Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫مقدمة ‪:‬‬

‫الجريمة هي سلوك ينافي األخالق و اآلداب العامة في المجتمع و تعتبر من السلوكيات المخلة بنظامه و‬
‫المضرة بمصالح االفراد و حقوقهم كما تعتبر سلوك معاقب عليه قانونا فالقضاء عليها بشكل كلي أمر‬
‫مستحيل و التقليل منها و مكافحتها هو هدف من األهداف الذي تسعى العدالة إلى تحقيقه و يتم ذلك من‬
‫خالل ضبط المجرمين و توقيع العقاب عليهم ‪.‬‬

‫فضبط المجرمين يمر عبر مراحل تدخل ضمن إطار التحقيق فهناك جرائم واضحة ال لبس فيها مما‬
‫يسهل على القاضي إدراكها و الحكم على المجرمين بكل سهولة لكن في المقابل هناك جرائم تتسم‬
‫بالغموض و اإلبهام بحيث تجعل القاضي عاجزا على إدراك ثغراتها فيلجأإلى األطباء الشرعيين بقصد‬
‫كشف الحقيقة و إزالة الغموض الموجود في الجريمة إضافة إلى توفير نتائج علمية مأكدة من شأنها أن‬
‫تعززأو تنفي الجريمة بأكملها‪ .‬فالطب الشرعي فرع من الفروع الحديثة و التي تنتمي إلى علم الطب‬
‫البشري يختص في التحقيق في حاالت الوفيات و اإلصابات التي تقع ضمن ظروف غامضة أو في حالة‬
‫الموت المشبوه ‪ ,‬إذ يكتسي الطب الشرعي أهمية بالغة في المجتمع فهو يساعد العدالة بالدرجة األولى‬
‫للوصول إلى الحقيقة من خالل جمع األدلة و التعرف على الجثة و أشالئها بعد معاينة المكان الذي‬
‫وجدت فيه كما يقوم بتحديد طبيعة الوفاة بالتمييز بين الوفاة اإلنتحاري و العرضي و اإلجرامي و التمييز‬
‫بين الضرب و الجرح الذي يؤدي إلى عاهة مستديمة أو جرح عادي فقط ‪ ,‬ليتوصل أخيرا إلى نتائج‬
‫قطعية و إعطاء تقرير طبي شامل عن الوفاة ‪.‬‬

‫و يرجع إختيار هذا الموضوع إلى أسباب عديدة منها ‪ :‬أن موضوع الطب الشرعي موضوع شيق و مهم‬
‫في المجال الجنائي ‪ ,‬موضوع لم يتم التطرق إليه كثيرا مسبقا ‪,‬جلب القدر الكافي من المعلومات المتعلقة‬
‫بهذا الموضوع و تعزيزها عند القارئ ‪,‬إبراز أهمية الطب الشرعي في المجتمع من جهة و دوره في‬
‫مساعدة القضاء في التحقيق من جهة أخرى و أخيرا تبيان أهمية الشهادة الطبية في اإلثبات الجنائي ‪.‬‬

‫أما الصعوبات التي واجهتنا وقت إعداد هذه المذكرة فتتمثل في النقص الفادح في المراجع خاصة في‬
‫المكتبة الخاصة بالجامعة ‪,‬نقص الوسائل و الطرق و األساليب الصحيحة التي تساعد على تجميع‬
‫المعلومات و كتابة البحث العلمي إضافة إلى ضيق الوقت ألن موضوع الطب الشرعي موضوع واسع‬
‫يحتاج الكثير من الوقت لإللمام بالمعلومات الخاصة به وصعوبة الوصول إلى مجتمع الدراسة ‪.‬‬

‫وعليه سنحاول تناول هذا الموضوع بصفة دقيقة و التطرق إلى بعض الجوانب المهمة و توضيح أهمية‬
‫الوصول إلى الحقيقة ‪.‬‬

‫فمن خالل ما سبق ذكره نستنتج اإلشكالية التالية ‪ :‬ما هو الطب الشرعي ؟ حيث تتفرع عن هذه اإلشكالية‬
‫مجموعة من األسئلة الفرعية تتجلى في هل الطب الشرعي يعتبر أساسي في نظام العدالة ؟ و هل يساعد‬
‫القاضي في إتخاذ القرارات الصحيحة ؟‬

‫و لإلجابة على اإلشكالية المطروحة آنفا اعتمدنا على المنهجين الوصفي و التحليلي ‪ ,‬حيث تم تقسيم‬
‫الخطة إلى ثالث مباحث و كل مبحث مقسم إلى ثالث مطالب ‪ ,‬حيث خصصنا المبحث األول لماهية‬
‫الطب الشرعي أما المبحث الثاني فتطرقنا إلى كيفية اإلثبات في الطب الشرعي إضافة إلى المبحث‬
‫الثالث فأشرنا فيه إلى إجراءات متابعة جريمة القتل ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الطب الشرعي‬
‫يعتبر الطب الشرعي من أهم الموضوعات و اإلختصاصات التي يعتمد عليها القاضي في الكشف عن‬
‫العديد من الجرائم ‪ ,‬وقبل التطرق إلى كيفية ذلك سنلقي أوال نظرة عامة عن الطب الشرعي حيث تناولنا‬
‫في هذا المبحث مفهوم الطب الشرعي و تاريخ ظهوره كمطلب أول و خصائصه في المطلب الثاني أما‬
‫في المطلب فقد الثالث خصصناه لذكر أهم أقسامه ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬تعريف الطب الشرعي و تاريخ ظهوره‬

‫الفرع االول ‪:‬تعريف الطب الشرعي‬

‫قبل التطرق إلى التعريف يجدر بنا اإلشارة إلى أن للطب الشرعي عدة مسميات منها ‪ :‬الطب العدلي ‪,‬‬
‫الطب الجنائي ‪ ,‬الطب القانوني ‪.‬‬

‫‪Médcin légal ,jurisprudence médecine forsenique médcin .‬و باللغة الفرنسية‬

‫لغة‪ :‬الطب الشرعي مصطلح يتكون من شقين هما طب و شرعي ‪,‬أما الطب فهو العلم الذي يهتم بكل ما‬
‫له عالقة بجسم االنسان حيا كان أو ميتا ‪,‬و شرعي فمجاله الفصل بين متنازعين و إثبات الحقوق بهدف‬
‫‪1‬‬
‫الوصول إلى الحقيقة و تحقيق العدالة من خاللها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو الفرع من العلم الذي يضع المعلومات الطبية في خدمة العدالة ضمن إطار القانون ‪.‬‬

‫كما عرف الفقه مهنة الطب الشرعي على أنه إستعمال المعارف الطبية و البيولوجية عند تطبيق القوانين‬
‫‪3‬‬
‫المنظمة لحقوق و إلتزامات األشخاص الذين يعيشون في المجتمع‪.‬‬

‫حيث عرف عبد الحميد المنشاوي الطب الشرعي في كتابه تحت عنوان "الطب الشرعي و أدلته الفنية و‬
‫دوره في البحث عن الجريمة " أنه فرع من فروع الطب يختص بإيضاح المسائل الطبية التي تنظر أمام‬
‫رجال القضاء ‪.‬‬

‫و يعرف أيضا منصور عمر معايطة الطب الشرعي بأنه العلم الذي يمثل العالقة بين الطب و القانون و‬
‫‪4‬‬
‫ترتكزهذه العالقة على ما يحتاج إليه القانون من الطب و ما يحتاج إليه الطب من القانون ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪-11‬دالل وردة ‪,‬الطب الشرعي و دوره في إثبات جرائم العنف في التشريع الجزائري ‪ ,‬مجلة القانون و المجتمع ‪,‬المجلد‪, 8‬العدد‪,2‬جامعة أبي بكر‬
‫بالقايد ‪,‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪,‬تلمسان ‪,‬الجزائر ‪,‬سنة ‪.2022‬الصفحة ‪.30‬‬
‫‪-2‬محمد سواس ‪,‬تعريف الطب الشرعي ‪,‬جامعة حماة سوريا‪ ,‬اكتوبر ‪ ,2014‬الصفحة ‪.1‬‬
‫‪- 3‬ناصري عبد القادر ‪,‬الطب الشرعي و دوره في اإلثبات الجنائي‪,‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في الحقوق‪ ,‬تخصص حقوق قانون عام القانون‬
‫الجنائي ‪,‬جامعة الدكتور موالي الطاهر ‪,2022\2021,‬الصفحة ‪.13‬‬
‫‪-4‬بن األخضر محمد ‪,‬دور الطب الشرعي في المنظومة القضائية الجزائرية ‪ ,‬مجلة السياسة العلمية ‪,‬المجلد رقم ‪ ,5‬العدد رقم ‪,2‬سنة‬
‫‪,2021‬الصفحة‪.469‬‬
‫اما المشرع الجزائري لم يتطرق الى تعريف الطب الشرعي بل اكتفى بذكر بعض القواعد و االجراءات‬
‫عن كيفية ممارسة الطب الشرعي في قانون حماية الصحة و ترقيتها الفصل ‪ 6‬المواد من ‪198‬الى ‪204‬‬
‫و أيضا ما دونته اخالقيات ممارسة مهنة الطب ‪.‬حيث تنص المادة ‪ 95‬من نفس القانون على‪" :‬تعد‬
‫الخبرة الطبية عمال يقدم من خالله البيب او جراح االسنان الذي يعينه قاضي او سلطة او هيئة اخرى‬
‫مساعدته التقنية لتقدير حالة شخص ما الجسدية او العقلية ثم القيام عموما في تقييم التلعات التي تترتب‬
‫‪2‬‬
‫عليها آثار جنائية او مدنية "‬

‫من خالل التعاريف السابقة نستخلص أن الطب الشرعي هو ذلك العلم الذي يستعين به القاضي في‬
‫الكشف عن الغموض الذي يحيط بالجريمة عن طريق جملة من الطرق و االجراءات المتبعة ‪,‬حيث‬
‫يعتبره رجال القانون كأساس في الفصل في القضايا من جهة و تحقيق العدل و العدالة من جهة أخرى ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تاريخ ظهور الطب الشرعي‬

‫اوال‪:‬العصر القديم‬

‫تعود جذور الطب الشرعي إلى العصور القديمة ‪,‬اين تم معرفته في شريعة "حمورابي " في العراق في‬
‫إحدى موادها و بالضبط في المادة ‪ 280‬و غيرها حيث يستشف منها صراحة على العمل بالطب‬
‫‪3‬‬
‫الشرعي لبحث القضايا الجنائية و األخطاء الطبية ‪.‬‬

‫و بعد ظهوراألديان السماوية فقد تم معرفة الطب الشرعي بشكل مباشر ‪ ,‬ليعرف بعد ذلك مرحلة من‬
‫التقدم مع المصريين القدامى نتيجة ما كانوا يقومون به من تحنيط حيث أن هذه العملية تحتاج إلستئصال‬
‫األجهزة الداخلية للجسم‪ ,‬و هو ما يمكنهم من التعرف على الوضع الصحيح لهذه االجهزة مما يعطيهم‬
‫المعرفة في كشف أي تعبير فيها سواء نتج ذلك عن سقوط الجسم او التسمم ‪ ,‬أو أمراض الفجأة او تحديد‬
‫‪4‬‬
‫أضرار االصابات و الجروح و الطعنات و غير ذلك ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬العصر االسالمي‬

‫عرف العهد اإلسالمي العديد من األحداث و الوقائع التي تبين لنا إهتمام الشرائع السماوية السيما‬
‫الشريعة اإلسالمية بالطب الشرعي‪ ،‬التي حثت على اإلثبات بالبينة في إظهار الحقيقة و عدم األخد‬
‫بالشبهات بقوله تعالى ‪ ":‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا‬
‫‪5‬‬
‫على ما فعلتم نادمين "‬

‫وأهم األحداث التي تركت بصماتها و رويت في عصر صدر اإلسالم حادثة إمرأة تعلقت بشاب من‬
‫األنصار و رغبة فيه رغم إعراضه عنها و للفوز به فقد عمدت الى صب بياض البيض على ثوبها حتى‬
‫تلسق تهمة اإلعتداء عليها من طرفه ‪ ،‬لذلك جاءت سيدنا عمر بن الخطاب رضي هللا عنه تشكوا هذا‬
‫‪ 22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ,92/276‬المؤرخ في ‪/05‬محرم‪ 1413/‬الموافق ل ‪ ,06/07/1992‬المتضمن مدونة أخالقيات الطب ج‪.‬ر للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ,‬العدد ‪ ,52‬نشرت في ‪08/07/1992‬‬
‫‪ 3‬محمد صلعة‪ ,‬محاضرات تحت عنوان الطب الشرعي و دوره في إثبات جريمة القتل في التشريع الجزائري‪ ,‬ألقية على طلبة الماستر‪ ,‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪ ,‬قسم الحقوق‪ ,‬تخصص قانون قضائي‪ ,‬جامعة عبد الحميد إبن باديس‪ ,‬مستغانم‪ ,‬السنة الجامعية‪ 2021/2022 :‬الصفحة‬
‫‪17‬‬
‫‪ 4‬محمد أنور عاشور‪ ,‬موسوعة في التحقيق الجنائي العلمي‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬عالم الكتب‪ ,‬دون سنة‪ ,‬الصفحة ‪285‬‬
‫‪ 5‬سورة الحجرات اآلية رقم ‪6‬‬
‫الشاب مستدلة في ذلك على بعض األثار العالقة بثوبها و هو ما أذى به لدعوة هذا الشاب لتأكد من صحة‬
‫اإلدعاء ‪ ،‬غير أنه أنكر و نفى األمر فستشار عمر سيدنا علي بن أبي طالب الذي نظر الى الثوب ثم دعى‬
‫بماء حار صبه على الثوب فجمد ذلك البياض ثم أخذه فإشتمه و ذاقه فعرف طعم البيض فزجر المرأة‬
‫‪6‬‬
‫فإعترفت‪.‬‬

‫و كذا ما جاء في قصة سيدنا يوسف عليه السالم في إدعاء إمرأة العزيز عليه ثم تبين بعد فحصه صدقه‬
‫و براءته ‪ ،‬و كذلك فيما ادعاه أشقاؤه كما جاء في قوله تعالي ‪ ":‬و جاءوا على قميصه بدم كذب " و هو‬
‫ما اثبت كذب الرواية بأكملها ‪ .‬فهاته الروايات قد بينت مدى اإلستعانة بالخبرة الطبية في صدر اإلسالم‬
‫‪7‬‬
‫و التي كانت الزمة في توضيح الكذب و االدعاءات‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬العصر الحديث‬

‫و ابتداءا من القرن ‪17‬م اخد الطب يساهم في العمل القضائي اذ ثبت أن الطبيب العسكري لفرنسوا األول‬
‫و بعد مالحظته اصطناع العديد من الجنود لبعض األمراض لغرض تفادي المشاركة في الحروب عين‬
‫عدة أطباء لفحصهم بغية كشف المتظاهرين منهم و ما ذلك إال عملية طبية شرعية‪.‬‬

‫كما أن فرنسوا األول‪ ،‬بموجب أمر بتاريخ ‪1536‬م ‪ ،‬أوجب اللجوء الى رأي األطباء عند التعسف في‬

‫الضرب بغض النظر عن حدوث الوفاة من عدمها ‪.‬‬

‫عند تعرضه ‪Zacchias‬حيث يعود الفضل في جمع كلمتي "الطب"و"الشرعي"الى الطبيب االيطالي‬

‫الى المشاكل البسيكولوجية و بعض ابحاثه في مجال علم السموم و إعطائه توجيهات جديدة لفحص‬
‫الجروح و أسبابها‪.‬‬

‫و إبتداءا من القرن ‪18‬م أخذت تسمية الطب الشرعي تردد في المحيط الطبي الى أن تم تداولها في‬
‫المؤلفات‪ ،‬حيث نجد مؤلف جوس سنة ‪ 1771‬بحث عن" العدالة الجنائية " تكلم طويال عن الطب‬
‫الشرعي و درس فيه كيفية معاينة الجرائم و ينصح بضرورة التقرير الطبي في حالة اإلصابة بجروح و‬
‫الموت المشكوك فيها و شموليته و وضوحه حتى يفهمه القضاة‪.‬‬

‫و قد ساهم التطور العلمي الملحوظ و ما ترتب عنه من تغيير في أساليب الحياة توسع عالقة الطبيب‬
‫الشرعي بجهاز العدالة الذي أصبح في إتصال يومي مع الجهات القضائية السيما الجزائية منها ‪ ،‬و من‬
‫هنا ظهر الطب الشرعي القضائي الذي يهتم بالعالقة ما بين الشرعي و القضاء‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص الطب الشرعي‬

‫يتميز الطب الشرعي بجملة من الخصائص و المميزات أبرزها ‪:‬‬

‫الفرع االول ‪:‬الطب الشرعي من المسائل العلمية البحتة‬

‫‪ 6‬محمد صلعة‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬الصفحة ‪17‬‬


‫‪ 7‬دالل وردة‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬الصفحة ‪31‬‬
‫‪-‬االستعانة بالطب الشرعي في مجال البحث عن الدليل الجنائي من أهم ما يلجأ اليه القاضي للوصول الى‬
‫الدليل الذي يوجه قناعته في اثبات أو نفي الجريمة عن المتهم‪ ، 8‬خاصة إذا تبين للقاضي أنه هناك مسائل‬
‫معقدة يصعب عليه ادراكها إال بتقرير الخبرة الطبية لدى يتوجب عليه اللجوء له لحل مثل هاته المسائل ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬ثالثية الخبرة في مجال الطب الشرعي‬

‫‪ -‬تختص الجهات القضائية بتعيين خبير واحد في المسائل العادية‪ ،‬حيث تختاره من الجدول الذي تعده‬
‫المجالس القضائية بعد استطالع رأي النيابة العامة و هذا طبقا لنص المادة ‪ 144‬من قانون االجراءات‬
‫الجزائية الفقرة األولى و التي تنص على ‪ ":‬تختار الخبراء من الجدول الذي تعده المجالس القضائية بعد‬
‫إستطالع رأي النيابة العامة"‪ ، 9‬أما في المسائل العلمية و الفنية البحتة و التي تتطلب تدخل الطب‬
‫الشرعي فال تكتفي المحكمة بنذب خبير أو خبيرين فتضظر الى نذب خبير ثالث لكون هذه المسألة دقيقة‬
‫و تحتاج إلى تقرير طبيب شرعي ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تبعية الخبرة في مجال الطب الشرعي‬

‫‪ -‬يتصل الطب الشرعي بجهاز القضاء اتصاال وثيقا ‪،‬فال يمكن العمل بالخبرة في مجال الطب الشرعي‬
‫دون أن تكون هناك دعوى مرفوعة أمام القضاء تحتاج إلى نذب خبير إليضاح مسألة فنية يصعب على‬
‫القاضي إدراكها‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬الصفة االختيارية للخبرة في مجال الطب الشرعي‬

‫‪-‬من الالمنطق أن يتخد القاضي الجنائي موقفا يعود بالسلب على القضية ‪ ،‬فمن التزماته أن يتحرى و‬
‫يبحث عن الحقيقة بكافة الطرق المشروعة و القانونية المتاحة له سواء أمام جهة التحقيق أو جهة النطق‬
‫بالحكم‪ .‬و تعد الخبرة الطبية أحد الوسائل الذي يعتمدها القاضي في اإلثبات‪ .‬و قد ترفض نذب حتى لو‬
‫قدم الخصوم طلبا بذلك اذا وجد ما يكفي لتكوين قناعتها على أن يكون الحكم بندب الخبير أو رفضه‬
‫‪10‬‬
‫مسببا من طرف القاضي‪.‬‬

‫يعد اجراء الخبرة الطبية في مجال الطب الشرعي أمر إلزامي‪ ،‬إال أن األمرالحتمي هوعودة القاضي الى‬
‫الخبرة الطبية من جهة لعدم معرفته بميدان الطب و من جهة أخرى لإلستناد على بعض الركائز العلمية‬
‫القانونية لمعرفة المسألة الفنية البحثة ‪ ،‬لهذا األمر حتمي إذا كانت المسألة المطروحة للبحث من المسائل‬
‫‪1‬‬
‫الفنية البحثة التي تحتاج الى خبرات متخصصة حيث ال تستطيع المحكمة أن تشق طريقها فيها بنفسها‪.‬‬

‫و يتم اللجوء الى الخبرة الطبية الشرعية في المسائل الفنية البحثة التي تدركها معارض القاضي لذا إستقر‬
‫الفقه و القضاء على أن اإلستعانة بأهل الخبرة أمرًا وجوبيا إذا كانت المسألة المطروحة للبحث من‬
‫‪2‬‬
‫المسائل الفنية البحثة التي تحتاج إلى خبرات متخصصة ال تستطيع المحكمة أن تشق طريقها بنفسها‪.‬‬

‫‪ 8‬محمد صلعة ‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬الصفحة‪10‬‬


‫‪ 9‬األمر رقم ‪ 66/155‬المؤرخ في ‪ ,08/06‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري المعدل و المتمم‪ ,‬المادة ‪ ’144‬الفقرة األولى‬
‫‪ 10‬نصر الدين هنوني‪ ,‬نعيمة تراعي‪ ,‬الخبرة القضائية في مادة المنازعات اإلدارية‪ ,‬دار الثقافة لطباعة و النشر و التوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,‬سنة ‪,2007‬‬
‫الصفحة ‪.39/40‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أقسام و مجاالت الطب الشرعي‬

‫الفرع االول ‪ :‬الطب الشرعي الباثولوجي‬

‫ينقسم الطب الشرعي إلى عدة مجاالت و أقسام نذكر منها ما يلي‬

‫من بين أهم العلوم التي يرتكز عليها الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة عبر نزع بعض األعضاء‬
‫البشرية (القلب ‪،‬الكبد‪ ،‬البنكرياس ‪....‬إلخ ) بغرض تشريحها بصورة دقيقة في حاللت شبهة الوفاة‬
‫ألسباب غير طبيعية ( جنائية ‪،‬حادث ‪ ،‬إنتحار ) في الوفاة الفجائية في ‪،‬في الوفاة بعنف أو الموت العنيف‬
‫( جريمة ‪،‬إنتحار ) الوفاة أثناء ممارسة األعمال الطبية ( الوفاة بعد اإلجهاض او أثناء عمليات‬
‫الجراحة ‪ ،‬التخدير و غيرها ‪ .‬تقوم بهذه الفحوصات مخابر التشريع المرضي على مستوى المراكز و‬
‫‪11‬‬
‫المؤسسات اإلستشفائية الجامعية بالجزائر‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الطب الشرعي العقلي‬

‫إنه يدرس الركن المعنوي للجريمة و ذلك من خالل دراسة مدى تمتع المتهم بقواه العقلية وقت إتيانه‬
‫األفعال الجرمية و بالتالي هل قام بها عن إرادة أم كانت معينة إلصابته بآفة عقلية من شأنها أن تعدم‬
‫إرادتها و تجعله عاجزا عن إدراك ما تقوم به و عند ثبوت ذلك فإن الجريمة تنهار في حقه إلنهيار أحد‬
‫أركانها و هو الركن المعنوي و يلعب الطبيب الشرعي دورا هاما في تقرير مدى تمتع المتهم بقواه‬
‫العقلية من عدمه ‪ ،‬كما يدرس عالقة األمراض العقلية بالمسؤولية الجزائية و مدى تأثير الحالة العقلية‬
‫‪12‬‬
‫للمجرم على الركن المعنوي للجريمة‬

‫الفرع الثالث ‪:‬الطب الشرعي اإلجتماعي‬

‫يتدخل الطبيب الشرعي في إيطار إجتماعي بدراسة العالقة الموجودة بين وقائع طبية و نصوص قانون‬
‫العمل أو ضمان الجتماعي فهذه القوانين تحتاج في تطبيقها إلى آراء طبية و مثال ذلك حل النزاعات بين‬
‫هيئة الضمان اإلجتماعي و المؤمنين إجتماعيا كما أن كل من األطباء المستشارين من طرف هيئة‬
‫الضمان اإلجتماعي او شركات التأمين يقومون بأعمال لها عالقة بالطب الشرعي خالل القيام بأعمالهم‬
‫‪13‬‬
‫لدى هذه الهيئات‬

‫‪ 111‬ريطاب عزالدين‪ ,‬الخبرة الطبية‪ ,‬الشعية في المواد الجزائية – جامعة اإلخوة منتوري‪-‬قسنطينة‪ ,-‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪2018/2019 ,‬‬
‫‪ 212‬بن األخضر محمد‪ ,‬محاضرات في الطب الشرعي في المنظومة القضائية الجزائرية‪ ,‬الصفحة ‪470‬‬
‫‪ 313‬فتيحة مراح‪ ,‬محاضرات في الطب الشرعي‪ ,‬المدرسة العليا للقضاء‪ ,‬السنة الدراسية‪2004/2005 ,‬‬
‫الرابع ‪:‬الطب الشرعي الجنسي‬

‫يهتم بدراسة اإلعتداءات الجنسية سواء كانت على الذكور أو اإلناث و الناتجة عن جرائم هتك‬
‫العرض ‪،‬الفعل المخل بالحياء ففي مثل هذه الجرائم كثيرا ما يطلب من الطبيب الشرعي فحص الضحية‬
‫لبيان صحة اإلعتداء و القيام بالجريمة كما يهتم بهذا النوع من الطب بدراسة جرائم االجهاض اإلجرامي‬
‫‪14‬‬
‫و قتل االطفال حديثي العهد بالوالدة‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬الطب الشرعي و علم السموم‬

‫و هو العلم الذي يتناول الموضوعات المتعلقة بالسموم ‪ .‬مثل ‪ :‬الكيمياء و التحليلية و الصيدلة و الكيمياء‬
‫السريرية ‪ .‬للمساعدة في التحقيق الطبي و القانوني للوفاة و التسمم و تعاطي المخدرات و الهدف من علم‬
‫السموم هو الحصول على النتائج و تفسيرها ‪.‬‬

‫الفرع السادس ‪:‬الطب الشرعي الجنائي‬

‫يهتم بدراسة و تشخيص اآلثار التي يرتكبها الجاني في مسرح الجريمة كما يساهم في الكشف عن هوية‬
‫الجثة و دراسة مختلف الجوانب البيولوجية و اإلجتماعية للوفاة و كذلك تشريح الجثة ‪،‬الرضوض ‪،‬‬
‫الكدمات ‪ ،‬الجروح ‪ ،‬االختناقات الميكانيكية ‪،‬خبرة األضرار الجسمانية ‪ ،‬الحروق ‪.‬‬

‫و الجدير بالذكر أن ما يهمنا في دراستنا هذه هو الطب الشرعي الجنائي ذلك أن جرائم العنف و القتل‬
‫هي من أكثر الجرائم التي يترك فيها الجاني آثارا في مسرح الجريمة و التي تساهم في الكشف عنها ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫‪414‬بن األخضر محمد‪ ,‬دور الطب الشرعي في المنظومة القضائيةمجلة‪ ,‬الصفحة ‪47‬‬
‫‪ 515‬دالل وردة‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬الصفحة ‪33‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬كيفية اإلثبات في الطب الشرعي‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع األدلة في الطب الشرعي‬

‫الفرع األول‪ :‬الدليل السريري‬

‫الدليل السريري أو اإلرشادب ‪ ،‬البروتوكول السريري أو الدليل اإلرشادي للمارسة السريرية‪ .‬هو وثيقة‬
‫تهدف الى توجيه القرارات المتعلقة بالتشخيص و التدبير و المعالجة في مواضيغع محددة في الرعاية‬
‫‪16‬‬
‫الصحية‪ ،‬و تشمل هذه األدلة المعلومات المستمدة من التاريخ المرضي للمريض و الفحص السريري ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫حيث يتم تقييم األعراض و العالمات المرضية و تحليلها لتوجيه التشخيص‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األدلة اإلشعاعية‬

‫و يستخدم العالج اإلشعاعي غالبا األشعة السينية‪ ،‬و لكن توجد أنواع أخرى من العالج اإلشعاعي و منها‬
‫العالج باإلشعاع البروتيني‪ .‬تتميز أساليب العالج اإلشعاعي الحديثة بالدقة‪ ،‬فهي توجه حزم األشعة‬
‫مباشرة نحو موضع السرطان بدقة مع حماية األنسجة الصحية من جرعات اإلشعاع العالية‪ .‬و تشمل‬
‫األشعة السينية و التصوير بالرنين المغناطيسي و التصوير بالموجات فوق الصوتية‪ .‬تلعب هذه األدلة‬
‫دورا مهما في تحديد اإلصابات و تقييم الضرر الجسدي)‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األدلة السمومية‬

‫هي مجموعة من المعلومات و اإلرشادات المتخصصة التي توفر معلومات عن السموم و التسممات و‬
‫طرق التعامل معها و معالجتها‪ .‬يهدف الدليل العمومي الى توفير إرشادات فعالة لألفراد و المهنيين‬
‫الطبيين في حاالت التسمم المحتملة‪ .‬يتم إصدار الدليل العمومي عادة من قبل هيئات طبية معترف بها‬
‫‪18‬‬
‫مثل‪ :‬الجمعيات الطبية و المراكز الطبية الخاصة بالسموم‬

‫الفرع الرابع‪ :‬األدلة الجينية‬

‫هي مجموعة من المعلومات الوراثية التي تحتوي على تسلسل الدنا ‪ dna‬الخاص بالكائن الحي ‪،‬‬
‫يتضمن الدليل الجيني معلومات حول الجينات المختلفة و ترتيبها على الكروموسومات ‪ ،‬و التي تحدد‬
‫الصفات الوراثية للكائن الحي‪ .‬يمكن إستخدام الدليل الجيني لفهم التنوع الوراثي بين الكائنات الحية و‬
‫األمراض الوراثية و العديد من العمليات الحيوية األخرى‪ .‬يتم تحليل الدليل الجيني عادة بإستخدام تقنيات‬
‫مثل تسلسل الدنا ‪DNA ¹‬‬

‫و تستخدم لتحديد الهوية الجينية لألفراد ‪ ،‬و يتمثل ذلك في تحليل من العينات الدنا ‪ DNA‬مثل البصمات‬
‫الوراثية و األدلة الوىاثية األخرى ‪²‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬األدلة البصمية‬


‫‪16‬‬
‫‪Davidsons principale and practice of medcine fig.11 elements of clinical reasoning (EBM=Edvice Based‬‬
‫) ‪Medcine‬‬
‫‪17‬‬
‫نفس المرجع السابق‬
‫‪18‬‬
‫المعهد الوطني للسموم في الواليات المتحدة األمريكية 'الدليل العمومي' ‪,‬توجيهات للتحقيق و العالج‬
‫هو مجموعة من البيانات الفريدة التي تستخدم لتمييز األشخاص و األشياء عن طريق البصمة‪ ،‬و هي‬
‫عادة تتضمن البصمات اإلصبعية و البصمات الجينية و الوجوه و غيرها من السمات البيوميترية ‪،‬‬
‫يستخدم الدليل البصمي في مجموعة متنوعة من التطبيقات مثل‪ :‬األمن‪ ،‬التحقيقات الجنائية‪ ،‬و أنظمة‬
‫الهوية اإللكترونية ‪ .‬يتم تخزين البيانات البصمية عادة في قواعد بيانات مؤمنة ‪¹.³‬و تشمل أيضا تحليل‬
‫البصمات و األدلة المتعلقة باأللياف و الشعر و األدلة المادية األخرى التي يتم العثور عليها في موقع‬
‫الجريمة‬

‫الفرع السادس‪ :‬األدلة النسيجية‬

‫هي مجموعة من النسيج المأخوذة من الجسم لإلستخدام في التشخيص الطبي‪ .‬يتم جمع عينات نسيجية‬
‫بواسطة عملية تسمى البيوبسي ‪ biopsy‬و تستخدم لتحديد أو تأكيد تشخيص مرضي معين أو لتحقق‬
‫من وجود تغيرات نسيجية معينة في الجسم‪ .‬يتم تحليل العينات النسيجية بواسطة أطباء النسيج ( مسار‬
‫مختص) بإستخدام مجهر أو تقنيات أخرى لتقييم التغيرات الخلوية و النسيجية ‪ ⁴‬تتطلب تحليل عينات‬
‫األنسجة و الخاليا تحت المجهر لتشخيص أمراض معينة أو لتحديد اإلصابات الجسدية المحتملة‬

‫هذه هي بعض األدلة الرئيسية التي يعتمد عليها الطب الشرعي في تحليل الحاالت القانونية و الطبية‪ .‬و‬
‫من المهم أن نالحظ إستخدام هذه األدلة يتطلب خبرة تدريب متخصصين في مجال الطب الشرعي‬
‫لتفسيرها و تحليلها بشكل صحيح‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الطب الشرعي و مهامه‬


‫أ‪ -‬تعريف الطبيب الشرعي‪:‬‬

‫‪-‬هناك عدة تعريفات للطبيب الشرعي من بينها‬


‫تعريف الدكتور إبراهيم صادق الجندي حيث عرف الطبيب الشرعي على أنه الطبيب المختص الذي‬
‫يستعان بمعلوماته و خبرته الطبية العدلية لخدمة العدالة عن طريق كشف غموض الجانب الطبي من‬
‫القضايا المختلفة‪ ,‬التي تعرض عليه من قبل القضاء‪ ,‬و يعتبر شاهدا فنيا محايدا أمام الهيئة القضائية التي‬
‫‪19‬‬
‫قامت بإستدعائه‬

‫‪-‬و عرفه العرف على أنه ذلك الطبيب الذي يكلف من قبل وزارة العدل‪ ,‬إلعطاء التقارير الطبية الواجب‬
‫تقديمها إلى القضاء و التي تحدد ماهية اإلصابة‪ ,‬و بناءا على ذلك فإن القاضي يبني حكمه إعتمادا على‬
‫معطيات التقارير الصادرة عن الطبيب الشرعي المكلف أصوال بالقيام بإستخدام المعلومات الطبية لخدمة‬
‫القضاء و العدالة بغض النظر عن مؤهالته العلمية‪ ,‬حيث يكفي أن يكون حاصال على إجازة دكتور في‬
‫الطب البشري‬

‫‪-‬أما من الناحية القانونية فهو طبيب متحصل على شهادة طبيب مختص في الطب الشرعي‪ ,‬بعد دراسته‬
‫الطب العام لمدة ‪ 7‬سنوات إضافة إلى ‪ 4‬سنوات تخصص الطب الشرعي كما أصبح تخصص الطب‬

‫‪19‬‬
‫الدكتور السيد أبو الحمد رجب‪ ,‬الطب الشرعي و تحقيق األدلة الجنائية‪ ,‬جامعة الفيومو‪ ,‬كلية الحقوق‪,‬الصفحة ‪8‬‬
‫الشرعي في الجزائر بهذا الشكل منذ سنة ‪ 1996‬و هذا بعد ما كان مندمجا في طب العمل‪ ,‬إضافة الى‬
‫‪20‬‬
‫تحصله على شهادة الدراسات الطبية المتخصصة ‪ DEMS‬بعد إجراء إمتحان على المستوى الوطني‬

‫ب‪ -‬مهام الطبيب الشرعي‪ :‬قد تترسخ في اذهان الكثير من الناس أن الطبيب الرعي مرتبط بتشريح الجثة‬
‫فقط لكن هذا أمر غير صحيح حيث أن وظائفه تمتد لشمل فحص المتهمين‪ ,‬البحث عن الدالئل و غيرها‬
‫من المهام التي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬إجراء الفحوصات الطبية على المعنيين في القضايا الجنحية و الجنائية‪ ,‬و بيان اإلصابة و صفتها و‬
‫سببها و تاريخ حدوثها‪ ,‬و اآللة أو الشيء الذي أستعمل في إحداثها و مدى العاهة المستدامة‪ ,‬التي نتجت‬
‫عن هذا اإلعتداء‪ .‬و بذلك فإن الطبيب الشرعي ملزم بالقيام بهذه الفحوصات‪ ,‬و التحلي بالصدق و األمانة‬
‫‪21‬‬
‫و بتحرير شهادة طبية تثبث الفحص الطبي الذي قام به على الشخص المعني‬

‫‪ / 2‬فحص المضبوطات لألسلحة النارية مع تحقيق مدة صالحيتها لإلستعمال و تحليل ما قد يوجد بها من‬
‫أثار و مقارنة المقذوفات المستعملة ببعضها البعض و بيان مدى تعلقها باألسلحة المضبوظة‬

‫‪ /3‬حضور عملية فتح القبور لإلستخراج الجثة لوضعها أو تشريحها من أجل إظهار أسباب الوفاة أو‬
‫‪22‬‬
‫كشف هوية شخص إنطالقا من جثته بما تطلبه سلطات التحقيق‬

‫‪ /4‬فحص المتهم لتقدير درجة المسؤولية أثناء الفعل إذ يقوم به الطبيب الشرعي لتحديد الحالة العقلية و‬
‫العصبية للمتهم و ذلك بفحصه و معرفة مدى سالمة قواه العقلية و منه يمكن أن يستفيد من اإلعفاء من‬
‫‪23‬‬
‫العقوبة لمقتضى نصوص العقوبات‬

‫‪ /5‬اإلطالع على ظروف القضية أي اإلطالع على مذكرة الشرطة و تقرير المحقق لمعرفة ظروف‬
‫‪24‬‬
‫الحادث و كذا توقيع الكشف الطبي على المصابين في القضايا‬

‫‪ /6‬معاينة ضحايا اإلعتداء الجنسي‬

‫‪ /7‬معاينة أعمال العنف إتجاه األطفال و المسنين‬

‫‪ /8‬كشف حاالت التسمم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقنيات الطبيب الشرعي في تحليل األدلة‬

‫يمكننا التمييز بين ثالثة أقسام للموت فقد يكون الموت إنتحاريا أو عرضيا أو قتال عمديا‪ .‬فمهنة الطبيب‬
‫الشرعي في إطار بحثه عن األدلة الجنائية في جريمة القتل تبدأ أوال بتحديد طبيعة الموت لمعرفة ما إذا‬
‫‪ 20‬مجموعة من أساتذة الطب الشرعي في كلية الطب بالجامعات و العاملين في القطاعات الصحية و العدلية في الدول العربية‪ ,‬الطب الشعي‬
‫والسموميات‪ ,‬دوم مجلد‪ ,‬طبعة ‪ ,2‬منظمة الصحة العالمية‪ ,‬المكتب اإلقليمي لشرق المتوسط‪ ,‬سنة ‪ ,2010‬الصفحة ‪32‬‬
‫‪ 21‬أحمد صالح الدين‪ ,‬الطب الشرعي و التحريات الجنائية‪ ,‬محاضرات لطلبة القانون ‪ ,‬جامعة مصر‪ ,‬الصفحة ‪34‬‬
‫‪ 22‬إبن ساحة يعقوب‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬الصفحة ‪472‬‬
‫‪ 23‬أحمد قادري‪ ,‬أطر التحقيق‪ ,‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,‬بدون طبعة‪ ,2013 ,‬الصفحة ‪45‬‬
‫‪ 24‬إبراهيم صادق الجندي‪ ,‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ,‬أكادمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ,‬الطبعة األول‪ ,‬الرياض‪,2000 ,‬الصفحة‬
‫‪23‬‬
‫هنالك جريمة قتل باالضافة الى تحديد تاريخ الوفاة و التعرف على الجثة و يكون ذلك وفق تقنيات خاصة‬
‫يقوم بها الطبيب الشرعي على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وقت الوفاة‬

‫إن تحديد الفترة التي حدثت فيها الوفاة من شأنه أن يحصر نطاق واسع البحث عن الدليل الجنائي‪ ,‬فكلما‬
‫ضاق هذا النطاق كانت اإلحتماالت الوصول الى الحقيقة أكبر عليه من الضروري على الطبيب الشرعي‬
‫في جرائم القتل عن تشريح الجثة أن يتحرى الدقة قدر اإلمكان عند اإلجابة على السؤال المتعلق بتحديد‬
‫تاريخ الوفاة حتى ال يكون هناك تباينا واضحا بين التاريخ الحقيقي لها و التاريخ المحدد من طرفه‪ ,‬و‬
‫عمليا يعتمد الطبيب الشرعي في تقديره لهذا التاريخ على المعطيات المستخلصة من عملية رفع الجثة و‬
‫‪25‬‬
‫التحريات الطبية الشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬تحليل بقع الدم‬

‫من الضروري أن يكون تقييم اإلستفادة من معرفة تاريخ الوفاة إستنادا للعالمات الحيوية المذكورة في‬
‫هذه الدراسة سواء اليوم أو كرؤية مستقبلية‪.‬‬

‫كان العلماء قد بحثوا في عينات دم المرضى عن مواد تسمح بإستخالص نتائج إحتمال الوفاة‪ ,‬عثر‬
‫الباحثون خالل البحث على ‪ 14‬من هذه العالمات الحيوية‪ ,‬خاصة األحماض األمنية و دهون و مواد‬
‫حاملة لإللتهاب‪ ,‬و التي يمكن من خاللها التنبؤ بشكل أفضل من المؤشرات الحالية‪ .‬بإحتمال الوفاة لدى‬
‫الرجال و النساء من مختلف األعمار‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬فحص تصلب العضالت‬

‫هو عرض هام يمكن إستخدامه من طرف الطبيب الشرعي في تحديد مدة الموت‪ .‬و في عمليات التحقيق‬
‫في مسرح الجريمة‪ ,‬يتم إستخدام تقنيات محددة لتقدير مدة تصلب العضالت و بالتالي تحديد مدة الموت‪.‬‬
‫تقنية التصلب العضلي تعتمد على مشاهدة ثبات العضالت و مقاومتها للحركة بعد الوفاة‪.26‬يمكن أن يكون‬
‫هنالك تصلب عام لكل العضالت في الجسم بعد مرور بعض الوقت من الوفاة‪ .‬و يمكن أيضا مالحظة‬
‫‪27‬‬
‫الساق‪ .‬يعتبر تصلب العضالت واحدا من العالمات‬ ‫تصلب العضالت في منطقة معينة مثل‪ :‬الذراع و‬
‫المبكرة للتحلل الجثوي‬

‫و في العمليات التحقيقة يتم التعامل مع تصلب العضالت عن طريق تحريك االطراف الجسدية ببطء‬
‫لمالحظة أي مقاومة أو صعوبة في الحركة‪ .‬و من المهم المالحظة أن تصلب العضالت يختلف بإختالف‬
‫األمراض و الحاالت الصحية ‪.‬‬

‫‪-‬ثالثا‪ :‬قياس درجة حرارة الجسم‬

‫‪ 25‬الطب الشرعي‪ ,‬في إثبات الجريمة جريمة القتل في ظل القانون الجزائري‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬الصفحة ‪97-96‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Macleod ‘s clinical escanation 15TH edition‬‬
‫‪ 27‬نفس المرجع السابق‬
‫في حالة التحقيق في مدة الموت بإستخدام تصلب العضالت‪ ,‬يجب مراعاة العوامل المؤثرة األخرى مثل‪:‬‬
‫درجة الحرارة‪ ,‬التفكك و التحلل الجثوي األخرى‪ .28‬اذا تم تحديد مدة تصلب العضالت‪ ,‬يمكن إستخدامها‬
‫كمؤشر تقريبي لتقدير مدة الموت أوالوفاة‪ .‬و لكن يجب مراعاة أنها ليست دقيقة بنسبة مئة بالمئة‪ .‬أي أنه‬
‫ليس دقيق في تحديد زمن الموت و هذا راجع الى العوامل المؤثرة األخرى و االعتماد على المعلومات‬
‫والتحليل الشامل لمعرفة مدة الموت بأكثر كفاءة وغالبا ما يتطلب التقدير اإلعتماد على عدة عوامل‬
‫أخرى مثل‪ :‬التحلل الجثوي و ظروف البيئة األخرى‪.‬‬

‫اذا كان هناك غياب لنبض الشريان السباتي لمدة دقيقة واحدة و تكون الصدر و البطن صلبين و تكون‬
‫درجة الحرارة النواة الجسمية أقل من ‪ 13‬درجة مئوية و تكون نسبة البوتاسيوم في الدم أكثر من ‪12‬‬
‫مليمول ‪ .29‬و يجب أن يقوم بهذا النوع من التقديرات أشخاص مؤهلون مثل األطباء الشرعيين و خبراء‬
‫الطب الشرعي‪ ,‬و يتم إستخدام البيانات العلمية و التجارب السابقة كمرجع لتقدير مدة الموت ‪,‬‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬معرفة مدة الموت بعلم الحشرات‬

‫تقدير مدة الموت بالحشرات يعتبر جزءا مهما من التحقيقات الشرعية و الطب الشرعي‪ .‬تسمى هذه‬
‫العملية بعلم اإلنتمولوجيا الشرعية‪ .‬تعتمد على دراسة الحشرات التي تتواجد على الجثة و تطورها مع‬
‫مرور الوقت‪ 30‬ويعم إستخدام علم الحشرات لتقدير مدة الوفاة بناء على دراسة و تحليل الحشرات‬
‫الموجودة على الجثث‪ .‬تعتمد هذه الطريقة على مفهوم تعاطف الحشرات ‪ ,‬حيث يتواجد الحشرات على الجثة‬
‫و تتغذى منها‪ ,‬و يتم تحديد مدة الموت بناء على مراحل نمو الحشرات و تطورها‪.‬‬

‫من بين الحشرات الشائعة التي يتم دراستها في علم تعاطف الحشرات هي الذباب و البعوض‪ .‬يتم تحديد‬
‫المدة التي مضت على الموت بناءا على مراحل نمو الذباب و البعوض و تطورها‪ .‬و من المعروف أن‬
‫هذه الحشرات تتوالد و تتطور على مراحل محددة و من المهم أن نالحظ هذه الطريقة لتحديد مدة الوفاة‬
‫بإستخدام الحشرات تعتبر طريقة تقديرية و تعتمد على عدة عوامل مثل‪ :‬درجة الحرارة و الرطوبة و‬
‫الظروف البيئية األخرى التي قد تؤثر على نمو و تطور الحشرات‪ ,‬لذا يجب إعتبار نتائج هذه الطريقة‬
‫‪31‬‬
‫كمؤشر تقريبي لمدة الموت و ليس قاعدة صارمة‪.‬‬

‫و تعد هاته الطريقة هي أدق تقنية تم الوصول إليها في العصر المعاصر و يتم اإلعتماد عليها في أغلب‬
‫جرائم القتل و هذا راجع لتأثر كل من التحليل ببقع الدم و الفحص بتصلب العضالت و قياس درجة‬
‫حرارة الجسم بعدة عوامل طبيعية التي تنخفض مستوى دقة التحليل مقارنة بعلم اإلنتمولوجيا الشرعية‬
‫( علم الحشرات )‬

‫الفرع الثاني ‪:‬تحديد سبب الوفاة‬

‫إن الطبيب الشرعي في إطار بحثه أن أسباب الوفاة يقوم بعد التعرف على هوية صاحب الجثة بخلع‬
‫مالبس المجني عليه تماما حتى لو استلزم األمر تمزيقها ثم يقوم مالحظة جميع العالمات الخارجية‬
‫للموت مثل‪ :‬زرقة اإلختناق ‪ ,‬حب الوجه الناتج عن النزيف ‪ ,‬غير أن آثار العنف تبقى من أهم العالمات‬

‫‪ 28‬نفس المرجع السابق‬


‫‪ 29‬نفس المرجع السابق‬
‫‪30‬‬
‫)‪Byrd. Jason. And james L-Casstnes ( forensic entomology : the utility of arthropods in Legal Investigations‬‬
‫‪2nd/ed CRC Press.2009‬‬
‫‪ 31‬كتاب علوم السموميات‪ ,‬الصفحة ‪359‬‬
‫التي ينبغي البحث عنها بمنهجية و بدقة على جميع أعضاء الجسم مع العرض على بوصفها بدقة) عددها‬
‫‪ /‬شكلها ‪ /‬أبعادها ومقاستها‪...‬إلخ ( و كذلك ضرورة التمييز بين ما إذا كانت االصابات المعاينة حيوية‬
‫‪32‬‬
‫‪ antémortem‬أم أنها أحدثت بعد الوفاة ‪post antémortem‬‬

‫و لمعرفة سبب الوفاة بشكل أدق فإن عملية التشريح هي أفضل إجراء يعتمد عليه الطبيب الشرعي لتقييم‬
‫مفصل‪ ,‬و يتم ذلك بعد رفع الجثة الى غرفة خاصة لذلك ‪,‬حيث يقوم الطبيب بفتح جسم المتوفى و‬
‫إستئصال بعض األعضاء لفحصها بشكل تسلسلي وفق ما تم اإلتفاق عليه مسبقا‪ .‬فعادة ما يتم إستئصال‬
‫الرئتين و الكبد و الكلى و البنكرياس و صمامات القلب و القرنية في وقت الحق‪ .‬و هذا إلدراك أي‬
‫تغييرات أو تشوهات داخلية ففي بعض األحيان يمكن وضع التشخيص إعتمادا على مظهر األعضاء‬
‫فقط‪ .‬لكن هناك بعض األعضاء التي قد تأخد وقت طويل لتحليلها ثم إعداد تقرير‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أخد المضبوطات‬

‫أوال‪ :‬فحص األسلحة الموجودة في مسرح الجريمة‬

‫يشمل فحص األسلحة المظبوطة في مسرح الجريمة عدة عناصر مهمة و ذلك إستنادا الى المستندات‬
‫المقدمة‬

‫كبداية يمكن أن تتضمن حصيلة فحص األسلحة تحليل الدم الواقع المطلي على السالح لتعرف على‬
‫مؤشرات تدل على حدوث إصابة أو قتل‪ .‬يمكن إستخدام تحليل الدم الكامل لتحديد وجود أي تغييرات في‬
‫خاليا الدم أو مكوناتها مثل‪ :‬الخاليا الحمراء المشوهة أو الخاليا البيضاء غير الطبيعية ‪.‬‬

‫بعدها يمكن أيضا إجراء فحص للعظم الموجود على السالح و ذلك لتحديد مصدر هذا العظم و ربما‬
‫تحديد سبب اإلصابة‪ ,‬يمكن الحصول على عينة من نقي العظم و تكويينها و فحصها تحت المجهر كما‬
‫يمكن أيضا إزالة جزء من العظم و إستخدامه في تحليل األنسجة‪ .‬باإلضافة الى ذلك قد يشمل فحص‬
‫االسلحة أيضا تحليل المواد المتراكمة عليها مثل‪ :‬األدلة التي قد تشير إلى اإلستخدام الذاتي للسالح أو‬
‫األثار مثل‪ :‬آثار القطع الذاتي أو آثار الحروق الكميائية‪.‬‬

‫في النهاية‪ ,‬يجب أن يتم جمع المعلومات المتاحة من األسلحة و تحليلها بعناية و التشاور مع الخبراء‬
‫المختصين و فريق متعدد التخصصات في تحديد األدلة و فهم سياق الجريمة‪ ,‬و من المهم أن يتم إتباع‬
‫إجراءات محددة لفحص األسلحة المضبوطة‪ .‬ذلك بهدف الكشف عن أي أدلة تساعد في تحديد هوية‬
‫المتهم و فهم تفاصيل الجريمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحليل البصمات‬

‫هو عملية دراسة و تحليل النمط الموجود على األصابع البشرية‪ ,‬يتم إستخدام التحليل في العديد من‬
‫المجاالت كاألمن و القضاء الجنائي و التعرف على الهوية‪ ,‬تعتبر بصمات األصابع في يد كل فرد و ال‬
‫تتغير على مر الزمن‪ .‬و بتالي يمكن إستخدامها لتحديد هوية األشخاص و يمكن أخذ بصمات األصابع إما‬
‫عن طريق جهاز مسح الكتروني أو يدوي بإستعمال الحبر و الورق ثم يتم إستخدام ماسح ضوئي لحفظ‬
‫البيانات الكترونيا بالنسق المناسب‪ .‬و تحفظ القيود و يجري تبادلها بالنسق المحدد من المعهد الوطني‬
‫لمعايير و التكنولوجيا(‪)NIST‬‬
‫‪ 32‬يحيى بن لعلى ‪ ,‬الخبرة في الطب الشرعي‪ ,‬مطبعة عمار قرني‪ ,‬باتنة‪ ,‬سنة ‪ ,1994‬الصفحة ‪81‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحليل الحمض النووي ( ‪)DNA‬‬

‫يعتبر إختبار الحمض النووي أو اإلختبار الجنسي من أجل الصحة الشخصية و المعروف أيضا بإسم‬
‫العافية الجينومية شكال جديدا من أشكال إدارة الصحة‪ ,‬و ذلك بإستخدام معلومات جينية لوضع خطط‬
‫‪33‬‬
‫صحية محددة و موجهة بشكل أكبر‬

‫و قد يصل دقة اإلختبار الى نسبة عالية جدا و دقيقة و تقدر هذه النسبة ‪ 99.99‬بالمئة حيث تستغرق من‬
‫ثالثة أيام الى خمسة أيام للحصول على إختبار الحمض النووي ‪ DNA‬و بإمكانها أن تساعد الطبيب‬
‫الشرعي في معرفة عمر اإلنسان و نجلب عينات ‪ DNA‬من الشعر‪ ,‬الجلد و اللعاب ‪...‬إلخ و في الجهة‬
‫األخرى يعتبر البول و كريات الدم الحمراء خالية من الحمض النووي ‪ ADN‬تماما‪.‬‬

‫‪-133‬‬

You might also like