Professional Documents
Culture Documents
العلوم الإنسانية هواري 2024
العلوم الإنسانية هواري 2024
العلوم الإنسانية هواري 2024
االسئلة المحتملة
)1المقدمة:
بعد القرن السابع عشر ظهر ما يسمى بالمنهج التجريبي وطرحت فكرة التجريب على المواد بمختلف أنواعها ،فطبق هذا
المنهج على المادة الجامدة وظهرت الفيزياء والكيمياء ،وطبق على المادة الحية وظهرت البيولوجيا ،وبعد نهاية القرن
التاسع عشر أراد بعض العلماء التجريب على النفس البشرية وكذلك على التاريخ وهذا ما يسمونه بالعلوم اإلنسانية ،ويمكننا
تعريف العلوم االنسانية على أنها «مجموعة دراسات وأبحاث عقالنية تتناول اإلنسان في جانبيه التاريخي والنفسي» وأراد
بعض العلماء التجريب عليهم بهدف أن تصبح علومًا مستقلة مثل الفيزياء وغيرها ،لكن هذا لم يكن محل إتفاق عند
الجميع مما أدى إلى وجود موقفين متعارضين األول يرى أنه ال يمكن التجريب سواء على النفس أو التاريخ نظرا لوجود عوائق،
والثاني يرى أنه يمكن تخطي وتجاوز جميع العوائق وتصبح هذه الدراسات علومًا ،لذلك نطرح التساؤالت اآلتية لنعالج بها هذه
المشكلة ،هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على النفس وعلى التاريخ؟ وبصيغة فلسفية أخرى نقول هل تستطيع العلوم
اإلنسانية الوصول إلى الموضوعية والدقة العلمية؟
)2الموقف األول:
يرى أنصار األطروحة األولى أن النفس والتاريخ حوادث ال يمكن التعامل معها على أساس أنها علوم بسبب وجود عدة عوائق مثل
تعذر المالحظة وعدم القدرة على تعميم القوانين ،كما أنهم ال يخضعون لمبدأ الحتمية والسببية ،وأهم من دافع عن هذا الموقف
نجد «ديدرو » « وليام جيمس» «وليام ستانلي» ميشيل فوكو» « فولتير» وكانت حججهم كاآلتي
العوائق التاريخية:
غياب الموضوعية :يرى الفرنسي صاحب النزعة المادية «ديدرو» أنه يجب على العلوم التي تطبق المنهج التجريبي أن تعطي
األولوية للموضوعية العلمية ،أي أن ال ينحاز الكاتب إلى أي طرف عندما يكون يسرد في األحداث والوقائع الماضية ،ولكن من
المستحيل أن نجد هذا في التاريخ ،أي غياب الدقة العلمية ،بمعنى أن المؤرخ إنسان وينتمي إلى بلد معين وتربطه مع هذا
البلد عواطف و ذكريات وروابط عرقية أخرى يستحيل على أي إنسان أن يتجاوز هذه الروابط كلها ،فهو يحدد بناء الماضي تبعا
لمعطيات الحاضر والدليل على ذلك أن الثورة الجزائرية إذا كان مؤرخها جزائري تكون بأسلوب معين وإذا كان المؤرخ فرنسي
سيكون هناك أسلوب آخر وتختلف األحداث والروايات من مؤرخ إلى آخر على حسب البلد على الرغم من أنهم يدرسون الموضوع
نفسه حتى المؤرخ الواحد ولو كان جزائري فأسلوبه قبل 1962ليس كأسلوبه بعد هذا العام ،يقول « ديدرو» «هناك نوعان
من التاريخ التاريخ الذي يدرس في المدارس والتاريخ الذي تحجبه السياسة»
غياب مبدأ الحتمية :الذي ينص على أن نفس االسباب تؤدي إلى نفس النتائج ،وهي أحد الركائز األساسية في العلوم ولكن الوقائع التاريخية
فريدة من نوعها بحيث تكون لها ظروفها الخاصة ال نجدها كخصائص لهاد مشتركة في وقع آخر مما يصعب علينا وضع قانون معين ،أي
أن الخصائص هذه ( )XXال ينتج عنها ( )xعلى سبيل المثال السبب الذي أدى إلى شن فرنسا الحرب على الجزائر واستعمارها هو حادثة المروحة
ولكن وقعت حوادث مشابهة لحادثة المروحة مع العديد من السياسيين ولكن لم يحدث أي شيء فاألسباب التي أدت بفرنسا إلى االستعمار
وغزو تونس ليست األسباب نفسها التي أدت إلى استعمار الجزائر ،وعلى الرغم من أن النتيجة هي نفسها أي االستعمار والغزو ولكن نجد أن
األسباب تختلف ،يقول « ويليام ستانلي» «من السخف التفكير في أن التاريخ علم بالمعنى الصحيح» وعلى سبيل المثال لو وفرنا نفس األسباب
التي أدت إلى غزوات الرسول صلى اهلل عليه وسلم كغزوة أحد أو األحزاب في زماننا هذا فلن تقوم تلك الغزوات ألن الزمان يختلف واآلن
كل شبه الجزيرة العربية مسلمين وليس هناك داعي لقيام الحرب ،بمعنى أنه نفس األسباب ال تؤدي بالضرورة إلى نفس النتائج في الوقائع
التاريخية فهي تتأثر بالظروف السياسية واالجتماعية واالقتصادية وتختلف من زمان إلى آخر .ال نستطيع التكرار في الوقائع التاريخية :هناك
شرط في التجربة العلمية يجب أن يقوم به العالم وهو التكرار حتى يتأكد من القانون المضبوط وهذا مستحيل في التاريخ ،حيث ال يمكن
إعادة األحداث وتكرارها لدراستها مجددا على سبيل المثال ال يمكننا إعادة أحداث أول نوفمبر أو هجومات الشمال القسنطيني لكي ندرسها.
Houari.Philo
1
العلوم اإلنسانية
غياب المالحظة العلمية :ال نستطيع القيام بالمالحظة العلمية الدقيقة والتي من شروطها أنها تكون شاملة لكل األطراف
وفيها متابعة زمنية ومتابعة تطورات هذه الظاهرة ،ففي التاريخ ال يمكن القيام بالمالحظة ألن الحوادث التاريخية حوادث
جرت في الماضي وليست حاضرة معنا في الوقت الحالي وحتى ولو كان هناك باحث في ذلك الوقت وأراد القيام بالمالحظة فإنه
لن يستوفي كل شروط المالحظة ألن المؤرخ في زمن الحرب يغلب عليه القلق والخوف والمؤرخ الحديث الذي يدرس اآلثار يجد
أن تلك األحداث قد تكون مغلوطة أو مشوهة ،ومنه ال يمكن أن تكون النتائج دقيقة ومضبوطة بالشكل المطلوب وهذا
ما يمنع التنبؤ باألحداث المستقبلية ،يقول «جون كيميني» «يستحيل التنبؤ مع البشر» ال يوجد معيار للصدق في التاريخ ألن
التاريخ يكتبه المنتصر على حسب دينه وعواطفه ،فال يمكننا االطالع عن الحقائق واألمور الصحيحة ،يقول «فولتير» «التاريخ
مجموعة من الخدع يحكمها األحياء على األموات على حسب رغباتهم»
يقول «جون بول سارتر» «الحالة النفسية تتطور فال تعطي فرصة للمنهج التجريبي لكي يتدخل فيها» فمن العوائق أن
نفسية االنسان متغيرة وبالتالي ال نستطيع تطبيق االستقراء فيها ،وهي غير ثابتة على وضع معين فاإلنسان يصبح بحالة
نفسية معينة ويمسي بحالة نفسية أخرى مغايرة للحالة النفسية السابقة تماما ،فاإلنسان قد يغير حالته النفسية من الفرح
إلى الحزن بكلمة واحدة فقط ،هذا ما ينتج لنا منحنى متباين النقاط ،مما يصعب وضع قانون واحد ينطبق عليه ،كما أنها
متغيرة من شخص إلى آخر أي أن ما يزعج شخص ما كوفاة صديق له قد يجعل شخص آخر ،فرحا ومنه فهي ليست ثابتة عند
الفرد الواحد وال عند مجموعة من األفراد هذا ما يمنع من وضع قانون عام وتطبيق االستقراء يقول «ويليام جيمس» في
هذا الصدد «كثيرا ما ننتقل من حكم إلى عزم ومن حب إلى بغضاء ومن ذكرى إلى ألم» الحالة النفسية كيفية فهي معنوية
وليست مادية وال نستطيع الوصول إليها باستخدام الحواس ،أي أن العلم الطبيعي قائم على قوانين كمية من أوزان وكتل
يستطيع المجرب الوصول إليها والتحكم فيها والزيادة فيها والنقصان غير أن الحاالت النفسية ال نستطيع أن نقيسها أو أن
نزنها فال نستطيع أن نقول كم حالك بل نقول كيف حالك ،وعادة ما نقول في حياتنا اليومية ال أستطيع أن أعبر كم أشعر
بالفرح وهذا ما يولد نسبية عظيمة في البحث ألن معيار الفرح عند شخص ما تختلف عن معيار الفرح عند شخص آخر.
)3النقد:
على الرغم مما أتى به أنصار هذا الموقف من حجج صحيحة إال أنه يتخلله بعض السلبيات والنقائص فالمنهج التجريبي مرن وليس
ثابت في المالحظة والفرضية والتجربة على منوال واحد ،ففي الظاهرة التاريخية تستطيع استعمال المالحظة غير المباشرة في
الملفات واالثار والناس والوقائع ونستطيع استعمال التجربة غير المباشرة في المقارنة بين األحداث التاريخية ،كما أن هناك
العديد من المؤرخين الموضوعين في كتاباتهم والذين يتحلون باألمانة والصدق في نقل األحداث ،كما أن للحاالت النفسية
علم ألن علماء النفس استطاعوا أن يحلوا العديد من المشاكل النفسية كالهستيريا وغيرها من الحاالت المرضية النفسية
وبالتالي نستطيع أن نطبق المنهج التجريبي على العلوم اإلنسانية.
)4الموقف الثاني:
يرى أنصار الموقف الثاني أنه يمكن تجاوز كل المعيقات والمشاكل التي تواجه العلوم اإلنسانية في تطبيقها للمنهج التجريبي،
ويمكننا اعتبار التاريخ عن يبحث في الوقائع واألحوال البشرية الماضية -ويمكننا اعتبار علم النفس بحث في السلوكات اإلنسانية
من أجل التحكم فيه والتنبؤ وأهم من دافع عنهذا الموقف نجد «رینان» ابن خلدون» «فرويد» «بافلوف» «واتسون»
تجاوز علم التاريخ للمعيقات
يقول «ارنست رينان» عن التاريخ «أنه فيه من النظام ما يجعله قريب إلى الدقة» فلكي نصل إلى الدقة الالزمة علينا أن نمر بمجموعة مراحل
( )1جمع الملفات والمعلومات للوقائع اإلرادية مثل الروايات والقصائد النثور والوثائق الرسمية والصور الملفات غير اإلرادية مثل
السكن والسالح واللباس والمتاحف ( )2نخضع هذه المعلومات للنقد الخارجي أي المظهر كنوع الورق والحبر والخط ثم النقد الداخلي
Houari.Philo
2
العلوم اإلنسانية
وهو ما ورد في تلك الوثائق وما يوجد في تلك البالد )3( .التركيب التاريخي حسب الترتيب الزمني بعد جمع المعلومات وتمحيصها
وغربلتها بالنقد نجد أنها مجموعة من األجزاء المفككة ثم نقوم بربط بعضها ببعض حسب التسلسل الزمني والتاريخي وهكذا
نكون وصلنا إلى الدقة العلمية المطلوبة ولكي تكون شاملة نقوم بتفسير الظواهر التاريخية التي نمتلكها بإرجاعها إلى االسباب
السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الزمن هكذا نجد مبدأ السببية العلمي والدقة الشاملة مما يؤهله
لكي يصبح علما ،ولكن يشترط أن يقوم بكل ما سبق مؤرخ مصطنع أي ليس له عالقة بأحد دون ذاتية فستظهر الموضوعية العلمية.
يقول «ابن خلدون» «األخبار والوقائع الماضية البد من المطابقة لها لمعرفة صدقها من كذبها» «فابن خلدون» بعد
أن وجد العديد من األخطاء التاريخية ألن المؤرخون كان يعتمدون على منهج الراوي ،قام بإبداع المطابقة وهي أن نذهب
لتلك الحضارة أو المكان فإن كان ما روي صحيح موجود أم ال ،وهكذا نكون قد طبقنا المالحظة ضمن صدق الظواهر التاريخية
ومن عند «ابن خلدون» في علم العمران البشري يتضح لنا أن هناك حتمية في التاريخ حيث أنه ال يوجد حضارات ودول ظهرت
عبر التاريخ إال ومرت بعدة مراحل وتكون بالشكل اآلتي:
1مرحلة النشأة :ففي بداية األمر كان هناك عشائر وقبائل تقوم أما على العصبية أو الفضيلة الدينية | حيث نجد انهم كانوا يبحثون
عما هو ضروري للعيش ليس إال 2 .مرحلة الملك ونجدهم قد تخلوا عن العصبية نوعا ما وبدأوا بالبحث عن نظام وملك يقودهم
وتتوسع الدائرة الجغرافية التي يقيمون فيها وتظهر حدود جغرافية 3مرحلة الترف عندما تصبح الدولة منظمة وتمتلك خزينة
مالية تدخل الملوك المفاسد االخالقية -وتضطرب االوضاع الداخلية 4 .مرحلة السقوط وبعد ظهور المفاسد االخالقية للملوك
تبدأ الدولة في السقوط إما عن طريق الغزو -الخارجي أو االنقالب الداخلي .هناك عدة امثلة على ذلك حيث نجد أن الحضارة الفرعونية
والبابلية واليونانية وحتى الدولة العباسية قد مرت بهذه المراحل ومنه نستنتج أن هناك دقة وتنظيم وحتمية في التاريخ.
تجربة «واتسون» وكانت مع طفل صغير عمره خمسة أشهر ،وذات مرة عندما كان في المستشفى -أحضر معه فأر ذو
فراء أبيض ناصع جميل ووضعه بجانب الطفل ليتلمسه بكل براءة وحب تكررت هذه العملية عده مرات وذات مرة أمر بقرع
قطبي حديد واصدر صوت مزعج عند لمس الطفل للفأر وكانت النتيجة هي انهيار الطفل بالبكاء ،وبتكرار تلك العملية حدثت
نفس النتائج ثم بعد ذلك أصبح يقوم بضرب قطبي الحديد دون لمس الطفل للفار ولكن بكى الطفل ،كررها عدة مرات وكان
الطفل يبكي في كل مرة ،وهذه نتيجة لمالحظة قام بها واستنتج كيفية تشكل الفوبيا والمخاوف وكيف أنه يكفي دراسة
سلوك اإلنسان وتحليله لمعرفة ما يجري بداخله وكانت هذه قاعدته المستخلصة :الحوادث السابقة تشكل سلوك الفرد ويجب
دراستها وتحليلها ،وعمم هذه النتائج وأصبح بمجرد رؤيته لكائن حي ذو فراء أبيض يبكي لذلك يقول «واتسون» «علم النفس
كما يراه السلوكي جذع علمي تجريبي محض هدفه التنبؤ بالسلوك وضبطه» ويقول أيضًا « السيكولوجيا هي علم السلوك»
من بين المدارس التي اخضعت الظاهرة النفسية للتجربة مدرسة التحليل النفسي بقيادة «سيغموند فرويد» وقام باكتشاف
نظرية الالشعور و معالجة مرض الهستيريا النفسي الذي هو تحول االنفعاالت النفسية الحادة إلى امراض فيزيولوجية مثل
الحزن الشديد الذي يتسبب في فقدان البصر أو فقدان القدرة على الكالم أو شلل في الجسم بعدما كان األطباء يعالجون المرضى
بالهستيريا باإلبر واألدوية العتقادهم أنه مرض فيزيولوجي ،ولكن مع «فرويد» تبين أنه مرض نفسي ومن بين هذه التجارب
هي على الطفلة «فروليف أنا» التي اصيبت بالعمى لحزنها الشديد والبكاء الدائم التي كانت تخفيها عن والدها الذي كان على
فراش الموت ومن جراء ذلك الكبت للبكاء اصبيت بالعمى ألنها كانت تبكي وتخفي دموعها على ابيها لكي ال يعلم أنها حزينة
ففي المرة األولى قام «فرويد» بتطبيق المنهج التجريبي وافترض أنه مرض عضوي فقام بفحص القرنية والشبكة وبؤرة
العين ووجدوا كل شيء سليم واعطى فرضية ثانية على أنه مرض نفسي وأنها فقدت بصرها كرد فعل عن تأثير الالشعور وقام
بتجريب عدة طرق عليها منها التنويم المغناطيسي فلم ينجح ثم قام بتجريب طريقة التداعي الحر لألفكار ونجح معها استنتج
Houari.Philo
3
العلوم اإلنسانية
قانون عام وهو أن المكبوتات إذا تركت قد تصبحهستيريا ،لقد اعطى قاعدة عامة وهي تقسيم الجهاز النفسي
1الهو :وهو مستودع الطاقة الغريزية وهو محل العقد.
2األنا :وهو الذات وهو الحكم والموازن بين األنا األعلى والهو
3االنا األعلى :وهي مجموع من الروادع لغرائز الهو وفيه الدين والمجتمع والقانون واالسرة وقام فرويد بإعطائنا اكتشاف
ما يوجد في الالشعور وعندما جربها نجحت واصبحت قواعد منها تفسير االحالم وزالت اللسان واالقالم أي الهفوات والنسيان.
)5النقد:
على الرغم مما أتى به أنصار هذا الموقف من حجج صحيحة إال أنه يتخلله بعض السلبيات والنقائص منها غياب الفرضيات في
التاريخ ،فال يمكن إعطاء تفسيرات مؤقتة لحوادث قد جرت مسبقا وكذلك غياب التنبؤ يقول «جون كامني» «يستحيل التنبو
مع البشر» .كما أن النفس جوهرها الشعور وليس السلوك هم اهملوا دراسة الحال الباطنية كما أن النفس ذاتية مختلفة من
إنسان إلى آخر مما يمنع تطبيق مبدأ الحتمية.
)6التركيب:
بعد التعرف على مختلف اآلراء ووجهات النظر حول موضوع تطبيق المنهج التجريبي على اإلنسان فمنهم من رأى أنه ال يمكن تطبيق
المنهج التجريبي في العلوم اإلنسانية ،ومنهم من رأى العكس أي أنه يمكن ذلك ،لكن األصح والمنطقي هو أن تعتبر كل من األبحاث
التاريخية ودراسة األحوال النفسية علوم ،ولكن تحت شروط ،فيجب مراعاة خصائص الظاهرة اإلنسانية ومميزاتها ألنها هي من تفرض
نوعية الدراسة والمنهجية المطبقة عليها بحكم التعقيد الذي فيها ،وأن يكون للمجرب مسلمات ينطلق منها ونقاط يتوقف عندها
لكي ال يكون لدينا نتائج سلبية خاصة في علم النفس .كذلك ال يمكن تكرار التجربة إذا أدت إلى أضرار على اإلنسان أو تشوهات يقول
«كلود ليفي ستراوس» «العلوم اإلنسانية لها القدرة على القيام بالتجارب واعادتها كما هو فيها العلوم الفيزيائية».
)7الخاتمة:
وفي األخير وكحل للتساؤل المطروح اعاله نستنتج ان تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر اإلنسانية ممكن ،ولكن ال يمكن
إنكار المعيقات لهذا التطبيق ولكن هذه المعيقات قد تقل مع تطور العلم أكثر فأكثر وتقل نسبة الخطأ ،فمن ناحية ال يمكن
انكار قيمة العلوم اإلنسانية ألنها اعطتنا فوائد كثيرة ،من بينها االقتران الشرطي الذي حقق فوائد كثيرة للبشرية ،حتى أنه
اصبحنا نراه في االعالنات ،فعلى سبيل المثال شركة كوكا كوال تظهر إعالناتها مع المباريات وارتبطت بالرياضة والحركة،
هناك أيضا شركة اإلنتاج السيارات افلست واشترتها شركة أخرى أصبحت هذه الشركة تقوم بربط منتجاتها بالرفاهية وقاموا
باستدعاء المشاهير ليتحدثوا عن منتجهم من أجل ترك إنطباعات جميلة في نفسية المشاهد لكي يشتري منهم ،وأما علم
التاريخ فقد حرر اإلنسانية من الخرافة والمعتقدات الخاطئة والكاذبة التي كانت سائدة في الماضي
Houari.Philo
4