Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 84

‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.

‬سبتي عبد القادر‬

‫جامعة يحي فارس بالمدية‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫مطبوعة بيداغوجية في مقياس‪:‬‬

‫القانون التجاري‬

‫القيت على‪ :‬طلبة السنة الثانية ليسانس (ل م د)‬

‫من اعداد‪ :‬الدكتور‪ .‬سبتي عبد القادر‬

‫السنة الجامعية‪2023-2022 :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر القانون التجاري فرع من فروع القانون الخاص يشمل على قواعد قانونية تحكم‬
‫طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية وهم التجار‪ ،‬ويطبق على طائفة معينة‬
‫من األعمال تدعى األعمال التجارية‪ ،‬ونظرا التساع مفهوم القانون التجاري في العصر‬
‫الحاضر وتطور المعامالت التجارية‪ ،‬فانه أصبح يصطلح عليه بقانون األعمال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫هذا وتعتبر دراسة القانون التجاري من المسائل القانونية المعقدة خاصة بالنسبة‬
‫للمبتدئين في الدراسات القانونية نظرا لما يشتمل عليه القانون التجاري من مواضيع ذات‬
‫الصلة بالقواعد العامة للقانون المدني‪ ،‬والقوانين ذات الصلة به كقانون المنافسة‪ ،‬القانون‬
‫البنكي‪ ،‬قانون االستثمار‪ ،‬قانون العقوبات وقانون الممارسات التجارية‪...‬ألخ‪ ،‬لذا من‬
‫الضروري التطرق الى المحاور االساسية والهامة‪ ،‬والتي تم اقرارها في عرض التكوين‬
‫للسنة الثانية ليسانس وهي كما يلي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم القانون التجاري‬
‫المحور الثاني‪ :‬األعمال التجارية‬
‫المحور الثالث‪ :‬التاجر‬
‫المحور الرابع‪ :‬المحل التجاري‪.‬‬
‫ان هذا التقسيم قد مكننا من االحاطة بأساسات القانون التجاري وتحديد االفكار‬
‫والنطاق الذي تدور فيه‪ ،‬بطريقة علمية‪ ،‬تتدرج من الجانب الفقهي الى الجانب القانوني‬
‫والعملي‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم القــانون التجـــاري‬


‫المبحث األول‪ :‬المقصود بالقانون التجاري‬
‫ا لقانون التجاري هو فرع من فروع القانون الخاص ألنه يسري على العالقات بين‬
‫التجار تطبيقا لنص المادة االولى مكرر من القانون التجاري الجزائري(‪ ،)1‬بمعنى انه ينظم‬
‫األعمال التجارية التي تنشأ سواء بين التجار فيما بينهم أو بين التجار و زبنائهم‪ ،‬وبهذا يكون‬
‫قانون أضيق من القانون المدني(‪ .)2‬الذي يضم القواعد العامة التي تحكم العالقات بين األفراد‬
‫بغض النظر عن طبيعة األعمال التي يقومون بها(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬المادة االولى مكرر من االمر رقم ‪ 27-96‬المؤرخ في ‪ 1996/12/09‬المتضمن تعديل القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ - 2‬مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬االعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المؤسسة التجارية‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،2006 ،‬ص‪05 .‬‬
‫‪ - 3‬حلو أبو حلو زهير عباس كريم‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري االردني‪ ،‬نظرية العمل التجاري‪ ،‬والتاجر‪ ،‬والمتجر‪ ،‬والعقود التجارية‪ ،‬الجزء‬
‫االول‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬دون ذكر السنة‪ ،‬ص‪06.‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫ويعتبر القانون التجاري حديث النشأة واالستقالل‪ ،‬فلم يتم تقنينه إال في عهد نابوليون عام‬
‫‪ ) 4( ،1807‬وقد اختلف الفقه في تعريف القانون التجاري لذا ظهرت نظريتان هما‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظرية الموضوعية المادية‬
‫ترى أن القانون التجاري هو قانون األعمال التجارية‪ ،‬فإذا قام شخص بعمل تجاري فإن‬
‫هذا العمل تحكمه قواعد القانون التجاري سواء كان القائم به تاجر أم غير تاجر(‪ ،)5‬و حتى‬
‫ولو قام به مرة واحدة‪ ،‬ألن هذه النظرية تهدف إلى تدعيم مبدأ الحرية االقتصادية الذي قضى‬
‫على نظام الطوائف ألنه كان يعوق ازدهار التجارة وتقدمها بسبب منعه لغير طائفة التجار‬
‫من ممارسة األعمال التجارية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظرية الشخصية الذاتية‬
‫ترى أن القانون التجاري في أصله قانون مهني ينظم نشاط من يحترفون التجارة دون‬
‫غيرهم‪ ،‬لذلك فال بد من تحديد المهن التجارية على سبيل الحصر(‪ ،)6‬فإذا قام شخص غير‬
‫تاجر بعمل من طبيعة تجارية فإن هذا العمل يخرج عن دائرة العمل التجاري‪ ،‬ألن أصل نشأة‬
‫هذا الفرع من القانون تعود إلى القواعد والعادات والنظم التي ابتدعها التجار األمر الذي‬
‫أصبح به قانونا مهنيا‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬موقف المشرع الجزائري‬
‫إن المشرع الجزائري جمع بين النظريتين‪ ،‬حيث عرف التاجر في المادة ‪ 01‬ق تجاري‬
‫جزائري التي تنص‪ ":‬يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا و يتخذه‬
‫مهنة معتادة له ما لم يقضي القانون بخالف ذلك‪ ".‬فنالحظ أن المشرع الجزائري قد استند‬
‫على العمل التجاري في تحديد وصف التاجر النظرية الموضوعية‪.‬‬
‫وأشار في المادة ‪ 01‬مكررالى أنه‪ ":‬يسري القانون التجاري على العالقات بين‬
‫التجار‪ ،‬وفي حالة عدم وجود نص فيه يطبق القانون المدني وأعراف المهنة عند اإلقتضاء‪".‬‬
‫نالحظ أنه اعتمد على(النظرية الشخصية) أما في المادتين‪ 02 :‬و ‪ ،03‬فقد عدد األعمال‬
‫التجارية بحسب الشكل والموضوع‪ ،‬فنالحظ أنه استلهم ذلك من النظرية الموضوعية‪.‬‬
‫أما في المادة ‪ 04‬فأخذ فيها بالنظرية الشخصية عندما عدد األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬حيث‬
‫ينقلب العمل المدني إلى تجاري بالتبعية إذا قام به تاجر بمناسبة مباشرته لنشاطه التجاري‪،‬‬
‫فيستمد العمل الصفة التجارية من صفة الشخص القائم به‪.‬‬

‫‪ - 4‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬نظرية األعمال التجارية و التاجر‪ ،‬صفة التاجر‪ ،‬الدفاتر التجارية‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬بدون دار النشر‪ ،1980 ،‬ص‪110 .‬‬
‫‪ - 5‬حلو أبو حلو زهير عباس‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪17.‬‬
‫‪ - 6‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪16.‬‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫إن المشرع الجزائري أخذ بمذهب مزدوج‪ ،‬فال نجد قواعده كلها من طبيعة واحدة إنما‬
‫استلهمت بعض أحكامه من النظرية الشخصية والبعض اآلخر من النظرية الموضوعية‪،‬‬
‫وعليه فيمكن تعريف القانون التجاري بأنه‪ :‬مجموعة من القواعد القانونية التي تطبق على‬
‫طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية وهم التجار‪ ،‬وعلى طائفة معينة من‬
‫األعمال التجارية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص القانون التجاري‬

‫إن المعامالت التجارية تعتمد على السرعة الكبيرة والفائقة‪ ،‬وذلك‬‫الفرع األول‪ :‬السرعة‪ّ ،‬‬
‫تماشيا ً مع التطورات التي تحدث في العالم‪ ،‬بحيث تعمل السرعة على تحقيق الربح‪ ،‬حيث‬
‫تتل ّخص السرعة في تنفيذ األعمال التجارية من خالل بيع السلع قبل شرائها حيث تسلّم عند‬
‫شرائها من البائع األول إلى المشتري الثاني‪ ،‬كما أن خلو القانون التجاري من اإلجراءات‬
‫التي تبطىء األعمال التجارية سبب في إبرام التاجر أكثر من صفقة في وقت قصير وبسرعة‬
‫كبيرة‪ ،‬والسرعة في هذا القانون عكس القانون المدني الذي يمتاز بالبطء واالستقرار والثبات‬
‫(‪.)7‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االئتمان‪ ،‬إن االئتمان من أهم المميزات التي يتميز بها القانون التجاري‪ ،‬فهو‬
‫يعتمد على الثقة المتبادلة بين التجار والزبائن(‪ ،)8‬فالبنك يقوم بتقديم القروض إلى بائع الجملة‬
‫على أن يسدد بعد بيع البضائع‪ ،‬نفس الشيء بالنسبة إلى المصنع الذي يبيع منتجاته للموزع‬
‫م ّما يجعل التجار يرتبطون فيما بينهم بعالقات متشابكة أساسها الثقة المتبادلة‪ ،‬بحيث أن كل‬
‫واحد منهم يكون دائنا ً ومدينا ً في نفس الوقت‪.‬‬
‫و لما كان االئتمان يعتبر ركيزة اساسية للتجارة وال يتصور وجود التجارة دون وجود‬
‫االئتمان فان المشرع التجاري عمل على دعم هذا االئتمان‪ ،‬وذلك عن طريق وضع ضمانات‬
‫أكثر لمن سيكون دائنا للتاجر‪ ،‬ألن زيادة الضمانات تؤدي إلى زيادة فرص التاجر في‬
‫الحصول على االئتمان الالزم‪ ،‬ومظاهر دعم هذا االئتمان ما قرره المشرع التجاري فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬افتراض التضامن في المسائل التجارية‪ ،‬فال يلزم المدينون في حالة تعددهم بالوفاء‬
‫بالدين على وجه التضامن إال إذا وجد اتفاق على ذلك او نص في القانون وهذا ما تقر به‬
‫القواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬في حين أن العرف التجاري استقر على وجود التضامن‬
‫بين المدينين في حالة تعددهم دون حاجة إلى إتفاق صريح أو نص في القانون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظام اإلفالس‪ ،‬فهذا النظام يهدف إلى تصفية أموال المدين التاجر المفلس تصفية‬
‫جماعية ثم يوزع الناتج من هذه األموال على جميع الدائنين قسمة غرماء بمعنى أن كل من‬
‫الدائنين يحصل على نسبة ماله من حق قبل المدين‪ ،‬وهذا يكفل المساواة بين الدائنين‪ ،‬ويمنع‬
‫تسابقهم في الحصول على حقوقهم‪ ،‬أكثر من هذا فإن نظام اإلفالس يفرض جزاءات صارمة‬
‫على المدين المفلس‪.‬‬
‫‪ - 7‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪10.‬‬
‫‪ - 8‬مصطفى كمال طه‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪06.‬‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫أما من ناحية تدعيم الثقة لدى الغير حتى يمنح التاجر االئتمان الالزم‪ ،‬فقد وضع‬
‫المشرع التجاري بعض القواعد التي تحمي هذه الثقة ومظاهر هذا‪:‬‬
‫أ ‪-‬اهتمام القانون التجاري بحماية األوضاع الظاهرة حماية للثقة المشروعة التي أوالها الغير‬
‫للتجار‪ ،‬وذلك الستقرار المعامالت كما أن المشرع التجاري قدم اإلرادة الظاهرة على اإلرادة‬
‫الباطنة واعتد بحسن النية في التعامل‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن المشرع التجاري وضع بعض القواعد الخاصة التي تتعلق بتنظيم مهنة التجارة‬
‫وهدف المشرع من ذلك أمرين‪:‬‬
‫األمر األول‪ ،‬تمكين الغير من معرفة أحوال التاجر وكافة المعلومات المتعلقة بتجارته حتى‬
‫يكون على بينة من أمره قبل التعامل معه‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ ،‬حق الغير الذي تعامل مع التاجر في الرجوع إلى دفاتر التاجر ومراسالته من‬
‫أجل إثبات الحقوق التي دعمها لذلك‪ ،‬والزم المشرع التاجر بإمساك بعض الدفاتر التجارية‬
‫اإللزامية ووضع القواعد التي تكفل تنظيمها كما جعل لها حجية في اإلثبات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطور القانون التجاري‬


‫إن تاريخ القانون التجاري مرتبط بتاريخ التجارة ويمكن تقسيم مراحل تطوره إلى ثالثة‬
‫عصور‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العصر القديم‪ ،‬تعود نشأة القانون التجاري إلى زمن بعيد‪ ،‬فقد نشأت األعراف‬
‫التجارية عند شعوب البحر األبيض المتوسط وقدماء المصريين واآلشوريين والكلدانيين‬
‫خاصة في مجال التعامل بالنقد واالقتراض بالفائدة واستخدام بعض الصكوك‪ .‬ونستحضر هنا‬
‫قانون "حمورابي" الذي صدر ‪ 1700‬سنة قبل الميالد وله قواعد خاصة مثل‪ :‬القرض بفائدة‪،‬‬
‫عقد الوديعة‪ ،‬عقد الوكالة بالعمولة‪ ،‬عقد الشركة(‪.)9‬‬
‫أما الفراعنة‪ :‬فقد كان المصريون أهل زراعة‪ ،‬لذا تولى التجارة اليهود والكلدانيون؛‬
‫ومع ذلك كانت لهم تجارة واسعة مع البلدان المجاورة لهم‪ ،‬فقد أصدر أحد الملوك بوخوريس‬
‫قانونا حرم بموجبه القرض بفائدة(‪.)10‬‬
‫وبالنسبة للفينيقيون‪ :‬عرفوا التجارة خاصة البحرية منها‪ ،‬إذ اهتموا بوضع القواعد الخاصة‬
‫بالتجارة البحرية‪ ،‬وتركوا نظاما قانونيا أصيال بوضع القواعد الخاصة بالتجارة البحرية‪،‬‬
‫كنظام الرمي في البحر‪ ،‬الذي يمثل أصل نظرية الخسائر المشتركة أو العوار المشترك‬
‫المعروفة في القانون البحري‪ ،‬وكذلك القرض البحري أو قرض المخاطر الجسيمة(‪.)11‬‬

‫‪ - 9‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني رقم ‪ 55‬لسنة ‪ ، 1990‬الجزء األول‪،‬‬
‫‪.‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪ ، 2003 ،‬ص‪13 .‬‬
‫‪ - 10‬عادل علي المقدادي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪27.‬‬
‫‪ - 11‬عادل علي المقدادي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪13.‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -‬اإلغريق‪ :‬لقد مارسو التجارة في القرن السادس قبل الميالد‪ ،‬وعرفوا نظام القرض‬
‫الجزافي‪ ،‬الذي هو أصل نظام التأمين(‪.)12‬‬
‫الرومان‪ :‬لم يكونوا تجارا‪ ،‬ألنهم اعتبروا التجارة مهنة العبيد واألغراب‪ ،‬اعتقادا منهم أنها‬
‫أعمال دنيا؛ ولما اتسعت رقعة اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬ظهرت فيها حركة تقنينية واسعة‬
‫لتنظيم المعامالت بين األفراد وتحديد الحقوق والواجبات‪ ،‬غير أن هذه التنظيمات الكبيرة لم‬
‫تكن تحتوي على قواعد وأحكام تجارية رغم ظهور كثير من المعامالت التجارية مثل‬
‫الشركات‪ ،‬والبنوك بسبب استخدام النقود المعدنية‪ ،‬ومسك الدفاتر التجارية‪ ،‬ونظام الرمي في‬
‫البحر‪ ،‬وعقد القرض البحري‪ ،‬اإلفالس‪.‬‬
‫على أنه لما اندمج القانون المدني وأصبح هذا األخير هو الشريعة العامة التي تطبق‬
‫على جميع التصرفات القانونية وعلى جميع األفراد‪ ،‬أصبح القانون المدني الروماني يحتوي‬
‫على جميع األحكام والقواعد الخاصة بالتجارة سواء البحرية أو البرية إلى جوار األحكام‬
‫المدنية‪ ،‬وكانت أحكام هذا القانون تطبق على جميع الرومان دون تفرقة بين تاجر وغير‬
‫تاجر‪ ،‬ذلك أن الرومان كانوا يؤمنون بفكرة قانون موحد يحكم جميع التصرفات(‪.)13‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العصر الوسيط‬
‫في الفترة ما بين القرن الحادي عشر (‪ )11‬وحتى القرن السادس عشر (‪ ،)16‬جاء‬
‫القانون التجاري أكثر وضوحا واستقالال عن القانون المدني‪ ،‬وذلك نتيجة قيام حركة واسعة‬
‫النطاق في التجارة البرية والبحرية بين الشرق والغرب‪ ،‬بسبب الحروب الصليبية في القرن‬
‫الحادي عشر‪ ،‬تركزت في الموانئ اإليطالية خاصة جنوة والبندقية وفلورنسا وبيزا‪.‬‬
‫ويمكن القول أن قواعد القانون التجاري والبحري قد وصلت في تطورها في هذا‬
‫العصر إلى مرحلة يمكن اعتبارها أساسا للقانون التجاري الحالي‪ ،‬ففي إيطاليا وجدت أسواق‬
‫عالمية لتبادل التجارة‪ ،‬ومن ثم نشأت طائفة من األشخاص في ممارسة هذا النوع من النشاط‬
‫وخضعت في تنظيم أمورها إلى التقاليد والعادات التي استقرت بينهم‪ ،‬وانتظم تجار هذه المدن‬
‫في طوائف ( طوائف التجار)‪ ،‬وقاموا بانتخاب قناصل من كبار التجار يختصون في الفصل‬
‫في المنازعات التي تنشأ بين التجار‪ ،‬وذلك وفقا للعرف والعادات والتقاليد التي استقرت‬
‫بينهم‪ ،‬وتميز هذا العصر‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬انتشر قانون التجار في كافة بالد أوربا‪،‬‬
‫‪ -‬ظهرت السفتجة التي سمحت بنقل النقود من مكان آلخر‪،‬‬

‫‪ - 12‬أكرم ياملكي‪ ،‬القانون التجاري االعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬والمتجر‪ ،‬والعقود التجارية‪ ،‬دار الثقافة عمان االردن‪،2010 ،‬ص‪30 .‬‬
‫‪ - - 13‬أكرم ياملكي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪30 .‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -‬ظهر نظام اإلفالس‪ ،‬كطريق للتنفيذ على أموال المدين(‪،)14‬‬


‫‪ -‬مساهمة الكنيسة بطريق غير مباشر في نشر القانون التجاري وازدهاره‪ ،‬بعد أن حظرت‬
‫إبتداء من القرن الثاني عشر إقراض النقود بفائدة‪ ،‬فاحتكر اليهود تجارة النقود وعمليات‬
‫البنوك طويال؛ أما المسيحيون اللومبارديون في شمال إيطاليا فحصلوا على حماية السلطات‬
‫المدنية من أوامر الكنيسة‪ -‬الحظر‪ -‬فلم يحترموا الحظر الكنسي؛ وهو ما أدى إلى ظهور نظام‬
‫التوصية كبديل للقرض بفائدة‪ ،‬يقدم بمقتضاه الرأسمالي نقودا للتاجر في مقابل جزء من‬
‫األرباح‪ ،‬على أن ال يسأل إال في حدود ما قدمه من مال‪ ،‬فأقرت الكنيسة ذلك‪ ،‬بالنظر‬
‫للمخاطر الكبيرة التي تتعرض لها النقود في هذه الحالة‪ ،‬وهو ما أدى إلى ظهور شركة‬
‫التوصية‪.‬‬
‫‪ -‬أن القانون التجاري كقانون متميز ومستقل عن القانون المدني‪ ،‬نشأ أصال في القرون‬
‫الوسطى وبوجه خاص في إيطاليا‪.‬‬
‫و في الفترة ما بين القرن السابع عشر ( ‪ )17‬حتى نهاية القرن الثامن عشر (‪،)18‬‬
‫أصبح القانون التجاري قانونا مهنيا‪ ،‬ظهر بواسطة التجارة وليطبق على التجار‪ ،‬كما تميز‬
‫القانون التجاري بأنه قانون عرفي‪ ،‬وأصبح أيضا قانونا دوليا يطبق خالل هذه الفترة على‬
‫دول أوروبا الغربية‪.‬‬
‫هذا وقد ساعد أيضا ظهور اإلسالم و فتح المسلمين لعدة دول استقرارها من الناحية‬
‫األمنية إلى انتشار التجارة فيها‪ ،‬غير انه ما ميز الشريعة اإلسالمية هو خلوها من الشكلية‬
‫التي كانت سائدة في القانون الروماني‪ ،‬كما عرفت الشريعة اإلسالمية العديد من األنظمة‬
‫التجارية كنظام اإلفالس‪ ،‬شركات األشخاص‪ ،‬وعرفت قواعد عامة تسري على التاجر‬
‫وغير التاجر‪ ،‬وبالتالي لم تكن تميز بين القانون التجاري و القانون المدني‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العصر الحديث‬
‫يمكن اعتبار العصر الحديث في هذا المجال منذ إكتشاف القارة األمريكية والفتح‬
‫الذي قام به العثمانيين للقسطنطينية‪ ،‬هذا الحدث الذي يقابله تقهقر ايطاليا في التحكم الجيد في‬
‫التجارة التي بدأت تتحول إلى غرب أوروبا ( إنجلترا – فرنسا – هولندا – البرتغال )‪ ،‬وهي‬
‫الدول التي تقع معظمها على المحيط األطلسي أين ظهرت بنوك وشركات عمالقة‪ ،‬مما ساعد‬
‫على تزايد النشاط التجاري واستعمال نظام القروض و األوراق التجارية ونظام البورصات‪،‬‬
‫وإنشاء شركات متعددة الجنسيات(‪.)15‬‬
‫ونظرا لتعدد األعراف والعادات التجارية في مختلف المدن‪ ،‬بدأ التفكير في كيفية‬
‫توحيدها وجعلها تشريعا موحدا يحكم التجارة عموما‪ ،‬فصدر في فرنسا قانون للتجارة سنة‬
‫‪ - 14‬أكرم ياملكي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.‬ص‪34 ،33 .‬‬
‫‪ - 15‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪58.‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ 1673‬يعرف ب " الئحة جاك سافاري‪ .‬ونتج عن الثورة الفرنسية صدور" قانون شابولي"‬
‫في ‪ 14‬جوان ‪ ، 1791‬ومفاده إنهاء نظام الطوائف وتقرير حرية التجارة والصناعة (‪.)16‬‬
‫وفي سنة ‪ 1801‬انتهت اللجنة المختصة من تحضير مشروع القانون التجاري الذي‬
‫أصبح سنة ‪ 1807‬تقنينا يحتوي على أربعة أجزاء‪ ،‬األول في التجارة بوجه عام‪ ،‬والثاني في‬
‫التجارة البحرية‪ ،‬والثالث في اإلفالس والرابع في القضاء التجاري‪ ،‬ويعتبر هذا التشريع‬
‫بمثابة عمل جبار ال يضاهيه عمل على المعمورة‪ ،‬بل أصبح مصدرا لمعظم التشريعات‬
‫الوطنية منها القانون التجاري الجزائري الصادر بموجب األمر رقم ‪ 59 - 75‬المؤرخ في‬
‫‪ ،1975 / 09 / 26‬و الذي عدل خاصة عن طريق المرسوم التشريعي رقم ‪08 - 93‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ ،1993/04/25‬ثم بموجب القانون رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪/ 02 / 06‬‬
‫‪ ،2005‬أما بالنسبة آلخر تعديل فكان بالقانون رقم ‪ 20-15‬المؤرخ في ‪2015/12/30‬‬
‫والمتضمن القانون التجاري(‪.)17‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقوانين االخرى‬
‫المطلب االول‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون المدني‬
‫القانون التجاري ليس إال فرعا من فروع القانون الخاص‪ ،‬وإذا كان القانون المدني‬
‫ينظم أساسا كافة العالقات بين مختلف األفراد دون تميز بين نوع التصرف أو صفة القائم به‬
‫أي قانونا عاما‪ ،‬فإن القانون التجاري ينظم فقط عالقات معينة هي العالقات التجارية‪.‬‬
‫وقد أدى إلى ظهور قواعد القانون التجاري‪ ،‬الظروف االقتصادية والضرورات‬
‫العملية التي استلزمت خضوع طائفة معينة من األشخاص هم التجار ونوع معين من‬
‫المعامالت هي األعمال التجارية لتنظيم قانوني متميز عن ذلك الذي يطبق على المعامالت‬
‫المدنية‪ ،‬حيث عجزت القواعد المدنية التي تتسم دائما بالثبات واالستقرار عن تنظيم‬
‫المعامالت التجارية التي قوامها السرعة كونها تتالحق بكثرة في حياة التاجر‪ ،‬كما أنها ترد‬
‫على منقوالت معرضة لتقلبات األسعار أو قابلة للتلف من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لما‬
‫تستوجبه من الثقة واالئتمان‪.‬‬
‫على أنه لما كان القانون المدني هو الشريعة العامة لجميع األفراد وجميع التصرفات‪،‬‬
‫فإن أحكام وقواعد القانون التجاري ليست إال استثناء من أصل عام يجب الرجوع إليه في كل‬

‫‪ - 16‬عادل علي المقدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪10.‬‬


‫‪ - 17‬القانون رقم ‪ 20-15‬المؤرخ في ‪ 2015/12/30‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون التجاري‪( ،‬ج ر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،71‬المؤرخ في‪.)2015 /12/30‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫حالة ال يحكمها نص خاص‪ ،‬كما أن العقود التجارية في غالبيتها تستمد أساسها من القانون‬
‫المدني كعقد البيع واإليجار‪ ،‬النقل و التأمين(‪.) 18‬‬
‫ففي حالة غياب نص في القانون التجاري‪ ،‬يطبق القانون المدني‪ ،‬أما في حالة‬
‫التعارض‪ ،‬يطبق القانون التجاري إعماال لقاعدة الخاص يقيد العام وذلك بصرف النظر عن‬
‫تاريخ النصين‪ ،‬وهذا تطبيقا للقاعدة التفسيرية التي تقر بأن النص الخاص يغلب على النص‬
‫العام بشرط أن يكون كال النصين على درجة واحدة‪ ،‬فإذا كان أحدهما نصا آمرا واآلخر‬
‫مفسرا‪ ،‬وجب األخذ بالنص اآلمر‪ ،‬ألنه نص ال يجوز االتفاق على مخالفته‪.‬‬
‫على أننا نجد من جانب آخر أن القانون التجاري أثره في القانون المدني‪ ،‬ويتمثل في‬
‫عدة حاالت‪ ،‬منها اعتبار الشركات التي تأخذ الشكل التجاري شركات تجارية تخضع للقانون‬
‫التجاري أيا كان موضوع نشاطها‪ ،‬كما قد يقرر المشرع اكتساب الشركة لصفة التاجر‬
‫بصرف النظر عن طبيعة نشاطها سواء كان موضوع نشاطها تجاريا أم مدنيا‪ ،‬ومن األمثلة‬
‫شركات األسهم تعتبر تجارية دائما‪ ،‬وذلك بحسب الشكل سواء كان موضوع نشاطها تجاريا‬
‫أم مدنيا‪ .‬وقد نصت المادة ‪ 544‬قانون تجاري على أنه'' تعد شركات تجارية بسبب شكلها‬
‫مهما يكن موضوعها شركات المساهمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات‬
‫التضامن''‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬المناداة بوحدة القانون الخاص‬
‫نظرا للصلة الوثيقة بين أحكام القانونين التجاري والمدني‪ ،‬ظهر اتجاه في الفقه‬
‫القانوني ينادي بإدماجهما معا في قانون واحد يطبق على جميع األفراد‪ ،‬وفي جميع‬
‫المعامالت دون تفرقة بين عمل مدني أو تجاري أو بين تاجر وغير تاجر‪ ،‬وذلك بغرض‬
‫الوصول إلى ما يسمى بوحدة القانون الخاص(‪.)19‬‬
‫ويطالب أنصار هذا الرأي‪ ،‬بسريان قواعد القانون التجاري من سرعة وبساطة في‬
‫اإلجراءات على قواعد القانون المدني كلما اقتضى األمر ذلك(‪ ،)20‬حتى يستفيد من ذلك‬
‫التاجر وغير التاجر‪ ،‬كما أنه إذا كانت إجراءات القانون المدني بها بعض القيود والشكليات‬
‫في تصرفات معينة أو عقود خاصة نظرا ألهميتها فإنه يمكن فرض هذه القيود والشكليات في‬
‫تصرفات التجارية الهامة حتى تستقر بشأنها المنازعات‪.‬‬
‫ويرى أنصار هذا الرأي‪ ،‬أن القانون التجاري بإعتباره قانون األعمال في عصرنا‬
‫هذا‪ ،‬إنما يتضمن في الواقع النظرية العامة في األموال وااللتزامات التي تطبق على جميع‬

‫‪ - 18‬محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬المبادئ العامة في القانون التجاري‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪،1988 ،‬ص‪12.‬‬
‫‪ - 19‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪25.‬‬
‫‪ - 20‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪26 .‬‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫التصرفات التي تجرى بين األفراد العاديين وبين من يساهمون في الحياة االقتصادية بصفة‬
‫عامة ‪.‬‬
‫وقد أخذت فعال بعض التشريعات بهذا االتجاه‪ ،‬كما هو الحال في الواليات المتحدة‬
‫وإنجلترا وسويسرا وإيطاليا‪ ،‬حيث استطاعت معظم هذه البالد إدخال العناصر والصفات‬
‫التجارية للقانون المدني‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ضرورة استقالل القانون التجاري‬
‫إن فكرة المناداة بتوحيد أحكام القانون التجاري مع القانون المدني‪ ،‬وإن كانت تعد‬
‫منطقية في ظاهرها‪ ،‬إال أنها تخالف في جوهرها حقيقة األوضاع والضرورات العملية‪ ،‬فما‬
‫من شك أن المعامالت التجارية لها ما يميزها عن المعامالت المدنية‪ ،‬مما يستتبع وضع نظام‬
‫خاص بها‪ ،‬فطبيعة المعامالت التجارية تقتضي السرعة وسهولة اإلجراءات‪.‬‬
‫وليس من المفيد أن تنتقل هذه التسهيالت إلى الحياة المدنية التي تتسم بطابع االستقرار‬
‫والثبات‪ ،‬وذلك أن من شأن تعميم هذه السرعة في اإلجراءات زيادة المنازعات وعدم‬
‫استقرار التعامل بين المدنيين‪ ،‬وصعوبة اإلثبات أمام القضاء‪ ،‬وخاصة أن مسك الدفاتر أمر‬
‫ال يلتزم به سوى التجار؛ كما وأن المناداة بنقل بعض اإلجراءات الرسمية والشكلية المدنية‬
‫إلى العقود التجارية أمر يؤدي في الواقع إلى عرقلة التجارة مهما بلغت أهمية عقودها أو‬
‫ضخامتها‪ .‬كما أن تشجيع المدنيون على التعامل باألوراق التجارية خاصة الكمبياالت منها‬
‫من شأنه أن يدفع بهذه الطائفة من األفراد في مجاالت ال شأن لها بها‪.‬‬
‫ويالحظ أن البالد التي أخذت بتوحيد كال القانونين لم تستطع إدماجها إدماجا كليا‪،‬‬
‫حيث ظلت فيها بعض األحكام والقواعد المستقلة التي تنفرد بها المعامالت التجارية وطائفة‬
‫التجار‪ ،‬كما هو الحال في بالد األنجلوسكسونية‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك إنجلترا حيث أصبحت‬
‫النظم التجارية منفصلة عن مجموع القانون العام مثل قانون بيع البضائع‪ ،‬قانون اإلفالس‬
‫والشركات‪ ،‬وكذلك الحال في كل من القانون السويسري واإليطالي الذان وضعا كل منهما‬
‫بعض النظم الخاصة بالتجارة والتجار مثل مسك الدفاتر التجارية واإلفالس‪.‬‬
‫إن للقانون التجاري أصالته في عدة موضوعات‪ ،‬ال نجد لها سندا إال بالمجموعة‬
‫التجارية‪ ،‬مثل اإلفالس‪ ،‬تصفية األموال‪ ،‬وعمليات البنوك‪ ،‬خاصة ما يتعلق منها بالحساب‬
‫الجاري‪ ،‬خطابات الضمان والتحويل المصرفي‪ ،‬التي نشأت نتيجة المقتضيات العملية واقرها‬
‫القضاء التجاري‪.‬‬
‫والواقع أنه ما من شك في أن لكل من القانون المدني والتجاري مجاله‪ ،‬وأن إدماجهما في‬
‫قانون واحد ال يتناسب مع طبيعة معامالت كل منهما‪ ،‬بل أن فيه إنكار للواقع على أن استقالل‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫القانون التجاري ال يعني إنكار الصلة الوثيقة بينه وبين القانون المدني‪ ،‬إذ قد يعتمد القانون‬
‫التجاري على بعض أحكام القانون المدني اعتمادا كليا‪ ،‬ويكتفي باإلحالة عليها ويؤدي هذا‬
‫إلى اعتبار القانون المدني األصل العام الذي يرجع إليه كمصدر من مصادر القانون‬
‫التجاري‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون الجنائي‬
‫للقانون التجاري كذلك عالقة ببعض فروع القانون األخرى كالقانون الجبائي إذ ينظم‬
‫هذا األخير مجموعة الجرائم المتعلقة بممارسة التجارة(‪ ) 21‬كجريمة التقليد‪ ،‬وجريمة اإلفالس‬
‫بالتدليس أو بالتقصير وجريمة اصدار الشيك بدون رصيد‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون االقتصادي‬
‫يلعب القانون التجاري دور هام في تحريك عجلة االقتصاد الوطني‪ ،‬من خالل تنظيمه‬
‫للمهنة التجارية أوال‪ ،‬وكذا تحكمه في حركة التجارة والرأسمال داخل السوق الوطني‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل مقتضيات قانونية تساهم في حركية الحياة االقتصادية للدولة‪ ،‬من هنا أتت العالقة‬
‫مابين القانون التجاري والنشاط االقتصادي‪ ،‬باعتبار أن هذا األخير يدور حول االعمال‬
‫التجارية واالئتمان‪ ،‬وضرورة حماية النظام العامة االقتصادي من جهة أخرى‪ ،‬جعال الدولة‬
‫تنهج نظاما تجاريا متحكما في ضبط النشاط االقتصادي للدولة‪.‬‬
‫هذا وتوجد عالقة وثيقة بين القانون التجاري بالقانون االقتصادي وعلم االقتصاد‪ ،‬فإذا‬
‫كان هذا األخير يبحث عن كيفية إشباع الحاجات اإلنسانية‪ ،‬فان القانون التجاري ينظم وسائل‬
‫الحصول على هذه الحاجات(‪. )22‬‬
‫ومتى كان القانون االقتصادي يسطر السياسة االقتصادية للبالد‪ ،‬فانه البد على‬
‫التشريع أن يكرس هذه السياسة في مختلف نصوصه‪ ،‬كقانون المنافسة‪ ،‬قانون االستثمار مثال‬
‫وعقود التامين‪ ،‬عمليات البنوك‪ ،‬والقانون التجاري‪ ،...‬االمر الذي أوجد صلة بين هذه‬
‫القوانين إلى اتساع نطاق القانون التجاري حتى أصبح هذا االخير يسمى بقانون النشاط‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون االدولي‬
‫نظرا الزدياد المعامالت التجارية الدولية السيما في إطار العولمة‪ ،‬فان القانون‬
‫التجاري قد عرفا تطورا كبيرا من حيث قواعده الوطنية‪ ،‬ومن ثم تظهر العالقة الوثيقة بين‬
‫القانون التجاري والقانون الدولي ان على مستوى القانون الدولي العام أو على مستوى‬
‫القانون الدولي الخاص‪ ،‬فبالنسبة للقانون الدولي العام تقوم الدولة بإبرام اتفاقات تجارية‬
‫دولية حتى ظهر فرع جديد للقانون هو قانون االعمال الدولي‪ .‬كما توجد صلة وثيقة بين‬
‫القانون التجاري و القانون الدولي الخاص في اطار تنظيم المعامالت التجارية التي تشمل‬
‫على عنصر أجنبي‪ ،‬التي تتم بين رعايا الدول المختلفة‪ ،‬و من اجل وضع حد لمشكل تنازع‬

‫‪ - 21‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪16 .‬‬


‫‪ - 22‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪13 .‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫القوانين حول هذه المعامالت التجارية أدى ببعض الدول الى توحيد قوانينها التجارية الوطنية‬
‫لتصبح قوانين ذو طابع دولي‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مصادر القانون التجاري‬
‫للقانون عدة مصادر استقى منها أساسه‪ ،‬أهمها المصدر الرسمي والمصدر‬
‫التفسيري؛ ويقصد بالمصدر الرسمي للقانون المصدر الذي تستمد منه القاعدة قوتها الملزمة‬
‫على خالف المصدر التفسيري الذي ال يلزم القاضي بالرجوع إليه إنما يلجأ إليه على سبيل‬
‫االستئناس‪ .‬وللقانون التجاري بصفة عامة كبقية فروع القانون عدة مصادر داخلية‪ ،‬نقتصر‬
‫منها على المصادر الرسمية والمصادر التفسيرية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المصادر الرسمية‬
‫الفرع االول‪ :‬التشريع‪ ،‬يأتي التشريع في المرتبة األولى بين مختلف المصادر‪ ،‬وعلى‬
‫القاضي أن يرجع إليه أوال‪ ،‬وال يرجع إلى غيره من المصادر إال إذا لم يجد نصا تشريعيا‬
‫يطبق على الحالة المعروضة‪ .‬ويتمثل التشريع كمصدر من مصادر القانون التجاري فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المدونة التجارية‪ :‬ويقصد بها قواعد وأحكام القانون التجاري الصادر سنة ‪،1975‬‬
‫والقوانين الخاصة ذات الصلة‪ ،‬كتلك المتعلقة بالتجارة البحرية والجوية والمتعلقة‬
‫بالبنوك و حماية المستهلك و قانون المنافسة و قانون المؤسسات االقتصادية‪ ،‬كما‬
‫يتضمن التشريع التجاري أيضا األحكام العامة التي نص عليها القانون المدني‬
‫باعتباره الشريعة العامة لفروع القانون الخاص‪ ،‬فيعتبر األصل و المرجع فيما ال نص‬
‫فيه في القانون التجاري(‪.)23‬‬
‫ب‪ -‬القانون المدني‪ ،‬الصادر في ‪ ،1975‬المعدل والمتمم‪ ،‬بإعتباره الشريعة العامة التي‬
‫تنظم جميع العالقات سواء كانت تجارية أم مدنية‪.‬‬
‫و إن المتفق عليه فقها و قضاء أن القانون التجاري هو األصل‪ ،‬فيجب على القاضي أن يرجع‬
‫إليه أوال حتى يستمد منه األحكام‪ ،‬وال يرجع للقانون المدني إال بصفة تبعية عند عدم وجود‬
‫نص في القانون التجاري أو عادة تجارية(‪.)24‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العرف التجاري‪ la coutume commerciale ،‬هو ما درج عليه التجار‬
‫من قواعد في تنظيم معامالتهم التجارية(‪ ،)25‬بحيث تصبح لهذه القواعد قوة ملزمة فيما بينهم‬
‫شأنها شأن النصوص القانونية‪ .‬ويعرف العرف على انه تكرار سلوك معين بطريقة معينة مع‬

‫‪ - 23‬بوقادوم أحمد‪ ،‬القانون التجاري للسنة الثالثة ليسانس‪ ،‬مطبوعة جامعية‪ ،‬المعهد الوطني للتعليم العالي للعلوم االدارية‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬دون ذكر‬
‫السنة‪ ،‬ص‪09.‬‬
‫‪ - 24‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬نظرية األعمال التجاری‪ ،‬التاجر وفقا لقانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ ،1997‬الفقه‪،‬القضاء‪،‬التشريع‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ، 2002 ،‬ص‪19.‬‬
‫‪ - 25‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪29.‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫االعتقاد بلزامية هذا السلوك كالقاعدة القانونية‪ ،‬و بذلك فهو يتكون من عنصرين هامين و هما‬
‫العنصر المادي و العنصر المعنوي‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬العنصر المادي‪ ،‬يتمثل فيتكرار السلوك أو العادة ليس شرطا من طرف جميع أفراد‬
‫المجتمع و إنما من طرف االفراد الذين يهمهم هذا السلوك أو هذه العادة كأصحاب مهنة‬
‫تجارية معينة كما يشترط في العادة شرط الزمن وهو إن يمضي على ظهورها مدة من الزمن‬
‫كافية لتأكيدها و تختلف المدة حسب البيئة والوسط الذي تنشأ فيه‪ ،‬غالبا ما تكون المدة‬
‫قصيرة‪.‬‬
‫(‪) 26‬‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬العنصر المعنوي‪ ،‬هو اعتقاد الناس بالزامية العادة أو السلوك كالقانون تماما ‪.‬‬
‫ويأتي العرف في المرتبة الثانية بعد التشريع تطبيقا لنص المادة االولى مكرر من‬
‫االمر رقم ‪ 27-96‬المؤرخ في ‪ 1996/12/09‬المتضمن تعديل القانون التجاري حيث جاء‬
‫نصها كما يلي‪ ":‬يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار‪ ،‬وفي حالة عدم وجود‬
‫نص فيه يطبق القانون المدني وأعراف المهنة عند االقتضاء"(‪.)27‬‬
‫فهو في الواقع نوع من االتفاق الضمني على ضرورة إتباع قواعد معينة في حاالت‬
‫معينة‪ ،‬على أن ذلك ال يعني أن العرف واجب التطبيق إذا ما انصرفت إرادة األفراد إليه‬
‫فقط‪ ،‬بل إنه واجب التطبيق طالما لم تتجه إرادة المتعاقدين إلى استبعاده حتى ولو ثبت عدم‬
‫علم األطراف به‪.‬‬
‫وال يقع على الخصوم عبء إثبات العرف‪ ،‬ذلك أنه يفترض علم القاضي به‪ ،‬خالفا للعادة‬
‫االتفاقية التي يلزم من يتمسك بها إثباتها؛ ومن األمثلة على العرف التجاري‪ ،‬قاعدة افتراض‬
‫التضامن بين المدينين بديون تجارية إذا تعددوا ‪ ،‬خالفا للقاعدة العامة المنصوص عليها في‬
‫القانون المدني (‪ 127‬مدني جزائري) والتي تقر بأن التضامن ال يفترض‪ ،‬وإنما يكون بناء‬
‫على اتفاق أو نص في القانون‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الشريعة اإلسالمية‪ ،‬اعتبر القانون المدني الجزائري في مادته األولى مبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية المصدر الرسمي الثاني بعد التشريع‪ ،‬لتصبح بذلك المصدر الرسمي‬
‫الثالث بالنسبة لمصادر القانون التجاري‪ ،‬والمقصود بهذه المبادئ القواعد المستقاة من القرآن‬
‫الكريم والسنة واإلجماع واالجتهاد‪ ،‬ونستحضر هنا مسألة تحريم الربا بين االفراد عن طريق‬
‫تحريم الفوائد‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 454‬من القانون المدني الجزائري على ان‪ " :‬القرض بين‬
‫األفراد يكون دائما بدون أجر و يقع باطال كل نص يخالف ذلك"‪.‬‬

‫‪ - 26‬تختلف العادات التجارية عن العرف التجاري أنها تتكون من الركن المادي دون الركن المعنوي‪ ،‬لذلك فهي تتمتع بمرتبة أدنى من العرف‪ ،‬و‬
‫تستمد قوتها و الزاميتها من ارادة االطراف باشتراطها في معامالتهم صراحة أو ضمنا‪ ،‬و ال يقوم القاضي بتطبيقها إال إذا تمسك بها الخصوم‪ ،‬و إذا‬
‫اخطأ القاضي في تطبيقها يعد ذلك من قبيل الخطأ في الوقائع وليس الخطأ في تطبيق القانون لذلك فهو ال يخضع لرقابة المحكمة العليا‪ -.‬حلو أبو‬
‫حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪80.‬‬
‫‪ - 27‬االمر رقم ‪ 27 -96‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ، 1996‬يعدل و يتمم االمر رقم ‪ 59-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون‬
‫التجاري‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 77‬مؤرخة في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ، 1996‬ص‪4.‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫الفرع الرابع‪ :‬القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪ ،‬ويقصد به إجتهاد القاضي وفقا لقواعد‬
‫العدالة‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق إذا ما عرض نزاع تجاري‪ ،‬على القاضي الجزائري أن يتبع الترتيب‬
‫التالي في تطبيقه لقواعد القانون‪.‬‬
‫‪ )1‬ـ النصوص اآلمرة الموجودة بالمدونة التجارية‪.‬‬
‫‪ )2‬ـ النصوص اآلمرة الموجودة بالقانون المدني‪.‬‬
‫‪ )3‬قواعد العرف التجاري‪.‬‬
‫‪ )4‬ـ العادات التجارية‬
‫‪ )5‬ـ مبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -)6‬القانون الطبيعي وقواعد العدالة‬
‫أما ما يتفق عليه صراحة أطراف النزاع فيأتي قبل التشريع أو العرف إن لم يكن حكما‬
‫آمرا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر التفسيرية‬
‫هي تلك المصادر التي يتمتع القاضي إزاءها بسلطة اختيارية‪ ،‬إن شاء رجع إليها للبحث‬
‫عن حل النزاع المعروض أمامه دون إلزام عليه بإتباعها‪ ،‬تتمثل في القضاء والفقه‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القضاء ( االجتهاد القضائي)‪ ،‬ويقصد به‪ ،‬مجموعة األحكام الصادرة من‬
‫مختلف المحاكم في المنازعات التي عرضت عليها‪ ،‬كما يقصد بها مدى الحجية التي تتمتع‬
‫بها هذه األحكام‪ ،‬وهو ما يطلق عليه السابقة القضائية(‪ ،)28‬وهذه األخيرة تمثل األحكام التي‬
‫تصدر في المسائل القانونية الجديدة ذات األهمية الخاصة والتي لم يرد حلها في القانون‪.‬‬
‫فاختصاص القاضي الجزائري‪ ،‬هو تطبيق للقانون في الحاالت المعروضة عليه دون أن‬
‫تكون ألحكامه قيمة القاعدة الملزمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفقه‪ ،‬يقصد به مجموعة آراء الفقهاء في هذا الفرع من القانون بشأن تفسير‬
‫مواده‪ ،‬فالفقهاء يقومون باستنباط األحكام القانونية من مصادرها بالطرق العلمية نتيجة‬
‫تكريس جهودهم لدراسة هذا الفرع من فروع القانون(‪ .)29‬والرأي السائد أن الفقه ال يعتبر‬
‫مصدرا للقانون‪ ،‬حيث تقتصر وظيفته على مجرد شرح القانون شرحا علميا بدراسة‬
‫‪ - 28‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪41.‬‬
‫‪ - 29‬عمارة عمور‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬االعمال التجارية التاجر‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار المعرفة الجزائر‪،2000 ،‬‬
‫ص‪24.‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫النصوص القانونية وما يربطها من صالت‪ ،‬ثم استنتاج مبادئ عامة في تطبيقات مماثلة‬
‫وذلك دون أن يكون مصدرا ملزما للقاضي‪.‬‬
‫وقد ساعد الفقه كثيرا في تطوير مواد القانون التجاري نتيجة نقد الحلول القانونية‬
‫والقضائية وإبراز مزاياها وعيوبها وما بها من تناقض وأدى ذلك إلى سرعة مسايرة مواد‬
‫القانون للتطور في المواد القانونية‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬األعمال التجارية‬


‫المبحث االول ‪ :‬نظرية األعمال التجارية‬
‫تقتضي هذه النظرية دراسة معايير التفرقة بين األعمال المدنية واألعمال التجارية‪ ،‬ثم‬
‫تبيان أهمية التفرقة بين العملين وذلك على التوالي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬معيار التفرقة بين األعمال المدنية واألعمال التجارية‬
‫الفرع األول‪ :‬نظرية الحرفة‪ ،‬نادى بها الفقيه الفرنسي ‪ ، G.Ripert‬وهي تستند على المعيار‬
‫الشخصي‪ ،‬باعتبار أن العمل التجاري هو العمل الذي يصدر من شخص احترف التجارة‪،‬‬
‫فكل ما يقوم به التاجر في نطاق التجارة يعتبر عمال تجاريا‪.‬‬
‫النقد‪ :‬كيف يمكن تحديد مفهوم الحرفة قبل تحديد العمل التجاري‪ ،‬فضال عن أن معيار‬
‫الحرفة يؤدي إلى إخراج بعض األعمال التي هي في حقيقتها تجارية من نطاق تطبيق القانون‬
‫التجاري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية المقاولة أو المشروع‪ ،‬نادى بها الفقيه ‪ ،J.Escara‬وتمتد حسب رأيه‬
‫إلى عنصرين‪ ،‬هما االحتراف ‪ -‬تكرار العمل‪ -‬ووجود تنظيم لعمل؛ وعلى هذا األساس‪ ،‬إذا‬
‫كان العمل قد قام على وجه متكرر وطبقا لنظام معين – تنظيم مادي‪ -‬عد ذلك العمل تجاريا‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫و من نتائج هذه النظرية أن العمل المنفرد و إن كان يقصد منه تحقيق الربح إال انه ال‬
‫يعتبر تجاريا‪ ،‬كما أن هذه النظرية تتجاهل ما يسمى باألعمال التجارية بطبيعتها‪ ،‬ووفقا لهذه‬
‫النظرية يعتبر العمل تجاريا إذا تمت ممارسته على سبيل التكرار ‪ ،‬و العمل المنفرد ال يعتبر‬
‫تجاريا و إن كان الغرض منه تحقيق الربح‪ .‬كما يرى أصحاب هذه النظرية أن التاجر يعتبر‬
‫محورا لتطبيق القانون التجاري‪ ،‬فال يكتسب هذه الصفة من خالل قيامه باألعمال التجارية و‬
‫لكن من خالل احترافه لهذه األعمال و قيامه بها في شكل مشروع (‪ ،) 30‬فهذا المعيار اعتمد‬
‫على النظرية الشخصية في تحديد نطاق القانون التجاري‪.‬‬
‫النقد‪ :‬لم تقدم الحل المنشود‪ ،‬ذلك أن هناك أعماال تقع منفردة وتعتبر تجارية كالشراء ألجل‬
‫البيع‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية المضاربة‪ ،‬ذهب الفقيهان الفرنسيان‪ ،Renault et Lyon-Caen‬إلى‬
‫أن العنصر الجوهري في العمل التجاري هو المضاربة‪ ،‬أي ذلك العمل الذي يتم بقصد تحقيق‬
‫الربح‪ ،‬كالشراء ألجل البيع‪ ،‬فالتجارة ال تعرف التبرع أو مجانية العمل‪.‬‬
‫النقد‪ :‬هذه النظرية لوحدها غير كافية للتمييز بين العمل التجاري و العمل المدني‪ ،‬فهناك‬
‫الكثير من األعمال تهدف إلى تحقيق الربح و مع ذلك فهي ليست أعماال تجارية كما هو‬
‫الشأن بالنسبة ألعمال الفالحين و أصحاب المهن الحرة كعمل الطبيب و المهندس و المحامي‬
‫و مع ذلك فهي تظل أعماال مدنية ‪ .‬و بالمقابل هناك أعماال يقوم بها التاجر من اجل تحقيق‬
‫الربح و مع ذلك ال يتحقق الربح و مع ذلك فهي أعماال تجارية كالبيع بالخسارة أو البيع بأقل‬
‫من سعر التكلفة(‪ )31‬وهو ما تقوم به الجمعيات التعاونية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬نظرية التداول ( الوساطة)‪ ،‬نادى بها الفقيه ‪ ، Thaller‬ومفادها أن األعمال‬
‫التجارية هي األعمال التي تتعلق بالوساطة في تداول الثروات من وقت خروجها من يد‬
‫المنتج إلى وقت وصولها إلى يد المستهلك‪ ،‬وهي بذلك تستبعد عمليات الزراعة والصناعة‬
‫اإلستخراجية والعمليات اإلستهالكية من نطاق القانون التجاري‪.‬‬
‫النقد ‪ :‬عمل الوساطة الذي ال يستهدف الربح ال يعد من قبيل األعمال التجارية كما هو عمل‬
‫المنتج الزراعي(‪ ،)32‬وعمل الجمعيات التعاونية التي تشتري وتبيع بسعر التكلفة أو بشيء‬
‫زهيد من هامش الربح‪.‬‬
‫ويمكن القول‪ ،‬بأن العمل التجاري هو ذلك العمل الذي يتعلق بالوساطة في تداول‬
‫الثروات‪ ،‬ويهدف إلى المضاربة وتحقيق الربح‪ ،‬على أن يتم على وجه المقاولة بالنسبة‬
‫لألعمال التي يتطلب فيها القانون ذلك‪ ،‬وإن كان هذا القول ليس جامعا مانعا‪.‬‬

‫‪ - 30‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،45 .‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪93.‬‬
‫‪ - 31‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪90.‬‬
‫‪ - 32‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪45 .‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري‪ ،‬أخذ بنظرية المهنة كأصل عام دون أن يهمل‬
‫صفة العمل التجاري (أعمال تجارية حسب الشكل )‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية التفرقة بين األعمال المدنية واألعمال التجارية‬
‫القانون التجاري يختلف عن القانون المدني من حيث مجاله ( يحكم األعمال التجارية‬
‫والتجار)‪ ،‬ومن حيث مصادره‪ .‬كما أن االختالف القائم ما بين القانونين يتطلب منا تسليط‬
‫الدراسة على أهم المسائل الجوهرية التي يظهر فيها هذا االختالف‪ ،‬والتي تتمثل بصفة‬
‫أساسية في‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬اإلثبات‪ ،‬اإلثبات في المسائل المدنية مقيد بقواعد صارمة متعلقة باثبات‬
‫االلتزام المدني‪ ،‬حيث نستحضر في هذا المجال مثال‪:‬‬
‫‪ -‬عدم جواز اإلثبات بالبينة‪ ،‬إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمته على مائة ألف دينار‬
‫جزائري حسب المادة ‪ 333‬ق مدني جزائري أي أن اإلثبات يكون بالكتابة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز اإلثبات بالبينة‪ ،‬ولو لم تزد القيمة على ألف دينار جزائري فيما يخالف أو يجاوز‬
‫ما أشتمل عليه مضمون عقد رسمي‪.‬‬
‫‪ -‬إن المحررات العرفية ال تكون حجة على الغير في تاريخها‪ ،‬إال منذ أن يكون لها تاريخ‬
‫ثابت ثبوتا رسميا تطبيقا لنص المادة ‪ 328‬ق مدني جزائري‪.‬‬
‫أما اإلثبات في المواد التجارية فهو حر حسب المادة ‪ 30‬ق تجاري جزائري(‪ ،)33‬حيث‬
‫أجاز المشرع إثبات التصرفات القانونية مهما تكن قيمتها بالبينة(شهادة الشهود) والقرائن‬
‫والدفاتر التجارية والمراسالت وجميع طرق اإلثبات‪ .‬كما يجوز االحتجاج بتاريخ المحررات‬
‫العرفية عل ى غير أطرافها ولو لم يكن هذا التاريخ ثابتا‪ .‬ولقد أجاز المشرع لخصم التاجر أن‬
‫يحتج بما ورد بدفاتر خصمه إلثبات حقه‪ .‬كما يجوز في المواد التجارية إثبات ما يخالف أو‬
‫يجاوز ما اشتمل عليه دليل كتابي بشهادة الشهود والقرائن وكافة طرق اإلثبات‪ .‬ويستثنى من‬
‫ذلك عقد الشركة(‪ ،)34‬عقد النقل البحري‪ ،‬عقد التأمين البحري‪ ،‬رهن المحل التجاري(‪ ،)35‬عقد‬
‫بيع السفينة‪.‬‬
‫فنظرا للسرعة واإلئتمان‪ ،‬وضع المشرع قواعد مرنة تتماشى مع هذه الخصائص‪ ،‬بل‬
‫لقد ذهب المشرع بعيدا عندما خرج عن القواعد العامة‪ ،‬إذ أنه في المسائل التجارية للتاجر أن‬

‫‪ - 33‬األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون التجاري‪.‬‬


‫‪ " - 34‬تثبت الشركة بعقد رسمي واال كانت باطلة‪– "...‬المادة ‪ 545‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 08-93‬المؤرخ في ‪ 1993/04/25‬يعدل ويتمم‬
‫االمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ " - 35‬يثبت الرهن الحياي بعقد رسمي‪– "...‬المادة ‪ 120‬من االمر رقم ‪ 27-96‬مؤرخ في ‪ ،1996/09/09‬يعدل ويتمم القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ " - 35‬يثبت الرهن الحياي بعقد رسمي‪– "...‬المادة ‪ 120‬من االمر رقم ‪ 27-96‬مؤرخ في ‪ ،1996/09/09‬يعدل ويتمم القانون التجاري‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫يصطنع دليل إثبات لنفسه كالدفاتر التجارية (دفتر اليومية و دفتر الجرد مثال) المادة ‪05/30‬‬
‫ق تجاري جزائري و المادة ‪ 13‬ق تجاري جزائري‪.‬‬
‫والسبب في الخروج عن القواعد العامة في مجال اإلثبات في المسائل التجارية‪ ،‬مرده‬
‫إلى رغبة المشرع في تقوية االعتبارات التي أملتها الثقة واالئتمان والسرعة والمرونة التي‬
‫تطبع األعمال التجارية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص القضائي‪ ،‬تخصص بعض الدول جهات قضائية خاصة تتكفل‬
‫بالفصل في المنازعات التجارية‪ ،‬وهذا التخصيص تمليه االعتبارات المتعلقة بطبيعة‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬التي تستلزم الفصل فيها على وجه السرعة وبإتباع إجراءات غير تلك‬
‫المتبعة أمام المحاكم العادية‪ .‬وتكون في هذه الحالة أمام محاكم تجارية أي إختصاص نوعي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجزائر‪ ،‬فإن المشرع لم يأخذ بنظام القضاء المتخصص‪ ،‬وبذلك فإنه ال يوجد‬
‫جهات قضائية تجارية‪ ،‬إذ التقسيم مجرد تنظيم داخلي‪ -‬تقسيم إداري‪ -‬ال يتحدد به إختصاص‬
‫نوعي خاصة وأن المشرع أخذ بفكرة اإلحالة في المادة ‪ 32‬فقرة ‪ 5‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية(‪ ،)36‬وفي حالة وجود قسم مدني فقط على مستوى المحكمة فإنه ينظر في‬
‫القضايا التجارية‪.‬‬
‫وقد منح االختصاص في المواد التجارية للمحاكم العادية‪ ،‬التي تتولى الفصل في‬
‫المنازعات التجارية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التضامن بين المدينين‪ ،‬فيراد به أنه متى قام أحد المدينين بوفاء الدين‪ ،‬فانه‬
‫تبرئ ذمة جميع المدينين االخرين‪ ،‬ويجوز للدائن ان يطالب المدينين منفردين أو مجتمعين‬
‫وال يجوز الحدهم أن يرفض الوفاء(‪ ،) 37‬ففي المسائل التجارية عادة ما يكون التضامن‬
‫مفترض‪ ،‬وتعد قاعدة التضامن بين المدينين في حالة تعددهم من القواعد العرفية التي‬
‫استقرت في المسائل التجارية‪ ،‬وذلك تدعيما لعنصري الثقة واالئتمان في المعامالت التجارية‬
‫و تجنيب الدائن خطر إفالس أحد المدينين مع مالحظة أن هناك من يرى ضرورة النص‬
‫عليه‪ .‬أما في المعامالت المدنية فإن قاعدة التضامن ال تتقرر إال بناء على نص أو اتفاق‪.‬‬
‫ويجوز في المسائل التجارية إبعاد قاعدة التضامن في أي تعامل‪ ،‬ما لم يكن هناك نص‬
‫آمر‪ ،‬يقر بوجوب قيام التضامن بين المدينين‪ .‬ومثال ذلك نص المادة ‪ 551‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري التي تنص بأن للشركاء بالتضامن صفة التاجر‪ ،‬وهم مسؤولون من غير‬
‫تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة‪ .‬وكذلك التضامن الصرفي في المسائل التجارية‬

‫‪ - 36‬القانون رقم ‪ 09-08‬لسنة ‪ 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬


‫‪ - 37‬حلو أبو حلو زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪90 .‬‬
‫‪ " - 38‬ان صاحب السفتجة وقابلها ومظهرها وضامنها االحتياطي ملزمون جميعا لحاملها على وجه التضامن‪ – "...‬المادة ‪ 432‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫(السندات التجارية)(‪ ،)38‬فالتضامن التجاري أشد من التضامن العادي‪ ،‬إذ يتعرض صاحبه‬
‫لإلفالس‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإلعذار‪ ،‬القاعدة العامة أن اإلخالل باإللتزامات التعاقدية بعد حلول أجل الوفاء‬
‫بالدين ال يثبت إال بعد أن يقوم الدائن بإعذار المدين بضرورة تنفيذ التزاماته‪ ،‬بحيث أن الدائن‬
‫ال يستطيع أن يطلب فسخ العقد استنادا إلى هذا اإلخالل أو أن يطالب بتعويض ما لحقه من‬
‫ضرر إال إذا قام بإعذار المدين حسب المادة ‪ 179‬ق مدني جزائري(‪ ،)39‬ويتم أصال بعقد‬
‫غير قضائي بمعرفة المحضر القضائي أو برسالة مضمنة مع إشعار بالوصول‪ .‬أما في‬
‫المسائل التجارية فقد جرى العرف على أن اإلعذار يمكن أن يتم بخطاب عادي‪ ،‬كل ذلك من‬
‫أجل تحقيق السرعة التي تتميز بها المعامالت التجارية‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬مهلة الوفاء (نظرة الميسرة) المهلة القضائية‪ ،‬إذا عجز المدين بدين مدني‬
‫عن الوفاء به في الميعاد‪ ،‬جاز للقضاء أن ينظره إلى أجل معقول أو آجال ينفذ فيها إلتزامه‪،‬‬
‫إذا استدعت حالته ذلك من أجل تنفيذ التزامه‪ ،‬ومن غير أن يلحق الدائن من هذا التأجيل‬
‫ضرر( المادة ‪ 210‬من القانون المدني الجزائري )(‪.)40‬‬
‫أما القانون التجاري‪ ،‬فال يمنح مثل هذه السلطة للقاضي نظرا لما تتطلبه طبيعة‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬وما تفرضه عليه من سرعة التنفيذ وثقة تقتضي من التاجر ضرورة‬
‫الوفاء بدينه في الميعاد وإال كان ذلك سببا في إشهار إفالسه‪ .‬ويستثنى من ذلك السفاتج التي ال‬
‫تتجاوز مدتها سنة(‪.)41‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬اإلفالس‪ ،‬ال يجوز شهر إفالس التاجر إال إذا توقف عن دفع ديونه التجارية‬
‫تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 215‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬أما إذا توقف عن دفع دين‬
‫مدني(إعسار)‪ ،‬فال يجوز شهر إفالسه‪ ،‬وإذا أجاز القانون للدائن بدين مدني أن يطلب شهر‬
‫إفالس التاجر‪ ،‬إال أنه يجب أن يثبت أن التاجر قد توقف عن دفع دين تجاري عليه‪ ،‬فإذا صدر‬
‫حكم يشهر اإلفالس ترفع يد التاجر عن إدارة أمواله والتصرف فيها أي الغل‪ ،‬ويدخل جميع‬
‫الدائنين في اإلجراءات‪ ،‬ويعين وكيل عنهم تكون مهمته تصفية أموال المفلس وتوزيع الناتج‬
‫منها بين الدائنين كل بحسب قيمة دينه‪ ،‬وبذلك تتحقق المساواة بينهم‪.‬‬

‫‪ " - 38‬ان صاحب السفتجة وقابلها ومظهرها وضامنها االحتياطي ملزمون جميعا لحاملها على وجه التضامن‪ – "...‬المادة ‪ 432‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 39‬االمر رقم ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪1975/09/26‬ـ يتضمن القانون المدني الجزائري ‪.‬‬
‫‪ - 40‬االمر رقم ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪1975/09/26‬ـ يتضمن القانون المدني الجزائري ‪.‬‬
‫‪ ..." - 41‬ال يجوز منح آجال قانونية كانت أو شرعية اال في االحوال المنصوص عليها في المادتين ‪ 426‬و‪ 438‬من هذا القانون (القانون‬
‫التجاري)‪ – ".‬المادة ‪ 464‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫أما المدين المدني‪ ،‬فإنه يخضع ألحكام القانون المدني ( المواد من ‪ 177‬إلى ‪) 202‬‬
‫التي ال تتسم بالشدة والصرامة التي يتصف بها نظام اإلفالس‪ .‬فليس في المسائل المدنية غل‬
‫يد المدين عن التصرف في أمواله وتصفيتها تصفية جماعية وتوزيع ثمنها على الدائنين‪.‬‬
‫كما قد يتابع جزائيا التاجر المتوقف عن الدفع في حالة اإلفالس بالتقصير أو‬
‫بالتدليس(‪ ،)42‬فالمشرع وإن كان سهل اإلئتمان وحماه من جهة أخرى‪ ،‬فإن التاجر الذي يمتنع‬
‫عن دفع الديون يخضع لإلفالس‪.‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬صفة التاجر التاجر هو الشخص الذي يباشر عمال تجاريا ويتخذه حرفة‬
‫معتادة له‪ ،‬وذلك ما نصت عليه المادة االولى (‪ )01‬من القانون التجاري‪ ،‬ومن يصبح تاجرا‪،‬‬
‫يخضع إللتزامات التجار‪ ،‬خاصة منها القيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر التجارية‪ ،‬كما‬
‫يخضع لنظام اإلفالس‪.‬‬
‫الفرع الثامن‪ :‬التقادم‪ ،‬القاعدة العامة في المادة المدنية أن التقادم يكون بعد مضي ‪ 15‬سنة‪،‬‬
‫(‪.)43‬‬
‫أما في المادة التجارية فبمضي ‪ 03‬سنوات ( السرعة واستقرار المعامالت التجارية)‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع االعمال التجارية‬


‫إن المشرع الجزائري عدد األعمال التجارية في المواد ‪ 04 – 03 –02‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪ ،‬فحسم في هذه المواد وحدد طبيعة بعض األعمال معترفا بتجاريتها‬
‫وبالتالي إخضاعها للقانون التجاري‪ ،‬ومن ثم ال يحق لألفراد االتفاق على تغيير وصف‬
‫أعمالهم و كل اتفاق على ذلك يعد باطال‪.‬‬
‫ولقد ذكر األعمال التجارية على سبيل المثال و ليس الحصر‪ ،‬وإن هذا ما يستفاد من‬
‫تعبير‬ ‫استعمل‬ ‫حيث‬ ‫‪02‬‬ ‫المادة‬ ‫نص‬ ‫في‬ ‫المستعملة‬ ‫الصياغة‬
‫" يعد عمال تجاريا‪ ،"....‬وإنه لو كان يقصد التعداد الحصري لكانت صياغة المادة‪" :‬‬
‫األعمال التجارية بحسب موضوعها هي‪ ،"....‬وعليه‪ ،‬فإن أنواع األعمال التجارية هي‬
‫أربعة‪:‬‬
‫‪ -‬األعمال التجارية بحسب الموضوع بطبيعتها؛‬
‫‪ -‬األعمال التجارية بحسب الشكل؛‬
‫‪ -‬األعمال التجارية بالتبعية؛‬
‫‪ -‬األعمال التجارية المختلطة؛‬
‫‪ - 42‬راجع المواد من ‪ 369‬الى ‪ 375‬من القانون التجاري الجزائري المتعلقة بجرائم االفالس‪.‬‬
‫‪ - 43‬راجع المادة ‪ 527‬من القانون التجاري الجزائري فيما يتعلق بالتقادم في الشيك‪ ،‬والمادة ‪ 461‬ق تجاري ج فيما يتعلق بالتقادم في السفتجة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫المطلب األول‪ :‬األعمال التجارية بحسب الموضوع‬


‫إن األعمال الوارد ذكرها في المادة ‪ 02‬من القانون التجاري الجزائري هي أعمال‬
‫تجارية بحسب الموضوع بغض النظر عن صفة الشخص القائم بها‪ ،‬وهي األعمال التي‬
‫تهدف إلى تحقيق الربح عن طريق تداول الثروات‪ ،‬وتنقسم هي األخرى إلى قسمين‪ :‬األعمال‬
‫التجارية المنفردة‪ ،‬والمقاوالت التجارية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬وهي االعمال التي تعتبر تجارية ولو قام بها‬
‫الشخص مرة واحدة‪ ،‬كالشرا ألجل البيع‪ ،‬عمليات الصرف والسمسرة والوكالة بالعمولة‬
‫وهي كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشراء من أجل البيع‪ ،‬يتضح من نص المادة الثانية أن كل شراء من أجل بيع‬
‫المنقوالت أو العقارات يعتبر عمال تجاريا بحسب الموضوع‪ ،‬فقط ال بد من توفر ثالث‬
‫شروط كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشراء‪ ،‬الشراء هو كل تملك بمقابل سواء كان المقابل مبلغ من المال أو عينا‪ ،‬ولكي‬
‫يكون العمل تجاريا البد من أن تسبقه عملية شراء(‪ ،)44‬لذلك تستبعد من نطاق التجارة‬
‫عقود البيع التي لم تسبقها هذه العملية‪ ،‬كمن يبيع بضاعة تحصل عليها عن طريق الهبة‬
‫أو الميراث أو الوصية‪...‬وكذلك تخرج عن نطاق األعمال التجارية األعمال الزراعية‬
‫والمهن الحرة واإلنتاج الذهني الفني‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -1‬األعمال الزراعية‪ ،‬ليست من األعمال التجارية(‪ ،)45‬وكذلك بالنسبة لبيع المحاصيل‬
‫فهو عمل مدني‪ ،‬وكذا شراء ما يلزم للزراعة كالبذور واألسمدة والمواشي لتربيتها‬
‫واألرض محل الزراعة‪ ،‬وكذا شراء اآلالت‪...‬الخ‪.‬‬
‫لكن بالنسبة للمزارع الكبيرة التي تنشط في إطار منظم‪ ،‬وتستعمل األساليب التجارية من‬
‫إعالنات وائتمان من البنوك وفتح حسابات جارية واستعمال اآلالت والعمال‪ ...‬يرى البعض‬
‫أنها تشبه المقاولة‪ ،‬ومن ثم فهي قريبة للمشروعات التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬المهن الحرة(‪ ،)46‬إن العمل المهني الحر هو استثمار للفرد و ما اكتسبه من علم وخبرة‬
‫وهو عمل شخصي كالمحاماة‪ ،‬الطب‪ ،‬الهندسة‪ ،‬المحاسبة‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ - 44‬عبد الرحمان الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪40 .‬‬


‫‪ - 45‬استبعد المشرع الجزائري االنشطة الفالحية صراحة من مجال تطبيق أحكام القانون رقم ‪ 08-04‬لسنة ‪ 2004‬يتعلق بشروط ممارسة االنشطة‬
‫التجارية وذلك بموجب المادة ‪ 07‬منه‪ -‬القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ ،2004/08/14‬يتعلق بشروط ممارسة االنشطة التجارية (الجريدة الرسمية‬
‫العدد‪ ،52‬الصادرة في ‪.)2004/08/18‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫وإن مقابل العمل المهني الحر هو مجرد مقابل أتعاب الخدمات التي قدمها صاحبها‪ ،‬إال‬
‫أن الطبيب الذي يوسع نشاطه و يفتح مصحة ويستخدم عددا من األطباء والعمال من‬
‫ممرضين ومساعدين وأعوان‪ ،‬فإنه بهذا يهدف إلى تحقيق الربح‪ ،‬ومن ثم فهو يقوم بعمل‬
‫تجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلنتاج الذهني والفكري‪ ،‬إن التأليف‪ ،‬النحت‪ ،‬الرسم والتصوير كلها أعمال مدنية ألنها لم‬
‫تسبقها عملية شراء‪ ،‬لكن يخرج عن ذلك عمل الناشر الذي يشتري حق التأليف قصد بيعه و‬
‫تحقيق الربح(‪ )47‬ويكون بذلك وسيطا في تداول األفكار بين المؤلف والقراء‪.‬‬
‫‪ -4‬بيع الصحف والمجالت‪ ،‬يعتبر بيع الصحف والمجالت من األعمال التجارية متى كان‬
‫الغرض منها تحقيق الربح عن طريق نشر اإلعالنات واألخبار والمقاالت العلمية أو األدبية‬
‫أو اإلجتماعية‪ ،‬أما إذا كانت الصحيفة ال تهدف إلى تحقيق الربح بل فقط نشر األفكار‬
‫والمعلومات كالمجالت التي تصدرها الجامعات والهيئات القضائية والدينية والعلمية فتعتبر‬
‫من األعمال المدنية‪.‬‬
‫ب‪ -:‬محل الشراء منقوالت أو عقارات‪ ،‬إن شراء المنقوالت بغرض بيعها يعتبر عمال تجاريا‬
‫سواء كان المنقول ماديا أو معنويا‪ ،‬األولى بنص القانون أما الثانية فقد اعتبرها القضاء‬
‫كالمنقوالت المادية‪ ،‬و ذلك عن طريق القياس مثل‪ :‬براءات اإلختراع النماذج الصناعية‬
‫والعالمات التجارية‪ ،‬حقوق الملكية األدبية والفنية‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لشراء العقارات‬
‫قصد بيعها‪.‬‬
‫ج‪ -:‬نية تحقيق الربح‪ ،‬إن ما يميز الشراء التجاري عن الشراء المدني هو عنصر القصد‪،‬‬
‫فإذا كان القصد من الشراء هو الربح فالعمل هو عمل تجاري والعكس صحيح‪ .‬ويجب ان‬
‫يتوفر قصد الربح وقت الشراء حتى يكون العمل تجاريا‪ ،‬حتى ولو لم يتم البيع فعال بعد‬
‫ذلك(‪.)48‬‬
‫هذا وتقتصر عملية الشراء من أجل البيع على المنقوالت المادية والمعنوية وكذلك‬
‫العقارات بقصد اعادت بيعها فقط دون الحاالت االخرى كالشراء بقصد الرهن او االيجار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أعمال الصرف والبنوك والسمسرة والوكالة بالعمولة‬
‫أ‪ -‬أعمال الصرف و البنوك‪ ،‬نصت على هذه االعمال المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 13‬من القانون‬
‫التجاري‪ ،‬وهي أعمال تجارية منفردة حيث تكتسب الصفة التجارية حتى ولو وقعت لمرة‬

‫‪ - 46‬استبعد المشرع الجزائري المهن المدنية الحرة صراحة من مجال تطبيق أحكام القانون رقم ‪ 08-04‬لسنة ‪ 2004‬يتعلق بشروط ممارسة‬
‫االنشطة التجارية وذلك بموجب المادة ‪ 07‬منه‪ -‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 47‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪61-60 .‬‬
‫‪ - 48‬بوقادوم محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪19 .‬‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫واحدة‪ ،‬كما ان العمليات المصرفية هي العمليات التي تقوم بها البنوك (‪ ) 49‬وهي كثيرة‬
‫ومتنوعة‪ ،‬فتقوم بإصدار األوراق المالية وتتوسط بين الجمهور الذي يكتتب في األسهم‬
‫والسندات كما تتوسط في اإلدخار واإلستثمار‪ ،‬تقوم بفتح الحسابات البنكية‪ ،‬تأجير الخزائن‬
‫الحديدية‪ ...‬وذلك كله قصد تحقيق الربح‪ ،‬لذا فكل هذه العمليات هي عمليات تجارية بالنسبة‬
‫للبنك أما بالنسبة ل لعميل تعتبر أعماال مدنية إال إذا صدرت من تاجر قصد تحقيق شؤون‬
‫تجارته‪.‬‬
‫ب‪ -‬السمسرة‪ ،‬هي عقد بمقتضاه يقوم وسيط بتقريب وجهات النظر بين شخصين ال‬
‫يعرف أحدهما األخر من أجل إبرام عقد ما مقابل أجر يحدد بنسبة مئوية من قيمة‬
‫الصفقة(‪ ،) 50‬وينتهي دور السمسار بمجرد ابرام العقد سواء نفذ بعد ذلك او لم ينفذ‪،‬‬
‫فالسمسار غير مسؤول عن تنفيذ العقد‪ ،‬كما ان عمله تجاري ولو وقع مرة واحدة‪ ،‬وبغض‬
‫النظر عن طبيعة الصفقة تجارية كانت أم مدنية‪ ،‬أما بالنسبة لألطراف المتعاقدة فاألمر‬
‫يتوقف على طبيعة التعاقد الذي يقومون به وبصفتهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬الوكالة بالعمولة‪ ،‬تتمثل في التوسط بين المتعاملين قصد إبرام العقود والصفقات‪ ،‬فهو‬
‫يقوم بعمل باسمه الخاص ولحساب موكله في مقابل أجر‪ ،‬وإن الموكل قد يكون عمله‬
‫مدنيا أو تجاريا تبعا لطبيعة العمل األصلي‪.‬‬
‫د‪ -‬األعمال التجارية البحرية‪ ،‬إن التعداد الوارد ذكره في المادة ‪ 02‬قد جاء على سبيل المثال‪،‬‬
‫وتتمثل هذه األعمال في ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬كل شراء و بيع لعتاد أو مؤن السفن؛‬
‫‪ -‬كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة؛‬
‫‪-‬كل عقود التأمين و العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية؛‬
‫‪-‬كل اإلتفاقيات و اإلتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم و إيجارهم؛‬
‫و حقيقة لكي يكتسب العمل الصفة التجارية ال بد أن يتعلق بالتجارة البحرية‪ ،‬وأن يكون‬
‫الغرض منه المضاربة وتحقيق الربح‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بشراء سفينة نزهة أو تدريب أو‬
‫بحث علمي‪ ،‬فإن العمل يعد مدنيا بالنسبة للمشتري‪ ،‬وذلك النتفاء المضاربة وتحقيق الربح‪.‬‬

‫‪ - 49‬وقد حاول المشرع الجزائري تعريف العمليات البنكية على أنها‪ '':‬تلقي األموال من الجمهور‪ ،‬وعمليات القرض‪ ،‬و كذا وضع وسائل الدفع تحت‬
‫تصرف الزبائن وإدارة هذه الوسائل''(‪ . )49‬باإلضافة إلى عمليات أخرى كعمليات الصرف وعملية إصدار األوراق والنقود المعدنية وتداولها‬
‫وسحبها‪ -.‬انظر المادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪ 11-03‬يتعلق بالنقد والقرض لسنة ‪( .2003‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ 52‬مؤرخ في ‪ 27‬غشت ‪.)2003‬‬

‫‪ - 50‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري االعمال التجارية ‪ ،‬التاجر‪ ،‬االموال التجارية‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬عمليات البنوك واالوراق‬
‫التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪73 .‬‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المــــــقاولة التــــجارية‪ ،‬هي األعمال التي تعد في نظر المشرع الجزائري‬
‫أعماال تجارية إذا صدرت في شكل مقاولة أو مشروع أو على سبيل التكرار واإلحتراف‪،‬‬
‫فهي ال تستمد الصفة التجارية من طبيعة العمل ذاته أو من موضوعه وال حتى من صفة‬
‫القائم به‪.‬‬
‫كما أن المشرع الجزائري لم يعرف المقاولة في القانون التجاري‪ ،‬إنما عرفها في القانون‬
‫المدني‪ ،‬وتحديدا في المادة ‪ 549‬منه التي تنص على أن " المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد‬
‫المتعاقدين بأن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به المتعاقد اآلخر''‪.‬‬
‫و إن المشرع الجزائري في القانون التجاري يقصد من إصطالح‬
‫( المقاوالت)‪ ":‬تكرار العمل التجاري بصورة متواصلة‪ ،‬ومعتادة‪ ،‬وبشكل منتظم عن طريق‬
‫وسائل مادية كاآلالت‪ ...‬وطاقة بشرية كاليد العاملة‪ ،‬فتوظف مجموع هذه الوسائل على‬
‫مختلف أنواعها سعيا وراء تحقيق الربح"‪ .‬وعليه تقتضي المقاولة التجارية عنصرين‪ ،‬االول‪،‬‬
‫يتمثل في االحتراف في ممارسة النشاط على وجه التكرار(‪ ،)51‬اما الثاني‪ ،‬فهو المضاربة من‬
‫خالل شراء عمل الغير لقاء أجر ثابت بقصد بيع ثمرة هذا العمل بثمن أكبر من االجر‬
‫وتحقيق الربح‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فالبعض يقترح استبدال مصطلح " مقاولة " باصطالح آخر يتمثل في "‬
‫مشروع " ألنه األدق واألكثر صحة وداللة على ما يرمي إليه المشرع الجزائري في المادة‬
‫‪ 02‬المذكورة أعاله‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مقاولة تأجير المنقوالت أو العقارات‪ ،‬مثل‪ :‬مقاولة تأجير السيارات‪ ،‬مقاولة تأجير‬
‫األفالم السنمائية‪ ،‬مقاولة تأجير الدراجات النارية‪ ،‬مقاولة الفنادق التي تؤجر الغرف‪ ،...‬و‬
‫كذلك مقاوالت تأجير العقارات التخاذها مقر لشركة ما أو فندق ما‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مقاولة اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح‪ ،‬هي مقاولة الصناعة أو الزراعة التي تختص‬
‫بتح ويل المواد األولية أو المنتجات إلى سلع صالحة لسد حاجات اإلنسان كصناعة األثاث من‬
‫الخشب‪ ،‬المالبس من القطن أو الصوف‪ ،‬الزيت من الزيتون ‪...‬إلخ‪ .‬أما مقاولة اإلصالح فهي‬
‫التي تقوم بعمليات إصالح السلع المصنوعة كإصالح السيارات و األجهزة اإللكترونية‬
‫‪....‬إلخ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مقاولة البناء أو الحفر أو تمهيد األرض‪ ،‬فكل من يقوم بترميم المباني‪ ،‬إنشاء الطرق و‬
‫الجسور‪ ،‬إقامة األنفاق‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬حفر القنوات‪ ،‬مد خطوط السكك الحديدية يعتبر تاجرا‬
‫‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ - 51‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪70 .‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫رابعا‪ :‬مقاولة التوريد أو الخدمات‪ ،‬كتوريد المياه و الكهرباء و الغاز‪ ،‬توريد األوراق‬
‫للصحف أو الوقود للسفن أو الفحم والبترول للمصانع‪ ،‬توريد األغذية إلى المدارس‬
‫والمستشفيات‪ ،‬توريد العمال لشق الطرق والسدود أو لتنظيف المساكن أو شحن السفن‬
‫وتفريغها‪...‬إلخ‪ .‬فالمشرع يضفي الصفة التجارية على عملية التوريد حتو ولو انصب التوريد‬
‫على محاصيل زراعية او أسماك تم صيدها‪ ،‬على اعتبار ان العملية تتضمن المضاربة‬
‫وتعرض المورد لتقلبات االسعار قاصدا من وراء ذلك تحقيق الربح(‪.)52‬‬
‫خامسا‪ :‬مقاولة إستغالل المناجم أو مقالع الحجارة أو منتوجات األرض األخرى‪ ،‬تعتبر هذه‬
‫االعمال عمال تجاريا بحسب الموضوع اذا تم في شكل مقاولة‪ ،‬كمقاوالت استخراج الحديد‪،‬‬
‫النحاس‪ ،‬إستغالل النفط والغاز‪ ،‬مقاوالت استغالل المياه المعدنية‪ ،‬استغالل األمالح من‬
‫الطبيعة‪ ،‬الحجارة‪ ،‬الرخام ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬مقاولة النقل واإلنتقال‪ ،‬النقل هو عقد يتعهد بمقتضاه شخص يسمى الناقل بنقل‬
‫األشخاص أو البضائع من مكان إلى أخر بوسائل النقل البرية أو البحرية أو الجوية في مقابل‬
‫أجر يدفعه المسافر أو صاحب البضاعة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مقاولة إستغالل المالهي العمومية و اإلنتاج الفكري‪ ،‬المقصود باألولى تلك‬
‫المقاوالت الخاصة بتسلية الجمهور في مقابل أجر كدور السنما‪ ،‬المسارح‪ ،‬السرك‪ ،‬مدن‬
‫المالهي ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫أما الثانية فتتمثل في دور النشر التي تقوم بشراء حق التأليف من المؤلف قصد بيعه‬
‫وتحقيق الربح‪ ،‬وكذلك المقاوالت التي تستغل القصص عن طريق نشرها أو عرضها في‬
‫أفالم السنما أو التي تستغل المؤلفات الموسيقية واألداء الغنائي عن طريق نشرها في‬
‫أسطوانات أو شرائط‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬مقاولة إستغالل المخازن العمومية‪ ،‬المخازن أو المستودعات العمومية هي‬
‫محالت واسعة معدة إليداع السلع نظير أجر بمقتضى سندات التخزين التي تمثل السلع‬
‫المودعة‪ ،‬إذ تقوم مقاولة المخازن باستالم السلع والحفاظ عليها لحساب الوديع أو لمن‬
‫تؤول إليه ملكية السلعة أو حيازتها ‪ ،‬ويمكن بيع أو رهن هذه البضائع دون حاجة لنقلها‬
‫و ذلك من خالل تظهير سند اإليداع لذلك يتمثل نشاطها في الوديعة بأجر كغرف التبريد‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬مقاولة بيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة‬
‫بالتجزئة‪ ،‬يقصد بمقاولة البيع بالمزاد العلني المحالت واألماكن المعدة لبيع المنقوالت أو‬
‫البضائع المملوكة للغير بطريق المناداة العلنية‪ ،‬والتي تعمل على بيع األموال المنقولة‬

‫‪ - 52‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪77 .‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫بالجملة إذا كانت جديدة وبالتجزئة إذا كانت مستعملة لمن يقدم أعلى ثمن‪ ،‬ويتلقى الوسيط‬
‫عادة أجر يتمثل في نسبة مئوية من الثمن‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه أن من يمتهن الوساطة في البيع بالمزاد العلني مقابل أجر يعتبر‬
‫عمله عمال تجاريا‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬مقاولة التأمين‪ ،‬التأمين هو أن يتعهد شخص يسمى المؤمن بأن يؤدي للمؤمن له‬
‫مبلغا من النقود في حالة تحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬وذلك نظير أقساط يؤديها المؤمن له‬
‫للمؤمن‪ ،‬وإنه بحسب المادة ‪ 02‬ق تجاري جزائري‪ ،‬فإن كل مشروع يباشر نشاط‬
‫التأمين فإن عمله يعتبر تجاريا لكن مع وجود بعض اإلستثناءات‪.‬‬
‫احدى عشر‪ :‬كل مقاولة لصنع او شراء او بيع واعادة بيع السفن للمالحة البحرية‪ ،‬ومثل‬
‫هذه االعمال ال يمكن ان تتم اال في شكل مشروع منظم يتطلب عمال ومهندسين وخبرات‬
‫فنية‪ ،‬وهذا ال يتوفر اال في المشروعات المتخصصة(‪ .)53‬وهناك من يرى ان بيع السفينة‬
‫يعتبر عمال تجاريا حتى وان لم يكن يقصد البيع عند الشراء كمن يشتري سفينة الستثمارها‬
‫تجاريا في نقل البضائع واالشخاص ثم يقوم ببيعها بعد فترة (‪.)54‬‬
‫ومن خالل عرض هذه المقاوالت التي ذكرها المشرع الجزائري على سبيل المثال ال‬
‫الحصر‪ ،‬تاركا المجال مفتوح على التطور االقتصادي وظهور عدة أعمال و أنشطة أساسها‬
‫المضاربة و تأخذ شكل مقاولة‪ .‬فانه يجب التفرقة بين مقاولة الصناعة والحرف‪ ،‬فالصناعة ال‬
‫تعتبر عمال تجاريا إال إذا كانت في شكل مقاولة كالصناعة التقليدية مثال‪ ،‬ومن ثم فانه ال يقوم‬
‫بعمل تجاري الشخص الذي يمارس صناعة يدوية بمفرده أو بمساعدة عدد قليل من العمال‬
‫واآلالت‪ ،‬فهذا الشخص يسمى حرفي مثل النجار‪ ،‬والخياط ‪...‬الخ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األعمال التجارية بحسب الشكل‬
‫نصت المادة ‪ 03‬من القانون التجاري الجزائري‪ " :‬يعد عمال تجاريا بحسب شكله‪:‬‬
‫‪ -‬التعامل بالسفتجة بين كل األشخاص؛‬
‫‪ -‬الشركات التجارية؛‬
‫‪ -‬وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها؛‬
‫‪ -‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية؛‬
‫‪ -‬كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية و الجوية"‪.‬‬
‫‪ - 53‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪139 .‬‬
‫‪ - 54‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪139.‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫وعليه‪ ،‬يكون المشرع الجزائري قد اضفى الصفة التجارية على هذه االعمال بغض‬
‫النظر عن الشخص القائم بها ان كان تاجرا ام ال‪ ،‬وبغض النظر عن موضوعها ان كان‬
‫تجاريا ام مدنيا‪ ،‬ونبين ذلك كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعامل بالسفتجة‪ ،‬السفتجة هي عبارة عن محرر أو سند مكتوب يأمر من‬
‫خالله شخص يسمى "الساحب " أحد مدينه "المسحوب عليه "‪ ،‬بأن يسدد مبلغ مالي لشخص‬
‫ثالث هو المستفيد أو الحامل بمجرد اإلطالع عليها أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين(‪.)55‬‬
‫إن كل العمليات الواردة على السفتجة من سحب‪ ،‬قبول‪ ،‬وفاء‪ ،‬تظهير و ضمان‪ ،‬تعتبر‬
‫عمال تجاريا سواء صدرت من تاجر أو من غير تاجر باستثناء القاصر حسب المادة ‪389‬‬
‫قانون تجاري جزائري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشركات التجارية(‪ ،)56‬إن عقد الشركة عقد يتم بين شخصين أو أكثر قصد‬
‫القيام بعمل مشترك واقتسام ما ينتج عنه من ربح أو خسارة(‪ ،)57‬إال أن هذا العقد ليس كغيره‬
‫من العقود إذ يترتب عليه انشاء شخص معنوي يتمتع بكيان ذاتي مستقل‪.‬‬
‫و تتخذ الشركات التجارية العديد من األشكال وفقا للقانون التجاري الجزائري‪،‬‬
‫وإن كل ما يتعلق بهذه الشركات من تأسيس‪ ،‬ممارسة النشاط‪ ،‬النزاع بين الشركاء‪ ،‬وأعمال‬
‫التصفية أو اقتسام أموال الشركة من بعد التصفية يعتبر من األعمال التجارية بحسب الشكل‪.‬‬
‫و الواقع أن إضفاء صفة التجارية على الشركات حسب شكلها و مهما كان موضوعها الهدف‬
‫منه هو حماية الغير المتعاقدين مع الشركة(‪.)58‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها‪ ،‬هي التي يقوم فيها األشخاص‬
‫بأداء شؤون الغير مقابل أجر يحدد بمبلغ ثابت يتم االتفاق عليه مسبقا‪ ،‬أو يحدد بنسبة مئوية‬
‫من قيمة الصفقة التي تتوسط الوكاالت والمكاتب في إبرامها‪ ،‬مثل‪ :‬مكاتب التوظيف‬
‫والتخديم‪ ،‬وكاالت األنباء‪ ،‬وكاالت اإلعالن‪ ،‬مكاتب السياحة‪ ،‬الوكاالت العقارية‪ ،‬مكاتب‬
‫الزواج‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ - 55‬راجع الكتاب الرابع‪ ،‬الباب االول‪ ،‬الفصل االول‪ ،‬من القانون التجاري الجزائري المتضمن السفتجة والعمليات الصرفية الناتجة عنها‪.‬‬
‫‪ " - 56‬تعد شركات التضامن وشركات التوصية والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة‪ ،‬تجارية بحكم شكلها ومهما يكن‬
‫موضوعها" –المادة ‪ 544‬فقرة‪ 2‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 08-93‬المؤرخ في ‪. 1993/04/25‬المعدل والمتمم للقانون التجاري الجزائري‪ .‬كما ان‬
‫المشرع يعتبر المؤسسة العمومية االقتصادية شركات مساهمة تخضع للقانون التجاري والقانون العام‪ ،‬وذلك بموجب االمر رقم ‪ 04-01‬المؤرخ في‬
‫‪ 2001/08/20‬يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها مكمل باالمر رقم ‪ 01-08‬المؤرخ في ‪.2008/02/20‬‬
‫‪ - 57‬المادة ‪ 416‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 58‬عباس حلمي المنزالوي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1984،‬ص‪07 .‬‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫هذا وقد اعتبر المشرع هذه المكاتب تجارية حتى وان كانت تقدم أعماال مدنية‪ ،‬وهذا‬
‫حماية للغير المتعامل معها(‪ )59‬واخضاعها لقواعد القانون التجاري الصارمة السيما الى نظام‬
‫االفالس وكذلك االستفادة من قاعدة حرية اإلثبات‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‬
‫المشرع الجزائري لم يعرف المحل التجاري كما هو‪ ،‬وإنما عدد عناصره دون بيان‬
‫طبيعته أو خصائصه القانونية‪ ،‬ومن أجل استغالل المحل التجاري البد أن يتضمن عناصر‬
‫مادية تتمثل في المعدات واآلالت والبضائع‪ ،‬وعناصر معنوية هي العمالء‪ ،‬الشهرة‪ ،‬عنوان‬
‫المحل‪ ،‬االسم التجاري‪ ،‬الحق في اإليجار وحقوق الملكية الصناعية والتجارية(‪.)60‬‬
‫إن كل عملية تتعلق بالمحالت التجارية هي ذات صفة تجارية بصرف النظر عن‬
‫الشخص القائم بها (تاجر أم غير تاجر) مثل‪ :‬بيع المحالت التجارية‪ ،‬تأجيرها‪ ،‬رهنها‪ ،‬تأجير‬
‫االسم التجاري‪ ،‬بيع أو شراء أثاث المحالت التجارية‪ ،‬بيع براءات اإلختراع‪...‬إلخ‪.‬‬
‫االفرع الخامس‪ :‬العقود التجارية المتعلقة بالتجارة البحرية أو الجوية‪ ،‬إن كافة العقود‬
‫المتعلقة بالتجارة البحرية والجوية تعتبر أعماال تجارية بصرف النظر عما إذا كان أطراف‬
‫العقد من التجار أم ال‪ ،‬مثل‪ :‬شراء وبيع السفن‪ ،‬شراء و بيع الطائرات‪ ،‬عقود استخدام البحارة‬
‫والمالحين اإلتفاق على أجورهم‪ ،‬تأجير السفن والطائرات‪ ،‬التأمين البحري أو الجوي‪...‬إلخ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األعــمال التجـــــــــارية بالتبــــعية‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف نصت المادة ‪ 04‬من القانون التجاري الجزائري على أنه‪ ":‬يعد‬
‫عمال تجاريا بالتبعية‪،‬‬
‫‪ -‬األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره‪.‬‬
‫‪ -‬اإللتزامات بين التجار''‪.‬‬
‫سميت بهذا االسم ألنها تتبع الشخص الذي يمارسها‪ ،‬فإذا مارسها شخص مدني تعتبر‬
‫أعماال مدنية‪ ،‬وإذا مارسها تاجر فإنها تفقد صفتها المدنية وتكتسب الصفة التجارية‪ ،‬لذلك‬
‫يقال بأنها أعمال مدنية بطبيعتها إال أنها تعتبر تجارية متى قام بها تاجر وتعلقت بشؤون‬
‫تجارته‪ ،‬وإنها تسمى كذلك ب األعمال التجارية الذاتية أو الشخصية " و" األعمال التجارية‬
‫النسبية "‪ ،‬وإن الهدف من هذه النظرية هو تطبيق نظام قانوني موحد على جميع األعمال‬
‫التي تصدر عن التاجر تبعا للمبدأ القائل" تبعية الفرع لألصل في الحكم‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تطبيق النظرية‬
‫إنه لتطبيق هذه النظرية ال بد من توافر شروط محددة وفقا للمادة السابقة الذكر‪:‬‬
‫‪ - 59‬احمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪96 .‬‬
‫‪ - 60‬راجع المادة ‪ 78‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫أوال‪ :‬ضرورة إكتساب صفة التاجر‪ ،‬حسب المادة ‪ 01‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إرتباط العمل بالمهنة التجارية‪ ،‬كشراء التاجر للوقود آلالت مصانعه التأمين على‬
‫المحل التجاري ضد الحريق و السرقة‪ ،‬العقود التي يبرمها التاجر مع شركة لإلعالن عن‬
‫بضائعه في الصحف و المجالت لترغيب المستهلكين بها‪ ،‬شراء سيارة لنقل البضائع‪ ،‬التعاقد‬
‫مع شركة ما لتوريد الكهرباء و الغاز لمحله التجاري‪ ،‬االقتراض لشؤون تجارته ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫إن الفقرة األخيرة من المادة ‪ 04‬توحي بأن المشرع يشترط العتبار العمل تجاري‬
‫بالتبعية أن يتم بين تاجرين‪ ،‬غير أن كال من الفقه والقضاء في فرنسا ومصر قد استقرا على‬
‫االكتفاء بأن يكون أحد طرفي االلتزام تاجرا حتى يعتبر العمل بالنسبة إليه تجاريا‪ ،‬بينما يبقى‬
‫الطرف الثاني محتفظا بصفته المدنية‪ ،‬وإن هذا ما قصدته المادة ‪ 4‬ق تجاري جزائري‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تطبيقات نظرية االعمال التجارية بالتبعية‬
‫ان نظرية االعمال التجارية بالتبعية تشمل جميع االلتزامات سواء كان مصدرها العقد‬
‫أو باقي مصادر االلتزام كالمسؤولية التقصيرية أو اإلثراء بال سبب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تطبيق النظرية على االلتزامات التعاقدية‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 4‬ق تجاري جزائري‪ ،‬فإن جميع العقود التي يبرمها التاجر‬
‫لحاجات تجارته تعتبر تجارية حيث تعتبر هذه المادة أساسا لنظرية االعمال التجارية‬
‫بالتبعية ‪ ،‬مثل شراء األثاث للمحل التجاري أو شراء آالت صناعية‪ ،‬أو شراء شاحنة لنقل‬
‫البضائع أو عقد تأمين محله التجاري‪ ،‬كذلك عقود العمل التي يبرمها التاجر مع عماله ‪ .‬كل‬
‫هذه األعمال تعتبر تجارية بالتبعية بالنسبة للتاجر‪ ،‬ولكن في الواقع يطبق عليها كذلك قانون‬
‫العمل والتأمين وقوانين خاصة بها‪ .‬اال أن هناك بعض العقود تثير لبسا في وصفها باالعمال‬
‫التجارية بالتبعية وهي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬عقد العمل‪ ،‬تعتبر عقود العمل مدنية بالنسبة للعمال الذين تعاقدوا مع التاجر‪ .‬لكن فيما يتعلق‬
‫بطبيعة هذا العقد بالنسبة للتاجر فقد ثار خالف فقهي‪ ،‬حيث ذهب جانب من الفقه إلى القول‬
‫بأن عقد العمل يبقى محتفظا بطابعه المدني بالنسبة لرب العمل – التاجر‪ -‬على أساس أن‬
‫العالقة القانونية بين التاجر وعماله تخضع ألنظمة قانونية مستقلة عن القانون التجاري(‪،) 61‬‬
‫ولكن الرأي الراجح يرى أن عقد العمل بالنسبة لرب العمل تضفى عليه الصفة التجارية وهذا‬
‫استنادا إلى نظرية االعمال التجارية بالتبعية‪.‬‬

‫‪ - 61‬نادية فوضيل‪ ،‬ص‪100 .‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫ب‪-‬عقد الكفالة‪ ،‬الكفالة من عقود التبرع‪ ،‬حيث يقدم الكفيل خدمة للمدين دون أن يتقاضى‬
‫أجرا على كفالته‪ ،‬والكفالة عقد مدني ولو كان الدين تجاري ولو كان الكفيل تاجرا (‪،) 62‬‬
‫فاألصل أن الكفالة تبقى محتفظة بالطابع المدني سواء كان الكفيل تاجرا أو مدنيا‪ ،‬اال ان‬
‫الكفالة تكتسب الصفة التجارية في الحاالت االتية‪:-‬إذا كانت الكفالة بمثابة ضمان احتياطي‬
‫لورقة تجارية‪ ،‬فتعتبر الكفالة في هذه الحالة عمال تجاريا كأن تتعلق مثال بضمان الورقة‬
‫التجارية (سفتجة مثال)‪ ،‬وهذا طبقا للمادة‪ 651‬الفقرة‪ 2‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫كما تعتبر الكفالة تجارية إذا صدرت من أحدى البنوك لعميل من عمالئها‪ ،‬فتعتبر‬
‫الكفالة هنا تجارية ألن أعمال البنوك تجارية بطبيعتها‪ ،‬وهذا استنادا إلى نص المادة ‪ 2‬فقرة‬
‫‪13‬ق تجاري جزائري‪ .‬وتعتبر الكفالة أيضا عمال تجاريا بالتبعية إذا قام بها الكفيل التاجر‬
‫لمصلحته التجارية‪ ،‬كأن يكفل تاجر أحد عمالئه التجار ليجنبه خطر اإلفالس‪.‬‬
‫ج‪-‬العقود الواردة على العقار‪ ،‬تعتبر هذه العقود من قبيل األعمال المدنية يحكمها القانون‬
‫المدني‪ .‬لكن إذاتعلق األمر بعقود تنشأ التزامات محلها العقار‪ ،‬كتعاقد التاجر مع المقاول على‬
‫ترميم المحل التجاري‪ ،‬فإن التزام التاجر في هذه الحالة يكون متعلقا بالتجارة‪ ،‬وبالتالي يعد‬
‫من ضمن األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬وكذلك إذا اتفق التاجر مع أحد المقاولين على توريد‬
‫األدوات الالزمة لبناء مصنع أو لتوسيع العقار الذي يزاول فيه نشاطه التجاري(‪ ،)63‬فإن‬
‫التزام التاجر بالوفاء بقيمة هذه األدوات يعد عمال تجاريا بالتبعية مصدره عقد مقاولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيق النظرية على االلتزامات غير التعاقدية‬
‫يمتد تطبيق هذه النظرية على االلتزامات غير التعاقدية أيضا‪ ،‬فقد جاء نص المادة‬
‫الرابعة(‪ )04‬شامال لمفهوم االلتزامات‪ ،‬ومن ثم يعتبر تجاريا بالتبعية التزامات التاجر‬
‫المتعلقة بنشاطه التجاري والتي يكون مصدرها غيرالعقد‪ ،‬كالمسؤولية التقصيرية‪ ،‬االثراء‬
‫بال سبب‪ ،‬االرادة المنفردة و القانون‪.‬‬
‫أ‪ -‬المسؤولية التقصيرية‪ ،‬تقوم مسؤولية الشخص التقصيرية متى ارتكب فعل بخطئه‪،‬‬
‫وسبب ضررا للغير يستوجب التعويض(‪ ،)64‬وتطبيقا لذلك يلتزم التاجر بالتعويض عن‬
‫العمل غير المشروع الذي يقع منه بمناسبة نشاطه التجاري سواء في ذلك كانت‬
‫المسؤولية عن أعمال شخصية أو عن عمل الغير أو عن فعل الحيوانات أو األشياء‬
‫وسواء كانت األضرار مادية أوبدنية‪ ،‬كما يعد عمال تجاريا بالتبعية التزام التاجر‬
‫بالتعويض عن أعمال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬كتقليد العالمات التجارية الخاصة‬
‫بالغير أو براءة االختراع ‪.‬‬

‫‪ - 62‬راجع المادة ‪ 651‬قانون مدني جزائري‪.‬‬


‫‪ - 63‬عمار عمورة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪78 .‬‬
‫‪ - 64‬المادة ‪ 124‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫ب‪: -‬االثراء بال سبب‪ ،‬حتى يعتبر اثراء التاجر بال سبب عمال تجاريا بالتبعية يشرط أن‬
‫تكون عالقة بين هذا اإلثراء والنشاط التجاري للتاجر‪ ،‬وعليه‪ ،‬تطبيق نظرية االعمال‬
‫التجارية بالتبعية على أعمال الفضالة والدفع غير المستحق‪ ،‬كما لو تسلم تاجر مبلغا‬
‫يزيد على ثمن البضاعة التي باعها‪ ،‬فان التزامه برد ما زاد على الثمن يعتبر تجاريا‬
‫بالتبعية‪ ،‬إذ يلتزم برد المبلغ الزائد عن الثمن ألنه غير مستحق ويعتبر عمال تجاريا‬
‫بالتبعية ألنه متصل بالشؤون التجارية‪ ،‬كذلك التزام التاجر برد ما صرفه الفضولي‬
‫بمناسبة أعمال تتعلق بتجارة رب العمل‪ ،‬كما لو تدخل الفضولي ليدفع دينا عن التاجر‬
‫المتوقف عن الدفع حتى ال يشهر إفالسه‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪:‬االرادة المنفردة والقانون‪ ،‬يعتبر الوعد بجائزة من طرف تاجر لمن قام بعمل‬
‫معين عمال تجاريا بالتبعية بشرط أن يكون هذا االلتزام ‪-‬الذي مصدره االرادة المنفردة‪-‬‬
‫متعلق بالنشاط التجاري للتاجر‪ .‬كما يعد من قبيل األعمال التجارية بالتبعية دفع التاجر‬
‫اشتراكات التأمين على عماله نظرا لتوفر شروط العمل التجاري بالتبعية حيث أن القاائم‬
‫بالعمل تاجر ودفع االشتراكات متعلق بنشاطه التجاري‪ ،‬ومصدر هذا االلتزام هو القانون‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬األعمال التجارية المخـــتلطة‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف‪ ،‬ال تعتبر األعمال التجارية المختلطة فئة جديدة قائمة بذاتها أو مستقلة‬
‫عن األعمال التجارية‪ ،‬إنما تدخل في األعمال التجارية التي سبق ذكرها‪ ،‬لكن تطلق عليها‬
‫هذه التسمية نظرا لكونها تتصف بالتجارية بالنسبة لطرف ومدنية بالنسبة للطرف اآلخر‪،‬‬
‫مثل‪ :‬بيع تاجر التجزئة السلع للمستهلك‪ ،‬شراء تاجر من مزارع محاصيل زراعية إلعادة‬
‫بيعها(‪ ،)65‬دار النشر التي تتعاقد مع كاتب وتشتري حقوق التأليف‪ ،‬عقود العمل التي يبرمها‬
‫التاجر‪ ،‬تعاقد صاحب المسرح مع الممثلين‪...‬إلخ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النظام القانوني لألعمال التجارية المختلطة‪ ،‬يقتضي المنطق القانوني تطبيق‬
‫أحكام القانون التجاري على من يعتبر العمل بالنسبة إليه تجاريا‪ ،‬وتطبيق أحكام القانون‬
‫المدني على من يعتبر العمل بالنسبة إليه مدنيا ويتجلى ذلك في المسائل التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلختصاص القضائي‬
‫أ‪ -‬اإلختصاص النوعي‪ ،‬ال يثير هذا االختصاص أي اشكال في الجزائر لعدم وجود‬
‫قضاء تجاري مستقل عن القضاء المدني‪ ،‬وما هو موجود يعتبر مجرد تقسيم للعمل‬
‫بين القضاة‪ ،‬على عكس المشرع الفرنسي الذي أوجد نوعين من المحاكم‪ ،‬محاكم‬
‫خاصة بالمنازعات المتعلقة باألعمال التجارية وأخرى خاصة بالمنازعات المدنية‪.‬‬

‫‪ - 65‬صطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪89 .‬‬

‫‪31‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫ويعود االختصاص النوعي للمحكمة المدنية او التجارية بحسب صفة العمل بالنسبة‬
‫للمدعي عليه‪ ،‬تطبيقا للقواعد العامة التي تقرر بأنه‪ :‬على المدعي أن يلجا إلى محكمة‬
‫المدعى عليه في اقرب المحاكم الى موطنه‪ ،‬فإذا كان العمل مدنيا بالنسبة للمدعي عليه‪،‬‬
‫وجب رفع الدعوى إلى المحكمة المدنية باعتبارها محكمة المدعى عليه‪ ،‬أما إذا كان‬
‫العمل تجاريا بالنسبة للمدعى عليه‪ ،‬فانه بامكان الطرف المدني أن يقاضي المدعى عليه‬
‫أمام المحكمة التجارية‪ ،‬كما أن القضاء أجاز للطرف المدني الحق في رفع الدعوى أمام‬
‫المحكمة المدنية‪ ،‬نظرا ألن القضاء التجاري قضاء استثنائي‪.‬‬
‫ب‪-‬االختصاص المحلي‪ ،‬فيكون وفقا لما يحدده المشرع الجزائري إذ يرجع إلى موطن‬
‫المدعى عليه كقاعدة عامة منصوص عليها في المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬حيث جاء نصها كما يلي‪ " :‬يؤول االختصاص االقليمي للجهة القضائية التي يقع‬
‫في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،"...‬وعليه‪ ،‬ال يجوز مقاضاة الطرف المدني إال‬
‫أمام محكمة موطنه أي محل إقامته وهذا طبقا للقواعد العامة‪ ،‬أما بالنسبة للطرف الذي يعتبر‬
‫عمله تجاري فيجوز رفع الدعوى عليه أمام إحدى المحاكم التالية‪ :‬محكمة موطنه‪ ،‬محكمة‬
‫محل إبرام العقد‪ ،‬محكمة محل تنفيذ العقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلثبات‪ ،‬إن الطرف المدني يستطيع أن يثبت حقه في مواجهة خصمه الذي يعد العمل‬
‫بالنسبة إليه تجاريا بكافة طرق اإلثبات مهما كانت قيمة الحق المطالب به(‪ ،)66‬في حين أنه ال‬
‫يجوز اإلثبات في مواجهة من يعتبر الحق بالنسبة إليه من طبيعة مدنية إال بالكتابة متى‬
‫تجاوزت ‪100000‬دج أو كان غير محدد القيمة‪ ،‬تطبيقا لما نصت عليه المادة ‪ 333‬من ق‬
‫المدني الجزائري‪.‬‬
‫وفي حالة وجود نزاع قضائي ترتب عن عمل مختلط‪ ،‬فانه يمكن الطرف المدني أن‬
‫يثبت حقه في مواجهة الطرف التجاري بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬أما الطرف التجاري فال يستطيع‬
‫اإلثبات في مواجهة الطرف المدني إال وفقا لقواعد القانون المدني‪ ،‬فمثال إذا ادعى تاجر‬
‫التجزئة الذي باع سلعة الى المستهلك بأنه لم يستلم ثمنها وجب عليه االلتزام بقواعد اإلثبات‬
‫المدنية )الكتابة ( إال إذا وجد مانع أدبي أو ضاع سند الدين بسبب أجنبي(‪.)67‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرهن والفائدة‪ ،‬إذا كان الدين المضمون بالرهن بالنسبة للمدين تجاريا أعتبر الرهن‬
‫تجاريا و أخضع ألحكام القانون التجاري‪ ،‬أما إذا كان الرهن بالنسبة للمدين مدنيا طبقت عليه‬
‫أحكام القانون المدني‪ ،‬وهذا هو الحال بالنسبة لنظام الفائدة الذي يختلف بحسب ما إذا كان‬
‫الدين مدنيا أو تجاريا‪ ،‬كما نشير الى ان المشرع الجزائري منع الحصول على الفائدة‬

‫‪ - 66‬المادة ‪ 30‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬


‫‪ - 67‬راجع المادة ‪ 336‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫المترتبة عن القرض المدني وفقا للمادة ‪ 454‬ق مدني جزائري‪ ،‬في حين أجاز اخذ فائدة على‬
‫القروض التجارية( القروض البنكية)‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬التــاجــــر‬


‫المبحث االول‪ :‬مفهوم التاجر‬
‫المطلب االول‪ :‬تعريف التاجر عرفت المادة ‪ 01‬من القانون التجاري الجزائري التاجر‬
‫بأنه‪ ":‬يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬ما‬
‫لم يقضي القانون بخالف ذلك"‪.‬‬
‫وعليه التاجر هو‪ :‬كل شخص يمارس األعمال التجارية على وجه االحتراف باسمه‬
‫ولحسابه وتتوفر لديه األهلية التجارية‪ .‬يستخلص من المادة المذكورة أعاله أنه الكتساب‬
‫صفة التاجر ال بد من توفر مجموعة من الشروط ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط اكتساب صفة التاجر‬
‫ان الشرط األول الكتساب صفة التاجر هو احتراف األعمال التجارية‪ ،‬كما نص‬
‫المشرع الجزائري على ضرورة توفر االهلية القانونية المتهان التجارة (‪ ،) 68‬وأن يكون‬
‫احتراف التاجر للعمل التجاري بصفة مستقلة ولحسابه الخاص(‪ ،)69‬أما الفقة فقد قدم عدة‬
‫تعاريف للتجار‪ ،‬حيث نستحضر أحد التعاريف كما يلي‪ " :‬التاجر هو كل فرد يمارس‬
‫األعمال التجارية على وجه االحتراف باسمه ولحسابه وتتوفر لديه األهلية التجارية (‪،)70‬‬
‫وعليه تكون الشروط الواجب توفرها من اجل اكتساب صفة التاجر كاآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القيام باألعمال التجارية‬
‫هو شرط أساسي ألن ممارسة األعمال التجارية هي التي تميز بين الشخص التجاري‬
‫والشخص المدني‪ ،‬والمقصود بها تلك الواردة في المادتين ‪ 03 ،02‬من ق التجاري‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إحتراف األعمال التجارية‬

‫‪ - 68‬متى كانت التجارة من اعمال التصرف فان المشرع الجزائري يشترط في التاجر االهلية الكاملة لمباشرة التصرفات التجارية (المادة ‪ 40‬من‬
‫القانون المدني الجزائري)‪ ،‬اما القاصر فله أحكام خاصة تضمنتها المادتين ‪ 05‬و‪ 06‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وهي الحصول على اذن مسبق‬
‫من الوالد او االم‪ ،‬أو قرار من مجلس العائلة مصدق عليه من طرف المحكمة‪.‬‬
‫‪ - 69‬المواد ‪ 07‬و‪ 08‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 70‬حسين النوري‪ ،‬األعمال التجارية والتاجر‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬مصر‪ ،1976 ،‬ص ‪74.‬‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫االحتراف هو توجيه النشاط اإلنساني لمزاولة عمل معين بشكل منتظم ومستمر قصد‬
‫اتخاذه مهنة إلشباع الحاجات‪ ،‬واتخاذ هذه المهنة وسيلة للعيش واالرتزاق حتى ولو لم يكن‬
‫ذلك العمل المصدر الوحيد لإلرتزاق‪ .‬هذا ويرد االحتراف الكتساب صفة التاجرعلى‬
‫األعمال التجارية الموضوعية(‪ ،)71‬وبصفة رئيسية‪ ،‬وعليه يخرج من دائرة االعمال محل‬
‫االحتراف االعمال التجارية بالتبعية ألن هذا النوع من األعمال يتطلب ابتداء تحقق احتراف‬
‫العمل التجاري بالنسبة لمن يمارسها(‪ ،)72‬بحيث يكون القائم بها تاجرا وأن يقوم بهذه األعمال‬
‫لحاجات تجارته تطبيقا لنص المادة ‪ 04‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫وعليه فاالحتراف في مهنة التجارة يعني ممارسة النشاط التجاري بصورة متكررة‪،‬‬
‫مستمرة‪ ،‬منتظمة وعلى سبيل االستقالل‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االستقاللية في ممارسة األعمال التجارية والقيام بها لحسابه الخاص‬
‫هذا الشرط لم ينص عليه المشرع التجاري‪ ،‬ويقصد به اإلستقاللية في المهنة‪ ،‬بحيث‬
‫يمارس الشخص العمل التجاري لحسابه الخاص وليس لحساب غيره‪ ،‬لذلك ال يعتبر العمال‬
‫والمستخدمين تجارا ألنهم ال يقومون باألعمال التجارية لحسابهم الخاص‪ ،‬إنما لحساب‬
‫التاجر‪ ،‬لذلك يتحمل التاجر مخاطر القيام بالنشاط‪ ،‬كما يكون مسؤول عن تنفيذ العمليات‬
‫التجارية مع الزبائن‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن نستحضر المادة ‪ 07‬من ق التجاري الجزائري التي تؤكد مبدأ‬
‫االستقالية في ممارسة النشاط التجاري‪ ،‬على أنه‪ " :‬ال يعتبر زوج التاجر تاجرا إذا كان‬
‫يمارس نشاطا تجاريا تابعا لنشاط زوجه‪ .‬وال يعتبر تاجر إال إذا كان يمارس نشاطا تجاريا‬
‫منفصال‪ ، ".‬كما يجب أن تلتزم المرأة التاجرة شخصيا باألعمال التي تقوم بها في إطار‬
‫تجارتها وهذا ما كرسه المشرع بموجب المادة ‪ 08‬فقرة‪ 1‬من القانون التجاري‪ ،‬حيث نصت‬
‫صراحة على أن‪ " :‬تلتزم المرأة التاجرة شخصيا باألعمال التي تقوم بها لحاجات‬
‫تجارتها‪...‬ويكون للعقود بعوض التي تتصرف بمقتضاها في أموالها الشخصية لحاجات‬
‫تجارتها‪ ،‬كامل االثر بالنسبة للغير‪.".‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األهلية التجارية‬
‫تشترط األهلية التجارية للتجار لالشخاص‪ ،‬فال يكفي للشخص ممارسة األعمــال‬
‫التجارية الكتســـاب صفة التاجر بل ال بد أن تتوفر فيه األهلية القانونية الحتراف التجارة‪،‬‬
‫وإن األهلية التجارية هي قدرة الشخص على مباشرة التصرفات القانونية‪ ،‬بحيث يكون‬
‫مسؤوال عن األعمال التي يقوم بها‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪Bernard SAINTOURENS, Annales droit des affaires et droit commercial 2006,Dalloz, Paris, 2006, p 33.‬‬
‫‪ - 72‬محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬االعمال التجارية ‪ ،‬التجار‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪2010 ،‬ص‪157 .‬‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫إن القانون التجاري الجزائري لم يتطرق إلى األهلية التجارية االمر الذي يجعلنا‬
‫نرجع إلى القواعد العامة‪ ،‬فتنص المادة ‪ 40‬من ق المدني الجزائري على ان‪ :‬سن الرشد ‪19‬‬
‫سنة كاملة‪ ،‬وعليه‪ ،‬فكل شخص بلغ هذه السن يجوز له مزاولة التجارة طالما كانت أهليته‬
‫كاملة ولم يشوبها عارض من عوارض األهلية كالجنون‪ ،‬السفه‪ ،‬العته‪ ،‬الغفلة‪.‬‬
‫كما ان مباشرة االعمال التجارية واحترافها من طرف االشخاص دون توفرهم على‬
‫االهلية ال يكسبهم صفة التاجر‪ ،‬كما انه ال نخلط بين إنعدام األهلية والمنع من إحتراف‬
‫التجارة‪ ،‬ذلك ألن الشخص قد تتوفر لديه أهلية ويمنع من إحتراف التجارة مثل المحامين‪،‬‬
‫المهندسين‪ ،‬االطباء والموظفين‪...‬الخ‪ ،‬ولكن في حالة ما إذا إحترف هـؤالء األشخاص‬
‫التجارة‪ ،‬فإنهم يكتسبون صفة التاجر ويلتزمون بجميع اإللتزامات التجارية‪ ،‬وهذا حماية‬
‫للغير الذي تعامل معهم‪ ،‬باالضافة إلى تطبيق عليهم العقوبات نتيجة مخالفة الحظرالذي جاء‬
‫به القانون المتضمن شروط ممارسة االنشطة التجارية(‪ ،)73‬زيادة على توقيع عليهم عقوبات‬
‫تأدبية تضمنتها قوانين مهنتهم(‪.)74‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهلية القاصر‬
‫لقد تطرق المشرع الجزائري في المادة ‪ 05‬ق تجاري جزائري إلى أهلية القاصر‬
‫المرشد‪ ،‬ويستفاد منها ضرورة توافر ثالث شروط حتى يستطيع القاصر مباشرة األعمال‬
‫التجارية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون القاصر قد بلغ ‪ 18‬سنة كاملة ذكر أو أنثى‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحصل على إذن مسبق من والده أو أمه أو قرار مجلس العائلة مصادق عليه من‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقدم هذا اإلذن الكتابي دعما لطلب التسجيل في السجل التجاري‪.‬‬
‫كما تضيف المادة ‪ 06‬أن ذوي شأن القاصر يجوز لهم أن يقيدوا اإلذن ألن هدفهم يتمثل‬
‫دائما في تحقيق مصلحة القاصر‪ ،‬وبالتالي فإن القاصر ال يتمتع بأهلية االتجار إال في الحدود‬
‫التي رسمها له اإلذن المصادق عليه من المحكمة‪ ،‬ما يعني أن جميع التصرفات التي تكون‬
‫في إطار اإلذن تعتبر صحيحة و تكسبه صفة التاجر‪ ،‬أما التصرفات التي تخرج عن الحدود‬
‫الـمرسومة في اإلذن فيجــوز له أن يتمسك بإبطالها لمصلحته‬

‫‪ - 73‬تنص المادة ‪ 09‬فقرة ‪1‬من القانون رقم ‪08 -04‬المؤرخ في ‪14‬أوت ‪ 2004‬و المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪" :‬ال يجوز ألي كان‬
‫ممارسة نشاط تجاري إذا كان خاضعا لنظام خاص ينص على حالة تنافي‪." ...‬‬
‫‪ - 74‬راجع في هذا الشأن مثال قانون الوظيفة العمومية رقم ‪ 03-06‬لسنة ‪ ،2006‬قانون المحاماة لسنة ‪ . 2013‬كما ان االعمال التجارية التي اذا ما‬
‫قاموا بها أصحاب المهن الحرة والموضفين تظل صحيحة و تعطى لهم الصفة التجارية‪ ،‬ويلتزمون بجميع ما يلتزم به التاجر‪ ،‬وهذا ما جسده المشرع‬
‫الجزائري في القانون المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬حيث اعتبر أن األعمال الصادرة عن شخص في وضعية التنافي ترتب كل أثارها‬
‫القانونية تجاه الغير حسن النية الذين يمكن هم التمسك بها‪ ،‬دون أن يكون للمعني حق اإلستفادة منها‪ ،‬والهدف من ذلك هو حماية الغير حسن النية‬
‫المتعامل مع هذا الشخص‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫لبطالنا نسبيا‪ ،‬وال تكسبه صفة التاجر‪ ،‬هذا فيما يخص األموال المنقولة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألموال العقارية‪ ،‬فإن القانون ال يجيز للقاصر التصرف فيها إال بعد إتباع‬
‫اإلجراءات الشكلية المتعلقة ببيع أموال القصر أو عديمي األهلية‪ ،‬لكن يجوز لهم أن يرتبوا‬
‫عليها التزاما أو رهنا(‪.)75‬‬
‫أما إذا مارس القاصر التجارة دون إذن ولي أمره فال يكتسب صفة التاجر ويمنع شهر‬
‫إفالسه‪ ،‬وال يمكن تطبيق أحكام القانون التجاري عليه‪ ،‬وبالتالي تقع تصرفاته باطلة بطالنا‬
‫نسبيا لمصلحته‪ ،‬وإذا تمسك بإبطال تصرفاته وجب عليه أن يرد للطرف اآلخر الفائدة التي‬
‫عادت إليه من جراء تنفيذ العقد كي ال يثرى على حساب الغير‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهلية المرأة المتزوجة‬
‫نصت المادة ‪ 08‬من ق التجاري الجزائري‪ ":‬تلتزم المرأة التاجرة شخصيا باألعمال‬
‫التي تقوم بها لحاجات تجارتها‪."...‬‬
‫وعليه‪ ،‬يمكن للمرأة أن تمارس التجارة دون إذن من زوجها وتتحمل كامل المـسؤولية‬
‫عن ممارسة المهنة‪ ،‬ولها أن تلتـــزم بكل إلتــــزامات التجار‪ ،‬وحينما تقوم بمساعدة‬
‫زوجها في البيع بالتجزئة ال تكتسب صفة التاجر‪ ،‬وال يعتبر عملها إال مجرد مساعدة‬
‫نتيجة لرابطة الزوجية‪ ،‬فهي تعمل لحساب زوجها وليس لحسابها الخاص حسب المادة‬
‫‪ 07‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األجنبي والتجارة‬
‫إن أهلية األشخاص تخضع في األصل للقانون الشخصي أي القانون الوطني‪ ،‬ومن ثم‬
‫فإن أهلية األجنبي يحكمها قانونه الوطني استنادا إلى المادة ‪ 10‬الفقرة ‪ 1‬من القانون‬
‫المدني الجزائري التي تنص‪ " :‬يسري على الحالة المدنية لألشخاص وأهليتهم قانون‬
‫الدولة التي ينتمون إليها بجنسيتهم‪."...‬‬
‫فبمفهوم المخالفة تسري القوانين الوطنية على الحالة المدنية واألهلية لألجانب‪ ،‬لكن‬
‫الفقرة ‪ 02‬من نفس المادة تضع إستثناء لهذا األصل فتنص " ‪ ...‬ومع ذلك ففي التصرفات‬
‫المالية التي تعقد في الجزائر وتنتج آثارها فيها إذا كان أحد الطرفين أجنبيا ناقص األهلية‪،‬‬
‫وكان نقص أهليته يرجع إلى سبب فيه خفاء ال يسهل تبينه على الطرف اآلخر‪ ،‬فإن هذا‬
‫السبب ال يؤثر في أهليته وفي صحة المعاملة‪."...‬‬

‫‪ - 75‬المادة ‪ 06‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫إن األجنبي الذي بلغ سن الرشد ‪ 19‬سنة كاملة يستطيع أن يمارس التجارة في‬
‫الجزائر حتى وإن لم يبلغ سن الرشد وفقا لقانون دولته(‪ ،)76‬وإنه يعتبر في نظر القانون‬
‫الجزائري كامل األهلية متى كان كامل األهلية طبقا للقانون الجزائري‪ ،‬فيعتد بتصرفه‬
‫ويعتبر صحيحا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التزامات التــــجار‬
‫يقع على عاتق كل من يكتسب صفة التاجر إلتزامين أساسيين‪ :‬القيد في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬ومسك الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مسك الدفاتر التجارية‬
‫ألزم القانون التجاري على التجار مسك دفاتر معينة (الدفاتر التجارية) يسجلون فيها‬
‫ما لهم من حقوق وما عليهم من ديون‪ ،‬ويدونون فيها جميع العمليات التجارية التي‬
‫يباشرونها‪ ،‬ويأتي إلتزام التاجر بإمساك الدفاتر التجارية من معرفة مركزه المالي بانتظام‪،‬‬
‫ومن فكرة المحاسبة التي ترتبط إرتباطا وثيقا بنشاط التاجر(‪.)77‬‬
‫فمسك الدفاتر التجارية بطريقة منتظمة وفقا لعرف المهنة‪ ،‬أمر ضروري في الحياة‬
‫التجارية‪ ،‬حيث يعود ذلك بالفائدة على التاجر ودائنيه والخزينة العامة على حد سواء‪ ،‬فهي‬
‫األداة التي يسترشد بها التاجر في أعماله‪ ،‬فمن خاللها يستطيع أن يتأكد من حقوقه وما عليه‬
‫من ديون وما أصابه من ربح أو خسارة‪ .‬كما أنه في حالة إفالسه وكانت دفاتره منتظمة و‬
‫ممسوكة وفقا لما يقتضيه القانون‪ ،‬يمكنه اإلستفادة من الصلح الواقي‪ ،‬أما إذا كانت دفاتره‬
‫غير منتظمة أو لم يمسكها التاجر أصال‪ ،‬فلن يكون إفالسه بسيطا بل سيكون مرتكب لجريمة‬
‫التفليس بالتقصير أوالتفليس بالتدليس(‪.)78‬‬
‫كما أن الدفاتر التجارية تعتبر طريقة ووسيلة لإلثبات في المعامالت والنزاعات‬
‫التجارية‪ .‬وقد نص القانون التجاري الجزائري على الدفاتر التجارية في المواد من ‪ 09‬إلى‬
‫‪ ،18‬حيث حددت هذه النصوص األشخاص الملزمين بإمساك الدفاتر التجارية‪ ،‬أنواع هذه‬
‫الدفاتر وكيفية تنظيمها‪ ،‬مدة اإلحتفاظ بها وطريقة تقديمها أمام القضاء والجزاء المترتب عن‬
‫مخالفة هذه القواعد‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬الملزمون بمسك الدفاتر التجارية‬
‫يلزم المشرع الجزائري كل تاجر بمسك الدفاتر التجارية(‪ )79‬دون تمييز بين الوطني‬
‫واألجنبي أو بين التاجر كشخص طبيعي أو شخص معنوي ( الشركات التجارية)‪ ،‬فالقانون‬
‫التجاري ال يفرض عليه مسك الدفاتر التجارية شخصيا‪ ،‬بل يجوز له اإلستعانة بمحاسب في‬
‫تقييد عملياته في الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية‬
‫‪ - 76‬المادة ‪ 20‬من القانون رقم‪ 11-08‬مؤرخ في ‪25‬يونيو ‪ 2008‬يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم‪( ،‬جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ 36‬مؤرخة في ‪.)2008/07/02‬‬
‫‪ - 77‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪132.‬‬
‫‪ - 78‬راجع المادة ‪ 383‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 79‬المادة ‪ 09‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫أوال‪ :‬الدفاتر االلزامية‬


‫أ‪ -‬دفتر اليومية يعتبر من أهم الدفاتر التجارية‪ ،‬نصت عليه المادة ‪ 09‬ق تجاري‬
‫جزائري ‪ " :‬كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر ملزم بمسك دفتر لليومية يقيد‬
‫فيه يوما بيوم عمليات المقاولة أو أن يراجع على األقل نتائج هذه العمليات شهريا‪ ،‬بشرط‬
‫أن يحتفظ في هذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معها مراجعة تلك العمليات يوميا''‪.‬‬
‫ويقيد فيه التاجر كل العمليات المالية التي يقوم بها‪ :‬شراء‪ ،‬بيع‪ ،‬إقتراض‪ ،‬دفع‪...‬إلخ‪ ،‬والحكمة‬
‫من ذلك ترجع إلى أن حسابات التاجر الشخصية لها أهمية كبيرة عند إفالسه‪ ،‬إذ من الممكن‬
‫إعتباره مفلسا بالتقصير إذا تبين أنه كان ينفق على حياته الشخصية مبلغا ال تسمح به حالة‬
‫تجارته ومركزه المالي(‪.)80‬‬
‫أما من الناحية العملية فال يكفي قيد العمليات التجارية في دفتر واحد‪ ،‬فيستحسن‬
‫المختلفة‬ ‫التفاصيل‬ ‫إلثبات‬ ‫مساعدة‬ ‫يومية‬ ‫دفاتر‬ ‫بمسك‬ ‫اإلستعانة‬
‫فيخصص دفتر يومي للمشتريات و آخر للمبيعات و ثالث للمصروفات‪...‬الخ‪.‬‬
‫وإنه ال حاجة للتاجر إعادة قيد تفاصيل هذه العمليات في دفتر اليومية األصلي‪ ،‬إنما‬
‫يكتفي بتقييد إجمالي لهذه العمليات في دفتر اليومية األصلي في فترات منتظمة كأن يكون‬
‫ذلك مرة كل شهر‪.‬‬
‫ب‪ -‬دفتر الجرد‪ ،‬نصت عليه المادة ‪ 10‬ق تجاري جزائري‪ ،‬لذا فالتاجر ملزم في آخر كل‬
‫سنة مالية بجرد أموال منشأته سواء كانت منقولة أو ثابتة و تقويمها وحصر ما له‬
‫وما عليه من حقوق‪ ،‬حساب األرباح و الخسائر وغيرها‪.‬‬
‫وقد أخضع القانون التجاري الدفاتر التجارية اإلجبارية لتنظيم خاص‪ ،‬بحيث يجب أن‬
‫يكون كل من دفتر اليومية والجرد خاليان من الكتابة في الهوامش أو أي حشر‪ ،‬كما يجب‬
‫ترقيم صفحات كال من الدفترين قبل إستعمالهما‪ ،‬وال بد أن يوقع عليهما من طرف‬
‫قاضي المحكمة المختصة التي يقع في دائرة نشاط التاجر(‪ .)81‬ويجب اإلحتفاظ بالدفاتر‬
‫لمدة (‪)10‬عشر سنوات من تاريخ إقفالها‪ ،‬وللتاجر الحق أن يعدمها بعد إنقضاء هذه‬
‫المدة‪ ،‬حيث ال يلزم عليه تقديمها أمام القضاء بعد إنتهاء هذه المدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدفاتر اإلختيارية‬

‫‪ - 80‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪135 .‬‬


‫‪ - 81‬المادة ‪ 11‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫أ‪ -‬الدفتر الكبير (دفتر االستاذ)‪ :‬تقيد فيه منفردة الحسابات الفردية الخاصة بالزبائن أو‬
‫الخاصة بالممونين‪ ،‬ويترتب على ذلك أن كافة البيانات المقيدة في دفتر اليومية يعاد تدوينها‬
‫في هذا الدفتر لكن يتم ترتيبها بحسب نوعها أو حسب أسماء الممونين أو الزبائن‪.‬‬
‫ب‪ -‬دفتر المسودة‪ :‬هو في الحقيقة مسودة لدفتر اليومية‪ ،‬تدون فيه العمليات التجارية بمجرد‬
‫وقوعها بسرعة وبصورة مذكرات ثم تنقل بعد ذلك لدفتر اليومية بعناية وبانتطام‪.‬‬
‫ج‪ -‬دفتر المخزن‪ :‬تدون فيه كل البضائع التي تدخل مخزن التاجر وتخرج منه‪.‬‬
‫د‪ -‬دفتر األوراق التجارية ( دفتر اإلستحقاق )‪ :‬تقيد فيه تواريخ إستحقاق األوراق التجارية‬
‫الواجب دفع قيمتها للغير‪ ،‬وتلك الواجب تحصيلها من الغير‪.‬‬
‫ه‪-‬دفتر الصندوق ( دفتر الخزانة )‪ :‬تدون فيه كل المبالغ النقدية التي تدخل الصندوق وتخرج‬
‫منه يوميا‪ ،‬وهو ذو أهمية بالنسبة للتاجر ألنه يبين له رصيده في نهاية كل يوم‪.‬‬
‫و‪ -‬دفتر صور الرسائل‪ :‬ت دون فيه التاجر جميع مرسالته وفواتيره وغيرها من المستندات‪،‬‬
‫ويتم ذلك بطريقة منتظمة تسهل معها المراجعة وتكفل عند الضرورة التحقق من األرباح‬
‫والخسائر مع مالحظة أن ال يشترط أن تشكل دفترا بل يمكن أن تكون في ملف يضم جميع‬
‫مستندات التاجر(‪.)82‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصلحة التاجر‬
‫األصل أنه ال يجوز ألي شخص أن يصنع دليال لنفسه‪ ،‬ولكن القانون التجاري خرج على‬
‫هذا األصل إذ سمح للتاجر أن يمسك دفاتر تجارية يمكن له أن يستعملها كدليل إثبات‬
‫لمصلحته‪ ،‬وللتاجر اآلخر الذي يحتج عليه بالدفاتر التجارية إثبات عكس ما جاء فيها بجميع‬
‫طرق اإلثبات بما في ذلك البينة والقرائن‪ ،‬وتختلف الحجية في اإلثبات للدفاتر التجارية في‬
‫حالة ما إذا كان التعامل بين تاجرين أو بين تاجر و غير تاجر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حجيتها بين تاجرين‪ ،‬منح القانون للتاجر الحق في التمسك بدفاتره التجارية ألجل‬
‫اإلثبات في دعاوى التجار المتعلقة بالمواد التجارية إذا كانت تلك الدفاتر منتظمة وذلك حسب‬
‫المادة ‪ 13‬ق تجاري جزائري التي تنص‪ '' :‬يجوز للقاضي قبول الدفاتر التجارية المنتظمة‬
‫كإثبات بين التجار بالنسبة لألعمال التجارية ''‪.‬‬
‫( ‪)83‬‬ ‫‪:‬‬
‫و لكي تكون دفاتر التاجر حجة لمصلحته يجب أن تتوافر ثالث شروط‬
‫أ‪ -‬يجب أن يكون النزاع قائما بين تاجرين‪ ،‬أي بين شخصين يلتزمان بمسك الدفاتر التجارية‬
‫حيث يسهل على القاضي التحقق من البيانات عن طريق مقارنة دفاتر كل من الخصمين‪ ،‬وال‬

‫‪ - 82‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪139.‬‬


‫‪ - 83‬نور الدين الشادلي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة ‪،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪94.‬‬

‫‪39‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫صعوبة إذا تطابقت بياناتها‪ ،‬أما إذا اختلفت الدفاتر جاز للقاضي ترجيح دفاتر أحدهما إذا‬
‫كانت منتظمة على دفاتر الطرف اآلخر‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب أن يكون النزاع متعلقا بعمل تجاري بالنسبة لكل من الخصمين كما إذا باع تاجر‬
‫بضاعة إلى تاجر آخر ألجل بيعها‪ ،‬أما إذا اشترى تاجر من تاجر آخر بضاعة الستعماله‬
‫الخاص فال يجوز اإلحتجاج عليه بالدفاتر التجارية‪.‬‬
‫ج‪ -‬يجب أن تكون الدفاتر التجارية التي يحتج بها على الغير منتظمة‪ ،‬أما غير المنتظمة فال‬
‫تكون حجة في اإلثبات أمام القضاء‪ ،‬إال أن القاضي يمكنه أن يستأنس بها ويستنبط منها‬
‫قرائن تكمل عناصر اإلثبات األخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حجتها على غير التجار‪ ،‬إن التاجر في هذه الحالة يقدم دفاتره إلثبات شيء ضد‬
‫شخص ال يتمتع بصفة التاجر‪ ،‬لذا ال تصلح دفاتر التاجر حجة على خصمه غير التاجر لعدم‬
‫مسك هذا الخصم للدفاتر التجارية‪ ،‬إال أنه يجوز للقاضي اإلستعانة بدفاتر التاجر الستخراج‬
‫قرائن يستند إليها في حكم الدعوى لصالح التاجر الذي قام بمسكها بطريقة منتظمة‪ ،‬ويجوز‬
‫للقاضي أن يكمله بتوجيه اليمين المتممة إلى أي من الطرفين وذلك فيما يجوز إثباته بالبينة‬
‫لكن يجب توافر الشروط التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتعلق النزاع ببضائع وردها التاجر لغير التاجر كالمواد الغذائية‪ ،‬فإذا تعلق األمر‬
‫بقرض قدمه التاجر لغير التاجر فال يؤخذ بعين اإلعتبار‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الدين محل النزاع مما يجوز إثباته بالبينة‪ ،‬كأن تكون قيمة ما ورده التاجر ال‬
‫تتجاوز ‪ 100.000‬دج وهذا ما جاء به نص المادة ‪ 333‬ق مدني جزائري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬طريقة تقديم الدفاتر التجارية إلى القضاء‬
‫نص المشرع الجزائري التجاري على طريقتين لإلطالع على الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫أ‪-‬اإلطالع الكلي على الدفاتر‪ ،‬وهذه الطريقة تستعمل في حاالت حددتها المادة ‪15‬ق‬
‫تجاري جزائري‪ ،‬ويقصد به تخلي التاجر عن دفاتره إلى المحكمة أو إلى خصمه‬
‫لإلطالع عليه‪ ،‬واالطالع الكلي يكشف أسرار التاجر‪ ،‬ويمكن الخصم من النظر في دفاتر‬
‫خصمه فهو طريقة خطيرة‪ ،‬ولهذا السبب حدد المشرع حاالت اإلطالع الكلي في المادة‬
‫‪15‬ق تجاري جزائري‪ ،‬وهذه الحاالت هي‪ :‬قضايا اإلرث‪ ،‬قسمة الشركة‪ ،‬وفي حالة‬
‫اإلفالس‪.‬‬
‫ب‪-‬اإلطالع الجزئي (التقديم)‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪16‬ق تجاري جزائري‪ ،‬فإذا‬
‫طلب خصم من التاجر بتقديم الدفاتر التجارية‪ ،‬فالقاضي حر في قبول هذا الطلب أو‬
‫رفضه‪ ،‬كما يجوز للقاضي بالمطالبة من تلقاء نفسه بتقديم هذه الدفاتر‪ ،‬وإذا رفض التاجر‬
‫‪40‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫االمثتال وإمتنع‪ ،‬كان للقاضي أن يحمله على التنفيذ بتطبيق عليه غرامة تهديدية‪ ،‬وإذا‬
‫واصل في إمتناعه‪ ،‬يستنتج من هذا الرفض دليال على صحة ما يدعيه خصم التاجر أي‬
‫يستنتج القاضي قرينه ضد التاجر الممتنع‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬الزام التاجر بتقديم دفاتر ليس مطلقا لما في اإلطالع على الدفاتر من افشاء‬
‫ألسرار التاجر المهنية‪ ،‬فتقدم للمحكمة وليس للخصم‪ ،‬ويمكن إستعمال هذه الطريقة سواء‬
‫كان الخصم تاجر أو غير تاجر‪ .‬كما يلزم على التاجر تقديم الدفاتر اإلجبارية فقط دون‬
‫الدفاتر اإلختيارية وتتم عملية اإلطالع مباشرة من طرف القاضي أو عن طريق خبير‬
‫وهذا تحت رقابة التاجر ودون التخلي عن حيازة الدفاتر‪ ،‬فإذا كانت هذه الدفاتر في مكان‬
‫بعيد عن مركز المحكمة المختصة يجوز للقاضي أن يوجه إنابة قضائية للمحكمة(‪،)84‬‬
‫التي يوجد فيها الدفاتر أو يعين قاضي لإلطالع عليها ويحرر إليه محضرا ينص فيه على‬
‫محتو ى هذه الدفاتر‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارية‬
‫أوال‪ :‬الجزاءات المدنية‬
‫أ‪ -‬في حالة عدم مسكها منتظمة فال يعتد بها في اإلثبات لمصلحة التاجر في حالة وقوع نزاع‬
‫بينه و بين تاجر آخر بشأن األعمال التجارية بينهما‪.‬‬
‫ب‪ -‬فرض الضريبة الجزافية عليه من طرف مصلحة الضرائب في حال الدفاتر غير‬
‫المنتظمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا لم يمسك التاجر دفاتر منتظمة جاز حرمانه من الصلح الواقي من اإلفالس في حالة‬
‫توقفه عن دفع ديونه‪ .‬وذلك بموجب المادة ‪ 226‬فقرة ‪ 4‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجزاءات الجزائية‬
‫أ‪ -‬إذا توقف التاجر عن دفع ديونه وتبين أنه لم يمسك دفاتره التجارية أو كانت غير منتظمة‬
‫اعتبر مرتكبا لجريمة اإلفالس بالتقصير حسب المادة ‪ 370‬ق تجاري جزائري‪ ،‬فتطبق عليه‬
‫العقوبات الوارد ذكرها بالمادة ‪ 383‬ق عقوبات جزائري‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا أفلس التاجر وتبين أنه أخفى دفاتره أو بددها أو اختلسها اعتبر مفلسا بالتدليس وذلك‬
‫حسب المادة ‪ 374‬ق تجاري جزائري‪ ،‬فيعاقب بالعقوبة الوارد ذكرها في المادة ‪383‬ق‬
‫عقوبات جزائري‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القيد في السجل التجاري‬
‫‪ - 84‬المادة ‪ 17‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم السجل التجاري‪ ،‬هو دفتر يحتوي على صفحات خاصة تقيد فيها بيانات‬
‫عن التجار وتخصص لكل تاجر صفحة خاصة تسجل فيها بيانات عنه وعن نشاطه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‪ ،‬هناك عدة تعاريف فقهية للسجل التجاري‪ ،‬حيث عرفه الدكتور محمد‬
‫حسين إسماعيل بأنه‪ " :‬هو السجل الذي تمسك به إحدى الجهات الرسمية في الدولة لتحقيق‬
‫غايات قانونية وإعالنية وإقتصادية من خالل تدوين المعلومات المحددة للمراكز القانونية لكل‬
‫من التجار (أفراد وشركات ) والمؤسسات التجاري(‪.)85‬‬
‫اما الفقه الغربي فقد عرفه ألفرد جوفريه بأنه‪ '' :‬سجل التجارة موسوعة ذات طابع رسمي‪،‬‬
‫تتضمن قائمة بكل المؤسسات التجارية‪ ،‬وتحدد وضعيتها ووضعية القائمين عليها '' (‪.)86‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف القانوني للسجل التجاري‪ ،‬إن أغلب التشريعات التي أخـذت بنظــام السجل‬
‫التجاري عزفت عـن تعريـفه‪ ،‬إال أن المشرع الجزائري قـام بتعريف السجل التجاري‬
‫بموجب المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ ) 87(2004/08/14‬بأنـه‪ '' :‬يعد‬
‫مستخرج السجل التجاري سندا رسميا يؤهل كل شخص طبيعي أو اعتباري يتمتع بكامل‬
‫أهليته القانونية‪ ،‬لممارسة نشاط تجاري‪ ،‬ويعتد به أمام الغير الى غاية الطعن فيه بالتزوير''‪.‬‬
‫هذا وقد نصت المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-15‬المؤرخ في‬
‫‪ 2015/04/03‬على أنه‪ '':‬يقصد بالتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬كل قيد أو تعديل‪ ،‬أو‬
‫شطب‪ . ''...‬كما ان‪ '' :‬القيد في السجل التجاري له طابع شخصي‪ .‬وال تسلم للخاضع للقيد في‬
‫السجل التجاري اال رقم واحد للقيد الرئيسي الذي ال يمكن تغييره الى غاية شطبه''(‪.)88‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يمكننا القول بأن السجل التجاري نظام لتسجيل وشهر كل ما يتعلق بالتجار‬
‫وأعمالهم ومراكزهم القانونية‪ ،‬ضمن دفتر خاص تخول بمسكه جهة رسمية‪ ،‬يحدد لها القانون‬
‫الوظيفة المنوطة به‪ ،‬والطريقة التي يتم بها القيد فيه‪.‬‬
‫وقد نص القانون رقم ‪ 08-04‬المــؤرخ فــي ‪ 2004 /08/14‬يتعلق بشــروط‬
‫ممارســة األنشطة التجارية(‪ ،)89‬وذلك في المادة الثانية منه على أنّـه‪ '' :‬يمسـك السـجل‬
‫التجـاري المركـز الوطني للسجل التجاري ويرقمه ويؤشر عليه القاضي‪." ...‬‬
‫ثالثا‪:‬الهدف من السجل التجاري‬
‫‪ -‬حصر عدد المتاجر و بيان نوع نشاطها لذلك تكون له وظيفة إحصائية‪.‬‬

‫‪ - 85‬علي فتاك‪ ،‬مبسوط القانون التجاري الجزائري في السجل التجـاري‪ ،‬دراسـة مقارنـة‪ ،‬ابـن خلـدون للنشـر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪43 .‬‬
‫‪ - 86‬علي فتاك‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪43 .‬‬
‫‪ - 87‬القانون رقم ‪ 08-04‬المــؤرخ ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬يتعلق بشــروط ممارســة األنشطة التجارية‪( ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪، 52‬مؤرخة في ‪.)2004 /08/18‬‬
‫‪ - 88‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-15‬المؤرخ في ‪ 2015/04/03‬يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل التجاري‪ ( ،‬ج ر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،24‬الصادرة في ‪.)2015/05/13‬‬
‫‪ - 89‬القانون رقم ‪ 08-04‬المــؤرخ ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬يتعلق بشــروط ممارســة األنشطة التجارية‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -‬لتمكين كل ذي مصلحة من أن يتعرف على بيانات التاجر الذي يرغب في التعامل معه(‪.)90‬‬
‫‪ -‬يعتبر أداة قانونية لإلشهار‪ ،‬وذلك وفقا للمادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪14‬‬
‫أوت ‪ 2004‬المذكور اعاله والتي تنص على أن‪ " :‬يجب على كل شركة تجارية أو أية‬
‫مؤسسة أخرى خاضعة للتسجيل في السجل التجاري اجراء االشهارات القانونية المنصوص‬
‫عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما''‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية السجل التجاري‬
‫للسجل التجاري‪ ،‬أهمية تختلف في الواقع باختالف الفكرة التي أدت الى وضعه‬
‫واألخذ بنظامه في بلد عن آخر(‪ ،)91‬وإجماال يمكن حصرها في بعدين أساسيين هما‪ ،‬بعد‬
‫تحكمي بإعتباره أداة تنظيمية إحصائية‪ ،‬رقابية وتوجيهية لألنشطة االقتصادية بهدف خدمة‬
‫اإلقتصاد الوطني وتوجيهه‪ ،‬وبعد تعاملي كونه أداة قانونية‪ ،‬إستعالمية وإشهارية‪ ،‬أما تفصيال‬
‫فيمكن تحديدها كمايلي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األهمية القانونية للسجل التجاري‪ ،‬تبرز األهمية القانونية من خالل الوظيفة‬
‫االشهارية‪ ،‬والتي يقصد بها أن المشرع يرتب آثارا قانونية على واقعة القيد في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬ومن خالل الوظيفة اإلعالمية كذلك‪ ،‬فتطبيقا لمبدأ العالنية التي وضع ألجلها‬
‫السجل التجاري‪ ،‬يجوز للجمهور معرفة البيانات التي تهمه عن التاجر والمشروع التجاري‪،‬‬
‫ويرتب القانون على هذه العالنية قرينة العلم بالبيانات المقيدة ويقر لها حجية في مواجهة‬
‫الغير‪ .‬وبإستقراء نصوص القانون المتعلق بالسجل التجاري الجزائري‪ ،‬يتضح أن السجل‬
‫التجاري يلعب قبل كل شيءدورا جوهريا في المجال القانوني‪ ،‬فهو ليس مجرد قائمة أو دليال‬
‫فقط‪ ،‬بل هو أداة قانونية لإلشهار ‪ ،‬فالوظيفة االشهارية للسجل التجاري أمر غير متنازع فيه‬
‫بدليل المادة ‪29‬من القانون ‪ 22-90‬سالفة الذكر‪ ،‬ومن الثابت أن التاجر‪ ،‬شخصا طبيعيا كان‬
‫أو معنويا يلتزم بذكر البيانات اإلجبارية اذا أراد أن يحتج بها إزاء الغير ‪.‬‬
‫هذا من جهة ومن جهة أخرى جعل المشرع الجزائري السجل التجاري أداة لإلستعالم‬
‫) ‪ ،(Moyen d’information‬حيث أنه يسمح للغير الحصول على معلومات عن‬
‫االشخاص القائمين باألعمال التجارية‪ ،‬لغرض اإلطمئنان على سالمة المعامالت والعقود قبل‬
‫إبرامها‪ ،‬فيسهم بذلك في دعم الثقة في المعامالت التجارية ‪ ،‬والقضاء على ضروب الغش‬
‫الكثيرة التي قد يلجأ إليها التجار تحقيقا ألغراضهم الخاصة‪ .‬من أجل ذلك ألزم المشرع كل‬
‫تاجر بذكر رقم القيد ومكانه في المستندات المتعلقة بالتجارة‪ ،‬وذكر االسم التجاري على‬
‫واجهة المحل‪ ،‬وأقر حق اإلطالع على محتويات السجل التجاري‪.‬‬

‫‪ - 90‬راجع المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ، 08-04‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ - 91‬باسم محمد صالح‪ ،‬القانون التجاري ‪:‬النظريـة العامـة –التـاجر ‪-‬العقـود التجاريـة ‪،‬دار الحكمـة ‪،‬بغـداد ‪ ، 1987،‬ص‪118 .‬‬

‫‪43‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫هذا وتكمن أهمية السجل التجاري تكمن أساسا في دعم اإلئتمان التجاري‪ ،‬فبيان‬
‫مركز التاجر القـانوني يسـمح إذا بتسـهيل العمليـات التجاريـة‪ ،‬إذ أنـه يسـمح بتحقيق األمن‬
‫الالزم للتعهدات التجارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية االقتصادية للسجل التجاري‪ ،‬إن السجل التجاري تجتمع لديه بيانات وافرة عن‬
‫التجار والشركات والمشاريع التجارية‪ ،‬الوطنية منها واألجنبية‪ ،‬وبوصفه أداة إحصائية‬
‫يستطيع السجل التجاري أن يهيئ جميع البيانات الالزمة لعملية التخطيط اإلقتصادي وتوجيه‬
‫النشاط التجاري وفقا لمتطلبات االقتصاد الوطني اآلنية والمستقبلية‪ ،‬ولعل مثل هذه الغاية ال‬
‫تتأخر تشريعات السجل التجاري عن إستهدافها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الملزمون بالقيد في السجل التجاري‬
‫تضمنت المادة ‪ 19‬ق تجاري جزائري أنه على كل تاجر مزاول للتجارة في الجزائر سواء‬
‫كان شخصا طبيعيا أو معنويا و سواء كان جزائريا أم أجنبيا شرط أن يكون له مكتبا أو فرعا‬
‫أو أي مؤسسة أخرى‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحرفي فهو غير ملزم بالقيد في السجل التجاري إنما ملزم بالتسجيل لدى‬
‫غرفة الصناعة التقليدية والحرف التابعة للمكان الذي يمارس فيه نشاطه الحرفي‪ ،‬وذلك‬
‫حسب المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 01 - 96‬المؤرخ في ‪10‬جانفي ‪ 1996‬المنظم للصناعة‬
‫التقليدية والحرف‪.‬‬
‫هذا وقد نصت المادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-15‬يتعلق بشروط القيد‬
‫في السجل التجاري على أنه‪" :‬يخضع للتسجيل في السجل التجاري كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي ملزم به‪ ،‬طبقا للتشريع المعمول به "‪ .‬أي الى ما نصت عليه المادتين ‪ 19‬و‪ 20‬من‬
‫القانون التجاري‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 19‬على أنه‪":‬يلزم بالتسجيل في السجل التجاري‪:‬‬
‫‪ -01‬كل شخص طبيعي له صف التاجر في نظر القانون الجزائري ويمارس اعماله‬
‫التجارية داخل القطر الجزائري‪،‬‬
‫‪ -02‬كل شخص اعتباري تاجر بالشكل أو يكون موضوعه تجاريا ومقره في‬
‫الجزائر او كان له مكتب او فرع او أي مؤسسة كانت "‪.‬‬
‫ثم نصت المادة ‪ 20‬من الق التجاري على ان‪ :‬يطبق هذا االلتزام خاصة على‪:‬‬
‫‪-01‬كل تاجر‪ ،‬شخصا طبيعيا كان أو معنويا؛‬
‫‪-02‬كل مقاولة تجارية يكون مقرها في الخارج وتفتح في الجزائر وكالة أو فرعا أو أي‬
‫مؤسسة أخرى؛‬

‫‪44‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -03‬كل ممثلية تجارية أجنبية تمارس نشاطا تجاريا على التراب الوطني‪.‬‬
‫هذا ونشير أن الحرفيين ال يخضعون للتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 33‬من االمر رقم ‪ )92(01-96‬على انه‪ " :‬ال يخضع الحرفي والتعاونيات‬
‫الحرفية للتسجيل في السجل التجاري‪ ،"...‬وهذا لكونهما يمارسان أعمال مدنية‪ ،‬غير‬
‫أنه يجوز له ممارسة االعمال التجارية دون أن يكتسب صفة التاجر شريطة أن تبقى‬
‫أظافية‪ ،‬أي ثانوية(‪.)93‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬األشخاص الممنوعون من التسجيل في السجل التجاري‬
‫تطبقيا ألحكام المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 06-13‬المؤرخ في ‪ )94(2013/07/23‬التي‬
‫عدلت المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 08-04‬المذكور اعاله‪ ،‬يتعذر التسجيل في السجل التجاري‬
‫أوممارسة أي نشاط تجاري‪ ،‬على األشخاص المحكوم عليهم الذين لم يرد لهم االعتبار‬
‫إلرتكابهم الجنايات والجنح التالية‪:‬‬
‫‪-‬حرك رؤوس األموال من والى الخارج‪.‬‬
‫‪-‬إنتاج و‪/‬أو تسويق المنتوجات المزورة والمغشوشة الموجهة لالستهالك‪،‬‬
‫‪-‬الرشوة‪ ،‬التفليس‪،‬‬
‫‪-‬التقليد وأو المساس بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪،‬‬
‫‪-‬االتجار بالمخدرات‪،‬‬
‫وبالتالي إن األشخاص المدانين إلرتكاجهم الجنايات والجنح المذكورة ال يمكن قيدهم‬
‫في السجل التجاري إال بعد حصولهم على رد االعتبار‪ ،‬كما ان المشرع الجزائري قد قلص‬
‫من عدد الجرائم التي يترتب على االدانة بها المنع من التسجيل في السجل التجاري‪.‬‬
‫هذا ونشير الى ان القيد في السجل التجاري يجعل التاجر في حالة التنافي مع أي‬
‫مهنة او وظيفة أخرى‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 08-04‬يتعلق بشروط‬
‫ممارسة االنشطة التجارية‪ ،‬والتي نصت على أنه‪ " :‬ال يجوز ألي كان ممارسة نشاط تجاري‬
‫اذا كان خاضعا لنظام خاص ينص على حالة تناف‪ ،" .‬وعليه يجب على كل شخص يطلب‬
‫القيد في السجل التجاري ان يثبت عدم خضوعه ألي تدبير يمنعه من ممارسة ذلك النشاط أو‬
‫المهنة‪ .‬فال يجوز للمهندس او المحامي ان يمارس نشاطا تجاريا وال ان يحصل على السجل‬
‫‪ - 92‬االمر رقم ‪ 01-96‬المؤرخ في ‪ ،1996/01/10‬يحدد القواعدالتي تحكم الصناعة التقليدية والحرف‪( ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪ ،03‬الصادرة في‬
‫‪.)1996/01/14‬‬
‫‪ - 93‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬ص ‪.435‬‬
‫‪ - 94‬القانون رقم ‪ 06-13‬المؤرخ في ‪ 13‬يوليو ‪ ،2013‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ 14‬غشت ‪ ،2004‬والمتعلق بشروط ممارسة‬
‫االنشطة التجارية ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 39‬المؤرخة في ‪ 31‬يوليو ‪.)2013‬‬

‫‪45‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫التجاري‪ ،‬حيث يتنافى ذلك مع مهنة التجارة‪ ،‬وعلى الذي يرى حالة التنافي أن يثبت ذلك‪ ،‬وال‬
‫يمكن وجود حالة التنافي بدون نص(‪.)95‬‬
‫ولكن هناك أشخاص يستبعدون من القيد في السجل التجاري فمن هم ياترى؟‬
‫لقد حددتهم المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ : 08-04‬األنشطة الفالحية‪ ،‬الحرفيون‪ ،‬الشركات‬
‫المدنية‪ ،‬التعاونيات التي اليكون هدفها الربح‪ ،‬المهن المدنية الحرة التي يمارسها أشخاص‬
‫طبيعيون والمؤسسات العمومية المكلفة بتسيير الخدمات العمومية‪ ،‬باستثناء المؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬شروط التسجيل في السجل التجاري‬
‫هذا التسجيل يخضع لعدة شروط‪ ،‬منها ما هو مرتبط بالشخص طالب التسجيل‪ ،‬ومنها‬
‫ماهو مرتبط بالنشاط التجاري‪ ،‬وأخرى متعلقة بمكان ممارسة التجارة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط المتعلقة بطالب التسجيل‪ ،‬أن الصفة التجارية ليست شرطا للتسجيل في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬ذلك ان المشرع اشترط الكتساب صفة التاجر‪ ،‬ممارسة األعمال التجاري على‬
‫سبيل االحتراف‪ ،‬وهذا لن يتأتى اال بالقيد في السجل التجاري(‪ .)96‬وهو ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 13‬من القانون رقم ‪ 22-90‬يتعلق بالسجل التجاري المعدل والمتمم‪ " ،‬يجب على كل شخص‬
‫طبيعي متمتع باألهلية المدنية والحقوق الوطنية ويريد ممارسة نشاط يخضع للقانون‬
‫التجاري أن يصرح بذلك لدى الظابط العمومي المؤهل قانونا بمقتضى هذا القانون‪ ،‬ويبين‬
‫بوضوح وصراحة أنه يريد أن يمارس هذا النشاط طبقا للقانون وحسب االعراف التجارية‬
‫‪."...‬‬
‫ويرفق الطلب باثبات وجود محل مؤهل الستقبال نشاط تجاري بتقديم سند ملكية او‬
‫عقد ايجار او امتياز للوعاء العقاري الذي يحوي النشاط التجاري‪ ،‬او كل عقد أو مقرر‬
‫تخصيص مسلم من طرف هيئة عمومية(‪.)97‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعلقة بالنشاط التجاري‪ ،‬يجب أن يكون التسجيل في السجل التجاري‬
‫مرتبط بممارسة نشاط تجاري ينص عليه القانون‪ ،‬ومن الضروري ورود النشاط ضمن‬
‫مدونة االنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬والتي تخضع للتحيين‬
‫حسب تطور االنشطة التجارية‪.‬‬
‫كما ان هناك انشطة مقننة واخرى غير مقننة‪ ،‬فأما المقننة‪ ،‬فانها تتطلب رخصة او‬
‫موافقة من الجهات المختصة قبل التسجيل في السجل التجاري(‪ ،)98‬مثال مقهى أنترنت أو‬

‫‪ - 95‬المادة ‪ 09‬فقرة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،08-04‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ - 96‬علي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪85 .‬‬
‫‪ - 97‬راجع المادة ‪ 07‬فقرة‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-15‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫صيدلية الخ‪ ،...‬وكذلك االمر اذا كانت االنشطة التجارية مخصصة صراحة للدولة او‬
‫لمصالح الجيش الوطني الشعبي(‪ ،)99‬اما االنشطة غير المقننة‪ ،‬فان المشرع يسمح بها لجميع‬
‫االشخاص الذين يتوفر فيهم الشروط القانونية السالفة الذكر‪ .‬كما ان هناك بعض االنشطة‬
‫التجاري التي تمارس من طرف االجانب المقيمين(‪ ،)100‬فان المشرع يتطلب ممارستها عبر‬
‫شراكة مع الوطنيين بنسبة على االقل ‪ °/°51‬من رأس المال‪ ،‬كأنشطة استيراد المنتجات‬
‫الموجة العادة البيع على حالها تطبيقا لنص المادة ‪ 66‬من قانون المالية لسنة ‪.)101(2016‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشروط المتعلقة بمكان ممارسة النشاط‪ ،‬يشترط التقنين التجاري الجزائري ممارسة‬
‫النشاط التجاري على االقليم الجزائري (‪ ،) 102‬وعليه فان الشخص الذي يتمتع بالجنسية‬
‫الجزائرية وله محل بالخارج ال يقع عليه االلتزام بالقيد في السجل التجاري ولو كان متمتعا‬
‫باألهلية التجارية(‪.)103‬‬
‫أما األشخاص المعنوية‪ ،‬فيشترط القانون أن تمارس نشاطها على التراب الوطني‬
‫الجزائري‪ ،‬حتى ولو كان نشاطها الرئيسي في الخارج‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 06‬من‬
‫القانون رقم ‪.08-04‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬اجراءات القيد في السجل التجاري‬
‫يجب على التاجر أن يقدم طلب القيد شخصيا إلى الجهة المختصة بالسجل‬
‫التجاري(‪ ،)104‬ويتكون الطلب من ثالث نسخ يوفرها المركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬ويجب‬
‫تحريرها بوضوح دون إضافة أو شطب‪ ،‬والتوقيع عليها من قبل الذي يرغب في امتهان‬
‫األعمال التجارية باسمه ولحسابه الخاص‪ ،‬وأن يبين أنه متمتعا باألهلية المدنية والحقوق‬
‫الوطنية‪ ،‬كما يجب أن يقدم التاجر إذا كان شخص طبيعي مع طلب القيد جميع الوثائق التي‬
‫تؤكد طلبه‪ ،‬أما إذا ما صدر طلب القيد في السجل التجاري من قبل شخص معنوي فإضافة‬
‫على وجوب تمتعه بحقوقه المدنية ورغبته في امتهان األعمال التجارية‪ ،‬يجب عليه أن يعرف‬
‫بهويته وصفته‪ ،‬والشهادة التي تؤهله بأنه يطلب التسجيل في السجل التجاري للشركات‬
‫التجارية كشخص معنوي جديد يعمل لحسابها بوصفه ممثال مفاوضا قانونيا‪ ،‬كما يجب عليه‬
‫أن يودع لهذا الغرض القانون األساسي للشركة ومداوالت الجمعية العامة أو الجمعيات‬
‫العامة التأسيسية ونسخة من اعالن القانون األساسي للشركة في النشرة الرسمية لالعالنات‬

‫‪ - 98‬المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،08-04‬نفس المرجع‪.‬و المادة ‪ 26‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-15‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ - 99‬راجع المادة من قانون االستثمار رقم ‪ 09-16‬لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ - 100‬يشترط على الخاضعين من جنسية أجنبية نسخة من بطاقة المقيم‪ ،‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-15‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 101‬القانون رقم ‪ 08-16‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/30‬المتضمن قانون المالية‪( ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪ ،72‬الصادر في ‪.)2015/12/31‬‬
‫‪ - 102‬المادة ‪ 19‬و‪ 20‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 103‬نادية فوضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪189 .‬‬
‫‪ - 104‬المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-15‬المرجع السابق‪ -.‬نصت المادة ‪ 05‬مكرر من القانون رقم ‪ 06-13‬لسنة ‪ 2013‬على أنه‪" :‬‬
‫يمكن القيد في السجل التجاري بالطريقة االلكترونية ‪."...‬‬

‫‪47‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫القانونية‪ ،‬واثبات وجود محل الستقبال الجمهور بموجب المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 111-15‬المذكور اعاله‪.‬‬
‫ويتولى مأمور السجل التجاري الذي يتصرف بصفته ضابطا عموميا التحقيق في‬
‫مطابقة شكل الشركة التجارية لألحكام القانونية المعمول بها‪ ،‬وفي الدفع الفعلي لحصة رأس‬
‫المال المطلوبة قانونا وفي اختيار الشركة مقرا رئيسيا حقيقيا لها ويسلم وصل التسجيل في‬
‫السجل التجاري‪ ،‬وهذا الوصل صالح ما لم يعترض عليه أي شخص له مصلحة في ذلك‪،‬‬
‫وفي حالة اعتراض الغير على هذا التسجيل يتوقف التسجيل ويحال االعتراض على القاضي‬
‫المكلف بالسجل التجاري لدراسته (المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 08-04‬لسنة ‪.)2004‬‬
‫ويجب أن يقدم طلب القيد خالل شهرين من تاريخ الترخيص لهم بمزاولة التجارة‬
‫سواء كانوا أشخاص طبيعيين أو معنويين‪ ،‬وإذا قدم الطلب بعد الميعاد المذكور كان مقبوال‬
‫رغم ذلك‪ ،‬غير أن طالب القيد يتعرض للعقاب بسبب تأخره‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪22‬‬
‫من القانون التجاري الجزائري بقولها‪" :‬ال يمكن لألشخاص الطبيعيين أو المعنويين‬
‫الخاضعين للتسجيل في السجل التجاري والذين لم يبادروا بتسجيل أنفسهم عند انقضاء مهلة‬
‫شهرين أن يتمسكوا بصفتهم كتجار‪ ،‬لدى الغير أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد تسجيلهم‪،‬‬
‫غير أنه ال يمكن لهم االستناد لعدم تسجيلهم في السجل بقصد تهربهم من المسؤوليات‬
‫والواجبات المالزمة لهذه الصفة‪".‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬آثار القيد في السجل التجاري‬
‫‪-1‬اكتساب صفة التاجر‪ ،‬يترتب على القيد في السجل التجاري اكتساب صاحب القيد‬
‫صفة التاجر سواء كان طبيعيا أو معنويا‪ ،‬ويعتبر القيد في السجل التجاري في هذه الحالة‬
‫قرينة قاطعة على ذلك ال يمكن إثبات عكسها‪ ،‬إذ نصت المادة ‪ 21‬من الق التجاري على‬
‫أنه‪ ":‬كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري يعد مكتسبا صفة التاجر إزاء‬
‫القوانين المعمول بها و يخضع لكل النتائج الناجمة عن هذه الصفة"‪.‬‬

‫والتسجيل في السجل التجاري يثبت الصفة القانونية للتاجر تطبيقا ألحكام القانون‬
‫األساسي الخاص بالمركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬بحيث المادة ‪ 05‬منه محددة لمهام‬
‫المركز ومن بينها مهمة "يثبت بإذن إرادة الممارسة بصفة تاجر "‪ ،‬وفي هذا الصدد نصت‬
‫أحكام القانون التجاري ال سيما المادة ‪ 22‬منه على أنه ‪" :‬ال يمكن لألشخاص الطبيعيين أو‬
‫المعنويين الخاضعين للتسجيل في السجل التجاري والذين لم يبادروا بتسجيل أنفسهم عند‬
‫انقضاء مهلة شهرين أن يتمسكوا بصفتهم كتجار لدى الغير أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد‬
‫تسجيلهم في السجل بقصد تهربهم من المسؤوليات والواجبات المالزمة لهذه الصفة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫وتضيف المادة ‪18‬من القانون رقم ‪ 22-90‬المؤرخ في ‪41‬أوت ‪1990‬المتعلق‬


‫بالسجل التجاري‪ ،‬أن التسجيل في السجل التجاري يثبت الصفة القانونية للتاجر وذلك بنصها‬
‫على أنه‪ " :‬يثبت التسجيل في السجل التجاري الصفة القانونية للتاجر وال تنظر فيه حالة‬
‫اعتراض أو نزاع إال المحاكم المختصة‪ ،‬ويخول هذا التسجيل الحق في حرية ممارسة‬
‫النشاط التجاري‪. "...‬‬
‫‪ -2‬اكتساب الشركة الشخصية المعنوية‪ ،‬إضافة إلى اكتساب الشركة لصفة التاجر بمجرد‬
‫قيدها في السجل التجاري‪ ،‬فإنها وحسب نص المادة ‪ 549‬من القانون التجاري تصبح متمتعة‬
‫بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم االحتجاج في مواجهة القاصر المرشد بالتصرفات قبل القيد‪ ،‬حيث ال يمكن ألي‬
‫شخص أن يتمسك في مواجهة القاصر المرشد بالعمليات التجارية التي يبرمها هذا األخير إال‬
‫إذا قام بتقييد اإلذن الذي حصل عليه في السجل التجاري‪.‬‬

‫‪ -4‬التزام التاجر ببيانات ورقم القيد في كل الوثائق التي تصدر منه‪ ،‬حيث يجب على كل‬
‫تاجر مقيد في السجل التجاري أن يلتزم بذكر رقم تسجيله في السجل التجاري ومكان‬
‫تسجيله‪ ،‬والمحكمة التابع إيها على جميع الفواتير والطلبات والنشرات التي تصدر عنه‪.‬‬

‫‪ -5‬مسؤولية التاجر عن االلتزامات التجارية في حالة التنازل عن المحل التجاري‪ ،‬حسب‬


‫المادة ‪ 23‬من القانون التجاري يبقى التاجر مسؤوال عن كل االلتزامات المترتبة عن محله‬
‫التجاري الذي قام ببيعه إلى الغير وذلك إلى غاية شطب نفسه من السجل التجاري أو التأشير‬
‫بهذا البيع في السجل‪ ،‬أو اإلشارة التي تتضمن وضع المتجر على وجه التأجير‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم جواز االحتجاج على الغير ببعض الوقائع إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري‬
‫‪ ،‬ومن أمثلة هذه الوقائع‪:‬‬

‫التراجع عن ترشيد القاصر‬ ‫‪-‬‬

‫صدور حكم نهائي يقضي بإفالس التاجر‬ ‫‪-‬‬

‫إلغاء سلطات شخص مثل المسؤول في الشركة‬ ‫‪-‬‬

‫صدور حكم نهائي يقضي ببطالن الشركة أو حلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -07‬الحق في الممارسة الحرة لألنشطة التجارية‪ ،‬وهو ما يعني تمكين التاجر من حقه في‬
‫ممارسة النشاط التجاري المختار من دون قيد أثناء اختياره لشكل أو موضوع النشاط‬
‫الممارس‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 04‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 08-04‬بنصها ‪" :‬يمنح هذا‬
‫التسجيل الحق في الممارسة الحرة للنشاط التجاري باستثناء النشاطات والمهن المقننة‬
‫الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري ومحتواه عن طريق التنظيم"‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫فبمقتضى هذه المادة تتضح التفرقة بين نوعين من األنشطة‪ ،‬األنشطة الحرة التي‬
‫يكون القيد فيها في السجل التجاري بمنح الحق في استمرار الممارسة الحرة للنشاط‬
‫التجاري‪ ،‬باإلضافة الى األنشطة المقننة التي استثناها المشرع من حق استمرار الممارسة‬
‫للنشاط الممارس‪ ،‬إال أن المادة ‪25‬من القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪14‬أوت ‪2004‬السالف‬
‫الذكر نصت على ما يخالف هذا الطرح بنصها على‪" :‬تخضع ممارسة أي نشاط أو مهنة‬
‫مقننة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري إلى الحصول قبل تسجيله في السجل التجاري‬
‫على رخصة أو اعتماد مؤقت تمنحه اإلدارات أو الهيئات المؤهلة لذلك‪ ،‬غير أن الشروع‬
‫الفعلي في ممارسة األنشطة أو المهن المقننة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري يبقى‬
‫مشروطا بحصول المعني على الرخصة أو االعتماد النهائي المطلوبين اللذين تسلمهما‬
‫اإلدارات أو الهيئات المؤهلة (‪.)105‬‬
‫‪ -08‬اإلشهار القانوني اإلجباري‪ ،‬نصت عليه المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 16‬من القانون ‪08-04‬‬
‫المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية المعدل والمتمم‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 11‬من القانون‬
‫رقم ‪ 08-04‬المعدلة والمتممة بموجب المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 06-13‬لسنة ‪ 2013‬على‬
‫أنه‪ " :‬يجب على كل شركة تجارية أو أي مؤسسة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري القيام‬
‫باالشهارات القانونية المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما‪ .)106( "...‬كما‬
‫نستحضر نص المادة ‪ 15‬منه المعدلة بموجب المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 06-13‬لسنة‬
‫‪ ،2013‬على أنه‪ " :‬يجب على كل شخص طبيعي تاجر أن يقوم باالجراءات المتعلقة‬
‫باالشهارات القانونية‪ ،‬وتهدف االشهارات القانونية االلزامية‪ ،‬بالنسبة لالشخاص الطبيعيين‬
‫التجار‪ ،‬الى اعالم الغير بحالة وأهلية التاجر وبعنوان المؤسسة الرئيسية لالستغالل الفعلي‬
‫لتجارته وبملكية المحل التجاري‪ ،‬وكذا بتأجير التسيير وبيع المحل التجاري‪ ،"...‬وعليه يكون‬
‫السجل التجاري وسيلة للنشر تؤمن الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالتجار‬
‫والمؤسسات التجارية سواء كانت شركات أو مقاوالت وطنية أو أجنبية تمارس نشاطها على‬
‫إقليم الدولة‪ ،‬وما يتضمنه السجل من معلومات يعد نافذا في مواجهة الغير‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الجزاءات المترتبة عن عدم القيد في السجل التجاري‬
‫إذا كان للتاجر حقوق بعد قيده في السجل التجاري تتمثل في اكتساب صفة التاجر‪،‬‬
‫االحتجاج بالبيانات المقيدة في السجل التجاري ضد الغير‪ ،‬لذلك فإنه بالمقابل عليه واجبات‬
‫تستوجب عند مخالفتها عقوبات مدنية و جزائية‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬الجزاءات المدنية‬

‫‪ - 105‬نور الدين قاسطل‪ ،‬القيد في السجل التجاري و في سجل الصناعة التقليدية و الحرف‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون ذكر السنة‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫‪ - 106‬تجد ر االشار الى ان المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ال تخضع لالشهارات القانونية المنصوص عليها في القانون رقم‬
‫‪ 08-04‬المعدل والمتمم وذلك تطبيقا لنصت المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 08-04‬المعدلة والمتممة بموجب المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 06-13‬لسنة‬
‫‪. 2013‬‬

‫‪50‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫أ‪ -‬ال يجوز للشخص غير المقيد في السجل التجاري التمسك بالصفة التجارية اتجاه الغير أو‬
‫اتجاه اإلدارات العمومية المادة ‪ 22‬ق تجاري جزائري‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يجوز لهم بحجة عدم قيدهم في السجل التجاري التهرب من مسؤوليتهم وللغير كامل‬
‫الحرية في مطالبتهم سواء بصفة التاجر أو غير التاجر‪.‬‬
‫ج‪ -‬ال يجوز االحتجاج بالبيانات المسجلة في السجل التجاري اتجاه الغير إال بعد إشهارها‬
‫وفقا للقانون‪ ،‬والعكس صحيح يمكن للغير االحتجاج بهذه البيانات رغم عدم إشهاره‪ ،‬وعلى‬
‫العموم ينبغي في هذا الميدان تطبيق أحكام الشريعة العامة‪ ،‬فكل من ارتكب خطأ ملزم‬
‫بتعويض من ألحق به ضرر‪ ،‬وذلك وفقا للمادة ‪ 124‬ق مدني جزائري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية‬
‫نص المشرع الجزائري في قانون السجل التجاري من المادة ‪ 26‬إلى المادة ‪ 28‬على‬
‫جزاءات متفاوتة حسب خطورة العمل‪.‬‬
‫فبالنسبة لعدم التسجيل في السجل التجاري‪ ،‬تتراوح الغرامة المالية بين ‪ 5000‬دج إلى‬
‫‪ 20000‬دج‪ ،‬وفي حالة العود تتضاعف مع إمكانية الحبس من ‪ 10‬أيام إلى ‪6‬أشهر ويمكن‬
‫الحرمان من منحة التجارة‪.‬‬
‫و وفقا للمادة ‪ 27‬من قانون السجل التجاري‪ ،‬إذا قام تاجر وبسوء نية بتسجيل بيانات غير‬
‫صحيحة أو غير كاملة فإن الغرامة تتراوح بين ‪ 5000‬دج إلى ‪ 20000‬دج‪ ،‬والحبس من مدة‬
‫‪ 10‬أيام إلى ‪ 6‬أشهر أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬وفي حالة العود تتضاعف العقوبة ويمكن‬
‫األمر بتسجيلها على هامش السجل التجاري ونشرها في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‬
‫على نفقة المخالف‪.‬‬
‫كما عاقب المشرع كل من زيف أو زور شهادات التسجيل في السجل التجاري أو أي‬
‫وثيقة متعلقة بها بغرامة مالية تتراوح بين ‪10000‬دج إلى ‪30000‬دج‪ ،‬والحبس من ‪ 6‬أشهر‬
‫إلى ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 28‬من قانون السجل التجاري الجزائري‪.‬‬
‫أما الجزاءات المقررة بموجب القانون رقم ‪ 08-04‬فقد حددتها المواد من ‪ 31‬إلى ‪ 41‬منه‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬حالة ممارسة نشاط تجاري قار دون القيد‪ ،‬يعاقب بغلق المحل لكل شخص طبيعي أو‬
‫اعتباري‪ ،‬وبغرامة مالية من ‪ 10.000‬إلى ‪100.000‬دج تطبيقا لنص المادة ‪ 31‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -‬يعاقب على ممارسة نشاط تجاري بمستخرج سجل تجاري منتهي الصالحية بغرامة من‬
‫‪ 10.000‬دج‪ ،‬الى ‪ 500.000‬دج‪ .‬ويصدر الوالي زيادة على ذلك قرار الغلق االداري للمحل‬
‫التجاري‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 31‬مكرر المستحدثة بموجب ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 06-13‬يعدل‬
‫ويتمم القانون رقم ‪.08-04‬‬
‫‪ -‬حالة ممارسة نشاط تجاري غير قار دون التسجيل في السجل التجاري يعاقب بغلق المحل‬
‫التجاري وغرامة مالية من‪5.000‬دج إلى ‪50.000‬دج ‪ ،‬كما يجوز لألعوان المؤهلين القيام‬
‫بحجز السلع ‪ ،‬وعنداإلقتضاء حجز وسيلة النقل المستعملة‪.‬‬
‫‪ -‬حالة اإلدالء بمعلومات غير صحيحة بغرامة من ‪50.000‬دج إلى ‪500.000‬دج ( المادة‬
‫‪.)33‬‬
‫‪ -‬حالة تزوير مستخرج السجل التجاري بعقوبة الحبس من ‪ 6‬اشهر إلى ‪ 01‬سنة وغرامة من‬
‫‪ 100.000‬إلى‪ 1.000.000‬دج ‪ +‬غلق المحل كما يمكن منع القائم بالتزوير من ممارسة‬
‫التجارة لمدة أقصاها ‪ 5‬سنوات (المادة ‪.)34‬‬
‫‪ -‬يعاقب الشخص المعنوي على عدم اشهار البيانات القانونية بغرامة من ‪ 30.000‬إلى‬
‫‪ 300.000‬دج أما الشخص الطبيعي فيعاقب بغرامة مالية ‪ 10.000‬إلى ‪،30.000‬ويعاقب‬
‫الشخص الطبيعي بغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪30.000‬دج (المادة ‪ ،)35‬اال انه ابتداء من‬
‫صدور القانون رقم ‪ 06-13‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 08-04‬فانه بالنسبة لالشخاص‬
‫المعنوية التاجرة‪ ،‬تتوقف المتابعة القضائية عند تسديد المخالف لغرامة الصلح لدى قابض‬
‫الضرائب لمكان اقامته‪ ،‬او مكان ارتكاب المخالفة‪ ،‬قدرها ‪100.000‬دج (المادة ‪35‬مكرر)‪.‬‬
‫‪ -‬يعاقب على عدم تعديل بيانات مستخرج السجل التجاري في أجل ‪ 03‬أشهر بغرامة‬
‫‪ 10.000‬دج إلى ‪500.000‬دج والسحب المؤقت للسجل التجاري‪ ،‬ويعذر المخالف لتسوية‬
‫وضعيته في أجل ثالثة ‪ 03‬أشهر ابتداء من تاريخ معاينة الجريمة‪.‬و في حالة عدم التسوية في‬
‫اجل الثالثة ‪ 03‬أشهر الموالية للغلق اإلداري‪ ،‬يحكم القاضي بالشطب من السجل التجاري"‬
‫(‪.)107‬‬
‫‪-‬يعاقب على منح وكالة لممارسة نشاط تجاري للغير باسم صاحب السجل التاجري بغرامة‬
‫‪ 1.000.000‬الى‪ 5.000.000‬دج باستثناء الزوج واألصول والفروع من الدرجة األولى‪،‬‬
‫وتطبق على صاحب السجل التجاري وعلى المستفيد من الوكالة وعلى الموثق أو أي شخص‬
‫قام تحريرها (المادة ‪.)38‬‬

‫‪ - 107‬المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ ،06-13‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -‬حالة ممارسة مهنة مقننة دون الحصول على رخصة بغرامة ‪ 50.000‬دج الى‬
‫‪500.000‬دج ‪ ،‬كما يحكم القاضي بغلق المحل(المادة ‪.)40‬‬
‫‪-‬يعاقب على عدم احترام االلتزام بالمداومة بغرام تتروح بين ‪ 30.000‬دج الى ‪200.000‬‬
‫دج‪ ،‬اال اذا دفع المخالف غرامة الصلح المقدرة ب ‪ 100.000‬دج يقترحها عليه المدير‬
‫الوالئي للتجارة (المادة ‪ 41‬مكرر المستحدثة بموجب المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪.) 06-13‬‬
‫‪ -‬حالة ممارسة نشاط تجاري خارج عن موضوع السجل التاجري تكون العقوبة بالغلق‬
‫اإلداري المؤقت للمحل التجاري لمدة شهرواحد وغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪200.000‬دج‪،‬‬
‫وفي حالة عدم التسوية يحكم القاضي تلقائيا بشطب السجل التجاري( المادة ‪.)41‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬المحل التجاري‬


‫للمحل التجاري دور هام في الحياة التجارية واالقتصادية‪ ،‬حيث من خالله تنشأ معامالت‬
‫مختلفة بين األشخاص من بيع‪ ،‬شراء‪ ،‬رهن‪ ،‬وإيجار وغيرها على مختلف البضائع‬
‫والمنتجات ما يكسب المحل التجاري شهرة وقيمة مالية مضافة القتصاد البالد‪ ،‬ولذلك‬
‫شاععت أهمية المحالت التجارية في العصر الحالي وزاد استغاللها بشكل كبير نتيجة تطور‬

‫‪53‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫الحياة التجارية والصناعية‪ ،‬حيث تزايدت معها المعامالت والعقود الواردة على المحالت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫وإذا كان المحل التجاري عبارة عن ملكية تجارية فانه يجوز لمالكه أن يتصرف فيه‬
‫بالبيع‪ ،‬الرهن‪ ،‬اإليجار واالنتفاع‪ ،‬كما ينتقل عن طريق الهبة واإلرث‪.‬‬
‫وعليه نحاول البحث عن اإلطار القانوني لهذه العقود الواردة على المحالت التجارية‬
‫وكيف نظمها المشرع الجزائري؟‪ ،‬وهل تخضع لما تخضع له جميع العقود األخرى؟ أم أنها‬
‫عقود تجارية لها طابع خاص يتفق وطبيعة الملكية التجارية‪.‬‬
‫وباستقراء أحكام التشريع الجزائري المتعلقة بالعقود الواردة على المحل التجاري‪ ،‬نجده‬
‫قد نظم أحكام البيع‪ ،‬الرهن‪ ،‬اإليجار‪ ،‬وتقديم المحل كحصة في شركة في القانون التجاري‪،‬‬
‫في المواد من ‪ 79‬إلى ‪ 214‬منه‪ ،‬بينما العقود األخرى أحالها إلى القواعد العامة والى أحكام‬
‫قانون األسرة إذا كانت المعامالت الواردة على المحل من عقود االفتقار‪ -‬كالهبة مثال‪. -‬‬
‫وقبل التطرق إلى العقود الواردة على المحالت التجارية يجب اإلشارة إلى مسالتين‬
‫مهمتين األولى‪ :‬إثبات العقود الواردة على المحالت التجارية‪ ،‬والثانية‪ :‬شهر العقود الواردة‬
‫على المحالت التجارية‪.‬‬
‫أما مسألة إثبات العقود الواردة على المحالت التجارية يمكننا القول انه إذا كانت القاعدة في‬
‫القانون التجاري الجزائري تقرر بان إثبات العقود التجارية(‪ )108‬حر بين أطرافها تطبيقا لنص‬
‫المادة ‪ 30‬منه‪ ،‬حيث نصت على ما يلي‪(( :‬يثبت كل عقد تجاري‪:‬‬
‫بسندات رسمية‪ ،‬سندات عرفية‪ ،‬فاتورة مقبولة‪ ،‬الرسائل‪ ،‬دفاتر الطرفين‪ ،‬اإلثبات بالبينة أو‬
‫أية وسيلة أخرى إذا رأت المحكمة وجوب قبولها))‪.‬‬
‫فانه بالنسبة للعقود الواردة على المحالت التجاري خرج المشرع عن هذه القاعدة‪ ،‬ونص‬
‫على إلزامية إبرام العقود الواردة على المحالت التجارية في الشكل الرسمي سواء تعلق‬
‫األمر ببيع المحل التجاري (‪ ،) 109‬رهن المحل التجاري (‪ ،) 110‬وإيجار تسيير المحل‬
‫التجاري (‪ ،) 111‬وكذلك تقديم المحل كحصة في شركة‪ .‬هذا وتجدر اإلشارة إلى أن هذه‬
‫العمليات تعتبر عمل تجاري حسب الشكل(‪ ،)112‬حيث تعتبر هذه العقود ذات صفة تجارية‬
‫حتى إذا كان أطرافها أشخاص غير التجار‪.‬‬

‫‪- 108‬يقصد بالعقود التجارية في القانون الجزائري‪ :‬عقد الرهن‪ ،‬عقد النقل البري‪ ،‬عقد الوكالة التجارية‪ ،‬عقد العمولة للنقل‪.‬‬
‫‪ - 109‬نصت المادة ‪ 79‬فقرة ‪ 01‬من القانون التجاري على انه‪...(( :‬يجب أن يثبت البيع والوعد بالبيع بعقد رسمي وإال كان باطال‪))...‬‬
‫‪ - 110‬نصت المادة ‪ 120‬من القانون التجاري على انه‪ (( :‬يثبت الرهن الحيازي بعقد رسمي‪))...‬‬
‫‪ - 111‬نصت المادة ‪ 187‬مكرر من القانون ‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ 2005‬على أنه‪ (( :‬تحرر عقود اإليجار المبرم ابتداء من تاريخ نشر هذا‬
‫القانون في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬في الشكل الرسمي‪ ،‬وذلك تحت طائلة البطالن‪.))...،‬‬
‫‪ - 112‬راجع نص المادة ‪ 03‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫أما بالنسبة لشهر العقود الواردة على المحالت التجارية‪ ،‬فهو متعلق باإلشارة إلى وضع‬
‫المحل التجاري وعناصره وتبيان العقود الواردة عليه‪ ،‬حيث ألزم المشرع الجزائري وجوب‬
‫إعالن هذه العقود في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية خالل الخمسة عشر يوما من أول‬
‫نشر(‪ ،)113‬كما نص المشرع أيضا على اإلشهار القانوني اإلجباري(‪ )114‬بهدف إعالم الغير‬
‫بالعمليات التي وردت على المحالت التجارية‪.‬‬
‫وعليه قبل إن نبين العمليات الواردة على المحل التجاري نتطرق إلى األحكام العامة‬
‫للمحل التجاري (المبحث االول)‪ ،‬ثم بيع المحل التجاري(مبحث ثاني)‪ ،‬رهن المحل التجاري‬
‫(مبحث ثالث)‪ ،‬وإيجار تسيير المحل التجاري (مبحث رابع)‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬األحكام العامة في المحل التجاري‬
‫سبق وان بينا أن المحل التجاري يتكون من عناصر مادية أخرى معنوية‪ ،‬غير أن‬
‫الطبيعة المنقولة للمحل التجاري تقتضي استبعاد العقارات من عناصره‪ ،‬بحيث ال يشملها‬
‫المحل التجاري‪ .‬ولذلك سوف ندرس األحكام العامة في المحل التجاري من خالل أربعة‬
‫مطالب‪ :‬المطلب األول نفرده لتعريف المحل التجاري‪ ،‬والمطلب الثاني للطبيعة القانونية‬
‫للمحل التجاري‪ ،‬والمطلب الثالث نبين فيه خصائص المحل التجاري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المحل التجاري من خالل عناصره‬
‫نصت المادتين ‪ 79 –78‬من القانون التجاري الجزائري على ما يلي‪ ((:‬تعد جزءاً من‬
‫المحل التجاري األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري‪ ،‬ويشمل المحل التجاري‬
‫إلزاميا ً عمالءه وشهرته‪.‬‬
‫كما يشمل أيضا ً سائر األموال األخرى الالزمة الستغالل المحل التجاري كعنوان المحل‬
‫واالسم التجاري والحق في اإليجار والمعدات واآلالت والبضائع وحق الملكية الصناعية‬
‫والتجارية وكل ذلك ما لم ينص على خالف ذلك ))‪ .‬ويتبين من استقراء هذه المادة أن المحل‬
‫التجاري هو مجموعة من األموال المنقولة المخصصة لممارسة النشاط التجاري‪ ،‬وهو يسمح‬
‫أساسا ً باجتذاب الزبائن نظراً لجودة المنتجات المعروضة للبيع أو نظراً لخبرة التاجر‪ ،‬أو‬
‫ألي سبب آخر مرتبط بأحد عناصره‪.‬‬
‫والمشرع الجزائري لم يعرف المحل التجاري كما هو‪ ,‬وإنما عدد عناصره دون بيان‬
‫طبيعته أو خصائصه القانونية‪ ،‬وحتى في القانون الفرنسي ال يوجد نص صريح يحدد‬
‫العناصر المكونة للمحل التجاري أو على األقل العنصر اإلجباري الذي يجب أن يتضمنه‪.‬‬
‫ومن أجل استغالل المحل التجاري البد أن يتضمن عناصر مادية تتمثل في المعدات‬
‫واآلالت والبضائع‪ ،‬وعناصر معنوية هي العمالء والشهرة‪ ،‬وعنوان المحل‪ ،‬واالسم‬
‫التجاري‪ ،‬والحق في اإليجار وحقوق الملكية الصناعية والتجارية‪.‬‬
‫‪ - 113‬انظر المادة ‪ 83‬من القانون التجاري بشان إشهار عملية بيع المحل التجاري مثال‪.‬‬
‫‪- 114‬أنظر القانون ‪ 22-90‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ 1990‬المتعلق بالسجل التجاري ) جريدة رسمية العدد ‪ .)36‬المعدل والمتمم بموجب االمر رقم ‪-96‬‬
‫‪ 07‬المؤرخ في ‪ 10‬يناير ‪.1996‬‬

‫‪55‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫وتختلف أهمية العناصر المعنوية تبعا للنشاط التجاري حيث أن هنــــــــــــــــــاك‬


‫عناصر مهمة –العمالء والشهرة‪ -‬أكثر من بعض العناصر األخرى‪ ،‬وليس من الضروري‬
‫أن تجتمع جميع عناصر المحل التجاري في محل واحد‪ ،‬كما انه يمكن أن يزاول التاجر عمله‬
‫التجاري في عقار يملكه حيث عندها ال يتضمن محله التجاري عنصر الحق في اإليجار‪.‬‬
‫ورغم أن عنصر الحق في اإليجار نصت عليه المادة ‪ 78‬من القانون التجاري‪ ،‬إال أن‬
‫أحكام اإليجار التجاري مجال تطبيقها هو نص المادة ‪ 169‬من القانون التجاري وما بعدها‪،‬‬
‫ما ي جعل كل عنصر من عناصر المحل التجاري تتميز عن غيرها من العناصر‪ ،‬حيث أن‬
‫تخصيصها من اجل هدف مشترك هو تكوين المحل التجاري الذي له نظام قانوني خاص به‬
‫يختلف عن النظام القانوني لكل عنصر من عناصر المحل التجاري‪ .‬وعليه‪ ،‬نقوم بدراسة كل‬
‫عنصر من عناصر المحل التجاري على حدة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العناصر المعنوية‬
‫يقصد بها تلك األموال المنقولة المعنوية المستعملة الستغالل المحل التجاري‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال عنصر االتصال بالعمالء والحق في اإليجار(‪ )115‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االتصال بالعمالء‪ ،‬يعد عنصر االتصال بالعمالء عنصرا إجباريا(‪ ،) 116‬حيث يمثل‬
‫الجانب األهم من قيمة المحل التجاري والذي بدونه ال يوجد محل تجاري‪ ،‬ومرتبط بعوامل‬
‫شخصية تخص التاجر ونشاطه‪ ،‬ويقصد به مجموع األشخاص الذين يتعاملون مع المحل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫و رغم أن القانون الفرنسي لم ينص على إجبارية عنصر االتصال بالعمالء أال أن الفقه‬
‫الفرنسي أكد على أهميته واعتبر هذا العنصر بأنه المتجر ذاته(‪ .)117‬أما المشرع الجزائري‬
‫فال يعتبر عنصر االتصال بالعمالء كذلك‪ ،‬وإنما هو عنصر غير كاف لوحده‪ ،‬حيث البد من‬
‫االستناد إلى عناصر أخرى تكون المحل‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 78‬فقرة ثالثة من القانون‬
‫التجاري على أنه‪...((:‬كما يشمل أيضا سائر األموال األخرى الالزمة الستغالل المحل‪.))...‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشهرة التجارية‪ ،‬وهي قدرة المحل التجاري على اجتذاب الزبائن بسبب موقعه وبقدر‬
‫ما يتمتع من شهرة بين الجمهور‪ .‬وإذا كان عنصر االتصال بالعمالء يرتبط بعوامل شخصية‪،‬‬
‫فان عنصر الشهرة التجارية يرتبط بعوامل موضوعية(‪ )118‬كاستعمال التاجر أجود السلع‬

‫‪ - 115‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المحل التجاري والحقوق الفكرية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬المحل التجاري‪،‬ابن خلدون‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪12.‬‬
‫‪ - 116‬انظر المادة ‪ 78‬فقرة ‪ 02‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫‪-G. RIPERT et R. ROBLOT, “Traite de droit commercial”, T.1, 16edition.par M.GERMAIN, L.G.D.J., 1996,‬‬
‫‪no526, p430‬‬
‫‪ - 118‬نادية فوضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،1994‬ص‪.‬‬
‫‪169‬‬

‫‪56‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫والبضائع وتنظيم المحل بطريقة تجذب الزبائن‪ ،‬وهذه المسائل غير مرتبطة بشخص التاجر‬
‫كما هو الحال في عنصر االتصال بالعمالء‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االسم التجاري‪ ،‬هو االسم الذي يستعمله التاجر ليميز محله التجاري عن المحال‬
‫التجارية األخرى وهو عنصر من عناصر المحل التجاري‪ .‬وهذا يسمح للتاجر باستعمال‬
‫تسمية مبتكرة الجتذاب الزبائن‪ ،‬حيث يضع الجمهور ثقة كبيرة في هذا االسم التجاري ما‬
‫يكسب التاجر شهرة وطنية ودولية وزيادة كبيرة في رقم أعماله(‪.)119‬‬
‫هذا ويعتبر االسم التجاري حق مالي يجوز التصرف فيه بصورة متالزمة مع التصرف‬
‫بالمحل التجاري عن غيره بمعنى انه ال يجوز التصرف باالسم التجاري على حدة(‪ ،)120‬كما‬
‫ان االسم التجاري ال يعتبر لصيقا بالشخصية‪ ،‬بل هو عنصر من عناصر المحل التجاري‪ ،‬ما‬
‫يجعلنا نقول بأنه يتمتع بقيمة مالية معينة كغيره من عناصر المحل التجاري حيث يدخل في‬
‫الذمة المالية للتاجر‪.‬‬
‫(‪)121‬‬
‫وإذا كان االسم التجاري ال يعتبر متصال بالشخصية فانه يختلف عن االسم المدني‬
‫الذي يعتبر حق من الحقوق الشخصية التي ال يجوز التصرف فيها وال يدخل في الذمة المالية‬
‫للتاجر‪ .‬كما يوضع االسم التجاري عادة على واجهة المحل‪ ،‬وعلى فواتير التاجر ورسائله‬
‫وأوراقه التجارية‪ .‬ويختلف االسم التجاري عن الرمز ‪ )122(le sigle‬حيث يعتبر هذا األخير‬
‫اسما تجاريا ذو طابع خاص‪ ،‬فهو يظهر بصورة عامة كالتسمية المختصرة التي تستعملها‬
‫الشركة التجارية في عالقاتها مع الغير‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬العنوان التجاري ‪ ،l’enseigne‬يقصد بالعنوان التجاري أو الشعار التسمية المبتكرة‬
‫التي يختارها التاجر لتمييز محله التجاري عن المحالت التجارية المماثلة‪ ،‬ويختلف العنوان‬
‫التجاري عن االسم التجاري‪ ،‬فالتاجر غير ملزم باتخاذ تسمية مبتكرة لمحله التجاري في حين‬
‫انه ملزم باتخاذ اسم تجاري(‪ . )123‬وال يوجد مانع من أن يستعمل التاجر شعارا مشتقا من‬

‫‪ - 119‬فرحة زراوي صالح‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪79.‬‬


‫‪ 120‬د‪.‬الياس ناصيف‪ :‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬منشورات عويدات والبحر المتوسط‪،‬ج‪ ،01‬ط‪ ،1985 ،02‬ص‪105.‬‬
‫‪ -‬تجدر المالحظة أن المشرع الجزائري لم يصرح بمسالة جواز التصرف في االسم التجاري أو عدم جواز التصرف فيه بصفة مستقلة عن المحل‬
‫التجاري الذي يتبعه‪ ،‬األمر الذي يؤدي بنا إلى القول انه ال يجوز التصرف في االسم التجاري مستقال عن المحل باعتباره العنصر المستعمل لتمييز‬
‫هدا المحل عن غيره لجلب اكبر قدر ممكن من الزبائن وعدم وقوع الجمهور في التباس اتجاه المحل‪.‬‬
‫‪- 121‬نص القانون المدني الجزائري في المادة ‪ 47‬منه على أنه‪ (( :‬لكل من وقع عليه اعتداء غير مشروع في حق من الحقوق المالزمة لشخصيته‪،‬‬
‫أن يطلب وقف هذا االعتداء والتعويض عما يكون قد لحقه من ضرر))‪.‬‬
‫كما تضيف المادة ‪ 48‬من نفس القانون أنه‪ (( :‬لكل من نازعه الغير في استعمال اسمه دون مبرر ومن انتحل الغير اسمه‪ ،‬أن يطلب وقف هذا‬
‫االعتداء والتعويض عما يكون قد لحقه من ضرر))‪.‬‬
‫‪ - 122‬ال نقصد هنا بالرمز العالمة التجارية‪ ،‬الن العالمات هي كل الرمو ز القابلة للتمثيل الخطي السيما الكلمات بما فيها أسماء األشخاص واألحرف‬
‫واألرقام‪...‬أنظر المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 06 -03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو سنة‪ ،2003‬يتعلق بالعالمات(ج‪.‬ر العدد ‪ 44‬مؤرخ في ‪.)2003/07/23‬‬
‫‪ - 123‬نادية فوضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪170 .‬‬

‫‪57‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫االسم التجاري‪ ،‬كما يختلف الشعار عن االسم التجاري لكونه غير إجباري لممارسة‬
‫التجارة(‪.)124‬‬
‫و على غرار االسم التجاري يوضع العنوان التجاري على واجه المحل التجاري وعلى‬
‫فواتير التاجر ورسائله وأوراقه التجارية ليكسب شهرة لدى زبائنه‪ ،‬وعليه البد على التاجر‬
‫أن يستعمل تسمية مبتكرة ومميزة تفرده وتميزه عن التسميات المألوفة والعادية مثال مالبس ''‬
‫المرأة الجميلة'' أو'' فندق الرياضي''‪ .‬وعليه يعتبر العنوان التجاري عنصرا من عناصر‬
‫المحل التجاري وله دور فعال في جذب الجمهور وإكساب المحل شهرة عالية‪.‬‬
‫هذا ويمكن حماية الشعار إذا كان مبتكرا وغير مخالف للنظام العام‪ ،‬حيث يحق للتاجر‬
‫منع استعمال الشعار في تجارة مماثلة إذا كانت له األسبقية في استعماله(‪ ،)125‬ويمكن للتاجر‬
‫حماية هذا الشعار بموجب دعوى المنافسة غير المشروعة طبقا للقواعد العامة(‪.)126‬‬
‫خامسا‪ :‬حق اإليجار‪ ،‬الحق في اإليجار هو الحق المخول لصاحب المحل التجاري في‬
‫االنتفاع باألماكن التي يزاول فيها تجارته(‪ .)127‬ويعتبر هذا الحق من أهم العناصر التي يقوم‬
‫عليها المحل التجاري الن غالبية العمالء تقصد المحل نتيجة الموقع المالئم للمحل خاصة إذا‬
‫كان النشاط الممارس يقع في مكان تكثر فيه األسواق أو عبارة عن خدمات سياحية مناسبة‬
‫لموقع المحل كالفندق والمطاعم‪.‬‬
‫وإذا كان هذا العنصر من العناصر المعنوية للمحل التجاري فانه غير إجباري باعتبار أن‬
‫هذا العنصر ال يوجد إال إذا كان التاجر مستأجرا للمكان الذي يزاول فيه تجارته وليس مالكا‬
‫له (‪ .) 128‬و بالتالي يبقى للمحل التجاري وجود قانوني رغم عدم وجود عنصر الحق في‬
‫اإليجار‪.‬‬
‫وقد نص القانون التجاري الجزائري على أهمية حق اإليجار‪ ،‬وبين أحكام انتقال هذا‬
‫الحق إلى الغير‪ ،‬كما نص على جواز انتقال الحق في اإليجار إلى الغير بالرغم من كل شرط‬
‫مخالف على أن ال يتأثر نشاط المحل السابق‪ ،‬وان يلتزم المستأجر بجميع التزامات عقد‬
‫اإليجار‪ .‬وأجاز للمؤجر الحق في مراجعة بدل اإليجار إذا ما تبين أن بدل اإليجار المتفق‬
‫عليه لم يعد يساير مستجدات األوضاع االقتصادية واالجتماعية(‪.)129‬‬
‫‪-‬أ ‪ -‬متى يوجد الحق في اإليجار؟ يعتبر الحق في اإليجار عنصرا من العناصر المعنوية‬
‫للمحل التجاري على غرار عنصر اإلتصال بالعمالء‪ .‬كما انه ليس عنصرا إجباريا‪ ،‬وال‬

‫‪ - 124‬سميحة القليوبي‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬نظرية األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ 1994‬ص‪101 .‬‬
‫‪125‬‬
‫‪- G.RIPERT et R.ROBLOT, op.cit., no466, p.321.‬‬
‫‪ - 126‬سميحة القليوبي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪287.‬‬
‫‪ - 127‬فرحة زراوي صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪31.‬‬
‫‪- 128‬أنظر في ذلك‪ :‬الياس ناصيف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .106‬و‪ -‬فرحة زراوي صالح‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪31.‬‬
‫‪- 129‬أنظر المادة ‪ 192‬وما بعدها من القانون رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير‪ 2005‬المتعلق بتعديل القانون التجاري الجزائري‬

‫‪58‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫يوجد هذا العنصر إال إذا كان صاحب المحل التجاري هو صاحب العقار‪ ،‬ويلعب هذا الحق‬
‫دورا هاما في إجتذاب العمالء نظرا لموقع المحل المستغل(‪ ،)130‬كوجوده في منطقة تكثر فيها‬
‫األسواق واألنشطة المماثلة بحيث يسهل على الزبائن المقارنة بين السلع المعروضة في هاته‬
‫المحالت‪.‬‬
‫‪ :01‬مفهوم الحق في اإليجار الحق في اإليجار هو الحق الذي يخول للتاجر عندما يكون‬
‫مستأجرا للعقار الذي يمارس نشاطه التجاري‪ ،‬ولمدة معينة أن يطلب من المؤجر تجديد‬
‫اإليجار‪ ،‬فإذا ما رفض المؤجر ذلك بدون مبرر شرعي ألزمه القانون أن يعوض التاجر‬
‫بتعويض يسمى‪ " :‬تعويض اإلستحقاق" يعادل القيمة التجارية للمحل ومصاريف النقل إلى‬
‫مكان مناسب ومماثل باإلضافة إلى ما لحقه من الخسارة نتيجة اإلخالء (المادة ‪ 176‬من‬
‫القانون التجاري الجزائري)‪.‬‬
‫أما الطبيعة القانونية لحق اإليجار‪ :‬فإن حق اإليجار وأن كان عنصرا من العناصر‬
‫المعنوية للمحل التجاري إال أنه يعتبر حقا ذا طبيعة شخصية‪ ،‬ألنه يقابل إلتزام المؤجر‬
‫بتجديد اإليجار‪ ،‬فإذا ما رفض المؤجر تجديد اإليجار بدون مبرر شرعي يكون قد أخل‬
‫بالتزامه وقامت مسؤوليته العقدية‪ ،‬وجزاء المسؤولية العقدية هو التعويض‪.‬‬
‫غير أن هذا التعويض من نوع خاص لم يتركه المشرع لقواعد النظرية العامة في‬
‫اإللتزام وإنما نظمه بأحكام خاصة‪ ،‬وعلى وجه الخصوص المادة ‪ 176‬من القانون التجاري‪،‬‬
‫وال يقلل أهمية عنصر الحق في العمالء‪ ،‬وإنما يكون هذا األخير مرتبطا في قيمته ومتأثرا‬
‫بحق اإليجار كما هو الحال في المحالت التجارية التي تمارس فيها التجارة في عقار مستأجر‬
‫في موقع استراتيجي‪ ،‬كأن يكون في أحد الشوارع الهامة واآلهلة بالسكان‪ ،‬أو أن يكون في‬
‫مكان سياحي‪ ،‬أو يكون قرب ملتقى الطرق أوالمطارات أو محطة المسافرين‪ .‬فبمجرد تغيير‬
‫المكان يفقد المحل معظم عمالئه مما يعرضه للزوال‪.‬‬
‫‪ :02‬الشروط الواجب توفرها للتمتع بحق اإليجار‪ ،‬حتى يتوفر للتجار الحق في اإليجار‬
‫ويكون هذا الحق عنصرا في المحل التجاري يجب ان تتوفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون هناك إيجار وارد على العقارات المذكورة في المادة ‪ 169‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬فالبد أن‬
‫يكون إلى عقار بمختلف أنواعه‪ ،‬وأن تكون العالقة التي تربط التاجر بمالك العقار هي عالقة‬
‫إيجار‪ ،‬وبالتالي ال يمكن القول بوجود هذا الحق إذا كان التاجر يمارس بشاطة في عقار‬
‫مملوك له أو مملوك لوالده رخص له بممارسة النشاط بطريقة مجانية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون اإليجار من أجل ممارسة نشاط تجاري او صناعي أو حرفي‪ ،‬ولذلك نستبعد‬
‫اإليجارات التي تتم من أجل ممارسة المهن الحرة والمدنية او من أجل السكن تطبيقا لما ورد‬
‫في المادة ‪ 169‬من ق‪.‬التجاري حتى يكتسب الحق في اإليجار‪.‬‬
‫‪ :03‬رفض وتجديد اإليجار‪،‬‬

‫‪ - 130‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪604 .‬‬


‫‪59‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪-3‬أ‪ -‬تجديد اإليجار‪ :‬إذا كانت القاعدة العامة أن "العقد شريعة المتعاقدين"‪ .‬وطبقا لهذه‬
‫القاعدة ينتهي اإليجار بانتهاء المدة المحددة في العقد‪ ،‬وهو ما كرسه المشرع التجاري‬
‫بموجب المادة ‪ 187‬مكرر من القانون رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ 2005‬يتعلق‬
‫بتعديل القانون التجاري‪ ،‬بنصها " تحرر عقود االيجار المبرمة ابتداء من نشر هذا القانون‬
‫في الجريدة الرسمية‪ ...‬في الشكل الرسمي‪ ،‬وذلك تحت طائلة البطالن‪ ،‬وتبرم لمدة يحددها‬
‫االطراف بكل حرية‪ ."...‬اال أنه يبقى تجديد عقود االيجار المبرمة قبل النشر المذكور في‬
‫المادة ‪ 187‬مكرر أعاله‪ ،‬خاضعا للتشريع الساري المفعول بتاريخ ابرام عقد االيجار تطبيقا‬
‫لنص المادة ‪ 187‬مكرر‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يكون المشرع التجاري قد أبقى على االطار القانوني الذي كان ينظم‬
‫االيجارات التجارية التي ابرمت قبل فيفري ‪ ،2005‬بحيث خرج عن القاعدة العامة ( حرية‬
‫التعاقد)‪ ،‬بإقرار الحق في تجديد اإليجار للتاجر المستأجر إذا ما توفرت الشروط المشار إليها‬
‫أعاله‪ .‬فيحق له أو لمن انتقل إليهم المحل التجاري أو لورثة التاجر أن يطلبوا من المؤجر عند‬
‫اقتراب مدة انتهاء اإليجار‪ ،‬وذلك طبقا لما ورد في المادة ‪ 174‬من القانون التجاري خالل‬
‫ستة أشهر قبل انتهاء اإليجار‪ ،‬وبمقتضى سند غير قضائي ‪ -‬عن طريق المحضر أو برسالة‬
‫مضمنة مع وصل اإلشعار بالوصول‪ -‬يعبر فيه التاجر عن رغبته في تجديد اإليجار‪ ،‬كما‬
‫يمكن أن يطلب ذلك في أي وقت‪ ،‬إذا لم يكن المؤجر قد وجه له التنبيه بإخالء العين المؤجرة‬
‫وذلك وفقا للشكل الوارد في المادة ‪ 174‬بحيث يكون طلب التجديد بواسطة سند غير قضائي‬
‫مع ذكر الفقرات والمواد التي اقتضتها هذه المادة‪.‬‬
‫‪-3‬ب‪ -‬رفض تجديد اإليجار‪ :‬في اطار القانون رقم ‪ 02-05‬لسنة ‪ 2005‬يمكن للمؤجر رفض‬
‫تجديد االيجار للمستأجر دون دفع تعويض االستحقاق‪ ،‬وهذا ينطبق على العقود التي ابرمت‬
‫ابتداء من صدور هذا القانون‪ ،‬أما اذا كانت العقود قد ابرمت قبل فيفري ‪ ،2005‬فانه إذا كان‬
‫المؤجر(المالك) ال يرغب في تجديد اإليجار للتاجر المستأجر الذي نشأ له الحق في اإليجار‪،‬‬
‫يلزمه القانون أن يوجه للتاجر المستأجر تنبيها بإخالء العين المؤجرة‪ ،‬وذلك قبل ستة أشر من‬
‫انتهاء اآلجال‪ ،‬وبواسطة محضر قضائي (سند قضائي)‪ .‬ويجب أن يتضمن التنبيه باالخالء‬
‫البيانات التالية‪:‬‬
‫_ذكر موجه التنبيه باالخالء وصفته ومقر إقامته وهويته‪( ،‬االسم‪ ،‬اللقب‪ ،‬العنوان‪ ،‬صفة‬
‫المؤجر‪.)،‬‬
‫ذكر األسباب التي جعلت المؤجر يطلب إخالء العين المؤجرة‪.‬‬
‫_ذكر العين المؤجرة وتحديدها‪ ،‬وسند الملكية‪ ،‬اسم المستأجر وهويته‪ ،‬وان يوجه الى مكان‬
‫ممارسة نشاطه التجاري‪.‬‬
‫_ذكر مضمون المادة ‪194‬من القانون التجاري واال كان باطال (‪.)131‬‬

‫‪ - 131‬المادة ‪ 173‬الفقرة‪ 5‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬


‫‪60‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪-3‬ب‪ : 1 -‬رفض تجديد عقد اإليجار بناء على إرادة المالك‪،‬‬


‫إن هذه اإلرادة المفرغة في التنبيه باإلخالء تسبب بغير تعويض اإلخالء للمستأجر‬
‫المرغوب في طرده‪ ،‬طبقا ألحكام المادة ‪ 176‬قانون تجاري‪ ،‬وعليه إذا فرضنا على المؤجر‬
‫تحديد سبب آخر غير تعويض عن اإلخالء‪ ،‬في التنبيه باإلخالء‪ ،‬فإن السؤال يطرح‬
‫بخصوص نوعية السبب اآلخر‪ .‬إن المؤجر غالبا ما يسبب استرجاع محله الستغالله بنفسه‬
‫أو بواسطة أحد أفراد عائلته‪ ،‬غير أن التأكد من صحة هذا السبب األخير ال يمكن التحقق منه‬
‫إال بعد إخالء األمكنة‪ ،‬وهو ما يجعله عديم الجدوى فلنفرض بأن المؤجر ذكر هذا السبب‬
‫بالتنبيه باإلخالء ولكنه بعد النطق بالحكم القضائي و سيرورة هذا األخير حكما نهائيا بعد‬
‫استنفاذ جميع طرق الطعن يؤجره لشخص آخر أو يبيعه فماذا يستطيع المستأجر المطرود‬
‫فعله في هذه الحالة‪ ،‬فهل يستطيع رفع دعوى للمطالبة بوجوده إلى األمكنة بحجة أن التنبيه‬
‫باإلخالء مسببا بسبب واهم‪.‬‬
‫ومن ثمة ال يكون له أي تأثير على المستأجر وإن المادة ‪ 186‬قانون تجاري هي‬
‫األخرى ال تنص على أية إمكانية للمستأجر المطرود لرفع دعوى قضائية على المؤجر الذي‬
‫يكون قد استند إلى سبب آخر حتى ولو لم يكن صحيحا زيادة على عرض تعويض اإلخالء‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن عرض التعويض على اإلخالء يكفي وحده وجوبا كسبب للتنبيه باإلخالء‬
‫المرسل من المؤجر إلى المستأجر طبقا لنصوص المواد ‪194 ،186 ،176 ،173 ،172‬‬
‫قانون تجاري‪ .‬و يكون التعويض عن اإلخالء مستحق األداء عند استرجاع المالك في حالة ما‬
‫إذا كان المالك في نفس الوقت مؤجر الجدران و بائع المحل للمستأجر (المادة ‪ 184‬قانون‬
‫تجاري)‪ ،‬ويحسب هذا التعويض على أساس المادة ‪ 176‬قانون تجاري‪ ،‬غير أن هذا‬
‫التعويض ال يكون مستحق األداء من المؤجر إلى المستأجر إذا ما ارتكب هذا األخير خطأ‬
‫جسيم اتجاه المؤجر‪.‬‬
‫‪-3‬ب‪ : 2 -‬رفض تجديد اإليجار تأسيسا على خطأ المستأجر‬
‫‪-‬سبب خطير و مشروع اتجاه المستأجر(المادة ‪ " .)177‬يجوز للمؤجر ان يرفض تجديد‬
‫االيجار دون أن يلزم بسداد أي تعويض اذا برهن عن سبب خطير ومشروع تجاه‬
‫المستأجر‪ "...‬كأن يتمثل هذا السبب الخطير في جريمة مرتكبة من طرف المستأجر ضد‬
‫مؤجره‪ ،‬كأن يسبب المستأجر إلى مؤجره ضررا‪ ،‬وهذا بارتكاب المستأجر خطأ جسيما‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير النشاط بدون ترخيص من المؤجر‪ ،‬وهنا ال يمكن إثبات تغيير النشاط إال إذا كان‬
‫العقد قد نص أصال على طبيعة النشاط الواجب ممارسته‪ ،‬فإذا كان اإليجار شفويا‪ ،‬فإن‬
‫سكوت المؤجر على التغيير مدة طويلة يعد بمثابة موافقة ضمنية على التغيير الحاصل‪.‬‬
‫‪ -‬اإليجار من الباطن الغير مرخص به من المؤجر‪ ،‬فطبقا لنص المادة ‪ 188‬فقرة أولىمن‬
‫القانون التجاري فأنه‪ " :‬يحظر أي ايجار كلي او جزئي من الباطن اال اذا اشترط خالف ذلك‬
‫بموجب عقد االيجار او بموافقة المؤجر"‪ ،‬إن المؤجر في هذه الحالة ال يشارك في تحديد‬

‫‪61‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫وإبرام عقد اإليجار من الباطن‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن االجتهاد القضائي كما هو الشأن في الحالة‬
‫السالفة الذكر يعتبر السكوت مدة طويلة بمثابة موافقة ضمنية على هذا اإليجار من الباطن‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تسديد مبلغ اإليجار أو التأخر فيه‪ ،‬استنادا إلى مبدأ أن مبلغ اإليجار يطلب من المؤجر‬
‫وال يحمل من طرف المستأجر‪ ،‬فيكفي أن يثبت المؤجر مطالبته بمبلغ اإليجار‪ ،‬ورفض‬
‫المستأجر تسديده‪.‬‬
‫‪-3‬ب‪ -3-‬أسباب ذات صلة بالتوقف بدون مبرر عن استغالل النشاط أو غلق األمكنة بدون‬
‫سبب جدي و مشروع‪ ،‬ان التوقف عن االستغالل التجاري من طرف المستأجر يؤثر على‬
‫وجود المحل التجاري‪ ،‬ولذلك يجب على المؤجر أن يثبت ان تصرف المستأجر هذا قد‬
‫أصابه بضرر‪ ،‬ويمكن تبرير غلق المحل بأسباب اقتصادية(عدم تزويد التاجر بالمواد التي‬
‫من طرف الجهة المحتكرة لذلك)‪ .‬أو أسباب عائلية (نزاع بين الورثة في انتظار القسمة التي‬
‫تحدد صاحب المحل المتنازع عليه)‪ ،‬وتعد األحكام القضائية المتعلقة بهذه القسمة عناصر‬
‫إثبات أن النشاط متوقف‪.‬‬
‫‪-‬حاالت ذات صلة بوضعية المبنى حيث يستغل المحل التجاري المتنازع عليه‪.‬‬
‫اإلسترجاع المؤسس على إعادة بناء المبنى حيث يستغل المحل التجاري بطلب من اإلدارة‬
‫المادة ‪177‬فقرة ‪ 2‬قانون تجاري‪ :‬وفي هذه الحالة ال يكفي تسبيب التنبيه باالخالء بمجرد‬
‫ذكر سبب اعادة البناء بطلب من االدارة‪ ،‬وانما يجب ارفاق هذا التنبيه بنسخة من القرار‬
‫االداري‪ ،‬اآلمر باعادة البناء‪ ،‬واليلزم المؤجر في هذه الحالة بدفع تعويض عن الضرر‬
‫الالحق بالمستاجر‪ ،‬ومع ذلك يجب على المؤجر دفع هذا التعويض للمستاجر في حالة عدم‬
‫مراعاة المؤجر لمقتضيات المادة ‪179‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬خطورة شغل المحل ألنه آيل للسقوط‪ ،‬ان التنبيه باالخالء المتضمن هذا السبب يعد تسبيبا‬
‫كافيا وفقا الحكام المادة‪177‬من القانون التجاري‪ ،‬والسبب في هذه الحالة يكمن في أن هذه‬
‫الحالة تعد مسألة واقع تخضع لتقدير قضاة الموضوع ‪ ،‬فيكمن للقاضي استخالصه عن‬
‫طريق انتقال الجهة القضائية للمعاينة في عين المكان‪ ،‬واما من التحقيق‪ ،‬واما من خبرة طبقا‬
‫للمادة‪ 43‬من قانون االجراءات المدنية‪.‬‬
‫‪-‬حالة توسيع او بناء او اعادة بناء المبنى‪ ،‬حيث يستغل المحل التجاري(‪178‬قانون‬
‫تجاري)‪ ،‬وفي هذه الحالة التوجد خطورة لشغل االمكنة بل العبرة باالرادة المنفردة للمؤجر‬
‫الذي يرغب في االسترجاع العادة بناء او توسيع مبناه‪ ،‬وهنا يلزم المؤجر بدفع تعويض عن‬
‫االخالء‪ ،‬في حالة عدم توفير محل بديل للمستأجر‪ ،‬او بدفع تعويض عن الضرر الالحق‬
‫بالمستأجر نتيجة حرمانه مؤقتا من االنتفاع بالعين المؤجرة‪.‬‬
‫‪-‬حالة تعليق سريان عقد االيجار لمدة ال تزيد عن ثالثة سنوات‪:‬‬
‫نصت على هذه الحالة المادة‪181‬من القانون التجاري والتي تضمنت تعليق سريان عقد‬
‫االيجار لمدة ال تزيد عن ثالث سنوات‪ ،‬أي حالة القيام باشغال تعلية المبنى حيث يمارس‬
‫نشاطه التجاري‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪-‬حالة استرجاع أرض غير مبنية لصيقة بالمحل ذو االستعمال التجاري‪ ،‬يتم تسبيب التنبيه‬
‫باالخالء في هذه الحالة بالنص المتضمن للمادة‪183‬من القانون التجاري المتعلقة باسترجاع‬
‫المؤجر ارضا غير مبنية لصيقة باالمكنة المؤجرة الستخدامها كأرضية للبناء بناء على‬
‫رخصة بناء يكون قد حصل عليها مسبقا أي قبل التنبيه‪ ،‬حيث يجب ارفاق هذا االخير بنسخة‬
‫من رخصة البناء المذكورة‪ ،‬واذا كان من شأن البناء التسبب في وقف النشاط التجاري‪ ،‬فإن‬
‫المؤجر ملزم بدفع التعويض عن االخالء او التعويض عن الضرر حسب الحالة طبقا الحكام‬
‫المادة ‪178‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-‬حالة استرجاع االمكنة ذات االستعمال السكني التابعة لالمكنة ذات االستعمال التجاري‪.‬‬
‫يحق للمستأجر المحكوم عليه بالخروج من االماكن المؤجرة في الحاالت المذكورة سابقا‬
‫والمنصوص عليها في المادة‪177‬من القانون التجاري وما يليها‪ ،‬وطبقا لمقتضيات‬
‫المادة‪186‬من القانون التجاري الحصول على التعويض عن الضرر الالحق به اذا ما اثبتت‬
‫ان المؤجر لم يستعمل حقه في االسترجاع اال بهدف التحايل والمساس بحقوقه‪ ،‬وعلى‬
‫المستأجر هنا المطالبة بهذا التعويض عن طريق دعوى قضائية يرفعها على المؤجر مثل‬
‫الحالة المنصوص عليها في المادة‪.181‬‬
‫سادسا‪ :‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬ويقصد بها تلك الحقوق المعنوية التي ترد على‬
‫االبتكارات الجديدة كبراءات االختراع والعالمات التجارية والرسوم والنماذج‬
‫الصناعية(‪ ،)132‬وقد تكون عنصرا جوهريا في تكوين المحل التجاري الذي يستمد قيمته من‬
‫هذه الحقوق‪ ،‬ويجوز التنازل عنها على حدة أو مع المحل التجاري باستثناء االسم التجاري‬
‫الذي ال يجوز التصرف فيه بشكل مستقل عن المحل كما سبق تبيانه‪ .‬وهذه الحقوق تخضع‬
‫لتنظيم قانوني خاص س وف نبحثه في الباب الثاني من هذه الدراسة والمتعلق بنظام الملكية‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬حقوق الملكية األدبية والفنية‪ ،‬وهي حقوق المؤلفين على إنتاجهم األدبي وحقوق‬
‫الفنانين على إنتاجهم الفني‪ ،‬ويمكن أن تكون عنصرا معنويا من عناصر المحل التجاري كما‬
‫لو كان المحل التجاري دار نشر يشتري حقوق المؤلفين ثم يقوم بنشرها(‪ .)133‬وهذه الحقوق‬
‫تنتقل مع المحل التجاري عند التصرف فيه‪.‬‬
‫و رغم أن الملكية األدبية والفنية هي من أفكار القانون المدني وحقوق المؤلف(‪ )134‬إال أنها‬
‫يمكن أن تكون متعلقة بأموال تجارية وصناعية‪ ،‬وبالتالي تخاطب في إطار أحكام القانون‬
‫التجاري كما لو كان العمل الفني في شكل مقاولة مثال‪.‬‬

‫‪ - 132‬نادية فوضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪171 .‬‬


‫‪ - 133‬أنظر‪ - :‬نادية فوضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬نفس المرجع‪،‬ص‪174 .‬‬
‫‪ - 134‬راجع‪ :‬األمر رقم ‪ 05-03‬المؤرخ في ‪19‬يوليو ‪ 2003‬يتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (ج ر العدد‪ 44‬مؤرخ في ‪.)2003/07/23‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المؤلف يعتبر عمله مدنيا‪ ،‬بينما يعتبر تجاريا لمن يقوم ببيعه كدور النشر مثال‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫هذا ولم ينص المشرع الجزائري على أن هذه الحقوق من عناصر المحل التجاري‬
‫السيما في نص المادة ‪ 78‬من القانون التجاري إال انه استعمل عبارة ((‪...‬سائر األموال‬
‫األخرى الالزمة الستغالل المحل التجاري‪ ،))...‬كما انه تطرق إلى حقوق الملكية األدبية‬
‫والفنية بمناسبة معالجته ألحكام رهن المحل التجاري‪ ،‬حيث أجاز شمل الرهن الحيازي‬
‫للمحل التجاري بحقوق الملكية الصناعية والتجارية وكذلك حقوق الملكية األدبية أو الفنية‬
‫المرتبطة به تطبيقا لنص المادة ‪ 119‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الرخص واإلجازات‪ ،‬هي التي تصدرها اإلدارة لممارسة أنواع معينة من النشاطات‬
‫التجارية كالرخص المتعلقة باستغالل مقهى أو فندق أو شاطئ‪ .‬ونشير بان هذه الرخص لها‬
‫إطارها القانوني الخاص بها مثال رخصة ممارسة عمليات النقل(‪ ،)135‬ورخصة استغالل‬
‫وكالة للسياحة واألسفار(‪ )136‬وتعتبر الرخص عنصر من عناصر المحل التجاري إذا توافرت‬
‫فيها شروط قانونية معينة‪ ،‬كإصدارها من سلطة مختصة أو تعلقها بالنشاط التجاري المراد‬
‫ممارسته‪.‬‬
‫وهذا العنصر ينتقل إلى مشت ري المحل التجاري‪ ،‬ما لم تكن ذات طابع شخصي لصيق‬
‫بشخص مالكها األساسي كاستغالل صيدلة‪ ،‬كما أنه في حالة أخرى ال يمكن انتقالها إلى الغير‬
‫ألنها منحت تبعا لمزايا الشخص المستغل للنشاط التجاري(‪.)137‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العناصر المادية‬
‫سبق وان تطرقنا أوال إلى العناصر المعنوية للمحل التجاري ألهميتها‪ ،‬واآلن سوف‬
‫نتناول العناصر المادية حيث نص المشرع في المادة ‪ 78‬على هذه والعناصر وهي المعدات‬
‫واآلالت والبضائع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المعدات واآلالت‪ ،‬وهي المنقوالت المخصصة الستغالل المحل التجاري(‪ )138‬كسيارات‬
‫النقل واآلالت الصناعية المخصصة لصنع المنتجات باإلضافة إلى األثاث المستخدم في‬
‫المحل التجاري كالخزائن وآالت الطباعة والمحاسبة من اجل تقديم خدمات الئقة للمستهلك‪.‬‬
‫هذا وفي حالة رهن المحل التجاري يمكن أن يشملها الرهن طبقا لنص المادة ‪ 119‬فقرة‬
‫‪ 01‬من القانون التجاري التي نصت على ما يلي‪ ((:‬ال يجوز أن يشمل الرهن الحيازي للمحل‬
‫التجاري من األجزاء التابعة له إال عنوان المحل واالسم التجاري والحق في اإلجارة‬

‫‪ - 135‬المادة ‪ 01/12‬من القانون رقم ‪ 17-88‬المؤرخ في ‪ 1980 /05/10‬المتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه‪( ،‬ج ر العدد‪ 19‬المؤرخ في‬
‫‪.)1988/01/11‬‬
‫‪ - 136‬راجع ‪ :‬القانون رقم ‪ 05-90‬المؤرخ في ‪ 18‬فبراير ‪ 1990‬المتعلق بوكاالت السياحة واألسفار‪( ،‬ج ر العدد‪ ،08‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير‪)1990‬‬
‫‪ - 137‬نعيم مغبغب‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،2000 ،‬ص‪123.‬‬
‫‪ -138‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪144.‬‬

‫‪64‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫والزبائن والشهرة التجارية واألثاث التجاري والمعدات واآلالت التي تستعمل في استغالل‬
‫المحل‪.))...‬‬
‫كما أن المعدات واآلالت ال تعتبر حسب التشريع الجزائري عنصرا من عناصر المحل‬
‫التجاري إذا كان التاجر مالكا للعقار الذي يمارس فيه النشاط التجاري‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫المنقوالت التي يضعها صاحبها في عقار يملكه رصدا على خدمة هذا العقار أو استغالله‬
‫يعتبر عقارا بالتخصيص(‪ )139‬أي أن المعدات تخضع لألحكام المنظمة للعقارات في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬أما إذا كان التاجر مستأجرا للعقار فهنا يمكن القول أن المعدات تصبح عنصرا من‬
‫عناصر المحل التجاري الن منقوالت في هذه الحالة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البضائع‪ ،‬تعتبر البضائع كذلك من المنقوالت المادية والمخصصة للبيع سواء كانت‬
‫مصنوعة أو معدة للتصنيع‪ .‬وبما أنها معدة للبيع فإنها ليست عنصرا دائما للمحل‬
‫التجاري(‪ . )140‬كما يقصد بالبضائع السلع المعدة للتأجير إذا كان المحل التجاري يقوم بتأجير‬
‫آالت الحفر والتنقيب‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المعدات واآلالت يمكن أن تكون أحيانا بضائع‪ ،‬وأحيانا أخرى‬
‫معدات إذا كان الغرض منها تشغيل المحل وصناعة المواد وهذا للتشابه الموجود بينهما‪،‬‬
‫حيث مثال مادة الزيت تستعمل تارة لتشغيل آالت المصنع وتارة أخرى تمثل بضائع يمكن‬
‫للتاجر أن يبيعها‪ .‬إال أننا نشير بان البضائع عنصر غير ثابت نسبيا‪ ،‬فهي تتناقص وتزيد‬
‫حسب طبيعة النشاط أي أن قيمتها متغيرة‪ ،‬لذلك استبعدها المشرع من عملية رهن المحل‬
‫التجاري بموجب المادة ‪ 119‬من القانون التجاري السابقة الذكر‪ ،‬بينما أجاز رهن اآلالت‬
‫والمعدات‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬العناصر المستبعدة من المحل التجاري‬
‫سبق وان بينا بأن المحل التجاري يتكون من عناصر منقولة معنوية مادية وغير مادية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يؤدي بنا إلى القول أن العقارات مستبعدة من عناصر المحل التجاري بطبيعتها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى استبعاد بعض الحقوق كالديون والحقوق الشخصية‪ ،‬ونبحث ذلك على التوالي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استبعاد العقارات من المحل التجاري‪ ،‬هل إذا كان التاجر يمارس تجارته في عقار‬
‫مملوك له يعتبر هذا العقار عنصرا من عناصر المحل التجاري أم ال؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال ال بد من التوضيح بان تقسيم األموال إلى عقارات ومنقوالت‬
‫يتعلق بالنظام العام‪ ،‬وسبب خروج العقارات من تكوين المحل التجاري هو أن القانون‬
‫التجاري لم يذكرها ضمن عناصر المحل التجاري‪ .‬وإذا كان صاحب المحل التجاري هو‬
‫‪ - 139‬أنظر المادة ‪ 683‬فقرة‪ 02‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 140‬نعيم مغبغب‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪128.‬‬

‫‪65‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫نفسه صاحب العقار فال مجال للمطالبة بالحق في اإليجار وهذا هو الرأي الراجح فقها(‪،)141‬‬
‫أي أن العقار ليس عنصرا من عناصر المحل التجاري‪.‬‬
‫هذا وتجدر اإلشارة في هذه الحالة أن صاحب المحل يملك نوعين من األموال‪ ،‬األول‪،‬‬
‫متعلق بمال عقاري يتمثل في العقار الممارس في النشاط التجاري‪ ،‬أما الثاني‪ ،‬فهو مال‬
‫منقول يتمثل في المحل التجاري‪.‬‬
‫كما أن العقارات تحكمها قواعد شكلية معقدة وملزمة إذا تعلق األمر بنقل ملكيتها(‪،)142‬‬
‫لذلك ال يجوز أن تشملها التصرفات القانونية التي ترد على المحل التجاري(‪.)143‬‬
‫ثانيا‪ :‬استبعاد الديون والحقوق الشخصية‪ ،‬تترتب الديون والحقوق الشخصية نتيجة‬
‫استغالل التاجر لمحله التجاري فهي مرتبطة بشخص التاجر وليست عنصرا من عناصر‬
‫المحل التجاري‪ ،‬ومن ثم فهي ال تنتقل إلى المشتري إال إذا وجد اتفاق أو نص على ذلك‬
‫كالحقوق وااللتزامات الناشئة عن العقود التي يبرمها التاجر وهي كاآلتي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عقد العمل‪ :‬يشترط قانون العمل أن تبقى عقود العمل قائمة في حالة التنازل عن المحل‬
‫إلى شخص آخر‪ .‬حيث أنه‪ ":‬إذا حدث تغيير في الوضعية القانونية للهيئة المستخدمة‪ ،‬تبقى‬
‫جميع عالقات العمل المعمول بها يوم التغيير قائمة بين المستخدم الجديد والعمال"(‪.)144‬‬
‫وعليه‪ ،‬يستوجب على مشتري المحل أن يحترم عقود استخدام عمال المحل التجاري‪ ،‬وفي‬
‫ذلك حماية من المشرع للمستخدمين في عالقاتهم مع المالك والمستغل الجديد للمحل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحق في اإليجار‪ :‬ينتقل الحق في اإليجار إلى من انتقلت إليه ملكية المحل التجاري‬
‫بشرط عدم تغيير طبيعة النشاط التجاري السابق وعدم اإلخالل بااللتزامات الناشئة عن عقد‬
‫اإليجار‪ ،‬وهنا تطبق القواعد المتعلقة بحوالة الحق(‪ )145‬المنصوص عليها في القانون المدني‪،‬‬
‫حتى يتمكن المشتري من االنتفاع بالعين المؤجرة عن طريق تسليمه عقد اإليجار‪.‬‬
‫ج ‪ -‬عقد الضمان‪ :‬نص المشرع الجزائري على انتقال عقود التامين بحكم القانون لصالح‬
‫المشتري أو الوارث‪ ،‬حيث يستمر اثر التامين إليهما‪ ،‬شريطة االلتزام بما هو مطلوب من‬
‫التزامات في العقد تطبيقا لنص المادة ‪ 24‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 07- 95‬المتعلق‬

‫‪- 141‬أنظر في ذلك‪ :‬الياس ناصيف‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪ 104‬ود‪.‬سميحة القليوبي المرجع السابق‪،‬ص‪.267‬‬
‫‪ - 142‬يمر العقد الناقل للملكية بمجموعة من المراحل ابتداء بعملية توثيق الع قد أمام الموثق ثم تسجيله لدى مفتشية أمالك الدولة‪ ،‬وأخيرا شهره في‬
‫البطاقات العقارية لكي يرتب أثره العيني وهو نقل الملكية‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫‪-George Ripert et René Robllot: traite de droit commerciale, Tome 1-n 393 p.272 et280, L.G.D.J paris1993.‬‬
‫‪ - 144‬راجع المادة ‪ 74‬فقرة ‪ 01‬من القانون‪ 11-90‬المؤرخ في ‪ 1990/04/ 21‬المتعلق بعالقات العمل‪( ،‬ج ر العدد ‪ ،17‬المؤرخة في‬
‫‪.)1990/04/25‬‬
‫‪ - 145‬نصت المادة ‪ 239‬من القانون المدني الجزائري على أنه(( يجوز للدائن أن يحول حقه إلى شخص آخر‪ ،‬إال إذا منع ذلك نص القانون أو اتفاق‬
‫المتعاقدين‪ ،‬أو طبيعة االلتزام‪.‬وتتم الحوالة دون رضا المدين))‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫بالتأمينات‪ ،‬ويلتزم الورثة والمشتري بإبالغ مؤسسة التامين بانتقال ملكية المحل التجاري‬
‫إليهما‪.‬‬
‫د‪ -‬االتفاقات المتعلقة بتنظيم المنافسة‪ :‬إن الحقوق وااللتزامات الناشئة عن االتفاقات التي‬
‫أبرمها مالك المحل التجاري تنتقل إلى مشتري المحل التجاري الجديد‪ .‬كحق البائع في أن ال‬
‫ينافس محل مملوك لشخص آخر‪ .‬أو التزام مالك المحل التجاري باالمتناع عن مزاولة تجارة‬
‫معينة في وقت ومكان معين(‪.)146‬‬
‫ثالثا‪ :‬استبعاد الدفاتر التجارية‪ ،‬لم ينص المشرع الجزائري على أن الدفاتر التجارية هي‬
‫عنصر من عناصر المحل التجاري(‪ .)147‬لكن ذكر هذه العناصر كان على سبيل المثال ال‬
‫الحصر‪ ،‬وبالرجوع إلى أحكام المحل التجاري‪ ،‬نجد أن المشرع ألزم بائع المحل التجاري‬
‫بتمكين مشتريه من الدفاتر التجاري التي ترتبت عن استغالل المحل التجاري‪ ،‬وذلك لمدة‬
‫ثالث سنوات من تاريخ استغالله للمحل التجاري تطبيقا لنص المادة ‪ 82‬من القانون‬
‫التجاري‪ .‬ورغم ذلك فان الدفاتر التجارية ال تدخل في تكوين المحل التجاري‪ ،‬بل يحق‬
‫لمالكها أن يحتفظ بها إلثبات تصرفاته التجارية ال غير‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للمحل التجاري‬
‫لم يتوحد الفقه حول طبيعة المحل التجاري‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة تتجاذبها عدة نظريات‬
‫وهي نظرية الذمة المستقلة‪ ،‬نظرية المجموع الواقعي‪ ،‬ونظرية الملكية المعنوية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظرية الذمة المستقلة‬
‫ومضمونها اعتبار المحل التجاري ذمة مالية مستقلة عن ذمة التاجر لها حقوقها وعليها‬
‫التزاماتها المتعلقة بالمحل التجاري والمستقلة عن بقية حقوق وااللتزامات التاجر‪ .‬وقد تبنى‬
‫هذه النظرية التشريع األلماني الذي اعتبر أن المحل التجاري مجموعا قانونيا من األموال‬
‫يحتوي مجموعة الحقوق والديون الناشئة عن االستثمار(‪ )148‬إال أن التشريع الجزائري لم‬
‫يأخذ بهذه النظرية بل اخذ بمبدأ وحدة الذمة )‪(Principe de l’unité du patrimoine‬‬
‫بين التاجر ومحله ومنح للدائن حق الضمان العام على أموال مدينه‪ ،‬حيث نص صراحة في‬
‫المادة ‪ 188‬فقرة ‪ 01‬من القانون المدني على أنه‪ " :‬أموال المدين جميعها ضامنة لوفاء‬
‫ديونه"‪ ،‬أي انه يحق لدائن التاجر سواء بديون تجارية(كدين تاجر آخر) أو ديون مدنية (كدين‬
‫الطبيب) أن يستوفيا حقهما من خالل التنفيذ على جميع أموال مدينهما التاجر وسواء المتعلقة‬
‫بالمحل التجاري أو بغيره‪.‬‬

‫‪ - 146‬تعتبر االتفاقات المتعلقة بتنظيم المنافسة صحيحة إذا لم تكن مخالفة للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬وفي إطار احترام قانون المنافسة ‪03/03‬‬
‫المؤرخ في سنة ‪ 2003‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12-08‬مؤرخ في ‪ 25‬جوان ‪( ،2008‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 36‬مؤرخ في ‪.)2008/07/02‬‬
‫‪ - 147‬راجع‪ :‬المادة ‪ 78‬من القانون التجاري المتعلقة بعناصر المحل التجاري‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫‪-M.de JUGLART et B.IPPOLITO, ‘’ droit commercial’’, T.1, 3é éd, 1979, no158, p.546.‬‬

‫‪67‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫وبمعنى آخر فان التاجر ال تكون له سوى ذمة مالية واحدة‪ .‬وفي ذلك يرى بعض الفقه‬
‫انه‪ :‬ال يستقل دائنوا المحل بالحجز عليه بل يزاحمهم في هذا المجال غيرهم من دائني التاجر‬
‫وتصبح جميع أموال التاجر ضامنة للوفاء بجميع ديونه سواء كانت متصلة بنشاطه التجاري‬
‫أم منفصلة عنه(‪.)149‬‬
‫وعليه‪ ،‬يمكننا القول بان المحل التجاري ليست له ذمة مالية وال يكون ذمة مالية مستقلة‬
‫عن ذمة التاجر وال يمكن األخذ بهذه النظرية‪ ،‬وبالتالي ال يعتبر المحل التجاري شخصا‬
‫معنويا بدليل انه لم ينص المشرع الجزائري عليه ضمن األشخاص المعنوية طبقا لنص المادة‬
‫‪ 49‬من القانون المدني‪ ،‬أي أن المحل ليس بشركة أو مؤسسة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية المجموع الواقعي‬
‫ترى هذه النظرية أن المحل التجاري عبارة عن مجموع واقعي من األموال‪ ،‬نشأ من‬
‫اجتماع وتآلف بعض العناصر بقصد االستغالل التجاري دون أن تترتب على ذلك ذمة مالية‬
‫مستقلة عن ذمة مالكه(‪ .)150‬ويكون المحل بهذا الوصف محال لتصرفات قانونية ترد على‬
‫مجموع هذه العناصر التي تشكل المحل التجاري‪ ،‬ويخضع ألحكام خاصة تتميز عن األحكام‬
‫التي ترد على كل عنصر من عناصره‪.‬‬
‫ويترتب على اجتماع هذه العناصر مال معين ذو طبيعة خاصة مستقل عن العناصر‬
‫المتباينة التي يتكون منها المحل التجاري‪ ،‬بحيث تشكل هذه العناصر مجموعة واقعية مختلفة‬
‫عن النظرة إلى كل من عناصر هذه المجموعة‪.‬‬
‫إال أننا باستقراء القانون التجاري الجزائري نجد أن المشرع ال ينظر إلى المحل التجاري‬
‫في كل الحاالت بأنه وحدة مستقل عن عناصره‪ ،‬وإنما يقر بأنه لكل عنصر نظامه القانوني‬
‫الخاص به‪ .‬خاصة لما قرر المشرع عدم إجبارية بعض عناصر المحل التجاري التي يمكن‬
‫االستغناء عنها في بعض المحالت التجارية كحقوق الملكية األدبية والفنية‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫العناصر التي يشملها رهن المحل التجاري هي محددة قانونا‪.‬‬
‫ونالحظ على هذه النظرية أنها ليست قائمة على مدلول قانوني واضح‪ .‬فالمجموع من‬
‫األموال إذا وجد ال يمكن إال أن يكون قانونيا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية الملكية المعنوية‬
‫نظرا لالنتقادات التي وجهت إلى نظرية المجموع القانوني ونظرية المجموع الواقعي‪،‬‬
‫فانه قد استقر الفقه المعاصر إلى التمييز بين المحل التجاري باعتباره وحدة مستقلة ويبن‬

‫‪ - 149‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪302.‬‬


‫‪ - 150‬نادية فوضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪179.‬‬

‫‪68‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫العناصر المختلفة والمكونة له(‪ ،)151‬حيث اعتبر أن للتاجر حقا ينصب على الملكية المعنوية‬
‫للمحل يرد على أشياء غير مادية مثل االتصال بالعمالء‪ .‬وهذه الملكية المعنوية التي للتاجر‬
‫على المحل التجاري والتي يطلق عليها الملكية التجارية‪ ،‬تتضمن احتكارا لالستغالل يجوز‬
‫االحتجاج به في مواجهة الغير‪ ،‬وتحميه دعوى المنافسة غير المشروعة مع مراعاة مبدأ‬
‫المنافسة الحرة أثناء استغالل محله‪.‬‬
‫هذا وتتصف الملكية التجارية بطابع الحق المؤقت بحيث تزول إذا توقف التاجر عن‬
‫استغالل المحل التجاري‪ ،‬على عكس ملكية األموال المادية التي هي حق دائم ال يسقط بعدم‬
‫االستعمال‪.‬‬
‫وخالصة القول أن هذه النظرية ترتكز على عنصر االتصال بالعمالء الذي يعتبر المحل‬
‫بحد ذاته‪ ،‬ولقيت رواجا كبيرا لدى الفقه المقارن ألنها تصب في فكرة واحدة تناسب طبيعة‬
‫المحل التجاري‪ ،‬الذي يعتبر مجموعة من األموال للتاجر عليها حق ملكية معنوية يتضمن‬
‫احتكارا الستثمار محله التجاري‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص المحل التجاري‬
‫لقد تبين لنا من خالل دراسة طبيعة المحل التجاري انه مال منقول معنوي‪ ،‬وان اجتماع‬
‫العناصر المكونة له وخضوعها لنظام موحد ومتجانس‪ ،‬رغم اختالف كل عنصر عن اآلخر‬
‫تجعل من المحل التجاري يمتاز بخصائص هامة‪ ،‬وهي أنه مال منقول‪ ،‬معنوي‪ ،‬وذو صفة‬
‫تجارية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المحل التجاري مال منقول‬
‫سبق وأن بينا أن العقارات مستبعدة من تكوين المحل التجاري‪ ،‬أي أن المحــــــــــــــل‬
‫التجاري ال يعتبر عقارا‪ ،‬فهو مال منقول وبالتالي يمكن نقله على خالف ما هو ثابت قانونا‬
‫بالنسبة للعقارات(‪ ،)152‬ولذلك تسري عليه األحكام القانونية الخاصة بالمنقول‪ ،‬حيث مثال ال‬
‫يمكن أن يكون المحل التجاري خاضع للرهن العقاري‪ ،‬وإنما يرهن رهنا حيازيا تطبيقا لنص‬
‫المادة ‪ 118‬من القانون التجاري(‪ .)153‬كما أن خاصية المال المنقول مستمدة من عناصره‬
‫المكونة له والتي هي عبارة عن منقوالت‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المحل التجاري مال معنوي‬

‫‪ -151‬نادية فوضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪181.‬‬

‫‪ -- 152‬لقد عرفت المادة ‪ 683‬من القانون المدني العقار بأنه‪ ((:‬كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيه وال يمكن نقله منه دون تلف‪.‬وكل ماعدا ذلك من‬
‫شيء فهو منقول))‪.‬‬
‫‪ - 153‬سوف يتم التطرق إلى موضوع الرهن بالتفصيل في معرض دراسة العقود الواردة على المحل التجاري‪-‬رهن المحل التجاري‪.-‬‬

‫‪69‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫رغم أن المحل التجاري يتكون من عناصر مادية كالمعدات والبضائع كما سبق تبيانه‪،‬‬
‫إال أنها ليست مهمة كما هو الشأن بالنسبة للعناصر المعنوية التي تؤثر في طبيعة المحل‬
‫السيما عنصر االتصال بالعمالء‪ ،‬مما يدل أن المحل التجاري مال معنوي‪ ،‬ويترتب على‬
‫اعتبار المحل التجاري كذلك النتائج التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن المحل التجاري مال منقول ذو طبيعة خاصة ال يخضع لقاعدة الحيازة في المنقول‬
‫سند الملكية(‪ ،)154‬وهي قاعدة تنطبق على المنقوالت المادية فقط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن المحل التجاري يعتبر من األشياء المعينة بالذات رغم أن بعض عناصره من‬
‫األشياء المثلية وعليه تكون األحكام المتعلقة باالنتفاع قابلة للتطبيق على المحل التجاري‪،‬‬
‫حيث يجوز أن يكون المحل التجاري موضوع انتفاع الن هذا الحق ال ينشأ إال على األعيان‬
‫المعينة(‪.)155‬‬
‫ثالثا‪ :‬ال يجوز أن يكون المحل التجاري موضوع عقد هبة عن طريق التسليم باليد الن هذا‬
‫النوع من الهبة ال يتم إال بتسليم الواهب الشيء موضوع الهبة إلى الموهوب له(‪ ،)156‬حيث أن‬
‫المحل التجاري ليس من المنقوالت المادية بل هو المنقوالت المعنوية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬الصفة التجارية للمحل‬
‫ال يمكن اعتبار المحل تجاريا أال إذ خصص لممارسة أعمال تجارية(‪ ،)157‬وعليه إذا كان‬
‫المحل مخصص لممارسة نشاط مدني كمكاتب األطباء والمهندسين‪ ،‬فال يعد محال تجاريا ولو‬
‫تضمن اتصاال بالعمالء أو حق اإلجارة مثال‪ ،‬أي أن الفرق بينهما يبقى قائما من حيث طبيعة‬
‫األعمال‪ ،‬إذا كانت األعمال مدنية كان المحل مدنيا‪ ،‬وإذا كانت األعمال تجارية كان المحل‬
‫تجاريا‪ ،‬مع احترام مشروعية النشاط وعدم مخالفته للنظام العام واآلداب العامة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حماية المحل التجاري ( دعوى المنافسة غير المشروعة)‬


‫ترتكز التجارة على مبدأ حرية االستثمار التجارة(‪ ،)158‬وعلى مبدأ اقتصادي مهم جدا‬
‫وهو مبدأ المنافسة الشريفة و النزيهة بين التجار(‪ ،)159‬حيث يسعى التجار الى تحسين جودة‬

‫‪ - 154‬نصت على هذه القاعدة المادة ‪ 835‬من القانون المدني الجزائري بقولها‪ ((:‬من حاز بسند صحيح منقوال أو حقا عينيا على المنقول أو سندا‬
‫لحامله‪ ،‬فانه يصبح مالكا له إذا كان حسن النية وقت حيازته‪.))...‬‬
‫‪ - 155‬الياس ناصيف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ - 156‬عقد الهبة من العقود العينية في القانون الجزائري‪ ،‬ال يتم العقد إال بتسليم الشيء الموهوب إلى الموهوب له وتتم الحيازة‪ ،‬أنظر في ذلك المادة‬
‫‪ 206‬فقرة‪-01‬و‪ 02‬من قانون األسرة رقم ‪ 11-84‬المؤرخ في ‪ 09‬يونيو ‪ 1984‬معدل ومتمم باألمر رقم‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير‪.2005‬‬
‫‪ - 157‬أنظر المادة ‪ 03‬فقرة ‪ 04‬من القانون التجاري الجزائري‬
‫‪ - 158‬المادة ‪ 61‬من الدستور الجزائري الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 442-20‬المؤرخ في ‪ 2020/12/30‬يتعلق باصدار التعديل الدستوري‬
‫المصادق عليه في استفتاء اول نوفمبر ‪ ( ، 2020‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 82‬الصادرة في ‪ ..)2020/12/30‬حيث نصت على أنه‪ " :‬حرية التجارة‬
‫واالستثمار والمقاولة مضمونة‪ ،‬وتمارس في اطار القانون‪.''...‬‬

‫‪70‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫منتوجاتهم لتحقيق األرباح من خالل جذب العمالء في إطار المنافسة‪ ،‬غير انه قد تكون هذه‬
‫المنافسة غير نزيهة كأن يقوم التجار ببعض الممارسات المنافية للمنافسة(مخالفة القانون)‬
‫تؤدي إلى تحويل العمالء من محل تجاري إلى محل تجاري أخر‪ ،‬و ذلك من خالل تقليد‬
‫عالمات تجارية‪ ،‬أو استعمال نفس االسم التجاري أو العنوان التجاري و ذلك من اجل تضليل‬
‫الزبائن‪ ،‬وما ينتج عن ذلك من أرباح كبيرة‪.‬‬
‫تهدف حماية المحل التجاري أساسا إلى حماية عنصر االتصال بالعمالء من االعتداء‬
‫على احد العناصر المعنوية المكونة للمحل التجاري‪ ،‬فحماية هذه العناصر تتم عن طريق‬
‫دعوي المنافسة غير المشروعة‪ ،‬أما العناصر المادية للمحل التجاري في حال االعتداء عليها‬
‫فيتم حمايتها عن طريق دعوي االسترداد التي يتم بواسطتها استرجاعها من المعتدي مع‬
‫إمكانية الحكم بالتعويض لصالح المضرور عما لحقه من ضرر نتيجة ذلك االعتداء(‪.)160‬‬
‫وعليه سوف نبين اوال المنافسة الممنوعة(المطلب االول)‪ ،‬ثم أساس دعوى المنافسة‬
‫غير المشروعة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المنافسة الممنوعة‬


‫ان التشابه بين دعوى المنافسة غير المشروعة ودعوى المنافسة المخالفة للقانون‬
‫يكمن في اتصال كل منهما بالحياة التجارية وضرورة اللجوء للقضاء حتى يحصل المضرور‬
‫منهما على تعويض‪ ،‬إال أن االختالف بينهما كبير بسبب األساس القانوني الذي تقوم عليه كل‬
‫منهما‪ ،‬فدعوى المنافسة المخالفة للقانون تقوم عندما تكون هناك مخالفة للحظر القانوني‬
‫المفروض منذ البداية‪ ،‬حيث تقوم المنافسة غير المشروعة عند تجاوزها للحدود القانونية‬
‫واختراقه‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬المنافسة الممنوعة بنص القانون‬


‫في بعض الحاالت تمتنع فيها المنافسة كلية بطريق مشروع أو غير مشروع‪ ،‬ووسيلة‬
‫حماية تلك الحاالت هي دعوى ترفع لمنع المنافسة كلية وليس دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة‪ ،‬حيث نستحضر هنا بعض المهن كالصيدلة‪ ،‬فان المشرع يشترط على من يشتغل‬
‫بها الحصول على مؤهالت علمية معينة‪ ،‬فاذا قام الشخص بمباشرة أعمال الصيدلة دون‬
‫الحصول على المؤهل العلمي المطلوب‪ ،‬فانه يكون قد خالف نصوص القانون واعتبر عمله‬
‫من قبيل المنافسة الممنوعة بنص القانون‪ ،‬وليس المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وقد تمنع المنافسة‬
‫بغية حماية المستهلكين‪ ،‬الشتراط مواصفات معينة للسلع‪ ،‬او تكون ممنوعة بموجب احتكار‬
‫قانوني كما هو الحال بالنسبة للمفوض لهم بتسير مرافق عامة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المنافسة الممنوعة باتفاق الطرفين‬
‫تعدالمنافسة الممنوعة بمقتضى العقد النوع اآلخر للمنافسة الممنوعة إلى جانب‬
‫المنافسة الممنوعة بنص القانون‪ ،‬وأساس المنع للمنافسة الممنوعة بمقتضى العقد هنا هو نص‬
‫العقد المبرم بين األطراف و ليس نص القانون كما هو الحال في المنافسة الممنوعة بنص‬
‫‪ - 159‬راجع االمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة ر العدد ‪ 43‬لسنة ‪ ،2003‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪-08‬‬
‫‪ ،2008/12/‬المؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬ج ر العدد ‪ ،36‬لسنة ‪ .2008‬والقانون رقم ‪ 05-10‬مؤرخ في ‪ ،2010/08/15‬ج ر العدد ‪ ،46‬لسنة‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ - 160‬بوقادوم أحمد‪ ،‬برنامج مادة القانون التجاري المقرر لسنة الثالثة ليسانس‪ ،‬المعهد الوطني للتعليم العالي للعلوم اإلدارية‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬دون سنة‬
‫إعداد المطبوعة‪ .‬ص‪63 .‬‬

‫‪71‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫القانون‪ ،‬حيث يقوم احد أطراف العقد بمخالفة ما تم االتفاق عليه(‪ .)161‬ولهذه المنافسة عدة‬
‫حاالت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اتفاق مؤجر العقار بعدم منافسة المستأجر‬
‫تقرر القواعد العامة في عقد اإليجار بأنه من التزامات المؤجر تمكين المستأجر من‬
‫استغالل العين المؤجرة استغالال هادئا ومستمرا دون أن يتعرض له(‪ ، ) 162‬ووفقا للمبادئ‬
‫العامة أيضا‪ ،‬من حق مالك العقار الذي استأجر منه التاجر الذي يباشر فيه تجارته‪ ،‬أن يؤجر‬
‫لغير التاجر أماكن أخرى من العقار لمزاولة نفس نشاط التاجر األول‪ ،‬ولكن هنالك استثناء‬
‫في حالة إذا ما اتفق التاجر مع المؤجر على عدم تأجير أماكن أخرى في نفس العقار لمباشرة‬
‫نفس النشاط التجاري الذي يمارسه التاجر المستأجر‪ ،‬كما قد يشترط على المؤجر نفسه عدم‬
‫ممارسة تجارة مماثلة(‪ .) 163‬وال في حالة قبول المؤجر بالتعاقد يصبح ملزما باالنضباط لهذا‬
‫الشرط وال يستطيع مخالفته‪ ،‬واتعرض للمسؤولية العقدية لمخالفته لشرط من شروط العقد‪،‬‬
‫وبالتالي هنا ال يمكن رفع دعوى منافسة غير مشروعة بل دعوى أساسها المسؤ ولية العقدية‪.‬‬
‫فإقامة المؤجر تجارة مماثلة وسحب العمالء بعد إبرام عقد تأجير االستغالل يعد‬
‫تعرضا يلحق ضررا كبيرا بالمستأجر‪ ،‬ويحرمه من تحقيق الغاية المنشودة من استئجار‬
‫المحل‪ ،‬أال وهي إستمرار تردد العمالء عليه‪ ،‬ويلتزم المالك بهذا الشرط طوال مدة اإليجار‬
‫للمحل‪ ،‬وقد يلتزم به المستأجر بالنسبة للمدة الالحقة على نهاية العقد‪ ،‬وال يكون هذا الشرط‬
‫صحيحا إال إذا ورد مقيدا من حيث الزمان و المكان(‪.)164‬‬
‫ثانيا‪ :‬االتفاق بعدم المنافسةالناشئ عن عقد بيع المحل التجاري ذاته‬
‫لقد استقر إن الفقه القضاء على أن بيع المتجر يقتضي بذاته امتناع البائع عن افتتاح‬
‫تجارة مماثلة لنشاط المتجر المبيع‪ ،‬وهذا االلتزام ينشأ على البائع دون الحاجة إلى النص عليه‬
‫في عقد البيع‪ ،‬و ذلك تطبيقا لحكم القواعد العامة التي تلزم البائع بعدم التعرض للمشتري(‪.)165‬‬
‫فالتزام البائع إزاء المشتري بأن يوفر له االنتفاع الهادئ بالمبيع ال يكفي‪ ،‬بل يجب أن‬
‫يوفر له فضال عن ذلك االنتفاع الكامل والمفيد‪ ،‬أي أن هذا االلتزام يقع على البائع حتى وإن‬
‫لم ينص عليه عقد البيع‪ ،‬والتزام البائع بعدم التعرض للمشتري في حالة بيع المحل التجاري‬
‫تتضمن التزامه بعدم منافسته في مزاولة نفس التجارة وفي مكان قريب من المحل المبيع‪،‬‬
‫ألن صدور هذه المنافسة من البائع ولو كانت مشروعة قد تؤدي إلى تحويل العمالء الذين هم‬
‫في األصل عمالؤه من المحل القديم الذي تم بيعه‪ ،‬فما الفائدة في أن يشتري شخص متجرا‬
‫وبمجرد أن يبدأ بالنشاط ينشئالبائع تجارة مماثلة ويسترجع عمالئه(‪ ،) 166‬وهنا يصبح هذا‬
‫المحل الذي سوف تقوم عليه تجارة ما بدون فائدة للمشتري‪ ،‬وهذا النقض أهم عنصر فيه‪،‬‬
‫وهو العمالء(‪.)167‬‬

‫‪ - 161‬طعمة الشمري‪ ،‬أحكام المنافسة غير المشروعة في القانون الكويتي‪ ،‬منشور في مجلة الحقوق‪ ،‬يصدرها مجلس النشر العلمي‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫الكويت‪1995 ،‬م‪ ،‬العدد ‪، 19‬ص‪22 .‬‬
‫‪ - 162‬المادة ‪ 483‬من األمر رقم ‪75-58‬المؤرخ في ‪20‬رمضان ‪1395‬الموافق ‪26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن للقانون المدني‪ ،‬المعدل و المتمم‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية الصادرة في ‪30‬سبتمبر ‪ ،1975‬عدد ‪78‬‬
‫‪ - 163‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري المغربي و المقارن‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار المعرفة للنشر و التوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬دون‬
‫سنة‪ ،‬ص‪331 .‬‬
‫‪ - 164‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 96-94‬المؤرخ في ‪19‬مارس ‪1994‬المتضمن المصادقة على نموذج عقد اإليجار‪.‬‬
‫‪ - 165‬راجع المادة ‪ 371‬من األمر ‪ ،75/58‬المتضمن القانون المدني المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪ - 166‬عمار عمورة‪ ،‬العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الخزينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪40.‬‬
‫‪ - 167‬عمارعمورة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪41 .‬‬

‫‪72‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫وفي غالب األحيان يتفق الطرفان صراحة على منع البائع مزاولة نفس النشاط‬
‫التجاري وفي نفس المنطقة‪ ،‬ويعتبر االتفاق صحيحا بتحديد المكان والزمان‪ ،‬وما لم يكن‬
‫التحديد تعسفيا‪ ،‬فإذا كان المنع مطلقا فال شك أنه باطل لمخالفته أحكام النظام العام‪ ،‬وعلى‬
‫حسب ما جاء به المشرع الجزائري أنه متى أجل البائع بهذا االلتزام أمكن مساءلته ومطالبته‬
‫بالتعويض على أساس المسؤولية العقد‪ ،‬ويكون برفع دعوى الضمان(‪.)168‬‬
‫ثالثا‪ :‬االتفاقات بين المنتجين والتجار‪ ،‬تشكل هذه الصورة اتفاق اطراف العقد على ان‬
‫يشتري التاجر السلع التي ينتجها المصنع دون غيره من المصانع التي تنتج نفس السلعة‪،‬‬
‫حتى يتفادى التاجر منافسة غيره من التجار‪ ،‬ومثل هذه االتفاقية صحيحة بشرط أن تكون‬
‫محدودة الزمان والمكان حتى ال نكون امام وضعية احتكار‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اتفاق العامل بعدم منافسة رب العمل‪ ،‬بحيث يلتزم العامل بعدم ممارسة تجارة مماثلة‬
‫أو يلتزم بعدم العمل لدى متاجر منافسة تزاول نشاطا مماثال‪ ،‬وهنا البد من تحديد مدة االلتزام‬
‫أما االتفاق المطلق دون تحديد مدة زمنية فهو غير جائر‪ ،‬حفاظا على حق شغل العامل بالعمل‬
‫وتوفير الرزق له ولذويه‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬االتفاق بين المصانع على تنظيم إنتاج السلع‪ ،‬من حيث كميتها وتحديد أسعارها‬
‫لتحديد النشاط الذي يقوم به كل مصنع‪ ،‬وعدم تجاوزه بقصد تنظيم المنافسة بين المنتجين‪ .‬اما‬
‫اذا ترتب على هذه الحالة احتكار وارتفاع كبير في أسعار بيع هذه السلع‪ ،‬فان هذه االتفاقات‬
‫تكون باطلة لمخالفتها النظام العام وتاثيرها على حقوق المستهلكين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنافسة غير المشروعة‬
‫عرفها الدكتور طعمه الشمري بأنها ‪ " :‬كل عمل في مجال التجارة و الصناعة أو‬
‫الخدمات أو غيرها من المجاالت يقوم به شخص من شأنه إلحاق الضرر بشخص منافس أو‬
‫تحقيق مكاسب على حسابه بإتباع وسائل يمنعها القانون" (‪.)169‬‬
‫وقد عرفها القانون النموذجي للدول العربية في المادة ‪33‬الفقرة األولى والمتعلق بشأن‬
‫العالمات التجارية واألسماء التجارية‪ ،‬وأعمال المنافسة غير المشروعة على أنها‪ " :‬يعتبر‬
‫غير مشروع كل عمل من أعمال المنافسة الذي يتنافى مع العادات الشريعة في المعامالت‬
‫الصناعية والتجارية "(‪.)170‬‬
‫هذا ولم يسن المشرع الجزائري تعريفا قانونيا مباشرا للمنافسة غير المشروعة وهو‬
‫األمر الذي يمكن استخالصه من خالل استقراء العديد من نصوص القانون المنظم للمنافسة‪.‬‬
‫حيث نستحضر هنا االمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في جو يلية ‪ 2003‬والذي يلغي أحكام األمر‬
‫‪ ، 95 -06‬حيث حاول المشرع تفادي النقائص الموجودة في األمر السابق والغاية منها إعطاء‬
‫السوق دوره الحقيقي وتكريسه طابعه التنافسي‪ ،‬اال انه لم يعرف المنافسة غير المشروعة‪،‬‬
‫وبالنظر للقانون ‪ 02-04‬المحددة للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية(‪ ،)171‬نجد أن‬
‫المشرع الجزائري اكتفى بذكر بعض من أفعال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬كما نص في المادة‬
‫‪ 26‬منه على ان‪ :‬المنافسة غير المشروعة هي‪ ":‬كل عمل مخالف لألعراف التجارية‬

‫‪ - 168‬المادة ‪371‬من األمر ‪ ،75/58‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ - 169‬طعمة الشمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪17.‬‬
‫‪ - 170‬محمد محبوبي‪ ،‬حماية الملكية الصناعية من المنافسة غير المشروعة‪ ،‬المأخوذة من الموقع االلكتروني ‪،:www.justice.gov‬تاريخ الزيارة‬
‫‪ ،2020/11/20‬على الساعة ‪.15.00 :‬‬
‫‪ - 171‬القانون رقم ‪ 02- 04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ ،2004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ (،‬الجريدة الرسمية العدد ‪،)41‬‬
‫المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 06-10‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪( ،2010‬جريدة رسمية العدد‪.) 46‬‬

‫‪73‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫النظيفة و النزيهة و الذي من خالله يعتدي عون اقتصادي على مصالح عون أو عدة أعوان‬
‫اقتصاديين آخرين"‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬أساس دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫امام عدم وجود نص في القانون التجاري لحماية المحل التجاري من المنافسة غير‬
‫المشروعة يمكننا االستناد إلى القواعد العامة في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬كما ان القضاء‬
‫الفرنسي أسس دعوى المنافسة غير المشروعة على المادة ‪ 1382‬من التقنين المدني‬
‫الفرنسي(‪ ) 172‬والتي تقابلها المادة ‪ 124‬من القانون المدني الجزائري التي تنص بان كل عمل‬
‫أيا كان يرتكبه المرء و يسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يحكم على المنافس بتعويض الضرر الذي يلحق المضرور‪ ،‬اال ان هذه‬
‫الدعوى لها طبيعة خاصة تختلف عن دعوى المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫يشترط لرفع دعوى المنافسة غير المشروعة وجود منافسة غير مشروعية‪ ،‬وهذا‬
‫يمثل ركن الخطأ‪ ،‬و أن ينشأ ضرر عن هذه المنافسة غير المشروعة و هو يمثل ركن‬
‫الضرر‪ ،‬وأن تتوفر عالقة سببية بين العمل غير المشروع الذي قام به المنافس و الضرر‬
‫الذي لحق التاجر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ركن الخطأ في دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫يرتكب المنافس خطأ في هذه المنافسة‪ ،‬حيث يشترط في هذه المنافسة أن تتم بين‬
‫تاجرين يمتهنان تجارة من نوع واحد‪ ،‬ألن االعتداء الذي يقع على احدهما يؤدي إلى‬
‫انصراف عمالئه إلى التاجر األخر‪ .‬و الخطأ كركن في المسؤولية التقصيرية هو اإلخالل‬
‫بالتزام قانوني‪ ،‬بحيث يكون مرتكب الخطأ قد حقق ربح اكبر‪ ،‬مع التاكيد على إلى إضفاء‬
‫الطابع التجاري على التزام مرتكب الفعل بالتعويض‪ ،‬و ذلك من خالل مد نطاق تطبيق‬
‫نظرية األعمال التجارية بالتبعية إلى االلتزامات غير التعاقدية للتاجر(‪.)173‬‬
‫فقيام المنافسة غير المشروعة تتمثل في قيام الخطأ الناجم عن العمل غير المشروع‬
‫إما لمخالفة القوانين أو األعراف أو العادات التجارية أو مخالفة لمبادئ الشرف و األمانة‬
‫والتعامل التجاري التي تقوم على أساس المعامالت التجارية‪ ،‬و نتيجة لذلك فان أفعال‬
‫المنافسة غير المشروعة تختلف باختالف زمان و مكان ممارسة هذه الحرف (‪.) 174‬‬
‫وعليه‪ ،‬نحاول تبيان بعض صور الخطأ المؤدي للمنافسة غير المشروعة‪ ،‬حيث أن أفعال‬
‫المنافسة غير المشروعة متنوعة و ال يمكن حصرها‪ ،‬إال أن الفقه التجاري يرجع مختلف‬
‫أنواع المنافسة غير المشروعة إلى ثالث طوائف من األعمال‪:‬‬
‫أ‪ -‬أعمال الخلط و اللبس‪ ،‬يقصد بأعمال الخلط هي تلك األعمال التي تؤدي إلى إحداث‬
‫الخلط بين المحالت التجارية أو منتجاتها أو بضائعها الجتذاب عمالء الغير و تحويلهم عنه‬
‫كاستعمال نفس االسم التجاري أو العنوان التجاري أو تقليد العالمة التجارية(‪.)175‬‬

‫‪ - 172‬هاني دويدار‪ ،‬التنظيم القانوني للتجارة‪ ،‬نظرية األعمال التجارية ‪ -‬نظرية التاجر ‪ ،‬موجبات التجارة القانونية ‪ -‬المؤسسة التجارية‪ ،‬دون دار‬
‫النشر‪ ،‬دون بلد النشر‪ ، 1997،‬ص‪284 .‬‬
‫‪ - 173‬هاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪290 .‬‬
‫‪ -‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬نظرية األعمال التجارية و التاجر‪ ،‬الدفاتر التجارية‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬دون دار النشر‪ ، 1980،‬ص ‪200.‬‬
‫‪ - 175‬بوقادوم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪65.‬‬

‫‪74‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫ب‪ -‬أعمال التشويه‪ ،‬إن هذه األعمال قد تستهدف شخص التاجر كما قد تستهدف منتجاته و‬
‫بضائعه من اجل صرف العمالء عنه‪ ،‬كان يقوم احد منافسيه باإلدالء ببيانات غير صحيحة‬
‫عن التاجر أو منتجاته‪ ،‬من اجل الحط من سمعته مثل االدعاء بعدم أمانته أو بقرب إعالن‬
‫إفالسه أو بعدم صالحية منتجاته لالستهالك(‪.)176‬‬
‫ج ‪:‬أعمال إثارة االضطراب‪ ،‬كافشاء أسرار المحل المنافس و إفشائها أو عن طريق تقديم‬
‫سلع فاسدة و االدعاء بأنها بضاعة التاجر المنافس أو تحريض عمال المحل المنافس على‬
‫ترك عملهم من اجل استخدامهم لجلب عمالء التاجر األصلي‪ ،‬و يعتبر من قبيل بث االضط ا‬
‫رب في السوق وصف التاجر لسلعه بمميزات غير صحيحة بأنها أحسن نوع وهي ليست‬
‫كذلك(‪.)177‬‬
‫ونستحضر هنا ما جاء به المشرع الجزائري بهذه الصور للخطأ المكون للمنافسة غير‬
‫المشروعة في القانون رقم ‪ 02-04‬الذي نصت المادة األولى منه على أن هذا القانون يهدف‬
‫لتحديد قواعد نزاهة الممارسات التجارية بين األعوان االقتصاديين و بين هؤالء‬
‫والمستهلكين‪ ،‬وهذا في المواد ‪ 27 -26‬من الفصل الرابع من هذا القانون المعنون‬
‫بالممارسات التجارية غير النزيهة‪.‬‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 26‬من القانون ‪ 02-04‬الممارسات التجارية غير النزيهة هي‬
‫الممارسات المخالفة لألعراف التجارية و النزيهة و التي من خاللها يتعدى عون اقتصادي‬
‫على مصالح عون أو عدة أعوان اقتصاديين آخرين‪.‬‬
‫اما المادة ‪ 27‬من القانون ‪ 02-04‬فقد نصت على أن الممارسات غير النزيهة غير‬
‫واردة على سبيل الحصر‪ ،‬كما نصت على الممارسات التي تعتبر غير نزيهة بموجب هذا‬
‫القانون وهي تشويه سمعة عون اقتصادي‪ ،‬تقليد العالمات المميزة لعون اقتصادي منافس او‬
‫تقليد منتجاته‪ ،‬او خدماته أو االشهار الذي يقوم به‪ ،‬قصد كسب زبائن هذا العون‪ .‬استغالل‬
‫مهارة تقنية او تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها‪ ...‬اقامة محل تجاري في الجوار‬
‫القريب لمحل منافس بهدف استغالل شهرته خارج االعراف والممارسات التنافسية المعمول‬
‫بها‪ ...‬وغيرها من الممارسات المنصوص عليها في هذه المادة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ركن الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫يجب أن يثبت المدعي الضرر الذي لحقه بسبب المنافسة غير المشروعة سواء كان‬
‫الضرر وقع فعال أو محتمل الوقوع في المستقبل‪ ،‬كما قد يكون الضرر ماديا أو معنويا إذا‬
‫تجاوز المساس بحجم المبيعات و أصاب سمعة التاجر أو سمعة منتجاته‪ ،‬وال أهمية لمقدار‬
‫جسامة الضرر‪ ،‬فتتقرر المسؤولية و لو كان الضرر بسيطا(‪.)178‬‬
‫و نظرا لصعوبة إثبات وقوع الضرر الفعلي يشارط القضاء إثبات المتضرر للضرر‬
‫االحتمالي حتى يحكم لصالحه(‪ ،)179‬فمتى كان الضرر محتمل الوقوع في المستقبل فإن‬
‫القاضي ال يحكم بالتعويض و إنما يحكم باتخاذ االجراءات الكفيلة بمنع وقوع هذا الضرر‬
‫(‪.)180‬‬
‫ثالثا‪ :‬ركن العالقة السببية بين الخطأ و الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫‪ - 176‬هاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪29.‬‬
‫‪ - 177‬بوقادوم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪96.‬‬
‫‪ - 178‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪201.‬‬
‫‪ - 179‬بوقادوم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪65 .‬‬
‫‪ - 180‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪26.‬‬

‫‪75‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫يقصد بالعالقة السببية أن يكون الضرر الحاصل نتيجة للخطأ المرتكب‪ ،‬لكن في‬
‫الحقيقة إن إثبات ذلك ليس باألمر السهل‪ ،‬فإذا كان باإلمكان إثبات عالقة السببية بين الخطأ و‬
‫الضرر عن تحقق الضرر الفعلي فإنه من الصعب إثبات عالقة السببية عندما يكون الضرر‬
‫احتمالي‪ ،‬فالضرر االحتمالي هو الذي يميز دعوى المنافسة غير المشروعة عن دعوى‬
‫المسؤولية التقصيرية العادية‪ ،‬حيث يشترط في هذه األخيرة أن يكون الضرر محقق الوق وع‬
‫و ليس محتمل الوقوع‪ ،‬لذلك ال يشترط في دعوى المنافسة غير المشروعة إثبات عالقة‬
‫السببية متى كان الضرر محتمل الوقوع‪ ،‬و ذلك انه في دعوى المنافسة غير المشروعة ال‬
‫يحكم بالتعويض في حالة الضرر االحتمالي و إنما يحكم به في حالة الضرر الفعلي(‪. )181‬‬
‫وعليه‪ ،‬يمكن للتاجر رفع الدعوى بسبب ما لحقه من ضرر من أعمال المنافسة غير‬
‫المشروعة‪ ،‬كما في حالة أعمال المنافسة التي تقوم على إثارة االضطراب في السوق‪ ،‬و لكن‬
‫ال يحكم للمضرور بالتعويض إال إذا كان قد لحقه ضرر شخصي‪ ،‬و لما كانت دعوى‬
‫المنافسة غير المشروعة تؤسس على القواعد العامة في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬فإنه متى ثبت‬
‫للمحكمة توافر عناصر المسؤولية من خطأ و ضرر و عالقة سببية بين الخطأ و الضرر‬
‫يتعين عليها الحكم بالتعويض المناسب للمضرور‪ ،‬لكن من الصعب تقدير هذا التعويض لذلك‬
‫تستعين المحكمة في هذا الشأن بأهل الخبرة‪ ،‬غير انه يتعين على المحكمة الحكم بالتعويض‬
‫عن األضرار التي لحقت المضرور بالفعل و إلى جانب ذلك تأمر بازالة المخالفة‬
‫‪ ،‬كما يجوز للمحكمة أن تأمر باإلجراءات المناسبة لوقف أعمال المنافسة غير المشروعة‬
‫وذلك لمنع وقوع الضرر في المستقبل‪ .‬كأن تأمر المحكمة المدعي عليه بمنع استعمال تسمية‬
‫معينة أو عالمة مميزة أو شكل معين للواجهة أو التغليف‪ ،‬و ذلك منعا لحدوث الخلط و اللبس‬
‫لدي الجمهور بين منتجاته و منتجات غيره متشابهة في الشكل أو الصورة‪.‬‬

‫‪ - 181‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس كريم‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪268 .‬‬

‫‪76‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫يمكن القول ان القانون التجاري له خصوصياته سواء تعلق االمر بالتاجر او باالعمال‬
‫التجارية‪ ،‬وال يمكن تطبيق قواعد القانون المدني عليهم اال في حالة عدم وجود نص يحكم‬
‫وينظم مسألة تجارية‪ ،‬وهذا راجع الى المبادئ التي يقوم عليها القانون التجاري المتمثلة في‬
‫السرعة و الثقة و االئتمان بين التجار‪ ،‬فالعمل التجاري يتميز عن العمل المدني و لكل واحد‬
‫خصائصه القانونية الخاصة به‪ ،‬فالعمل التجاري يهدف دائما إلى تحقيق الربح و ال يعرف‬
‫التبرع‪ ،‬فاألعمال التجارية متنوعة منها التي تعتبر تجارية بطبيعتها أو بحسب موضوعها‪ ،‬و‬
‫منها ما تعتبر تجارية بمجرد ما تأخذ شكل من األشكال المنصوص عليها قانونا‪ ،‬و منها ما‬
‫تأخذ الصفة التجارية بالتبعية لصفة التاجر القائم بها و لتعلقها بنشاطه التجاري‪ .‬كما أن صفة‬
‫التاجر تكتسب متى توفرت الشروط المطلوبة قانونا في من يرغب ممارسة األعمال التجارية‬
‫و يتخذها مهنة معتادة له‪ ،‬ويترتب على هذه الصفة التزمات قانونية تتمثل في مسك الدفاتر‬
‫التجارية و القيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫هذا ويمارس التاجر في الغالب نشاطه التجاري في شكل محل تجاري و في حالة‬
‫االعتداء عليه تكون حمايته عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬

‫تم بحمد هللا وتوفيقه‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪-1‬الكتب والمؤلفات‪:‬‬
‫‪ -01‬حسين النوري‪ ،‬األعمال التجارية والتاجر‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬مصر‪.1976 ،‬‬
‫‪ -02‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬نظرية األعمال التجارية و التاجر‪ ،‬الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫المحل التجاري‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دون ذكر دار النشر‪. 1980،‬‬
‫‪ -03‬عباس حلمي المنزالوي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1984،‬‬

‫‪77‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -04‬الياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬منشورات عويدات والبحر المتوسط‪،‬ج‪ ،01‬ط‪1985 ، 02‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -05‬باسم محمد صالح‪ ،‬القانون التجاري ‪:‬النظريـة العامـة –التـاجر ‪ -‬العقـود التجاريـة‪ ،‬دار الحكمـة‬
‫‪،‬بغـداد ‪. 1987،‬‬
‫‪ -06‬محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬المبادئ العامة في القانون التجاري‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫بيروت‪.1988 ،‬‬
‫‪ -07‬نادية فوضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪. 1994‬‬
‫‪ -08‬سميحة القليوبي‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬نظرية األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة ‪. 1994‬‬
‫‪ -09‬هاني دويدار‪ ،‬التنظيم القانوني للتجارة‪ ،‬نظرية األعمال التجارية ‪ -‬نظرية التاجر‪ ،‬موجبات التجارة‬
‫القانونية ‪ -‬المؤسسة التجارية‪ ،‬دون دار النشر‪ ،‬دون بلد النشر‪. 1997،‬‬
‫‪ -10‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري االعمال التجارية ‪ ،‬التاجر‪ ،‬االموال التجارية‪،‬‬
‫الشركات التجارية‪ ،‬عمليات البنوك واالوراق التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -11‬نعيم مغبغب‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬بدون دار نشر‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -12‬عمارة عمور‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬االعمال التجارية التاجر‪ ،‬الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬دار المعرفة الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -13‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المحل التجاري والحقوق الفكرية‪،‬‬
‫القسم األول‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪.2001 ،‬‬
‫‪ -14‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬نظرية األعمال التجاری‪ ،‬التاجر وفقا لقانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪،1997‬‬
‫الفقه‪ ،‬القضاء‪ ،‬التشريع‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2002 ،‬‬
‫‪ -15‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني رقم ‪ 55‬لسنة ‪، 1990‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -16‬علي فتاك‪ ،‬مبسوط القانون التجاري الجزائري في السجل التجـاري‪ ،‬دراسـة مقارنـة‪ ،‬ابـن خلـدون‬
‫للنشـر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -17‬مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬االعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪،‬‬
‫المؤسسة التجارية‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الملكية الصناعية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت لبنان‪.2006 ،‬‬
‫‪ -18‬أكرم ياملكي‪ ،‬القانون التجاري االعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬والمتجر‪ ،‬والعقود التجارية‪ ،‬دار الثقافة‬
‫عمان االردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -19‬محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬االعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2010 ،‬‬
‫‪ -20‬نور الدين قاسطل‪ ،‬القيد في السجل التجاري وفي سجل الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشورات‬
‫بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون ذكر السنة‪.‬‬
‫‪ -21‬حلو أبو حلو زهير عباس كريم‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري االردني‪ ،‬نظرية العمل التجاري‪،‬‬
‫والتاجر‪ ،‬والمتجر‪ ،‬والعقود التجارية‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬دون ذكر السنة‪.‬‬
‫‪ -22‬نور الدين الشادلي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري ‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عنابة ‪،‬الجزائر‪ ،‬دون ذكر السنة‪.‬‬
‫‪ -23‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري المغربي و المقارن‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫دار المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬دون ذكر السنة‪.‬‬
‫‪ -24‬عمار عمورة‪ ،‬العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الخزينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دون ذكر السنة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪-2‬المطبوعات‪:‬‬
‫‪ -‬بوقادوم أحمد‪ ،‬برنامج مادة القانون التجاري المقرر للسنة الثالثة ليسانس‪ ،‬المعهد الوطني للتعليم العالي‬
‫للعلوم اإلدارية‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪-3‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬طعمة الشمري‪ ،‬أحكام المنافسة غير المشروعة في القانون الكويتي‪ ،‬منشور في مجلة الحقوق‪ ،‬يصدرها‬
‫مجلس النشر العلمي‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪1995 ،‬م‪ ،‬العدد ‪. 19‬‬
‫‪ -‬محمد محبوبي‪ ،‬حماية الملكية الصناعية من المنافسة غير المشروعة‪ ،‬المأخوذة من الموقع‬
‫االلكتروني ‪،:www.justice.gov‬تاريخ الزيارة ‪ ،2020/11/20‬على الساعة ‪.15.00 :‬‬
‫‪-4‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -‬الدستور الجزائري الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 442-20‬المؤرخ في ‪ 2020/12/30‬يتعلق‬
‫باصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في استفتاء اول نوفمبر ‪ ( ، 2020‬الجريدة الرسمية العدد ‪82‬‬
‫الصادرة في ‪.)2020/12/30‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪75-58‬المؤرخ في ‪20‬رمضان ‪1395‬الموافق ‪26‬سبتمبر ‪1975‬المتضمن للقانون المدني‪،‬‬
‫المعدل و المتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة في ‪30‬سبتمبر ‪ ،1975‬عدد ‪78‬‬
‫‪ -‬االمر رقم ‪ 59-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري معدل ومتمم بالمرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 08-93‬المؤرخ في ‪.1993/04/25‬المعدل والمتمم للقانون التجاري الجزائري‪ ،‬واالمر‬
‫رقم ‪ 27 -96‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪، 1996‬معدل و متمم‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 77‬مؤرخة في ‪11‬‬
‫ديسمبر ‪. 1996‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 11-84‬المؤرخ في ‪ 09‬يونيو ‪ 1984‬يتضمن قانون االسرة‪ ،‬معدل ومتمم باألمر رقم‪-05‬‬
‫‪ 02‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير‪.2005‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 17-88‬المؤرخ في ‪ 1980 /05/10‬المتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه‪( ،‬ج ر العدد‪19‬‬
‫المؤرخ في ‪.)1988/01/11‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 22-90‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ 1990‬المتعلق بالسجل التجاري ) جريدة رسمية العدد ‪.)36‬‬
‫المعدل والمتمم بموجب االمر رقم ‪ 07-96‬المؤرخ في ‪ 10‬يناير ‪.1996‬‬
‫القانون‪ 11-90‬المؤرخ في ‪ 1990/04/ 21‬المتعلق بعالقات العمل‪( ،‬ج ر العدد ‪ ،17‬المؤرخة في‬
‫‪.)1990/04/25‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 05-90‬المؤرخ في ‪ 18‬فبراير ‪ 1990‬المتعلق بوكاالت السياحة واألسفار‪( ،‬ج ر العدد‪،08‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬فبراير‪.)1990‬‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 08-93‬المؤرخ في ‪ 1993/04/25‬يعدل ويتمم االمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في‬
‫‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬االمر رقم ‪ 01-96‬المؤرخ في ‪ ، 1996/01/10‬يحدد القواعدالتي تحكم الصناعة التقليدية والحرف‪( ،‬ج‬
‫ر‪ ،‬العدد‪ ،03‬الصادرة في ‪.)1996/01/14‬‬
‫‪ -‬االمر رقم ‪ 04-01‬المؤرخ في ‪ 2001/08/20‬يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها‬
‫وخوصصتها مكمل باالمر رقم ‪ 01-08‬المؤرخ في ‪.2008/02/20‬‬
‫‪ -‬االمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة ر العدد ‪ 43‬لسنة ‪،2003‬‬
‫المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،2008/12/-08‬المؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬ج ر العدد ‪ ،36‬لسنة‬
‫‪ .2008‬والقانون رقم ‪ 05-10‬مؤرخ في ‪ ، 2010/08/15‬ج ر العدد ‪ ،46‬لسنة ‪.2010‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 05-03‬المؤرخ في ‪19‬يوليو ‪ 2003‬يتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (ج ر‬
‫العدد‪ 44‬مؤرخ في ‪.)2003/07/23‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 06 -03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو سنة‪ ،2003‬يتعلق بالعالمات(ج‪.‬ر العدد ‪ 44‬مؤرخ في‬
‫‪.)2003/07/23‬‬

‫‪79‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 11-03‬يتعلق بالنقد والقرض لسنة ‪( .2003‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ 52‬مؤرخ في ‪ 27‬غشت ‪.)2003‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ ،2004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪(،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ،)41‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 06-10‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪( ،2010‬جريدة‬
‫رسمية العدد‪.) 46‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/08/14‬يتعلق بشروط ممارسة االنشطة التجارية (الجريدة‬
‫الرسمية العدد‪ ،52‬الصادرة في ‪.)2004/08/18‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 09-08‬لسنة ‪ 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫‪ -‬القانون رقم‪ 11-08‬مؤرخ في ‪25‬يونيو ‪ 2008‬يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها‬
‫وتنقلهم‪( ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 36‬مؤرخة في ‪.)2008/07/02‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 06-13‬المؤرخ في ‪ 13‬يوليو ‪ ،2013‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪14‬‬
‫غشت ‪ ،2004‬والمتعلق بشروط ممارسة االنشطة التجارية ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 39‬المؤرخة في ‪31‬‬
‫يوليو ‪.)2013‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 20-15‬المؤرخ في ‪ 2015/12/30‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في‬
‫‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون التجاري‪( ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،71‬المؤرخ في‪.)2015 /12/30‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 08-16‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/30‬المتضمن قانون المالية‪( ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪ ،72‬الصادر في‬
‫‪.)2015/12/31‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 09-16‬لسنة ‪ 2016‬يتعلق بترقية االستثمار‪( ،‬ج ر عدد ‪ ،46‬المؤرخ في ‪ 06‬غشت‬
‫‪.)2016‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-15‬المؤرخ في ‪ 2015/04/03‬يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في‬
‫السجل التجاري‪ ( ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،24‬الصادرة في ‪.)2015/05/13‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 96-94‬المؤرخ في ‪19‬مارس ‪1994‬المتضمن المصادقة على نموذج عقد‬
‫اإليجار‪.‬‬

‫المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪Les ouvrages‬‬
‫‪-M.de JUGLART et B.IPPOLITO, ‘’ droit commercial’’, T.1, 3é éd, 1979,‬‬
‫‪n°158.‬‬
‫‪-George Ripert et René Robllot: traite de droit commerciale, Tome 1-n 393,‬‬
‫‪L.G.D.J paris1993.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪Bernard SAINTOURENS, Annales droit des affaires et droit commercial 2006,‬‬
‫‪Dalloz, Paris, 2006.‬‬
‫‪-G. RIPERT et R. ROBLOT, “Traite de droit commercial”, T.1, 16edition.par‬‬
‫‪M.GERMAIN, L.G.D.J., 1996, n°526.‬‬

‫‪80‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة‪1 .................................................................................................................................................. :‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم القــانون التجـــاري ‪2 .........................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المقصود بالقانون التجاري ‪2 .....................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظرية الموضوعية المادية ‪3 ...............................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظرية الشخصية الذاتية ‪3 ..................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬موقف المشرع الجزائري ‪3 ..................................................................................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص القانون التجاري ‪4 .................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬السرعة‪4 ......................................................................................................................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االئتمان ‪4 .........................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطور القانون التجاري ‪5 .........................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العصر القديم ‪5 ..................................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العصر الوسيط ‪6 ...............................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العصر الحديث ‪7 ...............................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقوانين االخرى ‪8 ...................................................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون المدني ‪8 ..................................................................................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬المناداة بوحدة القانون الخاص ‪9 ...............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ضرورة استقالل القانون التجاري ‪10 ........................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون الجنائي ‪11 ..............................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون االقتصادي ‪11 ...........................................................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون االدولي ‪11 ..............................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مصادر القانون التجاري ‪12 .....................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المصادر الرسمية ‪12 ..........................................................................................................‬‬

‫‪81‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫الفرع االول‪ :‬التشريع ‪12 .......................................................................................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬العرف التجاري ‪12 ..............................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الشريعة اإلسالمية ‪13 ..........................................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬القانون الطبيعي وقواعد العدالة ‪14 ...........................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر التفسيرية ‪14 ........................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القضاء ( االجتهاد القضائي) ‪14 ...............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفقه ‪14 ..........................................................................................................................‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬األعمال التجارية ‪15 ..................................................................................................................‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬نظرية األعمال التجارية ‪15 ......................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬معيار التفرقة بين األعمال المدنية واألعمال التجارية ‪15 ................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظرية الحرفة‪15 ................................................................................................................ .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية المقاولة أو المشروع ‪15 ...............................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية المضاربة ‪16 ............................................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬نظرية التداول ( الوساطة) ‪16 .................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري ‪17 ................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية التفرقة بين األعمال المدنية واألعمال التجارية ‪17 ...............................................................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬اإلثبات ‪17 .........................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص القضائي ‪18 ........................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التضامن بين المدينين‪18 ..................................................................................................... .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإلعذار ‪19 ........................................................................................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬مهلة الوفاء (نظرة الميسرة) المهلة القضائية ‪19 .......................................................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬اإلفالس‪19 ................................................................................................................... .‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬صفة التاجر ‪20 .................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثامن‪ :‬التقادم‪20 ....................................................................................................................... ،‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع االعمال التجارية ‪20 .......................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األعمال التجارية بحسب الموضوع ‪21 ......................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األعمال التجارية المنفردة‪21 ................................................................................................. ،‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المــــــقاولة التــــجارية ‪24 ....................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األعمال التجارية بحسب الشكل ‪26 .........................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعامل بالسفتجة ‪27 .............................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشركات التجارية‪27 .......................................................................................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها‪27 .............................................................................. .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية ‪28 .....................................................................................‬‬
‫االفرع الخامس‪ :‬العقود التجارية المتعلقة بالتجارة البحرية أو الجوية ‪28 ...............................................................‬‬

‫‪82‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األعــمال التجـــــــــارية بالتبــــعية ‪28 .....................................................................................‬‬


‫الفرع األول‪ :‬التعريف ‪28 ......................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تطبيق النظرية ‪28 ......................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تطبيقات نظرية االعمال التجارية بالتبعية ‪29 ...............................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪:‬االرادة المنفردة و القانون ‪31 ..................................................................................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬األعمال التجارية المخـــتلطة ‪31 ............................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف ‪31 .......................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النظام القانوني لألعمال التجارية المختلطة ‪31 ..............................................................................‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التــاجــــر ‪33 ..........................................................................................................................‬‬
‫المبحث االول‪ :‬مفهوم التاجر ‪33 ...................................................................................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تعريف التاجر ‪33 ...............................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط اكتساب صفة التاجر ‪33 ..............................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القيام باألعمال التجارية ‪33 .....................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إحتراف األعمال التجارية ‪33 .................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االستقاللية في ممارسة األعمال التجارية والقيام بها لحسابه الخاص ‪34 ...............................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األهلية التجارية ‪34 ...........................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهلية القاصر ‪35 .................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهلية المرأة المتزوجة ‪36 ......................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األجنبي والتجارة ‪36 ............................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التزامات التــــجار ‪37 ............................................................................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مسك الدفاتر التجارية ‪37 .....................................................................................................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬الملزمون بمسك الدفاتر التجارية ‪37 ..........................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية ‪37 ......................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصلحة التاجر ‪39 .....................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارية ‪41 ....................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القيد في السجل التجاري ‪41 .................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم السجل التجاري ‪42 ......................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية السجل التجاري ‪43 ......................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الملزمون بالقيد في السجل التجاري ‪44 ......................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬األشخاص الممنوعون من التسجيل في السجل التجاري ‪45 ..............................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬شروط التسجيل في السجل التجاري ‪46 ...................................................................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬اجراءات القيد في السجل التجاري ‪47 .....................................................................................‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬آثار القيد في السجل التجاري ‪48 .............................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الجزاءات المترتبة عن عدم القيد في السجل التجاري ‪50 ...............................................................‬‬

‫‪83‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬ ‫د‪.‬سبتي عبد القادر‬

‫المحور الرابع‪ :‬المحل التجاري ‪53 ....................................................................................................................‬‬


‫المبحث االول‪ :‬األحكام العامة في المحل التجاري ‪55 ...........................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المحل التجاري من خالل عناصره ‪55 ..............................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العناصر المعنوية ‪56 ............................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العناصر المادية ‪64 .............................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬العناصر المستبعدة من المحل التجاري ‪65 ..................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للمحل التجاري ‪67 .......................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظرية الذمة المستقلة ‪67 .......................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية المجموع الواقعي ‪68 ...................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية الملكية المعنوية ‪68 .....................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص المحل التجاري ‪69 ................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المحل التجاري مال منقول ‪69 ..................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المحل التجاري مال معنوي ‪69 ................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬الصفة التجارية للمحل ‪70 .......................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حماية المحل التجاري ( دعوى المنافسة غير المشروعة) ‪70 ..............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المنافسة الممنوعة ‪71 ........................................................................................................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬المنافسة الممنوعة بنص القانون ‪71 ..........................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المنافسة الممنوعة باتفاق الطرفين ‪71 .......................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنافسة غير المشروعة ‪73 .................................................................................................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬أساس دعوى المنافسة غير المشروعة ‪74 ..................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط دعوى المنافسة غير المشروعة ‪74 .................................................................................‬‬
‫الخاتمة‪77 ........................................................................................................................................... :‬‬
‫قائمة المراجع‪77 ................................................................................................................................... :‬‬

‫‪84‬‬

You might also like