Professional Documents
Culture Documents
12 2020 03 01!01 06 27 PM
12 2020 03 01!01 06 27 PM
إن األنسان يعيش في بيئة من الناس واألشياء وهو يسعى فيها ويكد للظفر بطعامه ومأواه
وألرضاء حاجاته المادية والمعنوية وهو في سعيه هذا يلقى موانع وعقبات ومشاكل مادية
وأجتماعية مختلفة ويجد نفسه مضطرا الى التوفيق بين مطالبه وأمكانات البيئة والى تعديل
سلوكه حتى يتالئم مع ما يعرض له من ظروف وأحداث ومواقف جديدة وذلك عن طريق
التفكير والتقدير وأستخدام ذكائه أو تعلم طرق جديدة للسلوك يستعين بها على حل مايلقاه من
مشكالت.
كما يجد نفسه مضطرا لما تفرضه عليه البيئة وخاصة األجتماعية من قيود وألتزامات بل إنه
يرى نفسه في كثير من األحيان مرغما على أن يصبر ويتحمل األلم أو يلجأ الى أساليب وحيل
ملتوية من أجل إرضاء حاجاته ومطالبه ويكون في ذلك معرضا للرضا والسخط والغضب
والخوف والحب والكره واألقدام واألحجام والنجاح واألخفاق وهو في تفاعله هذا يتأثر وينفعل
بشتى األنفعاالت ويرغب ويفكر ويصمم وينفذ ويتعلم كما أنه يعبر عن أفكاره ومشاعره باللفظ
مرة وبالحركة أخرى ويحاول أنواعا مختلفة من السلوك ...
كل هذه األوجه المختلفة من النشاط العقلي واألنفعالي والجسمي والحركي التي تبدو في تعامل
األنسان مع بيئته وتفاعله معها والتي تعكس تأثيره فيها وتأثره بها هي موضوع دراسة علم
النفس فهو يبحث في كل مايفعله األنسان ويقوله أي كل ما يصدر عنه من سلوك حركي أو
لفظي كالمشي والكالم والكتابة والهرب.
وكذلك كل مايصدر عن األنسان من نشاط عقلي كاألدراك والتذكر والتخيل والتفكير والتعلم
واألبتكار وكل ما يستشعره من تأثرات وجدانية وأنفعالية كاألحساس باأللم والشعور بالضيق
أو األرتياح وكل ما يميل إليه أو يريده أو يرغب فيه أو ينفر منه.
إن لعلم النفس تاريخ عام وآخر علمي خاص ويرجع كعلم تجريبي الى سنة 1879بالرغم
من ان تجارب مختلفة تكاد تكون موجودة في القرن التاسع عشر وبصورة عامة يرتبط علم
النفس بالتأمالت االولى التي دارت حول عالقات االنسان بمحيطه وكانت هناك محاوالت منذ
القدم من قبل المفكرين من الناس لفهم طبيعة االنسان وإ يجاد تفسيرات لسلوكه المختلف وعلى
مراحل عدة وهي :
-مرحلة االفكار البدائية االولى :وهذه تؤمن بالرأي القائل بوجود الروح التي تسكن الجسم
االنساني وتهبه الحياة والشعور وتفارقه عند الموت بشكل أبدي وعند المنام مفارقة وقتية لتعود
إليه عند اليقظة وان االفعال البشرية من عمل تلك الروح ويشمل هذا االعتقاد النبات والحيوان
والظواهر الطبيعية المختلفة كالرياح والمطر وغيرها وأن االرواح تتحكم بذلك وتسمى هذه
العقيدة االحيائية البدائية
-مرحلة الفلسفة القديمة :حاول االنسان في هذه المرحلة أن يتفهم العالم عن طريق
مالحظاته الواقعية وتصوراته ليفسرالطبيعة بواسطة الحوادث الطبيعية ففي القرن الرابع قبل
الميالد جاء أفالطون وارسطو بأساليبهما في التفكير فقد جمع أرسطو أغلب مالحظاته للحقائق
الفيزياوية والحياتية في الطبيعة وألف سلسلة من الكتب تعالج جميع العلوم والفلسفة المعروفة
في ذلك الوقت وكان علم النفس واحدا من تلك العلوم وكان يعرف بأنه( علم دراسة الروح)
وظل علم النفس قرونا عدة علما لروح األنسان والتأمل بمنشأها ومصيرها.
-مرحلة التطورات خالل العهد المسيحي :وهذه المرحلة تبدأ بعد ميالد السيد المسيح وظهور
الكنيسة وكانت الدراسات المتعلقة بالعلم والفلسفة تهدف إلى نشر المعتقدات الدينية والروحية
وتفسيرها
-مرحلة عصر أنتعاش العلم :فبعد قيام الثورة الصناعية في العالم الغربي وتمخضت عن
أكتشافات وإ تجاهات عدة في المجاالت العلمية المختلفة وظهور عدد من البحوث العلمية إلى
حيز الوجود مثل بحوث غاليلو ونيوتن وتجلى أهم أسهام قام به هؤالء العلماء في تاكيدهم
المستمر على المنهج الموضوعي الذي عد اساسا في دراسة الحقائق بصورة عامة .
-مرحلة العلم الحديث :وهي المرحلة التي ظهر فيها االسلوب التجريبي إذ أستخدم هذا
االسلوب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وتوسعت المعارف في الفيزياء والفسلجة
والعلوم المختلفة وأستخدمت االساليب التجريبية في علم النفس وبدأ يحتل مركزه كعلم مستقل
وأنشأ وليم فونت أول مختبر لعلم النفس في ألمانيا وكانت تجرى فيه التجارب ومنذ ذلك
الحين وعلم النفس في تقدم سريع ومستمر.
مما تقدم يتبين أن علم النفس كان يبحث أوال في الروح ثم صار يبحث في العقل وأنتقل بعد
ذلك إلى الشعور وأخيرا صار موضوع بحثه السلوك الخارجي .
مفهوم علم النفس
هو العلم الذي يدرس الحياة النفسية وما تتضمنه من أفكار ومشاعر وأحساسات وميول
ورغبات وذكريات وأنفعاالت أو هو العلم الذي يدرس سلوك األنسان أي ما يصدر عنه من
أفعال وأقوال وحركات ظاهرة.
ويعرف علم النفس :بانه العلم الذي يهدف الى دراسة السلوك االنساني في محاولة لفهمه
وضبطه والتنبؤ به .
ويمكن تعريف علم النفس :هو العلم الذي يدرس السلوك الظاهر دراسه نظاميه ويحاول
تفسير عالقته بالعمليات الغير المرئيه التي تحدث داخل العضوية سواء العقلية منها او الجسدية
من جهة وعالقته بالحوادث الخارجية في البيئة من جهة ثانية .
ان دراسة السلوك دراسة علمية دقيقة جعلت االنسان محورا لالهتمام ,لذلك فالهدف من
دراسة السلوك زيادة رفاهية االنسان وزيادة انسانيته مماجعل لعلم النفس مهما للفرد في كل
ادواره.
يتمثل الهدف األول لعلم النفس باالجابة على السؤالين "كيف ولماذا" يحدث السلوك ان كل
واحد منا يريد ان يعرف كيف تحدث االشياء ولماذا تحدث على الشكل الذي تحدث فيه ونحن
نشعر شعور أفضل عندما نستطيع ان نفسر ظاهره ما وقيل ان الفهم هو الهدف االساسي للعلم
فاالنسان مدفوع نحو المعرفة والفهم وإ زالة الغموض ،الن خيال االنسان خصب للغاية ولذا
فانه قادر ان يضع قائمة ال متناهية باألسباب المحتملة للسلوك ولنفترض ان طفال سقط في احد
االنهار ومات غرقا ولنفترض اننا سألنا مجموعة من الناس عن االسباب المحتملة لموت
الطفل فأننا سوف نسمع اجابات متعدده كمحاوالت للفهم ومع ذلك فلن يكون لدينا اساس
موضوعي الختيار ماهو افضل من بين التفسيرات السابقة الذكر ,ولذا فان االفكار التي تقدم
فهما حقيقيا للظاهرة يجب ان تكون من نوع يمكن اثباته تجريبيا مما اليمكن نقضه بسهوله عن
طريق افكار اخرى .
2ـ التنبؤ:
يتمثل الهدف الثاني لعلم النفس في االجابة عن االسئلة متى؟ وماذا؟ ان معيار الفهم الذي يتبناه
العلماء هو التنبؤ ولذا يمكن القول ان أي محاولة لزيادة الفهم تكون ذات قيمة حين تكون نتائج
الوصف هي التنبؤ الدقيق ذات صلة بالظاهرة من ناحية او حين يؤدي الوصف الى التنبؤ عن
ظواهر اخرى ذات عالقة بالظاهرة االصلية .
فعالم النفس يستطيع ان يتنبأ عن طريق الدراسة التجريبية مثال عن مستوى التحصيل
االكاديمي للطالب من معرفته بدرجة ذكاء الطالب وعلى الرغم من ان التنبؤ ال يكون دقيقا
مئة بالمئة كما هو الحال في العلوم الطبيعية اال انه تنبؤ في االتجاه الصحيح وبدرجة معينة
من االحتمالية ويساعد المربي في تخطيطه واتخاذه للقرارات التربوية.
3ـ الضبط:
يعني الضبط في المختبر قدرة العالم على التحكم ببعض العوامل المستقله لمعرفة اثرها في
العوامل التابعة وهذا يستدعي بالضرورة ضبط بعض خصائص العالم الخارجي وكذلك بعض
الخصائص المتعلقة بالفرد موضوع الدراسة,ان محاولة ضبط العوامل هو الذي يميز العالم
عن االنسان العادي فالعالم ال يصدر احكامه اال بعد عدد من المالحظات المضبوطة التي
تسمح له باصدار حكم فيه ودرجة من التعميم.