Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫تاريخ اإلسالم‬

‫)‪Nurmita Ramli (4J‬‬

‫معاوية بن أبي سفيان‬


‫‪٦٠-٤١‬ه ‪٦٨٠-٦٦١ /‬م‬

‫قيام دولة الخالفة أماوية‬


‫أذى مقتل علي إلى إزالة عقبة كبيرة من أمام معاوية لتولي الخالفة‪ ،‬فقد ب ايع الن اس‬
‫في الكوفة الحسن بن علي‪ ،‬في حين بايع أهل الشام معاوي ة‪ .‬وتح رك ه ذا األ خ ير بس رعة‬
‫باتجاه العراق للسيطرة عليه‪ ،‬فبلغ ذلك الحسن‪ ،‬فخ رج على رأس أتباع ه للتص دي ل ه‪ ،‬لكن‬
‫معاوي ة نجح في اس تقطاب قائ د جيش ه قيس بن س عد بن عب ادة األنص اري‪ ،‬وابن عب اس‪.‬‬
‫معاوية الكوفة إثر هذا الصلح‪ ،‬وبايعه الحسن والحسين ‪.‬‬
‫منهجية معاوية السياسية‬
‫اجتهد أن يقيم ص رح دولت ه على ع دة أرك ان به دف اس تمرارية النظ ام ال ذي أنش أه‪ ،‬لع ل‬
‫أهمها‪:‬‬
‫التغييرات في بنية النظام السياسي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السياسة الداخلية‪ ،‬المعارضة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلحسان إلى كبار الشخصيات اإلسالمية من الصحابة وأبنائهم‪ ،‬بهدف استقطابهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مباشرة أمور الدولة بنفسه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التوسع في الخارج ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهم األحداث السياسية الداخلية في عهد معاوية‬
‫حركة الخوارج‬
‫ك ان معاوي ة أبغض إلى الخ وارج من علي العتق ادهم بأن ه انح رف عن المس ار‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فقد أقلق أمرهم الخليفة األموي بفعل عدم تجاوبهم مع الحل ول‬
‫السلمية‪ ،‬فاضطر أن يواجههم بالعنف‪ ،‬وقد تركزوا في الكوفة والبصرة ‪.‬‬
‫حركة العلويين‬
‫واجه معاوية‪ ،‬باإلضافة إلى خطر الخوارج‪ ،‬خطرًا آخر تمثل بش يعة علي بن واج ه‬
‫معاوية‪ ،‬باإلضافة إلى خطر الخوارج‪ ،‬خطرًا آخر تمث ل بش يعة علي بن ط الب (العل ويين)‬
‫الذين انتشروا في الكوفة والبصرة ‪.‬‬
‫يزيد بوالية العهد‬
‫تعد مسألة عهد معاوية بالخالفة البنه يزي د من بع ده‪ ،‬من أك ثر المس ائل ال تي دفعت‬
‫الكثيرين للوقوف ضده‪ ،‬وتوجيه النقد إليه‪ ،‬ألنه خرج بذلك على النهج الذي اتبعه المس لمون‬
‫في اختيار خليفتهم منذ خالفة أبي بكر ‪.‬‬
‫سياسة معاوية الخارجية‬
‫جبهة المشرق‬
‫وضع معاوية أسسًا مدروس ة‪ ،‬وقواع د ثابت ة في سياس ته الخارجي ة‪ ،‬ولكن عه ده لم‬
‫يشهد فتوحًا على نطاق واس ع على ال رغم من أن المس لمين وص لوا في فت وحهم إلى الس ند‬
‫وفتح وا كاب ل وبخ ارى‪ ،‬فاتج ه إلى تث بيت الفت وح في المش رق‪ ،‬والقض اء على الحرك ات‬
‫التمردي ة ال تي ك انت تق وم بين الحين واآلخ ر في أنح اء متفرق ة من البالد نتيج ة الش عور‬
‫العنصري لدى الفرس‪.‬‬
‫الجبهة الغربية‬
‫أما في الجناح الغربي‪ ،‬وأعني بالد الش ام ومص‪ ،‬فك انت المواجه ة م ع البيزنط يين‬
‫بفعل تجاور الدولتين اإلس المية والبيزنطي ة من جه ة‪ ،‬وتهدي د البيزنط يين المس تمر للدول ة‬
‫اإلسالمية من جهة أخرى‪ ،‬ويرجع الفضل للخالفة األموية بعامة‪ ،‬ولمعاوية بخاصة ‪.‬‬
‫وحاصر المسلمون العاصمة البيزنطية مرتين‪ ،‬األولى في عام ( ‪ ٤٩‬هـ ‪ ٦٦٩ /‬م )‪،‬‬
‫والثانية في عام ( ‪ ٥٤‬هـ ‪ ٦٧٤ /‬م )‪ ،‬استمر حتى عام ( ‪ ٦٠‬هـ ‪ ٦٨٠ /‬م )‪ ،‬إال أنهم فش لوا‬
‫في اقتحامها نظرًا لمتانة أس وارها وبفع ل عوام ل طبيعي ة تعرض ت له ا الحملت ان آن ذاك ‪.‬‬
‫ونتيجة للمباحثات السياسية التي جرت بين الطرفين اإلسالمي والبيزنطي تقرر أن ‪:‬‬
‫يدفع معاوية جزي ة س نوية للبيزنط يين مق دارها ثالث ة آالف قطع ة ذهبي ة وخمس ين‬ ‫‪‬‬
‫أسيرًا وخمسين حصانًا ‪.‬‬
‫تستمر الهدنة مدة ثالثين عامًا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جبهة شمالي أفريقية‬
‫عين معاوي ة في ع ام (‪٤٩‬هـ ‪ ٦٦٩ /‬م ) عقب ة بن ن افع والي ًا على أفريقي ة‪ ،‬وع زل‬
‫معاوية عقبة في عام ( ‪ ٥٥‬هـ ‪ ٦٧٥ /‬م ) بسبب سياسته المتصلبة تجاه البربر‪ ،‬وعّين مكانه‬
‫أبا المه اجر دين ار األنص اري ‪ .‬وفي ع ام ( ‪ ٦٢‬هـ ‪ ٦٨٢ /‬م ) ع زل يزي د بن معاوي ة أب ا‬
‫المهاجر وأعاد عقبة بن نافع إلى شمالي أفريقية ‪.‬‬
‫سياسة معاوية اإلدارية‬
‫شهدت اإلدارة‪ ،‬أو ما عرف بالدواوين‪ ،‬في عهد معاوية تطويرًا متالزمًا مع التغي ير‬
‫الذي طرأ على نظام الحكم‪ ،‬ذلك أنه تابع ما بدأه عمر بن الخط اب في نط اق اإلدارة‪ ،‬ولكن‬
‫دون أن يستكمل الشكل النهائي لها ‪.‬‬
‫وفاة معاوية‬
‫توفي معاوية في ( شهر رجب عام ‪ ٦٠‬هـ ‪ /‬شهر نيسان عام ‪ ٦٨٠‬م ) إثر مرض ألم به ‪.‬‬

‫يزيد بن معاوية‬
‫‪ ٦٤ - ٦٠‬هـ ‪ ٦٨٣ - ٦٨٠ /‬م‬
‫بيعة يزيد‬
‫ب ايع الن اس يزي دًا بالخالف ة بع د وف اة معاوي ة‪ ،‬في حين تخل ف عن البيع ة من أه ل‬
‫الحجاز كل من الحسين بن علي‪ ،‬وعبد هللا بن الزبير ‪ .‬تسلم يزي د الخالف ة في دول ة واس عة‬
‫األرجاء‪ ،‬غنية ومعقدة السياسة‪ ،‬لم يبذل جهدًا في تشييدها ‪.‬‬
‫األحداث السياسية الداخلية في عهد يزيد‬
‫مأساة كربالء‬
‫واجهت يزيد‪ ،‬خالل مدة حكمه‪ ،‬ثالث قضايا على جانب كب ير من الخط ورة‪ ،‬تمثلت‬
‫األولى بخروج الحسين بن علي‪ ،‬والثانية بخروج أهل المدينة‪ ،‬والثالثة بقي ام ابن الزب ير في‬
‫مكة ‪ .‬وغادر الحس ين مك ة إلى الكوف ة ف ور تس لمه رس الة ابن عم ه‪ ،‬في ‪ :‬أص حابه‪ ،‬على‬
‫الرغم من نصيحة عدد من كبار الشخصيات اإلسالمية له بعدم تلبية الدعوة ألن الس لطة في‬
‫العراق ما زالت أموية‪ ،‬باإلضافة إلى أن أهله قوم غدر‪ ،‬ولهم سوابق في ذلك ‪.‬‬
‫خروج أهل المدينة ‪ -‬وقعة الحرة‬
‫شكلت مأساة كربالء صدمة ألهل الحجاز الذين عارضوا ما أحدثه معاوية من تغيير‬
‫في منهجي ة الحكم‪ ،‬وم ا نتج عن ذل ك من تط ورات سياس ية‪ ،‬وهي الش رارة ال تي أش علت‬
‫الحرب بينهم وبين النظام األموي‪ ،‬وما أكثر ما تحدث الحج ازيون في مجالس هم عن إمع ان‬
‫يزيد في االبتعاد عن دين هللا‪ .‬واجه يزيد هذا الموقف بالهدوء والحكمة في بادىء األمر‪ ،‬إال‬
‫أن اشتداد حملة االنتقادات الصريحة ضد الخليفة‪ ،‬التي استمرت ناشطة ‪.‬‬
‫حركة ابن الزبير‬
‫تعد حركة ابن الزبير امت دادًا لخ روج أه ل المدين ة ‪ .‬لق د اس تغل ابن الزب ير حادث ة‬
‫كربالء‪ ،‬وخروج أهل المدينة‪ ،‬والفراغ السياسي والقي ادي ال ذي حص ل بع د وف اة معاوي ة‪،‬‬
‫والنقمة الشديدة على يزيد في العالم اإلسالمي؛ ليقود حركة مسلحة ضد بني أمية منطلقًا من‬
‫مكة‪ ،‬فبايعه أهل تهامة والحج از باس تثناء عب د هللا بن عب اس ومحم د بن الحنفي ة‪ ،‬ثم ط رد‬
‫عمال يزيد من مكة والمدينة ‪.‬‬
‫األحداث السياسية الخارجية في عهد يزيد‬
‫لم تحصل أحداث تذكر في حقل السياسة الخارجية في عهد يزيد باستثناء م ا حص ل‬
‫على الجبهة األفريقية‪ ،‬التي شهدت تطورات سريعة ملفتة للنظر‪ ،‬ففتح ت اهرت ووص ل إلى‬
‫طنجة) قبل أن يستشهد في معركة تهودة ضد البربر بزعامة كس يلة ( أواخ ر ع ام ‪ ٦٤‬هـ ‪/‬‬
‫‪ ٦٨٤‬م ) ‪.‬‬
‫وفاة يزيد‬
‫توفي يزيد بن معاوي ة ألرب ع عش رة ليل ة خلت من (ش هر ربي ع األول ع ام ‪ ٦٤‬هـ ‪ /‬ش هر‬
‫تشرين الثاني عام ‪ ٦٨٣‬م ) ‪ .‬معاوية بن يزي د ‪ :‬معاوي ة الث اني ‪ ١٤‬هـ ‪ ٦٨٤ /‬م بع د وف اة‬
‫يزيد كانت بيعتان ‪ :‬إح داهما في الش ام لمعاوي ة بن يزي د‪ ،‬والثاني ة في الحج از لعب د هللا بن‬
‫الزبير ‪.‬‬

‫معاوية بن يزيد‪ :‬معاوية الثاني‬


‫‪١٤‬هـ ‪ ٦٨٤ /‬م‬
‫بعد وفاة يزيد كانت بيعتان‪ :‬إحداهما في الشام لمعاوية بن يزيد‪ ،‬والثاني ة في الحج از‬
‫لعبد هللا بن الزبير ‪.‬كان معاوية الثاني ظاهرة أموية فري دة‪ ،‬لم تحم ل المص ادر من أخب اره‬
‫إال القليل‪ ،‬فضًال عن حداثة سنه‪ ،‬ومرضه‪ ،‬وموقفه الخاص من الخالفة ‪ .‬فقد تنحى بعد قليل‬
‫من مبايعته لعدم قدرته على لم شعث المسلمين ‪.‬‬
‫مروان بن الحكم‬
‫‪ ٦٤‬ـ ‪ ٦٥‬هـ ‪ ٦٨٤ /‬ـ ‪ ٦٨٥‬م‬
‫وجدت الخالفة األموية نفسها في موقف صعب‪ ،‬بعد أن عمت الفوضى أرجاء الع الم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فاجتمع بنو أمية في الجابية من أعمال دمشق‪ ،‬في ظل انقس ام الع الم اإلس المي‪،‬‬
‫إلنقاذ خالفتهم المهددة‪ ،‬وكانوا أسيري القوى القبلية المتنافسة ‪ .‬ولم يجد مروان ال ذي س انده‬
‫اليمنيون صعوبة في القضاء على قوة القيسيين في معركة مرج راهط في ( شهر ذي القعدة‬
‫عام ‪ ٦٤‬هـ ‪ /‬شهر حزيران عام ‪ ٦٨٤‬م ) ‪ ،‬وقتل الضحاك في المعركة م ع ع دد كب ير من‬
‫أتباعه ‪ .‬ونتيجة لذلك بسط مروان نفوذه على بالد الشام وفلسطين ومصر ‪ ،‬وجهز جيشين ‪،‬‬
‫سير أحدهما إلى الحجاز للقضاء على حركة ابن الزبير ‪ ،‬بقيادة ح بيش بن ولج ة ‪ ،‬واآلخ ر‬
‫إلى الجزيرة ‪ ،‬بقيادة عبيد زیاد ‪.‬‬

‫عبد الملك بن مروان‬


‫‪ ١٥‬ـ ‪ ٨٦‬هـ ‪ ۷۰۵ - ٦٨٥ /‬م‬
‫تولي عبد الملك الخالفة‬
‫كان مروان قد عهد بالخالفة قب ل وفات ه البني ه عب د المل ك ثم عب د العزي ز ‪ ،‬فت ولى‬
‫األول الخالفة في ( شهر رمضان عام ‪ 65‬هـ ‪ /‬شهر نيسان ع ام ‪ 685‬م ) في ظ ل انقس ام‬
‫العالم اإلسالمي‪ ،‬فوضع نصب عينيه انتشال الدول ة األموي ة من الفوض ى‪ ،‬وإع ادة الوح دة‬
‫إلى المسلمين ‪.‬‬
‫األحداث السياسية الداخلية في عهد عبد الملك‬
‫المعارضة العلوية‬
‫حركة التوابين‬
‫وجدت في مستهل عهد عبد الملك أرب ع فئ ات إس المية ك انت تتن ازع الس يطرة على الحكم‬
‫وهي‪:‬‬
‫األمويون الذين يسيطرون على الشام ومصر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد هللا بن الزبير وكان يسيطر على الحجاز والعراق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جماعة العلويين في العراق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جماعة الخوارج ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فكان ال بد للخليفة من أن يتعامل مع هذا الواقع الشاذ ‪.‬‬
‫حركة المختار بن أبي عبيد الثقفي‬
‫تميزت ه ذه الحرك ة بمناهض تها للحكم األم وي ورف ع ش عار التش يع باإلض افة إلى‬
‫نزع ة الس لطة ال تي الزمت زعيمه ا ‪ .‬وخط ر الجيش األم وي ال ذي ك ان يزح ف باتج اه‬
‫العراق‪ ،‬على الرغم من أنه نجح في تدمير الجيش‪ ،‬األموي ‪ .‬عند الخ ازر في ( ‪ ١٠‬مح رم‬
‫عام ‪ 67‬هـ ‪ 6 /‬آب عام ‪ 686‬م )‪ ،‬وقتل قائده عبيد هللا بن زياد م ع الحص ين بن نم ير‪ ،‬إال‬
‫أنه فشل أمام مصعب بن الزبير ال ذي قض ى على حركت ه في معرك ة الم ذار ( بين واس ط‬
‫والبصرة ) ( منتصف عام ‪ 67‬هـ ‪ /‬أوائل عام إلى ‪ 687‬م ) ‪.‬‬
‫حركة ابن الزبير‬
‫أدى زوال المختار إلى انحسار المنافسة على زعامة العالم اإلسالمي بين عبد الملك‬
‫بن مروان وعبد هللا بن الزبير ‪ .‬وأدرك الخليفة األم وي أن ق وة خص مه تكمن في الع راق‪.‬‬
‫والتحم الجيشان على نهر الدجيل عند دير الجاثليق بمسكن في ( شهر جم ادى اآلخ رة ع ام‬
‫‪ ٧٢‬هـ ‪ /‬شهر تشرين الثاني عام ‪ 691‬م ) في رحى معرك ة ض ارية أس فرت عن انتص ار‬
‫الجيش األموي ‪ ،‬وقتل مصعب في المعركة ‪ ،‬ودخ ل عب د المل ك الكوف ة ‪ .‬فأس رع بإرس ال‬
‫جيش إلى الحج از بقي ادة الحج اج بن يوس ف الثقفي ‪ ،‬قض ى على ابن الزب ير في ( ش هر‬
‫جمادی األولى عام ‪ 73‬هـ ‪ /‬شهر أيلول عام ‪ ٦٩٢‬م )‪.‬‬
‫الخوارج‬
‫ظ ل الخ وارج‪ ،‬وهم الق وة ال تي بقيت خ ارج نط اق التط احن ال دموي‪ ،‬يعارض ون‬
‫األمويين ألنهم مغتصبين للخالفة‪ ،‬كما كان لحالة االضطراب السياسي التي شهدها الخازر‪:‬‬
‫هو نهر بين إربل والموصل العالم اإلسالمي‪ ،‬وسياسة الحجاج القاسية في الع راق؛ دور في‬
‫تشجيعهم على تحدي الحكومة المركزية ‪.‬‬
‫حركة ابن األشعث‬
‫تعد حركة عبد الرحمن بن األشعث إحدى أهم الحركات ال تي ق امت في وج ه الحكم‬
‫األموي بفعل أنها هزت أسس ه ذا الحكم وك ادت أن تقوض ه‪ ،‬ولم يكن نش وبها على أس اس‬
‫مذهبي‪ ،‬كما هو الحال في حركات الخوارج ‪ .‬شعر ابن األشعث باإلهان ة‪ ،‬كم ا أث ار أتباع ه‬
‫الذين رأوا في إبعادهم عن العراق بهذا األس لوب‪ ،‬م ؤامرة ض دهم للح ؤول دون ع ودتهم ‪.‬‬
‫لكن الحجاج تمكن من القضاء على هذه الحركة بعد عدة نكسات‪ ،‬في معرك ة دي ر الجم اجم‬
‫بظاهر الكوفة في ( ‪ ١٤‬جمادى اآلخرة ‪ ٨٢‬هـ ‪ /‬تموز ‪ ٧٠١‬م ) ‪.‬‬
‫سياسة عبد الملك الخارجية‬
‫ففي الش رق غ زا المس لمون م دن م ا وراء النه ر مث ل كش والخت ل وريخش‪ .‬وفي‬
‫الغرب استمرت عمليات الكر والفر بين الجانبين اإلسالمي والبيزنطي‪ .‬اض طر عب د المل ك‬
‫تحت ضغط األحداث الداخلية إلى عقد معاهدة األمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني لتهدئ ة‬
‫هذه الجبهة تعهد بموجبها بأن يدفع لألم براطور مبلغ ًا س نويًا يبل غ ثالثمائ ة وخمس وس تين‬
‫ألف قطعة ذهبية وثالثمائة وستين عبدًا‪ ،‬وثالثمائة وخمسة وستين جوادًا أصيًال‪.‬‬
‫أما في شمالي أفريقي ة فق د خ اض المس لمون ع دة مع ارك ناجح ة لتص فية القواع د‬
‫البيزنطي ة على الس احل الش مالي‪ ،‬وف ك ارتب اطهم م ع ال بربر ال ذين ث اروا بزعام ة أم رأة‬
‫غامضة عرفت في المصادر العربية باسم الكاهنة أحمد ثورتها النعمان الغساني وقتلها ‪.‬‬
‫سياسة عبد الملك اإلدارية‬
‫وترجع ش هرة عب د المل ك اإلداري ة إلى أن إص الحاته س ارت في اتج اهين‪ ،‬األول‪:‬‬
‫تطوير الجهاز اإلداري وتنشيطه‪ ،‬فاتخذت الدولة في عهده ش كًال ال يبع د كث يرًا عن أش كال‬
‫الدول المعاصرة‪ .‬وق د ت وزعت اإلدارة في عه ده على خمس ة دواوين رئيس ية هي‪ :‬دي وان‬
‫الخراج‪ ،‬ديوان الجند‪ ،‬ديوان الرسائل‪ ،‬ديوان الخاتم‪ ،‬وديوان ال‪٨‬بريد ‪.‬‬
‫وفاة عبد الملك‬
‫توفي عبد الملك يوم الخميس في ( منتصف ش هر ش وال ع ام ‪ ٨٦‬هـ ‪ /‬ش هر تش رين األول‬
‫عام ‪ ٧٠٥‬م ) ‪.‬‬

‫الوليد بن عبد الملك‬


‫‪ 96 - 86‬هـ ‪ ۷۰۵ /‬ـ ‪ 715‬م‬
‫إصالحات الوليد الداخلية‬
‫تولى الوليد الخالفة بعهد من أبيه عبد الملك‪ .‬اتس م عه ده ب الفتوح والرخ اء بع د أن اس تتب‬
‫األمن والنظام في الداخل ‪ .‬كان الوليد مياًال للعمارة‪ ،‬ل ذلك اهتم بإص الح الط رق‪ ،‬وتس هيل‬
‫الشبل‪ ،‬وحفر اآلبار‪ ،‬ووّسع الح رم النب وي‪ ،‬والج امع األم وي‪ ،‬وحّس ن مدين ة دمش ق حيث‬
‫أوصل الماء إلى كل بيت من بيوتها الكبيرة‪ ،‬عبر أقنية من نهر بردی ‪.‬‬
‫فتح بالد ما وراء النهر ت‬
‫تاختمت ممالك بالد ما وراء النهر ح دود الدول ة اإلس المية في خراس ان‪ ،‬وق د حق ق القائ د‬
‫المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي‪ ،‬حاكم خراسان‪ ،‬إنجازات مهمة‪ ،‬فأع اد فتح إقليم طخارس تان‪،‬‬
‫وغزا إقليم بخ اری‪ ،‬وفتح بيكن د ص لحًا‪ ،‬وس مرقند‪ ،‬وم دن خ وارزم‪ ،‬والش اش‪ ،‬وفرغان ة‪،‬‬
‫وكاشغر وهي أدنى المدائن إلى الصين ‪.‬‬
‫فتح بالد السند‬
‫يقع إقليم السند في شمال غربي القارة الهندية وشرق بالد فارس الجنوبية‪ ،‬وأحداث فتح ه ذا‬
‫اإلقليم‪ ،‬شبيهة بأحداث فتح بالد ما وراء النهر ‪ .‬وق د عه د الحج اج إلى ابن عم ه محم د بن‬
‫القاسم بفتح هذا اإلقليم‪ ،‬فانتقل إلى مكران‪ ،‬وخرج منه ا إلى ال ديبل على س احل بح ر الهن د‬
‫وفتحها‪ ،‬وهرع سكان القرى المجاورة يعرضون الصلح على المسلمين ‪.‬‬
‫الجبهة البيزنطية‬
‫انتهج الوليد سياس ة الض غط على األمبراطوري ة البيزنطي ة‪ ،‬وق اد حرك ة الجه اد على ه ذه‬
‫الجبهة القائد األموي مسلمة بن عبد الملك‪ ،‬أخو الخليف ة‪ ،‬وتمكن من فتح ع دة حص ون ذات‬
‫أهمية عسكرية‪ ،‬في الطريق المؤدي إلى القسطنطينية ‪.‬‬
‫جبهة شمالي أفريقية‬
‫بلغ المد التوس عي على ه ذه الجبه ة ذروت ه في عه د الولي د بن عب د المل ك على ي د‬
‫موسى بن نص ير ال ذي عم ل على تث بيت دع ائم النص ر ال ذي حقق ه أس الفه في المغ ربين‬
‫األدنى واألوس ط‪ ،‬ثم انطل ق إلى إقليم الس وس األقص ى في عم ق المغ رب‪ ،‬ونجح في‬
‫اس تقطاب ال بربر الـذيـن تـحولوا إلى اإلس الم‪ ،‬ودخل وا في الجي وش اإلس المية كجن ود‬
‫محاربين‪ ،‬استعملهم في فتح األندلس ‪.‬‬
‫وفاة الوليد‬
‫توفي الوليد بن عبد الملك في ( شهر جمادى اآلخرة عام ‪ 96‬هـ ‪ /‬ش هر ش باط ع ام‬
‫‪ 715‬م ) بدير مروان ‪.‬‬

‫سليمان بن عبد الملك‬


‫‪ 99 - 96‬هـ ‪ ۷۱۵ /‬ـ ‪ ۷۱۷‬م‬
‫سياسة سليمان الداخلية‬
‫تولى سليمان بن عبد الملك الخالفة بعد أخيه الوليد ‪ .‬كان دينًا‪ ،‬فصيحًا‪ ،‬عادًال‪ ،‬محب ًا‬
‫للغ زو‪ .‬اس تهل عه ده بع زل والة أخي ه‪ ،‬وعين والة ج ددًا على األق اليم وال راجح أن فك رة‬
‫التغيير جاءت بتأثير عمر بن عبد العزيز الذي الزم الخليفة‪ ،‬ورجاء بن حي وة‪ ،‬وهي ت دخل‬
‫ضمن المتغيرات السياسية والعسكرية التي شهدتها دولة الخالفة األموية‪ ،‬بعد أن عم الهدوء‬
‫واالستقرار والّسالم‪ ،‬أرجاء الدولة ‪.‬‬
‫سياسة سليمان الخارجية‬
‫جبهة المشرق‬
‫لم تحدث فتوح إسالمية جديدة في المشرق‪ ،‬ألن الظروف السياس ية ال تي م رت به ا‬
‫الخالفة األموية بعد عام ( ‪ ۷۱۷ / ٩٨‬م ) وحتى سقوطها في عام ( ‪ ١٣٢‬هـ ‪ ٧٥٠ /‬م ) لم‬
‫تكن تسمح بذلك ‪ .‬وقد استغلها العباس يون لص الحهم‪ ،‬لكن الواض ح أن األم ويين اس تطاعوا‬
‫المحافظة على المكتسبات التي تحققت ‪.‬‬
‫الجبهة البيزنطية‬
‫تح رك الجيش في ع ام ( ‪ 98‬هـ ‪ ٧١٧ /‬م ) باتج اه األراض ي البيزنطي ة‪ ،‬وتوغ ل‬
‫فيها‪ ،‬في حين أقام الخليف ة في داب ق‪ ،‬وأعطى هللا عه دا أن ال ينص رف ح تى ي دخل الجيش‬
‫القسطنطينية‬
‫وصلت الحملة إلى العاصمة البيزنطية وضربت الحصار عليه ا ‪ ،‬في ال وقت ال ذي‬
‫حاصرها األسطول البحري من جهة البحر ‪ .‬وضرب مسلمة المدينة بالمنجنيق ‪ ،‬لكن ردت ه‬
‫مناعة األسوار ومهارة المهندسين البيزنط يين ‪ ،‬كم ا أغل ق األم براطور لي و الث الث م دخل‬
‫البوسفور بسلسلة ضخمة من الحديد لمنع السفن اإلسالمية من الدخول إليه ‪.‬‬
‫وفاة سليمان‬
‫توفي سليمان في دابق (لعشرين بقين من شهر صفر ع ام ‪ 99‬هـ ‪ /‬ش هر أيل ول ع ام ‪717‬‬
‫م)‪ ،‬بعد أن عهد بالخالفة من بعده البن عمه عمر بن عبد العزي ز ‪ ،‬ثم ألخي ه یزید بن عب د‬
‫الملك‪.‬‬

‫عمر بن عبد العزيز‬


‫‪ ۱۰۱ – ٩۹‬هـ ‪ ۷۱۷ /‬ـ ‪ ۷۲۰‬م‬
‫سياسة عمر العامة‬
‫كانت الخالفة نقطة تحول في حياة عمر بن عبد العزيز من ناحية‪ ،‬وذات تأثير كب ير‬
‫في تاريخ دولة الخالفة األموية بش كل خ اص‪ ،‬والت اريخ اإلس المي بش كل ع ام‪ ،‬من ناحي ة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫أما أثرها في حياة عم‪ ،‬فقد فصلت بين مرحلتين ‪ .‬اتس مت المرحل ة األولى بالنعوم ة‬
‫والترف‪ ،‬وهي التي قضاها عمر قبل أن يلي الخالفة ‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية التي قض اها في الحكم فق د تم يزت بالزه د الص ادق‪ ،‬والبع د عن‬
‫زخرف الحياة وزينتها‪ ،‬وإحساسه العميق بالمسؤولية بعيدًا عن كبرياء الملوك ‪.‬‬
‫أما أثر خالفة عمر في تاريخ دول ة الخالف ة األموي ة‪ ،‬ف إن نهج عم ر في الحكم يع د‬
‫خروجًا على النهج الذي اختطه معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬وسار عليه من جاء بعده يعد خروجًا‬
‫على النهج الذي اختطه معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬وسار عليه من جاء بع ده الخلف اء‪ ،‬وه و إلى‬
‫النهج الراشدي أقرب ‪.‬‬
‫أما أثر خالفته في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬ف إن عم ر ‪ :‬ق دم ال دليل الواض ح على أن ه إذا‬
‫ص حت عزيم ة الح اكم المس لم‪ ،‬واستش عر بالمس ؤولية أم ام هللا‪ ،‬أض حى بإمكان ه أن يق وم‬
‫األوضاع المعوجة‪ ،‬وأن يرد المنحرفين إلى سواء السبيل أما في حقل السياسة الخارجية ‪.‬‬
‫وفاة عمر‬
‫توفي عمر بن عبد العزيز في ( ‪ ٢٥‬من شهر رجب عام ‪ ١٠١‬هـ ‪ /‬شهر شباط ع ام‬
‫‪ ٧۲۰‬م ) وهو بخناصرة من دير سمعان بين حماة وحلب ‪.‬‬

‫يزيد بن عبد الملك ( يزيد الثاني )‬


‫‪ 101‬ـ ‪ 105‬هـ ‪ ٧٢٠ /‬ـ ‪ ٧٢٤‬م‬
‫األوضاع الداخلية في عهد يزيد الثاني‬
‫خروج يزيد بن المهلب‬
‫تولى الخالفة‪ ،‬بعد وف اة عم ر بن عب د العزي ز‪ ،‬يزي د بن عب د المل ك‪ ،‬اس تنادًا لعه د‬
‫الخليفة كان أسير عص بيته ال تي اق ترنت بالتعص ب الش ديد للح زب القيس ي‪ ،‬وق د أدت إلى‬
‫خروج يزيد بن المهلب اليمني االنتماء الذي استولى على البصرة والكوفة واألهواز وبعض‬
‫قرى فارس‪ ،‬وكاد يبسط سلطانه على العراق كله‪ ،‬وبايعه الناس ‪.‬‬
‫ويبدو أن عبد هللا بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب والملقب بأبي هاشم‪ ،‬قد‬
‫عاد من الشام من زيارة الخليفة سليمان بن عبد الملك‪ ،‬وأحس بدنو أجله في الطريق‪ ،‬فعرج‬
‫على ابن عمه محمد بن علي بن عبد اهللا بن عباس ال ذي خل ف أب اه‪ ،‬وطلب من ه أن يعم ل‬
‫لإلطاحة ببني أمية ‪.‬‬
‫سياسة يزيد الخارجية ‪،‬‬
‫حافظت دولة الخالف ة األموي ة في عه د يزي د الث اني على إحجامه ا في تنفي ذ فت وح‬
‫مهمة‪ ،‬وذلك بفعل الظروف السياسية التي كانت تمر بها‪ ،‬وش هدت المن اطق الحدودي ة على‬
‫كافة الجبهات‪ ،‬هدوءًا نسبيًا ‪.‬‬
‫وفاة يزيد‬
‫ولى يزيد بن عبد الملك أخاه هشامًا وليًا لعهده‪ ،‬ثم ابن ه الولي د وت وفي (لخمس بقين‬
‫من شهر شعبان عام ‪ ١٠٥‬هـ ‪ /‬شهر كانون الثاني عام ‪ ٧٢٤‬م) في البلقاء من أرض الشام)‬
‫‪.‬‬

‫هشام بن عبد الملك‬


‫‪ ١٠٥‬ـ ‪ ١٢٥‬هـ ‪ ٧٢٤ /‬ـ ‪ ٧٤٣‬م‬
‫األوضاع الداخلية في عهد هشام‬
‫يعد هشام من خيار خلفاء بني أمية‪ ،‬اتصف بالحزم والذكاء‪ ،‬ع اقًال‪ ،‬م دبرًا‪ ،‬بص يرًا‬
‫باألمور‪ ،‬يقظًا‪ ،‬ساهرًا على مصالح األمة‪ ،‬استطاع أن يعيد للدولة توازنه ا القبلي‪ ،‬مم ا أدى‬
‫إلى تجميد عملية التدهور مؤقتًا ‪.‬‬
‫من إصالحاته ‪ :‬شق قن وات ال ري وحف ر اآلب ار على طري ق الحج ‪ ،‬وح رص على‬
‫تربية أوالده تربية صالحة ‪.‬‬
‫خرج في عهده زيد بن علي‪ ،‬أحد كبار زعماء آل البيت‪ ،‬وهو ال يفت أ ي ذكر الخالف ة‬
‫ويتمناها‪ ،‬ويرى أنه أهل لها وأحق بها‪ ،‬وتعلق العلويون ب ه‪ ،‬والتفت من حول ه جم وع أه ل‬
‫المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان‪ ،‬لكن يوسف بن عم ر والي الع راق اس تطاع‬
‫أن يقضي على حركته ‪ ،‬وأصاب زيـدا سـهـم خالل االصطدامات فتوفي متأثرًا بجراحه‪.‬‬
‫األوضاع الخارجية في عهد هشام‬
‫جبهة المشرق‬
‫ش هدت جبه ة المش رق اض طرابات خط يرة في عه د هش ام أدت إلى تقليص بعض‬
‫المناطق ‪ .‬فقد نشط األتراك في بالد ما وراء النهر‪ ،‬وبخاصة في الممتلكات سمرقند‪ ،‬لط رد‬
‫المسلمين من البالد‪ ،‬وساندهم السكان الذين تحولوا إلى اإلسالم ح ديثًا ورفض وا االس تمرار‬
‫في دفع الجزية التي كانت مقررة عليهم قبل أن يدخلوا في اإلسالم ‪.‬‬
‫جبهة أرمينية وأذربيجان‬
‫تعاقب على إمارة هذه الجبهة عدد من األمراء المسلمين‪ ،‬وش هدت من ذ ع ام ( ‪١٠٧‬‬
‫هـ ‪ ٧٢٥ /‬م ) ضغطًا عسكريًا إسالميًا‪ ،‬وبخاصة المنطق ة المحيط ة ببالد الخ زر‪ ،‬أدى إلى‬
‫تحجيم قوة األتراك وإخضاع بعض المدن والقرى منها خالط ‪.‬‬
‫الجبهة البيزنطية‬
‫استمر النضال بين المسلمين والبيزنطيين في عهد هشام ‪ .‬ك ان رد الفع ل الب يزنطي‬
‫محدودًا نسبيًا‪ ،‬وتعد معركة ربض أكرن التي خاضها األمبراطور البيزنطي ليو الثالث ضد‬
‫الق وى اإلس المية في ع ام ( ‪ ١٢٢‬هـ ‪ ٧٤٠ /‬م ) ‪ ،‬آخ ر المع ارك الك برى بين األم ويين‬
‫والبيزنطيين ‪.‬‬
‫جبهة شمالي أفريقية‬
‫ع اني األموي ون على ه ذه الجبه ة من ع داء ال بربر بع د أن اس تقطبهم الخ وارج‬
‫وتطورهذا العداء إلى ث ورة في ع ام ( ‪ ١٢٢‬هـ ‪ ٧٤٠ /‬م ) بفع ل اش تطاط والي طنج ة في‬
‫طلباته المالية‪ ،‬فأرسل الخليفة جيشًا بقيادة عامله على مصر ‪.‬‬
‫وفاة هشام‬
‫توفي هشام بن عبد الملك ( األربعاء لست خلون من شهر ربيع اآلخر عام ‪ ١٢٥‬ھ ‪/‬‬
‫شهر شباط عام ‪ ٧٤٣‬م ) ‪.‬‬

‫الوليد بن يزيد ( الوليد الثاني )‬


‫‪ ١٣٦ - ۱۲۵‬هـ ‪ ٧٤٣ /‬ـ ‪ ٧٤٤‬م‬
‫أعمال الوليد بن يزيد‬
‫بويع الوليد بن يزيد في دمشق بعد وفاة عمه هشام بعشرة أيام ‪ .‬نشأ هذا الخليفة نشأة‬
‫عابثة‪ ،‬وتعرض لحملة تشهير من قبل خصومه وبخاصة من عمه هشام‪ ،‬لكن ه ك ان كريم ًا‪،‬‬
‫أراد أن يجعل عهده مناقضًا لعهد عمه‪ ،‬فزاد أعطي ات الجن د والن اس‪ ،‬وأم ر بإعط اء خ ادم‬
‫لكل من الزمنى والمجذومين والعميان ‪ .‬ظل الوليد بن يزيد على سياسته العدائية تجاه أبن اء‬
‫عمه‪ ،‬وتجاه بعض الوالة من ذوي العصبية‪ ،‬فانتقم من كل من أعان هشامًا عليه ‪.‬‬
‫يزيد بن الوليد األول‬
‫‪ ١٢٦‬هـ ‪ ٧٤٤ /‬م‬
‫تعد ال بويع يزيد بن الوليد األول بالخالفة في قرية المزة من قرى دمش ق‪ ،‬ثم دخ ل‬
‫هذه المدينة بعد أن استولى عليها ‪ .‬أظهر هذا الخليفة التقوى خالل مدة حكمه‪ ،‬وتش به بعم ر‬
‫بن عبد العزيز‪ ،‬وسمي بالناقص ألنه أنقص أعطيات الجند والن اس م ا زاده الولي د الث اني ‪.‬‬
‫والواقع أن يزيد الث الث لم يكن الشخص ية ال تي يجتم ع حوله ا كاف ة أف راد ال بيت األم وي‪،‬‬
‫فقامت المعارضة في وجهه‪ ،‬واشتد في هذه األثن اء أم ر م روان بن محم د‪ ،‬ح اكم الجزي رة‬
‫وأذربيجان وأرمينية‪ ،‬فدخل في مفاوضات مع الخليف ة لتحدي د مس تقبل الحكم ‪ .‬ولم ا أوش ك‬
‫الرجالن على االتفاق ‪ ،‬توفي يزيد فجأة في ( شهر ذي الحج ة ع ام ‪ ١٢٦‬هـ ‪ /‬ش هر أيل ول‬
‫عام ‪ ٧٤٤‬م ) ‪.‬‬

‫مروان بن محمد الجعدي ( مروان الثاني )‬


‫‪ ١٣۲ - ۱۲۷‬هـ ‪ 744 /‬ـ ‪ ٧٥٠‬م‬
‫زح ف م روان بن محم د الجع دي‪ ،‬بع د وف اة يزي د بن الولي د األول‪ ،‬على دمش ق‬
‫ودخلها‪ ،‬وبايعه الناس بالخالفة‪ .‬يع د ه ذا الخليف ة من فرس ان ب ني أمي ة وش جعانهم‪ ،‬إال أن‬
‫الظروف شاءت أن تكون نهاية دولة الخالفة األموية في عهده‪ ،‬وقد ال يك ون ه و المس ؤول‬
‫عن ذلك‪ ،‬بفعل أن العوامل التي أدت إلى إضعافها وزواله ا ك انت تتفاع ل من ذ زمن بعي د ‪.‬‬
‫وأضحى الحكم األموي بعد مقتل الوليد الثاني يستند على جماع ات متن افرة ليس له ا ه دف‬
‫يجمعها ويوحد كلمتها‪ ،‬فكان من الطبيعي‪ ،‬أن تض عف القاع دة‪ ،‬وتتفك ك‪ ،‬ويض طرب رأس‬
‫الهرم‪ ،‬وتعم الفوضى العاصمة المركزية وعـواصـم األط راف ‪ .‬وبوي ع‪ ،‬في ه ذه األثن اء‪،‬‬
‫عبد هللا بن محمد العباسي في الكوفة وه و المع روف ب أبي العب اس الس فاح‪ ،‬فأرس ل جيش ًا‬
‫بقيادة عمه عبد هللا بن علي األصغر‪ ،‬التقى بجيش مروان الثاني على نهر ال زاب‪ ،‬وانتص ر‬
‫عليه في ( شهر جمادى اآلخرة عام ‪ ١٣٢‬هـ ‪ /‬شهر كانون الثاني عام ‪ ٧٥٠‬م ) ‪.‬‬

‫أسباب سقوط دولة الخالفة األموية‬


‫تمهید‬
‫إن سقوط دولة الخالفة األموية هو أمر طبيعي إذا نظرن ا إلى ال دول كم ا ننظ ر إلى‬
‫األفراد والكائنات الحي ة‪ ،‬ال تي تم ر في أدوار ومراح ل مختلف ة من نم و وق وة وض عف ثم‬
‫فناء ‪ .‬وقد سئل بعض شيوخ بني أمية ومحصليها‪ ،‬عقب زوال الملك عنهم وانتقاله إلى ب ني‬
‫العباس‪ « :‬ما كان زوال ملككم ؟ فقالوا‪ :‬إن ا ش غلنا بل ذاتنا عن تفق د م ا ك ان تفق ده يلزمن ا ‪.‬‬
‫فظلمنا رعيتنا‪ ،‬فيئسوا من إنصافنا‪ ،‬وتمنوا الراحة منا‪ ،‬وتحوم ل على أه ل خراجن ا فتخل وا‬
‫عنا‪ ،‬وخربت ضياعنا‪ ،‬فخلت بيوت أموالنا‪ ،‬ووثقنا بوزرائنا‪ ،‬فآثروا م رافقهم على منافعن ا‪،‬‬
‫وأمضوا أمورًا دوننا أخفوا علمها عنا‪ ،‬وتأخر عطاء جندنا فزالت ط اعتهم لن ا‪ ،‬واس تدعاهم‬
‫أعادينا فتضافروا معهم على حربنا‪ ،‬وطلبنا أع داءنا فعجزن ا عنهم ل لقل ة أنص ارنا‪ ،‬وك ان‬
‫اس تتار األخب ار عن ا من أوك د أس باب زوال ملكن ا » ‪ .‬والواق ع أن س قوط دول ة الخالف ة‬
‫األموية‪ ،‬ال يمكن أن يعزى إلى حادث ف رد‪ ،‬وال ب د أن تك ون هن اك جمل ة أس باب أدت إلى‬
‫هذه النهاية المحتومة‪ ،‬كان من بينها‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬صراع األسرة األموية‬
‫استطاع معاوية بجهوده الشخصية أن يصل إلى الحكم بدعم م ادي ومعن وي لم يأت ه‬
‫من أسرته‪ ،‬وإنما أتاه من جبهة شامية‪ ،‬قبلية متماسكة‪ ،‬لذلك لم يكن له ذه األس رة دور ب ارز‬
‫في إدارة الدولة في عهده ‪ .‬وحدد الوليد بن عبد الملك سياسته تج اه األس رة األموي ة ض من‬
‫اتجاهين‪:‬‬
‫االستفادة من القدرات األموية بما ال يتع ارض مص الحه الشخص ية‪ ،‬ومص الح الفئ ة‬ ‫‪‬‬
‫التي يمثلها ‪.‬‬
‫عدم السماح بقيام تكتل معارض داخل األسرة األموية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولما تولى سليمان بن عبد الملك الخالفة‪ ،‬عزل جميع والة الوليد وقادت ه‪ ،‬وعين والة‬
‫يثق بهم‪ ،‬كما ولى عمر بن عبد العزيز لوالية العهد‪ ،‬متجاوزًا التقليد الذي انتهجه من سبقه‪،‬‬
‫إال أنه تدارك ذلك عندما عين أخاه يزيد بن عبد الملك خلفًا لعمر بن عبد العزيز ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬تولية العهد اثنين‬
‫وقد ب ذر ه ذا النهج ب ذور الش قاق‪ ،‬وأدى إلى المنافس ة بين أف راد األس رة‪ ،‬وأوردهم الحق د‬
‫والبغضاء‪ ،‬إذ لم يكد يتم األم ر ألولهم ا ح تى يعم ل على خل ع اآلخ ر‪ ،‬وإحالل أح د أبنائ ه‬
‫مكانه‪ ،‬مما أوغر صدور بعضهم على بعض ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬الصراع القبلي‬
‫استند الحكم األموي منذ نش أته على العص بية القبلي ة‪ ،‬وغلب علي ه الط ابع الع ربي الق ومي‬
‫الذي الزمه حتى زواله‪ .‬ويبدو أن الخلفاء األمويين أنفسهم ك انوا يس تفزون ه ذه الخالف ات‪،‬‬
‫ويثيرواولي ة نه ا أحيان ًا‪ ،‬وأحيان ًا أخ رى ك انت تف رض عليهم من اختالط نتيج ة تط ور‬
‫األوضاع السياسية ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬النزعة العربية عند األمويين‬
‫وظهر أثر ذلك في ثالث ة اتجاه ات‪ ،‬هي ‪ :‬االتج اه السياس ي‪ ،‬واالتج اه االقتص ادي‪،‬‬
‫واالتجاه االجتماعي ‪.‬‬
‫ففيم ا يتعل ق باالتج اه السياس ي‪ ،‬نالح ظ أن ه دخ ل في ال دين اإلس المي الكث ير من‬
‫األعاجم إال أنهم لم يحصلوا‪ ،‬في الواقع‪ ،‬على ما منحهم إياه اإلسالم من مساواة سياس ية ت ام‬
‫تامة مع العرب‪ ،‬فاسُت بعدوا بشكل عام‪ ،‬من تولي الوظائف الكبرى في الدول ة‪ ،‬وخرم وا من‬
‫العطاء الذي يستحقونه نظير التحاقهم بالجيش ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باالتجاه االقتصادي‪ ،‬فقد طبق األمويون سياسة اقتصادية معين ة عماده ا‬
‫حرمان الموالي من االمتيازات االقتصادية‪ ،‬وقد حققت لهم بعض المكاس ب اآلني ة‪ ،‬إال أنه ا‬
‫أدت في النهاية‪ ،‬إلى قيام االضطرابات التي كانت سببًا من أسباب زوال ملكهم ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باالتجاه االجتماعي ‪ ،‬فقد كان الموالي يمرون بتطور اجتماعي معين في‬
‫منطق ة الع راق وخراس ان‪ ،‬ألن الفتح اإلس المي قض ى على النظ ام الطبقي الق ديم وح رر‬
‫طبقات العمال والصناع والمزارعين الذين كانوا يعيشون في ب ؤس‪ ،‬وق د نتج عن تح ررهم‬
‫ودخولهم في اإلسالم ظهور طبقة وسطى من بينهم ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬الخالفات المذهبية‬
‫كان الخالف حول موضوع الخالف ة أح د األس باب ال تي أدت إلى إض عاف الدول ة األموي ة‬
‫ومن ثم زوالها ‪ .‬والمعروف أنه وجدت في العصر األم وي أرب ع ت جماع ات في المي دان‬
‫السياسي كانت في نزاع مستمر ‪:‬‬
‫أنصار بني أمية‪ ،‬وأغلبيتهم من السنة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنصار العلويين ال ذين حص روا الخالف ة في نس ل علي بن أبي ط الب ‪ ،‬وق د حمل وا‬ ‫‪‬‬
‫لواء المعارضة طيلة العصر األموي ‪.‬‬
‫جماعة العباسيين الذين دخلوا ميدان السياسة في أواخ ر العص ر األم وي ‪ ،‬لينافس وا‬ ‫‪‬‬
‫األمويين والعلويين ‪.‬‬
‫جماع ة الخ وارج ال ذين ال يؤمن ون بالوراث ة كأس اس لنظ ام الحكم ‪ ،‬ويعتق دون أن‬ ‫‪‬‬
‫الخالفة لألمة يكون االختيار فيها هو األساس ‪ ،‬كما أعلنوا غضبهم واش مئزازهم من‬
‫شرور الحكام ومطامعهم ‪.‬‬
‫أدت ه ذه الخالف ات المذهبي ة إلى اص طدامات دامي ة‪ ،‬ش غلت جانب ًا كب يرًا من نش اط‬
‫األمويين‪ ،‬وأنهكت قواهم‪ ،‬واستغلها العباس يون لتك ون الواجه ة الديني ة للش عارات ال تي‬
‫طرحها دعاتهم‪.‬‬

You might also like