Professional Documents
Culture Documents
مقالة رقم 2
مقالة رقم 2
طرح اإلشكال :من تكوين اول جماعة انسانية احتاج الى التوصل فيما بينهم و نقل حاجياتهم التي بدأت بيولوجية و ثم
نفسية ثم فكرية وفي هذه المرحلة وضع لنفسه ما يسمى باللغة التي تشمل خاصيتين اللفظ و المعنى الذي يحمله و هذا يسمى
بالّد ال و المدلول و العالقة بينهما تسمى الداللة .اذ تعرف الداللة بأنها العالقة الموجودة بين الّد ال و المدلول .ومن خالل
هذا التعريف ظهر موقفين متعارضين موفق يرى ان العالقة بين الدال و الندلول ضرورية طبيعية.و الموقف االخر يعتبرها
اعتباطية اصطالحية .يمثل الموقف االول افالطون المدرسة اللسانية القديمة و الموقف الثاني المدرسة الللسانية المعاصرة
لـ ارنست كاسير و ذي سوسير .هل فعال ان العالقة بين الرمز و العالمة ضرورية طبيعية ؟ ام انها اعتباطية اصطالحية ؟
:محاولة حل الشكال
عرض منطق االطروحة (العالقـة بين الـدال و المـدلول ضـرورية طبيعيـة ) يمثـل االطروحـة المدرسـة اللسـانية القديمـة لـ
.افالطون ان هناك تالزم بين الدال و المدلول
:ضبط الحجة
عندما بدا االنسان التواصل قلد كل مايوجد في الطبيعــة من اصــوات و رمــوز و اشــارات و مايوجــد في الطبيعــة كمــا يؤكــد
افالطون فيه تكون العالقة بين اللفظ و المعنى عالقة تطابق و تالزم و بمــا ان اللغــة عنــد االنسـان نشـأة نتيجـة تقليــد لمــا في
.الطبيعة كانت العالقة بين الدال و المدلول عالقة ضرورية طبيعية
في كل لغات العالم نالحظ استمدادها من الطبعة مثـل حفيـف األوراق زئـير األسـد هـديل الحمـام خريـر الميـاه …الخ فكلهـا
.مشتقة من اصوات الطبيعة التي تحمل داللة واحدة
:نقد الحجة
لو كانت العالقة ضرورية طبيعة لوجدنا اللغة اإلنسانية واحدة و ضيقة الكن المالحظ انها واسعة و متنوعة فاللفظ الواحد لــه
.عّد ة معاني و عليه يستحيل ان تكون العالقة بين الّد ال و المدلول ضرورية طبيعية
عرض نقيض األطروحة (العالقة بين الّد ال و المدلول اعتباطية اصطالحية) يمثل األطروحة المدرسة اللسانية المعاصرة لـ
ذي سسسير و ارنست كاسير حيث اعتبرت أن العالقة بين الّد ال و المدلول اصطالحية تواضعية بالتالي تستطيع أي جماعــة
.أن تحّد د معنى للفظ بطريقة اعتباطية
:ضبط الحجة
يقدم ذي سوسير حجة يعتبر فيها ( ان العالقة اعتباطية نالحظ ان لفظ (أخت) ال عالقة له اطالقا كلفظ او كنبرة صــوتية
او ك فوني مات مورفي مات بي المعنى الذي يحمله فاذا قسمنا الفظ الى (أ…خـ…ت) ال نجد ان هناك عالقة بين ما تحدثــه
فونيمات أ – خ – ت وبين المعنى الذي نستخدمه اثناء التلفظ ب األحرف متالصقة مما يعــني اننــا تواضــعنا ان هــذا المعــنى
.الذي نريد ايصاله للغير ينطق بهذه االحرف)
يقول ارنست كاسير (ان االسماء الموجودة في الكالم لم توضع للداللة عن االشياء المادية انما وضعة للداللة عكس المعــاني
وااللفاظ المجردة التي ال وجود لها في الواقع المادي و بما انها كذلك فمعنى و الفكر ابداع عقلي متنوع تتنوع معه المعاني)
:نقد الحجة
تاريخ اللغة يبين لنا ان بدايتها استمدت من الطبيعة مثل :إحصاء مشتق من كلمة حصى نفس الشيىء في اللغة
.مما يعني ان العالقة بين الدال و المدلول عالقة ضرورية لزومية :calcule=calcaireالالتينية
:التركيب
لكل لغة قواعد تلتزم بها و يصبح كالمنا خاطئ اذا خالفنا هذه القواعد لهذا نقول ان الداللـة بـدات باللغـة الطبيعيـة )التوفيق(
الضرورية مثلما قدمه أفالطون اال ان اللغة بمجرد ما إرتبطــة بــالفكر بــدأت العالقــة بين الــدال و المــدلول تصــبح اعتباطيــة
اصطالحية و ما اكدته المدرسة الرمزية المعاصرة هنالك عالقة بين الرسم و الطبيعــة رغم انــه في بدايتــه بــدأ كفن يقــد فيــه
.االنسان الطبيعة ثم اصبح الرسم رمزي تجريدي
:حل ااشكال
تقدم لنا المدرسة الرمزيسة خـير دليــل يــبين طبيعــة العالقـة بين الـدال و المــدلول ويحسـم الموقــف ان كــانت ضـرورية او
اعتباطية كما في الرسم بدا بالتقليد لما يوجد في الطبيعة اليخرج عن تفاصيلها و الوانها وذلك يعبر عمــا حــدث في اللغــة في
العالقة بين الدال والمدلول بدات ضرورية طبيعيـة و اليـوم نجـد مـدارس كثـيرة للرسـم كالراديكاليـة الرومانسـية التجريديـة
والرمزية…الخ نفس الشيئ فى الداللة عندا ارتبطة اللغة بالفكر اصبحت فيها داللــة اعتباطيــة اصــطالحية كلفــظ (بيت) بــدا
للداللة على شيء مادي موجود ثم استخدم لمعاني اخرى (البيت شعري) .الخاتمة :وفي األخير نستنتج مما سبق ذكره ان
العالقة بين الدال والمدلول اعتباطية من الناحية النظرية ،وضرورية من الناحية العملية ،فاللغة نسيج من المحاكاة
ألصوات الطبيعة والمواضعة الرمزية ،الن اإلنسان كائن طبيعي وثقافي في نفس الوقت يتجاوز بعده البيولوجي بقدرته
على الترميز للتواصل مع الجماعة