الفتوى بين الأصالة والحداثة (دراسة مقارنة) 1.5.2024

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 46

‫مشروع نهاية الدراسة لنيل شهادة الإجازة في الشريعة والقانون‬

‫‪ -‬مسلك الدراسات الشرعية ‪-‬‬


‫بعنوان‪:‬‬

‫الفتوى في المغرب بين األصالة والحداثة‬

‫‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬


‫تحت ﺇشراف األستاذ‪:‬‬
‫الدكتور الحبيب الدرقاوي‬
‫من إعداد الطالبة‪ :‬أسماء انجاري‬
‫رقم التسجيل‪27633:‬‬

‫السنة الجامعية‪ 2024/2023:‬م‬


‫‪1‬‬
‫إىل من علماين األدب واألمل واحلياة والسعي حنو األمام؛ والدّي‬
‫العزيزين‪ ،‬قدويت ونور دريب‪ ،‬ومفتاح تفوقي ؛حفظهما اهلل ورعامها؛إىل‬
‫من بذلوا جهدهم يف مد يد العون‪،‬فكانوا ليخري سند؛إخويت وعائليت‬
‫وأقاريب؛‬

‫إىل من استنارت احلياة بوجدهن؛ صديقايت‪ ،‬سندي وعضدي ومشعل‬


‫حيايت؛‬

‫إىل من حَّفظين القرآن‪،‬وعلمين أن األدب قبل العلم‪،‬وأضاء طريقي‪،‬ونَّو ر‬


‫بصرييت‪.‬‬

‫إىل مشاخيي الفضالء‪ ،‬ومجيع أساتذيت األجالء؛‬

‫أهدي مثرات هذا العمل‪ ،‬سائلة اهلل تعاىل أن جيعله خالصا صوابا بإذنه‪.‬‬
‫الطالبة‪*:‬أسماء انجاري*‬

‫‪2‬‬
3
‫بداية وقبل كل شيء؛ أشكر اهلل تعاىل وأمحده محدا كثريا مباركا‬
‫فيه أن وفقين إىل كتابة هذا البحث وإمتامه يف أحسن حال؛فاللهم لك احلمد‬
‫حىت ترضى‪ ،‬ولك احلمد إذا رضيت‪ ،‬ولك احلمد بعد الرضى‪ ،‬وصلى اهلل وسلم‬
‫على رسوله الكرمي أفضل الصالة وأمت التسليم‪.‬‬

‫وبعد؛ أوجه كلمة شكر وتقدير لوالدّي الَّلذين ربياين أحسن تربية؛ فجزامها‬
‫اهلل‬
‫عين خري اجلزاء‪ ،‬وإلخويت وأقاريب وأصدقائي‪ ،‬ولكل من له الفضل علَّي بعد اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫كما أشكر مجيع أساتذيت وأخص منهم بالذكر األستاذ الدكتور احلبيب‬
‫الدرقاوي‪ ،‬املشرف على هذا البحث‪ ،‬والذي سعى طيلة هذه السنوات بدون‬
‫كلل وال ملل يف تدريسنا وتعليمنا‪ ،‬ونصح لنا‪ ،‬وأفادنابتوجيهاته ومعلوماته‪.‬‬

‫وختاما؛ أتقدم جبزيل الشكر إىل مجيع أساتذيت بالكلية وأطرها‪ ،‬ومجيع من‬
‫ساهم‬
‫يف بث الدين ونشر العلم الشرعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫ﺇن احلمد هلل‪ ،‬حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪،‬‬
‫من يه‪xx‬ده اهلل فال مض‪xx‬ل ل‪xx‬ه‪ ،‬ومن يض‪xx‬لل فال ه‪xx‬ادي ل‪xx‬ه‪ ،‬وأش‪xx‬هد أّال ﺇل‪xx‬ه ﺇال اهلل وح‪xx‬ده ال ش‪xx‬ريك ل‪xx‬ه‪،‬‬
‫وأشهد أن حممدًا عبده ورسوله ـ‬
‫أم‪x‬ا بع‪x‬د؛ ف‪x‬إن أص‪x‬دق احلديث كت‪x‬اب اهلل‪ ،‬وأحس‪x‬ن اهلدي ه‪x‬دي حمم‪x‬د‪ ،‬وش‪x‬ر األم‪x‬ور حمدثاهتا‪،‬‬
‫﴿َٰٓيَأُّيَها َ۬ا لِذ يَن َء اَم ُنوْا ُ۪ا َّتُقوْاَهَّللُ۬ا َح َّق ُت۪ق اِتِهۦ‬ ‫وكل حمدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة‪ ،‬وكل ضاللة يف الن ‪xx‬ار‪،‬‬
‫َو اَل َتُم وُتَّن ِإاَّل َو َأنُتم ُّم ْسِلُم وَۖن ﴾ ‪َٰٓ﴿ ،‬يَأُّيَه ا َ۬ا لَّن اُس ُاَّتُق وْا َرَّبُك ُم ُ۬ا ل ِذ ے َخ َلَقُك م ِّم ن َّنْفٖس َٰو ِح َد ٖة َو َخ َل َق ِم ْنَه ا‬
‫‪1‬‬

‫َل ُك يب ۖٗا‬
‫َز ْو َج َها َو َبَّث ِم ْنُهَم ا ِرَج اٗال َك ِث يرٗا َو ِنَس ٓاۖٗء َو اَّتُق وْا َهَّللُ۬ا َ۬ا لِذ ےَتَّس ٓاَء ُلوَن ِبِهۦ َو ااَل ْر َح اَۖم ِإَّن َهَّللَ۬ا َك اَن َع ْي ْم َرِق‬
‫‪2‬‬
‫﴾ ‪َٰٓ﴿ ،‬يَأُّيَها لِذ يَن َء اَم ُنوْا ُ۪ا َّتُقوْاَهَّللُ۬ا َو ُقوُلوْا َقْو ٗال َسِد يدٗا ُيْص ِلْح َلُك ٓۥُم َأْع َٰم َلُك ْم َو َيْغ ِف ْر َلُك ْم ُذ ُن وَبُك ْۖم َو َم ْن ُّيِط ِع َهَّللِ۬ا‬
‫َ۬ا‬

‫َو َرُسوَل ۥُه َفَقْد َفاَز َفْو زًا َع ِظ يمًۖا ﴾‪.3‬‬


‫تع ‪xx‬د الفت ‪xx‬وى من أهم مب ‪xx‬احث علم أص ‪xx‬ول الفق ‪xx‬ه‪ ،‬وق ‪xx‬د وخص ‪xx‬ها العدي ‪xx‬د من الفقه ‪xx‬اء والعلم ‪xx‬اء‬
‫بالت ‪xx‬أليف؛ وذل ‪xx‬ك ملا هلا من منزل ‪xx‬ة رفيع ‪xx‬ة ومكان ‪xx‬ة عالي ‪xx‬ة‪ ،‬ﺇذ عليه ‪xx‬ا يق ‪xx‬وم ص ‪xx‬الح األم ‪xx‬ة‪ ،‬وهبا يع ‪xx‬رف‬
‫احلالل واحلرام‪ ،‬وذلك وفق ضوابط ش‪x‬رعية الب‪x‬د من اﻹنقي‪x‬اد هبا لكي ال نس‪x‬قط يف الفت‪x‬وى اخلاطئ‪x‬ة‪،‬‬
‫وبالت‪xx‬ايل ه‪xx‬دم مص‪xx‬احل األم‪xx‬ة؛ ف‪xx‬الفتوى أم‪xx‬ر خط‪xx‬ري الب‪xx‬د من ع‪xx‬دم االس‪xx‬تهانة ب‪xx‬ه‪ ،‬فاهلل عزوج‪xx‬ل ه‪xx‬و من‬
‫ُق ِل ُهَّللِ۬ا ُيْفِتيُكْم ِفےِ۬ا ْلَك َٰل َل ِۖة ﴾‪ 4‬والن ‪xx‬يب ص ‪xx‬لى اهلل علي ‪xx‬ه وس ‪xx‬لم‬ ‫﴿َيْس َتْفُتوَنَۖك‬ ‫تواله ‪xx‬ا بنفس ‪xx‬ه يف قول ‪xx‬ه تع ‪xx‬اىل‬
‫ك‪xx‬ذلك مث الص‪xx‬حابة من بع‪xx‬ده رض‪xx‬وان اهلل عليهم مث العلم‪xx‬اء الرب‪xx‬انيون من بع‪xx‬دهم‪ ،‬فق‪xx‬د ق‪xx‬ام العلم‪xx‬اء‬
‫طيل ‪xx‬ة ه ‪xx‬ذه الس ‪xx‬نني باحلف ‪xx‬اظ على الفت ‪xx‬وى بض ‪xx‬وابطها وحيذرون من االفت ‪xx‬اء بغ ‪xx‬ري علم ويتورع ‪xx‬ون من‬
‫ك‪xx‬ثرة الفت‪xx‬وى‪ ،‬وهك‪xx‬ذا‪ ،‬واملغ‪xx‬رب كغ‪xx‬ريه من ال‪xx‬دول االس‪xx‬المية حاف‪xx‬ظ عليه‪xx‬ا من خالل إيك‪xx‬ال مهم‪xx‬ة‬
‫االفت ‪xx‬اء إىل من هم أه ‪xx‬ل هلا من الفقه ‪xx‬اء والعلم ‪xx‬اء‪ ،‬غ ‪xx‬ري أن ‪xx‬ه يف الس ‪xx‬نوات األخ ‪xx‬رية عم ‪xx‬د ﺇىل تأس ‪xx‬يس‬
‫اجمللس العلمياألعلى واجملالس العلمية احمللي‪xx‬ة لتت‪xx‬وىل مهم‪x‬ة االفت‪xx‬اء وذل‪xx‬ك لض‪xx‬بط وتوحي‪xx‬د جمال الفت‪xx‬وى‬
‫وحصرها يف املذهب املالكي‪.‬‬
‫‪ )1‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.102‬‬
‫‪ )2‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫‪ )3‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية ‪.70/71‬‬
‫‪ )4‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.176‬‬

‫‪5‬‬
‫لذا سأخصص هذا البحث لدراسة موضوع‪":‬الفتوى يف املغرب بني العراقة واحلداثة"‪.‬‬

‫أوال‪:‬أهمية موضوع البحث‪.‬‬


‫تظهر مظاهر أمهية هذا املوضوع من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬
‫اعتبار أن الفتوى أمر خطري ال يستهان هبا‪ ،‬وﺇقبال العديد من الناس عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تغري الفتوى وآلياهتا وطريقة تنظيمها بتغري الزمن وتطور املغرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقارنة الفتوى بني األمس واليوم ملعرفة نقاط التشابه واالختالف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االطالع على تاريخ الفتوى تأكيدا ألمهيتها واستمرارها‪ ،‬وأهنا من الضروريات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‪.‬‬


‫يرج‪xx‬ع س‪xx‬بب ﺇختي‪xx‬اري موض‪xx‬وع الفت‪xx‬وى ملا رأيت‪xx‬ه يف واقعن‪xx‬ا‪ ،‬ﺇذ أن‪xx‬ه جند أن‪xx‬اس يفت‪xx‬ون بغ‪xx‬ري علم‬
‫ودون مراع ‪xx‬اة لض ‪xx‬وابط الش ‪xx‬رع؛ ﺇم ‪xx‬ا لع ‪xx‬دم مع ‪xx‬رفتهم بض ‪xx‬وابطها وآداهبا وجهلهم هبا‪ ،‬وﺇم ‪xx‬ا التب ‪xx‬اعهم‬
‫اهلوى‪ ،‬وذل‪xx‬ك يش‪xx‬كل ﺇش‪xx‬كاال‪ ،‬ف‪xx‬الفتوى أم‪xx‬ر يف غاي‪xx‬ة الص‪xx‬عوبة واخلط‪xx‬ورة‪ ،‬ولكن يقب‪xx‬ل علي‪xx‬ه العدي‪xx‬د‬
‫من الن‪xx‬اس ظن‪xx‬ا منهم أن‪xx‬ه أم‪xx‬ر س‪xx‬هل ويفت‪xx‬ون بغ‪xx‬ري علم‪ ،‬ومل يعلم‪xx‬وا أن االفت‪xx‬اء أم‪xx‬ر عظيم ج‪xx‬دا وﺇعط‪xx‬اء‬
‫فت‪xx‬وى خاطئ‪xx‬ة ناجتة عن ع‪xx‬دم علم مبوض‪xx‬وع الفت‪xx‬وى ي‪xx‬ؤدي اىل ع‪xx‬دم ص‪xx‬الح اجملتم‪xx‬ع والفوض‪xx‬ى وك‪xx‬ذا‬
‫ضياع حقوق الناس‪ ،‬فالبد من اإلحساس بأمهية الفتوى ودوره‪xx‬ا يف ص‪x‬الح األم‪xx‬ة‪ ،‬وك‪xx‬ذا االحس‪xx‬اس‬
‫خبط‪xx‬ورة ت ‪xx‬ويل مق ‪xx‬ام ومنص ‪xx‬ب االفت ‪xx‬اء دون دراي ‪xx‬ة تام ‪xx‬ة ب ‪xx‬ه‪ ،‬وه ‪xx‬ذا م ‪xx‬ايقع لالس ‪xx‬ف يف واقعن ‪xx‬ا املعاص‪xx‬ر‪،‬‬
‫فهن ‪xx‬اك أن ‪xx‬اس ﺇن س ‪xx‬ألتهم عن علم الدراي ‪xx‬ةهلم ب ‪xx‬ه خيافون من أن يق ‪xx‬ال عليهم ج ‪xx‬اهلون‪ ،‬وخيافون من‬
‫ق‪x‬ول الأدري‪ ،‬في‪x‬ؤدي ذل‪x‬ك هبم إىل الق‪x‬ول واالفت‪x‬اء بغ‪x‬ري علم‪ ،‬ل‪x‬ذا من خالل ه‪x‬ذا البحث أود معاجلة‬
‫هذه املسألة من خالل ﺇظهار أمهية الفتوى وتارخيها‪ ،‬ويف نفس الوقت أرغب يف املقارنة بني الفت‪xx‬وى‬
‫لدى الفقهاء والعلماء سابقا‪ ،‬وبني الفت‪x‬وى حالي‪x‬ا الص‪x‬ادرة من اجملالس‪ ،‬من خالل دراس‪x‬ة الف‪x‬رق أود‬
‫الكش‪xx‬ف عن م‪xx‬دى مص‪xx‬داقية الفت‪xx‬وى‪ ،‬وم‪xx‬دى اعتماده‪xx‬ا على األص‪xx‬ول واألس‪xx‬س والض‪xx‬وابط‪ ،‬وك‪xx‬ذا‬
‫تغريها بفعل الزمان واملكان‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫رابعا‪ :‬الدراسات السابقة في الموضوع‪.‬‬
‫أم‪x‬ا فيم‪x‬ا يتعل‪x‬ق بالدراس‪x‬ات الس‪x‬ابقة يف موض‪x‬وع الفت‪x‬وى يف املغ‪x‬رب بني األص‪x‬الة واحلداث‪x‬ة‪ ،‬فلم‬
‫أجد دراسات سابقة عنه‪ ،‬وﺇمنا دراسات تدرس جانب من جوانبه فقط منها‪:‬‬
‫‪" -‬الفت‪xx‬وى وأمهيته‪xx‬ا يف اﻹس‪xx‬الم" لعب‪xx‬د العزي‪xx‬ز بن حمم‪xx‬د آل الش‪xx‬يخ‪ ،‬جمل‪xx‬ة اجملم‪xx‬ع الفقهي اﻹس‪xx‬المي‪،‬‬
‫السنة الثالثة والعشرون‪1431 ،‬ه‪2010/‬م‪ ،‬العدد اخلامس والعشرون‪.‬‬
‫‪ " -‬األمن ال ‪xx‬ديين ب ‪xx‬املغرب ورهان ‪xx‬ات تقري ‪xx‬ر التنمي ‪xx‬ة البش ‪xx‬رية وحتديات الواق ‪xx‬ع" وهي دراس ‪xx‬ة ض ‪xx‬من‬
‫مؤل‪xx‬ف‪ " :‬احلداث‪xx‬ة السياس‪xx‬ية يف املغ‪xx‬رب‪:‬إش‪xx‬كالية وجترب‪xx‬ة" حملم‪xx‬د الرض‪xx‬واين‪ ،‬الطبع‪xx‬ة األوىل ‪2009‬م‪،‬‬
‫مطبعة املعارف اجلديدية بالرباط‪.‬‬
‫‪" -‬الفتوى باملغرب يف ضوء عمل اجمللس العلمي األعلى" ‪ ،‬لألستاذ حممد أوزب‪xx‬ان‪ ،‬من حبوث م‪xx‬ؤمتر‬
‫الفت‪xx‬وى وإستش‪xx‬راق املس‪xx‬تقبل‪ -‬حبوث علمي‪xx‬ة حمكم‪xx‬ة‪-‬بري‪xx‬دة ‪ ،‬الس‪xx‬عودية‪ ،‬جامع‪xx‬ة القص‪xx‬يم‪20/21-‬‬
‫يونيو‪1434‬ه‪ ،‬وصدرت أعماله يف مخس جملدات ضخمة‪ ،‬رمبا عام ‪1437‬ه‪.‬‬
‫‪ "-‬اﻹفت ‪xx‬اء‪ :‬األمهي ‪xx‬ة والض ‪xx‬وابط " من أعم ‪xx‬ال ن ‪xx‬دوة علمي ‪xx‬ة نظمه ‪xx‬ا اجمللس العلمي احمللي لت ‪xx‬ارودانت‪،‬‬
‫بتنس ‪xx x‬يق م ‪xx x‬ع املندوبي ‪xx x‬ة اﻹقليمي ‪xx x‬ة ي ‪xx x‬وم اخلميس ‪15‬ص ‪xx x‬فر ‪1440‬ه مواف ‪xx x‬ق ‪ 25‬أكت ‪xx x‬وبر ‪2018‬م‬
‫بتارودانت‪ ،‬تنسيق الدكتور احلبيب الدرقاوي‪.‬‬
‫‪ "-‬خطب ﺇمارة املؤمنني يف الشأن الديين والنصوص املنظمة للمؤسسة العلمي‪xx‬ة "‪ ،‬لألس‪xx‬تاذ الب‪xx‬احث‬
‫رش ‪xx‬يد مقت ‪xx‬در‪ ،‬من منش ‪xx‬ورات اجمللس العلمي األعلى‪ ،‬ذو القع ‪xx‬دة ‪1427‬ه‪ /‬دجن ‪xx‬رب‪2006‬م‪ ،‬وق ‪xx‬د‬
‫تطرق فيها لتطور نظام اﻹفتاء باملغرب وخضوعه لتغريات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إشكالية البحث‪.‬‬


‫هذا البحث يدور حول إشكاليات عدة‪:‬‬
‫نعلم أن املغ‪xx‬رب من ال‪xx‬دول اإلس‪xx‬المية ال‪xx‬يت فوض‪xx‬ت مهم‪xx‬ة االفت‪xx‬اء ملن ه‪xx‬و أه‪xx‬ل هلا من الفقه‪xx‬اء‪،‬‬
‫والذين قاموا بدور مهم يف النه‪xx‬وض بال‪xx‬دعوة االس‪xx‬المية ونش‪xx‬ر الفت‪xx‬وى‪ ،‬غ‪xx‬ري أن‪xx‬ه يف الس‪xx‬نوات املاض‪x‬ية‬
‫قام بتف‪x‬ويض مهم‪x‬ة االفت‪x‬اء للمجلس العلمي االعلى واجملالس العلمي‪x‬ة احمللي‪x‬ة‪ ،‬وبن‪x‬اء على ذل‪x‬ك فيمكن‬
‫القول أن مشكلة البحث هي‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫ما أسباب تغري نظام الفتوى يف املغرب؟وما الفرق بني الفتوى يف املغرب الصادرة من الفقه‪xx‬اء‬
‫س‪xx‬ابقا والص‪xx‬ادرة من اجملالس حالي‪xx‬ا‪ ،‬علم‪xx‬ا ب‪xx‬أن ل‪xx‬ديهم نق‪xx‬اط مش‪xx‬رتكة؟ ويتف‪xx‬رع عن ه‪xx‬ذه االش‪xx‬كالية‬
‫عدة أسئلة‪ :‬ما الفتوى؟ وما أمهيتها؟ وم‪x‬ا ض‪x‬وابطها وأص‪x‬وهلا؟ وم‪x‬ا ت‪x‬اريخ الفت‪x‬وى؟ وه‪x‬ل ق‪x‬ام الفقه‪x‬اء‬
‫باحلفاظ عليها بأص‪x‬وهلا وض‪x‬وابطها أم ط‪xx‬رأ عليه‪x‬ا تغ‪x‬ريات بفع‪x‬ل الزم‪x‬ان واملك‪x‬ان؟ وم‪x‬ا م‪x‬دى مص‪x‬داقية‬
‫الفتوى الصادرة من اجملالس املختصة هبا؟وكيف تصدر الفتوى منهم؟ وما بعض تطبيقاهتا؟‬
‫سادسا‪ :‬خطة البحث‪.‬‬
‫عاجلت إشكالية هذا البحث انطالقا من التصميم اآليت‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم الفتوى ومسارها التارخيي يف اململكة املغربية‬
‫املبحث األول‪ :‬تعريف الفتوى وأحكامها العامة‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الفتوى‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬الفتوى يف اللغة‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الفتوى يف االصطالح الشرعي‬
‫املطلب الثاين‪:‬مشروعية الفتوى‬
‫املطلب الثالث‪:‬مقاصد الفتوى وٌح كمها‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مقاصد الفتوى‬
‫الفقرة الثانية‪ُ :‬ح كم الفتوى‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املسار التارخيي للفتوى يف اململكة املغربية‬
‫املطلب األول‪ :‬الفتوى منذ دخول االسالم ﺇىل املغرب إىل حدود سنة ‪1960‬م‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪:‬الفتوى باملغرب من سنة ‪1961‬ﺇىل ‪1980‬م‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الفتوى باملغرب من سنة ‪1981‬م ﺇىل ‪2004‬م‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬الفتوى باملغرب من ‪2004‬ﺇىل العصر احلاضر‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬أصول الفتوى يف اململكة املغربية‬


‫املبحث األول‪ :‬ضوابط الفتوى يف املغرب بني املاضي واحلاضر‬
‫املطلب األول‪ :‬تنظيم الفتوى يف املغرب باملاضي‬
‫الفقرة األوىل‪:‬منهج تنظيم الفتوى لدى النوازلني املغاربة‬
‫‪8‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬أهم القضايا املعاجلة يف فتاوى الفقهاء املغاربة‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬أهم املؤلفات يف الفتوى‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تنظيم الفتوى باملغرب يف العصر احلاضر‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬النصوص التشريعية املعتمدة يف تنظيم الفتوى باملغرب‬
‫الفقرة الثانية‪:‬ضوابط الفتوى يف ظل التنظيم التشريعي باملغرب‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مثرات تنظيم الفتوى يف املغرب‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مؤسسة اجمللس العلمي األعلى‬
‫املطلب األول‪ :‬التعريف باملؤسسة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أدوارها واختصاصاهتا‬

‫خامتة؛ وفيهانتائج وتوصيات‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫مفهوم الفتوى ومسارها التاريخي‬
‫في المملكة المغربية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف الفتوى وأحكامها العامة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفتوى‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الفتوى في اللغة‬
‫ق‪xx‬ال ابن منظ‪xx‬ور‪ :‬أفت‪xx‬اه يف األم‪xx‬ر أب‪xx‬ان ل‪xx‬ه‪ ،‬والفتي‪xx‬ا والُفْت وى والَفْت وى‪ :‬م‪xx‬ا أف‪xx‬ىت ب‪xx‬ه الفقي‪xx‬ه‪ ،‬وأف‪xx‬ىت‬
‫الرجل يف املسألة واستفتيته فيها فأفتاين ﺇفت‪xx‬اًء مبع‪xx‬ىن أج‪xx‬ابين‪، 1‬ومن‪xx‬ه قول‪xx‬ه تع‪xx‬اىل‪َ﴿:‬و َيْس َتْفُتوَنَك ِفے‬
‫ُم‬ ‫ْث‬ ‫ِﻹ‬ ‫«ا‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫وجند‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪x‬ه‬‫‪x‬‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪x‬ألتم‬‫‪x‬‬ ‫س‬‫ما‬ ‫حكم‬ ‫لكم‬ ‫‪x‬بني‬‫‪x‬‬ ‫ي‬ ‫أي‬ ‫؛‬ ‫‪2‬‬
‫ِ۬ا لِّنَس ٓاِۖء ُقِل ُهَّللِ۬ا ُيْفِتيُك ْم ِفيِهَّن ﴾‬
‫َماَح اَك ِفي الَّنْف ِس َو َتَر َّدَد ِفي الَّص ْد ِر ‪َ ،‬و ﺇْن أْفَت اَك الَّن اُس َو أْفَتْو َك »‪4‬؛ مبع ‪xx‬ىن وﺇن جعل ‪xx‬وا ل ‪xx‬ك في ‪xx‬ه‬
‫رخصة وجوازًا‪ .‬ومنه فالفتوى هي التبني والبيان وااليضاح‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الفتوى في االصطالح الشرعي‬
‫جند تعريفات عديدة للعلماء حول الفتوى يف الشرع من أمهها‪:‬‬
‫•االمام القرايف املالكي (ت‪684‬ه)‪«:‬الفت‪xx‬وى ﺇخب‪xx‬ار عن حكم اهلل تع‪xx‬اىل يف ﺇل‪xx‬زام أو ﺇباح‪xx‬ة»‪،5‬‬
‫وقد ذكر القرايف هذا التعريف لغاية التفريق بني القض‪xx‬اء واﻹفت‪xx‬اء‪ ،‬ﺇذ أن حكم القاض‪x‬ي مل‪x‬زم خالف‬
‫قول املفيت فليس ملزما ملن طلب االفتاء‪ ،‬فقص‪x‬د بقول‪x‬ه ﺇل‪x‬زام أي ك‪x‬ون الفع‪x‬ل املس‪x‬تفىت ب‪x‬ه مطل‪x‬وب أو‬
‫ليس ك ‪xx‬ذلك‪ ،‬غ ‪xx‬ري أن ‪xx‬ه ب ‪xx‬ذلك مل ي ‪xx‬ذكر من يق ‪xx‬وم باﻹفت ‪xx‬اء فليس ك ‪xx‬ل خمرب عن حكم اهلل تع ‪xx‬اىل عاملا‪،‬‬
‫فقد يكون جاهل أو غري ذلك‪.‬‬
‫•االم ‪xx‬ام ابن الص ‪xx‬الح(ت‪643‬ه)‪«:‬قي ‪xx‬ل يف الفتي ‪xx‬ا‪:‬ﺇهنا توقي ‪xx‬ع عن اهلل تب ‪xx‬ارك وتع ‪xx‬اىل»‪ ،6‬فع ‪xx‬رف‬
‫الفت ‪xx‬وى بأهنا توقي ‪xx‬ع عن اهلل تع ‪xx‬اىل‪ ،‬ﺇش ‪xx‬ارة ﺇىل عظم منزلته ‪xx‬ا عن ‪xx‬د اهلل وأن املف ‪xx‬يت ال ي ‪xx‬أيت ب ‪xx‬احلكم من‬
‫عنده‪ ،‬بل من الشرع‪،‬فهوبذلك حيمل مسؤولية وأمانة عظيمة‪.‬‬

‫‪ )1‬لسان العرب ج‪ 15/147‬مادة فتا‪.‬‬


‫‪ )2‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.127 :‬‬
‫‪ )3‬القرطيب‪ ،‬اجلامع ألحكام القرآن‪3/343 ،‬‬
‫‪ )4‬ذكره االمام النووي يف األحاديث األربعني النووية وعلق عليه بقوله حديث حسن رويناه يف مسندي االمام أمحد بن حنبل‬
‫والدارمي باسناد حسن ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬الذخرية ‪10/121،‬‬
‫‪ )6‬أدب املفيت واملستفيت‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪11‬‬
‫•االمام اجلرجاين(ت‪816‬ه)‪«:‬االفتاء‪ :‬بيان حكم املسألة»‪1‬وهذا البيان يشمل ما جاء يف‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وكذا امجاع األمة أو ما فهمه املفيت باجتهاده‪.‬‬
‫•االمام ابن محدان احلراين احلنبلي(ت‪695‬ه)‪«:‬االخبار حبكم اهلل تعاىل ملعرفة بدليله»‪ ،2‬فالبد‬
‫أن تكون الفتوى مستندة إىل دليل شرعي‬
‫ومن ذلك كله ميكن القول أن الفتوى باختصار هي ﺇخبار املفيت وبيانه حلكم شرعي ملن سأل‬
‫عنه على غري وجه االلزام‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مشروعية الفتوى‬
‫وجدت الفتوى من‪x‬ذ بداي‪x‬ة اﻹس‪x‬الم‪ ،‬يف العه‪x‬د النب‪x‬وي؛ إذ ك‪x‬انت ت‪x‬رد على الن‪x‬يب ص‪x‬لى اهلل علي‪x‬ه‬
‫وس ‪xx‬لم أس ‪xx‬ئلة وح ‪xx‬وادث بش ‪xx‬كل كب ‪xx‬ري‪ ،‬وغالب ‪xx‬ا م ‪xx‬ا تك ‪xx‬ون متعلق ‪xx‬ة حبي ‪xx‬اة الن ‪xx‬اس يف ش ‪xx‬ىت من ‪xx‬احي احلي ‪xx‬اة‬
‫املختلف ‪xx‬ة؛ فق ‪xx‬د ك ‪xx‬انوا يس ‪xx‬ألون عن اجلب ‪xx‬ال‪ ،‬عن األطعم ‪xx‬ة‪ ،‬عن األهل ‪xx‬ة‪ ،‬عن اﻹنف ‪xx‬اق وك ‪xx‬ذا عن احلج‬
‫والصيام وغري ذلك من املسائل اليت كان البد من اجلواب عليها‪ ،‬فينزل الوحي فيجيب عنها‪ .3‬ومنه‬
‫فكان البد من أم‪x‬رين ملعرف‪x‬ة أحك‪x‬ام الفت‪x‬وى‪ ،‬إم‪x‬ا ب‪x‬الرجوع إىل األدل‪x‬ة والنظ‪x‬ر فيه‪x‬ا وه‪x‬و عم‪x‬ل املف‪x‬يت‪،‬‬
‫وإما باﻹستفتاء وسؤال أهل العلم وهو يكون من الناس عامة‪.‬‬
‫وقد جاء ذلك يف نصوص عدة‪ ،‬من القرآن‪ ،‬السنة‪ ،‬وكذا اﻹمجاع ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القرآن الكريم‬
‫ق‪xx x‬ال تع‪xx x‬اىل‪َ ﴿ :‬فْسَٔـُلٓو ْا َأْه َل َ۬ا لِّذ ْك ِر ِإن ُك نُتْم اَل َتْع َلُم وَۖن ﴾‪4‬؛ فه‪xx x‬ذه اآلي‪xx x‬ة فيه‪xx x‬ا دالل ‪xx‬ة على‬
‫اللجوء إىل أهل الذكر والعلم إذا خفي علينا أمر من األمور‪ ،‬وك‪x‬ذا عن‪x‬د اجله‪x‬ل حبكم مس‪x‬ألة أو‬
‫واقع‪xx x‬ة‪ ،‬وأه‪xx x‬ل ال‪xx x‬ذكر هم أه‪xx x‬ل العلم؛ فإهنا عام‪xx x‬ة يف ك‪xx x‬ل مس‪xx x‬ألة من مس‪xx x‬ائل ال‪xx x‬دين‪ ،‬أص‪xx x‬وله‬
‫وفروعه‪،‬إذا مل يكن عند اﻹنسان علم منها‪ ،‬أن يسأل من يعلمها‪.5‬‬
‫َّفۖٗة‬
‫ُه‬ ‫ْن‬
‫ِّم ْم‬ ‫ٖة‬ ‫َق‬ ‫ْر‬‫ِف‬ ‫ِّل‬ ‫ُك‬ ‫ن‬ ‫ِم‬ ‫َر‬ ‫َف‬‫َن‬ ‫اَل‬ ‫ْو‬‫َل‬‫َف‬ ‫‪-‬وقول‪xx x‬ه تع‪xx x‬اىل‪َ﴿ :‬و َم ا َك اَن َ۬ا ْلُم وِم ُنوَن ِلَينِفُر وْا َك ٓا‬
‫َطٓاِئَف‪ٞ‬ة ِّلَيَتَفَّقُهوْا ِفےِ۬ا لِّديِن َو ِلُينِذُر وْا َقْو َم ُه ٓۥُم ِإَذ ا َرَج ُعٓو ْا ِإَلْيِهْم َلَعَّلُهْم َيْح َذ ُر وَۖن ﴾‪ 6‬؛‬

‫‪ )1‬كتاب التعريفات من حتقيق ﺇبراهيم األبياري ص‪.49‬‬


‫‪ )2‬صفة الفتوى واملفيت واملستفيت ص‪.4‬‬
‫‪ )3‬الفتوى وعالقتها باجملتمع ص ‪.8‬‬
‫‪ )4‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪. 7 :‬‬
‫‪ ) 5‬تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان‪ ،‬للعالمة الشيخ عبد الرمحن بن ناصر السعدي‪ ،‬ص ‪.491‬‬
‫‪ )6‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.122‬‬
‫‪12‬‬
‫مبعىن‪« :‬فليخرج فريق منهم للجهاد‪ ،‬وليقم فريق يتفقهون يف الدين وكذا حيفظون احلرمي‪ ،‬ح‪xx‬ىت‬
‫إذا عاد النافرون أعلمهم املقيمون ما تعلموه من أحكام الشرع»‪ ،1‬ومن‪x‬ه ف‪x‬وجب الرج‪x‬وع إليهم‬
‫أي أهل العلم وقبول قوهلم‪.‬‬
‫فه ‪xx‬ذه اآلي ‪xx‬ات دلت على مش ‪xx‬روعية الفت ‪xx‬وى‪ ،‬مبع ‪xx‬ىن طلب اﻹفت ‪xx‬اء والس ‪xx‬ؤال من أه ‪xx‬ل العلم‪ ،‬ومن‬
‫اآليات الدالة على وقوع اﻹستفتاء‪:‬‬
‫• ق‪xx x‬ال تع‪xx x‬اىل‪َ﴿:‬يْسَٔـُلوَنَك َع ِن ِ۬ا لَّش ْه ِرِ۬ا ْلَح َر اِم ِقَتاٖل ِفيِۖه ُقْل ِقَتا‪ٞ‬ل ِفيِه َك ِب يۖ‪ٞ‬ر َو َص ٌّد َع ن‬
‫َس ِبيِل ِهَّللِ۬ا َو ُك ْفُۢر ِبه ﴾‪.2‬‬
‫• قال تعاىل‪َ ﴿:‬و َيْس َتْفُتوَنَك ِفےِ۬ا لِّنَس ٓاِۖء ُقِل ُهَّللِ۬ا ُيْفِتيُك ْم ِفيِهَّن ﴾‪.3‬‬
‫• قال تعاىل‪َ ﴿ :‬و َيْسَٔـُلوَنَك َع ِن ِ۬ا ْلَيَٰت ۪م ٰي ُقِل ِاْص َٰل ‪ٞ‬ح َّلُهْم َخ ْيۖ‪ٞ‬ر ﴾‪.4‬‬
‫َٰن‬
‫• ق‪xx x‬ال تع‪xx x‬اىل‪َ ﴿:‬يْسَٔـُلوَنَك َع ِن ِ۬ا ْلَخ ْمِرَو اْلَم ْيِس ِۖر ُق ْل ِفيِهَم ٓا ِإْث‪ٞ‬م َك ِب ي‪ٞ‬ر َو َم ِف ُع ِللَّن اِس‬
‫َو ِإْثُم ُهَم ٓا َأْك َبُر ِم ن َّنْفِع ِهَم ۖا ﴾‪. 5‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشنة النبوية‬
‫دلت أحاديث كثرية على مشروعية الفتوى منها‪:‬‬
‫عن ابن عب ‪xx‬اس رض ‪xx‬ي اهلل عنهم ‪xx‬ا أن رجال أص ‪xx‬ابه ج ‪xx‬رح يف عه ‪xx‬د رس ‪xx‬ول اهلل ص ‪xx‬لى اهلل علي ‪xx‬ه‬ ‫‪‬‬
‫وسلم فاحتلم فأمر باالغتسال‪ ،‬فأغتسل فمات‪ ،‬فبلغ ذلك رسول اهلل ص‪x‬لى اهلل علي‪xx‬ه وس‪xx‬لم‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫« قَتلوه َقَتلُه م اهلل‪ ،‬إن شفاء العي الَّس ؤاُل »‪ ، 6‬فتوجيهه صلى اهلل عليه وس ‪xx‬لم إىل الس ‪xx‬ؤال‬
‫دليل على مشروعية االستفتاء‪ ،‬والبد منه خاصة يف حال اجلهل‪.‬‬

‫‪ ) 1‬انظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب‪.186/ 4 ،‬‬


‫‪ )2‬سورة البقرة ‪ ،‬األية ‪.217 :‬‬
‫‪ )3‬سورة النساء ‪ ،‬األية‪. 127 :‬‬
‫‪ )4‬سورة البقرة ‪ ،‬األية‪. 220 :‬‬
‫‪ )5‬سورة البقرة ‪ ،‬األية‪. 219 :‬‬
‫‪ ) 6‬أخرجه أبو داود‪ ،‬باب يف اجملروح يتيمم‪ ،‬رقم احلديث‪.1/93 ،337 :‬‬
‫‪13‬‬
‫سألت أم املؤمنني عائشة رضي اهلل عنه‪x‬ا الن‪x‬يب ص‪x‬لى اهلل علي‪x‬ه وس‪x‬لم فق‪x‬الت‪ :‬إن قوم‪x‬ا يأتونن‪x‬ا‬ ‫‪‬‬
‫ب‪xx x‬اللحم‪ ،‬الن‪xx x‬دري اذك‪xx x‬ر اس‪xx x‬م اهلل علي‪xx x‬ه أم ال؟ فق‪xx x‬ال ص‪xx x‬لى اهلل علي‪xx x‬ه وس‪xx x‬لم «س‪dd d‬موا أنتم‬
‫وكلوا»‪.7‬‬
‫ج‪xx‬اء رج‪xx‬ل إىل الن‪xx‬يب ص‪xx‬لى اهلل علي‪xx‬ه وس‪xx‬لم فق‪xx‬ال‪ :‬ي‪xx‬ا رس‪xx‬ول اهلل إن أمي م‪xx‬اتت وعليه‪xx‬ا ص‪xx‬وم‬ ‫‪‬‬
‫شهر أفأقضيه عنها ؟ فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم« لو كان على أم‪dd‬ك دين أكنت‬
‫قاضيه عنها؟ » قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال« فدين اهلل أحق بالقضاء»‪. 2‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلجماع‬
‫قال ابن عبد الرب رمحه اهلل‪ « :‬ومل خيتلف العلماء أن العامة عليها تقلي‪x‬د علمائه‪x‬ا‪ ،‬وأهنم املرادون‬
‫بقول اهلل عزوجل﴿َفْسَٔـُلٓو ْا َأْه َل َ۬ا لِّذ ْك ِر ِإن ُك نُتْم اَل َتْع َلُم وَۖن ﴾‪ ،3‬وأمجع‪xx‬وا على أن األعمى الب‪xx‬د‬
‫ل ‪xx‬ه من تقلي ‪xx‬د غ ‪xx‬ريه ممن يث ‪xx‬ق ب ‪xx‬ه بالقبل ‪xx‬ة إذا أش ‪xx‬كلت علي ‪xx‬ه‪ ،‬فك ‪xx‬ذلك من ال علم ل ‪xx‬ه وال بص ‪xx‬ر‪ ،‬مبع ‪xx‬ىن‬
‫مايدين به البد له من تقليد عامله»‪.4‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مقاصد الفتوى وحكمها‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مقاصد الفتوى‬
‫للفتوى أهداف ومقاصد عدة من أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬إجابة السائلني واملستفتني عن تسؤالهتم وإشكاالهتم‪ ،‬إقتداء هبدي الن‪xx‬يب ص‪xx‬لى اهلل علي‪xx‬ه وس‪xx‬لم‬
‫حيث أفىت هندا زوج أيب سفيان فقال‪ُ « :‬خ ِذ ي َما يكفِيك َو َو َلدك بالمْع ُر وِف »‪.5‬‬
‫‪ -‬الفت‪xx‬وى فيه‪xx‬ا حتقي‪xx‬ق ملص‪xx‬احل العب‪xx‬اد‪،‬ودف‪xx‬ع املفاس‪xx‬د عنهم يف ال‪xx‬دنيا واآلخ‪x‬رة‪ ،‬ق‪xx‬ال ابن القيم« ف‪x‬إن‬
‫الشريعة مبناها وأساسها على احلكم ومصاحل العباد‪ ،‬يف املعاش واملعاد»‪.6‬‬
‫‪ -‬معاجلة قضايا العصر‪ ،‬ومشكالت الواقع‪ ،‬اليت يعيشها الناس ويعانوهنا‪ ،‬وحيتاجون ملعرفة حكم‬
‫اهلل تعاىل فيها‪.‬‬

‫‪ )7‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب ذبيحة األعراب وحنوهم‪ ،‬رقم احلديث‪.5/2097 ،5188 :‬‬
‫‪ )2‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب من مات وعليه صوم‪ ،‬رقم احلديث‪.2/690 ،1852 :‬‬
‫‪ )3‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪ )4‬تفسري القرطيب‪. 11/272 ،‬‬
‫‪ ) 5‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب إذا مل ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغري علمه ما يكفيها وولدها باملعروف‪ ،‬رقم‬
‫احلديث‪ ،5049 :‬ج‪.2052 /5‬‬
‫‪ ) 6‬إعالم املوقعني‪.3/3 ،‬‬
‫‪14‬‬
‫الفت ‪xx‬وى حتم ‪xx‬ل روح االص ‪xx‬الح وت ‪xx‬دعو إىل اﻹس ‪xx‬الم‪ ،‬فليس ‪xx‬ت جمرد ج ‪xx‬اوب ع ‪xx‬ابر عن س ‪xx‬ؤال‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪xx‬ارئ‪ ،‬ب‪xx‬ل هي رس‪xx‬ائل لتثقي‪xx‬ف‪ ،‬والتوعي‪xx‬ة‪ ،‬والتوجي‪xx‬ه‪ ،‬وحتذر من دس‪xx‬ائس الكائ‪xx‬دين‪ ،‬وتض‪xx‬ليل‬
‫احلاقدين‪،‬‬
‫وتقصد كذلك إىل إيقاظ األمة املسلمة لتتأهب لتبين حضارهتا‪ ،‬وترد كيد أعدائها‪.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقصد الفتوى إىل محاية ش‪xx‬رع اهلل تع‪xx‬اىل‪ ،‬من التكلم في‪xx‬ه من قب‪xx‬ل من ليس أهال وليس ذا علم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فق‪xx x x x‬د ق‪xx x x x‬ال عم‪xx x x x‬ر بن اخلط‪xx x x x‬اب رض‪xx x x x‬ي اهلل عن‪xx x x x‬ه « أج‪dd d d‬رؤكم على الفتي‪dd d d‬ا أج‪dd d d‬رؤكم على‬
‫النار»‪،2‬وروى اﻹمام أمحد وابن ماجه عن الن‪xx‬يب ص‪xx‬لى اهلل علي‪xx‬ه وس‪xx‬لم« ومن أف‪dd‬تى بغ‪dd‬ير علم‬
‫ك‪dd‬ان إثم‪dd‬ه على من أفت‪dd‬اه»‪ ،3‬ومن ‪xx‬ه ق ‪xx‬ال بعض العلم‪xx‬اء فيم‪xx‬ا نقل‪xx‬ه ابن القيم عن ‪xx‬ه « فكي ‪xx‬ف ل ‪xx‬و‬
‫رأى ربيع‪xx‬ة زمانن‪xx‬ا؟ وإق‪xx‬دام من ال علم ل‪xx‬ه على الفتي‪xx‬ا‪ ،‬وتوثب‪xx‬ه عليه‪xx‬ا‪ ،‬وم‪xx‬د ب‪xx‬اع التكل‪xx‬ف إليه‪xx‬ا‪،‬‬
‫وتسلقه باجلهل واجلرأة عليها‪ ،‬مع قلة اخلربة وسوء السرية‪ ،‬وشؤم السريرة‪ ،‬وهو من بني أه‪xx‬ل‬
‫العلم منكر أو غريب‪ ،‬فليس له يف معرفة الكتاب والسنة وآثار السلف نصيب ؟»‪. 4‬‬
‫‪ -‬أن تكون الفتاوي يزدوج فيها فقه الدين وفقه احلياة‪. 5‬‬
‫‪ -‬البع ‪xx‬د عن إتب ‪xx‬اع اهلوى وس ‪xx‬وء التأوي ‪xx‬ل يف النص ‪xx‬وص الش ‪xx‬رعية‪ ،‬فق ‪xx‬د ق ‪xx‬ال تع ‪xx‬اىل‪َ « :‬و َم ن َّلْم‬
‫َيْح ُك م ِبَم ٓا َأنَز َل ُهَّللَ۬ا َفُأْو َٰٓلِئَك ُهُم ُ۬ا ْلَٰف ِس ُقوَۖن »‪.6‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حكم الفتوى‬
‫الب‪xx‬د يف حكم الفت‪xx‬وى من معرف‪xx‬ة حكم اﻹس‪xx‬تفتاء مث بع‪xx‬د ذل‪xx‬ك معرف‪xx‬ة حكم اﻹفت‪xx‬اء ‪ - :‬حكم‬
‫اﻹستفتاء‪ :‬أي طلب الفتوى ملعرفة احلكم الشرعي يف واقع‪xx‬ة أو مس‪xx‬ألة‪ ،‬وه‪xx‬ذا واجب على املس‪xx‬تفيت‪،‬‬
‫إذا وقعت معه واقعة فواجب عليه أن يسأل عنها؛ ملعرفة حكم اهلل تعاىل فيها‪.7‬‬

‫‪ ) 1‬كتاب الفتوى بني االنضباط والتسبب؛ لالمام القرضاوي‪ ،‬ص‪.11/12‬‬


‫‪ ) 2‬رواه الدارمي رمحه اهلل يف سننه؛ املقدمة‪ :‬باب الفتيا وما فيها من الشدة‪ ،‬رقم احلديث‪.1/68 ،157 :‬‬
‫‪ ) 3‬رواه احلاكم يف املستدرك؛كتاب العلم‪ ،‬باب من قال علي ما مل أقل فليتبوأ مقعده من النار؛ رقم احلديث‪.1/298 ،356 :‬‬
‫‪ )4‬كتاب الفتوى بني االنضباط والتسبب‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ )5‬كتاب الفتوى بني االنضباط والتسبب‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ ) 6‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.47 :‬‬
‫‪ )7‬كتاب الوجيز يف أصول الفقه اﻹسالمي للدكتور حممد مصطفى الزحيلي‪ ،‬ج ‪.391 / 2‬‬

‫‪15‬‬
‫– حكم اﻹفتاء‪ :1‬األصل أن اﻹفتاء واجب على العامل أو اجملته‪xx‬د‪ ،‬إذا س‪xx‬ئل عن حكم اهلل تع‪xx‬اىل‬
‫يف مسألة واقعة‪ ،‬وإال تعرض إلمث كبري‪ ،‬ووعيد شديد‪ ،‬قال رس‪xx‬ول اهلل ص‪x‬لى اهلل علي‪xx‬ه وس‪xx‬لم‪ « :‬من‬
‫ُس ئل عن علٕم فكتمه‪ ،‬ألجم بلجام من ن‪dd‬ار ي‪dd‬وم القيام‪dd‬ة»‪ ، 2‬مث تع‪xx‬رتي بع‪xx‬د ذل‪xx‬ك الفت‪xx‬وى األحك‪xx‬ام‬
‫الشرعية األخرى‪:‬‬
‫‪ ‬الوجوب العيين ‪ :‬إذا كان الشخص أهال لإلفتاء شرعا‪ ،‬وسئل عن احلكم الشرعي يف‬
‫مسألة ما‪ ،‬ومل يكن يف البلد غريه‪ ،‬وجب عليه اﻹفتاء‪ ،‬ولزمه اجلواب شرعا‪.‬‬
‫‪ ‬الندب ‪ :‬إذا كان املفيت أهال لإلفتاء‪ ،‬ويوجد يف البلد غريه‪ ،‬وسئل أحدهم عن واقعة‪،‬‬
‫فتكون الفتيا يف حقه مندوبة عند مجاهري العلم‪ ،‬وله ردها بال إمث عليه‪ ،‬وإن كان بعض أهل العلم‬
‫قال ليس له ردها‪ ،‬وإن كام يف البلد غريه‪ ،‬ألنه بالسؤال تعني عليه اجلواب ‪.‬‬
‫‪ ‬احلرمة ‪ :‬حترم الفتوى إذا كان املسؤول ليس أهال لإلفتاء‪ ،‬وليس له علم باألحكام‬
‫الشرعية‪ ،‬ألنه يفيت بغري علم‪ ،‬فيضَّل وُيضَّل‪ ،‬وكذا إن سئل ومل يعرف احلكم فيحرم عليه اجلواب؛‬
‫بل جيب عليه التوقف والبحث‪ ،‬وأيضا إن كان عقل السائل ال حيتمل اجلواب عما سئل عنه‪،‬‬
‫وخاف املفيت أن يكون فتنة له‪ ،‬فقد روي عن علي رضي اهلل عنه أنه كان يقول « حدثوا الناس‬
‫بما يعرفون أتريدون أن يكذب اهلل ورسوله»‪.3‬‬
‫‪ ‬الكراهة‪ :‬إذا سئل املفيت عن مسائل سكت عنها الشارع وهو املراد من قوله تعاىل‪« :‬‬
‫َأُّيَهاَ۬ا لِذ يَن َء اَم ُنوْا اَل َتْسَٔـُلوْا َعَن َاْش َيٓاَء ۪ا ن ُتْبَد َلُك ْم َتُس ْؤ ُك ْۖم َو ِإن َتْسَٔـُلوْا َع ْنَها ِح يَن‬
‫ُيَنَّز ُل ُ۬ا ْلُقْر َء اُن ُتْبَد َلُك ْم َع َفا ُهَّللَ۬ا َع ْنَهۖا َوُهَّللا َغُفوٌر َح ِليۖ‪ٞ‬م »‪ ،4‬أو سئل عما ال ينفع يف الدين‬
‫أو ما هو من املستحيالت‪.‬‬

‫‪ ) 1‬انظر‪ :‬كتاب الوجيز يف أصول الفقه اﻹسالمي ج ‪ ،393 / 2‬و شرح الكوكب املنريالبن النجار احلنبلي ‪ ،583 / 4‬وجملة‬
‫دعوة احلق‪ ،‬عدد ‪ ،411‬أصول الفتوى باملغرب األقصى‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أخرجه اإلمام أبو داود يف سننه؛ كتاب العلم؛ باب كراهية منع العلم‪ ،‬رقم احلديث‪. 3/321 ،3658 :‬‬
‫‪ ) 3‬أخرجه البخاري‪ ،‬باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أال يفهموا ‪ ،‬رقم احلديث ‪.127‬‬
‫‪ )4‬سورة املائدة‪ ،‬األية ‪103‬‬
‫‪16‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المسار التاريخي للفتوى في المملكة المغربي اهتم املغرب بفقه النوازل‬
‫وبالفتاوي منذ دخول االسالم ﺇىل املغرب وبالضبط حني دخول املذهب املالكي اىل العصر‬
‫احلاضر‪ ،‬ويظهر ذلك جليا يف امتداد تارخيه ولقد صاحب ذلك تطوره يف مجيع املراحل التارخيية‬
‫وخضوعه لتغريات وتطورات وتنظيمات نتج عنهاﺇصالح الفتوى وتنظيمها بشكل جيعلها مواكبة‬
‫للمجتمع‪ ،‬وجنمل باختصار السياقات التارخيية للفتوى يف املغرب ﺇىل أربع مراحل‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفتوى منذ دخول االسالم ﺇلى المغرب حتى حدود سنة ‪1960‬م‪.‬‬
‫من ‪xx‬ذ هج ‪xx‬رة الرس ‪xx‬ول ص ‪xx‬لى اهلل علي ‪xx‬ه وس ‪xx‬لم ﺇىل املدين ‪xx‬ة‪ ،‬وتوس ‪xx‬ع دائ ‪xx‬رة االس ‪xx‬الم آن ‪xx‬ذاك يف ش ‪xx‬به‬
‫اجلزي‪xx‬رة العربي‪xx‬ة‪ ،‬ﺇس‪xx‬تمر اخللف‪xx‬اء يف الس‪xx‬عي حنو توس‪xx‬يع رقع‪xx‬ة االس‪xx‬الم‪ ،‬واس‪xx‬تمرت الفتوح‪xx‬ات يف ش‪xx‬ىت‬
‫احناء العامل‪ ،‬ﺇىل أن وصلت اىل املغرب فدخل ﺇليها االس‪xx‬الم يف بداي‪xx‬ة النص‪xx‬ف الث‪xx‬اين من الق‪xx‬رن األول‬
‫اهلجري على يد عقبة بن نافع عام ‪680‬م‪62/‬ه‪.‬‬
‫مث اس‪xx‬تقر اﻹس‪xx‬الم ب‪xx‬املغرب على ي‪xx‬د القائ‪xx‬د العس‪xx‬كري موس‪xx‬ى بن نص‪xx‬ري يف عه‪xx‬د الدول‪xx‬ة األموي‪xx‬ة‬
‫وذل‪xx x x‬ك س‪xx x x‬نة ‪87‬ه‪ ،‬فه‪xx x x‬و من أمت الفتوح‪xx x x‬ات االس‪xx x x‬المية يف مشال افريقي‪xx x x‬ا يف بالد املغ‪xx x x‬رب‪ ،‬ففي"‬
‫ااالستقص‪x‬ا"‪ « :‬وأن‪x‬ه مل تس‪x‬تقر كلم‪x‬ة االس‪x‬الم فيهم ﺇال لعه‪x‬د موس‪x‬ى بن نص‪x‬ري وبع‪x‬د فتح‪x‬ه األن‪x‬دلس‪،‬‬
‫مث كمل ﺇسالمهم عل يد ﺇمساعيل بن عبيد اهلل بن أيب املهاجر »‪،1‬وكان املذهب املعتمد م ‪xx‬ذهب أيب‬
‫حنيف‪xx‬ة يف الفق‪xx‬ه‪ « :‬ظه‪xx‬ر م‪xx‬ذهب أيب حنيف‪xx‬ة بافريقي‪xx‬ة ظه‪xx‬ورا كب‪xx‬ريا ﺇىل ق‪xx‬رب أربعمائ‪xx‬ة س‪xx‬نة ف‪xx‬انقطع‬
‫منه ‪xx‬ا‪ ،‬ودخ ‪xx‬ل من ‪xx‬ه ش ‪xx‬يء ﺇىل م ‪xx‬ا وراءه ‪xx‬ا من املغ ‪xx‬رب ق ‪xx‬دميا مبدين ‪xx‬ة ف ‪xx‬اس وباألن ‪xx‬دلس‪ ، 2»...‬وهك ‪xx‬ذا‬
‫ﺇستمر األمر اىل حني عهد دخول املوىل ﺇدريس املغرب‪ ،‬فدخل املذهب املالكي بدخول املوطأ‬
‫لالمام مالك يف أواخر القرن الث‪x‬اين اهلج‪x‬ري فه‪x‬و نقط‪x‬ة ب‪x‬دء دخ‪x‬ول املذهب‪ ،‬على ي‪x‬د ع‪x‬امر بن حمم‪x‬د‬
‫القيس‪x‬ي األندلس‪x‬ي‪ ،‬وقي‪x‬ل أن أول من أدخ‪x‬ل املوط‪xx‬أ ب‪x‬املغرب هوالفقي‪x‬ه زي‪x‬اد بن عب‪x‬د ال‪x‬رمحن املع‪x‬روف‬
‫بشبطون‪ ،‬وقيل أن املذهب املالكي ظهر على يد الفقيه دراس بن ﺇمساعيل الفاس‪xx‬ي (ت‪ ،)357‬وه‪xx‬و‬
‫من أدخل مدونة س‪xx‬حنون مدين‪xx‬ة ف‪xx‬اس‪ ،‬وﺇش‪xx‬تهر ب‪xx‬ه املذهب املالكي‪ ،‬ومن‪xx‬ه ب‪xx‬دأت الفت‪xx‬وى ب‪xx‬املغرب يف‬
‫عص ‪xx‬ر األدارس ‪xx‬ة‪ .‬وبع ‪xx‬د عص ‪xx‬ر األدارس ‪xx‬ة ال ‪xx‬ذي انطالق في ‪xx‬ه املذهب املالكي ب ‪xx‬املغرب‪ ،‬ج ‪xx‬اء عص ‪xx‬ر‬

‫‪ ) 1‬لشهاب الدين أبو العباس أمحد بن خالد بن حممد الناصري (ت ‪ ،)1315‬اجمللد األول ص‪.191‬‬
‫‪ ) 2‬االستقصا ألخبار دول املغرب األقصى حملمد الناصري ‪.1/193‬‬

‫‪17‬‬
‫املرابطني ال‪xx‬ذي ه‪xx‬و عص‪xx‬ر تث‪xx‬بيت ه‪xx‬ذا املذهب وتوطي‪xx‬ده‪ ،‬ويع‪xx‬د القاض‪x‬ي عي‪xx‬اض من أهم النوازل‪xx‬يني يف‬
‫هذا العصر‪ ،‬وقد عاصر كال الدولتني املرابطية واملوحدية‪.‬‬
‫فتم ‪xx‬يز عص ‪xx‬ر املرابطني باالستش ‪xx‬هاد بفت ‪xx‬اوى اﻹم ‪xx‬ام مال ‪xx‬ك مث الرج ‪xx‬وع ﺇىل املدون ‪xx‬ة مث ﺇذا ك ‪xx‬انت‬
‫املسألة ذات عدة أقوال فاحلكم والفتوى بقول مالك املرجوع ﺇليه‪ ،‬مث االستدالل بأقوال ابن القاسم‬
‫املشهورة؛ عند عدم وجود قول ملالك يف املدون‪x‬ة مث أق‪x‬وال أه‪x‬ل املذهب حس‪x‬ب درجتهم يف الرواي‪x‬ة‪،‬‬
‫واحلرص الش ‪xx‬ديد على ع ‪xx‬دم اﻹفت ‪xx‬اء من الكتب الغربي ‪xx‬ة واحلديث ‪xx‬ة أيض ‪xx‬ا الغ ‪xx‬ري مش ‪xx‬هورة‪ ،‬ح ‪xx‬ىت يعلم‬
‫ص ‪xx‬حتها‪ ،‬عالوة على من ‪xx‬ع اﻹفت ‪xx‬اء من حواش ‪xx‬ي الكتب ﺇن ك ‪xx‬انت غريب ‪xx‬ة ولغ ‪xx‬ري املوث ‪xx‬وق ب ‪xx‬ه‪ ،1‬فك ‪xx‬ان‬
‫بذلك هذا العصر عصر ازدهار فقه النوازل‪.‬‬
‫ويف عص‪xx‬ر املوح‪xx‬دين ع‪xx‬رفت الفت‪xx‬وى جمموع‪xx‬ة من الص‪xx‬عوبات‪ «:‬وق‪xx‬د ك‪xx‬ان عب‪xx‬د املؤمن بن علي‬
‫وبن‪xx‬وه من بع‪xx‬ده منع‪xx‬وا الن‪xx‬اس من التقلي‪xx‬د يف الف‪xx‬روع؛ ومحل‪xx‬وا األئم‪xx‬ة على أخ‪xx‬ذ األحك‪xx‬ام الش‪xx‬رعية من‬
‫الكتاب والسنة مباش‪x‬رة على طريق‪x‬ة االجته‪x‬اد املطل‪x‬ق‪ ،‬وحرق‪x‬وا ش‪x‬يئا كث‪x‬ريا من كتب الف‪x‬روع احلديث‪x‬ة‬
‫التصنيف‪ ،‬ووقع ذلك من بعض علماء عصرهم موقع االستحسان‪ ،‬منهم االمام احلاف‪xx‬ظ أب‪xx‬و بك‪xx‬ر بن‬
‫العريب‪ ،‬فقد ذكر يف كتاب القواصم والعواصم له م‪x‬ا يش‪x‬عر ب‪x‬ذلك‪ ،‬ق‪x‬ال بع‪x‬د ذك‪x‬ره م‪x‬ا وق‪x‬ع ب‪x‬املغرب‬
‫من الفنت مانصه‪ ":‬عطفنا عنان القول ﺇىل مصائب نزلت بالعلماء يف طري‪x‬ق الفت‪x‬وى ملا ك‪x‬ثرت الب‪x‬دع‬
‫وذهب العلماء‪ ،‬وتعاطت املبتدعة منص‪x‬ب الفقه‪x‬اء وتعلقت أطم‪x‬اع اجله‪x‬ال ب‪x‬ه فن‪x‬الوه بفس‪x‬اد الزم‪x‬ان‪،‬‬
‫ونف‪xx‬وذ وع‪xx‬د الص‪xx‬ادق ص‪xx‬لى اهلل علي‪xx‬ه وس‪xx‬لم يف قول‪xx‬ه‪«:‬اَّتخَذ الَّناُس رؤوًس ا ُج َّه اًال‪ ،‬فُس ئلوا ف‪d‬أفتوا‪،‬‬
‫بغ‪dd‬يِر ِع لٍم ‪ ،‬فض‪ُّd‬لوا وأض‪َّd‬لوا»‪،2‬وبقيت احلال هك‪xx‬ذا فم‪xx‬اتت العل‪xx‬وم ﺇال عن‪xx‬د ﺁح‪xx‬د الن‪xx‬اس‪ ،‬واس‪xx‬تمرت‬
‫الق‪xx‬رون على م‪xx‬وت العلم وظه‪xx‬ور اجله‪xx‬ل وذل‪xx‬ك بق‪xx‬درة اهلل تع‪xx‬اىل‪ ،‬وجع‪xx‬ل اخلل‪xx‬ف منهم يتب‪xx‬ع الس‪xx‬لف‬
‫حىت ﺁلت احلال ﺇىل أن ال ينظر يف ق‪x‬ول مال‪x‬ك وك‪x‬رباء أص‪x‬حابه‪ ،‬ويق‪x‬ال ق‪x‬د ق‪x‬ال يف ه‪x‬ذه املس‪x‬ألة أه‪x‬ل‬
‫قرطبة وأهل طلمنكة وأهل طليطلة وصار الصيب ﺇذا عقل وسلكوا به أمثل طريق‪xx‬ة هلم علم‪xx‬وه كت‪xx‬اب‬
‫اهلل تع ‪xx‬اىل مث نقل ‪xx‬وه ﺇىل األدب مث ﺇىل املوط ‪xx‬أ مث ﺇىل املدون ‪xx‬ة مث ﺇىل وث ‪xx‬ائق ابن العط ‪xx‬ار‪ ،‬مث خيتم ‪xx‬ون ل ‪xx‬ه‬
‫بأحكام ابن سهل‪ ،‬مث يقال قال فالن الطليطي وفالن اجملريطي وابن مغيث ال أغاث اهلل ثراه »‪.3‬‬

‫‪ ) 1‬كتاب الفتاوى الفقهية يف أهم القضايا من عهد السعديني ﺇىل ما قبل احلماية‪ ،‬دراسة وحتليل حلسن ليويب‪ ،‬ص‪121/120‬‬
‫من منشورات وزارة األوقاف والشؤون االسالمية سنة م ‪.1419/ 1998‬‬
‫‪ ) 2‬رواه البخاري‪ :‬كتاب العلم‪ ،‬باب كيف يقبض العلم‪ ،‬رقم احلديث‪ ،100 :‬ج‪ 1‬ص‪.50‬‬
‫‪ )3‬االستقصا حملمد الناصري‪ ،‬اجمللد األول ص ‪.197‬‬
‫‪18‬‬
‫غ‪xx‬ري أن خط‪xx‬ة االفت‪xx‬اء كمنص‪xx‬ب رمسي‪ ،‬مل تظه‪xx‬ر ب‪xx‬املغرب ﺇال يف عه‪xx‬د الس‪xx‬عديني‪ ،‬أح‪xx‬دثها حمم‪xx‬د‬
‫الشيخ السعدي ﺇقتباسا من األتراك يف ﺇطار التنظيمات اهلامة اليت قام هبا يف السلك القضائي‪.‬‬
‫ويظه‪xx x‬ر أن ه‪xx x‬ذا املنص‪xx x‬ب ﺇقتص‪xx x‬ر على املدن الك‪xx x‬ربى كم‪xx x‬راكش وف‪xx x‬اس وت‪xx x‬ارودانت‪ ،‬ﺇذ ك‪xx x‬ان‬
‫السلطان يعني ثالثة مفتني باململكة‪ ،‬ويقلد كل واحد منهم الفتوى بﺈحدى هذه املدن الثالث‪.1‬‬
‫وقد متيز منصب االفتاء مبكان‪x‬ة عظيم‪x‬ة ومهم‪x‬ة فال يقب‪x‬ل علي‪x‬ه ﺇال ذو علم ومكان‪x‬ة وص‪x‬الح‪ ،‬غ‪x‬ري‬
‫أن «ﺇح‪xx‬داث خط‪xx‬ة االفت‪xx‬اء كمنص‪xx‬ب رمسي مل يقي‪xx‬د الفت‪xx‬وى ب‪xx‬املغرب‪ ،‬فق‪xx‬د بقي ه‪xx‬ذا الب‪xx‬اب مرس‪xx‬ال‬
‫ومفتوحا أمام كل فقيه قادر على ولوجه»‪ ،2‬واملفيت يف ذلك الوقت ﺇما ميارس مهنة االفت ‪xx‬اء فق ‪xx‬ط أو‬
‫مهن أخرى ﺇىل جانب االفتاء كالفقيه بن أمحد الونشريسي مجع بني الفتيا والقضاء والتدريس‪.‬‬
‫وجتدر االشارة هنا ﺇىل أن املفيت فيما يتعلق بالسياسة ال ي‪xx‬راد ب‪xx‬ه فق‪xx‬ط املعني رمسيا خلط‪xx‬ة االفت‪xx‬اء‪،‬‬
‫بل يشمل مجيع الفقهاء الذين شاركوا بفتاويهم يف أهم القضايا املتعلقة باجلانب السياسي‪.‬‬
‫وق ‪xx‬د ع ‪xx‬رف منص ‪xx‬ب االفت ‪xx‬اء يف ه ‪xx‬ذه الف ‪xx‬رتة جمموع ‪xx‬ة من التح ‪xx‬ديات واملش ‪xx‬اكالت وك ‪xx‬ذا دخ ‪xx‬ول‬
‫الفوض ‪xx‬ى والفس ‪xx‬اد واالحنراف ‪xx‬ات والب ‪xx‬دع‪ ،‬ﺇال أن ‪xx‬ه يف العص ‪xx‬ر الس ‪xx‬عدي مل يظه ‪xx‬ر من املف ‪xx‬تني والفقه ‪xx‬اء‬
‫سوى التذمر من‬
‫الوض ‪xx‬ع الع ‪xx‬ام من ذل ‪xx‬ك‪ «:‬ق ‪xx‬ول الفقي ‪xx‬ه الش ‪xx‬يخ عب ‪xx‬د اهلل بن عم ‪xx‬ر املض ‪xx‬غري ملا س ‪xx‬ئل عن س ‪xx‬وس‬
‫( تركت‬
‫العامة ت‪x‬رتكب أقبح املس‪x‬اوي‪ ،‬والفقه‪x‬اء يفت‪x‬ون بأض‪x‬عف الفت‪x‬اوي‪ ،‬واألم‪x‬راء يتس‪x‬اقطون يف أعظم‬
‫املهاوي)»‪ ، 3‬ولكن يف العصر العلوي ﺇشتد األمر مليل بعض املفتني للمتاجرة بفت‪xx‬اويهم‪ ،‬مما أدى ﺇىل‬
‫ضرورة القيام بإصالحات على مجيع املستويات فنجد « وق‪x‬د أص‪x‬در الس‪x‬لطان س‪x‬يدي حمم‪x‬د بن عب‪x‬د‬
‫اهلل ظهريا يضم جمموعة من االصالحات الوجيه‪xx‬ة يف جمايل القض‪xx‬اء واالفت‪xx‬اء»‪ ،4‬وأذك‪xx‬ر من بني ه‪xx‬ذه‬
‫الظهائر االصالحية‪«:‬احلمدهلل وحده وصلى اهلل على سيدنا حممد وﺁله‪ ،‬رسالة مفيدة قد نبذ م‪xx‬ا فيه‪xx‬ا‬
‫قضاة املغرب وع‪x‬دوهلم‪ ،‬واقتص‪x‬روا على خمتص‪x‬ر خلي‪x‬ل وش‪x‬روحه‪ ،‬وص‪x‬ار أعظم فت‪x‬اويهم منه‪x‬ا لعم‪x‬رى‬
‫أن من اشتغل بأخذ الفقه من خليل وش‪x‬روحه‪ ،‬وت‪x‬رك أخ‪x‬ذ الفق‪x‬ه من كتب األق‪x‬دمني املرض‪x‬يني ال‪x‬ذي‬

‫‪ )1‬كتاب الفتاوى الفقهية لألستاذ احلسن ليويب‪ ،‬ص‪.125/126‬‬


‫‪ )2‬كتاب الفتاوى الفقهية ص ‪.127‬‬
‫‪ )3‬الفتاوى الفقهية‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ )4‬الفتاوى الفقهية‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪19‬‬
‫نف ‪xx‬ع اهلل هبم املس ‪xx‬لمني‪ ،‬فﺇن ‪xx‬ه كم ‪xx‬ا قي ‪xx‬ل ه ‪xx‬رق املاء واتب ‪xx‬ع الس ‪xx‬راب وه ‪xx‬ذا أول كالمن ‪xx‬ا يف الرس ‪xx‬الة‬
‫املذكورة‪ ،‬وهى يف فت‪xx x x x x x‬اوي األق‪xx x x x x x‬دمني املأخوذة من كتب األئم‪xx x x x x x‬ة املرض‪xx x x x x x‬يني رض‪xx x x x x x‬ى اهلل عنهم‬
‫وأرض ‪xx‬اهم‪.‬ودع ‪xx‬اهم ﺇىل ﺇعتم ‪xx‬اد كتب أئم ‪xx‬ة املذهب األق ‪xx‬دمني ممن أخ ‪xx‬ذوا عن مال ‪xx‬ك ك ‪xx‬ابن القاس ‪xx‬م‬
‫وأش‪xx‬هب وابن املاجش‪xx‬ون وغ‪xx‬ريهم‪ ،‬وممن أخ‪xx‬ذوا عن أص‪xx‬حاب مال‪xx‬ك كس‪xx‬حنون وابن‪xx‬ه حمم‪x‬د وأص‪xx‬بغ‪،‬‬
‫وممن ج‪xx‬اء بع‪xx‬د ه‪xx‬ؤالء كالقاض‪xx‬ي عب‪xx‬د الوه‪xx‬اب وابن أيب زي‪xx‬د‪ ،‬فه‪xx‬ؤالء هم املقت‪xx‬دى ب‪xx‬أقواهلم وأفع‪xx‬اهلم‬
‫( وال تص ‪xx‬ح الفت ‪xx‬وى ﺇال من كتبهم )‪ ( ،‬وأم ‪xx‬ا من اش ‪xx‬تغل بالفت ‪xx‬اوي املأخوذة من أق ‪xx‬وال األجه ‪xx‬وريني‬
‫وغ ‪xx‬ريهم من أص ‪xx‬حاب خلي ‪xx‬ل مث ‪xx‬ل هبرام‪ ،‬والبس ‪xx‬اطى‪ ،‬وت ‪xx‬رك الفت ‪xx‬وى من كتب األق ‪xx‬دميني املرض ‪xx‬يني‬
‫املذكورين‪ ،‬فقد خرج عن املنهاج القومي والصراط املستقيم )‪.1‬‬
‫ويف املعيار املغرب واجلامع املعرب عن فتاوى ﺇفريقي‪x‬ة واألن‪x‬دلس واملغ‪x‬رب‪ :‬فيم‪x‬ا نقل‪x‬ه عن االم‪x‬ام‬
‫املقري مانص‪x‬ه « لق‪x‬د ﺇس‪x‬تباح الن‪x‬اس النق‪x‬ل من املختص‪x‬رات الغربي‪x‬ة أرباهبا ونس‪x‬بوا ظ‪x‬واهر م‪x‬ا فيه‪x‬ا ﺇىل‬
‫أمهاهتا‪ ،‬وقد نبه عبد احلق يف التهذيب على ما مينع من ذلك لو كان من يسمع‪ ،‬وذيلت كتاب‪xx‬ه مبث‪xx‬ل‬
‫ع‪xx‬دد مس‪xx‬ائله أمجع‪ ،‬مث ترك‪xx‬وا الرواي‪xx‬ة فك‪xx‬ثر التص‪xx‬حيف‪ ،‬وانقطعت سلس‪xx‬ة االتص‪xx‬ال فص‪xx‬ارت الفت‪xx‬اوى‬
‫تنفذ من كتب ال يدرى مازيد فيها مما نقص منها لعدم تصحيحها وقلة الكشف عنها»‪.2‬‬
‫ونلمس يف عص ‪xx‬ر الس ‪xx‬لطان س ‪xx‬يدي حمم ‪xx‬د عبداهلل فيم ‪xx‬ا يرتب ‪xx‬ط بﺈص ‪xx‬الح الفت ‪xx‬وى ﺇهتم ‪xx‬ام كب ‪xx‬ري‬
‫بكتب املتقدمني وضرورة الرجوع ﺇليها‪ ،‬فقد نص بعض احملققني من علماء وقتنا ه‪xx‬ذا « على أن‪xx‬ه ال‬
‫يعتم‪xx x‬د على م‪xx x‬ا انف‪xx x‬ردوا ب‪xx x‬ه مث انض‪xx x‬اف اىل ذل‪xx x‬ك ع‪xx x‬دم االعب‪xx x‬ار بالن‪xx x‬اقلني فص‪xx x‬ار يؤخ‪xx x‬ذ من كتب‬
‫املسخوطني كم‪x‬ا يؤخ‪x‬ذ من كتب املرض‪x‬يني‪ ،‬ب‪x‬ل ال تك‪x‬اد جتد من يف‪x‬رق بني الف‪x‬ريقني‪ ،‬ومل يكن ه‪x‬ذا‬
‫فيمن قبلن ‪xx‬ا‪ ،‬فلق ‪xx‬د ترك ‪xx‬وا كتب األق ‪xx‬دميني رض ‪xx‬ى اهلل عنهم واش ‪xx‬تغلوا بكتب املت ‪xx‬أخرين من أص ‪xx‬حاب‬
‫خلي‪xx‬ل واقتص‪xx‬روا عليه‪xx‬ا وأفن‪xx‬وا أعم‪xx‬ارهم يف ح‪xx‬ل ألغازه‪xx‬ا ح‪xx‬ىت ق‪xx‬ال بعض‪xx‬هم حنن أنن‪xx‬اس خليلي‪xx‬ون‪ ،‬ﺇن‬
‫ض ‪xx‬ل ض ‪xx‬للنا‪ ،‬وﺇن اهت ‪xx‬دى ه ‪xx‬دينا»‪ ،3‬لدرج ‪xx‬ة أن الس ‪xx‬لطان س ‪xx‬يدي حمم ‪xx‬د بن عب ‪xx‬د اهلل أقس ‪xx‬م يف ذل ‪xx‬ك‬
‫الوقت للقضاة‪ ،‬أن من جتزأ وأفىت بغري فتوى األقدمني الذي سبق االش‪xx‬ارة ﺇليهم يف رس‪xx‬الته الس‪xx‬ابقة‪،‬‬
‫يعاقب بأشد عقوبة‪ .‬فالبد أن يبلغ سندها ﺇىل فتوى األقدمني املرضيني‪ ،‬والبع‪xx‬د عن الفت‪xx‬اوى الواهي‪xx‬ة‬

‫‪ ) 1‬ﺇحتاف أعالم الناس جبمال أخبار حاضرة مكناس‪ ،‬البن زيدان عبد الرمحن بن حممد السجلماسي (ت‪1365‬ه)‪.3/239 ،‬‬
‫‪ )2‬املعيار للونشريسي ج‪.2/62‬‬
‫‪ )3‬ﺇحتاف أعالم الناس جبمال أخبار حاضرة مكناس‪ ،‬البن زيدان ‪.3/240‬‬

‫‪20‬‬
‫غري املرض‪x‬ية ملا يف احلكم هبذه الفت‪xx‬اوى الواهي‪xx‬ة من املض‪xx‬رة مبص‪xx‬احل املس‪xx‬لمني وهنب أم‪xx‬واهلم بغ‪xx‬ري وج‪x‬ه‬
‫حق‪.‬‬
‫عموما ففي ك‪x‬ل من العص‪x‬ر الس‪x‬عدي والعل‪x‬وي؛ حظي منص‪x‬ب االفت‪x‬اء مبكان‪x‬ة وتق‪x‬دير‪ « :‬ف‪x‬املفيت‬
‫يف العص ‪xx‬ر الس ‪xx‬عدي يع ‪xx‬د مبثاب ‪xx‬ة أول ق ‪xx‬اض بع ‪xx‬د الس ‪xx‬لطان وﺇلي ‪xx‬ه ترف ‪xx‬ع طلب ‪xx‬ات االس ‪xx‬تئناف وحتال على‬
‫جملس املف ‪xx‬تني‪ ،‬وه ‪xx‬و جملس يعم ‪xx‬ل كهيئ ‪xx‬ة ﺇس ‪xx‬تئنافية‪ ،‬وجيتم ‪xx‬ع للنظ ‪xx‬ر يف القض ‪xx‬ايا قب ‪xx‬ل ﺇحالته ‪xx‬ا حملكم ‪xx‬ة‬
‫جديدة‪ ،‬وأيضا يف العصر العلوي حافظ املفيت على منصبه كمستشار قانوين حىت عهد احلماية»‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الفتوى بالمغرب من سنة‪1961‬م ﺇلى سنة ‪1980‬‬
‫أحدث املغرب وزارة الشؤون االسالمية ألول م‪x‬رة يف س‪x‬نة‪1961‬م‪ ،‬وق‪x‬د أس‪x‬ند املل‪x‬ك الراح‪x‬ل‬
‫احلس‪xx‬ن الث‪xx‬اين أمره‪xx‬ا ﺇىل ال‪xx‬زعيم الس‪xx‬لفي عالل الفاس‪xx‬ي ال‪xx‬ذي نظمه‪xx‬ا ووض‪xx‬ع أسس‪xx‬ها‪ ،‬واهلدف منه‪xx‬ا‬
‫ﺇصالح األوضاع باملغرب‪.‬‬
‫وق ‪xx‬د نص ظه ‪xx‬ري س ‪xx‬نة ‪1961‬م على‪« :‬ﺇنش ‪xx‬اء هيئ ‪xx‬ة لالفت ‪xx‬اء من كب ‪xx‬ار العلم ‪xx‬اء املغارب ‪xx‬ة تتكف ‪xx‬ل‬
‫باالجابة عن األسئلة اليت ترد عليها من خمتلف جهات اململكة‪ ،‬وتساعد الوزارة يف ﺇعداد الرأي مىت‬
‫طلب منه‪xx‬ا ذل‪xx‬ك‪ ،‬ومل يفت املش‪xx‬رع يف ه‪xx‬ذا الس‪xx‬ياق التنبي‪xx‬ه ﺇىل أن الفت‪xx‬اوى ال‪xx‬يت ق‪xx‬د تص‪xx‬در عن ه‪xx‬ذه‬
‫اهليئة هلا صبغة دينية صرفة‪ ،‬وليس هلا أي تأثري على القوانني اجلاري هبا العم‪xx‬ل»‪ ،2‬فأص‪xx‬بحت ب‪xx‬ذلك‬
‫الفت‪xx‬وى من ﺇختصاص‪xx‬ات وزارة الش‪xx‬ؤون االس‪xx‬المية‪ ،‬وبع‪xx‬د م‪xx‬دة ط ‪xx‬رأ تغي‪xx‬ري‪ ،‬ﺇذ مت اجلم‪xx‬ع بينه‪xx‬ا وبني‬
‫وزارة األوقاف‪.‬‬
‫ورغم ذل ‪xx x‬ك مل تكن الفت ‪xx x‬وى يف ب ‪xx x‬رامج ال ‪xx x‬وزارة مؤدي ‪xx x‬ة لوظائفه ‪xx x‬ا‪ ،‬فتم ب ‪xx x‬ذلك حتديث وزارة‬
‫األوق ‪xx‬اف والش ‪xx‬ؤون االس ‪xx‬المية مبقتض ‪xx‬ى ظه ‪xx‬ري ‪1993‬م‪ ،‬لتص ‪xx‬بح الفت ‪xx‬وى من اختصاص ‪xx‬ات مص ‪xx‬لحة‬
‫تابعة لقسم التوجيه الديين التابع بدوره ملديرية الشؤون االسالمية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفتوى بالمغرب من سنة ‪1981‬ﺇلى سنة ‪2004‬م‬

‫‪ )1‬كتاب الفتاوى الفقهية‪ ،‬دراسة وحتليل حلسن ليويب‪ ،‬ص‪.127‬‬


‫‪ ) 2‬ﺇشكالية الوظيفة الدينية يف الدولة املعاصرة‪ :‬قراءة يف جتربة تأهيل احلقل الديين باملغرب‪ ،‬كراسات علمية‪ ،3‬حملمد جربون‬
‫ص ‪.10‬‬

‫‪21‬‬
‫مر املغرب يف هذه الف‪xx‬رتة من حال‪xx‬ة رك‪xx‬ود ع‪xx‬ام لعلم‪x‬اء املغ‪xx‬رب‪ ،‬وزادت التح‪x‬ديات خاص‪x‬ة على‬
‫املستوى العق‪x‬دي واخللقي وك‪x‬ذا الفقهي‪ ،‬مما جع‪x‬ل املل‪x‬ك احلس‪x‬ن الث‪x‬اين الراح‪x‬ل نتيج‪x‬ة ل‪x‬رتاجع املكان‪x‬ة‬
‫االص ‪xx‬الحية للعلم ‪xx‬اء‪ ،‬خياطبهم يف خط ‪xx‬اب ف ‪xx‬رباير‪1980‬مق ‪xx‬ائال‪«:‬ﺇنكم حض ‪xx‬رات العلم ‪xx‬اء أص ‪xx‬بحتم‬
‫غائبني عن امليدان اليومي يف املغرب‪ ،‬بل ميكنين أن أقول ﺇنكم أصبحتم غرباء‪ ،‬ذلك وليس من تلك‬
‫الغرب ‪xx‬ة ال ‪xx‬يت يق ‪xx‬ال فيه ‪xx‬ا وط ‪xx‬وىب للغرب ‪xx‬اء‪ ،‬فه ‪xx‬ذه الغرب ‪xx‬ة ن ‪xx‬ؤدي مثنه ‪xx‬ا مجيع ‪xx‬ا‪ ....‬ألن ‪xx‬ه أص ‪xx‬بح االس ‪xx‬الم‬
‫وت ‪xx‬دريس االس ‪xx‬الم يف اجلامع ‪xx‬ات أو يف املدارس الثانوي ‪xx‬ة ال يع ‪xx‬دو أن يك ‪xx‬ون دروس ‪xx‬ا لتعليم ن ‪xx‬واقض‬
‫الوض‪xx x‬وء ومبطالت الص‪xx x‬الة»‪ ،1‬مما أدى ﺇىل ﺇح‪xx x‬داث اجملالس العلمي‪xx x‬ة س‪xx x‬نة‪1981‬م؛ للحف‪xx x‬اظ على‬
‫وحدة العقيدة واملذهب‪ ،‬والقيام مبجموعة من التحف‪x‬يزات للعلم‪x‬اء قص‪x‬د تنفي‪x‬ذهم مله‪x‬امهم وأدوارهم‬
‫املختلفة‪ ،‬ولق‪x‬د انطلقت جترب‪x‬ة ه‪x‬ذه اجملالس العلمي‪x‬ة االقليمي‪x‬ة يف أبري‪x‬ل ‪1981‬م بس‪x‬تة جمالس‪ ،‬لتص‪x‬ل‬
‫ألربعة عشر جملس يف يوليوز من نفس السنة يف خمتلف ربوع اململكة‪.‬‬
‫وه‪xx‬ذا م‪xx‬ا مت تأكي‪xx‬ده يف ظه‪xx‬ري الش‪xx‬ريف املتعل‪xx‬ق باح‪xx‬داث اجمللس العلمي االعلى واجملالس العلمي‪xx‬ة‬
‫االقليمي ‪xx x‬ة رقم ‪1.80.70‬الص ‪xx x‬ادر يف ‪ 8‬أبري ‪xx x‬ل ‪1981‬م‪ «:‬ج ‪xx x‬اء يف الفق ‪xx x‬رتني الثاني ‪xx x‬ة والثالث ‪xx x‬ة من‬
‫الفص ‪xx‬ل الث ‪xx‬امن املتعل ‪xx‬ق مبا ين ‪xx‬اط باجملالس العلمي ‪xx‬ة االقليمي ‪xx‬ة م ‪xx‬ايلي‪_:‬توعي ‪xx‬ة الفئ ‪xx‬ات الش ‪xx‬عبية مبقوم ‪xx‬ات‬
‫األمة الروحية‪ ،‬واالخالقية‪ ،‬والتارخيية‪ ،‬وذلك بتنظيم حماضرات‪ ،‬وندوات‪ ،‬ولقاءات تربوية‪.‬‬
‫_ االس ‪xx‬هام يف االبق ‪xx‬اء على وح ‪xx‬دة البالد يف العقي ‪xx‬دة‪ ،‬واملذهب‪ ،‬يف اط ‪xx‬ار التمس ‪xx‬ك بكت ‪xx‬اب اهلل‬
‫وسنة رسوله‪ ، 2».‬مل يصدر بعد هذا الظه‪xx‬ري أي مرس‪xx‬وم تنظيمي او ظه‪xx‬ري ي‪xx‬بني كيفي‪xx‬ة اش‪xx‬تغال ه‪xx‬ذه‬
‫اجملالس‪ ،‬وق ‪xx‬د أش ‪xx‬ار ل ‪xx‬ذلك الب ‪xx‬احث رش ‪xx‬يد مقت ‪xx‬در‪ ،‬ﺇذ ذك ‪xx‬ر أن اجمللس العلمي األعلى مل يتم تفعيل ‪xx‬ه‬
‫بش ‪xx x‬كل عملي‪ ،‬فاجملالس العلمي ‪xx x‬ة ظلت مرتبط ‪xx x‬ة ب ‪xx x‬وزارة األوق ‪xx x‬اف أك ‪xx x‬ثر من اجمللس العلمي األعلى‬
‫وغي‪xx‬اب آلي‪xx‬ات العم‪xx‬ل فظ‪xx‬ل ش‪xx‬كليا جمم‪xx‬دا‪ ،3‬فيمكن الق‪xx‬ول عموم‪xx‬ا‪ «:‬ان ف‪xx‬رتة اجمللس العلمي االعلى‬
‫من س ‪xx‬نة ‪1981‬م اىل ح ‪xx‬دود ‪2004‬م؛ ف ‪xx‬رتة غامض ‪xx‬ة وال حتيلن ‪xx‬ا على فت ‪xx‬اوى أو أعم ‪xx‬ال ت ‪xx‬ؤرخ هلذه‬
‫املرحلة من مراحل تأهيل وتنظيم احلق‪xx‬ل ال‪xx‬ديين »‪،4‬ولق‪xx‬د أش‪xx‬ار حمم‪xx‬د ري‪xx‬اض‪ 5‬اىل أن اجملالس العلمي‪xx‬ة‬

‫‪ ) 1‬ﺇشكالية الوظيفة الدينية يف الدولة املعاصرة‪ ،‬حملمد جربون ص‪.17‬‬


‫‪ ) 2‬اصول الفتوى والقضاء يف املذهب املالكي حملمد رياض‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪ ) 3‬كتاب خطب ﺇمارة املومنني يف الشأن الديين والنصوص املنظمة للمؤسسة‪ ،‬لألستاذ رشيد مقتدر‪ ،‬منشورات اجمللس العلمي‬
‫األعلى‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ ) 4‬الفتوى باملغرب يف ضوء عمل اجمللس العلمي االعلى‪ :‬قراءة يف املسار واملرتكزات حملمد أوزبان‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ )5‬اصول الفتوى والقضاء يف املذهب املالكي‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪22‬‬
‫يف ه ‪xx‬ذه الف ‪xx‬رتة م ‪xx‬ابني ‪1981‬م اىل ‪2004‬م ‪،‬مل تنطل ‪xx‬ق االنطالق املنش ‪xx‬ود‪ ،‬ومل تقم بتأدي ‪xx‬ة وظائفه ‪xx‬ا‬
‫املنوط ‪xx‬ة هبا يف جمال الفت ‪xx‬وى وك ‪xx‬ذا يف بقي ‪xx‬ة اجملاالت‪ ،‬وق ‪xx‬د بني الب ‪xx‬احث رش ‪xx‬يد مقت ‪xx‬در أح ‪xx‬د املهتمني‬
‫بالشأن الديين باملغرب أسباب وعوامل ذلك وهي كما ذكرها‪:‬‬
‫«ميكن تفس‪xx x‬ري املس‪xx x‬ألة على مس‪xx x‬تويني اث‪xx x‬نني‪ _:‬أوال تع‪xx x‬دد الوس‪xx x‬طاء واملت‪xx x‬دخلني بني مؤسس‪xx x‬ة‬
‫العلم ‪xx‬اء املمثل ‪xx‬ة يف اجمللس العلمي االعلى واجملالس العلمي ‪xx‬ة ومؤسس ‪xx‬ة االمام ‪xx‬ة العظمى‪ ،‬الش ‪xx‬يء ال ‪xx‬ذي‬
‫أفض ‪xx‬ى اىل عج ‪xx‬ز اجمللس عن االس ‪xx‬تمرارية ح ‪xx‬ىت يف عق ‪xx‬د دورات ‪xx‬ه العادي ‪xx‬ة فب ‪xx‬األحرى رب ‪xx‬ط الص ‪xx‬الت‬
‫باملؤسسات االسالمية وغريها‪.‬‬
‫_ثاني ‪xx‬ا يف جانبه ‪xx‬ا الق ‪xx‬انوين الش ‪xx‬كلي‪ ،‬بع ‪xx‬دم مس ‪xx‬اعدة النص الق ‪xx‬انوين املؤطر هلذه التجرب ‪xx‬ة على‬
‫تفعيلها والذهاب هبا بعيدا‪ ،‬فهو وﺇن كان حمددا يف ثالثة عناصر فإنه كان غري واضح ودقيق »‪. 1‬‬
‫وذلك استدعى اعادة النظر يف هيكلة هذه اجملالس العلمية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الفتوى بالمغرب من سنة ‪2004‬م ﺇلى العصر الحاضر‪.‬‬
‫واجهت اجملالس العلمي‪x‬ة االقليمي‪x‬ة واجمللس العلمي االعلى خالل الف‪x‬رتة الس‪x‬ابقة ص‪x‬عوبات أدت‬
‫اىل عدم حتقق األهداف املرجوة منهم‪ ،‬فكان البد من ﺇعادة تنظيمها والنظر فيه‪x‬ا وه‪x‬و م‪x‬ا نص علي‪x‬ه‬
‫الظهري رقم ‪1.03.300‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬ربيع االول‪1425‬ه املوافق ‪ 22‬أبريل ‪2004‬م‪.‬‬
‫ولق‪xx‬د ذك‪xx‬ر بعض دواعي اع‪xx‬ادة تنظيم اجملالس العلمي‪xx‬ة جالل‪xx‬ة املل‪xx‬ك حمم‪xx‬د الس‪xx‬ادس‪«:‬ومن امله‪xx‬ام‬
‫اجلسيمة اليت تنتظر جمالس‪x‬نا العلمي‪x‬ة‪ ،‬مهم‪x‬ة القي‪x‬ام بأمان‪x‬ة االفت‪x‬اء الش‪x‬رعي يف الن‪x‬وازل الطارئ‪x‬ة والوق‪x‬ائع‬
‫املس‪xx x‬تجدة‪ ،‬واالنكب‪xx x‬اب على ه‪xx x‬ذه املهم‪xx x‬ة امللح‪xx x‬ة باجته‪xx x‬اد مجاعي ين‪xx x‬أى هبا عن الذاتي‪xx x‬ة واالنغالق‪،‬‬
‫وحيقق به مقاصد الشرع األمسى يف التيسري ورفع احلرج‪ ،‬ويف الوسطية واالعتدال‪.2»...‬‬
‫ووفق ‪xx‬ا للظه ‪xx‬ري املش ‪xx‬ار ل ‪xx‬ه س ‪xx‬ابقا فق ‪xx‬د اس ‪xx‬تطاع املغ ‪xx‬رب جتاوز بعض الص ‪xx‬عوبات ال ‪xx‬يت واجهت ‪xx‬ه يف‬
‫الفرتة السابقة وأعاد االعتبار ملؤسسة العلماء‪ ،‬ومت ضبظ الفتوى باجلهات الصادرة منها‪.‬‬

‫‪ ) 1‬كتاب خطب ﺇمارة املومنني يف الشأن الديين والنصوص املنظمة للمؤسسة‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ ) 2‬كتاب خطب ﺇمارة املومنني يف الشأن الديين والنصوص املنظمة للمؤسسة‪ ،‬ص ‪.185‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫أصول الفتوى في المملكة المغربية‬

‫‪24‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ضوابط الفتوى في المغرب بين الماضي والحاضر‬
‫شهدت الفتوى يف املغرب منذ بدايتها ﺇىل اآلن عدة تنظيمات أمكنت من تغري وسائلها وتط‪x‬ور‬
‫أساليبها ومناهجها تبعا لتغري الزمان وجتدد احلياة االجتماعية‪ ،‬وهذا ما سنالحظه يف هذا املبحث‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تنظيم الفتوى في المغرب بالماضي‬
‫الفقرة األولى‪ :‬منهج تنظيم الفتوى لدى النوازلين المغاربة‬
‫بداي ‪xx‬ة الب ‪xx‬د من تعري ‪xx‬ف الن ‪xx‬وازل ملعرف ‪xx‬ة املراد ب ‪xx‬النوازلني املغارب ‪xx‬ة قب ‪xx‬ل دراس ‪xx‬ة منهجهم‪ ،‬فيمكن‬
‫الق‪xx x‬ول باختص‪xx x‬ار عن الن‪xx x‬وازل بأهنا« املس‪xx x‬ائل والوق‪xx x‬ائع احلديث‪xx x‬ة ال‪xx x‬يت ت‪xx x‬نزل بالع‪xx x‬امل الفقي‪xx x‬ه قص‪xx x‬د أن‬
‫يس‪xx‬خرج هلا حكم‪xx‬ا ش‪xx‬رعيا»‪ ،1‬وه‪xx‬ذا التعري‪xx‬ف مش‪xx‬تق من التعري‪xx‬ف اللغ‪xx‬وي‪ ،‬ﺇذ أن الن‪xx‬وازل يف اللغ‪xx‬ة‬
‫مجع نازل‪xx‬ة وهي كلم‪xx‬ة ص‪xx‬حيحة‪ ،‬ت‪xx‬دل على هب‪xx‬وط الش‪xx‬يء ووقوع‪xx‬ه كم‪xx‬ا ق‪xx‬ال ابن ف‪xx‬ارس يف مق‪xx‬اييس‬
‫اللغ‪xx‬ة‪ ،2‬ومن‪xx‬ه ف‪xx‬النوازلني املغارب‪xx‬ة هم العلم‪xx‬اء والفقه‪xx‬اء املغارب‪xx‬ة املالكي‪xx‬ة ال‪xx‬ذين تع‪xx‬رض عليهم املس‪xx‬ائل‬
‫املستجدة للنظر فيها‪ ،‬وجتدر االش‪x‬ارة هن‪x‬ا ﺇىل أن املراد ب‪x‬املغرب آن‪x‬ذاك غ‪x‬رب الدول‪x‬ة االس‪x‬المية وليس‬
‫اململكة املغربية يف هذا العصر احلاضر فقط‪ ،‬فكان يطلق غالبا على علماء ﺇفريقية واالن‪xx‬دلس وعلم‪xx‬اء‬
‫سبتة‪...‬‬
‫أقول ﺇن املصنفات الفقهية واملؤلفات النوازليةيصعب دراسة منهجها دراس‪x‬ة دقيق‪x‬ة‪ ،‬ﺇذ الب‪x‬د من‬
‫دراسة كل مؤلف بشكل منفرد على مستوى الشكل والصناعة الفقهية‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬على مستوى الشكل‬
‫جند فتاوى من كتاب‪x‬ة الفقي‪x‬ه نفس‪x‬ه كم‪x‬ا يف أغلب كتب الن‪x‬وازل‪ ،‬وبعض‪x‬ها ترك‪x‬ه املف‪x‬يت أو الفقي‪x‬ه‬
‫مفرقا ومشتتا يف أوراق أو كراريس‪ ،‬قام أحد أبنائ‪x‬ه أو تالميذت‪x‬ه جبمعه‪x‬ا يف حيات‪x‬ه أو بع‪x‬د موت‪x‬ه مث‪x‬ل‬
‫"فتاوى ابن رش‪x‬د ال‪x‬يت مجعه‪x‬ا تلمي‪x‬ذاه أب‪x‬و احلس‪x‬ن ابن ال‪x‬وزان وأب‪x‬و م‪x‬روان ابن مس‪x‬رة"وق‪x‬د جند فت‪x‬اوى‬
‫مجعها أح‪x‬د املهتمني ب‪x‬النوازل هي ملن س‪x‬بقه من العلم‪x‬اء مث‪x‬ل " فت‪x‬اوى الش‪x‬اطيب ال‪x‬يت حققه‪x‬ا وق‪x‬دم هلا‬
‫االس‪xx‬تاذ ال‪xx‬دكتور حمم‪xx‬د أب‪xx‬و األجف‪xx‬ان‪ ،‬حيث مجع كم‪ًx‬ا‪ .‬منه‪xx‬ا‪ :‬من "موس‪xx‬وعة املعي‪xx‬ار املع‪xx‬رب واجلامع‬
‫املغرب عن فتاوى علماء ﺇفريقية واألندلس واملغرب أليب العباس الونشريسي"‪ ،‬وق‪x‬د يتم مجع فت‪x‬اوى‬

‫‪ ) 1‬النوازل الفقهية والتاريخ‪ ..‬ﺇضاءة ﺇبستيمولوجية لعبد الرحيم احلسناوي‪ ،‬كاتب وباحث‪ ،‬جامعة حممد اخلامس بالرباط ص‬
‫‪.1‬‬
‫‪ ) 2‬معجم مقاييس اللغة أليب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا‪ ،‬بتحقيق وضبط عبد السالم حممد بن هارون‪ ،‬اجلزء اخلامس‪ ،‬ص‬
‫‪.417‬‬

‫‪25‬‬
‫يف موض‪xx‬وع واح‪xx‬د أو ع‪xx‬دة مواض‪xx‬يع جلم‪xx‬ع من العلم‪xx‬اء يف القط‪xx‬ر الواح‪xx‬د يف مؤل‪xx‬ف واح‪xx‬د كم‪xx‬ا ه‪xx‬و‬
‫الش ‪xx‬أن بالنس ‪xx‬بة ملؤل ‪xx‬ف "األجوب ‪xx‬ة النفيس ‪xx‬ة يف الفق ‪xx‬ه لبعض فقه ‪xx‬اء غرناط ‪xx‬ة"‪ ،‬كم ‪xx‬ا ميكن أن نع ‪xx‬ثر على‬
‫ن ‪xx‬وازل لعلم ‪xx‬اء ق ‪xx‬ام أح ‪xx‬د طالبت ‪xx‬ه أو أبنائ ‪xx‬ه بﺇكماهلا وﺇمتامه ‪xx‬ا كمؤل ‪xx‬ف م ‪xx‬ذاهب احلك ‪xx‬ام يف ن ‪xx‬وازل‬
‫األحك ‪xx‬ام للقاض ‪xx‬ي عي ‪xx‬اض(‪544‬ه) وول ‪xx‬ده حمم ‪xx‬د(‪575‬ه)‪ ،‬وق ‪xx‬د تأخ ‪xx‬ذ ه ‪xx‬ذه الفت ‪xx‬اوى أو الن ‪xx‬وازل‬
‫أشكاال أخرى‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬على مستوى المضمون‬
‫يتن‪xx‬وع وخيتل‪xx‬ف من مؤل‪xx‬ف ﺇىل مؤل‪xx‬ف آخ‪xx‬ر‪ ،‬فنلمس يف بعض الكتب خاص‪xx‬ية الش‪xx‬مولية‪ ،‬فنج‪xx‬ده‬
‫شامال جلميع أبواب الفقه أو أغلبها كاملعيار للونشريسي‪ ،‬وفتاوى الشاطيب وغريها‪ ،‬ويف املقابل جند‬
‫مؤلف‪xx‬ات حتت‪xx‬وي على ب‪xx‬اب أو ب‪xx‬ابني من أب‪xx‬واب أص‪xx‬ول الفق‪xx‬ه ال أك‪xx‬ثر من ذل‪xx‬ك "أجوب‪xx‬ة التس‪xx‬ويل عن‬
‫مس‪xx‬ائل األم‪xx‬ري عب‪xx‬د الق‪xx‬ادر اجلزائ‪xx‬ري يف اجله‪xx‬اد"‪ ،‬أو لص‪xx‬نف معني من الن‪xx‬اس كم‪xx‬ا ه‪xx‬و الش‪xx‬أن ملؤل‪xx‬ف"‬
‫األجوبة الناصرية يف بعض مسائل البادية البن ناصر الكبري"‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مراعاة الواقعية والطابع المحلي في النوازل الفقهية‬
‫نلمس يف أغلب كتب النوازل‪xx‬يني أن من من‪xx‬اهجهم مراع‪xx‬اة الواق‪xx‬ع والظ‪xx‬روف مبختل‪xx‬ف مس‪xx‬توياهتا‬
‫قب‪xx‬ل ﺇص‪xx‬دار فت‪xx‬وى أو حكم ح‪xx‬ول النازل‪xx‬ة املعروض‪xx‬ة عليهم‪ ،‬وتقتص‪xx‬ر فت‪xx‬اويهم على الوق‪xx‬ائع ال‪xx‬يت وقت‬
‫بالفع‪xx‬ل ﺇذ أن‪ « :‬الن‪xx‬وازل عموم‪xx‬ا تتم‪xx‬يز بالواقعي‪xx‬ة الرتباطه‪xx‬ا بقض‪xx‬ايا وقعت ون‪xx‬زلت بالفع‪xx‬ل‪ ،‬وترتب‪xx‬ط‬
‫ن‪xx‬وازل املالكي‪xx‬ة بص‪xx‬فة خاص‪xx‬ة هبذه الواقعي‪xx‬ة أش‪xx‬د ارتب‪xx‬اط من‪xx‬ذ عه‪xx‬د التأس‪xx‬يس حني ك‪xx‬ان االم‪xx‬ام مال‪xx‬ك‬
‫يستنكف عن اخلوض يف الفرضيات»‪.3‬‬
‫ومن األمثل ‪xx‬ة على ذل ‪xx‬ك رس ‪xx‬الة األم ‪xx‬ري عب ‪xx‬د الق ‪xx‬ادر اجلزائ ‪xx‬ري للش ‪xx‬يخ علي التس ‪xx‬ويل ح ‪xx‬ول طلب‬
‫فتوى خبصوص بعض األسئلة املرتبط‪x‬ة باس‪x‬تعمار الفرنس‪x‬ني للجزائ‪x‬ر‪ ،‬ج‪x‬اء يف مق‪x‬دمتها»‪ :‬ج‪x‬وابكم –‬
‫أبق‪xx‬اكم اهلل – فيم‪xx‬ا عظم من اخلطب‪ ،‬واش‪xx‬تد ب‪xx‬ه الك‪xx‬رب‪ ،‬ب‪xx‬وطن اجلزائ‪xx‬ر ال‪xx‬ذي ص‪xx‬ار لقرب‪xx‬ان الكف‪xx‬ر‬
‫جزائ‪xx‬ره‪ ،‬وذل‪xx‬ك أن الع‪xx‬دو الك‪xx‬افر حياول مل‪xx‬ك املس‪xx‬لمني م‪xx‬ع اس‪xx‬رتقاقهم‪ ،‬ت‪xx‬ارة بالس‪xx‬يف وت‪xx‬ارة حبب‪xx‬ال‬
‫سياس‪xx x‬تهم‪ ،‬ومن املس‪xx x‬لمني من ي‪xx x‬داخلهم ويب‪xx x‬ايعهم‪ ،‬وجيلب هلم اخلي‪xx x‬ل وال يبخ‪xx x‬ل من داللتهم على‬

‫‪)1‬كت ‪xx‬اب مناذج من حه ‪xx‬ود فقه ‪xx‬اء املالكي ‪xx‬ة املغارب ‪xx‬ة يف ت ‪xx‬دوين الن ‪xx‬وازل الفقهي ‪xx‬ة ملب ‪xx‬ارك ج ‪xx‬راء احلريب‪ ،‬م ‪xx‬درس بقس ‪xx‬م الفق ‪xx‬ه املق ‪xx‬ارن‬
‫والسياسة الشرعية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫‪ ) 2‬كتاب مناذج من حهود فقهاء املالكية املغاربة يف تدوين النوازل الفقهية‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪ ) 3‬كتاب نظرات يف النوازل الفقهية حملمد حجي‪ ،‬منشورات اجلمعية املغربية للتأليف والرتمجة والنشر‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪26‬‬
‫ع ‪xx‬ورات املس ‪xx‬لمني ويط ‪xx‬العهم‪ ،‬ومن أحي ‪xx‬اء الع ‪xx‬رب اجملاورين هلم من يفع ‪xx‬ل ذل ‪xx‬ك‪ ،‬ويتم ‪xx‬الؤون على‬
‫اجلح ‪xx‬ود واالنك ‪xx‬ار‪ ،‬فﺇذا طولب ‪xx‬وا بتعيين ‪xx‬ه جعجع ‪xx‬وا‪ ،‬واحلال أهنم يعلم ‪xx‬ون منهم األعني واآلث ‪xx‬ار‪ .‬فم ‪xx‬ا‬
‫حكم اهلل يف الفريقني يف أنفسهم وأم‪x‬واهلم؟ فه‪x‬ل هلم من عق‪x‬اب أم ي‪x‬رتكون على ح‪x‬اهلم؟ وم‪x‬ا احلكم‬
‫فيمن يتخل ‪xx‬ف يف املدافع ‪xx‬ة عن احلرمي واألوالد ﺇذا اس ‪xx‬تنفر ن ‪xx‬ائب االم ‪xx‬ام الن ‪xx‬اس لل ‪xx‬دفاع واجلالد؟فه ‪xx‬ل‬
‫يعاقبون؟ زكيف عقاهبم‪ ،‬وال يتأتى بغري قتاهلم؟ وهل تؤخذ أمواهلم وأسالهبم؟»‪.1‬‬
‫عالوة على ذلك «تتحدد مسائلها يف الزم‪x‬ان واملك‪x‬ان واملوض‪x‬وع حبس‪x‬ب مات‪x‬أيت ب‪x‬ه األس‪x‬ئلة ال‪x‬يت‬
‫تنب‪xx‬ىن عليه‪xx‬ا‪ ،‬وم‪xx‬ا تطرح‪xx‬ه من مش‪xx‬اكل ديني‪xx‬ة واجتماعي‪xx‬ة واقتص‪xx‬ادية»‪ 2‬؛ فيك‪xx‬ون املهم كيفي‪xx‬ة الس‪xx‬ؤال‬
‫الذي يكون شامال لكل تفاصيل ودقائق النازلة‪ ،‬مما يثبت اعتبار الظروف واألحوال املعيشية والبيئية‬
‫يف ﺇص ‪xx x x‬دار الفت ‪xx x x‬اوى« على أن هن ‪xx x x‬اك ت ‪xx x x‬أثريا للظ ‪xx x x‬روف اجلغرافي ‪xx x x‬ة والبيئي ‪xx x x‬ة يف ص ‪xx x x‬ياغة األحك ‪xx x x‬ام‬
‫الشرعية»‪،3‬وهذا ما يطلق عليه بالطابع احمللي‪ ،‬ينضاف ﺇىل خاصية الواقعية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪:‬على مستوى النازلة‬
‫بداية فالذي ينظر يف النازلة أو النوازل قصد حتليلها مث بع‪xx‬د ذل‪xx‬ك ﺇص‪xx‬دار فت‪xx‬وى أو حكم بش‪xx‬أهنا‬
‫هو املفيت أو املفتني الذين تعرض عليهم‪ ،‬ﺇال أن هناك ما يعرف بنوازل احلكام «خاص بكبار شيوخ‬
‫الفق‪xx‬ه والفت‪xx‬وى املش‪xx‬اورين ‪-‬بفتح ال‪xx‬واو‪ -‬ألن القض‪xx‬اء يف ه‪xx‬ذه املنطق‪xx‬ة الغربي‪xx‬ة ك‪xx‬ان مبني‪xx‬ا على خط‪xx‬ة‬
‫الشورى‪ :‬يعني األمري ﺇىل ج‪x‬انب ك‪xx‬ل ق‪xx‬اض من قض‪xx‬اة احلواض‪x‬ر مش‪xx‬اورا أو اك‪xx‬ثر يستش‪xx‬ريه القاض‪x‬ي‪-‬‬
‫كتابة‪ -‬يف املسائل اليت ينظر فيها بني اخلصوم»‪. 4‬‬
‫والنوازل مل تأت عن فراغ بل هلا دواعي وأسباب تتعلق يف الغ‪xx‬الب ب‪xx‬الظروف املعيش‪xx‬ية وأح‪xx‬وال‬
‫العباد يف شىت جماالت احلياة كاملع‪x‬امالت وك‪x‬ذا ق‪x‬د تك‪x‬ون ألس‪x‬باب سياس‪x‬ية‪ ،‬وأس‪x‬لوب الس‪x‬ؤال عنه‪x‬ا‬
‫يتعدد من ذلك«ﺇما العرض الشفهي املباشر من السائل بنفسه‪ ،‬أو من متخاصمني يف جملس القضاء‪،‬‬
‫وﺇم ‪xx‬ا الع ‪xx‬رض الش ‪xx‬فهي بالواس ‪xx‬طة بني الس ‪xx‬ائل والف ‪xx‬يت‪ ،‬وﺇم ‪xx‬ا الس ‪xx‬ؤال عن طري ‪xx‬ق املكاتب ‪xx‬ة بني الس ‪xx‬ائل‬
‫واملف‪xx‬يت»‪ ،5‬وغريه‪xx‬ا من األس‪xx‬اليب ال‪xx‬يت هتدف لتوض‪xx‬يح النازل‪xx‬ة وعرض‪xx‬ها بك‪xx‬ل تفاص‪xx‬يلها على املف‪xx‬يت‪،‬‬
‫‪ ) 1‬أجوبة التسويل عن مسائل األمري عبد القادر يف اجلهاد‪ ،‬ص ‪.102/103‬‬
‫‪ )2‬كتاب نظرات يف النوازل الفقهية‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ ) 3‬كتاب معامل الشريعة االسالمي‪ ،‬للدكتور صبحي صاحل‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫) كتاب مناذج من حهود فقهاء املالكية املغاربة يف تدوين النوازل الفقهية‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪27‬‬
‫ال‪xx‬ذي جييب عنه‪xx‬ا مبن‪xx‬اهج‪ ،‬من ذل‪xx‬ك ل‪xx‬دى ال‪xx‬ربزيل «يع‪xx‬رض الس‪xx‬ؤال ال‪xx‬ذي وج‪xx‬ه ﺇلي‪xx‬ه أو ﺇىل أح‪xx‬د من‬
‫شيوخه أو ﺇىل علم من رجال املذهب‪ ،‬مث يورد اجلواب من عنده ﺇذا ك‪x‬ان الس‪x‬ؤال ق‪x‬د وج‪x‬ه ﺇلي‪x‬ه‪ ،‬أو‬
‫اجلواب الذي أجاب به املسؤول من الشيوخ‪ ،‬مث يعقب على ما ينقله تعقيبا خيتلف ب‪xx‬اختالف موقف‪xx‬ه‬
‫من القضية‪ .‬فﺇذا وجد نقصا يف جواب غريه أكمله سواء بدليل قياسي أو نقلي‪ ،‬وﺇذا خ‪xx‬الف رأي‬
‫املس‪xx‬ؤول عقب علي‪xx‬ه ب‪xx‬الرد وال‪xx‬دحض املعتم‪xx‬د على احلج‪xx‬ة أيض‪xx‬ا‪ ،‬وﺇذا وج‪xx‬د يف ج‪xx‬واب غ‪xx‬ريه كفاي‪xx‬ة‬
‫انتقل ﺇىل مسألة اخرى‪ .‬وكثريا م‪x‬ا يس‪x‬تدل على القض‪x‬ية مبواق‪x‬ف الس‪x‬لف الص‪x‬احل ومواق‪x‬ف ش‪x‬يخه ابن‬
‫عرفة وأحكامه اليت أمضاها»‪.1‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬مصادر الفتوى لدى النوازليين المغاربة ‪-‬ﺇعتماد المذهب المالكي‬
‫يعتم‪xx‬د فقهاؤن‪xx‬ا ال‪xx‬ذين تع‪xx‬رض عليهم الن‪xx‬وازل الفقهي‪xx‬ة ﺇىل ج‪xx‬انب املص‪xx‬ادر األص‪xx‬لية وهي الكت‪xx‬اب‬
‫والس ‪xx‬نة واالمجاع مث القي ‪xx‬اس‪ ،‬على مص ‪xx‬ادر أخ ‪xx‬رى ككتب الفق ‪xx‬ه واألص ‪xx‬ول‪ ،‬واحلديث‪ ،‬والت ‪xx‬اريخ‪،‬‬
‫وك ‪xx‬ذا السياس ‪xx‬ة الش ‪xx‬رعية وغريه ‪xx‬ا‪ ،‬فنلمس خاص ‪xx‬ية التن ‪xx‬وع يف املص ‪xx‬ادر‪ ،‬دون االقتص ‪xx‬ار على بعض ‪xx‬ها‬
‫دون بعض‪ ،‬ومن أبرز األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫جند من مصادر التسويل‪ :‬كتاب التلقني للقاضي عب‪x‬د الوه‪x‬اب‪ ،‬والرس‪x‬الة أليب حمم‪x‬د بن أيب زي‪x‬د‬
‫القريواين‪ ،‬وشرح الزرقاين على خليل‪ ،‬وخمتصر ابن احلاجب‪ ،‬وخمتصر خليل‪ ،‬وتبصرة احلك‪x‬ام لالم‪x‬ام‬
‫ابن‬
‫فرح‪xx x‬ون‪ ،‬وكت‪xx x‬اب وفي‪xx x‬ات األعي‪xx x‬ان البن خلك‪xx x‬ان‪ ،‬وأيض‪xx x‬ا الص‪xx x‬حيحني‪ 2‬وغريه‪xx x‬ا من املص‪xx x‬ادر‬
‫الضخمة املنوعة‪.‬‬
‫فلم يبتع‪xx‬دوا ب‪xx‬ذلك عن أص‪xx‬ول املذهب املالكي‪ ،‬واتس‪xx‬مت فت‪xx‬اويهم من خالل ذل‪xx‬ك بس‪xx‬مات‪«:‬‬
‫‪/1‬التزام نص‪x‬وص املذهب وع‪x‬دم اخلروج عنه‪x‬ا ﺇىل غريه‪xx‬ا ﺇال م‪x‬ا ك‪x‬ان على س‪x‬بيل االس‪x‬تئناس عن‪x‬د من‬
‫هتي‪xx x‬أت هلم متان‪xx x‬ة العلم وس‪xx x‬عة األف‪xx x‬ق من املف‪xx x‬تني ك‪xx x‬العريب الفاس‪xx x‬ي وابن أيب حملى‪ ،‬وعلي التس‪xx x‬ويل‬
‫وامله‪xx‬دي ال‪xx‬وزاين ص‪xx‬احب املعي‪xx‬ار اجلدي‪xx‬د وغ‪xx‬ريهم‪ ،‬فه‪xx‬ؤالء وﺇن متس‪xx‬كوا باملذهب يف فت‪xx‬اويهم فﺇن‬
‫ذل‪xx‬ك مل مينعهم من التفتح على املذاهب األخ‪xx‬رى واالطالع عليه‪xx‬ا واالس‪xx‬تئناس بنص‪xx‬وص أئمته‪xx‬ا م‪xx‬ىت‬
‫دعت احلاجة ﺇىل ذلك‪...‬‬

‫‪ ) 1‬فتاوى الربزيل‪ ،‬جامع مسائل األحكام ملا نزل من القضايا باملفتني واحلكام للفقيه أيب القاسم بن أمحد البلوي التونسي‬
‫املعروف بالربزيل‪ ،‬تقدمي وحتقيق الدكتور حممد احلبيب اهليلة‪ ،‬مقدمة احملقق ص‪.46/1‬‬
‫‪ ) 2‬أجوبة التسويل عن مسائل األمري عبد القادر يف اجلهاد‪ ،‬مقدمة احملقق ص ‪.77/78/79‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ /2‬االفتاء بالقول املشهور يف املذهب‪ ،‬وعدم اخلروج عنه ﺇال فيما ندر ‪.‬‬
‫‪ /3‬طغيان طابع التقليد يف االفتاء‪ ،‬وندرةطابع االجتهاد»‪.1‬‬
‫فكان من الضوابط املعتم‪x‬دة عليه‪x‬ا عن‪x‬دهم‪ ،‬االفت‪x‬اء باملش‪x‬هور أو ال‪x‬راجح أو م‪x‬ا ج‪x‬رى ب‪x‬ه العم‪x‬ل‪،‬‬
‫من ذل‪xx‬ك نازل‪xx‬ة تتعل‪xx‬ق « م‪xx‬ا ج‪xx‬رى العم‪xx‬ل يف األن‪xx‬دلس بتع‪xx‬دد اجلمع‪xx‬ة يف املدين‪xx‬ة الواح‪xx‬دة» ذك‪xx‬ر فيه‪xx‬ا‬
‫ص‪xx‬احب املعي‪xx‬ار« أن أمية املس‪xx‬لمني هبذه البالد األندلس‪xx‬ية حرس‪xx‬ها اهلل ونفعهم اقتض‪xx‬ى نظ‪xx‬رهم األخ‪xx‬ذ‬
‫بالقولباجلواز‪ ،‬فصار يف سائر بالدهم عمال متبعا‪ ....‬قال بعض املتأخرين من حذاق املالكية‪ :‬العم‪xx‬ل‬
‫اليوم على جواز تعدد مسجد اجلمعة يف املصر»‪.2‬‬
‫الفقرة الثالتة‪ :‬أهم القضايا المعالجة في فتاوى الفقهاء المغاربة‬
‫تنوعت القضايا اليت تناوهلا النوازلني واملفتني وذلك لتن‪xx‬وع املس‪x‬ائل ال‪xx‬يت ترف‪xx‬ع ﺇليهم وﺇختالفه‪xx‬ا‪،‬‬
‫فتارة تكون النازلة يف جمال العبادات‪ ،‬وتارة يف ج‪x‬انب املع‪x‬امالت‪ ،‬وت‪x‬ارة يف ج‪x‬وانب أخ‪x‬رى‪ ،‬وذل‪x‬ك‬
‫نظرا الختالف األحوال والظروف وكذا الزمان واملكان‪ ،‬والوق‪xx‬ائع واألح‪x‬داث‪ ،‬فينظ‪x‬ر ب‪xx‬ذلك الفقي‪xx‬ه‬
‫الن ‪xx‬وازيل يف مجي ‪xx‬ع ش ‪xx‬ؤون احلي ‪xx‬اة‪ .‬أق ‪xx‬ول ﺇذا أن القض ‪xx‬ايا أو املس ‪xx‬ائل ال ‪xx‬يت عاجله ‪xx‬ا النوازل ‪xx‬يني والفقه ‪xx‬اء‬
‫املغاربة متعددة ومن أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬القضايا أو املس‪x‬ائل العقدي‪x‬ة‪ :‬وهي قليل‪x‬ة‪ ،‬متعلق‪x‬ة بعلم التوحي‪x‬د أي م‪x‬ا يعتق‪x‬ده االنس‪x‬ان وي‪x‬ؤمن‬
‫ب‪xx‬ه‪ ،‬ويك‪xx‬ثر الس‪xx‬ؤال عنه‪xx‬ا لع‪xx‬دم معرف‪xx‬ة الن‪xx‬اس هبا« ولق‪xx‬د نص فقهاؤن‪xx‬ا على أن املف‪xx‬يت وه‪xx‬و يف‪xx‬رتض في‪xx‬ه‬
‫العلم بالعقي‪xx‬دة االس‪xx‬المية علي‪xx‬ه أن يتح‪xx‬امى االجاب‪xx‬ة عن مش‪xx‬كالت العقي‪xx‬دة‪ ،‬واملتش‪xx‬ابه منه‪xx‬ا‪ ،‬وخاص‪xx‬ة‬
‫من ال تستوعب عقوهلم ذلك‪ ،‬أو تكون هلم فتنة حني حيصل التطرق ﺇليها»‪.3‬‬
‫‪ -‬قضايا أو مسائل العبادات‪ :‬وهي كثرية‪ ،‬متعلقة بكل ما يتعبد ب‪x‬ه العب‪x‬د رب‪x‬ه من ص‪x‬الة وص‪x‬وم‬
‫وزك ‪xx‬اة ون ‪xx‬ذر‪ ...‬وغريه ‪xx‬ا‪ ،‬منه ‪xx‬ا على س ‪xx‬بيل املث ‪xx‬الفي ن ‪xx‬وازل الطه ‪xx‬ارة (مس ‪xx‬ألة س ‪xx‬قوط النجاس ‪xx‬ة يف‬
‫الص‪xx‬الة) ج‪x‬اء فيه‪xx‬ا عن‪xx‬د ص‪x‬احب املعي‪xx‬ار«وس‪xx‬ئل ابن عرف‪xx‬ة عمن س‪xx‬قطت علي‪xx‬ه جناس‪xx‬ة وه‪xx‬و يف الص‪xx‬الة‬
‫وبانت عليه يف احلال؟ هل يقطع أو يتمادى؟ وكيف ﺇن مل يستشعر هبا حىت سلم؟»‪.4‬‬

‫‪ ) 1‬كتاب الفتاوى الفقهية يف أهم القضايا من عهد السعديني ﺇىل ما فبل احلماية‪ ،‬دراسة وحتليل األستاذ احلسن اليويب‪ ،‬ص‬
‫‪.141‬‬
‫‪ ) 2‬املعيار املعرب واجلامع املغرب عن فتاوي أهل ﺇفريقية واالندلس واملغرب‪ ،‬تأليف أيب العباس أمحد بن حيىي الونشريسي‪،‬‬
‫اجلزء األول‪ ،‬ص ص‪.235/236‬‬
‫‪ ) 3‬كتاب أصول الفتوى والقضاء يف الذهب املالكي لألستاذ حممد رياض‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪ )4‬املعيار للونشريسي‪ ،‬اجلزء األول ص ‪.9‬‬
‫‪29‬‬
‫– قض‪xx‬ايا أو مس‪xx‬ائل املع‪xx‬امالت‪:‬وهي أيض‪xx‬ا كث‪xx‬رية ب‪xx‬ل وﺇن ج‪xx‬ل الن‪xx‬وازل تتعل‪xx‬ق هبا‪ ،‬وتض‪xx‬م مجي‪xx‬ع‬
‫املع ‪xx‬امالت ال ‪xx‬يت تتم بني األف ‪xx‬راد من زواج‪/‬طالق‪/‬أقض ‪xx‬ية‪/‬بي ‪xx‬وع‪/‬وص ‪xx‬ايا‪/‬أكري ‪xx‬ة‪/‬جناي ‪xx‬ات‪/‬ح ‪xx‬دود‪...‬من‬
‫أمثلة ذلك ما جاء يف (مسائل املفقود) عند العلمي«سئل سيدي أبو القاسم بن خج‪x‬و عن رج‪x‬ل من‬
‫ض‪xx‬عفاء البادي‪xx‬ة غ‪xx‬اب عن وطن‪xx‬ه وعن القبائ‪xx‬ل ال‪xx‬يت جاورهتا يف زمن املس‪xx‬غبة وت‪xx‬رك زوجت‪xx‬ه‪ ،‬ه‪xx‬ل تفتق‪xx‬ر‬
‫ﺇىل الطالق من حاكم؟»‪.1‬‬
‫– قض‪xx‬ايا أو مس‪xx‬ائل أخالقي‪xx‬ة‪ :‬وهي املتعلق‪xx‬ة ب‪xx‬اآلداب ال‪xx‬يت ينبغي التحلي هبا يف خمتل‪xx‬ف األح‪xx‬وال‪،‬‬
‫س‪xx‬واء م‪xx‬ع اهلل تع‪xx‬اىل أو م‪xx‬ع الن‪xx‬اس على ﺇختالفهم أو يف طلب العلم أو الس‪xx‬ؤال عن الفت‪xx‬وى وك‪xx‬ذا يف‬
‫االس ‪xx‬تفتاء وغ ‪xx‬ري ذل ‪xx‬ك«وتك ‪xx‬ون ه ‪xx‬ذه املس ‪xx‬ائل ج ‪xx‬زءا يس ‪xx‬ريا من كتب الن ‪xx‬وازل‪ ،‬وتك ‪xx‬ون مدرج ‪xx‬ة يف‬
‫ثناياه‪xx‬ا‪ ،‬كم‪xx‬ا يف فت‪xx‬اوى ابن رش‪xx‬د‪ ،‬وأجوب‪xx‬ة ابن ورد‪ ،‬أو ت‪xx‬رد ض‪xx‬من الب‪xx‬اب اجلامع‪ ،‬كم‪xx‬ا يف فت‪xx‬اوى‬
‫الربزيل»‪.2‬‬
‫–قض‪xx‬ايا أو مس‪xx‬ائل علمي‪xx‬ة‪ :‬ترتب‪xx‬ط أساس‪xx‬ا مبا يع‪xx‬رض على الفقي‪xx‬ه الن‪xx‬وازيل من مس‪xx‬ائل علمي‪xx‬ة فيه‪xx‬ا‬
‫نق‪xx‬اش‪ ،‬للحس‪xx‬م فيه‪xx‬ا س‪xx‬واء يف النح‪xx‬و أو الت‪xx‬اريخ أو عل‪xx‬وم احلديث أو عل‪xx‬وم الق‪xx‬رآن وغ‪xx‬ري ذل‪xx‬ك‪ ،‬كم‪xx‬ا‬
‫جندها يف ثنايا الكتب كنوازل ابن رشد‪.‬‬
‫فك ‪xx‬ان اهتم ‪xx‬امهم ينص ‪xx‬ب على واقعهم املع ‪xx‬اش وحماول ‪xx‬ة ﺇص ‪xx‬الحه‪ ،‬من ذل ‪xx‬ك يف العص ‪xx‬ر الس ‪xx‬عدي‬
‫والعل‪xx‬وي انتش‪xx‬رت الب‪xx‬دع الض‪xx‬ارة والع‪xx‬ادات املذموم‪xx‬ة والفس‪xx‬اد‪ ،‬فص‪xx‬درت عنهم فت‪xx‬اوى ح‪xx‬ول ﺇنك‪xx‬ار‬
‫ذل‪x‬ك‪ ،‬ف‪x‬ألف الفقي‪x‬ه حمم‪x‬د بن علي ﺇكبي‪x‬ل" تنبي‪x‬ه االخ‪x‬وان على ت‪x‬رك الب‪x‬دع واملعاص‪x‬ي" فتص‪x‬دى لب‪x‬دع‬
‫كث‪xx‬رية‪« ،‬وق‪xx‬د أنك‪xx‬ر حمم‪xx‬د بن علي السوس‪xx‬ي على أه‪xx‬ل بل‪xx‬ده خ‪xx‬روج نس‪xx‬ائهم متربج‪xx‬ات‪ ،‬وم‪xx‬رورهن‬
‫على الرجال‪ ،‬واختالطهن هبم يف األعراس والوالئم‪.3»...‬‬
‫وملا ظهر التدخني باملغرب أوائل القرن احلادي عشر اهلجري ص‪x‬درت فت‪x‬اوى عن ﺇنك‪x‬اره‪ ،‬كم‪x‬ا‬
‫فياجوب ‪xx x‬ة الس ‪xx x‬كتاين والرمسوكي(عش ‪xx x‬بة الت ‪xx x‬دخني)‪ ،‬ويف االستقص ‪xx x‬ا ألمحد الناص ‪xx x‬ري(حكم ش ‪xx x‬رب‬
‫الدخان)‪.4‬‬

‫‪ ) 1‬كتاب النوازل من تأليف الشيخ عيسى بن علي احلسيين العلمي‪ ،‬حتقيق اجمللس العلمي بفاس‪ ،‬اجلزء األول ص‪.314‬‬
‫‪ ) 2‬كتاب املدخل ﺇىل علم النوازل لألستاذ امليلود كعوامر ص ‪.47‬‬
‫‪ ) 3‬كتاب الفتاوى الفقهية لألستاذ احلسن اليويب‪ ،‬ص‪.264‬‬
‫‪ )4‬االستقصا ‪.5/126‬‬

‫‪30‬‬
‫ومنه فكما أشار احلسن العبادي أن الفتوى والنوازل بدأت ت‪xx‬درجييا بس‪xx‬يطة احملت‪xx‬وى واملض‪xx‬مون‪،‬‬
‫لكن مل تلبث أن اتسع ميداهنا لتعم مجيع مرافق احلياة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أهم المؤلفات في الفتوى‬


‫تنوع التأليف يف علم النوازل لدى املغاربة‪ ،‬فمنهم من قام جبمع أجوبته وأجوبة من تقدمه من‬
‫الفقه ‪xx‬اء املف ‪xx‬تني كأمحد بن حيىي الونشريس ‪xx‬ي يف مؤلف ‪xx‬ه " املعي ‪xx‬ار املع ‪xx‬رب واجلامع املغ ‪xx‬رب عن فت ‪xx‬اوى‬
‫أه ‪xx‬ل ﺇفريقي ‪xx‬ة واألن ‪xx‬دلس واملغ ‪xx‬رب"‪ ،‬ويض ‪xx‬م اث ‪xx‬ين عش ‪xx‬ر جمل ‪xx‬دا‪ ،‬فق ‪xx‬د ذك ‪xx‬ر عن ‪xx‬ه « أن ‪xx‬ه مجع الكث ‪xx‬ري من‬
‫نصوص كتب فتاوى األندلسيني واملغاربة‪ ،‬فاحتفظ ببعض ما ضاع منه‪xx‬ا‪ ،‬ورتب‪xx‬ه على أب‪xx‬واب الفق‪xx‬ه‪،‬‬
‫ونقل في‪xx‬ه بعض الرس‪xx‬ائل ال‪xx‬يت ألفت ﺇجاب‪xx‬ة عن أس‪xx‬ئلة متنوع‪xx‬ة املواض‪xx‬يع»‪ ،1‬ومنهم من تن‪xx‬اول املس‪xx‬ائل‬
‫الفقهي‪xx‬ة والن‪xx‬وازل املتعلق‪xx‬ة مبنطق‪xx‬ة م‪xx‬ا كم‪xx‬ا فع‪xx‬ل الفقي‪xx‬ه أيب عيس‪xx‬ى س‪xx‬يدي امله‪xx‬دي ال‪xx‬وزاين يف مؤلف‪xx‬ه "‬
‫الن‪xx‬وازل اجلدي‪xx‬دة الك‪xx‬ربى فيم‪xx‬ا أله‪xx‬ل ف‪xx‬اس وغ‪xx‬ريهم من الب‪xx‬دو والق‪xx‬رى املس‪xx‬ماة باملعي‪xx‬ار اجلدي‪xx‬د اجلامع‬
‫املعرب عن فتاوى املتأخرين من علماء املغرب"‪ ،‬وذلك يف أحد عشر جملدا‪.‬‬
‫وجند أيض ‪xx‬ا مص ‪xx‬نفات نوازلي ‪xx‬ة أخ ‪xx‬رى لفقه ‪xx‬اء املغ ‪xx‬رب واألن ‪xx‬دلس وهي كث ‪xx‬رية وختتل ‪xx‬ف منهجه ‪xx‬ا‬
‫وطريقة مجعها‪ ،‬ﺇال أهنا تنصب على شيء واحد ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ "-‬ن‪xx x x‬وازل ابن هالل " عب‪xx x x‬ارة عن فت‪xx x x‬اوى الفقي‪xx x x‬ه ﺇب‪xx x x‬راهيم بن هالل بن علي الص‪xx x x‬نهاجي(ت‬
‫‪903‬ه)‪ ،‬ج ‪xx‬اء في ‪xx‬ه" أن ‪xx‬ه مجعه ‪xx‬ا تلمي ‪xx‬ذه أب ‪xx‬و القاس ‪xx‬م بن أمحد بن علي(ت‪901‬ه) ورتبه ‪xx‬ا علي بن‬
‫أمحد بن حممد اجلزويل احلياين (ت‪1049‬ه) على أربعة فصول"‪.2‬‬
‫‪ "-‬األجوب‪xx‬ة الناص‪xx‬رية يف بعض مس‪xx‬ائل البادي‪xx‬ة" يض‪xx‬م فت‪xx‬اوى جييب فيه‪xx‬ا الش‪xx‬يخ حمم‪xx‬د بن ناص‪xx‬ر‬
‫الدرعي(ت‪1085‬ه)‪ ،‬نقل أنه" مجعها حممد بن أيب القاسم الصنهاجي‪ ،‬وه‪xx‬و من تالمي‪xx‬ذ الش‪xx‬يخ"‪،3‬‬
‫وقد تناول فيه قضايا خمتلفة‪.‬‬
‫‪ "-‬ن‪xx‬وازل الزي‪xx‬ايت" ويس‪xx‬مى "اجلواهر املخت‪xx‬ارة مما وقفت علي‪xx‬ه من الن‪xx‬وازل جبب‪xx‬ال غم‪xx‬ارة" للفقي‪xx‬ه‬
‫أيب فارس عبد العزيز بن احلسن بن مهدي الزيايت(ت‪1055‬ه)‪ ،‬صرح بأن‪x‬ه"مجع في‪x‬ه م‪x‬ا وق‪x‬ف علي‪x‬ه‬

‫‪ ) 1‬كتاب مناذج من حهود فقهاء املالكية املغاربة يف تدوين النوازل الفقهية‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫‪ ) 2‬كتاب الفتاوى الفقهية يف أهم القضايا من عهد السعديني ﺇىل ما فبل احلماية‪ ، ،‬ص‪.158‬‬
‫‪ ) 3‬كتاب الفتاوى الفقهية لألستاذ احلسن اليويب‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪31‬‬
‫من فت‪xx‬اوي الفقه‪xx‬اء املت‪xx‬أخرين من أه‪xx‬ل ف‪xx‬اس وغ‪xx‬ريهم‪ ،‬وأض‪xx‬اف ﺇليه‪xx‬ا أجوب‪xx‬ة من ن‪xx‬وازل الونشريس‪xx‬ي‬
‫ومن غريها"‪.1‬‬
‫‪ "-‬أجوبة عب‪x‬د الق‪x‬ادر الفاس‪x‬ي" للفقي‪x‬ه عب‪x‬د الق‪x‬ادر بن علي بن أيب احملاس‪x‬ن الفه‪x‬ري الفاس‪x‬ي( ت‬
‫‪1091‬ه)‪.‬‬
‫‪"-‬ن ‪xx‬وازل املنبهي" أجوب ‪xx‬ة للفقي ‪xx‬ه حمم ‪xx‬د بن علي املنبهي(ت‪1133‬ه)‪ ،‬مجعه ‪xx‬ا تلمي ‪xx‬ذه علي بن‬
‫بلقاسم بن أمحد البوسعيدي‪_.‬‬
‫"ن‪xx‬وازل ال‪xx‬ورزاين" أجوب‪xx‬ة للفقي‪xx‬ه حمم‪x‬د بن عب‪xx‬د اهلل بن احلس‪xx‬ن ال‪xx‬دليمي ال‪xx‬ورزاين(ت ‪1166‬ه)‪،‬‬
‫وقد‬
‫مجعها بنفسه‪.‬‬
‫_" نوازل الكيكي" للفقيه حممد بن عبداهلل بن عبد الرمحن الكيكي السكتاين(ت‪1185‬ه)‪.‬‬
‫_" ن‪xx x‬وازل العلمي"ألب‪xx x‬و احلس‪xx x‬ن علي بن عيس‪xx x‬ى بن علي احلس‪xx x‬ين العلمي(ت‪1127‬ه)‪ ،‬ض‪xx x‬م‬
‫فتاوي‬
‫شيوخه وشيوخ شيوخه وغريهم من الفقهاء املالكية يف الغالب‪.‬‬
‫_" نوازل ابن سودة"للفقيه حممد بن الطالب بن سودة التاودي(ت‪1258‬ه)‪.‬‬
‫_"نوازل الرهوين" للفقيه أمحد بن حممد بن احلسن الرهوين(ت‪1373‬ه) له كتابني فيما يتعلق‬
‫ب‪xx‬النوازل‪ ،‬ف‪xx‬األول ه‪xx‬و "نت‪xx‬ائج األحك‪xx‬ام يف ن‪xx‬وازل األحك‪xx‬ام"‪ ،‬والث‪xx‬اين "اجلواهر الثمين‪xx‬ة يف تص‪xx‬يري‬
‫وهبة أوالد مدينة"‪.‬‬
‫_" النوازل الفقهية" ألبو زيد عبد الرمحن بن حممد احلايك التطواين(ت ‪1237‬ه)‪ ،‬ذكر عن‪xx‬ه"‬
‫أنه مجعها تلميذه قاضي تطوان سيدي املأمون أفيالل احلسين"‪.2‬‬
‫_" األجوبة املرضية عن النوازل الوقتية" أليب الشتاء الغازي احلسيين الشهري بالصنهاجي‬
‫(ت‪1365‬ه)‪ ،‬دراسة وحتقيق عبد السالم امجيلي‪.‬‬
‫_" أجوبة أمحد بن حممد العباسي السماليل"(ت‪1152‬ه)‪ ،‬من الشفعة ﺇىل هناية آخر الكتاب‬

‫‪ ) 1‬كتاب الفتاوى الفقهية لألستاذ احلسن اليويب‪ ،‬ص‪.160‬‬

‫‪ ) 2‬كتاب فقه النوازل يف الغرب االسالمي حنو مقاربة تأصيلية‪ ،‬لألستاذ مجيل محداوي‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪32‬‬
‫دراس ‪xx‬ة وحتقي ‪xx‬ق للط ‪xx‬الب احملف ‪xx‬وظ اك ‪xx‬ريهيم‪ ،‬ﺇش ‪xx‬راف ال ‪xx‬دكتور حمم ‪xx‬د بن مب ‪xx‬ارك مجي ‪xx‬ل (رس ‪xx‬الة‬
‫دكتورة)بكلية الشريعة ايت ملول‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم الفتوى بالمغرب في العصر الحاضر‬


‫الفقرة األولى‪ :‬النصوص التشريعية المعتمدة في تنظيم الفتوى بالمغرب‬
‫دعت احلاج‪x‬ة امللح‪x‬ة لتنظيم الفت‪x‬وى يف املغ‪x‬رب بنص‪x‬وص منظم‪x‬ة‪ ،‬وتعني اجله‪x‬ات املكلف‪x‬ة ب‪x‬ذلك‬
‫واملس ‪xx‬ؤولة عن ‪xx‬ه‪ ،‬وذل ‪xx‬ك حلماي ‪xx‬ة ال ‪xx‬دين عام ‪xx‬ة والفت ‪xx‬وى خاص ‪xx‬ة‪ ،‬من دخ ‪xx‬ول غ ‪xx‬ري املؤهلني على محى‬
‫الفتوى‪ ،‬ولنشر التوعية والتوجيه واالرشاد الديين‪ ،‬من هذه النصوص نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬دس ‪xx‬تور اململك ‪xx‬ة املغربي ‪xx‬ة املنفتح واملص ‪xx‬وت علي ‪xx‬ه يف ش ‪xx‬هر يولي ‪xx‬وز ‪2011‬م‪ ،‬وال ‪xx‬ذي‬
‫نص يف الباب الثالث منه على «أن اجمللس العلمي األعلى هو اجلهة الوحيدة املؤهلة ﻹص‪xx‬دار‬
‫الفتاوي»‪.‬‬
‫– الظه ‪xx x x‬ري الش ‪xx x x‬ريف رقم ‪ 1.03.300‬الص ‪xx x x‬ادر يف ‪ 2‬ربي ‪xx x x‬ع األول ‪1425‬ه( ‪22‬‬
‫أبريل ‪2004‬م) يف ش‪x‬أن ﺇع‪x‬ادة تنظيم اجمللس العلمي األعلى واجملالس العلمي‪x‬ة احمللي‪x‬ة‪ ،‬حتدي‪x‬دا‬
‫املواد ‪7‬و‪8‬و‪9‬و‪ 10‬من هذا الظهري‪.‬‬
‫‪ -‬الظه‪xx x x x‬ري الش‪xx x x x‬ريف رقم ‪ 1.04.231‬الص‪xx x x x‬ادر يف ‪ 7‬حمرم ‪1426‬ه (‪ 16‬ف‪xx x x x‬رباير‬
‫‪2005‬م ) باملص‪xx x x x‬ادقة على النظ‪xx x x x‬ام ال‪xx x x x‬داخلي للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬والس‪xx x x x‬يما الب‪xx x x x‬اب‬
‫السادس املتعلق بطلبات اﻹفتاء‪.‬‬
‫‪ -‬النظام الداخلي للهيأة العلمية املكلف‪xx‬ة باﻹفت‪xx‬اء‪ ،‬أع‪xx‬ده اجمللس العلمي األعلى وص‪x‬ادق‬
‫عليه يف ‪17‬شعبان ‪1425‬ه (‪ 2‬أكتوبر‪.)2004‬‬

‫‪33‬‬
‫– برن ‪xx x‬امج اجملالس العلمي ‪xx x‬ة احملليةاملوح ‪xx x‬د ال ‪xx x‬ذي ص ‪xx x‬ادق علي ‪xx x‬ه اجمللس العلمي األعلى وخيض ‪xx x‬ع‬
‫للمراجعة يف الدورة احلريفية للمجلس العلمي األعلى كل سنة‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ضوابط الفتوى في التنظيم التشريعي بالمغرب‬


‫البد أن منيز بداية يف اﻹفتاء بني اﻹفتاء يف األم‪x‬ور الديني‪x‬ة العادي‪x‬ة املتعلق‪x‬ة باحلي‪x‬اة اليومي‪x‬ة لألف‪x‬راد‬
‫واجلماع‪xx‬ات وال ترتب‪xx‬ط بالش‪xx‬أن الع‪xx‬ام‪ ،‬وبني اﻹفت‪xx‬اء يف األم‪xx‬ور ال‪xx‬يت ترتب‪xx‬ط أساس‪xx‬ا بالش‪xx‬أن العامال‪xx‬ذي‬
‫أث‪xx‬ره ينعكس على اجملتم‪x‬ع كك‪xx‬ل وبالت‪xx‬ايل الب‪xx‬د أن حياط بعناي‪xx‬ة خاص‪x‬ة‪ ،‬ومن‪xx‬ه فاﻹفت‪xx‬اء ب‪xx‬املغرب ينقس‪xx‬م‬
‫ﺇىل قسمني‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اﻹفتاء في األمور المتعلقة بالحياة اليومية لألفراد‬
‫مبع ‪xx‬ىن م ‪xx‬ا يع ‪xx‬رض لألف ‪xx‬راد يف حي ‪xx‬اهتم اليومي ‪xx‬ة من ح ‪xx‬وادث وأح ‪xx‬داث ون ‪xx‬وازل اليعرف ‪xx‬ون حكمه ‪xx‬ا‬
‫كمث‪xx‬ل م‪xx‬ا يتعل‪xx‬ق بالص‪xx‬يام‪ /‬الص‪xx‬الة‪ /‬الن‪xx‬ذر‪ ،‬وال عالق‪xx‬ة هلا أب‪xx‬دا بالش‪xx‬أن الع‪xx‬ام وال متس بنظ‪xx‬ام الدول‪xx‬ة‪،‬‬
‫فه ‪xx‬ذا الن ‪xx‬وع ال يس ‪xx‬مى يف العص ‪xx‬ر احلايل باﻹفت ‪xx‬اء‪ ،‬ب ‪xx‬ل يس ‪xx‬مى ﺇرش ‪xx‬ادًا ديني ‪xx‬ا أو توعي ‪xx‬ة ديني ‪xx‬ة أو ﺇجاب ‪xx‬ة‬
‫دينية‪ ،‬فيكون بذلك اجلواب الصادر عنها يسمى جوابا دينيا أو رأيا فقهيا ال فتوى‪.‬‬
‫وقد أسندت هذه األجوبة الدينية للمجالس العلمي‪xx‬ة احمللي‪xx‬ة‪ ،‬فهم من ينظ‪x‬رون يف أس‪xx‬ئلة املواط‪xx‬نني‬
‫واملواطن‪xx x x‬ات املتوجه‪xx x x‬ة ﺇليهم‪ ،‬وجييب‪xx x x‬ون عنه‪xx x x‬ا‪ ،‬وذل‪xx x x‬ك مبقتض‪xx x x‬ى الظه‪xx x x‬ري ال‪xx x x‬ذي س‪xx x x‬بق ذك‪xx x x‬ره رقم‬
‫‪ 1.03.300‬املتعل‪xx‬ق بﺈع‪xx‬ادة تنظيم اجملالس العلمي‪xx‬ة‪ ،‬فق‪xx‬د نص على أن مه‪xx‬ام اجملالس العلمي‪xx‬ة احمللي‪xx‬ة‬
‫يف املادة ‪13‬كاآليت‪:‬‬
‫«‪ -‬تض‪xx‬طلع اجملالس العلمي‪xx‬ة احمللي‪xx‬ة مبهم‪xx‬ة نش‪xx‬ر مب‪xx‬ادئ ال‪xx‬دين اﻹس‪xx‬المي احلنيف‪ ،‬وترس‪xx‬يخ قيم‪xx‬ه‬
‫الس‪xx‬امية وتعاليم‪xx‬ه الس‪xx‬محة‪ ،‬يف ﺇط‪xx‬ار التمس‪xx‬ك بكت‪xx‬اب اهلل وس‪xx‬نة رس‪xx‬وله‪ ،‬واحلف‪xx‬اظ ع‪xx‬ل وح‪xx‬دة البالد‬
‫والعقي‪xx‬دة واملذهب‪.‬وتعم‪xx‬ل ك‪xx‬ذلك على ص‪xx‬يانة مقوم‪xx‬ات الشخص‪xx‬ية املغربي‪xx‬ة واﻹس‪xx‬هام يف حتص‪xx‬ينها‪،‬‬
‫وهلذه الغاية تن‪x‬اط باجملالس العلمي‪x‬ة احمللي‪x‬ة يف ح‪x‬دود دائ‪x‬رة نفوذه‪x‬ا ال‪x‬رتايب‪ ،‬وف‪x‬ق توص‪x‬يات وتوجيه‪x‬ات‬
‫اجمللس العلمي األعلى وحتت ﺇش‪xx‬رافه ومراقبت‪xx‬ه‪ ،‬وبتنس‪xx‬يق م‪xx‬ع وزي‪xx‬ر األوق‪xx‬اف والش‪xx‬ؤون اﻹس‪xx‬المية أو‬
‫ممثليه اجلهويني املهام التالية‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ) 1‬كتاب اهليأة العلمية املكلفة باﻹفتاء من سنة ‪ 2004‬ﺇىل سنة ‪ ،2012‬وعددها‪51‬فتوى‪ ،‬من منشورات اجمللس العلمي‬
‫األعلى بالرباط‪ ،‬ص ‪ ،17‬وكتاب ندوة بعنوان اﻹفتاء‪ :‬األمهية والضوابط‪ ،‬تنسيق الدكتور احلبيب الدرقاوي‪ ،‬من منشورات‬
‫اجمللس العلمي احمللي لتارودانت‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-‬ﺇحياء كراسي الوعظ واﻹرشاد والثقافة اﻹسالمية‪.‬‬
‫–تنظيم حلق‪xx‬ات خاص‪xx‬ة للتوعي‪xx‬ة والتوجي‪xx‬ه ال‪xx‬ديين لفائ‪xx‬دة املرأة املس‪xx‬لمة وتؤطره‪xx‬ا بص‪xx‬فة خاص‪xx‬ة‬
‫شخصيات علمية نسائية»‪،1‬وغريها من املهام األخرى اليت تنصب حول مصلحة األفراد‪.‬‬
‫وتتلقى ه ‪xx x‬ذه اجملالس العلمي ‪xx x‬ة احمللي ‪xx x‬ة أس ‪xx x‬ئلة ون ‪xx x‬وازل املواط ‪xx x‬نني واملواطن ‪xx x‬ات ﺇم ‪xx x‬ا عن طري ‪xx x‬ق‬
‫اخلطاألخض ‪xx‬ر‪ ،2‬أو ع ‪xx‬رب الربي ‪xx‬د‪ ،‬أو اﻹتص ‪xx‬ال املباش ‪xx‬ر خبلي ‪xx‬ة اﻹفت ‪xx‬اء املوج ‪xx‬ودة بك ‪xx‬ل جملس من اجملالس‬
‫العلمي ‪xx x‬ة احمللي ‪xx x‬ة‪ ،‬أو عن طري ‪xx x‬ق املوق ‪xx x‬ع اﻹلك ‪xx x‬رتوين ل ‪xx x‬وزارة األوق ‪xx x‬اف‪ ،‬وك ‪xx x‬ذا أثن ‪xx x‬اء دروس الوع ‪xx x‬ظ‬
‫واﻹرشاد‪.‬‬
‫وجتيب عنه‪xx x‬ا ش‪xx x‬فهيا أو كتاب‪xx x‬ة‪ ،‬م‪xx x‬ع مراع‪xx x‬اة اﻹختص‪xx x‬ار يف اجلواب أو التفص‪xx x‬يل‪ ،‬وهلذه اجملالس‬
‫اﻹستناد عند الضرورة هليئة استشارية قص‪x‬د املس‪x‬اعدة على القي‪x‬ام بامله‪x‬ام املنوط‪x‬ة هبم‪ ،‬كم‪x‬ا نص على‬
‫ذلك نفس الظهري ‪1.03.300‬املتعلق بﺈعادة تنظيم اجملالس وذلك يف املادة ‪14‬منه‪.‬‬
‫وغالب ‪xx‬ا م ‪xx‬ا يتم حف ‪xx‬ظ ه ‪xx‬ذه األجوب ‪xx‬ة يف س ‪xx‬جل متعل ‪xx‬ق هبا لكي ال تض ‪xx‬ييع وللرج ‪xx‬وع هلا عن ‪xx‬د‬
‫احلاج ‪xx‬ة‪ .‬وجتدر اﻹش ‪xx‬ارة هن ‪xx‬اﺇىل أعض ‪xx‬اء اجملالس العلمي ‪xx‬ة احمللي ‪xx‬ة‪ ،‬فحس ‪xx‬ب املادة ‪ 11‬من نفس الظه ‪xx‬ري‬
‫الس ‪xx x x‬ابق‪ « :‬يت ‪xx x x‬ألف ك ‪xx x x‬ل جملس علمي حملي من رئيس وأعض ‪xx x x‬اء يعين ‪xx x x‬ون بظه ‪xx x x‬ري ش ‪xx x x‬ريف من بني‬
‫الشخصيات العلمية املشهود هلا باحلضور املتميز يف جمال الثقافة اﻹسالمية والتوعية الديني‪xx‬ة والكف‪xx‬اءة‬
‫والدراي‪xx‬ة يف جمال الفق‪xx‬ه اﻹس‪xx‬المي واﻹس‪xx‬هام اجلاد يف ﺇغن‪xx‬اء الدراس‪xx‬ات اﻹس‪xx‬المية‪ ،‬واملعرف‪xx‬ة العميق‪xx‬ة‬
‫بأحوال البلد ومستجدات العصر والتحلي بقومي السلوك وحسن األخالق »‪ ،3‬ويتكل‪x‬ف رئيس ك‪xx‬ل‬
‫جملس علمي حملي بوض‪xx‬ع ج‪xx‬دول يض‪xx‬م أعم‪xx‬ال اجمللس‪ ،‬ويس‪xx‬هر على تنفي‪xx‬ذها يف أحس‪xx‬ن ح‪xx‬ال بع‪xx‬ون‬
‫من األعضاء وهو ما أشري ﺇليه يف املادة ‪ 16‬و‪ 17‬من نفس الظهري‪.‬‬
‫عموم‪xx‬ا متكنت ه‪xx‬ذه اجملالس العلمي‪xx‬ة احمللي‪xx‬ة من حتقي‪xx‬ق الغاي‪xx‬ات ال‪xx‬يت أنش‪xx‬ئت ألجله‪xx‬ا وهي حف‪xx‬ظ‬
‫وص ‪xx‬يانة مص ‪xx‬احل األف ‪xx‬راد واجلماع ‪xx‬ات وحتقي ‪xx‬ق الع ‪xx‬ون هلم يف حي ‪xx‬اهتم اليومي ‪xx‬ة واﻹجاب ‪xx‬ة عن ﺇش ‪xx‬كالتهم‬
‫وتساؤالهتم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اﻹفتاء فيما له عالقة بالشأن العام‬


‫‪ ) 1‬كتاب اهليأة العلمية املكلفة باﻹفتاء‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ )2‬هو خط هاتفي متاح لعموم املواطنني قصد اﻹستفسار‪.‬‬

‫‪ ) 3‬كتاب اهليأة العلمية املكلفة باﻹفتاء ص ‪.30‬‬


‫‪35‬‬
‫ومن املعلوم أن كل القضايا ذات الشأن الع‪x‬ام يك‪x‬ون اﻹفت‪x‬اء فيه‪x‬ا من قب‪x‬ل اهليئ‪x‬ة العلمي‪x‬ة املكلف‪x‬ة‬
‫باﻹفت ‪xx x x x‬اء التابع ‪xx x x x‬ة للمجلس العلمي األعلى فق ‪xx x x x‬ط‪ ،‬كم ‪xx x x x‬ا نص على ذل ‪xx x x x‬ك الظه ‪xx x x x‬ري الش ‪xx x x x‬ريف رقم‬
‫‪ 1.03.300‬املش ‪xx‬ار ل ‪xx‬ه س ‪xx‬ابقا يف املادة ‪ 7‬من ‪xx‬ه‪« :‬حتدث ل ‪xx‬دى اجمللس العلمي األعلى هي ‪xx‬أة علمي ‪xx‬ة‬
‫تتك ‪xx x‬ون من بني أعض ‪xx x‬ائه‪ ،‬ختتص وح ‪xx x‬دها دون غريه ‪xx x‬ا بﺈص ‪xx x‬دار الفت ‪xx x‬اوى الرامي ‪xx x‬ة ﺇىل بي ‪xx x‬ان حكم‬
‫الش ‪xx‬ريعة اﻹس ‪xx‬المية يف القض ‪xx‬ايا ذات الص ‪xx‬بغة العام ‪xx‬ة»‪ ،1‬باﻹض ‪xx‬افة ﺇىل أن ‪xx‬ه ميكن هلذه اهليئ ‪xx‬ة املكلف ‪xx‬ة‬
‫باﻹفت‪xx‬اء تش‪xx‬كيل جلان علمي‪xx‬ة متخصص‪xx‬ة يعه‪xx‬د ﺇليه‪xx‬ا بدراس‪xx‬ة الن‪xx‬وازل والقض‪xx‬ايا املعروض‪xx‬ة على اهليئ‪xx‬ة‬
‫وﺇجناز تقري ‪xx x‬ر بش ‪xx x‬أهنا‪ ،‬وتق ‪xx x‬دمي االس ‪xx x‬تنتاجات املتعلق ‪xx x‬ة هبا‪ ،‬وميكن هلا أيض ‪xx x‬ا اﻹس ‪xx x‬تعانة خبرباء قص ‪xx x‬د‬
‫اﻹستشارة من غري أعضاء اجمللس حسب املادة ‪ 8‬من نفس الظهري‪.‬‬
‫واهليئ ‪xx‬ة العلمي ‪xx‬ة املكلف ‪xx‬ة باﻹفت ‪xx‬اء هي مؤسس ‪xx‬ة تابع ‪xx‬ة للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وتق ‪xx‬وم بﺈص ‪xx‬دار‬
‫فتاويه ‪xx‬ا بن ‪xx‬اء على طلب من رئيس اجمللس العلمي األعلى وه ‪xx‬و أم ‪xx‬ري املؤم ‪xx‬نني املل ‪xx‬ك حمم ‪xx‬د الس ‪xx‬ادس‬
‫نص ‪xx‬ره اهلل‪ ،‬أو على طلب يع ‪xx‬رض على اجمللس من ل ‪xx‬دن الك ‪xx‬اتب الع ‪xx‬ام‪ ،2‬ومن ‪xx‬ه فيتعني أن يوج ‪xx‬ه ك ‪xx‬ل‬
‫طلب لالفتاء على الكاتب الع‪x‬ام ال‪x‬ذي يعرض‪x‬ه عن‪x‬د اﻹقتض‪x‬اء على اجمللس العلمي‪ ،‬وتتخ‪x‬ذ ه‪x‬ذه اهليئ‪x‬ة‬
‫قراراهتا بﺈمجاع أعض‪xx‬ائها مبقتض‪xx‬ى املادة ‪ 9‬من نفس الظه‪xx‬ري‪ ،‬وق‪xx‬د مت التنص‪xx‬يص على نفس ذل‪xx‬ك يف‬
‫ظه‪xx‬ري ش‪xx‬ريف‪1.04.231‬املتعل‪xx‬ق باملص‪xx‬ادقة على النظ‪xx‬ام ال‪xx‬داخلي للمجلس العلمي األعلى يف الب‪xx‬اب‬
‫السادس املتعل‪x‬ق بطلب‪x‬ات اﻹفت‪x‬اء‪ ،‬املادة ‪«25‬حتال طلب‪x‬ات اﻹفت‪x‬اء يف القض‪x‬ايا ذات الص‪x‬بغة العام‪x‬ة ال‪x‬يت‬
‫يوجهه‪xx x‬اأمري املؤم‪xx x‬نني رئيس اجمللس العلمي األعلى ﺇىل اهلي‪xx x‬أة املكلف‪xx x‬ة باﻹفت‪xx x‬اء مباش‪xx x‬رة للنظ‪xx x‬ر فيه‪xx x‬ا‬
‫وﺇصدار فتاوى بشأهنا‪ ،‬وتوجه الطلبات األخرى ﺇىل الكاتب العام الذي يعرضها عند االقتضاء على‬
‫اجمللس‪ ،‬الذي قرر حسب احلالة‪ ،‬ﺇحالتها على اهليأة املذكورة لنفس الغاية»‪.3‬‬
‫وقد أعد اجمللس العلمي األعلى النظام الداخلي هلذه اهليئة املكلفة باﻹفت‪x‬اء‪ ،‬وص‪x‬ادق علي‪x‬ه وذل‪x‬ك‬
‫بت‪xx‬اريخ ‪17‬ش‪xx‬عبان‪1425‬ه ( ‪2‬أكت‪xx‬وبر ‪2004‬م)‪ ،‬ويض‪xx‬م ه‪xx‬ذا النظ‪xx‬ام ال‪xx‬داخلي للهي‪xx‬أة س‪xx‬تة أب‪xx‬واب‬
‫وكذا ‪22‬مادة‪ ،‬نشري هلا باختصار فنقول‪:‬‬

‫‪ ) 1‬كتاب اهليأة العلمية املكلفة باﻹفتاء‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ ) 2‬يسمى بعد دستور ‪ 2011‬باألمني العام‪.‬‬
‫‪ ) 3‬كتاب اهليأة العلمية املكلفة باﻹفتاء‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪36‬‬
‫‪-‬مت ختصيص الباب األول منه والذي يضم ثالث مواد ألحكام عام‪xx‬ة‪ ،‬دلت على أن ه‪xx‬ذه اهليئ‪xx‬ة‬
‫العلمي‪xx‬ة جتتم‪xx‬ع ب‪xx‬اجمللس العلمي األعلى‪ ،‬وهلا عن‪xx‬د االقتض‪xx‬اء اﻹجتم‪xx‬اع مبك‪xx‬ان آخ‪xx‬ر بق‪xx‬رار من الك‪xx‬اتب‬
‫العام للمجلس الذي يسهر على متكني اهليئة من القيام بكل مهامها يف ظئروف جيدة‪.‬‬
‫–مت ختص‪xx‬يص الب‪xx‬اب الث‪xx‬اين من‪xx‬ه وال‪xx‬ذي يش‪xx‬مل ثالث م‪xx‬واد لكيفي‪xx‬ة تك‪xx‬وين اهليئ‪xx‬ة العلمي‪xx‬ة وتع‪xx‬يني‬
‫أعضائها‪ ،‬فهي تضم مخسة عشر عضوا‪ ،‬منهم عش‪xx‬رة يتم ﺇختي‪xx‬ارهم من بني رؤس‪xx‬اء اجملالس العلمي‪xx‬ة‪،‬‬
‫ومخسة من العلماء املعينني كأعضاء باجمللس العلمي األعلى‪.‬‬
‫–مت ختص ‪xx‬يص الب ‪xx‬اب الث ‪xx‬الث من ه ‪xx‬ذا النظ ‪xx‬ام ملا يتعل ‪xx‬ق ب ‪xx‬أجهزة اهليئ ‪xx‬ة العلمي ‪xx‬ة املكلف ‪xx‬ة باﻹفت ‪xx‬اء‬
‫وهي‪:‬جملس اهليئ‪xx‬ة العلمي‪xx‬ة‪ ،‬جلن علمي‪xx‬ة متخصص‪xx‬ة‪ ،‬وش‪xx‬عب للبحث والدراس‪xx‬ة‪ ،‬وذل‪xx‬ك كل‪xx‬ه يف تس‪xx‬ع‬
‫مواد‪.‬‬
‫–مت ختصيص الب‪x‬اب الراب‪x‬ع من‪x‬ه وال‪x‬ذي يض‪x‬م أرب‪x‬ع م‪x‬واد‪ ،‬ملا خيص تلقي طلب‪x‬ات اﻹفت‪x‬اء واجلواب‬
‫عنها‪.‬‬
‫–مت ختصيص الباب اخلامس منه لتوثيق الفتاوى الصادرة ونشرها‪ ،‬يف مادتني فقط‪ ،‬أش‪x‬ار فيهم‪x‬ا‬
‫لعم ‪xx‬ل اجمللس العلمي األعلى بكيفي ‪xx‬ة دوري ‪xx‬ة على العم ‪xx‬ل على نش ‪xx‬ر الفت ‪xx‬اوى الص ‪xx‬ادرة من ه ‪xx‬ذه اهليئ ‪xx‬ة‬
‫العلمية بعد تدوينها وحفظها وصيانتها من الضياع‪.‬‬
‫–مت ختص ‪xx‬يص الب ‪xx‬اب الس ‪xx‬ادس ألحك ‪xx‬ام ختامي ‪xx‬ة يف م ‪xx‬ادة فق ‪xx‬ط‪ ،‬وال ‪xx‬يت نص ‪xx‬ت على العم ‪xx‬ل هبذه‬
‫األحك‪xx‬ام ابت‪xx‬داء من ت‪xx‬اريخ مص‪xx‬ادقة اجمللس العلمي األعلى عليه‪xx‬ا‪.‬ومن‪xx‬ه فق‪xx‬د ض‪xx‬م ه‪xx‬ذا الظه‪xx‬ري ك‪xx‬ل م‪xx‬ا‬
‫خيص اهليئة املكلفة باﻹفتاء التابعة للمجلس العلمي األعلى‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬ثمرات تنظيم الفتوى بالمغرب‬
‫نتج عن تنظيم الفتوى باملغرب نت‪x‬ائج ع‪x‬دة‪ ،‬أغلبيته‪x‬ا ﺇجيابي‪x‬ة ت‪x‬ربهن م‪x‬دى حماول‪x‬ة املغ‪x‬رب وس‪x‬عيه‬
‫لت‪x‬دبري الش‪x‬أن ال‪x‬ديين‪ ،‬واحلف‪x‬اظ على الت‪x‬وابث األربع‪x‬ة ال‪x‬يت يق‪x‬وم عليه‪x‬ا وهي املذهب املالكي والعقي‪x‬دة‬
‫األشعرية وكذا ﺇمارة املؤمنني والتصوف السين على طريقة اجلنيد السالك‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫• مس‪xx‬اعدة املواط‪xx‬نني واملوطن‪xx‬اتفي اﻹجاب‪xx‬ة عن تس‪xx‬اؤالهتم ون‪xx‬وازهلم وبالت‪xx‬ايل ﺇنق‪xx‬ادهم من احلرية‬
‫والضياع والضالل‪ ،‬وﺇرشادهم ﺇىل الصواب‪ ،‬وكذا حماولة تقريب اخلطاب الديين هلم‪.‬‬
‫• حتقي ‪xx‬ق األمن واالس ‪xx‬تقرار بني األف ‪xx‬راد داخ ‪xx‬ل اجملتم ‪xx‬ع‪ ،‬بالبع ‪xx‬د عن الفت ‪xx‬اوى الواهي ‪xx‬ة واخلاطئ ‪xx‬ة‪،‬‬
‫ودخول غري املؤهلني على محى الفتوى‪.‬‬
‫وذكر منها الدكتور اليزيد الراضي‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫•ﺇعادة الثقة باجملالس العلمية احمللية‪ ،‬واجمللس العلمي األعلى‪ ،‬وﺇعادة اﻹعتبار لعلماء األمة‬
‫واللج ‪xx‬وء هلم عن ‪xx‬د الس ‪xx‬ؤال‪ ،‬ﺇض ‪xx‬افة ﺇىل اﻹنتق ‪xx‬ال من اﻹفت ‪xx‬اء الف ‪xx‬ردي ﺇىل اجلم ‪xx‬اعي وبالت ‪xx‬ايل مص ‪xx‬داقية‬
‫الفتوى‪.‬‬
‫• قلة اخلالف ﻹحتاد اجملالس العلمية يف مصادر اﻹفتاء ومعرفتهم بالواقع العاش‪.‬‬
‫•ﺇنتاج كم كبري من األجوبة الدينية من قبل اجملالس العلمية احمللية واجمللس العلمي األعلى ومنه‬
‫ﺇثراء املكتبة النوازلية املغربية‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مؤسسة المجلس العلمي األعلى‬


‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالمؤسسة‬
‫ق‪xx‬د نص الظه‪xx‬ري الش‪xx‬ريف رقم ‪ 1.03.300‬املذكور آنف‪xx‬ا يف الب‪xx‬اب الث‪xx‬اين من‪xx‬ه املتعل‪xx‬ق ب‪xx‬اجمللس‬
‫العلمي األعلى‪ ,‬يف الفصل األول‪ ,‬يف املادة الثانية على أن اجمللس العلمي األعلى يتوىل رئاسته جاللة‬
‫املل ‪xx‬ك حمم ‪xx‬د الس ‪xx‬ادس‪ ,‬وال ‪xx‬ذي يتك ‪xx‬ون من‪- :‬وزي ‪xx‬ر األوق ‪xx‬اف والش ‪xx‬ؤون اﻹس ‪xx‬المية‪ – .‬بعض كب ‪xx‬ار‬
‫العلم‪xx‬اء يعين‪xx‬ون بص‪xx‬فة شخص‪xx‬ية من ل‪xx‬دن جاللتن‪xx‬ا الش‪xx‬ريفه وال ميكن أن يتج‪xx‬اوز ع‪xx‬ددهم نص‪xx‬ف ع‪xx‬دد‬
‫رؤس‪xx‬اء اجملالس العلمي‪xx‬ة احمللي‪xx‬ة‪ – .‬الك‪xx‬اتب الع‪xx‬ام للمجلس العلمي األعلى‪ – .‬رؤس‪xx‬اء اجملالس العلمي‪xx‬ة‬
‫احمللية‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أدوار المجلس العلمي األعلى واختصاصاته‬
‫تن‪xx‬اط هبذا اجمللس العلمي األعلى‪ ،‬وف‪xx‬ق الظه‪xx‬ري ‪ 1.00.300‬امله‪xx‬ام التالي‪xx‬ة ‪ - :‬دراس‪xx‬ة القض‪xx‬ايا‬
‫ال‪xx‬يت تعرض‪x‬ها علي‪xx‬ه جاللتن‪xx‬ا الش‪xx‬ريفة‪ - .‬ﺇع‪xx‬داد برن‪xx‬امج س‪xx‬نوي يتض‪xx‬من األنش‪xx‬طة املق‪xx‬رتح القي‪xx‬ام هبا من‬
‫قبل اجملالس العلمية احمللية‪ - .‬اﻹشراف على عمل اجملالس العلمية احمللية وتنسيق أنشطتها‪ - .‬ﺇصدار‬
‫التوجيهات والتوصيات الرامية ﺇىل ترشيد عمل اجملالس العلمية احمللي‪x‬ة وتفعي‪x‬ل دوره‪x‬ا يف ت‪x‬أطري احلي‪x‬اة‬
‫الديني‪xx‬ة للمواط‪xx‬نني واملواطن‪xx‬ات املغارب‪xx‬ة من املس‪xx‬لمني‪ .‬وال ننس‪xx‬ى أن اجمللس العلمي األعلى ه‪xx‬و ال‪xx‬ذي‬

‫‪ ) 1‬ندوة اﻹفتاء‪:‬األمهية والضوابط ص ‪.130‬‬


‫‪ ) 2‬كتاب اهليأة العلمية املكلفة باﻹفتاء‪ ,‬ص ‪.28-27‬‬
‫‪38‬‬
‫يع‪xx‬د النظ‪xx‬ام ال‪xx‬داخلي للهيئ‪xx‬ة العلمي‪xx‬ة املكلف‪xx‬ة باﻹفت‪xx‬اء املش‪xx‬ار هلا س‪xx‬ابقا وك‪xx‬ذا املص‪xx‬ادقة علي‪xx‬ه‪ ,‬والقي‪xx‬ام‬
‫بﺇحالة طلبات اﻹفتاء يف القضايا املعروضة عليه ﺇىل اهليئة املكلفة باﻹفتاء لدراس‪x‬تها وﺇص‪x‬دار فت‪x‬اوى‬
‫يف ش ‪xx‬أهنا‪ .1‬خنتم ب ‪xx‬القول جبدارة ه ‪xx‬ذه اجملالس العلمي ‪xx‬ة وم ‪xx‬ا تق ‪xx‬وم ب ‪xx‬ه‪ ,‬حفظ ‪xx‬ا ملص ‪xx‬لحة الدول ‪xx‬ة وك ‪xx‬ذا‬
‫األف ‪xx‬راد يف جمال اﻹفت ‪xx‬اء‪ ,‬وق ‪xx‬د ص‪xx‬در من ط ‪xx‬رف اجمللس العلمي األعلى يف ﺇح‪xx‬داى منش ‪xx‬وراته‪ ,‬كت ‪xx‬اب‬
‫ضم الفتاوى الصادرة عن اهليأة العلمية املكلفة باﻹفتاء من س‪x‬نة ‪ 2004‬ﺇىل سنة ‪ ,2012‬وع‪x‬ددها‬
‫‪51‬فتوى ‪ ,‬وصدر أيضا كتاب حول ج‪x‬واب اجمللس العلمي األعلى عن اس‪xx‬تفتاء أم‪xx‬ري املؤم‪xx‬نني ح‪x‬ول‬
‫املصلحة املرسلة وعالقتها بقضايا تدبري الشأن العام لألمة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫‪ )1‬كتاب خطب إمارة املؤمنني يف الشأن الديين‪ ،‬ص‪.48-47‬‬


‫‪39‬‬
‫احلمدهلل ال ‪xx‬ذي تتم بنعمت ‪xx‬ه الص ‪xx‬احلات‪ ،‬فبع ‪xx‬د أن وفقن ‪xx‬ا اهلل ﻹمتام ه ‪xx‬ذا البحث املتواض ‪xx‬ع ال ‪xx‬ذي‬
‫متح‪xx‬ور ح‪xx‬ول الفت‪xx‬وى يف املغ‪xx‬رب بني األص‪xx‬الة واحلداث‪xx‬ة‪ ،‬ف‪xx‬أختم ه‪xx‬ذا البحث ب‪xx‬ذكر أهم النت‪xx‬ائج ال‪xx‬يت‬
‫توصلت هلا باختصار‪:‬‬
‫•ماهية الفتوى فهي إخبار عن حكم شرعي من غري إلزام ملن سأل عن املسألة وأمهيتها‪.‬‬
‫• العمل يف جمال اﻹفتاء أمر ذو أمهية بالغ‪x‬ة إال أن‪x‬ه يف نفس ال‪x‬وقت أم‪x‬ر خط‪x‬ري ألن املف‪x‬يت خمرب عن اهلل‬
‫تعاىل ورسوله صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫• احلذر من اﻹقبال على الفتوى من غري دراية بالواقع املعيشي لألفراد واجلماعات‪.‬‬
‫• حدوث تغري يف الفتوى بفعل الزمان واملكان وجتدد احلوادث‪.‬‬
‫• تتبع املس‪x‬ار الت‪x‬ارخيي للفت‪x‬وى ب‪x‬املغرب ي‪x‬بني قيم‪x‬ة اجله‪x‬ود املبذول‪x‬ة من ط‪x‬رف الفقه‪x‬اء والعلم‪x‬اء ق‪x‬دميا‬
‫وحديثا من أجل احلفاظ على الفتوى بضوابطها‪.‬‬
‫• اﻹفتاء لدى الفقهاء قدميا كان بضوابط ومناهج‪ ،‬ويكون غالبا إفتاًء فرديا‪.‬‬
‫• متيز اﻹفت ‪xx‬اء يف العص ‪xx‬ر احلاض ‪xx‬ر بإح ‪xx‬داث هيئ ‪xx‬ات مكلف ‪xx‬ة باﻹفت ‪xx‬اء‪ ،‬فاملس ‪xx‬ائل ال ‪xx‬يت حتدث يف احلي ‪xx‬اة‬
‫اليومي‪x‬ة لألف‪x‬راد تس‪x‬مى إرش‪x‬ادا ديني‪x‬ا ويت‪x‬وىل أمره‪x‬ا اجملالس العلمي‪x‬ة احمللي‪x‬ة‪ ،‬أم‪x‬ا املس‪x‬ائل العام‪x‬ة ال‪x‬يت تعم‬
‫األم‪xx‬ة بش‪xx‬كل ع‪xx‬ام يك‪xx‬ون اﻹفت‪xx‬اء فيه‪xx‬ا مجاعي‪xx‬ا من قب‪xx‬ل اهليئ‪xx‬ة املكلف‪xx‬ة باﻹفت‪xx‬اء التابع‪xx‬ة للمجلس العلمي‬
‫األعلى‪.‬‬
‫• تنظيم الفتوى باملغرب برهن مدى سعي املغرب حنو تدبري الشأن الديين‪.‬‬
‫• التمسك باملذهب املالكي يف املغرب قدميا وحديثا‪.‬‬
‫• القيام بإصالحات عديدة للمحافظة على الفتوى‪.‬‬

‫وأوص‪xx‬ي ختام‪xx‬ا طلب‪xx‬ة العلم الش‪xx‬رعي واملهتمني عموم‪xx‬ا ب‪xx‬العلوم الش‪xx‬رعية‪ ،‬خاص‪xx‬ة منهم من يري‪xx‬د‬
‫تص‪x‬در اﻹفت‪x‬اء ب‪x‬التعمق يف دراس‪x‬ة الفت‪x‬وى مبختل‪x‬ف مباحثه‪x‬ا وعالقته‪x‬ا ب‪x‬الواقع العملي‪ ،‬وك‪x‬ذا مبحاول‪x‬ة‬
‫توعية الناس بأمهيتها وخطورهتا‪.‬‬

‫الئحة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫القرآن الكرمي‬
‫‪40‬‬
‫(الهمزة)‬
‫أدب املف ‪xx‬يت واملس ‪xx‬تفيت‪ ،‬مؤلف ‪xx‬ه أب ‪xx‬و عم ‪xx‬رو عثم ‪xx‬ان بن عب ‪xx‬د ال ‪xx‬رمحن املع ‪xx‬روف ب ‪xx‬ابن الص ‪xx‬الح‬ ‫‪.1‬‬
‫الشهرزوري( ت‪643‬ه)‪ ،‬دراسة وحتقيق األستاذ موفق عبد اهلل عبد القادر‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتب‪xx‬ة‬
‫العلوم واحلكم‪ -‬املدينة املنورة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1986،‬م‪1407-‬ه‪.‬‬
‫األربعون النووية‪ ،‬مؤلفه أبو زكريا حميي الدين حيىي بن شرف النووي (ت‪672‬ه)‪ُ ،‬عَيِن ب‪xx‬ه‬ ‫‪.2‬‬
‫قصي حممد نورس احلالق‪ ،‬أنور بن أيب بكر الشيخي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املنه‪x‬اج للنش‪x‬ر والتوزي‪x‬ع‪-‬‬
‫لبنان‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪:‬األوىل‪1430-‬ه‪2009-‬م‪ ،‬عدد الصفحات‪.110:‬‬
‫إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ ،‬مؤلفه حممد بن أيب بكر بن أيوب بن س‪xx‬عد مشس ال‪xx‬دين ابن‬ ‫‪.3‬‬
‫قيم اجلوزي‪xx x x‬ة(ت‪751‬ه)‪ ،‬حتقي‪xx x x‬ق‪ :‬حمم‪xx x x‬د بن عب‪xx x x‬د الس‪xx x x‬الم إب‪xx x x‬راهيم‪ ،‬الناش‪xx x x‬ر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1411،‬ه‪1991-‬م‪،‬عدد األجزاء ‪.4‬‬
‫اإلستقصا ألخبار دول املغرب األقصى‪ ،‬من ت‪x‬أليف ش‪x‬هاب ال‪x‬دين أب‪x‬و العب‪x‬اس أمحد بن خال‪x‬د‬ ‫‪.4‬‬
‫بن حممد الناصري الدرعي اجلعفري السالوي(ت‪1315‬ه)‪ ،‬احملقق‪ :‬جعفر الناصري‪ ،‬حممد‬
‫الناصري‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬عدد األجزاء‪.3‬‬
‫إحتاف أعالم الن‪xx x‬اس جبم‪xx x‬ال أخب‪xx x‬ار حاض‪xx x‬رة مكن‪xx x‬اس‪ ،‬البن زي‪xx x‬دان عب‪xx x‬د ال‪xx x‬رمحن بن حمم‪xx x‬د‬ ‫‪.5‬‬
‫السجلماس ‪xx x‬ي(ت‪،)1365‬احملق ‪xx x‬ق‪ :‬ال ‪xx x‬دكتور علي عم ‪xx x‬ر‪ ،‬الناش ‪xx x‬ر‪ :‬مكتب ‪xx x‬ة الثقاف ‪xx x‬ة الديني ‪xx x‬ة‪،‬‬
‫القاهرة‪-‬مجهورية مصر العربية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1329 ،‬ه‪2008-‬م‪.‬‬
‫إش‪xx‬كالية الوظيف‪xx‬ة الديني‪xx‬ة يف الدول‪xx‬ة املعاص‪xx‬رة‪ :‬ق‪xx‬راءة يف جترب‪xx‬ة تأهي‪xx‬ل احلق‪xx‬ل ال‪xx‬ديين ب‪xx‬املغرب‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫حملمد جربون‪ ،‬مراصد‪،‬كراسات علمية‪ ،4/3‬يناير‪ ،2011‬مكتبة اﻹسكندرية‪.‬‬
‫اﻹفتاء‪ :‬األمهية والضوابط‪ ،‬من أعمال ن‪x‬دوة علمي‪x‬ة نظمه‪x‬ا اجمللس العلمي احمللي لت‪x‬ارودانت‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بتنسيق مع املندوبي‪x‬ة اﻹقليمي‪x‬ة ي‪x‬وم اخلميس ‪15‬ص‪x‬فر ‪1440‬ه مواف‪x‬ق ‪ 25‬أكت‪x‬وبر ‪2018‬م‬
‫بتارودانت‪ ،‬تنسيق الدكتور احلبيب الدرقاوي‪.‬‬
‫أص ‪xx‬ول الفت ‪xx‬وى والقض ‪xx‬اء يف املذهب املالكي‪ ،‬الطبع ‪xx‬ة الثالث ‪xx‬ة‪ 1423 ،‬ه‪2002-‬م‪ ،‬مطبع ‪xx‬ة‬ ‫‪.8‬‬
‫النجاح اجلديدة بالدار البيضاء‪.‬‬
‫أجوب ‪xx‬ة التس ‪xx‬ويل عن مس ‪xx‬ائل األم ‪xx‬ري عب ‪xx‬د الق ‪xx‬ادر اجلزائ ‪xx‬ري يف اجله ‪xx‬اد‪ ،‬دراس ‪xx‬ة وحتقي ‪xx‬ق‪ :‬عب ‪xx‬د‬ ‫‪.9‬‬
‫اللطي‪xx‬ف أمحد الش‪xx‬يخ حمم‪xx‬د ص‪xx‬احل‪ ،‬دار الغ‪xx‬رب اﻹس‪xx‬المي‪ -‬ب‪xx‬ريوت‪ /‬لبن‪xx‬ان‪ ،‬الطبع‪xx‬ة األوىل‪-‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫حرف( التاء)‬
‫‪.1‬تيس ‪xx‬ري الك ‪xx‬رمي ال ‪xx‬رمحن يف تفس ‪xx‬ري كالم املن ‪xx‬ان‪ ،‬مؤلف ‪xx‬ه عب ‪xx‬د ال ‪xx‬رمحن بن ناص ‪xx‬ر بن عب ‪xx‬د اهلل‬ ‫‪.10‬‬
‫الس ‪xx‬عدي(ت‪1376‬ه)‪ ،‬احملق ‪xx‬ق‪ :‬عب ‪xx‬د ال ‪xx‬رمحن بن معال اللوحيق‪ ،‬الناش ‪xx‬ر‪ :‬مؤسس ‪xx‬ة الرس ‪xx‬الة‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل ‪1460‬ه‪2000 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.1 :‬‬
‫كت‪xx‬اب التعريف‪xx‬ات‪ ،‬ألب‪xx‬و احلس‪xx‬ن علي بن عب‪xx‬د العزي‪xx‬ز القاض‪xx‬ي اجلرج‪xx‬اين (ت‪392‬ه)‪،‬احملق‪xx‬ق‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫إب‪xx x‬راهيم األبي‪xx x‬اري‪ ،‬الناش‪xx x‬ر‪ :‬دار املت‪xx x‬اب الع‪xx x‬ريب‪-‬ب‪xx x‬ريوت‪ ،‬الطبع‪xx x‬ة‪ :‬األوىل‪1405-‬ه‪ ،‬ع ‪xx‬دد‬
‫األجزاء ‪.1‬‬
‫حرف(الجيم)‬
‫اجلامع ألحك‪xx x‬ام الق‪xx x‬رآن‪ ،‬ألب‪xx x‬و عب‪xx x‬د اهلل‪ ،‬حمم‪xx x‬د بن أمحد األنص‪xx x‬اري القرط‪xx x‬يب‪ ،‬حتقي‪xx x‬ق أمحد‬ ‫‪.1‬‬
‫الربدوين وإبراهيم أطفيش‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب املصرية‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثاني‪xx‬ة‪1384 ،‬ه‪،‬‬
‫‪1964‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ 60 :‬جزءا ( يف ‪ 10‬جملدات)‪.‬‬
‫حرف (الخاء)‬
‫خطب ﺇم ‪xx‬ارة املؤم ‪xx‬نني يف الش ‪xx‬أن ال ‪xx‬ديين والنص ‪xx‬وص املنظم ‪xx‬ة للمؤسس ‪xx‬ة العلمي ‪xx‬ة ‪ ،‬لألس ‪xx‬تاذ‬ ‫‪.11‬‬
‫الب‪xx‬احث رش‪xx‬يد مقت‪xx‬در‪ ،‬من منش‪xx‬ورات اجمللس العلمي األعلى‪ ،‬ذو القع‪xx‬دة ‪1427‬ه‪ /‬دجن‪xx‬رب‬
‫‪2006‬م‪.‬‬

‫حرف ( الذال)‬
‫ال‪xx x‬ذخرية‪ ،‬ألب‪xx x‬و العب‪xx x‬اس ش‪xx x‬هاب ال‪xx x‬دين أمحد بن إدريس بن عب‪xx x‬د ال‪xx x‬رمحن املالكي‪ ،‬الش‪xx x‬هري‬ ‫‪.12‬‬
‫ب ‪xx x‬القرايف( ت‪684‬ه)‪ ،‬احملق ‪xx x‬ق‪ :‬اجلزء ‪ 1/8/13‬حمم ‪xx x‬د حجي‪ ،‬اجلزء ‪6/2‬س ‪xx x‬عيد أع ‪xx x‬راب‪،‬‬
‫اجلزء‪3/5/9/12‬حمم‪xx‬د ب‪xx‬و خ‪xx‬بزة‪ ،‬الناش‪xx‬ر‪ :‬دار الغ‪xx‬رب اﻹس‪xx‬المي‪-‬ب‪xx‬ريوت‪ ،‬الطبع‪xx‬ة‪ :‬األوىل‪-‬‬
‫‪1994‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪ 13 (14‬وجملد للفهارس)‪.‬‬

‫حرف (السين)‬

‫‪42‬‬
‫س ‪xx‬نن أيب داود‪ ،‬مؤلف ‪xx‬ه أب ‪xx‬و داود س ‪xx‬ليمان بن األش ‪xx‬عت بن إس ‪xx‬حاق بن بش ‪xx‬ري بن ش ‪xx‬داد بن‬ ‫‪.13‬‬
‫عم ‪xx‬رو األزدي السجس ‪xx‬تاين (ت‪275‬ه)‪ ،‬احملق ‪xx‬ق‪ :‬حمم ‪xx‬د حميي ال ‪xx‬دين عب ‪xx‬د احلمي ‪xx‬د‪ ،‬الناش ‪xx‬ر‪:‬‬
‫املكتبة العصرية‪ -‬صيدا‪ -‬بريوت‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 4‬‬
‫حرف( الشين)‬
‫شرح الكوكب املنري‪ ،‬لتقي الدين أل‪x‬و البق‪x‬اء حمم‪x‬د بن أمحد بن عب‪x‬د العزي‪x‬ز بن علي الفت‪x‬وحي‬ ‫‪.14‬‬
‫املعروف بابن النجار احلنبلي(ت‪972‬ه)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد الزحيلي ونزيه محاد‪ ،‬الناش‪xx‬ر‪ :‬مكتب‪xx‬ة‬
‫العبيكان‪ ،‬الطبعة‪ -‬الثانية‪1418-‬ه‪1997-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.4‬‬
‫حرف ( الصاد)‬
‫ص‪xx‬فة الفت‪xx‬وى واملف‪xx‬يت واملس‪xx‬تفيت‪ ،‬ألب‪xx‬و عب‪xx‬د اهلل أمحد بن محدان بن ش‪xx‬بيب بن محدان النم‪xx‬ريي‬ ‫‪.15‬‬
‫احلراين احلنبلي(ت‪695‬ه)‪،‬احملق‪xx‬ق‪ :‬حمم‪xx‬د ناص‪xx‬ر ال‪xx‬دين األلب‪xx‬اين‪ ،‬الناش‪xx‬ر‪ :‬املكتب اﻹس‪xx‬المي‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1397-‬ه‪ ،‬عدد الصفحات ‪.114‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬ألبو عبد اهلل حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغ‪xx‬رية ابن بردزب‪xx‬ه البخ‪xx‬اري‬ ‫‪.16‬‬
‫اجلعفي‪ ،‬حتقي ‪xx‬ق‪ :‬مجاع ‪xx‬ة من العلم‪xx‬اء‪ ،‬الطبع ‪xx‬ة‪ :‬الس ‪xx‬لطانية‪ ،‬باملطبع ‪xx‬ة الك ‪xx‬ربى األمريي ‪xx‬ة‪ ،‬بب ‪xx‬والق‬
‫مص‪xx‬ر‪1311 ،‬ه‪ ،‬ب‪xx‬أمر الس‪xx‬لطان عب‪xx‬د احلمي‪xx‬د الث‪xx‬اين‪ ،‬مث َص ّو رها بعنايت‪xx‬ه األس‪xx‬تاذ حمم‪xx‬د زه‪xx‬ري‬
‫الناصر‪ ،‬وطبعها الطبعة األوىل ‪1322‬ه لدى دار طوق النجاة‪-‬بريوت‪ ،‬عدد األجزاء‪.9‬‬
‫حرف (الفاء)‬
‫الفتوى وعالقتها باحملتمع‪ ،‬مؤلفه التميمي عز الدين اخلطيب‪ ،‬الناش‪xx‬ر‪ :‬عّم ان‪ -‬املرك‪xx‬ز الثق‪xx‬ايف‬ ‫‪.17‬‬
‫اﻹسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1404-‬ه‪.‬‬
‫الفت ‪xx‬وى بني االنض ‪xx‬باط والتس ‪xx‬بب‪ ،‬مؤلف ‪xx‬ه يوس ‪xx‬ف القرض ‪xx‬اوي(ت‪2022‬ه)‪ ،‬الطبع ‪xx‬ة األوىل‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الصحوة‪ -‬مصر‪1408-‬ه ‪،‬عدد األجزاء‪.1‬‬
‫الفتاوى الفقهية يف أهم القضايا من عهد السعديني إىل ما قبل احلماية‪ ،‬مؤلفه احلسن اليويب‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫الناشر‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية باملغرب‪ ،‬الطبع‪xx‬ة‪ :‬األوىل‪1419-‬ه‪1998-‬م‪،‬‬
‫عدد األجزاء ‪.1‬‬
‫الفت ‪xx‬وى ب ‪xx‬املغرب يف ض ‪xx‬وء عم ‪xx‬ل اجمللس العلمي األعلى ‪ ،‬لألس ‪xx‬تاذ حمم ‪xx‬د أوزب ‪xx‬ان‪ ،‬من حبوث‬ ‫‪.20‬‬
‫م‪xx x‬ؤمتر الفت‪xx x‬وى وإستش‪xx x‬راق املس‪xx x‬تقبل‪ -‬حبوث علمي‪xx x‬ة حمكم‪xx x‬ة‪-‬بري‪xx x‬دة ‪ ،‬الس‪xx x‬عودية‪ ،‬جامع‪xx x‬ة‬

‫‪43‬‬
‫القص ‪xx‬يم‪ 20/21-‬يوني ‪xx‬و‪1434‬ه‪ ،‬وص ‪xx‬درت أعمال ‪xx‬ه يف مخس جمل ‪xx‬دات ض ‪xx‬خمة‪ ،‬رمبا ع ‪xx‬ام‬
‫‪1437‬ه‪.‬‬
‫فت‪xx‬اوى ال‪xx‬ربزيل‪ :‬ج‪xx‬امع مس‪xx‬ائل األحك‪xx‬ام ملا ن‪xx‬زل من القض‪xx‬ايا ب‪xx‬املفتني واحلك‪xx‬ام‪ ،‬لإلم‪xx‬ام الفقي‪xx‬ه‬ ‫‪.21‬‬
‫أيب القاس ‪xx x‬م بن أمحد ال ‪xx x‬ربزيل‪ ،‬تق ‪xx x‬دمي وحتقي ‪xx x‬ق ال ‪xx x‬دكتور حمم ‪xx x‬د احلبيب اهليل ‪xx x‬ة‪ ،‬دار الغ ‪xx x‬رب‬
‫اﻹسالمي‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪2002-‬م‪.‬‬
‫فقه النوازل يف الغرب اﻹسالمي حنو مقاربة تأصيلية‪ ،‬لألستاذ مجيل محداوي‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫حرف ( الالم )‬
‫لس ‪xx x‬ان الع ‪xx x‬رب‪ ،‬مؤلف ‪xx x‬ه حمم ‪xx x‬د بن مك ‪xx x‬رم بن على‪ ،‬أب ‪xx x‬و الفض ‪xx x‬ل‪ ،‬مجال ال ‪xx x‬دين ابن منظ ‪xx x‬ور‬ ‫‪.23‬‬
‫األنصاري الرويفعى اﻹفريقى(ت‪711‬ه)‪ ،‬احلواشي‪:‬لليازجي ومجاع‪xx‬ة من اللغ‪xx‬ويني‪ ،‬الناش‪xx‬ر‪:‬‬
‫دار صادر‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1414-‬ه‪ ،‬عدد األجزاء‪. 10:‬‬
‫حرف ( الميم)‬
‫مس‪xx‬ند اﻹم‪xx‬ام ال‪xx‬دارمي‪ ،‬ألب‪xx‬و عب‪xx‬د اهلل بن عب‪xx‬د ال‪xx‬رمحن ال‪xx‬دارمي‪ ،‬حتقي‪xx‬ق؛ ال‪xx‬دكتور م‪xx‬رزوق بن‬ ‫‪.24‬‬
‫هياس آل مرزوق الزهراين‪ ،‬الطبعة األوىل‪1436-‬ه‪2015-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.6‬‬
‫املستدرك على الصحيحني‪ ،‬مؤلفه أبو عبد اهلل حممد بن عبد اهلل احلاكم النيسابوري‪ ،‬دراسة‬ ‫‪.25‬‬
‫وحتقيق‪ :‬مصطفى عبد الق‪x‬ادر عط‪x‬ا‪ ،‬الناش‪x‬ر‪ :‬دار الكتب العلمي‪x‬ة‪ -‬ب‪x‬ريوت‪ ،‬الطبع‪x‬ة ‪ :‬األوىل‪-‬‬
‫‪1411‬ه‪1990-‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.4‬‬
‫جمل‪xx‬ة دع‪xx‬وة احلق‪ ،‬وهي جمل‪xx‬ة ش‪xx‬هرية تع‪xx‬ىن بالدراس‪xx‬ات اإلس‪xx‬المية و بش‪xx‬وؤن الثقاف‪xx‬ة والفك‪xx‬ر‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫تص ‪xx‬درها وزارة األوق ‪xx‬اف والش ‪xx‬ؤون اإلس ‪xx‬المية باململك ‪xx‬ة املغربي ‪xx‬ة‪ ،‬أسس ‪xx‬ت ‪1057‬م‪ ،‬الس ‪xx‬نة‬
‫السادسة واخلمسون ؛العدد ‪ 404‬صفر‪1434‬ه‪-‬يناير‪2013‬م‪.‬‬
‫املعيار املعرب واجلامع املغرب عن فتاوي أهل إفريقية واألندلس واملغرب‪ ،‬أليب العب‪xx‬اس أمحد‬ ‫‪.27‬‬
‫بن حيىي الونشريس ‪xx x‬ي (ت‪914‬ه)‪ ،‬خرج ‪xx x‬ه مجاع ‪xx x‬ة من الفقه ‪xx x‬اء بإش ‪xx x‬راف ال ‪xx x‬دكتور حمم ‪xx x‬د‬
‫حجي‪ ،‬نش‪xx‬ر وزارة األوق‪xx‬اف والش‪xx‬ؤون اإلس‪xx‬المية للمملك‪xx‬ة املغربي‪xx‬ة – اجلزء‪1401-1‬ه‪-‬‬
‫‪1981‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.12‬‬
‫معجم مق ‪xx x‬اييس اللغ ‪xx x‬ة‪ ،‬من ت ‪xx x‬أليف أمحد بن ف ‪xx x‬ارس بن زكري ‪xx x‬اء القزوي ‪xx x‬ين ال ‪xx x‬رازي‪ ،‬أب ‪xx x‬و‬ ‫‪.28‬‬
‫احلس ‪xx‬ني(ت‪395‬ه)‪ ،‬احملق ‪xx‬ق‪ :‬عب ‪xx‬د الس ‪xx‬الم حمم ‪xx‬د ه ‪xx‬ارون‪ ،‬الناش ‪xx‬ر‪ :‬دار الفك ‪xx‬ر‪1399-‬ه‪-‬‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫مع‪xx x‬امل الش‪xx x‬ريعة اﻹس‪xx x‬المية‪ ،‬لل‪xx x‬دكتور ص‪xx x‬بحي الص‪xx x‬احل‪ ،‬دار العلم للماليني‪،‬ب‪xx x‬ريوت‪ /‬لبن‪xx x‬ان‪،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫الطبعة الرابعة‪1982،‬م‪.‬‬
‫حرف( النون)‬
‫الن‪xx x‬وازل الفقهي‪xx x‬ة والت‪xx x‬اريخ‪...‬إض‪xx x‬اءة إبس‪xx x‬تيمولوجية(جمل‪xx x‬ة كلم‪xx x‬ة)‪ ،‬لل‪xx x‬دكتور عب‪xx x‬د ال‪xx x‬رحيم‬ ‫‪.30‬‬
‫احلسناوي‪ ،‬كاتب وباحث‪ ،‬جامعة حممد اخلامس بالرباط‪ /‬املغرب‪.‬‬
‫مناذج من جه‪xx‬ود فقه‪xx‬اء املالكي‪xx‬ة املغارب‪xx‬ة يف ت‪xx‬دوين الن‪xx‬وازل الفقهي‪xx‬ة‪ ،‬من ت‪xx‬أليف مب‪xx‬ارك ج‪xx‬زاء‬ ‫‪.31‬‬
‫احلريب‪ ،‬الطبعة ‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة الكويت‪ -‬الكويت‪.‬‬
‫نظ‪xx‬رات يف الن‪xx‬وازل الفقهي‪xx‬ة‪ ،‬حملم‪xx‬د حجي‪ ،‬من منش‪xx‬ورات اجلمعي‪xx‬ة املغربي‪xx‬ة للت‪xx‬أليف والرتمجة‬ ‫‪.32‬‬
‫والنشر‪ ،‬الطبعة األوىل‪1420-‬ه‪1999-‬م‪.‬‬
‫الن ‪xx‬وازل‪ ،‬ت ‪xx‬أليف الش ‪xx‬يخ عيس ‪xx‬ى بن علي احلس ‪xx‬ين العلمي‪ ،‬حتقي ‪xx‬ق اجمللس العلمي بف ‪xx‬اس‪ ،‬طب ‪xx‬ع‬ ‫‪.33‬‬
‫ب ‪xx‬أمر من جالل ‪xx‬ة املل ‪xx‬ك أم ‪xx‬ري املؤم ‪xx‬نني احلس ‪xx‬ن الث ‪xx‬اين رمحه اهلل – وزارة األوق ‪xx‬اف والش ‪xx‬ؤون‬
‫اﻹسالمية باململكة املغربية‪1406-‬ه‪./1986-‬‬
‫حرف (الهاء)‬
‫اهليئ ‪xx‬ة املكلف ‪xx‬ة باﻹفت ‪xx‬اء من س ‪xx‬نة ‪2004‬م إىل ‪2012‬م‪ ،‬وع ‪xx‬ددها‪ 51‬فت ‪xx‬وى‪ ،‬من منش ‪xx‬ورات‬ ‫‪.34‬‬
‫اجمللس العلمي األعلى بالرباط‪.‬‬
‫حرف ( الواو)‬
‫الوج ‪xx‬يز يف أص ‪xx‬ول الفق ‪xx‬ه ‪ ،‬لألس ‪xx‬تاذ ال ‪xx‬دكتور وهب ‪xx‬ة ال ‪xx‬زحيلي‪ ،‬الناش ‪xx‬ر‪ :‬دار الفك ‪xx‬ر املعاص ‪xx‬ر‪-‬‬ ‫‪.35‬‬
‫لبنان‪ -‬سورية ‪،‬الطبعة األوىل‪1419 -‬ه‪1998-‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.1‬‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪( :‬مفهوم الفتوى ومسارها التارخيي يف اململكة املغربية)‪9.........................‬‬
‫املبحث األول‪( :‬تعريف الفتوى وأحكامها العامة)‪10........................................‬‬
‫املطلب األول‪( :‬تعري‪xx x x x‬ف الفت‪xx x x x‬وى)‪-10.....................................................‬‬
‫‪11‬‬
‫املطلب الثاين‪( :‬مشروعية الفتوى)‪13-11...................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪( :‬مقاصد الفتوى وٌح كمها)‪13.............................................‬‬
‫املبحث الث ‪xx‬اين‪( :‬املس ‪xx‬ار الت ‪xx‬ارخيي للفت ‪xx‬وى يف اململك ‪xx‬ة املغربي ‪xx‬ة)‪-13.............................‬‬
‫‪15‬‬
‫املطلب األول‪( :‬الفت‪xx‬وى من‪xx‬ذ دخ‪xx‬ول االس‪xx‬الم ﺇىل املغ‪xx‬رب إىل ح‪xx‬دود س‪xx‬نة ‪1960‬م)‪-16.........‬‬
‫‪20‬‬
‫املطلب الثاين‪( :‬الفتوى باملغرب من سنة ‪1961‬ﺇىل ‪1980‬م)‪21.............................‬‬
‫املطلب الثالث‪( :‬الفتوى باملغرب من سنة ‪1981‬م ﺇىل ‪2004‬م)‪22-21.....................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬ا(لفتوى باملغرب من ‪2004‬ﺇىل العصر احلاضر)‪22.............................‬‬
‫الفص ‪xx‬ل الث ‪xx‬اين‪( :‬أص ‪xx‬ول الفت ‪xx‬وى يف اململك ‪xx‬ة املغربي ‪xx‬ة)‪...........................................‬‬
‫‪23‬‬
‫املبحث األول‪( :‬ض ‪xx‬وابط الفت ‪xx‬وى يف املغ ‪xx‬رب بني املاض ‪xx‬ي واحلاض ‪xx‬ر)‪.............................‬‬
‫‪24‬‬
‫املطلب األول‪( :‬تنظيم الفت ‪xx x‬وى يف املغ ‪xx x‬رب باملاض ‪xx x‬ي)‪-24.....................................‬‬
‫‪31‬‬
‫املطلب الثاين‪( :‬تنظيم الفتوى باملغرب يف العصر احلاضر)‪36-31..............................‬‬
‫املبحث الثالث‪( :‬مؤسسة اجمللس العلمي األعلى)‪36.........................................‬‬
‫املطلب األول‪( :‬التعريف باملؤسسة)‪36......................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪( :‬أدوارها واختصاصاهتا )‪37..................................................‬‬
‫خامتة‪( :‬نتائج وتوصيات)‪38..............................................................‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪44-39...........................................................‬‬

‫‪46‬‬

You might also like