‫الربيع العربي ‪ :‬أسبابه ونتائجه‬

‫في سنة ‪ 2011‬شهدت عدد من الدول العربية موجات من االحتجاجات عرفت بالربيع العربي كانت لخا مجموعة من‬
‫األسباب وكنت لها عدة نتائج‬

‫فما هي أسباب هذه الثورات و ما هي الدول التي شملتها هذه االحتجاجات؟ وما هي نتائج هذه الثورات على الصعيدين‬
‫السياسي واالجتماعي؟‬

‫أسباب الربيع العربي ‪1‬‬

‫يقصد بالربيع العربي مجموعة من الحركات الشعبية التي بدأت عام ‪ 2010‬في عدة دول في شمال إفريقيا والشرق األوسط ‪،‬‬
‫‪..‬وأدت إلى تغييرات سياسية كبيرة في المنطقة‬

‫ومن أسباب الربيع العربي نذكر‪:‬‬

‫األسباب االقتصادية ‪ :‬عانى جزء كبير من السكان في كثير من الدول العربية من الفقر والبطالة والتضخم ‪ ،‬على الرغم من‬
‫الخيرات الطبيعية التي تزخر بها بلدانهم‪ ،‬ينضاف الى ذلك األسباب السياسية المتمثلة في فساد األنظمة و لجوءها الى القمع‬
‫دون تمكين المواطنين من حقوقهم االساسية ‪.‬كما ساهم االنترنيبت و شبكات التواصل االجتماعية في تسهيل التواصل بين‬
‫السكان و تبادل المعلومات و مقاطع الفيديو التي توثق لبعض االحداث االجتماعية ‪ ،‬مما ساهم في تأجيج غضب المواطنين ‪،‬‬
‫خاصة الشباب الذين كانوا أكثر تضررا من األوضاع بسبب انتشار البطالة و الفقر و الظلم االجتماعي بين صفوفهم ‪.‬‬

‫إضافة الى هذه العوامل الداخلية‪ ،‬كان للنفوذ األجنبي دور كبير‪ ،‬حيث عملت بعض األنظمة الغربية على تدعيم الحركات‬
‫المعارضة مما ساهم في اذكاء العداء لألنظمة السياسية وزعزعة االستقرار‪ ،‬وهكذا انطلقت أول شرارة االحتجاجات في‬
‫تونس لتنتقل بعد ذلك الى مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن و سوريا‪.‬‬

‫‪ – 2‬كرونولوجيا انتشار الربيع العربي في بعض البلدان العربية‬

‫تونس ‪ :‬كانت تونس أول بلد تضرر من الربيع العربي‪ .‬بدأت االحتجاجات في ديسمبر ‪ 2010‬وبلغت ذروتها بسقوط الرئيس‬
‫زين العابدين بن علي في يناير ‪ .2011‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬شهدت تونس انتقااًل سياسًيا ناجًح ا‪ ،‬باعتماد دستور جديد وتنظيم‬
‫انتخابات ديمقراطية في عام ‪ .2014‬لكن البلد االن ‪ ،‬يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة ‪ ،‬بما في ذلك ارتفاع معدالت‬
‫البطالة‪.‬‬

‫مصر‪ :‬كانت مصر ثاني دولة تأثرت بالربيع العربي‪ .‬حيث بدأت االحتجاجات في يناير ‪ 2011‬وبلغت ذروتها بسقوط‬
‫الرئيس حسني مبارك في فبراير من نفس العام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد شهدت البالد اضطرابات سياسية مستمرة ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫االنقالب العسكري في عام ‪ 2013‬والقمع القاسي للمعارضة السياسية‪ .‬يقود الحكومة الحالية الرئيس عبد الفتاح السيسي ‪،‬‬
‫الذي عزز سلطته وقمع كل المعارضة‪.‬‬

‫ليبيا‪ :‬شهدت ليبيا حرًبا أهلية بعد بدء االحتجاجات في فبراير ‪ .2011‬وأطيح بحكومة معمر القذافي في أكتوبر ‪ ، 2011‬لكن‬
‫البالد انزلقت في حالة من الفوضى مع ظهور الجماعات المسلحة وانتشار العنف‪ .‬يتسم الوضع الحالي في ليبيا بعدم‬
‫االستقرار السياسي وانعدام األمن ووجود الجماعات اإلرهابية‪.‬‬

‫اليمن‪ :‬تأثرت البحرين بمظاهرات فبراير ‪ 2011‬فشهدت احتجاجات في عام ‪ 2011‬وطالب المتظاهرون بإصالحات‬
‫سياسية واجتماعية باإلضافة إلى وضع حد للتمييز ضد األغلبية الشيعية‪ .‬أدت إلى سقوط الرئيس علي عبد هللا صالح في‬
‫فبراير ‪.2012‬‬

‫األردن‪ :‬في يناير ‪ ،2011‬كانت األردن مسرحا لموجة من االحتجاجات الشعبية المطالبة بإصالحات سياسية واجتماعية‬
‫ومحاربة الفساد والقمع السياسي‪ .‬أدت االحتجاجات إلى تغييرات سياسية طفيفة ‪ ،‬بما في ذلك تعيين رئيس وزراء جديد‬
‫وانتخابات برلمانية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال تزال البالد تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة‪.‬‬

‫الجزائر‪ :‬بدأت االحتجاجات في فبراير ‪ ، 2011‬بعد وقت قصير من بدء الربيع العربي‪ .‬حيث نظم الجزائريون مظاهرات‬
‫احتجاجا على البطالة والفساد وارتفاع األسعار وانعدام حرية التعبير‪ ،‬منذ ذلك الحين ‪ ،‬شهدت الجزائر فترات من‬
 ‫االحتجاجات واالضطرابات االجتماعية ‪ ،‬ال سيما في ‪ 2019‬مع االحتجاج الشعبي السلمي الهائل "الحراك" الذي أدى إلى‬
‫استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد ‪ 20‬عاًما من الحكم‪.‬‬

‫المغرب ‪ :‬شهد المغرب مظاهرات منذ فبراير ‪ .2011‬وطالب المتظاهرون بإصالحات سياسية واجتماعية ووضع حد‬
‫للفساد والظلم االجتماعي‪ .‬ورد الملك محمد السادس على االحتجاجات باقتراح دستور جديد في يوليو ‪ 2011‬الذي تم تبنيه‬
‫بعد استفتاء وطني في يوليو ‪ .2011‬وعزز الدستور الجديد صالحيات رئيس الوزراء والبرلمان ‪ ،‬مع الحفاظ على‬
‫صالحيات الملك كرئيس للدولة والقائد االعلى للقوات المسلحة‪.‬‬

‫الى جانب ذلك عرفت سوريا حرًبا أهلية بعد بدء االحتجاجات في مارس ‪ .2011‬وقد أدى الصراع إلى مقتل مئات اآلالف‬
‫من األشخاص وتشريد ماليين آخرين‪ .‬كما كان للحرب في سوريا تداعيات على المنطقة ‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بتدفق الالجئين‬
‫إلى دول الجوار‪ .‬االمر نفسه حدث في البحرين‪ ،‬لكن االحتجاجات تم قمعها من قبل السلطات البحرينية بمساعدة القوات‬
‫السعودية‪ .‬ال تزال البالد تواجه اضطرابات سياسية واجتماعية ‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالتمييز ضد األغلبية الشيعية‪.‬‬

‫‪ 3‬نتائج الربيع العربي على المنطقة العربية‬

‫كان للربيع العربي تأثير كبير على العالم العربي‪ .‬حيث كانت له في نفس االن عواقب إيجابية وسلبية ‪ ،‬و اختلفت االثار من‬
‫بلد الخر وعموما كان للربيع نتائج سياسية ‪ ،‬اقتصادية اجتماعية ‪,‬‬

‫فعلى الصعيد السياسي أدى الربيع العربي إلى تغييرات سياسية مهمة في العديد من بلدان المنطقة ‪ ،‬حيث ساهم في إرساء‬
‫االنتخابات الديمقراطية وسقوط الطغاة الذين كانوا في السلطة لعقودو من جهة أخرى ساهم في حاالت أخرى الى خلق نوع‬
‫من عدم االستقرار والعنف حيث أدت حركات االحتجاج إلى صراع عنيف وحروب أهلية مطولة ‪ ،‬كما هو الحال في سوريا‬
‫وليبيا واليمن‪.‬‬

‫على الصعيد االقتصادي فقد تسبب في آثار اقتصادية سلبية على العديد من البلدان في المنطقة‪ ،‬كتعطيل المبادالت التجارية‬
‫وتراجع معدالت النمو االقتصادي واغراق البلدان في أزمات اقتصادية وتضخم مالي كبير‪ .‬وعلى الصعيد االجتماعي‪،‬‬
‫ساهمت هذه االحتجاجات في تسليط الضوء على التفاوتات االجتماعية واالقتصادية الموجودة في المنطقة ودعت الى تغيير‬
‫اجتماعي أوسع‪ .‬على الصعيد اإلقليمي ساهمت هذه الحركات في التأثير على المنطقة بأكملها من خالل الهام حركات‬
‫احتجاجية مماثلة في العديد من البلدان‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬كان للربيع العربي عواقب متفاوتة على البلدان التي شملتها هذه االحتجاجات‪ ،‬تتراوح من تغييرات سياسية كبيرة إلى‬
‫استمرار قمع المعارضة السياسية‪ ،.‬مع ذلك ما تزال هناك العديد من التحديات التي على الحكومات مواجهتها‪ ،‬لتحقيق‬
‫تطلعات الشعوب المتمثلة في العدالة االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬