Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 34

‫تعريف اإلعالم الرقمي والتحديات والحلول‬

‫هدف البحث الحالي إلي إلقاء الضوء علي مصطلح اإلعالم الرقمي‪ ،‬فهو‬
‫أحد المصطلحات التي ظهرت في الجزء األخير من القرن العشرين كنتيجة‬
‫للتحوالت الهائلة في مجال اإلعالم واالتصال‪ ،‬ليشمل هذا المصطلح دمج‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية مع القدرة التفاعلية لتكنولوجيا االتصاالت‬
‫واإلنترنت‪ ،‬وأصبحت وسائل اإلعالم الرقمية من أكثر وسائل اإلعالم‬
‫أهمية لدي جميع فئات المجتمع‪ ،‬ويتطرق البحث الحالي إلي مفهوم اإلعالم‬
‫الرقمي‪ ،‬ولمحة تاريخية عن ظهور اإلعالم الرقمي‪ ،‬وخصائص اإلعالم‬
‫الرقمي‪ ،‬ومميزات اإلعالم الرقمي‪ ،‬و أنواع اإلعالم الرقمي‪ ،‬والتحديات‬
‫التي تواجه اإلعالم الرقمي‪ ،‬ويختتم البحث بتقديم عدد من المقترحات‬
‫للتغلب علي التحديات التي تواجه اإلعالم الرقمي‪ ،‬منها ضرورة سن قوانين‬
‫جديدة لحماية خصوصية المستخدمين في مواجهة العصر الرقمي‪ ،‬و إعادة‬
‫النظر إلي النصوص التشريعية القائمة للوقوف علي مدي كفايتها لتحقيق‬
‫‪،‬تلك الحماية وتحديثها بما يتواءم مع التطور الهائل في اإلعالم الرقمي‬
‫وضرورة إهتمام الدولة بالتوعية لمستخدمي اإلنترنت والمواطنين بشكل‬
‫‪.‬عام من خالل عقد دورات تثقيفية حول كيفية حماية بياناتهم الشخصية‬

‫الضوابط القانونية لحرية اإلعالم الرقمى‬


‫شهد العالم تطورات في ميدان االتصال وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬انعكست‬
‫بصورة كبيرة على ميدان اإلعالم‪ ،‬والذي جمع بين تكنولوجيا المعلومات‬
‫‪،‬وتكنولوجيا االتصال‪ ،‬مما أدى إلى ظهور سوق حقيقي للوسائط المتعددة‬
‫التي تسمح بإدماج الكثير من المعطيات من مصادر مختلفة كالنصوص‬
‫والصور واألصوات والبيانات والرسومات والفيديو‪ ،‬التي تهدف إلى تطوير‬
‫األشكال الجديدة لمنتجات الوسائط المتعددة التفاعلية‪ ،‬ودفع المستخدم‬
‫القتنائها في وقت كان استعماله يقتصر على وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬في‬
‫ظل بحث المستخدم نفسه عن فضاءات أفضل للتعبير واالتصال‪ ،‬في مقدمته‬
‫‪.‬اإلعالم الرقمى‬

‫ويعتبر اإلعالم الرقمى من أحدث منتجات تقنية المعلومات واالتصاالت‬


‫وأكثرها شعبية‪ ،‬فهو يمتلك مجموعة من الخصائص التي تميزه‪ ،‬مما جعله‬
‫األكثر انتشارًا على شبكة اإلنترنت‪ ،‬وهذا شجع متصفحي شبكة اإلنترنت‬
‫‪.‬من كافة أنحاء العالم على اإلقبال المتزايد عليه‬

‫واستطاع اإلعالم الرقمى أن يفرض واقعًا مختلفًا على الصعيد اإلعالمي‬


‫والثقافي والفكري والسياسي‪ ،‬فهو ال يعد تطويرًا فقط لوسائل اإلعالم‬
‫التقليدية‪ ،‬وإنما وسيلة إعالمية احتوت كل ما سبقها من وسائل اإلعالم من‬
‫خالل انتشار المواقع والمدونات اإللكترونية‪ ،‬وظهور الصحف والمجالت‬
‫اإللكترونية التي تصدر عبر اإلنترنت‪ ،‬بل إن الدمج بين كل من هذه األنماط‬
‫والتداخل بينها أفرز قوالب إعالمية متنوعة ومتعددة بما ال يمكن حصره أو‬
‫التنبؤ بإمكانياته بإعالم المستقبل والعالم يتجه اليوم في شكل عام نحو‬
‫‪.‬اإلنترنت وتطبيقاته في المجاالت المختلفة‬

‫وفى ظل االنتشار السريع لوسائل اإلعالم الرقمى ومنها مواقع التواصل‬


‫االجتماعي‪ ،‬ينبغى أن يتم تنظيمها واستخدمها وفق ضوابط أخالقية‬
‫‪,‬وقانونية‪ ،‬واستخدام تلك المواقع لنشر معلومات مفيدة وأخبار حقيقية‬
‫ومحتوى إيجابي‪ ,‬واالبعتاد عن نشر الشائعات‪ ،‬وإذا كانت حرية اإلعالم‬
‫الرقمى تعطي لألفراد الحق في التعبير عن آرائهم‪ ،‬واإلفصاح عن‬
‫معتقداتهم وأفكارهم‪ ،‬إال أنه ليست هناك حرية بدون قيود أو حدود‪ ،‬فليست‬
‫هناك حرية بدون مسئولية‪ ،‬وإال انقلبت الحرية إلى فوضى؛ فحرية اإلعالم‬
‫باعتبارها من الحريات العامة‪ ،‬تتم ممارستها ‪ -‬في األوضاع التي حددها‬
‫القانون ‪ -‬فممارسة هذه الحرية مرهون بأال تمثل اعتداء على اآلخرين‪ .‬وقد‬
‫نص القانون ‪ 180‬لسنة ‪ 2018‬بشأن تنظيم الصحافة واإلعالم والمجلس‬
‫األعلى لتنظيم اإلعالم على مجموعة من الضوابط التى يجب على وسائل‬
‫‪.‬اإلعالم الرقمى االلتزام بها وهو ما سنعرض له بالتفصيل فى هذه الدراسة‬

‫‪:‬أهداف الدراسة ‪2-‬‬

‫بيان ماهية اإلعالم الرقمى‬


‫التعرف على التنظيم القانوني لإلعالم الرقمى وحدود سلطة المشرع فيها‬
‫بيان الضوابط القانونية المنظمة لإلعالم الرقمى‬
‫بيان دور المجلس األعلى لتنظيم اإلعالم فى الرقابة على العمل اإلعالمى‬
‫الرقمى‬
‫بيان دور القضاء فى وضع ضوابط لحرية اإلعالم الرقمى‬
‫‪:‬مشكلة الدراسة ‪3-‬‬

‫‪،‬أصبح اإلعالم الرقمى وسيلة حيوية وضرورية في مجمل الحياة العامة‬


‫وفي اإلعالم واالقتصاد والسياسة‪ ،‬وتسارعت كل وسائل اإلعالم إلى‬
‫‪،‬اختيار مواقع إلكترونى لها‪ ،‬لذلك أصبح اإلعالم الرقمى حقيقة واقعية‬
‫انتشر بسرعة وازداد تأثيره خالل فترة وجيزة‪ ،‬وشكلت ثورة االتصاالت‬
‫تطورًا جوهريًا في الخارطة اإلعالمية‪ ،‬بفضل ما سمحت به من النشر عبر‬
‫الوسائط اإللكترونية الحديثة‪ ،‬وأصبح إعالمًا جديدًا قائمًا بذاته ومتميزًا عن‬
‫اإلعالم التقليدي‪ ،‬سواء في نطاق النشر وطبيعته وأدواته‪ ،‬أم بتالشي الحدود‬
‫‪.‬والقيود أمامه‬

‫‪:‬وتكمن مشكلة الدراسة فى اإلجابة على األسئلة التالية‬

‫ما هو مفهوم اإلعالم الرقمى؟ وما هى الضوابط القانونية المنظمة لإلعالم‬


‫الرقمى؟ وما دور المجلس األعلى لتنظيم اإلعالم فى الرقابة على اإلعالم‬
‫الرقمى؟ وما ضوابط حرية اإلعالم الرقمى فى ضوء أحكام القضاء‬
‫المصرى والفرنسى؟‬

‫‪ :‬منهج الدراسة ‪4-‬‬

‫تعتمد الدراسة على المنهج المقارن والمنهج التحليلي‪ ،‬حيث يظهر التحليل‬
‫من خالل بيان النصوص القانونية واألراء الفقهية واألحكام القضائية ذات‬
‫‪.‬الصلة بموضوع الدراسة‬

‫دور اإلعالم الرقمي في تعزيز استراتيجيات التنمية‬


‫المستدامة لتحقيق المزايا التنافسية‬

‫يعتبر اإلعالم آلية هامة إلحداث التغيير داخل المجتمع وکذا لربط مختلف‬
‫التفاعالت التي يمکن أن تنشأ بين أفراده‪ ،‬فاإلعالم مفهوم ذو أبعاد مختلفة‬
‫وکونه علما قائم بذاته له أصوله المتميزة ومصطلحاته الخاصة کغيره من‬
‫الحقول المعرفية فهو يضطلع بدراسة وتحميل ووصف وکذا معالجة‬
‫مختلف الظواهر االجتماعية والسياسية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬إلى غيرها‬
‫من الظواهر التي تحکم مسيرة التطور الهائل في شتى المجاالت‬

‫وتؤدي وسائل اإلعالم بشکل عام ‪-‬واإلعالم الرقمي بشکل خاص ‪ -‬في‬
‫العصر الحديث أدورا مهمة ومؤثرة في حياة األفراد والمجتمعات ‪،‬إذ يناط‬
‫بها تسليط األضواء على زمام المبادرة في طرح الخطط وإثارة المعرفة‬
‫اإلنسانية فيما يتعلق بعمليات الوعي المعرفي والسلوکي التي تؤدي بدورها‬
‫إلى تنمية المجتمع بشکل عام‬

‫وإذا کان لإلعالم دورا هاما في التعريف بقضايا التنمية المستدامة‪ ،‬وفي‬
‫ابتکار األفکار التي تدفع في هذا االتجاه‪ ،‬فإن لوسائل اإلعالم الرقمى بشکل‬
‫خاص دور کبير يمکن أن تؤديه‪ ،‬لما لهذا النمط من اإلعالم من انتشار‬
‫‪.‬کثيف بين قطاعات کبيرة من الجماهير‬

‫ولما کانت المملکة العربية السعودية تمثل جزءًا حيويًا من االقتصاد العالمي‬
‫‪،‬الذي يسير بخطى حثيثة على طريق التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة‬
‫فإنها قد حرصت على مواکبة التطورات العالمية المتسارعة في مجاالت‬
‫العولمة‪ ،‬والتخطيط لالندماج في السوق الدولية‪ ،‬ومواصلة برامج التطوير‬
‫‪.‬واإلصالح لتعزيز عملية النمو في شتى المجاالت‬

‫وتلتزم المملکة بتنفيذ أهداف واستراتيجيات التنمية المستدامة وتضعها في‬


‫مقدمة أولوياتها بما يتفق مع خصوصيتها وثوابتها‪ ،‬وتنسجم رؤية المملکة‬
‫‪2030‬‬
‫في مجملها مع هذه األهداف‪ ،‬وتوفر الرؤية وبرامجها التنفيذية االثنا عشر‬
‫مثل برنامج التحول الوطني ‪ 2020‬األسس التي تدعم إدماج أهداف التنمية‬
‫المستدامة في عملية التخطيط الوطني‪ ،‬ويعد الهدف الحادي عشر والمتمثل‬
‫‪.‬في مدن ومجتمعات محلية مستدامة أحد أبرز أهداف التنمية المستدامة‬

‫وُيعد برنامج المدن السعودية المستقبلية برنامج تعاون فني بين وزارة‬
‫‪،‬الشئون البلدية والقروية وبرنامج األمم المتحدة للمستوطنات البشرية‬
‫ويسعى البرنامج إلى تطوير رؤية جديدة وإطار تخطيط استراتيجي‬
‫للمستقبل الحضري المستدام في المملکة العربية السعودية متبعًا المعايير‬
‫العالمية والتي تتماشي مع خطة التحول االستراتيجي الجديدة ‪ ،‬ويتمثل‬
‫الهدف الرئيس للبرنامج في توفير مدن مزدهرة منتجة وعادلة وشاملة‬
‫اجتماعيًا ‪ ،‬وذات بنية تحتية کافية ومناسبة وذات جودة حياتية‬
‫مرتفعة‪.‬ويهدف البرنامج أيضًا إلى تحقيق التحضر المستدام في المملکة‬
‫وأعدت المملکة العديد من االستراتيجيات والخطط التي تعزز أهداف‪،‬‬
‫التنمية المستدامة السبعة عشر‪ ،‬ومن ضمنها االستراتيجية الخاصة بالمدن‬
‫والمجتمعات المحلية المستدامة‬

‫وانطالقا من األدوار الوظيفية التي يمکن أن يلعبها اإلعالم الرقمى ‪،‬بل‬


‫التنمية المختلفة ‪،‬فکيف يمکن له أن يدعم وينشر المفاهيم واآلليات المرتبطة‬
‫باستراتيجيات التنمية المستدامة لدى مستخدميه ؟وکيف يمکن أن يعزز هذه‬
‫االستراتيجيات ‪،‬وانطالقا من هذه التساؤالت تنطلق الدراسة الحالية إلى‬
‫محاولة طرح نموذج للعالقة بين العامل اإلعالمي المتمثل في اإلعالم‬
‫الرقمى‪ ،‬ودوره على تعزيز استراتيجيات التنمية المستدامة الخاصة بالمدن‬
‫‪.‬والمجتمعات المحلية المستدامة‬

‫تعريف وسائل االعالم والتواُص ل الحديثة‬

‫‪،‬يتواصُل األفراد فيما بينهم‪ ،‬وُيعِّبر كٌّل منهم عن أفكاره‪ ،‬ومشاعره‬


‫‪،‬باستخدام وسيلة تواصل؛ لنقل تلك الرسائل الضمنّية‪ ،‬بين الُم رِس ل‬
‫‪،‬والُم تلِّقي‪ ،‬وهنا تكمن أهّم ية َفهم عملّية التواُصل‪ ،‬بوسائلها‬
‫وأبعادها‪ ،‬ودورها‪ ،‬واألثر الُم ترِّتب عليها‪ ،‬وأهّم يتها‪ ،‬وُسُبل‬

‫تطويرها‪ ،‬وتنميتها‬

‫ولدى الحديث عن وسائل االِّتصال‪ ،‬والتواُصل‪ ،‬فإّنه ال ُبّد من‬

‫تعريفها‪ ،‬حيث إّنها‪ :‬تلك األدوات‪ ،‬واألجهزة التي ُتستخَد م؛ لنقل‬

‫األفكار‪ ،‬والمشاعر‪ ،‬واآلراء بين طرَفي عملّية االّتصال‬

‫والتواُصل‪ ،‬واليوم تتزايد أهّم ية هذه الوسائل‪ ،‬بالتزاُم ن مع تعُّد د‬

‫‪،‬أشكالها‪ ،‬وخصائصها؛ فاإلنترنت مثًال‪ ،‬كوسيلة تواصل حديثة‬

‫ساهم في تغيير الطبيعة الخّطية الُم تعاَر ف عليها في وسائل اإلعالم‬

‫التقليدّية‪ ،‬حيث مَّك نت الوسائل الحديثة الُم ستخِد مين من ُصنع‬

‫محتواهم الخاّص ‪ ،‬وتبادله فيما بينهم‪ ،‬عن طريق وسائل التواُصل‬


‫االجتماعّي ‪ ،‬وتطبيقات الهاتف المحمول‪ ،‬وقد رافق هذا التعُّد د في‬

‫الوسائل‪ ،‬والتوُّسع في شرائح الُم ستخِد مين‪ ،‬تنُّو عًا ُم تزايدًا في أشكال‬

‫‪،‬التواُص ل‪ ،‬والمحتوى المصنوع‪ ،‬كالرسوم التوضيحّية الُم تحِّركة‬

‫والفيديو‪ ،‬والَبّث اإلذاعّي َع بر اإلنترنت‪ ،‬وتقنية الَع رض الثالثّي‬


‫‪.‬األبعاد‪ ،‬وغيرها‬
‫شّك لت هذه الوسائل َنَم طًا جديدًا للتفاُع ل بين الُم رِس ل‪ ،‬والُم تلِّقي يسمُح‬
‫لطرَفي عملّية االِّتصال باالستفادة من هذا التواُصل من حيث مقدرة‬
‫‪،‬الُم تلِّقين على الحوار‪ ،‬وإبداء الرأي‪ ،‬والتعبير عنه بمختلف الوسائل‬

‫كما أّن الُم رِس ل أخذ يستفيد من آراء الجمهور‪ ،‬وُيطِّو ر من عملّية‬

‫اإلحصاء‪ ،‬وتحسين صياغة رسائله‪ ،‬وأنماط َع ْر ضها بما يتالءم مع‬

‫ُم تطَّلبات‪ ،‬ورغبات الجمهور‪ ،‬وُيَع ُّد الهاتف الجّو ال من أكثر وسائل‬

‫التواُصل انتشارًا‪ ،‬واستخدامًا؛ لما يتمَّتع به من سهولة في االستخدام‬

‫خالل أّي وقت‪ ،‬وفي أّي مكان‪ ،‬بإمكانّيات تراُسل مباشر عبر‬

‫الرسائل النّص ية‪ ،‬أو الفيديو‪ ،‬أو الُم كاَلمات الصوتّية‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫ما يحتويه من تطبيقات ُتوِّفر خدمات ال محدودة في االِّتصال‪،‬‬


‫‪.‬والتواُصل‬

‫أّم ا وسائل االِّتصال الجماهيرّي ‪ ،‬فهي‪ :‬تلك التي ُتحِّقق تواُص ًال مع‬

‫‪:‬عدد كبير من الجماهير‪ ،‬وتصُلهم في أماكنهم المختلفة‪ ،‬ومنها‬

‫الُّص ُح ف‪ ،‬واإلذاعات‪ ،‬وقنوات التلفزيون‪ ،‬والسينما‪ ،‬حيث إّن كّل‬

‫تلك الوسائل الجماهيرّية طاَلها التعديل بزيادة انتشارها‪ ،‬وتطوير‬

‫التجربة فيها مع اإلنترنت‪ ،‬والَبِّث عن طريق األقمار االصطناعّية‬

‫فأصبحت لهذه الوسائل آفاق ُم تجِّد دة في سرعة الَبّث ‪ ،‬وتطوير ‪،‬‬


‫‪.‬أشكال‪ ،‬ومضامين الُم حتوى اإلعالمّي التفاُع لّي الُم رَس ل من خاللها‬

‫نبذة عن تطُّو ر وسائل التواُص ل واإلعالم‬


‫أَّسس اإلنسان ُطرق تواُص له منذ زمن بعيد عن طريق َنقش الرموز‬
‫على ُج دران الكهوف‪ ،‬وتشكيل أعمدة الدخان الُم تصاِع دة‪ ،‬فلم يتخَّل‬

‫عن حاجته إلى التواُصل‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬فوَّظف الحمام الزاجل‪ ،‬ودَّربه؛‬


‫ليكون أداة تراُسل بريدّية لفترة زمنّية ُم متَّد ة‪ ،‬حتى خالل الحرَبين‬

‫العاَلمَّيَتين‪ :‬األولى‪ ،‬والثانية‪ ،‬ليأتي بعدها النظام البريدّي‪ ،‬ثّم‬

‫الُّص ُحف الورقّية عام ‪1605‬م‪ ،‬مّم ا أّد ى إلى ازدهار إنتاجها‪ ،‬وتوُّسع‬

‫انتشارها‪ ،‬أّم ا في الثالثينّيات من القرن التاسع عشر‪ ،‬فقد كان العاَلم‬


‫على موعد مع اختراع الراديو‪ ،‬ثّم بدأت مراسالت التلغراف عام‬

‫م‪ ،‬مّم ا أتاح المجال لظهور الهاتف‪ ،‬إلى أن بدأ تفعيل خدمة‪1844‬‬

‫الهواتف األرضّية الثابتة عام ‪1900‬م‪ ،‬وبعد عّد ة محاوالت جاّد ة‪ ،‬تّم‬

‫‪،‬اختراع جهاز التلفاز الذي تطَّو ر ليكون َبُّثه باللوَنين‪ :‬األبيض‬

‫واألسود‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أّن مصطلح اإلنترنت بدأ بالظهور منذ‬
‫عام ‪1973‬م‪ ،‬وذلك بعد اختراع الحاسوب في خمسينّيات القرن‬

‫‪،‬العشرين‪ ،‬حيث ُأطِلَقت شبكة اإلنترنت العاَلمّية في عام ‪1991‬م‬

‫وفي عام ‪1994‬م‪ ،‬بدأت تنشأ منّص ات استقبال‪ ،‬وإرسال البريد‬


‫اإللكترونّي ‪ ،‬وُم حِّر كات البحث عبر اإلنترنت‪ ،‬لتتوالى اإلنجازات‬

‫بإمكانّية إرسال الرسائل النّصية‪ ،‬ثّم ظهور وسائل التواُصل‬

‫‪،‬االجتماعّي ‪ ،‬التي ساعدت على َفْتح باب التواُصل على مصراَع يه‬

‫وذلك منذ أن ُأنِش ئ موقع فيس بوك عام ‪2004‬م‪ ،‬ليتبَع ه موقع تويتر‬

‫بعد سنَتين فقط‪ ،‬وال تزال وسائل التواُصل االجتماعّي اليوم تتسابق‬

‫في تصُّد ر مشهد استحقاقها؛ لتكون الُم عِّبرة عن ِس مة التواُصل‬

‫البشرّي على اختالف لغات الناس‪ ،‬وأماكنهم‪ ،‬وُم عتَقداتهم‪،‬‬


‫‪.‬ورغباتهم‬

‫اإلعالم الجديد ووسائله‬


‫يتمَّيز اإلعالم الجديد عن اإلعالم التقليدّي بوسائله؛ فاإلعالم‬

‫الجديد يعتمد على جهاز الحاسوب‪ ،‬واإلنترنت‪ ،‬والهاتف‬

‫المحمول‪ ،‬أو الجّو ال‪ ،‬بينما يعتمد اإلعالم التقليدّي على‬

‫التلفاز‪ ،‬والُّص حف الورقّية‪ ،‬والمذياع؛ ولذلك ُيطَلق على‬

‫‪،‬اإلعالم الجديد مجموعة من الُم سَّم يات‪ ،‬هي‪ :‬اإلعالم الرقمّي‬

‫واإلعالم التفاُع لّي ‪ ،‬وإعالم الوسائط الُم تعِّد دة‪ ،‬واإلعالم‬


‫التشعيبّي ‪ ،‬وغيرها‪ ،‬أّم ا عناصر اإلعالم الجديد‪ ،‬فهي‪ :‬جهاز‬

‫الحاسوب‪ ،‬وشبكة اإلنترنت‪ ،‬والوسائط الُم تعِّد دة‪ ،‬إذ إّنه‬

‫باندماج تلك العناصر‪ ،‬فإّنه يتّم إنتاج عملّية اِّتصال ُم طَّو رة‬

‫‪،‬ترتكز على الوسائل التي ُتتيح خيارات ُم تنِّو عة للعرض‬

‫والمشاركة‪ ،‬والتفاُع ل اللحظّي ‪ ،‬وذلك من شأنه أن ُيفسح‬

‫المجال لتنُّو ع أكبر في خدمات نقل‪ ،‬وتحرير األخبار‪ ،‬مع‬


‫إمكانّيات التفاعل الفورّي بين الُم رسل‪ ،‬والُم تلِّقي‪ .‬تَّتخذ وسائل‬

‫اإلعالم الجديد شكًال تفاُع لّيًا أكثر وضوحًا مع مرور األّيام؛‬

‫‪،‬لما تتمَّتع به من إمكانّيات في سهولة الُم عالجة‪ ،‬والتعديل‬

‫والتخزين‪ ،‬وإمكانّية االسترجاع‪ ،‬أو البحث ُم جَّد دًا‪ ،‬فبتعُّد د هذه‬


‫‪:‬اإلمكانّيات تعَّد دت وسائل اإلعالم الجديد‪ ،‬ومنها‬

‫الُم دَّو نات‬

‫ُتعتَبر الُم دَّو نات من أقدم وسائل اإلعالم الجديد‪ ،‬إاّل أّنها ال‬
‫تزال ُتواكب الوسائل اإلعالمّية الُم ستحَد ثة ُم ؤَّخ رًا‪ ،‬حيث تتّم‬

‫‪،‬من خاللها مشاركة المحتوى المقروء‪ ،‬والمسموع‪ ،‬والمرئّي‬

‫كما يمكن تصنيف ذلك المحتوى حسب فئات ُم عَّينة‪ ،‬وهي‬

‫‪ .‬أيضًا بيئة تفاُع لّية بين الُم هتِّم ين بالمحتوى المنشور عليها‬
‫‪.‬‬

‫تقنية الواقع االفتراضّي الُم عَّز ز‬

‫ُص ِّم مت هذه التقنية؛ لمزيد من التفاُع ل الحّسي الذي يشعر به‬

‫‪،‬الُم تلِّقي عند َع رض المحتوى عليه؛ فمن خالل تقنيات َس معّية‬


‫وبصرّية ُم تطِّو رة‪ ،‬يمكن ُم حاكاة حدث‪ ،‬أو مكان ما؛ ليشعَر‬

‫الُم تلِّقي وكأّنه جزء من الموقف‪ ،‬فهي تجربة تغمُر الُم ستخِد َم‬

‫بتفاُع ل أكبر عدد ُم مكن من حواّسه‪ ،‬وخياله‪ ،‬وذهنه‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى تقنية الرؤية الشاملة ‪ 360‬درجة‪ ،‬وُتستخَد م هذه التقنيات‬

‫في الفيديوهات‪ ،‬واأللعاب‪ ،‬كما ُينَظر إليها على أّنها المستقبل‬


‫الواعد في تطُّو ر وسائل اإلعالم الجديد الذي ينقلها إلى مرحلة‬
‫‪ .‬جديدة ُتشِّك ل تجربة مختلفة بكّل ُم ستوياتها‬
‫وسائل التواُص ل االجتماعّي‬
‫ُتعتَبر من الوسائل األكثر شيوعًا؛ لما تتمَّتع به من خصائص‬

‫ُتتيح للُم ستخدم المشاركة‪ ،‬والتفاُع ل اللحظّي مع ما يستجُّد من‬

‫أحداث‪ ،‬وآراء‪ ،‬ومواقف في َم شهد ُيمِّك ن الُم ستخِد م من أن‬

‫يكون الُم رِس ل‪ ،‬والُم تلِّقي في الوقت ذاته ِو فقًا للُبنية التفاُع لّية‬
‫التي ُص ِّم مت على أساسها تلك المواقع؛ ولذلك يقضي‬
‫الُم ستخِد م العادي لتلك المواقع قرابة ‪ 1.72‬ساعة في تصُّفحها‬

‫خالل اليوم الواحد‪ ،‬ومن الُم حتَم ل أن يرتبط ُم ستقِبل وسائل‬

‫اإلعالم الجديد بشكل أوثق مع منّص ات وسائل التواُصل‬

‫االجتماعّي ‪ ،‬خاّص ة إذا تّم َد ْم جها مع وسائل أخرى‪ ،‬كتقنية‬

‫‪ .‬الواقع االفتراضّي ‪ ،‬أو ما شابهها‬

‫الُّص ُح ف اإللكترونّية‬

‫‪،‬تتشابه مع الُم دَّو نات في طبيعة تكوينها‪ ،‬وآلّية التفاُع ل فيها‬

‫وشكل‪ ،‬ومضمون المحتوى الَم عروض عليها‪ ،‬إاّل أّن التركيز‬

‫فيها يكون على األخبار بأنواعها‪ ،‬وقد ساهم الُم ستخِد مون‬
‫لشبكات التواُصل االجتماعّي في تفُّو قها على الُّص حف‬

‫التقليدّية في انتشارها‪ ،‬ومدى اإلقبال عليها‪ ،‬وكذلك في توجيه‬

‫الُم عِلنين إلى ُم ضاَع فة تركيزهم على الميدان اإللكترونّي ؛‬

‫بهدف الترويج لُم نَتجاتهم‪ ،‬األمر الذي ساهم في انخفاض‬


‫إيرادات اإلعالنات في الُّص حف الورقّية‪ ،‬وضاعفها في‬
‫الُّص حف اإللكترونّية‪ ،‬وهذا ُم ؤِّش ر على تحُّو ل اهتمامات‬
‫‪ .‬الجمهور‬

‫ألعاب الفيديو‬
‫‪،‬تلك الوسيلة التي ُينَظر إليها على أّنها ُم صَّم مة؛ للمرح‬

‫والتسلية‪ ،‬هي بشكٍل ‪ ،‬أو بآخر عامل ُم ؤِّثر‪ ،‬وُم ؤِّسسًا لثقافة‬

‫إعالمّية يومّية تجعل الُم ستخِد مين ضمن عالم افتراضّي ‪ ،‬له‬

‫‪ ..‬سياساته‪ ،‬وثقافته‪ ،‬وأعرافه‬


‫الظواهر الُم صاحبة النتشار وسائل االعالم الجديد‬

‫أنتجت وسائل االعالم الجديد عددًا من الظواهر الُم نبِثقة عن‬

‫مدى اإلقبال الواسع على استخدام هذه الوسائل من مختلف‬

‫فئات المجتمع‪ ،‬وشرائحه‪ ،‬ومن تلك الظواهر ما يلي التقليل‬


‫‪،‬من احتكار الُم ؤَّسسات الُك برى للخبر‪ ،‬ونشوء منابر جديدة‬

‫‪،‬وُم تنِّو عة؛ للتعبير عن الرأي‪ ،‬فكُّل إنسان بإمكانه أن يرسل‬

‫ويستقبل األخبار‪ ،‬ويشارك في التعليق عليها أينما كان‪ ،‬وفي‬

‫أّي وقت‪ ،‬ودون أن تكون الُم ؤَّسسة اإلعالمّية‪ ،‬أو وكاالت‬


‫األنباء بالضرورة جزءًا من تلك العملّية‪ ،‬حيث أصبح‬

‫‪،‬الجمهور يتوّلى جزءًا كبيرًا من العملّية االّتصالية فيما بينهم‬

‫وهذا ما ُيسَّم ى (ظاهرة إعالم الجمهور للجمهور)‬

‫إتاحة المجال لغير الُم تخِّص صين؛ لُم مارسة دور (المواطن ‪.‬‬
‫الصحفّي )‬
‫‪،‬حيث ساهم ذلك في ظهور مضامين‪ ،‬وأشكال ثقافّية ‪،‬‬

‫وإعالمّية أكثر تنُّو عًا‪ ،‬وإبداعًا‬

‫تسليط الضوء على قضايا لم تتناولها وسائل اإلعالم ‪.‬‬


‫‪،‬التقليدّية‪ ،‬األمر الذي يزيد من الضغط على الوسائل التقليدّية‬

‫وقد ُيؤِّثر في سياساتها التحريرّيةتشكيل شبكات التواُصل‬

‫‪،‬االجتماعّي لُم جتمعات افتراضّية تجمعهم قضاياهم‬


‫‪،‬واهتماماتهم‪ ،‬وحواراتهم‪ ،‬دون قيود المكان‪ ،‬والزمان‬

‫‪،‬والهوّية‪ ،‬واالنتماء‪ ،‬وذلك ُيؤِّسس لتشكيل بيئة تفاُع لّية َم ِرنة‬

‫وسريعة التفعيل‪ ،‬بأقّل َقدر من الُم حِّد دات الُم عيقة إظهار‬
‫موضوع اإلعالم الُم تخِّص ص؛ حيث تتكَّو ن ظاهرة تفتيت‬
‫‪،‬الجماهير من جماهير عريضة‪ ،‬إلى جماهير فئوّية صغيرة‬

‫تجمعها منّص ة واحدة‪ ،‬ضمن إطار ُم حَّد د‪ ،‬وخطاب إعالمّي‬

‫‪ُ.‬يراعي تلك الفئات‪ ،‬ويستهدفها‬

‫أدوار وسائل اإلعالم وتأثيرها في الفرد والمجتمع‬

‫تتباين تفاُع الت المجتمع مع ما يتعَّرض له بمتابعته لوسائل‬

‫اإلعالم الُم تنِّو عة‪ ،‬إاّل أّن حصول التأثير في الجمهور يكاد‬

‫يكون حتمّيًا باختالف نسبته‪ ،‬ومظاهره‪ ،‬علمًا بأّن مّم ا ينبغي‬

‫على وسائل اإلعالم اليوم هو بناء الثقة‪ ،‬والُم حافظة عليها مع‬

‫الجمهور‪ ،‬بحيث يكون الُم حتوى الُم قَّد م للجماهير ُم رتِبطًا‬

‫بالتنمية الحقيقّية لهم‪ ،‬بُم ختلف أشكالها؛ فاإلعالم عنصر ُم ؤِّثر‬

‫‪،‬في الحرب‪ ،‬والسلم‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والبطالة‪ ،‬وَم حو اُألّم ية‬


‫والطبقّية‪ ،‬وَنبذ الُعنصرّية؛ ولذلك كّله يجب على ُص ّناع‬

‫‪،‬المضامين اإلعالمّية أن يرضوا بأن يكونوا مسؤولين ذاتّيًا‬

‫وأخالقّيًا عن كِّل ما ُيقِّد مونه للمجتمع؛ ألّن قرارات‪ ،‬وآراء‬

‫الناس تعتمُد بشكل ما على ما َيِر دها من معلومات‪ ،‬وحقائق‬

‫َع بر وسائل التواُصل‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬فباإلمكان تغييب بعض‬

‫الحقائق‪ ،‬أو إطالة َأَم د الِّنزاعات‪ ،‬أو َح ِّلها؛ ولذلك يمكن‬

‫التصّد ي لتلك الحمالت اإلعالمّية غير الُم نِص فة من خالل‬

‫َو عي المجتمع‪ ،‬واِّطالعه‪ ،‬وتثقيف شبابه‪ ،‬وتفعيل أدوارهم‬

‫‪ .‬الناهضة بالمجتمع‪ ،‬والُم عِلية لرأيه‪ ،‬وقراراته‪ ،‬ومبادئه‬

‫اإلعالم الجديد والمسئولية االجتماعية‬


‫ُو سمت الدراسة وُعنونت بـ "األعالم الجديد والمسؤولية‬
‫االجتماعية ـرؤية اجتماعية "‪ ،‬وتناولت التعرف على نشأة‬
‫اإلعالم الجديد‪ ،‬وتعريفه وخصائصه‪ ،‬کما تم تناول وسائل‬
‫‪،‬اإلعالم الجديدة من حيث‪ :‬مواقع الشبکات االجتماعية‬
‫والمنتديات‪ ،‬ومجتمعات المحتوى‪ ،‬والتدوين المصغر إلى‬
‫غير ذلک ‪ ،‬ومماال شک فيه أن مؤسسات المجتمع المدني‬
‫والمؤسسات الدينية تلعب دوًر ا مهًما في رفع وعي الفرد نحو‬
‫استخدام وسائل اإلعالم الجديد‪ ،‬حيث تبين بأن الوعي‬
‫والمسئولية االجتماعية هما المحرک والدافع نحو قيادة‬
‫منظومة ذلک اإلعالم‪ ،‬ولقد اتضح بأن اإلعالم الجديد له‬
‫الدور األکبر في تحقيق أهداف المسئولية االجتماعية من‬
‫خالل االستفادة من قدراته على تشکيل الرأي العام‪ ،‬واعتبار‬
‫وسائله مصدر لتسليط الضوء على القضايا المتعددة‪ ،‬کما أن‬
‫له دور في حل القضايا وفق آراء المتخصصين‪ ،‬واالستعانة‬
‫بأدواته في رفع مستوى الثقافة لدى أفراد المجتمع باعتبار أنه‬
‫ومن خالل وسائله له تأثير کبير على فئة ليست قليلة منتمية‬
‫انتماًء کلًيا لوسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬لذا فإن هناک‬
‫فرصة حقيقية للتوعية المستمرة حول السلوکيات الخاطئة‬
‫والتي أصبحت بمثابة خطر حقيقي يهدد أمن وسالمة مجتمع‬
‫اليوم‪ ،‬کما أوردت الدراسة عدة توصيات أهمها‬
‫المتابعة الجيدة من األسرة وتهتم باحتياجات الشباب بما‬
‫يتماشى مع أخالق اإلسالم والمجتمع ‪ .‬وضرورة تبني سياسة‬
‫الرقابة االجتماعية البناّءة نحو التعامل مع أساليب اإلعالم‬
‫الجديد المتنوعة بحيث ال تکون تقيًد ا للحريات بل تدفع‬
‫بدورها نحو انتهاج السلوکيات اإليجابية في استخدام الشباب‬
‫لتلک الوسيلة‪ ،‬ووضع الضوابط وقوانين صارمة تجاه‬
‫اإلعالم اإللکتروني‪ ،‬والتقيد باألساليب المهنية تجاه ما ُينشر‬
‫‪.‬من معلومات‬

‫التأثيرات النفسية واالجتماعية والسلوكية لظاهرة‬


‫التنمر اإللكتروني بوسائل اإلعالم الجديد‬

‫هدفت الدراسة إلي رصد ظاهرة التنمر اإللكتروني ومعدالت‬

‫انتشارها في المجتمع المصري عامة وطالب اإلعالم‬

‫التربوي خاصة‪ ،‬ورصد أهم التأثيرات النفسية واالجتماعية‬

‫والسلوكية التي يتعرض لها طالب اإلعالم التربوي‪ ،‬واهتمت‬

‫الدراسة بتناول ظاهرة منتشرة وخطيرة تهدد سالمة طالب‬

‫اإلعالم التربوي وتعيق تحصيلهم ونجاحهم وهي ظاهرة‬


‫التنمر اإللكتروني‪ ،‬وهذه الظاهرة لها آثارها السلبية التي‬

‫تنعكس الطالب ليس فقط بل على المجتمع ككل‪ ،‬وتكمن‬

‫مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي ما التأثيرات النفسية‬

‫واالجتماعية والسلوكية لظاهرة التنمر اإللكتروني بوسائل‬

‫اإلعالم الجديد على طالب اإلعالم التربوي بكليات التربية‬

‫‪ ،‬النوعية ؟‪ ،‬وتعد الدراسة من الدراسات الوصفية‬

‫واستخدمت منهج المسح ‪ ،‬وتمثل مجتمع الدراسة الميدانية في‬

‫طالب من الشباب الجامعي بلغت (‪ )400‬طالب وطالبة من‬

‫أقسام اإلعالم التربوي بكليات التربية النوعية من الجامعات‬

‫‪ ،‬الحكومية (القاهرة‪ ،‬عين شمس‪ ،‬المنصورة‪ ،‬بنها‪ ،‬المنوفية)‬

‫وتم تطبيق صحيفة االستقصاء علي عينة الدراسة في الفترة‬


‫من ‪1/2/2021‬م حتى ‪30/4/2021‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلي إلى دعم الفرض اإلدراكي لنظرية‬

‫تأثير الشخص الثالث بأن اآلخرين يتأثرون بدرجة أكبر‬


‫وبسهولة عن الذات وأن رسائل ومضامين وسائل اإلعالم‬
‫الجديد (التنمر اإللكتروني) له تأثير أكبر على اآلخرين مما‬

‫هو على الذات إذا كانت تأثيراتها ذات نتائج غير مرغوبة‬

‫وسلبية‪ ،‬والنتائج التي توصلت اليها الدراسة تؤكد هذه النقاط‬

‫الهامة وإثبات صحة الفرض األول يتفق مع الدراسات‬

‫السابقة‪ ،‬وأصبح من المؤكد أن الفرض اإلدراكي لنظرية‬

‫دافيسون صحيح والذي يشير إلى أن األفراد أكثر اعتقادًا بأن‬

‫وسائل اإلعالم الجديد والمضمون الذي تنقله يؤثر على‬

‫اآلخرين إذا كان هذا المضمون غير مرغوب فيه‪ ،‬وأوصت‬

‫الدراسة بـتصميم برامج تأهيل نفسي واجتماعي وسلوكي‬

‫‪،‬لضحايا التنمر اإللكتروني من طالب اإلعالم التربوي‬

‫وترسيخ مفاهيم التربية اإلعالمية الرقمية‪ ،‬الوعي‬

‫‪.‬المعلوماتي‪ ،‬الهوية االفتراضية لدى الطالب وآباءهم‬


‫استخدام وسائل اإلعالم الجديدة في دعم التعليم‬
‫اإللکتروني خالل األزمات وعالقته بتشکيل اتجاهات‬
‫الجمهور‬

‫تلعب التقنيات الحديثة أدوارا متزايدة في المجتمعات‬


‫المعاصرة‪ ،‬وتمکنت من التوغل بشکل کبير في کافة‬
‫المجاالت ومنها التعليم‪ ،‬حيث لعب التعليم اإللکتروني دوًرا‬
‫مهًم ا ومنقذ لألنظمة التعليمية خالل جائحة کورونا‪ ،‬لذا فقد‬
‫استهدفت الدراسة الحالية التعرف على مدى اعتماد الجمهور‬
‫على وسائل اإلعالم الجديدة في عملية التعليم والتعلم‬
‫‪،‬اإللکتروني‪ ،‬واتجاهاته نحو تجربة التعليم اإللکتروني‬
‫والتعرف على الضوابط الواجب توفرها في وسائل اإلعالم‬
‫الجديد من وجهة نظر الجمهور‬

‫تم االعتماد على استخدام منهج المسح اإلعالمي‪ ،‬باستخدام‬


‫استمارة االستبيان‪ ،‬وتکونت عينة الدراسة من ‪400‬‬
‫مفردة من مستخدمي وسائل اإلعالم الجديدة في عملية التعلم‪،‬‬
‫وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن‬
‫‪-‬‬
‫التعليم اإللکتروني مهم بالنسبة لغالبية افراد العينة حيث‬
‫تراوحت نسبة اإلجابة بمهم لدرجة کبيرة ومتوسطة غالب‬
‫افراد العينة بنسبة ‪ %81.25‬من إجمالي المبحوثين‬

‫وأن جودة التطبيق وسهولة االستخدام هي العوامل ‪-‬‬


‫األساسية التي يختار المبحوثين التطبيق للتعليم اإللکتروني‬
‫من خاللها‪ .‬وأن اليوتيوب يمثل أکثر وسائل االعالم الجديدة‬
‫التي يتم االعتماد عليها وتقدم محتوى يتعلق بالتعليم‬
‫اإللکتروني على العکس من تويتر الذي جاء کأقل استخداما‬
‫وفائدة في عملية التعليم اإللکتروني‬
‫‪-‬‬
‫وأن أهم مميزات االعتماد على التعليم اإللکتروني کما يراها‬
‫أفراد العينة کانت إمکانية العودة للمادة العلمية أکثر من مرة‬
‫ومساعدة الطالب على تطوير مهاراتهم التقنية والتعامل مع‬
‫األجهزة اإللکترونية‪ ،‬باإلضافة إلى تقليل التزاحم في الفصول‬
‫الدراسية‪ .‬وأوصت الدراسة بضرورة االهتمام بالتعليم‬
‫اإللکتروني واالتجاه إلى االعتماد على وسائل اإلعالم الجديدة‬
‫بشکل أکبر ودمجها في العملية التعليمية‬

‫سعى اإلنسان جاهدا عبر التاريخ إلى تطوير مهاراته في اإلتصال فانبرى‬

‫أوال إلى تطوير اللغة وأعقبها باختراع الحروف األبجدية محققا بذلک‬

‫الثورة األولى لإلتصال‪ ،‬لکن جهوده في نشر المعرفة على نطاق واسع لم‬

‫تکلل بالنجاح إال في القرن الخامس عشر للميالد حين تم اختراع المطبعة‬

‫محققا بذلک ثورة االتصال الثانية‪ ،‬وآذن اختراعها بحلول عصر اإلتصال‬

‫الجماهيري‪ .‬وحقق استخدام وسائل االتصال اإللکترونية في الثلث األول‬

‫من القرن الثامن عشر دفعة قوية لبلوغ عصر اإلتصال اإلليکتروني‪ ،‬لما‬

‫نجم عن ذلک شيوع للمذياع والتلفاز ووسائل اإلعالم األخرى‪ ،‬وبذلک‬

‫تحققت ثورة ثالثة في اإلتصال هي ثورة االتصال اإلليکتروني‪ .‬أما الثورة‬

‫المفصلية الرابعة فهي ثورة الکتابة في الفضاء اإلليکتروني التي ارتبطت‬

‫بوسيط اتصال جديد هو شبکات اإلتصال عن بعد‪ ،‬فقد استقبلت الصحافة‬

‫وافدا جديدا جاء إليها من اإلنترنت وظهر ما يسمى بالنشر اإللکتروني‬

‫والنشر عبر اإلنترنت‪.‬أما ثورة االتصال الخامسة فقد تجسدت في استخدام‬

‫األقمار الصناعية في نقل األنباء والبيانات والصور عبر الدول والقارات‬


‫‪.‬بطريقة فورية‬
‫وقد تميز النصف الثاني من القرن العشرين بقفزات تکنولوجية مذهلة‬
‫تطورت معها نظم اإلتصاالت بشکل فاق کل تصور‪ ،‬فظهر مجتمع‬

‫المعلومات‬

‫نتيجة التزاوج بين تکنولوجيا اإلتصاالت ‪Information Society‬‬


‫الفضائية بما لديها من قدرة فائقة على تجاوز حدود الزمان‬

‫والمکان وتکنولوجيا الحاسبات اإلليکترونية القادرة على تخزين‬

‫قدراهائًال من البيانات وسهولة استرجاعها فى ثوان قليلة‪ ,‬وهو ما أدى إلى‬

‫ظهور شبکات المعلومات التى جعلت اإلنسان يستطيع الوصول إلى‬

‫مصادر المعلومات عن طريق وسائل اإلتصال الحديثة الفورية على‬

‫األرض أو من خالل الفضاء‪ ,‬وهکذا أضافت هذه الشبکات بعدًا کبيرًا‬

‫لقدرة اإلنسان على توسيع معارفه وتخزينها وترتيبها وإنتاج المعلومات‬

‫وبثها والتعامل معها فى الحال‪ .‬وقد ظهر التکامل واالندماج بين وسائل‬

‫اإلعالم الجماهيرى وتکنولوجيا المعلومات وهو ما يمثل أحد أبعاد عولمة ا‬

‫إلعالم‪ ,‬فمع تطور الحاسبات وشبکات الهاتف وشبکات المعلومات‬

‫واستخدام تکنولوجيا البث الفضائي‪ ,‬ظهرت تکنولوجيا اإلتصال متعددة‬


‫الوسائط وتکنولوجيا اإلتصال التفاعلي بتطبيقاتها المختلفة‪ ,‬ومن أشهرها‬

‫شبکة اإلنترنت فکان ظهور تلک الشبکة بمثابة قفزة نوعية في تاريخ‬

‫وسائل اإلعالم‪ ،‬إذ أسهمت في إلغاء المسافات والحدود الجغرافية بين‬

‫البشر‪ ،‬وجعلت العالم ليس فقط قرية کونية صغيرة _ کما يقول مارشال‬
‫_ ‪ M. Marshal‬ماکلوهان‬
‫بل مجرد شاشة فضية صغيرة; ليتحول إنسان القرن الواحد والعشرين إلى‬

‫‪ Global Citizen([iv]).‬ما يمکن تسميته بالمواطن الکوني أو العالمي‬

‫وقد حظيت الثورة المعلوماتية باهتمام بالغ من قبل الدارسين والباحثين‬

‫سواء في حقل العلوم السياسية أو اإلعالم واالتصال‪ ،‬حيث تهدف تلک‬

‫الثورة إلى تکريس حق المواطن في اإلعالم من خالل تعزيز الحرية‬

‫المطلقة لنشر المعلومات‪ ،‬فکانت تلک الثورة نتاج ثالث ثورات سابقة لها‬
‫‪ Web 2.0‬نتج عنها ما صار ُيعرف في األوساط األکاديمية بــ‬

‫أو الجيل الثاني من اإلنترنت والذي تميز بعدد من التطبيقات تسمح‬

‫لمستخدميها بالتعاون والعمل سويا وتقاسم الفيديوهات والتسجيالت‬

‫الصوتية والملفات عبر اإلنترنت‪ ،‬وقد اتخذت هذه الظاهرة مسميات عدة‬
‫‪ Alternative‬واإلعالم البديل ‪ New Media،‬منها اإلعالم الجديد‬

‫وإعالم المواطن ‪ Societal Media،‬واإلعالم المجتمعي ‪Media ،‬‬


‫)]‪Citizen Media([v‬‬
‫وصحافة المواطن حيث نجد أن أول من دعا إليها في العام ‪ 2003‬هو ‪،‬‬
‫الکاتب "دان جليمور" في کتابه نحن وسائل اإلعالم و‬
‫الصحافة الشعبية من الشعب وإلى الشعب‬

‫معايير مصداقية وسائل اإلعالم التقليدية والحديثة في الدراسات اإلعالمية‬


‫العربية " دراسة تحليلية مقارنة للفترة من ( ‪) 2022-1987‬‬

‫هدفت الدراسة لرصد وتحليل وتقييم دراسات مصداقية وسائل اإلعالم‬


‫التقليدية والحديثة في الدراسات اإلعالمية العربية‪ ،‬لمعرفة معايير‬
‫المصداقية المستخدمة في هذه الدراسات‪ ،‬واألسباب التي أدت إلى تباين هذه‬
‫المعايير‪ ،‬ونوعية المعايير المستخدمة في دراسات مصداقية وسائل اإلعالم‬
‫الحديثة‪ ،‬وقد استخدمت الدراسة منهج المسح التحليلي والمنهج المقارن‬
‫ومنهج التحليل من المستوى الثاني‪ ،‬واعتمدت الدراسة في الوصول إلى‬
‫الدراسات والبحوث على العينة المتاحة‪ ،‬حيث حللت (‪ )79‬دراسة‪ ،‬تضمنت‬
‫‪:‬مقياسا خالل الفترة (‪ ،)2022 -1987‬وكان أبرز نتائج الدراسة )‪(97‬‬

‫‪‬‬ ‫احتلت دراسة مصداقية وسائل اإلعالم الحديثة المرتبة األولى بين‬
‫دراسات المصداقية‪ ،‬يليها دراسات مصداقية وسائل اإلعالم التقليدية‪،‬‬
‫‪.‬ثم الدراسات التي جمعت بين الوسيلتين‬
‫‪‬‬ ‫جاءت الدراسات التي استخدمت معايير يقع عددها بين (‪)10 -6‬‬
‫معيارا أوال‪ ،‬يليها الدراسات التي استخدمت معايير يقع عددها بين (‬
‫‪ )20 -16.‬معيارا‬

‫‪‬‬ ‫أكثر األسباب التي أدت لتباين عدد المعايير هي الجمع بين المعايير‬
‫الرئيسية والمؤشرات الفرعية وتكرارها‪ ،‬ثم الجمع بين المعايير‬
‫‪.‬ومتغيرات تؤثر على المصداقية لكنها ليست معايير‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫أوضحت النتائج معايير المصداقية األكثر واألقل استخداما في‬


‫‪.‬الدراسات العربية ومؤشرات كل معيار‬

‫‪‬‬ ‫أظهرت النتائج أن دراسات مصداقية وسائل اإلعالم الحديثة‬


‫استخدمت المعايير المستخدمة في اإلعالم التقليدي‪ ،‬ومعايير‬
‫‪.‬المصداقية الحديثة‬

‫إدارة األزمات في اإلعالم التقليدي والرقمي‬

‫استهدفت هذه الدراسة رصد الدراسات والبحوث العلمية التي تناولت إدارة‬
‫األزمات في کٍّل من اإلعالم التقليدي والرقمي‪ ،‬وتحليلها تحلياًل من‬
‫‪،‬المستوى الثاني‪ ،‬من خالل تحليل جوانبها الموضوعية وقضاياها الرئيسية‬
‫‪،‬وجوانبها المنهجية‪ ،‬وأطرها النظرية‪ ،‬واعتمادها على الدراسات السابقة‬
‫واالختبارات والمعالجات اإلحصائية المستخدمة فيها‪ ،‬وخصائصها الشکلية‬
‫‪...‬والببليومترية‪ ،‬وتوصيف الباحثين فيها والمؤسسات التعليمية التابعين لها‬
‫وغيرها من الجوانب والخصائص‪ ،‬وإجراء المقارنة بين هذه الدراسات‬
‫‪.‬والبحوث وفًقا لهذا التحليل‬
‫‪،‬وُتعتبر هذه الدراسة من نوع البحوث والدراسات الوصفية والتفسيرية‬
‫وقد اعتقد الباحث على منهج التحليل من المستوى الثاني‪ ،‬لما ُنشر من‪,‬‬
‫دراسات‬
‫وبحوث عربية ُتْعَنى بإدارة األزمات‪ ،‬واعتمد على استمارة تحليل نقدي‬
‫کيفي من المستوى الثاني‪ .‬وقد تمثل مجتمع الدراسة التحليلية في الدراسات‬
‫والبحوث العربية التي تناولت إدارة األزمات‪ ،‬في خالل الفترة الزمنية من‬
‫عام (‪ )2000‬إلى عام (‪)2019‬‬
‫وبناًء على ما سبق‪ ،‬انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج العامة من بينها‬

‫أظهرت نتائج الدراسة تعدد رؤى الباحثين في الدراسات والبحوث قيد ‪-‬‬
‫الدراسة؛ فمنهم من تناول إدارة األزمات في اإلعالم التقليدي‪ ،‬ومنهم من‬
‫تناولها في اإلعالم الرقمي‪ ،‬ومنهم من تناولها في اإلعالم التقليدي والرقمي‬
‫‪.‬‬

‫تبين من الدراسة تشابه الدراسات التي تناولت إدارة األزمات في اإلعالم ‪-‬‬
‫التقليدي‪ ،‬والتي تناولتها في اإلعالم الرقمي‪ ،‬والتي تناولتها في‬
‫اإلعالم التقليدي والرقمي‪ ،‬من حيث أن کلية اإلعالم جامعة القاهرة قد‬
‫حصلت على النصيب األکبر فيما يتعلق بجهات نشر الدراسات والبحوث‬
‫المعينة بإدارة األزمات‪ ،‬ثم کلية اإلعالم جامعة األهرام الکندية‪ ،‬ثم کلية‬
‫‪.‬اإلعالم جامعة األزهر‬
‫کشفت نتائج الدراسة أنه فيما يتعلق بنوع الدورية‪ ،‬من حيث نشر ‪-‬‬
‫دراسات خاصة بإدارة األزمات‪ ،‬فقد جاءت في الترتيب األول المجلة‬
‫العربية لبحوث اإلعالم واالتصال‪ ،‬ثم المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪،‬‬
‫والمجلة المصرية لبحوث الرأي العام‬
‫‪.‬‬
‫أشارت نتائج الدراسة ــ فيما يتعلق بمواصفات الباحثين من حيث النوع ‪-‬‬
‫ــ إلى أن عدد الباحثات يتفوق على عدد الباحثين في الدراسات المعنية‬
‫بإدارة األزمات في اإلعالم التقليدي‪ ،‬واإلعالم الرقمي‪ ،‬في حين أشارت‬
‫النتائج إلى تقارب عدد الباحثين من عدد الباحثات في الدراسات الخاصة‬
‫‪.‬بإدارة األزمات في اإلعالم التقليدي والرقمي‬

‫أظهرت نتائج الدراسة هيمنة الجنسية المصرية على إجمالي جنسيات ‪-‬‬
‫الباحثين الذين تناولوا موضوع إدارة األزمات في اإلعالم التقليدي‬
‫واإلعالم الرقمي‪ ،‬واإلعالم التقليدي والرقمي‬
‫‪.‬‬

‫اللغة العربية في وسائل االتصال واإلعالم والتحول‬


‫الرقمي‬

‫عالقة وسائل اإلعالم بالّلغة عالقة وطيدة وقديمة‪ ،‬وهي کذلک عالقة‬

‫مصلحة؛ فوسائل اإلعالم في حاجة إلى الّلغة بشّت ى أنواعها وأشکالها‬

‫ومستوياتها لنشر مضامينها وبّث ها إلى أکبر عدد من الجماهير‪ ،‬واللغة في‬
‫حاجة إلى وسائل االتصال واإلعالم لضمان انتشار واسع لدى أکبر عدد‬

‫ممکن من الجماهير‪ ،‬وفي إطار بحثنا هذا حاولنا فّک رموز العالقة بين‬

‫‪،‬وسائل اإلعالم والّلغة العربّية‪ ،‬ودراسة مدى تأّث ر الّلغة العربية من عدمه‬

‫في شکلها واستعماالتها وانتشارها‪ ،‬بتطّو ر وسائل االتصال واإلعالم‬

‫والتحول الرقمي‪ ،‬ولإلجابة عن هذه اإلشکالية اعتمدنا المنهج التاريخي‬

‫لفهم وشرح خصائص ومميزات اللغة العربية في وسائل االتصال‬


‫واإلعالم خالل مختلف الفترات الزمنّية التي مّر ت بها‪ ،‬والمنهج الوصفي‬

‫لتحديد وإبراز أهم سمات واستخدامات اللغة العربية في مختلف مواقع‬

‫‪.‬ومنصات الميديا االجتماعية‬


‫‪،‬وبعد البحث والتحليل تبّين لنا أّن الّلغة ککل النشاطات العلمّية والثقافّية‬

‫وککّل أدوات األنشطة االتصالّية واإلعالمّية متحّر کة ونشطة وال يمکنها‬

‫التموقع واالستمرار والديمومة إّال من خالل التأقلم مع التغيرات‬

‫والتحّو الت التي يشهدها محيطها وعالمها‪ ،‬والّلغة العربّية المستقبلية ال بّد‬

‫لها أن تقبل بقوانين العولمة والتطّو ر اإلعالمي والتکنولوجي ومواکبة‬

‫االکتشافات والتحّو الت وتغّير االنتظارات واالقتراب أکثر فأکثر من‬

‫مستعمليها الذين هم باألساس من فئة الشباب‪ ،‬الذين هم بصدد کتابة‬

‫مستقبلهم باعتماد آليات وتراکيب وتعابير لغتهم لغة رقمية مستحدثة‬


‫‪ .‬وعصرية شئنا ذلک أم أبينا‬

‫الخاتمة‬
‫هدفت الدراسة إلى معرفة مستوى إستخدام المبحوثين للتطبيقات اإلخبارية‪،‬‬
‫والكشف عن أسباب‪ ،‬ودوافع إستخدام التطبيقات المتناولة لألزمات‪،‬‬
‫ورصد أكثر التطبيقات متابعة من قبل المبحوثين‪ ،‬ومعرفة مستوى تفاعلهم‬
‫مع التطبيقات عينة الدراسة‪ ،‬ورصد أكثر األزمات متابعة لدى المبحوثين‪،‬‬
‫والتعرف على األثار المعرفية والسلوكية والوجدانية المتحققة لدى‬
‫المبحوثين من متابعة التطبيقات اإلخبارية‪ ،‬ومعرفة مستوى ثقتهم‬
‫بالتطبيقات عينة الدراسة‪ ،‬واعتمدت الدراسة على نظرية اإلعتماد على‬
‫وسائل االعالم‪ ،‬ومدخل استشراف المستقبل‪ ،‬وانتمت إلى الدراسات‬
‫الوصفية ومعتمدة على منهج المسح‪ ،‬واعتمدت على عينة عشوائية بلغت‬
‫‪ 450‬مفردة‪ ،‬وقد توصلت إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬أبرزها‪ :‬ارتفاع متابعة‬
‫و ‪Extra News.‬المبحوثين للتطبيق االخباري قناة العربية وسكاي نيوز و‬
‫تشير النتائج إلى ارتفاع متابعة المبحوثين للتطبيقات االخبارية عبر الهاتف‬
‫المحمول نظرا لسهولة استخدامه‪ .‬أتاحت شبكة االنترنت ووسائل االعالم‬
‫الرقمية التفاعلية نافذة واسعة أمام المؤسسات الصحفية للتواصل مع‬
‫الجمهور بشكل واسع‪ ،‬وقد أسهمت تلك الوسائل في سرعة نقل األخبار‬
‫واألحداث المعلومات بكميات كبيرة وبسرعة فائقة إلى جمهور متنوع‬
‫ومتباعد جغرافيا‪ ،‬فضال عن تأسيس عالقات إتصالية ثنائية االتجاه بين‬
‫االعالمي والجمهور‪ .‬و تشير النتائج إلى أن مستوى ثقة المبحوثين في‬
‫األخبار التي تتناولها التطبيقات عينة الدراسة متوسطة‪ ،‬حيث تعمل‬
‫التطبيقات الرقمية على تنبيه الجمهور بكل ما هو جديد من أخبار وأنشطة‬
‫موجودة بالمجتمع‪ ،‬وتستهدف التأثير على الجمهور ذو التواجد اإللكتروني‬
‫الكبير‪ ،‬من خالل إتاحة المعلومات وتسهيل الوصول لها وتصدير الصورة‬
‫الموجودة في الواقع‪ ،‬وحماية المجتمع من وقوع بعض األزمات نتيجة نقل‬
‫أخبار موثقة والتقليل من انتشار األخبار الزائفة والشائعات في أوقات‬
‫األزمات‪ ،‬كما أنها تكون حركة الوصل بين المؤسسة اإلعالمية والجمهور‬
‫‪.‬وتعمل على بناء الثقة والمصداقية للمؤسسة اإلعالمية عند جمهورها‬

You might also like