى وهجه ‪ ..‬ومل‬
‫يتعرف صوته أأحد غريها ‪ ..‬وىه تعمل أأنه لن يرتدد حلرة ىف قتلها اذا س نحت هل الفرصه ‪ ..‬لينقذ‬
‫نفسه من السجن ‪ ..‬طرقت الباب هبلع و أأخريا فتح "معر" ‪ ..‬نرر الهيا بلهفة قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ماكل ىف ايه ؟‬
‫قالت "ايمسني" بصوت مرجتف وبأأنفاس متقطعه ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى"‬
‫سأألها هبلع ‪:‬‬
‫‪ -‬هو فني ؟ ‪ ..‬معكل حاجه ؟‬
‫ابتلعت ريقها وقالت بأأعني دامعه ‪:‬‬
‫‪ -‬شوفته بيحاول يدخل من السكل الىل مجب البوابة‬
‫جذهبا "معر" من ذراعها بقوة و أأدخلها البيت وقال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬خلييك هنا واقفىل الباب كويس من جوه ومتفتحيش حلد غريى‬
‫أأغلق الباب خلفه ‪ ..‬فتأأكدت من غلقه جيدا ‪ ..‬مث توهجت اىل احدى النوافذ القريبه تس تطلع ا ألمر‬
‫مهنا ‪ ..‬ر أأت "معر" يسري ابجتاه البوابة ‪ ..‬خافت عليه بشدة ‪ ..‬خافت أأن هيامجه "مصطفى" ‪ ..‬خافت‬
‫أأن يكون "مصطفى" حامال للسالح ويهتور ويطلق النار عىل "معر" ‪ ..‬شعرت ابخلوف والفزع ‪..‬‬
‫ليهتا مل تأأىت اليه ‪ ..‬ليهتا مل تقحمه ىف ا ألمر وجرت ابجتاه البوابة اىل حيث غرفة الغفري ‪ ..‬وقفت ىف‬
‫انفذة أأخرى فمل ترى شيئا ‪ ..‬اختفى "معر" من أأمام انظرهيا و أأعاقهتا ا ألجشار عن متابعة ما حيدث ‪..‬‬
‫تساقطت العربات عىل وجنتهيا ‪ ..‬ىه أمنه ىف ادلاخل ‪ ..‬وهو ىف اخلارج حتت رمحة هذا اجملرم ‪..‬‬
‫أأخرجت هاتفها وحاولت أأن تتصل به ‪ ..‬رن الهاتف مث مسعت طرقات عىل الباب ‪ ..‬انتفضت ‪..‬‬
‫أأغلقت الهاتف وتوهجت اىل الباب ‪ ..‬مسعت الطرقات مرة أأخرى ‪ ..‬قالت بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬مني ؟‬
‫أأاتها صوته ‪:‬‬
‫‪ -‬افتحى اي "ايمسني" أأان "معر"‬
‫شعرت ابخلوف ‪ ..‬ماذا لو اكن "مصطفى" معه ‪ ..‬ماذا لو اكن هيدده ‪ ..‬قالت بشك بصوت مضطرب‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬انت لوحدك وال "مصطفى" معاك ؟‬
‫مصت قليال مث أأاتها صوته ىف حنان ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش أأان لوحدى ‪" ..‬مصطفى" مش موجود متخفيش‬
‫مازالت تشعر ابخلوف ‪ ..‬قالت هل ىف حرية و أأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ما ممكن يكون "مصطفى" بهيددك ابلسالح دلوقىت عشان تقوىل انه مش معاك و أأفتح‬
‫الباب وهو يدخل‬
‫طال مصته ‪ ..‬مث أأاتها صوته ادلائف وهو يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬لو فعال ده حصل و "مصطفى" أأو غريه هددىن عشان أأدييك ا ألمان وتفتحى الباب ‪ ..‬فأأان أأفضل‬
‫انه يقتلىن وال انه يطول شعره منك ‪ ..‬مش ممكن أأمسح حلد انه يأأذييك اي "ايمسني" ‪ ..‬حىت لو فهيا‬
‫موىت أأان‬
‫شعرت بلكامته الصادقة خترتق قلهبا وتس تقر به ‪ ..‬فتحت الباب ببءء ‪ ..‬ابتسم ونرر الهيا وعينيه‬
‫تغمراهنا حبنانه ‪ ..‬لمك حتب تكل العينني والرسائل الىت ترسالهنا الهيا ‪ ..‬رسائل حب وعشق صامته ‪..‬‬
‫سأألته بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬لقيت "مصطفى" ؟‬
‫طمأأهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش مش هو‬
‫قالت ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال مني‬
‫‪ -‬ده عامل شغال هنا ىف املزرعة فضل خيبء عىل البوابة بس الغفري انم ومسمعوش ‪ ..‬حفاول يدخل‬
‫من بني ا ألسالك‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها وشعرت ابمحلق ألهنا أأزجعته بدون داعى ‪ ..‬تقدمت لتخرج فوجدت وقف‬
‫أأمام الباب لمينع خروهجا ‪ ..‬نررت اليه بدهشه ‪ ..‬فنرر الهيا خببث قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تعمىل ايه لو حبس تك هنا‬
‫شعرت ابخلجل خففضت برصها وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت عديين‬
‫قال مبرح وعينا تلمعان خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هعدييك ‪ ..‬وهحبسك هنا حلد ما تستسلمى متاما‬
‫وجفأأة دخلت س يارة وادله اىل املزرعة ‪ ..‬اضطربت "ايمسني" بشدة ونررت اىل "معر" بعتاب فلو‬
‫اكن مسح لها ابذلهاب ملا اكنت ستتعرض لهذا املوقف ‪ ..‬ابتسم لها "معر" وهو يراقب عالمات‬
‫الارتباك عىل وهجها ‪ ..‬نزل وادله ووادلته من الس يارة لريوا "معر" واقف عىل ابب املزنل من اخلارج‬
‫و "ايمسني" واقفة عىل الباب من ادلخل ‪..‬شعرت ابخلجل الشديد من هذا املأأذق اذلى وجدت‬
‫نفسها فيه ‪ ..‬اقرتبت "كرميه" مهنا قائهل اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني" محدهللا عىل سالمتك اي حبيبىت‬
‫قالت "ايمسني" بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يسلمك‬
‫تقدم وادل "معر" وسمل علهيا هو الخر ‪ ..‬اكنت تمتىن أأن تنشق ا ألرض وتبلعها أأحصاب البيت‬
‫واقفون عىل الباب من اخلارج وىه تقف من ادلاخل ‪ ..‬ال تدرى كيف ترشح ما حدث ‪ ..‬أأنقذها‬
‫"معر" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" اكنت بتمتىش واختضت ملا شافت راجل بيحاول يدخل من ا ألسالك الىل مجب البوابة‬
‫جتىل عشان أأشوف مني الىل بيحاول يدخل ودخلهتا البيت حلد ما أأرجع‬
‫قالت هل أأمه ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬وطلع مني ؟‬
‫‪ -‬عامل من الىل ساكنني ىف سكن العامل ‪ ..‬الغفري اكن انم ومسمعش خبطه عىل البوابه‬
‫قال "نور" موهجا حديثه اىل "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش اي "ايمسني" حمدش يقدر يدخل املزرعة هنا ‪ ..‬أأكيد طليقك هيخاف ييجى هنا‬
‫شعر "معر" ابحلنق عندما مسع لفظ "طليقك" ‪ ..‬اكن حياول قدر االماكن تناىس بأأهنا مزتوجه من‬
‫قبل ‪ ..‬ألن هذا ا ألمر ‪ ..‬يؤمله أأشد أأمل ‪ ..‬أأفسحت "ايمسني" الطريق لمير وادلاه ‪ ..‬دخلوا اىل املزنل ‪..‬‬
‫حاولت اخلروج فسد "معر" الباب جبسده مرة أأخرى وابتسم خببث ‪ ..‬صاحت بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت مينفعش كده ‪ ..‬كفايه الىل حصل ‪ ..‬لو كنت خلتىن أأمىش مكنش زماىن احتطيت ىف‬
‫املوقف ده ‪ ..‬لو مسحت عديين‬
‫قال "معر" مبرح دون أأن يتخىل عن ابتسامته ‪:‬‬
‫‪ -‬فعال معاىك حق شلكنا بأأه ابخي أأوى ‪ ..‬وكامن أأان ليا مسعه الزم أأحافظ علهيا‬
‫اقرتب بر أأسه مهنا ونرر ىف عينهيا قائال‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تصلحى غلطتك وتتجوزيين‬
‫حاولت كمت ابتسامهتا بصعوبة وقالت جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت عديين‬
‫هتف وهو يتراهر ابجلديه ‪:‬‬
‫‪ -‬ومسعىت الىل ضاعت عىل ادييك ‪ ..‬و أأهىل الىل شافوىن واقف معاىك عىل عتبة بيتنا ‪ ..‬خالص كده‬
‫مفيش بنت هرتىض تبص ىف وىش ‪ ..‬الزم تتجوزيين وتسرتى عليا اي "ايمسني"‬
‫الحت ابتسامه صغريه عىل شفتهيا لكهنا أأخفهتا رسيعا وهتفت جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬خليين أأمىش اي اما هنادى لطنء "كرميه" و أأقولها انك مش راىض تعديين‬
‫قال بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬اندى طنء "كرميه" بتاعتك و أأان أأقولها عىل الىل معلتيه يف العربية‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬اان ‪ ..‬معلت ايه ؟‬
‫نرر الهيا خببث وهو يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬لك ما أأحاول أأبعدك عىن ‪ ..‬تقوليىل ال اي "معر" متسبنيش وفضلىت الزقه ىف حضىن طول الطريق‬
‫مش عارف أأحترك منك‬
‫امحرت جنتاها بشدة وهتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ما حصل ‪ ..‬أأان معملتش كده‬
‫قال بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬أل معلىت كدة و "كرم" شاهد كامن‬
‫صاحت بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬بطل هترجي أأان معملتش كده ‪ ..‬حصيح أأان مش فاكرة الىل حصل بس أأكيد معملتش الىل انت بتقوهل‬
‫ده‬
‫قال وهو يتراهر جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص اي بنت الناس ‪ ..‬اي توعديين انك تصلحى غلطتك وتتجوزيين اي اما مش هطلعك من البيت‬
‫وجهيب املأأذن وأأكتب علييك ابلعافية ‪ ..‬ها قولتىل ايه ‪ ..‬ختتارى ايه ؟‬
‫قالت جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬عديين لو مسحت‬
‫قال بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص انىت حرة انىت الىل اخرتىت‬
‫مث مه ابدلخول فابتعدت ‪ ..‬اكد أأن يغلق الباب فقالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص ‪ ..‬خرجىن‬
‫ملعت عيناه وابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين خالص هتتجوزيين ؟‬
‫حتاشت النرر ىف عينيه وترضجت وجنتاها جخال ‪ ..‬حفهثا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ها ‪ ..‬مش هفضل مستىن كده كتري ‪ ..‬هتتجوزيين ؟‬
‫ابتسمت دون أأن تنرر اليه ‪ ..‬فنرر اليه حبب قائال هبمس ‪:‬‬
‫‪ -‬كفاية االبتسامه احللوة دى ‪ ..‬هعتربها بدل لكمة موافقة‬
‫قالت بصوت خافت وىه ال تس تطيع أأن ترفع عينهيا ىف عينيه ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن لو مسحت تعديين‬
‫أأومأأ بر أأسه قائال وعيناه تغوصان ىف حبر عينهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش هعدييك بس عايزك تعرىف حاجه ‪ ..‬مش هسيبك مسعاىن ‪ ..‬أأان خالص ال عاد ينفعىن‬
‫خطوبة وال كتب كتاب ‪ ..‬أأان هلكم ابابىك وحندد معاد الفرح ‪ ..‬ألىن مش هقدر أأصرب أأكرت من كده‬
‫‪ ..‬عايزك ىف حضين ىف أأقرب وقت ‪ ..‬عايز أأفتح عيين لك يوم علييك و أأمغضها علييك ‪ ..‬انىت حته‬
‫مىن وبعدك عىن اتعبىن ‪ ..‬ومعدتش قادر أأس تحمل بعدك ده ‪ ..‬الزم نبقى مع بعض بأأه ‪ ..‬أأان تعبان‬
‫من غريك اي حبيبىت ‪ ..‬حبيبك حمتاجكل أأوى ‪ ..‬ومش تاقكل أأوى ‪ ..‬وبيتعذب من غريك ‪ ..‬حيس بيه‬
‫‪ ..‬ومتبقيش قاس يه عليه‬
‫ازداد امحرار وهجها ‪ ..‬مل تس تطع حىت النرر اليه ‪ ..‬أأفسح لها الطريق ‪ ..‬خفرجت مرسعه ‪ ..‬وعيناه‬
‫تتابعاهنا ‪ ..‬حتسست وجنتاها لتجد احلرارة تنبعث مهنام ‪ ..‬عادت اىل غرفهتا وعىل شفتهيا ابتسامة‬
‫تىش بسعادة مل تشعر هبا من قبل ‪ ..‬وقلهبا قد جن و أأخذ خيفق ىف جنون ‪ ..‬وضعت جيها عىل‬
‫صدرها لعلها تبطئ من رسعة دقاته ‪ ..‬ها ىه أأحالهما أأوشكت أأن تصبح حقيقـــة‪.‬‬
‫ىف اليوم التاىل حتدث "معر" ووادلاه و "كرم" اىل "عبد امحليد" واتفقوا مجيعا عىل كتب كتاب‬
‫ا ألختني بعد ثالثة أأيـــام ىف نفــس اليــوم ‪ ..‬اكنت سعادة الرجليــن غامرة ‪ ..‬وكذكل الفتاتيـــن ‪.‬‬

‫البارت ‪52‬‬

‫معت أأجواء الهبجة ىف املزرعة بعدما مت اعالن يوم كتب كتاب لك من "معر" و "كرم" ‪ ..‬اكن امجليع‬
‫فرح لهذين الرجلني وهاتني الفتاتني ‪ ..‬فامجليع مشهود هل الطيبة وحسن اخللق ‪ ..‬وان وجد داخل‬
‫البعض مزجي من الغرية واحلسد ‪ ..‬فاللك يعمل ان الفتاتني تعمالن ىف املزرعة و أأهنام من أأرسة بس يطة‬
‫‪ ..‬وال ميزيهن جامل صارخ ‪ ..‬خيطف عقول الرجال ‪ ..‬فأأاثر ذكل بعض مشاعر الغريه واحلسد دلى‬
‫الفتيات العامالت ابملزرعة ‪ ..‬اكنت "ايمسني" ىف منهتىى السعادة تعد مع أأخهتا ومع "كرميه" و "سامح"‬
‫ترتيبات هذا اليوم ‪ ..‬قرروا أأن يمت االحتفال هبذا اليوم ىف املزرعة ‪ ..‬الىت شهدت ميالد حهبم ‪ ..‬اكن‬
‫"معر" ياكد ال يصدق نفسه من فرط السعادة ‪ ..‬فهاىه أأخريا حبيبته س تصبح زوجته ‪ ..‬وكذكل‬
‫"كرم" و "رهيام" اكان سعيدين للغاية ‪ ..‬قام "نور" بدعوة أأخته "ثراي" وابهنا "عالء" و ابتهنا "ايناس"‬
‫‪ ..‬لكهنا رفضت احلضور بعدما حدث ىف أخر زايرة لها ىف املزرعة ‪ ..‬مفازالت غاضبة من "معر" ألنه‬
‫وقف أأماهما من أأجل حبيبته و أأهلها ‪ ..‬اكن "معر" يشعر ابالرتياح لعدم حضور معته ‪ ..‬ألنه اكن‬
‫خيىش أأن تفعل ىه أأو ابنهتا ما يعكر صفو هذا اليوم ‪ ..‬ذهبت الفتااتن مع "كرميه" و "سامح"‬
‫الختيار الفساتني لهذه املناس به ‪ ..‬أأما الرجلني فاهامت مع " أأمين" و "نور" و "عبد امحليد" ‪ ..‬بتنرمي‬
‫لك شئ ‪ ..‬ليخرج اليوم ىف أأهبىى صورة ‪..‬قرروا أأن تكون احلفةل صغرية عائلية ‪ .‬عىل أأن يعقهبا العرس‬
‫بفرتة صغرية ويكون احتفاال كبريا ىف القاهرة ‪..‬‬
‫قالت "رهيام" ل "ايمسني" ىف غرفهتام ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل اطمنت ان أأان وانىت هنعيش مع بعض يف القاهرة ‪ ..‬كنت خايفة "كرم" يقرر نعيش ىف‬
‫القاهرة و "معر" يقرر انكوا تعيشوا هنا‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" قال ان ماكننا ا ألساىس هتكون فيةل أأههل ىف القاهرة ‪ ..‬بس ده ممينعش اننا هنيجي هنا‬
‫املزرعة وقت ما حنب ‪ ..‬برصاحة أأان حبب املاكن ده أأوى ومتعلقة بيه اوى ‪ ..‬أأصال مش عارفه ممكن‬
‫أأعيش ازاى ىف ماكن اتىن غري هنا‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأما أأان بأأه الزم أأرجع الن خالص امتحاانىت عىل ا ألبواب‬
‫حضكت "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حلو أأوى يعين هتقىض شهر العسل ىف املذاكرة واالمتحاانت‬
‫قالت "رهيام" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أه بس الزم "كرم" يعوضىن ونسافر زيك انىت و "معر" ‪ ..‬حصيح ما قولتيش هتسافروا فني ؟‬
‫قالت "ايمسني" بسعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه مامته ما قالتليش ‪ ..‬قالتىل انه معلهاىل مفاجأأة‬
‫‪ -‬ان شاء هللا تبقى أأحىل مفاجأأة‬
‫قالت "ايمسني" بشئ من احلزن ‪:‬‬
‫‪ -‬صعبان عليا اباب هنسيبه هنا لوحده‬
‫‪ -‬نعمل ايه اي "ايمسني" هو الىل مش راىض يرجع معاان ‪ ..‬حب الشغل هنا والعيشة هنا وبأأه هل‬
‫حصاب هنا ‪ ..‬ومش حابب يبعد عن املزرعة‬
‫طمأأنهتا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وبعدين زى ما انىت قولىت اكيد هتيجى هنا انىت و"معر" ‪ ..‬وهنبقى نيجى معاكوا أأان و "كرم"‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا‬
‫صفقت "رهيام" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص بأأه احنا مش عايزين نفكر ىف أأى حاجه تضايقنا ‪ ..‬عايزين نفكر ىف احلفةل وبس ‪ ..‬وان بعد‬
‫أأقل من ‪ 5‬أأايم هبقى أأان مدام "رهيام" ‪ ..‬وانىت مدام "ايمسني"‬
‫قالت "ايمسني" بنربة حزينه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأصال مدام ‪ ..‬وال نسييت‬
‫حضكت "رهيام" وقالت خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬ال مش مدام ‪ ..‬أأان وانىت عارفني الىل فهيا ‪ ..‬مش متخيهل صدمة "معر" ملا يعرف ‪ ..‬أأكيد هتبقى‬
‫أأحىل صدمه ىف حياته‬
‫ابتسمت "ايمسني" بسعادة ‪ ..‬فأأمكلت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬الراجل هيتجنن علييك وهو فاكر انك اجتوزىت ‪ ..‬أأمال لو عرف انك بنت هيعمل ايه ‪" ..‬ايمسني"‬
‫خاىف عىل نفسك اي أأخىت واوعى تقوليهل الا بعد ما الفرح خيلص وتروحوا بيتكوا ويتقفل عليكوا‬
‫الباب واال هتحصل حاجات مش لطيفة‬
‫حضكت "ايمسني" خبجل قائهل مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا أأان خايفة حىت أأقوهل بعد الفرح ‪ ..‬حسه ان رد فعهل هيبقى مدمر‬
‫حضكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو مدمر بس ‪ ..‬ربنا يسرت اي بنىت ‪ ..‬أأان لو ماكنك أأكتب الكتاب و أأقوهل فنكتفى هبذا القدر‬
‫ازدادت حضاكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو "معر" ينفع معاه فلنكتفى هبذا القدر ‪ ..‬ده أأان خايفه نكتب الكتاب ويقوىل أأان لغيت الفرح يال‬
‫عىل شهر العسل‬

‫************************‬
‫ىف الصباح ذهبت "ايمسني" و "رهيام" مع "كرميه" ىف الس يارة لرشاء بعض ا ألغراض ‪ ..‬وعند عودهتم‬
‫توقفت الس يارة أأمام بيت املزرعة ‪ ..‬أأرصت "كرمية" عىل الفتاتني ادلخول معها واجللوس قليال ‪..‬‬
‫دخلت الفتاتني ‪ ..‬ر أأت "ايمسني" بيت املزرعة ألول مرة ‪ ..‬فاملرة السابقة اكنت ىف حاةل خوف ومل‬
‫تراه جيدا ‪ ..‬اكن بيتا مرحيا هل طابع الكس ييك ‪ ..‬ولكنه يمتزي أأيض َا ابلبساطه ‪ ..‬بعث ىف نفسها الراحه‬
‫‪ ..‬وأأحبته ‪ ..‬كام أأحبت املزرعة ‪ ..‬ر أأت عىل أأحد اجلدران صورا معلقة لرجال ونساء ‪ ..‬تضايقت‬
‫"ايمسني" قليال فهىى تعمل أأن املالئكة ال تدخل بيتا به صورا ‪ ..‬وقفت أأمام احدى الصورة ‪ ..‬اكنت‬
‫صورة لرجل هل هيبه ال ختطهئا العني ‪ ..‬اكنت شاردة عندما اقرتبت مهنا "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ده وادل زوىج ‪ ..‬جد "معر" ‪ ..‬اكنت روحه ىف "معر" ‪ ..‬هو الىل حببه ىف املزرعة وىف الزراعة ‪..‬‬
‫عشان كده "معر" قرر انه يدخل لكية الزراعة ‪ ..‬وحرض فهيا وخد املاجس تري وادلكتوراه كامن‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بدهشة ‪ ..‬فهذه ىه املرة ا ألوىل الىت تسمع فهيا تكل املعلومات عن "معر" ‪..‬‬
‫شعرت بأأهنا مازالت ال تعرف ذكل الرجل جيدا ‪..‬الرجل اذلى س تصبح زوجته ‪ ..‬بعد أأقل من يومني‬
‫‪ ..‬جلس ثالثهتم حيتسون أأقداح من الشاى الساخن ‪..‬‬
‫جلست "كرميه" جبوار "ايمسني" وابتسمت ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت أأان مبسوطه أأوى انك أأخريا قدرىت اتخدى قرارك ‪ ..‬صدقيين "معر" ابىن مفيش زيه ‪..‬‬
‫مش عشان هو ابىن ‪ ..‬بس جبد معرك ما هتالىق حد خياف علييك ويبقى حنني علييك زيه ‪ ..‬أأكرت‬
‫صفة بعشها ىف جوزى ىه حنيته ‪ ..‬و"معر" ورث حنية أأبوه ‪ ..‬ربنا يسعدكوا انتوا االتنني الن انىت‬
‫كامن ابين علييك طيبه وحنينه‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد أأان فرحانه ان ىف بيىن وبني حرضتك عالقة كويسة جدا ‪ ..‬كنت داميا بمتىن ان أأان وحامىت نكون‬
‫متفقني مع بعض‬
‫اتسعت ابتسامه "كرمية" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بأأه مش عايزة أأكون حامتك ‪ ..‬عايزاىك تعتربيين ماكن ماما هللا يرمحها ‪ ..‬ينفع ؟‬
‫اغروقت عينا "ايمسني" ابدلموع ونررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد طبعا‬
‫‪ -‬خالص يبقى من الهناردة انىت و "رهيام" تقولوىل اي ماما "كرميه" ‪ ..‬الىن بعترب "كرم" كامن ابىن‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد ‪ ..‬دى حاجة تفرحىن‬
‫نررت الهيام "كرمية" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اكن نفيس أأخلف بنات بس ربنا ما أأردش ‪ ..‬بعد ما ودلت "معر" ربنا ما أأرادليش اخللفة مرة‬
‫اتنية و أأان اكتفيت بيه ومحدت ربنا عىل النعمة الىل رزقىن بهيا مع اىن اكن نفيس أأخلف كامن بنت ‪..‬‬
‫بس امحلد هلل ربنا عوضىن بيكوا انتوا االتنني‬
‫جفأأة دخل "معر" اىل املزنل ليجد "ايمسني" و "رهيام" ‪ ..‬اتسعت ابتسامته ‪ ..‬واقرتب مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "ايمسني" ‪ ..‬ايه النور ده‬
‫ابتسمت خبجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل‬
‫مث نرر اىل "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "رهيام" أأخبارك ايه‬
‫‪ -‬امحلد هلل‬
‫قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬مكنوش راضيني يدخلوا ‪ ..‬مع ان خالص احنا بقينا عيةل واحدة‬
‫نرر "معر" اىل "ايمسني" بتحدى قائال اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه مش هتقتنع اال ملا القس مية تبقى ىف ايدى ‪ ..‬هانت لكها يومني ‪ ..‬ولك حاجه بعد كدة هتبقى‬
‫زى ما أأان عايز‬
‫مصتت قليال مث نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬شغل يس الس يد وأأمينه يعىن‬
‫انفجر "معر" ضاحاك ‪ ..‬مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش أأان مش ديكتاتور ‪ ..‬لو كنت عايز أأ أأمر ومراىت تنفذ وخالص ‪ ..‬كنت اجتوزت أأى‬
‫واحدة مكنتش هتفرق ‪ ..‬لكن أأان عايز واحدة تشاركىن حياىت و أأشاركها حياهتا ‪ ..‬زى الطيارة ‪ ..‬لهيا‬
‫اكبنت ومساعد اكبنت ‪ ..‬ال ينفع الاكبنت من غري املساعد وال ينفع املساعد من غري الاكبنت‬
‫مث نرر الهيا حبنان قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش اي مساعد ؟‬
‫حاولت التراهر ابجلدية واخفاء ابتسامهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش اي اكبنت‬
‫اتسعت ابتسامته ‪ ..‬والمتعت عيناه بنرره حب وشوق ‪ ..‬فهربت بعينهيا اىل "رهيام" و "كرمية"‬
‫الالاتن تتابعاهنام اببتسامه صامته ‪ ..‬فشعرت ابخلجل ‪ ..‬وقف "معر" أأماهما ليحجب عهنا الرؤية ‪..‬‬
‫رفعت نررها اليه مندهشة فقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬هجزى نفسك الهناردة انىت و "رهيام" عشان هرنوح لكام جنيب ش بكتكوا انتو االتنني ‪ ..‬احنا اتفقنا‬
‫مع مع "عبد امحليد" ‪ ..‬وان شاء هللا لكنا هرنوح سوا ‪..‬‬
‫أأومأأت بر أأسها ىف جخل ‪ ..‬ظل واقف أأماهما يراقب تعبريات وهجها وامحلرة الىت مت أله ‪ ..‬حضكت أأمه‬
‫ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بطل غالسه ىه بتتكسف‬
‫قال ألمه ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬اان معلت حاجه أأان ببصلها بس‬
‫ازداد جخل "ايمسني" ‪ ..‬فقالت أأمه ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" جبد ‪ ..‬متضايقهاش‬
‫هنضت "ايمسني" وحتاشت الاقرتاب منه ‪ ..‬وقالت لـ "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا همنىش بأأه عشان وراان حاجات كتري بنجهزها ‪..‬‬
‫قامت "رهيام" من فورها ‪ ..‬وقالت "كرميه" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي حبيبىت أأشوفكوا ابلليل ان شاء هللا‬
‫خرجت "ايمسني" و "رهيام" من املزنل ‪ ..‬حلرات وخرج "معر" وراهئا مناداي اايها ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫توقفت ‪ ..‬أأقبل علهيا ووقف أأماهما قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن عايز أأقوكل حاجه‬
‫مث نرر لـ "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ممكن ثواىن‬
‫ابتعدت "رهيام" قليال ‪ ..‬نررت اليه "ايمسني" حبرج قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ؟‬
‫نرر الهيا و أأخرج من جيبه علبة قطيفة صغرية ‪ ..‬نررت اليه ابس تغراب ‪ ..‬فتحها لتجد سلسةل صغرية‬
‫هبا قالدة عىل شلك قلب وبداخل القلب حمفور امسه "معر" ‪ ..‬نرر الهيا قائال حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬السلسةل دى تلبس هيا ومش عايزك تقلعهيا أأبدا همام حصل‬
‫مث أأخرج ميداليه و أأراها القلب الصغري اذلى يش به القلب ىف السلسةل لكن القلب اذلى معه حيمل‬
‫امسها "ايمسني" ‪ ..‬ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اان كامن مش هش يل القلب ده همام حصل ‪ ..‬انىت معاىك قليب و أأان معااي قلبك ‪ ..‬اتفقنا‬
‫أأومأأت بر أأسها و أأخذت منه العلبة ‪ ..‬قبل أأن تغادر مهس لها بشغف قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لكها يومني وتبقى بتاعىت جبد ‪ ..‬ومعدتيش هتعرىف هتريب مين‬
‫صعدت الفتااتن اىل غرفهتام ‪ ..‬أأخذت "ايمسني" تتفحص القلب مبتسمه ‪ ..‬مث التفتت اىل "رهيام"‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خايفه اي "رهيام" أأوى‬
‫‪ -‬خايفه ليه‬
‫قالت "ايمسني" بوجوم ‪:‬‬
‫‪ -‬خايفه احلب الىل أأان ش يفاه من "معر" ده يتغري بعد اجلواز‬
‫هتفت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬اي س ىت هتقدرى البال قبل وقوعه ليه ‪ ..‬ما الراجل ذليذ وزى الفل أأهو‬
‫قالت "ايمسني" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش عايزاه يتغري اي "رهيام"‬
‫‪ -‬ده ىف ايدك عىل فكرة‬
‫قالت "ايمسني" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬حص معاىك حق ‪ ..‬أأان طول معرى بقول ان ده ىف ايد زوجة ‪ ..‬ىه الىل تقدر ختىل زوهجا متعلق بهيا‬
‫‪ ..‬وبيحهبا ‪ ..‬وميقدرش يس تغىن عهنا‬
‫مث ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حببه أأوى اي "رهيام" ‪ ..‬ومش قادرة أأصدق ان أأخريا ادلنيا همتىش زى ما أأان عايزة‬

‫ىف املساء ذهب امجليع الختيار الش بكة ‪" ..‬معر" ووادلاه ‪" ..‬كرم" ‪ " ..‬أأمين" ‪" ..‬سامح" ‪" ..‬عبد‬
‫امحليد" ‪" ..‬رهيام" ‪" ..‬ايمسني" ‪ ..‬اكنت سعادهتم غامرة بتكل املناس بة ‪ ..‬وأأكرث من دمعت عيناه فرحا‬
‫هو "عبد امحليد" اذلى مل يصدق زواج ابنتاه وىف يوم واحد ‪ ..‬من رجلني تمتناهام الكثري من الفتيات‬
‫‪ ..‬شعر بأأن هللا أأهداه هبدية كبرية جدا ‪ ..‬جسد شكرا هلل بعد عودته ‪ ..‬وظل حيمده ويشكره عىل ما‬
‫أأعطاه هو وبناته ‪ ..‬ىف اليوم التاىل ‪ ..‬وجدت "ايمسني" ‪" ..‬والء" تتصل هبا لتخربها بوجود رجل‬
‫يسأأل عهنا ىف ماكن معلها ‪ ..‬اس تغربت "ايمسني" بشدة ‪ ..‬قالت "والء" ‪:‬‬
‫‪ -‬راجل كبري فالح ‪ ..‬من القرية بتاعتنا ‪ ..‬مرص جدا انه يتلكم معاىك ‪ ..‬وملا قولتهل اتلكم مع‬
‫البشمهندس "معر" اختض وقاىل أأبوس ايديىك متجيبيلهوش سرية ‪ ..‬أأان عايز الست"ايمسني"‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز ايه ده أأان مش فامهة‬
‫‪ -‬بقوكل معرفش مش راىض يقوىل وأعد جوه ىف املكتب ‪ ..‬شوىف أأقوهل ايه أأمش يه وال ايه ؟‬
‫مصتت "ايمسني" قليال مث فكرت بصوت عاىل ‪:‬‬
‫‪ -‬ميكن واحد شاف حادثة اخلطف بتاعىت وعارف ماكن "مصطفى"‬
‫مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن اي "والء" أأان انزالهل خليه أعد ىف املكتب‬
‫ارتدت "ايمسني" مالبسها وىه تدعو هللا أأن يرشدها الرجل اىل ماكن "مصطفى" اذلى مازال هاراب‬
‫حىت الن ‪ ..‬دخلت املكتب لتجد رجال كام وصفته "والء" ‪ ..‬كبري ىف السن ‪ ..‬فالح بس يء ‪..‬‬
‫خرجت من املكتب مرة أأخرى وذهبت اىل "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬والء" تعاىل معااي مش عايزة أأعد معاه ىف املكتب لوحدى‬
‫ذهبت معها "والء" دخلت الفتااتن فقالت "والء" للرجل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه دى ادلكتورة "ايمسني" اي حاج‬
‫قام الرجل وهو ينرر اىل "ايمسني" بشك مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ادلكتورة "ايمسني" الىل هتتجوز البشمهندس "معر"‬
‫قالت "ايمسني" برتقب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة أأان‬
‫نرر الرجل اىل "والء" مث اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز أألكمك عىل انفراد اي ست ادلكتورة‬
‫قالت "ايمسني" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أسفة ‪ ..‬حرضتك قول الىل عايز تقولهوىل ‪ ..‬ادلكتورة "والء" مش همتىش‬
‫ظهر عىل الرجل الرتدد مث سأألها ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انىت واثقه فهيا ؟‬
‫تبادلت الفتااتن نررات احلرية مث نررت اليه "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة واثقة فهيا ‪ ..‬اتفضل اتلكم ‪ ..‬خري عايزيىن ىف ايه ؟‬
‫مصت الرجل قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص اي دكتورة ‪ ..‬أأان راجل غلبان وجبرى عىل أألك عييش ‪ ..‬وعندى بنات ىف س نك كدة ‪ ..‬والىل‬
‫مرضهوش لبناىت مرضهوش لبنات الناس‬
‫اكنت "ايمسني" و "والء" يس متعان اليه ىف اهامتم فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬الراجل الىل انىت هتتجوزيه ده واحد عايش ىف احلرام‬
‫هبتت "ايمسني" وفتحت مفها ىف دهشة ‪ ..‬كيف جيرؤ هذا الرجل عىل أأن يتحدث عن "معر" هبذا‬
‫الشلك ‪ ..‬اكنت "والء" تنرر اليه ابهامتم وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه وحض الكمك‬
‫تهند الرجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬من اكم شهر اكن ىف املزرعة غفري امسه "عويس" اكن شغال هنا هو وامجلاعه بتوعه‬
‫تبادلت "ايمسني" نررة مع "والء" وقد تذكرت تكل االشاعة الىت أأخربهتا هبا "والء" من قبل ‪ ..‬فأأمكل‬
‫الرجل ‪:‬‬
‫‪" -‬عويس" وامجلاعة بتوعه اختفوا وحمدش يعرف هام راحوا فني وال ايه الىل مشامه‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس أأان عارف هام مشوا ليه‬
‫اكن التوتر قد وصل اىل ذروته ىف نفس "ايمسني" فقالت هل حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬قول الىل انت عايز تقوهل مرة واحدة لو مسحت‬
‫أأمكل الرجل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف يوم و أأان ماىش ىف البدل وراجع بييت متأأخر ‪ ..‬اليوم ده فاكره كويس ألنه يوم فرح ابن أأخواي ىف‬
‫القرية الىل مجبنا ‪ ..‬قابلت "عويس" واخد ىف وشه وطالع جيرى حاولت أأوقفه و أأاندى عليه لكن‬
‫مرضيش يقف وفضل جيرى ‪ ..‬مشيت ىف طريقي لقيت انر قايده ىف بيت همجور ىف القرية ‪ ..‬البيت‬
‫ده مطرف ومفيش حواليه غري الشجر ‪ ..‬و أأان بييت قريب منه ‪ ..‬جريت أأشوف النار الىل قايده ‪..‬‬
‫لقيت جوه البيت راجل وست ‪ ..‬واقفني عىل الباب ومش عارفني خيرجوا والنار والكه البيت لكه ‪..‬‬
‫لقيت جردل عىل ا ألرض فضلت أأماله مايه من الرتعة و أأحاول أأطفى بهيا النار الىل ماسكه ىف الباب‬
‫عشان يعرفوا خيرجوا ‪ ..‬الوقت اكن متأأخر واملنطقة مكنش فهيا رصخي ابن يومني ‪ ..‬حمدش ساعدمه‬
‫غريي ‪ ..‬الراجل نء وسء النار الىل قايده ىف الباب وشد الست معاه وطلعها ‪ ..‬أأول ما الست‬
‫خرجت عرفهتا عىل طول ‪" ..‬صفية" مرات "عويس" ‪ ..‬وملا بصيت للراجل عرفته هو كامن‬
‫مصت الرجل فسأألته "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬مني الراجل ؟‬
‫قال الرجل برتدد ‪:‬‬
‫‪ -‬البشمهندس "معر"‬
‫نررت اليه "ايمسني" بدهشة ‪ ..‬حتاول استيعاب ما قال ‪ ..‬مصتت مث قالت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬وايه يعين اليل انت بتقوهل ‪ ..‬ما ميكن اكن هو وىه ىف البيت ألى سبب اتىن ‪ ..‬و"عويس" اكن‬
‫معامه ‪ ..‬و"معر" بعته مشوار ‪ ..‬أأى حاجه يعين ليه ظنيت فهيم ظن وحش ؟‬
‫قال الرجل بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬امسعيين وبعدين احمكى اي دكتورة‬
‫أأمكل الرجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا عرفت "صفية" قولتلها ايه الىل حصل اي "صفية" وايه الىل ولع ىف البيت وليه "عويس" اكن‬
‫بيجرى أكن حد بيجرى وراه ‪ ..‬ساعهتا بصتىل "صفية" وىه مرعوبة وقالىت هو "عويس" اكن هنا ‪..‬‬
‫قولتلها أأيوة شوفته بيجرى وحاولت أأوقفه مسمعليش ‪ ..‬لقيهتا أأعدت عىل ا ألرض وفضلت تلطم عىل‬
‫وشها وتقول "جوزى عرف اىن خبونه وهيفضحىن ويفضح أأهىل يبأأه هو الىل ولع ىف البيت " ‪..‬‬
‫وفضلت تلطم وتندب حلد ما البشمهندس "معر" قالها "خالص بطىل عياط عشان نعرف نشوف‬
‫حل ىف املصيبة دى" ‪ ..‬ولقيته بيبصىل ويقوىل "الىل حصل ده مش عايز أأى حد يسمع عنه لكمه"‬
‫وخرج فلوس من جيبه وادهاىل وأأكد عليا اىن أأسرت عىل الىل حصل وجمبش سرية حلد عشان‬
‫الفضاحي الىل هتحصل لو حد عرف ابملوضوع خاصة ان أأهل "صفية" لو عرفوا هيقتلوها ومش‬
‫هيس بوها ‪ ..‬وجت املطاىف بعد ما البشمهندس "معر" لكمهم وطفوا احلريقة الىل اكنت ىف البيت‬
‫وكامن البشمهندس طلب عربية اسعاف النه مكنش هيعرف يروح املستشفى لوحده اكنت ايدي‬
‫مكسورة والايد التانيه طالهتا النار‬
‫قفز قلب "ايمسني" من ماكنه وىه تتذكر احلرق املوجود عىل يد "معر" ‪ ..‬أأمكل الرجل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعد ما لك حاجه هديت ‪ ..‬بأأت الناس تسأأل فني "عويس" و "صفية" ‪ ..‬بس حلد دلوقىت حمدش‬
‫يعرف عهنم حاجه ‪ ..‬وأخر مرة شوفت "صفية" اكن ملا ركبت عربية الاسعاف مع البشمهندس‬
‫"معر" بعد كدة مشفهتاش ال ىه وال جوزها‬
‫اكنت "ايمسني" حتت تأأثري صدمة شديدة ال تعرف كيف تشعر أأو ماذا تقول أأو ماذا تصدق ‪ ..‬قال‬
‫الرجل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اي بنىت فضلت حمافظ عىل الرس ‪..‬مش عشان الفلوس الىل خدهتا ‪ ..‬ال ‪ ..‬عشان أأسرت عىل‬
‫أأهل الوليه دى ‪ ..‬رمغ اهنا بنت تييييييييت ومتس تاهلش ‪ ..‬بس لو الالكم انترش أأهلها معدوش‬
‫هريفعوا عيهنم ىف وش حد من البدل ‪ ..‬عشان كدة فضلت ساكت ‪ ..‬لكن ملا عرفت انه هيتجوز ‪..‬‬
‫ومسعنا عنك لك خري ‪ ..‬مرضتش أأفضل ساكت كده ‪ ..‬الىن زى ما قولتكل اي بنىت عندى بنات ىف‬
‫س نك ‪ ..‬وربنا يسرت علهيم وعلييك‬
‫قال الرجل قبل أأن يغادر ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريت متجبيش حلد سرية اي بنىت خاصة البشمهندس "معر" ‪ ..‬أأان معلت فييك خري ما تقابلهيوش‬
‫انىت ابلرش ‪ ..‬أأان مضمنش ممكن يترصف ازاى معااي لو عرف اىن فضحت رسه‬
‫غادر الرجل ‪ ..‬ليرتك "ايمسني" واقفة جامدة ‪ ..‬ال تنطق ‪ ..‬ال تتحرك ‪ ..‬ال تفكر ‪ ..‬ال تشعر ‪ ..‬تقف‬
‫اكلمتثال ‪ ..‬نررت الهيا "والء" ىف أأىس ‪ ..‬حلرات وبد أأت العربات تتجمع يف عيين "ايمسني" ‪..‬‬
‫وتتساقء عىل وجنتهيا ىف مصت ‪ ..‬جذبهتا "والء" و أأجلس هتا عىل ا ألريكة ‪ ..‬مث ذهبت و أأحرضت‬
‫كوب ماء و أأغلقت الباب علهيام ‪ ..‬قدمته ل "ايمسني" الىت رشبت منه قليال ‪:‬‬
‫نررت الهيا "والء" بقلق قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬انىت كويسة‬
‫قالت "ايمسني" ودموعها تتساقء وعييهنا تتحراكن حبريه و أأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬قوليىل ان الراجل ده بيكدب ‪ ..‬قوليىل انه بيكدب‬
‫تهندت "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه أأقوكل ايه‬
‫نررت الهيا "ايمسني" بأأمل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش قادرة أأصدق ان "معر" يعمل كده ‪ ..‬مش قادرة أأصدق ‪ ..‬بس الراجل ايه مصلحته يكدب‬
‫عليا‬
‫فكرت "والء" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم نتأأكد من الىل قاهل‬
‫سأألهتا "ايمسني" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬هو ىف تأأكيد أأكرت من حرق ايده ‪ ..‬ومن الغفري ومراته الىل اختفوا ‪ ..‬ىف دليل أأكرت من كده‬
‫قالت "والء" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة الزم نتأأكد ان هو الىل اكن معاها جوه البيت ‪ ..‬مش ميكن واحد اتىن والراجل غلء وافتكره‬
‫"معر"‬
‫قالت "ايمسني" هبلفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة حص ‪ ..‬ممكن ميكنش "معر" ‪ ..‬أأكيد مش "معر" حص ؟‬
‫‪ -‬هللا أأعمل اي "ايمسني" ‪ ..‬أأان بقول ميكن الراجل اختلء عليه ا ألمر ‪ ..‬وشاف واحد ش به "معر"‬
‫وافتكره هو‬
‫مسحت "ايمسني" دموعها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ونتأأكد ازاى انه شاف "معر" فعال مش واحد ش هبه ؟‬
‫فكرت "والء" طويال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬الراجل بيقول ان الاسعاف جت خدهتم هام االتنني حص ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة حص‬
‫أأمكلت "والء" حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬يبأأه أأكيد أأخدومه عىل قسم الطوارئ ىف املستشفى ‪ ..‬لو وصلنا لسجالت املستشفى ىف اليوم ده‬
‫هنقدر نعرف امس االتنني الىل مج ىف حادثة حرق البيت‬
‫مصتت "ايمسني" لتفكر ىف الكم "والء" مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي "والء" احنا ازاى هنعرف الاسعاف أأخدهتم عىل اهنىى مستشفى ؟ ‪ ..‬املستشفيات كتري‬
‫قالت "والء" شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت مش عارفه نرام املستشفيات ىف املنصورة ‪ ..‬بىص اي س ىت نرام الطوارئ عندان ماىش جبدول‬
‫‪ ..‬يعين معروف يوم السبت ىف مستشفى كذا ويوم ا ألحد ىف مستشفى كذا هكذا طول أأايم‬
‫الاس بوع ‪ ..‬والراجل الىل اكن هنا من شويه قال انه فاكر اليوم كويس النه يوم جواز ابن أأخوه ‪..‬‬
‫احنا نعرف منه اليوم ونشوف ىف اجلدول بتاع املستشفيات ‪ ..‬الطوارئ ىف اليوم ده اكنت ىف اهنىى‬
‫مستشفى ‪ ..‬و أأان أأعرف داكترة كتري ىف مستشفيات كتري ىف املنصورة ايرب تطلع مستشفى أأكون‬
‫عارفه حد فهيا ونقدر نوصل لسجالت الاس تقبال ىف اليوم ده‬
‫قالت "ايمسني" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬بس الراجل مىش هنوصهل اتىن ازاى‬
‫قالت "والء" ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش انىت انس يه ان أأان كامن من نفس البدل الراجل ده اان عارفاه وعارفه بيته‬
‫قالت "ايمسني" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا عارفه بيته يبأأه أأكيد تعرىف البيت الىل بيتلكم عنه مش كده ؟ ‪ ..‬ألنه قال انه قريب من بيته‬
‫أأومأأت "والء" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة عارفه البيت الىل يقصده‬
‫قامت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب يال بينا نروح من الراجل نعرف منه اترخي احلادثة وابملرة نعدى عىل البيت ده عايزة أأشوفه‬
‫خرجت "والء" مع "ايمسني" وذهبتا اىل مزنل الرجل وعرفتا منه اترخي تكل الواقعة ‪ ..‬صدمت‬
‫"ايمسني" بعدما ر أأت املزنل احملرتق ‪ ..‬تعرفته ‪ ..‬هو نفس البيت اذلى أأختطفت فيه ‪ ..‬اي هللا ‪ ..‬هل‬
‫لـ "معر" عالقة خبطفها ‪ ..‬نفضت تكل الفكرة السخيفه من ر أأسها ‪ ..‬و أأخذت تس تغفر رهبا حىت ال‬
‫يمتكل الش يطان مهنا ويسمم أأفاكرها ‪ ..‬التفتت اىل "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬والء" أأان هستىن ا ألخبار عىل انر ‪ ..‬بكرة كتب كتاىب اي "والء" الزم أأعرف احلقيقة الهناردة ‪ ..‬أأو‬
‫بكرة ابلكتري‬
‫طمأأنهتا "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش أأان هزنل حاال عىل املنصورة وهتابعك ابلتليفون‬
‫قالت "ايمسني" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬منترره اتصاكل ‪.‬‬

‫يتبع‬

‫عادت "ايمسني" اىل املزرعة وىه تشعر بأأن ا ألرض متيد هبا ‪ ..‬هتالكت فوق رسيرها ‪ ..‬أألقت بر أأسها‬
‫عىل وسادهتا ‪ ..‬أأمغضت عينهيا لتسقء مهنام عربه حائرة ‪ ..‬أأخذت تدعو هللا أأن يكون الرجل خمطئا‬
‫‪ ..‬و أأنه رأى خشصا يش به "معر" ‪ ..‬دعت هللا أأن يكون ا ألمر قد اختلء عليه ‪ ..‬ال ميكن أأن تُصدم‬
‫ىف حبيهبا ‪ ..‬اثىن رجل يدخل حياهتا ‪ ..‬ال ميكن أأن تُصدم فيه هو الخر ‪ ..‬ظلت تفكر ىف "معر" ‪..‬‬
‫أأخالقه ‪ ..‬مواقفه معها ‪ ..‬نعم هو خشص جرئ ‪ ..‬بل جرئ للغاية ‪ ..‬لكن هل من املعقول أأن يصل‬
‫به ا ألمر لـ ‪ ...‬مل تس تطع حىت أأن تردد تكل اللكمة حىت مع نفسها ‪ ..‬نفضت تكل ا ألفاكر من ر أأسها‬
‫‪ ..‬قالت لنفسها ‪ ..‬لن أأظلمه ‪ ..‬سأأنترر حىت أأتأأكد ‪ ..‬اان واثقه أأن الرجل خمطئ ‪ ..‬الوقت اكن ليال ‪..‬‬
‫لقد رأى مع املر أأة رجال أخر غري "معر" ‪ ..‬قامت وتوضأأت وصلت ‪ ..‬و أأمسكت مصحفها ‪ ..‬بيد‬
‫مرجتفة ‪ ..‬وقلب قلق ‪ ..‬أأخذت تقر أأ ىف كتاب هللا لعلها هتُ دئ من نفسها ‪ ..‬مدت يدها اىل رقبهتا‬
‫و أأمسكت بيدها القلب ‪ ..‬اذلى حيمل امس "معر" ‪ ..‬مضته بقوة بني أأصابعها ‪ ..‬ظلت تقر أأ ىف‬
‫املصحف بأأعني دامعه ‪ ..‬مل ترتك القلب حلرة من يدها ‪ ..‬رن الهاتف فردت ىف وجل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "والء"‬
‫‪ -‬أأيوة اي "ايمسني"‬
‫‪ -‬وصلىت حلاجه‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬عرفت املستشفى الىل اكنت فهيا الطوارئ يوم احلادثة ‪ ..‬وامحلد هلل طلعت أأعرف ‪ 5‬داكترة‬
‫هناك ‪ ..‬أأكيد حد فهيم هيساعدىن ‪ ..‬أأان لكمت واحدة مهنم ولسه اتنني‬
‫قالت "ايمسني" بلهفه ‪:‬‬
‫‪" -‬والء" الزم أأعرف قبل بكرة‬
‫‪ -‬متقلقيش وهللا ‪ ..‬أأان حباول أأوصل للورق ده بأأقىص رسعة ‪ ..‬متقلقيش ملا أأوصل حلاجه هلكمك ‪..‬‬
‫بس صعب أأوى أأوصل حلاجة الهناردة ‪ ..‬بس بكرة الصبح ان شاء هللا هرجع اتىن عىل املستشفى‬
‫وهطمنك متقلقيش‬

‫************************‬

‫ىف صباح اليوم التاىل مل تتحمل "ايمسني" التوتر اذلى اكنت تشعر به ‪ ..‬نزلت تمتىش ىف املزرعة ‪..‬‬
‫أأما "رهيام" فاكنت ىف غرفهتا ترتب أأغراض هذا اليوم ‪ ..‬عندما رن هاتفها ‪ ..‬رمق ال تعرفه ردت قائهل‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫عرفت صوته عىل الفور ‪ ..‬قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "رهيام"‬
‫قالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلدهلل ‪ ..‬جبت رمفى منني‬
‫حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه مش عايزاىن أأعرف رمق مراىت وال ايه‬
‫قالت خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬لسه مبقتش مراتك ‪ ..‬أأان هقفل ‪ ..‬سالم‬
‫قال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن بس ‪ ..‬ما خالص لكها ساعات ونكتب كتابنا‬
‫ابتسمت خببث قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا نبقى نكتبه ‪ ..‬اان هقفل‬
‫‪ -‬طيب ايرب صربىن ‪ ..‬طيب مش هتقوليىل أأى لكمة حلوة تصربىن الاكم ساعة دول‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان هقفل اي "كرم"‬
‫‪ -‬ماىش بس عايز أأعرفك اىن لكمت ابابىك واتفقت معاه اننا بعد ما نكتب الكتاب هنعد حنتفل معامه‬
‫شوية وبعدها خنرج حنتفل لوحدان عشان أأعرف اس تفرد بييك ‪ ..‬قصدى عشان أأعرف اتلكم معاىك‬
‫‪ ..‬أأتلكم بس ‪ ..‬اوعى تفهميين حص‬
‫كمتت "رهيام" حضكهتا بيدها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مع السالمه اي "كرم"‬

‫**************************‬

‫أأخذت "ايمسني" تمتىش ىف املزرعة ‪ ..‬رن هاتفها أأخرجته ىف لهفه ‪ ..‬لكهنا تضايقت عندما وجدت‬
‫"رهيام" املتصهل ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك أأيوة اي "رهيام"‬
‫‪ -‬وعليمك السالم ‪ ..‬انىت فني اي عروسة ؟‬
‫قالت "ايمسني" بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش بمتىش شوية‬
‫قالت "رهيام" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ده وقت متش يه ‪ ..‬خالص الكوافرية جايه ىف الطريق والزم عند ماما "كرميه" انىت عارفه ان‬
‫الكوافرية هتجيلنا عندها‬
‫قالت "ايمسني" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬روىح انىت و أأان هحصكل اي "رهيام"‬
‫قالت "رهيام" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجه اي "ايمسني" ؟ شوفتك مش عاجبىن‬
‫‪ -‬أل مفيش حاجه ‪ ..‬روىح انىت و أأان هحصكل ‪ ..‬يال سالم‬
‫أأغلقت قبل أأن تتحدث "رهيام" مرة أأخرى ‪ ..‬حلرات ووجدت "والء" تتصل هبا ‪..‬ردت بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "والء" ‪ ..‬بتصل بييك موابيكل مقفول‬
‫‪ -‬ال دى ش بكة اي "ايمسني" ‪ ..‬أأان عىل الطريق راجعه عىل املزرعة‬
‫‪ -‬معلىت ايه ىف املستشفى ‪ ..‬وصلىت حلاجه ؟‬
‫‪ -‬اس تنيين ىف املكتب جهيكل عىل هناك‬
‫‪ -‬طيب طمنيىن اي "والء"‬
‫‪ -‬عرش دقايق وهكون عندك اي "ايمسني" اس تنيين ىف املكتب‬
‫أأرسعت "ايمسني" ابذلهاب اىل مكتب ‪ ..‬جلست عىل ا ألريكة ىف توتر ‪ ..‬أأخرجت السلسة ‪..‬‬
‫نررت امس امس "معر" املنقوش عىل القلب ‪ ..‬وحضنته بني أأصابعها ‪ ..‬أأمغضت عينهيا وظلت تدعو‬
‫رهبا ‪ ..‬وتس تغفر ‪ ..‬فتحت "والء" الباب و أأغلقته خلفها ‪ ..‬هبت "ايمسني" واقفه وقالت بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬خري طمنيين وصلىت حلاجه‬
‫ر أأت نررت ا ألىس ىف أأعني "والء" ‪ ..‬فقالت حبده ‪:‬‬
‫‪" -‬والء" ردى عليا‬
‫تهندت "والء" و أأخرجت من حقيبهتا ورقتني أأعطهتام اىل "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬دى بياانت احلاالت الىل اس تقبلهتا املستشفى الىل اكن فهيا قسم الطوارئ شغال ىف اليوم ده‬
‫أأخذت "ايمسني" الورق بيد مرجتفة ‪ ..‬نررت اىل "والء" بأأعني دامعه وقالت بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬موجود فهيا امسه ؟ ‪ ...‬موجود امس "معر" ؟‬
‫نررت الهيا "والء" دون أأن جتيب ‪ ..‬فتحت "ايمسني" الورق وقر أأت بياانت احلالتني الوحيديتني ىف‬
‫هذا اليوم ‪" ..‬صفية ادلمرداش" ‪ ..‬و ‪" ...‬معر ا أللفى" ‪ ..‬سقطت مهنارة عىل ا ألريكة تنرر اىل‬
‫الورقة غري مصدقة فقالت "والء" شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬تقرير احلالتني هتالقهيم مكتوب عندك ‪ ..‬مج املستشفى مصابني حبروق ‪ ..‬الست اكن ىف حروق‬
‫متفرقه ىف ايدهيا ورجلهيا وابىق جسمها حروق من ادلرجة التانية ‪ ..‬و أأعدت اس بوع ىف املستشفى‬
‫وبعدها كتبولها عىل خروج ‪..‬‬
‫مث قالت برتدد ‪:‬‬
‫‪ -‬احلاةل التانية حاةل "معر" وجه معاها ىف نفس احلادثة وىف نفس التوقيت واصابته اكنت حرق ىف‬
‫ايده الميني ومىش ىف نفس اليوم‬
‫تساقطت العربات من أأعني "ايمسني" وىه مازالت ممسكة ابلورق ىف يدها تنرر الهيا بأأعني دامعه ‪..‬‬
‫مصتت ‪ ..‬طال مصهتا ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين "معر" فعال اليل اكن مع الست دى ىف البيت ‪ ..‬والراجل مغلطش ‪ ..‬هو فعال الىل اكن‬
‫معاها‬
‫مث نررت اىل "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين "معر" ‪ ..‬و الست دى ‪ ..‬اكنوا ‪.....‬‬
‫مل تس تطع اكامل مجلهتا وانفجرت ابكية ‪ ..‬جلست "والء" جبوارها و أأخذهتا ىف حضهنا وتهندت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت امحدى ربنا انك اكتشفىت املوضوع ده قبل كتب الكتاب ‪ ..‬أأان عارفه انه صعب علييك ‪..‬‬
‫معلش ربنا يصربك ويربد انرك‬
‫هبت "ايمسني" واقفة وقالت من بني شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحىت اي "والء" مش عايزة حد يعرف حاجه عن املوضوع ده‬
‫وقت "والء" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد ‪ ..‬متخافيش‬
‫خرجت "ايمسني" ‪ ..‬ال تدرى أأين تذهب ‪ ..‬اكنت تشعر ابالختناق ‪ ..‬و أكن شيئا جيمث فوق صدرها‬
‫‪ ..‬ذهبت اىل حيث جشرهتا ‪ ..‬جلست عىل اجلذع ‪ ..‬انفجرت ىف باكء مرير مل تس تطع الس يطرة عليه‬
‫‪ ..‬شعرت بأأن قلهبا هو اذلى يبىك ‪ ..‬هو اذلى يزنف ‪ ..‬تساقطت عرباهتا لتختلء برتاب املزرعة ‪..‬‬
‫تذكرت أأول مرة جلست فهيا عىل هذا اجلذع ‪ ..‬اكنت تشعر الفرحة ‪ ..‬والراحة ‪ ..‬والسكينة ‪ ..‬يف‬
‫هذا املاكن ‪ ..‬لكن الن ‪ ..‬ضاقت ا ألرض هبا ‪ ..‬مل تعد حتمتل البقاء هنا ‪ ..‬مل تعد تشعر ابلراحة ‪ ..‬أأو‬
‫السكينة ‪ ..‬بل تشعر ابخليانة ‪ ..‬والغدر ‪ ..‬وا ألمل ‪ ..‬تشعر بأأن قلهبا قد متزق أأشالءا من شدة ا ألمل ‪..‬‬
‫تشعر بأأن عقلها قد ُشل من كرثة الصدمات الىت تعرضت لها ‪ ..‬ملاذا حيدث لها ذكل ‪ ..‬ملاذا ال تمت لها‬
‫فرحة ‪ ..‬و أكن احلياة تس تكرث علهيا فرحهتا ‪ ..‬بكت أأملها ‪ ..‬بكت حهبا ‪ ..‬اذلى فقدته قبل أأن حتصل‬
‫عليه ‪ ..‬تعبت عينهيا من كرثة الباكء ‪ ..‬تعب قلهبا من كرثة ا ألمل ‪ ..‬انجت رهبا ‪ ..‬اىل مىت اي رب ‪ ..‬اىل‬
‫مىت ‪ ..‬مل أأعد أأس تطيع التحمل ‪ ..‬تعبت ‪ ..‬مىت سأأراتح ‪ ..‬صربت اىل أأن تعب الصرب من صربي ‪..‬‬
‫ال أأعرتض عىل قضاءك ‪ ..‬لكىن تعبت ‪ ..‬أأشعر بأأن نفيس ممزقه ألشالء ‪ ..‬أأشعر بطعنات ا ألمل‬
‫منغرسه ىف لك جوارىح ‪ ..‬لن أأحتمل العيش معه ‪ ..‬لن أأقبل العيش مع رجل زاىن ‪ ..‬هو مكصطفى ‪..‬‬
‫ال فرق بيهنام ‪ ..‬الكهام زاىن ‪ ..‬الكهام ارتكب أأكرب الفواحش ‪ ..‬الكهام ينهتك حرماتك ‪ ..‬الكهام ال‬
‫يباىل بغضبك ‪ ..‬الكهام يعصيك ‪ ..‬ويتباىه بعصيانك ‪ ..‬لن أأعيش معه ‪ ..‬حبه ىف قليب انقلب اىل كره‬
‫واحتقار ‪ ..‬لن أأقبل العيش مع زاىن ‪ ..‬حىت لو كنت أأحبـــه ‪ ..‬ألن من خانك يومـا ‪ ..‬س يخونىن أألـف‬
‫يــوم ‪ ..‬شعرت ابلقشعريرة ترسى ىف جسدها عندما تذكرت أأهنا اكنت س تصبح زوجته اليوم ‪..‬‬
‫محدت هللا أأن أأجناها منه‬
‫رن هاتفها ‪ ..‬اكنت "سامح" وصلت اىل بيت املزرعة ومل جتدها ‪ ..‬وصفت لها "ايمسني" ماكهنا عند‬
‫الشجرة ‪ ..‬أأتت "سامح" لتجد صديقهتا ىف أأسو أأ حال ‪ ..‬قالت هبلع ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬ماكل ‪ ..‬بتعيطى ليه‬
‫بد أأت "ايمسني" ىف الباكء مرة أأخرى و أألقت نفسها ىف حضن صديقهتا الىت ربتت عىل ظهرها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت قوليىل ماكل ‪ ..‬ايه الىل حصل ‪" ..‬مصطفى" لكمك ؟‬
‫رفعت "ايمسني" ر أأسها ونررت اىل "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل‬
‫قالت "سامح" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأمال ايه الىل حصل بتعيطي ليه‬
‫قالت "ايمسني" من بني شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" زىن بواحدة متجوزة‬
‫هتفت "سامح" ىف عدم تصديق ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ‪ ..‬بتقوىل ايه ؟‬
‫قالت "ايمسني" بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان متأأكده ‪ ..‬اتأأكدت بنفيس ‪ ..‬اتلكمت مع الشاهد اىل شافه واتعرف عليه والىل معر دفعهل رشوة‬
‫عشان ميتلكمش ‪ ..‬وشوفت ادلليل بعيين ‪ ..‬مش دليل واحد دول اتنني ‪" ..‬معر" زىن بواحدة‬
‫متجوزة‬
‫قصت علهيا "ايمسني" لك ما حدث ابلتفصيل ‪ ..‬ساد الصمت طويال ‪ ..‬مث قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مكنتش أأتوقع كده منه أأبدا ‪ ..‬أأيوة عارفه ان ىف حياته جتاوزات كتري ‪ ..‬واكن فيه حاجات غلء‬
‫كتري جدا بينه وبني خطيبته ‪ ..‬بس متصورتش انه ممكن يعمل حاجه زى كده‬
‫قالت "ايمسني" مبرارة ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل قبل كده ‪ ..‬الىل يعمل الغلطة الصغرية بدون ذرة ندم ‪ ..‬يعمل الغلطة الكبرية‬
‫نررت الهيا "سامح" بأأىس قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هتعمىل ايه دلوقىت ؟‬
‫قالت "ايمسني" ابحتقار وىه متسح دموعها بأأصابعها ‪:‬‬
‫‪ -‬هرجعهل ش بكته ‪ ..‬أأان مش ممكن أأجتوز راجل زاىن‬
‫دمعت عيناها مرة أأخرى وىه تقول بأأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬ده أأسو أأ من "مصطفى" اي "سامح" ‪ ..‬الست اكنت متجوزة ‪ ..‬وهو عارف اهنا متجوزة‬
‫هجشت ىف الباكء مرة أأخرى ‪ ..‬حاولت "سامح" هتدئهتا ‪ ..‬مىض الوقت ‪ ..‬حىت هد أأت واس تعادت‬
‫رابطة جأأشها ‪ ..‬مث مهت ابالنرصاف ‪ ..‬قالت لها "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فني ؟‬
‫ردت "ايمسني" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬راحة أأخلص منه و أأمسحه متاما من حياىت‬
‫مشت برسعة ىف طريقها اىل بيت املزرعة ‪ ..‬اتصلت بـ "معر" اذلى رد علهيا قائال بصوت حاىن ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت ‪ ..‬أكنك حسه بيا ‪ ..‬اكن نفيس أأمسع صوتك‬
‫قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬انت فني ؟‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه هنبتدى من أأولها ‪ ..‬مش بدرى شويه عىل السؤال ده ‪ ..‬عامة أأان ىف مكتىب الىل ىف البيت ‪..‬‬
‫حبيبىت فني بأأه ؟‬
‫ردت حبدة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان جياكل‬
‫مث أأغلقت ‪ ..‬شعر "معر" ابلقلق ‪ ..‬هنض من ماكنه ليس تقبلها عىل الباب ‪ ..‬نرر اىل وهجها و عيوهنا‬
‫الباكية ‪ ..‬مث قال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت انىت كنىت بتعيطى‬
‫وقفت "ايمسني" تنرر اىل عينيه وىه تقول ىف نفسها ‪ ..‬ازاى قدرت ختدعىن ‪ ..‬ازاى مكنتش شايفه‬
‫السواد الىل جواك ‪ ..‬ابلربء زى ما "مصطفى" خدعىن ‪ ..‬ومكنتش قادرة أأشوف السواد الىل جواه‬
‫‪ ..‬بكرهكوا انتوا االتنني ‪ ..‬انتوا االتنني زى بعض ‪ ..‬كرر "معر" سؤاهل ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت ‪ ..‬ماكل ‪ ..‬ايه الىل مضايقك‬
‫نررت اليه حبده قائهل بصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسفة غريت ر أأىي ‪ ..‬مش هقدر أأجتوزك‬
‫نرر الهيا بدهشة قائالً‪:‬‬
‫‪ -‬بتقوىل ايه ؟‬
‫"ايمسني" بقسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزاك‬
‫مصت "معر" وهو حياول استيعاب ما تقول ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتقوىل ايه ؟‬
‫"ايمسني" بنفس القسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل مش عايزاك ‪ ..‬مش عايزاك‬
‫"معر" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه هو اكن لعب عيال ‪ ..‬كتب كتابنا الهناردة‬
‫قالت "ايمسني" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش كتب كتاب ‪ ..‬ومفيش جواز‬
‫شعر "معر" ابلغضب يزداد بداخهل ‪ ..‬مفا اكن منه اال أأن مسك لكتا ذراعهيا وقرهبا منه بشدة ونرر‬
‫الهيا قائال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتلعىب بيا اي "ايمسني" ‪ ..‬يعين ايه مش عايزاك ؟‬
‫حاولت أأن تفلت نفسها منه لكنه اكن يطبق عىل ذراعهيا بشدة ‪ ..‬حاولت أأن تبتعد عنه فمل تس تطع‬
‫‪ ..‬هتف حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬انطقى يعين ايه الىل انىت بتقوليه ده‬
‫قرهبا منه للغاية ‪ ..‬فتالمس جسدهام ‪ ..‬شهقت "ايمسني" ابلباكء والعربات الساخنه تتساقء من‬
‫عينهيا ونررت هل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان أأان وانت مننفعش لبعض ‪ ..‬انت واحد لك حياتك حرام ‪ ..‬لك ترصفاتك حرام ‪ ..‬قربك‬
‫مىن ابلشلك ده حرام ‪ ..‬مسكك ليا ابلطريقة دى حرام ‪ ..‬ملسك ليا كده حرام ‪ ..‬بس انت واحد ما‬
‫بيفرقش معاك احلرام‬
‫مث أأمغضت عينهيا و أأخفضت ر أأسها ىف أأمل وىه مازالت تبىك ‪ ..‬نرر "معر" الهيا ‪ ..‬حياول فهم ما تقول‬
‫‪ ..‬حياول استيعاب ما حيدث ‪ ..‬أأبعدها عنه قليال ‪ ..‬وترك ذراعهيا ‪ ..‬فابتعدت عنه ورجعت للخلف‬
‫برسعة ‪ ..‬أأخذت متسح بكفهيا عىل ذراعهيا و أكهنا ال تطيق ملس ته ‪ ..‬شعرت اجتاهه ابالحتقار ‪..‬‬
‫شعرت ابلقشعريرة من جمرد ملسه اايه ‪ ..‬ولقرهبا منه‪ ..‬لمك تمتىن أأن تبتعد عنه ‪ ..‬أأكرب مسافة ممكنه ‪..‬‬
‫ال تريد أأن تراه ‪ ..‬أأو تقرتب منه بعد اليوم ‪ ..‬تريد أأن بتتعد عنه بأأقىص رسعة ‪ ..‬بقدر ما أأحبته ‪..‬‬
‫بقدر ما سقء من نررها الن ‪ ..‬مه "معر" ابلتحدث معها مرة أأخرى ‪ ..‬وجفأأة قاطعه دخول وادله‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬احلق اي "معر" ‪ ..‬مع "عبد امحليد" وقع جفأأة وحاولت أأفوقه مش راىض يفوق ‪..‬‬
‫رصخت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب‬
‫هرع "معر" ووادله و "ايمسني" اىل اخلارج حيث "عبد امحليد" ملفى عىل ا ألرض ‪ ..‬أأخذت‬
‫"ايمسني" حتاول حتسس نبضه وىه تبىك ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب ‪ ..‬اباب ماكل ‪ ..‬اباب رد عليا‬
‫محل "معر" ووادله ‪" ..‬عبد امحليد" اىل الس يارة وركبت معهم "ايمسني" وانطلقوا اىل املستشفى ‪..‬‬
‫اكنت "ايمسني" مهنارة عىل الكرىس جبوار الغرفة وا ألطباء يفحصونه ىف ادلاخل ‪ ..‬وقف "معر" أأماهما‬
‫بأأىس ‪:‬‬
‫ال يدرى ماذا حدث لها وكيف انقلبت عليه ىف حلرات ‪ ..‬اكن يريد أأن يأأخذها ىف حضنه وخيفف‬
‫عهنا ولكنه يعمل بأأهنا ابلتأأكيد سرتفض ذكل ‪ ..‬خرج الطبيب ‪ ..‬و أأنبأأمه بأأن حالته الصحيه حرجه ‪..‬‬
‫بسبب ارتفاع ضغء ادلم دليه ‪ ..‬ابالضافه اىل مشالك ىف عضةل القلب ‪ ..‬اهنارت "ايمسني" مرة‬
‫أأخرى ابكيه وظلت تردد " اللهم اجرىن ىف مصيبىت واخلف ىل خريا مهنا " ‪ ..‬منع الطبيب الزايرة‬
‫اىل أأن تس تقر حالته الصحية ‪ ..‬بعد قرابة الساعة أأتت "رهيام" اىل املستشفى بصحبة "كرم" و‬
‫" أأمين" و "سامح" و "كرميه" ‪ ..‬تعانقت ا ألختان واختلطت دموعهام ‪ ..‬انترروا حىت املساء ومازال‬
‫الطبيب مينع الزايرة ‪ ..‬عاد امجليع اىل منازهلم فامي عدا "ايمسني" و "رهيام" ‪ ..‬وابلطبع "معر" و "كرم"‬
‫‪..‬‬
‫اكنت الفتااتن ىف حاةل اهنيار اتم ‪ ..‬حاولت "ايمسني" الامتسك من أأجل أأخهتا ‪ ..‬لكن خوفها عىل أأبهيا‬
‫م أل قلهبا ‪ ..‬ظل "معر" يراقهبا وا ألمل يعترص قلبه ‪ ..‬اقترب مهنا وجلس جبوارها قائال حبنان ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" هدى نفسك شوية ‪ ..‬ان شاء هللا هيبقى كويس‬
‫نررت اليه "ايمسني" بنررة حادة ‪ ..‬مث قامت ووقفت جبوار ابب غرفة وادلها و أأس ندت ر أأسها عليه‬
‫و أأمغضت عينهيا لتسقء مهنا عربة حزينه ملكومه‬
‫ىف اليوم التاىل ‪ ..‬مسح الطبيب بزايرة خفيفة نررا خلطورة حالته الصحية وعدم اس تقرارها ‪ ..‬دخلت‬
‫الفتااتن ‪ ..‬حاولت "ايمسني" متاكل نفسها قدر االماكن حىت تبث الطمأأنينه ىف نفس وادلها وقفت‬
‫جبوار رسيره مبتسمه بصعوبه ومسحت عىل ر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب حبيىب عامل ايه دلوقىت‬
‫قال بصوت أأجش ‪:‬‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬نعمه وفضل من ربنا‬
‫سقطت عربه من عني "رهيام" فنررت الهيا "ايمسني" نرره حمذره ‪ ..‬قالت "رهيام" وىه تقف عىل‬
‫اجلانب الخر من الفراش ‪:‬‬
‫‪ -‬محدهللا عىل سالمتك اي اباب‬
‫قالت "ايمسني" وىه حتاول رمس ابتسامه عىل شفتهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬ادلكتور طمنا عليك وقاىل يومني وهتبقى كويس أأوى وهتخرج من هنا عىل طول‬
‫أأمغض "عبد امحليد" عينيه للحرة مث قال بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬اان حاسس ان خالص هناييت قربت‬
‫بكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب متقولش كده ‪ ..‬ان شاء هللا هتبقى كويس ‪ ..‬أأان و "رهيام" حمتاجينك ‪ ..‬اباب أأان حمتجاك أأوى‬
‫نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عايز أأطمن عليكوا اي بنىت قبل ما أأموت ‪ ..‬ايريت اكن حصىل الىل حصل ده بعد كتب كتابك‬
‫انىت و أأختك ‪ ..‬لكن ربنا أأكيد هل حمكة ان ده حيصل قبل كتب الكتاب ‪ ..‬امحلد هلل عىل لك حال ‪..‬‬
‫انت ايرب عارف الىل فيه الصاحل‬
‫نررت اليه "رهيام" بأأعني دامعة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا اي اباب هتقوملنا ابلسالمة ‪ ..‬هو بس شوية تعب وهتبقى كويس‬
‫أأمسك "عبد امحليد" كف "ايمسني" بيد ‪ ..‬و كف "رهيام" ىف يده ا ألخرى وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو فعال عايزين ترحيوا قلب أأبوكوا ‪ ..‬اندوىل "معر" و "كرم" ووافقوا عىل الىل أأان هقوهل لهيم ‪..‬‬
‫نررت "ايمسني" و "رهيام" اىل بعضهام البعض ‪ ..‬قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬نوافق عىل ايه اي اباب؟‬
‫قال عبدامحليد وهو مازال ممساك بكفهام وجياهد ليخرج صوته املتعب ‪:‬‬
‫‪ -‬بتحبوىن وعايزين ترحيوا قليب وال أل‬
‫‪-‬أأكيد اي اباب‬
‫‪ -‬طبعا اي اباب‬
‫نرر اىل "رهيام" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬روىح اندى لـ "معر" و "كرم"‬
‫ذهبت "رهيام" وفعلت كام طلب وادلها ‪ ..‬مث عادت اىل ماكهنا ممسكه كف وادلها ‪ ..‬وقف "معر" و‬
‫"كرم" جبوار "ايمسني" ‪ ..‬نررت "ايمسني" لتجد "معر" جبانهبا ‪ ..‬شعرت ابلقشعريرة ترسى مرة‬
‫أأخرى ىف جسدها ‪ ..‬ايهلل ‪ ..‬لمك تكره قربه مهنا ‪ ..‬انزوت جبسدها مبتعدة عنه ‪ ..‬و أكنه مرض خبيث‬
‫ختىش أأن يصيهبا بلمسه منه ‪ ..‬نرر "عبد امحليد" اىل الرجلني قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خالص ‪ ..‬حاسس ان دى هناييت ‪ ..‬ولك أأمىل ىف ادلنيا دى اىن أأطمن عىل بناىت قبل ما أأموت‬
‫‪ ..‬و أأسيب لك واحدة فهيم ىف عصمة راجل حيمهيا ويكون مجهبا طول العمر‬
‫بكت الفتااتن ىف مصت ‪ ..‬قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يديك الصحة اي مع "عبد امحليد" وتعيش وجتوز بناتك‬
‫نرر اىل "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت شارى بنىت "رهيام" اي بشمهندس "كرم"‬
‫نرر "كرم" اىل "رهيام" مث قال ىف دهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا اي مع "عبد امحليد" انت عندك شك ىف كدة‬
‫مث نرر "عبد امحليد الىل "معر" قائال‪:‬‬
‫‪ -‬وانت اي بشمهندس "معر" شارى بنىت "ايمسني" ؟‬
‫التفت "معر" اىل "ايمسني" الواقفة جبواره ‪ ..‬مصت ‪ ..‬طال مصته ‪ ..‬مث قال بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة شارهيا‬
‫قال "عبد امحليد" وهو ينرر اىل ا ألعني املتعلقة به ‪:‬‬
‫‪ -‬يبقى جتيبوا املأأذون وتكتبوا الكتاب دلوقىت حاال‬
‫نررت اليه "ايمسني" بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب حرضتك بتقول ايه‬
‫صاحت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬اباب ازاى يعين ‪ ..‬وحرضتك تعبان كده‬
‫سعل "عبد امحليد" بشدة ‪ ..‬أأتت املمرضة وطلبت من امجليع اخلروج ‪ ..‬شد "عبد امحليد" كفيه عىل‬
‫كفى بداته قائال بصوت خرج بصعوبة ‪:‬‬
‫‪ -‬حمدش هيخرج من هنا ‪ ..‬وانتوا لو بتحبوىن وعايزين ترحيوا قليب هتنفذوا الىل أأان طلبته‬
‫التفت اىل "معر" و"كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتوا ايه ‪ ..‬شاريني بناىت وال أل‬
‫قال "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد طبعا ومعنديش مانع أأبدا اىن أأكتب الكتاب هنا لو ده هريحيك اي مع "عبد امحليد"‬
‫نرر "عبد امحليد" اىل "معر" منتررا ر أأيه ‪ ..‬قال "معر" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كامن شارهيا وشارهيا أأوى ‪ ..‬ومعنديش مانع اىن أأكتب علهيا هنا ‪ ..‬دلوقىت‬
‫وقفت "ايمسني" تتابع ما حيدث و أكهنا متثال ‪ ..‬بدون أأن تُرهر أأى تعبريات عىل وهجها ‪ ..‬بدون أأى‬
‫رد فعل ‪ ..‬ذهبت "رهيام" بصحبة "كرم" و "معر" الحضار ا ألوراق املطلوبة والىت اكن قد مت‬
‫حتضريها ابلفعل ‪ ..‬وقفت "ايمسني" جبوار وادلها ‪ ..‬اكلمتثال ‪ ..‬عينهيا تس بح ىف فضاء الغرفة ‪..‬‬
‫شعرت بأأنه تفكريها قد ُشل ‪ ..‬ومشاعرها قد جتمدت ‪ ..‬مل تشعر الا بشئ واحد ‪ ..‬كف وادلها الىت‬
‫متسك بيدها ىف ارصار ‪ ..‬دخل الطبيب لفحص "عبد امحليد" مرة أأخرى ‪ ..‬مث نرر اىل "ايمسني"‬
‫بشئ من ا ألسف وخرج من الغرفة ‪ ..‬بعد ساعة حرض امجليع ‪ ..‬اتبعت "ايمسني" ما حيدث بأأعني ال‬
‫ترى ‪ ..‬وبأأذن ال تسمع ‪ ..‬تشعر بأأهنا ترى مشهدا مكررا ‪ ..‬شعرت بأأهنا عاشت هذا املشهد من قبل‬
‫‪ ..‬لكن أأين ‪ ..‬ومىت ‪ ..‬وكيف ‪ ..‬أأفاقت عىل لكمة واحدة نطق هبا "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬قبلت زواهجــا‬
‫عندها تذكرت أأين ومىت عاشت هذا املشهد ‪ ..‬انه هو نفس املشهد ‪ ..‬ونفس االحساس ‪ ..‬ونفس‬
‫نبضة قلهبا احلزينه ‪ ..‬للمــرة الثانيــة ‪ ..‬تتــزوج برجــل ال تريــــده ‪.‬‬
‫بعد ساعتني خرج الطبيب من الغرفة ونرر للجميع بأأسف قائال ‪ :‬البقـــاء هلل‪.‬‬

‫البارت ‪53‬‬
‫خمي احلزن عىل املزرعــة ‪ ..‬الىت أأصبحت مرتعا ل ألحزان ‪ ..‬افتقدت الفتااتن أأابهام بشدة ‪ ..‬ساعد‬
‫امجليع ىف اجراءات اجلنازة وادلفن ‪ ..‬دُفن ىف القاهرة ىف املقابر الىت دُفنت فهيا زوجته ‪ ..‬مرت ا ألايم‬
‫عىل الفتااتن ببءء شديد ‪ ..‬و أكن عقارب الساعة قد أأصاهبا عطل ‪..‬فتوقفت أأو اكدت ‪ ..‬اكنت‬
‫"كرميه" تشفق عىل حاهلام كثريا ‪ ..‬اكنت تزورهام ىف غرفهتام ‪ ..‬الىت أأرصا عىل املكوث فهيا ‪ ..‬وترسل‬
‫هلام الطعام مع اخلادمة لك يوم ‪ ..‬وقف "كرم" جبوار "رهيام" ىف حمنهتا ‪ ..‬اكن دامئ االتصال هبا‬
‫واالطمئنان عىل حالها ‪ ..‬أأما "معر" فمل تتوقف اتصاالته لـ "ايمسني"الىت مل جتب عىل أأى مهنا ‪ ..‬حىت‬
‫أأضطرت اىل غلق هاتفها ‪ ..‬اكن "معر" يشعر ابحلرية ‪ ..‬ملاذا انقلبت عليه جفأأة ‪ ..‬هل هو التوتر اذلى‬
‫يس بق الزواج ‪ ..‬هل عادت اىل خمافها مرة أأخرى ‪ ..‬ملاذا ال تعطيه وتعطى لنفسها فرصة ‪ ..‬هل‬
‫جتربهتا املريرة س ترل تقف حائال بيهنام ‪ ..‬اكد أأن جين من كرثة التفكري ‪ ..‬مل جيد حال اال ىف التحدث‬
‫مع وادلته ‪ ..‬علها ترحي قلبه ‪ ..‬قال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان بس نفيس أأعرف ليه ىه قالتىل كده ‪ ..‬لكمهتا وجعتىن أأوى ‪ ..‬عارفه يعين ايه حبيبىت ومي كتب‬
‫كتابنا تقوىل (مش عايزاك) ‪ ..‬وكده بدون أأس باب‬
‫اس متعت أأمه اىل حديثه اكمال ‪ ..‬وعن تفاصيل أخر لقاء هل مع "ايمسني" صبيحة يوم كتب الكتاب ‪..‬‬
‫مث قالت ىف هدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬بص اي "معر" ‪ ..‬كتري بنات بتخاف ملا املوضوع بيدخل ىف اجلد ‪ ..‬يعين بتخاف اهنا تكون اختارت‬
‫غلء ‪ ..‬بتخاف اهنا لسه مش عارفه كويس الراجل الىل ىه هتبقى مراته ‪ ..‬تعرف أخر مرة اكنت‬
‫"ايمسني" عندان هنا ‪ ..‬قبل كتب الكتاب بيومني ‪ ..‬جت سرية املاجس تري وادلكتوراه بتوعك ‪ ..‬لقيهتا‬
‫مندهشة ‪ ..‬يعين حىت مكنتش تعرف عنك املعلومة البس يطة دى ‪ ..‬ىه فعال اي "معر" لسه البنت‬
‫متعرفش حاجات كتري عنك ‪ ..‬وده أأكيد خموفها ‪ ..‬دى خماوف أأى بنت عادية ‪ ..‬ما ابكل بأأه بواحدة‬
‫مطلقة ‪ ..‬واكنت متجوزة واحد أأس تغفر هللا زى طليقها ده راجل معندوش مضري ‪ ..‬متخيل جحم‬
‫اخملاوف اليل جواها عامةل ازاى ‪ ..‬خاصة ان وادلها قال ان طليقها ده مكنش ابين عليه لك الىل‬
‫معهل ده واكن ابين عليه واحد حمرتم وابن انس ‪ ..‬الىل عايزة أأقوهل ان رمغ اىن مش معاها ىف اهنا‬
‫هترب زى ما بهترب داميا ‪ ..‬والزم تواجه لك الىل خماوفها ‪ ..‬بس برده مقدرة ان البنت ممكن تكون‬
‫خماوفها س يطرت علهيا دلرجة خلت تفكريها يتشل ‪ ..‬دلرجة خلهتا مرتددة وبتفكر ىف احلاجة أألف مرة‬
‫‪ ..‬وكرت التفكري بيفتح جمال للش يطان انه يدخل ويوسوس براحته‬
‫تهند "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين أأان أأمعل ايه دلوقىت ؟‬
‫‪ -‬بص اي حبيىب ‪ ..‬دلوقىت ىه بمتر حباةل نفس ية صعبة بسبب موت وادلها ‪ ..‬وبسبب جوازها املفاجئ‬
‫بعد ما جتكل وقالتك ان اجلواز ملغى ‪ ..‬فلك الىل مطلبو منك هو انك تفضل مجهبا ىف أأزمهتا ‪..‬‬
‫وتتحملها حلد ما خترج مهنا ‪ ..‬عىل فكرة اي "معر" الست بتقدر أأوى الراجل الىل يقف مجهبا وحتسن‬
‫انه س ند لهيا ‪ ..‬الست ملا بتالىق راجل بيحهبا وخايف علهيا وواقف مجهبا حىت وقت اخلالف بيهنم‬
‫الزم غصب عهنا تعشق الرتاب الىل بميىش عليه ‪" ..‬ايمسني" خالص بأأت مراتك ‪ ..‬وانت جوزها ‪..‬‬
‫وكامن البنت ملهاش أأى حد غري أأخهتا ا ألصغر مهنا ‪ ..‬يعين انت لك عيلهتا دلوقىت اي "معر"‬
‫أأومأأ "معر" بر أأسه وقد شعر ابلراحة للحديث مع أأمه ‪ ..‬فقد أأجابت عىل ا ألس ئةل الىت اكنت تعمتل‬
‫داخل عقهل وقلبه ‪ ..‬قرر أأن يقف جبوار حبيبته ىف حمنهتا ‪ ..‬ولن يتخىل عهنا أأبــدا ‪.‬‬

‫حاول أأن يتصل بـ "ايمسني" مرة أأخرى ‪ ..‬لكن هاتفها مازال مغلقا ‪ ..‬خفرج من مزنهل وتوجه اىل‬
‫غرفهتا ىف سكن العامل ‪ ..‬طرق الباب ‪ ..‬بعد فرتة ‪ ..‬فتحت "رهيام" مرتدية اسدال الصالة ‪ ..‬نررت‬
‫اليه ابس تغراب ‪ ..‬فقال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "رهيام" أأخبارك ايه ؟‬
‫‪ -‬كويسه امحلد هلل‬
‫‪"-‬ايمسني" موجودة ؟‬
‫أأومأأت بر أأسا ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب لو مسحىت قوليلها اىن عايزها‬
‫دخلت "رهيام" ‪ ..‬دقيقتني وخرجت "ايمسني" مرتدية اسدال الصالة ىه ا ألخرى ‪ ..‬نرر الهيا ميىل‬
‫عينيه برؤايها الىت ُحرم مهنا ألايم ‪ ..‬اكنت ضعيفة ذابهل ‪ ..‬دامعة العينني ‪ ..‬رق قلبه حلالها ‪ ..‬اقرتب‬
‫مهنا قائال حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت انىت كويسه ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها وحتاشت النرر اليه ‪ ..‬رفع يده لميرر ظهر أأصابعه عىل وجنهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفهل تليفونك ليه ‪ ..‬وليه مبرتديش عليا‬
‫أأبعدت وهجها عن أأصابعه ‪..‬فسحب يده وظل ينرر الهيا ىف مصت ‪ ..‬وىه مازالت تتحاشا النرر اىل‬
‫وهجه ‪ ..‬طال الصمت بيهنام ‪ ..‬نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش هسيبك براحتك ‪ ..‬بس لو مسحىت افتحى تليفونك عشان ملا أأحب أأطمن علييك ‪ ..‬بدل ما‬
‫لك شوية تالقيين جايكل هنا ‪ ..‬أأان سبتك الاكم يوم الىل فاتوا برحتك ‪ ..‬بس قدرى اىن قلقان علييك‬
‫وحابب أأمسع صوتك و أأطمن علييك‬
‫مصت برهه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش اي "ايمسني"‬
‫أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو احتجىت حاجه لكميىن‬
‫غادر "معر" وعادت اىل رسيرها تلقى بنفسها عليه ‪ ..‬اعطت "رهيام" ظهرها حىت ال ترى العربات‬
‫الىت تتساقء من عينهيا ىف مصت ‪ ..‬سأألت دموعها ‪ ..‬ملاذا تسقطني اي دموعى ‪ ..‬أأبسبب موت أأيب‬
‫‪ ..‬الرجل الوحيد اذلى أأثق به ىف هذه ادلنيا ‪ ..‬أأم تسقطني بسبب حاىل وما حيدث ىل ‪ ..‬كفى اي‬
‫دموعى عن السقوط ‪ ..‬مل أأعد أأحمتل حرارتك عىل وهجىى ‪ ..‬أأال جتفني أأبدا ‪ ..‬ملاذا تذكرينين دامئا‬
‫بطعمك املاحل ىف مفى ‪ ..‬أأريد أأن أأنىس طعمك اي دموعى ‪ ..‬ملاذا تذكريين ِبك دامئا وخترجني من‬
‫عيناى بلك ارصار و أكنك تتحديين ‪ ..‬و أكنك تتعندين أأن تؤمليين ‪ ..‬ملاذا اي دموعى ال ترمحيين ‪!..‬‬

‫اقرتبت مهنا "رهيام" وجلست جبوارها عىل الفراش ‪ ..‬التفتت "ايمسني" الهيا وجلست ‪ ..‬قالت‬
‫"رهيام" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش ىن أأوى اي "ايمسني"‬
‫اغرورقت عينا "ايمسني" ابدلموع قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كامن وحش ىن أأوى‬
‫مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزين نعمل صدقة جارية ليه‬
‫أأومأأت "رهيام" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ايه ؟‬
‫‪ -‬مش عارفه لسه بفكر ‪ ..‬بس عايزين نعمهل أأكرت من حاجه عشان ثوابه يكون أأكرب‬
‫مث تساقطت عربة من عينهيا وىه تقول بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬الانسان ملا بميوت ‪ ..‬احلاجة الوحيدة الىل بيس متر ايخد علهيا ثواب ىه ان والده يدعوهل ويعملوهل‬
‫صدقة جاريه ‪ ..‬وعايزين نعمل ملاما كامن‬
‫أأومأأت "رهيام" بر أأسها و أأس ندهتا عىل كتف أأخهتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش أأان هدييك لك الفلوس الىل أأان حموشاها من مرتيب وانىت شوىف هتعمىل بهيا ايه‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هاخدمه لكهم ‪ ..‬احنا لسه منعرفش احنا هنعيش ازاى ‪ ..‬خالص كدة معاش اباب هللا‬
‫يرمحه اتقطع عننا الننا اجتوزان ‪ ..‬يعين ملناش أأى مصدر رزق نعيش منه الا شغلنا هنا ‪ ..‬و أأموران‬
‫دلوقىت اتلخبطت‬
‫رفعت "رهيام" ر أأسها ونررت الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل هيحصل دلوقىت اي "ايمسني" ‪ ..‬أأقصد بعد ما لك واحدة فينا اتكتب كتاهبا ‪ ..‬وبعدين ‪..‬‬
‫ايه الىل هيحصل ‪ ..‬طبعا الفرح الزم يتأأجل ‪ ..‬بس هل هنفضل نش تغل عندمه زى ما احنا ‪ ..‬وال أل‬
‫‪ ..‬ولو مش تغلناش هنرصف عىل نفس نا منني‬
‫نررت "ايمسني" اىل "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا موجوده ‪ ..‬مش هيسبنا ‪ ..‬اطمىن اي "رهيام" ‪ ..‬ربنا قادر يبعتلنا احلل للك مشالكنا‬
‫فتحت "ايمسني" أأحد ا ألدراج جبانهبا و أأخرجت مصحفا وفتحته و أأس ندت ظهرها اىل الوسادة خلفها‬
‫وبد أأت ىف القراءه ‪ ..‬رجعت "رهيام" برهرها للخلف و أأس ندت ر أأسها عىل كتف أأخهتا تس متع اىل‬
‫تالوهتــا ‪.‬‬

‫***************************‬

‫ىف اليوم التاىل ‪ ..‬خرجت "رهيام" من امحلام لتجد أأخهتا ترتدى مالبسها فسأألهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت خارجه ؟‬
‫قالت "ايمسن" شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬هروح أأشوف موضوع الصدقة اجلارية الىل اتلكمنا عنه امبارح‬
‫‪ -‬أىج معاىك‬
‫‪ -‬ال اي حبيبىت مفيش داعى خلييك‬
‫خرجت "ايمسني" ‪ ..‬توهجت اىل الطريق املؤدى للبوابة ‪ ..‬اكن "معر" يقف أأمام البوابة يتحدث اىل‬
‫رجل داخل س يارته ‪ ..‬نرر اىل "ايمسني" فتجاهلت نرراته ‪ ..‬أأهنىى "معر" الكمه مع الرجل اذلى‬
‫انطلق بس يارته خارج املزرعة مث توجه الهيا يقطع طريقها قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬راحه فني؟‬
‫نررت اليه ‪ ..‬ايهلل ‪ ..‬لمك تؤملىن رؤيته ‪ ..‬وتذكرىن بلك ما أأريد نس يانه ‪ ..‬أأعاده سؤاهل ‪:‬‬
‫‪ -‬راحه فني اي "ايمسني" ‪ ..‬قالت هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬انزهل املنصورة‬
‫‪ -‬تعمىل ايه ىف املنصورة‬
‫قالت بشئ من نفاذ الصرب ‪:‬‬
‫‪ -‬هشرتى شوية حاجات‬
‫قال وهو هيم ابالنرصاف ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ثواىن جهيب العربية وأىج‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش داعى ‪ ..‬أأان هروح لوحدى‬
‫نرر الهيا حبنان قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين أأسيب مراتــى تركب ىف املواصالت و أأان موجود‬
‫خفق قلبه عندما مسعت منه لكمـة (مراتــى) ‪ ..‬تكل اللكمة الىت حتاول أأن تتناساها ‪ ..‬لكهنا واقع ‪..‬‬
‫و أأمر مفروغ منه ‪ ..‬مل تعد تس تطيع الهــرب ‪ ..‬عاد "معر" و أأحرض س يارته أأوقفها أأمام "ايمسني"‬
‫وفتح لها الباب ‪ ..‬شعرت ابحساس غريب ‪ ..‬هو مزجي من خوف وحرية وتردد ‪ ..‬للمرة ا ألوىل تركب‬
‫س يارة رجل غريب مبفردها ‪ ..‬ذكرت نفسها ‪ ..‬ليس غريبا اي "ايمسني" ‪ ..‬بل هو زوجــك ‪ ..‬زوجك‬
‫عليك فرضا ‪ ..‬زوجك رغــم أأنفــك ‪ ..‬اهريب منه ىف عقكل كام تريدين ‪ ..‬لكنك لن‬ ‫اذلى فُرض ِ‬
‫تس تطيعي الهرب من الواقــع أأبــدا ‪.‬‬
‫ترددت حلرات ىف الركوب ‪ ..‬نرر الهيا "معر" يراقب مالمح الرتدد عىل وهجها ‪ ..‬ركبت جبواره ‪..‬‬
‫جبوار زوهجــا ‪ ..‬شعرت ابلرهبة ‪ ..‬تهندت وحاولت الس يطرة عىل خفقات قلهبا ‪ ..‬ىه حىت ال تعمل مما‬
‫ىه خائفه ‪ ..‬سار "معر" ىف طريقه اىل املنصورة ‪ ..‬يلقى نررة علهيا لك فرتة ‪ ..‬نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزه تروىح فني ؟‬
‫مصتت لتفكر ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزة أأروح أأى مكتبة اسالمية‬
‫قال ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬مكتبة اسالمية‬
‫أأومأأت بر أأسها فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫قالت هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزة أأشرتى مصاحب عشان أأحطها ىف املسجد الىل ىف القرية ‪ ..‬صدقة جارية لبااب وماما هللا‬
‫يرمحهم‬
‫شعر "معر" حبنان جارف جتاهها ‪ ..‬الحت ابتسامه عىل شفتيه ‪ ..‬ونرر اىل يدها املوضوعة جبانهبا‬
‫عىل املقعد ‪..‬مد يده ليحتضن كفها ‪ ..‬فأأزاحت يدها برسعة ‪ ..‬وكتفت ذراعهيا أأما صدرها ‪ ..‬تضايق‬
‫"معر" ‪ ..‬لكنه أأخفى ضيقه ‪ ..‬مراعاة ملشاعرها وللرروف الىت متر هبا ‪ ..‬توقف أأمام املكتبة ‪ ..‬نزل‬
‫معها ‪ ..‬وواختارت ما تريد ‪ ..‬وعندما مهت بفتح حقيبهتا وجدت "معر" يس بقها وخيرج حمفرته ‪..‬‬
‫فقالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأان الىل هدفع‬
‫نرر الهيا "معر" نررة حمذرة ‪ ..‬نررة صارمة ‪ ..‬دون أأن يتلكم ‪ ..‬مك اخافهتا نررته فأأمجلت لساهنا ‪ ..‬اي‬
‫لهاتني العينني ‪ ..‬هام قادراتن عىل مغرها ابحلنان اترة ‪ ..‬وعىل اخافهتا اترة أأخرى ‪ ..‬دفع "معر" املبلغ‬
‫للرجل ومحل املصاحف ووضعها ىف صندوق الس يارة ‪ ..‬وتوجه اىل ابب "ايمسني" وفتحه لها ‪ ..‬ركبت‬
‫"ايمسني" ‪ ..‬وركب "معر" وانطلق ىف طريقه ‪ ..‬ساد الصمت ‪ ..‬قطعته "ايمسني" وىه خترج ‪ ..‬املال‬
‫من حقيبهتا وتعده ‪ ..‬مث تعطيه هل ىف حده قائهل حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضل‬
‫أألقى "معر" نررة عىل املال مث علهيا ‪ ..‬مصت للحرات بدون رد فعل ‪ ..‬ومازالت يدها ممدودة ابملال‬
‫‪ ..‬ثــم ‪ ..‬أأخذه مهنا ووضعه ابهامل عىل اتبلوه الس يارة ‪ ..‬نررت أأماهما ‪ ..‬قال "معر" هبدوء لكن حبزم‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬اتىن مرة ملا أأكون معاىك ىف ماكن ‪ ..‬أأوعى تفتحى ش نطتك وحتاوىل انك حتاس يب ‪ ..‬أأان راجل مش‬
‫شوال جوافة‬
‫قالت "هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬احلاجة دى بتاعىت و أأان اليل الزم أأدفع متهنا‬
‫قال حبزم دون أأن ينرر الهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬ده يبقى بيىن وبينك ‪ ..‬مش أأدام الناس‬
‫مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا ؟‬
‫نرر اليه ‪ ..‬تالقت نرراهتام ‪ ..‬ىه حتاول قراءة عينيه وهو حياول قراءة عينهيا ‪ ..‬أأومأأت بر أأسها مث‬
‫عادت لتنرر أأماهما فسأألها ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزة تروىح ماكن اتىن ؟‬
‫قالت برتدد ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مش هعطكل ‪ ..‬عايزه أأروح أأى دار أأيتام هنا‬
‫فكر "معر" قليل مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش‬
‫مث نرر الهيا وابتسم ابتسامه عذبه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت تأأمر و أأان أأنفذ‬
‫اختلج قلهبا البتسامته اجلذابه ‪ ..‬ولكامته الرقيقة ‪ ..‬فأأشاحت بوهجها ‪ ..‬وذكرت نفسها بلك ما علمته‬
‫عنه ‪ ..‬وبلك ما تكرهه فيــه ‪.‬‬

‫**************************‬
‫مسعت "رهيام" طرقات عىل الباب فقامت لتفتح ظنا مهنا أأهنا "ايمسني" ‪ ..‬لكهنا وجدت "كرم" أأماهما‬
‫‪ ..‬ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش تيين جيت أأشوفك‬
‫ابتسمت "رهيام" خبجل وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا كنا لسه أأفلني مع بعض من شوية‬
‫قال ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت فاكرة ان صوتك كفاية يعين ‪ ..‬ده أأان ملا بتلكم معاىك ىف التليفون حبس انك بتوحشيين أأكرت‬
‫سأألها خبفوت ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" جوه ؟‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬خرجت راحت املنصورة‬
‫ابتسم "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس‬
‫ودلهش هتا وجدته يدفعها ويدخل ويغلق الباب ‪ ..‬قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" انت بتعمل ايه‬
‫قال جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬عايز أأتلكم مع مراىت ‪ ..‬ايه فهيا حاجه‬
‫أأشارت اىل الباب املغلق قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬بس مش كدة ‪ ..‬مينفعش كده‬
‫حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بنىت انىت مراىت‬
‫جذهبا من ذراعيه ليضمها اىل صدره ‪ ..‬فدفعته عهنا قائهل خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬انت بهترج عىل فكرة‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأموت فيك وانت مكسوف كده ‪ ..‬طيب أأان بس عايز أأتلكم معاىك ىف موضوع‬
‫قالت بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اتلكم برسعة‬
‫قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه هتلكم واحنا واقفني كدة ‪..‬‬
‫مث أألقى نررة عىل الغرفة الىت حتتوى عىل رسيرين ودوالب وترسحية ‪ ..‬فقالت "رهيام" هاتفه ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش ماكن هنا نعد عليه‬
‫نرر ايل الرسير مث قال خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬معاىك حق القعاد هنا خطر‬
‫هتفت "رهيام" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬اطلع بره اي "كرم"‬
‫نرر الهيا جبديه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حبه جد بأأه عشان ىف موضوع همم فعال عايز أألكمك فيه‬
‫ر أأت مالمح اجلدية عىل وهجه فشعرت ابلقلق وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬خري ؟‬
‫قال "كرم" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان خالص معدش ينفع أأستىن هنا أأكرت من كده ‪ ..‬الشغل كتري ىف القاهرة وىف حاجات الزم أأمعلها‬
‫بنفيس ‪ ..‬يعين الزم أأرجع القاهرة ىف أأقرب وقت‬
‫مصتت "رهيام" قليال ال تدرى ما تقول فأأمكل "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تيجي معااي القاهرة اي "رهيام" ‪ ..‬يعين أأقصد تعييش معااي ‪ ..‬تبقى دخهل يعين‬
‫نررت اليه وقالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬انت بتقول ايه اي "كرم" ‪ ..‬ازاى أأمعل فرح و أأبواي لسه ميت ؟‬
‫قال "كرم" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬مش الزم نعمل فرح ‪ ..‬بس أأان مضطر أأرجع القاهرة ومش عايز أأسيبك هنا ‪ ..‬عايزك معااي اي‬
‫حبيبىت ‪ ..‬وبعدين انىت انس ية االمتحاانت بتاعتك ‪ ..‬انىت نفسك الزم ترجعى القاهرة عشان‬
‫امتحاانتك‬
‫فكرت "رهيام" بمتعن مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬وازاى أأسيب "ايمسني" لوحدها ؟‬
‫‪" -‬ايمسني" مش لوحدها ‪ ..‬جوزها هنا ‪" ..‬معر" ‪ ..‬وكامن طنء "كرميه" هنا‬
‫أأخذت تفكر ‪ ..‬مث قالت هل ىف حرية ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هقدر أأمىش من هنا اي "كرم" اال بعد ما أأطمن ان "ايمسني" ىه كامن هتبقى مع "معر" ىف‬
‫بيته ‪ ..‬ومش هتعد هنا لوحدها‬
‫قال "كرم" مطمئنا ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش أأان واثق ان "معر" هو كامن هيعجل مبوضوع ادلخهل ‪ ..‬عشان الوضع كدة مش مربوط‬
‫‪ ..‬يعين مينفعش تعدوا انتوا االتنني لوحدكوا ‪ ..‬وىف سكن عامل طالعه انزهل ‪ ..‬ولك واحدة متجوزة‬
‫راجل يسد عني الشمس‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص ‪ ..‬شوف انت "معر" انوى عىل ايه ‪ ..‬بس أأان مش مهىش من هنا طول ما "ايمسني"‬
‫أأعده ‪ ..‬مش ممكن هسيب أأخىت لوحدها ‪ ..‬وىف ظروفنا دى ‪ ..‬احنا خالص بقينا لوحدان وملناش‬
‫الا بعض‬
‫اقرتب مهنا "كرم" ومسحها عىل وجنهتا ىف حنان قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان روحت فني ‪ ..‬انىت مش لوحدك اي "رهيام" ‪ ..‬أأان معاىك ‪ ..‬ومش عايز تقلقى من حاجه طول‬
‫ما أأان معاىك‬
‫ابتسمت خبجل وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عارفه اي "كرم" ‪ ..‬تعرف انت الىل كنت بتصربىن ا ألايم اليل فاتت ‪ ..‬كنت بفرح ملا كنت بتلكمىن‬
‫لك شوية وبتطمن عليا ‪ ..‬خلتىن أأحس ان مش لوحدى‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا مش لوحدك‬
‫حاولت جذهبا من ذرعهيا مرة أأخرى اىل حضنه ‪ ..‬فدفعته عهنا خبجل ‪ ..‬تركها قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش برحتك ‪ ..‬بكرة تبقى ىف بيىت اي مجيل ‪ ..‬أأان وانت واتلتنا الش يطان‬
‫حضكت "رهيام" و أأخفت حضكهتا بيدها فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وال تقوليىل سيب الباب مفتوح ‪ ..‬وال كده مينفعش اي "كرم" ‪ ..‬ده اان هخلص منك القدمي‬
‫واجلديد ‪..‬‬
‫ازدادت حضاكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان الىل بقول عنك طيب وحمرتم‬
‫صاح ىف مرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ال حمرتم ايه ‪ ..‬مني الىل حضك علييك واداىك الفكرة الغلء دى عىن ‪ ..‬أأان عندى ميول شديدة‬
‫لالحنراف بس مكنتش الىق الىل يوهجىن ‪ ..‬اديين بس فرصىت و أأان أأثبتكل صوت وصورة‬
‫صاحت "رهيام" وىه تكمت حضاكهتا ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" اطلع بره‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش ‪ ..‬هطلع ‪ ..‬ليك يوم اي مجيل‬
‫مث نرر الهيا بفرحه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بس عارفه كويس اىن جيت ‪ ..‬عىل ا ألقل شوفت حضكتك احللوة دى‬
‫نررت اليه حبب وقالت مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليك ليا اي "كرم"‬
‫‪" -‬رهيام"‬
‫‪ -‬مممممممم‬
‫‪ -‬اوعى تبصيىل البصه دى اتىن وتتلكمى بصوت مسهوك كده طول ما احنا هنا ىف املزرعة ‪ ..‬ملا‬
‫نسافر القاهرة وندخل بيتنا ابقى احنرىف براحتك‬
‫هتفت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اان منحرفه اي "كرم"‬
‫قال هبمس ‪:‬‬
‫‪ -‬اي "رهيام" أأصكل متعرفيش صوتك احلنني ده وانىت بتقوىل ربنا خيليك ليا اي "كرم" معل فيا ايه‬
‫تراهرت "رهيام" ابجلديه وقالت ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" جبد اطلع بره ‪ ..‬كده اوووفر‬
‫نرر الهيا بغيظ ‪ ..‬مث فتح الباب وقبل أأن خيرج ‪ ..‬التفت برسعة ليطبع قبةل رسيعه عىل وجنهتا مث‬
‫خرج مرسعا وهو يضحك ‪ ..‬قالت "رهيام" يغيظ بصوت منخفض ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش اي "كرم"‬

‫*************************‬
‫يتبع‬
‫دخلت "ايمسني" اىل دار ا أليتام بصحبة "معر" ‪ ..‬توهجوا اىل مكتب املديرة وتربعت "ايمسني" مببلغ‬
‫ملساعدة ا ألطفال ‪ ..‬كصدقة جارية لوادلها ووادلهتا رمحهام هللا ‪ ..‬اكن "معر" يراقهبا بعينني حنونتني‬
‫وىه تتحدث مع املديرة ‪ ..‬رق قلبه لتكل الفتاة الىت أأمامه والىت لكام رأها شعر بقلبه كعصفور صغري‬
‫يرفرف جبناحيه داخل صدره ‪ ..‬شعر بسعادة غريبة ترسي ىف كيانه لكه وهو ينرر الهيا واىل أأفعالها‬
‫الطيبة ‪ ..‬حانت التفاته مهنا وتالقت أأعيهنام ‪ ..‬اكنت نررته شغوفه حنونه تىش حبب واحض ال ميكن‬
‫أأن ختطئ ىف تفسريه ‪ ..‬أأشاحت بوهجها ىف جخل ‪ ..‬أأخذهتم املديرة اىل جحرة بعض ا ألطفال و أأخذت‬
‫تتحدث عن اجملهودات الىت تبذلها ادلار لعالج أأولئك ا ألطفال اذلين فقدوا زوهيم ‪ ..‬نررت "ايمسني"‬
‫اىل ا ألطفال الربيئة الىت تلعب ىف مرح ‪ ..‬ترقرقت عيناها ابلعربات ‪ ..‬محدت رهبا أأن أأمد ىف معر‬
‫أأبوهيا حىت ربوها وكبورها ىه و أأخهتا ‪ ..‬أأما هؤالء ا ألفطال املساكني معرم مل يروا زوهيم ‪ ..‬وتربوا‬
‫بدوهنم ‪ ..‬وس يكربون بدوهنم ‪ ..‬شعرت ابلعربات تندفع من عينيهنا اكلشالل وىه تنقل برصها من‬
‫طفل لخر وضعت كفها عىل مفها لتكمت شهقات صغرية اكدت أأن تفلت مهنا ‪ ..‬نرر الهيا "معر" و‬
‫خفق قلبه ‪ ..‬رفع ذراعه و أأحاط كتفهيا وقرهبا منه ‪ ..‬و ‪ ..‬قبل ر أأسها ‪ ..‬انتهبت "ايمسني" لقرهبا منه ‪..‬‬
‫فرفعت عينهيا ادلامعتني اليه ىف جخل لتصطدم بنررة حنان ىف عينيه ‪ ..‬مث تبتعد عنه ‪ ..‬مسحت‬
‫دموعها ‪ ..‬اقرتب "معر" من أأحد ا ألطفال ‪ ..‬اكن طفال صغريا ىف الثالثه من معره ‪ ..‬ميسك لعبة‬
‫مكونه من جزءين فشل ىف تركيهبام فأأخذ يبىك ‪ ..‬أأمسك "معر" منه اللعبة وركهبا و ابتسم اىل‬
‫الصغري و أأعطاه اايها ومسح عىل شعره ‪ ..‬وقف مرة أأخرى جبوار "ايمسني" ينرر للطفل اذلى يلعب‬
‫بلعبته ىف مرح ‪ ..‬نررت اليه "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرف انك خدت ثواب كبري أأوى ابلىل انت معلته ده‬
‫التفت الهيا بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معلت ايه ؟‬
‫قالت شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬مسحت عىل راس طفل يتمي ‪ ..‬اللمسه دى ثواهبا كبري‬
‫نرر الهيا بشغف قائال بصوت هامس ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس يعين معااي كزن حس نات ‪ ..‬مش هش يل ايدي من عليه أأبدا‬
‫امحرت وجنتاها وحتاشت النرر اليه ‪ ..‬قبل انرصافهم توقف "معر" وأأخرج دفرت ش ياكته وكتب‬
‫ش ياك و أأعطاه اىل مديرة ادلار ‪ ..‬مل تعرف "ايمسني" الرمق املكتوب لكهنا ر أأت عالمات الفرحة عىل‬
‫وجه املر أأة ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يبارلكك اي ابىن وحيفرك من لك سوء ‪ ..‬ده أأكرب مبلغ حد يتربع بيه من يوم ما فتحنا ادلار ‪..‬‬
‫أأخذت "ايمسني" تنرر اليه وىه تتسائل ىف نفسها ‪ ..‬تـ ُـرى أأفعل هذا لينال أأجــرا ‪ ..‬أأم ليفكر عن‬
‫ذنبـــا ‪ ..‬التفت "معر" الهيا فوجدها تنرر اليه نررة غريبه أأخفهتا رسيعا ‪ ..‬اهنوا زايرهتم و ركبوا‬
‫الس يارة ‪ ..‬نرر "معر" الهيا مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬حتيب تروىح فني اتىن ؟‬
‫‪ -‬شكرا ‪ ..‬أأان كده خلصت الىل كنت عايزه أأمعهل ‪ ..‬لو راجع املزرعة وصلىن ىف طريقك لو مسحت‬
‫رفع حاجبيه بتحدى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ولو مش راجع ؟‬
‫قالت ابرتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة ممكن توصلىن املوقف و أأان هركب عربية توصلىن املزرعة‬
‫نرر اىل ساعته قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف الوقت ده ‪ ..‬الساعة ‪ .. 9‬تركيب عربية لوحدك ومتىش عىل طريق سفر‬
‫ازداد ارتباكها وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش هكون لوحدى ىف العربية ‪ ..‬معااي راكب ‪ ..‬وكامن أأان مضطرة يعين مفيش أأداىم حل اتىن‬
‫أأمسك وهجها بكفه وجعلها تلتفت اليه ‪ ..‬اقرتب مهنا لتتالقا نرراهتام ‪ ..‬قال لها ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" أأان جوزك ‪ ..‬فامهة ‪ ..‬جوزك ‪ ..‬متتعمليش معااي أكىن راجل غريب ‪ ..‬انىت دلوقىت مراىت‬
‫ومسؤهل مىن ‪ ..‬ايريت تفهمى ده كويس‬
‫مصتت ‪ ..‬و أأبعدت وهجها عن يده ‪ ..‬اعتدل ىف مقعده وانطلق ىف طريقه ‪ ..‬توقف أأمام احدى املطامع‬
‫والتفت الهيا قائال اببتسامه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان جعت ‪ ..‬ممكن نزنل انلك مع بعض وبعدين نرجع املزرعة‬
‫اعتذرت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش أأان أأسفه أأان عايزة أأرجع املزرعة عشان سايبه "رهيام" لوحدها‬
‫مصت ‪ ..‬وانطلق ىف طريقه اىل املزرعــة ‪ ..‬أأوقف الس يارة أأمام سكن العامل ‪ ..‬التفتت اليه "ايمسني"‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن لو مسحت تفتحىل الش نطة عشان أخد املصاحف‬
‫قال لها "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل خلهيم ىف العربيه وبكرة هوصلهم بنفيس ملسجد القرية‬
‫علمت أأهنا لو اعرتضت لن جتدى منه رجا ‪ ..‬فاستسلمت ونزلت من الس يارة ‪ ..‬نزل "معر" هو‬
‫الخر والتف حول الس يارة ‪ ..‬نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا‬
‫مهت ابالنرصاف فوقف أأماهما ‪ ..‬نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة الوضع ده مش هينفع يس متر كتري‬
‫نررت اليه بعدم فهم ‪ ..‬قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه ؟‬
‫قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين مش هسيب مراىت عايشه لوحدها ىف سكن العامل‬
‫قالت هل حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش لوحدى أأان معااي "رهيام"‬
‫‪" -‬رهيام" هتسافر القاهرة مع جوزها اي "ايمسني"‬
‫نررت اليه بدهشة فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" مضطر يرجع القاهرة عشان الشغل ‪ ..‬وقاىل انه عايز مراته معاه‬
‫مث نرر الهيا نررة ذات معىن ‪:‬‬
‫‪ -‬زى ما أأان عايز مراىت معااي‬
‫اكنت "ايمسني" تشعر ابلغضب يش تغل بداخلها ‪ ..‬غضب وحنق و قةل حيهل ‪ ..‬أأهذه ىه هناية‬
‫املطاف ‪ ..‬س تصبح زوجة فعليه لهذا ‪ ......‬لهذا الزانــى ‪ ..‬ارجتف قلهبا عندما ترددت اللكمة بداخلها‬
‫‪ ..‬اي لها من لكمة بغيضة مقززه ‪ ..‬ال حتمتل النطق هبا ‪ ..‬فكيف س تحمتل من قام هبا ‪ ..‬نررت اليه‬
‫وقالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة "رهيام" تسافر مع "كرم" و أأان أأفضل هنا ىف السكن‬
‫قال "معر" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل مش هسيب مراىت عايشة لوحدها ىف سكن العامل اي "ايمسني" ‪ ..‬الوضع ده غري مقبول‬
‫ابلنس به ىل ‪ ..‬الزم تعرىف انك دلوقىت مراىت ‪ ..‬وليا حقوق علييك‬
‫شعرت بغصة ىف حلقها ‪ ..‬شعرت و أكهنا ختتنق ‪ ..‬جتمعت العربات ىف عينهيا ‪ ..‬صاحت وعيناها‬
‫تش تعالن غضبا وكرها ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ايه معندكش احساس ‪ ..‬عىل ا ألقل استىن حلد ما أأفوق من صدمىت ىف موت أأبواي وبعدين‬
‫ابقى اطلب مىن حقوقك‬
‫مصت "معر" ‪ ..‬طال مصته وهو يتطلع الهيا ‪ ..‬اىل تعبريات وهجها الغاضبة ‪ ..‬اىل ا ألمل وادلموع ىف‬
‫عينهيا ‪ ..‬مث اقرتب مهنا ‪ ..‬رجعت اىل اخللف حماوةل الابتعاد عنه لتصطدم ابلس يارة خلفها ‪ ..‬اقرتب‬
‫أأكرث وقال برصامة وقوة ‪:‬‬
‫‪ -‬اان ملا قولت حقوىق ‪ ..‬قصدك حقى ىف ان مراىت تكون مجيب ‪ ..‬وتعيش معااي ىف نفس البيت ‪ ..‬ما‬
‫قصدتش الىل وصكل ليه تفكريك‬
‫غزت محرة اخلجل وهجها ‪ ..‬فأأمكل "معر" وىف عينيه نررة حاده ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مش "مصطفى" اي "ايمسني"‬
‫ارجتف قلهبا ‪ ..‬أأمكل بغضب مكتوم ‪:‬‬
‫‪ -‬مش ممكن أأبدا أأجربك عىل حاجه انىت مش عايزاها ‪ ..‬أأان مش حيوان زيه‬
‫أأخفضت نررها وقد شعرت ابخلجل ألهنا أأخطأأت تفسري لكامته ‪ ..‬زفر "معر" لهيدئ من نفسه ‪..‬‬
‫نررت اليه "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسفه ‪ ..‬فهمت غلء‬
‫نرر الهيا "معر" قائال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عذرك ألنك لسه معرفتنيش اي "ايمسني" ‪ ..‬بس صدقيين أأان مش ممكن أأبدا أأمعل حاجه جترحك‬
‫‪ ..‬مش ممكن أأبدا أأجرحك‬
‫ر أأيت "ايمسني" الصدق ىف عينيه ‪ ..‬ومسعته ىف صوته ‪ ..‬ابتسم لها ‪ ..‬ابتسمت هل ىف جخل ‪ ..‬خفضت‬
‫برصها ‪ ..‬لرتتطم نرراهتا ابحلرق عىل يده ‪ ..‬شعرت بغصه ىف حلقها ‪ ..‬رفعت نررها اليه ‪ ..‬حائرة ‪..‬‬
‫مرتددة ‪ ..‬متأأملة ‪ ..‬ابتلعت ريقها وقالت بصوت حاولت أأن يبدو طبيعيا ‪:‬‬
‫‪ -‬احلرق الىل ىف ايدك ده من ايه ؟‬
‫شعر "معر" ابلسعادة ‪ ..‬فهذه ىه املرة ا ألوىل الىت تسأأهل عن شئ خيصه ‪ ..‬قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكه مضايقك ؟‬
‫قالت ابرتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬مش كده ‪ ..‬أأان ‪ ..‬أأان بس بسأأل عادى ‪ ..‬من زمان احلرق ده ؟‬
‫ظهر الضيق عىل وجه ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش من زمان أأوى ‪ ..‬وموضوع مش حابب أأفتكره‬
‫خفق قلهبا بشدة ‪ ..‬قالت حتاول معرفة اجابه لسؤالها ‪:‬‬
‫‪ -‬حصل هنا ىف املزرعة ؟ ‪ ..‬وال ىف القاهرة ؟‬
‫نررت اليه تراقب تعبريات وهجه ‪ ..‬نرر الهيا ‪..‬بدا مرتددا ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬حقيقى اي "ايمسني" مش حابب أأتلكم ىف املوضوع ده‬
‫اقرتب مهنا و أأمسك يدها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خلينا نتلكم عننا أأحسن‬
‫حسبت "ايمسني" يدها من يده وقالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اتأأخرت عىل "رهيام" ‪ ..‬بعد اذنك‬
‫ثــم غادرت اىل غرفهتــا ‪ ..‬اس تقبلهتا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معلىت ايه‬
‫قالت "ايمسني" وىه شارده ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس‬
‫‪ -‬هو ايه الىل كويس ‪ ..‬معلىت ايه اشرتييت ايه للصدقه بتاعة اباب و ماما‬
‫التفتت "ايمسني" الهيا وقالت بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" أأرجوىك س بيين دلوقىت ‪ ..‬مش قادرة أأتلكم ىف أأى حاجة‬
‫دخلت "ايمسني" امحلام ووقفت تنرر اىل نفسها ىف املرأة ‪ ..‬ملاذا هترب من اجابة سؤالها ‪ ..‬ملاذا‬
‫ظهرت عالمات الضيق عىل وهجه عندما ذكرت ذكل احلرق ‪ ..‬لك الشواهد تؤكد ما توصلت اليه‬
‫بنفسها ‪ ..‬نعم هو مذنب ‪ ..‬نررت اىل نفهسا بسخريه ‪ ..‬ماذا توقعىت أأن جييبك ‪ ..‬أأيقول ِكل لقد‬
‫أأرتكبت جرمية ش نعاء واكن جزايئ أأن أأصيبت يدي ‪ ..‬أأكنىت ترنني بأأنه س يعرتف ِكل مباضيه ‪ ..‬هذا‬
‫املاىض ا ألسود اذلى بىن بينك وبينه أالف ا ألسوار العالية ‪ ..‬ابلتأأكيد س يكذب ‪ ..‬ابلتأأكيد سينكر ‪..‬‬
‫من يرتكب جرمية بشعة مثل الزنــى ‪ ..‬س يكون الكذب لعبة سههل ابلنس به هل ‪ ..‬أأمغضت عيناها ىف‬
‫أأمل ‪ ..‬انتررهتا "رهيام" حىت خرجت ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪" ..‬كرم" جاىل الهناردة ‪ ..‬وقاىل انه مضطر يسافر القاهرة عشان شغهل ‪ ..‬و ‪...‬‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬وعايزىن أأسافر معاه ‪ ..‬يعين طبعا مش هنعمل فرح عشان اباب هللا يرمحه ‪ ..‬بس هو عايز خالص‬
‫نتجوز ونعيش مع بعض‬
‫مصتت "ايمسني" ومل جتب ‪ ..‬فأأمكلت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان قولتهل مش هينفع ‪ ..‬اال بعد ما أأطمن عىل "ايمسني"‬
‫قالت "ايمسني" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬تطمىن عليا ازاى يعين‬
‫‪ -‬يعين نشوف "معر" انوى عىل ايه ‪ ..‬هو ملكمكيش ىف حاجه‬
‫زفرت "ايمسني" بضيق ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ملكيش دعوة بيا ‪ ..‬سافرى مع "كرم" ‪ ..‬و أأان مش صغرية عشان معرفش أأعيش لوحدى‬
‫قالت "رهيام" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مس تحيل ‪ ..‬مش هسافر مع "كرم" اال ملا انىت تروىح بيتك‬
‫قالت "ايمسني" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬بيىت ؟‬
‫أأومأأت "رهيام" بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة بيتك ‪ ..‬بيت "معر"‬
‫قالت "ايمسني" بضيق وىه تتوجه اىل فراشها ‪:‬‬
‫‪ -‬خلينا نتلكم بكرة اي "رهيام" ‪ ..‬أأان تعبانه دلوقىت وعايزة أأانم‬
‫قضت "ايمسني" ليلهتا والكوابيس تؤرق مضجعها ‪ ..‬أأفاقت عىل احدى كوابيسها ترصخ ‪ ..‬استيقرت‬
‫"رهيام" عىل صوهتا ‪ ..‬ذهبت وجلست جبوارها لتجد "ايمسني" جالسه تبىك ‪ ..‬قالت "رهيام" بلهفه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ايه الىل حصل ‪ ..‬حلمىت حمل وحش ؟‬
‫قالت "ايمسني" من بني شهقاهتا ‪:‬‬
‫‪ -‬مش طيقاه ‪ ..‬مش طايقه أأشوفه ‪ ..‬وال طايقه أأمسع صوته ‪ ..‬وال طايقه انه يلمس ىن‬
‫قالت "رهيام" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬مني ؟ ‪" ..‬معر" ‪ ..‬؟‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬ليه اي "ايمسني" ‪ ..‬ايه الىل حصل بينكوا ‪ ..‬انتوا اختانقتوا‬
‫قالت "ايمسني" بأأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬من غري ما حيصل حاجه ‪ ..‬أأان مش طايقاه وخالص‬
‫أأخذهتا "رهيام" ىف حضهنا لهتدهئا ‪ ..‬ىف الصباح ذهبت "رهيام" اىل مكتب "كرم" ‪ ..‬دخلت و أأغلقت‬
‫الباب خلفها ‪ ..‬قام فورا واجته الهيا قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا وبقينا نقفل الباب‬
‫ابتسمت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬لو عايزىن أأفتحه معنديش مانع‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل خليه مقفول أأحسن نس هتوى‬
‫قالت "رهيام" جبديه ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" ‪ ..‬مش هينفع أأسافر معاك ‪ ..‬أأان اتلكمت مع "ايمسني" وىه مش حبه ان يكون ىف دخهل‬
‫دلوقىت‬
‫قال "كرم" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه مش حبه‬
‫هتفت حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل ليه مش حبه ‪ ..‬مش حبه وخالص اان ايش عرفىن‬
‫قال "كرم" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين هسافر لوحدى ‪ ..‬أأان ىف بدل ومراىت ىف بدل‬
‫نررت اليه "رهيام" بأأسف قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي "كرم" مش ابيدي ‪..‬بس مقدرش أأسيب أأخىت لوحدها‬
‫تهند "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص بس مش هنعدوا ىف سكن العامل ‪ ..‬هأأجر شقة ىف املنصورة وتعدوا فهيا انتوا االتنني ‪..‬‬
‫حلد ما نشوف املوضوع هريىس عىل ايه‬
‫قالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي "كرم" عارفه انك مضايق ‪ ..‬بس قدر ان دى أأخىت ومينفعش أأسيهبا‬
‫أأومأأ "كرم" بر أأسه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مقدر اي حبيبىت ‪ ..‬وال هيمك ‪ ..‬وعامة أأان واثق ان "معر" مش هيتحمل الوضع ده كتري ‪" ..‬معر"‬
‫غيور جدا ومش هيسيهبا عايشة ىف املنصورة لوحدها بعد ما بقت مراته‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬وامتحاانتك هتعمىل فهيا ايه‬
‫قالت شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬ما أأان هفضل هنا حلد معاد امتحاانىت ‪ ..‬وايرب ساعهتا تكون "ايمسني" ىف بيهتا ‪ ..‬عشان أأعرف‬
‫أأسافر و أأان مطمنه‬

‫************************‬
‫‪ -‬انىت بهترىج اي "رهيام"‬
‫قالت "رهيام" جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هبرج ده الىل حصل والىل اتفقت عليه مع "كرم"‬
‫قالت "ايمسني" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بنىت وانىت ماكل وماىل ‪ ..‬سافرى ما جوزك وعييش حياتك بأأه ‪ ..‬وملكيش دعوة بيا‬
‫‪ -‬ازاى يعين مليش دعوة بيىك ‪ ..‬ما هو انىت لو ترحييين وتقولييل ليه مش عايزة ادلخهل دلوقىت كنت‬
‫ارحتت ‪ ..‬انىت عارفه ان وضعنا صعب ‪ ..‬ومفيش حل غري كده‬
‫شعرت "ايمسني" ابالختناق ‪ ..‬أأخذت نفسا معيقا ‪ ..‬بدت مرتدده ‪ ..‬مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص‬
‫‪ -‬خالص ايه ؟‬
‫قالت بشئ من ا ألىس ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص موافقه ‪ ..‬كدة كدة التأأجيل مش هيفيد حباجه‬
‫قالت "رهيام" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬نفيس أأفهم ايه الىل اتعبك ‪ ..‬ليه مش مبسوطه‬
‫اغرورقت عيناها ابدلموع وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش ‪ ..‬بس لسه ما فوقتش من صدمة وفاة اباب هللا يرمحه‬
‫قالت "رهيام" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يرمحه هو و ماما‬
‫‪ -‬اللهم أميــن‬

‫اتفق امجليع عىل اليوم املوعــود ‪ ..‬ستسافر "رهيام" مع "كرم" ‪ ..‬وتنتقل "ايمسني" اىل بيت املزرعة ‪..‬‬
‫و أأرصت "كرميه" و "نور" عىل العودة اىل القاهرة مع العروسني ‪ ..‬ليتابع "نور" أأعامهل الىت ترامكت من‬
‫بعد عطلته الطويةل ىف املزرعة ‪ ..‬أأتــى اليــوم املوعــود ‪ ..‬اكنت "رهيام" تس تعد ىف غرفهتا وجتهز‬
‫حقائهبا عندما مسعت طرقات عىل الباب ‪ ..‬فتحت لتجد "كرم" ‪ ..‬ابتسم لها ىف سعادة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن امجليل يسمحىل أأدخل‬
‫ابتسمت و أأفسحت لها الطريق ‪ ..‬دهشت عندما وجدته يعطهيا ابىق ورد اكن خيفهيا خلف ظهره ‪..‬‬
‫أأخذهتا منه مبتسمه ‪ ..‬قال لها ىف رقه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأحىل ورد ألحىل وردة ىف املزرعة‬
‫ابتسمت "رهيام" ىف سعادة ‪ ..‬ودلهش هتا وجدهتا حيمل حقيبة كبرية من ا ألرض اكن قد وضعها جبوار‬
‫الباب ‪ ..‬مث دخل ووضعها عىل الرسير ‪ ..‬نررت اليه ىف دهشة وىه تغلق الباب ‪ ..‬مث اقرتبت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده‬
‫فتح "كرم" سوس تة احلقيبة و أأخرج مهنا فس تان زفاف فائق الروعة وامجلال ‪ ..‬نررت اليه "رهيام"‬
‫ابنهبار ‪ ..‬مث نررت اىل "كرم" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده‬
‫ابتسم "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا اتفقنا ان مفيش فرح ‪ ..‬بس مش معىن كدة ان مفيش فس تان فرح‬
‫اغرورقت عيناها بدموع السعادة واقرتبت لتتلمس الفس تان والتطريز ىف فرحه ‪ ..‬سأألها "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬جعبك ؟‬
‫قالت حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬جدا اي "كرم" ‪ ..‬جدا ‪ ..‬شلكه رائع‬
‫اتسعت ابتسامة "كرم" وىه ينرر اىل سعادهتا البادية عىل وهجها ‪ ..‬قالت "رهيام" بلهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬بس خايفة ميطلعش مقاىس‬
‫حضك "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل متخفيش هيطلع مربوط علييك ابمللىل‬
‫‪ -‬ازاى يعين ‪ ..‬وانت عرفت مقاىس منني‬
‫مغز بعينيه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اس تعنت بصديق ‪ ..‬أأختك جبتىل فس تان من دوالبك وخلهتم يعملوا الفس تان بنفس املقاسات ‪..‬‬
‫يعين ان شاء هللا هيطلع مربوط علييك‬
‫ترك الفس تان عىل الرسير واقرتب مهنا وقبل جبيهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك علييك اي أأحىل عروسة‬
‫ابتسمت "رهيام" ىف سعادة‬
‫أأخرج "كرم" من احلقيبة علبة الش بكة وأألبسها اايها قطعة قطعة واس تغرق وقتا طويال حىت قالت‬
‫"رهيام" ‪:‬‬
‫‪" -‬كرم" لك ده بتلبس ىن السلسةل ؟‬
‫‪ -‬حبب االتقان اي "رهيام"‬
‫حضكت وىه تنرر اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش وقت اتقان اي "كرم" الكوافرية عىل وصول‬
‫أأدارها "كرم" وأألبسها دبلهتا وأألبس ته دبلته ‪ ..‬أأمسك كفها ورفعها ليقبهل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي أأحىل عروسة ىف ادلنيا‬
‫ابتسمت خبجل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يبارك فيك‬
‫قال خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل ايه متلغى معاد الكوافرية وتعاىل أألبسك السلسةل اتىن‬
‫دفعته ابجتاه الباب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يال اي "كرم" من غري مطرود‬
‫خرج وابتسم لها و أأرسل قبهل ىف الهواء ‪ ..‬حضكت ولوحت هل بيدها مث أأغلقت الباب ‪ ..‬خرجت‬
‫"رهيام" ىف أأهبىى حهل بفس تاهنا ا ألبيض وجحاهبا ا ألبيض ‪ ..‬وقفت "ايمسني" أأماهما تنرر الهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اان حسه اىن فرحانه أأوى ‪ ..‬طالعه زى القمر اي "رهيام" ‪ ..‬ما شاء هللا‬
‫التفتت الهيا "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت اي "ايمسني" ‪ ..‬اكن نفيس أأوى اباب و ماما يكونوا معاان اليوم ده‬
‫اكدت العربات أأن تتدافع اىل عني "ايمسني" لكهنا س يطرت عىل عواطفها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا جيمعنا بهيم ىف اجلنة ان شاء هللا‬
‫خرجت "رهيام" ونزلت ليس تقبلها عريسها ‪ ..‬ومهس لها ‪:‬‬
‫‪ -‬زى القمـر ‪ ..‬ممكن أأبوس‬
‫قالت جبدية وىه تنرر للناس حولها ‪:‬‬
‫‪ -‬لو معلت كدة هتبقى ليلتك مش فايته اي "كرم"‬
‫حضك "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال الطيب أأحسن ‪ ..‬أأان عايز الليةل تقوت عىل خري‬
‫عانق "كرم" صديقيه يودعهام قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف أأقرب وقت جتوىل القاهرة ان شاء هللا ونتجمع لكنا مع بعض ‪ ..‬اتفقنا‬
‫قالت "معر" مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا‬
‫قال " أأمين" بسعادة ‪:‬‬
‫‪ -‬أألف مليون مربوك اي "كرم"‬
‫عانقت "ايمسني" "رهيام" عناق طويل ‪ ..‬اكنت هذه ىه املرة ا ألوىل الىت تفرتق فيه الفتااتن عن‬
‫بعضهام البعض ‪ ..‬غرورقت عيناهام ابدلموع ‪ ..‬قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" ههتدى لك الىل معلناه ‪ ..‬امسىك نفسك‬
‫قالت "رهيام" بتأأثر ‪:‬‬
‫‪ -‬هتوحشيىن أأوى اي "ايمسني" ‪ ..‬وانىت اي "سامح" هتوحشوىن أأوى‬
‫اقرتبت مهنم "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت متقلقيش لكها فرتة صغرية و "ايمسني" و "معر" هيزنلوا القاهرة ان شاء هللا‬
‫شعرت "ايمسني" ابالضطراب ‪ ..‬اكنت طيةل ا ألايم املاضية تتجاهل وضعها ‪ ..‬مصمت عىل أأال تفكر‬
‫ىف شئ اال ىف أأخهتا ومس تقبلها ‪ ..‬أأما الن فهىى مضطرة أأن تواجه لك ما اكنت هترب منه ‪ ..‬رحل‬
‫العروسان وخلفهام س يارة "نور" و "كرمية" ‪ ..‬وعاد " أأمين" و "سامح" أأدراهجام ىف اجتاه بيهتام ‪ ..‬لتبقى‬
‫"ايمسني" واقفه مع "معر" أأمام بوابـة املزرعــة‬
‫طال الصمت بيهنام ‪ ..‬شعرت ابلتوتر ‪ ..‬نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش ‪" ..‬كرم" أأخواي وصاحيب ‪ ..‬مش هتالىق أأحسن منه لـ "رهيام" ‪ ..‬اان واثق انه بيحهبا و‬
‫هيحافظ علهيا‬
‫أأخطأأ "معر" ىف تفسري سبب قلقها وتوترها ‪ ..‬مل تكن "ايمسني" قلقه عىل "رهيام" بل قلقه عىل نفسها‬
‫‪ ..‬أأمسكها "معر" من ذراعها ونرر الهيا حبب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش يال احنا كامن عىل بيتنا‬
‫خفق قلهبا للكمة (بيتنا) ‪ ..‬تساءلت ىف نفسها ‪ ..‬تُرى أأهو بيىت حقا ‪ ..‬هل من املمكن أأن أأعتربه يوما‬
‫بييت ‪ ..‬هل من املمكن يوما أأن أأتقبل وضعى كزوجة لهذا الرجل ‪ ..‬قالت بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬هروح ا ألوضة ا ألول أأمل جحاىت ىف الش نطة‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حتيب أأساعدك‬
‫‪ -‬أل‬
‫‪ -‬طيب حتيب أأبعت معاىك واحدة تساعدك‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬أأان أأصال جحاىت مش كتري‬
‫أأرسعت لهترب من أأمامه وعادت اىل غرفهتا ‪ ..‬أأغلقت الباب وجلست عىل فراشها ‪ ..‬لمك تمتىن أأن‬
‫تستيقظ الن فتجد أأن لك هذا جمرد حمل وس ينهتىى ‪ ..‬ال ‪ ..‬يكفى هرواب هذا ليس حبمل ‪ ..‬افيقي اي‬
‫"ايمسني" ‪ ..‬واهجىى واقعــك ‪ ..‬مجعت لك أأغراضها ‪ ..‬وجلست عىل فراشها ‪ ..‬ال تعرف ماذا تنترر‬
‫‪ ..‬وماذا تنوى أأن تفعل ‪ ..‬اتصلت "سامح" ‪ ..‬ردت "ايمسني" بلهفه ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح"‬
‫‪" -‬ايمسني" انىت كويسه‬
‫‪ -‬أأيوة كويسة‬
‫‪ -‬شلكك مكنش مربوط الهناردة‬
‫‪" -‬سامح" انىت قولىت لـ " أأمين" حاجه‬
‫‪ -‬أل طبعا انىت حلفتيين ما أأقولش‬
‫تهندت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة متقوليش‬
‫مث قالت بأأىس ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" أأان تعبانه أأوى ‪ ..‬وحمتارة أأوى ‪ ..‬أأان تعبانه أأوى اي "سامح"‬
‫قالت "سامح" حبرسة ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" لو مش عايزة تتجوزيه ‪......‬‬
‫قاطعهتا "ايمسني" مبراراه ‪:‬‬
‫‪ -‬اان خالص اجتوزته اي "سامح" ‪ ..‬عايزاىن أأطلق للمرة التانية ‪ ..‬وبعدين ‪ ..‬هعمل ايه ‪ ..‬هروح فني‬
‫‪ ..‬وبعدين أأان خايفه أأوى ‪ ..‬الىن عارفه اىن لو طلبت الطالق من غري سبب قوى دى حاجه عقاهبا‬
‫كبري أأوى عند ربنا ‪ ..‬عقاهبا ان اجلنة تتحرم عليا ‪ ..‬و أأان مش عارفه هل السبب الىل عندى ده اكىف‬
‫اىن أأطلق وال أل ‪ ..‬مش عارفه حمتارة وحسه اىن ضايعه ‪ ..‬حسه اىن حىت مش عارفه أأحس ‪ ..‬لك‬
‫الىل حساه ‪ ..‬ان جوااي أأمل وخوف ‪ ..‬أأان مش قادرة أأتعامل معاه كزوج ‪ ..‬مش قادره أأختيل ده‬
‫مصتت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ساعات حبس اىن حببه ‪ ..‬وحبس اىن مطمنة أأوى و أأان معاه ‪ ..‬وحبس اىن مش عايزة أأبعد عنه ‪..‬‬
‫بس ملا بفتكر الىل معهل حبس اىن مش طايقاه ‪ ..‬حبس اىن خايفه منه ‪ ..‬حبس اىن قرفانه منه ‪ ..‬حبس‬
‫اىن عايزة أأبعد عنه ‪ ..‬حسه اىن مش ممكن أأبدا هقدر أأساحمه ‪ ..‬مش ممكن أأبدا أأتقبل جوازى من‬
‫واحد معل جرمية بشعة كده ‪ ..‬مش ممكن أأفضل أأحافظ عىل نفيس طول معرى عشان ىف الخر‬
‫أأجتوز واحد زانــى ‪ ..‬أأان حسه حباجتني عكس بعض واحلاجتني دول بيدمروىن لك حاجه فهيم‬
‫بتشدىن حنيهتا ‪ ..‬حلد ما حسه اىن خالص بتقطع من جوه‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا حمتاجني نعد ما بعض اي "ايمسني" مش هينفع الكم ىف التليفون والزم املوضوع ده نعرف‬
‫أأصهل وفصهل ‪ ..‬وحمتاجه أأمسع منك لك التفاصيل عشان نقدر نفكر مع بعض‬
‫قالت "ايمسني" ابستسالم ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش و أأان ىف أأقرب وقت جهيكل ‪ ..‬الىن فعال حمتاجه أأتلكم معاىك‬
‫أأغلقت "ايمسني" مع صديقهتا ومتددت عىل رسيرها ‪ ..‬تركت لعرباهتا العنان ‪ ..‬تكل العربات الىت اكنت‬
‫حتبسهم منذ أأايم ‪ ..‬حىت ال تتأأثر "رهيام" هبا وحبالها ‪ ..‬قالت ىف نفسها ‪ ..‬ايرب احلاجه الوحيدة الىل‬
‫مصرباىن ‪ ..‬ىه اىن عارفه ان لك حاجه ىف حياىت ىه من اختيارك انت ‪ ..‬ايرب انت عامل اخلري فني‬
‫‪ ..‬و أأان فعال حمتارة ‪ ..‬ايرب ساعدىن ‪ ..‬ايرب رحي قليب ‪ ..‬ايرب خرجىن من حريىت ‪ ..‬وقويين عىل‬
‫نفيس ‪ ..‬ايرب أأان حبسن الرن بيك ‪ ..‬ايرب أأان واثقة انك هتختارىل اخلري ‪ ..‬أأان راضية بلك الىل‬
‫انىت ختتاره ‪ ..‬ايرب رحي قليب ‪ ..‬أأان حسه اىن ضعيفة أأوى ‪ ..‬حسه اىن وحيدة أأوى ‪ ..‬مليش غريك‬
‫ايرب ‪..‬‬
‫مل تشعر ابلوقت وىه انمئة ممده عىل فراشها ‪ ..‬غفلت ‪ ..‬استيقرت عىل طرقات الباب ‪ ..‬هنضت‬
‫مفزوعه ‪ ..‬قامت لتفتح ‪ ..‬وجدت "معر" اماهما ‪ ..‬قال لها حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت واثق انك منىت ‪ ..‬اكن ابين علييك الارهاق الهناردة‬
‫حاولت اس تجامع أأفاكرها مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش منت غصب عىن‬
‫ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وال هيمك اي حبيبىت ‪ ..‬عارف انك عايزة تناىم ‪..‬بس مش حابب انك تناىم هنا لوحدك وبيتك عىل‬
‫بعد خطوتني منك‬
‫شعرت ابالضطراب ‪ ..‬دخل "معر" دون دعوة و أأمسك حبقيهبا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لييك حاجه اتنيه هنا‬
‫‪ -‬أل‬
‫‪ -‬طيب يال‬
‫نزلت "ايمسني" معه تسري ىف اجتاه بيت املزرعة وىه تشعر بأأن الشئ الوحيد اذلى تمتناه الن هو ‪..‬‬
‫الهــرب ‪.‬‬

‫دخلت "رهيام" بيهتا اجلديد ‪ ..‬وقفت تنرر اليه ىف هبجة ‪ ..‬التفتت تنرر اىل "كرم" ‪ ..‬اىل زوهجــا‬
‫اذلى يبتسم لها ىف سعادة ‪ ..‬نررت اليه نرره بثت فهيا سعادهتا وفرهحا وشوقها وجخلها ‪...‬‬
‫دخلت "ايمسني" اىل بيهتا اجلديد ‪ ..‬البيت اذلى دخلته مرات قليهل من قبل ‪ ..‬وها هو وقد أأصبح‬
‫بيهتا ‪ ..‬اس تدارت لتنرر اىل الرجل الواقف خلفها بعدما أأغلق علهيام ابب بيهتمــا ‪ ..‬تبــا لتكل املشاهد‬
‫الىت تتكرر ابس مترار ‪ ..‬نفس املشهد ‪ ..‬نفس الاحساس ‪ ..‬نفس خفقات قلهبا املتسارعة ‪ ..‬نفس‬
‫احلزن ‪ ..‬نفس التوتر ‪ ..‬نفس الرغبة ىف الهــرب ‪ ..‬نفس االحساس ابلضيـــاع ‪ ..‬لكن شئ واحد هو‬
‫اخملتلف ‪ ..‬نرـراهتـــا ‪ ..‬مل تكن هذه املـرة تنرر اىل زوهجا بنررات حتمل اخلــوف فقء ‪ ..‬بــل محلت‬
‫نرراهتــا أأيضــا الكثيــر من ا أللـــــــم‪.‬‬

‫البارت ‪58‬‬

‫دخلت "ايمسني" اىل بيهتا اجلديد ‪ ..‬البيت اذلى دخلته مرات قليهل من قبل ‪ ..‬وها هو وقد أأصبح‬
‫بيهتا ‪ ..‬اس تدارت لتنرر اىل الرجل الواقف خلفها بعدما أأغلق علهيام ابب بيهتمــا ‪ ..‬تبــا لتكل املشاهد‬
‫الىت تتكرر ابس مترار ‪ ..‬نفس املشهد ‪ ..‬نفس الاحساس ‪ ..‬نفس خفقات قلهبا املتسارعة ‪ ..‬نفس‬
‫احلزن ‪ ..‬نفس التوتر ‪ ..‬نفس الرغبة ىف الهــرب ‪ ..‬نفس االحساس ابلضيـــاع ‪ ..‬لكن شئ واحد هو‬
‫اخملتلف ‪ ..‬نرـراهتـــا ‪ ..‬مل تكن هذه املـرة تنرر اىل زوهجا بنررات حتمل اخلــوف فقء ‪ ..‬بــل محلت‬
‫نرراهتــا أأيضــا الكثيــر من ا أللـــــــم‪.‬‬
‫اقرتب مهنا "معر" ببءء ‪ ..‬اكنت تشعر بشعور خمتلء ‪ ..‬اكنت متوترة ‪ ..‬شاردة ‪ ..‬اقرتب مهنا ووقف‬
‫أأماهما ‪ ..‬ابتسم لها ‪ ..‬مل تبادهل الابتسام ‪ ..‬نررت اىل الباب خلفه تود الهرب ‪ ..‬لكهنا تعمل أأال جمال‬
‫للهرب ‪ ..‬اكن "معر" يراقب الانفعاالت عىل وهجها ‪ ..‬ونررات عينهيا الفارغة ‪ ..‬توترها ‪ ..‬اضطراهبا ‪..‬‬
‫وا ألمه حزهنــا ‪ ..‬ابتسم لها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نورىت بينك‬
‫مل جتب ‪ ..‬اكن يبدو علهيا التعب واالرهاق ‪ ..‬اكنت كعصفور صغري ُكرس جناحه ‪ ..‬فمل يعد يقوى‬
‫عىل الطريان ‪ ..‬أأمسك يدها بيده فأأجفلت ‪ ..‬واضطربت ‪ ..‬صعد هبا السالمل وتوقف امام احدى‬
‫الغرف ‪ ..‬شعرت يقلهبا يدق بشدة ‪ ..‬فتح الباب ‪..‬مل تدخل ومل تنرر حىت اىل الغرفة ‪ ..‬أأشاحت‬
‫بوهجها ‪ ..‬وىه حتاول اخفاء تعبريات ا ألمل املوجودة عىل وهجها ‪ ..‬ايرب ماذا أأفعل ‪ ..‬هل أأرىض‬
‫اب ألمر الواقع ‪ ..‬و أأان يتمية وحيدة ضعيفة ‪ ..‬أأم أأثور عىل هذه الزجية الىت أأرفضها ‪ ..‬ماذا أأفعل ‪ ..‬تأأملها‬
‫"معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ‪ ..‬لك ده جواىك‬
‫نررت اليه ىف دهشة ‪ ..‬مس تفهمه عن معىن ما قال ‪ ..‬فقال برقه ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ليه خايفه مىن ؟ ‪ ..‬ايه غريك من حنييت ؟ ‪ ..‬نرراتك بقت غريبة ‪ ..‬أأكىن جرحتك ‪ ..‬أأو‬
‫جهرحك ‪ ..‬ليه بتبصييل كده ‪ ..‬ليه مش مبسوطه انك معااي ؟‬
‫مصتت "ايمسني" ومل جتب ‪ ..‬فأأمكل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عارف ان ممكن يكون موت وادلك مأأثر علييك ‪ ..‬وكامن عارف انك شوفىت ىف حياتك كتري ‪..‬‬
‫بس مش عايزك ختاىف طول ما انىت معااي ‪ ..‬الىن حببك أأوى اي "ايمسني" ومش ممكن أأمسح الى‬
‫حاجه اهنا تضايقك أأو تأأذييك‬
‫نررت اليه ‪ ..‬المتست الصدق ىف الكمه ‪ ..‬ليس دلهيا ذرة شك ىف حبه لها ‪ ..‬ىه تعمل أأنه حيهبا ‪ ..‬بل‬
‫يعشقها ‪ ..‬لكن مشاعرها ىه املضطربة ‪ ..‬غري مس تقرة ‪ ..‬اقرتب مهنا جففلت ‪ ..‬أأمسك بر أأسها وقبل‬
‫جبيهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال ادخىل‬
‫شعرت ابخلوف ‪ ..‬نررت اىل غرفة النوم ىف وجل ‪ ..‬حبست أأنفاسها ‪ ..‬اقرتب مهنا مرة أأخرى وقبلها‬
‫ىف جبيهنا وقال حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬دى أأوضتك انىت‬
‫رفعت عينهيا اليه ىف دهشة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوضىت أأان ؟‬
‫ابتسم و أأشار اىل الغرفة اجملاورة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ودى أأوضىت‬
‫مل تصدق "ايمسني" ما تسمع ‪ ..‬ماذا يقصد ‪ ..‬أأخرهجا من حريهتا وهو ينرر اىل عينهيا املندهشه‬
‫حبنان وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مقدر لك الىل انىت فيه ‪ ..‬ومس تعد استىن علييك الوقت الىل حتبيه ‪ ..‬احلاجة الوحيدة الىل‬
‫هتصربىن هو انك عايشه معااي ىف نفس البيت ‪ ..‬مقريبه مىن ‪ ..‬أأان عارف ان جوازان جه برسعة‬
‫ابلنس بة كل ‪ ..‬وانك لسه مش مس تعدة للخطوة دى ‪..‬‬
‫نررت اليه غري مصدقه ما تسمعه ‪ ..‬فقال لها حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حببك جدا اي "ايمسني" ‪ ..‬وعايزك أأوى ‪ ..‬بس مش هقرب منك غري اذا كنىت عايزاىن زى ما أأان‬
‫عايزك ‪ ..‬وبتحبيىن زى ما أأان حببك ‪ ..‬أأان قولتكل قبل كده مش ممكن أأجربك عىل حاجة واحض جدا‬
‫علييك انك مش عايزاها‬
‫نررت اليه "ايمسني" و أكهنا تتعرف عليه ألول مرة ‪ ..‬ابتسم لها ‪ ..‬فبادلته ابتسامه جخوهل ‪ ..‬اس تغربت‬
‫‪ ..‬كيف جنح ىف ازاهل التوتر بداخلها ‪ ..‬كيف أأشعرها ابلراحة واب ألمان ‪ ..‬أأشار اىل الغرفة بر أأسه قائال‬
‫حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬يال ادخىل ‪ ..‬غريي هدومك وانزىل عشان نتعىش سوا‬
‫قالت حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش أأان اسفه بس جبد تعبانه وحمتاجه أأانم‬
‫قال "معر" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأجبكل الألك ىف اوضتك‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪..‬شكرا ‪ ..‬بس أأان جبد جعانه نوم‬
‫تأأمل "معر" وهجها املتعب مث قال حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش اي حبيبىت وال هيمك ‪ ..‬ادخىل انىم ‪ ..‬تصبحى عىل خري‬
‫مث احنىن ليطبع قبهل دافئه عىل وجنهتا الىت امحرت من اخلجل ‪ ..‬دخلت الغرفة ‪ ..‬اكنت غرفة مجيةل ‪..‬‬
‫جيدة ا ألاثث ‪ ..‬لها طابع الكس يىك كام هو احلال ىف ا ألسفل ‪ ..‬أأخذت دشا وتوضأأت وصلت ‪..‬‬
‫وارتدت بيجامهتا مث دخلت اىل فراشها واستسلمت للنوم ‪..‬‬

‫***********************‬

‫بعد عدة ساعات من النوم شعرت "ايمسني" حبركة غريبه فتحت عينيهنا جفأأة لتجد "معر" واقف‬
‫جبوارها ‪ ..‬شعرت ابلفرع ‪ ..‬طمأأهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش أأان دخلت بس أأطمن علييك ‪ ..‬لقيتك مش متغطية كويس فعدلت الغطا‬
‫نررت اىل الغطاء امللتف حولها جيدا ‪ ..‬مهت ابجللوس لكنه أأوقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل متقوميش ‪ ..‬مكىل نوم ‪ ..‬أأان خارج‬
‫نررت اىل الساعة جبوارها قائهل بصوت انعس ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كده كده الزم أأحصى عشان ابىق نص ساعة عىل الفجر‬
‫نرر الهيا حبنان قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش همم ‪ ..‬صليه ملا تقوىم الصبح‬
‫رمقته "ايمسني" بنررة حاده ‪ ..‬وشعرت ابنقباض ىف قلهبا ‪ ..‬مث قالت دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل هصىل الفجر حارض‬
‫مصت "معر" ‪ ..‬ظلت جالسه ىف الفراش ‪ ..‬تمتىن انرصافه حىت تس تطيع الهنوض ‪ ..‬جخلت أأن يراها‬
‫ابلبيجاما ‪ ..‬اس تدار "معر" وفتح الباب وانرصف ‪..‬اكنت تشعر ابلضيق لهذه البداية الغري موفقه بيهنام‬
‫‪ ..‬فهىى مل ترتك صالة الفجر يوما ‪ ..‬اال ىف حاالت مرضها الشديد ‪ ..‬لكهنا ظلت ومنذ نعومة أأظافرها‬
‫معتادة عىل أأداء الصالة ىف وقهتا وهذا شأأن البيت لكه ‪ ..‬واكنت تشعر ابلربكة ىف يوهما عندما‬
‫تستيقظ وتصىل الفجر وترل تدعو هللا و تقر أأ وردها و أأذاكرها حىت الرشوق ‪ ..‬نررت اىل نفسها ىف‬
‫املرأة وابتسمت بسخرية قائهل ‪ ..‬وماذا توقعىت غري ذكل منه اي "ايمسني" ‪..‬توضأأت وصلت و أأهنت‬
‫أأذاكرها ‪ ..‬مل ترغب ىف النوم مرة أأخرى ‪ ..‬وعندما أأرشق نور الصباح خرجت اىل رشفة غرفهتا‬
‫تس تنشق تكل النسامت املنعشه ‪ ..‬اكنت غرفهتا تطل عىل احلديقة اخللفيه والىت اقل ما يقال عهنا أأهنا‬
‫رائعة ‪ ..‬تسلل عبري ا ألزهار املنعش الهيا ‪ ..‬فأأمغضت عينهيا لتس متتع بتكل الراحئة اخلالبه ‪ ..‬مسعت‬
‫طرقات عىل ابب غرفهتا دخلت وفتحت الباب لتجد "معر" واقفا أأماهما ‪ ..‬ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حملت النور من حتت اببك عرفت انك صاحيه وفاحته البلكونه ‪ ..‬يال عشان نفطر سوا‬
‫مهت ابخلروج فاعرتض طريقها و أأشار اىل الاسدال اذلى ترتديه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هتفطرى كده‬
‫نررت اىل الاسدال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت البساه الىن كنت واقفه ىف البلكونه‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش أأان ادينك أأوضه بتطل عىل اجلنينه الىل ورا ودى حمدش بيدخلها مفتاهحا معااي‬
‫أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬هستناىك حتت‬
‫خلعت اسدالها ‪ ..‬وارتدت عباءة للبيت حمتشمة ‪ ..‬مجعت شعرها للخلف ‪ ..‬اكنت تشعر ابخلجل من‬
‫رؤايه اايها بدون جحاب ‪ ..‬مث تذكرت أأنه ابلفعل رأها هكذا من قبل ‪ ..‬ابتسمت وىه تتذكر حنانه‬
‫ورقته ولهفته علهيا يوم أأن خطفت ‪ ..‬ىه تعمل جيدا ابنه حيهبا ‪ ..‬ال تشك حلرة ىف ذكل ‪ ..‬فتحت‬
‫ابب الغرفة ‪ ..‬وشعرت و أكهنا غريبا يتلمس طريقه ىف ماكن جيههل ‪ ..‬نزلت ادلرج ‪ ..‬ومبجرد أأن‬
‫وصلت لهنايته وجدت "معر" خيرج من احدى الغرف مث ميسك يدها وجيذهبا ‪ ..‬أأجلسها عىل طاوةل‬
‫الطعام وجلس جبوارها ‪ ..‬نررت اىل لك الطعام املعد بدهشة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ده لكه‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأول مرة انلك مع بعض ‪ ..‬وبعدين انىت متعش تيش امبارح‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل أأساس اىن هالك لك الألك ده يعين ‪ ..‬أأان أأصال أألكىت ضعيفه أأوى‬
‫وضع كفه عىل كفها املوضوع عىل الطاوةل ‪ ..‬فاضطربت ‪ ..‬وحسبت يدها ‪ ..‬مل يعر ذكل انتباها وأأمكل‬
‫مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬ال ‪ ..‬الزم هتمتى بأألكك ‪ ..‬وتبطىل أألك العصافري بتاعك‬
‫رشعا ىف تناول الطامع ‪ ..‬اكنت "ايمسني" تنرر ملا حولها تتعرف عىل املاكن ‪ ..‬وقع نررها عىل احلرق‬
‫ىف يده ‪ ..‬فأأشاحت وهجها عن يده ‪ ..‬حاولت أأن تتناىس ا ألمر لكن ههيات ‪ ..‬الحظ "معر"‬
‫اضطراهبا وتوقفها عن الألك فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجه ‪ ..‬الألك مش عاجبك‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ابلعكس ‪..‬‬
‫هنا حرضت اخلادمة لتضع أأماهمم ابريق املاء ‪ ..‬نررت الهيا "ايمسني" من ر أأسها عىل أأمغص قدمهيا ‪..‬‬
‫اكنت فتاه مجيةل ذو مالمح هادئة ترتدى جلباب فالىح وعصبه عىل ر أأسها ‪ ..‬نررت اىل "معر"‬
‫مبتسمه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬تؤمر حباجة اتىن اي بشمهندس‬
‫هز "معر" ر أأسه دون أأن ينرر الهيا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ال شكرا‬
‫خرجت اخلادمة ‪ ..‬وظلت "ايمسني" سامهه ‪ ..‬نررت اىل "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه البنت دى بتش تغل هنا ؟‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫بدا علهيا الرتدد ‪ ..‬اكن "معر" يرد بالمباالة و أكن ا ألمر ال ميثل هل أأى أأمهية ‪ ..‬فنررت اليه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انت وىه عايشني ىف البيت ده لوحدكوا ؟‬
‫نرر الهيا "معر" وبدا مس تغراب سؤالها مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫ترددت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه جديدة هنا ؟‬
‫‪ -‬أل شغاهل هنا من شهور‬
‫‪ -‬اكن ىف واحدة شغاهل قبلها ؟‬
‫بدا شاردا مث قال بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اكن ىف قبلها "صفية"‬
‫شعرت "ايمسني" ابلغضب يتصاعد بداخلها ‪ ..‬وتوقفت عن الألك ‪ ..‬نرر الهيا "معر" بدهشه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل ‪ ..‬مش بتالكى ليه‬
‫حاولت متاكل أأعصاهبا وقالت هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش ش بعت‬
‫تفرس ىف وهجها ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكك مضايق ‪ ..‬ايه الىل ضايقك‬
‫نررة اليه نررة حادة ‪ ..‬مث قالت وىه تهنض ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اذنك أأان طالعه أأوضىت‬
‫تركته ‪ ..‬ودخلت غرفهتا ‪ ..‬جلست عىل الرسير وعينهيا تشعان بغضب مكتوم ‪ ..‬حبثت عن هاتفها‬
‫واتصلت بـ "سامح" الىت قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف عروسة تتصل بصحبهتا يوم صباحيهتا عىل الصبح كده‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأان عروسة ‪ ..‬وال دى صبحييت‬
‫قالت "سامح" مس تفهمه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل حصل شديتوا مع بعض‬
‫قالت "ايمسني" حبزن ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت واثقة اننا مننفعش لبعض ‪ ..‬اكن قليب حاسس ‪ ..‬احنا معران أأبدا ما هنقدر نفهم بعض ‪..‬‬
‫وال نعيش ابسلوب بعض‬
‫‪ -‬طيب اهدى وفهميين الىل حصل‬
‫مصتت "ايمسني" قليال ‪ ..‬اكدت أأن تقص علهيا أأمر اخلادمة الىت تبيت ليلها ىف نفس البيت مع‬
‫"معر" مبفردهام ‪ ..‬وهو ال يرى بأأسا ىف ذكل ‪ ..‬ويرى ا ألمر عادى جدا ‪ ..‬لكهنا أأجحمت وقالت‬
‫بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هقدر أأحكيكل اي "سامح" ‪ ..‬همام اكن هو زوىج دلوقىت ‪ ..‬ومينفعش اتلكم عنه وحش مع‬
‫حد‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص براحتك ‪ ..‬طيب نتلكم ىف املشلكة القدمية الىل أأان عارفاها فعال ‪ ..‬موضوع احلريق ومرات‬
‫الغفري ‪ ..‬انىت حسه ابيه دلوقىت خبصوص املوضوع ده‬
‫قالت "ايمسني" حبرية ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ليه متحطيش احامتل ان البنت الىل امسها "والء" دى بتحاول توقع بينك وبني "معر"‬
‫عشان متنع جوازتكوا‬
‫قالت "ايمسني" حبريه ‪:‬‬
‫‪ -‬وىه ايه مصلحهتا ىف كده ‪ ..‬هتس تفاد ايه ملا متنع جوازان‬
‫‪ -‬تس تفاد اهنا خترب علييك اي "ايمسني" ‪ ..‬مش ىه اكنت بتحب "معر" ‪ ..‬ممكن أأوى تكون غارت‬
‫منك ومعلت الفيمل ده علييك عشان متتجوزيش حبيهبا ‪" ..‬ايمسني" مش لك الناس طيبة زيك ‪..‬‬
‫ىف انس مؤذية جدا وعايشة عىل أأذية الناس ‪ ..‬زى "مصطفى" ‪ ..‬وزى الىل امسه "بسطوييس" ده‬
‫‪ ..‬وزى "هما" ‪ ..‬مش لك الناس طيبة وتعرف ربنا اي "ايمسني"‬
‫مصتت "ايمسني" تفكر قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬والورق الىل جابهتوىل من املستشفى والراجل الىل شهد‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬سهل أأوى لو لهيا حد معرفة ىف املستشفى ختليه يرضبلها الورق أأو ىه بنفسها اتخد منه ورقة‬
‫فاضية وترضب التقرير ‪ ..‬مش ىه دكتورة يعين تعرف كويس عن اصاابت احلروق ‪ ..‬وتكتب تقرير‬
‫مية مية وتدهيوكل عىل انه التقرير الىل جابته من الاس تقبال ‪ ..‬أأما ابلنس بة للراجل ‪ ..‬ممكن يكون‬
‫اتلخبء بني "معر" وبني واحد اتىن ‪ ..‬أأو ىه قالتهل انه يقول ان الراجل الىل اكن مع مرات الغفري‬
‫يبقى "معر" ‪ ..‬لكن "معر" ملوش عالقة ابملوضوع أأصال‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب واحلرق الىل ىف ايده ‪ ..‬والىل مرضاش يقوىل سببه ؟‬
‫‪ -‬ممكن يكون احترق من أأى حاجه مش رشط نفس احلريقة دى ‪ ..‬يعين ممكن اصال يكون احلرق‬
‫ده ىف ايده من قبل موضوع حرق البيت ‪ ..‬و"الء" اس تغلت احلرق الىل ىف ايده عشان تقنعك انه‬
‫هل دور ىف حاكية مرات الغفري‬
‫فكرت "ايمسني" ىف الكم "سامح" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم أأتأأكد بنفيس‬
‫‪ -‬ازاى ؟‬
‫قالت "ايمسني" جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬متعرفيش حماىم كويس هنا ؟‬
‫‪ -‬حماىم ؟! ‪ ..‬عايزاه ليه‬
‫‪ -‬تعرىف بس وال متعرفيش‬
‫‪ -‬أأعرف حمامية كويسة ‪ ..‬مرات صاحب " أأمين" عرفىن علهيا وىه ست كويسة أأوى وشاطرة‬
‫قالت "ايمسني" بلهفة ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس أأوى ‪ ..‬أأان عايزاىك ختىل احملامية دى حتاول توصل للورق الىل ىف املستشفى و أأان هدييك امس‬
‫املستشفى واليوم الىل حصلت فيه احلريقه ‪ ..‬وىه حمامية يعين أأكيد لها طرق توصل بهيا للورق ده‬
‫مكستندات أأكيد بتحتاهجا ىف القضااي بتاعهتا ‪ ..‬وشوىف أأتعاهبا و أأان هدفعهالها‬
‫قالت "سامح" بشك ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه ‪ ..‬طيب ما تواهجىى "معر"‬
‫قالت "ايمسني" بيأأس وخسرية ‪:‬‬
‫‪ -‬أأواهجه أأقوهل ايه ؟ ‪ ..‬أأقوهل انت زنيت مبرات الغفري الىل اكن بيش تغل عندك ‪ ..‬وهو طبعا هيقوىل‬
‫أأيوة ‪ ..‬وخيرب بيته ابيده ‪ ..‬وهيد جوازه بنفسه ‪ ..‬وهو عارف وواثق اىن لو عرفت حاجه زى كدة‬
‫مس تحيل أأمكل معاه !! ‪ ..‬أأكيد طبعا هينكر اي "سامح" ‪ ..‬انىت مشفتيش "مصطفى" ملا وادلى اكن‬
‫بيواهجه خبيانته ‪ ..‬فضل حيلف ابهلل انه مرلوم وان البنت بتفرتى عليه ‪ ..‬حلد ما اباب قاهل عىل احملادثة‬
‫الىل شوفهتا بينه وبني البنت دى ساعهتا مقدرش ينكر ‪ ..‬الن اكن ىف معااي دليل‪ ..‬أأان لو روحت‬
‫واهجت "معر" واكن فعال هو مذنب ‪ ..‬أأكيد هينكر ‪ ..‬ومش بعيد خيفى الشاهد زى ما خفى مرات‬
‫الغفري ‪ ..‬وساعهتا معرى ما هعرف أأوصل للحقيقة أأبدا ‪ ..‬وهعيش طول معرى شاكه فيه‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب خالص هلكم احملامية‬
‫‪ -‬بس خلهيا تعجل املوضوع اي "سامح" عايزة أأعرف ىف أأقرب وقت الورق الىل نسخته معااي ده‬
‫حقيقى وال مزور‬
‫‪ -‬حارض ‪ ..‬بس أأان واثقة انه مزور‬
‫قالت "ايمسني" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريت اي "سامح" ‪ ..‬ايريت يكون مزور‬
‫مسعت طرقات عىل الباب فأأهنت االتصال مع "سامح" ‪ ..‬فتحت لتجد "معر" ‪ ..‬قال لها هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن أأدخل‬
‫ترددت ‪ ..‬لكهنا أأفسحت لها الطريق ‪ ..‬دخل و أأغلق الباب خلفه ‪ ..‬جذهبا من يدها وأأجلسها جبواره‬
‫عىل الرسير ‪ ..‬شعرت ابلتوتر ‪ ..‬رفع وهجها لتنرر اليه مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬بىص اي "ايمسني" ‪ ..‬ده أأول يوم جواز لينا وعايزين نتفق عىل حاجات معينه ‪ ..‬عشان لسه أأدامنا‬
‫طريق طويل مع بعض‬
‫اس متعت هل "ايمسني" بلك حواسها ‪ ..‬أأمكل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ىف حاجه ضايقتك واحنا بنفطر ‪ ..‬وملا سأألتك اهتربىت ‪ ..‬وطلعىت أأوضتك ‪ ..‬الىل عايزين نتفق‬
‫عليه ‪ ..‬هو ان الىل يضايق من التاىن ىف حاجه الزم يصارحه بهيا ‪ ..‬لكنه لو سكت وكمت ىف قلبه‬
‫ا ألمور هتتعقد مش هتتصلح ‪ ..‬الزم يكون ىف بينا وضوح ‪ ..‬بيوت كتري بتتخرب بسبب كده ‪..‬‬
‫يعين لك واحد شايل من التاىن ىف نفسه وساكت ‪ ..‬مع انه لو اتلكم ممكن أأوى املشلكة تتحل‬
‫بسهوةل‬
‫مصت قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا ‪ ..‬الىل هيضايق من التاىن ىف حاجه يصارحه بهيا عىل طول ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬فسأألها ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل ضايقك واحنا بنفطر ؟‬
‫طال مصهتا وىه حتاول ختري اللكامت املناس بة ‪ ..‬وهو مل يتعجلها ‪ ..‬بل انترر ردها ‪ ..‬و أأخريا قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأعادك ىف البيت لواحدك مع واحدة حىت لو اكنت اخلدامة ‪ ..‬مش شايف ان دى حاجه غلء ؟‬
‫بدا و أكنه يفكر ىف الكهما ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان معرم اليوم بره البيت ‪ ..‬وىه مبشوفهاش الا وقت ما بتحطىل الألك ‪ ..‬أأو وقت ما بكون عايز‬
‫أأطلب مهنا حاجه ‪ ..‬البنت دى غلبانه ويتميه ‪ ..‬وملهاش حد ىف البدل وعشان كدة خليهتا تعد ىف‬
‫أأوضة مجب املطبخ ‪..‬‬
‫قالت "ايمسني" هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬حىت لو اكن الوضع زى ما انت بتقول ‪ ..‬مينفعش تعيش معاك ىف البيت وانت لوحدك‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مبقتش لوحدى‬
‫مل تبتسم ‪ ..‬فقال جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مكنتش شايف املوضوع زى ما انىت ش يفاه ‪ ..‬أأان اتعاملت مع ا ألمر ده بطريقة معليه ‪ ..‬مش‬
‫أأكرت من كده‬
‫مث اقرتب مهنا وقال خببث‪:‬‬
‫‪ -‬هو حبيىب بيغري عليا وال ايه ؟‬
‫شعرت ابخلجل القرتابه مهنا فوقفت ‪ ..‬فوقف هو الخر وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬لو حتيب أأمش هيا و أأجيب بدالها واحدة كبرية ىف السن مفيش مشلكة‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزة اكون السبب ىف قطع عيشها‬
‫طمأأهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتكوىن السبب ىف قطع عيشها وال حاجه ‪ ..‬هخلهيا تش تغل مع البنات الىل بيش تغلوا ىف‬
‫ا ألرض و أأدهيا أأوضة ىف سكن العامل‬
‫سعدت "ايمسني" لهذا االقرتاح ‪ ..‬وسعدت أأكرت ألنه اهمت مبا يضايقها ‪ ..‬ابتسمت هل ‪ ..‬فقال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬أأخريا ادلنيا نورت ‪ ..‬كنىت مضلامها عليا عىل الصبح‬
‫قالت خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش أأان لسه مش متعودة عىل الوضع اجلديد ‪ ..‬وىف حاجات كتري أأان مس تغرابها ومش متعودة‬
‫علهيا‬
‫اقرتب مهنا و أأمسك كتفهيا ‪ ..‬مل تبتعد هذه املرة ‪ ..‬نرر اىل عينهيا حبب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان نفيس تتعودى برسعة عىل وضعك اجلديد‬
‫أأفلتت نفسها من يده فابتسم ‪ ..‬مث قال بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب لو قولتكل دلوقىت أأان مش حابب الوضع ده وعايزك معااي ىف أأوضىت وجوزان يبقى حقيقي‬
‫هتعمىل ايه‬
‫قالت "ايمسني" دون تردد ودون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬انت دلوقىت جوزى و أأان مضطرة أأمعل الىل انت عايزه‬
‫سأألها "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬حىت لو اكن اىل أأان عايزه انىت مش عايزاه ؟‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫ابتسم يطمئهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان مش هعمل حاجه انىت مش عايزاها‬
‫مث قال‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ممكن نزنل بأأه نمكل فطاران‬
‫نزال معا وتناولت معه الفطار هذه املرة وىه تشعر ابرتياح أأكرب‪.‬‬
‫بعد الفطار أأخذها "معر" لريهيا أأرجاء املزنل ‪ ..‬واتفق مع اخلادمة أأماهما عىل معلها اجلديد ‪ ..‬اكنت‬
‫"ايمسني" سعيدة و ىه ترى زوهجا يفعل ذكل الرضاهئا ‪ ..‬انهبرت بلك شئ ىف البيت الكبري ‪ ..‬وحاك‬
‫لها "معر" قليال عن اترخي عائلته ‪ ..‬وعن جدوده ‪ ..‬وكيف وصلوا من احلضيض اىل القمة ‪ ..‬اكنت‬
‫"ايمسني" مهبورة مبا تسمع و أأجعبت للغاية بتارخي كفاح جدوده ‪ ..‬وبدا "معر" معزتا جبدوده وهو‬
‫يتحدث عهنم ‪ ..‬ملست جانبا جديدا ىف زوهجا ‪ ..‬وفرحت أأن احلديث قرهبا منه خطوة أأخرى‬
‫دخلت غرفهتا تكل الليةل وىه تشعر براحة أأكرب من الليةل املاضية ‪ ..‬رأأت حقيبهتا الىت مازالت مل‬
‫تفرغها موضوعه عىل ا ألرض جبوار الرسير ‪ ..‬حفملهتا ووضعهتا عىل الرسير وفتحهتا ‪ ..‬أأخرجت‬
‫مالبسها وفتحت ادلوالب لتضعه فيه لكهنا شهقت ىف دهشة ‪ ..‬وجدت فس تان عرس أأبيض اللون‬
‫‪ ..‬مرصع ومطرز ‪ ..‬اكن شلكه خيطف ا ألبصار ‪ ..‬تركت ما بيدها وتلمس ته اكن انعام للغاية ‪ ..‬أأخرجته‬
‫من ادلوالب ونررت اليه ىف دهشة ‪ ..‬مك حلمت ابرتداء هذا الفس تان اذلى حرمت نفسها منه ىف‬
‫زواهجا ا ألوىل ‪ ..‬ألهنا مل تكن تشعر بهبجة العرس ‪ ..‬وضعته مرة أأخرى ىف ادلوالب و أأهنت افراغ‬
‫حقيبهتا مث استسلمت للنوم وابتسامة صغرية مرسومة عىل ثغرها‬
‫***********************‬

‫ىف اليوم التاىل اتصلت "كرميه" بـ "معر" اذلى استيقظ من نومه عىل صوت جرس الهاتف قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مربوك اي حبييب عليك انت وعروس تك‬
‫‪ -‬هللا يبارك فييك اي ماما‬
‫‪ -‬فني "ايمسني" ادهياىل أألكمها‬
‫توتر قليال مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه مش مجيب دلوقىت ‪ ..‬شوية وهخلهيا تلكمك‬
‫‪ -‬طيب اي حبيىب ‪ ..‬أأان بس كنت عايزة أأقوكل امعلوا حسابكوا اىن هعملكوا حفةل كبرية هعزم فهيا‬
‫حصابنا وحبايبنا ‪ ..‬شوفوا انتوا املعاد الىل يناس بكوا‬
‫قال "معر" بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬حفةل ليه‬
‫‪ -‬ايه الىل حفةل ليه ؟ ‪ ..‬انت تسمع الىل أأن بقوكل عليه مش كفاية جوزت ابىن الوحيد سكييت‬
‫‪ -‬خالص اي ماما زى ما حتيب ‪ ..‬بس مش دلوقىت يعين س بينا شوية كده‬
‫‪ -‬أأان قولت ان انتوا الىل هتحددوا املعاد الىل يناس بكوا ‪ ..‬بس متتأأخروش عايزيهنا برسعة عشان لك‬
‫الىل يعرف انك اجتوز يزعل مننا ‪ ..‬ويفتكر اننا معلنا فرح ومعزمهنوش‬
‫‪ -‬حارض اي ماما هشوف "ايمسني" وحندد معاد‬
‫خرج "معر" من غرفته واجته اىل غرفة "ايمسني" ‪ ..‬طرق الباب كثريا ومل جتب ‪ ..‬فتح الباب فمل‬
‫جيدها ىف غرفهتا ‪ ..‬نزل مل جيدها ىف املزنل ‪ ..‬أأخربته اخلادمة اجلديدة والىت اكنت س يدة ىف العقد‬
‫اخلامس من العمر أأهنا قالت اهنا تمتىش قليال ىف املزرعة ‪ ..‬صعد "معر" وارتدى مالبسه وخرج ‪..‬‬
‫عمل أأنه س يجدها هناك ‪ ..‬عند جشرته ‪ ..‬واكن مصيبا ‪ ..‬ر أأته فابتسمت ‪ ..‬اقرتب مهنا اببتسامه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفت اىن هالقييك هنا‬
‫أأشارت اىل الشجرة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬دى خالص بقت جشرىت‬
‫قال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ؟ ‪ ..‬دى جشرىت أأان ‪ ..‬جشرتك منني‬
‫قالت مبرح ممثال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة جشرىت عندك جشر كتري ىف املزرعة ‪ ..‬لكن دى حبيهتا من أأول ما جيت املزرعة ومش حبب‬
‫أأعد الا ىف ضلها‬
‫جلس جبوارها عىل اجلذع وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة بأأه أأان الىل زرعت الشجر دى‬
‫قالت بعدم تصديق ‪:‬‬
‫‪ -‬اي سالم ‪ ..‬جبد؟‬
‫‪ -‬أأيوة وهللا أأان الىل زرعهتا ‪ ..‬اتأأكدىت بأأه اهنا بتاعىت ؟‬
‫قالت بعند مازحه ‪:‬‬
‫‪ -‬مليش دعوة برده دى جشرىت‬
‫‪ -‬طيب و أأان مس تعد أأخلييك انك تشاركيين ‪ ..‬زى ما بتشاركيين حياىت‬
‫ابتسمت ونررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اان شوفت ىف دواليب فس تان ‪ ..‬فس تان فرح‬
‫‪ -‬أأيوة ده فس تانك ‪..‬‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وعرفت مقايس منني ؟‬
‫‪ -‬من فس تان "رهيام" الىل اديتيه ل "كرم" ‪ ..‬انىت و أأختك نفس الطول ونفس الوزن تقريبا ‪ ..‬لو مش‬
‫مربوط عليىك قوليىل و أأان أأجيب واحدة تعدلهوكل‬
‫قالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬ما قس توش‬
‫قال هبمس ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان مش تاق أأوى انك تلبس يه و أأشوفه علييك ‪ ..‬بس متلبس هيوش أأداىم اال ملا حتيس انك مس تعده‬
‫انك تكوىن عروس ىت أأمكل هامسا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حببك أأوى‬
‫تسارعت رضابت قلهبا مرة أأخرى ‪ ..‬اقرتب مهنا أأكرث ‪ ..‬جفأأة رن جرس هاتفها ليقطع حسر تكل‬
‫اللحرة ‪ ..‬هنضت من عىل اجلذع والامحرار يغزو وهجها وقالت برسعة دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬دى "رهيام" هروح أألكمها من البيت‬
‫مشت ىف اجتاه املزنل وىه حتاول تنرمي رضابت قلهبا ‪ ..‬ردت عىل أأخهتا ‪:‬‬
‫‪" -‬مسسمة" حبيبىت صباح اخلري‬
‫‪ -‬صباح النور اي "رهيام"‬
‫‪ -‬ايه أأخبارك الهناردة‬
‫‪ -‬متام امحلد هلل‬
‫‪ -‬مال صوتك ‪ ..‬متوترة كدة ليه ‪ ..‬اخانقتوا وال حاجه‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل بصوت مضطرب ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬أل ‪ ..‬متخانقناش ‪ ..‬عادى يعين ‪ ..‬مش متوتره ‪ ..‬عادى‬
‫حضكت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬عيين علييك ابرده‬
‫‪" -‬رهيام" بطىل‬
‫‪ -‬طيب أأان حبيت أأطمن بس مكنتش أأعرف اىن بتصل ىف وقت مش مناسب‬
‫"ايمسني" بغضب ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" لو مبطلتيش هقفل‬
‫اس مترت "رهيام" ىف الضحك قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان الىل هقفل أأان مش فضياكل ‪ ..‬يال سالم‬
‫اقرتب مهنا "كرم" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتلكمى مني ؟‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" كنت بطمن علهيا‬
‫جذهبا من يدها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب تعاىل أأقوكل لكمه رس‬
‫هتفت قائهل‪:‬‬
‫‪ -‬هو انت لسه ىف عندك أأرسار‬
‫حضك قائال‪:‬‬
‫‪ -‬يووووووه كتري أأوى تعاىل بس و أأان أأحكيكل‬

‫يتبع‬

‫توهجت "ايمسني" اىل املطبخ ‪ ..‬لتعد مع اخلادمة طعام الغداء ‪ ..‬أأرادت أأن تطبخ بيدها ‪ ..‬لرتى ر أأسه‬
‫ىف طعاهما ‪ ..‬عاد "معر" ليجدها ىف املطبخ نرر الهيا خببث ومغز يعينه ‪:‬‬
‫‪ -‬امحرت وجنتاها مرة أأخرى وجتاهلت النرر اليه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتعمىل ايه‬
‫‪ -‬حبرض الغدا‬
‫اقرتب منه مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين هتأألكيين من ايدك الهناردة‬
‫أأومأأت بر أأسها مبتسمه ‪ ..‬فابتسمت اخلادمة وخرجت من املطبخ ‪ ..‬فنرر الهيا "معر" وىه تغادر مث‬
‫التفت اىل "ايمسني" قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ست ذووووق مفيش بعد كده‬
‫سأألته ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫طبع قبهل عىل وجنهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان سابتىن أأس تفرد بييك براحىت ىف املطبخ‬
‫حاول معانقهتا فهربت منه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مسحت اطلع بره ‪ ..‬خليين أأركز‬
‫‪ -‬هو اان يعين مشتت تركزيك‬
‫‪ -‬أأيوة مشتت تركزيى‬
‫‪ -‬طيب هخرج ‪ ..‬ماما هناك وانىت هنا ‪ ..‬و أأان اليل كنت برتيق عىل اباب ملا ماما تطرده من املطبخ ‪..‬‬
‫طلعت مراىت زى أأىم‬
‫ابتسمت قائهل بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬بره لو مسحت‬
‫قال بلهجة مرسحيه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوامر معاليك اي ابشا‬
‫خرج ‪ ..‬عادت اخلادمة ‪ ..‬فشعرت "ايمسني" ابخلجل من نرراهتا ‪ ..‬فمتمتت ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليكوا لبعض ‪ ..‬وحيببكوا ىف بعض كامن وكامن‬
‫وجدت نفسها تردد بقلبــها ‪ :‬أميــن‬

‫*****************************‬
‫‪ -‬يعين ابن أأخواي يتجوز و أأان أخر من يعمل‬
‫هتفت "ثراي" بتكل العبارة بغضب فقال "نور" هيدهئا ‪:‬‬
‫‪ -‬املوضوع جه برسعة اي "ثراي" ‪ ..‬ووادل البنت توىف يعىن مكنش ينفع يتعمل فرح‬
‫أأمكلت "ثراي" بغضب و أكهنا مل ستمتع اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين عشان ىه مطلقة ما يتعملش فرح ‪ ..‬طيب ذنبه ايه "معر" ودى أأول مرة يتجوز فهيا ‪ ..‬ذنبه‬
‫ايه يتجوز من غري فرح‬
‫قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان قولتهل اننا هنعمهل حفةل كبرية ملا يرحعوا ان شاء هللا ونعزم الناس لكها‬
‫قالت "ثراي" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد ما دخلوا خالص هنعمل حفةل ‪ ..‬ما اكن من ا ألول ‪ ..‬وال الهامن اكنت مترسبعه عىل اجلواز ‪..‬‬
‫ايه مش قادرة تستىن ملا دمعهتا عىل ابابها تنشف ‪ ..‬ايه ملها ملهوفة عىل اجلواز كده‬
‫قال "نور" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬اي "ثراي" قولتكل ‪ 011‬مرة ان "معر" هو الىل أأرص عىل ادلخهل وان مراته تبقى ىف بيته‬
‫مث هنض قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اان قامي اشوف شغىل عن اذنكوا‬
‫اكن يعمل بأأن احلوار مع أأخته وىه غاضبه هو رضب من العبث ‪ ..‬قالت "ايناس" حبقد ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة يزهق مهنا ويعرف انه ارتكب أأكرب غلطه ىف حياته ‪ ..‬ويطلقها زى ما الىل قبهل طلقها‬

‫****************************‬
‫أأرصت "ايمسني" عىل أأن تعد طاوةل الطامع بنفسها ‪ ..‬أأهنت اعدادها وطرقت ابب املكتب ‪ ..‬اكنت‬
‫تنترر أأن يأأذن لها "معر" ابدلخول لكهنا وجدته يفتح الباب بنفسه مبتسام ‪ ..‬ابتسمت هل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬السفرة جاهزة‬
‫توهجا اىل غرفة الطعام وجلسا معا ‪ ..‬نررت اليه لرتاقب تعبيات وهجه ‪ ..‬نرر بسعادة اىل لك ما‬
‫أأعدته وقال بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ساعدىت الست ىف لك الألك ده‬
‫قالت مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬قصدك ىه الىل ساعدتىن‬
‫نرر الهيا ابجعاب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده طلعت مراىت شاطرة أأوى و أأان معرفش ‪ ..‬أأان قولت أأخرك صنية املكرونة ابلبشاميل‬
‫حضكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أه الىل خدهتا من بيت صاحبك وانت انزل‬
‫حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬امعل ايه يعىن ما انىت كنىت معذابىن ‪ ..‬قولت أأىه أأى حاجه من رحيتك ‪ ..‬عىل فكرة ماما لكت‬
‫مهنا معااي وجعبهتا جدا ‪..‬رمغ ان ماما مبيعجهباش بسهوهل أألك حد‬
‫ابتسمت بسعادة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬كويس يعين ماما "كرميه" جعهبا أألكى‬
‫قال وقد تذكر جفأأة‪:‬‬
‫‪ -‬حصيح لكمتك الهناردة وسأألت عنك ‪ ..‬بس كنت لسه صاىح من النوم وقولتلها انك هتلكمهيا‬
‫‪ -‬خالص بعد الغدا هلكمها ان شاء هللا‬
‫قال "معر" بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب يال الىن واقع من اجلوع ورحية الألك فتحت نفىس عىل الخر‬
‫راقبته "ايمسني" بسعادة وهو يأألك من طعاهما بهنم ويش يد به ‪ ..‬استيقرت "ايمسني" ىف اليوم التاىل‬
‫قبل أأذان الفجر اكلعادة ‪ ..‬توضأأت وصلت قيام وانتررت الفجر ‪ ..‬وقفت ىف الرشفه ‪ ..‬تراقب‬
‫احلديقة ىف الليل ‪ ..‬ابتسمت وىه تتذكر مداعبات "معر" ومرحه معها ‪ ..‬بعد الفطار جلسا حيتس يان‬
‫الشاى ىف الرشفة ‪ ..‬اكنت "ايمسني" شارده فسأألها "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬بتفكرى ىف ايه‬
‫انتهبت من رشودها عىل سؤاهل فقالت بتأأثر ‪:‬‬
‫‪" -‬رهيام" وحشتىن أأوى ‪ ..‬طول معران واحنا مع بعض ومعران ما افرتقنا أأبدا‬
‫راقب "معر"تعبريات وهجها احلزينه مث قال جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬حتيب نروح لـ "سامح" و " أأمين" الهناردة‬
‫نررت اليه ىف دهشة غري مصدقه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد ؟ ‪ ..‬ينفع نروحلهم الهناردة‬
‫ابتسم وقرب كرس يه مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة طبعا ينفع ‪ ..‬أأان عارف ان "سامح" ىه أأقرب صاحبه لييك ‪ ..‬وانك بتعتربهيا زى "رهيام"‬
‫أأختك ‪ ..‬أأكيد ملا تشوفهيا هتخفف عنك شويه بعد "رهيام"‬
‫نررت اليه "ايمسني" بنررة امتنان وسعادة ممزوجة بـ ‪ ..‬احلـــب ‪ ..‬ابدلها نررهتا قائال بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬لو كنت أأعرف ان اقرتاىح هيخلييك تبصيىل كده ‪ ..‬كنت اقرتحته علييك من زمان‬
‫انتهبت "ايمسني" فأأشاحت بوهجها خبجل ‪ ..‬فقال "معر" مؤنبا نفسه مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ايريتىن مكنتش اتلكمت ‪ ..‬أأهو داميا كده أأقطع اللحرة احللوة ابلالكم الكتري الىل خيلييك تتكسفى‬
‫وتبعدى عىن‬
‫نررت اليه ضاحكة ‪ ..‬اكنت تشعر بأأهنا اس تطاعت ىف اليومني املاضيني أأن تقرتب منه أأكرث ‪..‬‬
‫وتتألف معه أأكرث ‪ ..‬وهذا ا ألمر أأسعدها للغاية ‪ ..‬اكنت تشعر ابلراحة والسكينة وىه معه ‪ ..‬اكن‬
‫قلهبا خيفق جبنون لكام اقرتب مهنا ‪ ..‬نررت اليه وهو يتحدث اىل هاتفه وىه تبتسم بسعادة وتشعر‬
‫ابن قلهبا سار ينبض حببه‬
‫ارتدت مالبسها وخرجت مع "معر" ‪ ..‬وتوهجا اىل بيت " أأمين" و "سامح" ‪ ..‬توقف ابلس يارة أأما‬
‫البيت وقبل أأن تزنل أأمسك يدها قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬مش عايزين نطول أأوى ‪ ..‬ماىش ‪ ..‬عشان حابب خنرج سوا ونتعىش بره‬
‫ابتسمت هل و أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬جلست الفتااتن ىف غرفة أأغلقت "سامح" الباب مث نررت لعالمات‬
‫السعادة عىل وجه صديقهتا وقالت بسعاده ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل أأان ش يفاه ده ‪ ..‬عيين علييك ابرده‬
‫حضكت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت هتعمىل زى "رهيام"‬
‫ابتسمت "سامح" ‪ ..‬مث اختفت ابتسامهتا و أكهنا تذكرت شيئا ‪ ..‬قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه ماكل ؟‬
‫قالت "سامح" حماوةل االتبامس مرة أأخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مفيش حاجة‬
‫قالت "ايمسني" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬النونو كويس ؟‬
‫مسحت "سامح" عىل بطهنا وابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اها كويس امحلد هلل‬
‫‪ -‬امال ماكل ‪ ..‬وشك اتغري جفأأة‬
‫بدا عىل "سامح" بعض الرتدد مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أل متاخديش ىف ابكل‬
‫تفرست "ايمسني" ىف صديقهتا مث قالت ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" أأان عارفاىك كويس أأوى ‪ ..‬ىف حاجه انىت خمبياها عىن‬
‫تهندت "سامح" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بنىت متومهيش نفسك ‪ ..‬أأان بس حسيت ابلتعب شوية‬
‫قالت "ايمسني" جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬لكمىت احملامية‬
‫نررت "سامح" اىل صديقهتا ومصتت ‪ ..‬حثهتا "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" ردى عليا ‪ ..‬لكمىت احملامية حصبتك‬
‫قالت "سامح" ابستسالم ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬ووصلت حلاجة ؟‬
‫بدا علهيا الرتدد مرة أأخرى مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫قالت "ايمسني" حبده ‪:‬‬
‫‪" -‬سامح" قوليىل بالش تعب ا ألعصاب ده‬
‫قامت "سامح" وخرجت ‪ ..‬مث عادت بورقتني و أأعطهتم لـ "ايمسني" ‪ ..‬نررت "ايمسني" اىل الورق ىف‬
‫يدها ‪ ..‬هو نفسه الورق اذلى أأعطهتا "والء" نسخه منه‬
‫قالت "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬قالتىل ان الورق موجود فعال ىف ملفات املستشفى وجبتىل النسخة دى ‪ ..‬وكامن ورق متابعة‬
‫احلالتني شافته بنفسها‬
‫اكنت "ايمسني" تنرر اىل الورق بأأعني متجمده ‪ ..‬أأمكلت "سامح" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت انويه اتصل بييك و أأقوكل عىل هللا وصلتهل ‪ ..‬بس ملا شوفتك داخهل عليا فرحانه وابين‬
‫علييك انك مبسوطه اترددت أأقوكل‬
‫نررت الهيا "ايمسني" وىه تغالب دموعها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه اترددىت تقوليىل ‪..‬‬
‫نررت "ايمسني" اىل الورق اذلى بيدها ‪ ..‬وقد جتمعت ادلموع بعينهيا وقالت بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬الورق ده ميثبتش حاجه ‪ ..‬يعين ‪ ..‬عادى ‪" ..‬معر" اكن ماىش ‪ ..‬ولقى احلريقه ‪ ..‬وحاول يساعد‬
‫الست اهنا خترج ‪ ..‬والراجل شافه وافتكره اكن معاها ىف البيت ‪ ..‬لكن "معر" ملوش دعوة ابلبيت‬
‫ده ‪ ..‬وملوش دعوة ابلقصة دى‬
‫مث امكلت بلحامس وبشفتني مرجتفتني ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" بيحب يساعد الناس ‪..‬انىت انس يه الىل معهل مع العامل الىل ايده احترشت ىف املاكنة ‪ ..‬هو‬
‫عىل طول بيحب يساعد الناس ‪ ..‬هو حاول يساعدها ‪ ..‬بس مش أأكرت من كده‬
‫مث نررت اىل "سامح" بعينني دامعتني قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حص ؟‬
‫نررت "سامح" اىل نررة الرجاء ىف عني صديقهتا والىت ترجوها اىل موافقهتا عىل الكهما حىت لو‬
‫ابلكذب ‪ ..‬ورمغ الشك اذلى اكن يساور "سامح" اىل أأهنا اس تجابت للرجاء ىف أأعني صديقهتا‬
‫ادلامعه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حص ‪ ..‬أأكيد املوضوع زى ما انىت قولىت‬
‫أأومأأت "ايمسني" بر أأسها وىه حتاول أأن تغالب دموعها ونررت اىل الورق مث مزقته ‪ ..‬مث نررت اىل‬
‫صديقهتا قائهل حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص املوضوع ده اتقفل ومش هيتفتح اتىن‬
‫‪ -‬ماىش‬
‫حاولت "سامح" التحدث ىف أأمور خمتلفة مع "ايمسني" الىت جاهدت بدورها لالندماج مع "سامح"‬
‫وتناىس املوضوع متاما‬
‫خرجت "ايمسني" مع "معر" وركبا الس يارة ‪ ..‬نرر الهيا يراقب انفعاالهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت ىف حاجه ضايقتك‬
‫رمست ابتسامة عىل شفتهيا ونررت ايه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأبدا‬
‫‪ -‬كنت فاكرك هتكوىن مبسوطة ملا تشوىف "سامح"‬
‫‪ -‬أأان فعال مبسوطة ‪ ..‬مبسوطة أأوى‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت حتب تروح فني ؟‬
‫قالت مبتسمة ‪:‬‬
‫‪ -‬اان معرفش أأماكن ىف املنصورة ‪ ..‬وخمرجتش فهيا قبل كده ‪ ..‬يدوبك ابىج لـ "سامح" بس‬
‫أأوقف "معر" س يارته عىل النيل ونزل االثنان معا ينعامن بنسامت الليل املنعشة ‪ ..‬ابتسمت "ايمسني"‬
‫تراقب القمر فوقهام ‪ ..‬شعرت ابخلجل عندما ارتطمت بنررات "معر" املتفحصة وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬انت عىل طول بتبصىل كده‬
‫‪ -‬أأيوة وهفضل أأبصكل كده‬
‫قالت مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى لك الرجاةل بتقول كدة ىف ا ألول وبعد فرتة من اجلواز بيتحولوا للنسخة املرصيه املعمتده للزوج‬
‫املرصي‬
‫حضك "معر" حىت دمعت عيناه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ده ىف ايد حرضتك ‪ ..‬لو متحولتيش للنسخة املرصيه املعمتده للزوجة املرصية فأأان أأكيد مش‬
‫هتحول‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬قصدك ايه بأأه اي بشمهندس ابلنسخة املعمتدة للزوجة املرصية‬
‫قال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬قصدى بأأه انك تتحوىل لاكئن هالىم غري معلوم تفاصيهل وتضاريسه بوضوح‬
‫حضكت "ايمسني" بشدة فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأفتح ابب البيت أأالىق بترصيخ برصخة طرزان وبتجرى ورا الوالد‬
‫ازدادت حضاكهتا فأأمكل ‪:‬‬
‫‪ -‬والكبرية بأأه أأالقييك انس يه امسى وبتندهيىل وتقوليىل اباب زى ما الوالد هيقولوىل ‪ ..‬ساعهتا هروح‬
‫شايكل انىت وهام و ‪........‬‬
‫نررت اليه بتحدى ‪ ..‬فابتسم و أأشار لقلبه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأحطكوا جوه قليب‬
‫قالت متراهره ابجلديه ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص و أأان موافقة ‪ ..‬أأان مش هتحول مقابل ان انت كامن متتحولش‬
‫اقرتب بوهجه مهنا بشدة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا‬
‫نررت حولها ورجعت للخلف ‪..‬فاعتدل وقال خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش معاىك حق لينا بيت نتمل فيه‬
‫حضكت و أأشاحت بوهجها ‪ ..‬ذهبا معا لتناول الطامع ىف أأحد املطامع ‪ ..‬اكن أأحد املطامع الهادئة املطةل‬
‫عىل النيل ‪ ..‬اكنت "ايمسني" تشعر بسعادة ابلغة وىه جالسه جبوار زوهجا ‪ ..‬ترك هاتفه و مادلية‬
‫مفاتيجه عىل الطاوةل وذهب اىل حامم ‪ ..‬أأمسكت امليداليه وتفحصهتا ‪ ..‬ابتسمت عندما وجدت‬
‫القلب اذلى حيمل امسها ‪ ..‬نررت حولها و أأعادت امليداليه ماكهنا برسعة قبل أأن يعود ‪ ..‬عاد "معر"‬
‫ليجدها مبتسمه و احد الرجال عىل الطاوةل اجملاورة ينرر الهيا ‪ ..‬شعر بغرية شديده ‪ ..‬اتبعته‬
‫"ايمسني" بدهشة وهو يذهب ويقف أأمام الرجل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجه ؟‬
‫التفت الرجل اليه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ايه حرضتك‬
‫ارتفع صوت "معر" قليال وقال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصكل بتبص ملراىت أأوى ‪ ..‬حفبيت أأعرف يعىن ىف حاجه ؟‬
‫شعر الرجل ابحلرج وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مبصتلهاش‬
‫اكنت أأعني "معر" تشعان غضبا ورمق الرجل بنرره صارمة مث توجه اىل طاولهتم وجذب "ايمسني"‬
‫من يدها وجلسوا عىل طاوةل أأخرى بعيدة عن هذا الرجل ‪ ..‬طال الصمت بيهنام ‪ ..‬مث فتح "معر"‬
‫املنيو قائال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬حتيب اتلكى ايه‬
‫نررت اليه حتاول معرفة ما يفكر فيه ‪ ..‬وجدت نفسها تقول بتلقائيه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مبصهتلوش عىل فكرة ‪ ..‬ومكنتش واخده ابىل انه بيبصىل أأصال‬
‫نرر "معر" الهيا لتتالىق نرراهتام ‪ ..‬مرت حلرات ‪ ..‬مث أأمسك كفهيا بني كفيه قائال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬هو اان قولت انك بصتيهل‬
‫قالت شارحه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل بس أأان خفت تكون افتكرت كده‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" اان عارف كويس أأان متجوز مني‬
‫زاد من ضغء كفيه عىل كفها فابتسمت هل ىف جخل وقد أأسعدها ثقته هبا ‪ ..‬طلبا الطعام ‪ ..‬ظال‬
‫يتحداثن معا ‪ ..‬حىت أأخذمه احلديث حول قضية الاختطاف ‪ ..‬قال "معر" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هراتح اال ملا ميسكوه‬
‫أأكدت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد هميسكوه ان شاء هللا‬
‫مث قالت بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬بس خايفة ميقدروش يثبتوا الهتمة علهيم‬
‫قال "معر" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل هيقدروا يثبتوها ان شاء هللا ‪ ..‬و أأصال هام أأغبية جدا اكنوا ممكمينك ومغميني عينيىك عىل‬
‫أأساس متتعرفيش علهيم ‪ ..‬لكن اكنوا بيتعاملوا من غري جوانىت ‪ ..‬يعين بصامهتم ماليه البيت‬
‫قالت "ايمسني" وىه تفكر ‪:‬‬
‫‪ -‬بس مش ممكن يوصلوا للبيت ده وميسحوا بصامهتم‬
‫قال "معر" شارحا ‪:‬‬
‫‪ -‬البوليس رفع البصامت خالص ‪ ..‬يعىن حىت لو مسحوها ىه خالص اتثبتت ىف احملرض ‪ ..‬وكامن‬
‫البيت أأان أأفلته كويس وغريت الباب لباب حديد يعين حمدش يقدر يدخهل‬
‫انتهبت "ايمسني" للكامته وقالت ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى يعين غريت الباب و أأفلت البيت ‪ ..‬وحصاب البيت ملا يرجعوا أأكيد هيعملوكل مشالك عشان‬
‫غريت ابب بيهتم‬
‫قال "معر" وهو يمكل طعامه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل حمدش هيعمىل مشالك‬
‫بلعت ريقها وقالت بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى تضمن اهنم مش هيعملوكل مشالك‬
‫مصت قليال ‪ ..‬وبدا و أكنه يفكر ‪ ..‬مث نرر الهيا ليفجر قنبةل ىف وهجها ‪:‬‬
‫‪ -‬ألن اان صاحب البيت‬
‫شعرت بقلهبا وقد توقف عن اخلفقان ‪ ..‬وبرئهتا وقد شلت عىل احلركة ‪ ..‬حلرات ‪ ..‬مث عادت أأهجزهتا‬
‫للعمل مرة أأخرى لكن بصورة جنونيه ‪ ..‬قالت بصوت حاولت أأن يبدو طبيعيا ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين البيت ده بتاعك ؟ ‪ ..‬ملكك ؟‬
‫رد هبدوء وهو يبدو شاردا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ملىك ‪ ..‬بس مربوحوش كتري ‪ ..‬روحته اكم مرة بس‬
‫راقبت وهجه لرتى عليه تعبريات غريبة مكن يتذكر شيئا يضايقه ‪ ..‬مث هز ر أأسه و أكنه حياول نفض تكل‬
‫اذلكرى من ر أأسه ‪ ..‬اس تأأذنت لتذهب اىل امحلام ‪ ..‬دخلت اىل امحلام وىه ترتعش ‪ ..‬وقفت أأمام‬
‫املرأه تنرر اىل وهجها املضطرب ‪ ..‬ونرراهتا الشاردة املتوترة ‪ ..‬بيته ‪ ..‬ملكه ‪ ..‬هو صاحب البيت ‪..‬‬
‫البيت اذلى زنت فيه زوجة الغفري مع رجل ‪ ..‬ظنت أأن "معر" ليس هل عالقة ابلبيت وما حدث فيه‬
‫‪ ..‬لكنه صاحب البيت ‪ ..‬ومالكه ‪ ..‬ملاذا يشرتى رجال مثهل مثل هذا البيت املوجود عىل أأطراف‬
‫القرية واذلى ال حيتوى اال عىل فراش ودوالب وبضع ا ألواىن البس يطة ‪ ..‬ماذا يفعل رجال مثهل ىف‬
‫هذا البيت اذلى قال انه زاره مرات ‪ ..‬مل يذهب اليه الا لسبب واحد ‪ ..‬لىك يلتقى فيه بعش يقته‬
‫بعيدا عن أأعني زوهجا ‪ ..‬وبعيدا عن أأعني اخلدم ‪ ..‬لمك متنت أأن يكون برئيا ‪ ..‬لمك حاولت تناىس تكل‬
‫احلادثة وجتاهلها و أكهنا شيئا مل يكن ‪ ..‬لكنه أأثبت لها ‪ ..‬أأنه هو نفسه الرجل اذلى زىن بزوجة الغفري‬
‫ىف هذا البيت احملرتق ‪ ..‬نررت اىل نفسها ىف املرأه لتقسء من عينهيــا دمعــة حزينــة ‪ ..‬يعقهبا شالال‬
‫من ادلمـــوع الصامتـــة ‪.‬‬

‫البارت ‪59‬‬

‫‪ -‬أأيوة ملىك ‪ ..‬بس مربوحوش كتري ‪ ..‬روحته اكم مرة بس‬


‫راقبت وهجه لرتى عليه تعبريات غريبة مكن يتذكر شيئا يضايقه ‪ ..‬مث هذ ر أأسه و أكنه حياول نفض تكل‬
‫اذلكرى من ر أأسه ‪ ..‬اس تأأذنت لتذهب اىل امحلام ‪ ..‬دخلت اىل امحلام وىه ترتعش ‪ ..‬وقفت أأمام‬
‫املرأه تنرر اىل وهجها املضطرب ‪ ..‬ونرراهتا الشاردة املتوترة ‪ ..‬بيته ‪ ..‬ملكه ‪ ..‬هو صاحب البيت ‪..‬‬
‫البيت اذلى زنت فيه زوجة الغفري مع رجل ‪ ..‬ظنت أأن "معر" ليس هل عالقة ابلبيت وما حدث فيه‬
‫‪ ..‬لكنه صاحب البيت ‪ ..‬ومالكه ‪ ..‬ملاذا يشرتى رجال مثهل مثل هذا البيت املوجود عىل أأطراف‬
‫القرية واذلى ال حيتوى اال عىل فراش ودوالب وبضع ا ألواىن البس يطة ‪ ..‬ماذا يفعل رجال مثهل ىف‬
‫هذا البيت اذلى قال انه زاره مرات ‪ ..‬مل يذهب اليه الا لسبب واحد ‪ ..‬لىك يلتقى فيه بعش يقته‬
‫بعيدا عن أأعني زوهجا ‪ ..‬وبعيدا عن أأعني اخلدم ‪ ..‬لمك متنت أأن يكون برئيا ‪ ..‬لمك حاولت تناىس تكل‬
‫احلادثة وجتاهلها و أكهنا شيئا مل يكن ‪ ..‬لكنه أأثبت لها ‪ ..‬أأنه هو نفسه الرجل اذلى زىن بزوجة الغفري‬
‫ىف هذا البيت احملرتق ‪ ..‬نررت اىل نفسها ىف املرأه لتقسء من عينهيــا دمعــة حزينــة ‪ ..‬يعقهبا شالال‬
‫من ادلمـــوع الصامتـــة‬

‫شعرت "ايمسني" و أكن ادلنيا قد توقفت من حولها وال يوجد سوى تكل احلقيقة املره ‪ ..‬وقفت تنرر‬
‫ىف املرأه وىه متأأمله جمروحه حائرة ال تدرى ماذا تفعل ‪ ..‬وكيف تترصف ‪ ..‬أأتواهجه ‪ ..‬أأتساحمه ‪..‬‬
‫أأتبتعد عنه ‪ ..‬ال تدرى ماذا س تفعل ‪ ..‬ليست واثقه من أأى شئ ‪ ..‬الشئ الوحيد اذلى تثق به ‪ ..‬هو‬
‫أأن زوهجا اجلالس ىف اخلارج أأجرم ىف حقه نفسه وىف حقها وىف حق ربه جبرمية بشعة للغايه ‪..‬‬
‫كفكفت دموعها وغسلت وهجها وعادت اىل الطاوهل ‪ ..‬تفرس فهيا "معر" ‪ ..‬مث قال ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي "ايمسني"‬
‫قالت بصوت مبحوح ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش‬
‫قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ىف ‪ ..‬انىت كنىت بتعيطى حص ؟‬
‫مل تس تطع التأأكيد أأو الاناكر ‪ ..‬مصتت ‪ ..‬أأمسك يدها بني يديه االثنني واقرتب مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت ادعيهل ربنا يرمحه هو وماما‬
‫نررت اليه ‪ ..‬ليتك تعمل سبب دموعى اي "معر" ‪ ..‬ليس أأيب سبهبا ‪ ..‬بل أأنت ‪ ..‬أأنت من قهرىن‬
‫وجرحىن ‪ ..‬قالت "ايمسني" وقد بدا علهيا الضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش ممكن منىش ‪ ..‬عايزة أأروح‬
‫ركبا الس يارة ‪ ..‬وظلت صامته طوال الطريق ‪ ..‬و"معر" مل حياول مضايقهتا ابحلديث ‪ ..‬لكنه ظل‬
‫يلتفت الهيا ‪ ..‬ويتفرس فهيا وىف تعبريات وهجها احلزين ‪ ..‬وصال اىل البيت صعدا مع ّا ‪ ..‬توقفا أأمام‬
‫ابب غرفهتا ‪ ..‬اقرتب مهنا "معر" وقبل جبيهنا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬تصبحى عىل خري اي حبيبىت ‪ ..‬لو جمالكيش نوم واحتجىت تتلكمى أأان سهران ىف املكتب‬
‫دخلت "ايمسني" غرفهتا و أألقت بنفسها عىل الفراش مبالبسها وانفجرت ىف باكء صامت ‪ ..‬باكء يبىك‬
‫فيه قلهبا قبل عينهيا ‪..‬مل تدرى مك جلست تبىك ‪ ..‬لكهنا مل تتوقف الا عندما مل يعد دلهيا القدرة عىل‬
‫الباكء ‪ ..‬قامت بتثاقل وتوضأأت وصلت ‪ ..‬بكت كثريا ىف جسودها وىه تترضع اىل هللا عز وجل أأن‬
‫ينري لها طريقها ‪ ..‬ويلهمها حسن الترصف ‪ ..‬أأهنت صالهتا وجلست عىل فراشها تفكر ‪ ..‬ىه الن‬
‫تشعر بأأن "معر" ابلفعل مذنب هبذا اجلرم ‪ ..‬و أأنه أأخطأأ مع تكل املر أأة ‪ ..‬وترى "ايمسني" الن انه‬
‫ليس دلهيا الا طريقني اثنني ال اثلث هلام ‪ ..‬وجيب علهيا أأن ختتار أأحدهام ‪ ..‬الطريق ا ألول هو أأن‬
‫تواهجه مث تنفصل عنه وتبتعد عنه متاما ‪ ..‬الطريق الثاين أأن ختفى ما عرفته ‪ ..‬وتساحمه ‪ ..‬وتغفر هل ما‬
‫فعل ‪ ..‬لكن السؤال الن ‪ ..‬هل حهبا هل اكىف ألن يغفر تكل الغلطة ‪ ..‬هل حهبا هل اكىف ألن ترىم‬
‫هذا ا ألمر خلف ظهرها و أأال تفكر فيه مرة أأخرى ‪ ..‬هل حهبا هل اكىف ألن تساعده عىل التغيري‬
‫ل ألفضل وتأأخذ بيده وجتعهل يسري معها ىف طريقها ‪ ..‬أأم أأن حهبا هل أأضعف من أأن يتحمل تكل‬
‫الغلطة الىت س بقت معرفته هبا ‪ ..‬وقلهبا لن يس تطيع أأن يغفر هل أأبدا ‪ ..‬ىه تعمل أأن احلب لكمة لها‬
‫معاىن كثرية ‪ ..‬من بني تكل املعاىن ‪ ..‬التسامح ‪ ..‬وغفران الزالت ‪ ..‬ولكام اكن احلب أأكرب ‪ ..‬لكام اكن‬
‫التسامح أأكرب ‪ ..‬ولكام اكن الاحتواء أأمعق ‪ ..‬فهل حهبا ابلفعل كبري ؟ وقوى ‪ ..‬؟ ‪ ..‬حىت يقف ىف‬
‫وجه تكل العاصفه الىت حتارصه من مجيع اجلهات ‪ ..‬؟‬

‫مكثت ىف غرفهتا اىل بعد الرهر ‪ ..‬اكنت حتاول أأن تتحايش الاجامتع به ‪ ..‬خرجت من غرفهتا ومرت‬
‫جبوار ابب غرفته املغلق فأأرسعت السري حىت نزلت ادلرج ‪ ..‬ليس من املعقول أأن يرل "معر" انمئا‬
‫لهذا الوقت فليس هذا من عادته ‪ ..‬لكهنا ال جتد أأثرا هل ىف املزنل ‪ ..‬ذهبت اىل اخلادمة ىف املطبخ‬
‫وسأألهتا عنه فقالت اهنا ال تعرف ماكنه ‪ ..‬حرضت هل الفطار ىف الصبح ومل يطلب مهنا شيئا أخر ‪..‬‬
‫عىل قدر ما كنت تشعر ابلراحه لعدم رؤايه حىت ال تتذكر أأملها منه ‪ ..‬عىل قدر ما اكنت تشعر‬
‫ابلقلق عليه ‪ ..‬غلهبا قلقها ‪ ..‬اتصلت به ‪ ..‬رد علهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي حبيبة قليب‬
‫‪ -‬السالم عليمك ‪ ..‬صباح النور‬
‫‪ -‬وعليمك السالم‬
‫‪ -‬انت فني ‪ ..‬حصيت لقيتك مش موجود‬
‫أأاتها صوته ادلائف ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش تك ؟‬
‫خفق قلهبا ‪ ..‬ومصتت ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬مس تخرسه حىت تقولهياىل‬
‫مل ترد ‪ ..‬فامكل ‪:‬‬
‫‪ -‬اما أأان مفش بس تخرس فييك حاجه ‪..‬وحش تيين ‪ ..‬وبتوحشيين عىل طول ‪ ..‬ولوال الشغل الىل ىف‬
‫ايدى كنت طرت حلد عندك‬
‫أأمغضت عينهيا وقد أملهتا لكامته ‪ ..‬أملها حبه الكبري لها ‪ ..‬وىه ال تس تطيع أأن تبادهل حبا حبب ‪..‬‬
‫أأرادت أأن تسأأهل ان اكن ىف مكتبه أأم خارج املزرعة ‪ ..‬لكهنا وجدت نفسها تسأأهل سؤال أخر متاما ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪ ..‬انت بتحبىن جبد ؟‬
‫مل متسع صوات ‪ ..‬بل انقطع اخلء ‪ ..‬تركت الهاتف من يدها ‪ ..‬و أأنبت نفسها عىل سؤالها ‪ ..‬متنت أأن‬
‫يكون اخلء قد انقطع قبل أأن يس متع اىل سؤالها ‪ ..‬واذلى ال تعمل ملاذا سأألته أأصال ‪ ..‬جلست تقر أأ‬
‫احدى اجملالت عندما مسعت صوت الباب يُفتح وقفت لتجد "معر" يدخل ويقف أأماهما ‪ ..‬قالت‬
‫ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪" -‬معر"‬
‫اكنت نرراته حتمل لك معاىن احلب والشوق واللهفة ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫‪ -‬جيت عشان أأرد أأرد عىل سؤاكل‬
‫تبادال النررات لربهه مث جذهبا اىل حضنه ‪ ..‬استسلمت فرتة ألحضانه ‪ ..‬مث ‪ ..‬شعرت ابخلجل ‪..‬‬
‫حاولت ابعاده عهنا ‪ ..‬رفع ر أأسه ونرر الهيا مبتسام ‪ ..‬قال بصوت حاىن ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفىت اجابة سواكل ؟‬
‫امحرت وجنتاها و أأخفضت برصها ‪ ..‬حاول رفع وهجها بكفه ‪ ..‬فوقع نررها عىل احلرق ‪ ..‬فشعرت‬
‫بغصه ىف حلقها ‪ ..‬سأألته بصوت مضطرب قليال ‪:‬‬
‫‪ -‬من ايه احلرق ده‬
‫نرر "معر" الهيا يتفرس فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬دى اتىن مرة تسأأليين عنه‬
‫"ايمسني" وىه حتاول أأن يبدو صوهتا طبيعيا ‪:‬‬
‫‪ -‬فضول مش أأكرت‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هقوكل‬
‫نررت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫مصت ‪ ..‬طال مصته ‪ ..‬بدا عليه الضيق ‪ ..‬و أأخريا قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ألنك بعيده عىن مبا فيه الكفايه ‪ ..‬ولو عرفىت هتبعدى أأكرت‬
‫ارجتف قلهبا للكامته الىت تؤكد ما عرفته ‪ ..‬أأومأأت بر أأسها وحاولت رمس بسمه عىل شفتهيا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يال عشان متتأأخرش عىل شغكل ‪ ..‬و أأان هستناك عىل الغدا‬
‫سأألها ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬فطرىت‬
‫‪ -‬أل لسه‬
‫قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬حاال ‪ ..‬تفطرى حاال‬
‫‪ -‬حارض‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬قولهيا اتىن‬
‫‪ -‬ايه ىه ؟‬
‫‪ -‬حارض‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض‬
‫‪ -‬مش هتأأخر علييك ‪ ..‬لو احتجىت حاجة لكميين‬
‫ابتسمت هل حىت انرصف ‪ ..‬مث اختفت الابتسامه من شفتهيا لتحل حملها عربه ىف عينهيا‪.‬‬

‫************************‬

‫جلست "سامح" مع " أأمين" ىف رشفة مزنهلام ‪ ..‬بدا عىل "سامح" التفكري ‪ ..‬قالت لـ " أأمين" ‪:‬‬
‫‪ " -‬أأمين" عايزة أأسأأكل سؤال‬
‫‪ -‬خري‬
‫بدا علهيا و أكهنا حتاول ختري لكامهتا بعنايه ‪ ..‬مث سأألته ‪:‬‬
‫‪ -‬هو احلرق اليل ىف ايد "معر" ‪ ..‬قدمي وال جديد‬
‫التفت الهيا ورفع حاجبه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ؟ ‪ ..‬وانىت ايه دخكل ابملوضوع ده‬
‫اضطربت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى يعين ‪ ..‬فضول ‪" ..‬ايمسني" اكنت عايزة تعرف‬
‫نرر اىل عينهيا حبزم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مراته عايزة تعرف يبقى تسأأهل ‪ ..‬لكن انىت متسأأليش سؤال زى ده عن واحد حصىب‬
‫قالت حتاول تلطيف اجلو ‪:‬‬
‫‪ -‬ده سؤال عادى اي " أأمين" يعين مش سؤال خشىص‬
‫قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش عادى ‪ ..‬متسأأليش اى حاجه عن أأى راجل ‪ ..‬حىت لو اكن حصيب ‪ ..‬انت ايه دخكل‬
‫ابحلرق اىل ىف ايده ‪ ..‬وكامن بتسأأليين أأان‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هو انت بتغري ؟‬
‫نرر الهيا بعتاب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين مش عارفه ان أأان بغري ‪ ..‬بغري من جمرد الكمك عن راجل اتىن ‪ ..‬وسؤاكل عن حاجه ختصه‬
‫حضكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي مع مكنش سؤال ده‬
‫اقرتب مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل ايه ما تيجي نعمل شهر عسل اتىن‬
‫حضكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬والىل ىف بطىن ده أأشفطه يعين وال أأمعل ايه فيه‬
‫‪ -‬أل خليه ‪ ..‬بس أأصىل برصاحة غرت شوية ‪ ..‬يعين "معر" ىف شهر العسل و "كرم" ىف شهر‬
‫العسل ‪ ..‬و أأان مليش نفس يعين‬
‫ابتسمت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ازاى ‪ ..‬خليك هنا ثواىن هروح أأس تعد لشهر العسل و أأجيكل‬

‫*********************‬
‫ىف املساء دخلت "ايمسني" اىل غرفهتا ‪ ..‬اس تأأذنت من "معر" لتنام مبكره عن لك يوم ‪ ..‬ىف احلقيقة‬
‫مل ترغب ىف النوم ‪ ..‬بل اكنت ترغب ىف االنفراد بنفسها ‪ ..‬والتفكري ‪ ..‬مل تصل حىت الن اىل قرار ‪..‬‬
‫ال تعرف ماذا ختتار ‪ ..‬ال تعرف سوى شئ وحد ‪ ..‬أأهنا لك يوم تزداد قراب منه وتعلقا به ‪ ..‬فان اكنت‬
‫س تأأخذ قرار االنفصال علهيا ان تأأخذه الن ‪ ..‬ألن لك يوم مير علهيا معه ‪ ..‬بل لك حلره ‪ ..‬تربطها به‬
‫أأكرث ‪ ..‬سقطت عربه من عينهيا ‪ ..‬مل تكن تكل العربة حزينه كباىق العربات ‪ ..‬بل عربة شوق ‪ ..‬شوق‬
‫لزوهجا اذلى ال يفصلها عنه سوى جدار ‪ ..‬لمك تمتىن ان تلقى بنفسها بني أأحضانه ‪ ..‬وختربه بلك ما‬
‫حيزهنا ‪ ..‬اكن حنوان للغاية ‪ ..‬وهذا جعلها متعطشه للمزيد من هذا احلنان ‪ ..‬دعت رهبا أأن يكون قد‬
‫اتب ابلفعل ‪ ..‬متنت أأن تشعر بذكل ‪ ..‬بتوبته ‪ ..‬وبصدقها ‪ ..‬ويعزمه عىل عدم تكرار ما فعل ‪..‬‬
‫عندها رمبا تمتكن من مساحمته ‪ ..‬رمبا تمتكن من نس يان ما حدث ‪ ..‬تهندت وهنضت لتغري مالبسها ‪..‬‬
‫اكنت شاردة ‪ ..‬تعاملت مع سوس ته العباءة بعنف حىت كرسهتا ‪ ..‬زفرت ىف ضيق ‪ ..‬حاولت فتحها‬
‫فمل تس تطع اكنت قوية للغاية ‪ ..‬نررت للقطعة املقطوعة ىف يدها بضيق ‪ ..‬خرجت ونزلت ادلرج‬
‫لتقابل "معر" وهو صاعد اىل غرفته ‪ ..‬قال لها ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت لسه ممنتيش‬
‫قالت ابرتباك ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬هنام دلوقىت‬
‫سأألها بعتاب ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا كنىت سهرانه جمبتيش أأعدىت معااي ليه‬
‫مصتت مل جتد ما تقول ‪ ..‬قال بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬براحتك ‪ ..‬تصبحى عىل خري‬
‫صعد اىل غرفته ‪ ..‬نزلت وذهبت اىل املطبخ للبحث عن اخلادمة ‪ ..‬مل جتدها ‪ ..‬نررت اىل ابب‬
‫غرفهتا املغلق ‪ ..‬تُرى هل انمت أأم ال ‪ ..‬اكدت أأن تطرق علهيا الباب لكهنا أأشفقت علهيا أأن توقرها‬
‫بعد يوم متعب من أأجل سوس ته العباءة ‪ ..‬صعدت ىف ضيق اىل غرفهتا وظلت حتاول فتحها دون‬
‫جدوى ‪ ..‬حاولت البحث عن مقص فمل جتد ‪ ..‬خرجت لتزنل للبحث عن مقص ‪ ..‬مل يكن أأماهما‬
‫حل الا قص العباءة ‪ ..‬قابلت "معر" مرة أأخرى وهو يدخل غرفته وحيمل كوب من الشاى ‪ ..‬قال‬
‫ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل ىف ايه ؟‬
‫قالت ابضطراب ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش‬
‫مهت بأأن تزنل ادلرج لكهنا التفتت اليه لتقول ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش عندك مقص ؟‬
‫قال ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬اه عندى ‪ ..‬عايزاه ليه‬
‫قالت بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزاه وخالص‬
‫ابتسم وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش جههيوكل الا اذا قولتيىل عايزاه ليه‬
‫قالت بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل عايزاه وخالص‬
‫‪ -‬كنت هبرج معاىك ‪ ..‬ال مفيش مقص‬
‫زفرت بضيق ‪ ..‬نرر الهيا ‪ ..‬حزمت امرها وقالت برسعة و أكهنا ختىش أأن ترتاجع ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ممكن تفتحىل السوس ته‬
‫ملعت عيناه خببث ‪ ..‬فقالت بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬اتكرست وبقاىل ساعة مش عارفه اغري هدوىم ‪ ..‬نزلت لقيت الست الىل بتش تغل هنا انمية‬
‫وصعبت عليا أأحصهيا‬
‫قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان روحت فني ؟‬
‫دخل غرفته وضع كوب الشاى مث خرج والتف حولها ‪ ..‬التفتت تنرر اليه وقالت جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬افتحها فتحه صغريه و أأان همكلها‬
‫حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش حارض‬
‫رفع يده فالتفتت مرة أأخرى تنرر اليه حمذره ‪:‬‬
‫‪ -‬حته صغريه‬
‫كمت حضكته بصعوبه وهتف ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل يسمع كده يقول انك جايبه واحد من الشارع يفتحكل السوس ته ‪ ..‬صربىن ايرب‬
‫طال انترارها ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ها خلصت‬
‫‪ -‬أل لسه ‪ ..‬انىت قفلتهيا ازاى ‪ ..‬قفلتهيا عىل القامش ‪ ..‬وكامن قطعتهيا‬
‫قالت بنفاذ صرب وىه حتاول ان تبتعد ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مش مشلكة هقصها‬
‫مل يسمح لها ابالبتعاد وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن هحاول اتىن‬
‫أأثناء حماولته ‪ ..‬وقع نرره عىل السلسهل ىف عنقها ‪ ..‬ملسها بيده و أأخرهجا ‪ ..‬التفتت تنرر اليه ‪ ..‬ابتسم‬
‫عندما رأى القلب معلق ىف هناية السلسهل ‪ ..‬نرر الهيا حبب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لبساها من يوم ما اديهتاكل ؟‬
‫أأومأأت برسها قايهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫ظل ممساك ابلقلب وهو ينرر الهيا ‪ ..‬شعرت ابلتوتر حاولت أأن تبتعد ‪ ..‬لكنه اكن يطبق عىل‬
‫السلسةل بقوة ‪ ..‬نررت اليه ‪ ..‬غاصت ىف حبر عيناه الالاتن حتتوايهنا ىف مصت ‪ ..‬اقرتب مهنا أأكرث ‪..‬‬
‫ودلهش هتا مل تعرتض ‪..‬جشعه هدوهئا عىل الاس مترار ‪ ..‬الحت لها صورة أأفزعهتا ‪ ..‬صورة زوهجا ىف‬
‫احضان امر أأة أأخرى ‪ ..‬و أألقى الش يطان بأأس ئهل مقزز ىف عقلها ‪ ..‬تُرى هل اكن يقبل تكل املر أأة‬
‫ابلطريقة الىت يقبلها هبا ‪ ..‬هل اكن شغوفا بتكل املر أأة مثلام تراه شغوفا هبا الن ‪ ..‬مك اس مترت عالقهتام‬
‫‪ ..‬هل اكن حيهبا أأم ىه جمرد رغبة عابرة ‪ ..‬فتحت عينهيا لعل تكل الصورة ختتفى ‪ ..‬لكن ههيات ‪..‬‬
‫فالصورة مل تكن ىف عينهيا ‪ ..‬بل ىف عقلها ‪ ..‬شعرت ابلقشعريرة ترسى ىف جسدها وىه تتخيل‬
‫زوهجا ىف أأحضان اخرى ‪ ..‬أأخرى مزتوجه ختون زوهجا معه ‪ ..‬انتفضت ‪ ..‬وانزوت بنفسها حتاول أأن‬
‫تبتعد عن يده ‪ ..‬انتفض قلبه النتفاضهتا‪ ..‬نرر الهيا نرر دهشة ممزوجة اب ألمل والغضب ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬لدلرجة دى مش طيقاىن ؟‬
‫نررت اليه بأأمل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأسفه ‪ ..‬بس أأان حمتاجه شوية وقت وهبقى كويسه‬
‫ابتعد عهنا وقال ىف غضب ‪:‬‬
‫‪ -‬قوىل انك مش قادرة تنس يه ‪ ..‬مش قادرة تنيس مصطفى‬
‫شعرت بلكامته و أكهنا خنجر يطعن قلهبا امللكوم ‪ ..‬التفت ونزلت ادلرج برسعة ‪ ..‬وتوجه اىل مكتبه مث‬
‫مسعت صوت الباب يغلق بقوة ‪ ..‬عادت اىل غرفهتا وجلست عىل فراشها ‪ ..‬اكنت حزينه حائرة متأأملة‬
‫‪ ..‬ترغب ىف مساحمته ‪ ..‬لكن ا ألمر شاق علهيا ‪ ..‬كيف متنع عقلها من التفكري فامي فعل ‪ ..‬مضت أأكرث‬
‫من ساعة جالسه مس تغرقة ىف التفكري ‪ ..‬أأكرث ما أملها هو أأنه غضب مهنا ‪ ..‬تعمل جيدا اهنا ال جيب‬
‫أأن تنام وزوهجا غاضب علهيا ‪ ..‬ألن من تفعل ذكل ترل املالئكة تلعهنا حىت الصباح ‪ ..‬ارجتفت‬
‫لقساوة تكل اللكامت الىت تعرفها جيدا ‪ ..‬فتحت ابب الغرفة وخرجت تبحث عنه ‪ ..‬مل يكن ما حيركها‬
‫هو خوفها من لعن املالئكة فقء ‪ ..‬بل حهبا هل ‪ ..‬وحزهنا ألهنا أأغضبته ‪ ..‬نررت اىل ابب غرفته‬
‫املفتوح ‪ ..‬وكوب الشاى اذلى برد ‪ ..‬علمت أأنه ىف املكتب مل خيرج ‪ ..‬نزلت ببءء ‪ ..‬طرقت ابب‬
‫املكتب هبدوء ‪ ..‬مل تسمع صوات يدعوها لدلخول ‪ ..‬وقفت ‪ ..‬ترددت ‪ ..‬لكهنا أأخريا عزمت أأمرها‬
‫وفتحت الباب ‪ ..‬أأطلت بر أأسها لتجد "معر" جالسا عىل احدى ا ألرائك وبيده أألبوم صور ‪ ..‬رفع‬
‫ر أأسه ليلقى علهيا نررة ال مباليه و أكن وجودها ال يعنيه مث عاد ليقلب صفحات ا أللبوم ‪ ..‬دخلت‬
‫"ايمسني" و أأغلقت الباب خلفها ‪ ..‬جلست عىل ا ألريكة الىت جيلس علهيا لكهنا تركت بيهنام مسافة ‪ ..‬مل‬
‫تعرف ماذا تقول ‪ ..‬هرب مهنا الالكم ‪ ..‬اكنت تشعر بأأحاسيس كثريه متناقضة ‪ ..‬اكن مازالت يطالع‬
‫ا أللبوم ىف يده ‪ ..‬قالت دون ان تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مبفكرش أأبدا ىف "مصطفى"‬
‫نرر الهيا بغضب وحده ‪ ..‬نررت اليه وأأمكلت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأصال مكنتش حببه اي "معر" ‪ ..‬معرى ما حبيته أأبدا‬
‫رقت نرراته قليال فأأمكلت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مكنتش أأعرفه قبل اخلطوبة ‪ ..‬هو شافىن واتقدمىل ‪ ..‬اكنت أأول مرة أأشوفه يوم ما اتقدمىل ‪..‬‬
‫واختطبنا عىل طول ‪ ..‬واجتوزان عىل طول‬
‫ترك ا أللبوم من يده واعتدل ىف جلس ته ‪ ..‬ساد الصمت لفرتة ‪ ..‬مث قطعه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين معرك ما حسيىت حباجه انحيته‬
‫هزت ر أأسها بقوة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل‬
‫تفرس فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وال مرة ؟‬
‫قالت بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬وال مرة‬
‫أأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا بفتكره مش بفتكره عىل انه جوزى خالص ‪ ..‬بفتكره عىل انه واحد غريب ‪ ..‬معرى ما قدرت‬
‫أأفهمه ‪ ..‬وال عايزة أأفهمه‬
‫أأومأأ بر أأسه وقد فهم ما قالت ‪ ..‬قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اسف عىل هللا قولته‬
‫قالت بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان اسفة عىل الىل معلته‬
‫نرر الهيا بصمت فأأمكلت قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪ ..‬أأان كنت طول معرى ىف حاىل ‪ ..‬معر ما اكن ليا عالقات حبد ‪ ..‬حىت حصايب أأايم اللكية‬
‫اكنوا معدودين عىل الصوابع ‪ ..‬الىن مش برىض أأصاحب أأى حد ‪ ..‬مبصحبش غري البنت الىل بثق‬
‫فهيا وحبس اهنا ش هبىى ‪ ..‬ومفيش مهنم غري "سامح" ىه الىل عالقتنا متقطعتش من أأايم اجلامعة ‪..‬‬
‫نررت اليه بأأمل وحرية قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين الىل عايزة أأفهمهوكل ‪ ..‬اىن معنديش خربة ىف أأى حاجه ‪ ..‬وحسه ان ىف حاجات كتري أأول‬
‫مرة أأتعرضلها ‪ ..‬ومش قادرة أأحمك عىل مشاعرى حص ‪ ..‬حىت أأفاكرى حساها مشوشة‬
‫اقرتب مهنا وجذهبا اىل حضنه ‪ ..‬مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسف اىن اترسعت‬
‫رفعت ر أأسها لتنرر اىل عينيه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل انت مترسعتش ‪ ..‬ده حقك ‪ ..‬بس أأان حمتاجه وقت أأطول ‪ ..‬ىف حاجات كتري جوااي حمتاجه‬
‫أأظبطها ا ألول‬
‫أأمسك كفهيا بيده وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ليه ما تتلكميش معااي ىف احلاجات الىل جواىك دى ‪ ..‬ونربطها سوا‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اوعدك ‪ ..‬اىن هحاول أأمعل الىل انت بتقوهل ‪ ..‬واىن فعال أأقوكل عىل لك الىل جوااي ‪ ..‬أأان بس‬
‫حمتاجة وقت‬
‫تبللت عيناها ابدلموع ونررت اليه برجاء قائهل بصوت أأوشك عىل الباكء ‪:‬‬
‫‪ -‬املهم بس انت مزتعلش مىن ‪ ..‬أأان مش عايزاك تزعل مىن اي "معر" ‪ ..‬اان عارفه اىن تعباك معااي ‪..‬‬
‫بس حاول تفهمىن ومزتعلش مىن‬
‫أأمسك وهجها وقبل جبيهنا قائال جبديه ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب ممكن تبطىل عياط ‪ ..‬مش عايز أأشوف دموع ىف عنييك أأبدا ‪ ..‬و أأان مش زعالن منك ‪..‬‬
‫ومش ممكن أأزعل منك ‪ ..‬احلاجة الوحيدة الىل تزعلىن منك ىه بعدك عىن ‪ ..‬لكن طاملا انىت معااي‬
‫خالص ‪ ..‬هصرب حلد ما انىت الىل تقولييل أأان عايزاك اي "معر" ‪ ..‬أأان نفيس أأبقى مراتك جبد اي "معر"‬
‫‪ ..‬أأان حببك اي "معر"‬
‫ابتسمت هل ‪ ..‬وقالت وىه تنرر اىل عينيه سامهه ‪:‬‬
‫‪ -‬انت حنني أأوى عىل فكرة‬
‫ابتسم لها ‪ ..‬فأأمكلت ‪:‬‬
‫‪ -‬وطيب أأوى ‪ ..‬ومرحي أأوى ‪ ..‬وراجل أأوى ‪ ..‬وشهم أأوى ‪..‬‬
‫اقرتب بر أأسه مهنا حىت أأس ند ر أأسه عىل جبيهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اسكىت بأأه بدل ما تشوفيين جمنون أأوى‬
‫تالقت أأعيهنام وابتسامهتام ‪ ..‬اعتدلت ىف جلس هتا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مبا اهنا جلسه مصارحه فأأحب أأسأأكل سؤال‬
‫أأجاب مبتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬اسأأيل‬
‫قالت هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين اان عارفه انك كنت خاطب قبل كده‬
‫مصتت لرتاقب تعبريات وهجه الساكنه ‪ ..‬مث أأمكلت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين الىل مسعته اهنا اكنت خمتلفة عىن ‪ ..‬حىت ماما "كرميه" قالتىل كده‬
‫أأومأأ بر أأسه دون أأن يتلكم ‪ ..‬فأأمكلت ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫‪ -‬ايه الىل ليه ؟‬
‫‪ -‬ليه اخرتهتا ؟‬
‫مصت وبدا عليه التفكري ‪ ..‬مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اخرتهتا الىن كنت فاكر اىن ممكن أأغريها ‪ ..‬بس ىه اكنت بعيده أأوى أأوى عىن ‪ ..‬بعيده بعد صعب‬
‫اىن أأقربه ‪ ..‬خطوبىت لهيا اكنت من اكرت احلاجات الىل ندمت علهيا ىف حيايت‬
‫تفرست "ايمسني" ىف وهجه تراقب تعبرياته وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجات كتري ندمت علهيا ؟‬
‫بدا ليه التفكر مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش كتري أأوى ‪ ..‬بس أأى انسان عنده غلطات قاتهل أأكيد بيندم علهيا‬
‫شعرت اب ألمل يغزو قلهبا ‪ ..‬اقرتبت منه ‪ ..‬اندهش عندما وجدها متسك يده بيدها ‪ ..‬نرر الهيا فقالت‬
‫حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬املهم اننا نندم فعال عىل الغلطة دى ونس تغفر ربنا كتري عشان يغفرهالنا ‪ ..‬ومنكررش أأبدا الغلطة‬
‫دى اتىن همام حصل‬
‫قال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬حص الكمك مربوط‬
‫سأألته بلهفه‪:‬‬
‫‪ -‬يعين انت ندمت عىل الغلطات دى‬
‫أأومأأ بر أأسه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة ندمت‬
‫ابتسمت ‪ ..‬شعرت ابلراحة ترسى ىف كياهنا ‪ ..‬قالت هل حبامس وبأأعني دامعه ‪:‬‬
‫‪ -‬ان شاء هللا ربنا هيغفركل ‪ ..‬الىل بيتوب حص ربنا بيغفرهل وميسح اذلنب ده من حصيفته يوم القيامه‬
‫رق قلبه وهو يرى دموعها املتساقطه ‪ ..‬مسحها بأأصابعه ونرر الهيا حبنان جارف وقال بصوت‬
‫مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت حبيبىت جبد ‪ ..‬أأان حببك أأوى ‪ ..‬معرى ما ختيلت ان واحده تعيء اداىم من خوفها عليا بسبب‬
‫ذنوىب ‪ ..‬انىت حنينه أأوى اي "ايمسني" ‪ ..‬أأان حببك أأوى‬

‫***************************************‬

‫استيقرت "ايمسني" من نوهما عىل صوت جرس الهاتف اذلى تضبطه عىل صالة الفجر ‪ ..‬هنضت‬
‫لتجد نفسها ىف غرفهتا ومدثرة بغطاهئا ‪ ..‬كيف صعدت اىل هنا ‪ ..‬ابتسمت وىه تتخيل نفسها محموهل‬
‫عىل ذراعى "معر" ‪ ..‬وقريبه من قلبه ‪ ..‬هنضت من فراشها وتوضات ‪ ..‬ذهبت اىل غرفته وطرقت‬
‫الباب ‪ ..‬وقت طويال ‪ ..‬أأخريا فتح الباب وهو انعس العينني قائال مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف واحدة حمرتمة ختبء عىل ابب أأوضة جوزها الساعة ‪ 4‬الفجر‬
‫حضكت وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأه عشان تصحيه يصىل الفجر‬
‫ابتسم وهو يفتح عينيه بصعوبه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش هعدهيا املرة دى ‪..‬‬
‫نرر اىل ما اكنت ترتديه مث قال خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬هو انىت لسه مفتحتيش السوس ته‬
‫ابتسمت خبجل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل وال القيه مقص‬
‫قال و أكنه يفكر ‪:‬‬
‫‪ -‬مممممم طيب وهنعمل ايه ىف املشلكة دى‬
‫‪ -‬عادى بكرة هسأأل الست الىل بتش تغل هنا عىل مقص‬
‫نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب تعاىل أأحاول اتىن‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل‬
‫حضك بشدة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اي بنىت هحاول أأفتحتكل السوس ته ‪ ..‬مش هحاول حاجه اتنيه‬
‫قالت خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل هترصف أأان‬
‫قال بعند ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب حمدش فتحهاكل غريي‬
‫اقرتب مهنا ولفها ‪ ..‬دقيقه واكنت املشلكة قد ُحلت ‪ ..‬أأنزل السوس ته ببءء فالتفتت برسعة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص كفاية ‪ ..‬همكل أأان‬
‫‪ -‬حسابك اكم يعين ؟‬
‫اتسعت ابتسامته ونرر وعيناه تلمعان من الهبجه ‪ ..‬قالت دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬متنساش تصىل قبل ما تنام ‪ ..‬تصبح عىل خري‬
‫اتبعها بنرره قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬وانىت من اهل اخلري اي حبيبىت‬
‫دخلت و أأغلقت الباب و ابتسمت بسعادة وقد أأيقنت أأهنا أأصبحت حتب زوهجــا بشــدة ‪ ..‬بـل‬
‫تعشقه جبنــون ‪..‬‬

‫************************‬

‫ىف الصباح مسعت طرقات عىل ابب غرفهتا ‪ ..‬هنضت وفتحت الباب لتجد اخلادمة ختربها بأأن "معر"‬
‫ينتررها ىف ا ألسفل لتفطر معه‬
‫دخلت امحلام و أأخذت دشا ‪ ..‬احتارت فامي ترتدى ‪ ..‬هل ترتدى عباءة كام ىه عادهتا ‪ ..‬أأم ‪ ..‬اختارت‬
‫فس تان طويل ‪ ..‬مثل ادلريل ‪ ..‬بنصف مك ‪ ..‬مل تربء شعرها للخلف هذه املرة بل تركته حرا ‪ ..‬اكن‬
‫دلهيا شعر أأسود اللون فاحام ‪ ..‬ذو مرهر حصى جذاب ‪ ..‬به موجات تعطيه انس يابيه رائعه ‪..‬‬
‫وضعت أأيضا حالك ‪ ..‬وبرفيوم حتبه ‪ ..‬نررت اىل نفسها ىف املرأه ‪ ..‬مث نزلت ‪ ..‬دخلت غرفة الطعام‬
‫وىه تشعر ابخلجل من التغيري اذلى أأحدثته ىف نفسها ‪ ..‬نرر "معر" الهيا متأأمال ال يرفع عيناه عهنا‬
‫حىت جلست قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري‬
‫ابتسم وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح النور ‪ ..‬هو احنا ملنا حلوين أأوى الهناردة كده‬
‫ابتسمت خبجل و قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يال عشان نفطر عشان متتأأخرش عىل شغكل‬
‫اقرتب مهنا هامسا ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مس تعد أألغى الشغل خالص عىل فكرة‬
‫حضكت ‪ ..‬سعد "معر" للغاية من التغيري ىف مرهرها أأوال ‪ ..‬ومن ابتسامهتا العذبة الىت ظلت حمتفرة‬
‫هبا طيةل جلوسها ‪ ..‬ىف املساء انشغلت "ايمسني" بسقى الزرع ىف الرشفة ىف جحرة املعيشة ‪ ..‬اقرتب‬
‫مهنا "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اان طالع اانم ‪ ..‬هتسهرى‬
‫التفتت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬هسقى الزرع ده بس و أأطلع اانم‬
‫قبل خدها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تصبحى عىل خري‬
‫مه ابالنرصاف مث التفت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متنسيش تصحيىن الفجر‬
‫ابتسمت هل ‪ ..‬صعد اىل غرفته ‪ ..‬بعدما أأهنت "ايمسني" معلها صعدت ىه ا ألخرى اىل غرفهتا ‪..‬‬
‫اقرتبت من فراشها لتجد عىل وسادهتا ورقة وزهرة ايمسني ‪ ..‬أأمسكت الزهرة واس تنشقت عبريها‬
‫املنعش ‪ ..‬وفتحت الورقة والابتسامه عىل ثغرها ‪ ..‬لتجد "معر" اكتب فهيا ‪:‬‬

‫كـم يه صعبـة تلـك الليالـي‬


‫اليت أأحـاول أأن أأصـل فهيا الي ِ‬
‫ــك‬
‫أأصل اىل رشايينــك‬
‫اىل قلبــك‬
‫كـم يه شـاقـة تلـك الليالـي‬
‫كـم يه صعبـة تلـك اللحرـات‬
‫ِ‬
‫صـدرك ليضـم ر أأسـي‬ ‫اليت أأحبـث فهيـا عن‬

‫خفق قلهبا واضطربت نبضاته ‪ ..‬أأشعرهتا تكل اللكامت مك ىه قاس يه عىل حبيهبا ‪ ..‬عىل زوهجا ‪..‬‬
‫ارجتفت أأصابعها الىت متسك ابلورقة ‪ ..‬قراهتا مرة أأخرى وقد تأأثرت هبا بشدة ‪ ..‬تركت الورقة والزهرة‬
‫وتوهجت اىل غرفته ‪ ..‬طرقت الباب ‪ ..‬حلرات قليهل وفتحه ‪ ..‬نرر الهيا ‪ ..‬وعالمات التأأثر عىل وهجها‬
‫‪ ..‬قالت بصوت مضطرب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اسفة‬
‫مل يتلكم بل أأخذها بني أأحضانه يضمها اىل صدره‬
‫طال عناقهام الصامت ‪ ..‬رفع ر أأسه أأخريا ونرر اىل عينهيا قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" أأان عايزك تناىم معااي ىف ا ألوضه ‪ ..‬مش هلمسك ‪ ..‬بس أأحس انك مجيب‬
‫شعرت خبفقات قلهبا الىت تسارعت ‪ ..‬مصتت ‪ ..‬قال وهو يرتاجع عام قال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مفيش مشلكة أأان بس كنت ‪.......‬‬
‫قاطعته بصوت هامس ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش‬
‫نرر الهيا بشك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان اان طلبت ؟ ‪ ..‬يعين هتعمىل كده عشان تسمعى الكىم وخالص‬
‫قالت خبجل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش عشان أأمسع الكمك وخالص‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬متأأكده‬
‫ابتسمت ىف جخل و أأومأأت بر أأسها‬
‫أأمسكها من يدها و أأدخلها غرفته و أأغلق الباب ‪ ..‬اقرتاب من الرسير فشعرت ابلتوتر واالضطراب ‪..‬‬
‫شعر "معر" مبا يعمتل بداخلها ‪ ..‬قبل ر أأسها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تصبحى عىل خري‬
‫دخل فراشه وانم عىل طرفه و أأعطاها ظهره وتدثر ابلغطاء ‪ ..‬وقفت ماكهنا طويال ‪ ..‬دون ان تتحرك‬
‫‪ ..‬مل يتحدث ‪ ..‬بل أأرهف مسعه ملعرفة ما تفعل ‪ ..‬دون ان حياول الالتفات الهيا ‪ ..‬ببءء وتردد‬
‫‪..‬وبعد فرتة طويةل ‪ ..‬ازاحت الغطاء عن طرف الفراش وىه تنرر اليه خبوف وتوتر ‪ ..‬مث انمت عىل‬
‫طرفه الخر ومعرم جسمها اىل اخلارج ‪ ..‬وتدثرت وحاولت أأن هتدئ من تنفسها الرسيع ورضابت‬
‫قلهبا املضطربه ‪ ..‬ابتسم "معر" ومل حياول التحرك من ماكنه ‪ ..‬قرب كفه من أأنفه ليشم عطرها اذلى‬
‫علق بيده ‪ ..‬أأمغض عينيه وهو يرسح خبياهل ىف زوجته النامئة جبواره‪.‬‬

‫البارت ‪41‬‬

‫نرر الهيا "معر" نرره صارمة ابردة خاليه من أأى شعور وقال بصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا الزم نتطلق اي "ايمسني"‬
‫صدمت عندما مسعت تكل اللكمة الىت فكرت فهيا مرارا ‪ ..‬لكن عندما خرجت من مفه علمت مك ىه‬
‫لكمة مريرة ‪ ..‬جتمعت ادلموع ىف عينهيا وىه تنرر اليه حبرسة و أألــم ‪.‬‬

‫*******************‬
‫( فالش ابك قبل يومني )‬
‫دخل فراشه وانم عىل طرفه و أأعطاها ظهره وتدثر ابلغطاء ‪ ..‬وقفت ماكهنا طويال ‪ ..‬دون ان تتحرك‬
‫‪ ..‬مل يتحدث ‪ ..‬بل أأرهف مسعه ملعرفة ما تفعل ‪ ..‬دون ان حياول الالتفات الهيا ‪ ..‬ببءء وتردد‬
‫‪..‬وبعد فرتة طويةل ‪ ..‬ازاحت الغطاء عن طرف الفراش وىه تنرر اليه خبوف وتوتر ‪ ..‬مث انمت عىل‬
‫طرفه الخر ومعرم جسمها اىل اخلارج ‪ ..‬وتدثرت وحاولت أأن هتدئ من تنفسها الرسيع ورضابت‬
‫قلهبا املضطربه ‪ ..‬ابتسم "معر" ومل حياول التحرك من ماكنه ‪ ..‬قرب كفه من أأنفه ليشم عطرها اذلى‬
‫علق بيده ‪ ..‬أأمغض عينيه وهو يرسح خبياهل ىف زوجته النامئة جبواره‪.‬‬
‫أأخريا هدء اضطراب "ايمسني" واستسلمت للنوم العميق ‪ ..‬استيقرت من نوهما وفتحت عيناها‬
‫لتفاجأأ بـ "معر" النامئ جبوارها ساندا ر أأسه بيده ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح اخلري اي حبيىب‬
‫ابتسمت خبجل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬صباح النور‬
‫نرر ىف عينهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت عىل طول بتناىم هاديه كده ؟ ‪ ..‬ال بتتقليب وال بتتحرىك من ماكنك‬
‫حاولت اجللوس فرتكها جتلس مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة اان مابتقلبش كتري‬
‫جلس جبوارها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬منىت كويس ؟‬
‫أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان من بعد ما صلينا الفجر ممنتش اتىن فضلت صاىح مجبك ‪ ..‬امعىل حسابك معدتش‬
‫هسمحكل تناىم بعيد عىن أأبدا ‪ ..‬الهناردة هننقل هدومك وحاجتك هنا ىف ا ألوضة بتاعتنا‬
‫ابتسمت هل ‪ ..‬هنض االثنان وذهبت اىل غرفهتا ‪ ..‬تقابل االثنان عىل طاوةل الطعام ‪ ..‬جاءه اتصال من‬
‫"كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امعل حسابك اننا منتررينكوا الهناردة ‪" ..‬عالء" جه من السفر ‪ ..‬ومعتك زعالنه منك جدا عشان‬
‫مس تقبلتوش‬
‫قال "معر" بنفاذ صرب ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه معتو مش عارفه ان أأان عريس وال ايه‬
‫قالت "كرميه" هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ما هنا بيتكوا برده اي "معر" وانتوا ليكوا ىف الفيال جناح خاص بيكوا يعين أأكنكوا عايشني لوحدكوا‬
‫برده ‪ ..‬ومتنساش انك اجتوزت من غري ما ىه تكون موجودة ‪ ..‬معلش اي حبيىب تعاىل بس طيب‬
‫خاطرها بلكمتني ولو عايزين تسافروا اتىن سافروا ‪..‬بس بعد احلفةل الىل هنعملهالكوا ان شاء هللا‬
‫‪ -‬امىت احلفةل دى‬
‫‪ -‬بعد ‪ 01‬أأايم ابلربء ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ماىش خالص هتلكم مع "ايمسني" وان شاء هللا هلكمك أأأأكد علييك اي ماما‬
‫أأهنىى "معر" ماكملته والتفت اىل "ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماما عزياان نزنل القاهرة عشان معتو وكامن ابن معتو جه من السفر ‪ ..‬ده غري احلفةل الىل قولتكل‬
‫اهنا عايزه تعملهالنا ‪ ..‬ايه ر أأيك ؟‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش مشلكة ‪ ..‬نسافر الهناردة لو حتب‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حابب كامن أأوريىك املاكن الىل هنعيش فيه ‪ ..‬وبعدين ممكن بعد احلفةل نسافر أأى ماكن انىت‬
‫ختتاريه ‪ ..‬قولىت ايه‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متام ‪ ..‬اتفقنا‬
‫أأهنيا طعاهمام و أأخذها "معر" اىل املنصورة ‪ ..‬لرشاء مالبس جديدة وبعض ا ألغراض لها ‪ ..‬رمغ‬
‫اعرتاضها لكنه أأرص توقف بس يارته أأمام احد املوالت قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عايزك تعمىل فرق بيىن وبينك دلوقىت انىت مراىت وملزمة مىن ‪ ..‬بالش احلساس ية الزايدة دى‬
‫اي "ايمسني" لو مسحىت‬
‫قالت حبرج ‪:‬‬
‫‪ -‬مش حساس ية وال حاجه بس أأان عندى لبس كتري‬
‫‪ -‬وايه املشلكة ‪ ..‬وبعدين انىت عروسة ‪ ..‬والزم تلبيس جديد‬
‫قالت حبرج وضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬املفروض اان الىل أأشرتى لنفيس ‪ ..‬وبعدين أأان عندى هدوم كتري بتاعة هجازى سيباها ىف القاهرة ملا‬
‫نروح هناك ‪....‬‬
‫ققاطعها "معر" بغضب مكبوت ‪:‬‬
‫‪ -‬الهدوم دى تولعى فهيا ترمهيا تتربعى بهيا ‪ ..‬لكن مش عايزك تلبس هيا أأبدا‬
‫نررت اليه وقد فهمت سبب غضبه ‪ ..‬غريته ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص مفيش مشلكة هتربع بهيم‬
‫قال وقد هد أأ قليال ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب يال عشان خنلص برسعة ونرجع جنهز الش نء عشان منسافرش متأأخر‬

‫****************************‬
‫ركبت "ايمسني" ىف الس يارة وانتررت "معر" اذلى حيرض الش نء من البيت ‪ ..‬التفتت فوجدته وقد‬
‫أأحرض شيئا يبدو كفس تان طويل مغلف ‪ ..‬ركب جبوارها فقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل انىت حطيته ىف الش نطة دة ؟‬
‫ابتسم وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬فس تان فرحك‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اي "معر" الفس تان مكشوف خالص مس تحيل أألبسه أأدام حد وال حىت هعرف أألبسه أأدام‬
‫س تات‬
‫نرر ىف عينهيا واقرتب مهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هتلبس يه أأدام حد ‪ ..‬هتلبس يه ليا أأان‬
‫ابتسم لك مهنام للخر وانطلق ىف طريقه اىل القاهرة ‪ ..‬ذكرته "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متنساش تقول دعاء السفر‬
‫مصت "معر" قليال مث نرر الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت حفراه‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬طيب قوليه و أأان هقوهل وراىك‬
‫وصال اىل القاهرة بعد ثالث ساعات ‪ ..‬عرب "معر" بس يارته بوابة الفيال ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابالنهبار‬
‫‪ ..‬نعم اكنت تعمل مدى ثراء زوهجا و أأههل ‪ ..‬لكن ا ألمر فاق تصورها ‪ ..‬شعرت ابالضطراب والرهبة‬
‫‪ ..‬أألقت نررة عىل زوهجا اذلى يقود هبدوء ال يدرى شيئا عام يدور بداخلها ‪ ..‬نزلت من الس يارة‬
‫لتلقى نررة عىل الفيال من اخلارج وعىل احلديقة احمليطة هبا ‪ ..‬قطبت جبيهنا وىه تشعر مبشاعر كثرية‬
‫خمتلطه ‪ ..‬أأمسك "معر" بيدها وتفرس فهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجة ضايقتك‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأبد ُا‬
‫‪ -‬امال مكرشة ليه‬
‫حاولت الابتسام ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش مكرشة وال حاجه ‪ ..‬ميكن بس تعبت شوية من السفر‬
‫قال حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقيش هنسمل علهيم ونطلع أأوضتنا تراتىح شويه‬
‫دخال الفيال ‪ ..‬فازداد انهبارها واضطراهبا ‪ ..‬اكنت رائعة التصممي ‪ ..‬شعرت بضألهتا وسء لك هذا‬
‫الرتف ‪ ..‬وهذا الشعور ضايقها للغاية ‪ ..‬حاولت ازاةل تعبري الضيق من وهجها ‪ ..‬اس تقبلهتام "كرميه"‬
‫ابلرتحاب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬محدهللا عىل السالمة نورتوا القاهرة‬
‫عانقهتا "ايمسني" ‪ ..‬مك حتب هذه املر أأة الطيبة ‪ ..‬اكنت تشعر معها ابلراحة و أكهنا تعرفها منذ زمن ‪..‬‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يسلمك اي ماما ‪ ..‬أأخبار حرضتك ايه‬
‫‪ -‬خبري اي حبيبىت امحلد هلل ‪ ..‬يال اي "معر" خد مراتك تغريوا هدومكوا وتراتحوا شوية عىل ما ابابك‬
‫ومعلتك ييجوا وجنهز السفرة‬
‫صعدت "ايمسني" مع "معر" وىه تنرر اىل لك ما حولها برهبة ‪ ..‬أأمسك "معر" بيدها فاطمئنت‬
‫قليال ‪ ..‬التفت الهيا قائال حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬اجلناح بتاعنا ده حمدش هيدخهل غريان يعين تقدرى تعتربيه مملكتك الصغرية ‪ ..‬مملكىت أأان وانىت وبس‬
‫أأدخلها "معر" وتركها تتفحص ما حولها بعينهيا مث سأألها قائال‪:‬‬
‫‪ -‬ها جعبك‬
‫أأومأأت بر أأسها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا جعبىن‬
‫خطرت ىف ابلها سؤال فقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬انت هجزت لك دة امىت‬
‫مصت قليال وبدا مرتددا مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كنت جمهز لك حاجه من زمان ‪ ..‬يعىن ‪....‬‬
‫مصت ‪ ..‬ففهمت ‪ ..‬هجزه من أأجل خطيبته ا ألوىل ‪ ..‬شعرت ببعض الضيق ‪..‬الحظ "معر" ذكل‬
‫فقال برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬لو حتيب نغري لك ا ألاثث ولك ادليكور معنديش مشلكة ‪ ..‬أأحنا جوازان جه برسعة وملحقتش أىج‬
‫هنا و أأغريكل لك حاجه‬
‫قالت هل بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬انت الىل اخرتت ادليكور والعفش وال اخرتتوه سوا ؟‬
‫قال برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأان الىل اخرتته ‪ ..‬حىت ىه مشافتوش‬
‫شعرت ابالرتياح فابتسمت هل قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص طاملا ذوقك مفيش مشلكة‬
‫‪ -‬متأأكدة‬
‫‪ -‬أأيوة متأأكدة‬
‫أأخذت "ايمسني" دشا وارتدت مالبسها ‪ ..‬واس تعدت مع "معر" للزنول ل ألسفل ‪ ..‬نزال ليجدا مدام‬
‫"ثراي" قد وصلت بصحبة ابهنا "عالء" و ابنهتا "ايناس" ‪ ..‬اكن الرتحيب هبا ابردا جافا ‪ ..‬وىه أأيضا‬
‫مل ترهر امحلاس ىف السالم علهيم ‪ ..‬لكهنا فوجئت ابيناس تندفع اجتاه "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" حبيىب وحشتىن أأوى‬
‫أأشاحت "ايمسني" بوهجها وىه ترى تكل املر أأة مقبةل اىل أأحضان زوهجا ‪ ..‬لكهنا دهشت عندما‬
‫مسعت "معر" يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬ميصحش كده اي "ايناس"‬
‫التفتت "ايمسني" لتجده ممساك بذراعهيا يبعدها عنه‬
‫وقفت "ايناس" قائهل بغيظ ‪:‬‬
‫‪ -‬ما طول معران بنسمل عىل بعض كده‬
‫قال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬معدش ينفع‬
‫أألقت "ايناس" نررة حقد عىل "ايمسني" فتجاهلهتا "ايمسني" متاما‬
‫جلس امجليع اىل طاوةل الطعام ‪ ..‬ضايقها جلوس "عالء" ىف مواهجهتا ‪ ..‬وذكل بسبب تفرسه فهيا ‪..‬‬
‫وشعرت ابحلرج من أأن تطلب من "معر" تغيري ماكن جلوسها ‪ ..‬فامجليع يراقب حراكهتا وسكناهتا ‪..‬‬
‫مل تس تطع تناول شئ أأمام نررات هذا الرجل املتفصحه ‪ ..‬مل تشرتك معهم ىف احلديث لكهنا اكنت‬
‫جتيب اذا ما وجه الهيا "نور" أأو "كرميه" سؤاال ‪ ..‬قال "عالء" جفأأة ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ملكتيش حاجه من ساعة ما أأعدىت ‪ ..‬عامهل بس تلعىب ابملعلقة ىف طبقك‬
‫شعرت ابلضيق من لكامته الىت تىش مبراقبته لها كام اكنت تشعر ‪ ..‬شعر "معر" كذكل ابلضيق ‪..‬‬
‫أأمكل "عالء" موهجا الكمه الهيا ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة احنا زمايل همنة واحدة ‪ ..‬أأان كامن دكتور بيطرى ‪ ..‬بس مليش ىف شغل الفيدل زيك‬
‫مل تتلكم ‪ ..‬ومل تنرر اليه ‪ ..‬قالت "ايناس" خببث وحقد وىه ترمقها بنررات غري مرحيه ‪:‬‬
‫‪ -‬ش تان ما بينك وبني "اننىس" اي "ايمسني" ‪ ..‬انىت مشوفتيش "اننيس" قبل كده حص ؟ ‪ ..‬اكنت‬
‫مزه وزى القمر‬
‫نرر الهيا "معر" برصامة ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابلتوتر والضيق ‪ ..‬قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه لزمة الالكم ده اي "ايناس" ؟‬
‫قالت بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬عادى اي "معر"‬
‫قال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش عادى ‪ ..‬السرية دى مش عايزها تتفتح اتىن‬
‫شعرت "ايمسني" مبزجي من الغضب واحلرج ‪ ..‬وما زاد الطني بهل ‪ ..‬أأن "عالء" نرر الهيا جبر أأة وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو "معر" اختياره املره دى خمتلف ‪ ..‬بس برصاحه دخلىت مزاىج‬
‫هنا هب "معر" واقفا و أأزاح الكريس بعنف ‪ ..‬اكن "عالء" ال يرتك فرصة اال ويس تفز فهيا "معر" ‪..‬‬
‫بسبب شعوره جتاهه ابلغريه منذ الصغر ‪ ..‬واكن قد فعل ابملثل مع "اننيس" الىت أأجعهبا اطراءه ‪ ..‬أأما‬
‫"ايمسني" فرد فعلها اكن خمتلفا ‪ ..‬ظهر عىل وهجها عالمات الغضب والضيق ‪ ..‬التفت "معر" اىل‬
‫"عالء" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا تبقى تعرف تتلكم ابحرتام مع مراىت هبقى أأعد معاك عىل سفرة واحدة‬
‫و أأمسك "ايمسني" من يدها وجذهبا وصعدا اىل غرفهتام ‪ ..‬قال "عالء" بغرور ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهل ده حد جه مجبه‬
‫قال "نور" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬انت مش شايف ان الىل انت معلته ده ميصحش اي "عالء" ‪ ..‬يعين ايه تقولها دخلىت مزاىج ‪..‬‬
‫وانت عارف ابن خاكل غيور أأد ايه‬
‫قالت "عالء" حبنق ‪:‬‬
‫‪ -‬هو الىل معقد زايدة عن اللزوم ‪ ..‬أأان قولت لكمة عادية ومكنش قصدى بهيا حاجه‬
‫هنضت "كرمية" وذهب املطبخ لتطلب من اخلدم ارسال الطعام اىل "معر" و "ايمسني" اب ألعىل ‪..‬‬
‫نررت "ايمسني" اىل "معر" الغاضب ‪ ..‬اقرتبت منه وحاولت امتصاص غضبه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متضايقش نفسك اي "معر"‬
‫نرر الهيا وجذهبا من يدها وأأجلسها جبواره عىل ا ألريكة وقبل جبيهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬اان الىل أسف اىن عرضتك لالكمه ده ‪ ..‬وانىت أأعدتك أأدامه عىل السفرة ‪ ..‬معلش غلطة ومش‬
‫هتتكرر‬
‫اقرتبت أأكرث من زوهجا وابتسمت وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عارف ‪ ..‬أأان حبب غريتك دى أأوى‬
‫التفت الهيا وقد اختفت عالمات الغضب من وهجه لتحل حملها نررات حب وشغف ىف عينيه وقال‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬يعين غريىت دى مش بتضايقك وال بتخنقك‬
‫قالت مؤكدة ‪:‬‬
‫‪ -‬ابلعكس ‪ ..‬أأان أأحب ان جوزى يبقى غيور عليا كدة‬
‫أأوشك عىل تقبيلها عندما مسع طرقات عىل الباب ‪ ..‬وجد اخلادمة وقد أأحرضت الطعام ‪ ..‬التفت اىل‬
‫"ايمسني" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬حامتك همنش علهيا ننام جعنيني‬
‫قالت مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ماما "كرميه" دى مفيش زهيا‬
‫سأألها ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين حبيتهيا‬
‫قالت حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬جدا ‪ ..‬جبد حبيهتا أأوى ‪ ..‬حبس اهنا طيبة أأوى وحنينه ‪ ..‬حبس فهيا كتري من ماما هللا يرمحها‬
‫‪ -‬هللا يرمحها ‪ ..‬يعين مش مضايقه اننا هنعيش معاها هنا‬
‫قالت "ايمسني" بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل طبعا ‪ ..‬انت بتعمل كده عشان ترب أأهكل ودى حاجه تفرحىن جدا ‪ ..‬وكامن أأان وماما "كرميه"‬
‫متفامهني مع بعض جدا وان شاء هللا مش هتحصل بينا أأى مشالك ‪ ..‬و أأكيد ست زهيا أأان هتعمل مهنا‬
‫كتري‬
‫نرر الهيا بتقدير واجعاب وقبل جبيهنا ‪ ..‬تناوال طعاهمام ودخلت امحلام لتجهز نفسها للنوم ‪ ..‬احتارت‬
‫فامي ترتدى ‪ ..‬وىف الهناية اختارت بيجاما وردية اللون ‪ ..‬خرجت لتتبعها نررات "معر" النامئ عىل‬
‫فراشه ‪ ..‬حاولت جتنب نرراته واقرتبت من الفراش ووقفت أأمامه متوترة ‪ ..‬فضحك "معر" قائال‬
‫خببث ‪:‬‬
‫‪ -‬هناك كنىت بتناىم مجىب مبزاجك ‪ ..‬أأما هنا فهتناىم مجيب اجبارى‬
‫أأزاحت "ايمسني" الغطاء وانمت عىل الطرف اكلعادة و أأعطته ظهرها ‪ ..‬اقرتب مهنا وقبل وجنهتا‬
‫ومهس ىف أأذهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬ده أخر يوم هسيبك فيه ‪ ..‬مسعاىن ‪ ..‬امعىل حسابك عىل كده‬
‫نررت اليه و أأمأأت ر أأسها ىف جخل ‪ ..‬فقبلها مرة أأخرى عىل جبيهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬تصبحى عىل خري اي حبيبىت‬
‫‪ -‬وانت من أأهل اخلري‬
‫ظنت بأأنه سينام عىل الطرف الخر ‪ ..‬لكهنا اكنت خمطئة ‪ ..‬انم جبوارها الففا ذراعيه حولها عىل رمغ‬
‫من جخلها لهذا الوضع اال أأهنا اكنت سعيدة للغاية ‪ ..‬فهاىه انمئــة ىف حضن حبيهبــا ‪ ..‬زوهجــا ‪ ..‬اكنت‬
‫تس متع اىل أأنفاسه املنترمة والابتسامه عىل ثغرها ‪ ..‬مل تمن من فورها ‪ ..‬بل بقت مستيقرة لفرتة‬
‫مس متتعه بقرهبا منه ‪ ..‬وحبضنة ادلائف ‪ ..‬حىت غلهبا النعاس‬
‫استيقرت عىل أذان الفجر ‪ ..‬والتفتت اىل "معر" توقره هبدوء ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" احصى ‪ ..‬الفجر أأذن‬
‫قال وهو يغالب النعاس ‪:‬‬
‫‪ -‬س بيين الهناردة اي "ايمسني" مش هقدر أأقوم‬
‫التفتت اليه و أأزاحت الغطاء وقالت بعند ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مش هسيبك ‪ ..‬قوم يال بالش كسل‬
‫فتح عينيه بصعوبة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هصليه ملا أأحصى‬
‫قالت حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا تصحى هيبقى امسه صبح مش جفر‬
‫قام متاكسال مث نرر الهيا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده انىت حلوحه‬
‫قامت وقالت مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬يال الصالة‬
‫توضأأ االثنان وصليا معا ‪ ..‬أأهنىى "معر" صالته وعاد اىل فراشه ‪ ..‬أأما "ايمسني" فأأحرضت مصحفها‬
‫وجلست عىل جسادة الصالة تقر أأ وردها ‪ ..‬نداها "معر" ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني"‬
‫قطعت القراءة قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة اي "معر"‬
‫‪ -‬بتعمىل ايه‬
‫‪ -‬بقرا ىف املصحف‬
‫‪ -‬طيب تعاىل اقرى هنا‬
‫قامت ودخلت اىل الفراش وجلست تقر أأ ىف مصحفها ‪ ..‬ظل "معر" ينرر الهيا وىه تقر أأ بشفتهيا ‪..‬‬
‫قاطعها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت متعودة تقرى لك يوم ؟‬
‫التفتت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة بقر أأ وردى ‪ ..‬حبدد لك يوم جزء وبقراه قبل ما أأانم أأو بعد ما أأصىل الفجر‬
‫عادت لتمكل القراءه ‪ ..‬ظل ينرر الهيا ‪ ..‬قاطعها مرة أأخرى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن تقرى بصوت عاىل‬
‫نررت اليه واس تغربت طلبه ‪ ..‬لكهنا فعلت وقر أأت بصوت جشى للغاية ‪ ..‬بل تكن قرائهتا عذبه فقء‬
‫بل اكنت جمودة أأيضا ‪ ..‬فأأضافت القراءة الصحيحة للحروف اىل صوهتا املزيد من العذوبه ‪ ..‬اقرتب‬
‫"معر" مهنا و أأس ند ر أأسه اىل ذراعها ونرر معها اىل املصحف وهو يس متع الهيا حىت انهتت ‪ ..‬نرر الهيا‬
‫قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت بتقرى قران حلو أأوى ‪ ..‬وصوتك كامن حلو أأوى‬
‫ابتسمت الطراؤه ‪ ..‬فسأألها ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ازاى بتقرى كده ‪ ..‬يعين احلروف بتطلع منك بطريقة مجيةل‬
‫‪ -‬أأيوة أأان كنت بروح املسجد من و أأان صغرية واتعلمت التجويد وعشان كده بعرف أأقرا ىف املصحف‬
‫حص‬
‫نرر الهيا ىف اجعاب قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬سهل وال صعب ؟ يعين اقصد سهل انك ترشحيه حلد وال الزم حد متخصص يرشحه‬
‫قالت حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬أأكيد ا ألفضل ان حد متخصص يرشحه ‪ ..‬بس أأان عارفه لك ا ألحاكم ودرس هتا‬
‫مصتت تراقب وهجه مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حتب أأرشهحاكل‬
‫ابتسم وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬تقدرى ختليين أأقرا زيك‬
‫قالت حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬ايوة طبعا اقدر ‪ ..‬ايه رايك لك يوم ارشحكل حاجة ونطبقها سوا‬
‫قال حبامس مماثل ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا‬
‫تبادال الابتسام ‪ ..‬تركت مصحفها ‪ ..‬وقال هامسا ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان سايبك الهناردة ابلعافية عىل فكرة‬
‫رفعت ر أأسها لتنرر اليه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬بكرة عايز أأشوفك ابلفس تان ا ألبيض ‪ ..‬اتفقنا‬
‫قالت هامسه ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفقنا‬

‫************************‬

‫يتبع‬
‫ىف الصباح استيقرت "ايمسني" متأأخره عىل غري عادهتا ‪ ..‬مل جتد "معر" جبوارها ‪ ..‬هنضت و أأخذت‬
‫دشا وارتدت مالبسها وجحاهبا ونزلت اكنت تبدو الفيال فارغة ‪ ..‬وقفت ىف منتصف الردهة الواسعة‬
‫اب ألسفل وىه تنرر اىل ما حولها برهبه ‪ ..‬مازلت ال تس تطيع استيعاب أأن هذا املاكن هو مزنلها‬
‫وبيهتا ‪ ..‬شعرت ابلتوتر والاضطراب ‪ ..‬حىت أأهنا ال تتذكر ماكن غرفة الطعام أأو غرفة املعيشة ‪..‬‬
‫اكنت تبدو اكلضائعة ‪ ..‬أأاتها صوت "كرميه" من خلفها قائال‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كامن أأول مرة أىج فهيا الفيال دى كنت حسه زيك كده‬
‫التفتت "ايمسني" لتبتسم لها ‪ ..‬فأأمكلت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاىل معااي املطبخ لو ده مش هيضايقك ‪ ..‬أأان كامن لسه مفطرتش تعاىل نفطر سوا و أأقوكل بعض‬
‫أأرسارى املطبخيه‬
‫ابتسمت "ايمسني" وتبعهتا ‪ ..‬اكنت تبدو اكمر أأة بس يطة ‪ ..‬تعاملت ىف املطبخ و أكهنا تدخهل أالف‬
‫املرات ‪ ..‬مل تكن تراها اكمر أأة من طبقة ارس تقراطية ‪ ..‬كام قالت من قبل تشعر بأأهنا أأقرب اىل وادلهتا‬
‫‪ ..‬الحرت "كرميه" نرراهتا فقالت لها ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة ىف حاجه متعرفهياش عىن ‪ ..‬واحلاجه دى ىه الىل خمليه "ثراي" مبتحبنيش ‪ ..‬يعين‬
‫عشان لو الحرىت أأى خالف بينا تكوىن فامهة السبب ‪ ..‬و أأان من هجىت حباول عىل أأد ما أأقدر‬
‫حمتكش بهيا او أأمعل حاجه تضايقها‬
‫جلست جبوارها عىل الطاوةل وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان زيك اي "ايمسني" من أأرسة بس يطة ‪ ..‬مش مولوده وىف بقى معلقة دهب يعين‬
‫شعرت "ايمسني" ابدلهشة من هذا الترصحي فأأمكلت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬بس اان اكنت ظروىف أأصعب منك شوية ‪ ..‬أأان كنت عايشة ىف القرية الىل فهيا املزرعة ‪ ..‬ومكنش‬
‫ليا غري أأب مات وسبىن ىف ادلنيا دى لوحدى ‪ ..‬اش تغلت ىف بيت املزرعة ‪...‬‬
‫مصت قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت بش تغل خدامه‬
‫اتسعت عينا "ايمسني" من ادلهشة ‪ ..‬فمل تتخيل أأن تكل املر أأة امجليةل وا ألنيقة الىت جتلس جبوارها‬
‫اكنت خادمة ىف بيت املزرعة ‪ ..‬امكلت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت بش تغل عند جد "معر" وجدته ‪ ..‬ومن هنا اتعرفت عىل "نور" جوزى ‪ ..‬ماتعرفيش ايه الىل‬
‫حصل ‪ ..‬بس هو النصيب انه اختارىن دون عن أأى بنت اتنية ‪ ..‬حبينا بعض جدا ‪ ..‬واجتوزان ‪..‬‬
‫ومش هقوكل عىل املشالك الىل واهجتنا ىف ا ألول من معامةل أأههل السيئة ‪ ..‬بس بعد والدة "معر"‬
‫لك شئ اتغري وحاماي الىل هو جد "معر" حبه جدا ورىض أأخريا عنه وعىن وعن ابنه ‪ ..‬وكامن حامىت‬
‫قلهبا رق‬
‫مصتت قليال مث امكلت ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش الا "ثراي" ىه الىل مكنتش متقبهل جوازى من أأخوها ‪ ..‬وعشان كدة اكنت بتحارب‬
‫جوازك من "معر" ‪ ..‬انىت حصيح وضعك أأحسن مىن بكتري ‪ ..‬بس ىه داميا بتحب املراهر ‪..‬‬
‫وعشان كدة مش قادرة تفهم انك زوجة ممتازة لـ "معر" ‪ ..‬وانه اختار حص‬
‫سعدت "ايمسني" للغاية لهذا االطراء اذلى مسعته من أأم زوهجا ‪ ..‬أأمكلت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عارفه انك حسه دلوقىت انك غريبه بس متقلقيش بكرة تتعودى عىل عيشتنا وحتىس انه بيتك‬
‫ابتسمت "ايمسني" وقالت بتأأثر ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد حرضتك طيبة أأوى ‪ ..‬حسه انك فهامىن وحسه بيا ‪ ..‬وده من أأول يوم اتلكمنا فيه مع بعض ملا‬
‫حرضتك جتيىل املكتب ‪ ..‬من يوهما و أأان حسه بكده‬
‫قالت "كرميه" مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كامن من اليوم ده و أأان حبيتك أأوى ‪ ..‬معرفش ميكن عشان شوفت نفيس فييك‬
‫مصت برهه مث قالت برتدد ‪:‬‬
‫‪ -‬برصاحة احلاجة الوحيدة الىل اكنت مضايقاىن ىه موضوع جوازك ا ألوالىن ‪ ..‬يعين أأى أأم تمتىن ان‬
‫ابهنا يتجوز بنوته مس بقلهاش اجلواز ‪ ..‬بس متسك "معر" بييك و اجعايب بشخصيتك ‪ ..‬خلوىن‬
‫اتغاىض عن ا ألمر ده‬
‫مصتت "ايمسني" ‪ ..‬بدا علهيا التفكري ‪ ..‬فقالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬اوعى يكون الكىم ضايقك ‪ ..‬أأان بس حسيت اننا قربنا من بعض حفبيت أأفتحكل قليب ونتلكم‬
‫برصاحة‬
‫نررت "ايمسني" الهيا قائهل بشئ من اخلجل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مضايقتش و أأان حبه ان أأان وحرضتك العالقة بينا تكون كويسة كدة ‪ ..‬و أأان حسه فعال ان‬
‫حرضتك طيبة وحنينة ومعوضاىن عن ماما هللا يرمحها ‪ ..‬بس ىف حاجه بس أأحب أأقولهاكل عشان‬
‫أأطمنك شوية‬
‫‪ -‬خري اي حبيبىت‬
‫قالت بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين خبصوص جوازى ا ألوالىن ‪ ..‬يعين ‪ ..‬أأان متجوزتش ‪ ..‬يعين هو ملمس نيش‬
‫نررت الهيا "كرمية" بدهشة مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى ‪" ..‬معر" قال انكوا اجتوزتوا شهر تقريبا‬
‫‪ -‬أأيوة ‪ ..‬هو أأعد معااي مخس أأايم بس وبعدين سافر ‪ ..‬و أأان كنت ‪ ...‬يعين‪ ..‬املعاد مكنش مناسب ليا‬
‫اتسعت ابتسامة "كرمية" ووقفت تأأخذها ىف حضهنا وقالت حبامس ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت ‪ ..‬متتصوريش أأان فرحت ازاى بالكمك ده ‪ ..‬وفرحت أأكرت عشان "معر"‬
‫ابتسمت "ايمسني" للسعادة البادية عىل وجه "كرميه" ومحدت هللا أأن وفق بيهنا وبني أأم زوهجا ‪..‬‬
‫جلست املر أأاتن مرة أأخرى وتناوال الفطار معا وهام منسجمتان ىف احلديث ‪ ..‬حىت قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن أأسأأل حرضتك سؤال اي ماما‬
‫‪-‬اسأأىل اي حبيبىت‬
‫‪ -‬هو احلرق الىل ىف ايد "معر" ده قدمي وال جديد‬
‫قالت "كرميه" وىه شارده ‪:‬‬
‫‪ -‬أل جديد من يوم ما سافر املزرعة أخر مرة ‪ ..‬سأألته عليه بس اكن رده غريب أأوى‬
‫قالت "ايمسني" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬رد قال ايه ؟‬
‫ردت "كرميه" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬رد وقاىل انه عقاب من ربنا‬
‫الح احلزن عىل وجه "ايمسني" فأأمكلت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفش اكن يقصد ايه ‪ ..‬وساعهتا انشغلنا اب ألحداث الىل حصلت ىف املزرعة ومسأألتوش اتىن‬
‫نررت "كرميه" اىل "ايمسني" الىت رشدت وقالت ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه ىف حاجه ؟‬
‫قالت "ايمسني" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأبدا أأان بسأأل بس ‪ ..‬فضول مش أأكرت‬
‫تهندت "ايمسني" وىه حتاول طرد ا ألفاكر السوداء من ر أأسها ‪.‬‬

‫****************************‬
‫اكنت "ايمسني" تمتىش ىف احلديثة أأثناء انشغال "معر" ىف احلديث مع وادله ىف املكتب عندما اقرتب‬
‫مهنا "عالء" ‪ ..‬جففلت لرؤيته مهت مبغادرة املاكن لكنه أأوقفها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه راحه فني ‪ ..‬خلييك نتلكم شوية‬
‫قالت دون أأن تنرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬عن اذنك‬
‫مهت بأأن تنرصف فاعرتض طريقها مرة أأخرى قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬شلكك خايفه من "معر" ‪ ..‬معلش هو ابن خاىل كده معقد وبيعقدها عىل الناس الىل حواليه‬
‫شعرت "ايمسني" ابلغضب لتحدثه هبذه الطريقة عن "معر" فقالت هل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل جوزى مش معقد ولو مسحت عديين‬
‫أأفسح لها الطريق وقال بلهجة ساخرة ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفضىل‬
‫مشت ىف طريقها برسعة فالتقت بـ "معر" اذلى أأقبل اجتاهها وقفت أأمامه ‪ ..‬أألقى نررة عىل "عالء"‬
‫اذلى يغادر ‪ ..‬مث علهيا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجه اي "ايمسني"‬
‫قالت بتوتر ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مفيش حاجه‬
‫أألقى عىل "عالء" نررة أأخرى مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬حد ضايقك‬
‫نررت لها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل حمدش ضايقين اي "معر" ‪ ..‬متقلقش‬
‫تهند "معر" وقال بضيق ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬لو "عالء" حاول يلكمك مرتديش عليه ‪ ..‬هو كدة طول معره يشوف ايه الىل‬
‫بيضايقين ويعمهل ‪ ..‬وهو عارف اىن بغري علييك وعشان كده بيتعمد يس تررف ويس تخف دمه‬
‫ابتسمت ونررت هل حبب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش مش هديهل فرصة يتلكم معااي‬
‫اكنت تشعر ابلسعادة لكام ملست غرية "معر" علهيا ‪ ..‬اقرتب ونرر الهيا بشغف هامسا ‪:‬‬
‫‪ -‬متبصليش كده واال أأان مش مسؤل عن الىل هيحصل‬
‫اتسعت ابتسامهتا فاقرتب أأكرث وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش تاق أأوى أأشوفك ابلفس تان ا ألبيض ‪ ..‬أأكيد هتطلعى فيه زى القمر‬
‫ملعت عيناها فعانقهتا عيناه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هتلبس يه امىت‬
‫قالت خبجل وىه تتحاشا النرر اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬الهنارده ابلليل‬
‫‪ -‬ماىش ‪ ..‬هحاول أأصرب الاكم ساعه دول‬
‫جاءت "كرميه" فابتعدت "ايمسني" عن "معر" قليال ‪ ..‬وهجت حديهثا الهيام قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬يال بينا عشان نعد مع بعض ونتلكم ىف تفاصيل احلفةل‬

‫بعد الغداء صعدت "ايمسني" اىل غرفهتا لتغري مالبسها ‪ ..‬فتحت دوالهبا ونررت اىل فس تان العرس‬
‫بسعادة ‪ ..‬ذكل الفس تان اذلى تنوى ارتدائه تكل الليةل ‪ ..‬ارتدت مالبسها وجحاهبا مك متنت رحيل‬
‫"عالء" لتسطيع اجللوس معهم بدون جحاب ‪ ..‬أأثناء امتاهما عىل مالبسها وجدت "معر" يدخل الغرفة‬
‫فالتفتت اليه قائهل مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬جيت أأغري هدوىم وانزةل ملاما "كرميه" ىف املطبخ قالتىل هتعلمىن طريقه أألكه انت بتحهبا‬
‫بدا "معر" واجام ‪ ..‬فاختفت ابتسامهتا واقرتبت مهنا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف حاجه اي "معر"‬
‫قطب جبينه قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت سأألىت ماما عن احلرق الىل ىف ايدي ؟‬
‫اختلج قلهبا وقالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة‬
‫‪ -‬ليه ؟ ‪ ..‬ليه مرصة تسأأىل عن سبب احلرق‬
‫بلعت ريقها وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه ماما قالتكل ايه‬
‫‪ -‬قالتىل احلرق الىل ىف ايدك من ايه ‪ ..‬قولتلها امشعىن ايه الىل فكرك بيه دلوقىت ‪ ..‬قالتىل "ايمسني"‬
‫سأألتىن عنه الهنارده‬
‫اكنت "ايمسني" هترب من تكل املواهجه ‪ ..‬بل ال تريدها عىل االطالق ‪ ..‬مل تكن تريد لزوهجا أأن يعمل‬
‫مبا عرفته عنه ‪ ..‬حىت يرل متأأكدا من أأن صورته مل تتغري ىف عينهيا ‪ ..‬لكن ها ىه املواهجه حانت‬
‫وال مفر ‪ ..‬اكنت تكل اذلكرى تؤملها ‪ ..‬وال تعرف كيف تتخري لكامهتا ‪ ..‬سأألها "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ليه هممتة مبوضوع احلرق اي "ايمسني"‬
‫أأخذت نفس "معيق" وحتاشت النرر اىل عينيه ووجه وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان عرفت لك حاجه عن البيت احملروق وعن عالقتك بصفية مرات الغفري‬
‫ساد الصمت طويال بيهنام ‪ ..‬اكنت تتحاىش النرر اىل وهجه ‪ ..‬لكن الصمت طال ‪ ..‬فرفعت نررها‬
‫اليه لرتتطم بتعبريات وهجه املتجمده ‪ ..‬سأألها بصوت رخمي ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفيت ايه ابلربء ؟‬
‫شعرت بغصة ىف حلقها وبنار ىف قلهبا ‪ ..‬قطبت جبيهنا وقالت بصوت ال ياكد يسمع ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفت انك كنت عىل عالقه بهيا وجوزها عرف وحرق البيت وانت وىه جواه ‪ ..‬وان الراجل‬
‫الىل انقذكوا اديته فلوس عشان يتسرت عليكوا ‪..‬‬
‫نررت اليه مرة أأخرى ‪ ..‬مازال وهجه خاىل من أأى تعبري ‪ ..‬سأألها هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفىت منني لك ده‬
‫‪ -‬الراجل جاىل قبل كتبت الكتاب بيوم وقاىل الالكم ده ‪ ..‬و أأان ااتكدت ان امسك وامسها موجود ىف‬
‫ملفات املستشفى ىف يوم احلادثة‬
‫قال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان كده قولتيىل يوم كتب الكتاب انك مش عايزاىن‬
‫أأومأأت بر أأسها اجيااب ‪ ..‬ساد الصمت مرة أأخرى ‪ ..‬رفعت ر أأسها تنرر اليه قائهل بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان ساحمتك اي "معر" ‪ ..‬وحباول أأنىس الىل انت معلته ‪ ..‬الىن حسه انك اتغريت ‪ ..‬وانك بقيت‬
‫انسان كويس ‪ ..‬أأان ساحمتك‬
‫مصت ‪ ..‬مل يتحدث ‪ ..‬مل يتحرك ‪ ..‬اقرتبت منه لتلمس ذراعه قائهل ‪:‬‬
‫‪"-‬معر"‬
‫ودلهش هتا نفض ذراعه ليبعده عن يدها ‪ ..‬و أأخريا ظهرت تغريت تعربايت وهجه املتجمدة ‪ ..‬ولكن‬
‫دلهش هتا حتولت اىل غضب هادر ‪ ..‬مل ترى عينيه تشعان هبذا الغضب من قبل ‪ ..‬قال بصوت هادر‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬يعين طول الوقت ده وانىت عايشه معااي وفاكرة اىن واحد سافل‬
‫نررت اىل غضبه بدهشة وحرية ‪ ..‬فأأمكل بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬عايشة معااي ىف بيت واحد وانىت فاكرة اىن كنت عىل عالقة بواحدة متجوزة ‪ ..‬ومش كده وبس ‪..‬‬
‫جوزها بيش تغل عندى ‪ ..‬وكامن دفعت رشوى عشان أأتسرت عىل عالقىت بهيا‬
‫اقرتب مهنا وامسك بذراعها بقوة حىت أأملهتا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش كده اي "ايمسني" ‪ ..‬ىه دى الصورة الىل انىت راسامها ليا ‪ ..‬ان أأان واحد منحء وحقري‬
‫ابلشلك ده ‪ ..‬هه ردى‬
‫اكنت قبضة يده تؤملها بشدة قالت بأأمل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" دراعى‬
‫انتبه لقبضته فرتك ذراعها ‪ ..‬فركت ذراعها بيدها وىه تنرر اليه نررة حرية ودهشة ‪ ..‬اكنت مازالت‬
‫نرراته غاضبة انرية ‪ ..‬صاحت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اان عارفه كويس الىل حصل اي "معر" و أأان ااتكدت بنفىس من جسالت املستشفى ‪ ..‬ومن الكمك‬
‫انت خشصيا ‪ ..‬من اجاابتك عىل لك الىل بيسأأكل عن احلرق ده ‪ ..‬واان قولتكل اىن مسحتك ‪..‬‬
‫مففيش داعى تكدب عليا وتفهمىن انك برئ‬
‫بدا و أكن غضبه تضاعف وازداد امحرار وهجه غضبا قال برصامة وحزم ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل حصل اكلتاىل عايزة تصدىق صدىق مش عايزة انىت حره ‪ ..‬الست دى فعال اكن بتخون‬
‫جوزها بس مش معااي ‪ ..‬مع همندس اكن شغال ىف املزرعة قبل " أأمين" ‪ ..‬واس مترت عالقهتم حىت‬
‫بعد ما مىش من املزرعة واكنوا بيتقابلوا ىف البيت القدمي‬
‫هتفت بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬البيت الىل هو ملكك‬
‫‪ -‬أأيوة ملىك ‪ ..‬وهو معىن انه ملىك يبأأه أأان الىل كنت معاها فيه‬
‫رفعت حاجبهيا وقالت برصامة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل خيىل واحد زيك يشرتى بيت قدمي زى ده ‪ ..‬بيت همجور ‪ ..‬ومهبدل ‪ ..‬ومفيش فيه اى‬
‫حاجه تصلح ان الواحد يعيش فيه ‪ ..‬ايه الىل خيليك تشرتيه‬
‫قال برصمة بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان أأىم‬
‫نررت اليه بدهشة فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ده بيت أأىم القدمي الىل اكنت عايشة فيه مع أأهلها ‪ ..‬ملا اهلها ماتوا ابعت البيت وجت عاشت ىف‬
‫بيت املزرعة واش تغلت فيه ‪ ..‬اكن البيت ده بميثل لهيا ذكرايت مجيةل مع اهلها واكن نفسها حتتفظ بيه‬
‫بس ماكنش حصابه اجلداد راضيني يبيعوه حلد من ‪ 2‬شهور جاىل صاحب البيت وابعهوىل واشرتيته‬
‫عشاهنا‬
‫نررت اليه "ايمسني" بأأعني متحجرة وشلت الصدمة لساهنا‬
‫أأمكل بقسوة وبصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬مش اان الىل كنت معاها ىف البيت اي مدام ‪ ..‬اان كنت راجع من عند " أأمين" من املنصورة‬
‫وشوفت النار قايده ىف البيت ‪ ..‬وقفت العربية عىل الطريق وجريت حنية البيت لقيهتا جوه ومش‬
‫عارفه خترج ‪ ..‬بعد ما الراجل الىل اكن معاها س هبا وهرب ‪ ..‬دخلت أأحاول اخرهجا بس اكنت ايدي‬
‫متجبسه وقهتا معرفتش أأش يلها وىه اكنت خايفة خترج ىف النار الن النار اكنت حماوطه البيت لكه ‪..‬‬
‫حلد ما الراجل الىل جاكل ‪ ..‬شفنا وجه يساعدان ‪ ..‬وىه ملا عرفت ان الراجل شاف جوزها اهنارت‬
‫وعرفت انه عرف خبيانهتا وانه هو الىل حرق البيت ‪ ..‬اول ما مسعهتا بتقول كده ادام الراجل طلعت‬
‫فلوس واديهتاهل عشان يتسرت علهيا هيا مش عليا اان‬
‫شعرت و أكن قلهبا قد توقف عن اخلفقان ‪ ..‬أأمكل بنفس القسوة ‪:‬‬
‫‪ -‬وملا روحنا املستشفى حكتىل عىل لك حاجة وعن عالقهتا ابلبشمهندس "محمد" ‪ ..‬خرجت من‬
‫املستشفى ىف نفس اليوم وروحت لـ "محمد" بيته ‪ ..‬واختانقت معاه ‪ ..‬واترجاىن اىن اتسرت عليه عشان‬
‫مراته ووالده الن مراته لو عرفت واخلرب وصلها أأكيد هتطلق منه‪ ..‬وعيء أأداىم و أأقسمىل اهنا غلطة‬
‫ومش هتتكرر وان ىه الىل أأغوته وخالىن أأقسمهل اىن متلكمش ىف املوضوع مع حد ‪ ..‬وعشان كده‬
‫جمبتش سريه حلد‬
‫جتمعت ادلموع ىف عينهيا وىه تشعر بدوار بسبب صدمهتا مما تسمع ‪ ..‬فأأمكل بغضب مكتوم ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد ما صفية طلعت من املستشفى خافت ترجع الهلها عشان جوزها ميعرفش اهنا لسه عايشه‬
‫ويرجع يقتلها ‪ ..‬اديتلها فلوس وقولتلها تسافر اى بدل اتنية تعيش فهيا‬
‫قالت بصوت مرجتف مضطرب مبحوح وبأأعني حائرة ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه قولتىل اىن لو عرفت سبب احلرق هبعد عنك وليه قولت ملامتك انه عقاب ربنا‬
‫زفر بقوة مث قال بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬الىن كنت عارف اهنا مش مربوطه ‪ ..‬واكنت ترصفاهتا مش جعباىن ومع ذكل سكت وسبهتا ‪ ..‬لو‬
‫كنت من الاول مش هتا ىه وجوزها مكنتش قدرت توصل ل "محمد" ومكنتش عالقهتا بيه اس مترت‬
‫حلد دلوقىت ‪ ..‬ومكنش حصل ده لكه‬
‫أأمجلها بالكمه ‪ ..‬مل تس تطع أأن تتحدث ‪ ..‬نررت اليه واقرتبت منه ‪ ..‬لكنه ابتعد عهنا ورجع اىل‬
‫اخللف وىف عينيه نررة قاس ية وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬من أأول يوم جواز قولتكل الزم نبقى رصحا مع بعض ‪ ..‬واليل مضايق من التاىن ىف حاجه يقولها‬
‫نررت اىل ا ألرض وقطبت جبيهنا وقد شعرت حبجم ذنهبا ‪ ..‬فأأمكل قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لكن انىت معرك ما كنىت رصحيه معااي ‪ ..‬ومعرك ما وثقىت فيا ‪ ..‬ومعرك ما عرفتيين حص‬
‫مث قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ومعرك ما حبتيين‬
‫نررت اليه ىف أأمل ‪ ....‬نرر الهيا "معر" نرره صارمة ابردة خاليه من أأى شعور وقال بصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬احنا الزم نتطلق اي "ايمسني"‬
‫صدمت عندما مسعت تكل اللكمة الىت فكرت فهيا مرارا ‪ ..‬لكن عندما خرجت من مفه علمت مك ىه‬
‫لكمة مريرة ‪ ..‬جتمعت ادلموع مرة أأخرى ىف عينهيا وىه تنرر اليه حبرسة و أألــم ‪.‬‬
‫جتمدت ىف ماكهنا و أأخذت العربات تتساقء من عينهيا ‪ ..‬بدت نرراته وقد النت للحرة ‪ ..‬لكنه عاد‬
‫ونرر برصامه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬هنستىن حلد ما احلفةل ختلص ونرجع املزرعة وبعدين ننفصل‬
‫قال ذكل وتركها وحدها ىف الغرفة تاكد قدماها حتمالهنا بصعوبة من هول الصدمة‪.‬‬
‫‪Part 41‬‬
‫((ا ألخيـــــر ))‬

‫نزلت "ايمسني" بعد ساعة ‪ ..‬تبحث عن "معر" ‪ ..‬مل جتد هل أأثرا ىف الفيال ‪ ..‬فقالت لها "كرميه"‪:‬‬
‫‪ -‬قاىل انه هيخرج وهريجع متأأخر ما أأستناهوش عىل العشا ‪ ..‬هو ما قالكيش راحي فني ؟‬
‫قالت "ايمسني" برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأصل هو خرج من ا ألوضة قبل ما نتلكم مع بعض ‪ ..‬أأان كنت طالعه أأغري هدوىم‬
‫خرجت "ايمسني" لتمتىش ىف احلديقة ‪ ..‬اختلت بنفسها عىل أأحد املقاعد وتركت لعرباهتا العنان ‪..‬‬
‫اكنت تشعر بندم كبري بداخلها ‪ ..‬ندمت ألهنا ظلمته ‪ ..‬وندمت الهنا مل تثق به ‪ ..‬وندمت الهنا مل‬
‫تواهجه من البداية مبا تعرف ‪ ..‬ندمت ألهنا تركت شكوكها ووساوسها تتالعب هبا وتتحمك هبا ‪..‬‬
‫ندمت ألنه أأشعرها بأأهنا ال حتبه ‪ ..‬أأهجشت ىف باكء صامت ‪ ..‬كيف يقول بأأهنا ال حتبه ‪ ..‬هل فعال ال‬
‫حتبه ‪ ..‬بل تعشقه جبنون ‪ ..‬أأخرجت هاتفها من جيهبا ومسحت عرباهتا برهر يدها واتصلت به ‪ ..‬مل‬
‫يرد ‪ ..‬أأعادت اتصالها عرشات املرت ‪ ..‬ونفس النتيجة مل يرد ‪ ..‬شعرت بأأهنا قد أأضاعته من يدها ‪..‬‬
‫أأخذت تتساءل هل س يطلقها فعال ‪ ..‬هل كرهها ‪ ..‬هل س هيون عليه فراقها ‪ ..‬أألن يساحمها يوما ‪..‬‬
‫كيف س تحمتل العيش بدونه ‪ ..‬لن تس تطع التحمل ‪ ..‬حل املساء ‪ ..‬ظلت ساهرة ىف غرفهتا ‪ ..‬واقفة‬
‫ىف الرشفة ‪ ..‬تنترر حضوره ‪ ..‬حىت ر أأت س يارته تقف أأمام الباب ‪ ..‬انتررته ان يصعد اىل الغرفة‬
‫لكنه مل يصعد ‪ ..‬طال وقت انترارها ‪ ..‬حىت فتح ابب الغرفة أأخريا وجدها واقفه أأمام ابب الرشفة ىف‬
‫انتراره ‪ ..‬غلق الباب وفتح ادلوالب يبحث عن بيجامه يرتدهيا ‪ ..‬اقرتبت منه قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر"‬
‫مل جيب ‪ ..‬دخل امحلام ‪ ..‬جلست عىل طرف فراشها تنترر خروجه ‪ ..‬خرج وتوجه اىل الفراش‬
‫ومحل أأحد اخملدات و أأحد ا ألغطية وفرشه عىل ا ألرض جبوار الرسير وانم عليه و أأوالها ظهره ‪..‬‬
‫فهمت بأأن اخلطب جلل ‪ ..‬صعدت اىل الفراش وتدثرت ابلغطاء وظلت تنرر اىل زوهجا النامئ‬
‫جبوارها عىل ا ألرض واذلى يولهيا ظهره ‪ ..‬تساقطت العربات من عينهيا وبللت وسادهتا ‪ ..‬لمك تش تاق‬
‫اىل حضنه ادلائف اذلى اعتادت عليه ىف اليومني املاضيني ‪ ..‬كيف ستنام دون أأن يقبلها ويعانقها كام‬
‫يفعل لك يوم ‪ ..‬ظلت العربات تبلل وسادهتا ىف مصت وعيوهنا معلقة به ‪ ..‬تقلبت ىف فراشها و أكهنا‬
‫تنام عىل مجر ‪ ..‬جلست وىه تنرر اليه ىف أأىس ‪ ..‬حىت غلهبا النعاس ‪.‬‬
‫استيقرت عىل أذان الفجر ‪ ..‬نررت اىل ماكن زوهجا النامئ توهجت اليه واندته هبدوء ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪" ..‬معر" ‪ ..‬احصى‬
‫استيقظ ونرر الهيا فقالت مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬يال عشان تصىل الفجر‬
‫هنض وتوضأأ وعاد ليجدها ىف انتراره لتصىل معه جامعة مثل لك يوم ‪ ..‬صىل هبا ‪ ..‬حاولت التحدث‬
‫معه ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪ ..‬ممكن نتلكم‬
‫قال خبشونه ‪:‬‬
‫‪ -‬أل‬
‫مث توجه اىل ماكن نومه وانم ‪ ..‬وانمت ىه وعيوهنا معلقه به ‪ ..‬ىف الصباح استيقرت عىل صوت‬
‫غلق ادلوالب ‪ ..‬وجدته وقد ارتدى مالبسه ‪ ..‬اعتدلت برسعة ىف فراشها قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر"‬
‫مل جييهبا توجه اىل ابب الغرفة فأأرسعت وهنضت من فراشها و أأمسكت ذراعه قائهل بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬استىن ‪" ..‬معر" ‪ ..‬أأان أسفة ‪ ..‬أأان أسفة أأوى ‪ ..‬أأان عارفه اىن ظلمتك أأوى ‪" ..‬معر" مش هقدر‬
‫أأعيش بعيد عنك‬
‫مل ينرر الهيا ‪ ..‬فأأمكلت بأأمل وبصوت مرجتف وعينني دامعتني ‪:‬‬
‫‪ -‬لو انت عايز تطلقىن عشان تعاقبىن ‪ ..‬أأان موافقة اي "معر "‪ ..‬عاقبىن ‪ ..‬وطلقىن ‪..‬‬
‫تساقطت عرباهتا وىه ترجوه ‪:‬‬
‫‪ -‬بس ردىن اتىن اي "معر" ‪ ..‬عشان خاطرى ردىن اتىن‬
‫مصت ومل جيب ‪ ..‬بل ومل يلتفت الهيا ‪ ..‬وفتح ابب الغرفة وخرج ‪ ..‬وقفت ال تدرى ماذا تفعل‬
‫وعالمات ا ألمل مرسومة عىل وهجها ‪ ..‬رن جرس هاتفها ‪ ..‬فأأاتها صوت "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت اي "ايمسني" ‪ ..‬احنا جايينلكوا الهناردة أأان و "كرم" ‪ ..‬حامتك اتصلت الصبح وعزمتنا عىل‬
‫الغدا‬
‫قالت "ايمسني" بوجوم ‪:‬‬
‫‪ -‬لو انىت مكنتيش جييت الهناردة كنت اان جهيكل النك وحشاىن اوى اوى‬
‫‪ -‬مش اكرت مىن اي "ايمسني" ‪ ..‬احنا قولنا نسيبكوا تراتحوا اليومني الىل فاتوا ‪ ..‬بس خالص كدة‬
‫الزم أأشوفك‬
‫‪ -‬خالص اي حبيبىت منترراىك ان شاء هللا‬
‫تناول امجليع طعام الافطار معا ‪ ..‬وقالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة "ثراي" كامن هتيجىي الهناردة ‪ ..‬وكامن "ايناس" و "عالء"‬
‫تضايقت "ايمسني" عندما مسعت ابمسها ‪ ..‬وتذكرت ما قالته املرة املاضية عن الفرق بيهنا وبني خطيبة‬
‫"معر" القدمية ‪ ..‬وعندما قالت اهنا حب "معر" ىف الطفوةل واملراهقة ‪ ..‬شعرت بنريان الغرية تش تغل‬
‫ىف قلهبا ‪ ..‬نررت اىل زوهجا اجلالس جبوارها دون أأن يعريها أأدىن اهامتم ‪ ..‬اكنت حزينه وامجه فسأألها‬
‫"نور" ‪:‬‬
‫‪ -‬ماكل اي "ايمسني" ىف حاجه مضايقاىك‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي معو ‪ ..‬ميكن بس متأأثره شوية اىن هشوف "رهيام" الهنا وحشتىن أأوى‬
‫ابتسمت "كرميه" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليكوا لبعض‬

‫*****************************‬
‫جلست "اندين" ىف حديقة فيلهتا حتتىس كواب من الشاى ‪ ..‬التفتت فر أأت "اننيس" وىه توقف‬
‫سريهتا وتزنل مهنا فنادهتا قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس" تعاىل شوية‬
‫جاءت "اننيس" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬خري‬
‫‪ -‬تعاىل اعدى‬
‫‪ -‬ال قوىل الىل عايزاه برسعة عشان عايزة أأانم‬
‫صاحت "اندين" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا رجعه الضهر من بره وطول الليل سهرانه اكلعادة‬
‫قالت بتأأفف ‪:‬‬
‫‪ -‬أأوف انىت انديتيىل عشان تسمعيىن احملارضة دى ‪ ..‬فكك ‪ ..‬أأان مصدعة وعايزة أأانم‬
‫التفتت لرتحل فقالت "اندين" ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفىت ان "معر" هنا هو مراته‬
‫التفتت اىل أأهما حبده قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت عايزة حتريق دىم يعين‬
‫ابتسمت أأهما بتشفى وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفت الفالحه ختطفه منك وتتجوزه‬
‫قالت "اننيس" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفىت منني اهنم هنا‬
‫‪" -‬جهيان" ما انىت عارفه اهنا صاحبة "ثراي" عرفت مهنا‬
‫مث قالت بسخرية ‪:‬‬
‫‪ -‬أل وايه ‪ ..‬حاجه كدة لولك ‪ ..‬تصورى مرضتش ختىل "معر" يسمل عىل "ايناس"‬
‫‪ -‬ازاى يعين‬
‫‪ -‬الهامن بتغري ابين ‪ ..‬وال ده عبء متعرفيش‬
‫رفعت "اننيس" حاجهبا خببث وقالت حبقد ‪:‬‬
‫‪ -‬بتغري ‪ ..‬مجيل‬
‫التفتت لتدخل الفيال فقالت "اندين" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬انت حلد امىت هتفضىل سارحه مع الىل امسه " عامد" ده ‪ ..‬اي بنىت طول ما انىت مدوقاه العسل‬
‫ومقدماهل لك حاجه عىل طبق من فضه معره ما هيفكر يتجوزك‬
‫صاحت "اننيس" بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬ملكيش دعوة بيا حياىت و أأان حرة فهيا ‪ ..‬مرتكزيش معااي ‪ ..‬ركزى مع جوزك النسواجنى أأحسن‬
‫تركهتا لتدخل الفيال ‪ ..‬ومالمح "اندين" ختتلء فهيا احلســرة اب أللـــم‪.‬‬

‫*************************‬
‫التف مجليع حول طاوةل الطعام ‪" ..‬نور" ‪" ..‬كرمية" ‪" ..‬ثراي" ‪" ..‬عالء" ‪" ..‬ايناس" ‪" ..‬معر" ‪..‬‬
‫"ايمسني" ‪" ..‬كرم" ‪" ..‬رهيام" ‪ ..‬اندمج امجليع ىف الضحك واملزاح ماعدا اثنان بدا علهيام الوجود ‪..‬‬
‫"معر" بدا و أكنه غري هممت ابحلديث ادلائر ‪ ..‬أأما "ايمسني" فبدت حزينه تتطلع اىل "معر" بني احلني‬
‫والخر وتراقب تعبريات وهجه لتتبني فامي يفكر ‪ ..‬مل يوجه الهيا حرفا واحدا ‪ ..‬اكن ميسك امللعقة بيد‬
‫‪ ..‬ويده ا ألخرى وضعها عىل قدمه ‪ ..‬نررت اىل امجليع لتجدمه مشغولون ابحلديث ‪ ..‬و ‪ ..‬مدت يدها‬
‫وملست كف يده ‪ ..‬توقف "معر" عن تناول الطعام ونرر اىل يدها الىت متسك بيده ‪ ..‬مث أأبعد يده‬
‫عهنا ووضعها فوق املائدة ‪ ..‬شعرت "ايمسني" اب ألمل يغزو قلهبا ‪ ..‬هنضت واعتذرت من امجليع متعلهل‬
‫بصداع أأصاهبا ‪ ..‬اكدت أأن تتوجه اىل غرفهتا لكهنا شعرت ابالختناق وارادت السري ىف الهواء الطلق‬
‫‪ ..‬خرجت من الفيال ومتشت ىف احلديقه ‪ ..‬تبعهتا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" قومىت ليه‬
‫حاولت "ايمسني" الابتسام قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬مفيش حسيت اىن مصدعة شوية ‪ ..‬وكامن ش بعت‬
‫‪-‬ىف حاجه مضايقاىك‬
‫‪ -‬ال أأبدا ‪ ..‬بس لسه مش متعودة عىل الوضع هنا‬
‫عانقهتا "رهيام" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬حبيبىت اي "ايمسني" وحش تيىن اوى ‪ ..‬أأنىت احلاجة الوحيدة الىل بتصربىن عىل فراق ماما واباب هللا‬
‫يرمحهم‬
‫تأأثرت "ايمسني" بالكهما وبكت ‪ .‬قالت "رهيام" وىه دامعة العينني ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كامن وحشوىن أأوى ‪ ..‬بس ان شاء هللا ربنا جيمعنا بهيم ىف اجلنة ‪ ..‬ربنا خيلييك ليا اي "ايمسني"‬
‫قالت لها "ايمسني" بعينني دامعتني ‪:‬‬
‫‪ -‬وخيلييك ليا اي "رهيام"‬
‫انهتىى اليوم ورحلت "رهيام" و "كرم" ‪ ..‬وبقيت "ثراي" و أأبناهئا الكامل السهرة ‪ ..‬اس تأأذنهتم "ايمسني"‬
‫وصعدت اىل غرفهتا ‪ ..‬اكنت تشعر بأأمل حاد ىف بطهنا ‪ ..‬دخلت امحلام لتخرج متأأففه ‪:‬‬
‫‪ -‬ده وقته‬
‫ارتدت مالبسها وصعدت اىل الفراش وتدثرت وىه تتلوى من ا ألمل ‪ ..‬شعرت ابحلرج من اذلهاب‬
‫اىل "كرميه" لتبحث لها عن دواء ‪ ..‬كام أأهنا مل تكن تقوى عىل احلركة ‪ ..‬بعد قرابة النصف ساعة ‪..‬‬
‫وجدت "معر" يفتح ابب الغرفة ‪ ..‬أأرادت أأن تقوم للتحدث معه ‪ ..‬لكهنا مل تس تطع من ا ألمل ‪..‬نرر‬
‫"معر" الهيا ليجدها مغمضة العينني مقطبة اجلبني وتضم الغطاء بقوة اىل صدرها ويبدو عىل مالحمها‬
‫ا ألمل ‪ ..‬اقرتب مهنا قائال‪:‬‬
‫‪ -‬انىت كويسه ؟‬
‫فتحت عينهيا وىه ال تصدق أأنه اخريا حتدث معها ‪ ..‬ودت لو قامت تتحدث معه لكهنا مل تس تطع ‪..‬‬
‫قالت بصعوبة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة كويسة‬
‫تركها وخرجه ‪ ..‬نررت اىل الباب املغلق حبرسة و أأمل ‪ ..‬لمك تش تاق اىل وجوده معها واىل حديهثا معه‬
‫‪ ..‬دقائق ووجدته يدخل مرة أأخرى حامال كوب تتصاعد من ها ألخربة وحبة دواء ‪ ..‬نررت اليه‬
‫ابس تغراب ‪ ..‬مد يده ابحلبة ‪ ..‬جفلست و أأخذهتا ‪ ..‬مث أأعطاها الكوب قائال‪:‬‬
‫‪ -‬ارشيب ده ‪ ..‬ولو لسه حسه اب ألمل قوليىل و أأان أأجبكل حباية اتنية‬
‫شعرت ابحلرج الشديد أأخذت منه احلبة والكوب دون أأن تنرر اىل وهجه ‪ ..‬متنت ان يرحل لكنه‬
‫ظل واقفا ينرر الهيا ‪ ..‬قالت هل حبرج وضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬انت عرفت منني احلاجات دى‬
‫قال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأابن مؤدب ‪..‬بس أأان صايع أأوى عىل فكرة‬
‫اكن يقصد معىن أخر ‪ ..‬اكن يقصد اهتاهما هل وشكها فيه ‪ ..‬شعرت ابحلرج والندم ‪ ..‬أأرادت أأن‬
‫تتحدث لكنه أأوقفها بيده قائال حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ارشيب وانىم‬
‫مث تركها وخرج ‪..‬‬
‫بعد عدة ساعات مسعت صوت الباب يفتح ‪ ..‬فتراهرت ابلنوم ‪ ..‬شعرت به وهو يغري مالبسه مث‬
‫يقرتب مهنا وميسح حبات العرق عىل جبيهنا برهر يده ‪..‬يلفها ابلغطاء جيدا ‪ ..‬مث ‪ ..‬حيمل خمدته‬
‫وغطائه ويفرشهم عىل ا ألرض وينام‬
‫استيقرت عىل أذان الفجر ‪ ..‬وقامت لتوقره لكنه مل جتده انمئا ‪ ..‬بل وجدته واقفا يصىل ‪ ..‬اتبعته‬
‫بعيناها حىت أأهنىى صالته وتوجه اىل ماكنه عىل ا ألرض وانم ‪ ..‬شعرت ابحلنق والضيق ‪ ..‬نررت اليه‬
‫لتجده يغء ىف س بات معيق ‪ ..‬اكنت تتأأمل من هذا البعد ‪ ..‬مل تعتد عىل بعده عهنا هبذا الشلك ‪..‬‬
‫قامت عىل فور ومحلت خمدهتا وغطاهئا وفرش هتم عىل ا ألرض جبواره ‪ ..‬وانمت وىه تتطلع اىل وهجه‬
‫ىف الصباح شعرت بيده توقرها ‪ ..‬فتحت عينهيا فوجدته نيرر الهيا حبزم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل منميك عىل ا ألرض هنا‬
‫قالت بضعف ‪:‬‬
‫‪ -‬كده عشان انت انمي هنا‬
‫أأمرها حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬الارض ساقعه وانىت تعبانه قوىم اطلعى انىم عىل الرسير‬
‫امتثلت ألوامره ‪ ..‬وىه تشعر ابحلنق والضيق ‪ ..‬قام وغري مالبسه مث خرج دون ان يتفوه بلكمه ‪.‬‬

‫***********************‬

‫بعد عدة أأايم اكنت "ايمسني" جالسه مع "كرمية" ىف احلديقه‬


‫قالت "كرميه" ‪:‬‬
‫‪" -‬نور" سافر الهناردة الصبح‬
‫قالت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬هريجع امىت ؟‬
‫‪ -‬كامن يومني سافر ىف شغل همم ‪ ..‬و"عالء" كامن مش هيكون موجود الهناردة النه مسافر ‪ ..‬بس‬
‫انوية أأمعل سهرة حلوة ىف اجلنينة‬
‫رشدت "ايمسني" قليال مث قالت ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين مش هيكون ىف رجاةل موجودة الهناردة‬
‫‪ -‬أأيوة ‪" ..‬معر" بس‬
‫‪ -‬كويس‬
‫‪ -‬امشعىن‬
‫قالت بثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان أأرد القمل‬
‫قالت "كرميه" ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬مش فامهة قمل ايه‬
‫ابتسمت "ايمسني" ‪:‬‬
‫‪ -‬هتعرىف الهناردة‬

‫****************************‬
‫ىف املساء ‪ ..‬أأخرجت "ايمسني" أأحد الفساتني اذلى أأرص "معر" عىل رشاءه يوم أأن اكان معا ىف املول‬
‫لرشاء مالبسها ‪ ..‬اكن رقيقا للغاية ومتناسقا مع برشهتا امخلرية ‪ ..‬ارتدت حذاء ذو كعب وصففت‬
‫شعرها ألعىل وتركت بعض الشعريات الىت تتساقء عىل وهجها برقة ‪ ..‬اكنت قد تعلمت الكثري من‬
‫"سامح" عن وضع املكياج فاس تعانت خبربهتا وبأأدوات الزينة الىت تزين الترسحية ىف غرفة نوهما ‪ ..‬اكن‬
‫مكياهجا يتسم ابلرقة والبساطة ‪ ..‬اكنت راضية متاما عن شلكها ‪ ..‬لكهنا اكنت تشعر ابخلجل من‬
‫الرهور هبذا املرهر أأمام امجليع وخاصة "معر" ‪ ..‬لكهنا تشجعت ونزلت ادلرج بعدما ر أأهتم من رشفة‬
‫غرفهتا وقد جتمعوا معا ىف احلديقه اس تعدادا لمتضية ا ألمس ية هبا ‪ ..‬خرجت اىل احلديقة وقلهبا يرجتف‬
‫‪ ..‬لكهنا حاولت رفع ر أأسها والسري ابتزان دون أأن يبدو علهيا التوتر ‪ ..‬أأول من حملهتا ىه "كرميه" الىت‬
‫هتفت بدهشة ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" !‬
‫ازدادت رضابت قلهبا عندما وجدت أأنرار امجليع تلتفت الهيا ‪ ..‬حملت نررات التعاىل ىف عني "ثراي"‬
‫وىه تفحصها من ر أأسها اىل أأمخص قدمهيا ‪ ..‬أأما "ايناس" فاكنت نرراهتا تتسم ابحلقد والغرية ‪ ..‬نعم‬
‫اكنت ايناس متحررة ىف ملبسها ‪ ..‬وىف وضع الزينة ‪ ..‬لكن "ايمسني" تفوقت علهيا حبسن اختيارها ملا‬
‫يناسب لون برشهتا وطبيعة جسدها ‪ ..‬فمل تفعل مثل ايناس وحتاول تغيري لون برشهتا ابضافة املزيد‬
‫من مس تحرضات التجميل والىت جعلهتا تبدو كمتثال صب من الشمع فبدت مصطنعه اىل حد كبري ‪..‬‬
‫بل زينت ماىه عليه ابلفعل ‪ ..‬فبدت أأكرث رقة وأأكرث شفافية وأأكرث جامال ‪ ..‬أأما نررات "كرميه"‬
‫فاكنت تتسم ابلفرح والاجعاب واحلنان ‪ ..‬لمك تعشق تكل املر أأة احلنون الطيبة ‪ ..‬جلست مث ‪..‬‬
‫التفتت لتتطلع اىل "معر" ‪ ..‬خفق قلهبا جبنون عندما ارتطمت بنرراته الشغوفة الىت تلهتمها بصمت‬
‫‪ ..‬اكنت عيناه تلهتامن لك جزء فهيا‪ ..‬شعرت بقلهبا و أكنه س يقفز من ماكنه ‪ ..‬ودت لو هنضت وارمتت‬
‫بني أأحضانه‬
‫شعرت ابلسعادة ترسى بداخلها وقد أأيقنت بأأهنا أأصابت عصفورين حبجر واحد ‪ ..‬تعمد "معر"‬
‫طوال السهرة أأال ينرر الهيا أأبدا ‪ ..‬ظلت تراقبه بطرف خفى ‪ ..‬اكن و أكنه يتعمد أأال ينرر اجتاهها ‪..‬‬
‫اقرتحت "كرميه" جفأأة ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" قوم ارقص مع "ايمسني"‬
‫توترت "ايمسني" ‪ ..‬مل ترد احراج "كرميه" ‪ ..‬لكهنا قالت خبفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش اي ماما بس مش بسمع موس يقى‬
‫فقالت "ثراي" حبده ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه بأأه ان شاء هللا ‪ ..‬رجز من معل الش يطان‬
‫مل جتارهيا "ايمسني" ‪ ..‬ألهنا شعرت بأأن املر أأة تبغى جشارا ‪ ..‬هنض "معر" ومد يده اىل "ايمسني"‬
‫بصمت ‪ ..‬نررت اليه أأسلمت كفها هل وهنضت معه ‪ ..‬سار هبا قليال فقالت بصوت مضطرب ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش بسمع موس يقى اي "معر"‬
‫قال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬حمدش قال ان أأان هشغل موس يقى‬
‫أأوقفها أأمامه فقالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬هرنقص من غري موس يقى ازاى‬
‫قال بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬حناول ‪ ..‬أأحسن من احلرب الىل اكنت هتحصل من شوية بينك وبني معتو‬
‫أأخذ يتحرك هبا و أكهنام يرقصان عىل نغامت املوس يقى ‪ ..‬اكن صوت نبضات قلهبا عاليا يصم أذاهنا ‪..‬‬
‫شعرت ابلسعادة لقرهبا منه ‪ ..‬ظلت تنرر اليه ‪ ..‬لكنه بدا بعيدا ال ينرر الهيا‬
‫هنضت "كرميه" بصحبه "ثراي" اىل ادلاخل ‪ ..‬اقرتبت مهنام "ايناس" ووضعت يدها عىل ذراع "معر"‬
‫قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" تعاىل نرقص سوا‬
‫شعرت "ايمسني" ابلغضب واحلنق والضيق ونررت اىل يدها املوضوعه عىل ذراع زوهجا بنررات‬
‫انرية ‪ ..‬أأبعد "معر" ذراعه عن يدها قائال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هينفع اي "ايناس"‬
‫شعرت "ايناس" ابلضيق ‪ ..‬وعادت مرة أأخرى اىل مقعدها وىه تش تعل غضبا‬
‫نررت هل "ايمسني" هامسه ‪:‬‬
‫‪" -‬معر"‬
‫مل جيهبا ‪ ..‬ومل يلتفت الهيا‬
‫تطلعت اليه بعينني حزينتني قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب أأمعل ايه عشان تساحمىن ‪ ..‬قوىل أأمعل ايه و أأان أأمعل‬
‫ظل ممتساك بصمته ‪ ..‬فشعرت اب ألمل يغزو قلهبا ‪ ..‬التفتت لتجد "ايناس" تنرر الهيا بشامته ‪ ..‬وقد‬
‫بد أأت "ايناس" تشعر بوجود خالف بيهنا وبني "معر" ‪ ..‬وانتهبت للوجوم البادى عىل وجه لك مهنام‬
‫‪ ..‬تالقت نررات املر أأتني ىف حتدى صارخ ‪ ..‬تبادلتا نررات انرية ‪ ..‬نررات "ايناس" تقول ‪ :‬لن‬
‫متلكيه أأبدا لن يكون ِكل وحدك ‪ ..‬ونررات "ايمسني" تقول ‪ :‬هو ملىك ابلفعل وهو ىل وحدى ‪..‬‬
‫اش تعلت نررات التحدى بيهنام ‪ ..‬وجفـــأأة ‪ ..‬ال تعمل "ايمسني" كيف أأتهتىى اجلر أأة لتفعل ذكل ‪ ..‬لكهنــا‬
‫‪ ..‬نررت اىل "معر" و قبلته عىل وجنته برقه ‪ ..‬أأمام عيين "ايناس" الىت ضاقت من الغضب ‪..‬‬
‫وقامت ىف عصبية لتغادر املاكن‬
‫تالقت نرراهتام ىف مصت ‪ ..‬قال "معر" بصوت خافت مضطرب ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه الىل انىت معلتيه ده‬
‫قالت هل بعند وثقه ‪:‬‬
‫‪ -‬انت بتاعى اي "معر" ‪ ..‬مش هسمحكل تبعد عىن‬
‫قالت هل هامسه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان اسفه ‪ ..‬ساحمىن بأأه‬
‫مل يقطعهام سوى صوت "كرميه" الىت من الفيال وىه تنادى عىل "معر" ‪ ..‬مهس الهيا "معر" بأأنفاس‬
‫متقطعه ‪:‬‬
‫‪ -‬خلييك هنا ‪ ..‬هشوف ماما عايزة ايه و أأرجعكل‬
‫ابتسمت هل و أأومأأت بر أأسها ‪ ..‬نرر الهيا حبب ‪ ..‬بدا و أكنه ال يريد مفارقهتا ‪ ..‬انزتع نفسه مهنا وابتعد‬
‫عهنا بصعوبة وذهب داخل الفيال ‪ ..‬وقفت "ايمسني" تنترره وقد وضعت يدها عىل قلهبا وارتسمت‬
‫ابتسامه عىل ثغرها ‪ ..‬جفأأة شعرت مبن يطوقها بذراعه من اخللف ويضع كفه عىل مفها ‪ ..‬حاولت‬
‫التخلص منه فمل تس تطع ‪ ..‬حاولت الرصاخ ‪ ..‬جفاء رصاخها مكتوما ‪ ..‬شعرت بأأنه جيرها ىف اجتاه‬
‫سور احلديقه التفتت اليه وىه حتاول التخلص منه لتفاجأأ بوجه "مصطفى" ‪ ..‬نرر الهيا بعينني‬
‫تشعان كرها وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬حياىت قصاد حياتك اي ايمسني ‪ ..‬انىت الىل معلىت كده ىف نفسك ‪ ..‬لو مكنتيش هربىت مىن مكنش‬
‫ده لكه حصل‬
‫حاولت التحرر منه لكنه اكن يطبق علهيا بقوة ‪ ..‬جفأأة رصخ من ا ألمل عندما متكنت من عض يده الىت‬
‫تمكم مفها حىت سال ادلم مهنا ‪ ..‬أأفلتت منه و أأخذت جترى ىف اجتاه الفيال وىه ترصخ ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪" ..‬معر" احلقىن‬
‫جرى "معر" ىف اجتاهها وتلقاها بني ذراعيه ابكيه وىه تشري اىل اجتاه السور وتقول ‪:‬‬
‫‪" -‬مصطفى" ‪" ..‬مصطفى" هنا‬
‫جرى "معر" ىف الاجتاه اذلى أأشارت منه "ايمسني" ‪ ..‬أأرسع "مصطفى" ابجلرى وتسلق سور الفيال‬
‫وقفز من فوقه اىل اجلانب الخر برسعة ‪ ..‬مل ينتبه اىل تكل ادلراجة النارية الىت أأتت ىف اجتاهه‬
‫وتسري برسعة جنونية ‪ ..‬ارتطمت به لتدفعه بقوة عدة أأمتار قبل أأن يسقء عىل ا ألرض وادلماء‬
‫تنفجر من ر أأسه الىت ارتطمت اب ألرض بشدة ‪ ..‬ليقء جثة هامدة‪.‬‬
‫*******************************‬
‫رحلت الرشطة بعدما أأخذوا أأقوال "ايمسني" الىت بدت مضطربة للغاية ‪ ..‬جلست "ايمسني" عىل‬
‫احدى ا ألرائك وىه مازالت ال تس تطيع ايقاف رجفة جسدها ‪ ..‬جلس "معر" جبوارها ولف ذراعيه‬
‫حولها وقبل ر أأسها ‪ ..‬قالت "كرميه" بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬أدى أخرة الرمل ‪ ..‬ضيع حياته عىل الفاىض ‪ ..‬هيقابل ربنا يقوهل ايه دلوقىت‬
‫قالت "ثراي" بضيق ‪:‬‬
‫‪ -‬اكن ملنا ومال املشالك دى ‪ ..‬ما كنا ىف حالنا‬
‫نرر الهيا "معر" حبده ‪ ..‬وجذب "ايمسني" من يدها واس تأأذن من امجليع وصعدا اىل غرفهتام ‪ ..‬أألقت‬
‫"ايمسني" بنفسها ىف حضنه وطوقت رقبته بذراعهيا بشدة ‪ ..‬أأحاطهتا بذراعيه وطمأأهنا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص اي "ايمسني" ‪ ..‬متخفيش‬
‫قالت بصوت مرجتف ‪:‬‬
‫‪ -‬خفت أأوى ملا شوفته ‪ ..‬وملا كتفىن ‪ ..‬معرفش اكن انوى ميوتىن وال اكن انوى يعمل ايه‬
‫قال "معر" حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص انىس متفكريش ىف املوضوع ده اتىن ‪ ..‬خالص مات ومعدش هيقدر يأأذييك اتىن‬
‫جذهبا "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال انىم انىت ‪ ..‬و أأان هروح أأشوف الثغرة الىل ىف السور الىل عرف يدخل مهنا ‪ ..‬عشان أأ أأمهنا‬
‫وميحصلش حاجة زى كده اتىن‬
‫قالت بلهفه ‪:‬‬
‫‪ -‬الزم تروح دلوقىت‬
‫‪ -‬أأيوة معلش ‪ ..‬عشان أأبقى مطمن‬
‫أأومأأت بر أأسها ‪..‬خرج ‪ ..‬دخلت اىل الفراش وقد شعرت بأأهنا مرهقة للغاية ‪ ..‬حاولت السهر لتنترره‬
‫لكهنا لشدة تعهبا استسلمت لنوم معيق‬
‫***********************‬
‫يتبع‬

‫ىف اليوم التاىل زارهتا أأخهتا لالطمئنان علهيا ‪ ..‬اكنت "ايمسني" أأفضل حاال ‪ ..‬قالت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬س بحان هللا ىف انس كده بتعيش مؤذية ومتوت مؤذية‬
‫قالت "ايمسني" خبفوت ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا يرمحه بأأه ويغفرهل‬
‫‪ -‬امحلد هلل ان ربنا حامىك امبارح وجناىك منه‬
‫‪ -‬امحلد هلل‬
‫رحلت "رهيام" بعدما اطمئنت عىل أأخهتا ‪ ..‬جاءت اخلادمة لتخرب "ايمسني" أأن هناك من يتصل هبا‬
‫عىل تليفون املزنل ‪ ..‬اس تغربت بشدة ‪ ..‬مفن يعرفها س يقوم ابلالتصال هبا عىل املوابيل مبارشة ‪ ..‬كامن‬
‫أأهنا مل تعطى أأحدا تليفون املزنل بل ىه نفسها ال تعرفه ‪ ..‬أأخذت الهاتف من اخلادمة ‪ ..‬اكنت تقف‬
‫ىف الردهة الواسعة اب ألسفل ‪ ..‬قالت ابس تغراب ‪:‬‬
‫‪ -‬السالم عليمك‬
‫أأاتها صوت انثوى ‪:‬‬
‫‪ -‬هاى ‪ ..‬انىت "ايمسني"‬
‫‪ -‬أأيوة أأان ‪ ..‬مني حرضتك‬
‫‪ -‬أأان "اننيس" ‪ ..‬خطيبة "معر"‬
‫شعرت "ايمسني" مبزجي من ادلهشة والغيظ ‪ ..‬فهىى ليست خطيبته بل خطيبته السابقة ‪ ..‬قالت‬
‫"ايمسني" بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬أأفندم ‪ ..‬حرضتك عايزاىن ىف ايه‬
‫قالت "اننيس" ب ِغل ‪:‬‬
‫‪ -‬عايزة بس أأقوكل حاجه اي مدام "ايمسني" ‪ ..‬اذا كنىت فاكره ان "معر" نساىن تبقى غلطانه ‪ ..‬معر‬
‫مس تحيل ينساىن انىت متعرفيش ايه الىل حصل بيىن وبينه ىف بيت املزرعة‬
‫مصتت "ايمسني" للحرة مث قالت بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬مسمحلكيش تتلكمى عن جوزى ابلطريقة دى‬
‫حاولت "اننيس" بث مسوهما مرة أأخرى فقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬حىت لو قولتكل اىن عندى دليل عىل الىل أأان بقوهل‬
‫قالت "ايمسني" بثقه وبدون تردد ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثقة ىف جوزى جدا وىف أأخالقه ‪ ..‬ومهيمنيش ادلليل الىل بتقوىل انه معاىك الىن مس تحيل‬
‫أأصدقك ‪ ..‬حىت لو "معر" قاىل الالكم ده بنفسه مش هصدقه ‪ ..‬لو مسحىت متتصليش ببييت اتىن ‪..‬‬
‫اي اما هعمكل مشالك انىت مش قدها‬
‫قالت ذكل و أأهنت املاكملة وىه تشعر ابحلنق ووقفت تس تعيد هدوءها للحرة ‪ ..‬ثــم ‪ ..‬التفتت لتجد‬
‫"معر" ىف مواهجهتا ‪ ..‬تبادال نررة طويةل صامته ‪ ..‬اكنت مالحمه خاليه من أأى تعبري ومل تس تطع فهم‬
‫نررته ‪ ..‬قال‪:‬‬
‫‪ -‬مني الىل اكن بيتلكم‬
‫قالت بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪" -‬اننيس"‬
‫‪ -‬قالتكل ايه‬
‫ابتلعت ريقها قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬اكنت بتحاول تقنعىن ان ىف حاجه حصلت بينمك ىف بيت املزرعة‬
‫نرر الهيا قليال ‪ ..‬ولكن بصمت ‪ ..‬ثــم تركها ودخل مكتبه حيث اكن ينترره وادله ىف ادلاخل ‪..‬‬
‫اندجما معا ىف العمل ‪ ..‬وقضت "ايمسني" يوهما بصحبة "كرمية" ‪ ..‬اكنت "ايمسني" تفكر ىف مشلكهتا‬
‫مع "معر" ‪ ..‬ترى هل سيساحمها يوما ‪ ..‬هل س يلغى فكرة الطالق من ر أأسه أأم مازال مرص علهيا ‪..‬‬
‫اكنت حائرة مشتتة ‪ ..‬لكهنا مل خترب "كرمية" أأو أأخهتا أأو حىت "سامح" لوجود مشلكة بيهنا وبني "معر"‬
‫‪ ..‬ىف املساء بعد العشاء اس تأأذنت "ايمسني" وقالت أأهنا متعبة وتريد النوم ‪ ..‬قالت "كرمية" ‪:‬‬
‫‪ -‬هتناىم بدرى كده ‪ ..‬مش عادتك‬
‫قال "نور" ابهامتم ‪:‬‬
‫‪ -‬تعبانه وال حاجه اي "ايمسني"‬
‫قالت برسعة ‪:‬‬
‫‪ -‬ال اي معو أأان كويسة بس حسه اىن عايزة أأرحي شويه‬
‫قالت "كرميه" حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب اي حبيبىت تصبحى عىل خري‬
‫‪ -‬تصبحى عىل خري‬
‫قبل أأن تغادر أألقت نررة عىل "معر" اجلالس ىف ماكنه واذلى بدا عليه الضيق لكنه مل يعريها أأى‬
‫انتباه ‪ ..‬بعد ساعتني ‪ ..‬صعد "معر" اىل غرفهتام ‪ ..‬مل جيدها ابدلاخل ومسع صو ُات ىف امحلام ‪ ..‬توجه اىل‬
‫الرشفة وفتحها ووقف فهيا ‪ ..‬جفأأة شعر حبركة خلفه ‪ ..‬اس تدار لتتسع عيناه من ادلهشة ‪ ..‬أأس ند‬
‫ظهره اىل السور ‪ ..‬اكنت "ايمسني" ترتدى فس تان زفافها ‪ ..‬وىه باكمل زينهتا ‪ ..‬اكنت تبدو أكمرية ‪..‬‬
‫بل مكلكة متوجة ‪ ..‬أأحسنت وضع زينهتا ‪ ..‬فاكنت ىف أأهبىى صورة ‪ ..‬وصففت شعرها بفورمه انسبت‬
‫شلك وهجها ‪ ..‬اكنت غاية ىف ا ألانقه والرقه وامجلال ‪ ..‬وقفت عىل ابب الرشفة ‪ ..‬تطلع الهيا "معر"‬
‫وعيناه تلمعان اجعااب وانهبارا ‪ ..‬لكنه بقى صامتا كام هو ‪ ...‬مل يوجه الهيا لكمة ‪ ..‬ومل يقرتب مهنا ‪ ..‬أأتعهبا‬
‫هذا الصمت اذلى طال ‪ ..‬فاقرتبت وقفت عىل بعد خطوتني منه ‪ ..‬قطعت هذا الصمت وىه تتطلع‬
‫اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أسفة اي "معر" ‪ ..‬عارفه انك زعالن مىن أأوى ‪ ..‬بس أأان أسفة‬
‫قطع مصته وقال هبدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان مش زعالن منك اي "ايمسني" ‪ ..‬أأان جمروح منك‬
‫نررت اليه برجاء وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬انت قولتىل اىن مكنتش رصحية معاك وده حص فعال ‪ ..‬وقولتىل اىن مكنتش واثقة فيك وده حص‬
‫فعال اان مكنتش بثق فيك زى ما أأان بثق دلوقىت ‪ ..‬بس انت قولتىل اىن حمبتكش ‪ ..‬انت غلطان اي‬
‫"معر" ‪..‬‬
‫مث قالت بصوت مهتدج ‪:‬‬
‫‪ -‬اان حببك أأوى اي "معر" ‪ ..‬ازاى مش حاسس بيا‬
‫قال هبدوء وهو مازال بعيدا عهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬اان مشفتش منك حاجه تدل عىل احلب ده اي "ايمسني" ‪ ..‬أأان الىل كنت طول الوقت بقربكل وانىت‬
‫الىل كنىت بتبعدى‬
‫نررت اليه بأأمل وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أسفة جبد ‪ ..‬اترصفت غلء ‪ ..‬ساحمىن بأأه اي "معر"‬
‫اقرتبت منه خطوة ونررت اىل فس تاهنا وتطلعت اىل عينيه قائهل هبمس ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ‪ ..‬أأان أأول مرة أألبس فس تان فرح ‪ ..‬أأان البساه عشانك انت ‪ ..‬عشان اان عروس تك‬
‫قال بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬يعىن ملبس تيش فس تان فرح قبل كده‬
‫‪ -‬أل‬
‫‪ -‬ليه ؟‬
‫‪ -‬مكنتش حسه اىن عايزة أألبسه‬
‫النت مالحمه قليال وهو يتطلع الهيا ‪ ..‬فعلمت أأهنا حققت هدفا ‪ ..‬اقرتبت منه أأكرث وتطلعت اليه‬
‫حبب قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬متقنعنيش انك معدتش بتحبين الىن مش ممكن أأصدق‬
‫ابتسمت هل قائهل بصوت خافت ‪:‬‬
‫‪ -‬فاكر ملا قولتىل واحنا أأعدين عند الشجرة انك اكن نفسك تكون ا ألول ىف حياىت‬
‫ظهرت عالمات الضيق عىل وهجه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت ليه جبىت سرية املوضوع ده دلوقىت‬
‫اقرتبت من أأذنه هامسه ‪:‬‬
‫‪ -‬انت ا ألول اي حبيىب‬
‫أأمسكها من ذراعهيا ونرر ىف عينهيا بدهشة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بتقوىل ايه‬
‫ابتسمت بفرح وجخل ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل انت ا ألول اي "معر"‬
‫بدا و أكنه مصدوم أأخذت عيناه تنرران الهيا و أكهنام خترتقاهنا ‪ ..‬قال بصوت مضطرب ‪:‬‬
‫‪ -‬ازاى‬
‫قالت مبتسمه ‪:‬‬
‫‪ -‬انت السبب‬
‫مازالت عالمات ادلهشة مرسومة عىل وهجه فأأمكلت ‪:‬‬
‫‪ -‬ملا خبطىن ابلعربية اضطرينا نغري معاد الفرح عشان رجىل اكنت ىف اجلبس واملعاد اجلديد مناسبش‬
‫ا ألايم الىل اكن واخدها أأجازة من شغهل وبعدين سافر وملا رجع حصلت املشلكة وسبت البيت‬
‫اكنت عيناه حتتوايهنا ‪ ..‬لمك تعشق تكل النرر من عيناه ‪ ..‬قال بصوت مهتدج و أأنفاس متقطعه ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين هو ملمسكيش أأبد أأ‬
‫‪ -‬أل أأبدا‬
‫‪ -‬وال مرة‬
‫‪ -‬وال مرة‬
‫مهست هل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان حببك انت اي "معر"‬
‫أأسكهتا بشفتيه ‪ ..‬مث أأس ند جبينه اىل جبيهنا هامسا ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان مبوت ِ‬
‫فيك‬
‫ابتسمت هامسه ‪:‬‬
‫‪ -‬هتفضل حتبىن كده عىل طول ؟‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لخر يوم ىف معرى اي معرى‬
‫ابتسمت هل بسعادة وىه تتطلع اىل عينيه الىت مل تفارق عينهيا حلره ‪ ..‬طبع قبالت صغرية عىل وهجها‬
‫وثغرها ولف يده حولها وفتح سوس ته الفس تان ببء ‪ ..‬و ‪....‬‬

‫ىف صباح اليوم التاىل أأيقرها "معر" بطريقته اخلاصه ‪ ..‬مث تركها وفتح ادلوالب و أأخرج منه علبة‬
‫قطيفه وعاد اىل جوارها ‪ ..‬أألبسها ش بكهتا ودبلها وأألبس ته دبلته ‪ ..‬حضكت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأول مرة ىف حياىت أأشوف عروسة بتلبس ش بكهتا ىف الرسير‬
‫‪ -‬احلفةل بعد تلت أأايم ان شاء هللا ‪ ..‬لو حتيب أألبسهاكل اتىن ىف احلفةل مفيش مشلكة‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أل هتكسف تلبسهاىل أأدام الناس دى لكها ‪ ..‬وبعدين انت خالص لبس هتاىل‬
‫ملس السلسةل الىت ال ختلعها من رقبهتا أأبدا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة كده خلييك لبساها عىل طول ‪ ..‬مش عايزك تقلعهيا خالص‬
‫قالت بدلع ‪:‬‬
‫‪ -‬حارض اي حبيىب‬
‫عادت عيناه احتواهئا مرة أأخرى وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت خطر عليا عىل فكرة‬
‫و ‪ ......‬انفصال عن ادلنيا مرة أأخرى‬
‫**************************‬
‫قضيا طيةل اليوم ىف غرفهتام حىت أأرصت "كرميه" عىل نزوهلام من أأجل معته الىت حرضت ‪ ..‬نزل‬
‫"معر" و "ايمسني" ‪ ..‬اكنت تبدو خمتلفة ‪ ..‬فرحة سعيدة ‪ ..‬مبهتجة ‪ ..‬اكان يش باكن أأصابعهام ببعضها‬
‫البعض ‪ ..‬أألقت علهيام "ايناس" نررة حقد مث أأشاحت بوهجها ىف عصبيه ‪ ..‬أأيضا "ثراي" اكنت ترمقهام‬
‫بنررات غري مرحية ‪ ..‬قالت "ثراي" ساخرة ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه عروس تك وخداك مننا وال ايه‬
‫تهندت "ايمسني" ىف ضيق فقال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ايه لزمته الالكم ده اي معتو ‪ ..‬ما اان معاكوا اهو‬
‫التفتت الهيا "ثراي" وقالت بنربة ساخرة ‪:‬‬
‫‪ -‬الىل يشوف كدة يقول عروسه جديده‬
‫امحرت وجنتاها جخال وغضبا ىف أن واحد ‪ ..‬قال "معر" بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬ىه فعال عروسة جديدة‬
‫نررت اليه "ثراي" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أه عروسه فرز اتىن‬
‫اكدت "ايمسني" ان تغادر ‪ ..‬لكن "معر" أأوقفها ولف ذراعيه حولها وقرهبا منه ‪ ..‬مث نرر اىل معته‬
‫قائال بتحدى ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين ايه فرز اتىن‬
‫‪ -‬يعين اي حبيىب اكنت متجوزة قبل كده ‪..‬‬
‫قال "معر" حبزم ‪:‬‬
‫‪ -‬أل مكنتش متجوزة قبل كده‬
‫رفعت "ايمسني" نررها اىل "معر" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" خالص‬
‫حاولت التحرر من بني ذراعيه لكنه أأطبق علهيا بشدة وقال لعمته ‪:‬‬
‫‪ -‬ا ألوالىن ده ملمسهاش ‪ ..‬يعين "ايمسني" اكنت بكر ملا اجتوزهتا‬
‫نررت اليه معته بدهشة وقد أأجلم لساهنا ‪ ..‬أأما "ايناس" فقد شعرت حبقد فوق حقد ‪ ..‬فأأمكل‬
‫"معر" بصوت هادر ‪:‬‬
‫‪ -‬يعين مفيش داعى لالكمك وتلميحاتك لك شوية ‪ ..‬ىه متفرقش حاجه عن أأى بنت اتنية بتتجوز‬
‫ألول مرة ‪ ..‬أل مش بس كده ‪ ..‬ىه أأفضل من بنات كتري أأوى بتتجوز ألول مرة ‪ ..‬مراىت مش زى‬
‫أأى بنت ‪ ..‬ىه بنت غالية أأوى وعالية أأوى وقميهتا عندى كبرية أأوى ‪ ..‬و أأان معرفتش ان ربنا بيحبىن‬
‫الا بعد ما رزقىن بهيا ‪ ..‬الن الطيبون للطيبات ‪ ..‬ومش عايز املوضوع ده يتفتح اتىن أأبدا‬
‫ابتسمت "كرميه" الىت اكنت تشفق عىل "ايمسني" من معامةل "ثراي" ‪ ..‬شعرت "ايمسني" ابلسعادة‬
‫ودمعت عيناها فرحا وىه ترى زوهجا ‪ ..‬يرفع من شأأهنا أأمام أأههل ‪ ..‬ويتحدث عهنا بتكل الطريقة ‪ ..‬مل‬
‫تباىل بنررات أأحد و أألقت بر أأسها عىل صدره ‪ ..‬قبل "معر" ر أأسها ومسح عىل شعرها ‪ ..‬فقامت‬
‫"ايناس" لتغادر مع "ثراي" الىت قالت أأن دلهيا بعض ا ألعامل الهامة ‪ ..‬وما ىه الا جحه بعدما أأفلست‬
‫و أأجلم لساهنا ومل جتد ما تقوهل من لكامت‬

‫**************************‬
‫أأىت يوم احلفل ‪ ..‬ىف صباح اليوم ‪ ..‬بدا امجليع همامت بتفاصيل اعداد احلفل ‪ ..‬اكنت "ايمسني" مع "ثراي"‬
‫و "رهيام" ىف غرفة املعيشة يتناقشون حول بعض تفاصيل احلفل ‪ ..‬عندما أأىت "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ‪ ..‬فني البدةل بتاعىت ؟‬
‫التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ادلوالب اي "معر"‬
‫‪ -‬أل ‪ ..‬تعاىل شوفهيا‬
‫قالت بدهشة ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان واثقه اهنا ىف ادلوالب‬
‫قال ابرصار ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب تعاىل شوفهياىل‬
‫صعدا معا اىل غرفهتام واكدت أأن تتجه اىل ادلوالب لكهنا أأوقفها و أأطبق ذراعيه حولها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬وحش تيين‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت بتس تدرجىن يعين‬
‫ابتسم خببث ومرح وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة هللا ينور علييك ‪ ..‬كنت بس تدرجك ‪ ..‬ودلوقىت انىت وقعىت أأسرية ىف ايدي‬
‫ابتسمت بسعاده ‪ ...‬و ‪ ...‬وبعده فرتة طويهل ‪ ..‬قالت‬
‫‪-‬ممكن نزنل بأأه ماما "كرميه" عىل أأعصاهبا من امبارح‬
‫ابتسم وقبلها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىش يال نزنل ‪ ..‬أأان عارف ماما وقت ما بيكون ىف حفةل ‪ ..‬طول معرها دقيقة وبتحب لك حاجة‬
‫تكون مربوطه‬

‫بعد ساعة خرجا معا اىل غرفهتا وهام يزنالن عىل ادلرج أأوقفها وثبهتا اىل احلائء قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬بقوكل ايه متيجي هنرب من احلفةل دى ‪ ..‬و أأخدك ونطلع عىل املزرعة‬
‫قالت جبديه وىه حتاول أأن تبتعد عنه ‪:‬‬
‫‪" -‬معر" ماما "كرميه" زماهنا عىل انر ‪ ..‬اتصلت بينا أأكرت من مرة يال انزل‬
‫تركها عىل مضض قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال انزىل روىح ملاما "كرميه" بتاعتك ابقى خلهيا تنفعك‬
‫قالت "كرميه" وىه تصعد ادلرج ‪:‬‬
‫‪ -‬أه ما شاء هللا انتوا االتنني واقفني تتسايروا مع بعض ‪ ..‬و أأان ملبوخه لوحدى حتت ‪ ..‬يال اي "معر"‬
‫شوف الناس الىل بيربطوا الرتابزيات والزينه بره ‪ ..‬وانىت اي "ايمسني" يال تعاىل معااي عايزاىك‬
‫نزلت "ايمسني" معها واندمج لك ىف معهل ‪ ..‬ىف املساء خرج احلفل بشلك رائع ‪ ..‬حرض مجيع أأصدقاء‬
‫ومعارف العائهل ‪ ..‬وتعرفت علهيم "ايمسني" ‪ ..‬أأحبت البعض وحتفرت جتاه البعض ‪ ..‬وشعرت‬
‫بسعادة غامرة عندما رفض "معر" بأأدب أأن يسمل عىل النساء ىف احلفل بيده ‪ ..‬و أأجاب بطريقه مرحه‬
‫‪ :‬معلش أأصل املدام بتغري‬
‫اكنت واقفه تتحدث اىل احدى الس يدات ‪ ..‬عندما اقرتب مهنا "معر" فابتسمت املر أأة وقالت لـ‬
‫"معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬ازيك اي "معر" ‪ ..‬أألف أألف مربوك عروس تك عسوهل أأوى‬
‫ابتسم "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يبارك ىف حرضتك‬
‫اس تأأذن "معر" وجذب "ايمسني" من يدها ‪ ..‬قال وهو ينرر لهيا حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان الهنارده حاسس بفرحه غري عاديه‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬امشعىن الهناردة‬
‫قال وهو ينرر الهيا حبب ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان ايدي ىف ايد مراىت أأدام الناس لكها‬
‫توقف قائال حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬اان حببك أأوى اي "ايمسني" ‪ ..‬انىت غريىت فيا حاجات كتري ‪ ..‬غريتهيا ل ألحسن ‪ ..‬أأان جبد كنت‬
‫حمتاج لوجودك ىف حياىت أأوى ‪ ..‬أأوى‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان كامن كنت حمتاجة وجودك ىف حياىت أأوى اي "معر"‬
‫نررا حبب وشوق اىل بعضهام البعض وابتسام ولك مهنام يش بك أأصابعه بأأصابع الخر‪ ..‬و أكنه ال يريد‬
‫أأن يفارقه أأبدا‪.‬‬
‫*************************‬
‫بعد س بعة أأشهر ‪...‬‬

‫استيقرت "ايمسني" و أأيقرت "معر" قائهل ‪:‬‬


‫‪" -‬معر" احلقىن ‪" ..‬معر"‬
‫استيقظ فرعا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬ىف ايه‬
‫قالت وىه تتأأمل ‪:‬‬
‫‪ -‬برسعة اي "معر" شلكى بودل‬
‫هب "معر" واقفا و أأحرض مالبسها رسيعا ورصاخها يتعاىل ‪ ..‬أألبسها برسعة وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬متخفيش اي حبيبىت متخفيش‬
‫قالت وىه تتأأمل بشدة ‪:‬‬
‫‪ -‬مش قادرة اي "معر" ‪ ..‬مش قادرة‬
‫محلها وخرج هبا مرسعا وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬قولتكل بالش نروح املزرعة دلوقىت انىت الىل ارصييت‬
‫قالت وىه وسء رصخاهتا املتأأمله ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كنت أأعرف يعين اىن هودل ىف السابع‬
‫جرى "هبا "معر" و أأدخلها الس يارة وانطلق هبا اىل املستشفى ‪ ..‬تعالت رصخاهتا فقالت الطبيبة بعد‬
‫حفصها ‪:‬‬
‫‪ -‬لسه شوية‬
‫فقال "معر" وهو ينرر اىل زوجته بأأىس ‪:‬‬
‫‪ -‬مينفعش تدهيا حاجه ختفف ا ألمل شوية‬
‫التفتت هل قائهل بربود ‪:‬‬
‫‪ -‬متقلقش لك ده طبيعى و أأان أأفضل اهنا متاخدش حاجه‬
‫قالت "ايمسني" بغيظ وىه ترصخ ‪:‬‬
‫‪ -‬أأان أأفضل أخد ‪ ..‬هو أأان الىل هودل وال انىت‬
‫خرجت الطبيبة وىه تعطى تعلاميهتا للمرضة ‪ ..‬التفتت "ايمسني" اىل "معر" قائهل بغضب ‪:‬‬
‫‪ -‬انت السبب ‪ ..‬انت الىل معلت فيا كده‬
‫حضك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬هو اان غصبتك عىل حاجه ما لكه اكن برضاىك اي "ايمسني"‬
‫حضكت املمرضة مرة أأخرى ‪ ..‬فنررت الهيا "ايمسني" نررة قاتهل خفرجت فورا من الغرفة ‪ ..‬اقرتب‬
‫"معر" مهنا وجلس جبوارها و أأمسك بيدها ‪ ..‬ووضعه يده ا ألخرى عىل ر أأسها وظل يقر أأ ما حفره‬
‫ىف الشهور املاضية من القرأن‬
‫بعد نصف ساعة ىف غرفة العمليات مسع أأصوات الرضيعه ‪ ..‬خرجت املمرضة تعطهيا هل وىه تلفها ‪..‬‬
‫محلها بني ذراعيه ونرر الهيا ‪ ..‬خفق قلبه بشدة واغرورقت عيناه ابدلموع ‪ ..‬أأمسك كفها الصغري‬
‫بأأصابعها الصغريه الرقيقة وطبع عدة قبالت حانيه علهيا ‪ ..‬و أأذن ىف أأذهنا ‪ ..‬وقبل جبيهنا ‪ ..‬مث التفت‬
‫اىل املمرضة وسأألها بلهفه ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" كويسة‬
‫ابتسمت تطمئنه ‪:‬‬
‫‪ -‬أأيوة كويسة شوية وهتخرج‬
‫اجمتع امجليع ىف املستشفى وحرضت "رهيام" و "كرم" ‪ ..‬و "سامح" و" أأمين" وابهنام الرضيع "مازن" ‪..‬‬
‫و"كرمية" و "نور" ‪ ..‬اكنت سعادة امجليع غامرة بتكل الصغريه الىت تبادلوا محلها ىف سعاده ‪ ..‬اقرتبت‬
‫"رهيام" من "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪" -‬ايمسني" ىه الوالدة دى حاجه صعبه‬
‫نررت "ايمسني" اىل "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪-‬اسأأىل "سامح"‬
‫حضكت "سامح" وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ال بالش أأان ابذلات ‪ ..‬أأان فضحت ادلنيا يوم والدىت‬
‫قالت "رهيام" بقلق ‪:‬‬
‫‪ -‬انتوا هتقلقوىن ليه بأأه‬
‫وضعت "سامح" يدهل عىل بطن "رهيام" املنتفخة قليال وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت لسه بدرى علييك ‪ ..‬متقلقيش نفسك من دلوقىت‬
‫هتفت "رهيام" ‪:‬‬
‫‪ -‬ده اان مهوت من القلق ‪ ..‬وانتوا برتعبوىن اكرت‬
‫قالت "ايمسني" ضاحكة وىه تغمز لـ "سامح" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل متخافيش ‪ ..‬ده زى شكت ادلبوس ابلربء‬
‫كمتت "سامح" حضكهتا وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أه حص ‪ ..‬شكت دبوس‬

‫وقف ا ألصدقاء الثالثة معا ىف اخلارج ‪ ..‬قال "كرم" اذلى حيمل الصغرية ‪:‬‬
‫‪ -‬دى صغريه أأوى اي "معر" ‪ ..‬ده أأان حىت خايف أأش يلها‬
‫حضك "معر" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش بكرة تكرب اي "كرم"‬
‫ابتسم " أأمين" قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬يال عقباكل انت كامن ‪ ..‬ربنا يرزقك ببنوته زهيا‬
‫هتف "كرم" ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أأان مش عايز بنات ‪ ..‬كفايه عليا واحدة ىف البيت ‪ ..‬اذا اكن واحدة ومطلعة عيين ‪ ..‬مش هقدر‬
‫اان عىل اتنني حرمي ىف البيت ‪ ..‬أأان عايز ودل عشان نبقى اغلبيه ساحقه و "رهيام" حتس اهنا أأقليه‬
‫حضك " أأمين" و "معر" اذلى قال ‪:‬‬
‫‪ -‬أأغلبيه ايه واقليه ايه اي ابىن هو برملان‬
‫قال "كرم" مبرح ‪:‬‬
‫‪ -‬ما انتوا متعرفوش الىل بيحصل ىف صاحبكوا ‪ ..‬أأان قولت من ا ألول ماىل ومال اجلواز‬
‫قالت هل "رهيام" الواقفه خلفه ‪:‬‬
‫‪ -‬بتقول حاجه اي "كرم"‬
‫التفت الهيا برسعة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت بقول ل "معر" و " أأمين" ‪ ..‬ما أأحىل اجلواااااز ‪ ..‬نعمي نعمي نعمي‬
‫رفعت حاجهبا قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أه ‪ ..‬ماىش‬
‫رحل امجليع اىل بيت املزرعة ‪ ..‬وعاد " أأمين" و "سامح" وابهنام اىل بيهتم‬

‫قالت "سامح" ل " أأمين" ‪:‬‬


‫‪ -‬كويس ان "مازن" انم ىف العربية ‪ ..‬والا اكن هيتعبىن ىف نومه‬
‫قال " أأمين" هبدوء ‪:‬‬
‫‪-‬شششش بس ليصحى أأان مصدقت انه انم عشان أأعرف اس تفرد بأأمه الىل أأان مش عارف أأطولها‬
‫من ساعة ما رشف‬
‫حضكت "سامح" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬معلش هو ىف ا ألول كدة ‪ ..‬وبعد كده نومه هيزتبء ويبطل عياط‬
‫نرر الهيا " أأمين" وقبلها ومهس لها ‪:‬‬
‫‪ -‬طيب سبيه انمي بأأه وتعاىل قبل ما يصحى والليةل تبوظ‬
‫ابتسمت هل فعانقها ومضها اىل صدره‪.‬‬
‫دخل "كرم" و "رهيام" اىل احدى الغرف ببيت املزرعة ‪ ..‬وقفت "رهيام" تغري مالبسها فاقرتب مهنا‬
‫"كرم" التفتت اليه قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬خمصامك عىل فكرة‬
‫ابتسم قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ليه اي حبيبىت‬
‫قالت بدلع ‪:‬‬
‫‪ -‬عشان الىل قولته لصحابك ىف املستشفى ‪ ..‬ماىش اي "كرم" مكنتش أأعرف انك ندمان عىل جوازك‬
‫مىن ابلشلك ده‬
‫لفها اليه ونرر ىف عينهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انىت جمنونة ‪ ..‬أأان اندم اىن اجتوزتك ‪ ..‬ده انىت حب حياىت ‪ ..‬ده انىت لك حاجة حلوة ىف حياىت اي‬
‫"رهيام"‬
‫ابتسمت قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬جبد اي "كرم"‬
‫‪ -‬جبد اي حبيبة قلب "كرم" "رهيام"‬
‫ابتسمت هل وتالقت أأعيهنا ىف سعادة ‪.‬‬

‫جلس "معر" جبوار "ايمسني" عىل الرسير وابتسم وهو يراها ترضع الصغريه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬مش قادرة أأصدق ‪ ..‬القمر دى تبقى بنىت‬
‫ابتسمت "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬أأموره أأوى حص ‪ ..‬وصغنونه أأوى‬
‫أأمسك "معر" أأصابعها الصغريه ولفهم عىل اصبعه وقبلها ‪ ..‬التفت اىل "ايمسني" وقبل ر أأسها قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬ربنا خيليكوا ليا انتوا االتنني وتفضلوا منورين حياىت عىل طول‬
‫نررت اليه "ايمسني" قائهل ‪:‬‬
‫‪ -‬هنسمهيا ايه ‪ ..‬أأان احرتت ‪ ..‬لسه مااس تقرانش عىل امس‬
‫قال "معر" ‪:‬‬
‫‪ -‬أل أأان خالص اخرتت امسها‬
‫‪ -‬ايه هو ؟‬
‫نرر الهيا بشك قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬خايف ميعجبكيش‬
‫ابتسمت وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طاملا انت الىل اخرتته اي "معر" أأكيد هيعجبىن‬
‫نرر ىف عينهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬نفيس أأمسهيا "عائشة"‬
‫نررت اليه ‪:‬‬
‫‪ -‬امشعىن "عائشة"‬
‫نرر اىل الصغرية وهو ميسح وهجها بأأصابعه وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬عىل امس أأم املؤمنني عائشة ‪ ..‬ملا قر أأت عهنا حبيهتا أأوى ‪ ..‬وحبيت اىن أأمسى بنيت ابمسها‬
‫مث نرر اىل "ايمسني" وقال ‪:‬‬
‫‪ -‬جعبك ؟‬
‫احنن لتطبع قبةل عىل وجنته وقالت ‪:‬‬
‫‪ -‬طبعا جعبىن‬
‫نرر "معر" الهيا قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬انت معرى اي "ايمسني" ‪ ..‬سامعه ‪ ..‬انىت معرى ‪ ..‬حببك أأوى‬
‫قالت حبنان ‪:‬‬
‫‪ -‬و أأان كامن حببك أأوى اي أأحن "معر" ىف ادلنيا‬
‫ابتست ونررت اىل زوهجا وابنهتا بسعادة ‪ ..‬مل تنىس أأن حتمد هللا عىل ما رزقها ‪ ..‬وعىل ما عوضها‬
‫به عن لك ما قاست ىف حياهتا فاكن جزاء صربها تكل السعادة الىت بني يدهيا ‪ ..‬ودعت لوادلهيا‬
‫ابلرمحة واملغفرة ‪ ..‬نرر "معر" اىل ابنته الصغريه واىل زوجته ‪ ..‬وقبل جبني لك مهنام ولف ذراعيه‬
‫حوهلام وهو يعاهد هللا عز وجل عىل أأن حيافظ عىل تكل ا ألمانة الىت ائمتنه علهيا ‪ ..‬تبادال نررات‬
‫صامته تىش حبب لك مهنام للخر ومتسك لك مهنام ابلخر ‪ ..‬ورغبة لك مهنام ىف اسعاد الخر ‪..‬‬
‫والتقت العيون لمتىض عهدا ابحلب واملودة والرمحة والتسامح واملشاركة ‪ ..‬طــوال العمــــر ‪.‬‬

‫‪ ...‬متت حبمد هللا ‪...‬‬


‫موقع البوكر‬
‫‪http://Albooker.blogpost.com.eg‬‬

You might also like