علم الاجرام

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 63

‫علم اإلجرام‬

‫األسدس الخامس‬

‫ذ‪ .‬محمد بوزالفة‬


‫دكتور دولة في الحقوق‬
‫أستاذ التعليم العالي‬
‫المحاور‬

‫• المحور األول‪ :‬ماهية علم اإلجرام‬

‫• المحور الثاني‪ :‬اتجــاهــات التـفـسير العلمي للظاهرة ا إلجرامية‬

‫• المحور الثالث‪ :‬مدخل لعلم العقاب‬


‫تذكير‬
‫نظريات االتجاه الفردي في تفسير الظاهرة اإلجرامية‬

‫التفسير‬ ‫التفسير‬
‫النفسي‬ ‫البيولوجي‬
‫للظاهرة‬ ‫للظاهرة‬
‫اإلجرامية‬
‫اإلجرامية‬

‫‪3‬‬
‫التفسير البيولوجي للظاهرة اإلجرامية‬
‫من خالل تصنيفات المجرمين عند لومبروزو انطالقا من نظريته‬
‫الخلل العضوي‬

‫المجرم‬ ‫المجرم المجنون‬


‫المجرم بالفطرة‬
‫السيكوباتي‬ ‫والصرعى‬

‫المجرم العاطفي‬ ‫المجرم المعتاد‬ ‫المجرم بالصدفة‬


‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية التحليل النفسي‬
‫في تفسير الظاهرة اإلجرامية‬

‫‪5‬‬
‫واش المجرمين مرضى نفسيين؟‪..‬‬
‫أخصائي يشرح‬

‫‪6‬‬
‫ترتيب االضطرابات العقلية من األكثر انتشارا‬
‫إلى األكثر ندرة‬

‫‪7‬‬
‫• تركز نظرية التحليل النفسي في تفسير الظاهرة اإلجرامية‬
‫على الجانب النفسي لدى الفرد ‪،‬‬
‫• فهي تغلب العوامل المرتبطة بالتكوين النفسي للمجرم‪،‬‬
‫• دون إعطاء أهمية تذكر للتكوين العضوي للفرد أو‬
‫للعوامل الخارجية أو االجتماعية المحيطة به‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اختبار نفسي أولي ‪KWIZ TESTS‬‬

‫‪9‬‬
‫• وقد قال بهذه النظرية العالم النمساوي فرويد الذي أحدث مدرسة‬
‫خاصة به تشعبت فيما بعد إلى شعب شتى‪،‬‬
‫• وقال بضرورة الرجوع إلى نفسية المجرم وتحليل شخصيته‬
‫تحليال كامال يبتدئ من مراحل عمره األولى ويشمل مختلف‬
‫مراحل حياته ‪،‬‬
‫• ثم البحث في عالقاته مع اآلخرين ‪ ،‬من أجل الكشف عن‬
‫صراعات النفس الداخلية ‪ ،‬والكشف تبعا لذلك عن العوامل‬
‫الدفينة لإلجرام‪.‬‬
‫• فما هو إذن مضمون هذه النظرية ؟‬
‫• وما هو تقييمها ؟‬
‫‪10‬‬
‫منهجية تناول نظرية التحليل النفسي‬

‫مضمون نظرية‬
‫التحليل النفسي‬ ‫تقييم نظرية‬
‫التحليل النفسي‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬مضمون نظرية سيجموند فرويد‬

‫‪12‬‬
13
‫من هو سيجموند فرويد ؟‬

‫‪14‬‬
‫اسمه الحقيقي هو سيجموند شلومو فرويد‪ُ ،‬ولد في ‪6‬ماي ‪1856‬م‪ ،‬وتوفّي في‬
‫‪ 23‬سبتمبر ‪1939‬م‪ ،‬وهو طبيب نمساوي من أصول يهودية‪.‬‬
‫سس علم التحليل النفسي‪،‬‬
‫يُعتبر سيجموند فرويد مؤ ّ‬
‫اختص في األصل بدراسة الطب العصبي‪ ،‬واشتهر بنظرياته الخاصة بالعقل‬
‫الالواعي‪ ،‬أي العقل الباطني‪ ،‬وبآليات الدفاع عن القمع والظلم‪.‬‬
‫أول من أسس لما يُعرف بالممارسة السريرية في التحليل النفسي‪ ،‬وذلك‬
‫ويُعتبر ّ‬
‫لعالج األمراض النفسية عن طريق الحوار بين المريض والمحلّل النفسي‪.‬‬
‫كما اشتهر أيضا بتعريفه لليبيدو وإصدار كتابه الشهير المتعلق بتفسير األحالم‬
‫الذي اعتمد على طريقة عقلية ومنطقية في تفسير األحالم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫عالقة فرويد بعلم اإلجرام‬

‫• هناك العديد من النظر ّيات التي وضعها فرويد في علم‬


‫النفس‪ ،‬منها‪:‬‬
‫• نظرية العقل الباطن‪.‬‬
‫• عقدة أوديب‪.‬‬
‫• الهو ‪ ،‬األنا و األنا األعلى‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫• كما أنّه تو ّ‬
‫صل إلى أن الكبت والمنع يؤدّيان إلى صراع بين‬
‫رغبتين متعاكستين‪ ،‬وأن هذا الصراع ينقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫• أحدهما في دائرة الشعور‪ ،‬التي تحكم النفس في إحدى‬
‫الرغبتين وتترك الرغبة األخرى‪ ،‬وهذا األمر هو الطريق‬
‫الطبيعي لالختيار بين الرغبات المتضادّة دون اإلضرار‬
‫بالنفس‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫• أ ّما النوع اآلخر فهو النوع غير الطبيعي أو النوع‬
‫المرضي‪ ،‬والذي تلجأ إليه النفس في حال حدوث صراع‬
‫بين رغبتين وكبت إحداهما دون التفكير المسبق وإصدار‬
‫األحكام‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث ّ‬
‫إن هذه الرغبة تستقر في الالشعور وتبقى منتظرة‬ ‫•‬
‫لمخرج لتطلق كل الطاقة المحبوسة فيها‪.‬‬
‫• و هذا الصراع بين الرغبتين هو الذي يؤدي إلى ارتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي عند انتصار النوع المرضي على دائرة‬
‫الشعور‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫• لقد أراد فرويد دراسة تأثير الجهاز النفسي للفرد على سلوكياته ‪ ،‬ومن بين‬
‫هذه السلوكيات السلوك اإلجرامي باعتباره سلوكا بشريا‪.‬‬
‫• وقد قسم فرويد النفس البشرية إلى ثالثة أقسام ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬النفس‬
‫‪ -‬العقل‬
‫‪ -‬الضمير‪.‬‬

‫‪19‬‬
20
‫النفس " األنا الدنيا أو الذات الدنيا"‬

‫• ويعبر عنها أيضا بالهو‬


‫• حيث يرى فرويد أن الهو هو الجزء األساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد األنا و األنا‬
‫األعلى‪ .‬ويتضمن الهو جزئين‪:‬‬
‫• جزء فطري‪ :‬الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها األنا واألنا‬
‫األعلى‪.‬‬
‫• جزء مكتسب‪ :‬وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها األنا (الشعور) من‬
‫الظهور‪.‬‬
‫• ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب األلم‪ ،‬وال يراعي المنطق واألخالق والواقع ‪،‬‬
‫وهو ال شعوري كلية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫• فالهو إذن يمثل غرائزنا وشهواتنا التي تحركنا ككائنات وهو الواع‬
‫تماما ‪ ،‬فنحن سنحلم بالطعام إن كنا نتضور جوعا وقد نرتكب‬
‫السرقة من أجل األكل إن كنا سنموت جوعا‪.‬‬
‫• الهو يسعى لتلبية حاجاتنا البيولوجية‪ ,‬كما أنه المحرك األساس لدى‬
‫األطفال قبل سن الخامسة‪ ,‬فالطفل سيأكل الطعام الذي يراه أمامه‬
‫بغض النظر ما إذا كان يخصه أم ال‪ ,‬كما أنه سيأخذ لعبة طفل آخر‬
‫ليلعب بها‪.‬‬
‫• وهناك من البالغين من يحركه الهو طول الوقت‪ ,‬فهو يسرق ليأكل ‪،‬‬
‫يتحرش بالنساء أو يغتصبهن لما تحركه الغريزة‪ ,‬قد تسرق المرأة‬
‫مجوهرات تروقها‪ ...‬كل هذا لتلبية الرغبات والشهوات‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫األنا‬

‫• األنا كما وصفها فرويد هي شخصية المرء في أكثر‬


‫حاالتها اعتداال بين الهو و األنا األعلى‪ ،‬حيث تقبل بعض‬
‫التصرفات من هذا وذاك‪ ،‬وتربطها بقيم المجتمع‬
‫وقواعده‪ ،‬حيث من الممكن لألنا أن تقوم باشباع بعض‬
‫الغرائز التي يطلبها الهو ولكن في صورة متحضرة‬
‫يتقبلها المجتمع وال ترفضها األنا األعلى‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫فاألنا إذن يعمل كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب‬
‫الهو وفقا للواقع والظروف االجتماعية‪ ،‬وهو يعمل وفق مبدأ الواقع‪.‬‬

‫ويمثل األنا اإلدراك والتفكير والحكمة والمالءمة العقلية‪.‬‬


‫ويشرف األنا على النشاط اإلرادي للفرد ويمثل مركز الشعور إال أن كثيرا من‬
‫عملياته توجد في ما قبل الشعور وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك‪.‬‬

‫فالمهمة األساسية لألنا هي الموازنة بين رغبات الهو والمعارضة من األنا‬


‫األعلى والعالم الخارجي‪ ،‬وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن‬
‫طريق الحيل الدفاعية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫األنا األعلى‬

‫• األنا األعلى كما وصفها فرويد هي شخصية المرء في صورتها األكثر‬


‫تحفظا وعقالنية‪ ،‬حيث ال تتحكم في أفعاله سوى القيم األخالقية والمجتمعية‬
‫والمبادئ‪ ،‬مع البعد الكامل عن جميع األفعال الشهوانية أو الغرائزية‪.‬‬

‫• يمثل األنا األعلى الضمير‪ ،‬وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه‬
‫ومدرسته والمجتمع من معايير أخالقية‪.‬‬
‫• و األنا األعلى مثالي وليس واقعي‪ ،‬ويتجه للكمال ال إلى اللذة – أي أنه‬
‫يعارض الهو و األنا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫إذا استطاع األنا أن يوازن بين الهو واألنا األعلى والواقع عاش‬
‫الفرد متوافقا ‪،‬أما إذا تغلب الهو أو األنا األعلى على الشخصية أدى‬
‫ذلك إلى اضطرابها‪.‬‬

‫صفوة القول أن أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ‪،‬ويمكن‬


‫وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية‪،‬‬
‫واألنا بالجانب السيكولوجي للشخصية‪،‬‬
‫واألنا األعلى بالجانب السوسيولوجى للشخصية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫كيف يفسر فرويد السلوك‬
‫اإلجرامي؟‬

‫يرجع فرويد تفسير السلوك اإلنساني عامة – ومنه السلوك‬


‫اإلجرامي ‪ -‬إلى أن هناك صراعا عقليا يدور بين عوامل اإلبداع‬
‫متمثلة في النزعات الغريزية لإلنسان – خاصة الغريزة الجنسية‬
‫‪،Libido‬‬
‫وعوامل الهدم ‪ ،Destruction‬ممثلة في تلويح المجتمع بمعاقبة‬
‫من يخرج على قيمه األدبية والخلقية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫بمعنى آخر أن هناك صراع بين الذات الدنيا بما تمثله من‬
‫غرائز ونزعات وميول فطرية ‪ ،‬والذات المثالية "األنا‬
‫األعلى" أو الضمير بما يمثله من قيم مكتسبة ومبادئ سائدة‬
‫في المجتمع‪.‬‬
‫وهو صراع تلعب فيه الذات الشعورية "األنا" دورا مهما‬
‫يتمثل في محاولة التوفيق بين الرغبات الصادرة عن‬
‫شهوات الذات الدنيا وبين أوامر الذات المثالية وقيم‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫فإذا أفلحت الذات الشعورية "األنا" في التوفيق بين‬
‫رغبات النفس الدنيا وبين قيم الضمير الدينية والخلقية‬
‫جاء سلوك اإلنسان متكيفا ومنسجما مع ما تتطلبه‬
‫الحياة االجتماعية‪ .‬وإن أخفقت في إقامة االنسجام‬
‫بينهما ‪ ،‬فإن األمر يأخذ أحد مسارين ‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫• إما أن يسعى اإلنسان إلى كبت رغباته وميوله‬
‫وغرائزه في منطقة الالشعور وعدم التعبير عنها‬
‫إال من خالل قنوات غير مباشرة كاألحالم مثال‪.‬‬

‫• وإما التسامي بالرغبات والشهوات والميول الفطرية ‪،‬‬


‫واإلعالء منها وتصعيدها بحيث تتحول إلى أنماط سلوكية‬
‫مقبولة ‪ ،‬فالفرد الذي ال يستطيع إشباع رغبته الجنسية‬
‫بالزواج يمكن أن يفرغ طاقته العضلية في ممارسة‬
‫الرياضة أو الصوم‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وهذا التسامي أصبح أمرا متعذرا في إطار الحياة االجتماعية المعقدة‬
‫التي أصبحت المحافظة فيها على تقاليد الئقة باإلنسان أمرا شاقا‬
‫تستنفذ كل تدبير الفرد وحيلته‪.‬‬

‫ولما كان اإلنسان عدوانيا بطبعه‪ ،‬وأن عدم ظهور هذا الطبع يرجع إلى‬
‫التدرب الذاتي واالجتماعي منذ الطفولة على التحكم في نزواتنا ورغباتنا‬
‫وكبتها وعدم الكشف عنها إال في القالب الذي يرتضيه المجتمع ‪ ،‬وهذا أمر‬
‫يتشكل منذ الطفولة إذ يتعود الطفل بالتدريج على أن البعض من طلباته هي‬
‫التي يمكن إجابتها ‪ ،‬وأنه يجب أن يتقبل إرجاء إشباع الجزء الباقي من‬
‫الرغبات لوجود قيود مختلفة تحيط بها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فإذا ما حدث خلل في عملية التدرب على الكبت ‪ ،‬أي أخفقت الذات الشعورية‬
‫"األنا" في التوفيق بين نزعات الذات الدنيا وأوامر الضمير أو الذات المثالية‬
‫وإخماد تلك النزعات في الالشعور ‪ ،‬فإن الشخص ربما ‪ -‬من أجل التعبير عن‬
‫ميوله الغريزية ورغباته الفطرية ‪ -‬يسلك سلوكا إجراميا ‪ ،‬أو على األقل‬
‫يصبح فردا عصبيا يتملكه إحساس غير مبرر بالخوف أو باالضطهاد أو قد‬
‫يصبح مهووسا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫• هنا تكون الذات المثالية "األنا العليا" إما منعدمة الوجود‬
‫وإما ضعيفة عاجزة عن ممارسة وظيفتها في السمو‬
‫بالنزعات والميول الفطرية والحرص على إشباع تلك‬
‫األخيرة بشكل مشروع يتفق وقيم المجتمع الدينية‬
‫والخلقية وقواعده القانونية‪.‬‬
‫• وكال األمرين هو تعبير عن انفالت الذات الدنيا من كل‬
‫رقابة أو قيد واالنطالق برغباتها ونزواتها من منطقة‬
‫الالشعور إلى العالم المحسوس في صورة السلوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫• ولقد كشف فرويد عن وجود مناطق اختالل متعددة في النفس‪ ،‬تفرز كل واحدة منها‬
‫نمطا مستقال من أنماط الشخصية اإلنسانية‪.‬‬
‫• وهكذا ظهرت نماذج مرضية أهمها‪:‬‬
‫• الشخصية القلقة ‪،‬‬
‫• والمكتئبة ‪،‬‬
‫• وهوائية المزاج ‪،‬‬
‫• والخيالية ‪،‬‬
‫• والمتشككة ‪،‬‬
‫• والمصابة ببرود عاطفي ‪،‬‬
‫• وضعيفة اإلرادة ‪،‬‬
‫• والمتخوفة‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫بعض مظاهر وصور الخلل التي تؤدي‬
‫إلى ارتكاب الجريمة عند فرويد‬

‫عقدة أوديب‬
‫عقدة الذنب‬
‫عقدة النقص‬
‫عقدة الكترا‬
‫‪35‬‬
‫عقدة أوديب‬

‫‪36‬‬
‫المفهوم‬

‫• عقدة أوديب مصطلح اتخذه فرويد من اسم ملك طيبة وبطل األسطورة‬
‫اإلغريقية الذي قتل أباه وتزوج أمه‪.‬‬
‫• ولدى فرويد اعتقاد بأن زنا المحارم حاجة أساسية لدى كل الناس‪.‬‬
‫• وتنشأ هذه العقدة من منظور فرويد من تعلق االبن الذكر ال شعوريا بأمه‬
‫تعلقا جنسيا مصحوبا بالغيرة والكراهية لوالده الذي يرى فيه شخص‬
‫ينافسه في حب أمه‪ .‬ولما كان االبن يرى من جانب آخر حنوا وعطفا من‬
‫أباه ‪ ،‬فإنه يتوالد بداخله صراع بين نوعين متناقضين من المشاعر تجاه‬
‫األب‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫• فحين ال يقوم "األنا" (العقل) بأداء وظيفته في تطويع هذا‬
‫الشعور واإلحساس لدى االبن بما يتفق مع القيم الدينية‬
‫والقواعد األخالقية والتقاليد االجتماعية يؤدي ذلك إلى أن‬
‫يبدأ االبن بالتمرد على أباه والخروج على ما قد يفرضه من‬
‫نظام داخل األسرة‪.‬‬
‫• وفي الحاالت المرضية الشديدة قد يعبر االبن عن كره لألب‬
‫في صورة سرقة ماله أو إتالف متعلقاته أو تزوير توقيعه ‪،‬‬
‫وربما يأخذ األمر مسارا شاذا فيقتل االبن أباه أو قد يغتصب‬
‫أمه‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫عقدة الذنب‬

‫‪39‬‬
‫قد تستعيد "األنا األعلى" في أعقاب ارتكاب السلوك‬
‫اإلجرامي قوتها أو وجودها وتقوم بتوجيه التأنيب و اللوم‬
‫إلى "األنا" على ضعف رقابتها الذي أنتج هذا السلوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬

‫هنا يتولد لدى الشخص شعور بالذنب قد يدفعه إلى الرغبة‬


‫في العقاب تكفيرا عما بدا منه ‪ ،‬ويظل هذا الشعور مسيطرا‬
‫عليه إلى الحد المرضي الذي يدفعه إلى ارتكاب الجريمة‬
‫رغبة في التطهر والتحرر من هذا الشعور بالذنب عن‬
‫طريق الخضوع للجزاء الجنائي‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫ولهذا فإن المصابين بتلك العقدة عادة ما يعمدون إلى‬
‫ترك دالئل مادية تكشف عن شخصياتهم تمكن‬
‫السلطات من القبض عليهم وإنزال العقاب بحقهم‪.‬‬
‫ولقد كشف علماء آخرين تأثروا بفرويد عن دور‬
‫الرغبة في التخفيف من حدة الشعور بالذنب في الدفع‬
‫إلى سلوك سبيل الجريمة ‪ ،‬وخاصة جريمة السرقة‪.‬‬
‫ومن أجل تجاوز الشعور بالذنب قد يسلم هؤالء‬
‫أنفسهم إلى الشرطة رغم عدم قدرتها على الوصول‬
‫إليهم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫عقدة النقص‬

‫‪42‬‬
‫النقص هو أحد الصور الرمزية للتعبير عن المشاعر والميول‬
‫المكبوتة ‪ ،‬تنشأ عن صراع كامن في الالشعور مرده إحساس‬
‫اإلنسان بنقص في أعضائه الجسمانية أو مظهره الشخصي أو‬
‫إحساسه بتدني مكانته االجتماعية وإخفاقه في بلوغ ما كان يصبو‬
‫إليه من آمال في الحياة‪.‬‬

‫فإذا ما حدث وأفلحت الذات الشعورية أو األنا في كبت هذا‬


‫اإلحساس في منطقة الالشعور ‪ ،‬فربما يسعى الشخص نحو‬
‫تعويض هذا الشعور بالنقص بالتعبير عنه في صورة رمزية في‬
‫العالم الخارجي في شكل ‪ ،‬سرقة أو فرض سيطرة أو استعمال‬
‫قوة ‪ ،‬الذي عادة ما يستهدف الشخص بها الظهور والشهرة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫• وقد قسم علماء النفس عقدة النقص إلى نوعين‪:‬‬
‫• ‪ .1‬عقدة النقص األولية‪ :‬تحدث في الطفولة مع استمرار المشاعر‬
‫في مرحلة البلوغ‪ .‬غالبا ما يكون سبب الدونية األساسية هو ضغوط‬
‫الطفولة مثل إهمال الوالدين وإساءة معاملة االصدقاء وعدم كفاية‬
‫الدعم العاطفي وضعف األداء األكاديمي‪ .‬غالبا ما تتفاقم هذه الدونية‬
‫عند مقارنة النفس باألشقاء واألصدقاء والكبار‪.‬‬
‫• ‪ .2‬عقدة النقص الثانوية ‪ :‬تبدأ في مرحلة البلوغ‪ ،‬وتنتج عن عجز‬
‫الشخص البالغ عن تحقيق األهداف الموضوعة للتعويض عن‬
‫مشاعر النقص التي بدأت معه في طفولته األصلية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫• ووفقا لعلماء النفس فإن الجميع يشعر بالنقص بطريقة معينة من‬
‫حين إلى آخر‪ ،‬وهذا طبيعي تماما‪ .‬وهذا الشعور هو المنشط لعملية‬
‫التنمية الصحية الطبيعية لإلنسان‪.‬‬
‫• وما يميزه عن عقدة النقص أن الحالة األخيرة هي حالة مرضية‬
‫حيث يهيمن شعور الدونية على الفرد ويؤدي إلى شعوره باالكتئاب‬
‫ويكون بسببه غير قادر على تحقيق التقدم وتجاوز العقبات حتى لو‬
‫كانت سهلة وبسيطة‪ .‬وقد يكون سببا في ارتكاب أفعال جرمية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫عقدة الكترا‬

‫‪46‬‬
‫عقدة الكترا هي عقدة تماثل عقدة أوديب‬
‫تنشأ من تعلق البنت بأبيها تعلقا جنسيا‬
‫وما ينجم عن هذا من غيرة من األم‬
‫وكراهية لها إذ تنافسها في حب األب‪.‬‬
‫حيث تقع البنت هي األخرى في صراع‬
‫بين حب أمها التي تعطف عليها وبين‬
‫كرهها لها كونها أقرب إلى األب منها‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫• وإذا نجحت األنا في كبت هذا الشعور بالكراهية تحت‬
‫تأثير الضغوط االجتماعية التي ال تسمح بالتعبير عن‬
‫السبب الحقيقي لهذا الكره ‪ ،‬فإن البنت قد تعبر عنه‬
‫رمزيا في صورة التمرد على أمها ‪ ،‬وفي الحاالت‬
‫المرضية يكون باالعتداء عليها بالضرب أو السرقة ‪،‬‬
‫وفي الحاالت الشاذة قد يصل األمر إلى حد القتل‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -2‬تقييم نظرية التحليل النفسي‬

‫‪49‬‬
50
‫إيجابيات‬
‫نظرية التحليل‬
‫النفسي‬

‫‪51‬‬
‫ساهمت النظرية في الكشف‬
‫عن الدوافع االساسية‬
‫لالجرام و لذلك تم تطوير‬
‫اساليب مواجهة الظاهرة‬
‫االجرامية‬

‫‪52‬‬
‫أبرزت النظرية دور الجانب النفسي‬
‫للشخصية اإلنسانية وتفسيره‬
‫للسلوك اإلجرامي ‪ ،‬وهو ما كشف‬
‫عن إمكانية عالج بعض طوائف‬
‫المجرمين المصابين بخلل نفسي‪.‬‬

‫‪53‬‬
54
55
‫حاولت هذه النظرية إرجاع كل صور سلوك الفرد‬
‫وردود أفعاله إلى عامل نفسي ‪ ،‬والحقيقة أن طريقة‬
‫التحليل النفسي تؤدي إلى نتائج مبالغ فيها وال يمكن‬
‫التسليم بها بصورة كلية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ليس صحيحا أن ضعف الضمير أو األنا األعلى‬
‫يقود حتما إلى ارتكاب الجريمة ‪ ،‬فهناك من‬
‫الناس من يضعف ضميرهم لكنهم ال يقدمون على‬
‫ارتكاب الجريمة‪ .‬فقد أغفلت هذه النظرية دراسة‬
‫العوامل األخرى التي قد تساهم مع الخلل النفسي‬
‫إلقدام الفرد على إتيان السلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫تفسير النظرية للسلوك اإلجرامي لم يكن بمنأى عن كل‬
‫خطأ ‪ ،‬فانعدام أو ضعف الضمير ال يصلح تفسيرا للجرائم‬
‫العاطفية التي كثيرا ما يحتل ضمير فاعلها مكانة عليا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫يقود منطق النظرية إلى اعتبار أن جميع المجرمين‬
‫يتميزون بالقسوة وغلظة القلب وانعدام العواطف وذلك‬
‫كنتيجة منطقية لتخلف األنا العليا وسيطرة األنا الدنيا ‪،‬‬
‫وهذه النتيجة ال يمكن التسليم بها حيث أثبتت الدراسات‬
‫واألبحاث أن هذه الصفات ال تصدق على كافة المجرمين‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫خالصة‬

‫‪60‬‬
‫• خالصة القول ان سيجموند فرويد قد قسم شخصية االنسان الى ثالثة‬
‫اقسام الهو االنا واالنا األعلى‪.‬‬
‫• وقال بان الهو يعبر عن الغرائز الطبيعية ويسعى جاهدا إلى اشباعها‬
‫بكل الوسائل المتاحة‪ .‬فهو يعمل وفق مبدأ اللذة وتجنب األلم‪ ،‬وال‬
‫يراعي المنطق واألخالق والواقع‪.‬‬
‫• وأن األنا تمثل شخصية المرء في أكثر حاالتها اعتداال بين الهو و األنا‬
‫األعلى‪ ،‬حيث تقبل بعض التصرفات من هذا وذاك‪ ،‬وتربطها بقيم‬
‫المجتمع وقواعده ‪ ،‬وترفض البعض اآلخر‪.‬‬
‫• وان االنا األعلى هو شخصية المرء في صورتها األكثر تحفظا‬
‫وعقالنية‪ ،‬فهو يمثل الضمير‪ ،‬و يتكون مما يتعلمه الطفل من محيطه‬
‫من معايير أخالقية‪ .‬و األنا األعلى مثالي وليس واقعي‪،‬‬
‫‪61‬‬
‫• وأوضح فرويد أن مهمة األنا هي التوفيق بين رغبات الهو‬
‫وأوامر األنا األعلى‪ .‬فإذا نجح في هذه المهمة فإن الشخص يسلك‬
‫سلوكا عاديا يرتضيه المجتمع ويتماشى مع قواعده وضوابطه‬
‫األخالقية‪.‬‬
‫• وإذا فشل في ذلك ولم يتمكن من إخماد النزعات الفطرية في‬
‫الالشعور‪ ،‬فإن الشخص يسلك سلوكا إجراميا من أجل إشباع‬
‫ميوالته الفطرية‪.‬‬
‫• فالسلوك اإلجرامي حسب فرويد هو نتاج الختالل التوفيق‬
‫بين رغبات الهو وأوامر األنا األعلى ‪ ،‬وهو تمرد من‬
‫الذات على قواعد المجتمع وضوابطه وانتصار لنداء‬
‫الغريزة‪.‬‬ ‫‪62‬‬
‫التفسير العلمي للظاهرة اإلجرامية‬

‫االتجاه الفردي في‬


‫تفسير هذه الظاهرة‬

‫االتجاه االجتماعي‬

‫االتجاه التكاملي‬

You might also like