Professional Documents
Culture Documents
ميموار كامل
ميموار كامل
الجريمة هي سلوك ينافي األخالق و اآلداب العامة في المجتمع و تعتبر من السلوكيات المخلة بنظامه و
المضرة بمصالح االفراد و حقوقهم كما تعتبر سلوك معاقب عليه قانونا فالقضاء عليها بشكل كلي أمر
مستحيل و التقليل منها و مكافحتها هو هدف من األهداف الذي تسعى العدالة إلى تحقيقه و يتم ذلك من
خالل ضبط المجرمين و توقيع العقاب عليهم .
فضبط المجرمين يمر عبر مراحل تدخل ضمن إطار التحقيق فهناك جرائم واضحة ال لبس فيها مما
يسهل على القاضي إدراكها و الحكم على المجرمين بكل سهولة لكن في المقابل هناك جرائم تتسم
بالغموض و اإلبهام بحيث تجعل القاضي عاجزا على إدراك ثغراتها فيلجأإلى األطباء الشرعيين بقصد
كشف الحقيقة و إزالة الغموض الموجود في الجريمة إضافة إلى توفير نتائج علمية مأكدة من شأنها أن
تعززأو تنفي الجريمة بأكملها .فالطب الشرعي فرع من الفروع الحديثة و التي تنتمي إلى علم الطب
البشري يختص في التحقيق في حاالت الوفيات و اإلصابات التي تقع ضمن ظروف غامضة أو في حالة
الموت المشبوه ,إذ يكتسي الطب الشرعي أهمية بالغة في المجتمع فهو يساعد العدالة بالدرجة األولى
للوصول إلى الحقيقة من خالل جمع األدلة و التعرف على الجثة و أشالئها بعد معاينة المكان الذي
وجدت فيه كما يقوم بتحديد طبيعة الوفاة بالتمييز بين الوفاة اإلنتحاري و العرضي و اإلجرامي و التمييز
بين الضرب و الجرح الذي يؤدي إلى عاهة مستديمة أو جرح عادي فقط ,ليتوصل أخيرا إلى نتائج
قطعية و إعطاء تقرير طبي شامل عن الوفاة .
و يرجع إختيار هذا الموضوع إلى أسباب عديدة منها :أن موضوع الطب الشرعي موضوع شيق و مهم
في المجال الجنائي ,موضوع لم يتم التطرق إليه كثيرا مسبقا ,جلب القدر الكافي من المعلومات المتعلقة
بهذا الموضوع و تعزيزها عند القارئ ,إبراز أهمية الطب الشرعي في المجتمع من جهة و دوره في
مساعدة القضاء في التحقيق من جهة أخرى و أخيرا تبيان أهمية الشهادة الطبية في اإلثبات الجنائي .
أما الصعوبات التي واجهتنا وقت إعداد هذه المذكرة فتتمثل في النقص الفادح في المراجع خاصة في
المكتبة الخاصة بالجامعة ,نقص الوسائل و الطرق و األساليب الصحيحة التي تساعد على تجميع
المعلومات و كتابة البحث العلمي إضافة إلى ضيق الوقت ألن موضوع الطب الشرعي موضوع واسع
يحتاج الكثير من الوقت لإللمام بالمعلومات الخاصة به وصعوبة الوصول إلى مجتمع الدراسة .
وعليه سنحاول تناول هذا الموضوع بصفة دقيقة و التطرق إلى بعض الجوانب المهمة و توضيح أهمية
الوصول إلى الحقيقة .
فمن خالل ما سبق ذكره نستنتج اإلشكالية التالية :ما هو الطب الشرعي ؟ حيث تتفرع عن هذه اإلشكالية
مجموعة من األسئلة الفرعية تتجلى في هل الطب الشرعي يعتبر أساسي في نظام العدالة ؟ و هل يساعد
القاضي في إتخاذ القرارات الصحيحة ؟
و لإلجابة على اإلشكالية المطروحة آنفا اعتمدنا على المنهجين الوصفي و التحليلي ,حيث تم تقسيم
الخطة إلى ثالث مباحث و كل مبحث مقسم إلى ثالث مطالب ,حيث خصصنا المبحث األول لماهية
الطب الشرعي أما المبحث الثاني فتطرقنا إلى كيفية اإلثبات في الطب الشرعي إضافة إلى المبحث
الثالث فأشرنا فيه إلى إجراءات متابعة جريمة القتل .
المبحث األول :ماهية الطب الشرعي
يعتبر الطب الشرعي من أهم الموضوعات و اإلختصاصات التي يعتمد عليها القاضي في الكشف عن
العديد من الجرائم ,وقبل التطرق إلى كيفية ذلك سنلقي أوال نظرة عامة عن الطب الشرعي حيث تناولنا
في هذا المبحث مفهوم الطب الشرعي و تاريخ ظهوره كمطلب أول و خصائصه في المطلب الثاني أما
في المطلب فقد الثالث خصصناه لذكر أهم أقسامه .
قبل التطرق إلى التعريف يجدر بنا اإلشارة إلى أن للطب الشرعي عدة مسميات منها :الطب العدلي ,
الطب الجنائي ,الطب القانوني .
لغة :الطب الشرعي مصطلح يتكون من شقين هما طب و شرعي ,أما الطب فهو العلم الذي يهتم بكل ما
له عالقة بجسم االنسان حيا كان أو ميتا ,و شرعي فمجاله الفصل بين متنازعين و إثبات الحقوق بهدف
1
الوصول إلى الحقيقة و تحقيق العدالة من خاللها .
2
اصطالحا :هو الفرع من العلم الذي يضع المعلومات الطبية في خدمة العدالة ضمن إطار القانون .
كما عرف الفقه مهنة الطب الشرعي على أنه إستعمال المعارف الطبية و البيولوجية عند تطبيق القوانين
3
المنظمة لحقوق و إلتزامات األشخاص الذين يعيشون في المجتمع.
حيث عرف عبد الحميد المنشاوي الطب الشرعي في كتابه تحت عنوان "الطب الشرعي و أدلته الفنية و
دوره في البحث عن الجريمة " أنه فرع من فروع الطب يختص بإيضاح المسائل الطبية التي تنظر أمام
رجال القضاء .
و يعرف أيضا منصور عمر معايطة الطب الشرعي بأنه العلم الذي يمثل العالقة بين الطب و القانون و
4
ترتكزهذه العالقة على ما يحتاج إليه القانون من الطب و ما يحتاج إليه الطب من القانون .
1
-11دالل وردة ,الطب الشرعي و دوره في إثبات جرائم العنف في التشريع الجزائري ,مجلة القانون و المجتمع ,المجلد, 8العدد,2جامعة أبي بكر
بالقايد ,كلية الحقوق و العلوم السياسية ,تلمسان ,الجزائر ,سنة .2022الصفحة .30
-2محمد سواس ,تعريف الطب الشرعي ,جامعة حماة سوريا ,اكتوبر ,2014الصفحة .1
- 3ناصري عبد القادر ,الطب الشرعي و دوره في اإلثبات الجنائي,مذكرة لنيل شهادة ماستر في الحقوق ,تخصص حقوق قانون عام القانون
الجنائي ,جامعة الدكتور موالي الطاهر ,2022\2021,الصفحة .13
-4بن األخضر محمد ,دور الطب الشرعي في المنظومة القضائية الجزائرية ,مجلة السياسة العلمية ,المجلد رقم ,5العدد رقم ,2سنة
,2021الصفحة.469
اما المشرع الجزائري لم يتطرق الى تعريف الطب الشرعي بل اكتفى بذكر بعض القواعد و االجراءات
عن كيفية ممارسة الطب الشرعي في قانون حماية الصحة و ترقيتها الفصل 6المواد من 198الى 204
و أيضا ما دونته اخالقيات ممارسة مهنة الطب .حيث تنص المادة 95من نفس القانون على" :تعد
الخبرة الطبية عمال يقدم من خالله البيب او جراح االسنان الذي يعينه قاضي او سلطة او هيئة اخرى
مساعدته التقنية لتقدير حالة شخص ما الجسدية او العقلية ثم القيام عموما في تقييم التلعات التي تترتب
2
عليها آثار جنائية او مدنية "
من خالل التعاريف السابقة نستخلص أن الطب الشرعي هو ذلك العلم الذي يستعين به القاضي في
الكشف عن الغموض الذي يحيط بالجريمة عن طريق جملة من الطرق و االجراءات المتبعة ,حيث
يعتبره رجال القانون كأساس في الفصل في القضايا من جهة و تحقيق العدل و العدالة من جهة أخرى .
اوال:العصر القديم
تعود جذور الطب الشرعي إلى العصور القديمة ,اين تم معرفته في شريعة "حمورابي " في العراق في
إحدى موادها و بالضبط في المادة 280و غيرها حيث يستشف منها صراحة على العمل بالطب
3
الشرعي لبحث القضايا الجنائية و األخطاء الطبية .
و بعد ظهوراألديان السماوية فقد تم معرفة الطب الشرعي بشكل مباشر ,ليعرف بعد ذلك مرحلة من
التقدم مع المصريين القدامى نتيجة ما كانوا يقومون به من تحنيط حيث أن هذه العملية تحتاج إلستئصال
األجهزة الداخلية للجسم ,و هو ما يمكنهم من التعرف على الوضع الصحيح لهذه االجهزة مما يعطيهم
المعرفة في كشف أي تعبير فيها سواء نتج ذلك عن سقوط الجسم او التسمم ,أو أمراض الفجأة او تحديد
4
أضرار االصابات و الجروح و الطعنات و غير ذلك .
ثانيا:العصر االسالمي
عرف العهد اإلسالمي العديد من األحداث و الوقائع التي تبين لنا إهتمام الشرائع السماوية السيما
الشريعة اإلسالمية بالطب الشرعي ،التي حثت على اإلثبات بالبينة في إظهار الحقيقة و عدم األخد
بالشبهات بقوله تعالى ":يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا
5
على ما فعلتم نادمين "
وأهم األحداث التي تركت بصماتها و رويت في عصر صدر اإلسالم حادثة إمرأة تعلقت بشاب من
األنصار و رغبة فيه رغم إعراضه عنها و للفوز به فقد عمدت الى صب بياض البيض على ثوبها حتى
تلسق تهمة اإلعتداء عليها من طرفه ،لذلك جاءت سيدنا عمر بن الخطاب رضي هللا عنه تشكوا هذا
22المرسوم التنفيذي رقم ,92/276المؤرخ في /05محرم 1413/الموافق ل ,06/07/1992المتضمن مدونة أخالقيات الطب ج.ر للجمهورية
الجزائرية ,العدد ,52نشرت في 08/07/1992
3محمد صلعة ,محاضرات تحت عنوان الطب الشرعي و دوره في إثبات جريمة القتل في التشريع الجزائري ,ألقية على طلبة الماستر ,كلية
الحقوق و العلوم السياسية ,قسم الحقوق ,تخصص قانون قضائي ,جامعة عبد الحميد إبن باديس ,مستغانم ,السنة الجامعية 2021/2022 :الصفحة
17
4محمد أنور عاشور ,موسوعة في التحقيق الجنائي العلمي ,الطبعة الثانية ,عالم الكتب ,دون سنة ,الصفحة 285
5سورة الحجرات اآلية رقم 6
الشاب مستدلة في ذلك على بعض األثار العالقة بثوبها و هو ما أذى به لدعوة هذا الشاب لتأكد من صحة
اإلدعاء ،غير أنه أنكر و نفى األمر فستشار عمر سيدنا علي بن أبي طالب الذي نظر الى الثوب ثم دعى
بماء حار صبه على الثوب فجمد ذلك البياض ثم أخذه فإشتمه و ذاقه فعرف طعم البيض فزجر المرأة
6
فإعترفت.
و كذا ما جاء في قصة سيدنا يوسف عليه السالم في إدعاء إمرأة العزيز عليه ثم تبين بعد فحصه صدقه
و براءته ،و كذلك فيما ادعاه أشقاؤه كما جاء في قوله تعالي ":و جاءوا على قميصه بدم كذب " و هو
ما اثبت كذب الرواية بأكملها .فهاته الروايات قد بينت مدى اإلستعانة بالخبرة الطبية في صدر اإلسالم
7
و التي كانت الزمة في توضيح الكذب و االدعاءات.
ثالثا:العصر الحديث
و ابتداءا من القرن 17م اخد الطب يساهم في العمل القضائي اذ ثبت أن الطبيب العسكري لفرنسوا األول
و بعد مالحظته اصطناع العديد من الجنود لبعض األمراض لغرض تفادي المشاركة في الحروب عين
عدة أطباء لفحصهم بغية كشف المتظاهرين منهم و ما ذلك إال عملية طبية شرعية.
كما أن فرنسوا األول ،بموجب أمر بتاريخ 1536م ،أوجب اللجوء الى رأي األطباء عند التعسف في
عند تعرضه Zacchiasحيث يعود الفضل في جمع كلمتي "الطب"و"الشرعي"الى الطبيب االيطالي
الى المشاكل البسيكولوجية و بعض ابحاثه في مجال علم السموم و إعطائه توجيهات جديدة لفحص
الجروح و أسبابها.
و إبتداءا من القرن 18م أخذت تسمية الطب الشرعي تردد في المحيط الطبي الى أن تم تداولها في
المؤلفات ،حيث نجد مؤلف جوس سنة 1771بحث عن" العدالة الجنائية " تكلم طويال عن الطب
الشرعي و درس فيه كيفية معاينة الجرائم و ينصح بضرورة التقرير الطبي في حالة اإلصابة بجروح و
الموت المشكوك فيها و شموليته و وضوحه حتى يفهمه القضاة.
و قد ساهم التطور العلمي الملحوظ و ما ترتب عنه من تغيير في أساليب الحياة توسع عالقة الطبيب
الشرعي بجهاز العدالة الذي أصبح في إتصال يومي مع الجهات القضائية السيما الجزائية منها ،و من
هنا ظهر الطب الشرعي القضائي الذي يهتم بالعالقة ما بين الشرعي و القضاء.
-تختص الجهات القضائية بتعيين خبير واحد في المسائل العادية ،حيث تختاره من الجدول الذي تعده
المجالس القضائية بعد استطالع رأي النيابة العامة و هذا طبقا لنص المادة 144من قانون االجراءات
الجزائية الفقرة األولى و التي تنص على ":تختار الخبراء من الجدول الذي تعده المجالس القضائية بعد
إستطالع رأي النيابة العامة" ، 9أما في المسائل العلمية و الفنية البحتة و التي تتطلب تدخل الطب
الشرعي فال تكتفي المحكمة بنذب خبير أو خبيرين فتضظر الى نذب خبير ثالث لكون هذه المسألة دقيقة
و تحتاج إلى تقرير طبيب شرعي .
-يتصل الطب الشرعي بجهاز القضاء اتصاال وثيقا ،فال يمكن العمل بالخبرة في مجال الطب الشرعي
دون أن تكون هناك دعوى مرفوعة أمام القضاء تحتاج إلى نذب خبير إليضاح مسألة فنية يصعب على
القاضي إدراكها.
-من الالمنطق أن يتخد القاضي الجنائي موقفا يعود بالسلب على القضية ،فمن التزماته أن يتحرى و
يبحث عن الحقيقة بكافة الطرق المشروعة و القانونية المتاحة له سواء أمام جهة التحقيق أو جهة النطق
بالحكم .و تعد الخبرة الطبية أحد الوسائل الذي يعتمدها القاضي في اإلثبات .و قد ترفض نذب حتى لو
قدم الخصوم طلبا بذلك اذا وجد ما يكفي لتكوين قناعتها على أن يكون الحكم بندب الخبير أو رفضه
10
مسببا من طرف القاضي.
يعد اجراء الخبرة الطبية في مجال الطب الشرعي أمر إلزامي ،إال أن األمرالحتمي هوعودة القاضي الى
الخبرة الطبية من جهة لعدم معرفته بميدان الطب و من جهة أخرى لإلستناد على بعض الركائز العلمية
القانونية لمعرفة المسألة الفنية البحثة ،لهذا األمر حتمي إذا كانت المسألة المطروحة للبحث من المسائل
1
الفنية البحثة التي تحتاج الى خبرات متخصصة حيث ال تستطيع المحكمة أن تشق طريقها فيها بنفسها.
و يتم اللجوء الى الخبرة الطبية الشرعية في المسائل الفنية البحثة التي تدركها معارض القاضي لذا إستقر
الفقه و القضاء على أن اإلستعانة بأهل الخبرة أمرًا وجوبيا إذا كانت المسألة المطروحة للبحث من
2
المسائل الفنية البحثة التي تحتاج إلى خبرات متخصصة ال تستطيع المحكمة أن تشق طريقها بنفسها.
ينقسم الطب الشرعي إلى عدة مجاالت و أقسام نذكر منها ما يلي
من بين أهم العلوم التي يرتكز عليها الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة عبر نزع بعض األعضاء
البشرية (القلب ،الكبد ،البنكرياس ....إلخ ) بغرض تشريحها بصورة دقيقة في حاللت شبهة الوفاة
ألسباب غير طبيعية ( جنائية ،حادث ،إنتحار ) في الوفاة الفجائية في ،في الوفاة بعنف أو الموت العنيف
( جريمة ،إنتحار ) الوفاة أثناء ممارسة األعمال الطبية ( الوفاة بعد اإلجهاض او أثناء عمليات
الجراحة ،التخدير و غيرها .تقوم بهذه الفحوصات مخابر التشريع المرضي على مستوى المراكز و
11
المؤسسات اإلستشفائية الجامعية بالجزائر
إنه يدرس الركن المعنوي للجريمة و ذلك من خالل دراسة مدى تمتع المتهم بقواه العقلية وقت إتيانه
األفعال الجرمية و بالتالي هل قام بها عن إرادة أم كانت معينة إلصابته بآفة عقلية من شأنها أن تعدم
إرادتها و تجعله عاجزا عن إدراك ما تقوم به و عند ثبوت ذلك فإن الجريمة تنهار في حقه إلنهيار أحد
أركانها و هو الركن المعنوي و يلعب الطبيب الشرعي دورا هاما في تقرير مدى تمتع المتهم بقواه
العقلية من عدمه ،كما يدرس عالقة األمراض العقلية بالمسؤولية الجزائية و مدى تأثير الحالة العقلية
12
للمجرم على الركن المعنوي للجريمة
يتدخل الطبيب الشرعي في إيطار إجتماعي بدراسة العالقة الموجودة بين وقائع طبية و نصوص قانون
العمل أو ضمان الجتماعي فهذه القوانين تحتاج في تطبيقها إلى آراء طبية و مثال ذلك حل النزاعات بين
هيئة الضمان اإلجتماعي و المؤمنين إجتماعيا كما أن كل من األطباء المستشارين من طرف هيئة
الضمان اإلجتماعي او شركات التأمين يقومون بأعمال لها عالقة بالطب الشرعي خالل القيام بأعمالهم
13
لدى هذه الهيئات
111ريطاب عزالدين ,الخبرة الطبية ,الشعية في المواد الجزائية – جامعة اإلخوة منتوري-قسنطينة ,-أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في
القانون الخاص2018/2019 ,
212بن األخضر محمد ,محاضرات في الطب الشرعي في المنظومة القضائية الجزائرية ,الصفحة 470
313فتيحة مراح ,محاضرات في الطب الشرعي ,المدرسة العليا للقضاء ,السنة الدراسية2004/2005 ,
الرابع :الطب الشرعي الجنسي
يهتم بدراسة اإلعتداءات الجنسية سواء كانت على الذكور أو اإلناث و الناتجة عن جرائم هتك
العرض ،الفعل المخل بالحياء ففي مثل هذه الجرائم كثيرا ما يطلب من الطبيب الشرعي فحص الضحية
لبيان صحة اإلعتداء و القيام بالجريمة كما يهتم بهذا النوع من الطب بدراسة جرائم االجهاض اإلجرامي
14
و قتل االطفال حديثي العهد بالوالدة
و هو العلم الذي يتناول الموضوعات المتعلقة بالسموم .مثل :الكيمياء و التحليلية و الصيدلة و الكيمياء
السريرية .للمساعدة في التحقيق الطبي و القانوني للوفاة و التسمم و تعاطي المخدرات و الهدف من علم
السموم هو الحصول على النتائج و تفسيرها .
يهتم بدراسة و تشخيص اآلثار التي يرتكبها الجاني في مسرح الجريمة كما يساهم في الكشف عن هوية
الجثة و دراسة مختلف الجوانب البيولوجية و اإلجتماعية للوفاة و كذلك تشريح الجثة ،الرضوض ،
الكدمات ،الجروح ،االختناقات الميكانيكية ،خبرة األضرار الجسمانية ،الحروق .
و الجدير بالذكر أن ما يهمنا في دراستنا هذه هو الطب الشرعي الجنائي ذلك أن جرائم العنف و القتل
هي من أكثر الجرائم التي يترك فيها الجاني آثارا في مسرح الجريمة و التي تساهم في الكشف عنها .
15
414بن األخضر محمد ,دور الطب الشرعي في المنظومة القضائيةمجلة ,الصفحة 47
515دالل وردة ,مرجع سابق ,الصفحة 33
المبحث الثاني :كيفية اإلثبات في الطب الشرعي
المطلب األول :أنواع األدلة في الطب الشرعي
الدليل السريري أو اإلرشادب ،البروتوكول السريري أو الدليل اإلرشادي للمارسة السريرية .هو وثيقة
تهدف الى توجيه القرارات المتعلقة بالتشخيص و التدبير و المعالجة في مواضيغع محددة في الرعاية
16
الصحية ،و تشمل هذه األدلة المعلومات المستمدة من التاريخ المرضي للمريض و الفحص السريري .
17
حيث يتم تقييم األعراض و العالمات المرضية و تحليلها لتوجيه التشخيص
و يستخدم العالج اإلشعاعي غالبا األشعة السينية ،و لكن توجد أنواع أخرى من العالج اإلشعاعي و منها
العالج باإلشعاع البروتيني .تتميز أساليب العالج اإلشعاعي الحديثة بالدقة ،فهي توجه حزم األشعة
مباشرة نحو موضع السرطان بدقة مع حماية األنسجة الصحية من جرعات اإلشعاع العالية .و تشمل
األشعة السينية و التصوير بالرنين المغناطيسي و التصوير بالموجات فوق الصوتية .تلعب هذه األدلة
دورا مهما في تحديد اإلصابات و تقييم الضرر الجسدي)
هي مجموعة من المعلومات و اإلرشادات المتخصصة التي توفر معلومات عن السموم و التسممات و
طرق التعامل معها و معالجتها .يهدف الدليل العمومي الى توفير إرشادات فعالة لألفراد و المهنيين
الطبيين في حاالت التسمم المحتملة .يتم إصدار الدليل العمومي عادة من قبل هيئات طبية معترف بها
18
مثل :الجمعيات الطبية و المراكز الطبية الخاصة بالسموم
هي مجموعة من المعلومات الوراثية التي تحتوي على تسلسل الدنا dnaالخاص بالكائن الحي ،
يتضمن الدليل الجيني معلومات حول الجينات المختلفة و ترتيبها على الكروموسومات ،و التي تحدد
الصفات الوراثية للكائن الحي .يمكن إستخدام الدليل الجيني لفهم التنوع الوراثي بين الكائنات الحية و
األمراض الوراثية و العديد من العمليات الحيوية األخرى .يتم تحليل الدليل الجيني عادة بإستخدام تقنيات
مثل تسلسل الدنا DNA ¹
و تستخدم لتحديد الهوية الجينية لألفراد ،و يتمثل ذلك في تحليل من العينات الدنا DNAمثل البصمات
الوراثية و األدلة الوىاثية األخرى ²
هي مجموعة من النسيج المأخوذة من الجسم لإلستخدام في التشخيص الطبي .يتم جمع عينات نسيجية
بواسطة عملية تسمى البيوبسي biopsyو تستخدم لتحديد أو تأكيد تشخيص مرضي معين أو لتحقق
من وجود تغيرات نسيجية معينة في الجسم .يتم تحليل العينات النسيجية بواسطة أطباء النسيج ( مسار
مختص) بإستخدام مجهر أو تقنيات أخرى لتقييم التغيرات الخلوية و النسيجية ⁴تتطلب تحليل عينات
األنسجة و الخاليا تحت المجهر لتشخيص أمراض معينة أو لتحديد اإلصابات الجسدية المحتملة
هذه هي بعض األدلة الرئيسية التي يعتمد عليها الطب الشرعي في تحليل الحاالت القانونية و الطبية .و
من المهم أن نالحظ إستخدام هذه األدلة يتطلب خبرة تدريب متخصصين في مجال الطب الشرعي
لتفسيرها و تحليلها بشكل صحيح
-و عرفه العرف على أنه ذلك الطبيب الذي يكلف من قبل وزارة العدل ,إلعطاء التقارير الطبية الواجب
تقديمها إلى القضاء و التي تحدد ماهية اإلصابة ,و بناءا على ذلك فإن القاضي يبني حكمه إعتمادا على
معطيات التقارير الصادرة عن الطبيب الشرعي المكلف أصوال بالقيام بإستخدام المعلومات الطبية لخدمة
القضاء و العدالة بغض النظر عن مؤهالته العلمية ,حيث يكفي أن يكون حاصال على إجازة دكتور في
الطب البشري
-أما من الناحية القانونية فهو طبيب متحصل على شهادة طبيب مختص في الطب الشرعي ,بعد دراسته
الطب العام لمدة 7سنوات إضافة إلى 4سنوات تخصص الطب الشرعي كما أصبح تخصص الطب
19
الدكتور السيد أبو الحمد رجب ,الطب الشرعي و تحقيق األدلة الجنائية ,جامعة الفيومو ,كلية الحقوق,الصفحة 8
الشرعي في الجزائر بهذا الشكل منذ سنة 1996و هذا بعد ما كان مندمجا في طب العمل ,إضافة الى
20
تحصله على شهادة الدراسات الطبية المتخصصة DEMSبعد إجراء إمتحان على المستوى الوطني
ب -مهام الطبيب الشرعي :قد تترسخ في اذهان الكثير من الناس أن الطبيب الرعي مرتبط بتشريح الجثة
فقط لكن هذا أمر غير صحيح حيث أن وظائفه تمتد لشمل فحص المتهمين ,البحث عن الدالئل و غيرها
من المهام التي تتمثل فيما يلي:
/1إجراء الفحوصات الطبية على المعنيين في القضايا الجنحية و الجنائية ,و بيان اإلصابة و صفتها و
سببها و تاريخ حدوثها ,و اآللة أو الشيء الذي أستعمل في إحداثها و مدى العاهة المستدامة ,التي نتجت
عن هذا اإلعتداء .و بذلك فإن الطبيب الشرعي ملزم بالقيام بهذه الفحوصات ,و التحلي بالصدق و األمانة
21
و بتحرير شهادة طبية تثبث الفحص الطبي الذي قام به على الشخص المعني
/ 2فحص المضبوطات لألسلحة النارية مع تحقيق مدة صالحيتها لإلستعمال و تحليل ما قد يوجد بها من
أثار و مقارنة المقذوفات المستعملة ببعضها البعض و بيان مدى تعلقها باألسلحة المضبوظة
/3حضور عملية فتح القبور لإلستخراج الجثة لوضعها أو تشريحها من أجل إظهار أسباب الوفاة أو
22
كشف هوية شخص إنطالقا من جثته بما تطلبه سلطات التحقيق
/4فحص المتهم لتقدير درجة المسؤولية أثناء الفعل إذ يقوم به الطبيب الشرعي لتحديد الحالة العقلية و
العصبية للمتهم و ذلك بفحصه و معرفة مدى سالمة قواه العقلية و منه يمكن أن يستفيد من اإلعفاء من
23
العقوبة لمقتضى نصوص العقوبات
/5اإلطالع على ظروف القضية أي اإلطالع على مذكرة الشرطة و تقرير المحقق لمعرفة ظروف
24
الحادث و كذا توقيع الكشف الطبي على المصابين في القضايا
يمكننا التمييز بين ثالثة أقسام للموت فقد يكون الموت إنتحاريا أو عرضيا أو قتال عمديا .فمهنة الطبيب
الشرعي في إطار بحثه عن األدلة الجنائية في جريمة القتل تبدأ أوال بتحديد طبيعة الموت لمعرفة ما إذا
20مجموعة من أساتذة الطب الشرعي في كلية الطب بالجامعات و العاملين في القطاعات الصحية و العدلية في الدول العربية ,الطب الشعي
والسموميات ,دوم مجلد ,طبعة ,2منظمة الصحة العالمية ,المكتب اإلقليمي لشرق المتوسط ,سنة ,2010الصفحة 32
21أحمد صالح الدين ,الطب الشرعي و التحريات الجنائية ,محاضرات لطلبة القانون ,جامعة مصر ,الصفحة 34
22إبن ساحة يعقوب ,مرجع سبق ذكره ,الصفحة 472
23أحمد قادري ,أطر التحقيق ,دار هومة للنشر و التوزيع ,الجزائر ,بدون طبعة ,2013 ,الصفحة 45
24إبراهيم صادق الجندي ,الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ,أكادمية نايف العربية للعلوم األمنية ,الطبعة األول ,الرياض,2000 ,الصفحة
23
هنالك جريمة قتل باالضافة الى تحديد تاريخ الوفاة و التعرف على الجثة و يكون ذلك وفق تقنيات خاصة
يقوم بها الطبيب الشرعي على النحو التالي:
إن تحديد الفترة التي حدثت فيها الوفاة من شأنه أن يحصر نطاق واسع البحث عن الدليل الجنائي ,فكلما
ضاق هذا النطاق كانت اإلحتماالت الوصول الى الحقيقة أكبر عليه من الضروري على الطبيب الشرعي
في جرائم القتل عن تشريح الجثة أن يتحرى الدقة قدر اإلمكان عند اإلجابة على السؤال المتعلق بتحديد
تاريخ الوفاة حتى ال يكون هناك تباينا واضحا بين التاريخ الحقيقي لها و التاريخ المحدد من طرفه ,و
عمليا يعتمد الطبيب الشرعي في تقديره لهذا التاريخ على المعطيات المستخلصة من عملية رفع الجثة و
25
التحريات الطبية الشرعية.
-أوال :تحليل بقع الدم
من الضروري أن يكون تقييم اإلستفادة من معرفة تاريخ الوفاة إستنادا للعالمات الحيوية المذكورة في
هذه الدراسة سواء اليوم أو كرؤية مستقبلية.
كان العلماء قد بحثوا في عينات دم المرضى عن مواد تسمح بإستخالص نتائج إحتمال الوفاة ,عثر
الباحثون خالل البحث على 14من هذه العالمات الحيوية ,خاصة األحماض األمنية و دهون و مواد
حاملة لإللتهاب ,و التي يمكن من خاللها التنبؤ بشكل أفضل من المؤشرات الحالية .بإحتمال الوفاة لدى
الرجال و النساء من مختلف األعمار.
هو عرض هام يمكن إستخدامه من طرف الطبيب الشرعي في تحديد مدة الموت .و في عمليات التحقيق
في مسرح الجريمة ,يتم إستخدام تقنيات محددة لتقدير مدة تصلب العضالت و بالتالي تحديد مدة الموت.
تقنية التصلب العضلي تعتمد على مشاهدة ثبات العضالت و مقاومتها للحركة بعد الوفاة.26يمكن أن يكون
هنالك تصلب عام لكل العضالت في الجسم بعد مرور بعض الوقت من الوفاة .و يمكن أيضا مالحظة
27
الساق .يعتبر تصلب العضالت واحدا من العالمات تصلب العضالت في منطقة معينة مثل :الذراع و
المبكرة للتحلل الجثوي
و في العمليات التحقيقة يتم التعامل مع تصلب العضالت عن طريق تحريك االطراف الجسدية ببطء
لمالحظة أي مقاومة أو صعوبة في الحركة .و من المهم المالحظة أن تصلب العضالت يختلف بإختالف
األمراض و الحاالت الصحية .
25الطب الشرعي ,في إثبات الجريمة جريمة القتل في ظل القانون الجزائري ,مذكرة لنيل شهادة الماستر ,مرجع سبق ذكره ,الصفحة 97-96
26
Macleod ‘s clinical escanation 15TH edition
27نفس المرجع السابق
في حالة التحقيق في مدة الموت بإستخدام تصلب العضالت ,يجب مراعاة العوامل المؤثرة األخرى مثل:
درجة الحرارة ,التفكك و التحلل الجثوي األخرى .28اذا تم تحديد مدة تصلب العضالت ,يمكن إستخدامها
كمؤشر تقريبي لتقدير مدة الموت أوالوفاة .و لكن يجب مراعاة أنها ليست دقيقة بنسبة مئة بالمئة .أي أنه
ليس دقيق في تحديد زمن الموت و هذا راجع الى العوامل المؤثرة األخرى و االعتماد على المعلومات
والتحليل الشامل لمعرفة مدة الموت بأكثر كفاءة وغالبا ما يتطلب التقدير اإلعتماد على عدة عوامل
أخرى مثل :التحلل الجثوي و ظروف البيئة األخرى.
اذا كان هناك غياب لنبض الشريان السباتي لمدة دقيقة واحدة و تكون الصدر و البطن صلبين و تكون
درجة الحرارة النواة الجسمية أقل من 13درجة مئوية و تكون نسبة البوتاسيوم في الدم أكثر من 12
مليمول .29و يجب أن يقوم بهذا النوع من التقديرات أشخاص مؤهلون مثل األطباء الشرعيين و خبراء
الطب الشرعي ,و يتم إستخدام البيانات العلمية و التجارب السابقة كمرجع لتقدير مدة الموت ,
تقدير مدة الموت بالحشرات يعتبر جزءا مهما من التحقيقات الشرعية و الطب الشرعي .تسمى هذه
العملية بعلم اإلنتمولوجيا الشرعية .تعتمد على دراسة الحشرات التي تتواجد على الجثة و تطورها مع
مرور الوقت 30ويعم إستخدام علم الحشرات لتقدير مدة الوفاة بناء على دراسة و تحليل الحشرات
الموجودة على الجثث .تعتمد هذه الطريقة على مفهوم تعاطف الحشرات ,حيث يتواجد الحشرات على الجثة
و تتغذى منها ,و يتم تحديد مدة الموت بناء على مراحل نمو الحشرات و تطورها.
من بين الحشرات الشائعة التي يتم دراستها في علم تعاطف الحشرات هي الذباب و البعوض .يتم تحديد
المدة التي مضت على الموت بناءا على مراحل نمو الذباب و البعوض و تطورها .و من المعروف أن
هذه الحشرات تتوالد و تتطور على مراحل محددة و من المهم أن نالحظ هذه الطريقة لتحديد مدة الوفاة
بإستخدام الحشرات تعتبر طريقة تقديرية و تعتمد على عدة عوامل مثل :درجة الحرارة و الرطوبة و
الظروف البيئية األخرى التي قد تؤثر على نمو و تطور الحشرات ,لذا يجب إعتبار نتائج هذه الطريقة
31
كمؤشر تقريبي لمدة الموت و ليس قاعدة صارمة.
و تعد هاته الطريقة هي أدق تقنية تم الوصول إليها في العصر المعاصر و يتم اإلعتماد عليها في أغلب
جرائم القتل و هذا راجع لتأثر كل من التحليل ببقع الدم و الفحص بتصلب العضالت و قياس درجة
حرارة الجسم بعدة عوامل طبيعية التي تنخفض مستوى دقة التحليل مقارنة بعلم اإلنتمولوجيا الشرعية
( علم الحشرات )
إن الطبيب الشرعي في إطار بحثه أن أسباب الوفاة يقوم بعد التعرف على هوية صاحب الجثة بخلع
مالبس المجني عليه تماما حتى لو استلزم األمر تمزيقها ثم يقوم مالحظة جميع العالمات الخارجية
للموت مثل :زرقة اإلختناق ,حب الوجه الناتج عن النزيف ,غير أن آثار العنف تبقى من أهم العالمات
و لمعرفة سبب الوفاة بشكل أدق فإن عملية التشريح هي أفضل إجراء يعتمد عليه الطبيب الشرعي لتقييم
مفصل ,و يتم ذلك بعد رفع الجثة الى غرفة خاصة لذلك ,حيث يقوم الطبيب بفتح جسم المتوفى و
إستئصال بعض األعضاء لفحصها بشكل تسلسلي وفق ما تم اإلتفاق عليه مسبقا .فعادة ما يتم إستئصال
الرئتين و الكبد و الكلى و البنكرياس و صمامات القلب و القرنية في وقت الحق .و هذا إلدراك أي
تغييرات أو تشوهات داخلية ففي بعض األحيان يمكن وضع التشخيص إعتمادا على مظهر األعضاء
فقط .لكن هناك بعض األعضاء التي قد تأخد وقت طويل لتحليلها ثم إعداد تقرير.
يشمل فحص األسلحة المظبوطة في مسرح الجريمة عدة عناصر مهمة و ذلك إستنادا الى المستندات
المقدمة
كبداية يمكن أن تتضمن حصيلة فحص األسلحة تحليل الدم الواقع المطلي على السالح لتعرف على
مؤشرات تدل على حدوث إصابة أو قتل .يمكن إستخدام تحليل الدم الكامل لتحديد وجود أي تغييرات في
خاليا الدم أو مكوناتها مثل :الخاليا الحمراء المشوهة أو الخاليا البيضاء غير الطبيعية .
بعدها يمكن أيضا إجراء فحص للعظم الموجود على السالح و ذلك لتحديد مصدر هذا العظم و ربما
تحديد سبب اإلصابة ,يمكن الحصول على عينة من نقي العظم و تكويينها و فحصها تحت المجهر كما
يمكن أيضا إزالة جزء من العظم و إستخدامه في تحليل األنسجة .باإلضافة الى ذلك قد يشمل فحص
االسلحة أيضا تحليل المواد المتراكمة عليها مثل :األدلة التي قد تشير إلى اإلستخدام الذاتي للسالح أو
األثار مثل :آثار القطع الذاتي أو آثار الحروق الكميائية.
في النهاية ,يجب أن يتم جمع المعلومات المتاحة من األسلحة و تحليلها بعناية و التشاور مع الخبراء
المختصين و فريق متعدد التخصصات في تحديد األدلة و فهم سياق الجريمة ,و من المهم أن يتم إتباع
إجراءات محددة لفحص األسلحة المضبوطة .ذلك بهدف الكشف عن أي أدلة تساعد في تحديد هوية
المتهم و فهم تفاصيل الجريمة.
هو عملية دراسة و تحليل النمط الموجود على األصابع البشرية ,يتم إستخدام التحليل في العديد من
المجاالت كاألمن و القضاء الجنائي و التعرف على الهوية ,تعتبر بصمات األصابع في يد كل فرد و ال
تتغير على مر الزمن .و بتالي يمكن إستخدامها لتحديد هوية األشخاص و يمكن أخذ بصمات األصابع إما
عن طريق جهاز مسح الكتروني أو يدوي بإستعمال الحبر و الورق ثم يتم إستخدام ماسح ضوئي لحفظ
البيانات الكترونيا بالنسق المناسب .و تحفظ القيود و يجري تبادلها بالنسق المحدد من المعهد الوطني
لمعايير و التكنولوجيا()NIST
32يحيى بن لعلى ,الخبرة في الطب الشرعي ,مطبعة عمار قرني ,باتنة ,سنة ,1994الصفحة 81
ثالثا :تحليل الحمض النووي ( )DNA
يعتبر إختبار الحمض النووي أو اإلختبار الجنسي من أجل الصحة الشخصية و المعروف أيضا بإسم
العافية الجينومية شكال جديدا من أشكال إدارة الصحة ,و ذلك بإستخدام معلومات جينية لوضع خطط
33
صحية محددة و موجهة بشكل أكبر
و قد يصل دقة اإلختبار الى نسبة عالية جدا و دقيقة و تقدر هذه النسبة 99.99بالمئة حيث تستغرق من
ثالثة أيام الى خمسة أيام للحصول على إختبار الحمض النووي DNAو بإمكانها أن تساعد الطبيب
الشرعي في معرفة عمر اإلنسان و نجلب عينات DNAمن الشعر ,الجلد و اللعاب ...إلخ و في الجهة
األخرى يعتبر البول و كريات الدم الحمراء خالية من الحمض النووي ADNتماما.
-133