Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 54

‫خطب صاحب الجاللة الملك محمد‬

‫السادس‬

‫‪-‬مقتطفات متعلقة بالتربية والتكوين والبحث‬


‫العلمي‪-‬‬

‫‪2022-1999‬‬

‫‪1‬‬
‫فهرس‬

‫خطاب العرش ‪ 30‬يوليوز ‪5 ___________________________________________1999‬‬


‫خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب‪ 20 .‬غشت ‪5 ___1999‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية الثالثة‪.‬‬
‫‪ 08‬أكتوبر ‪5 _____________________________________________________1999‬‬
‫الرسالة الملكية السامية بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لصدور اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ 10‬دجنبر ‪8 _____________________________________________________1999‬‬
‫الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى الوزير األول حول المخطط الخماسي‪ 16 .‬دجنبر ‪8 ______1999‬‬
‫الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش‪ 30 .‬يوليوز ‪8 ________________________2000‬‬
‫الرسالة الملكية السامية بمناسبة انطالق الموسم الدراسي ‪10 __________________2001 -2000‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪13 ________________________2000‬‬
‫الرسالة السامية الموجهةإلى المشاركين في الدورة السابعة للمؤتمر العام لاليسيسكو‪ 12 .‬نونبر ‪2000‬‬
‫_______________________________________________________________ ‪14‬‬
‫الرسالة الملكية السامية إلى اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير للدورة االستثنائية للجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة لمتابعة مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل‪ 5 .‬يناير ‪15 _____________________2001‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة عيد العرش ‪16 ____________________________2001‬‬
‫رسالة سامية إلى المشاركين في الندوة الدولية__________________________________ ‪17‬‬
‫حول التعليم العالي في العالم العربي‪ 13 .‬مارس ‪17 ____________________________2002‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة عيد العرش ‪18 ____________________________2002‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة عيد العرش ‪19 ____________________________2003‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة ثورة الملك والشعب‪ 20 .‬غشت ‪20 ________________2003‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة في افتتاح الدورة األولى من السنة الثانية من الوالية التشريعية السابعة‪10 .‬‬
‫أكتوبر ‪20 ______________________________________________________2003‬‬
‫الرسالة الملكية السامية بمناسبة انطالق مسيرة النور الخاصة بمحاربة األمية‪ 13 .‬أكتوبر ‪20 __2003‬‬
‫خطاب جاللة الملك محمد السادس إلى األمة بمناسبة الذكرى الخامسة العتالء العرش‪ 30 .‬يوليوز‬
‫‪22 ___________________________________________________________2004‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة ثورة الملك والشعب‪ 20 .‬غشت ‪23 ________________2004‬‬
‫الخطاب السامي الذي وجهه جاللة الملك إلى األمة‪ 18 .‬ماي__________________________ ‪23‬‬
‫‪23 ___________________________________________________________2005‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪24 __________________________________2005‬‬

‫‪2‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪24 __________________________________2006‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة تنصيب المجلس األعلى للتعليم‪ 14 .‬شتنبر ‪25 ______________2006‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪26 __________________________________2007‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الثامنة‪12 .‬‬
‫أكتوبر ‪26 ______________________________________________________2007‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪26 __________________________________2008‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪27 ________________________2008‬‬
‫نص رسالة جاللة الملك إلى المشاركين في المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم‪ .‬الصخيرات ‪– 2‬‬
‫‪27 ________________________________________________________2008 – 4‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪30 __________________________________2009‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪30 __________________________________2010‬‬
‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية الثامنة‬
‫للبرلمان ‪31 _____________________________________________________2011‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪31 ________________________2012‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪32 ________________________2013‬‬
‫نص خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى عيد العرش ‪34 __________________________2014‬‬
‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الرابعة من الوالية التشريعية التاسعة‬
‫‪35 ___________________________________________________________2014‬‬
‫خطاب جاللة الملك إلى األمة بمناسبة عيد العرش ‪35 ____________________________2015‬‬
‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية ‪__2017‬‬
‫‪37‬‬
‫نص الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجاللة الملك محمد السادس إلى المشاركين في “اليوم‬
‫الوطني حول التعليم األولي”‪ ،‬األربعاء ‪ 18‬يوليوز‪ ،‬الصخيرات________________________ ‪38‬‬
‫نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش ‪40 __2018‬‬
‫نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك و الشعب‬
‫غشت ‪41 _______________________________________________________2018‬‬
‫نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في المائدة المستديرة رفيعة المستوى‬
‫بنيويورك حول قدرة التربية على التحصين من العنصرية والميز‪ .‬شتنبر ‪ 2018‬بنيويورك_______ ‪43‬‬
‫الخطاب السامي لجاللة الملك أمام أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة‬
‫التشريعية الثالثة من الوالية التشريعية العاشرة‪ .‬الجمعة ‪ 12‬أكتوبر ‪44 ________________2018‬‬
‫نص الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين صاحب الجاللة الملك محمد السادس خالل مراسم االستقبال‬
‫الرسمي لقداسة البابا فرانسيس‪ .‬األحد ‪ 31‬مارس ‪44 ___________________________2019‬‬

‫‪3‬‬
‫نص الخطاب الذي ألقاه جاللة الملك الموجه إلى األمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب‪ .‬الثالثاء ‪20‬‬
‫غشت ‪45 _______________________________________________________2019‬‬
‫نص الرسالة السامية الموجهة من طرف صاحب الجاللة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي الثالث‬
‫والثالثين حول فعالية وتطوير المدارس‪ 7 .‬يناير ‪46 ____________________________2020‬‬
‫نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في المؤتمر الدولي السابع لليونسكو‬
‫لتعلم الكبار‪ 15 .‬يونيو ‪49 ____________________________________________2022‬‬

‫‪4‬‬
‫خطاب العرش ‪ 30‬يوليوز ‪1999‬‬

‫"‪...‬‬
‫تش غل قض ية التعليم ح يزا كب يرا من اهتماماتن ا اآلني ة والمس تقبلية لم ا تكتس يه من‬
‫أهمي ة قص وى ولم ا له ا من أث ر في تك وين األجي ال وإع دادها لخ وض غم ار الحي اة‬
‫والمساهمة في بناء الوطن بكفاءة واقتدار وب روح التف اني واإلخالص والتطل ع إلى الق رن‬
‫الح ادي والعش رين بممكن ات العص ر العلمي ة ومس تجداته التقني ة وماتفتح ه من آف اق‬
‫عريضة لالندماج في العالمية‪.‬‬
‫واعتناء من والن ا المك رم به ذه القض ية فق د ك ان عين لجن ة وطني ة خاص ة عملت تحت‬
‫رعايته السامية مستنيرة بالتوجيهات التي تضمنتها رسالته الملكية في هذا الصدد‪.‬‬
‫وقد توجت اللجنة جهودها الحميدة بوضع مشروع ميثاق للتربي ة والتك وين ك انت تت أهب‬
‫لعرضه على أنظار والدنا المقدس لوال أن األج ل واف اه‪ ..‬وس نلي ه ذا المش روع م ا ه و‬
‫جدير به من عناي ة تتناس ب وم ا نعل ق علي ه من ءام ال في ه ذا المج ال الحي وي وفي‬
‫التغلب على البطال ة ومح و ءاثاره ا وفتح أب واب الش غل مش رعة أم ام ش بابنا الن اهض‬
‫وحثهم على االجتهاد واالبتكار وأخذ المبادرة في غير توان أو تواكل‪".‬‬

‫خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك‬
‫والشعب‪ 20 .‬غشت ‪1999‬‬
‫"وكي ف ي راد إدراك التق دم العلمي ومواكب ة الع الم المتط ور واف واج من ش بابنا المتعلم‬
‫والمؤه ل عاطل ة عن العم ل تلقى االب واب مغلق ة أمامه ا دون كس ب ال رزق بعي دا عن‬
‫تكوين مناسب يفضي إلى اظه ار الم واهب والكف اءات وتمكينه ا من العلم ال ذي أوص ى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بان يكون نافعا مؤدي ا للعم ل وبعي دا ك ذلك عن مخط ط‬
‫تتضافر لتطبيقه جهود المقاوالت وسائر الفاعلين االقتصاديين‪.‬‬
‫"‪...‬وفي هذا الصدد وكما وعدنا في خطاب العرش فاننا سننكب كذلك على ملف التعليم‬
‫في ضوء مشروع الميثاق الذي انجزته اللجنة الملكية الخاصة للتربية والتك وين وبالعناي ة‬
‫التي هو جدير بها ألهميته في اعداد النشء وتأهيل اجيال المستقبل"‪.‬‬

‫خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة‬


‫الخريفية للسنة التشريعية الثالثة‪ 08 .‬أكتوبر ‪1999‬‬
‫"إن مسلس ل التح ديث ال ذي نري ده ليحتم علين ا الش روع في تش خيص قض ايا واقعن ا‬
‫ومش كالته الحالي ة واالنكب اب عليه ا بم ا يل زم من ج د وح زم إليج اد الحل ول الناجع ة‬
‫والمناسبة لها‪ .‬ونرى في هذا الصدد أن نلفت االنتباه إلى مسألتين ملح تين تأخ ذ بب الغ‬
‫اهتمامنا وتستبدان بانشغال الرأي العام الوطني‪..‬‬
‫المسألة األولى تتعلق بالتعليم‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫فعلى الرغم من تراثنا الزاخ ر األص يل في ه ذا المض مار وم ا لن ا في ه من تقالي د عريق ة‬
‫راسخة وعلى الرغم من الجهود المتالحقة التي بذلت طوال أزيد من أربع ة عق ود لجع ل‬
‫تعليمنا يواكب مرحلة استرجاع االستقالل ومتطلبات بنائه فاننا نالحظ أن األزمة المزمن ة‬
‫التي يعانيها والتي جعلت والدنا رضوان هللا علي ه يعين لجن ة ملكي ة خاص ة ممثل ة فيه ا‬
‫جميع الهيات والفعاليات لوضع مشروع ميثاق وطني للتربية والتكوين‪.‬‬
‫وقد شاءت األقدار أن تنهي هذه اللجنة أش غالها دون أن يطل ع وال دنا المش مول برحم ة‬
‫هللا على نتائجها‪ .‬ونغتنم هذه الفرصة لننوه بعملها وبجهود كل أعضائها‪.‬‬
‫وقد اطلعنا على نتائجها ووجدناها تعبر عما نبتغي من تعليم من دمج م ع محيط ه منفتح‬
‫على العصر دون تنكر لمقدساتنا الديني ة ومقوماته ا الحض ارية وهويتن ا المغربي ة بش تى‬
‫روافدها‪.‬‬
‫إن غايتنا هي تكوين م واطن ص الح ق ادر على اكتس اب المع ارف والمه ارات مش بع في‬
‫نفس الوقت بهويته التي تجعل ه فخ ورا بانتمائ ه م دركا لحقوق ه وواجبات ه عارف ا بالش أن‬
‫المحلي والتزاماته الوطنية وبما ينبغي له نحو نفسه وأسرته ومجتمعه مس تعدا لخدم ة‬
‫بل ده بص دق واخالص وتف ان وتض حية وفي اعتم اد على ال ذات وإق دام على المب ادرة‬
‫الشخصية بثقة وشجاعة وإيمان وتفاؤل‪.‬‬
‫ونريد من مؤسساتنا التربوية والتعليمة أن تكون فاعل ة ومتجاوب ة م ع محيطه ا ويقتض ي‬
‫ذلك تعميم التمدرس وتسهيله على ك ل الفئ ات وب األخص الفئ ات المحروم ة والمن اطق‬
‫النائية التي ينبغي أن تحظى بتعامل تفضيلي وكذلك العناية بأطر التعليم ال تي نكن له ا‬
‫كل العطف والتقدير والتي هي في أمس الحاجة إلى مزيد من العناية بها والتكريم‪.‬‬
‫ولقد أصررنا من منطلق حرصنا على تمتيع كل الفئ ات ب التعليم والتربي ة أن يظ ل مجاني ا‬
‫على مستوى التعليم األساسي ولن تتم مساهمة الفئات ذات الدخل المرتفع بالنس بة‬
‫للتعليم الثانوي إال بعد خمس سنوات من الوق وف على نج اح ه ذه التجرب ة م ع اإلعف اء‬
‫الت ام لألس ر ذات ال دخل المح دود‪ .‬أم ا بالنس بة للتعليم الع الي فلن تف رض رس وم‬
‫التسجيل إال بعد ثالث سنوات من تطبيق المشروع م ع إعط اء منح االس تحقاق للطلب ة‬
‫المتفوقين المحتاجين‪.‬‬
‫إن الض رورة لتقتض ي ك ذلك أن ننظ ر إلى أس اليب الت دبير من أج ل ترش يد النفق ات‬
‫المرصودة للتعليم‪ .‬وإن الواجب يحتم علينا الصرامة في التعامل مع األم وال العام ة ص ونا‬
‫لها من كل التالعبات‪.‬‬
‫إننا نستطيع تحقيق ه ذه األه داف إذا م ا تم ترش يد اس تغالل الم وارد المادي ة وعقلن ة‬
‫ت دبيرها وإذا م ا وق ع تحس ين االس تفادة من الكف اءات والخ برات وإذا م ا س اهمت في‬
‫اإلنج از ك ل األط راف المعني ة من جماع ات محلي ة وقط اع خ اص ومؤسس ات إنتاجي ة‬
‫وجمعي ات ومنظم ات وس ائر الف اعلين االقتص اديين واالجتم اعيين دون إغف ال دور اآلب اء‬
‫واألمهات ومس ؤولية األس ر في المش اركة بالمراقب ة والتتب ع والح رص على المس توى‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫كما ننبه إلى ضرورة االعتن اء بالتربي ة غ ير النظامي ة وم ا يتطلب التغلب على األمي ة من‬
‫تعبئة وطنية للحد من تفشيها ومحو آثارها السيما في القرى والبوادي بهدف الحد منه ا‬
‫لكونها عائقا يعرقل مسيرة التنمية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫واعتب ارا للتوج ه اإليج ابي ال ذي س ار علي ة مش روع الميث اق واس تجابته الملموس ة‬
‫لمستلزمات اإلصالح الذي نتطلع جميعا إليه ورغبة منا في بلورة خالصاته ونتائجه داخ ل‬
‫إطار مسطري يراعي المقتضيات الدستورية واإلجراءات التشريعية فقد قررنا إحالته على‬
‫البرلمان لوضع مشاريع القوانين التي توفر ل ه إمكان ات التنفي ذ على أن يتم ه ذا التنفي ذ‬
‫ابتداء من السنة القبلة إن شاء هللا بإيقاع تدريجي‪ .‬وستظل اللجنة قائمة لمتابعة عملية‬
‫التطبيق وتقييم النتائج وإغناء الميثاق ليواكب التطورات والمستجدات‪.‬‬
‫أما المسألة الثاني ة حض رات الس يدات والس ادة ال تي نوليه ا أهمي ة ك برى فهي قض ايا‬
‫التشغيل والبطالة‪ .‬وإننا لنألم لهاته الوضعية التي مست ش بابنا س واء من المتعلمين أو‬
‫غير المتعلمين‪ .‬ويلزمنا والحالة هذه التفكير مع كاف ة المعن يين في س بيل معالج ة ه ذا‬
‫المشكل وفق مقاربات جديدة‪ .‬كما يلزم اتخاذ إجراءات ملموسة لمطابقة شعب الدراسة‬
‫مع واقع الشغل والسعي لربط المؤسسات التعليمي ة وال برامج م ع المحي ط االقتص ادي‪.‬‬
‫إن باب التش غيل ال ينبغي أن يبقى حص را على الوظيف ة العمومي ة وأن على ش بابنا أن‬
‫يقتحم القطاع الخاص دون أن يستشعر أي ة عق دة من نظامه ا التعليمي ال ذي نتش رف‬
‫بكوننا من خريجيه‪.‬‬
‫أن التط ورات المتس ارعة تف رض إع ادة تأهي ل األط ر والعم ال الم زاولين فب األحرى‬
‫المرشحين للعمل ليتسنى لهم مواكبة المستجدات‪ .‬ونهيب بشبابنا أن يستعيدوا الثق ة‬
‫في أنفسهم وأن يظهروا روح المبادرة واالبتكار‪.‬‬

‫حضرات السيدات والسادة‪...‬‬

‫إذا كنا قد عالجن ا المس ألة التعليمي ة بم ا س يجعل أجي ال ش بابنا ب إذن هللا ق ادرة على‬
‫مسايرة مستجدات الثورة التكنولوجية المتواصلة والتكي ف معه ا والمس اهمة فيه ا فإنن ا‬
‫فيم ا يتص ل ب الجوانب االقتص ادية واالجتماعي ة ال تي من ش أنها إذا تمت معالجته ا أن‬
‫تس اعد في امتص اص البطال ة وخل ق ف رص الش غل نلح ع ل ض رورة ترش يد السياس ة‬
‫المالية وحسن تدبير اإلنفاق مع الحث على دف ع الض رائب وتس ديد س ائر المس تحقات‬
‫ة‪.‬‬ ‫اإللزامي‬
‫لقد ش هدت مملكتن ا إص الحات ع ادت على الوض ع االقتص ادي بنت ائج ملموس ة إال أنن ا‬
‫متطلع ون إلى توس يع آف اق النم و بإنع اش المق اوالت الص غير والمتوس طة وتنش يط‬
‫االستثمار العمومي والخصوصي والوطني واألجنبي م ع حف ز القط اع الخ اص على أخ ذ‬
‫المبادرة بأننا نعتبر هذا التنشيط وذاك اإلنعاش مقوما ضابطا إليقاع اقتص ادي واجتم اعي‬
‫يمكن من فتح باب للتشغيل وإيجاد مناصب عمل لجميع المستويات التكوينية والتأهيلية‬
‫ويمكن بالتالي من مواصلة التطور والتقدم‪".‬‬

‫‪7‬‬
‫الرسالة الملكية السامية بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لصدور‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ 10 .‬دجنبر ‪1999‬‬

‫"ان اشاعة ثقافة حقوق االنسان تفترض اشاعة نور العلم‪ .‬ان دور المدرسة يظل مركزي ا‬
‫في غرس قيم حقوق االنسان لدى الناشئة حتى تضحى حق وق االنس ان جبل ة وطبع ا‬
‫ولذلك ف ان من أولى األولوي ات ال تي تش غل بالن ا هي محارب ة األمي ة ألن القض اء على‬
‫الجهل هو انتصار للمعرفة ولحقوق االنسان‪.‬‬
‫ونهيب بمجتمعن ا الم دني االنغم ار في قض ايا مجتمعن ا والعم ل على ال رقي بمختل ف‬
‫ش رائح ش عبنا‪ .‬ومم ا يثلج الص در روح المس وءولية ال تي أب ان عنه ا والدينامي ة ال تي‬
‫أظهرها‪".‬‬

‫الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى الوزير األول حول المخطط‬


‫الخماسي‪ 16 .‬دجنبر ‪1999‬‬
‫"وبالنسبة لالهداف االساسية للمخطط المقبل فانه يجب أن تتبلور في تلبي ة التطلع ات‬
‫المشروعة للمجتمع والمتمثلة في تحسين ظروف الحياة وتوف ير وس ائل العيش الك ريم‬
‫وفي ارس اء أس س مجتم ع مت وازن على المس تويين االجتم اعي والمج الي وتح ديث‬
‫البني ات االنتاجي ة من خالل تقوي ة تنافس ية المنت وج المغ ربي ورف ع مس توى التعليم‬
‫والتك وين وتكييف ه م ع حاجي ات االقتص اد ومقتض يات التط ور م ع الحف اظ على الث وابت‬
‫الحضارية والثقافية لبالدنا ومقومات هويتنا العربية واالسالمية‪.‬‬
‫‪...‬غير انه لبلوغ جميع المقاصد المتوخاة ال يخفى عليك ما يكتسيه العنصر البش ري من‬
‫أهمية على جميع المس تويات باعتب اره ف اعال ومس تفيدا من س يرورة االقتص اد وك ذلك‬
‫باعتباره مفكرا ومب دعا ومربي ا وح امال لمش عل االنس ية المغربي ة االص يلة في الس ياق‬
‫الثق افي والحض اري ال ذي ننتمي الي ه‪.‬ل ذا يجب أن يش كل اص الح النظ ام ال تربوي‬
‫والتعليمي مس عى دائم ا ومتج ددا يمكنن ا على الخص وص من االنخ راط في مجتم ع‬
‫المعرفة والتكنولوجيا واالعالم ومواكبة تطوره المتواتر والمتالحق‪".‬‬

‫الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش‪ 30 .‬يوليوز ‪2000‬‬


‫"ومواصلة منا لتحديث دولة المؤسس ات وعقلنته ا وتفعي ل مؤسس ات و ثقاف ة التش اور‬
‫والح وار الالزم ة للديمقراطي ة فق د قررن ا تنص يب المجلس االقتص ادي واالجتم اعي‬
‫المنصوص عليه في الباب التاسع من دستور المملكة ليكون مؤسسة دستورية للتفك ير‬
‫والتشاور في جميع القضايا االقتصادية واالجتماعية من قبل صفوة ذات راي راجح مكمل ة‬
‫للمؤسس ات المنتخب ة م نيطين ب ه االدالء براي ه في أي مش روع او مخط ط يتعل ق‬
‫باالتجاهات العامة لالقتصاد الوطني المالية منها و االجتماعية و التربوي ة و التكويني ة بم ا‬
‫فيها مشكالت الشباب ومتابعة الح وار االجتم اعي واص الح نظ ام التعليم داعين حكوم ة‬
‫جاللتنا الى ان تسرع بوضع مشروع قانون تنظيمي يحدد تركيبته و تنظيمه و صالحياته و‬

‫‪8‬‬
‫طريق ة تس ييره‪ .‬كم ا قررن ا بم وازاة م ع تنص يب المجلس االقتص ادي واالجتم اعي ح ل‬
‫المجلس الوط ني للش باب والمس تقبل ومجلس متابع ة الح وار االجتم اعي والمجلس‬
‫االعلى للتعليم الذي يعود ظهير تاسيسه لس نة ‪ 1970‬حيث س تؤول ص الحياتها جميع ا‬
‫للمؤسسة التي سيتم تنصيبها‪.‬‬
‫‪ ..‬كما أمرنا باتخاذ الترتيبات االزمة قصد إع ادة المكان ة لرس الة المس جد باعتب اره مق را‬
‫للعب ادة والتربي ة والتك وين والع ظ واالرش اد وباعتب اره أيض ا مرك زا ينهض في ه العلم اء‬
‫والعالم ات بت أطير المواط نين والمواطن ات وص هرهم في مجتم ع ط اهر س ليم واع و‬
‫متماسك‪.‬‬
‫‪...‬شعبي العزيز‪..‬‬
‫إن حرصنا على التوجه المجتمعي نابع من إيماننا بأن الكرامة تفتقد مع الجهل أك ثر مم ا‬
‫تفتقد مع الفقر‪.‬و من ثمة كان توجهنا لإلستثمار في الموارد البشرية باعتب ار رأس الم ال‬
‫البشري رافعة للتقدم و خلق الثروات و نظ را ل دوره في تحوي ل و ت دبير ب اقي ال ثروات و‬
‫إدم اج ه ذا اإلس تثمار في مس يرة التنمي ة‪ .‬وه ذا ماجعلن ا نس هر غ داة اعتالئن اعرش‬
‫أس الفنا المي امين على وض ع و المص ادقة على الميث اق الوط ني للتربي ة و التك وين و‬
‫المجموع ة األولى من الق وانين المبل ورة ل ه والم برزة لخصائص ه وتوجهات ه الرامي ة إلى‬
‫تكوين نشئ منتج نافع مؤهل لإلبداع والمبادرة وقادرة على رفع تحديات مجتمع المعرفة‬
‫والتواصل والتكنولوجيا المتطورة باستمرار في اعتزاز بكيانه و تمسك بثوابت ه و مقدس اته‬
‫وتشبث بعقيدته و قيمها الهادفة إلى بث روح الص الحو اإلس تقامة واإلعت دال والتس امح‬
‫وما إليها من األنماط السلوكية الحمي دة ال تي يجمعه ا مص طلح "التربي ة" المتأص ل في‬
‫ثقافتنا والذائع على ألسنة العامة والخاصة باسم"الترابي" والذي كان وراء إطالق جاللتنا‬
‫إلسم ميثاق التربية بدل ميثاق التعليم على الوثيقة المرجعية لهذا اإلصالح‪.‬‬
‫وإننا م ع س ابغ رعايتن ا للميث اق الوط ني للتربي ة و التك وين نحث حكوم ة جاللتن ا على‬
‫تفعيله و تسريع عملية تنفيذه و تخصيص االعتمادات االزمة لذلك كما نشدد على وجوب‬
‫انخراط جميع المعنيين كل من موقعه في جو من التعبئة الشاملة و التجند الكام ل ح ول‬
‫أهداف الميث اق بعي داعن المزاي دات والحساس يات قص د تفعيل ه مج ددين التأكي د على‬
‫قرارنا السامي بإعالن العشرية القادمة عشرية خاص ة بالتربي ة والتك وين و ث اني أولوي ة‬
‫وطنية بع د الوح دة الترابي ة بحيث ال يح ل موع د ‪ 2010‬إال وق د تقلص بطريق ة ملموس ة‬
‫ببالدنا أثر األمية و التعليم غير النافع‪.‬‬
‫وانطالقا من العطف الذي نخص به أسرة التعليم واعتبارب لدورها األساسي في تحقيق‬
‫اإلص الح المؤم ل فق د قررن ا إنش اء مؤسس ة لألعم ال االجتماعي ة ألس رة التعليم‪.‬و‬
‫سيتس نى له ذه المؤسس ة ال تي أطلقن ا عليه ا إس م جنابن ا الش ريف لتحم ل إس م‬
‫"مؤسسة محمد السادس لألعمال االجتماعية ألسرة التعليم"أن تحتضن ربع ملي ون من‬
‫أفراد هذه األسرة العزي زة على جاللتن ا م ع ع ائالتهم و أن ت وفر م ا يل زمهم من خ دمات‬
‫اجتماعي ة في مج ال الس كن و التط بيب و الترفي ه و الت أمين ض د اآلف ات و التقاع د‬
‫التكميلي‪...‬‬
‫‪ ...‬كما أن دور الدولة يفرض القيام باستثمارات اجتماعية في مج االت التربي ة و التك وين‬
‫إلع داد الم واطن االقتص ادي و تأهيل ه لالبتك ار والتن افس في ج و من الثق ة واألمن‬
‫واالستقرار وفي ظ ل إدارة ش فافة و قض اء نزي ه م ع االنض باط الح ذر والص ارم في ش أن‬

‫‪9‬‬
‫السياسة المالي ة و النقدي ة مم ا يجع ل الدول ة في نط اق ق وة و س يادة الق انون تحف ز‬
‫المجتمع و توجه تطوره و ترعاه ضمن تحكيم رشيد بين مختلف الفئات‪"...‬‬

‫‪10‬‬
‫الرسالة الملكية السامية بمناسبة انطالق الموسم الدراسي ‪-2000‬‬
‫‪2001‬‬

‫"الحمد هلل وحده والصالة والسالم على موالنا رسول هللا وآله وصحبه‬

‫شعبي العزيز‬

‫يسعدنا أن نخاطبك اليوم في موعد حاسم من مسيرة البناء المتواص ل لمغربن ا الح ديث‬
‫موعد الدخول المدرسي لهذه السنة الذي يحمل داللة رمزية خاصة وبعدا تاريخيا متم يزا‬
‫ألنه أول موسم دراسي في العشرية التي أكدنا في خطاب العرش األخ ير على إعالنه ا‬
‫عش رية خاص ة بالتربي ة والتك وين وث اني أس بقية وطني ة بع د وح دتنا الترابي ة‪.‬‬
‫وتعبيرا من جاللتنا عما نوليه لهذه المسيرة التربوية من عناي ة فائق ة فق د اس تقر نظرن ا‬
‫السديد على أن نجعل من موعد افتتاح الدخول المدرسي ''يوما وطنيا للتربية والتك وين''‬
‫س نحرص جميع ا على إحيائ ه ك ل س نة تحت ش عار ''االجته اد'' وه و ش عار نري د ل ه أ‬
‫يتجسد بشكل ملموس في من خالل مفهومنا العلمي لالجتهاد المستمد من مرجعيتن ا‬
‫االسالمية ومن حمولته الفكرية بوصفه جهدا فرديا ومجهودا جماعيا يوميا متواصال وهادفا‬
‫يتوقف عليه النجاح في بلوغ كل غاية نبيلة ومن تم فهو ذو بعد زمني عميق يندرج ضمن‬
‫السيرورة التاريخية لتقدم بالدنا وتحقيق نهضتها الشاملة ‪.‬‬

‫لقد اعتبرن ا أن خ ير م انفتتح ب ه الموس م الدراس ي ه و إطالق مبادرتن ا الس امية بفتح‬
‫المساجد إلنجاز برنامج دقيق ومحكم يهم دروس مح و األمي ة وذل ك في إط ار م ا دعون ا‬
‫إليه من ضرورة تفعيل كل الوسائل الممكنة وتجني د مختل ف الطاق ات والفعالي ات للعم ل‬
‫الحازم من أجل القضاء الت دريجي على ه ذه اآلف ة ال تي ال يلي ق اس تمرار وجوده ا م ع‬
‫المكانة المشرفة ال تي نتطل ع إلى أن تحتاه ا بالدن ا بين األمم الراقي ة إن التعبئ ة ال تي‬
‫ننتظرها من الجميع لالنخراط في أوراش إص الح نظامن ا ال تربوي يتعين أن تك ون منظم ة‬
‫وخاضعة لتدبير محكم يركزها حول أهداف محددة ومضبوطة تتجه نح و األولوي ات وتس هر‬
‫على االنجاز المالئم مع اتخاد االجراءات العملية القمينة باحترام المواعيد التاريخية ال تي‬
‫حددها الميثاق الوطني للتربية والتك وين كمحط ات ب ارزة في س يرورة ذل ك االص الح وال‬
‫سيما منها موعدنا مع سنة ‪ 2002‬حيث يتعين أن يجد ك ل طف ل مغ ربي بل غ من العم ر‬
‫ست سنوات مقعدا في السنة األولى من المدرسة االبتدائية القريب ة من إقام ة أس رته‬
‫مع مراعاة الظروف الخاصة بالعالم القروي لتمكينه من نفس حظوظ العالم الحضري وك ذا‬
‫تشجيع تمدرس الفتيات بشكل متساو مع تمدرس الفتي ان وذل ك ح تى يتس نى لن ا أن‬
‫نترجم على أرض الواقع وبشكل ملموس تعميم التعليم بالنسبة لألطف ال من ‪ 6‬س نوات‬
‫إلى ‪ 15‬سنة نافذة دون أن ننسى التأكيد على ما نوليه من فائق عنايتنا لألطفال ال ذين‬
‫يوجدون االن خارج المنظومة التربوية لسبب من األسباب وذلك بمنحهم ح ق االس تفادة‬
‫من التربية غير النظامية وإعط ائهم فرص ة لالن دماج من جدي د في المنظوم ة التربوي ة أو‬
‫ة‪.‬‬ ‫اة العملي‬ ‫وج الحي‬ ‫يئهم لول‬ ‫تهي‬
‫وفي ارتباط مع سهرنا على تنفيذ هذه المهام سيكون لنا موعد آخر مع تعميم التسجيل‬
‫بالسنة األولى من التعليم األولي في أف ق س نة ‪ 2004‬به دف التحقي ق الفعلي لتك افؤ‬

‫‪11‬‬
‫فرص الجميع في االكتساب المبكر لمؤهالت النجاح في متابعة الدراسة علما بأن الدولة‬
‫ستركز دعمها المالي في هذا المي دان على المن اطق القروي ة والش به حض رية وبص فة‬
‫خاصة على المناطق السكانية غير المحظوظة عمال بمبدأ التمييز االيجابي ال ذي تعم ل‬
‫به الدولة الفاضلة‪.‬‬

‫ونحن على موعد ك ذلك ابت داءا من ه ذه الس نة م ع بل وغ اله دف األس مى لمنظومتن ا‬
‫التربوية والمتمثل في تحقيق جودة التربية والتكوين في مدرسة متعددة األس اليب وفي‬
‫نفس الوقت موحدة األهداف والغاي ات مالئم ة لحاج ات األف راد وواق ع الحي اة ومتطلباته ا‬
‫وذات هيكلة تربوية قوامها الجذوع المشتركة والتخصص التدريجي والجس ور على جمي ع‬
‫المستويات وببرامج ومناهج مالئمة ووظيفة تستجيب لخصوصيتنا الحض ارية وت واكب في‬
‫نفس ال وقت ك ل جدي د في مي دان المعرف ة والعلم والتكنولوجي ا‪ .‬وك ذا بنظ ام عص ري‬
‫للتقويم يتصف بالمصداقية والموض وعية واالنص اف وي وفر حظوظ ا متكافئ ة للجمي ع على‬
‫أساس المنافسة الشريفة واالستحقاق‪.‬‬

‫وعالقة بذلك سنقوم بتط وير آلي ات التوجي ه ال تربوي والمه ني بجعله ا وظيف ة للمواكب ة‬
‫وتيسير النض ج وملك ات المتعلمين واختي اراتهم التربوي ة والمهني ة وإع ادة توجيه ه كلم ا‬
‫دعت الض رورة إلى ذل ك م ع حرص نا ال دائم على مراع اة أولوي ات وحاج ات بالدن ا االني ة‬
‫والمستقبلية من األطر والتقنيين في مختلف القطاعات والمج االت ح تى نقلص ت دريجيا‬
‫من بطالة المتعلمين‪.‬‬

‫وعلى نفس النهج سنعمل على إرساء جامعة مغربية متفتحة تتمتع باالستقالل ال ذاتي‬
‫والتسيير الديمقراطي المسؤول وبحسن التدبير مؤهلة ألن تكون قاطرة للتنمية ومرص دا‬
‫للتق دم الك وني العلمي والتق ني وقبل ة للب احثين الج ادين من ك ل مك ان ومخت برا‬
‫لالكتشاف واالبداع‪.‬‬

‫وفي هذا السياق فإننا ننتظر من جامعتنا واألطر العاملة به ا الس هر على إع ادة هيكل ة‬
‫المؤسسات الجامعي ة وض مان حس ن ت دبيرها وتحقي ق ج ودة أدائه ا م ع الح رص على‬
‫إشراك جميع الفاعلين المعنيين في إنجاز هذه المهام وذلك في غضون السنوات الثالث ة‬
‫ة‪.‬‬ ‫القادم‬
‫على أن ذلك كله ال ينبغي أن يجعلنا نغفل المواعيد واالستحقاقات األخرى التي ح ددها‬
‫الميث اق وهي تل ك المتعلق ة ب إقرار الالمركزي ة والالتمرك ز في قط اع التربي ة والتك وين‬
‫وضمان تسيير محكم لمختلف المؤسسات التعلمية وتفعيل دور آباء وأولي اء التالمي ذ في‬
‫تدبير الحياة المدرسية بوصفهم شركاء أساسيين في تعليم وتربية أبن ائهم على امت داد‬
‫مس ارهم الدراس ي وك ذا تش جيع التعليم الخ اص وض بط مع اييره وتس ييره‪.‬‬
‫وال حاجة للتأكيد على أن اإلطار الذي سيعطى لالل تزام بتنفي ذ ه ذه المواعي د نس تقيه‬
‫ومدلوله العلمي كما سيمنح لتحقيق األه داف المنتظ رة من االص الح فعاليته ا ومغزاه ا‬
‫الحقيقي يتمثل في إرساء مدرسة مغربية جديدة قوامها جعل المجتمع المغربي يتفاعل‬
‫مع مقومات هويته وث وابت مقدس اته ال تي يجليه ا االيم ان باهلل وحب ال وطن والتمس ك‬
‫بالملكية الدستورية الديمقراطية االجتماعية مع انفتاح ه في اآلن نفس ه على معطي ات‬

‫‪12‬‬
‫الحضارة االنسانية العصرية بم ا فيه ا من آلي ات وأنظم ة تك رس حق وق االنس ان وت دعم‬
‫كرامته‪ .‬كما أن غايتها هي االس تجابة لمتطلب ات العص ر واتم ام بن اء مغ رب دول ة الح ق‬
‫والقانون والحداثة والتقدم‪.‬‬

‫شعبي العزيز ‪..‬‬

‫هكذا يت بين ل ك أن إص الح منظومتن ا التربوي ة ه و ورش كب ير ومص يري بالنس بة لبالدن ا‬
‫انطالقا من قناعتنا الراسخة ب أن التربي ة هي قاع دتها االس اس لترس يخ قيم اجتماعي ة‬
‫قوامه ا االعت دال والوس طية والتحلي ب روح المواطن ة الص ادقة المبني ة على الممارس ة‬
‫الديمقراطية المسؤولة ودرعها ال واقي من ك ل أش كال االنزي اح نح و التط رف أو ال تزمت‬
‫فضال عن كونها السبيل الكفيل بإع داد م وارد بش رية مؤهل ة وكف أة من ش أنها أن ت زود‬
‫مجتمعنا بثروة ثمينة ال ينضب معينها‪.‬‬

‫ومهما كان حجم الثروات الطبيعية التي حبا هللا بها هذا البلد األمين ومهما ك انت أهمي ة‬
‫اسهامها في مسيرة نهضة مجتمعنا االقتصادية واالجتماعية فإننا نج دد تأكي دنا على م ا‬
‫نمنحه من أولوية لتنمية مواردنا البشرية ولمزيد من تأهيلها ألنها أساس البناء المتواصل‬
‫لصرح تلك النهضة التي ننشدها‪.‬‬

‫وين درج إطالقن ا لس يرورة إص الح منظومتن ا التربوي ة في ه ذا االط ار وعلي ه فإنن ا نهيب‬
‫بالجميع حكومة وجماعات محلية ومؤسسات تعليمية وكل األط راف والش ركاء المعن يين‬
‫بقطاع التربية والتكوين أن يكرسوا أقصى جهودهم طيلة هذه العشرية لالنخراط في تلك‬
‫ل‪.‬‬ ‫اء متواص‬ ‫زم وعط‬ ‫ة وح‬ ‫يه من يقظ‬ ‫ا تفتض‬ ‫لم‬ ‫يرورة بك‬ ‫الس‬
‫وفي ه ذا الص دد ننتظ ر من حكومتن ا أن ت ولي كام ل عنايته ا لتحس يد األولوي ة ال تي‬
‫منحناها للتربية والتكوين في مش روع الميث اق الجدي د للجماع ات المحلي ة ال ذي أمرن ا‬
‫بإعداده وعيا منا بأن أسمى خدمة يمكن للجماعة أن تسديها لمواطنيها انما تتمث ل في‬
‫اسهامها الفعال في ضمان تربية جيدة لبناتهم وأبن ائهم والس يما خالل المراح ل األولى‬
‫من مسارهم الدراسي‪.‬‬

‫كما أننا نحث المق اوالت على ت دعيم الج انب التط بيقي للتعليم وعلى الخص وص إب رام‬
‫عالقات تعاقد بين المشغلين والمتعلمين من شأنها أن تمنح لهؤالء فرصة التمرس داخل‬
‫المقاوالت كما نحثها على تشجيع وتطوير الشراكة بينها وبين السلطة المكلف ة بالتربي ة‬
‫والتكوين بالتن اوب والمش اركة الفاعل ة في المش اريع المتعلق ة بتنمي ة البحث العلمي‪.‬‬
‫وانطالقا من العطف الذي تحظى به أسرة التعليم لدى جاللتن ا واعتب ارا لقناعتن ا ب دورها‬
‫الحاسم في تحقيق أهداف االصالح المنشود فقد أعلن ا في خط اب الع رش عن إح داث‬
‫مؤسسة لدعم وإنعاش العمل االجتماعي لفائدة هذه األس رة العزي زة علين ا من ش أنها‬
‫أن توفر ألفرادها مع عائالتهم ما هم في حاج ة إلي ه من خ دمات اجتماعي ة وأبين ا إال أن‬
‫نطلق على هذه المؤسسة اسم جنابنا الشريف تقديرا من ا للمجه ود ال ذي تبذل ه ه ذه‬
‫األسرة والذي ننتظر منها أن تضاعفه من أجل أداء رسالتها النبيل ة في التربي ة والتك وين‬

‫‪13‬‬
‫بك ل اتق ان وتف ان واخالص وبم ا يس تلزمه ذل ك من مس ؤولية واجته اد متواص ل وروح‬
‫المبادرة البناءة واالبتكار الخالق‪.‬‬

‫وفي نفس الس ياق فق د ش كلنا لجن ة خاص ة لوض ع مش روع النص المنظم له ذه‬
‫المؤسسة وسنسهر على إخراجها لحيز الوجود في أقرب اآلج ال يقين ا من جاللتن ا ب أن‬
‫أسرة التربية والتعليم هي أهل لكل التفاتة تروم حفزه ا ورف ع معنوياته ا وص ون كرامته ا‬
‫وتغذية روح التضحية لديها بأعمال اجتماعية ملموسة ومجدية‪.‬‬

‫وحتى ن وفر س بل النج اح لس ير أعم ال ه ذه المؤسس ة وض مان أدائه ا لمهامه ا على‬


‫أحسن وجه فقد أصدرنا تعليماتنا السامية لحكومتنا كي تخصص ك ل س نة وطيل ة ه ذه‬
‫العشرية دعما ماليا لفائدة هذه المؤسسة قدره ‪ 2‬في المائة من مجموع الغالف الخاص‬
‫باألجور المنصوص عليه في القوانين المالي ة المتعلق ة ب الوزارات المعلف ة بقط اع التربي ة‬
‫والتعليم‪.‬‬

‫شعبي العزيز‬

‫انه ال سبيل لنا غ ير النج اح بع ون من هللا وتوفيق ه في ه ذه المس يرة التربوي ة الك برى‬
‫سالحنا في ذلك هو حرصنا الدائم على خدمة المصلحة العليا لوطنن ا وجعله ا ف وق ك ل‬
‫اعتبار وكذا ايماننا الراسخ بما يتحلى به شعبنا من إرادة وإصرار وعزيمة ال تعرف الكلل أو‬
‫الملل من أجل بلوغ األهداف المنشودة من االصالح‪.‬‬

‫فلنعمل جميعا بروح المواطنة الصادقة وبكل ما أوتينا من يقظة وحزم ومثابرة وطول نفس‬
‫طيلة هذه العشرية في أفق تشييد مدرسة عصرية يسهم فيها الجميع من أج ل مغ رب‬
‫الجمي ع ألن ه على أس اس البن اء المحكم والمتكام ل ل دعائم مدرس تنا الجدي دة وعلى‬
‫أساس نجاعة أدائه ا لوظائفه ا وج دوة عطائه ا والتق ويم المس تمر لمردوديته ا ونتائجه ا‬
‫يتوقف نجاح المغرب المستمر في تحقيق تنميت ه االقتص ادية واالجتماعي ة المس تديمة‪.‬‬
‫وفقن ا هللا جميع ا لم ا في ه خ ير أمتن ا وجع ل الس داد حليفن ا في الس ير على ص راطه‬
‫المستقيم وهدى قرانه الم بين ال ذي ك انت الق راءة وطلب العلم أول أم ر أتى ب ه محكم‬
‫تنزيله لنبينا الصادق األمين‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته‪".‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪2000‬‬


‫"‪...‬‬

‫‪14‬‬
‫وتبعا لما كن ا بين ا في خط اب ال ذكرى األولى العتالئن ا ع رش أس الفنا األماج د م برزين‬
‫أهمية التربية والتكوين في بلوغ التنمية الشاملة وادراك رقي المجتمع فقد قررن ا اعط اء‬
‫عناية خاصة لمحو األمية التي ما زالت للألسف متفشية في الحواض ر والب وادي بنس ب‬
‫متفاوتة تتنافى مع وضع المغرب ومكانته وتطلعاته اذ تشكل عائقا يتطلب تعبئ ة مختل ف‬
‫الطاقات والفعاليات القتالعه وازاحته‪.‬‬
‫فبموازاة مع ما تنهض به األجهزة الحكومية المعنية به ذا القط اع وم ا يق وم ب ه المجتم ع‬
‫المدني وتأكيدا لما كنا أبرزنا في خطابنا من ض رورة احي اء دور المس اجد وبعث رس التها‬
‫في تأطير المواطنين والمواطنات فقد أمرنا أن تفتح لدروس محو األمية األبجدية والديني ة‬
‫والوطني ة والص حية وذلكم وف ق برن امج محكم مض بوط كلفن ا وزارة األوق اف والش وءون‬
‫االسالمية بتنفيذه بكل ما يقتضي من مدرس ين ومدرس ات من المج ازين الع اطلين عن‬
‫العمل وما يتطلب من كتب وأدوات وما إليها من تجهيزات‪.‬‬
‫وقد ارتأينا أن يبدأ هذا التنفيذ م ع انطالق الموس م الدراس ي الجدي د في مجموع ة من‬
‫المساجد تم تحديدها على صعيد المغرب كله وأن تعطى فيها دروس تستجيب لحاج ات‬
‫المستهدفين وتواكب التطور والمستجدات‪.‬‬
‫واننا لنأمل أن نتابع هذا االنجاز الهام في السنوات الموالي ة بالزي ادة في ع دد المس اجد‬
‫وتوسيع مجاالت المستفيدين والمستفيدات من هذه الحملة المبارك ة ح تى ال تنقض ي‬
‫العشرية القادمة التي أردناها أن تكون للتربية والتكوين اال وقد تغلبنا على هذه اآلفة‪.‬‬
‫شعبي العزيز‪..‬‬
‫الى جانب االهتمام الذي نولي ه لتنمي ة الم وارد البش رية واع داد ش بابنا لول وج مجتم ع‬
‫المعرفة والتواصل فاننا ما فتئنا منذ تحملنا أمانة قيادتك نتخذ المب ادرات ونق ود العملي ات‬
‫ونش حذ الع زائم في س بيل تحقي ق اقالع اقتص ادي وتنمي ة اجتماعي ة غايتن ا المثلى‬
‫تشغيل الشباب والنهوض بالعالم القروي والفئات االجتماعية والمناطق المعوزة ووسيلتنا‬
‫العملي ة هي حف ز االس تثمار الع ام والخ اص وتفعي ل التض امن االجتم اعي واالس تثمار‬
‫األرشد لمواردنا الطبيعية الغني ة والمتنوع ة وتعبئ ة ك ل الطاق ات لخ وض م ا دعون اه في‬
‫خطاب العرش األخير بالجهاد األكبر االقتصادي واالجتماعي‪"...‬‬
‫الرسالة السامية الموجهةإلى المشاركين في الدورة السابعة للمؤتمر‬
‫العام لاليسيسكو‪ 12 .‬نونبر ‪2000‬‬

‫" فالتخطي ط العلمي للنهض ة الش املة في البل دان اإلس المية ه و الش رط الموض وعي‬
‫الستكمال أدوات البن اء الحض اري المتكام ل األس باب والمتراب ط األرك ان وه و مس ؤولية‬
‫مشتركة ينبغي أن تتض افر جهودن ا للنه وض به ا إذ ال تكتم ل لن ا تنمي ة وال تتحق ق في‬
‫بلداننا نهضة إال في إطار العمل الجماعي القائم على التخطيط المحكم وعلى التنس يق‬
‫المتقن وعلى التعاون الشامل في مج االت التربي ة والعل وم والثقاف ة والتكنولوجي ا ال تي‬
‫أسست منظمتنا لخدمتها‪...‬‬
‫‪ ...‬إن التضامن اإلسالمي الذي نسعى لترسيخه يتطلب منا العم ل ال دؤوب والمش ترك‬
‫لتقوي ة الذاتي ة الحض ارية ألمتن ا اإلس المية على أس اس البحث العلمي وت وطين‬
‫التكنولوجيا وتيسير الوسائل الكفيلة بتحقيق اإلبداع في جميع حقول المعرفة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ونحن على يقين أن مؤتمركم سيركز على تطوير القدرات العلمية والثقافي ة للمجتمع ات‬
‫اإلسالمية في كل قطر إسالمي على قاعدة تحديث التربية وتجديد مضامينها والرفع من‬
‫مستوى التعليم وربطه باحتياجات التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة وجعله ا رافع ة قوي ة‬
‫للتحدي األكبر لمجتمع المعرفة واالتصال الذي على أمتنا كسب رهانه في مطلع األلفية‬
‫الثالثة ضاربة موعدا جديدا مع التاريخ بعد أن أخلفت المواعيد التاريخي ة للث ورات العلمي ة‬
‫في القرنين الماضيين‪".‬‬

‫الرسالة الملكية السامية إلى اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير للدورة‬


‫االستثنائية للجمعية العامة لألمم المتحدة لمتابعة مؤتمر القمة العالمي‬
‫من أجل الطفل‪ 5 .‬يناير ‪2001‬‬
‫ولم نفت أ من ذ اعتلين ا ع رش المملك ة نب ذل الجه د الح ثيث لمواص لة ه ذه المس يرة‬
‫االجتماعية وفق استراتيجية جديدة انطالقا من اقتناعنا بأن الطفولة المغربي ة تن درج في‬
‫صلب االستثمار الحقيقي لمواردنا البشرية وتأهيلها لخوض رهانات المس تقبل من خالل‬
‫تس ريع برن امج الرف ع من ع دد األطف ال المتمدرس ين والتقليص الملم وس من نس بة‬
‫وفياتهم بتطير برنامج صحة األم والطفل والحث على تظافر مجهودات الحكومة والمجتمع‬
‫الم دني في ه ذا المج ال مع ززين سياس تنا هات ه بالي ات ومؤسس ات كفيل ة بض مان‬
‫االستمرارية والفعالية على النهج القويم الذي رسمناه‪.‬‬
‫‪ ...‬على الرغم من أهمي ة المكاس ب ال تي حققته ا بالدن ا في مج ال النه وض بوض عية‬
‫الطفولة فان ما نصبوا إليه من جعل العشرية القادمة مرحل ة فاص لة تنتق ل فيه ا الفئ ات‬
‫المستضعفة من طفولتنا إلى وضعية تنعم فيه ا بم ا نري ده له ا من تك ريم وتمت ع بكام ل‬
‫حقوقها كل ذلك رهين بوضع اس تراتيجية وطني ة تس اهم في بلورته ا ك ل الق وى الحي ة‬
‫لألمة‪.‬‬
‫لذلكم نهيب بلجنتكم الوطنية أن تحدد أه دافها وأولوياته ا وأن تع بئ اإلمكان ات المتاح ة‬
‫لتفعيلها جاعل ة في ص لب اهتماماته ا العناي ة باألس رة كن وات أساس ية وطبيعي ة لنم و‬
‫الطفل وتقوية دور المدرسة والعناية بتمدرس الفتاة في العالم القروي واالهتم ام بص حة‬
‫الطف ل تعزي زا للمكان ة المتم يزة لبل دنا في مج ال التلقيح ض د األم راض الفتاك ة‪ .‬وك ذا‬
‫مكافح ة جمي ع أش كال س وء المعامل ة واالس تغالل المش ين والنه وض بأوض اع ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة كالمعاقين والعناية بفئة الي افعين منهم عن طري ق التأهي ل المه ني‬
‫وكذا بالجانحين وذلك بإيجاد فض اء خ اص بهم وجع ل المراك ز اإلص الحية فض اءات تربوي ة‬
‫وتأهيلية وعالجية العادة إدماجهم اجتماعيا‪".‬‬

‫‪16‬‬
‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة عيد العرش ‪2001‬‬

‫"ولقد حرص والدنا المنعم جاللة الملك الحسن الثاني‪ ،‬أكرم هللا مثواه‪ ،‬على أن یتقاسم‬
‫معك‪ ،‬شعبي العزی ز‪ ،‬في خط ابھ الم وجھ لألم ة ی وم ‪ 20‬غش ت ‪ 1994‬بمناس بة تخلید‬
‫ذكرى ثورة المل ك والش عب‪ ،‬نظ رتھ الثاقب ة لمس ألة اللغ ة والھوی ة المغربیة حیث ق ال‬
‫رضوان هللا‬
‫علیھا‪..." :‬فتاریخنا تاریخ صنعناه بأنفسنا ألننا ش عب ت اریخي‪ .‬فتاریخن ا لم یكن أساس ھ‬
‫ركنا واحدا بل أركان ا متع ددة‪ .‬وتل ك األرك ان ك انت وطیدة وس لیمة ألنھا ك انت متنوع ة‬
‫وصاحبة عبقریة وأصالة‪ ;"...‬مشددا قدس هللا روحھ‪ ،‬على أنھا "‪ ...‬یجب ونحن نفك ر في‬
‫التعلیم وبرامج التعلیم أن ندخل تعلیم اللھجات علم ا من ا أن تل ك اللھج ات ق د ش اركت‬
‫اللغة األم أال و ھي لغة الضاد ولغة كت اب هللا س بحانھ وتع الى ولغ ة الق رآن الك ریم في‬
‫فعل تاریخنا وأمجادنا‪."...‬‬
‫ومنذ ذلك الحین‪ ،‬بذلت جھود وطنیة ھام ة‪ ،‬وتع اقبت لج ان لإلص الح ت وجت بمص ادقتنا‬
‫على المیثاق الوطني للتربیة والتكوین‪ ،‬الذي أجمعت علیھ مكونات األم ة‪ ،‬من سیاس یة‬
‫ونقابیة واقتصادیة وعلمیة وجمعویة‪ ،‬في إطار اللجنة الخاصة بالتربیة والتكوین ‪.‬‬
‫ولقد رس م ھذا المیث اق اإلط ار الع ام لسیاس ة لغوی ة واض حة تق وم على جع ل اللغ ة‬
‫العربیة‪ ،‬باعتبارھا اللغة الرسمیة لبالدنا ولغة القرآن الكریم‪ ،‬اللغة األساس للتدریس في‬
‫جمیع األس الك التعلیمیة‪ ،‬وعلى الرف ع من الق درة على التحكم الجید في اس تعمال‬
‫اللغات األجنبیة‪ ،‬وعلى إدراج األمازیغیة ألول م رة بالنس بة لت اریخ بالدن ا في المنظوم ة‬
‫التربویة الوطنیة وفي الوقت الذي نقوم فیھ بإصالحات حاس مة في ع دة میادین حیوی ة‬
‫كبرى‪ ،‬مسلحین في ذلك بإرادة صلبة‪ ،‬واثقین في حكم ة وش جاعة ش عبنا‪ ،‬مش مولین‬
‫بالعنایة الربانیة التي تبارك كل المقاص د النبیل ة المس تلھمة من الفض یلة ; وحرص ا من ا‬
‫على تقوی ة دع ائم ھویتن ا العریق ة ; واعتب ارا من ا لض رورة إعط اء دفع ة جدی دة لثقافتن ا‬
‫األمازیغیة‪ ،‬التي تشكل ثروة وطنیة‪ ،‬لتمكینھا من وسائل المحافظة علیھا والنھوض بھا‬
‫وتنمیتھا ; فق د قررن ا أن نح دث‪ ،‬بج انب جاللتن ا الش ریفة‪ ،‬وفي ظ ل رعایتن ا الس امیة‪،‬‬
‫معھدا ملكیا للثقاف ة األمازیغیة‪ ،‬نض ع على عاتق ه‪ ،‬عالوة على النھوض بالثقاف ة‬
‫األمازیغیة‪ ،‬االضطالع بج انب القطاع ات الوزاری ة المعنیة بمھام ص یاغة وإع داد ومتابع ة‬
‫عملیة إدماج األمازیغیة في نظام التعلیم‪...‬‬
‫‪ ...‬وكل ذلك ضمن منظور شمولي لمكافح ة ك ل مظ اهر العج ز االجتم اعي‪ ،‬من بطال ة‬
‫وفق ر وأمي ة وإقص اء‪ ،‬ال ب وازع دی ني وأخالقي فحس ب‪ ،‬وإنم ا أیض ا في إط ار سیاس ات‬
‫عمومیة تستھدف التنمیة البشریة وخلق الثروة الوطنیة‪ ،‬وكسب رھان مجتم ع المعرف ة‬
‫واالتصال‪ ،‬الذي ال یقاس فقط بالتجھیزات واآللیات‪ ،‬ب ل ك ذلك بمق دار تنمیة رأس الم ال‬
‫البشري وتأھیله‪.‬‬
‫ومن ھنا كانت بدایة تفعیلنا للمیثاق الوطني للتربیة والتكوین بجعلھ أولویة وطنیة طیل ة‬
‫العشریة الحالیة‪ ،‬معتزمین بلوغ مقاصده النبیلة التي تسمو فرق كل اعتبار‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وإذا كانت عدة أوراش قد انطلقت في ھذا المجال‪ ،‬فإن إصالح نظام التربیة والتكوین یظل‬
‫في حاج ة إلى نفس وج رأة أك ثر ; إذ ھو ك ل متماس ك ال یقب ل التجزئ ة أو التط بیق‬
‫االنتقائي‪ ،‬كما یتطلب االلتزام ال بالكم فق ط‪ ،‬وإنم ا ب الكیف أیض ا‪ ،‬وبخاص ة في محطاتھا‬
‫االساسیة المتمثلة في تعمیم التسجیل المدرسي والتعلیم األولي واإلصالح الج امعي‪،‬‬
‫مع خضوع إصالح ھذا النظام للتقویم المتجرد والمستمر ; منتظرین من حكومتنا أن ترصد‬
‫في میزانیة الدولة االعتمادات الكفیل ة بتط بیق مقتض یات المیث اق‪ ،‬وأن تخ رج إلى ح یز‬
‫الوجود النصوص القانونیة والجبائیة القمین ة بجع ل الجماع ات المحلیة والقط اع الخ اص‬
‫ینھضان بدورھما الكامل كشریكین ف اعلین وج ادین‪ ،‬مل تزمین بتحقیق األھداف النبیل ة‬
‫لإلصالح‪.‬‬
‫ومن منطلق العطف الخاص الذي نكنھ ألسرة التربیة والتكوین‪ ،‬وتحف یزا لھا على تفعیل‬
‫ھذا اإلص الح األساس ي ال ذي یتوق ف على تعبئتھا ; فق د س ھرنا على وض ع اإلط ار‬
‫الق انوني وتخص یص الغالف الم الي لموءسس ة محم د الس ادس لألعم ال االجتماعیة‬
‫لرجال التربیة والتكوین‪ ،‬التي سنتولى تنصیب أجھزتھا المسیرة في القریب العاجل‪.‬‬
‫وإننا لندعو كل الفاعلین‪ ،‬من سلطات عمومیة وجماع ات محلیة وقط اع خ اص ومجتم ع‬
‫مدني‪ ،‬أن یضاعفوا جھودھم إلنجاح مشروع المدرس ة المغربیة الجدی دة‪ ،‬ال ذي یتوق ف‬
‫علیه تكوین مواطن وفي لھویته‪ ،‬مؤهل لرفع تحدیات عصره‪".‬‬

‫رسالة سامية إلى المشاركين في الندوة الدولية‬


‫حول التعليم العالي في العالم العربي‪ 13 .‬مارس ‪2002‬‬

‫" إننا لنبوئ الشأن التربوي مكانة مركزية في اهتماماتنا ذلكم أن الحديث عن التربية هو‬
‫حديث عن المستقبل والتنمية‪ ,‬وعن الثقافة والمعرفة‪ ,‬وه و ب األحرى ح ديث عن أطف ال‬
‫اليوم ومواط ني الغ د‪ ,‬ألن التربي ة تمث ل قاع دة التق دم‪ ,‬وال درع ال واقي من ك ل أش كال‬
‫التطرف‪ ,‬وأساس التماسك االجتماعي وتكافؤ الفرص ‪ .‬وبذلك وجب أن تظل موج ه ع الم‬
‫الغد نحو التسامح والسالم ‪.‬‬
‫ولقد قررنا بدافع قناعتن ا هات ه جع ل العش رية‪ 2010/ 2001‬عش رية للتربي ة والتك وين‪,‬‬
‫معلنين التربية ثاني أسبقية وطنية بعد وحدتنا الترابية‪.‬‬

‫ومن منطلق نفس االقتناع جندنا بالدنا الص الح واس ع للتربي ة والتك وين‪ ,‬مح ددين له ذا‬
‫الورش الكب ير والص عب أه دافا ق د تب دو طموح ة‪ ,‬لكنه ا أض حت الي وم ض رورات قص وى‪,‬‬
‫والس يما منه ا القض اء على األمي ة‪ ,‬وتعميم تعليم أساس ي جي د لك ل أطف ال المغ رب‪,‬‬
‫وجعل الجامعات فضاءات فعلية لنشر المعرف ة والثقاف ة‪ ,‬وللتعلم‪ ,‬والتش بع بقيم راس خة‬
‫قمينة بجعل مواطني بلدان مختلفة‪ ,‬غدا أكثر من اليوم‪ ,‬مواطني عالم واحد‪.‬‬

‫وعلى هذا االساس‪ ,‬فمواطنة المس تقبل لن تتح دد فق ط باالنتم اء ل تراب أو جماع ة أو‬
‫هوية‪ ,‬بل بالتمسك بمجموعة من القيم التي ستشيد عالم الغد; قيم من بين أس مائها‬
‫الدالة ‪ ..‬الديمقراطية والتضامن والتسامح‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪.......‬‬
‫لذلك يتعين على الجامعات العربية أن تضاعف الي وم من انفتاحه ا على جامع ات الع الم‪,‬‬
‫وأن تعزز حضورها على المستوى الدولي بتقوية تعاونها الدولي‪ ,‬وكذا اس تثمار عالقاته ا‬
‫للتعري ف بالص ورة المش رقة للثقاف ة العربي ة‪ ,‬بعي دا عن ك ل أش كال الق والب الج اهزة‬
‫والتمثالت االختزالية التي تروجها بعض وسائل االعالم‪.‬‬
‫‪......‬‬
‫إن ن دوتكم س تتناول ع دة مواض يع هام ة كالتع دد اللغ وي‪ ,‬والول وج الى التعليم الع الي‬
‫واالستعداد لعولمة االسواق‪ ,‬وهجرة االدمغة‪ ,‬وتحس ين من اهج وأدوات التعليم ‪ ...‬وفيم ا‬
‫يخص اللغات‪ ,‬فلقد سبق لوالدنا المنعم جاللة الملك الحسن الثاني قدس هللا روح ه‪ ,‬أن‬
‫أكد منذ سنوات‪ ,‬بأن الفرد ال ذي يس تعمل لغ ة واح دة فق ط‪ ,‬يمكن اعتب اره أمي ا‪ ,‬وتلكم‬
‫نظرة ثاقبة هي أكثر رهانية اليوم ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتكنولوجي ات االعالم والتواص ل فلق د حققت الي وم نف اذا واس عا إلى ع الم‬
‫التربي ة‪ .‬وهي إن ك انت تش كل دعام ة بيداغوجي ة أساس ية‪ ,‬ومن ش أنها اإلس هام في‬
‫توسيع المعارف والبحث العلمي; فإنه ا ال ينبغي أن تقل ل من أهمي ة التفك ير في البع د‬
‫االنساني للفعل التربوي‪ ,‬وضرورة تحقيق الت وازن المطل وب بين اس تعمال التكنولوجي ات‬
‫وبين المحافظة لهذا الفعل على طابعه االنساني المتميز‪.‬‬

‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة عيد العرش ‪2002‬‬

‫"عمال على تأهي ل مواردن ا البش رية فإنن ا ق د قطعن ا خط وات هام ة في مج ال إص الح‬
‫المنظومة التربوية‪ .‬بيد أن هنالك خطوات كبرى مازالت تنتظرنا في نهج سياسة تعليمي ة‬
‫متناسقة ‪ .‬كما أن متابعة وتقييم وإغناء تفعيل إصالح التعليم تتطلب تعزي ز المه ام ال تي‬
‫تنهض بها ‪ ,‬بكل موضوعية ونزاهة‪ ,‬اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين ‪ ,‬وذلك في أفق إيجاد‬
‫جهاز قار يتولى مهام التقييم المتج رد والش مولي للمنظوم ة التربوي ة‪ ,‬في تع اون مثم ر‬
‫وتنسيق تام مع القطاعات المختصة‪ ,‬ومع جميع الفاعلين في ه ذا المش روع المص يري‪.‬‬
‫وقد قمنا بإعطاء دفعة قوية له ذا اإلص الح بتنص يب مؤسس ة محم د الس ادس للنه وض‬
‫باالوض اع االجتماعي ة ألط ر التربي ة والتك وين‪ ,‬وبتحس ين وض عيتهم ‪ ,‬داعين األس رة‬
‫التعليمية لالنخراط بحزم وعزم ‪ ,‬وغيرة وطنية‪ ,‬في هذا المشروع الكبير ‪.‬‬
‫وألن توسيع ثقافة المواطنة رهين بالقضاء على األمية‪ ,‬فإننا عازمون على إعادة‬
‫النظر في اآلجال المتوقعة الستئصال آفتها‪.‬‬
‫وتجسيدا اللتزامنا بتأكيد االعتبار لكل مكونات هويتنا الثقافية‪ ,‬في ظل الوحدة الوطنية‪,‬‬
‫كان تنصيبنا للمعهد الملكي للثقافة األمازيغية‪ .‬وسنظل حريصين على سيادة روح‬
‫التسامح واالنفتاح‪ ,‬بين الثقافات والحضارات محلية أو عالمية‪ ,‬وعلى التحصين من كل‬
‫أنواع الغلو والتشدد‪ ,‬في اعتزاز بالجوانب المشرقة في أصالتنا‪ ,‬مع اعتماد الحداثة‬
‫والعقالنية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وسيظل تأهيل مواردنا البشرية رهينا بترسيخ ثقافة التضامن‪ ,‬وجعلها عماد السياسات‬
‫العمومية والتحول بها من الفعل العفوي إلى العمل المؤسسي‪.‬‬
‫ونجدد التأكيد في هذا الشأن على األهمية الخاص ة ال تي نوليه ا لألش خاص المع اقين‬
‫باعتماد برامج مندمجة‪ ,‬تؤهلهم لالنخراط التام في الحياة العامة‪ ,‬من خالل تكوين مالئم‬
‫يوفر لهم أسباب العيش الكريم‪".‬‬

‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة عيد العرش ‪2003‬‬

‫"واستشعارا لالهمي ة القص وى للتعليم الن افع في تحري ر العق ل وترس يخ روح المواطن ة‬
‫لدى ناشئتنا وتأهيلها لخوض تحديات التنمية والعولمة ومجتمع المعرف ة واالتص ال ك انت‬
‫مص ادقتنا على الميث اق الوط ني للتربي ة والتك وين أول الق رارات االس تراتيجية ال تي‬
‫اتخذناها مبوئين تفعيله مكان ة االس بقية الثاني ة له ذه العش رية بع د القض ية المقدس ة‬
‫لوحدتنا الترابية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الخطوات الموفقة التي قطعناها في ه ذا ال ورش الحي وي الص عب بع د‬
‫مضي ثالث سنوات على الشروع فيه فان غلبة الجانب الكمي فيها وع دم االق دام على‬
‫ما يتطلبه االصالح العميق من قرارات جريئة وشجاعة تمس جوهر نظام التربية والتك وين‬
‫يجعلنا نقول باسم األمة‪ ..‬كفى من نظام تعليمي ينتج البطالة واالنغالق‪.‬‬
‫وإذا كان تحرير كل المغارب ة من الفق ر الم ادي يتطلب جه ودا لع دة أجي ال ف ان باالمك ان‬
‫تحريرهم في أمد منظور من الجهل واالمية الفكرية واالنغالق وغيرها من الفق ر المعن وي‬
‫الذي هو أسوأ أحوال التخلف‪.‬‬
‫ولن يتأتى لنا ذلك اال باالصالح النوعي لنظ ام التعليم وخصوص ا ال برامج والمن اهج ال تي‬
‫يتعين تنصيب اللجنة الدائمة الخاصة بها المنصوص عليها في الميثاق‪ .‬ويجب على ه ذه‬
‫اللجنة االنكباب على تجديد هذه البرامج والمناهج ابت داء من ال دخول المدرس ي لس نة‬
‫‪ 2003‬بالسرعة والفعالية الكفيل ة بتحقي ق ه ذا االص الح بحيث ينبغي أال يح ل الموس م‬
‫الدراسي لسنة ‪ 2004‬اال وقد نجحنا في رفع ه ذا التح دي بالش روع في تلقين ناش ئتنا‬
‫تعليما حديثا وجيدا وتربية سليمة وصالحة‪.‬‬

‫لق د ب ذلت الدول ة مجه ودا كب يرا لتحس ين االوض اع االجتماعي ة لنس اء التعليم ورجال ه‬
‫وتحف يزهم على االنخ راط الق وي في تفعيل ه‪ .‬وانن ا لنناش د االس رة التعليمي ة االل تزام‬
‫باالمانة الملقاة على عاتقها في التربية السليمة لفلذات أكبادنا بروح التج رد واستحض ار‬
‫جسامة المسؤولية عن أعظم اس تثمار نخوض ه اال وه و االس تثمار في تأهي ل الطاق ات‬
‫الشابة المورد المستقبلي لألمة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ونظرا الهمي ة الج وانب التربوي ة والثقافي ة في النهض ة الش املة فانن ا نؤك د على ال دور‬
‫الحيوي للجامعة وللنخبة الفكري ة الوطني ة في ترس يخ الحداث ة باعتباره ا قيم ة مض افة‬
‫لرصيدنا الحضاري وفي تنشئة شبابنا على التشبع بالوطنية الملتزمة‪".‬‬

‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة ثورة الملك والشعب‪ 20 .‬غشت‬


‫‪2003‬‬
‫واذا كنا قد طوينا‪ ،‬بفضل تطورنا الديمقراطي‪ ،‬صفحة تصحيح ص ورة المغ رب بالخ ارج ف ان‬
‫علينا‪ ،‬بنفس العزم‪ ،‬تص حيح ص ورة المغ ربي عن بل ده‪ ،‬بترس يخ ثقاف ة المواطن ة‪ ،‬ال تي‬
‫تجعل ه يع تز بمكاس به‪ ،‬ع امال على تص حيح مك امن االختالل أو الس لبيات ‪ ،‬بمش اريع‬
‫اصالحية ملموسة‪ ،‬بدل زرع ثقافة التشكيك والعدمية‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬وعالوة على برامج التنشئة على حقوق وواجب ات االنس ان‪ ،‬فق د‬
‫أصدرنا توجيهاتنا السامية إلى حكومة جاللتنا وخاصة وزراء التعليم‪ ،‬كي يكون عماد ه ذه‬
‫البرامج‪ ،‬تلقين أطفالنا وشبابنا التربية الوطنية واألخالقية‪ ،‬كما تشبع بها جيلن ا والس يما‬
‫منها التعلق بمقدسات الوطن والغيرة القوية على سمعته‪.‬‬

‫خطاب صاحب الجاللة في افتتاح الدورة األولى من السنة الثانية من‬


‫الوالية التشريعية السابعة‪ 10 .‬أكتوبر ‪2003‬‬

‫"واننا لنعتبر ان الجماعة المحلية ال يمكنها القي ام ب دورها ك امال إال بتض افر جهوده ا م ع‬
‫المدرسة واألسرة باعتبار هذه المؤسسات الثالث محط عنايتنا اإلصالحية الراسخة لبن اء‬
‫المجتمع الديمقراطي الحداثي‪.‬‬
‫لقد أكدنا بما فيه الكفاية على ضرورة التفعيل األمثل للميثاق الوطني للتربي ة والتك وين‪،‬‬
‫وأكتفي الي وم بالتنبي ه بق وة إلى ان ه ذه الس نة هي المنعط ف الحاس م النج از ه ذا‬
‫اإلصالح الجوهري‪ ،‬ولن يتأتى ذلك إال باإلقدام على اتخاذ القرارات الجريئ ة الض رورية في‬
‫هذا الشان بكل ما يتطلبه األمر من الشجاعة والحزم والتطبيق الن اجع والملم وس على‬
‫أرض الواقع‪".‬‬

‫الرسالة الملكية السامية بمناسبة انطالق مسيرة النور الخاصة بمحاربة‬


‫األمية‪ 13 .‬أكتوبر ‪2003‬‬
‫ولذلك جعلنا إصالح نظام التربية والتكوين في مقدم ة أولوي ات العش رية الحالي ة مب وئين‬
‫تعميم التعليم والقضاء على األمية مكانة الصدارة في الميثاق الوط ني للتربي ة والتك وين‬
‫الذي أجمعت عليه كل مكونات األمة‪.‬‬
‫ويقينا منا بأن بناء مجتمع سليم ومتماسك يقتضي أن يكون جميع أفراده مش اركين في‬
‫هذا البناء فإننا ما فتئن ا نعم ل على توف ير الش روط والظ روف الكفيل ة بالقض اء على ك ل‬
‫مظاهر التخلف ال سيما األمية والجهل باعتبارهما أصل الداء الذي تعانيه فئة عريض ة من‬

‫‪21‬‬
‫شعبنا والذي من شأن محاربته تمكينن ا من القض اء على ظ اهرة التهميش ال تي تح ول‬
‫دون المشاركة الفاعلة في تشييد هذا المجتمع‪.‬‬

‫إن االنتشار الواسع لظاهرة األمية ليعيد مصدر قلق كبير لكون كل مغربي واحد من اثنين‬
‫يع اني من ه ذه الظ اهرة ال تي تجثم بظالمه ا على أك ثر من ‪12‬ملي ون م واطن مغ ربي‬
‫خصوصا في أوساط النساء‪ .‬وال نستثني من هذه الظاهرة األطفال إذ أن طفال واح دا من‬
‫ك ل ثالث ة ال يع رف الق راءة والكتاب ة حيث أن ملي ونين من األطف ال دون س ن الخامس ة‬
‫عشرة لم تتوفر لهم فرصة التمدرس‪.‬‬
‫وهي أيضا بمثابة إنذار بالخطر لحدة العجز المسجل في المي دان االجتم اعي وم ا يتعين‬
‫استدراكه من فرص ضائعة على بالدن ا وعلى اقتص ادنا الوط ني‪ .‬ولعن ا في غ ير الحاج ة‬
‫إلى أن نؤكد أن األمية عار في جبين أي مجتمع وأنها عرقلة في سبيل التقدم وفي ك ل‬
‫جهد يبذل لتحقيقه وأنها طريق لنشر األوه ام والش عوذة والخراف ات والب دع الض الة‪ .‬وأن‬
‫وصمة هذا العار تزي د حين يتعل ق األم ر بمجتم ع مس لم ي دعو دين ه الح نيف إلى العلم‬
‫والمعرفة ب دءا من تعلم الق راءة والكتاب ة معت برا أن طلب العلم فريض ة على ك ل مس لم‬
‫ومسلمة أنه ال يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون « ‪.‬‬
‫وعلى ال رغم من أن جه ودا كب يرة ب ذلت في ه ذا المض مار من ذ ب زوغ فج ر االس تقالل‬
‫بتوجيه من جدنا ووالدنا المنعمين جاللة الملكين محمد الخامس والحسن الث اني ق دس‬
‫هللا روحيهما كانت لها آثار إيجابي ة فإنن ا م ا زلن ا نش كو من تقش ي ه ذا ال داء بحيث لم‬
‫تسجل بالدنا في مجال انتشار األمية سوى تراجع طفيف منذ بداية االستقالل‪.‬‬
‫وس عيا من ا إلى معالج ة ظ اهرة األمي ة والتغلب عليه ا فق د جعلن ا له ا على الص عيد‬
‫الحكومي كتابة للدولة تنهض بوضع استراتيجية لمكافحتها والقضاء التدريجي على ه ذه‬
‫اآلف ة ال تي تف وت على المغ رب كس ب رهان ات االنخ راط في ع الم المعرف ة والتواص ل‬
‫وتجعل نصف ساكنته أشبه باألسارى الراسفين في قيود الجهل واألمية‪.‬‬
‫ل ذلكم ف إن تحقي ق القض اء على األمي ة ال ينبغي أن يقتص ر على العم ل ال ذي تتحم ل‬
‫الحكومة مسؤوليته ولكن يحتاج إلى التعبئة العام ة‪ .‬وأن أول م ا ينبغي التنبي ه إلي ه في‬
‫هذه التعبئة هو التوعية بأهمية دور المواطن في التنمية‪ .‬وأن هذا الم واطن إذا تح رر من‬
‫األمي ة فسيش كل رص يدا غني ا واس تثمارا حقيقي ا لوطن ه وعنص را ف اعال في تقدم ه‬
‫وتنافسية اقتصاده ومواطنا مستوفيا لشرط مؤكد للمواطنة الكامل ة في نط اق المجتم ع‬
‫العصري الديمقراطي‪.‬‬
‫والوعي بهذا األمر يستوجب الحزم في مواجهته بإرادة وحماس والعم ل الجم اعي على‬
‫التصدي له من مختلف الهيئات والمنظمات وس ائر الجمعي ات وفي ش تى مراك ز التعليم‬
‫والتكوين ودور الشباب فضال عن إدماج برامج محو األمية ال تي تتم في المس اجد ض من‬
‫محاور هذا المشروع واستفادتها من وسائل التأطير والتقييم التي يعتمدها‪ .‬كما يستلزم‬
‫البحث عن األساليب التربوية الناجعة مع تجنيد كل الفعاليات المؤهلة لذلك منوهين في‬
‫هذا المضمار بالجهود التي يبذلها النسيج الجمعوي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ولكي تعطي ه ذه الحمل ة ثماره ا فإن ه ينبغي مواص لة عملي ة مح و األمي ة التعليمي ة‬
‫بالنسبة للذين اجتازوها حتى ال يقعوا فيها من جديد‪ .‬كما ينبغي مؤازرتها بعملي ة أخ رى‬
‫لمح و األمي ة الفكري ة بتنظيم حمالت للتوعي ة ب الحقوق والواجب ات الديني ة والوطني ة‬
‫وبمشكالت الواقع وقضايا الوطن عامة‪.‬‬

‫وبقدر نبل هذه المفاهيم الوطنية وشرف بلوغها يتعين على المسؤولين المباش رين عن‬
‫هذا المشروع من س لطات عمومي ة وأط ر تعليمي ة وإداري ة وجمعي ات ملتزم ة مض اعفة‬
‫الجهود في معركة مكافحة الجهل والقضاء على ظالم األمية والس ير بالن اس في طري ق‬
‫النور ضمن برنامج مض بوط خاض ع للتق ييم المنتظم للتحق ق من نجاعت ه مجس دين في‬
‫هذا المجال إرادتنا الراسخة في اإلسراع بإنجاز نظام التربية والتكوين‪.‬‬
‫وليكن محفزنا في هذه العملية نابعا مما أمر به القرآن الكريم في أول ما نزل من ه " اق رأ‬
‫باسم ربك الذي خلق" صدق هللا العظيم‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته »‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك محمد السادس إلى األمة بمناسبة الذكرى الخامسة‬
‫العتالء العرش‪ 30 .‬يوليوز ‪2004‬‬

‫"وانطالقا من ذلك‪ ،‬فإن مجهودات المغرب يجب أن تنصب خالل الخمس س نوات القادم ة‬
‫باعتبارها موعدا لعدد من االستحقاقات الهامة‪ ،‬على سبعة محاور رئيسية وهي‪ ..‬إيج اد‬
‫حل نهائي لقضية الصحراء‪ ،‬وتحصين االنتقال الديمقراطي‪ ،‬واإلسراع به قدما إلى األم ام‪،‬‬
‫وترسيخ مب ادىء المواطن ة الملتزم ة ‪ -‬ع بر اس تكمال ميث اق التربي ة والتك وين‪ ،‬وإص الح‬
‫الحقلين ال ديني والثق افي ‪ -‬ووض ع عق د اجتم اعي جدي د‪ ،‬والنه وض بالتنمي ة القروي ة‬
‫وبالقط اع الفالحي‪ ،‬وبن اء اقتص اد عص ري منتج ومتض امن وتنافس ي‪ ،‬لكس ب الرهان ات‬
‫الحيوية للعولمة والتبادل الحر‪ ،‬وتعزيز مكانة بلدنا‪ ،‬كقطب جهوي وفاعل دولي‪ ،‬في ع الم‬
‫يعرف تحوالت حاسمة ومتسارعة‪...‬‬
‫‪ ...‬فمنظورنا لإلصالح المؤسسي يستهدف عقلنة وتجديد المؤسسات‪ ،‬على درب توطيد‬
‫دعائم دولة عصرية‪ ،‬وترسيخ ثقافة المواطنة‪ ،‬التي تتالزم فيها حقوق اإلنسان بواجباته‬
‫وبأجهزة حمايتهما من التجاوزات المنافية للقانون‪.‬‬
‫بيد أن المواطنة الفاعلة لن تستقيم إال بالتنشئة الصالحة المرتكزة على األركان الثالثة‬
‫المتكاملة للعقيدة السمحة والثقافة المنفتحة والتربية السليمة‪.‬‬
‫وإذا كنا ق د قطعن ا تقريب ا نص ف الطري ق في تفعي ل العش رية الوطني ة للتربي ة والتك وين‬
‫وفتحنا أوراشا هامة وسجلنا تقدما ال يستهان به هذا المجال الصعب فإن ه يجب تك ريس‬
‫السنوات الخمس المتبقية لت دارك التع ثر في ه ذا اإلص الح الحي وي بتعبئ ة ك ل الجه ود‬
‫الستكمال اإلصالح الكيفي ال الكمي فقط‪ ،‬لمنظومتنا التربوية‪ ،‬وتبويء المدرسة المكان ة‬
‫ال تي تس تحقها في المجتم ع‪ .‬وفي ه ذا الص دد‪ ،‬قررن ا تنص يب المؤسس ة الدس تورية‬
‫للمجلس األعلى للتعليم‪ ،‬ليتولى‪ ،‬في تركيب ة تجم ع بين التمثيلي ة والتخص ص‪ ،‬المه ام‬

‫‪23‬‬
‫المنوطة به‪ ،‬كقوة اقتراحية وتقويمية قارة ومتجردة‪ ،‬لإلصالح العميق والمستمر لمنظومة‬
‫التعليم‪ ،‬مشيدين بما أنجزته اللجنة الوطنية الخاصة للتربية والتكوين‪ ،‬من عمل رائد‪ ،‬في‬
‫هذا الورش المصيري‪ ،‬ب روح وطني ة وتبص ر وإق دام‪ ،‬منتظ رين من ه ذا المجلس مواص لة‬
‫جهودها المخلصة‪ ،‬في تفعيل هذا اإلص الح الحاس م‪ ،‬ليأخ ذ مس اره الص حيح‪ ،‬وس رعته‬
‫القصوى‬

‫خطاب صاحب الجاللة لألمة بمناسبة ثورة الملك والشعب‪ 20 .‬غشت‬


‫‪2004‬‬

‫"أن تكون مغربيا معناه الجمع بين التشبع بثوابت الهوية المغربية الموح دة‪،‬الغني ة بتع دد‬
‫رواف دها‪ ،‬وتقاس م القيم والتطلع ات المش تركة لألم ة‪ ،‬وبين التفاع ل االيج ابي م ع‬
‫مستجدات حض ارة العص ر‪ ،‬واالنخ راط في مجتم ع المعرف ة واالتص ال ‪ .‬ول ذلك جعلن ا من‬
‫تأهيل مواردنا البشرية‪ ،‬ال تي هي عم اد االقتص اد الجدي د‪ ،‬رأس مالنا الحقيقي‪ ،‬وه دفنا‬
‫االستراتيجي‪ ،‬الكتساب المعرفة العلمي ة الدقيق ة‪ ،‬والتكنولوجي ا المتط ورة‪ ،‬الل تين هم ا‬
‫السبيل القويم للخروج من التخلف‪ ،‬ومواكبة التقدم‪.‬‬
‫وب دون ذل ك‪ ،‬ف إن أجيالن ا الص اعدة س تواجه أمي ة جدي دة‪ ،‬هي أش د خط را من األمي ة‬
‫التقليدي ة‪ ،‬ال تي ال س بيل لمواجهته ا إال بالمعرف ة النافع ة‪ ،‬والعم ل الج اد والتنظيم‬
‫المضبوط‪.‬‬
‫بيد أن هذا التأهيل‪ ،‬الذي نعتمده لتربية وتكوين أجيالن ا‪ ،‬ال ينبغي أن يقتص ر على بعدي ه‬
‫العلمي والتكنولوجي فحسب‪ ،‬وإنم ا يجب أن يش مل التربي ة والثقاف ة الفكري ة والديني ة‬
‫المنفتح ة‪ ،‬تحص ينا للشخص ية المغربي ة من االس تالب ‪ ،‬والتنك ر للقيم‪ ،‬ال تي جعلت‬
‫المغاربة يتغلبون على الشدائد‪ ،‬منتصرين في كل منعطفات التاريخ‪".‬‬

‫الخطاب السامي الذي وجهه جاللة الملك إلى األمة‪ 18 .‬ماي‬


‫‪2005‬‬
‫فـالـعـديـد مـن األحـيـاء الـحـضـريـة الصـفـيـحـيـة أو الـمـحـيـطـة بـالـمـدن‪ ،‬وكـذا الـكـثـيـر‬
‫مـن الـجـمـاعـات‪ ،‬الـتـي يـوجـد معـظـمـهـا بـالـوسـط الـقـروي‪ ،‬تـفـتـقـر إلـى أبـسـط‬
‫الـمـرافـق والخـدمـات والـتجـهـيـزات االجتماعية الـضـروريـة‪ .‬وتـعـتـبـر مـرتـعـًا ‪ 3‬خـصـبـا‬
‫االستفحال معضالت األمي ة والبطـالـة واإلقص اء‪ ،‬أو االنقط اع عـن المتم درس‪ ،‬وضـعـف‬
‫فـرص الـشـغـل‪ ،‬واألنشطة الـمـدرة لـلـدخـل‪ .‬ومـثـلـمـا ال يـكـفـي الـقـول بـأن هـذه‬
‫الـوضـعـيـة غـيـر مـقـبـولـة ‪ ،‬فـإن مـجـرد االقتص ار عـلـى تـشـخـيـصـهـا هـو اآلخ ر‪ ،‬ال‬
‫يـسـمـن وال يـغـنـي مـن جـوع‪ ،‬ألنـه يـظـل غـيـر ذي جـدوى‪ ،‬مـا لـم يـقـتـرن بـالـعـمـل‬
‫الـجـاد والـمـلـمـوس‪ ،‬الـكـفـيـل بـمـعـالـجـتـهـا وتـغـيـيـرهـا إلـى األحـسـن‪...‬‬
‫‪ ...‬وتـنـبـع مـبـادرتـنـا‪ ،‬فـي الـمـقـام الـثـانـي‪ ،‬مـن اقـتـنـاعـنـا بـأن إعـادة الـتـأهـيـل‬
‫االجتماعي عـمـليـة مـعـقـدة‪ ،‬شـاقـة وطـويـلـة الـنـفـس‪ ،‬ال يـمـكـن اخـتـزالـهـا فـي‬
‫مـجـرد تـقـديـم إعـانـات ظـرفـيـة‪ ،‬أو مـسـاعـدات مـوسـمـيـة مـؤقـتـة‪ .‬كـمـا ال يـمـكـن‬

‫‪24‬‬
‫الـتـعـويـل فـيـهـا عـلـى األعمال الـخـيـريـة‪ ،‬أو اإلحسان الـعـفـوي‪ ،‬أو االس تجابة لـوازع‬
‫أخالقي‪ ،‬أو لـصـحـوة ضـمـيـر‪ .‬ومـع حـرصـنـا عـلـى ضـرورة الـتـشـبـع الـمـسـتمـر بـهـذه‬
‫الـفـضـائـل‪ ،‬وإسـهـامـاتـهـا الـمـحـمـودة‪ ،‬فـإنـنـا نـعـتـبـر أن الـتـنـمـيـة الـفـعـالـة‬
‫والـمـسـتـدامـة لـن تـتـحـقـق إال بـسـيـاسـات عـمـومـيـة مـنـدمـجـة‪ ،‬ضـمـن عـمـلـيـة‬
‫مـتـمـاسـكـة‪ ،‬ومـشـروع شـامـل‪ ،‬وتـعـبـئـة قـويـة مـتـعـددة الـجـبـهـات‪ ،‬تـتـكـامـل‬
‫فـيـهـا األبعاد السـيـاسـيـة واالجتماعية‪ ،‬واالقتصادية والـتـربـويـة والثقـافـيـة والبـيـئـيـة‪.‬‬
‫وتـأسـيسـا عـلـى هـذه المـقـومـات والمـرجـعيـات والـتـجـارب‪ ،‬فـإن الـمـبـادرة الـتـي‬
‫نـطـلـقـهـا الـيـوم‪ ،‬يـنـبـغـي أن تـرتـكـز عـلـى الـمـواطـنـة الـفـاعـلـة والـصـادقـة‪ .‬وأن‬
‫تـعـتـمـد سـيـاسـة خـالقـة‪ ،‬تـجـمـع بـيـن الـطـمـوح والـواقـعـيـة والـفـعـالـيـة‪،‬‬
‫مـجـسـدة فـي بـرامـج عـمـلـيـة مـضـبـوطـة ومـنـدمـجـة‪ ،‬قـائـمـة عـلـى ثـالثـة‬
‫مـحـاور ‪ :‬أولـهـا ‪ :‬الـتـصـدي لـلـعـجـز االجتم اعي‪ ،‬الـذي تـعـرفـه األحي اء الـحـضـريـة‬
‫الـفـقـيـرة‪،‬‬
‫والـجـمـاعـات الـقـرويـة األشد خـصـاصـة‪ .‬وذلـك بـتـوسـيـع اسـتـفـادتـهـا مـن الـمـرافـق‬
‫والخـدمـات والـتـجـهـيـزات االجتماعي ة األساس ية‪ ،‬مـن صـحـة وتـعـلـيـم‪ ،‬ومـحـاربـة‬
‫أللمـيـة‪ ،‬وتـوفـيـر للـمـاء وللـكـهـربـاء‪ ،‬وللـسـكـن الالئ ق‪ ،‬ولشـبـكـات الـتـطـهـيـر‪،‬‬
‫والـطـرق‪ ،‬وبـنـاء الـمـسـاجـد‪ ،‬ودور الـشـبـاب والـثـقـافـة‪ ،‬والمالعب الـريـاضـيـة‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪2005‬‬

‫فقد جعلنا في صدارة اإلصالحات الشاملة والعميقة‪ ،‬التي نقودها‪ ،‬اعتماد ميث اق وط ني‬
‫للتربية والتكوين‪.‬‬

‫وفي سياق حرصنا الموصول على التفعيل األمثل له‪ ،‬لتنمية مواردنا البشرية‪ ،‬التي هي‬
‫ثروتنا الحقيقية‪ ،‬سنتولى تنصيب المجلس األعلى للتعليم‪ ،‬الذي وضعنا ظهيره الشريف‪،‬‬
‫لينهض ب دوره‪ ،‬كمؤسس ة دس تورية‪ ،‬للتش اور واالق تراح البن اء‪ ،‬والتوق ع‪ ،‬والتق ييم‬
‫الموضوعي‪ ،‬لهذا الورش الحيوي‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪2006‬‬

‫وكما أكدنا في كل مناس بة خاطبن اك فيه ا‪ ،‬ش عبي العزي ز‪ ،‬على الط ابع االس تراتيجي‬
‫واالستعجالي لمسألة التربية والتكوين‪ ،‬فإننا ندعو‪ ،‬من جديد‪ ،‬ك ل الف اعلين القط اعيين‬
‫والقوى الحية لألمة‪ ،‬وكافة المواطنين الغيورين على مس تقبل المدرس ة المغربي ة‪ ،‬إلى‬
‫المزيد من التعبئة‪ ،‬إلنجاح مسلسل اإلصالح التربوي‪ ،‬ومواجهة ما يعترضه من صعوبات‪.‬‬
‫ولهذه الغاي ة‪ ،‬عملن ا على إرس اء المجلس األعلى للتعليم‪ ،‬ال ذي نري ده أن يك ون فض اء‬
‫للتشاور والحوار‪ ،‬وتجسيدا حقيقيا للتعامل مع قضية التربية والتكوين‪ ،‬كشأن يهم جمي ع‬
‫المغاربة بدون استثناء‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬فقد آن األوان للحسم في شأن هذا المل ف‪،‬‬
‫وإعطائه الدفعة القوية التي تتطلبها المرحل ة‪ ،‬والش حنة ال تي يس تدعيها واجب تأهي ل‬
‫رأسمالنا البشري‪ ،‬وتهييء الغد األفضل ألبنائنا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫خطاب جاللة الملك بمناسبة تنصيب المجلس األعلى للتعليم‪ 14 .‬شتنبر‬
‫‪2006‬‬
‫"الحمد هلل والصالة والسالم على موالنا رسول هللا وآله وصحبه‪.‬‬
‫حض رات الس يدات والس ادة‪ ،‬لق د أبين ا إال أن نفتتح الموس م الدراس ي لهات ه الس نة‬
‫بتنصيب المجلس األعلى للتعليم‪ ،‬مج ددين التأكي د على المكان ة المتم يزة ال تي نخص‬
‫بها اإلصالح التربوي في مشروعنا التنم وي‪ ،‬اعتب ارا ل دوره الحاس م في تعميم المعرف ة‬
‫وترسيخ قيم المواطنة‪ ،‬وإعداد أجيال المستقبل‪.‬‬
‫ومن منطل ق التزامن ا بمب دأ اعتب ار التربي ة ش أنا يهم المغارب ة جميع ا‪ ،‬وك ذا يقينن ا ب أن‬
‫استكشاف سبل اإلص الح المتج دد لمنظومتن ا التربوي ة‪ ،‬يتطلب أن يظ ل ه ذا المجلس‪،‬‬
‫بوصفه مؤسسة دستورية‪ ،‬منفتحا دوما على المهتمين والفاعلين وذوي الخبرة في هذا‬
‫الميدان الحيوي‪ ،‬مما يجعله فضاء تعدديا للتش اور وتب ادل ال رأي‪ ،‬ومرص دا للتتب ع الفع ال‬
‫وقوة اقتراحية حول قضايا التربية والتكوين‪.‬‬
‫ولتمكين اإلصالحات التربوي ة الجاري ة من ش روط النجاع ة والمردودي ة‪ ،‬والس يما بع د أن‬
‫قطعنا أشواطا مهمة في عش رية التربي ة والتك وين‪ ،‬فق د أح دثنا ض من أجه زة المجلس‬
‫هيئة وطنية للتق ويم‪ ،‬ستض طلع بإنج از تقويم ات س نوية الختي ارات ومنج زات منظومتن ا‬
‫التربوية‪ ،‬بغية اإلسهام في حسن سيرها وحكامتها والرفع المطرد من مؤش رات جودته ا‬
‫واستشراف آفاقها‪.‬‬
‫حض رات الس يدات والس ادة‪ ،‬إن إدراكن ا للطبيع ة االس تعجالية واالس تراتيجية إلنج اح‬
‫مش روع المدرس ة المغربي ة الجدي دة ولتوس يع نط اق ول وج بالدن ا لمجتم ع اإلعالم‬
‫والمعرف ة‪ ،‬ال توازي ه إال ثقتن ا في أن المجلس األعلى للتعليم س يفتح دينامي ة جدي دة‬
‫لإلصالح التربوي‪ ،‬قوامها‪ :‬توطيد وتط وير مكتس بات ه ذا اإلص الح‪ ،‬والتص دي الح ازم لم ا‬
‫يعترض ه من ص عوبات‪ ،‬وتس ريع وتيرت ه م ع إغنائ ه بم ا ه و كفي ل ب أن يجعل ه مواكب ا‬
‫للمستجدات باستمرار‪.‬‬
‫وإن حرصنا الشديد على عدم تف ويت فرص ة اإلص الح التاريخي ة هات ه‪ ،‬بالنس بة لبالدن ا‪،‬‬
‫ليجعلن ا نؤك د من جدي د على أن ه من الملح الحس م في ش أن ه ذا المل ف‪ .‬وفي ه ذا‬
‫الص دد‪ ،‬فإنن ا نعت بر أن ه ق د آن األوان للتحلي بالمس ؤولية الالزم ة لمواجه ة المعض الت‬
‫الحقيقية للتعليم‪ ،‬والتي يعرفها ويعانيها الجميع‪ ،‬تلكم المعضالت التي ظلت تقف ح اجزا‬
‫أمام أي إصالح جذري لمنظومتنا التربوية‪.‬‬
‫وإننا لننتظر من المجلس أن يجعل في صدارة أعماله اقتراح حل ول ناجع ة له ا واالنكب اب‬
‫على القضايا الجوهري ة له ذا اإلص الح المص يري‪ ،‬بإعطائ ه الدفع ة القوي ة ال تي تتطلبه ا‬

‫‪26‬‬
‫المرحل ة‪ ،‬والش حنة ال تي يس تدعيها واجب تأهي ل رأس مالنا البش ري‪ ،‬وتهي يئ الغ د‬
‫األفضل ألبنائنا‪.‬‬
‫ومن ش أن عملكم به ذه التوجه ات في م داوالتكم وأش غالكم داخ ل المجلس‪ ،‬وبتع اون‬
‫مثمر مع السلطات الحكومية المعني ة‪ ،‬وك ل المت دخلين والش ركاء‪ ،‬م ع استحض ار نفس‬
‫المبادئ والقيم التي شكلت أس اس بل ورة الميث اق الوط ني للتربي ة والتك وين‪ ،‬وخاص ة‬
‫منها االلتزام والثقة‪ ،‬والتعبئة اإلرادية الشاملة لجميع الف اعلين المعن يين والق وى الحي ة‬
‫لألمة‪ ،‬وكل المواطنين الغيورين على مس تقبل المنظوم ة التربوي ة المغربي ة‪ .‬ومن ش أن‬
‫كل هذا استرجاع الثقة في المدرسة المغربية وتمكين بالدنا من مدرس ة متص الحة م ع‬
‫مجتمعها مؤهلة ومندمجة في بيئتها‪ ،‬وفاعلة في معركة التنمية البشرية‪.‬‬
‫وإننا إذ نعول عليكم في اإلس هام البن اء إلنج اح ه ذا ال ورش الوط ني الكب ير والحاس م‪،‬‬
‫نسأل هللا تعالى أن يجعل التوفيق والسداد حليفكم‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته"‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪2007‬‬

‫"وبنفس الح زم والع زم‪ ،‬فإنن ا ن ولي نفس االهتم ام‪ ،‬للتفعي ل األج ود إلص الح ال ورش‬
‫المصيري‪ ،‬للتربية والتكوين‪ ،‬الذي ال مستقبل لألجيال الصاعدة‪ ،‬بدون الجرأة في معالج ة‬
‫معضالته‪.‬‬

‫ذلكم أنه برغم الجهود الصادقة‪ ،‬لتفعيل ميثاق التربية والتكوين‪ ،‬الذي يظل إط ارًا مرجعي ًا‬
‫مؤسسا‪ ،‬فإن النتائج الكمية‪ ،‬لم تحقق التغي ير الن وعي‪ ،‬والت أثير الملم وس‪ ،‬في التربي ة‬
‫القويمة‪ ،‬واالستجابة لحاجيات االقتصاد‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يتعين االنكباب‪ ،‬قب ل ف وات األوان‪ ،‬على مواص لة تعزي ز الحكام ة الجي دة في ه ذا‬
‫القطاع‪ ،‬وإيجاد حلول موضوعية للقضايا العالقة‪ ،‬وفي طليعتها إشكالية التموي ل‪ ،‬وعقلن ة‬
‫تدبير الموارد‪ ،‬ولغات التدريس‪ ،‬وتحديث البرامج والمناهج‪ ،‬والتركيز على محو األمي ة‪ .‬م ع‬
‫إعادة االعتبار للمدارس العمومية‪ ،‬وتشجيع التعليم الحر‪ ،‬في نطاق تكافؤ الفرص‪".‬‬

‫خطاب صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا بمناسبة افتتاح‬
‫السنة التشريعية الثامنة‪ 12 .‬أكتوبر ‪2007‬‬

‫وبموازاة ذلك‪ ،‬يتعين إعطاء دفعة قوية‪ ،‬لبعض القطاع ات‪ ،‬قص د الرف ع من وت يرة إنجازه ا‪.‬‬
‫وفي صدارتها‪ ،‬كسب الرهان الحيوي‪ ،‬لإلص الح العمي ق للتربي ة والتك وين‪ ،‬ال ذي يتوق ف‬
‫عليه مستقبل األجيال الحاضرة والصاعدة‪.‬‬
‫وإننا لن دعو الحكوم ة المقبل ة ألن تس ارع إلى بل ورة مخط ط اس تعجالي‪ ،‬لتعزي ز م ا تم‬
‫تحقيقه‪ ،‬وتدارك ما فات‪ ،‬من خالل التفعيل األمث ل لمقتض يات الميث اق‪ ،‬واعتم اد الحل ول‬

‫‪27‬‬
‫الشجاعة والناجعة للمعضالت الحقيقية لهذا القطاع الحيوي‪ ،‬وذلك بتشاور وتنس يق م ع‬
‫المؤسسة الدستورية التمثيلية‪ ،‬للمجلس األعلى للتعليم‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪2008‬‬

‫وإذا كنا قد وضعنا التعليم في صدارة هذه القطاعات‪ ،‬فألننا نعت بره المح ك الحقيقي ألي‬
‫إصالح عميق‪.‬‬
‫ولكي يأخذ إصالح منظومتنا التربوية سرعته القصوى‪ ،‬ووجهته الصحيحة‪ ،‬ن دعو الحكوم ة‬
‫لحسن تفعيل المخطط االستعجالي‪.‬‬
‫وسنحرص على أال يخلف المغرب موعده مع هذا اإلصالح المص يري‪ .‬ل ذلك على الجمي ع‬
‫أن ينخرط فيه بقوة‪ .‬فظروف النجاح متوفرة‪ ،‬من إرادة حازمة لجاللتنا وتعبئة جماعية لك ل‬
‫المؤسسات والسلطات والفاعلين والتنظيمات‪ ،‬هدفنا الجماعي‪ ،‬إعادة االعتب ار وترس يخ‬
‫الثق ة في المدرس ة العمومي ة المغربي ة‪ ،‬كمؤسس ة للتنش ئة الجماعي ة على قيم‬
‫المواطنة الملتزمة وتكريس تكافؤ الفرص‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪2008‬‬

‫‪ ....‬وي أتي التعليم في ص دارة ه ذه اإلص الحات‪ ،‬ال تي نوليه ا ف ائق عنايتن ا‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ارتأينا أن نبادر إلطالق عملية وطنية‪ ،‬ته دف إلى إعط اء دفع ة قوي ة‬
‫لتعميم وإلزامي ة التعليم األساس ي‪ ،‬ض مانا لتك افؤ الف رص‪ ،‬ومحارب ة لالنقط اع عن‬
‫ة‪.‬‬ ‫الدراس‬
‫ويتمثل ذل ك في منح الكتب واألدوات المدرس ية‪ ،‬لملي ون طف ل محت اج‪ ،‬غايتن ا دعم‬
‫األس ر المع وزة‪ ،‬في مواجهته ا لتك اليف ال دخول المدرس ي المقب ل‪.‬‬
‫وسيعتمد تمويل هذه العملية أساسا‪ ،‬على االعتم ادات المرص ودة للمب ادرة الوطني ة‬
‫للتنمية البشرية‪ ،‬فضال عن مساهمات السلطات والمؤسس ات المعني ة‪ ،‬والجماع ات‬
‫المحلية‪ ،‬والهيآت والجمعيات ذات المصداقية‪.‬‬

‫وتأكيدا لعزمنا القوي‪ ،‬على حسن إنجاز البرنامج االستعجالي إلصالح النظام التربوي‪،‬‬
‫ندعو الحكومة إلعداد برنامج مضبوط‪ ،‬إلسكان نساء ورج ال التعليم‪ ،‬الع املين بالع الم‬
‫ازه‪.‬‬ ‫د إلنج‬ ‫راكة والتعاق‬ ‫واع الش‬ ‫ف أن‬ ‫اد مختل‬ ‫روي‪ ،‬واعتم‬ ‫الق‬
‫وإننا لنتوخى من ذلك‪ ،‬تمكين أس رة التعليم بالبادي ة‪ ،‬وخاص ة بالمن اطق النائي ة‪ ،‬من‬
‫ظروف العمل واالستقرار وتحفيزها على القيام بواجبها التربوي‪.‬‬

‫نص رسالة جاللة الملك إلى المشاركين في المنتدى العربي الخامس‬


‫للتربية والتعليم‪ .‬الصخيرات ‪2008 – 4 – 2‬‬

‫‪28‬‬
‫فيما يلي نص الرسالة التي تالها الوزير األول السيد عباس الفاسي‪:‬‬
‫"الحم د هلل وح ده‪ ،‬والص الة والس الم على موالن ا رس ول هللا وآل ه وص حبه ص احب‬
‫السمو الملكي‪ ،‬أصحاب المعالي والس عادة‪ ،‬حض رات الس يدات والس ادة‪ ،‬يس رنا أن‬
‫نتوجه إليكم في افتتاح المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم‪ ،‬الذي نضفي علي ه‬
‫رعايتن ا الس امية‪ ،‬مرح بين بض يوفنا الك رام‪ ،‬أعض اء الوف ود المش اركة في أش غاله‪،‬‬
‫ببلدهم الثاني المغرب‪ ،‬أرض اللقاء والحوار ونصرة القضايا العادلة ألمتنا العربية‪ ،‬وذل ك‬
‫من أج ل ت دارس أفض ل الس بل‪ ،‬الكفيل ة بتقوي ة وتنوي ع مج االت العم ل الع ربي‬
‫المشترك‪.‬‬

‫ونود بهذه المناسبة‪ ،‬أن نعرب عن بالغ إشادتنا بمبادرات أخينا العزيز‪ ،‬ص احب الس مو‬
‫الملكي األمير خال د الفيص ل بن عب د العزي ز آل س عود‪ ،‬حفظ ه هللا‪ ،‬رئيس مؤسس ة‬
‫الفكر العربي‪ ،‬مثمنين عاليا الجهود الخيرة التي م ا ف تئ يب ذلها في س بيل النه وض‬
‫بالثقاف ة العربي ة واالرتق اء ب الفكر الع ربي‪ .‬كم ا يطيب لن ا أن نن وه بحس ن اختي اركم‬
‫لموضوع "التعليم في الوطن الع ربي والعولم ة" كمح ور له ذا الملتقى اله ام‪ ،‬اعتب ارا‬
‫لراهنيته ومواكبته لحيوية النقاش الدائر في المنطق ة العربي ة كله ا‪ ،‬ح ول إش كاليات‬
‫وأولويات النهوض بالمنظوم ات العربي ة للتربي ة والتك وين‪ ،‬وتعزي ز دوره ا الحاس م في‬
‫إعداد أجيال المستقبل‪ ،‬وفي الرفع من تنافسية بلداننا في خضم تحديات العولمة‪.‬‬
‫ففي ع الم يع رف تح والت متس ارعة‪ ،‬ف إن ه ذا الموض وع يس تمد أهميت ه من ك ون‬
‫تنافسية األمم أصبحت تقاس اليوم بج ودة الرأس مال البش ري‪ ،‬والس يما في مج ال‬
‫اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ .‬ومن هن ا تتجلى أهمي ة دور المنظوم ات‬
‫التربوي ة‪ ،‬ال تي أص بحت ف اعال رئيس يا‪ ،‬ومكون ا وازن ا في مواجه ة إكراه ات العص ر‪،‬‬
‫باعتبارها أساس تكوين وتأهيل الموارد البشرية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإن الجامعات ومعاهد البحث تعرف اليوم‪ ،‬على الصعيد الدولي‪ ،‬تسابقًا حثيث ًا‪،‬‬
‫من أجل اكتساح أسواق التك وين والبحث‪ ،‬في اتج اه تمكنه ا من االمتالك الت دريجي‬
‫لوس ائل وآلي ات ه ذه التنافس ية‪ ،‬تس ابق يف رز أيض ا دينامي ة ت دفع إلى المزي د من‬
‫التنميط والتماثل بين مقومات ومناهج األنظمة التعليمية والتكويني ة ع بر الع الم‪ ،‬وه و‬
‫ما لم يعد يسمح بانتهاج سياسات تعليمية منغلقة على ذاتها أو منعزل ة عم ا يج ري‬
‫حوله ا‪ ،‬خاص ة في ظ ل الوض ع ال راهن للتعليم ب الوطن الع ربي‪ .‬فاإلص الح المس تمر‬
‫لمنظوماتنا التربوية‪ ،‬يظل الخيار ال ذي ال محي د عن ه‪ ،‬لتب ويء بل داننا العربي ة المكان ة‬
‫الج ديرة به ا في مع ترك العولم ة العلمي ة والتقني ة‪ ،‬وتمكين التعليم والبحث من‬
‫االضطالع بدورهما كرافعتين أساسيتين للتنمية‪.‬‬
‫ومن ه ذا المنطل ق‪ ،‬ف إن المؤسس ات التعليمي ة م دعوة باس تمرار‪ ،‬إلى مالءم ة‬
‫مناهجها وأس اليب عمله ا م ع م ا يتطلب ه تأهي ل مواردن ا البش رية‪ ،‬وتحس ين أدائه ا‬
‫وجودتها لخوض غمار العولمة‪ ،‬وانفتاحها على المستجدات في تط وير أنظم ة التربي ة‬
‫والتك وين‪ ،‬في اح ترام لهويتن ا العربي ة اإلس المية األص يلة‪ .‬إذ يتعين أال ينحص ر دور‬
‫مدارسنا وجامعاتنا في الرف ع من مؤش راتها الكمي ة فق ط‪ ،‬بض مان الح ق في التعليم‬
‫وتك افؤ الف رص في التك وين ألك بر ع دد ممكن من أطفالن ا وش بابنا‪ ،‬ب ل ينبغي رف ع‬

‫‪29‬‬
‫تحدي جودة الخدمات والكفاءات وتوفير ظ روف االنخ راط الفاع ل في مجتم ع المعرف ة‬
‫واالتصال‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يجب التذكير بأن أساليب التعليم ومن اهج التلقين أص بحت مفتوح ة‬
‫أمام الجميع في كل دروب المعرفة‪ ،‬وذل ك من خالل وج ود ش بكات جامعي ة فض ائية‪،‬‬
‫وأساتذة بارزين يتواصلون ويتناقشون‪ ،‬رغم بع د المس افات‪ .‬كم ا يمكن ألي ص ف من‬
‫ص فوف الدراس ة‪ ،‬أو مخت بر من المخت برات‪ ،‬أن ينفتح على نظ يره في أي جه ة من‬
‫جهات الع الم في اللحظ ة الواح دة‪ ،‬مم ا يتطلب من ا تمكين أبنائن ا من اس تثمار ه ذا‬
‫التواصل المعرفي العصري‪ ،‬وجني ثماره‪.‬‬
‫وإنه لمن األولويات الملحة‪ ،‬االنكباب على تقييم نظمنا التربوية‪ ،‬وتحديد مواطن الخلل‬
‫والقصور فيها‪ ،‬وكذا رصد كل اإلكراهات والعراقيل التي يحملها اكتساح العولمة لعالمنا‬
‫الع ربي‪ ،‬ودراس ة ردود الفع ل اإليجابي ة ال تي يتطلبه ا رف ع تح دياتها‪ ،‬على ك ل‬
‫المستويات‪ .‬ولما كانت الهوية الثقافية في مقدمة ما تس تهدفه العولم ة‪ ،‬فإن ه يتعين‬
‫وضع الحلول االستباقية للمالءمة بين ما هو ذو طابع كوني وما ه و وط ني‪ ،‬لالنخ راط‬
‫في العصر‪ ،‬مع الحفاظ على الخصوصيات والثوابت الوطنية‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬ينبغي أن نعمل على ترسيخ دور المؤسسة التربوية كرافع ة أساس ية للتح ديث‬
‫والتقدم‪ ،‬وتعميق المواطنة والممارسة الديمقراطية‪ ،‬واالرتقاء بمؤشراتنا التنموية‪ ،‬م ع‬
‫جعل شبابنا أكثر تشبعا بروح المبادرة والمسؤولية واالنفتاح واالعتدال والتسامح‪ .‬كما‬
‫يتعين على مؤسس اتنا التربوي ة‪ ،‬أن تمنح األجي ال الص اعدة أدوات االنفت اح والتب اري‬
‫على الص عيدين الجه وي وال دولي‪ ،‬وأن ت زودهم‪ ،‬في ال وقت ذات ه‪ ،‬بالمب ادئ والقيم‬
‫المثلى الكفيلة بجعلهم معتزين بهويتهم وأصالتهم‪ ،‬ومسهمين في االرتقاء بأوط انهم‬
‫واالهتمام بقضاياها العادلة وانشغاالتها الحقيقية‪.‬‬
‫حضرات السيدات والسادة‪ ،‬إننا لواثقون من أن فضاء للتفك ير واالق تراح‪ ،‬بحجم الفض اء‬
‫ال ذي يمثل ه منت داكم‪ ،‬سيس هم في تعمي ق النظ ر في م ا تطرح ه التح ديات على‬
‫األنظمة التعليمي ة في بل داننا‪ ،‬وفي ابتك ار المن اهج الناجع ة لمعالج ة بعض القض ايا‬
‫المشتركة بين األقطار العربية في هذا المضمار‪.‬‬
‫ويأتي في المقام األول‪ ،‬تراثنا المشترك‪ ،‬الذي تمثله باألس اس‪ ،‬لغتن ا العربي ة‪ ،‬ال تي‬
‫تس تدعي من ا الي وم وأك ثر من أي وقت مض ى‪ ،‬مجه ودا خاص ا لتنميته ا وتأهيله ا‪،‬‬
‫وجعله ا تس تفيد من دينامي ة خالق ة للبحث اللغ وي في مج ال االس تباق والتع ريب‬
‫والمصطلح العلمي‪ ،‬من أجل امتالك تكنولوجيا المعلومي ات‪ ،‬وض مان حض ور أك ثر وزن ا‬
‫في فض اءات اإلعالم واالتص ال‪ .‬وهي مهم ة ال يمكن أن تت أتى إال في إط ار مجه ود‬
‫مشترك ومبادرات متكاملة بين بلداننا العربية ضمن مقارب ة رص ينة ومتوازن ة‪ ،‬تت وخى‬
‫بلورة رؤية استشرافية للغة العربية ولموقعها في المجتمع الكوني للمعرفة‪.‬‬
‫ويتعين في المقام الثاني‪ ،‬االنكباب على جعل المناهج والمضامين التربوية تس توعب‬
‫متطلب ات العولم ة وتتكي ف معه ا‪ ،‬إلى ج انب االض طالع ب دورها في التربي ة على‬
‫المواطنة والس لوكات المدني ة‪ ،‬والتش بث بمقوم ات هويتن ا الحض ارية‪ ،‬دون انغالق أو‬
‫تعصب‪ ،‬وفي مزاوجة متوازنة بين الخصوصية والكوني ة‪ .‬وه و ورش مص يري يس تدعي‬
‫بدوره تضافر الجهود وتبادل الخبرات بين الهيئات العربية المختص ة وص احبة الق رار في‬
‫مجال السياسات العمومية التعليمية‪.‬‬
‫وفي ه ذا اإلط ار‪ ،‬ت أتي أهمي ة ال دفع بآلي ات التع اون في مج ال التعليم الج امعي‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬وب روز أقط اب لالمتي از واالبتك ار‪ ،‬من ش أنها مض اهاة مثيالته ا في‬

‫‪30‬‬
‫العالم‪ .‬كما أن هذا التعاون ينبغي أن يتأسس على ش بكة من المش اريع الطموح ة‪،‬‬
‫واضحة األهداف والوس ائل ح ول مج االت البحث والتك وين ذات قيم ة مض افة عالي ة‪،‬‬
‫تنخرط فيها‪ ،‬إلى جانب المؤسسات الجامعية‪ ،‬المقاوالت والفاعلون االقتص اديون‪ ،‬في‬
‫شراكة متم يزة وناجع ة بين القط اعين الخ اص والع ام‪ ،‬مم ا س يمكن من اس تقطاب‬
‫وتحفيز األطر والكفاءات العربية المتواجدة بالخارج‪ ،‬بغية اإلسهام في التنمي ة العلمي ة‬
‫والتقنية لبلدانهم األصلية ولمجموع الوطن العربي‪.‬‬
‫حضرات السيدات والسادة‪ ،‬إن سبيلنا لتحقيق األهداف المتوخاة يتمثل أوال وقبل ك ل‬
‫شيء في االعتماد على طاقاتن ا الذاتي ة ومواردن ا الخاص ة‪ ،‬وال دفع بمس ارات إص الح‬
‫منظوماتنا التعليمية‪ ،‬وضمان نجاعة مردوديتها‪ ،‬وذلك في استحض ار دائم لخصوص ياتنا‬
‫الوطنية والقومية ولتراثنا وقيمنا الحضارية العريقة‪ ،‬واستلهام للتج ارب الكوني ة الرائ دة‬
‫في هذا المجال‪.‬‬

‫ونود ختاما‪ ،‬أن نن وه بعملكم الج اد ومس اعيكم الحمي دة‪ ،‬واثقين أن ه بفض ل المكان ة‬
‫المرموقة للمشاركين‪ ،‬وللنخب ة ال تي يض مها ه ذا المنت دى اله ام من رج االت الفك ر‬
‫والثقافة ومن خبراء محنكين‪ ،‬سيشكل قوة اقتراحية فعالة لإلس هام في استكش اف‬
‫أفضل السبل للنهوض المتواصل بالمنظومات التعليمية العربية‪ ،‬وتوثيق التعاون وتب ادل‬
‫الخبرات بينها على نحو يجعلها في مس توى رف ع تح ديات ورهان ات العص ر‪ ،‬وتحقي ق‬
‫التنمية‪ ،‬وتوفير مستقبل أفضل ألجيالنا الصاعدة‪.‬‬
‫وفقكم هللا‪ ،‬وكل ل جه ودكم وأش غال ملتق اكم بالنج اح‪ .‬والس الم عليكم ورحم ة هللا‬
‫تعالى وبركاته‪ .‬محمد السادس ملك المغرب "‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪2009‬‬

‫ويش كل اإلص الح الق ويم لنظ ام التربي ة والتعليم والتك وين‪ ،‬المس ار الحاس م لرف ع‬
‫التحدي التنموي‪ .‬فعلى الجميع أن يستشعر أن األمر ال يتعلق بمجرد إصالح قطاعي‪،‬‬
‫وإنما بمعركة مصيرية لرفع ه ذا التح دي الحي وي‪ .‬س بيلنا إلى ذل ك االرتق اء ب البحث‬
‫واالبتكار وتأهيل مواردنا البشرية‪ ،‬التي هي رصيدنا األساسي لترسيخ تكافؤ الف رص‪،‬‬
‫وبناء مجتمع واقتصاد المعرفة‪ ،‬وتوفير الشغل المنتج لشبابنا‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة عيد العرش ‪2010‬‬

‫ويظ ل الع ائق الث الث‪ ،‬ب ل التح دي األك بر‪ ،‬ه و تأهي ل الم وارد البش رية‪ .‬وهن ا تجب‬
‫المصارحة بأنه من مسؤولية الجمي ع‪ ،‬اإلق دام على اتخ اذ ق رارات ش جاعة‪ ،‬لتحقي ق‬
‫المالءمة بين التكوين العلمي والمهني والتقني‪ ،‬وبين مستلزمات االقتص اد العص ري‪،‬‬
‫وتشجيع البحث العلمي واالبتكار‪ ،‬واالنخراط في اقتصاد ومجتمع المعرفة واالتصال‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وبدون ذلك‪ ،‬فإن النظام التعليمي‪ ،‬الذي طالما واجه عراقي ل ديماغوجي ة‪ ،‬ح الت دون‬
‫تفعيل اإلصالحات البناءة‪ ،‬سيظل يستنزف طاقات الدولة‪ ،‬وم واهب الفئ ات الش عبية‪،‬‬
‫في أنماط عقيمة من التعليم‪ ،‬تنذر بجعل رصيدنا البشري عائقا للتنمية‪ ،‬بدل أن يكون‬
‫قاطرة لها‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية‬


‫الخامسة من الوالية التشريعية الثامنة للبرلمان ‪2011‬‬
‫‪....‬‬
‫وال سيما من خالل إصالحات وإنج ازات‪ ،‬مقدام ة وملموس ة‪ ،‬تض ع في ص لبها تحف يز‬
‫االستثمار المنتج‪ ،‬المدر لفرص الش غل‪ ،‬والس كن الالئ ق‪ ،‬وتعميم التغطي ة الص حية‪،‬‬
‫والحف اظ على البيئ ة‪ ،‬وتوف ير التعليم الن افع‪ ،‬باإلص الح العمي ق لمنظوم ة التربي ة‬
‫والتكوين‪ ،‬واالنخراط في اقتصاد المعرفة واالبتكار‪ ،‬مفتاح تقدم المغرب‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪2012‬‬


‫"‪ ...‬ولبل وغ ه ذه الغاي ة‪ ٬‬يجب علين ا العم ل على تفعي ل م ا تمت التوص ية ب ه خالل‬
‫الس نوات األخ يرة‪ ٬‬وتجس يد م ا توخ اه الدس تور الجدي د بخص وص التعليم العص ري‬
‫والجيد‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ٬‬ينبغي إعادة النظر في مقاربتنا‪ ٬‬وفي الطرق المتبعة في المدرسة‪٬‬‬
‫لالنتقال من منطق تربوي يرتك ز على الم درس وأدائه‪ ٬‬مقتص را على تلقين المع ارف‬
‫للمتعلمين‪ ٬‬إلى منط ق آخ ر يق وم على تفاع ل ه ؤالء المتعلمين‪ ٬‬وتنمي ة ق دراتهم‬
‫الذاتية‪ ٬‬وإتاحة الفرص أمامهم في اإلبداع واالبتك ار‪ ٬‬فض ال عن تمكينهم من اكتس اب‬
‫المهارات‪ ٬‬والتشبع بقواعد التعايش مع اآلخرين‪ ٬‬في ال تزام بقيم الحري ة والمس اواة‪٬‬‬
‫واحترام التنوع واالختالف‪.‬‬
‫إن األمر ال يتعلق إذن‪ ٬‬في سياق اإلصالح المنشود‪ ٬‬بتغيير البرامج‪ ٬‬أو إض افة م واد أو‬
‫حذف أخرى‪ ٬‬وإنما المطل وب ه و التغي ير ال ذي يمس نس ق التك وين وأهداف ه‪ .‬وذل ك‬
‫بإضفاء دالالت جديدة على عمل المدرس لقيام ه برس الته النبيل ة‪ ٬‬فض ال عن تحوي ل‬
‫المدرس ة من فض اء يعتم د المنط ق الق ائم أساس ا على ش حن ال ذاكرة ومراكم ة‬
‫المع ارف‪ ٬‬إلى منط ق يت وخى ص قل الحس النق دي‪ ٬‬وتفعي ل ال ذكاء‪ ٬‬لالنخ راط في‬
‫مجتمع المعرفة والتواصل‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ٬‬ن دعو الحكوم ة للعم ل في ه ذا االتج اه‪٬‬‬

‫‪32‬‬
‫من خالل التركيز على ضرورة النهوض بالمدرسة العمومية‪ ٬‬إلى جانب تأهي ل التعليم‬
‫الخاص‪ ٬‬في إطار من التفاعل والتكامل‪.‬‬
‫وللنهوض بالقطاع التربوي والتعليمي‪ ٬‬بما يقتضيه األمر من ش راكة ومس ؤولية‪ ٬‬فإن ه‬
‫يتعين اإلسراع بتفعيل مقتضيات الدستور‪ ٬‬بخصوص المجلس األعلى للتربية والتكوين‬
‫والبحث العلمي‪ ٬‬في صيغته الجدي دة‪ ٬‬على أن تس اهم ه ذه الهي أة في إنج اح ه ذا‬
‫التح ول الج وهري والمص يري‪ ٬‬ليس بالنس بة لمس تقبل الش باب فحس ب‪ ٬‬ب ل‬
‫ولمستقبل المغرب‪ ٬‬بلدا وأمة‪.‬‬
‫إننا نعلم المجهودات الجبارة التي تبذلها األسر من أجل رعاية أطفالها وتعليمهم‪ .‬ذلك‬
‫أنه يتعين الحفاظ على هذا التضامن بين األجيال‪ .‬بيد أن قضايا الشباب ال تتعلق فق ط‬
‫بالمجال الخ اص أو الع ائلي‪ ٬‬أو بم ا ه و مرتب ط بالتربي ة والتك وين والتعليم وإنم ا هي‬
‫قضية المجتمع برمته إليجاد الحلول لكل المشكالت التي تواجه الشباب‪"...‬‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ‪2013‬‬

‫وإن م ا نس هر علي ه شخص يا من توف ير البني ات التحتي ة الض رورية‪ ،‬بمختل ف جه ات‬
‫ومناطق المملك ة‪ ،‬من ط رق وم اء ص الح للش رب وكهرب اء‪ ،‬ومس اكن للمعلمين ودور‬
‫للطالب ات والطلب ة وغيره ا‪ ،‬كله ا تجه يزات أساس ية مكمل ة لعم ل قط اع التعليم‪،‬‬
‫لتمكينه من النهوض بمهامه التربوية النبيلة‪.‬‬
‫وفي ه ذا الص دد‪ ،‬فق د حققت بالدن ا منج زات هام ة في مج ال التربي ة والتك وين‪،‬‬
‫يجسدها على الخصوص ارتفاع نسبة التمدرس‪ ،‬وخاصة لدى الفتي ات‪ º‬وذل ك بفض ل‬
‫الجهود الخيرة التي يبذلها رجال ونساء التعليم‪.‬‬
‫غير أن الطريق ما يزال شاقا وطويال أمام هذا القط اع‪ ،‬للقي ام ب دوره كق اطرة للتنمي ة‬
‫االقتص ادية واالجتماعي ة‪ º‬حيث يبقى الس ؤال الملح ال ذي يط رح نفس ه‪ :‬لم اذا ال‬
‫تس تطيع فئ ات من ش بابنا تحقي ق تطلعاته ا المش روعة على المس توى المه ني‬
‫والمادي واالجتماعي¿‬
‫إن قطاع التعليم يواجه عدة ص عوبات ومش اكل‪ ،‬خاص ة بس بب اعتم اد بعض ال برامج‬
‫والمناهج التعليمية‪ ،‬التي ال تتالءم مع متطلبات سوق الش غل‪ ،‬فض ال عن االختالالت‬
‫الناجم ة عن تغي ير لغ ة الت دريس في الم واد العلمي ة‪ ،‬من العربي ة في المس توى‬
‫االبت دائي والث انوي‪ ،‬إلى بعض اللغ ات األجنبي ة‪ ،‬في التخصص ات التقني ة والتعليم‬
‫العالي‪ .‬وهو ما يقتضي تأهيل التلميذ أو الط الب‪ ،‬على المس توى اللغ وي‪ ،‬لتس هيل‬
‫متابعته للتكوين الذي يتلقاه‪.‬‬
‫غير أن ما يبعث على االرتياح‪ ،‬م ا تم تحقيق ه من نت ائج إيجابي ة في مي ادين التك وين‬
‫المهني والتقني والصناعة التقليدية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وهي مجاالت توفر تكوينا متخصصا‪ ،‬سواء للحاصلين على ش هادة الباكالوري ا أو ال ذين‬
‫لم يحصلوا عليها‪ ،‬وذلك على مدى سنتين أو أربع سنوات‪ ،‬يخول لح املي الش هادات‬
‫فرصا أوفر للولوج المباشر والسريع للشغل‪ ،‬واالندماج في الحياة المهنية‪.‬‬
‫وذلك مقارنة بخريجي بعض المسالك الجامعي ة‪ ،‬ال تي رغم الجه ود المحم ودة ال تي‬
‫تب ذلها أطره ا‪ ،‬ال ينبغي أن تش كل مص نعا لتخ ريج الع اطلين‪ ،‬الس يما في بعض‬
‫التخصصات المتجاوزة‪.‬‬
‫كم ا ينبغي تعزي ز ه ذا التك وين بحس ن اس تثمار الم يزة ال تي يتحلى به ا الم واطن‬
‫المغ ربي‪ ،‬وهي ميول ه الط بيعي لالنفت اح‪ ،‬وحب ه للتع رف على الثقاف ات واللغ ات‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫وذلك من خالل تشجيعه على تعلمها وإتقانها‪ ،‬إلى جانب اللغات الرسمية التي ينص‬
‫عليه ا الدس تور‪ º‬الس تكمال تأهيل ه وص قل معارف ه‪ ،‬وتمكين ه من العم ل في المهن‬
‫الجدي دة للمغ رب‪ ،‬ال تي تع رف خصاص ا كب يرا في الي د العامل ة المؤهل ة‪ ،‬كص ناعة‬
‫السيارات‪ ،‬ومراكز االستقبال وتلك المرتبطة بصناعة الطائرات وغيرها‪.‬‬

‫وعلى غ رار ه ذه المهن والخ دمات‪ ،‬والم دارس والمعاه د العلي ا للت دبير والتس يير‬
‫والهندسة‪ ،‬فإنه يتعين إيالء المزيد من الدعم والتشجيع لقطاع التك وين المه ني‪ ،‬ورد‬
‫االعتب ار للح رف اليدوي ة والمهن التقني ة‪ ،‬بمفهومه ا الش امل‪ ،‬واالع تزاز بممارس تها‬
‫وإتقانها‪ ،‬عمال بجوهر حديث جدنا المصطفى عليه الصالة والسالم‪ " :‬ما أكل أحد ق ط‬
‫طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده" ‪ º‬وكذا اعتبارا للمكانة المتم يزة ال تي أص بحت‬
‫تحتلها في سوق الشغل‪ ،‬كمصدر هام للرزق والعيش الكريم‪.‬‬
‫وهو ما جعل العديد من األوروب يين‪ ،‬يتواف دون على المغ رب للعم ل في ه ذا القط اع‬
‫الواعد‪ ،‬بل أصبحوا ينافسون اليد العاملة المغربية في هذه المهن‪.‬‬
‫شعبي العزيز‪،‬‬
‫إن الوضع الراهن لقطاع التربي ة والتك وين يقتض ي إج راء وقف ة موض وعية م ع ال ذات‪،‬‬
‫لتقييم المنجزات‪ ،‬وتحديد مكامن الضعف واالختالالت‪.‬‬
‫وهنا يجدر التذكير بأهمية الميثاق الوط ني للتربي ة والتك وين‪ ،‬ال ذي تم اعتم اده في‬
‫إطار مقاربة وطنية تشاركية واسعة‪.‬‬
‫كما أن الحكومات المتعاقبة عملت على تفعيل مقتضياته‪ ،‬وخاصة الحكومة الس ابقة‪،‬‬
‫التي سخرت اإلمكانات والوسائل الضرورية للبرن امج االس تعجالي‪ ،‬حيث لم تب دأ في‬
‫تنفيذه إال في السنوات الثالث األخيرة من مدة انتدابها‪.‬‬
‫غير أنه لم يتم العمل‪ ،‬مع كامل األسف‪ ،‬على تعزيز المكاسب التي تم تحقيقه ا في‬
‫تفعيل هذا المخطط ‪ º‬بل تم التراجع‪ ،‬دون إش راك أو تش اور م ع الف اعلين المعن يين‪،‬‬
‫عن مكون ات أساس ية من ه‪ ،‬تهم على الخص وص تجدي د المن اهج التربوي ة‪ ،‬وبرن امج‬
‫التعليم األولي‪ ،‬وثانويات االمتياز‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وانطالق ا من ه ذه االعتب ارات‪ ،‬فق د ك ان على الحكوم ة الحالي ة اس تثمار التراكم ات‬
‫اإليجابية في قطاع التربية والتكوين‪ ،‬باعتباره ورشا مصيريا‪ ،‬يمتد لعدة عقود‪.‬‬
‫ذلك أنه من غير المعقول أن تأتي أي حكومة جديدة بمخطط جدي د‪ ،‬خالل ك ل خمس‬
‫سنوات‪ ،‬متجاهلة البرامج السابقة ‪ º‬علما أنها لن تس تطيع تنفي ذ مخططه ا بأكمل ه‪،‬‬
‫نظرا لقصر مدة انتدابها‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬فإنه ال ينبغي إقحام القطاع التربوي في اإلطار السياسي المحض‪ ،‬وال أن يخض ع‬
‫تدبيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية‪.‬‬
‫بل يجب وض عه في إط اره االجتم اعي واالقتص ادي والثق افي‪ ،‬غايت ه تك وين وتأهي ل‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬لالندماج في دينامية التنمي ة‪ ،‬وذل ك من خالل اعتم اد نظ ام ترب وي‬
‫ناجع‪.‬‬

‫شعبي العزيز‪،‬‬
‫إن اإلقدام على هذا التشخيص لواقع التربي ة والتك وين ببالدن ا‪ ،‬وال ذي ق د يب دو قوي ا‬
‫وقاسيا‪ ،‬ينبع بكل صدق ومسؤولية‪ ،‬من أعماق قلب أب يكن‪ ،‬كجميع اآلباء‪ ،‬كل الحب‬
‫ألبنائه‪.‬‬
‫ورغم أن خديمك ال يعيش بعض الصعوبات االجتماعية أو المادية‪ ،‬التي تعيش ها فئ ات‬
‫منك‪ ،‬شعبي العزي ز‪ ،‬فإنن ا نتقاس م جميع ا نفس اله واجس المرتبط ة بتعليم أبنائن ا‪،‬‬
‫ونفس مشاكل المنظومة التربوية‪ ،‬ما داموا يتابعون نفس البرامج والمناهج التعليمية‪.‬‬
‫ف المهم في ه ذا المج ال‪ ،‬ليس الم ال أو الج اه‪ ،‬وال االنتم اء االجتم اعي‪ ،‬وإنم ا ه و‬
‫الضمير الحي الذي يحرك كل واحد منا‪ ،‬وم ا يتحلى ب ه من غ يرة ص ادقة على وطن ه‬
‫ومصالحه العليا‪.‬‬
‫فخديمك األول‪ ،‬عندما كان وليا للعهد‪ ،‬درس وفق برامج ومن اهج المدرس ة العمومي ة‬
‫المغربية‪ ،‬وبعد ذلك بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس‪.‬‬
‫وإذا كانت للمدرسة المولوية اإلمكانات الالزمة لدعم هذه البرامج‪ ،‬فإن ذل ك ال يت وفر‪،‬‬
‫مع األسف‪ ،‬لجميع المدارس العمومية‪.‬‬
‫وكيفما كان الحال‪ ،‬فإن تلك البرامج قد أتاحت تكوين أجيال من األطر الوطنية‪.‬‬
‫غير أن ما يحز في النفس أن الوضع الحالي للتعليم أصبح أكثر سوءا‪ ،‬مقارنة بما ك ان‬
‫عليه الوضع قبل أزيد من عشرين سنة‪.‬‬
‫وهو ما دفع عددا كبيرا من األس ر‪ ،‬رغم دخله ا المح دود‪ ،‬لتحم ل التك اليف الباهظ ة‪،‬‬
‫لت دريس أبنائه ا في المؤسس ات التعليمي ة التابع ة للبعث ات األجنبي ة أو في التعليم‬
‫الخاص‪ ،‬لتفادي مشاكل التعليم العمومي‪ ،‬وتمكينهم من نظام تربوي ناجع‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬نذكر بخطابن ا للس نة الماض ية بمناس بة ذك رى ‪ 20‬غش ت‪ ،‬وال ذي‬
‫حددنا فيه التوجهات العامة إلصالح المنظوم ة التعليمي ة‪ ،‬ودعون ا لتفعي ل المقتض يات‬
‫الدستورية بخصوص المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫لذا‪ ،‬ندعو الحكومة لإلسراع بإقرار النصوص القانونية المتعلقة بالمجلس الجديد‪.‬‬
‫وفي انتظار ذلك‪ ،‬فقد قررنا تفعيل المجلس األعلى للتعليم في صيغته الحالي ة‪ ،‬عمال‬
‫باألحكام االنتقالية التي ينص عليها الدستور‪ ،‬وذلك لتقييم منج زات عش رية الميث اق‬
‫الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬واالنكباب على هذا الورش الوطني الكبير‪.‬‬

‫نص خطاب جاللة الملك بمناسبة ذكرى عيد العرش ‪2014‬‬

‫ويعتبر الرأسمال البش ري غ ير الم ادي من أح دث المع ايير المعتم دة دولي ا‪ ،‬لقي اس‬
‫القيمة اإلجمالية للدول‪.‬‬
‫وكم ا ه و مع روف‪ ،‬فق د ش هدت المع ايير ال تي يعتم دها المختص ون في المج الين‬
‫االقتصادي والمالي لقياس الثروة‪ ،‬عدة تطورات‪.‬‬
‫فقد كانت القيمة اإلجمالية للدول تقاس س ابقا‪ ،‬حس ب موارده ا الطبيعي ة‪ ،‬ثم على‬
‫أساس المعطيات المتعلقة بالناتج الداخلي الخام‪ ،‬الذي يعكس بدوره مس توى عيش‬
‫المواطن‪.‬‬
‫وبع د ذل ك‪ ،‬تم اعتم اد مؤش رات التنمي ة البش رية‪ ،‬لمعرف ة مس توى الرخ اء ل دى‬
‫الشعوب‪ ،‬ومدى استفادتها من ثروات بل دانها‪ .‬وخالل تس عينات الق رن الماض ي‪ ،‬ب دأ‬
‫العمل باحتساب الرأسمال غير المادي كمكون أساسي‪ ،‬منذ س نة ‪ ،2005‬من ط رف‬
‫البنك الدولي‪.‬‬
‫ويرتكز ه ذا المعي ار على احتس اب الم ؤهالت‪ ،‬ال تي ال يتم أخ ذها بعين االعتب ار من‬
‫طرف المقاربات المالية التقليدية‪.‬‬
‫ويتعلق األمر هنا بقياس الرصيد التاريخي والثقافي ألي بلد‪ ،‬إضافة إلى م ا يتم يز ب ه‬
‫من رأس مال بش ري واجتم اعي‪ ،‬والثق ة واالس تقرار‪ ،‬وج ودة المؤسس ات‪ ،‬واالبتك ار‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬واإلبداع الثقافي والفني‪ ،‬وجودة الحياة والبيئة وغيرها‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الرابعة‬


‫من الوالية التشريعية التاسعة ‪2014‬‬

‫وفي ه ذا اإلط ار‪ ،‬ن دعو المجلس األعلى للتربي ة والتك وين والبحث العلمي‪ ،‬إلع ادة‬
‫النظ ر في منظ ور ومض مون اإلص الح‪ ،‬وفي المقارب ات المعتم دة‪ ،‬وخاص ة من خالل‬
‫االنكب اب على القض ايا الجوهري ة‪ ،‬ال تي س بق أن ح ددناها‪ ،‬في خط اب ‪ 20‬غش ت‬
‫للسنة الماضية‪.‬‬
‫ونخص بالذكر هنا‪ ،‬إيجاد حل إلشكالية لغات التدريس‪ ،‬وتج اوز الخالف ات اإليديولوجي ة‬
‫التي تعيق اإلصالح‪ ،‬واعتم اد ال برامج والمن اهج المالئم ة لمتطلب ات التنمي ة وس وق‬
‫الشغل‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫كما ينبغي إعطاء كام ل العناي ة للتك وين المه ني‪ ،‬وإلتق ان اللغ ات األجنبي ة‪ ،‬لتأهي ل‬
‫الخريجين لمواكبة التقدم التقني‪ ،‬واالنخراط في المهن الجديدة للمغرب‪.‬‬
‫وإنن ا نتطل ع ألن يت وج عم ل المجلس‪ ،‬في تق ييم ميث اق التربي ة والتك وين‪ ،‬والح وار‬
‫الوطني الواسع‪ ،‬واللقاءات الجهوية‪ ،‬ببلورة توصيات كفيلة بإصالح المدرسة المغربي ة‪،‬‬
‫والرفع من مردوديتها‪.‬‬
‫وفي أفق وضع المجلس لخارطة طريق واضحة‪ ،‬فإن على القطاعات المعني ة مواص لة‬
‫برامجها اإلصالحية دون توقف أو انتظار‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك إلى األمة بمناسبة عيد العرش ‪2015‬‬

‫‪...‬‬
‫في سياق اإلص الحات ال تي دأبن ا على القي ام به ا من أج ل خدم ة الم واطن‪ ،‬يظ ل‬
‫إصالح التعليم عماد تحقيق التنمي ة‪ ،‬ومفت اح االنفت اح واالرتق اء االجتم اعي‪ ،‬وض مانة‬
‫لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر‪ ،‬ومن نزوعات التطرف واالنغالق‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬ما فتئنا ندعو إلصالح جوهري لهذا القطاع المصيري‪ ،‬بما يعيد االعتب ار للمدرس ة‬
‫المغربية‪ ،‬ويجعلها تقوم بدورها التربوي والتنموي المطلوب‪.‬‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬كلفنا المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بتق ييم تط بيق‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬وبلورة منظور استراتيجي شامل إلصالح المنظوم ة‬
‫التربوية ببالدنا‪.‬‬
‫ولفهم ما ينبغي أن يك ون علي ه اإلص الح‪ ،‬نط رح الس ؤال ‪ :‬ه ل التعليم ال ذي يتلق اه‬
‫أبناؤنا اليوم‪ ،‬في المدارس العمومية‪ ،‬قادر على ضمان مستقبلهم ؟‬
‫وهنا يجب التحلي بالجدية والواقعية‪ ،‬والتوجه للمغاربة بك ل ص راحة ‪ :‬لم اذا يتس ابق‬
‫العديد منهم لتسجيل أبنائهم بمؤسسات البعثات األجنبي ة والم دارس الخاص ة‪ ،‬رغم‬
‫تكاليفها الباهضة ؟‬
‫الج واب واض ح ‪ :‬ألنهم يبحث ون عن تعليم جي د ومنفتح يق وم على الحس النق دي‪،‬‬
‫وتعلم اللغات‪ ،‬ويوفر ألبنائهم فرص الشغل واالنخراط في الحياة العملية‪.‬‬
‫وخالفا لما يدعيه البعض‪ ،‬فاالنفتاح على اللغ ات والثقاف ات األخ رى لن يمس بالهوي ة‬
‫الوطنية‪ ،‬بل العكس‪ ،‬سيساهم في إغنائها‪ ،‬ألن الهوية المغربية‪ ،‬وهلل الحم د‪ ،‬عريق ة‬
‫وراسخة‪ ،‬وتتميز بتنوع مكوناتها الممتدة من أوروبا إلى أعماق إفريقيا‪.‬‬
‫ورغم أنني درست في مدرسة مغربية‪ ،‬وفق ب رامج ومن اهج التعليم العم ومي‪ ،‬فإن ه‬
‫ليس لدي أي مشكل مع اللغات األجنبية‪.‬‬
‫والدستور الذي صادق عليه المغاربة يدعو لتعلم وإتقان اللغات األجنبي ة ألنه ا وس ائل‬
‫للتواصل‪ ،‬واالنخراط في مجتمع المعرفة‪ ،‬واالنفتاح على حضارة العصر‪.‬‬
‫كما أن األجانب يعترفون بقدرة المغاربة وبراعتهم في إتقان مختلف اللغات‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫لذا‪ ،‬فإن إصالح التعليم يجب أن يظل بعي دا عن األناني ة‪ ،‬وعن أي حس ابات سياس ية‬
‫ترهن مستقبل األجيال الصاعدة‪ ،‬بدعوى الحفاظ على الهوية‪.‬‬
‫فمستقبل المغرب كله يبقى رهينا بمستوى التعليم الذي نقدمه ألبنائنا‪.‬‬
‫ومن هن ا‪ ،‬ف إن إص الح التعليم يجب أن يه دف أوال إلى تمكين المتعلم من اكتس اب‬
‫المعارف والمهارات‪ ،‬وإتقان اللغات الوطنية واألجنبية‪ ،‬السيما في التخصصات العلمي ة‬
‫والتقنية ال تي تفتح ل ه أب واب االن دماج في المجتم ع‪ ،‬كم ا أن اإلص الح المنش ود لن‬
‫يستقيم إال بالتحرر من عقدة أن شهادة الباكالوريا هي مسألة حياة أو موت بالنس بة‬
‫للتلميذ وأسرته‪ ،‬وأن من لم يحصل عليها قد ضاع مستقبله‪.‬‬
‫وبطبيع ة الح ال ف إن بعض المواط نين ال يري دون التوج ه للتك وين المه ني ألن ه في‬
‫نظرهم ينقص من قيمتهم‪ ،‬وأنه ال يصلح إال للمهن الصغيرة‪ ،‬بل يعتبرونه ملجأ لمن لم‬
‫ينجحوا في دراستهم‪.‬‬
‫فعلينا أن نذهب إليهم لتغيير هذه النظرة السلبية‪ ،‬ونوضح لهم بأن اإلنس ان يمكن أن‬
‫يرتقي وينجح في حياته دون الحصول على شهادة الباكالوريا‪.‬‬
‫كما علينا أن نعمل بك ل واقعي ة من أج ل إدم اجهم في الدينامي ة ال تي يعرفه ا ه ذا‬
‫القطاع‪.‬‬
‫فالمغاربة ال يريدون سوى االطمئنان على مستقبل أبنائهم بأنهم يتلقون تكوين ا يفتح‬
‫لهم أبواب سوق الشغل‪.‬‬
‫وبما أن التكوين المهني قد أصبح اليوم هو قطب الرحى في كل القطاع ات التنموي ة‪،‬‬
‫فإن ه ينبغي االنتق ال من التعليم األك اديمي التقلي دي إلى تك وين م زدوج يض من‬
‫للشباب الحصول على عمل‪.‬‬
‫وفي ه ذا اإلط ار‪ ،‬يجب تعزي ز معاه د التك وين في مختل ف التخصص ات‪ ،‬في‬
‫التكنولوجيات الحديث ة‪ ،‬وص ناعة الس يارات والط ائرات‪ ،‬وفي المهن الطبي ة‪ ،‬والفالح ة‬
‫والسياحة والبناء وغيرها‪.‬‬
‫وبم وازاة ذل ك يجب توف ير تك وين مه ني متج دد وع الي الج ودة‪ ،‬وال س يما في‬
‫التخصصات التي تتطلب دراسات عليا‪.‬‬
‫ومما يبعث على االرتياح‪ ،‬المستوى المشرف ال ذي وص ل إلي ه المغارب ة في مختل ف‬
‫التخصصات المهنية‪.‬‬
‫وهو ما جعل بالدنا تتوفر على يد عاملة ذات كفاءات عالية‪ ،‬مؤهلة للعمل في مختلف‬
‫المق اوالت العالمي ة‪ ،‬خاص ة منه ا ال تي تخت ار المغ رب لتوس يع اس تثماراتها وزي ادة‬
‫إشعاعها‪.‬‬
‫ولض مان النج اح للمنظ ور االس تراتيجي لإلص الح‪ ،‬فإن ه يجب على الجمي ع تملك ه‪،‬‬
‫واالنخراط الجاد في تنفيذه‪.‬‬
‫كما ندعو لصياغة هذا اإلصالح في إطار تعاقدي وطني ملزم‪ ،‬من خالل اعتم اد ق انون‬
‫‪ -‬إطار يحدد الرؤية على المدى البعيد‪ ،‬ويضع ح دا للدوام ة الفارغ ة إلص الح اإلص الح‪،‬‬
‫إلى ما ال نهاية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية‬
‫من الوالية التشريعية ‪2017‬‬

‫"وقد وقفنا‪ ،‬أكثر من مرة‪ ،‬على حقيقة األوضاع‪ ،‬وعلى حجم االختالالت‪ ،‬التي يعرفه ا‬
‫جميع المغاربة‪.‬‬

‫أليس المطلوب هو التنفيذ الجيد للمشاريع التنموية المبرمجة‪ ،‬ال تي تم إطالقه ا‪ ،‬ثم‬
‫إيج اد حل ول عملي ة وقابل ة للتط بيق‪ ،‬للمش اكل الحقيقي ة‪ ،‬وللمط الب المعقول ة‪،‬‬
‫والتطلعات المشروعة للمواطنين‪ ،‬في التنمية والتعليم والصحة والشغل وغيرها؟‬
‫‪...‬‬
‫والمغاربة اليوم‪ ،‬يريدون ألبن ائهم تعليم ا جي دا‪ ،‬ال يقتص ر على الكتاب ة والق راءة فق ط‪،‬‬
‫وإنما يضمن لهم االنخراط في عالم المعرفة والتواص ل‪ ،‬والول وج واالن دماج في س وق‬
‫الش غل‪ ،‬ويس اهم في االرتق اء الف ردي والجم اعي‪ ،‬ب دل تخ ريج فئ ات عريض ة من‬
‫المعطلين‪.‬‬
‫‪...‬‬
‫ورغم الجهود المبذولة فإن وضعية شبابنا ال ترضينا وال ترضيهم‪ ،‬فالعديد منهم يع انون‬
‫من اإلقصاء والبطالة ومن عدم استكمال دراستهم وأحيانا حتى من الول وج للخ دمات‬
‫االجتماعية األساسية‪.‬‬
‫كما أن منظوم ة التربي ة والتك وين ال ت ؤدي دوره ا في التأهي ل واإلدم اج االجتم اعي‬
‫واالقتصادي للشباب‪".‬‬

‫نص الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬
‫إلى المشاركين في “اليوم الوطني حول التعليم األولي”‪ ،‬األربعاء ‪18‬‬
‫يوليوز‪ ،‬الصخيرات‬

‫“الحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على موالنا رسول هلل وآله وصحبه‬
‫حضرات السيدات والسادة‪،‬‬
‫يسعدنا أن نتوج ه إلى المش اركين في “الي وم الوط ني ح ول التعليم األولي”‪ ،‬ال ذي‬
‫أبينا إال أن نضفي عليه رعايتنا الساميـة‪ ،‬تجسيدا للعناية الفائقة التي ما فتئنا نوليه ا‬
‫إلص الح منظوم ة التربي ة والتك وين والبحث العلمي‪ ،‬ال تي نعتبره ا رافع ة للتنمي ة‬
‫المتوازنة وعماد تأهيل الرأسمال البشري‪.‬‬
‫وهي مناسبة أيضا لتأكيد حرصنا على إنجاح هذا اإلص الح‪ ،‬عموم ا والنه وض خصوص ا‬
‫بأوضاع الطفولة في ارتباطها بالتعليم المبكر‪ ،‬لما له من انعكاسات إيجابية على الفرد‬
‫واألسرة والمجتمع داعين إلى التعاطي م ع ه ذا ال ورش اإلص الحي المص يري‪ ،‬وف ق‬

‫‪39‬‬
‫مقارب ة طموح ة وجريئ ة تض ع المص لحة العام ة ف وق أي اعتب ار ‪ ،‬وذل ك من منظ ور‬
‫متكامل‪ ،‬يزاوج بين الكم والكيف‪ ،‬بما يس اهم في تك ريس وتعميم تعليم أولي منفتح‬
‫يتميز بالفعالية والجودة‪.‬‬
‫وإننا لنشيد بمب ادرة عق د ه ذا اللق اء ب النظر ألهمي ة س ياقه‪ ،‬حيث ين درج في إط ار‬
‫تفعيل اإلصالح التربوي‪ ،‬المنبث ق عن الرؤي ة االس تراتيجية ‪ ،2030-2015‬الهادف ة إلى‬
‫إرساء مدرسة جديدة‪ ،‬ترتكز في آن واحد على اإلنصاف والمساواة‪ ،‬والجودة واالرتق اء‬
‫بالفرد‪ ،‬وتقدم المجتمع والتي نحن حريصون على تفعيلها‪.‬‬
‫حضـرات السيـدات والسـادة‪،‬‬
‫ال تخفى عليكم أهمية التعليم األولي في إصالح المنظومة التربوية‪ ،‬باعتباره القاع دة‬
‫الصلبة التي ينبغي أن ينطلق منها أي إصالح‪ ،‬بالنظر لما يخوله لألطفال من اكتس اب‬
‫مهارات وملكات نفسية ومعرفية‪ ،‬تمكنهم من الولوج السلس للدراس ة‪ ،‬والنج اح في‬
‫مسارهم التعليمي‪ ،‬وبالتالي التقليص من التكرار والهدر المدرسي‪.‬‬
‫كم ا أن ه ذا التعليم ال يك رس فق ط ح ق الطف ل في الحص ول على تعليم جي د من‬
‫منطلق تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص‪ ،‬وإنما يؤكد مبدأ االستثمار األمثل للم وارد البش رية‪،‬‬
‫باعتباره ضرورة ملحة للرفع من أداء المدرسة المغربية‪.‬‬
‫وفي هذا الص دد‪ ،‬نثمن ال رأي الص ادر عن المجلس األعلى للتربي ة والتك وين والبحث‬
‫العلمي‪ ،‬الذي يعتبر “التعليم األولي أساس بناء المدرسة المغربية الجديدة‪ ،‬باعتب اره‬
‫مرجعا أساسيا لتعميم تعليم أولي ذي جودة”‪.‬‬
‫حضـرات السيـدات والسـادة‪،‬‬
‫لقد حرص دستور المملكة على تعزيز المب ادئ األساس ية للنه وض بمس ألة التعليم‬
‫وفي هذا اإلطار أكد الدس تور على أن “التعليم األساس ي ح ق للطف ل وواجب على‬
‫األسرة والدولة”‪ ،‬وعلى أن “الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابي ة‪ ،‬تعم ل‬
‫على تعبئة كل الوسائل المتاحة‪ ،‬لتيس ير أس باب اس تفادة المواط نين والمواطن ات‪،‬‬
‫على قدم المساواة‪ ،‬من الحق في الحصول على تعليم عصري ذي جودة عالية”‪.‬‬
‫وتكريس ا له ذه المقتض يات الدس تورية‪ ،‬فإن ه يتعين ترك يز الجه ود على الح د من‬
‫التفاوتات بين الفئات والجهات‪ ،‬وخاص ة بالمن اطق القروي ة والنائي ة‪ ،‬وش به الحض رية‪،‬‬
‫وتلك التي تعاني خصاصا ملحوظا في مجال البنيات التحتية التعليمي ة‪ ،‬وذل ك بم وازاة‬
‫مع ضرورة تش جيع ول وج الفتي ات الص غيرات للتعليم األولي واالهتم ام باألطف ال ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬عمال بمبدأ التمييز اإليجابي‪.‬‬
‫وإذا كان المغ رب ق د قط ع خط وات هام ة في مج ال التعليم األساس ي‪ ،‬والرف ع من‬
‫نسبة التمدرس‪ ،‬إال أن التعليم األولي لم يستفد من مجهود الدولة في هذا المج ال‪،‬‬
‫حيث إنه يعاني من ضعف ملحوظ لنسب المستفيدين ومن ف وارق كب يرة بين الم دن‬
‫والق رى‪ ،‬ومن تف اوت مس توى النم اذج البيداغوجي ة المعتم دة‪ ،‬وع دد الم ربين‬
‫والمعلمين‪ ،‬وكثرة المتدخلين‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ولرف ع تح دي إص الح المنظوم ة التربوي ة‪ ،‬ف إن التعليم األولي يجب أن يتم يز بط ابع‬
‫اإللزامي ة بق وة الق انون بالنس بة للدول ة واألس رة‪ ،‬وبدمج ه الت دريجي ض من س لك‬
‫التعليم اإللزامي‪ ،‬في إطار هندسة تربوية متكاملة‪.‬‬
‫كما يتعين إخراج النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بتأطير هذا التعليم‪ ،‬وفق رؤية‬
‫حديثة‪ ،‬وفي انسجام تام م ع اإلص الح الش امل ال ذي نس عى إلي ه‪ ،‬واعتم اد نم وذج‬
‫بي داغوجي متج دد وخالق‪ ،‬يأخ ذ بعين االعتب ار المكاس ب الرائ دة في مج ال عل وم‬
‫التربية‪ ،‬والتجارب الناجحة في هذا المجال‪.‬‬
‫وفي نفس الس ياق‪ ،‬نلح على ض رورة بل ورة إط ار م رجعي وط ني للتعليم األولي‪،‬‬
‫يشمل كل مكوناته‪ ،‬السيما منها المناهج ومعايير الج ودة وتك وين الم ربين؛ باإلض افة‬
‫إلى تقوية وتط وير نم اذج التعليم الحالي ة‪ ،‬لتحس ين ج ودة الع رض ال تربوي بمختل ف‬
‫وحدات التعليم األولي‪ ،‬في كل جهات المملكة‪.‬‬
‫حضـرات السيـدات والسـادة‪،‬‬
‫إن إصالح قطاع التربية والتكوين‪ ،‬وفي مقدمته التعليم األولي‪ ،‬يكتسي أهمي ة كب يرة‬
‫بالنسبة لألجيال القادمة‪ .‬ألن أطفال اليوم‪ ،‬هم رجال الغد‪.‬‬
‫وال يفوتن ا هن ا أن نش يد ب الجهود المبذول ة من ط رف مختل ف الش ركاء في العملي ة‬
‫التربوية‪ ،‬والسيما منظمات المجتمع الم دني‪ ،‬داعين إلى اعتم اد ش راكات بن اءة بين‬
‫مختلف الفاعلين المعنيين بقطاع التربية والتك وين‪ ،‬والس يما في م ا يتعل ق ب التعليم‬
‫األولي‪.‬‬

‫كم ا نؤك د على ال دور الج وهري للجماع ات الترابيـة‪ ،‬بمختل ف مس توياتها‪ ،‬في‬
‫المساهمة في رفع هذا التحدي‪ ،‬اعتبارا لما أصبحت تتوفر علي ه ه ذه الجماع ات من‬
‫ص الحيات‪ ،‬بفض ل الجهوي ة المتقدم ة‪ ،‬وذل ك من خالل إعط اء األولوي ة لتوف ير‬
‫المؤسس ات التعليمي ة وتجهيزه ا وصيانتهـا‪ ،‬خاص ة في المن اطق القروي ة والنائي ة‪،‬‬
‫لتقريب المدرسة من األطفال في كل مناطق البالد‪.‬‬
‫فإصالح التعليم هو قضية المجتمع بمختلف مكوناته‪ ،‬من قطاع ات حكومي ة وجماع ات‬
‫ترابية ومجالس استشارية ومؤسسات وطنية وفاعلين جمع ويين ومثقفين ومفك رين‪،‬‬
‫دون إغفال الدور المرك زي والحاس م لألس رة في التربي ة المبك رة لألطف ال‪ ،‬ومتابع ة‬
‫مسارهم الدراسي وتقويمه‪.‬‬
‫فهذا الورش الوطني الكبير يقتض ي االنخ راط الواس ع والمس ؤول للجميـع‪ ،‬من أج ل‬
‫كسب هذا الرهان‪ ،‬وتحقيق أهدافه‪ ،‬داخل اآلجال المحددة‪.‬‬
‫وإنن ا لنتطل ع إلى أن يش كل ه ذا الملتقى الوط ني منطلق ا فعلي ا لتجس يد اإلص الح‬
‫المنشود‪ ،‬على أسس سليمة ومتينـة‪ ،‬بم ا يقتض يه األم ر من ج ودة وفعالي ة‪ ،‬وفي‬
‫إطار اإلنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص‪ ،‬لبن اء مغ رب الغ د‪ ،‬ال ذي يحتض ن ك ل أبنائ ه‪،‬‬
‫ويفتح لهم اآلفاق للمساهمة في تنميته وتقدمه‪.‬‬
‫وإذ نحثكم على مواصلة وتضافر الجهود لبلوغ هذه األهداف‪ ،‬فإننا ن دعو هللا تع الى أن‬
‫يكلل أعمالكم بالتوفيق والسداد”‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬
‫بمناسبة عيد العرش ‪2018‬‬

‫" ‪ ...‬ل ذا‪ ،‬أدع و الحكوم ة وجمي ع الف اعلين المعن يين‪ ،‬للقي ام بإع ادة هيكل ة ش املة‬
‫وعميقة‪ ،‬للبرامج والسياسات الوطنية‪ ،‬في مجال الدعم والحماي ة االجتماعي ة‪ ،‬وك ذا‬
‫رفع اقتراحات بشأن تقييمها‪.‬‬
‫وهو ما يتطلب اعتماد مقاربة تشاركية‪ ،‬وبع د النظ ر‪ ،‬والنفس الطوي ل‪ ،‬والس رعة في‬
‫التنفيذ أيضا‪ ،‬مع تثمين المكاسب واالستفادة من التجارب الناجحة‪.‬‬
‫وفي انتظار أن يعطي هذا اإلصالح ثماره كامل ة‪ ،‬فإنن ا نحث على اتخ اذ مجموع ة من‬
‫التدابير االجتماعية المرحلية‪ ،‬في انسجام مع إعادة الهيكلة التي نتوخاها‪.‬‬
‫وإني أدع و الحكوم ة إلى االنكب اب على إع دادها‪ ،‬في أق رب اآلج ال‪ ،‬وإطالعي على‬
‫تقدمها بشكل دوري‪.‬‬
‫وح تى يك ون األث ر مباش را وملموس ا‪ ،‬ف إني أؤك د على الترك يز على المب ادرات‬
‫المستعجلة في المجاالت التالية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬إعطاء دفعة قوية لبرامج دعم التم درس‪ ،‬ومحارب ة اله در المدرس ي‪ ،‬ابت داء من‬
‫الدخول الدراسي المقبل‪ ،‬بم ا في ذل ك برن امج “تيس ير” لل دعم الم الي للتم درس‪،‬‬
‫والتعليم األولي‪ ،‬والنقل المدرسي‪ ،‬والمطاعم المدرس ية وال داخليات‪ .‬وك ل ذل ك من‬
‫أجل التخفيف‪ ،‬من التكاليف التي تتحملها األسر‪ ،‬ودعمها في س بيل مواص لة أبنائه ا‬
‫للدراسة والتكوين‪"...‬‬

‫نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬
‫بمناسبة ثورة الملك و الشعب غشت ‪2018‬‬
‫شعبي العزيز‪،‬‬
‫لقد سبق أن أكدت‪ ،‬في خطاب افتتاح البرلمان‪ ،‬على ضرورة وضع قضايا الش باب في‬
‫صلب النموذج التنموي الجديد‪ ،‬ودعوت إلعداد استراتيجية مندمجة للشباب‪ ،‬والتفكير‬
‫في أنجع السبل للنهوض بأحواله‪.‬‬
‫فال يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وبواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهالت‬
‫الالزمة لذلك‪ .‬علينا أن نقدم له أش ياء ملموس ة في التعليم والش غل والص حة وغ ير‬
‫ذلك‪ .‬ولكن قبل كل شيء‪ ،‬يجب أن نفتح أمامه باب الثقة واألمل في المستقبل ‪...‬‬
‫فتمكين الشباب من االنخ راط في الحي اة االجتماعي ة والمهني ة ليس امتي ازا ألن من‬
‫ح ق أي م واطن‪ ،‬كيفم ا ك ان الوس ط ال ذي ينتمي إلي ه‪ ،‬أن يحظى بنفس الف رص‬
‫والحظوظ من تعليم جيد وشغل كريم‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫غير أن ما يحز في نفسي أن نسبة البطالة في أوساط الشباب‪ ،‬تبقى مرتفع ة‪ .‬فمن‬
‫غير المعق ول أن تمس البطال ة ش ابا من بين أربع ة‪ ،‬رغم مس توى النم و االقتص ادي‬
‫الذي يحققه المغرب على العموم‪ .‬واألرقام أكثر قساوة في المجال الحضري‪.‬‬
‫ورغم المجهودات المبذولة‪ ،‬واألوراش االقتصادية‪ ،‬والبرامج االجتماعية المفتوحة‪ ،‬ف إن‬
‫النتائج المحققة‪ ،‬تبقى دون طموحن ا في ه ذا المج ال‪ .‬وه و م ا ي دفعنا‪ ،‬في س ياق‬
‫نفس الروح والتوجه‪ ،‬الذي حددناه في خطاب العرش‪ ،‬إلى إثارة االنتباه مجددا‪ ،‬وبك ل‬
‫اس تعجال‪ ،‬إلى إش كالية تش غيل الش باب‪ ،‬الس يما في عالقته ا بمنظوم ة التربي ة‬
‫والتكوين‪.‬‬
‫إذ ال يمكن أن نقب ل لنظامن ا التعليمي أن يس تمر في تخ ريج أف واج من الع اطلين‪،‬‬
‫خاصة في بعض الش عب الجامعي ة‪ ،‬ال تي يع رف الجمي ع أن ح املي الش هادات في‬
‫تخصصاتها يجدون ص عوبة قص وى في االن دماج في س وق الش غل‪ .‬وه و ه در ص ارخ‬
‫للموارد العمومية‪ ،‬ولطاقات الشباب‪ ،‬مما يعرق ل مس يرات التنمي ة‪ ،‬وي ؤثر في ظ روف‬
‫عيش العديد من المغاربة‪.‬‬
‫الغريب في األمر أن الكثير من المس تثمرين والمق اوالت يواجه ون‪ ،‬في نفس ال وقت‪،‬‬
‫ص عوبات في إيج اد الكف اءات الالزم ة في مجموع ة من المهن والتخصص ات‪ .‬كم ا أن‬
‫العديد من الشباب‪ ،‬خاصة من حاملي الشهادات العليا العلمية والتقنية‪ ،‬يفك رون في‬
‫الهجرة إلى الخارج‪ ،‬ليس فقط بسبب التحف يزات المغري ة هن اك‪ ،‬وإنم ا أيض ا ألنهم ال‬
‫يجدون في بلدهم المناخ والشروط المالئم ة لالش تغال‪ ،‬وال ترقي المه ني‪ ،‬واالبتك ار‬
‫والبحث العلمي‪ .‬وهي عموما نفس األس باب ال تي ت دفع ع ددا من الطلب ة المغارب ة‬
‫بالخارج لعدم العودة للعمل في بلدهم بعد استكمال دراستهم‪.‬‬
‫وأمام هذا الوضع‪ ،‬ندعو لالنكباب بكل جدية ومسؤولية‪ ،‬على هذه المسألة‪ ،‬من أج ل‬
‫توف ير الجاذبي ة والظ روف المناس بة لتحف يز ه ذه الكف اءات على االس تقرار والعم ل‬
‫بالمغرب‪ .‬ومن أجل التص دي لإلش كالية المزمن ة‪ ،‬للمالءم ة بين التك وين والتش غيل‪،‬‬
‫والتخفيف من البطال ة‪ ،‬ن دعو الحكوم ة والف اعلين التخ اذ مجموع ة من الت دابير‪ ،‬في‬
‫أقرب اآلجال‪ ،‬تهدف على الخصوص إلى‪:‬‬
‫‪ +‬أوال‪ :‬القيام بمراجعة شاملة آلليات وبرامج الدعم العمومي لتشغيل الشباب‪ ،‬للرفع‬
‫من نجاعتها‪ ،‬وجعلها تستجيب لتطلعات الشباب‪ ،‬على غرار ما دعوت إليه في خطاب‬
‫العرش بخصوص برامج الحماية االجتماعية‪.‬‬
‫وفي أفق ذلك‪ ،‬قررنا تنظيم لقاء وطني للتشغيل والتكوين‪ ،‬وذلك قب ل نهاي ة الس نة‪،‬‬
‫لبلورة قرارات عملية‪ ،‬وحلول جديدة‪ ،‬وإطالق مبادرات‪ ،‬ووضع خارطة طري ق مض بوطة‪،‬‬
‫للنهوض بالتشغيل‪.‬‬
‫‪ +‬ثانيا‪ :‬إعطاء األسبقية للتخصصات التي توفر الشغل‪ ،‬واعتم اد نظ ام ن اجع للتوجي ه‬
‫المبك ر‪ ،‬س نتين أو ثالث س نوات قب ل الباكالوري ا‪ ،‬لمس اعدة التالمي ذ على االختي ار‪،‬‬
‫حسب مؤهالتهم وميوالتهم‪ ،‬بين التوجه للشعب الجامعية أو للتكوين المهني‪.‬‬
‫وبموازاة ذلك‪ ،‬ندعو العتماد اتفاقية إطار بين الحكومة والقطاع الخ اص‪ ،‬إلعط اء دفع ة‬
‫قوية في مجال إعادة تأهيل الطلبة ال ذين يغ ادرون الدراس ة دون ش واهد‪ ،‬بم ا ي تيح‬
‫لهم الفرص من جديد‪ ،‬لتسهيل اندماجهم في الحياة المهنية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ +‬ثالثا‪ :‬إعادة النظر بشكل شامل في تخصصات التك وين المه ني لجعله ا تس تجيب‬
‫لحاجيات المقاوالت والقطاع العام‪ ،‬وتواكب التحوالت ال تي تعرفه ا الص ناعات والمهن‪،‬‬
‫بما يتيح للخريجين فرصا أكبر لالندماج المهني‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬يتعين إعطاء المزي د من العناي ة للتك وين المه ني بك ل مس توياته‪ ،‬وإطالق جي ل‬
‫جدي د من المراك ز لتك وين وتأهي ل الش باب‪ ،‬حس ب متطلب ات المرحل ة‪ ،‬م ع مراع اة‬
‫خصوصيات وحاجيات كل جهة‪.‬‬
‫وسيساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية واالجتماعي ة في بن اء وتجه يز‬
‫مراكز جديدة للتكوين المهني‪ ،‬حسب المتطلبات المستجدة‪.‬‬
‫‪ +‬رابعا‪ :‬وضع آليات عملية كفيلة بإحداث نقلة نوعية في تحف يز الش باب على خل ق‬
‫المقاوالت الصغرى والمتوسطة في مجاالت تخصصاتهم‪ ،‬وكذا دعم مبادرات التش غيل‬
‫الذاتي‪ ،‬وإنشاء المقاوالت االجتماعية‪.‬‬
‫وباإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬يتعين على اإلدارات العمومي ة‪ ،‬وخاص ة الجماع ات الترابي ة‪ ،‬أن‬
‫تقوم بأداء ما بذمتها من مستحقات تجاه المقاوالت‪ ،‬ذلك أن أي ت أخير ق د ي ؤدي إلى‬
‫إفالسها‪ ،‬مع ما يتبع ذلك من فقدان العديد من مناصب الشغل‪.‬‬
‫فكيف نريد أن نعطي المثال‪ ،‬إذا ك انت إدارات ومؤسس ات الدول ة ال تح ترم التزاماته ا‬
‫في هذا الشأن‪.‬‬
‫‪ +‬خامس ا‪ :‬وض ع آلي ات جدي دة تمكن من إدم اج ج زء من القط اع غ ير المهيك ل في‬
‫القط اع المنظم‪ ،‬ع بر تمكين م ا يت وفر علي ه من طاق ات‪ ،‬من تك وين مالئم ومحف ز‪،‬‬
‫وتغطية اجتماعية‪ ،‬ودعمها في التشغيل الذاتي‪ ،‬أو خلق المقاولة‪.‬‬
‫‪ +‬سادس ا‪ :‬وض ع برن امج إجب اري على مس توى ك ل مؤسس ة‪ ،‬لتأهي ل الطلب ة‬
‫والمتدربين في اللغات األجنبية لمدة من ثالثة إلى س تة أش هر‪ ،‬وتعزي ز إدم اج تعليم‬
‫هذه اللغات في كل مستويات التعليم‪ ،‬وخاصة في ت دريس الم واد التقني ة والعلمي ة‪.‬‬
‫إن قضايا الشباب ال تقتصر فقط على التكوين والتشغيل‪ ،‬وإنم ا تش مل أيض ا االنفت اح‬
‫الفكري واالرتقاء الذهني والصحي‪.‬‬

‫نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في‬
‫المائدة المستديرة رفيعة المستوى بنيويورك حول قدرة التربية على‬
‫التحصين من العنصرية والميز‪ .‬شتنبر ‪ 2018‬بنيويورك‬

‫صحاب الفخامة والمعالي والسعادة‪،‬‬


‫حضرات السيدات والسادة‪،‬‬
‫يشكل كسب رهان التربية الحالة الوحيدة التي يمكن االعتداد بالنج اح فيه ا‪ ،‬كإنج از‬
‫فردي وجماعي في اآلن نفسه‪.‬‬
‫فالتربية توفر تلك القدرة الالفتة‪ ،‬بل والضرورية‪ ،‬على تجاوز شعور التوجس من اآلخ ر‪،‬‬
‫وعلى رفض الخلط بين المفاهيم‪ ،‬ودحض األحكام المسبقة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وهي‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬قاعدة للتالحم والمس اواة‪ ،‬وش رط أساس ي للنم و واالزده ار‪،‬‬
‫باعتبارها عالجًا وسالحًا ناجعين في مواجهة كل هذه اآلفات‪.‬‬
‫وترسيخًا للتوجهات التي عرض ناها في خط اب الع رش في ‪ 29‬يولي وز الماض ي‪ ،‬فق د‬
‫حرصنا على وضع قضايا الشباب في ص لب النم وذج التنم وي الجدي د‪ ،‬ال ذي يعتم ده‬
‫المغرب‪.‬‬
‫وبحكم انخراط المملكة الكامل في تنفي ذ خط ة األمم المتح دة للتنمي ة المس تدامة‪،‬‬
‫في أف ق ع ام ‪ ،2030‬فق د اتخ ذت من ورش النه وض ب التعليم الجي د أساس ًا متين ًا‬
‫لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر‪.‬‬
‫فال بد للتعليم الجيد الذي ننشده‪ ،‬أن يعلم أبناءنا التاريخ برواياته المتع ددة‪ ،‬من خالل‬
‫استعراض اللحظات المشرقة في ماض ي البش رية‪ ،‬لكن دون إغف ال ص فحاته األك ثر‬
‫قتامة‪.‬‬
‫وال بد ل ه ك ذلك أن ينمي ل ديهم روح االنفت اح على الع الم‪ ،‬وعلى التن وع اإلنس اني‬
‫والثقافي‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإننا نتطل ع إلى مس اهمة ه ذا التعليم في إع داد أجي ال‬
‫متش بعة ب الفكر المتفتح وروح التس امح‪ ،‬وق ادرة على تحقي ق ذاته ا في بل دان‬
‫كالمغرب‪ ،‬حيث تندمج الثقافات والحضارات في الحوار بكل حرية‪ ،‬ويغني بعضها بعضًا‪.‬‬

‫الخطاب السامي لجاللة الملك أمام أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة‬


‫افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثالثة من الوالية التشريعية‬
‫العاشرة‪ .‬الجمعة ‪ 12‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫حضرات السيدات والسادة البرلمانيين المحترمين‪،‬‬

‫إن التوجيه ات الهام ة‪ ،‬ال تي ق دمناها بخص وص قض ايا التش غيل‪ ،‬والتعليم والتك وين‬
‫المهني‪ ،‬والخدمة العس كرية‪ ،‬ته دف للنه وض بأوض اع المواط نين‪ ،‬وخاص ة الش باب‪،‬‬
‫وتمكينهم من المساهمة في خدمة وطنهم‪.‬‬

‫فالخدمة العس كرية تق وي روح االنتم اء لل وطن‪ .‬كم ا تمكن من الحص ول على تك وين‬
‫وت دريب يفتح ف رص االن دماج المه ني واالجتم اعي أم ام المجن دين ال ذين ي برزون‬
‫مؤهالتهم‪ ،‬وروح المسؤولية وااللتزام‪.‬‬
‫وهن ا يجب التأكي د أن جمي ع المغارب ة المعن يين‪ ،‬دون اس تثناء‪ ،‬سواس ية في أداء‬
‫الخدم ة العس كرية‪ ،‬وذل ك بمختل ف فئ اتهم وانتم اءاتهم االجتماعي ة وش واهدهم‬
‫ومستوياتهم التعليمية‪.‬‬
‫حضرات السيدات والسادة البرلمانيين‪،‬‬
‫إننا نضع النهوض بتشغيل الش باب في قلب اهتماماتن ا‪ ،‬ونعت بر أن هن اك العدي د من‬
‫المجاالت التي يمكن أن تساهم في خلق المزيد من فرص الشغل‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ويع د التك وين المه ني رافع ة قوي ة للتش غيل إذا م ا حظي بالعناي ة ال تي يس تحقها‬
‫وإعطاء مضمون ومكانة جديدين لهذا القطاع الواعد‪.‬‬
‫وهو ما يقتضي العمل على مد المزيد من الممرات والجسور بين ه وبين التعليم الع ام‬
‫في إطار منظومة موح دة ومتكامل ة م ع خل ق ن وع من الت وازن بين التك وين النظ ري‬
‫والتداريب التطبيقية داخل المقاوالت‪.‬‬

‫نص الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين صاحب الجاللة الملك محمد‬
‫السادس خالل مراسم االستقبال الرسمي لقداسة البابا فرانسيس‪ .‬األحد‬
‫‪ 31‬مارس ‪2019‬‬

‫‪"...‬ولمواجهة التطرف بكل أشكاله‪ ،‬فإن الح ل لن يك ون عس كريا وال مالي ا؛ ب ل الح ل‬
‫يكمن في شيء واحد‪ ،‬هو التربية‪.‬‬
‫فدفاعي عن قض ية التربي ة‪ ،‬إنم ا ه و إدان ة للجه ل‪ .‬ذل ك أن م ا يه دد حض اراتنا هي‬
‫المقاربات الثنائية‪ ،‬وانعدام التعارف المتبادل‪ ،‬ولم يكن يوما الدين‪.‬‬
‫والي وم‪ ،‬ف إني بص فتي أم ير المؤم نين‪ ،‬أدع و إلى إيالء ال دين مج ددا المكان ة ال تي‬
‫يستحقها في مجال التربية"‪.‬‬

‫نص الخطاب الذي ألقاه جاللة الملك الموجه إلى األمة بمناسبة ذكرى‬
‫ثورة الملك والشعب‪ .‬الثالثاء ‪ 20‬غشت ‪2019‬‬

‫"لذا‪ ،‬ما فتئنا ندعو للنهوض بالعالم القروي‪ ،‬من خالل خل ق األنش طة الم درة لل دخل‬
‫والشغل‪ ،‬وتس ريع وت يرة الول وج للخ دمات االجتماعي ة األساس ية‪ ،‬ودعم التم درس‪،‬‬
‫ومحاربة الفقر والهشاشة‪.‬‬

‫كم ا أن ه ذه الفئ ات من جهته ا‪ ،‬مطالب ة بالمب ادرة والعم ل على تغي ير وض عها‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتحسين ظروفها‪.‬‬

‫ومن بين الوس ائل المتاح ة ل ذلك‪ ،‬الح رص على االس تفادة من تعميم التعليم‪ ،‬ومن‬
‫الفرص التي يوفرها التكوين المهني‪ ،‬وكذا من البرامج االجتماعية الوطنية‪.‬‬

‫وفي نفس الس ياق‪ ،‬ن دعو الس تغالل الف رص واإلمكان ات ال تي تتيحه ا القطاع ات‬
‫األخرى‪ ،‬غ ير الفالحي ة‪ ،‬كالس ياحة القروي ة‪ ،‬والتج ارة‪ ،‬والص ناعات المحلي ة وغيره ا‪،‬‬
‫وذلك من أجل الدفع قدما بتنمية وتشجيع المبادرة الخاصة‪ ،‬والتشغيل الذاتي‪.‬‬

‫وهنا أؤكد مرة أخرى‪ ،‬على أهمية التكوين المهني‪ ،‬في تأهيل الش باب‪ ،‬وخاص ة في‬
‫القرى‪ ،‬وضواحي المدن‪ ،‬لالندماج المنتج في سوق الشغل‪ ،‬والمس اهمة في تنمي ة‬
‫البالد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫فالحصول على الباكالوريا‪ ،‬وولوج الجامعة‪ ،‬ليس امتيازا‪ ،‬وال يشكل س وى مرحل ة في‬
‫التعليم‪ .‬وإنما األهم هو الحصول على تكوين‪ ،‬يفتح آفاق االندماج المهني‪ ،‬واالستقرار‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫فالنهوض بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة‪ ،‬ليس فقط من أجل توفير فرص العمل‪،‬‬
‫وإنما أيضا لتأهي ل المغ رب‪ ،‬لرف ع تح ديات التنافس ية االقتص ادية‪ ،‬ومواكب ة التط ورات‬
‫العالمية‪ ،‬في مختلف المجاالت‪" .‬‬

‫‪47‬‬
‫نص الرسالة السامية الموجهة من طرف صاحب الجاللة إلى المشاركين‬
‫في المؤتمر الدولي الثالث والثالثين حول فعالية وتطوير المدارس‪ 7 .‬يناير‬
‫‪2020‬‬

‫“الحمـد هلل‪ ،‬والصـالة والسـالم عـلى مـوالنـا رسـول هللا وآلـه وصحبـه‪.‬‬

‫حضـرات السيـدات والسـادة‪،‬‬

‫يطيـب لنـا أن نتـوجـه إلـى المشـاركيـن فـي المـؤتمـر الـدولـي الثـالـث والثـالثيـن‬
‫حـول فعـاليـة وتطـويـر المـدارس‪ ،‬الـذي أحطنـاه بـرعـايتنـا السـاميـة‪ ،‬لمـا نـوليـه مـن‬
‫عنـايـة لمـوضـوعـه األسـاس المـرتبـط بـالتـربيـة والتعليـم‪ ،‬ودورهمـا فـي تمكيـن‬
‫الشبـاب مـن المسـاهمـة الفعليـة فـي تحقيـق التنميـة المستـدامـة‪.‬‬

‫ونـود فـي هـذه المنـاسبـة‪ ،‬أن نشيـد بـاألهـداف السـاميـة التـي وضعهـا هـذا‬
‫المـؤتمـر نصـب عينيـه‪ ،‬وبـالمقـاصـد النبيلـة التـي يسعـى لتحقـيقهـا منـذ‬
‫تـأسيسـه‪ ،‬والتـي تـروم فـي جـوهـرهـا تحقيـق اإلنصـاف‪ ،‬واالرتقـاء بـالجـودة فـي‬
‫التـربيـة والتعليـم عبـر العـالـم‪.‬‬

‫وإذ نـرحـب بضيـوف المـؤتمـر الكـرام‪ ،‬فـإننـا نعـرب لهـم عـن بـالـغ سـرورنـا بـانعـقـاد‬
‫هـذا الملتقـى العـالمـي عـلى أرض المملكـة المغـربيـة‪ ،‬كـأول بلـد إفـريقـي‬
‫وعـربـي يستضيـف إحـدى دوراتـه‪ ،‬بعـد أن اقتصـر األمـر فـي السـابـق عـلى دول‬
‫مـن أوربـا وأمـريكـا وآسيـا‪ .‬وهـي مبـادرة تكـرس المصـداقيـة الـتي يحظـى بهـا‬
‫المغـرب لـدى مختلـف الهيئـات والمنظمـات والمـؤسسـات الـدوليـة‪ ،‬والبلـدان‬
‫الشقيقـة والصـديقـة والشريكـة‪.‬‬

‫حضـرات السيـدات والسـادة‪،‬‬

‫إن هـذا المـؤتمـر يجسـد إرادة المجتمـع التـربـوي الـدولـي‪ ،‬فـي تقـويـة أواصـر‬
‫التعـاون شمـال‪-‬جنـوب‪ ،‬وجنـوب‪-‬جنـوب‪ ،‬فـي مجـال تطـويـر المـدرسـة واألنظمـة‬
‫التـربـويـة‪ ،‬اعتبـارا لألبعـاد الكـونيـة للتعليـم‪ ،‬الـذي يشكـل حقـا أسـاسيـا مـن‬
‫حقـوق اإلنسـان‪ ،‬واستحضـارا لغـايـات الهـدف الـرابـع لخطـة التنميـة المستـدامـة‬
‫لعـام ‪ ،2030‬التـي تـوافـق عليهـا المنتظـم الـدولـي‪ ،‬والتـزمـت بهـا الحكـومـات‪،‬‬
‫والتـي تتـوخـى فـي جـوهـرهـا ومبتغـاهـا ضمـان التعليـم الجيـد والمنصـف‬
‫والشـامـل‪ ،‬وتعـزيـز فـرص التعلـم عـلى مـدى الحيـاة أمـام الجميـع‪.‬‬

‫كمـا يشكـل هـذا المـؤتمـر فـرصـة إلبـراز الـدور الـريـادي الـذي يمكـن أن تلعبـه دول‬
‫القـارة اإلفريقيـة‪ ،‬الغنيـة بشبابهـا‪ ،‬فـي إذكـاء النقـاش حـول الـرفـع مـن جـودة‬
‫التـربيـة والتكويـن‪ ،‬وفـي تلمـس أفضـل السبـل الكفيلـة بـاالستجـابـة لـالنتظـارات‬
‫الـرئيسيـة للمنظـومـات التـربـويـة للـدول السـائـرة فـي طـريـق النمـو‪ ،‬التـي تسعـى‬
‫لتطـويـر أنظمتهـا‪ ،‬واالرتقـاء بهـا إلـى مستـوى مثيـالتهـا مـن األنظمـة التربـويـة‬
‫المتقدمـة‪.‬‬

‫وفـي هـذا اإلطـار‪ ،‬فبقـدر مـا نسعـى إلـى تحقيـق المقـاصـد التـربـويـة والتنمـويـة‬
‫للمـؤتمـر‪ ،‬فـإننـا نحـرص عـلى أن نجعـل منـه فـرصـة مـواتـيـة لتعـزيـز عـالقـات‬
‫‪48‬‬
‫التعـاون والتـقـارب‪ ،‬التـي يتشبـث المغـرب بتقـويـة أواصـرهـا‪ ،‬محليـا وعـربيـا‬
‫وإفـريقـيـا ودوليــا ؛ وذلـك تمـاشيـا مـع إرادتـه القـويـة فـي تـرسيـخ روابـط اإلخـاء‬
‫والصـداقـة والتعـاون‪ ،‬والشـراكـة البنـاءة‪ ،‬وتحقـيـق التقـدم المشتـرك‪،‬‬

‫وانسجـامـا مـع قيـم االنفتـاح واالعتـدال‪ ،‬والتسـامـح والحـوار‪ ،‬المتبـادل بيـن‬


‫الثقـافـات والحضـارات اإلنسـانيـة جمعـاء‪ .‬هـذه القيـم اإلنسـانيـة التـي انتهجهـا‬
‫المغـرب‪ ،‬وكـرسهـا دستـور المملكـة‪.‬‬

‫حضـرات السيـدات والسـادة‪،‬‬

‫يستمـد هـذا المـؤتمـر أهميتـه الخـاصـة‪ ،‬مـن اعتبـارات عـدة‪ ،‬مـن بينهـا العـدد‬
‫الهـام للـدول المشـاركـة فـي فعـاليـاتـه‪ ،‬والـذي يناهـز سبعيـن دولـة مـن مختلـف‬
‫أرجـاء المعمـور‪ ،‬ومـا يشكلـه ذلـك مـن رصيـد غنـي بـالتجـارب الـدوليـة المتنـوعـة‪،‬‬
‫وبـالمقاربـات المختلفـة ؛ ومـا يتيحـه مـن آفـاق رحبـة للتعـاون‪ ،‬ومـن إمكـانـات‬
‫واعـدة للشـراكـة‪.‬‬

‫وممـا يـزيـد هـذا الملتقـى أهميـة‪ ،‬راهنيـة القضـايـا والمـواضيـع التـي يطـرحهـا‪ ،‬فـي‬
‫تـوافـق تـام مـع االنشغـاالت األسـاسيـة لغـالبيـة األنظمـة التـربـويـة‪ .‬األمـر الـذي‬
‫يجعلـه منـاسبـة سـانحـة للتفكيـر الجمـاعـي‪ ،‬وتعميـق النقـاش‪ ،‬وعـرض األفكـار‪،‬‬
‫واإلفـادة وتبـادل الخبـرات والممـارسـات‪ ،‬وتـالقـح التجـارب النـاجحـة ؛ وبـالتـالـي‬
‫االرتقـاء بـأداء المـؤسسـة التعليميـة‪ ،‬كفضـاء للتـربيـة والتكـويـن‪ ،‬بمختلـف‬
‫مستـويـاتهـا‪ ،‬العـامـة والمهنيـة والجـامعيـة‪ ،‬عـلى صعيـد مختلـف البلـدان‬
‫المشـاركـة‪.‬‬

‫حضـرات السيـدات والسـادة‪،‬‬

‫لقـد انخـرطـت بـالدنـا خـالل السنـوات األخيـرة فـي إصـالح عميـق وشـامـل‬
‫للمـدرسـة المغـربيـة‪ ،‬حـرصنـا عـلى تحـديـد تـوجهـاتـه العـامـة‪ ،‬وأولـويـاتـه‬
‫الـرئيسيـة‪ ،‬إلحـداث تغييـر نـوعـي فـي نسـق التكـويـن وأهـدافـه‪ .‬غـايتـه االنتقـال‬
‫إلـى نظـام تـربـوي جـديـد‪ ،‬يقـوم عـلى تفـاعـل المتعلميـن‪ ،‬وتنميـة قـدراتهـم‬
‫الـذاتيـة‪ ،‬وصقـل حسهـم النقـدي‪ ،‬وإتـاحـة الفـرصـة أمـامهـم لـإلبـداع واالبتكـار‪،‬‬
‫وتـرسيـخ القيـم لـديهـم‪.‬‬

‫كمـا دعـونـا إلـى تمكينهـم مـن اكتسـاب المهـارات واللغـات األجنبيـة‪ ،‬واالنفتـاح‬
‫عـلى العـالـم‪ .‬ودعـونـا إلـى بنـاء المـواطـن الصـالـح‪ ،‬وإدمـاج الشبـاب فـي‬
‫مسلسـل التنميـة‪ ،‬واالنفتـاح عـلى الثقـافـات األخـرى‪ ،‬واالنخـراط فـي عـالـم‬
‫المعـرفـة والتـواصـل‪.‬‬

‫ومـن أجـل التفعيـل العملـي والجيـد لهـذا المشـروع التـربـوي‪ ،‬عمـل المغـرب عـلى‬
‫تكـريـس هـذه المبـادئ المـوجهـة‪ ،‬فـي قـانـون إطـار متكـامـل الـوجهـات والمـراحـل‬
‫لمنظـومـة التـربيـة والبحـث العلمـي‪.‬‬

‫لقـد أكـدنـا فـي منـاسبـات عـديـدة عـلى العنـايـة الخـاصـة التـي نـوليهـا للنهـوض‬
‫بـالتعليـم‪ ،‬انطـالقـا مـن إيمـاننـا الـراسـخ بـأدواره الحـاسمـة‪ ،‬كـرافعـة لتحقيـق‬
‫‪49‬‬
‫التنميـة المستـدامـة‪ ،‬فـي مختلـف الميـاديـن االجتمـاعيـة واالقتصـاديـة والثقـافيـة‬
‫والبيئيـة‪ .‬فهـو الـركيـزة األسـاسيـة لتـأهيـل الـرأسمـال البشـري‪ ،‬كـي يصبـح أداة‬
‫قـويـة تسـاهـم بفعـاليـة فـي خلـق الثـروة‪ ،‬وفـي إنتـاج الـوعـي‪ ،‬وفـي تـوليـد الفكـر‬
‫الخـالق والمبـدع‪ ،‬وفـي تكـويـن المـواطـن الحـريـص عـلى ممـارسـة حقـوقـه‪،‬‬
‫والمخلـص فـي أداء واجبـاتـه‪ .‬المتشبـع بـالقيـم الكـونيـة المشتـركـة‪ ،‬وبـاإلنسـانيـة‬
‫المـوَّح ـدة‪ ،‬المتمسـك بهـويتـه الغنيـة بتعـدد روافـدهـا‪ ،‬وبمبـادئ التعـايـش مـع‬
‫اآلخـر‪ ،‬والمتحصـن مـن نـزوعـات التطـرف والغلـو واالنغـالق‪.‬‬

‫وانطـالقـا مـن هـذه األهـداف السـاميـة‪ ،‬فـإن الفعـاليـة التـي ننشـدهـا لمـدرستنـا‪،‬‬
‫ينبغـي أن تقـاس‪ ،‬بشكـل جـوهـري‪ ،‬بمـدى استجـابتهـا للحـاجيـات واالنشغـاالت‬
‫األسـاسيـة للشبـاب‪ ،‬بـاعتبـارهـم القـوة المحـركـة للمجتمعـات‪ .‬وذلـك مـن خـالل‬
‫تمكينهـم مـن المعـارف والكفـايـات والمهـارات والقيـم واللغـات والثقـافـة‪ ،‬التـي‬
‫ُتَن ِّم ـي وُتَف ِّتـُح شخصيتهـم‪ ،‬وُتعـزز استقـالليتهـم‪ ،‬وُتسـاعـدهـم عـلى إبـراز‬
‫مـؤهـالتهـم وتحقيـق ذواتهـم‪ ،‬وتـرفـع مـن فـرص إدمـاجهـم االجتمـاعـي والمهنـي‪،‬‬
‫الـذي طالمـا اعتبرنـاه حقـا للمـواطنـات والمواطنيـن‪ ،‬وليـس امتيـازا لهـم‪.‬‬

‫كمـا يمكـن أن تقـاس فعـاليـة المـدرسـة‪ ،‬مـن جهـة أخـرى‪ ،‬بمـدى قـدرتهـا عـلى‬
‫ضمـان التـربيـة والـرعـايـة فـي مـرحلـة الطفـولـة المبكـرة‪ ،‬وإدمـاج كـافـة األطفـال‪،‬‬
‫بمختلـف شـرائحهـم وفئـاتهـم فـي فضـائهـا‪ ،‬انطـالقـا مـن مبـدأ تكـافـؤ الفـرص‪،‬‬
‫والعـدالـة االجتمـاعيـة والمجـاليـة‪ ،‬وخـاصـة فـي المجـال القـروي والمنـاطـق ذات‬
‫الخصـاص‪ ،‬ولفـائـدة الفتـاة بـالبـوادي والقـرى واألريـاف‪ ،‬واألطفـال فـي وضعيـة‬
‫هشـة‪ ،‬أو الـذيـن هـم فـي وضعيـات خـاصـة‪ .‬فضـال عـن أبنـاء المهـاجـريـن‬
‫والـالجئيـن‪ ،‬الـذيـن لهـم الحـق فـي تعليـم يلبـي متطلبـاتهـم األسـاسيـة‪،‬‬
‫المـرتبطـة بـالتنشئـة واالنـدمـاج‪ ،‬سـواء فـي البلـدان المضيفـة‪ ،‬أو فـي بلـدانهـم‬
‫األصليـة‪.‬‬

‫وال يسعنـا هنـا إال أن نشيـد مجـددا‪ ،‬بـاالختيـار المـوفـق للمـواضيـع والمحـاور‬
‫المطـروحـة للتفكيـر والنقـاش فـي إطـار هـذا المـؤتمـر‪ .‬وممـا ال شـك فيـه‪ ،‬أن‬
‫تـدارسهـا سـوف يفضـي إلـى تقـديـم أجـوبـة ملمـوسـة ومبتكـرة لمختلـف‬
‫التحـديـات المطـروحـة فـي هـذا المجـال‪ ،‬مـن خـالل مقتـرحـات وقـرارات وتـوصيـات‪،‬‬
‫نـأمـل فـي أن تفتـح أفـاقـا جـديـدة مـن العمـل المشتـرك‪ ،‬يسـاعـد أنظمتنـا‬
‫التـربـويـة المختلفـة‪ ،‬عـلى تـوفيـر التعليـم الجيـد والمنصـف والـدامـج لجميـع‬
‫األطفـال‪ .‬تعليـم يـوفـر لهـم فـرص التعلـم مـدى الحيـاة‪ ،‬ويمكنهـم مـن االرتقـاء‬
‫بـأنفسهـم وبمجتمعـاتهـم‪.‬‬

‫وممـا يجعلنـا واثقيـن فـي المستـوى الـرفيـع لمخـرجـات هـذا المـؤتمـر‪ ،‬الحضـور‬
‫الـوازن لكـافـة المشـاركيـن فـي فعـاليـاتـه‪ ،‬والمكـانـة العلميـة واألكـاديميـة‬
‫والتـربـويـة الـرفيعـة التـي يتحلـون بهـا‪ ،‬مـن أكـاديمييـن متمـرسيـن‪ ،‬وبـاحثيـن‬
‫مـرمـوقيـن فـي الشـأن التـربـوي‪ ،‬وممثلـي المـؤسسـات الحكـوميـة وغيـر‬
‫الحكـوميـة‪ ،‬المهتمـة بـالمجـال التـربـوي والتكـويـن والبحـث العلمـي‪.‬‬

‫وفقكـم هللا‪ ،‬وسـدد خطـاكـم‪ ،‬وجعـل النجـاح حليـف أعمـالكـم‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫والسـالم عليكـم ورحمـة هللا تعـالـى وبـركـاتـه”‪.‬‬

‫‪07/01/2020‬‬

‫نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في‬
‫المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار‪ 15 .‬يونيو ‪2022‬‬

‫وجه صاحب الجاللة الملك محمد الس ادس‪ ،‬نص ره هللا‪ ،‬رس الة إلى المش اركين في‬
‫المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار (‪ )CONFINTEA VII‬الذي جرت أشغاله‬
‫ي وم األربع اء ‪ 15‬يوني و ‪ 2022‬بم راكش تحت ش عار “تعلم الكب ار وتعليمهم من أج ل‬
‫التنمية المستدامة‪ :‬أجندة تحويلية”‪.‬‬

‫وفيما يلي نص الرس الة الملكي ة الس امية ال تي تاله ا رئيس الحكوم ة الس يد عزي ز‬
‫أخنوش‪:‬‬

‫“الحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على موالنا رسول هللا وآله وصحبه‪.‬‬

‫أصحاب المعالي والسعادة‪،‬‬

‫حضرات السيدات والسادة‪،‬‬

‫يطيب لن ا‪ ،‬في البداي ة أن نع رب عن اعتزازن ا بانعق اد الم ؤتمر ال دولي الس ابع لتعلم‬
‫الكبار وتعليمهم (‪ ،)CONFINTEA VII‬بإشراف منظم ة األمم المتح دة للتربي ة والعلم‬
‫والثقافة “اليونسكو”‪ ،‬على أرض المملكة المغربية‪ ،‬كأول بل د ع ربي وإف ريقي يحظى‬
‫بهذا الشرف‪.‬‬

‫وإذ نرحب بالفعاليات والشخصيات المرموق ة المش اركة في ه ذا الملتقى اله ام‪ ،‬من‬
‫مسؤولين حكوميين‪ ،‬وممثلين عن المنظمات والمؤسسات الدولي ة النش يطة وخ براء‬
‫ومختصين في هذا المجال ؛ فإننا نعرب لكم عن تقديرنا لما تبذلونه جميع ا من جه ود‬
‫دؤوبة‪ ،‬كل من موقعه‪ ،‬وبحسب اختصاصاته‪ ،‬من أجل تعزيز وتط وير س بل تعلم الكب ار‬
‫وتعليمهم‪.‬‬

‫وال يفوتنا‪ ،‬في هذه المناسبة‪ ،‬أن نش يد بعالق ات الش راكة والتع اون المتم يزة ال تي‬
‫ظلت تجمع على الدوام بين المملك ة المغربي ة ومنظم ة اليونس كو‪ ،‬مؤك دين حرص نا‬
‫المتواص ل على زي ادة تكثيفه ا وتقويته ا‪ ،‬لتش مل مج االت علمي ة وتربوي ة وثقافي ة‬
‫متنوعة‪.‬‬

‫إن انعقاد هذا المؤتمر‪ ،‬الذي نضفي عليه رعايتنا السامية‪ ،‬تأكيدا لما نوليه من أهمية‬
‫بالغة لهذا القطاع‪ ،‬والختياره كشعار له هذه الس نة‪“ :‬تعلم الكب ار وتعليمهم من أج ل‬
‫التنمية المستدامة‪ :‬أجندة تحويلية”‪ ،‬ليعد بالتأكيد‪ ،‬وقفة متج ددة للتأم ل والدراس ة‪،‬‬
‫وتداول اآلراء بشأن كافة اإلشكاالت المرتبطة بهذا الموضوع‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫كما يشكل فرصة سانحة لتقييم ما أنجزته بلداننا في هذا المجال‪ ،‬والبحث عن أنج ع‬
‫السبل لبلورة سياس ات فعال ة لتعلم الكب ار وتعليمهم‪ ،‬ارتباط ا بمفه وم التعلم م دى‬
‫الحياة‪ ،‬بما يسهم في بلوغ أهداف التنمية المستدامة لسنة ‪.2030‬‬

‫ففي ظل التحوالت المتسارعة التي يعرفها العالم‪ ،‬بات من الضروري منح الكبار فرص ا‬
‫دائم ة م دى الحي اة‪ ،‬لكس ب مه ارات جدي دة تض من لهم التأهي ل األمث ل لتحس ين‬
‫ظروفهم الحياتية والصحية والعملية‪ ،‬وتمكنهم من سبل العيش الكريم‪.‬‬

‫أصحاب المعالي والسعادة‪،‬‬

‫حضرات السيدات والسادة‪،‬‬

‫إننا نعت بر تنظيم ه ذا الم ؤتمر ال دولي‪ ،‬على أرض المملك ة المغربي ة‪ ،‬دعم ا للجه ود‬
‫التي ما فتئت تبذلها بالدنا‪ ،‬لتوف ير تعليم جي د م دى الحي اة لجمي ع أبنائه ا‪ ،‬ب دءا من‬
‫التعليم األولي‪ ،‬الذي يشكل ركيزة أساسية للتعلم مدى الحياة‪ ،‬ومدخال بالغ األهمية‬
‫لتحقيق الجودة في مجال التربية والتكوين‪.‬‬

‫ومن هذا المنظور‪ ،‬تولي المملكة المغربية أهمي ة خاص ة لتعليم الش باب‪ ،‬حيث ت وفر‬
‫لهم فرص ا متع ددة ومتج ددة للتعلم‪ ،‬تض من لهم التمت ع بحقهم في الحص ول على‬
‫التأهي ل المناس ب‪ ،‬الكفي ل بض مان ان دماجهم االقتص ادي‪ ،‬وتحص يلهم المع رفي‬
‫وارتق ائهم االجتم اعي‪ ،‬بم ا يحص نهم من آف ة الجه ل والفق ر‪ ،‬ومن نزوع ات التط رف‬
‫واالنغالق‪.‬‬

‫كما عملت المملكة على تعزيز جهودها لالرتقاء بالتكوين المه ني للش باب‪ ،‬واعتم اد‬
‫تكوينات بتخصص ات متنوع ة‪ ،‬تس تجيب لحاجي ات المق اوالت والقط اع الع ام‪ ،‬وت واكب‬
‫التطورات العلمية والمعرفية‪ ،‬والتغيرات التي يعرفه ا المجتم ع والمهن‪ ،‬بم ا ي تيح لهم‬
‫فرصا أفضل لالندماج المهني‪.‬‬

‫وفض ال عن ذل ك‪ ،‬ولتمكين الش باب من االس تمرار في التعلم والتك وين ألط ول م دة‪،‬‬
‫خاصة منهم المنقطعين عن الدراسة‪ ،‬تم خلق مبادرة “مدرسة الفرصة الثانية الجي ل‬
‫الجديد للتربية والتأهيل”‪ .‬حيث تعتمد هذه المبادرة على مقاربة التكوين بالتناوب بين‬
‫المدرسة والمقاولة‪ ،‬من أجل اإلعداد والمرافقة في المش روع المه ني الف ردي لك ل‬
‫شابة وشاب‪.‬‬

‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬يندرج البرنامج الوطني الذي اعتمدته بالدنا لالرتق اء بمح و األمي ة‪،‬‬
‫الموجه إلى فئة عريضة من المواطنين والمواطنات‪ ،‬والذي تتجاوز أهدافه عملية تعلم‬
‫القراءة والكتابة إلى تيسير ان دماج الفئ ة المس تهدفة في س وق الش غل‪ ،‬من خالل‬
‫دورات تكويني ة تمكن المس تفيدين من تط وير مه اراتهم في بعض الح رف‪ ،‬وتقوي ة‬
‫قدراتهم لخلق تعاونيات ومشاريع مدرة للدخل‪.‬‬

‫كما تسهر المملكة المغربية أيضا‪ ،‬على تيس ير ول وج النس اء إلى التعليم‪ ،‬وتمكينهن‬
‫اقتصاديا مدى الحياة‪ ،‬حتى يتسنى لهن المساهمة بفعالية في التنمية‪ ،‬وكذا تط وير‬
‫ذواتهن وتحقيق طموحاتهن الشخصية والعملية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أصحاب المعالي والسعادة‪،‬‬

‫حضرات السيدات والسادة‪،‬‬

‫إن احتض ان المملك ة المغربي ة لفعالي ات ه ذا الم ؤتمر‪ ،‬يك رس انخراطه ا الفعلي في‬
‫ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة‪ .‬وهو م ا تجس د على أرض الواق ع‪ ،‬من خالل التح اق‬
‫مدينتي شفش اون وبنجري ر بالش بكة العالمي ة لم دن التعلم‪ ،‬وحص ول المغ رب على‬
‫كرسي اليونسكو‪ ،‬بفضل إنشائه مرصدا للتعلم م دى الحي اة‪ ،‬ومس اهمته في إع داد‬
‫آلي ات لتتب ع وتق ييم مس توى التعلم ات‪ ،‬بش راكة م ع معه د اليونس كو للتعلم م دى‬
‫الحياة‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تتم يز المملك ة بدينامي ة ملحوظ ة‪ ،‬بفض ل تع اون وتض افر جه ود‬
‫جميع الفاعلين‪ ،‬من قطاع عام وخاص‪ ،‬وكذا الجامعات والجماع ات الترابي ة ومنظم ات‬
‫المجتمع المدني والشركاء الدوليين‪ ،‬الذين يسهرون على تنزيل السياسات وال برامج‬
‫الخاصة بالمتعلم الكبير‪.‬‬

‫وفي هذا الص دد‪ ،‬كن ا دائم ا وم ا ن زال‪ ،‬حريص ين ك ل الح رص على توف ير تعليم جي د‬
‫لجميع المغاربة‪ ،‬بكل شرائحهم وباختالف أعمارهم ؛ تعليم يضمن االنخراط في ع الم‬
‫المعرفة والتواصل‪ ،‬ويؤهل للحياة المهنية‪ ،‬ويساهم في االرتقاء الفردي والجماعي‪.‬‬

‫وتج در اإلش ارة هن ا‪ ،‬إلى أن ه تم إعط اء ه ذا ال ورش التنم وي دفع ة قوي ة وانطالق ة‬
‫جديدة‪ ،‬في إطار النموذج التنموي الجديد‪ ،‬الذي تبنته بالدنا‪ ،‬والذي ي رمي في ش قه‬
‫التعليمي إلى إحداث نهض ة تربوي ة‪ ،‬غايته ا تعزي ز وض مان الرأس مال البش ري ال ذي‬
‫سيساهم في التنمية‪ ،‬مع فتح آفاق واعدة للمستقبل‪.‬‬

‫كم ا يقتض ي تحقي ق ه ذه الغاي ة‪ ،‬التوعي ة بالمكان ة المتزاي دة للعلم والمعرف ة‪،‬‬
‫باعتبارهما محددين للتنمي ة وللنم و االقتص ادي‪ ،‬في عص ر يتس م بتس ارع التح والت‬
‫التكنولوجي ة‪ ،‬م ع م ا يتطلب ذل ك من امتالك لكف اءات ولم ؤهالت جدي دة ومتج ددة‪.‬‬
‫ويتع زز ك ل ذل ك‪ ،‬بوض ع التربي ة على المواطن ة والحس الم دني في قلب المش روع‬
‫التربوي المغربي‪ ،‬ودعم آليات التربية والتكوين واالدماج والمواكبة والتمويل المخص ص‬
‫للنساء‪ ،‬وتعزيز قنوات التعليم والتكوين مدى الحياة‪ ،‬دعما لقدرات كل فرد في بالدنا‪.‬‬

‫أصحاب المعالي والسعادة‪،‬‬

‫حضرات السيدات والسادة‪،‬‬

‫إن الدورة السابعة لهذا المؤتمر تعد فرصة س انحة لتعزي ز الح وار ومناقش ة التح ديات‬
‫المرتبطة بمستقبل تعلم الكبار وتعليمهم‪.‬‬

‫وإنه لمن دواعي سرورنا أن نقترح خالل هذه ال دورة اعتم اد إط ار عم ل جدي د‪ ،‬تحت‬
‫إسم “إطار عمل مراكش”‪ ،‬تيمنا بالمدينة التي تحتضن أشغالكم‪ ،‬لتوجيه وتطوير تعلم‬
‫الكبار وتعليمهم في العقد القادم‪ ،‬كوثيقة مرجعية‪ ،‬تشكل خارط ة طري ق لـ ‪ 12‬س نة‬
‫المقبلة‪ ،‬وتضع المتعلم الكب ير في ص لب السياس ات التعلمي ة‪ ،‬وتك رس مب دأ التعلم‬
‫مدى الحياة‪ ،‬كرافعة أساسية لتسريع بلوغ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وإيمانا منها بضرورة تقوية وتنسيق عملي ة تتب ع إنج از التوجيه ات ال تي ستص در عن‬
‫“إط ار عم ل م راكش”‪ ،‬وض مانا الس تمرارية الدينامي ة ال تي س يطلقها ه ذا الم ؤتمر‬
‫العالمي‪ ،‬ارتأت المملكة المغربية أن تقترح تشكيل لجنة وزارية م ا بع د ‪CONFINTEA‬‬
‫‪ ،VII‬تجتمع مرة كل سنة‪ ،‬وتسهر على التنزيل الفعلي لك ل التوص يات المنبثق ة عن‬
‫المؤتمر‪ ،‬خاصة على المستوى اإلقليمي‪.‬‬

‫وضمن نفس الرؤية والتوجه‪ ،‬ولتقوية التزام بالدنا في مجال التعلم مدى الحياة‪ ،‬يقترح‬
‫المغرب أيضا‪ ،‬إطالق مب ادرة ذات بع د إف ريقي‪ ،‬ته دف إلى تقوي ة التنس يق والتع اون‬
‫جنوب – جنوب في مجال تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة‪ ،‬تتمثل في إنش اء “المعه د‬
‫االفريقي للتعلم مدى الحياة”‪.‬‬

‫وسيشكل هذا المعه د مرك زا إقليمي ا لتقوي ة ق درات الجه ات الفاعل ة والمؤسس ات‬
‫والمنظمات اإلقليمية في مجال التعلم م دى الحي اة‪ .‬كم ا سيس مح بتب ادل التج ارب‬
‫الناجحة‪ ،‬ونقل المعرفة‪ ،‬وتقاسم الخبرات فيما يخص تعلم الكب ار وتعليمهم‪ .‬ال س يما‬
‫على مستوى مدن التعلم االفريقية‪ ،‬ومن خاللها‪ ،‬ربط أواصر التعاون م ع مثيالته ا في‬
‫ربوع العالم‪.‬‬

‫كما سيستهدف هذا المعهد الف اعلين المحل يين‪ ،‬من ص ناع الق رار السياس ي وك ذا‬
‫الممارسين‪ ،‬ورؤساء المنظمات غير الحكومية والباحثين‪ ،‬لتقييم السياسات العمومية‬
‫للتعلم م دى الحي اة‪ ،‬على نط اق ق اري‪ ،‬وف ق مقارب ة تض ع المتعلم ات والمتعلمين‬
‫والمكونات والمكونين في صلب األولويات‪.‬‬

‫وإنن ا لواثق ون ب أن ه ذا الم ؤتمر سيش كل فرص ة س انحة للت داول في الممارس ات‬
‫المثلى‪ ،‬وابتكار حلول جديدة وواقعية‪ ،‬وفق رؤى متطورة‪ ،‬وتقديم مقترحات وتوص يات‪،‬‬
‫من شأنها أن تساهم في تحسين مستقبل تعلم الكبار وتعليمهم‪ ،‬وكذا ض مان ح ق‬
‫التعلم مدى الحياة للجميع‪.‬‬

‫وإذ نجدد الترحيب بكم‪ ،‬ضيوفا كراما ببلدكم الثاني المغرب‪ ،‬فإنن ا ن دعو هللا تع الى أن‬
‫يسدد خطاكم‪ ،‬ويكلل بالتوفيق أعمالكم‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعـالى وبركاته”‪.‬‬

‫(‪)15/06/2022‬‬

‫‪54‬‬

You might also like