Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫المحور األول‪ :‬سمطة الشركاء باعتبارها السمطة السيدة‬

‫من استقراء أحكام القانون التجاري يتضح بأنو ال يوجد نص يحدد مفيوم الشريك‪،‬‬
‫أن‬
‫غير أنو بالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 416‬من القانون المدني يالحظ بأنيا تنص عمى ّ‬
‫"الشركة عقد بمقتضاه يمتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر عمى المساىمة في‬
‫نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو مال أو نقد‪ ،‬بيدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو‬
‫تحقيق اقتصاد أو بموغ ىدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة‪.‬‬

‫كما يتحممون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك"‪ .‬يستنتج من نص ىذه المادة أنو حتى يكتسب‬
‫الشخص صفة الشريك البد من أن تتوفر فيو جممة من الشروط األساسية والمتمثمة في‪:‬‬

‫‪-1‬ضرورة تقديم مقدمات‪ :‬سواء أكانت عبارة عن مقدمات نقدية أو عينية أو صناعية‪ ،‬فيذا‬
‫الشرط استند عميو غالبية الفقو واعتبروه كأساس لتحديد مفيوم الشريك‪ ،‬واستبعدوا نتيجة لذلك‬
‫بعض األشخاص لعدم توفرىم عمى ىذا الشرط كالشريك المنضم باسم مستعار والذي لم‬
‫يقدم شيئا ولكن سمح باستعمال اسمو بدال من الشخص الحقيقي مقدم المقدمات‪ ،‬وبالتالي‬
‫يظير كأنو شريك عادي يتمتع قانونا بنفس الحقوق التي يتمتع بيا الشريك في ظل الشركات‬
‫من حضور الجمعيات والتصويت عمى الق اررات والحصول عمى األرباح‪...‬إلخ‪ .‬والشريك‬
‫مقدم مقدمات خيالية وىو الشخص الذي قدم مقدمات لالنضمام إلى الشركة ولكنيا غير‬
‫مطابقة لمحقيقة من حيث قيمتيا‪.‬‬

‫‪-2‬المساهمة في األرباح والخسائر‪ :‬تعد مشاركة مقدم األموال في اقتسام األرباح والخسائر‬
‫النتيجة الحتمية الكتساب صفة الشريك‪ ،‬وعميو يكون لو الحق في الحصول عمى األرباح‬
‫التي تحققيا الشركة ونصيب من الخسائر التي تحل بيا‪.‬‬

‫فحق الشريك في المشاركة في األرباح يعد كمقابل لممقدمات التي ساىم بيا عند‬
‫االنضمام‪ .‬ويقصد باألرباح الكسب المادي أو المالي الذي يؤدي إلى الزيادة في ثروة‬

‫‪1‬‬
‫الشريك‪ ،‬مع التنويو أنو قد أضاف المشرع بموجب التعديل الحاصل عمى المادة ‪ 416‬من‬
‫القانون المدني سنة ‪ ،1988‬عبارة "تحقيق اقتصاد أو بموغ ىدف اقتصادي ذي منفعة‬
‫مشتركة" والمراد بيما عدم تحقيق الشركة ال لمربح أو الخسارة‪ ،‬أو تحقيق الربح دون توزيعو‪،‬‬
‫وبذلك اصبح مفيوم الربح مفيوما واسعا‪.‬‬

‫عموما فإن مشاركة الشريك في النتائج ال يجعمو بعيدا عن تحمل الخسائر التي‬
‫تتعرض ليا الشركة أثناء حياتيا‪ ،‬ىذه األخيرة نص المشرع عمى أحكام دقيقة تتعمق بيا‬
‫نصت عمييا المادة ‪ 425‬من القانون المدني‪ ،‬تمثمت في طريقتين لتوزيع األرباح والخسائر‬
‫يمكن تمخيصيا في‪:‬‬

‫‪-‬التوزيع النسبي‪ :‬في حالة عدم تحديد كيفية توزيع األرباح والخسائر في القانون األساسين‬
‫فيكون التوزيع حسب نصيب كل واحد منيم بنسبة حصتو في رأس المال‪ ،‬وىذه القاعدة ال‬
‫تعد من النظام العام حيث يجوز االتفاق عمى مخالفتيا‪.‬‬

‫‪-‬التوزيع االتفاقي‪ :‬قد يتفق الشركاء عمى طريقة التوزيع‪ ،‬فيطبق االتفاق حتى وان اتفقوا فقط‬
‫عمى كيفية توزيع األرباح عمى الخسائر أيضا‪ .‬ويكون الشركاء ىنا ممزمين عمى تطبيق‬
‫اتفاقيم مع استبعاد شرط األسد الذي يراد بو أن يتحصل أحد الشركاء عمى كافة األرباح أو‬
‫يتحمل كل الخسائر‪ ،‬فيو شرط باطل ولكنو يؤدي إلى بطالن شركات األشخاص بناء عمى‬
‫المادة ‪ 733‬من القانون التجاري‪ ،‬دون شركات األموال‪.‬‬

‫استثناء عن شرط األسد نص المشرع صراحة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 426‬من‬


‫القانون المدني عمى إعفاء الشريك مقدم العمل من كل مساىمة في الخسائر‪ ،‬إذا لم تكن قد‬
‫قررت لو أجرة كثمن لعممو‪.‬‬

‫‪-3‬شرط نية االشتراك‪ :‬يعد ىذا الشرط من الشروط الجوىرية واألساسية لإلبقاء عمى حياة‬
‫الشركة وبدونو تعد الشركة باطمة بطالن مطمق ميما كان شكميا‪ ،‬ويقصد بو أن تكون لكل‬

‫‪2‬‬
‫واحد من الشركاء النية في التعاون الفعال فيما بينيم لتحقيق اليدف من وراء انشاء الشركة‪.‬‬
‫ليذا فال يمكن اعتبار الشخص الذي ينضم إلى الشركة دون أن يتوفر فيو ىذا الشرط إال‬
‫شريكا بالمجاممة‪.‬‬

‫مع التنويو أنو ذىب جانب من الفقو الفرنسي إلى أن مفيوم الشريك ال يمكن إجمالو‬
‫في الشروط السالفة الذكر فحسب‪ ،‬وانما أيضا في شرط التدخل في شؤون الشركة‪ ،‬حيث أنو‬
‫ال تقتصر مسألة مراقبة شؤون الشركة عمى تحقيق األرباح وتوزيعيا‪ ،‬بل كذلك تتعمق‬
‫بالحقوق المعنوية لمشركاء لمتدخل في اإلدارة والتسيير‪ ،‬كحق حضور الجمعيات العامة‪،‬‬
‫والحق في التصويت‪ ،‬بل وأكثر من ذلك إذ يجوز لمشركاء المساىمة في حياة الشركة‬
‫ونشاطيا دون حضور جمسات الجمعيات العامة وانما عن طريق طرح أسئمة كتابية‪.‬‬

‫ومن ثم فإنو يستبعد من ىذا المفيوم‪:‬‬

‫‪-‬القاضي‪ ،‬الذي يسمح لو في بعض الحاالت أن يقوم بتعيين مدير مؤقت (مدير قضائي‬
‫مؤقت) في حاالت معينة‪.‬‬

‫‪-‬الخبير‪ ،‬الذي ىو مستبعد من التدخل في شؤون الشركة ألن ميامو محددة‪.‬‬

‫‪-‬ممثل جماعة حاممي سندات االستحقاق‪،‬‬

‫‪-‬محافظ الحسابات‪ ،‬فيو ال يمكنو التصويت عمى ق اررات الشركة رغم امكانية حضوره‬
‫الجمعيات العامة‪ ،‬فدوره يقتصر في اعداد تقرير حول المراقبة التي يقوم بيا عمى حسابات‬
‫الشركة‪.‬‬

‫يجدر الذكر‪ ،‬أنو عادة ما ال تثير مسألة منح صفة الشريك صعوبة نظ ار ألن الشريك‬
‫ىو من يممك حصص اجتماعية‪ ،‬اكتسبيا عن طريق االكتتاب أو االكتساب‪ ،‬مجانا أو‬

‫‪3‬‬
‫بمقابل‪ .‬غير أن األمر يبدو حساسا أكثر إذا ما تعمق بممكية حصص مجزأة أو عمى الشيوع‪.‬‬
‫وىذا ما سيتم تناولو فيما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬تجزئة الحقوق االجتماعية‬

‫قد تكون الحقوق االجتماعية عرضة لمتجزئة‪ ،‬خاصة إذا ما تعمق الحال لمتحضير‬
‫لنقميا إلى األجيال الالحقة‪ ،‬ففي ىذه الحالة يتار التساؤل حول ما ىي وضعية كل من مالك‬
‫الرقبة وصاحب االنتفاع؟ وىذا ما سيتم االجابة عميو كالتالي‪:‬‬

‫أ‪-‬الوضعية القانونية لمالك الرقبة‬

‫اتفق الجميع عمى أن مالك الرقبة لو صفة الشريك‪ ،‬فمشاركتو في الق اررات ىي من‬
‫النظام العام‪ ،‬حيث ال يمكن استبعاده بموجب بند في القانون األساسي‪ .‬لكن المشاركة ال‬
‫تعني بالضرورة التصويت‪ ،‬بمعنى أنو يجب استدعائو واعالمو مسبقا واعطائو إمكانية‬
‫حضور ال جمعيات‪ ،‬وأن يعبر عن رأيو االستشاري‪ .‬إال أن األمر يختمف في حالة ما إذا كان‬
‫القرار المراد اتخاذه يتعمق بتعديل القانون األساسي‪ ،‬كمثال التصويت عمى انحالل الشركة أو‬
‫تحويميا أو اندماجيا أو انفصاليا‪...‬إلخ‪ .‬فينا يقتضي الحال استدعاؤه ليس فقط من أجل‬
‫حضور الجمعية وتقديم رأيو االستشاري فحسب‪ ،‬وانما من أجل التصويت عمى ق اررات‬
‫الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬وذلك ما أقرتو المادة ‪ 679‬من القانون التجاري بالنسبة لشركة‬
‫المساىمة‪.‬‬

‫بالمقابل‪ ،‬وفي حالة وجود بنود في القانون األساسي تشير إلى إعطاء المنتفع حق‬
‫تمثيل مالك الرقبة في جميع الق اررات االجتماعية ميما كان موضوعيا‪ ،‬فإنيا تعد كأنيا لم‬
‫تكن‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عموما‪ ،‬فإلى جانب حق مالك الرقبة في التصويت عمى ق اررات الجمعية العامة غير‬
‫العادية‪ ،‬فإنو يمكنو تقديم دعوى أمام القضاء يطمب فييا حل الشركة‪ ،‬إضافة إلى حقو في‬
‫االطالع عمى وثائقيا وفقا لنص المادة ‪ 682‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫ب‪-‬الوضعية القانونية لممنتفع‬

‫اختمفت اآلراء الفقيية حول مدى إمكانية اكتساب المنتفع بالحصص أو األسيم لصفة‬
‫الشريك‪ ،‬فيناك من رأى بأنو من غير الممكن أن نمنحو صفة الشريك ألنو ال يعد مالكا ليا‪،‬‬
‫والبعض اآلخر ذىب إلى القول بأنو يتمتع بصفة الشريك نظ ار ألنو ال يمكن أن نرفض ىذه‬
‫الصفة عمى من يتمتع بحقوق مالية وبعض الحقوق السياسية‪ .‬ونتيجة لذلك فإن ىذا الرأي‬
‫يضفي صفة الشريك لكل من مالك الرقبة والمنتفع عمى أساس أن تجزئة الحصص‬
‫االجتماعية يؤدي إلى تجزئة صفة الشريك‪.‬‬

‫تعد مسألة معرفة ما إن كان المنتفع شريكا أم ال في غاية األىمية‪ ،‬السيما إذا ما‬
‫طرح النزاع أمام القضاء‪ ،‬فيل يمكن لممنتفع أن يرفع دعوى من أجل تعيين خبير التسيير أو‬
‫دعوى الشركة الفردية؟ والتي ال يجوز قبوليما إال من طرف شخص لو صفة الشريك‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫أن ىذا النوع من القضايا يمكن رفعيا سواء من قبل مالك الرقبة‬
‫رأى جانب من الفقو الفرنسي ّ‬
‫أو المنتفع نظ ار ألن كل واحد منيما لو مصمحة في حماية حقوقو الناتجة عن الحصص‪.‬‬
‫عمى كل‪ ،‬فإنو يحق لممنتفع حضور جمسات الجمعيات العامة بما فييا السنوية‪ ،‬ولو‬
‫الحق في التصويت عمى ق اررات الجمعية العامة العادية دون الجمعية العامة غير العادية‬
‫(المادة ‪ 679‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪ ،‬وكذا حق االطالع عمى وثائق الشركة (المادة ‪ 682‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪،‬‬
‫زيادة عن استعمالو لمحق التفاضمي لالكتتاب سواء الكتتاب أسيم جديدة أو بيع الحقوق‪،‬‬
‫وىذا في حالة إىمال مالك الرقبة القيام بذلك نيابة عنو‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-2‬مالكي الحقوق االجتماعية عمى الشيوع‬

‫نكون بصدد حصص عمى الشيوع نتيجة تركة أو شيوع اتفاقي‪ ،‬غير أنو لم ينظم‬
‫المشرع الحصص في الشيوع بصفة دقيقة في القانون التجاري‪ ،‬بل اكتفى بالنص عمى ىذه‬
‫الحالة في مادتين فقط ىما ‪ 679‬و‪ 682‬منو والخاصتين بشركة المساىمة فقط‪ .‬وبالرجوع‬
‫إلى األحكام القضائية الفرنسية يتضح بأن الشيوع ال يعتبر شريكا ألنو ليس لديو الشخصية‬
‫أن كل واحد عمى الشيوع لو صفة التاجر‪ ،‬إالّ أنو فيما يخص ممارسة‬
‫المعنوية‪ .‬مع االشارة ّ‬
‫الوظائف داخل الشركة‪ ،‬فإن الشريك في الشيوع يختمف عن الشريك المالك لمحصص بصورة‬
‫خاصة‪ ،‬حيث أن سوء التفاىم بين المالكين لمحصص عمى الشيوع قد يمس بحسن سير‬
‫الشركة‪ ،‬ليذا البد من التمييز بين الوظائف االجتماعية التي يجب أن تمارس بصفة جماعية‬
‫وتمك التي يمكن ممارستيا بصورة فردية‪.‬‬

‫فيما يتعمق بالحق في التصويت فإنو "يمثل المالكون الشركاء لألسيم المشاعة في‬
‫الجمعيات العامة بواحد منيم أو بوكيل وحيد‪ .‬فإذا لم يحصل اتفاق‪ ،‬عين الوكيل من القضاء‬
‫بناء عمى طمب أحد المالكين الشركاء الذي ييمو االستعجال"‪ .‬وفقا لنص المادة ‪ 679‬في‬
‫فقرتيا الثانية من القانون التجاري‪ .‬ولكن ما ىي الشروط التي يمكن بموجبيا تعيين ىذا‬
‫الممثل؟ فيل باإلمكان في ىذه الحالة تطبيق أحكام المادة ‪ 716‬من القانون المدني والتي‬
‫تنص عمى أنو بإمكان الشركاء الذين يمثمون أغمبية المال الشائع من اتخاذ الق اررات المتعمقة‬
‫بإدارة الحق المشاع‪ .‬فالنص يخص تعيين وكيل من أجل القيام بأعمال اإلدارة‪ ،‬وعميو فمن‬
‫المنطقي أن يتخذ القرار باألغمبية وليس باإلجماع‪.‬‬

‫أما با لنسبة لمسألة االطالع عمى وثائق الشركة فإن كل واحد من الشركاء في الشيوع‬
‫يمكنو ممارسة ىذا الحق بصورة فردية بناء عمى المادة ‪ 682‬من القانون التجاري‪ .‬ونفس‬
‫الحكم يقال بالنسبة لحضور كل واحد منيم في الجمعيات بالرغم من تعيين وكيل يمثميم‪.‬‬
‫وكذا ممارسة دعوى الشركة الفردية أو طمب تعيين خبير التسيير‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫تبعا لذلك‪ ،‬سيتم التطرق لسمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة (المبحث األول)‪،‬‬
‫تم لسمطتيم عن طريق االستشارة القانونية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة‬

‫يترتب عن وجوب انعقاد الجمعيات العامة‪ ،‬قيام حق الشريك بالحضور فييا‪ ،‬ويعتبر‬
‫ىذا الحق عاما بالنسبة لكافة الشركات‪ ،‬نظ ار ألنو جزء ال يتج أز من الجمعية العامة‪،‬‬
‫فحضوره ضروري لمموافقة أو رفض الق اررات المعروضة عمييا والتي قد تكون في معظم‬
‫األحيان مصيرية تؤثر عمى استمرارىا‪ .‬فالجمعية العامة تعد "أفضل تنظيم وأحسن ضمان يتم‬
‫فيو التقاء جميع الشركاء‪ ،‬حتى يتسنى ليم مناقشة أعمال الشركة ومعرفة وضعيا الحقيقي"‪.‬‬

‫ليذا‪ ،‬سيتم التعرض لسمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لشركات‬


‫األشخاص(المطمب األول)‪ ،‬تم لسمطتيم في ظل شركات األموال (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لشركات األشخاص‬

‫يعد الحق في التصويت من أىم الحقوق الجوىرية األساسية والتي تختمف عن الحق‬
‫في حضور الجمعيات العامة‪ ،‬فالتصويت في إطار الجمعيات ىو مخول لمشريك أو لموكيل‬
‫عنو فقط‪ ،‬حيث أنو حتى وان سمح في بعض األحيان لبعض األشخاص من حضور‬
‫الجمعيات العامة كمحافظ الحسابات‪ ،‬والخبير المحاسب‪ ،‬وممثمي حممة سندات‬
‫االستحقاق‪...‬إلخ‪ .‬إال أنو ال يمكنيم ممارسة حق التصويت ألن ىذا األخير يمثل السمطة‬
‫السيادية لمشريك‪.‬‬

‫تنبغي اإلشارة أنو في ظل شركات األشخاص السيما شركة التضامن فإن كل شريك‬
‫لو الحق في صوت واحد‪ ،‬ما لم ينص القانون األساسي عمى خالف ذلك‪ ،‬كأن تكون كل‬
‫حصة يقابميا صوت واحد‪ .‬وىو نفس الشيء بالنسبة لمشريك المتضامن في شركة التوصية‬
‫البسيطة‪ ،‬ويرجع ذلك في كون ىذه الشركات قائمة عمى االعتبار الشخصي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫سيتم تناول سمطة الشركاء في ظل الجمعيات العامة لشركة التضامن (الفرع األول)‪،‬‬
‫تم في إطار شركة التوصية البسيطة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سمطة الشركاء في ظل الجمعيات العامة لشركة التضامن‬

‫نظ ار ألن شركات التضامن تعد النموذج األمثل لشركات األشخاص القائمة عمى‬
‫االعتبار الشخصي‪ ،‬فقد نص المشرع بناء عمى أحكام المادة ‪ 556‬من القانون التجاري أن‬
‫الق اررات في ىذه الشركة تتخذ وفقا لقاعدة االجماع‪ ،‬أي بالموافقة الجماعية لمشركاء نظ ار‬
‫لمسؤولية الشريك غير المحدودة والتضامنية عن ديون الشركة‪.‬‬

‫تعد ىذه القاعدة إلزامية ما لم ينص القانون األساسي عمى أنو يجوز أخذ بعض‬
‫الق اررات بأغمبية محددة‪ ،‬مع التنويو أنو رأى جانب من الفقو الجزائري أنو بالنسبة لمق اررات‬
‫المؤدية لتعديل القانون األساسي فإنو يقتضي المنطق استبعاد استثناء األغمبية عمى الرغم‬
‫أن ىذا‬
‫من أن المشرع يجيز إدراجو في القانون األساسي‪ ،‬ولعل السبب في ذلك يرجع إلى ّ‬
‫النوع من الق اررات من شأنو أن يشكل خطورة قد تؤثر عمى وجود الشركة‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬فإن قاعدة االجماع قد تكون في بعض األحيان من النظام العام (أوال)‬
‫وبالتالي ال يجوز مخالفتيا‪ ،‬وأحيانا أخرى قد ال تكون كذلك (ثانيا) مما يسمح باالتفاق عمى‬
‫مخالفتيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ق اررات الشركاء المتخذة باإلجماع والتي تعد من النظام العام‬

‫من استقراء أحكام القانون التجاري يتبين بأن ىناك بعض الق اررات في شركة التضامن‬
‫التي تتخذ وفقا لقاعدة اإلجماع تأخذ حكم النظام العام‪ ،‬إذ ال يمكن االتفاق عمى مخالفتيا‪،‬‬
‫وىي تتعمق بالمسائل التالية‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪-1‬الق اررات المتعمقة بعزل المدير القانوني والشريك االتفاقي في شركة التضامن‬

‫وفقا ألحكام المادة ‪ 559‬في فقرتيا األولى من القانون التجاري‪ ،‬فإنو البد من مراعاة‬
‫صفة المدير المراد عزلو من حيث كونو مدي ار قانونيا أو اتفاقيا أو غير اتفاقي‪ ،‬شريكا أم‬
‫غير شريك‪ ،‬ألن عزل المدير الشريك القانوني واالتفاقي ال يكون إال بإجماع آراء الشركاء‬
‫اآلخرين‪ .‬ويرجع السبب في تشدد المشرع في كيفية اتخاذ قرار العزل ىنا إلى كون ىذا‬
‫األخير يؤدي إلى ح ّل الشركة‪ ،‬األمر الذي يترتب عميو تعديل القانون األساسي‪ .‬وقاعدة‬
‫االجماع المنصوص عمييا ىنا تخص فقط الشركاء اآلخرين سواء أكانوا من المديرين أم ال‪،‬‬
‫أي ما عدا المدير المراد عزلو‪ ،‬ويعتبر ىذا استثناء عن القاعدة العامة التي تعطي الحق لكل‬
‫شريك في التصويت‪ .‬ويعد ىذا األمر منطقيا ألنو لو سمحنا لممدير المراد عزلو المشاركة في‬
‫اتخاذ القرار لما أمكن تحقق االجماع‪.‬‬

‫‪ -2‬الق اررات المتعمقة بالتنازل عن الحصص‬

‫لصحة عقد التنازل عن الحصص االجتماعية في شركة التضامن البد من إجماع‬


‫الشركاء لمموافقة عمى امكانية التنازل عن حصة الشريك والذي يعد من النظام العام‪ ،‬حيث ال‬
‫يجوز االتفاق عمى مخالفتو بناء عمى المادة ‪ 560‬من القانون التجاري‪ ،‬نظ ار ألن ىذه‬
‫الشركة قائمة عمى االعتبار الشخصي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ق اررات الشركاء المتخذة باإلجماع والتي ال تعد من النظام العام‬

‫يراد بيا تمك الق اررات التي يجوز لمشركاء االتفاق عمى مخالفتيا في القانون األساسي‬
‫إما بإدراج أغمبية بسيطة أم مشددة‪ ،‬إال أنو في حالة عدم وجود اتفاق فإنو تطبق بصددىا‬
‫قاعدة اإلجماع‪ ،‬من ىذه الق اررات‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-1‬الق اررات المتعمقة بالسنة المالية‬

‫يعد انعقاد الجمعية العامة السنوية في شركة التضامن أم ار غير إجباري في حالة ما‬
‫إذا كان كل الشركاء مديرين‪ ،‬أي عندما نكون أمام ما يسمى بالمدير القانوني‪ ،‬والسبب في‬
‫ذلك يرجع إلى كون كل شريك عمى عمم واطالع جيد بالوضعية الحقيقية لمشركة‪ ،‬وذلك عمى‬
‫خالف شركة التوصية البسيطة التي ال يمكن استبعادىا ألن الشريك الموصي ممنوع من‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبالتالي فيو ليس عمى اطالع بوضعية الشركة‪.‬‬

‫أما في غير ىذه الحالة فانعقادىا يعد إجباريا وتؤخذ الق اررات بموجبيا وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 556‬في فقرتيا األولى من القانون التجاري‪ ،‬والتي تشير إلى تطبيق قاعدة االجماع‬
‫في حالة عدم نص القانون األساسي عمى أغمبية محددة‪.‬‬

‫‪-2‬الق اررات المتعمقة بتعديل القانون األساسي‬

‫بالنسبة لمق اررات المتعمقة بتعديل القانون األساسي فتؤخذ بناء عمى المادة المذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬أي وفق ألحكام القانون األساسي وعند عدم وجود بند اتفاقي فتطبق قاعدة االجماع‪،‬‬
‫غير أنو عمى الرغم من ذلك فقد رأى جانب من الفقو الجزائري بأن األمر يقتضي في ىذه‬
‫الحالة استبعاد استثناء األغمبية المشار إليو في الفقرة األولى من المادة ‪ 556‬من القانون‬
‫التجاري حتى وان كان المشرع يجبر إدراج شرط ينص عميو‪ .‬ولعل السبب في ذلك يرجع إلى‬
‫أن الق اررات المعدلة لمقانون األساسي ىي ق اررات تشكل نوع من الخطورة بالنسبة لمشركة‪.‬‬

‫‪ -3‬الق اررات المتعمقة بعزل المدير الشريك غير االتفاقي‬

‫يخص األمر ىنا المدير الشريك غير االتفاقي الذي يستمزم عزلو بإجماع الشركاء‬
‫اآلخرين سواء أكانوا مديرين أم ال عند عدم االتفاق عمى الشروط المقررة لذلك في القانون‬
‫األساسي‪ ،‬نظ ار ألن عزل ىذا النوع من المديرين يؤدي إلى حل الشركة وفقا لنص المادة‬
‫‪ 559‬في فقرتيا الثانية من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪-4‬الق اررات المتعمقة بحالة إفالس أو منع الشريك من ممارسة مهنته التجارية أو فقدان األهمية‬

‫أشارت المادة ‪ 563‬من القانون التجاري عمى أنو البد من تطبيق قاعدة االجماع عند‬
‫التصويت عمى استم اررية شركة التضامن في حالة إفالس الشريك أو منعو من ممارسة‬
‫مينتو التجارية عند عدم وجود اتفاق الشركاء في القانون األساسي‪ .‬مع التوضيح أن الشريك‬
‫المعرض لتمك الحاالت ال يمكنو المشاركة في التصويت‪.‬‬

‫‪-5‬الق اررات المتعمقة بوفاة الشريك‬

‫مبدئيا فإنو تنتيي شركة التضامن بوفاة أحد الشركاء ألنيا تقوم عمى االعتبار‬
‫الشخصي‪ ،‬غير أنو يجوز استثناء أن ينص القانون األساسي عمى خالف ذلك‪ ،‬بمعنى أن‬
‫تستمر الشركة رغم وفاة الشريك سواء مع باقي الشركاء أو مع ىؤالء وورثة الشريك المتوفي‬
‫(المادة ‪ 562‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪ .‬وفي حالة عدم إشارة القانون إلى ذلك وقرر الشركاء استمرار‬
‫الشركة سواء مع بعضيم البعض أو مع ورثة المتوفي‪ ،‬فإن القرار في ىذه الفرضية يؤخذ‬
‫باإلجماع وفقا لنص المادة ‪ 556‬في فقرتيا األولى من القانون التجاري‪ .‬عمى أنو يعتبر ورثة‬
‫الشريك القصر في حالة استمرار الشركة مسؤولين عن ديون الشركة مدة قصورىم إال بقدر‬
‫أموال تركة مورثيم‪.‬‬

‫غير أن ىذا الحل وان كان صائبا عند إصدار األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫سبتمبر ‪ 1975‬والمتضمن القانون التجاري‪ ،‬إالّ أنو أصبح في وقتنا الحالي ومند صدور‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 08-93‬المؤرخ في ‪ 25‬أبريل ‪ 1993‬المعدل والمتمم ليذا القانون‬
‫غير منطقيا‪ ،‬السيما وأن المشرع قد اعترف مند ذلك التاريخ بشركة التوصية البسيطة التي‬
‫ىي من شركات األشخاص وتتكون من نوعين من الشركاء (شركاء متضامنين وشركاء‬
‫موصين)‪ ،‬ليذا كان من األحسن بالمشرع أن ينص عمى تحويميا إلى ىذا النوع من الشركات‬

‫‪11‬‬
‫في حالة دخول ورثة قصر إلى شركة التضامن بحيث أن ىؤالء ينضمون كشركاء موصين‪،‬‬
‫وىو الحل الذي تبناه المشرع الفرنسي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستثناءات الواردة عمى قاعدة االجماع في شركة التضامن‬

‫ما عدا الق اررات المشار إلييا أعاله‪ ،‬والتي تكون فييا قاعدة االجماع من النظام العام‪،‬‬
‫فإنو يمكن لمشركاء االتفاق عمى مخالفة ىذه القاعدة شريطة أن يتم النص عمى ذلك في‬
‫القانون األساسي (المادة ‪ 1/556‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪ ،‬ويكون ذلك باتفاقيم عمى أن يتم التصويت عمى‬
‫الق اررات إما باألغمبية المزدوجة في عدد الشركاء وفي رأس المال أو باألغمبية البسيطة في‬
‫عدد الشركاء أو في رأس المال فقط‪.‬‬

‫عمى كل‪ ،‬فإنو يتمتع الشركاء بمطمق الحرية في تحديد ىذه األغمبية في القانون‬
‫األساسي‪ ،‬سواء تعمق األمر بالق اررات التي تخص استم اررية الشركة في حالة االفالس أو‬
‫منع الشريك من ممارسة مينتو التجارية أو فقدان األىمية أو الوفاة أو تمك المتعمقة بالتصويت‬
‫عمى عزل المدير الشريك غير االتفاقي أو المدير غير الشريك سواء أكان اتفاقيا أم غير‬
‫اتفاقي‪ ،‬مع التنويو أنو يتم عزل ىذا األخير في حالة عدم نص القانون األساسي عمى ذلك‬
‫بأغمبية أصوات الشركاء‪ ،‬أو تعديل القانون األساسي لمشركة أو المصادقة عمى حساباتيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سمطة الشركاء في ظل الجمعيات العامة لشركة التوصية البسيطة‬

‫تتخذ الق اررات في شركة التوصية البسيطة وفق الشروط المحددة في القانون األساسي‬
‫بناء عمى المادة ‪ 563‬مكرر ‪ 4‬في فقرتيا األولى من القانون التجاري‪ .‬فإذا أشارت بنود‬
‫القانون األساسي عمى كيفية اتخاذ القرار فال يثار أي إشكال‪ ،‬وانما الصعوبة تظير عند‬
‫سكوت القانون األساسي عمى اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬فما ىو الحل؟‬

‫لإلجابة عمى ىذا التساؤل يمكن القول بأنو وفقا لنص المادة ‪ 563‬مكرر من القانون‬
‫التجاري فإنو "تطبق األحكام المتعمقة بشركات التضامن عمى شركة التوصية البسيطة مع‬
‫‪12‬‬
‫مراعاة القواعد المنصوص عمييا بالنسبة ليذه الشركة" السيما المادة ‪ 556‬في فقرتيا األولى‬
‫من القانون التجاري والمتعمقة بكيفية اتخاذ القرار‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬سيتم التطرق بداية لمق اررات التي تؤخذ وفقا لقاعدة االجماع (أوال)‪ ،‬تم لمق اررات‬
‫التي ال يتطمب أخذىا وفقا ليذه القاعدة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الق اررات التي يشترط أخذها وفقا لقاعدة االجماع‬

‫ىناك أحكام خاصة في شركة التوصية البسيطة تنص عمى تطبيق قاعدة االجماع‬
‫لصحة اتخاذ بعض الق اررات‪ ،‬وتتمثل كاآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬الق اررات المتعمقة بالتنازل عن الحصص‬

‫بأن الق اررات المتعمقة بالتنازل‬


‫نص المشرع صراحة في ظل شركة التوصية البسيطة ّ‬
‫عن الحصص تؤخذ باإلجماع‪ ،‬أي بموافقة كل الشركاء كقاعدة عامة (المادة ‪ 563‬مكرر‬
‫‪ 1/7‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪ .‬خاصة إذا تعمق األمر بالتنازل عن كل حصص الشريك المتضامن أو جزء‬
‫منيا لشريك متضامن آخر‪.‬‬

‫‪ -2‬الق اررات المتعمقة باستمرار الشركة في حالة االفالس أو التسوية القضائية أو المنع من‬
‫ممارسة مهنة تجارية أو فقدان األهمية‬

‫يؤدي إفالس الشريك المتضامن أو خضوعو لمتسوية القضائية‪ ،‬أو منعو من مزاولة‬
‫التجارة أو فقدانو لألىمية إلى انحالل شركة التوصية البسيطة‪ ،‬إالّ أنو سمح المشرع لمشركاء‬
‫اآلخرين أن يقرروا استمرارىا فيما بينيم عند وجود شريك متضامن أو أكثر‪ ،‬ويتخذ القرار في‬
‫ىذه الفرضية بموافقة كافة الشركاء‪ ،‬أي بناء عمى قاعدة االجماع (المادة ‪ 563‬مكرر ‪2/10‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫‪13‬‬
‫ثانيا‪ :‬الق اررات التي ال يشترط أخذها وفقا لقاعدة االجماع‬

‫ما عدا تمك الق اررات التي نص المشرع صراحة عمى أنيا تؤخذ وفقا لقاعدة االجماع‪،‬‬
‫فإن الق اررات األخرى يجوز أخذىا إما وفقا لألغمبية المشار إلييا في أحكام القانون التجاري‬
‫أو بناء عمى اتفاق الشركاء‪ ،‬ومن ىذه الق اررات‪:‬‬

‫‪-1‬الق اررات المتعمقة بالتنازل عن حصص الشريك الموصي أو جزء من حصص الشريك‬
‫المتضامن‬

‫استثنى المشرع في شركة التوصية البسيطة بعض التنازالت عن الحصص من قاعدة‬


‫االجماع وىي‪:‬‬

‫أ‪-‬التنازل عن حصص الشريك الموصي‪ :‬والذي يكون بمطمق الحرية إذا كان ألحد الشركاء‪ ،‬وال‬
‫ييم إن كان ىذا األخير شريكا متضامنا أم موصيا‪ ،‬أما إذا كان لشخص أجنبي فيتخذ القرار‬
‫بموافقة كافة الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين الممثمين ألغمبية رأسمال (المادة ‪2/563‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫ب‪-‬التنازل عن جزء من حصص الشريك المتضامن‪ :‬ويكون بموافقة كل الشركاء المتضامنين‬


‫والشركاء الموصين الممثمين ألغمبية رأسمال (المادة ‪ 3/563‬مكرر‪ 7‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫‪-2‬الق اررات المتعمقة بتعديل القانون األساسي‬

‫من استقراء أحكام القانون التجاري فإنو "يمكن تقرير تعديل القوانين األساسية بموافقة كل‬
‫الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين الممثمين أغمبية رأسمال" (المادة ‪ 563‬مكرر‪ 8‬منو)‪ .‬مع‬
‫اإلشارة إلى أنو وان ّبين المشرع كيفية اتخاذ الق اررات غير العادية في ظل شركة التوصية البسيطة‬
‫كمثال ق ار ار زيادة أو خفض رأسمال الشركة‪ ،‬تحويميا‪...‬إلخ‪ .‬إال انو لم يجبر الشركاء عمى احترام‬
‫ىذه األغمبية والدليل عمى ذلك أنو استعمل عبارة "يمكن" أي يجوز بدال من كممة "يتقرر" أو‬

‫‪14‬‬
‫"يجب"‪ ،‬فاألمر ىنا بالنسبة لمشركاء جوازي‪ ،‬إذ يمكنيم إما اتخاذ القرار بموجب ىذه األغمبية أو‬
‫بأغمبية أخرى قد يتفقون عمييا‪.‬‬

‫‪ -3‬الق اررات المتعمقة بتحويل شركة التوصية البسيطة عند وفاة الشريك المتضامن‬

‫تستمر شركة التوصية البسيطة رغم وفاة الشريك الموصي وحتى وان توفي الشريك‬
‫المتضامن وسمح القانون الساسي صراحة بذلك‪ ،‬ففي ىذه الحالة فإذا انضم ورثة الشريك المتوفي‬
‫إلى الشركة فإنيم يصبحون شركاء موصين بيا ميما كانت صفة الشريك المتوفي (‪ 1/563‬مكرر‬
‫‪ 9‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .).‬فاألمر ىنا ال يثير أي إشكال‪ ،‬ولكن الصعوبة تثور في حالة ما إذا كان المتوفي‬
‫ىو الشريك المتضامن الوحيد‪ ،‬وكان ورتثو كميم قصر غير راشدين‪ .‬أجابت أحكام القانون التجاري‬
‫عمى ىذه المسألة بإعطاء حمين وىما إما‪:‬‬

‫‪-‬تعويض الشريك المتضامن المتوفي بشريك متضامن جديد‪،‬‬

‫‪-‬أو تحويل الشركة في أجل سنة ابتداء من تاريخ الوفاة‪ .‬وىنا يمكن القول بأن القرار يخص تعديل‬
‫القانون األساسي‪ ،‬لذلك يؤخذ وفقا لمكيفية المتعمقة بو‪( .‬المادة ‪ 563‬مكرر‪.)8‬‬

‫‪-4‬عزل المسير في شركة التوصية البسيطة‬

‫لم ينص المشرع صراحة عمى كيفية اتخاذ قرار عزل المسير في شركة التوصية البسيطة‪،‬‬
‫ليذا رأى جانب من الفقو الجزائري بأنو ال يمكن تطبيق أحكام شركة التضامن في ىذا الشأن ألن‬
‫بيا نوعين من الشركاء‪ ،‬األمر الذي يستدعي إخضاعيا لمقواعد المتعمقة باتخاذ القرار أو تعديل‬
‫القانون األساسي والخاصة بيذه الشركة‪.‬‬

‫غير أن تيار آخر رأى بأنو بما أن المادة ‪ 563‬مكرر من القانون التجاري تحيمنا إلى‬
‫تطبيق أحكام شركة التضامن‪ ،‬فإنو يطبق في ىذا الصدد نص المادة ‪ 559‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لشركة األموال‬

‫سبقت اإلشارة إلى أنو تختمف الجمعيات العامة في شركات األموال والتي يتم من خالليا‬
‫اتخاذ الق اررات بحسب الغرض الذي تنعقد من أجمو‪ ،‬فإذا تعمق االجتماع بحسابات السنة المالية أو‬
‫بالق اررات المتعمقة بالسير العادي لمشركة فنكون أمام جمعية عامة عادية‪ ،‬أما إذا خص األمر‬
‫الق اررات التي تعدل القانون األساسي وىيكمة الشركة فيرجع االختصاص لمجمعية العامة غير‬
‫العادية‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬فإنو تعد الجمعية العامة العادية صاحبة السيادة في شركات األموال‪ ،‬إذ خوليا‬
‫المشرع صالحيات عديدة ما عدا تعديل القانون األساسي‪ ،‬كصالحية تعيين المديرين وعزليم‪ ،‬منح‬
‫التراخيص لمقيام ببعض العمميات‪ ،‬وتوزيع األرباح‪...‬إلخ‪ ،‬إضافة إلى دورىا في المراقبة والمصادقة‬
‫عمى حسابات السنة المالية‪ .‬أما الجمعية العامة غير العادية فيي صاحبة االختصاص االستئثاري‬
‫لتعديل القانون األساسي‪.‬‬

‫مع العمم أنو تختمف كيفية التصويت عمى الق اررات قبل الشركاء في ظل شركات األموال‬
‫وذلك بحسب كل نوع من أنواع شركاتيا‪ ،‬وىذا ما سيتم التطرق لو فيما يمي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لمشركة ذات المسؤولية المحدودة‬

‫عند الحديث عن الشركة ذات المسؤولية المحدودة البد من اإلشارة إلى أنو ال يمكن أن‬
‫نتوقع وجود جمعية عامة عادية بالمؤسسة ذات الشخص الواحد وذات المسؤولية المحدودة لسبب‬
‫بسيط أن الشريك الوحيد ىو من يمارس السمطات المخولة لجمعية الشركاء بناء عمى المادة ‪564‬‬
‫في فقرتيا الثالثة من القانون التجاري‪ .‬وعميو‪ ،‬فيو من يتخذ القرار لوحده‪ .‬فوجود الجمعيات العامة‬
‫يقتصر فقط عمى الشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء في ىذا النوع من الشركات‪،‬‬
‫والتي قد تكون إما جمعية عامة سنوية أو غير سنوية‪.‬‬

‫يجوز لكل شريك في الشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء أن يشارك في‬
‫الق اررات‪ ،‬ولو عدد من األصوات يعادل عدد الحصص التي يممكيا في الشركة‪ .‬ولو أن ينيب عنو‬

‫‪16‬‬
‫شريكا آخر أو زوجو‪ ،‬وال يسوغ لو أن ينيب عنو شخصا آخر إالّ إذا اجاز ذلك القانون صراحة‪.‬‬
‫كما ال يسوغ لو أن يعين وكيال لمتصويت عن جزء من حصصو‪ ،‬ويصوت بنفسو عن الجزء اآلخر‬
‫(المادة ‪ 2/581‬و‪ 3‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫تتخذ الق اررات في إطار الجمعيات العامة في ظل الشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة‬
‫الشركاء من واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثمون أكثر من نصف رأسمال الشركة‪ .‬واذا لم‬
‫تحصل ىذه األغمبية في المداولة األولى‪ ،‬وجب دعوة الشركاء واستشارتيم مرة ثانية حسب‬
‫األحوال‪ ،‬وتصدر الق اررات بأغمبية األصوات ميما كان مقدار جزء رأسمال الممثل‪ ،‬ما لم ينص‬
‫القانون األساسي عمى شرط يخالف ذلك (المادة ‪ 582‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .).‬يتضح بأن المشرع ربط القرار‬
‫في المداولة األولى برأسمال‪ ،‬أما في المداولة الثانية فبعدد األصوات بغض النظر عن رأسمال‬
‫الممثل‪ ،‬عمى أنو يمكن لمقانون األساسي أن ينص عمى أغمبية أقوى أو أقل‪.‬‬

‫مع اإلشارة أنو بالنسبة لكيفية اتخاذ قرار تعيين المدير في ىذه الشركة سواء في القانون‬
‫األساسي أو بعقد الحق ال يكون إال وفقا لمشروط المنصوص عمييا في الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 582‬من القانون التجاري (المادة ‪ 3/576‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫أما الق اررات في إطار الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬فتكون وفقا لنص المادة ‪ 586‬من‬
‫القانون التجاري‪ ،‬أي بموافقة أغمبية الشركاء الذين يمثمون ¾ من رأسمال الشركة ما لم ينص‬
‫القانون األساسي عمى خالف ذلك‪ .‬وبالتالي يكون المشرع قد نص عمى األغمبية المزدوجة أي‬
‫األغمبية العددية والقيمية معا‪ .‬غير أنو تستثنى من ىذه القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬الق اررات المتعمقة بعزل المدير‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 579‬من القانون التجاري فإنو "يعزل المدير بقرار من الشركاء الممثمين‬
‫ألكثر من نصف رأسمال الشركة‪ ،‬ويعتبر كل شرط مخالف كأن لم يكن‪ ."...‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإنو ال‬
‫يجوز إدراج شرط في القانون األساسي ينص عمى أغمبية أقل أو أشد من األغمبية المنصوص‬
‫عمييا في ىذه المادة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-2‬الق اررات المتعمقة بالتنازل عن الحصص لألزواج واألصول والفروع والشركاء‬

‫تكون بمطمق الحرية بناء عمى المادة ‪ 570‬من القانون التجاري‪ ،‬مع العمم أنو بالنسبة‬
‫لمتنازل عن الحصص ألحد الشركاء عمى الرغم من أن المشرع لم يشر إلى ذلك في أحكام ىذا‬
‫القانون‪ ،‬إال أنو اعتبر البعض أن الشريك يأخذ حكم األقارب‪ ،‬وبالتالي تكون إحالة الحصص إليو‬
‫بمطمق الحرية‪.‬‬

‫‪-3‬الق اررات المتعمقة بتحويل الشركة‬

‫تطمب المشرع ضرورة توافر قاعدة االجماع إذا ما تعمق األمر بتحويل الشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة إلى شركة التضامن‪ ،‬ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أنو سوف ترفع التزامات‬
‫الشركاء إذا ما تحولت الشركة ذات المسؤولية المحدودة إلى شركة التضامن‪ ،‬ألنو بعدما كان‬
‫الشريك مسؤوال مسؤولية محدودة عن ديونيا تتغير مسؤوليتو إلى مسؤولية غير محدودة وتضامنية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سمطة الشركاء في إطار الجمعية العامة لشركة المساهمة والتوصية باألسهم‬

‫تتخذ الق اررات في إطار الجمعية العامة لشركة المساىمة بتوافر النصاب القانوني واألغمبية‬
‫المشترطة‪ .‬ففي الدعوة األولى يجب أن يحوز عدد المساىمين الحاضرين أو الممثمين عمى األقل‬
‫ربع (¼) األسيم التي ليا الحق في التصويت‪ ،‬وال يشترط أي نصاب في الدعوة الثانية (المادة‬
‫أن اجتماع الجمعية العامة العادية يكون صحيحا ميما كان الجزء‬
‫‪ 2-1/675‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،).‬بمعنى ّ‬
‫الذي يمثمو الحاضرون‪.‬‬

‫أما فيما يخص األغمبية المشترطة لممصادقة عمى القرار فتتمثل في أغمبية األصوات‬
‫المعبر عنيا وال تؤخذ بعين االعتبار األوراق البيضاء إذا ما أجريت العممية عن طريق االقتراع‬
‫(المادة ‪ 3/675‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫بالنسبة لكيفية اتخاذ الق اررات داخل الجمعية العامة غير العادية فقد نص المشرع بأنو "ال‬
‫يمكن أن تتداول إال إذا كان عدد المساىمين الحاضرين أو الممثمين يممكون النصف عمى األقل‬
‫من األسيم في الدعوة األولى‪ ،‬وعمى ربع األسيم ذات الحق في التصويت أثناء الدعوة الثانية‪ ،‬فإذا‬

‫‪18‬‬
‫لم يكتمل ىذا النصاب األخير جاز تأجيل اجتماع الجمعية الثانية إلى شيرين عمى األكثر وذلك‬
‫من يوم استدعائيا مع بقاء النصاب المطموب ىو الربع (¼) دائما"‪( .‬المادة ‪ 2/674‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪.‬‬
‫يستنتج من ىذا أن المشرع قد حدد نصابا قانونيا النعقاد الجمعية العامة غير العادية وبدونو ال‬
‫تنعقد ىذه األخيرة‪ ،‬وال يمكنيا مناقشة واتخاذ ق اررات بشأن المشاريع المقترحة في جدول األعمال‪،‬‬
‫واذا انعقدت تعد الجمسة باطمة‪.‬‬

‫تنبغي اإلشارة إلى أنو إذا توافر النصاب القانوني فإنو تبث الجمعية العامة غير العادية‬
‫فيما يعرض عمييا بأغمبية ثمثي (‪ )3/2‬األصوات المعبر عنيا‪ ،‬عمى أنو ال تؤخذ األوراق البيضاء‬
‫بعين االعتبار إذا ما أجريت العممية عن طريق االقتراع (المادة ‪ 3/674‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫إال ان ىذه القاعدة ترد عمييا استثناءات‪ ،‬السيما فيما يخص‪:‬‬

‫‪-1‬الق اررات المتعمقة بتحويل شركة المساهمة إلى شركة التضامن‬

‫ىنا األمر يستدعي موافقة كل المساىمين‪ ،‬أي قاعدة االجماع لما ليذا القرار من نتائج‬
‫خطيرة تكمن في زيادة التزامات المساىمين‪.‬‬

‫‪-2‬الق اررات المتعمقة بتحويل شركة المساهمة إلى شركة التوصية البسيطة‬

‫وفقا ألحكام القانون التجاري ( المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 17‬في فقرتيا الثانية) فإنو يشترط موافقة‬
‫كل الشركاء الذين يقبمون أن يصبحوا شركاء متضامنين‪.‬‬

‫‪-3‬ق اررات االدماج أو االنفصال المؤدي إلى زيادة التزامات الشركاء‬

‫تتخذ بإجماع الشركاء وفقا لنص المادة ‪ 746‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫‪ -4‬الق اررات المتعمقة بتحويل شركة المساهمة إلى الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬

‫تتخذ باألغمبية المشددة بناء عمى نص المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 17‬في فقرتيا الثالثة من القانون‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -5‬الق اررات المتعمقة بتحويل شركة المساهمة إلى شركة التوصية باألسهم‬

‫يتم اتخاذ ىذا القرار بموافقة أغمبية المساىمين الممثمين لثالثة أرباع (¾) رأسمال الشركة‪.‬‬

‫‪-6‬الق اررات المتعمقة بزيادة رأسمال بضم االحتياطات أو األرباح أو عالوة االصدار أو تحويل‬
‫سندات االستحقاق‬

‫تتخذ ىذه الق اررات وفق شروط النصاب واألغمبية المقرر لمجمعية العامة العادية‪.‬‬

‫تجدر المالحظة إلى أنو بالنسبة لشركة التوصية باألسيم فقد تغاضى المشرع عن تبيان‬
‫كيفية اتخاذ القرار في الجمعية العامة العادية‪ ،‬ولم يشر إال لحالة واحدة تتمثل في قرار منح أجرة‬
‫لممسير والذي يكون بموافقة الشركاء المتضامنين باإلجماع‪ ،‬فما ىو الح ّل؟ لإلجابة عمى ىذا‬
‫التس اؤل فإنو يمكن القول بأنو تطبق عمييا أحكام شركة المساىمة بناء عمى المادة ‪ 715‬ثالثا في‬
‫فقرتيا الثالثة من القانون التجاري‪ ،‬مع استبعاد أحكام شركة التوصية البسيطة لعدم وجود جمعية‬
‫عامة عادية بيا‪.‬‬

‫أما الق اررات الصادرة عن الجمعية العامة غير العادية لشركة التوصية باألسيم‪ ،‬فتتخذ وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 715‬ثالثا ‪ 8‬من القانون التجاري‪ ،‬أي بموافقة كل الشركاء المتضامنين وألغمبية ثمثي‬
‫رأسمال الشركاء الموصين‪ .‬عمى أنو ترد عمى ىذه القاعدة استثناءات تتمثل في أن تحويل شركة‬
‫التوصية باألسيم إلى شركة المساىمة أو ذات المسؤولية المحدودة يتقرر بموافقة أغمبية الشركاء‬
‫المتضامنين (المادة ‪ 715‬ثالثا ‪.)10‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬سمطة الشركاء في إطار الجمعيات العامة لشركة المساهمة البسيطة‬

‫اعترف المشرع بشركة المساىمة البسيطة بموجب القانون رقم ‪ 09-22‬المؤرخ في ‪ 5‬مايو‬
‫‪ 2022‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬والمتضمن لمقانون‬
‫التجاري (الج‪.‬ر‪ .‬المؤرخة في ‪ 14‬مايو ‪ ،2022‬العدد ‪ ،32‬ص‪.)13.‬وتتخذ الق اررات الصادرة عن‬

‫‪20‬‬
‫الجمعية العامة العادية وغير العادية في ظل ىذه الشركة وفقا لمشروط المحددة في القانون‬
‫األساسي السيما تمك المتعمقة بزيادة واستيالك وتخفيض أرسمال واالندماج واالنفصال وحل الشركة‬
‫وتحويميا إلى شكل آخر وتعيين محافظي الحسابات والحسابات السنوية واألرباح والتي تتخذ وفقا‬
‫لمكيفيات المحددة في القانون األساسي (المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 137‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .).‬غير أن االشكال‬
‫يثار في حالة سكوت أحكام القانون األساسي عن تبيان كيفية اتخاذ القرار فما ىو الح ّل؟ بالرجوع‬
‫إلى نص المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 135‬من القانون التجاري‪ ،‬فإنو "باستثناء األحكام المنصوص عمييا‬
‫في المواد ‪ 1/601 ،4/594‬و‪ 715 ،619 ،610 ،607‬مكرر ‪ 15‬من ىذا القانون‪ ،‬فإنو تطبق‬
‫عمييا األحكام المتعمقة بشركات المساىمة‪ ،‬ما لم تتعارض مع األحكام الخاصة المنصوص عمييا‬
‫في ىذا القسم"‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سمطة الشركاء في التصويت عن طريق االستشارة الكتابية‬

‫استثناء عن قاعدة وجوب اجتماع الجمعيات العامة لمناقشة المسائل المتعمقة بحياة الشركة‬
‫من أجل التصويت عمييا‪ ،‬سمح المشرع لمشركاء باتخاذ الق اررات عن طريق االستشارة الكتابية في‬
‫كل من شركات األشخاص بناء عمى المادتين ‪ 556‬في فقرتيا الثانية و‪ 563‬من القانون التجاري‪،‬‬
‫والشركات ذات المسؤولية المحدودة وفقا لممادة ‪ 582‬من نفس القانون‪ ،‬التي أشارت إلى أنو "تتخذ‬
‫الق اررات في الجمعيات أو خالل االستشارات الكتابية من واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثمون‬
‫أكثر من نصف رأسمال الشركة"‪ .‬أما بالنسبة لشركات األخرى (شركة المساىمة والتوصية باألسيم‬
‫والمساىمة البسيطة) فيي تعد غير جائزة‪ ،‬حيث يعد انعقادىا أم ار إجباريا‪.‬‬

‫فماىي االستشارة الكتابية؟ وما ىو ميدان تطبيقيا؟ وماىي شروطيا؟ وكيف يتم إجراء‬
‫التصويت بواسطتيا؟‬

‫لإلجابة عمى ىذه األسئمة البد من التطرق أوال لماىية االستشارة الكتابية (المطمب األول)‪،‬‬
‫تم لميدان تطبيقيا وشروط وكيفية إجراء التصويت بموجبيا (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المطمب األول‪ :‬ماهية االستشارة الكتابية‬

‫عند الحديث عن ماىية االستشارة يجب التطرق بداية لمفيوميا (الفرع األول)‪ ،‬وبعدىا‬
‫القيام بعممية تمييزىا عن األسئمة الكتابية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االستشارة الكتابية‬

‫بالرجوع إلى أحكام القانون التجاري يتضح بأن المشرع قد نص صراحة عمى االستشارة‬
‫الكتابية في المادتين ‪ 556‬في فقرتيا الثانية والمتعمقة بشركة التضامن والمطبقة عمى شركة‬
‫التوصية البسيطة بناء عمى المادة ‪ 563‬مكرر‪ ،‬والتي جاء فييا أنو "‪ ...‬يمكن أن ينص القانون‬
‫األساسي عمى أن تؤخذ الق اررات عن طريق االستشارة الكتابية‪ ،‬إذا لم يطمب أحد الشركاء عقد‬
‫اجتماع الشركاء"‪ ،‬و‪ 582‬في فقرتيا األولى من القانون التجاري والخاصة بالشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة‪ ،‬والتي أشارت أنو "تتخذ الق اررات في الجمعيات العامة أو خالل االستشارات الكتابية من‬
‫واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثمون أكثر من نصف رأسمال الشركة"‪ .‬وبالتالي يستنتج من ذلك‬
‫أنو وان كان يشترط عمى الشركاء عقد جمعية عامة التخاذ الق اررات كمبدأ عام إالّ أنو يمكنيم‬
‫االتفاق عمى استبعاد ىذه األخيرة واتخاذ ق ارراتيم بواسطة االستشارة الكتابية‪.‬‬

‫مع التنويو‪ ،‬أنو بالرغم من نص المشرع عمى االستشارة الكتابية إالّ أنو لم يعطي ليا تعريفا‬
‫وذلك عمى غرار نظيره الفرنسي‪ ،‬ليذا رأى جانب من الفقو الفرنسي ضرورة احتواء القوانين‬
‫األساسية عمى توضيحات وتفسيرات بشأنيا في حالة اختيار الشركاء ىذه الطريقة لمتصويت‪.‬‬

‫عرف بعض الفقو الجزائري المتخصص االستشارة الكتابية عمى أنيا إجراء يحل محل‬
‫الجمعية العامة‪ ،‬بموجبو يقوم المدير بإرسال المشاريع المقترحة والعقود المراد إبراميا مع كافة‬
‫الوثائق الضرورية إلى الشركاء من أجل الموافقة عمييا أو رفضيا دون عقد جمسة‪ ،‬فيي عمى حد‬
‫تعبير ىذا الجانب ووفقا لمفقو الفرنسي تعد تصويتا بالمراسمة‪ .‬كما أنيا تعتبر إجراء يتميز بالمرونة‬
‫بالنظر إلى انعقاد الجمعية‪ ،‬إذ يمكن لمشريك االدالء برأيو دون التنقل في تاريخ محدد إلى الشركة‪،‬‬
‫فإن من سمبياتيا أنيا ال تسمح لمشركاء بمناقشة وتبادل اآلراء‪.‬‬
‫غير أنو بالمقابل ّ‬

‫‪22‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين االستشارة الكتابية واألسئمة الكتابية‬

‫تختمف األسئمة الكتابية عن االستشارة الكتابية‪ ،‬في أنو وان كانت ىذه األخيرة عبارة عن‬
‫تصويت بالمراسمة والتي يقوم من خالليا المديرين بإرسال كافة الوثائق المتعمقة بالمشاريع والعقود‬
‫التي يريدون إبراميا إلى الشركاء بغية استشارتيم بشأنيا‪ ،‬ويكون الشريك ممزما بالرد عمييا بالموافقة‬
‫أو الرفض دون المجوء إلى الجمعية العامة‪ ،‬فإن األسئمة الكتابية ىي وسيمة من وسائل ممارسة حق‬
‫االطالع الفردي الذي يجريو الشريك عمى إدارة وسير أعمال الشركة‪ ،‬ويكون ذلك بطمب تفسيرات‬
‫حول الوثائق التي يطمع عمييا والمعمومات المتعمقة بتسيير الشركة التي بين يديو لالستفسار بشأنيا‬
‫عمى شكل أسئمة كتابية توجو إلى المدير وتكون اإلجابة عنيا أيضا كذلك من قبل ىذا األخير‪ ،‬بيد‬
‫أنو إن كانت تخرج عن ميدان التسيير فال يجبر المدير لإلجابة عنيا‪.‬‬

‫مع التنويو‪ ،‬أن المشرع لم يمنح ىذه االمكانية إالّ لمشركاء في نوع واحد من الشركات أال‬
‫وىي شركة التوصية البسيطة‪ ،‬وبالنسبة لمشريك الموصي فقط دون المتضامن عمى الرغم من أن‬
‫مسؤوليتو محدودة عن ديون الشركة (المادة ‪ 563‬مكرر‪ 6‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫لم يحدد القانون التجاري عدد األسئمة الواجب طرحيا من طرف الشريك الموصي عمى‬
‫مثيل القانون الفرنسي‪ ،‬بل حدد عدد المرات التي يجب أن يتم فييا توجيو األسئمة بمرتين في السنة‬
‫مما يعرقل السير الحسن لمشركة‪ ،‬خصوصا‬
‫فقط‪ ،‬وىذا تجنبا لطرح األسئمة في أي وقت من السنة ّ‬
‫إذا كثر عدد الشركاء الذين يطرحونيا‪ .‬مع اإلشارة ّأنو يجوز لمقانون األساسي أن يوسع من حق‬
‫طرح األسئمة دون تضييقو أو إلغائو‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬ميدان وشروط وكيفية إجراء االستشارة الكتابية‬

‫ال شك في أنو تتخذ الشركة أثناء حياتيا ق اررات عديدة ومتنوعة تتعمق إما بالسير العادي‬
‫ليا كالمصادقة عمى الحسابات السنوية أو بتعديل قانونيا األساسي كزيادة أو خفض رأسمال‪،‬‬
‫تحويميا‪...‬إلخ‪ .‬فيل يجوز التصويت عمى كل ىذه الق اررات دون استثناء بالمراسمة؟ وماىي الشروط‬

‫‪23‬‬
‫المتطمبة إلعمال االستشارة الكتابية؟ (المطمب األول) وكيف يتم إجراؤىا؟ وماىي أسباب‬
‫بطالنيا؟(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫ىذا ما سيتم التعرض إليو فيما يمي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ميدان تطبيق االستشارة الكتابية‬

‫لم يسمح المشرع باتخاذ الق اررات المتعمقة بالسياسة العامة لمشركة عن طريق االستشارة‬
‫الكتا بية فقط‪ ،‬بل ذىب إلى أكثر من ذلك إذ أجاز التصويت بموجبيا صراحة حتى بالنسبة لبعض‬
‫الق اررات غير العادية‪ ،‬كالتصويت عمى قرار االندماج واالنفصال وفقا لنص المادة (‪2/752‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .).‬وعميو‪ ،‬فالبد عمى المديرين في ىذه الحالة توجيو الوثائق الضرورية لمشركاء لالطالع‬
‫عمييا وكذا تقرير محافظ الحسابات ومشروع االندماج واالنفصال‪ .‬كما أنو نص صراحة بأنو يمكن‬
‫لمدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة استشارة الشركاء حول قرار حل الشركة في حالة خسارتيا‬
‫ثالثة أرباع رأسمال الشركة (المادة ‪ 2/589‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪ .‬وأيضا منح الشركاء الذين ال يريدون عقد‬
‫جمعي ة إمكانية تطبيق االستشارة الكتابية التخاذ قرار إزالة بطالن الشركة أو بطالن أعماليا‬
‫ومداوالتيا‪ .‬بيد أنو قد أثير التساؤل بخصوص الق اررات المتعمقة بالمصادقة عمى حسابات السنة‬
‫المالية‪ ،‬فيل يجوز إصدارىا بواسطة االستشارة الكتابية؟‬

‫سبقت اإلشارة أنو ال تجوز االستشارة الكتابية إالّ في شركات األشخاص والشركات ذات‬
‫المسؤولية المحدودة دون الشركات األخرى والتي يعد انعقاد جمعية عامة فييا أم ار إجباريا (استثناء‬
‫يمكن استعمال االستشارة الكتابية في حالة الدمج واالنفصال بالنسبة لشركة المساىمة)‪ .‬وقد أثير‬
‫في ىذا الصدد التساؤل حول ما إذا كان باإلمكان اتخاذ الق اررات المتعمقة بالمصادقة عمى حسابات‬
‫السنة المالية عن طريق ىذه الوسيمة؟‬

‫لإلجابة عمى ىذا التساؤل يمكن القول بداية أنو بالنسبة لشركة التضامن وفي حالة ما إذا‬
‫كان كل الشركاء مديرين‪ ،‬فإنو بناء عمى المادة ‪ 557‬في فقرتيا الثالثة من القانون التجاري يعتبر‬
‫انعقاد جمعية عامة لممصادقة عمى حسابات السنة المالية غير إجباري‪ ،‬وىذا عمى خالف ما إذا‬

‫‪24‬‬
‫عين مدير أو أكثر بيا في القانون األساسي أو أثناء حياة الشركة‪ ،‬فيل يشترط في ىذه الحالة عقد‬
‫جمعية لممصادقة عمى حساباتيا السنوية‪ ،‬وحسابات كل من شركة التوصية البسيطة وذات‬
‫المسؤولية المحدودة أم يمكن إجراء ذلك عن طريق االستشارة الكتابية؟ بتفحص نص المادتين‬
‫يتبين من الوىمة األولى أنو يمكن استعمال االستشارة‬
‫‪ 556‬و‪ 580‬من القانون المشار إليو أعاله ّ‬
‫الكتابية في كافة الق اررات خاصة وأن المشرع قد استعمل في ىاتين المادتين عبارة "الق اررات" أو‬
‫"جميع الق اررات"‪ ،‬من غير أن يستبعد تمك المتعمقة بحسابات السنة المالية‪ ،‬وىذا ما ذىب إليو الفقو‬
‫الفرنسي في تحميمو لتشريعو‪.‬‬

‫بيد أنو بالرجوع إلى أحكام المادتين ‪ 557‬و‪ 584‬في فقرتييما األولى من نفس القانون‬
‫يالحظ بأن المشرع ألزم مديري ىاتين الشركتين بالمبادرة في عقد جمعية عامة سنوية‪ ،‬بل وأكثر‬
‫من ذلك حيث نجده ينص في الفقرة األخيرة من المادتين عمى ضرورة احترام ىذا االلتزام وعدم‬
‫إمكانية الشركاء عمى مخالفتو ألنو يعتبر كل شرط مخالف لذلك كأن لم يكن‪ .‬ليذا‪ ،‬رأى جانب من‬
‫الفقو الجزائري بأن انعقاد الجمعية العامة السنوية يعد أم ار إجباريا لممصادقة عمى تسيير المديرين‪،‬‬
‫وأنو يجب أن تجتمع ىذه الجمعية كأقصى ميمة خالل الستة أشير اعتبا ار من قفل السنة المالية‪،‬‬
‫وبالتالي يكون بيذا قد استثنى اتخاذ مثل ىذا القرار عن طريق االستشارة الكتابية‪ ،‬وذلك نظ ار‬
‫ألىمية المسائل المعروضة عمى الشركاء من أجل دراستيا والتي تكمن في المصادقة عمى مختمف‬
‫الوثائق من‪ :‬تقرير التسيير‪ ،‬الجرد‪ ،‬حساب النتائج‪ ،‬تقرير محافظ الحسابات‪ ،‬ومنح براءة الذمة‬
‫لممديرين‪...‬إلخ‪ ،‬مما يستوجب اجتماع الشركاء بغية مناقشتيا وتبادل اآلراء مع المديرين ومن ثمة‬
‫المصادقة عمي أعمال التسيير التي أجراىا المديرين‪ ،‬ليذا تستبعد االستشارة الكتابية من ىذا‬
‫المجال ألن االجتماع يعتبر ضروريا لتحقيق المراقبة عمي تسيير وحسابات الشركة ومعرفة‬
‫وضعيتيا الحقيقية‪.‬‬

‫لقد ذىب المشرع إلى ابعد من ذلك حيث نص عمى عقوبات جزائية عمى مديري الشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة في حالة عدم استدعائيم لمشركاء لعقد جمعية عامة سنوية بناء عمى‬
‫المادة ‪ 802‬من القانون التجاري التي أشارت إلى أنو "يعاقب بالحبس من شير واحد إلى ثالثة‬

‫‪25‬‬
‫أشير وبغرامة من ‪ 20.000‬دج إلى ‪ 200.000‬دج أو بإحدى ىاتين العقوبتين فقط‪ ،‬المديرون‬
‫الذين لم يعمموا عمى انعقاد جمعية الشركاء‪ ،‬في أجل ستة (‪ )6‬أشير من تاريخ اختتام السنة المالية‬
‫أو في حالة تمديد األجل المحدد بمدة ال تتجاوز الستة (‪ )6‬أشير‪ ،‬بقرار قضائي أو لم يعرضوا‬
‫تمك المستندات المنصوص عمييا في المادة ‪."... 801‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط واجراء حق التصويت عن طريق االستشارة الكتابية‬

‫أشارت نصوص القانون التجاري إلى الشروط التي يجب توافرىا من أجل التصويت‬
‫بالمراسمة في كل من شركات التضامن وذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء (أوال)‪ ،‬دون أن‬
‫تبين كيفية إجراء ىذا التصويت (ثانيا)‪ .‬وىذا ما سيتم تناولو كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شروط ممارسة حق التصويت بالمراسمة‬

‫يجوز لمشركاء اتخاذ ق ارراتيم خارج الجمعيات العامة عن طريق االستشارة الكتابية بتوافر‬
‫شرطين‪:‬‬

‫‪-1‬أن يتم النص صراحة عمى ذلك بموجب القانون األساسي‪ ،‬أي بمعنى أن يشير ىذا القانون‬
‫عمى إمكانية التصويت عمى الق اررات بالمراسمة‪ ،‬وىذا ما اشارت إليو المادتين ‪ 556‬و‪ 580‬في‬
‫فقرتييم ا الثانية من القانون التجاري باستعماليما لعبارة "‪ ...‬يمكن أن ينص القانون األساسي‪"...‬‬
‫و"‪...‬يسوغ أن يشترط في عقد التأسيس"‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم إبداء الشركاء لرغبتيم في عقد جمعية عامة‪ .‬وذلك عندما لم يطمب أي شريك عقد‬
‫اجتماع في شركة التضامن (المادة ‪ 2/556‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،).‬أو إذا لم يطالب بيا الشريك المتضامن أو‬
‫الشركاء الموصين الذين يمثمون ربع (¼) رأسمال في شركة التوصية البسيطة (المادة ‪ 563‬مكرر‬
‫‪ 2/4‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،).‬أو إذا لم يطالب بيا شريك واحد أو عدة شركاء يمثمون عمى األقل ربع (¼)‬
‫رأسمال الشركة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة (المادة ‪ 3/580‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.).‬‬

‫ونتيجة لذلك‪ ،‬يستنتج بأنو ال يمكن الموافقة عمى الق اررات في ظل الشركات المذكورة أعاله‬
‫عن طريق االستشارة الكتابية إال إذا توافر الشرطان معا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ثانيا‪ :‬كيفية إجراء حق التصويت عن طريق االستشارة الكتابية‬

‫تغاضى المشرع عن تبيان كيفية إجراء حق التصويت عن طريق االستشارة الكتابية وىذا‬
‫عمى خالف نظيره الفرنسي الذي وضع أحكاما تنظيمية توضح ذلك‪ .‬بيد أنو بما أن الحال يخص‬
‫دراسة المسائل المتعمقة بسير أعمال الشركة والتصويت عمى الق اررات‪ ،‬فإنو من الضروري عمى‬
‫الشركاء أن يطمعوا عمى كافة الوثائق التي تمكنيم من إبداء رأييم عن دراية‪.‬‬

‫تبعا لذلك‪ ،‬فمدراسة كيفية ممارسة الحق في التصويت عن طريق االستشارة الكتابية‪ ،‬يجب‬
‫التطرق لممسائل التالية‪:‬‬

‫‪-1‬شكل وأجل االستشارة الكتابية‬

‫يجب عمى المدير أو المديرين إرسال نص المشاريع المقترحة مع كافة الوثائق المتعمقة بيا‬
‫لكل واحد من الشركاء لكي يتمكنوا من االطالع عمييا ويتخذوا بشأنيا رأيا واضحا‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫برسالة موصى عمييا مع طمب العمم بالوصول (المادة ‪ 580‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪ .‬مع التنويو أنو إذا عين‬
‫محافظ لمحسابات في الشركة فيجب تبميغو أيضا عن ممارسة التصويت بالمراسمة عمى الرغم من‬
‫أن المشرع قد سكت عن التطرق ليذه المسألة‪ ،‬ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أنو يمزم استدعاؤه‬
‫لكافة جمسات جمعية الشركاء‪ ،‬عمى أنو البد من تبميغو بذلك في نفس الوقت وبذات الشكل الذي‬
‫يبمغ بو الشركاء‪ .‬ويكون لمشركاء ميمة خمسة عشرة (‪ )15‬يوما ابتداء من تاريخ استالميم الوثائق‬
‫لإلجابة عنيا عن طريق التصويت كتابيا كما ىو الشأن بالنسبة لمق اررات المراد البث فييا من قبل‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪-2‬المشاركة في االستشارة الكتابية وحق التصويت‬

‫يمنح الحق في ممارسة التصويت عن طريق االستشارة الكتابية لكل شريك دون استثناء‪،‬‬
‫ويتناسب عدد أصواتو مع عدد الحصص التي يممكيا في الشركة وىذا عمى غرار حقو الممارس‬
‫في الجمعيات العامة‪ .‬ويشترط عميو بعد التصويت إرسال إجابتو كتابيا وبذات الطريقة الموجية إليو‬

‫‪27‬‬
‫أي برسالة موصى عمييا مع طمب العمم بالوصول‪ ،‬لما ليا من أىمية في تبيان احترام أجل‬
‫االطالع واتخاذ الق اررات بواسطة التصويت بالمراسمة‪.‬‬

‫‪-3‬موضوع االستشارة الكتابية وكيفية التصويت‬

‫يمزم المدير أو المديرين بإعداد محضر االستشارة الكتابية والتي تدون فيو كل المعمومات‬
‫الخاصة بيا‪ ،‬والتي من بين أىميا‪ :‬استبدال انعقاد الجمعية العامة باالستشارة الكتابية‪ ،‬ذكر أسماء‬
‫وألقاب الشركاء الذين شاركوا في التصويت بالمراسمة وعدد الحصص التي يمتمكيا كل شريك‪،‬‬
‫الوثائق الموجية والمشاريع المقترحة‪ ،‬إضافة إلى نتيجة التصويت مع بيان إجابة كل واحد من‬
‫الشركاء سواء أكانت قبوال أم رفضا لالقتراحات المقدمة‪ ،‬وتوقيع المدير أو المديرين عمى المحضر‪.‬‬

‫بالنسبة لكيفية اتخاذ الق اررات بواسطة االستشارة الكتابية فيمكن القول بأنو ال تختمف ىذه‬
‫األخيرة عن تمك الكيفية المقررة لمتصويت داخل الجمعيات العامة‪ ،‬لذلك تطبق في ىذه الحالة نفس‬
‫الكيفية سواء كنا أمام تصويت بالمراسمة أم أمام انعقاد جمعية عامة‪ .‬ليذا تتم االحالة إلى ما تم‬
‫دراستو بالنسبة لسمطة الشريك في التصويت في إطار الجمعيات العامة لشركات األشخاص‬
‫والشركة ذات المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء‪.‬‬

‫‪ -4‬أسباب بطالن االستشارة الكتابية‬

‫عمى الرغم من أنو لم يشر المشرع إلى األسباب المؤدية إلى بطالن االستشارة الكتابية عمى‬
‫غرار نظيره الفرنسي‪ ،‬إالّ أنو يمكن القول أنو في حالة مخالفة الشروط المتعمقة بيا والمذكورة أعاله‬
‫فإنيا تعد باطمة‪ ،‬وكذلك عند المصادقة عمى حسابات السنة المالية بواسطتيا‪ .‬عالوة عن ذلك فإنو‬
‫تبطل االستشارة الكتابية إذا لم يتمكن الشركاء من ممارسة حقيم في االطالع عمى الوثائق‬
‫الضرورية ومشاريع الق اررات المقترحة والتي من شأنيا أن تساعدىم عمى إبداء رأييم عن دراية‪ ،‬كما‬
‫أن عدم تبميغ محافظ الحسابات إن وجد بيذا االجراء يؤدي إلى بطالنيا‪.‬‬

‫لقد رأى جانب من الفقو الفرنسي ّأنو تطبق عمى االستشارة الكتابية نفس األسباب المؤدية‬
‫إلى بطالن الجمعية العامة‪ ،‬كمثال عدم احترام األحكام الخاصة بكيفية اتخاذ الق اررات‪ ،‬أو تعيين‬

‫‪28‬‬
‫محافظ الحسابات بصورة غير منتظمة‪ ،‬أو تقديمو لتقرير مخالف لمقانون‪ ،‬بما أنيا إجراء يحل محل‬
‫ىذه األخيرة‪ ،‬لكن مع مراعاة بعض األحكام الخاصة بالجمعية العامة والتي ال يمكن تطبيقيا عمى‬
‫االستشارة الكتابية كالتزام المدير باإلجابة عن األسئمة المقدمة إليو من طرف الشركاء أثناء الجمسة‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like