Professional Documents
Culture Documents
محاضرة هيكلة المؤسسات -المحور الأول
محاضرة هيكلة المؤسسات -المحور الأول
من استقراء أحكام القانون التجاري يتضح بأنو ال يوجد نص يحدد مفيوم الشريك،
أن
غير أنو بالرجوع إلى أحكام المادة 416من القانون المدني يالحظ بأنيا تنص عمى ّ
"الشركة عقد بمقتضاه يمتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر عمى المساىمة في
نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو مال أو نقد ،بيدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو
تحقيق اقتصاد أو بموغ ىدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة.
كما يتحممون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك" .يستنتج من نص ىذه المادة أنو حتى يكتسب
الشخص صفة الشريك البد من أن تتوفر فيو جممة من الشروط األساسية والمتمثمة في:
-1ضرورة تقديم مقدمات :سواء أكانت عبارة عن مقدمات نقدية أو عينية أو صناعية ،فيذا
الشرط استند عميو غالبية الفقو واعتبروه كأساس لتحديد مفيوم الشريك ،واستبعدوا نتيجة لذلك
بعض األشخاص لعدم توفرىم عمى ىذا الشرط كالشريك المنضم باسم مستعار والذي لم
يقدم شيئا ولكن سمح باستعمال اسمو بدال من الشخص الحقيقي مقدم المقدمات ،وبالتالي
يظير كأنو شريك عادي يتمتع قانونا بنفس الحقوق التي يتمتع بيا الشريك في ظل الشركات
من حضور الجمعيات والتصويت عمى الق اررات والحصول عمى األرباح...إلخ .والشريك
مقدم مقدمات خيالية وىو الشخص الذي قدم مقدمات لالنضمام إلى الشركة ولكنيا غير
مطابقة لمحقيقة من حيث قيمتيا.
-2المساهمة في األرباح والخسائر :تعد مشاركة مقدم األموال في اقتسام األرباح والخسائر
النتيجة الحتمية الكتساب صفة الشريك ،وعميو يكون لو الحق في الحصول عمى األرباح
التي تحققيا الشركة ونصيب من الخسائر التي تحل بيا.
فحق الشريك في المشاركة في األرباح يعد كمقابل لممقدمات التي ساىم بيا عند
االنضمام .ويقصد باألرباح الكسب المادي أو المالي الذي يؤدي إلى الزيادة في ثروة
1
الشريك ،مع التنويو أنو قد أضاف المشرع بموجب التعديل الحاصل عمى المادة 416من
القانون المدني سنة ،1988عبارة "تحقيق اقتصاد أو بموغ ىدف اقتصادي ذي منفعة
مشتركة" والمراد بيما عدم تحقيق الشركة ال لمربح أو الخسارة ،أو تحقيق الربح دون توزيعو،
وبذلك اصبح مفيوم الربح مفيوما واسعا.
عموما فإن مشاركة الشريك في النتائج ال يجعمو بعيدا عن تحمل الخسائر التي
تتعرض ليا الشركة أثناء حياتيا ،ىذه األخيرة نص المشرع عمى أحكام دقيقة تتعمق بيا
نصت عمييا المادة 425من القانون المدني ،تمثمت في طريقتين لتوزيع األرباح والخسائر
يمكن تمخيصيا في:
-التوزيع النسبي :في حالة عدم تحديد كيفية توزيع األرباح والخسائر في القانون األساسين
فيكون التوزيع حسب نصيب كل واحد منيم بنسبة حصتو في رأس المال ،وىذه القاعدة ال
تعد من النظام العام حيث يجوز االتفاق عمى مخالفتيا.
-التوزيع االتفاقي :قد يتفق الشركاء عمى طريقة التوزيع ،فيطبق االتفاق حتى وان اتفقوا فقط
عمى كيفية توزيع األرباح عمى الخسائر أيضا .ويكون الشركاء ىنا ممزمين عمى تطبيق
اتفاقيم مع استبعاد شرط األسد الذي يراد بو أن يتحصل أحد الشركاء عمى كافة األرباح أو
يتحمل كل الخسائر ،فيو شرط باطل ولكنو يؤدي إلى بطالن شركات األشخاص بناء عمى
المادة 733من القانون التجاري ،دون شركات األموال.
-3شرط نية االشتراك :يعد ىذا الشرط من الشروط الجوىرية واألساسية لإلبقاء عمى حياة
الشركة وبدونو تعد الشركة باطمة بطالن مطمق ميما كان شكميا ،ويقصد بو أن تكون لكل
2
واحد من الشركاء النية في التعاون الفعال فيما بينيم لتحقيق اليدف من وراء انشاء الشركة.
ليذا فال يمكن اعتبار الشخص الذي ينضم إلى الشركة دون أن يتوفر فيو ىذا الشرط إال
شريكا بالمجاممة.
مع التنويو أنو ذىب جانب من الفقو الفرنسي إلى أن مفيوم الشريك ال يمكن إجمالو
في الشروط السالفة الذكر فحسب ،وانما أيضا في شرط التدخل في شؤون الشركة ،حيث أنو
ال تقتصر مسألة مراقبة شؤون الشركة عمى تحقيق األرباح وتوزيعيا ،بل كذلك تتعمق
بالحقوق المعنوية لمشركاء لمتدخل في اإلدارة والتسيير ،كحق حضور الجمعيات العامة،
والحق في التصويت ،بل وأكثر من ذلك إذ يجوز لمشركاء المساىمة في حياة الشركة
ونشاطيا دون حضور جمسات الجمعيات العامة وانما عن طريق طرح أسئمة كتابية.
-القاضي ،الذي يسمح لو في بعض الحاالت أن يقوم بتعيين مدير مؤقت (مدير قضائي
مؤقت) في حاالت معينة.
-محافظ الحسابات ،فيو ال يمكنو التصويت عمى ق اررات الشركة رغم امكانية حضوره
الجمعيات العامة ،فدوره يقتصر في اعداد تقرير حول المراقبة التي يقوم بيا عمى حسابات
الشركة.
يجدر الذكر ،أنو عادة ما ال تثير مسألة منح صفة الشريك صعوبة نظ ار ألن الشريك
ىو من يممك حصص اجتماعية ،اكتسبيا عن طريق االكتتاب أو االكتساب ،مجانا أو
3
بمقابل .غير أن األمر يبدو حساسا أكثر إذا ما تعمق بممكية حصص مجزأة أو عمى الشيوع.
وىذا ما سيتم تناولو فيما يمي:
قد تكون الحقوق االجتماعية عرضة لمتجزئة ،خاصة إذا ما تعمق الحال لمتحضير
لنقميا إلى األجيال الالحقة ،ففي ىذه الحالة يتار التساؤل حول ما ىي وضعية كل من مالك
الرقبة وصاحب االنتفاع؟ وىذا ما سيتم االجابة عميو كالتالي:
اتفق الجميع عمى أن مالك الرقبة لو صفة الشريك ،فمشاركتو في الق اررات ىي من
النظام العام ،حيث ال يمكن استبعاده بموجب بند في القانون األساسي .لكن المشاركة ال
تعني بالضرورة التصويت ،بمعنى أنو يجب استدعائو واعالمو مسبقا واعطائو إمكانية
حضور ال جمعيات ،وأن يعبر عن رأيو االستشاري .إال أن األمر يختمف في حالة ما إذا كان
القرار المراد اتخاذه يتعمق بتعديل القانون األساسي ،كمثال التصويت عمى انحالل الشركة أو
تحويميا أو اندماجيا أو انفصاليا...إلخ .فينا يقتضي الحال استدعاؤه ليس فقط من أجل
حضور الجمعية وتقديم رأيو االستشاري فحسب ،وانما من أجل التصويت عمى ق اررات
الجمعية العامة غير العادية ،وذلك ما أقرتو المادة 679من القانون التجاري بالنسبة لشركة
المساىمة.
بالمقابل ،وفي حالة وجود بنود في القانون األساسي تشير إلى إعطاء المنتفع حق
تمثيل مالك الرقبة في جميع الق اررات االجتماعية ميما كان موضوعيا ،فإنيا تعد كأنيا لم
تكن.
4
عموما ،فإلى جانب حق مالك الرقبة في التصويت عمى ق اررات الجمعية العامة غير
العادية ،فإنو يمكنو تقديم دعوى أمام القضاء يطمب فييا حل الشركة ،إضافة إلى حقو في
االطالع عمى وثائقيا وفقا لنص المادة 682من القانون التجاري.
اختمفت اآلراء الفقيية حول مدى إمكانية اكتساب المنتفع بالحصص أو األسيم لصفة
الشريك ،فيناك من رأى بأنو من غير الممكن أن نمنحو صفة الشريك ألنو ال يعد مالكا ليا،
والبعض اآلخر ذىب إلى القول بأنو يتمتع بصفة الشريك نظ ار ألنو ال يمكن أن نرفض ىذه
الصفة عمى من يتمتع بحقوق مالية وبعض الحقوق السياسية .ونتيجة لذلك فإن ىذا الرأي
يضفي صفة الشريك لكل من مالك الرقبة والمنتفع عمى أساس أن تجزئة الحصص
االجتماعية يؤدي إلى تجزئة صفة الشريك.
تعد مسألة معرفة ما إن كان المنتفع شريكا أم ال في غاية األىمية ،السيما إذا ما
طرح النزاع أمام القضاء ،فيل يمكن لممنتفع أن يرفع دعوى من أجل تعيين خبير التسيير أو
دعوى الشركة الفردية؟ والتي ال يجوز قبوليما إال من طرف شخص لو صفة الشريك .لذلك،
أن ىذا النوع من القضايا يمكن رفعيا سواء من قبل مالك الرقبة
رأى جانب من الفقو الفرنسي ّ
أو المنتفع نظ ار ألن كل واحد منيما لو مصمحة في حماية حقوقو الناتجة عن الحصص.
عمى كل ،فإنو يحق لممنتفع حضور جمسات الجمعيات العامة بما فييا السنوية ،ولو
الحق في التصويت عمى ق اررات الجمعية العامة العادية دون الجمعية العامة غير العادية
(المادة 679ق.ت.ج) ،وكذا حق االطالع عمى وثائق الشركة (المادة 682ق.ت.ج)،
زيادة عن استعمالو لمحق التفاضمي لالكتتاب سواء الكتتاب أسيم جديدة أو بيع الحقوق،
وىذا في حالة إىمال مالك الرقبة القيام بذلك نيابة عنو.
5
-2مالكي الحقوق االجتماعية عمى الشيوع
نكون بصدد حصص عمى الشيوع نتيجة تركة أو شيوع اتفاقي ،غير أنو لم ينظم
المشرع الحصص في الشيوع بصفة دقيقة في القانون التجاري ،بل اكتفى بالنص عمى ىذه
الحالة في مادتين فقط ىما 679و 682منو والخاصتين بشركة المساىمة فقط .وبالرجوع
إلى األحكام القضائية الفرنسية يتضح بأن الشيوع ال يعتبر شريكا ألنو ليس لديو الشخصية
أن كل واحد عمى الشيوع لو صفة التاجر ،إالّ أنو فيما يخص ممارسة
المعنوية .مع االشارة ّ
الوظائف داخل الشركة ،فإن الشريك في الشيوع يختمف عن الشريك المالك لمحصص بصورة
خاصة ،حيث أن سوء التفاىم بين المالكين لمحصص عمى الشيوع قد يمس بحسن سير
الشركة ،ليذا البد من التمييز بين الوظائف االجتماعية التي يجب أن تمارس بصفة جماعية
وتمك التي يمكن ممارستيا بصورة فردية.
فيما يتعمق بالحق في التصويت فإنو "يمثل المالكون الشركاء لألسيم المشاعة في
الجمعيات العامة بواحد منيم أو بوكيل وحيد .فإذا لم يحصل اتفاق ،عين الوكيل من القضاء
بناء عمى طمب أحد المالكين الشركاء الذي ييمو االستعجال" .وفقا لنص المادة 679في
فقرتيا الثانية من القانون التجاري .ولكن ما ىي الشروط التي يمكن بموجبيا تعيين ىذا
الممثل؟ فيل باإلمكان في ىذه الحالة تطبيق أحكام المادة 716من القانون المدني والتي
تنص عمى أنو بإمكان الشركاء الذين يمثمون أغمبية المال الشائع من اتخاذ الق اررات المتعمقة
بإدارة الحق المشاع .فالنص يخص تعيين وكيل من أجل القيام بأعمال اإلدارة ،وعميو فمن
المنطقي أن يتخذ القرار باألغمبية وليس باإلجماع.
أما با لنسبة لمسألة االطالع عمى وثائق الشركة فإن كل واحد من الشركاء في الشيوع
يمكنو ممارسة ىذا الحق بصورة فردية بناء عمى المادة 682من القانون التجاري .ونفس
الحكم يقال بالنسبة لحضور كل واحد منيم في الجمعيات بالرغم من تعيين وكيل يمثميم.
وكذا ممارسة دعوى الشركة الفردية أو طمب تعيين خبير التسيير.
6
تبعا لذلك ،سيتم التطرق لسمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة (المبحث األول)،
تم لسمطتيم عن طريق االستشارة القانونية (المبحث الثاني).
يترتب عن وجوب انعقاد الجمعيات العامة ،قيام حق الشريك بالحضور فييا ،ويعتبر
ىذا الحق عاما بالنسبة لكافة الشركات ،نظ ار ألنو جزء ال يتج أز من الجمعية العامة،
فحضوره ضروري لمموافقة أو رفض الق اررات المعروضة عمييا والتي قد تكون في معظم
األحيان مصيرية تؤثر عمى استمرارىا .فالجمعية العامة تعد "أفضل تنظيم وأحسن ضمان يتم
فيو التقاء جميع الشركاء ،حتى يتسنى ليم مناقشة أعمال الشركة ومعرفة وضعيا الحقيقي".
يعد الحق في التصويت من أىم الحقوق الجوىرية األساسية والتي تختمف عن الحق
في حضور الجمعيات العامة ،فالتصويت في إطار الجمعيات ىو مخول لمشريك أو لموكيل
عنو فقط ،حيث أنو حتى وان سمح في بعض األحيان لبعض األشخاص من حضور
الجمعيات العامة كمحافظ الحسابات ،والخبير المحاسب ،وممثمي حممة سندات
االستحقاق...إلخ .إال أنو ال يمكنيم ممارسة حق التصويت ألن ىذا األخير يمثل السمطة
السيادية لمشريك.
تنبغي اإلشارة أنو في ظل شركات األشخاص السيما شركة التضامن فإن كل شريك
لو الحق في صوت واحد ،ما لم ينص القانون األساسي عمى خالف ذلك ،كأن تكون كل
حصة يقابميا صوت واحد .وىو نفس الشيء بالنسبة لمشريك المتضامن في شركة التوصية
البسيطة ،ويرجع ذلك في كون ىذه الشركات قائمة عمى االعتبار الشخصي.
7
سيتم تناول سمطة الشركاء في ظل الجمعيات العامة لشركة التضامن (الفرع األول)،
تم في إطار شركة التوصية البسيطة (الفرع الثاني).
نظ ار ألن شركات التضامن تعد النموذج األمثل لشركات األشخاص القائمة عمى
االعتبار الشخصي ،فقد نص المشرع بناء عمى أحكام المادة 556من القانون التجاري أن
الق اررات في ىذه الشركة تتخذ وفقا لقاعدة االجماع ،أي بالموافقة الجماعية لمشركاء نظ ار
لمسؤولية الشريك غير المحدودة والتضامنية عن ديون الشركة.
تعد ىذه القاعدة إلزامية ما لم ينص القانون األساسي عمى أنو يجوز أخذ بعض
الق اررات بأغمبية محددة ،مع التنويو أنو رأى جانب من الفقو الجزائري أنو بالنسبة لمق اررات
المؤدية لتعديل القانون األساسي فإنو يقتضي المنطق استبعاد استثناء األغمبية عمى الرغم
أن ىذا
من أن المشرع يجيز إدراجو في القانون األساسي ،ولعل السبب في ذلك يرجع إلى ّ
النوع من الق اررات من شأنو أن يشكل خطورة قد تؤثر عمى وجود الشركة.
عموما ،فإن قاعدة االجماع قد تكون في بعض األحيان من النظام العام (أوال)
وبالتالي ال يجوز مخالفتيا ،وأحيانا أخرى قد ال تكون كذلك (ثانيا) مما يسمح باالتفاق عمى
مخالفتيا.
أوال :ق اررات الشركاء المتخذة باإلجماع والتي تعد من النظام العام
من استقراء أحكام القانون التجاري يتبين بأن ىناك بعض الق اررات في شركة التضامن
التي تتخذ وفقا لقاعدة اإلجماع تأخذ حكم النظام العام ،إذ ال يمكن االتفاق عمى مخالفتيا،
وىي تتعمق بالمسائل التالية:
8
-1الق اررات المتعمقة بعزل المدير القانوني والشريك االتفاقي في شركة التضامن
وفقا ألحكام المادة 559في فقرتيا األولى من القانون التجاري ،فإنو البد من مراعاة
صفة المدير المراد عزلو من حيث كونو مدي ار قانونيا أو اتفاقيا أو غير اتفاقي ،شريكا أم
غير شريك ،ألن عزل المدير الشريك القانوني واالتفاقي ال يكون إال بإجماع آراء الشركاء
اآلخرين .ويرجع السبب في تشدد المشرع في كيفية اتخاذ قرار العزل ىنا إلى كون ىذا
األخير يؤدي إلى ح ّل الشركة ،األمر الذي يترتب عميو تعديل القانون األساسي .وقاعدة
االجماع المنصوص عمييا ىنا تخص فقط الشركاء اآلخرين سواء أكانوا من المديرين أم ال،
أي ما عدا المدير المراد عزلو ،ويعتبر ىذا استثناء عن القاعدة العامة التي تعطي الحق لكل
شريك في التصويت .ويعد ىذا األمر منطقيا ألنو لو سمحنا لممدير المراد عزلو المشاركة في
اتخاذ القرار لما أمكن تحقق االجماع.
ثانيا :ق اررات الشركاء المتخذة باإلجماع والتي ال تعد من النظام العام
يراد بيا تمك الق اررات التي يجوز لمشركاء االتفاق عمى مخالفتيا في القانون األساسي
إما بإدراج أغمبية بسيطة أم مشددة ،إال أنو في حالة عدم وجود اتفاق فإنو تطبق بصددىا
قاعدة اإلجماع ،من ىذه الق اررات:
9
-1الق اررات المتعمقة بالسنة المالية
يعد انعقاد الجمعية العامة السنوية في شركة التضامن أم ار غير إجباري في حالة ما
إذا كان كل الشركاء مديرين ،أي عندما نكون أمام ما يسمى بالمدير القانوني ،والسبب في
ذلك يرجع إلى كون كل شريك عمى عمم واطالع جيد بالوضعية الحقيقية لمشركة ،وذلك عمى
خالف شركة التوصية البسيطة التي ال يمكن استبعادىا ألن الشريك الموصي ممنوع من
اإلدارة ،وبالتالي فيو ليس عمى اطالع بوضعية الشركة.
أما في غير ىذه الحالة فانعقادىا يعد إجباريا وتؤخذ الق اررات بموجبيا وفقا لنص
المادة 556في فقرتيا األولى من القانون التجاري ،والتي تشير إلى تطبيق قاعدة االجماع
في حالة عدم نص القانون األساسي عمى أغمبية محددة.
بالنسبة لمق اررات المتعمقة بتعديل القانون األساسي فتؤخذ بناء عمى المادة المذكورة
أعاله ،أي وفق ألحكام القانون األساسي وعند عدم وجود بند اتفاقي فتطبق قاعدة االجماع،
غير أنو عمى الرغم من ذلك فقد رأى جانب من الفقو الجزائري بأن األمر يقتضي في ىذه
الحالة استبعاد استثناء األغمبية المشار إليو في الفقرة األولى من المادة 556من القانون
التجاري حتى وان كان المشرع يجبر إدراج شرط ينص عميو .ولعل السبب في ذلك يرجع إلى
أن الق اررات المعدلة لمقانون األساسي ىي ق اررات تشكل نوع من الخطورة بالنسبة لمشركة.
يخص األمر ىنا المدير الشريك غير االتفاقي الذي يستمزم عزلو بإجماع الشركاء
اآلخرين سواء أكانوا مديرين أم ال عند عدم االتفاق عمى الشروط المقررة لذلك في القانون
األساسي ،نظ ار ألن عزل ىذا النوع من المديرين يؤدي إلى حل الشركة وفقا لنص المادة
559في فقرتيا الثانية من القانون التجاري.
10
-4الق اررات المتعمقة بحالة إفالس أو منع الشريك من ممارسة مهنته التجارية أو فقدان األهمية
أشارت المادة 563من القانون التجاري عمى أنو البد من تطبيق قاعدة االجماع عند
التصويت عمى استم اررية شركة التضامن في حالة إفالس الشريك أو منعو من ممارسة
مينتو التجارية عند عدم وجود اتفاق الشركاء في القانون األساسي .مع التوضيح أن الشريك
المعرض لتمك الحاالت ال يمكنو المشاركة في التصويت.
مبدئيا فإنو تنتيي شركة التضامن بوفاة أحد الشركاء ألنيا تقوم عمى االعتبار
الشخصي ،غير أنو يجوز استثناء أن ينص القانون األساسي عمى خالف ذلك ،بمعنى أن
تستمر الشركة رغم وفاة الشريك سواء مع باقي الشركاء أو مع ىؤالء وورثة الشريك المتوفي
(المادة 562ق.ت.ج) .وفي حالة عدم إشارة القانون إلى ذلك وقرر الشركاء استمرار
الشركة سواء مع بعضيم البعض أو مع ورثة المتوفي ،فإن القرار في ىذه الفرضية يؤخذ
باإلجماع وفقا لنص المادة 556في فقرتيا األولى من القانون التجاري .عمى أنو يعتبر ورثة
الشريك القصر في حالة استمرار الشركة مسؤولين عن ديون الشركة مدة قصورىم إال بقدر
أموال تركة مورثيم.
غير أن ىذا الحل وان كان صائبا عند إصدار األمر رقم 59-75المؤرخ في 26
سبتمبر 1975والمتضمن القانون التجاري ،إالّ أنو أصبح في وقتنا الحالي ومند صدور
المرسوم التشريعي رقم 08-93المؤرخ في 25أبريل 1993المعدل والمتمم ليذا القانون
غير منطقيا ،السيما وأن المشرع قد اعترف مند ذلك التاريخ بشركة التوصية البسيطة التي
ىي من شركات األشخاص وتتكون من نوعين من الشركاء (شركاء متضامنين وشركاء
موصين) ،ليذا كان من األحسن بالمشرع أن ينص عمى تحويميا إلى ىذا النوع من الشركات
11
في حالة دخول ورثة قصر إلى شركة التضامن بحيث أن ىؤالء ينضمون كشركاء موصين،
وىو الحل الذي تبناه المشرع الفرنسي.
ما عدا الق اررات المشار إلييا أعاله ،والتي تكون فييا قاعدة االجماع من النظام العام،
فإنو يمكن لمشركاء االتفاق عمى مخالفة ىذه القاعدة شريطة أن يتم النص عمى ذلك في
القانون األساسي (المادة 1/556ق.ت.ج) ،ويكون ذلك باتفاقيم عمى أن يتم التصويت عمى
الق اررات إما باألغمبية المزدوجة في عدد الشركاء وفي رأس المال أو باألغمبية البسيطة في
عدد الشركاء أو في رأس المال فقط.
عمى كل ،فإنو يتمتع الشركاء بمطمق الحرية في تحديد ىذه األغمبية في القانون
األساسي ،سواء تعمق األمر بالق اررات التي تخص استم اررية الشركة في حالة االفالس أو
منع الشريك من ممارسة مينتو التجارية أو فقدان األىمية أو الوفاة أو تمك المتعمقة بالتصويت
عمى عزل المدير الشريك غير االتفاقي أو المدير غير الشريك سواء أكان اتفاقيا أم غير
اتفاقي ،مع التنويو أنو يتم عزل ىذا األخير في حالة عدم نص القانون األساسي عمى ذلك
بأغمبية أصوات الشركاء ،أو تعديل القانون األساسي لمشركة أو المصادقة عمى حساباتيا.
تتخذ الق اررات في شركة التوصية البسيطة وفق الشروط المحددة في القانون األساسي
بناء عمى المادة 563مكرر 4في فقرتيا األولى من القانون التجاري .فإذا أشارت بنود
القانون األساسي عمى كيفية اتخاذ القرار فال يثار أي إشكال ،وانما الصعوبة تظير عند
سكوت القانون األساسي عمى اإلشارة إلى ذلك ،فما ىو الحل؟
لإلجابة عمى ىذا التساؤل يمكن القول بأنو وفقا لنص المادة 563مكرر من القانون
التجاري فإنو "تطبق األحكام المتعمقة بشركات التضامن عمى شركة التوصية البسيطة مع
12
مراعاة القواعد المنصوص عمييا بالنسبة ليذه الشركة" السيما المادة 556في فقرتيا األولى
من القانون التجاري والمتعمقة بكيفية اتخاذ القرار.
لذلك ،سيتم التطرق بداية لمق اررات التي تؤخذ وفقا لقاعدة االجماع (أوال) ،تم لمق اررات
التي ال يتطمب أخذىا وفقا ليذه القاعدة (ثانيا).
ىناك أحكام خاصة في شركة التوصية البسيطة تنص عمى تطبيق قاعدة االجماع
لصحة اتخاذ بعض الق اررات ،وتتمثل كاآلتي:
-2الق اررات المتعمقة باستمرار الشركة في حالة االفالس أو التسوية القضائية أو المنع من
ممارسة مهنة تجارية أو فقدان األهمية
يؤدي إفالس الشريك المتضامن أو خضوعو لمتسوية القضائية ،أو منعو من مزاولة
التجارة أو فقدانو لألىمية إلى انحالل شركة التوصية البسيطة ،إالّ أنو سمح المشرع لمشركاء
اآلخرين أن يقرروا استمرارىا فيما بينيم عند وجود شريك متضامن أو أكثر ،ويتخذ القرار في
ىذه الفرضية بموافقة كافة الشركاء ،أي بناء عمى قاعدة االجماع (المادة 563مكرر 2/10
ق.ت.ج.).
13
ثانيا :الق اررات التي ال يشترط أخذها وفقا لقاعدة االجماع
ما عدا تمك الق اررات التي نص المشرع صراحة عمى أنيا تؤخذ وفقا لقاعدة االجماع،
فإن الق اررات األخرى يجوز أخذىا إما وفقا لألغمبية المشار إلييا في أحكام القانون التجاري
أو بناء عمى اتفاق الشركاء ،ومن ىذه الق اررات:
-1الق اررات المتعمقة بالتنازل عن حصص الشريك الموصي أو جزء من حصص الشريك
المتضامن
أ-التنازل عن حصص الشريك الموصي :والذي يكون بمطمق الحرية إذا كان ألحد الشركاء ،وال
ييم إن كان ىذا األخير شريكا متضامنا أم موصيا ،أما إذا كان لشخص أجنبي فيتخذ القرار
بموافقة كافة الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين الممثمين ألغمبية رأسمال (المادة 2/563
ق.ت.ج.).
من استقراء أحكام القانون التجاري فإنو "يمكن تقرير تعديل القوانين األساسية بموافقة كل
الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين الممثمين أغمبية رأسمال" (المادة 563مكرر 8منو) .مع
اإلشارة إلى أنو وان ّبين المشرع كيفية اتخاذ الق اررات غير العادية في ظل شركة التوصية البسيطة
كمثال ق ار ار زيادة أو خفض رأسمال الشركة ،تحويميا...إلخ .إال انو لم يجبر الشركاء عمى احترام
ىذه األغمبية والدليل عمى ذلك أنو استعمل عبارة "يمكن" أي يجوز بدال من كممة "يتقرر" أو
14
"يجب" ،فاألمر ىنا بالنسبة لمشركاء جوازي ،إذ يمكنيم إما اتخاذ القرار بموجب ىذه األغمبية أو
بأغمبية أخرى قد يتفقون عمييا.
-3الق اررات المتعمقة بتحويل شركة التوصية البسيطة عند وفاة الشريك المتضامن
تستمر شركة التوصية البسيطة رغم وفاة الشريك الموصي وحتى وان توفي الشريك
المتضامن وسمح القانون الساسي صراحة بذلك ،ففي ىذه الحالة فإذا انضم ورثة الشريك المتوفي
إلى الشركة فإنيم يصبحون شركاء موصين بيا ميما كانت صفة الشريك المتوفي ( 1/563مكرر
9ق.ت.ج .).فاألمر ىنا ال يثير أي إشكال ،ولكن الصعوبة تثور في حالة ما إذا كان المتوفي
ىو الشريك المتضامن الوحيد ،وكان ورتثو كميم قصر غير راشدين .أجابت أحكام القانون التجاري
عمى ىذه المسألة بإعطاء حمين وىما إما:
-أو تحويل الشركة في أجل سنة ابتداء من تاريخ الوفاة .وىنا يمكن القول بأن القرار يخص تعديل
القانون األساسي ،لذلك يؤخذ وفقا لمكيفية المتعمقة بو( .المادة 563مكرر.)8
لم ينص المشرع صراحة عمى كيفية اتخاذ قرار عزل المسير في شركة التوصية البسيطة،
ليذا رأى جانب من الفقو الجزائري بأنو ال يمكن تطبيق أحكام شركة التضامن في ىذا الشأن ألن
بيا نوعين من الشركاء ،األمر الذي يستدعي إخضاعيا لمقواعد المتعمقة باتخاذ القرار أو تعديل
القانون األساسي والخاصة بيذه الشركة.
غير أن تيار آخر رأى بأنو بما أن المادة 563مكرر من القانون التجاري تحيمنا إلى
تطبيق أحكام شركة التضامن ،فإنو يطبق في ىذا الصدد نص المادة 559من نفس القانون.
15
المطمب الثاني :سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لشركة األموال
سبقت اإلشارة إلى أنو تختمف الجمعيات العامة في شركات األموال والتي يتم من خالليا
اتخاذ الق اررات بحسب الغرض الذي تنعقد من أجمو ،فإذا تعمق االجتماع بحسابات السنة المالية أو
بالق اررات المتعمقة بالسير العادي لمشركة فنكون أمام جمعية عامة عادية ،أما إذا خص األمر
الق اررات التي تعدل القانون األساسي وىيكمة الشركة فيرجع االختصاص لمجمعية العامة غير
العادية.
عموما ،فإنو تعد الجمعية العامة العادية صاحبة السيادة في شركات األموال ،إذ خوليا
المشرع صالحيات عديدة ما عدا تعديل القانون األساسي ،كصالحية تعيين المديرين وعزليم ،منح
التراخيص لمقيام ببعض العمميات ،وتوزيع األرباح...إلخ ،إضافة إلى دورىا في المراقبة والمصادقة
عمى حسابات السنة المالية .أما الجمعية العامة غير العادية فيي صاحبة االختصاص االستئثاري
لتعديل القانون األساسي.
مع العمم أنو تختمف كيفية التصويت عمى الق اررات قبل الشركاء في ظل شركات األموال
وذلك بحسب كل نوع من أنواع شركاتيا ،وىذا ما سيتم التطرق لو فيما يمي:
الفرع األول :سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لمشركة ذات المسؤولية المحدودة
عند الحديث عن الشركة ذات المسؤولية المحدودة البد من اإلشارة إلى أنو ال يمكن أن
نتوقع وجود جمعية عامة عادية بالمؤسسة ذات الشخص الواحد وذات المسؤولية المحدودة لسبب
بسيط أن الشريك الوحيد ىو من يمارس السمطات المخولة لجمعية الشركاء بناء عمى المادة 564
في فقرتيا الثالثة من القانون التجاري .وعميو ،فيو من يتخذ القرار لوحده .فوجود الجمعيات العامة
يقتصر فقط عمى الشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء في ىذا النوع من الشركات،
والتي قد تكون إما جمعية عامة سنوية أو غير سنوية.
يجوز لكل شريك في الشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء أن يشارك في
الق اررات ،ولو عدد من األصوات يعادل عدد الحصص التي يممكيا في الشركة .ولو أن ينيب عنو
16
شريكا آخر أو زوجو ،وال يسوغ لو أن ينيب عنو شخصا آخر إالّ إذا اجاز ذلك القانون صراحة.
كما ال يسوغ لو أن يعين وكيال لمتصويت عن جزء من حصصو ،ويصوت بنفسو عن الجزء اآلخر
(المادة 2/581و 3ق.ت.ج.).
تتخذ الق اررات في إطار الجمعيات العامة في ظل الشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة
الشركاء من واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثمون أكثر من نصف رأسمال الشركة .واذا لم
تحصل ىذه األغمبية في المداولة األولى ،وجب دعوة الشركاء واستشارتيم مرة ثانية حسب
األحوال ،وتصدر الق اررات بأغمبية األصوات ميما كان مقدار جزء رأسمال الممثل ،ما لم ينص
القانون األساسي عمى شرط يخالف ذلك (المادة 582ق.ت.ج .).يتضح بأن المشرع ربط القرار
في المداولة األولى برأسمال ،أما في المداولة الثانية فبعدد األصوات بغض النظر عن رأسمال
الممثل ،عمى أنو يمكن لمقانون األساسي أن ينص عمى أغمبية أقوى أو أقل.
مع اإلشارة أنو بالنسبة لكيفية اتخاذ قرار تعيين المدير في ىذه الشركة سواء في القانون
األساسي أو بعقد الحق ال يكون إال وفقا لمشروط المنصوص عمييا في الفقرة األولى من المادة
582من القانون التجاري (المادة 3/576ق.ت.ج.).
أما الق اررات في إطار الجمعية العامة غير العادية ،فتكون وفقا لنص المادة 586من
القانون التجاري ،أي بموافقة أغمبية الشركاء الذين يمثمون ¾ من رأسمال الشركة ما لم ينص
القانون األساسي عمى خالف ذلك .وبالتالي يكون المشرع قد نص عمى األغمبية المزدوجة أي
األغمبية العددية والقيمية معا .غير أنو تستثنى من ىذه القاعدة:
وفقا لنص المادة 579من القانون التجاري فإنو "يعزل المدير بقرار من الشركاء الممثمين
ألكثر من نصف رأسمال الشركة ،ويعتبر كل شرط مخالف كأن لم يكن ."...ونتيجة لذلك ،فإنو ال
يجوز إدراج شرط في القانون األساسي ينص عمى أغمبية أقل أو أشد من األغمبية المنصوص
عمييا في ىذه المادة.
17
-2الق اررات المتعمقة بالتنازل عن الحصص لألزواج واألصول والفروع والشركاء
تكون بمطمق الحرية بناء عمى المادة 570من القانون التجاري ،مع العمم أنو بالنسبة
لمتنازل عن الحصص ألحد الشركاء عمى الرغم من أن المشرع لم يشر إلى ذلك في أحكام ىذا
القانون ،إال أنو اعتبر البعض أن الشريك يأخذ حكم األقارب ،وبالتالي تكون إحالة الحصص إليو
بمطمق الحرية.
تطمب المشرع ضرورة توافر قاعدة االجماع إذا ما تعمق األمر بتحويل الشركة ذات
المسؤولية المحدودة إلى شركة التضامن ،ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أنو سوف ترفع التزامات
الشركاء إذا ما تحولت الشركة ذات المسؤولية المحدودة إلى شركة التضامن ،ألنو بعدما كان
الشريك مسؤوال مسؤولية محدودة عن ديونيا تتغير مسؤوليتو إلى مسؤولية غير محدودة وتضامنية.
الفرع الثاني :سمطة الشركاء في إطار الجمعية العامة لشركة المساهمة والتوصية باألسهم
تتخذ الق اررات في إطار الجمعية العامة لشركة المساىمة بتوافر النصاب القانوني واألغمبية
المشترطة .ففي الدعوة األولى يجب أن يحوز عدد المساىمين الحاضرين أو الممثمين عمى األقل
ربع (¼) األسيم التي ليا الحق في التصويت ،وال يشترط أي نصاب في الدعوة الثانية (المادة
أن اجتماع الجمعية العامة العادية يكون صحيحا ميما كان الجزء
2-1/675ق.ت.ج ،).بمعنى ّ
الذي يمثمو الحاضرون.
أما فيما يخص األغمبية المشترطة لممصادقة عمى القرار فتتمثل في أغمبية األصوات
المعبر عنيا وال تؤخذ بعين االعتبار األوراق البيضاء إذا ما أجريت العممية عن طريق االقتراع
(المادة 3/675ق.ت.ج.).
بالنسبة لكيفية اتخاذ الق اررات داخل الجمعية العامة غير العادية فقد نص المشرع بأنو "ال
يمكن أن تتداول إال إذا كان عدد المساىمين الحاضرين أو الممثمين يممكون النصف عمى األقل
من األسيم في الدعوة األولى ،وعمى ربع األسيم ذات الحق في التصويت أثناء الدعوة الثانية ،فإذا
18
لم يكتمل ىذا النصاب األخير جاز تأجيل اجتماع الجمعية الثانية إلى شيرين عمى األكثر وذلك
من يوم استدعائيا مع بقاء النصاب المطموب ىو الربع (¼) دائما"( .المادة 2/674ق.ت.ج).
يستنتج من ىذا أن المشرع قد حدد نصابا قانونيا النعقاد الجمعية العامة غير العادية وبدونو ال
تنعقد ىذه األخيرة ،وال يمكنيا مناقشة واتخاذ ق اررات بشأن المشاريع المقترحة في جدول األعمال،
واذا انعقدت تعد الجمسة باطمة.
تنبغي اإلشارة إلى أنو إذا توافر النصاب القانوني فإنو تبث الجمعية العامة غير العادية
فيما يعرض عمييا بأغمبية ثمثي ( )3/2األصوات المعبر عنيا ،عمى أنو ال تؤخذ األوراق البيضاء
بعين االعتبار إذا ما أجريت العممية عن طريق االقتراع (المادة 3/674ق.ت.ج.).
ىنا األمر يستدعي موافقة كل المساىمين ،أي قاعدة االجماع لما ليذا القرار من نتائج
خطيرة تكمن في زيادة التزامات المساىمين.
-2الق اررات المتعمقة بتحويل شركة المساهمة إلى شركة التوصية البسيطة
وفقا ألحكام القانون التجاري ( المادة 715مكرر 17في فقرتيا الثانية) فإنو يشترط موافقة
كل الشركاء الذين يقبمون أن يصبحوا شركاء متضامنين.
-4الق اررات المتعمقة بتحويل شركة المساهمة إلى الشركة ذات المسؤولية المحدودة
تتخذ باألغمبية المشددة بناء عمى نص المادة 715مكرر 17في فقرتيا الثالثة من القانون
التجاري.
19
-5الق اررات المتعمقة بتحويل شركة المساهمة إلى شركة التوصية باألسهم
يتم اتخاذ ىذا القرار بموافقة أغمبية المساىمين الممثمين لثالثة أرباع (¾) رأسمال الشركة.
-6الق اررات المتعمقة بزيادة رأسمال بضم االحتياطات أو األرباح أو عالوة االصدار أو تحويل
سندات االستحقاق
تتخذ ىذه الق اررات وفق شروط النصاب واألغمبية المقرر لمجمعية العامة العادية.
تجدر المالحظة إلى أنو بالنسبة لشركة التوصية باألسيم فقد تغاضى المشرع عن تبيان
كيفية اتخاذ القرار في الجمعية العامة العادية ،ولم يشر إال لحالة واحدة تتمثل في قرار منح أجرة
لممسير والذي يكون بموافقة الشركاء المتضامنين باإلجماع ،فما ىو الح ّل؟ لإلجابة عمى ىذا
التس اؤل فإنو يمكن القول بأنو تطبق عمييا أحكام شركة المساىمة بناء عمى المادة 715ثالثا في
فقرتيا الثالثة من القانون التجاري ،مع استبعاد أحكام شركة التوصية البسيطة لعدم وجود جمعية
عامة عادية بيا.
أما الق اررات الصادرة عن الجمعية العامة غير العادية لشركة التوصية باألسيم ،فتتخذ وفقا
لنص المادة 715ثالثا 8من القانون التجاري ،أي بموافقة كل الشركاء المتضامنين وألغمبية ثمثي
رأسمال الشركاء الموصين .عمى أنو ترد عمى ىذه القاعدة استثناءات تتمثل في أن تحويل شركة
التوصية باألسيم إلى شركة المساىمة أو ذات المسؤولية المحدودة يتقرر بموافقة أغمبية الشركاء
المتضامنين (المادة 715ثالثا .)10
الفرع الثالث :سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لشركة المساهمة البسيطة
اعترف المشرع بشركة المساىمة البسيطة بموجب القانون رقم 09-22المؤرخ في 5مايو
2022المعدل والمتمم لألمر رقم 59-75المؤرخ في 26سبتمبر 1975والمتضمن لمقانون
التجاري (الج.ر .المؤرخة في 14مايو ،2022العدد ،32ص.)13.وتتخذ الق اررات الصادرة عن
20
الجمعية العامة العادية وغير العادية في ظل ىذه الشركة وفقا لمشروط المحددة في القانون
األساسي السيما تمك المتعمقة بزيادة واستيالك وتخفيض أرسمال واالندماج واالنفصال وحل الشركة
وتحويميا إلى شكل آخر وتعيين محافظي الحسابات والحسابات السنوية واألرباح والتي تتخذ وفقا
لمكيفيات المحددة في القانون األساسي (المادة 715مكرر 137ق.ت.ج .).غير أن االشكال
يثار في حالة سكوت أحكام القانون األساسي عن تبيان كيفية اتخاذ القرار فما ىو الح ّل؟ بالرجوع
إلى نص المادة 715مكرر 135من القانون التجاري ،فإنو "باستثناء األحكام المنصوص عمييا
في المواد 1/601 ،4/594و 715 ،619 ،610 ،607مكرر 15من ىذا القانون ،فإنو تطبق
عمييا األحكام المتعمقة بشركات المساىمة ،ما لم تتعارض مع األحكام الخاصة المنصوص عمييا
في ىذا القسم".
استثناء عن قاعدة وجوب اجتماع الجمعيات العامة لمناقشة المسائل المتعمقة بحياة الشركة
من أجل التصويت عمييا ،سمح المشرع لمشركاء باتخاذ الق اررات عن طريق االستشارة الكتابية في
كل من شركات األشخاص بناء عمى المادتين 556في فقرتيا الثانية و 563من القانون التجاري،
والشركات ذات المسؤولية المحدودة وفقا لممادة 582من نفس القانون ،التي أشارت إلى أنو "تتخذ
الق اررات في الجمعيات أو خالل االستشارات الكتابية من واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثمون
أكثر من نصف رأسمال الشركة" .أما بالنسبة لشركات األخرى (شركة المساىمة والتوصية باألسيم
والمساىمة البسيطة) فيي تعد غير جائزة ،حيث يعد انعقادىا أم ار إجباريا.
فماىي االستشارة الكتابية؟ وما ىو ميدان تطبيقيا؟ وماىي شروطيا؟ وكيف يتم إجراء
التصويت بواسطتيا؟
لإلجابة عمى ىذه األسئمة البد من التطرق أوال لماىية االستشارة الكتابية (المطمب األول)،
تم لميدان تطبيقيا وشروط وكيفية إجراء التصويت بموجبيا (المطمب الثاني).
21
المطمب األول :ماهية االستشارة الكتابية
عند الحديث عن ماىية االستشارة يجب التطرق بداية لمفيوميا (الفرع األول) ،وبعدىا
القيام بعممية تمييزىا عن األسئمة الكتابية (الفرع الثاني).
بالرجوع إلى أحكام القانون التجاري يتضح بأن المشرع قد نص صراحة عمى االستشارة
الكتابية في المادتين 556في فقرتيا الثانية والمتعمقة بشركة التضامن والمطبقة عمى شركة
التوصية البسيطة بناء عمى المادة 563مكرر ،والتي جاء فييا أنو " ...يمكن أن ينص القانون
األساسي عمى أن تؤخذ الق اررات عن طريق االستشارة الكتابية ،إذا لم يطمب أحد الشركاء عقد
اجتماع الشركاء" ،و 582في فقرتيا األولى من القانون التجاري والخاصة بالشركة ذات المسؤولية
المحدودة ،والتي أشارت أنو "تتخذ الق اررات في الجمعيات العامة أو خالل االستشارات الكتابية من
واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثمون أكثر من نصف رأسمال الشركة" .وبالتالي يستنتج من ذلك
أنو وان كان يشترط عمى الشركاء عقد جمعية عامة التخاذ الق اررات كمبدأ عام إالّ أنو يمكنيم
االتفاق عمى استبعاد ىذه األخيرة واتخاذ ق ارراتيم بواسطة االستشارة الكتابية.
مع التنويو ،أنو بالرغم من نص المشرع عمى االستشارة الكتابية إالّ أنو لم يعطي ليا تعريفا
وذلك عمى غرار نظيره الفرنسي ،ليذا رأى جانب من الفقو الفرنسي ضرورة احتواء القوانين
األساسية عمى توضيحات وتفسيرات بشأنيا في حالة اختيار الشركاء ىذه الطريقة لمتصويت.
عرف بعض الفقو الجزائري المتخصص االستشارة الكتابية عمى أنيا إجراء يحل محل
الجمعية العامة ،بموجبو يقوم المدير بإرسال المشاريع المقترحة والعقود المراد إبراميا مع كافة
الوثائق الضرورية إلى الشركاء من أجل الموافقة عمييا أو رفضيا دون عقد جمسة ،فيي عمى حد
تعبير ىذا الجانب ووفقا لمفقو الفرنسي تعد تصويتا بالمراسمة .كما أنيا تعتبر إجراء يتميز بالمرونة
بالنظر إلى انعقاد الجمعية ،إذ يمكن لمشريك االدالء برأيو دون التنقل في تاريخ محدد إلى الشركة،
فإن من سمبياتيا أنيا ال تسمح لمشركاء بمناقشة وتبادل اآلراء.
غير أنو بالمقابل ّ
22
الفرع الثاني :التمييز بين االستشارة الكتابية واألسئمة الكتابية
تختمف األسئمة الكتابية عن االستشارة الكتابية ،في أنو وان كانت ىذه األخيرة عبارة عن
تصويت بالمراسمة والتي يقوم من خالليا المديرين بإرسال كافة الوثائق المتعمقة بالمشاريع والعقود
التي يريدون إبراميا إلى الشركاء بغية استشارتيم بشأنيا ،ويكون الشريك ممزما بالرد عمييا بالموافقة
أو الرفض دون المجوء إلى الجمعية العامة ،فإن األسئمة الكتابية ىي وسيمة من وسائل ممارسة حق
االطالع الفردي الذي يجريو الشريك عمى إدارة وسير أعمال الشركة ،ويكون ذلك بطمب تفسيرات
حول الوثائق التي يطمع عمييا والمعمومات المتعمقة بتسيير الشركة التي بين يديو لالستفسار بشأنيا
عمى شكل أسئمة كتابية توجو إلى المدير وتكون اإلجابة عنيا أيضا كذلك من قبل ىذا األخير ،بيد
أنو إن كانت تخرج عن ميدان التسيير فال يجبر المدير لإلجابة عنيا.
مع التنويو ،أن المشرع لم يمنح ىذه االمكانية إالّ لمشركاء في نوع واحد من الشركات أال
وىي شركة التوصية البسيطة ،وبالنسبة لمشريك الموصي فقط دون المتضامن عمى الرغم من أن
مسؤوليتو محدودة عن ديون الشركة (المادة 563مكرر 6ق.ت.ج.).
لم يحدد القانون التجاري عدد األسئمة الواجب طرحيا من طرف الشريك الموصي عمى
مثيل القانون الفرنسي ،بل حدد عدد المرات التي يجب أن يتم فييا توجيو األسئمة بمرتين في السنة
مما يعرقل السير الحسن لمشركة ،خصوصا
فقط ،وىذا تجنبا لطرح األسئمة في أي وقت من السنة ّ
إذا كثر عدد الشركاء الذين يطرحونيا .مع اإلشارة ّأنو يجوز لمقانون األساسي أن يوسع من حق
طرح األسئمة دون تضييقو أو إلغائو.
ال شك في أنو تتخذ الشركة أثناء حياتيا ق اررات عديدة ومتنوعة تتعمق إما بالسير العادي
ليا كالمصادقة عمى الحسابات السنوية أو بتعديل قانونيا األساسي كزيادة أو خفض رأسمال،
تحويميا...إلخ .فيل يجوز التصويت عمى كل ىذه الق اررات دون استثناء بالمراسمة؟ وماىي الشروط
23
المتطمبة إلعمال االستشارة الكتابية؟ (المطمب األول) وكيف يتم إجراؤىا؟ وماىي أسباب
بطالنيا؟(الفرع الثاني).
لم يسمح المشرع باتخاذ الق اررات المتعمقة بالسياسة العامة لمشركة عن طريق االستشارة
الكتا بية فقط ،بل ذىب إلى أكثر من ذلك إذ أجاز التصويت بموجبيا صراحة حتى بالنسبة لبعض
الق اررات غير العادية ،كالتصويت عمى قرار االندماج واالنفصال وفقا لنص المادة (2/752
ق.ت.ج .).وعميو ،فالبد عمى المديرين في ىذه الحالة توجيو الوثائق الضرورية لمشركاء لالطالع
عمييا وكذا تقرير محافظ الحسابات ومشروع االندماج واالنفصال .كما أنو نص صراحة بأنو يمكن
لمدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة استشارة الشركاء حول قرار حل الشركة في حالة خسارتيا
ثالثة أرباع رأسمال الشركة (المادة 2/589ق.ت.ج) .وأيضا منح الشركاء الذين ال يريدون عقد
جمعي ة إمكانية تطبيق االستشارة الكتابية التخاذ قرار إزالة بطالن الشركة أو بطالن أعماليا
ومداوالتيا .بيد أنو قد أثير التساؤل بخصوص الق اررات المتعمقة بالمصادقة عمى حسابات السنة
المالية ،فيل يجوز إصدارىا بواسطة االستشارة الكتابية؟
سبقت اإلشارة أنو ال تجوز االستشارة الكتابية إالّ في شركات األشخاص والشركات ذات
المسؤولية المحدودة دون الشركات األخرى والتي يعد انعقاد جمعية عامة فييا أم ار إجباريا (استثناء
يمكن استعمال االستشارة الكتابية في حالة الدمج واالنفصال بالنسبة لشركة المساىمة) .وقد أثير
في ىذا الصدد التساؤل حول ما إذا كان باإلمكان اتخاذ الق اررات المتعمقة بالمصادقة عمى حسابات
السنة المالية عن طريق ىذه الوسيمة؟
لإلجابة عمى ىذا التساؤل يمكن القول بداية أنو بالنسبة لشركة التضامن وفي حالة ما إذا
كان كل الشركاء مديرين ،فإنو بناء عمى المادة 557في فقرتيا الثالثة من القانون التجاري يعتبر
انعقاد جمعية عامة لممصادقة عمى حسابات السنة المالية غير إجباري ،وىذا عمى خالف ما إذا
24
عين مدير أو أكثر بيا في القانون األساسي أو أثناء حياة الشركة ،فيل يشترط في ىذه الحالة عقد
جمعية لممصادقة عمى حساباتيا السنوية ،وحسابات كل من شركة التوصية البسيطة وذات
المسؤولية المحدودة أم يمكن إجراء ذلك عن طريق االستشارة الكتابية؟ بتفحص نص المادتين
يتبين من الوىمة األولى أنو يمكن استعمال االستشارة
556و 580من القانون المشار إليو أعاله ّ
الكتابية في كافة الق اررات خاصة وأن المشرع قد استعمل في ىاتين المادتين عبارة "الق اررات" أو
"جميع الق اررات" ،من غير أن يستبعد تمك المتعمقة بحسابات السنة المالية ،وىذا ما ذىب إليو الفقو
الفرنسي في تحميمو لتشريعو.
بيد أنو بالرجوع إلى أحكام المادتين 557و 584في فقرتييما األولى من نفس القانون
يالحظ بأن المشرع ألزم مديري ىاتين الشركتين بالمبادرة في عقد جمعية عامة سنوية ،بل وأكثر
من ذلك حيث نجده ينص في الفقرة األخيرة من المادتين عمى ضرورة احترام ىذا االلتزام وعدم
إمكانية الشركاء عمى مخالفتو ألنو يعتبر كل شرط مخالف لذلك كأن لم يكن .ليذا ،رأى جانب من
الفقو الجزائري بأن انعقاد الجمعية العامة السنوية يعد أم ار إجباريا لممصادقة عمى تسيير المديرين،
وأنو يجب أن تجتمع ىذه الجمعية كأقصى ميمة خالل الستة أشير اعتبا ار من قفل السنة المالية،
وبالتالي يكون بيذا قد استثنى اتخاذ مثل ىذا القرار عن طريق االستشارة الكتابية ،وذلك نظ ار
ألىمية المسائل المعروضة عمى الشركاء من أجل دراستيا والتي تكمن في المصادقة عمى مختمف
الوثائق من :تقرير التسيير ،الجرد ،حساب النتائج ،تقرير محافظ الحسابات ،ومنح براءة الذمة
لممديرين...إلخ ،مما يستوجب اجتماع الشركاء بغية مناقشتيا وتبادل اآلراء مع المديرين ومن ثمة
المصادقة عمي أعمال التسيير التي أجراىا المديرين ،ليذا تستبعد االستشارة الكتابية من ىذا
المجال ألن االجتماع يعتبر ضروريا لتحقيق المراقبة عمي تسيير وحسابات الشركة ومعرفة
وضعيتيا الحقيقية.
لقد ذىب المشرع إلى ابعد من ذلك حيث نص عمى عقوبات جزائية عمى مديري الشركة
ذات المسؤولية المحدودة في حالة عدم استدعائيم لمشركاء لعقد جمعية عامة سنوية بناء عمى
المادة 802من القانون التجاري التي أشارت إلى أنو "يعاقب بالحبس من شير واحد إلى ثالثة
25
أشير وبغرامة من 20.000دج إلى 200.000دج أو بإحدى ىاتين العقوبتين فقط ،المديرون
الذين لم يعمموا عمى انعقاد جمعية الشركاء ،في أجل ستة ( )6أشير من تاريخ اختتام السنة المالية
أو في حالة تمديد األجل المحدد بمدة ال تتجاوز الستة ( )6أشير ،بقرار قضائي أو لم يعرضوا
تمك المستندات المنصوص عمييا في المادة ."... 801
أشارت نصوص القانون التجاري إلى الشروط التي يجب توافرىا من أجل التصويت
بالمراسمة في كل من شركات التضامن وذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء (أوال) ،دون أن
تبين كيفية إجراء ىذا التصويت (ثانيا) .وىذا ما سيتم تناولو كالتالي:
يجوز لمشركاء اتخاذ ق ارراتيم خارج الجمعيات العامة عن طريق االستشارة الكتابية بتوافر
شرطين:
-1أن يتم النص صراحة عمى ذلك بموجب القانون األساسي ،أي بمعنى أن يشير ىذا القانون
عمى إمكانية التصويت عمى الق اررات بالمراسمة ،وىذا ما اشارت إليو المادتين 556و 580في
فقرتييم ا الثانية من القانون التجاري باستعماليما لعبارة " ...يمكن أن ينص القانون األساسي"...
و"...يسوغ أن يشترط في عقد التأسيس".
-2عدم إبداء الشركاء لرغبتيم في عقد جمعية عامة .وذلك عندما لم يطمب أي شريك عقد
اجتماع في شركة التضامن (المادة 2/556ق.ت.ج ،).أو إذا لم يطالب بيا الشريك المتضامن أو
الشركاء الموصين الذين يمثمون ربع (¼) رأسمال في شركة التوصية البسيطة (المادة 563مكرر
2/4ق.ت.ج ،).أو إذا لم يطالب بيا شريك واحد أو عدة شركاء يمثمون عمى األقل ربع (¼)
رأسمال الشركة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة (المادة 3/580ق.ت.ج.).
ونتيجة لذلك ،يستنتج بأنو ال يمكن الموافقة عمى الق اررات في ظل الشركات المذكورة أعاله
عن طريق االستشارة الكتابية إال إذا توافر الشرطان معا.
26
ثانيا :كيفية إجراء حق التصويت عن طريق االستشارة الكتابية
تغاضى المشرع عن تبيان كيفية إجراء حق التصويت عن طريق االستشارة الكتابية وىذا
عمى خالف نظيره الفرنسي الذي وضع أحكاما تنظيمية توضح ذلك .بيد أنو بما أن الحال يخص
دراسة المسائل المتعمقة بسير أعمال الشركة والتصويت عمى الق اررات ،فإنو من الضروري عمى
الشركاء أن يطمعوا عمى كافة الوثائق التي تمكنيم من إبداء رأييم عن دراية.
تبعا لذلك ،فمدراسة كيفية ممارسة الحق في التصويت عن طريق االستشارة الكتابية ،يجب
التطرق لممسائل التالية:
يجب عمى المدير أو المديرين إرسال نص المشاريع المقترحة مع كافة الوثائق المتعمقة بيا
لكل واحد من الشركاء لكي يتمكنوا من االطالع عمييا ويتخذوا بشأنيا رأيا واضحا ،ويكون ذلك
برسالة موصى عمييا مع طمب العمم بالوصول (المادة 580ق.ت.ج) .مع التنويو أنو إذا عين
محافظ لمحسابات في الشركة فيجب تبميغو أيضا عن ممارسة التصويت بالمراسمة عمى الرغم من
أن المشرع قد سكت عن التطرق ليذه المسألة ،ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أنو يمزم استدعاؤه
لكافة جمسات جمعية الشركاء ،عمى أنو البد من تبميغو بذلك في نفس الوقت وبذات الشكل الذي
يبمغ بو الشركاء .ويكون لمشركاء ميمة خمسة عشرة ( )15يوما ابتداء من تاريخ استالميم الوثائق
لإلجابة عنيا عن طريق التصويت كتابيا كما ىو الشأن بالنسبة لمق اررات المراد البث فييا من قبل
الجمعية العامة.
يمنح الحق في ممارسة التصويت عن طريق االستشارة الكتابية لكل شريك دون استثناء،
ويتناسب عدد أصواتو مع عدد الحصص التي يممكيا في الشركة وىذا عمى غرار حقو الممارس
في الجمعيات العامة .ويشترط عميو بعد التصويت إرسال إجابتو كتابيا وبذات الطريقة الموجية إليو
27
أي برسالة موصى عمييا مع طمب العمم بالوصول ،لما ليا من أىمية في تبيان احترام أجل
االطالع واتخاذ الق اررات بواسطة التصويت بالمراسمة.
يمزم المدير أو المديرين بإعداد محضر االستشارة الكتابية والتي تدون فيو كل المعمومات
الخاصة بيا ،والتي من بين أىميا :استبدال انعقاد الجمعية العامة باالستشارة الكتابية ،ذكر أسماء
وألقاب الشركاء الذين شاركوا في التصويت بالمراسمة وعدد الحصص التي يمتمكيا كل شريك،
الوثائق الموجية والمشاريع المقترحة ،إضافة إلى نتيجة التصويت مع بيان إجابة كل واحد من
الشركاء سواء أكانت قبوال أم رفضا لالقتراحات المقدمة ،وتوقيع المدير أو المديرين عمى المحضر.
بالنسبة لكيفية اتخاذ الق اررات بواسطة االستشارة الكتابية فيمكن القول بأنو ال تختمف ىذه
األخيرة عن تمك الكيفية المقررة لمتصويت داخل الجمعيات العامة ،لذلك تطبق في ىذه الحالة نفس
الكيفية سواء كنا أمام تصويت بالمراسمة أم أمام انعقاد جمعية عامة .ليذا تتم االحالة إلى ما تم
دراستو بالنسبة لسمطة الشريك في التصويت في إطار الجمعيات العامة لشركات األشخاص
والشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء.
عمى الرغم من أنو لم يشر المشرع إلى األسباب المؤدية إلى بطالن االستشارة الكتابية عمى
غرار نظيره الفرنسي ،إالّ أنو يمكن القول أنو في حالة مخالفة الشروط المتعمقة بيا والمذكورة أعاله
فإنيا تعد باطمة ،وكذلك عند المصادقة عمى حسابات السنة المالية بواسطتيا .عالوة عن ذلك فإنو
تبطل االستشارة الكتابية إذا لم يتمكن الشركاء من ممارسة حقيم في االطالع عمى الوثائق
الضرورية ومشاريع الق اررات المقترحة والتي من شأنيا أن تساعدىم عمى إبداء رأييم عن دراية ،كما
أن عدم تبميغ محافظ الحسابات إن وجد بيذا االجراء يؤدي إلى بطالنيا.
لقد رأى جانب من الفقو الفرنسي ّأنو تطبق عمى االستشارة الكتابية نفس األسباب المؤدية
إلى بطالن الجمعية العامة ،كمثال عدم احترام األحكام الخاصة بكيفية اتخاذ الق اررات ،أو تعيين
28
محافظ الحسابات بصورة غير منتظمة ،أو تقديمو لتقرير مخالف لمقانون ،بما أنيا إجراء يحل محل
ىذه األخيرة ،لكن مع مراعاة بعض األحكام الخاصة بالجمعية العامة والتي ال يمكن تطبيقيا عمى
االستشارة الكتابية كالتزام المدير باإلجابة عن األسئمة المقدمة إليو من طرف الشركاء أثناء الجمسة.
29