Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة دروس في مقياس القانون التجاري 2023-2024
مطبوعة دروس في مقياس القانون التجاري 2023-2024
القانون التجاري
مقدمة:
يعتبر القانون التجاري فرع من فروع القانون الخاص يشمل على قواعد قانونية تحكم
طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية وهم التجار ،ويطبق على طائفة معينة
من األعمال تدعى األعمال التجارية ،ونظرا التساع مفهوم القانون التجاري في العصر
الحاضر وتطور المعامالت التجارية ،فانه أصبح يصطلح عليه بقانون األعمال.
1
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
هذا وتعتبر دراسة القانون التجاري من المسائل القانونية المعقدة خاصة بالنسبة
للمبتدئين في الدراسات القانونية نظرا لما يشتمل عليه القانون التجاري من مواضيع ذات
الصلة بالقواعد العامة للقانون المدني ،والقوانين ذات الصلة به كقانون المنافسة ،القانون
البنكي ،قانون االستثمار ،قانون العقوبات وقانون الممارسات التجارية...ألخ ،لذا من
الضروري التطرق الى المحاور االساسية والهامة ،والتي تم اقرارها في عرض التكوين
للسنة الثانية ليسانس وهي كما يلي:
المحور األول :مفهوم القانون التجاري
المحور الثاني :األعمال التجارية
المحور الثالث :التاجر
المحور الرابع :المحل التجاري.
ان هذا التقسيم قد مكننا من االحاطة بأساسات القانون التجاري وتحديد االفكار
والنطاق الذي تدور فيه ،بطريقة علمية ،تتدرج من الجانب الفقهي الى الجانب القانوني
والعملي.
- 1المادة االولى مكرر من االمر رقم 27-96المؤرخ في 1996/12/09المتضمن تعديل القانون التجاري.
- 2مصطفى كمال طه ،أساسيات القانون التجاري( ،دراسة مقارنة) ،االعمال التجارية ،التاجر ،المؤسسة التجارية ،الشركات التجارية ،الملكية
الصناعية ،الطبعة االولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت لبنان ،2006 ،ص05 .
- 3حلو أبو حلو زهير عباس كريم ،الوجيز في شرح القانون التجاري االردني ،نظرية العمل التجاري ،والتاجر ،والمتجر ،والعقود التجارية ،الجزء
االول ،دون طبعة ،جامعة اليرموك ،دون ذكر السنة ،ص06.
2
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
ويعتبر القانون التجاري حديث النشأة واالستقالل ،فلم يتم تقنينه إال في عهد نابوليون عام
) 4( ،1807وقد اختلف الفقه في تعريف القانون التجاري لذا ظهرت نظريتان هما:
المطلب األول :النظرية الموضوعية المادية
ترى أن القانون التجاري هو قانون األعمال التجارية ،فإذا قام شخص بعمل تجاري فإن
هذا العمل تحكمه قواعد القانون التجاري سواء كان القائم به تاجر أم غير تاجر( ،)5و حتى
ولو قام به مرة واحدة ،ألن هذه النظرية تهدف إلى تدعيم مبدأ الحرية االقتصادية الذي قضى
على نظام الطوائف ألنه كان يعوق ازدهار التجارة وتقدمها بسبب منعه لغير طائفة التجار
من ممارسة األعمال التجارية.
المطلب الثاني :النظرية الشخصية الذاتية
ترى أن القانون التجاري في أصله قانون مهني ينظم نشاط من يحترفون التجارة دون
غيرهم ،لذلك فال بد من تحديد المهن التجارية على سبيل الحصر( ،)6فإذا قام شخص غير
تاجر بعمل من طبيعة تجارية فإن هذا العمل يخرج عن دائرة العمل التجاري ،ألن أصل نشأة
هذا الفرع من القانون تعود إلى القواعد والعادات والنظم التي ابتدعها التجار األمر الذي
أصبح به قانونا مهنيا.
المطلب الثالث :موقف المشرع الجزائري
إن المشرع الجزائري جمع بين النظريتين ،حيث عرف التاجر في المادة 01ق تجاري
جزائري التي تنص ":يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا و يتخذه
مهنة معتادة له ما لم يقضي القانون بخالف ذلك ".فنالحظ أن المشرع الجزائري قد استند
على العمل التجاري في تحديد وصف التاجر النظرية الموضوعية.
وأشار في المادة 01مكررالى أنه ":يسري القانون التجاري على العالقات بين
التجار ،وفي حالة عدم وجود نص فيه يطبق القانون المدني وأعراف المهنة عند اإلقتضاء".
نالحظ أنه اعتمد على(النظرية الشخصية) أما في المادتين 02 :و ،03فقد عدد األعمال
التجارية بحسب الشكل والموضوع ،فنالحظ أنه استلهم ذلك من النظرية الموضوعية.
أما في المادة 04فأخذ فيها بالنظرية الشخصية عندما عدد األعمال التجارية بالتبعية ،حيث
ينقلب العمل المدني إلى تجاري بالتبعية إذا قام به تاجر بمناسبة مباشرته لنشاطه التجاري،
فيستمد العمل الصفة التجارية من صفة الشخص القائم به.
- 4أحمد محرز ،القانون التجاري الجزائري ،نظرية األعمال التجارية و التاجر ،صفة التاجر ،الدفاتر التجارية ،المحل التجاري ،الجزء األول،
الطبعة الثانية ،بدون دار النشر ،1980 ،ص110 .
- 5حلو أبو حلو زهير عباس ،نفس المرجع ،ص17.
- 6أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص16.
3
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
إن المشرع الجزائري أخذ بمذهب مزدوج ،فال نجد قواعده كلها من طبيعة واحدة إنما
استلهمت بعض أحكامه من النظرية الشخصية والبعض اآلخر من النظرية الموضوعية،
وعليه فيمكن تعريف القانون التجاري بأنه :مجموعة من القواعد القانونية التي تطبق على
طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية وهم التجار ،وعلى طائفة معينة من
األعمال التجارية.
المطلب الرابع :خصائص القانون التجاري
إن المعامالت التجارية تعتمد على السرعة الكبيرة والفائقة ،وذلكالفرع األول :السرعةّ ،
تماشيا ً مع التطورات التي تحدث في العالم ،بحيث تعمل السرعة على تحقيق الربح ،حيث
تتل ّخص السرعة في تنفيذ األعمال التجارية من خالل بيع السلع قبل شرائها حيث تسلّم عند
شرائها من البائع األول إلى المشتري الثاني ،كما أن خلو القانون التجاري من اإلجراءات
التي تبطىء األعمال التجارية سبب في إبرام التاجر أكثر من صفقة في وقت قصير وبسرعة
كبيرة ،والسرعة في هذا القانون عكس القانون المدني الذي يمتاز بالبطء واالستقرار والثبات
(.)7
الفرع الثاني :االئتمان ،إن االئتمان من أهم المميزات التي يتميز بها القانون التجاري ،فهو
يعتمد على الثقة المتبادلة بين التجار والزبائن( ،)8فالبنك يقوم بتقديم القروض إلى بائع الجملة
على أن يسدد بعد بيع البضائع ،نفس الشيء بالنسبة إلى المصنع الذي يبيع منتجاته للموزع
م ّما يجعل التجار يرتبطون فيما بينهم بعالقات متشابكة أساسها الثقة المتبادلة ،بحيث أن كل
واحد منهم يكون دائنا ً ومدينا ً في نفس الوقت.
و لما كان االئتمان يعتبر ركيزة اساسية للتجارة وال يتصور وجود التجارة دون وجود
االئتمان فان المشرع التجاري عمل على دعم هذا االئتمان ،وذلك عن طريق وضع ضمانات
أكثر لمن سيكون دائنا للتاجر ،ألن زيادة الضمانات تؤدي إلى زيادة فرص التاجر في
الحصول على االئتمان الالزم ،ومظاهر دعم هذا االئتمان ما قرره المشرع التجاري فيما
يلي:
أوال :افتراض التضامن في المسائل التجارية ،فال يلزم المدينون في حالة تعددهم بالوفاء
بالدين على وجه التضامن إال إذا وجد اتفاق على ذلك او نص في القانون وهذا ما تقر به
القواعد العامة في القانون المدني ،في حين أن العرف التجاري استقر على وجود التضامن
بين المدينين في حالة تعددهم دون حاجة إلى إتفاق صريح أو نص في القانون.
ثانيا :نظام اإلفالس ،فهذا النظام يهدف إلى تصفية أموال المدين التاجر المفلس تصفية
جماعية ثم يوزع الناتج من هذه األموال على جميع الدائنين قسمة غرماء بمعنى أن كل من
الدائنين يحصل على نسبة ماله من حق قبل المدين ،وهذا يكفل المساواة بين الدائنين ،ويمنع
تسابقهم في الحصول على حقوقهم ،أكثر من هذا فإن نظام اإلفالس يفرض جزاءات صارمة
على المدين المفلس.
- 7مصطفى كمال طه ،المرجع السابق ،ص10.
- 8مصطفى كمال طه ،نفس المرجع ،ص06.
4
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
أما من ناحية تدعيم الثقة لدى الغير حتى يمنح التاجر االئتمان الالزم ،فقد وضع
المشرع التجاري بعض القواعد التي تحمي هذه الثقة ومظاهر هذا:
أ -اهتمام القانون التجاري بحماية األوضاع الظاهرة حماية للثقة المشروعة التي أوالها الغير
للتجار ،وذلك الستقرار المعامالت كما أن المشرع التجاري قدم اإلرادة الظاهرة على اإلرادة
الباطنة واعتد بحسن النية في التعامل.
ب -أن المشرع التجاري وضع بعض القواعد الخاصة التي تتعلق بتنظيم مهنة التجارة
وهدف المشرع من ذلك أمرين:
األمر األول ،تمكين الغير من معرفة أحوال التاجر وكافة المعلومات المتعلقة بتجارته حتى
يكون على بينة من أمره قبل التعامل معه.
األمر الثاني ،حق الغير الذي تعامل مع التاجر في الرجوع إلى دفاتر التاجر ومراسالته من
أجل إثبات الحقوق التي دعمها لذلك ،والزم المشرع التاجر بإمساك بعض الدفاتر التجارية
اإللزامية ووضع القواعد التي تكفل تنظيمها كما جعل لها حجية في اإلثبات.
- 9عادل علي المقدادي ،القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني رقم 55لسنة ، 1990الجزء األول،
.الطبعة األولى ،الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ،دار الثقافة ،عمان ،األردن ، 2003 ،ص13 .
- 10عادل علي المقدادي ،نفس المرجع ،ص27.
- 11عادل علي المقدادي ،نفس المرجع ،ص13.
5
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-اإلغريق :لقد مارسو التجارة في القرن السادس قبل الميالد ،وعرفوا نظام القرض
الجزافي ،الذي هو أصل نظام التأمين(.)12
الرومان :لم يكونوا تجارا ،ألنهم اعتبروا التجارة مهنة العبيد واألغراب ،اعتقادا منهم أنها
أعمال دنيا؛ ولما اتسعت رقعة اإلمبراطورية الرومانية ،ظهرت فيها حركة تقنينية واسعة
لتنظيم المعامالت بين األفراد وتحديد الحقوق والواجبات ،غير أن هذه التنظيمات الكبيرة لم
تكن تحتوي على قواعد وأحكام تجارية رغم ظهور كثير من المعامالت التجارية مثل
الشركات ،والبنوك بسبب استخدام النقود المعدنية ،ومسك الدفاتر التجارية ،ونظام الرمي في
البحر ،وعقد القرض البحري ،اإلفالس.
على أنه لما اندمج القانون المدني وأصبح هذا األخير هو الشريعة العامة التي تطبق
على جميع التصرفات القانونية وعلى جميع األفراد ،أصبح القانون المدني الروماني يحتوي
على جميع األحكام والقواعد الخاصة بالتجارة سواء البحرية أو البرية إلى جوار األحكام
المدنية ،وكانت أحكام هذا القانون تطبق على جميع الرومان دون تفرقة بين تاجر وغير
تاجر ،ذلك أن الرومان كانوا يؤمنون بفكرة قانون موحد يحكم جميع التصرفات(.)13
المطلب الثاني :العصر الوسيط
في الفترة ما بين القرن الحادي عشر ( )11وحتى القرن السادس عشر ( ،)16جاء
القانون التجاري أكثر وضوحا واستقالال عن القانون المدني ،وذلك نتيجة قيام حركة واسعة
النطاق في التجارة البرية والبحرية بين الشرق والغرب ،بسبب الحروب الصليبية في القرن
الحادي عشر ،تركزت في الموانئ اإليطالية خاصة جنوة والبندقية وفلورنسا وبيزا.
ويمكن القول أن قواعد القانون التجاري والبحري قد وصلت في تطورها في هذا
العصر إلى مرحلة يمكن اعتبارها أساسا للقانون التجاري الحالي ،ففي إيطاليا وجدت أسواق
عالمية لتبادل التجارة ،ومن ثم نشأت طائفة من األشخاص في ممارسة هذا النوع من النشاط
وخضعت في تنظيم أمورها إلى التقاليد والعادات التي استقرت بينهم ،وانتظم تجار هذه المدن
في طوائف ( طوائف التجار) ،وقاموا بانتخاب قناصل من كبار التجار يختصون في الفصل
في المنازعات التي تنشأ بين التجار ،وذلك وفقا للعرف والعادات والتقاليد التي استقرت
بينهم ،وتميز هذا العصر ،بما يلي:
-انتشر قانون التجار في كافة بالد أوربا،
-ظهرت السفتجة التي سمحت بنقل النقود من مكان آلخر،
- 12أكرم ياملكي ،القانون التجاري االعمال التجارية ،التاجر ،والمتجر ،والعقود التجارية ،دار الثقافة عمان االردن،2010 ،ص30 .
- - 13أكرم ياملكي ،المرجع السابق ،ص30 .
6
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
7
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
1673يعرف ب " الئحة جاك سافاري .ونتج عن الثورة الفرنسية صدور" قانون شابولي"
في 14جوان ، 1791ومفاده إنهاء نظام الطوائف وتقرير حرية التجارة والصناعة (.)16
وفي سنة 1801انتهت اللجنة المختصة من تحضير مشروع القانون التجاري الذي
أصبح سنة 1807تقنينا يحتوي على أربعة أجزاء ،األول في التجارة بوجه عام ،والثاني في
التجارة البحرية ،والثالث في اإلفالس والرابع في القضاء التجاري ،ويعتبر هذا التشريع
بمثابة عمل جبار ال يضاهيه عمل على المعمورة ،بل أصبح مصدرا لمعظم التشريعات
الوطنية منها القانون التجاري الجزائري الصادر بموجب األمر رقم 59 - 75المؤرخ في
،1975 / 09 / 26و الذي عدل خاصة عن طريق المرسوم التشريعي رقم 08 - 93
الصادر بتاريخ ،1993/04/25ثم بموجب القانون رقم 02-05المؤرخ في / 02 / 06
،2005أما بالنسبة آلخر تعديل فكان بالقانون رقم 20-15المؤرخ في 2015/12/30
والمتضمن القانون التجاري(.)17
المبحث الثالث :عالقة القانون التجاري بالقوانين االخرى
المطلب االول :عالقة القانون التجاري بالقانون المدني
القانون التجاري ليس إال فرعا من فروع القانون الخاص ،وإذا كان القانون المدني
ينظم أساسا كافة العالقات بين مختلف األفراد دون تميز بين نوع التصرف أو صفة القائم به
أي قانونا عاما ،فإن القانون التجاري ينظم فقط عالقات معينة هي العالقات التجارية.
وقد أدى إلى ظهور قواعد القانون التجاري ،الظروف االقتصادية والضرورات
العملية التي استلزمت خضوع طائفة معينة من األشخاص هم التجار ونوع معين من
المعامالت هي األعمال التجارية لتنظيم قانوني متميز عن ذلك الذي يطبق على المعامالت
المدنية ،حيث عجزت القواعد المدنية التي تتسم دائما بالثبات واالستقرار عن تنظيم
المعامالت التجارية التي قوامها السرعة كونها تتالحق بكثرة في حياة التاجر ،كما أنها ترد
على منقوالت معرضة لتقلبات األسعار أو قابلة للتلف من جهة ،ومن جهة أخرى لما
تستوجبه من الثقة واالئتمان.
على أنه لما كان القانون المدني هو الشريعة العامة لجميع األفراد وجميع التصرفات،
فإن أحكام وقواعد القانون التجاري ليست إال استثناء من أصل عام يجب الرجوع إليه في كل
8
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
حالة ال يحكمها نص خاص ،كما أن العقود التجارية في غالبيتها تستمد أساسها من القانون
المدني كعقد البيع واإليجار ،النقل و التأمين(.) 18
ففي حالة غياب نص في القانون التجاري ،يطبق القانون المدني ،أما في حالة
التعارض ،يطبق القانون التجاري إعماال لقاعدة الخاص يقيد العام وذلك بصرف النظر عن
تاريخ النصين ،وهذا تطبيقا للقاعدة التفسيرية التي تقر بأن النص الخاص يغلب على النص
العام بشرط أن يكون كال النصين على درجة واحدة ،فإذا كان أحدهما نصا آمرا واآلخر
مفسرا ،وجب األخذ بالنص اآلمر ،ألنه نص ال يجوز االتفاق على مخالفته.
على أننا نجد من جانب آخر أن القانون التجاري أثره في القانون المدني ،ويتمثل في
عدة حاالت ،منها اعتبار الشركات التي تأخذ الشكل التجاري شركات تجارية تخضع للقانون
التجاري أيا كان موضوع نشاطها ،كما قد يقرر المشرع اكتساب الشركة لصفة التاجر
بصرف النظر عن طبيعة نشاطها سواء كان موضوع نشاطها تجاريا أم مدنيا ،ومن األمثلة
شركات األسهم تعتبر تجارية دائما ،وذلك بحسب الشكل سواء كان موضوع نشاطها تجاريا
أم مدنيا .وقد نصت المادة 544قانون تجاري على أنه'' تعد شركات تجارية بسبب شكلها
مهما يكن موضوعها شركات المساهمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات
التضامن''.
الفرع االول :المناداة بوحدة القانون الخاص
نظرا للصلة الوثيقة بين أحكام القانونين التجاري والمدني ،ظهر اتجاه في الفقه
القانوني ينادي بإدماجهما معا في قانون واحد يطبق على جميع األفراد ،وفي جميع
المعامالت دون تفرقة بين عمل مدني أو تجاري أو بين تاجر وغير تاجر ،وذلك بغرض
الوصول إلى ما يسمى بوحدة القانون الخاص(.)19
ويطالب أنصار هذا الرأي ،بسريان قواعد القانون التجاري من سرعة وبساطة في
اإلجراءات على قواعد القانون المدني كلما اقتضى األمر ذلك( ،)20حتى يستفيد من ذلك
التاجر وغير التاجر ،كما أنه إذا كانت إجراءات القانون المدني بها بعض القيود والشكليات
في تصرفات معينة أو عقود خاصة نظرا ألهميتها فإنه يمكن فرض هذه القيود والشكليات في
تصرفات التجارية الهامة حتى تستقر بشأنها المنازعات.
ويرى أنصار هذا الرأي ،أن القانون التجاري بإعتباره قانون األعمال في عصرنا
هذا ،إنما يتضمن في الواقع النظرية العامة في األموال وااللتزامات التي تطبق على جميع
- 18محمد فريد العريني ،جالل وفاء محمدين ،المبادئ العامة في القانون التجاري ،الدار الجامعية ،بيروت،1988 ،ص12.
- 19حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،المرجع السابق ،ص25.
- 20حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،نفس المرجع ،ص26 .
9
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
التصرفات التي تجرى بين األفراد العاديين وبين من يساهمون في الحياة االقتصادية بصفة
عامة .
وقد أخذت فعال بعض التشريعات بهذا االتجاه ،كما هو الحال في الواليات المتحدة
وإنجلترا وسويسرا وإيطاليا ،حيث استطاعت معظم هذه البالد إدخال العناصر والصفات
التجارية للقانون المدني.
الفرع الثاني :ضرورة استقالل القانون التجاري
إن فكرة المناداة بتوحيد أحكام القانون التجاري مع القانون المدني ،وإن كانت تعد
منطقية في ظاهرها ،إال أنها تخالف في جوهرها حقيقة األوضاع والضرورات العملية ،فما
من شك أن المعامالت التجارية لها ما يميزها عن المعامالت المدنية ،مما يستتبع وضع نظام
خاص بها ،فطبيعة المعامالت التجارية تقتضي السرعة وسهولة اإلجراءات.
وليس من المفيد أن تنتقل هذه التسهيالت إلى الحياة المدنية التي تتسم بطابع االستقرار
والثبات ،وذلك أن من شأن تعميم هذه السرعة في اإلجراءات زيادة المنازعات وعدم
استقرار التعامل بين المدنيين ،وصعوبة اإلثبات أمام القضاء ،وخاصة أن مسك الدفاتر أمر
ال يلتزم به سوى التجار؛ كما وأن المناداة بنقل بعض اإلجراءات الرسمية والشكلية المدنية
إلى العقود التجارية أمر يؤدي في الواقع إلى عرقلة التجارة مهما بلغت أهمية عقودها أو
ضخامتها .كما أن تشجيع المدنيون على التعامل باألوراق التجارية خاصة الكمبياالت منها
من شأنه أن يدفع بهذه الطائفة من األفراد في مجاالت ال شأن لها بها.
ويالحظ أن البالد التي أخذت بتوحيد كال القانونين لم تستطع إدماجها إدماجا كليا،
حيث ظلت فيها بعض األحكام والقواعد المستقلة التي تنفرد بها المعامالت التجارية وطائفة
التجار ،كما هو الحال في بالد األنجلوسكسونية ،ومن األمثلة على ذلك إنجلترا حيث أصبحت
النظم التجارية منفصلة عن مجموع القانون العام مثل قانون بيع البضائع ،قانون اإلفالس
والشركات ،وكذلك الحال في كل من القانون السويسري واإليطالي الذان وضعا كل منهما
بعض النظم الخاصة بالتجارة والتجار مثل مسك الدفاتر التجارية واإلفالس.
إن للقانون التجاري أصالته في عدة موضوعات ،ال نجد لها سندا إال بالمجموعة
التجارية ،مثل اإلفالس ،تصفية األموال ،وعمليات البنوك ،خاصة ما يتعلق منها بالحساب
الجاري ،خطابات الضمان والتحويل المصرفي ،التي نشأت نتيجة المقتضيات العملية واقرها
القضاء التجاري.
والواقع أنه ما من شك في أن لكل من القانون المدني والتجاري مجاله ،وأن إدماجهما في
قانون واحد ال يتناسب مع طبيعة معامالت كل منهما ،بل أن فيه إنكار للواقع على أن استقالل
10
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
القانون التجاري ال يعني إنكار الصلة الوثيقة بينه وبين القانون المدني ،إذ قد يعتمد القانون
التجاري على بعض أحكام القانون المدني اعتمادا كليا ،ويكتفي باإلحالة عليها ويؤدي هذا
إلى اعتبار القانون المدني األصل العام الذي يرجع إليه كمصدر من مصادر القانون
التجاري.
المطلب الثاني :عالقة القانون التجاري بالقانون الجنائي
للقانون التجاري كذلك عالقة ببعض فروع القانون األخرى كالقانون الجبائي إذ ينظم
هذا األخير مجموعة الجرائم المتعلقة بممارسة التجارة( ) 21كجريمة التقليد ،وجريمة اإلفالس
بالتدليس أو بالتقصير وجريمة اصدار الشيك بدون رصيد.
المطلب الثالث :عالقة القانون التجاري بالقانون االقتصادي
يلعب القانون التجاري دور هام في تحريك عجلة االقتصاد الوطني ،من خالل تنظيمه
للمهنة التجارية أوال ،وكذا تحكمه في حركة التجارة والرأسمال داخل السوق الوطني ،وذلك
من خالل مقتضيات قانونية تساهم في حركية الحياة االقتصادية للدولة ،من هنا أتت العالقة
مابين القانون التجاري والنشاط االقتصادي ،باعتبار أن هذا األخير يدور حول االعمال
التجارية واالئتمان ،وضرورة حماية النظام العامة االقتصادي من جهة أخرى ،جعال الدولة
تنهج نظاما تجاريا متحكما في ضبط النشاط االقتصادي للدولة.
هذا وتوجد عالقة وثيقة بين القانون التجاري بالقانون االقتصادي وعلم االقتصاد ،فإذا
كان هذا األخير يبحث عن كيفية إشباع الحاجات اإلنسانية ،فان القانون التجاري ينظم وسائل
الحصول على هذه الحاجات(. )22
ومتى كان القانون االقتصادي يسطر السياسة االقتصادية للبالد ،فانه البد على
التشريع أن يكرس هذه السياسة في مختلف نصوصه ،كقانون المنافسة ،قانون االستثمار مثال
وعقود التامين ،عمليات البنوك ،والقانون التجاري ،...االمر الذي أوجد صلة بين هذه
القوانين إلى اتساع نطاق القانون التجاري حتى أصبح هذا االخير يسمى بقانون النشاط
االقتصادي.
المطلب الرابع :عالقة القانون التجاري بالقانون االدولي
نظرا الزدياد المعامالت التجارية الدولية السيما في إطار العولمة ،فان القانون
التجاري قد عرفا تطورا كبيرا من حيث قواعده الوطنية ،ومن ثم تظهر العالقة الوثيقة بين
القانون التجاري والقانون الدولي ان على مستوى القانون الدولي العام أو على مستوى
القانون الدولي الخاص ،فبالنسبة للقانون الدولي العام تقوم الدولة بإبرام اتفاقات تجارية
دولية حتى ظهر فرع جديد للقانون هو قانون االعمال الدولي .كما توجد صلة وثيقة بين
القانون التجاري و القانون الدولي الخاص في اطار تنظيم المعامالت التجارية التي تشمل
على عنصر أجنبي ،التي تتم بين رعايا الدول المختلفة ،و من اجل وضع حد لمشكل تنازع
11
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
القوانين حول هذه المعامالت التجارية أدى ببعض الدول الى توحيد قوانينها التجارية الوطنية
لتصبح قوانين ذو طابع دولي.
المبحث الرابع :مصادر القانون التجاري
للقانون عدة مصادر استقى منها أساسه ،أهمها المصدر الرسمي والمصدر
التفسيري؛ ويقصد بالمصدر الرسمي للقانون المصدر الذي تستمد منه القاعدة قوتها الملزمة
على خالف المصدر التفسيري الذي ال يلزم القاضي بالرجوع إليه إنما يلجأ إليه على سبيل
االستئناس .وللقانون التجاري بصفة عامة كبقية فروع القانون عدة مصادر داخلية ،نقتصر
منها على المصادر الرسمية والمصادر التفسيرية.
المطلب األول :المصادر الرسمية
الفرع االول :التشريع ،يأتي التشريع في المرتبة األولى بين مختلف المصادر ،وعلى
القاضي أن يرجع إليه أوال ،وال يرجع إلى غيره من المصادر إال إذا لم يجد نصا تشريعيا
يطبق على الحالة المعروضة .ويتمثل التشريع كمصدر من مصادر القانون التجاري فيما
يلي:
أ -المدونة التجارية :ويقصد بها قواعد وأحكام القانون التجاري الصادر سنة ،1975
والقوانين الخاصة ذات الصلة ،كتلك المتعلقة بالتجارة البحرية والجوية والمتعلقة
بالبنوك و حماية المستهلك و قانون المنافسة و قانون المؤسسات االقتصادية ،كما
يتضمن التشريع التجاري أيضا األحكام العامة التي نص عليها القانون المدني
باعتباره الشريعة العامة لفروع القانون الخاص ،فيعتبر األصل و المرجع فيما ال نص
فيه في القانون التجاري(.)23
ب -القانون المدني ،الصادر في ،1975المعدل والمتمم ،بإعتباره الشريعة العامة التي
تنظم جميع العالقات سواء كانت تجارية أم مدنية.
و إن المتفق عليه فقها و قضاء أن القانون التجاري هو األصل ،فيجب على القاضي أن يرجع
إليه أوال حتى يستمد منه األحكام ،وال يرجع للقانون المدني إال بصفة تبعية عند عدم وجود
نص في القانون التجاري أو عادة تجارية(.)24
الفرع الثاني :العرف التجاري la coutume commerciale ،هو ما درج عليه التجار
من قواعد في تنظيم معامالتهم التجارية( ،)25بحيث تصبح لهذه القواعد قوة ملزمة فيما بينهم
شأنها شأن النصوص القانونية .ويعرف العرف على انه تكرار سلوك معين بطريقة معينة مع
- 23بوقادوم أحمد ،القانون التجاري للسنة الثالثة ليسانس ،مطبوعة جامعية ،المعهد الوطني للتعليم العالي للعلوم االدارية ،تيزي وزو ،دون ذكر
السنة ،ص09.
- 24عبد الحميد الشواربي ،نظرية األعمال التجاری ،التاجر وفقا لقانون التجارة رقم 17لسنة ،1997الفقه،القضاء،التشريع ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ، 2002 ،ص19.
- 25مصطفى كمال طه ،المرجع السابق ،ص29.
12
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
االعتقاد بلزامية هذا السلوك كالقاعدة القانونية ،و بذلك فهو يتكون من عنصرين هامين و هما
العنصر المادي و العنصر المعنوي.
أوال :العنصر المادي ،يتمثل فيتكرار السلوك أو العادة ليس شرطا من طرف جميع أفراد
المجتمع و إنما من طرف االفراد الذين يهمهم هذا السلوك أو هذه العادة كأصحاب مهنة
تجارية معينة كما يشترط في العادة شرط الزمن وهو إن يمضي على ظهورها مدة من الزمن
كافية لتأكيدها و تختلف المدة حسب البيئة والوسط الذي تنشأ فيه ،غالبا ما تكون المدة
قصيرة.
() 26
.ثانيا :العنصر المعنوي ،هو اعتقاد الناس بالزامية العادة أو السلوك كالقانون تماما .
ويأتي العرف في المرتبة الثانية بعد التشريع تطبيقا لنص المادة االولى مكرر من
االمر رقم 27-96المؤرخ في 1996/12/09المتضمن تعديل القانون التجاري حيث جاء
نصها كما يلي ":يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار ،وفي حالة عدم وجود
نص فيه يطبق القانون المدني وأعراف المهنة عند االقتضاء"(.)27
فهو في الواقع نوع من االتفاق الضمني على ضرورة إتباع قواعد معينة في حاالت
معينة ،على أن ذلك ال يعني أن العرف واجب التطبيق إذا ما انصرفت إرادة األفراد إليه
فقط ،بل إنه واجب التطبيق طالما لم تتجه إرادة المتعاقدين إلى استبعاده حتى ولو ثبت عدم
علم األطراف به.
وال يقع على الخصوم عبء إثبات العرف ،ذلك أنه يفترض علم القاضي به ،خالفا للعادة
االتفاقية التي يلزم من يتمسك بها إثباتها؛ ومن األمثلة على العرف التجاري ،قاعدة افتراض
التضامن بين المدينين بديون تجارية إذا تعددوا ،خالفا للقاعدة العامة المنصوص عليها في
القانون المدني ( 127مدني جزائري) والتي تقر بأن التضامن ال يفترض ،وإنما يكون بناء
على اتفاق أو نص في القانون.
الفرع الثالث :الشريعة اإلسالمية ،اعتبر القانون المدني الجزائري في مادته األولى مبادئ
الشريعة اإلسالمية المصدر الرسمي الثاني بعد التشريع ،لتصبح بذلك المصدر الرسمي
الثالث بالنسبة لمصادر القانون التجاري ،والمقصود بهذه المبادئ القواعد المستقاة من القرآن
الكريم والسنة واإلجماع واالجتهاد ،ونستحضر هنا مسألة تحريم الربا بين االفراد عن طريق
تحريم الفوائد ،حيث تنص المادة 454من القانون المدني الجزائري على ان " :القرض بين
األفراد يكون دائما بدون أجر و يقع باطال كل نص يخالف ذلك".
- 26تختلف العادات التجارية عن العرف التجاري أنها تتكون من الركن المادي دون الركن المعنوي ،لذلك فهي تتمتع بمرتبة أدنى من العرف ،و
تستمد قوتها و الزاميتها من ارادة االطراف باشتراطها في معامالتهم صراحة أو ضمنا ،و ال يقوم القاضي بتطبيقها إال إذا تمسك بها الخصوم ،و إذا
اخطأ القاضي في تطبيقها يعد ذلك من قبيل الخطأ في الوقائع وليس الخطأ في تطبيق القانون لذلك فهو ال يخضع لرقابة المحكمة العليا -.حلو أبو
حلو ،زهير عباس كريم ،المرجع السابق ،ص 80.
- 27االمر رقم 27 -96المؤرخ في 9ديسمبر ، 1996يعدل و يتمم االمر رقم 59-75مؤرخ في 26سبتمبر 1975المتضمن القانون
التجاري ،جريدة رسمية عدد 77مؤرخة في 11ديسمبر ، 1996ص4.
13
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
الفرع الرابع :القانون الطبيعي وقواعد العدالة ،ويقصد به إجتهاد القاضي وفقا لقواعد
العدالة.
وبناء على ما سبق إذا ما عرض نزاع تجاري ،على القاضي الجزائري أن يتبع الترتيب
التالي في تطبيقه لقواعد القانون.
)1ـ النصوص اآلمرة الموجودة بالمدونة التجارية.
)2ـ النصوص اآلمرة الموجودة بالقانون المدني.
)3قواعد العرف التجاري.
)4ـ العادات التجارية
)5ـ مبادئ الشريعة اإلسالمية.
-)6القانون الطبيعي وقواعد العدالة
أما ما يتفق عليه صراحة أطراف النزاع فيأتي قبل التشريع أو العرف إن لم يكن حكما
آمرا.
المطلب الثاني :المصادر التفسيرية
هي تلك المصادر التي يتمتع القاضي إزاءها بسلطة اختيارية ،إن شاء رجع إليها للبحث
عن حل النزاع المعروض أمامه دون إلزام عليه بإتباعها ،تتمثل في القضاء والفقه.
الفرع األول :القضاء ( االجتهاد القضائي) ،ويقصد به ،مجموعة األحكام الصادرة من
مختلف المحاكم في المنازعات التي عرضت عليها ،كما يقصد بها مدى الحجية التي تتمتع
بها هذه األحكام ،وهو ما يطلق عليه السابقة القضائية( ،)28وهذه األخيرة تمثل األحكام التي
تصدر في المسائل القانونية الجديدة ذات األهمية الخاصة والتي لم يرد حلها في القانون.
فاختصاص القاضي الجزائري ،هو تطبيق للقانون في الحاالت المعروضة عليه دون أن
تكون ألحكامه قيمة القاعدة الملزمة.
الفرع الثاني :الفقه ،يقصد به مجموعة آراء الفقهاء في هذا الفرع من القانون بشأن تفسير
مواده ،فالفقهاء يقومون باستنباط األحكام القانونية من مصادرها بالطرق العلمية نتيجة
تكريس جهودهم لدراسة هذا الفرع من فروع القانون( .)29والرأي السائد أن الفقه ال يعتبر
مصدرا للقانون ،حيث تقتصر وظيفته على مجرد شرح القانون شرحا علميا بدراسة
- 28أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص41.
- 29عمارة عمور ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،االعمال التجارية التاجر ،الشركات التجارية ،دار المعرفة الجزائر،2000 ،
ص24.
14
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
النصوص القانونية وما يربطها من صالت ،ثم استنتاج مبادئ عامة في تطبيقات مماثلة
وذلك دون أن يكون مصدرا ملزما للقاضي.
وقد ساعد الفقه كثيرا في تطوير مواد القانون التجاري نتيجة نقد الحلول القانونية
والقضائية وإبراز مزاياها وعيوبها وما بها من تناقض وأدى ذلك إلى سرعة مسايرة مواد
القانون للتطور في المواد القانونية.
و من نتائج هذه النظرية أن العمل المنفرد و إن كان يقصد منه تحقيق الربح إال انه ال
يعتبر تجاريا ،كما أن هذه النظرية تتجاهل ما يسمى باألعمال التجارية بطبيعتها ،ووفقا لهذه
النظرية يعتبر العمل تجاريا إذا تمت ممارسته على سبيل التكرار ،و العمل المنفرد ال يعتبر
تجاريا و إن كان الغرض منه تحقيق الربح .كما يرى أصحاب هذه النظرية أن التاجر يعتبر
محورا لتطبيق القانون التجاري ،فال يكتسب هذه الصفة من خالل قيامه باألعمال التجارية و
لكن من خالل احترافه لهذه األعمال و قيامه بها في شكل مشروع ( ،) 30فهذا المعيار اعتمد
على النظرية الشخصية في تحديد نطاق القانون التجاري.
النقد :لم تقدم الحل المنشود ،ذلك أن هناك أعماال تقع منفردة وتعتبر تجارية كالشراء ألجل
البيع.
الفرع الثالث :نظرية المضاربة ،ذهب الفقيهان الفرنسيان ،Renault et Lyon-Caenإلى
أن العنصر الجوهري في العمل التجاري هو المضاربة ،أي ذلك العمل الذي يتم بقصد تحقيق
الربح ،كالشراء ألجل البيع ،فالتجارة ال تعرف التبرع أو مجانية العمل.
النقد :هذه النظرية لوحدها غير كافية للتمييز بين العمل التجاري و العمل المدني ،فهناك
الكثير من األعمال تهدف إلى تحقيق الربح و مع ذلك فهي ليست أعماال تجارية كما هو
الشأن بالنسبة ألعمال الفالحين و أصحاب المهن الحرة كعمل الطبيب و المهندس و المحامي
و مع ذلك فهي تظل أعماال مدنية .و بالمقابل هناك أعماال يقوم بها التاجر من اجل تحقيق
الربح و مع ذلك ال يتحقق الربح و مع ذلك فهي أعماال تجارية كالبيع بالخسارة أو البيع بأقل
من سعر التكلفة( )31وهو ما تقوم به الجمعيات التعاونية.
الفرع الرابع :نظرية التداول ( الوساطة) ،نادى بها الفقيه ، Thallerومفادها أن األعمال
التجارية هي األعمال التي تتعلق بالوساطة في تداول الثروات من وقت خروجها من يد
المنتج إلى وقت وصولها إلى يد المستهلك ،وهي بذلك تستبعد عمليات الزراعة والصناعة
اإلستخراجية والعمليات اإلستهالكية من نطاق القانون التجاري.
النقد :عمل الوساطة الذي ال يستهدف الربح ال يعد من قبيل األعمال التجارية كما هو عمل
المنتج الزراعي( ،)32وعمل الجمعيات التعاونية التي تشتري وتبيع بسعر التكلفة أو بشيء
زهيد من هامش الربح.
ويمكن القول ،بأن العمل التجاري هو ذلك العمل الذي يتعلق بالوساطة في تداول
الثروات ،ويهدف إلى المضاربة وتحقيق الربح ،على أن يتم على وجه المقاولة بالنسبة
لألعمال التي يتطلب فيها القانون ذلك ،وإن كان هذا القول ليس جامعا مانعا.
- 30أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص ،45 .حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،المرجع السابق ،ص93.
- 31حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،المرجع السابق ،ص90.
- 32أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص45 .
16
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
المطلب الثاني :موقف المشرع الجزائري ،أخذ بنظرية المهنة كأصل عام دون أن يهمل
صفة العمل التجاري (أعمال تجارية حسب الشكل ).
المطلب الثالث :أهمية التفرقة بين األعمال المدنية واألعمال التجارية
القانون التجاري يختلف عن القانون المدني من حيث مجاله ( يحكم األعمال التجارية
والتجار) ،ومن حيث مصادره .كما أن االختالف القائم ما بين القانونين يتطلب منا تسليط
الدراسة على أهم المسائل الجوهرية التي يظهر فيها هذا االختالف ،والتي تتمثل بصفة
أساسية في:
الفرع االول :اإلثبات ،اإلثبات في المسائل المدنية مقيد بقواعد صارمة متعلقة باثبات
االلتزام المدني ،حيث نستحضر في هذا المجال مثال:
-عدم جواز اإلثبات بالبينة ،إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمته على مائة ألف دينار
جزائري حسب المادة 333ق مدني جزائري أي أن اإلثبات يكون بالكتابة.
-ال يجوز اإلثبات بالبينة ،ولو لم تزد القيمة على ألف دينار جزائري فيما يخالف أو يجاوز
ما أشتمل عليه مضمون عقد رسمي.
-إن المحررات العرفية ال تكون حجة على الغير في تاريخها ،إال منذ أن يكون لها تاريخ
ثابت ثبوتا رسميا تطبيقا لنص المادة 328ق مدني جزائري.
أما اإلثبات في المواد التجارية فهو حر حسب المادة 30ق تجاري جزائري( ،)33حيث
أجاز المشرع إثبات التصرفات القانونية مهما تكن قيمتها بالبينة(شهادة الشهود) والقرائن
والدفاتر التجارية والمراسالت وجميع طرق اإلثبات .كما يجوز االحتجاج بتاريخ المحررات
العرفية عل ى غير أطرافها ولو لم يكن هذا التاريخ ثابتا .ولقد أجاز المشرع لخصم التاجر أن
يحتج بما ورد بدفاتر خصمه إلثبات حقه .كما يجوز في المواد التجارية إثبات ما يخالف أو
يجاوز ما اشتمل عليه دليل كتابي بشهادة الشهود والقرائن وكافة طرق اإلثبات .ويستثنى من
ذلك عقد الشركة( ،)34عقد النقل البحري ،عقد التأمين البحري ،رهن المحل التجاري( ،)35عقد
بيع السفينة.
فنظرا للسرعة واإلئتمان ،وضع المشرع قواعد مرنة تتماشى مع هذه الخصائص ،بل
لقد ذهب المشرع بعيدا عندما خرج عن القواعد العامة ،إذ أنه في المسائل التجارية للتاجر أن
17
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
يصطنع دليل إثبات لنفسه كالدفاتر التجارية (دفتر اليومية و دفتر الجرد مثال) المادة 05/30
ق تجاري جزائري و المادة 13ق تجاري جزائري.
والسبب في الخروج عن القواعد العامة في مجال اإلثبات في المسائل التجارية ،مرده
إلى رغبة المشرع في تقوية االعتبارات التي أملتها الثقة واالئتمان والسرعة والمرونة التي
تطبع األعمال التجارية.
الفرع الثاني :االختصاص القضائي ،تخصص بعض الدول جهات قضائية خاصة تتكفل
بالفصل في المنازعات التجارية ،وهذا التخصيص تمليه االعتبارات المتعلقة بطبيعة
المعامالت التجارية ،التي تستلزم الفصل فيها على وجه السرعة وبإتباع إجراءات غير تلك
المتبعة أمام المحاكم العادية .وتكون في هذه الحالة أمام محاكم تجارية أي إختصاص نوعي.
أما بالنسبة للجزائر ،فإن المشرع لم يأخذ بنظام القضاء المتخصص ،وبذلك فإنه ال يوجد
جهات قضائية تجارية ،إذ التقسيم مجرد تنظيم داخلي -تقسيم إداري -ال يتحدد به إختصاص
نوعي خاصة وأن المشرع أخذ بفكرة اإلحالة في المادة 32فقرة 5من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية( ،)36وفي حالة وجود قسم مدني فقط على مستوى المحكمة فإنه ينظر في
القضايا التجارية.
وقد منح االختصاص في المواد التجارية للمحاكم العادية ،التي تتولى الفصل في
المنازعات التجارية.
الفرع الثالث :التضامن بين المدينين ،فيراد به أنه متى قام أحد المدينين بوفاء الدين ،فانه
تبرئ ذمة جميع المدينين االخرين ،ويجوز للدائن ان يطالب المدينين منفردين أو مجتمعين
وال يجوز الحدهم أن يرفض الوفاء( ،) 37ففي المسائل التجارية عادة ما يكون التضامن
مفترض ،وتعد قاعدة التضامن بين المدينين في حالة تعددهم من القواعد العرفية التي
استقرت في المسائل التجارية ،وذلك تدعيما لعنصري الثقة واالئتمان في المعامالت التجارية
و تجنيب الدائن خطر إفالس أحد المدينين مع مالحظة أن هناك من يرى ضرورة النص
عليه .أما في المعامالت المدنية فإن قاعدة التضامن ال تتقرر إال بناء على نص أو اتفاق.
ويجوز في المسائل التجارية إبعاد قاعدة التضامن في أي تعامل ،ما لم يكن هناك نص
آمر ،يقر بوجوب قيام التضامن بين المدينين .ومثال ذلك نص المادة 551من القانون
التجاري الجزائري التي تنص بأن للشركاء بالتضامن صفة التاجر ،وهم مسؤولون من غير
تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة .وكذلك التضامن الصرفي في المسائل التجارية
18
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
(السندات التجارية)( ،)38فالتضامن التجاري أشد من التضامن العادي ،إذ يتعرض صاحبه
لإلفالس.
الفرع الرابع :اإلعذار ،القاعدة العامة أن اإلخالل باإللتزامات التعاقدية بعد حلول أجل الوفاء
بالدين ال يثبت إال بعد أن يقوم الدائن بإعذار المدين بضرورة تنفيذ التزاماته ،بحيث أن الدائن
ال يستطيع أن يطلب فسخ العقد استنادا إلى هذا اإلخالل أو أن يطالب بتعويض ما لحقه من
ضرر إال إذا قام بإعذار المدين حسب المادة 179ق مدني جزائري( ،)39ويتم أصال بعقد
غير قضائي بمعرفة المحضر القضائي أو برسالة مضمنة مع إشعار بالوصول .أما في
المسائل التجارية فقد جرى العرف على أن اإلعذار يمكن أن يتم بخطاب عادي ،كل ذلك من
أجل تحقيق السرعة التي تتميز بها المعامالت التجارية.
الفرع الخامس :مهلة الوفاء (نظرة الميسرة) المهلة القضائية ،إذا عجز المدين بدين مدني
عن الوفاء به في الميعاد ،جاز للقضاء أن ينظره إلى أجل معقول أو آجال ينفذ فيها إلتزامه،
إذا استدعت حالته ذلك من أجل تنفيذ التزامه ،ومن غير أن يلحق الدائن من هذا التأجيل
ضرر( المادة 210من القانون المدني الجزائري )(.)40
أما القانون التجاري ،فال يمنح مثل هذه السلطة للقاضي نظرا لما تتطلبه طبيعة
المعامالت التجارية ،وما تفرضه عليه من سرعة التنفيذ وثقة تقتضي من التاجر ضرورة
الوفاء بدينه في الميعاد وإال كان ذلك سببا في إشهار إفالسه .ويستثنى من ذلك السفاتج التي ال
تتجاوز مدتها سنة(.)41
الفرع السادس :اإلفالس ،ال يجوز شهر إفالس التاجر إال إذا توقف عن دفع ديونه التجارية
تطبيقا لمقتضيات المادة 215من القانون التجاري الجزائري ،أما إذا توقف عن دفع دين
مدني(إعسار) ،فال يجوز شهر إفالسه ،وإذا أجاز القانون للدائن بدين مدني أن يطلب شهر
إفالس التاجر ،إال أنه يجب أن يثبت أن التاجر قد توقف عن دفع دين تجاري عليه ،فإذا صدر
حكم يشهر اإلفالس ترفع يد التاجر عن إدارة أمواله والتصرف فيها أي الغل ،ويدخل جميع
الدائنين في اإلجراءات ،ويعين وكيل عنهم تكون مهمته تصفية أموال المفلس وتوزيع الناتج
منها بين الدائنين كل بحسب قيمة دينه ،وبذلك تتحقق المساواة بينهم.
" - 38ان صاحب السفتجة وقابلها ومظهرها وضامنها االحتياطي ملزمون جميعا لحاملها على وجه التضامن – "...المادة 432من القانون
التجاري الجزائري.
- 39االمر رقم 58/75المؤرخ في 1975/09/26ـ يتضمن القانون المدني الجزائري .
- 40االمر رقم 58/75المؤرخ في 1975/09/26ـ يتضمن القانون المدني الجزائري .
..." - 41ال يجوز منح آجال قانونية كانت أو شرعية اال في االحوال المنصوص عليها في المادتين 426و 438من هذا القانون (القانون
التجاري) – ".المادة 464من القانون التجاري الجزائري ،المرجع السابق.
19
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
أما المدين المدني ،فإنه يخضع ألحكام القانون المدني ( المواد من 177إلى ) 202
التي ال تتسم بالشدة والصرامة التي يتصف بها نظام اإلفالس .فليس في المسائل المدنية غل
يد المدين عن التصرف في أمواله وتصفيتها تصفية جماعية وتوزيع ثمنها على الدائنين.
كما قد يتابع جزائيا التاجر المتوقف عن الدفع في حالة اإلفالس بالتقصير أو
بالتدليس( ،)42فالمشرع وإن كان سهل اإلئتمان وحماه من جهة أخرى ،فإن التاجر الذي يمتنع
عن دفع الديون يخضع لإلفالس.
الفرع السابع :صفة التاجر التاجر هو الشخص الذي يباشر عمال تجاريا ويتخذه حرفة
معتادة له ،وذلك ما نصت عليه المادة االولى ( )01من القانون التجاري ،ومن يصبح تاجرا،
يخضع إللتزامات التجار ،خاصة منها القيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر التجارية ،كما
يخضع لنظام اإلفالس.
الفرع الثامن :التقادم ،القاعدة العامة في المادة المدنية أن التقادم يكون بعد مضي 15سنة،
(.)43
أما في المادة التجارية فبمضي 03سنوات ( السرعة واستقرار المعامالت التجارية)
20
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
21
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
وإن مقابل العمل المهني الحر هو مجرد مقابل أتعاب الخدمات التي قدمها صاحبها ،إال
أن الطبيب الذي يوسع نشاطه و يفتح مصحة ويستخدم عددا من األطباء والعمال من
ممرضين ومساعدين وأعوان ،فإنه بهذا يهدف إلى تحقيق الربح ،ومن ثم فهو يقوم بعمل
تجاري.
-3اإلنتاج الذهني والفكري ،إن التأليف ،النحت ،الرسم والتصوير كلها أعمال مدنية ألنها لم
تسبقها عملية شراء ،لكن يخرج عن ذلك عمل الناشر الذي يشتري حق التأليف قصد بيعه و
تحقيق الربح( )47ويكون بذلك وسيطا في تداول األفكار بين المؤلف والقراء.
-4بيع الصحف والمجالت ،يعتبر بيع الصحف والمجالت من األعمال التجارية متى كان
الغرض منها تحقيق الربح عن طريق نشر اإلعالنات واألخبار والمقاالت العلمية أو األدبية
أو اإلجتماعية ،أما إذا كانت الصحيفة ال تهدف إلى تحقيق الربح بل فقط نشر األفكار
والمعلومات كالمجالت التي تصدرها الجامعات والهيئات القضائية والدينية والعلمية فتعتبر
من األعمال المدنية.
ب -:محل الشراء منقوالت أو عقارات ،إن شراء المنقوالت بغرض بيعها يعتبر عمال تجاريا
سواء كان المنقول ماديا أو معنويا ،األولى بنص القانون أما الثانية فقد اعتبرها القضاء
كالمنقوالت المادية ،و ذلك عن طريق القياس مثل :براءات اإلختراع النماذج الصناعية
والعالمات التجارية ،حقوق الملكية األدبية والفنية ،ونفس الشيء بالنسبة لشراء العقارات
قصد بيعها.
ج -:نية تحقيق الربح ،إن ما يميز الشراء التجاري عن الشراء المدني هو عنصر القصد،
فإذا كان القصد من الشراء هو الربح فالعمل هو عمل تجاري والعكس صحيح .ويجب ان
يتوفر قصد الربح وقت الشراء حتى يكون العمل تجاريا ،حتى ولو لم يتم البيع فعال بعد
ذلك(.)48
هذا وتقتصر عملية الشراء من أجل البيع على المنقوالت المادية والمعنوية وكذلك
العقارات بقصد اعادت بيعها فقط دون الحاالت االخرى كالشراء بقصد الرهن او االيجار.
ثانيا :أعمال الصرف والبنوك والسمسرة والوكالة بالعمولة
أ -أعمال الصرف و البنوك ،نصت على هذه االعمال المادة 02فقرة 13من القانون
التجاري ،وهي أعمال تجارية منفردة حيث تكتسب الصفة التجارية حتى ولو وقعت لمرة
- 46استبعد المشرع الجزائري المهن المدنية الحرة صراحة من مجال تطبيق أحكام القانون رقم 08-04لسنة 2004يتعلق بشروط ممارسة
االنشطة التجارية وذلك بموجب المادة 07منه -المرجع السابق.
- 47أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص .ص61-60 .
- 48بوقادوم محمد ،المرجع السابق ،ص19 .
22
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
واحدة ،كما ان العمليات المصرفية هي العمليات التي تقوم بها البنوك ( ) 49وهي كثيرة
ومتنوعة ،فتقوم بإصدار األوراق المالية وتتوسط بين الجمهور الذي يكتتب في األسهم
والسندات كما تتوسط في اإلدخار واإلستثمار ،تقوم بفتح الحسابات البنكية ،تأجير الخزائن
الحديدية ...وذلك كله قصد تحقيق الربح ،لذا فكل هذه العمليات هي عمليات تجارية بالنسبة
للبنك أما بالنسبة ل لعميل تعتبر أعماال مدنية إال إذا صدرت من تاجر قصد تحقيق شؤون
تجارته.
ب -السمسرة ،هي عقد بمقتضاه يقوم وسيط بتقريب وجهات النظر بين شخصين ال
يعرف أحدهما األخر من أجل إبرام عقد ما مقابل أجر يحدد بنسبة مئوية من قيمة
الصفقة( ،) 50وينتهي دور السمسار بمجرد ابرام العقد سواء نفذ بعد ذلك او لم ينفذ،
فالسمسار غير مسؤول عن تنفيذ العقد ،كما ان عمله تجاري ولو وقع مرة واحدة ،وبغض
النظر عن طبيعة الصفقة تجارية كانت أم مدنية ،أما بالنسبة لألطراف المتعاقدة فاألمر
يتوقف على طبيعة التعاقد الذي يقومون به وبصفتهم.
ج -الوكالة بالعمولة ،تتمثل في التوسط بين المتعاملين قصد إبرام العقود والصفقات ،فهو
يقوم بعمل باسمه الخاص ولحساب موكله في مقابل أجر ،وإن الموكل قد يكون عمله
مدنيا أو تجاريا تبعا لطبيعة العمل األصلي.
د -األعمال التجارية البحرية ،إن التعداد الوارد ذكره في المادة 02قد جاء على سبيل المثال،
وتتمثل هذه األعمال في ما يلي:
-كل شراء و بيع لعتاد أو مؤن السفن؛
-كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة؛
-كل عقود التأمين و العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية؛
-كل اإلتفاقيات و اإلتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم و إيجارهم؛
و حقيقة لكي يكتسب العمل الصفة التجارية ال بد أن يتعلق بالتجارة البحرية ،وأن يكون
الغرض منه المضاربة وتحقيق الربح ،أما إذا تعلق األمر بشراء سفينة نزهة أو تدريب أو
بحث علمي ،فإن العمل يعد مدنيا بالنسبة للمشتري ،وذلك النتفاء المضاربة وتحقيق الربح.
- 49وقد حاول المشرع الجزائري تعريف العمليات البنكية على أنها '':تلقي األموال من الجمهور ،وعمليات القرض ،و كذا وضع وسائل الدفع تحت
تصرف الزبائن وإدارة هذه الوسائل''( . )49باإلضافة إلى عمليات أخرى كعمليات الصرف وعملية إصدار األوراق والنقود المعدنية وتداولها
وسحبها -.انظر المادة 66من القانون رقم 11-03يتعلق بالنقد والقرض لسنة ( .2003ج ر ،العدد 52مؤرخ في 27غشت .)2003
- 50علي البارودي ،محمد السيد الفقي ،القانون التجاري االعمال التجارية ،التاجر ،االموال التجارية ،الشركات التجارية ،عمليات البنوك واالوراق
التجارية ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،1999 ،ص73 .
23
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
الفرع الثاني :المــــــقاولة التــــجارية ،هي األعمال التي تعد في نظر المشرع الجزائري
أعماال تجارية إذا صدرت في شكل مقاولة أو مشروع أو على سبيل التكرار واإلحتراف،
فهي ال تستمد الصفة التجارية من طبيعة العمل ذاته أو من موضوعه وال حتى من صفة
القائم به.
كما أن المشرع الجزائري لم يعرف المقاولة في القانون التجاري ،إنما عرفها في القانون
المدني ،وتحديدا في المادة 549منه التي تنص على أن " المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد
المتعاقدين بأن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به المتعاقد اآلخر''.
و إن المشرع الجزائري في القانون التجاري يقصد من إصطالح
( المقاوالت) ":تكرار العمل التجاري بصورة متواصلة ،ومعتادة ،وبشكل منتظم عن طريق
وسائل مادية كاآلالت ...وطاقة بشرية كاليد العاملة ،فتوظف مجموع هذه الوسائل على
مختلف أنواعها سعيا وراء تحقيق الربح" .وعليه تقتضي المقاولة التجارية عنصرين ،االول،
يتمثل في االحتراف في ممارسة النشاط على وجه التكرار( ،)51اما الثاني ،فهو المضاربة من
خالل شراء عمل الغير لقاء أجر ثابت بقصد بيع ثمرة هذا العمل بثمن أكبر من االجر
وتحقيق الربح.
لذلك ،فالبعض يقترح استبدال مصطلح " مقاولة " باصطالح آخر يتمثل في "
مشروع " ألنه األدق واألكثر صحة وداللة على ما يرمي إليه المشرع الجزائري في المادة
02المذكورة أعاله.
أوال :مقاولة تأجير المنقوالت أو العقارات ،مثل :مقاولة تأجير السيارات ،مقاولة تأجير
األفالم السنمائية ،مقاولة تأجير الدراجات النارية ،مقاولة الفنادق التي تؤجر الغرف ،...و
كذلك مقاوالت تأجير العقارات التخاذها مقر لشركة ما أو فندق ما...إلخ.
ثانيا :مقاولة اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح ،هي مقاولة الصناعة أو الزراعة التي تختص
بتح ويل المواد األولية أو المنتجات إلى سلع صالحة لسد حاجات اإلنسان كصناعة األثاث من
الخشب ،المالبس من القطن أو الصوف ،الزيت من الزيتون ...إلخ .أما مقاولة اإلصالح فهي
التي تقوم بعمليات إصالح السلع المصنوعة كإصالح السيارات و األجهزة اإللكترونية
....إلخ.
ثالثا :مقاولة البناء أو الحفر أو تمهيد األرض ،فكل من يقوم بترميم المباني ،إنشاء الطرق و
الجسور ،إقامة األنفاق ،شق الطرق ،حفر القنوات ،مد خطوط السكك الحديدية يعتبر تاجرا
...إلخ.
24
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
رابعا :مقاولة التوريد أو الخدمات ،كتوريد المياه و الكهرباء و الغاز ،توريد األوراق
للصحف أو الوقود للسفن أو الفحم والبترول للمصانع ،توريد األغذية إلى المدارس
والمستشفيات ،توريد العمال لشق الطرق والسدود أو لتنظيف المساكن أو شحن السفن
وتفريغها...إلخ .فالمشرع يضفي الصفة التجارية على عملية التوريد حتو ولو انصب التوريد
على محاصيل زراعية او أسماك تم صيدها ،على اعتبار ان العملية تتضمن المضاربة
وتعرض المورد لتقلبات االسعار قاصدا من وراء ذلك تحقيق الربح(.)52
خامسا :مقاولة إستغالل المناجم أو مقالع الحجارة أو منتوجات األرض األخرى ،تعتبر هذه
االعمال عمال تجاريا بحسب الموضوع اذا تم في شكل مقاولة ،كمقاوالت استخراج الحديد،
النحاس ،إستغالل النفط والغاز ،مقاوالت استغالل المياه المعدنية ،استغالل األمالح من
الطبيعة ،الحجارة ،الرخام ...إلخ.
سادسا :مقاولة النقل واإلنتقال ،النقل هو عقد يتعهد بمقتضاه شخص يسمى الناقل بنقل
األشخاص أو البضائع من مكان إلى أخر بوسائل النقل البرية أو البحرية أو الجوية في مقابل
أجر يدفعه المسافر أو صاحب البضاعة.
سابعا :مقاولة إستغالل المالهي العمومية و اإلنتاج الفكري ،المقصود باألولى تلك
المقاوالت الخاصة بتسلية الجمهور في مقابل أجر كدور السنما ،المسارح ،السرك ،مدن
المالهي ...إلخ.
أما الثانية فتتمثل في دور النشر التي تقوم بشراء حق التأليف من المؤلف قصد بيعه
وتحقيق الربح ،وكذلك المقاوالت التي تستغل القصص عن طريق نشرها أو عرضها في
أفالم السنما أو التي تستغل المؤلفات الموسيقية واألداء الغنائي عن طريق نشرها في
أسطوانات أو شرائط.
ثامنا :مقاولة إستغالل المخازن العمومية ،المخازن أو المستودعات العمومية هي
محالت واسعة معدة إليداع السلع نظير أجر بمقتضى سندات التخزين التي تمثل السلع
المودعة ،إذ تقوم مقاولة المخازن باستالم السلع والحفاظ عليها لحساب الوديع أو لمن
تؤول إليه ملكية السلعة أو حيازتها ،ويمكن بيع أو رهن هذه البضائع دون حاجة لنقلها
و ذلك من خالل تظهير سند اإليداع لذلك يتمثل نشاطها في الوديعة بأجر كغرف التبريد.
تاسعا :مقاولة بيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة
بالتجزئة ،يقصد بمقاولة البيع بالمزاد العلني المحالت واألماكن المعدة لبيع المنقوالت أو
البضائع المملوكة للغير بطريق المناداة العلنية ،والتي تعمل على بيع األموال المنقولة
25
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
بالجملة إذا كانت جديدة وبالتجزئة إذا كانت مستعملة لمن يقدم أعلى ثمن ،ويتلقى الوسيط
عادة أجر يتمثل في نسبة مئوية من الثمن.
وما تجدر اإلشارة إليه أن من يمتهن الوساطة في البيع بالمزاد العلني مقابل أجر يعتبر
عمله عمال تجاريا.
عاشرا :مقاولة التأمين ،التأمين هو أن يتعهد شخص يسمى المؤمن بأن يؤدي للمؤمن له
مبلغا من النقود في حالة تحقق الخطر المؤمن منه ،وذلك نظير أقساط يؤديها المؤمن له
للمؤمن ،وإنه بحسب المادة 02ق تجاري جزائري ،فإن كل مشروع يباشر نشاط
التأمين فإن عمله يعتبر تجاريا لكن مع وجود بعض اإلستثناءات.
احدى عشر :كل مقاولة لصنع او شراء او بيع واعادة بيع السفن للمالحة البحرية ،ومثل
هذه االعمال ال يمكن ان تتم اال في شكل مشروع منظم يتطلب عمال ومهندسين وخبرات
فنية ،وهذا ال يتوفر اال في المشروعات المتخصصة( .)53وهناك من يرى ان بيع السفينة
يعتبر عمال تجاريا حتى وان لم يكن يقصد البيع عند الشراء كمن يشتري سفينة الستثمارها
تجاريا في نقل البضائع واالشخاص ثم يقوم ببيعها بعد فترة (.)54
ومن خالل عرض هذه المقاوالت التي ذكرها المشرع الجزائري على سبيل المثال ال
الحصر ،تاركا المجال مفتوح على التطور االقتصادي وظهور عدة أعمال و أنشطة أساسها
المضاربة و تأخذ شكل مقاولة .فانه يجب التفرقة بين مقاولة الصناعة والحرف ،فالصناعة ال
تعتبر عمال تجاريا إال إذا كانت في شكل مقاولة كالصناعة التقليدية مثال ،ومن ثم فانه ال يقوم
بعمل تجاري الشخص الذي يمارس صناعة يدوية بمفرده أو بمساعدة عدد قليل من العمال
واآلالت ،فهذا الشخص يسمى حرفي مثل النجار ،والخياط ...الخ.
المطلب الثاني :األعمال التجارية بحسب الشكل
نصت المادة 03من القانون التجاري الجزائري " :يعد عمال تجاريا بحسب شكله:
-التعامل بالسفتجة بين كل األشخاص؛
-الشركات التجارية؛
-وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها؛
-العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية؛
-كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية و الجوية".
- 53حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،المرجع السابق ،ص139 .
- 54حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،نفس المرجع ،ص139.
26
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
وعليه ،يكون المشرع الجزائري قد اضفى الصفة التجارية على هذه االعمال بغض
النظر عن الشخص القائم بها ان كان تاجرا ام ال ،وبغض النظر عن موضوعها ان كان
تجاريا ام مدنيا ،ونبين ذلك كما يلي:
الفرع األول :التعامل بالسفتجة ،السفتجة هي عبارة عن محرر أو سند مكتوب يأمر من
خالله شخص يسمى "الساحب " أحد مدينه "المسحوب عليه " ،بأن يسدد مبلغ مالي لشخص
ثالث هو المستفيد أو الحامل بمجرد اإلطالع عليها أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين(.)55
إن كل العمليات الواردة على السفتجة من سحب ،قبول ،وفاء ،تظهير و ضمان ،تعتبر
عمال تجاريا سواء صدرت من تاجر أو من غير تاجر باستثناء القاصر حسب المادة 389
قانون تجاري جزائري.
الفرع الثاني :الشركات التجارية( ،)56إن عقد الشركة عقد يتم بين شخصين أو أكثر قصد
القيام بعمل مشترك واقتسام ما ينتج عنه من ربح أو خسارة( ،)57إال أن هذا العقد ليس كغيره
من العقود إذ يترتب عليه انشاء شخص معنوي يتمتع بكيان ذاتي مستقل.
و تتخذ الشركات التجارية العديد من األشكال وفقا للقانون التجاري الجزائري،
وإن كل ما يتعلق بهذه الشركات من تأسيس ،ممارسة النشاط ،النزاع بين الشركاء ،وأعمال
التصفية أو اقتسام أموال الشركة من بعد التصفية يعتبر من األعمال التجارية بحسب الشكل.
و الواقع أن إضفاء صفة التجارية على الشركات حسب شكلها و مهما كان موضوعها الهدف
منه هو حماية الغير المتعاقدين مع الشركة(.)58
الفرع الثالث :وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها ،هي التي يقوم فيها األشخاص
بأداء شؤون الغير مقابل أجر يحدد بمبلغ ثابت يتم االتفاق عليه مسبقا ،أو يحدد بنسبة مئوية
من قيمة الصفقة التي تتوسط الوكاالت والمكاتب في إبرامها ،مثل :مكاتب التوظيف
والتخديم ،وكاالت األنباء ،وكاالت اإلعالن ،مكاتب السياحة ،الوكاالت العقارية ،مكاتب
الزواج...إلخ.
- 55راجع الكتاب الرابع ،الباب االول ،الفصل االول ،من القانون التجاري الجزائري المتضمن السفتجة والعمليات الصرفية الناتجة عنها.
" - 56تعد شركات التضامن وشركات التوصية والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة ،تجارية بحكم شكلها ومهما يكن
موضوعها" –المادة 544فقرة 2من المرسوم التشريعي رقم 08-93المؤرخ في . 1993/04/25المعدل والمتمم للقانون التجاري الجزائري .كما ان
المشرع يعتبر المؤسسة العمومية االقتصادية شركات مساهمة تخضع للقانون التجاري والقانون العام ،وذلك بموجب االمر رقم 04-01المؤرخ في
2001/08/20يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها مكمل باالمر رقم 01-08المؤرخ في .2008/02/20
- 57المادة 416من القانون المدني الجزائري.
- 58عباس حلمي المنزالوي ،القانون التجاري ،الشركات التجارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1984،ص07 .
27
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
هذا وقد اعتبر المشرع هذه المكاتب تجارية حتى وان كانت تقدم أعماال مدنية ،وهذا
حماية للغير المتعامل معها( )59واخضاعها لقواعد القانون التجاري الصارمة السيما الى نظام
االفالس وكذلك االستفادة من قاعدة حرية اإلثبات.
الفرع الرابع :العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية
المشرع الجزائري لم يعرف المحل التجاري كما هو ،وإنما عدد عناصره دون بيان
طبيعته أو خصائصه القانونية ،ومن أجل استغالل المحل التجاري البد أن يتضمن عناصر
مادية تتمثل في المعدات واآلالت والبضائع ،وعناصر معنوية هي العمالء ،الشهرة ،عنوان
المحل ،االسم التجاري ،الحق في اإليجار وحقوق الملكية الصناعية والتجارية(.)60
إن كل عملية تتعلق بالمحالت التجارية هي ذات صفة تجارية بصرف النظر عن
الشخص القائم بها (تاجر أم غير تاجر) مثل :بيع المحالت التجارية ،تأجيرها ،رهنها ،تأجير
االسم التجاري ،بيع أو شراء أثاث المحالت التجارية ،بيع براءات اإلختراع...إلخ.
االفرع الخامس :العقود التجارية المتعلقة بالتجارة البحرية أو الجوية ،إن كافة العقود
المتعلقة بالتجارة البحرية والجوية تعتبر أعماال تجارية بصرف النظر عما إذا كان أطراف
العقد من التجار أم ال ،مثل :شراء وبيع السفن ،شراء و بيع الطائرات ،عقود استخدام البحارة
والمالحين اإلتفاق على أجورهم ،تأجير السفن والطائرات ،التأمين البحري أو الجوي...إلخ.
المطلب الثالث :األعــمال التجـــــــــارية بالتبــــعية
الفرع األول :التعريف نصت المادة 04من القانون التجاري الجزائري على أنه ":يعد
عمال تجاريا بالتبعية،
-األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره.
-اإللتزامات بين التجار''.
سميت بهذا االسم ألنها تتبع الشخص الذي يمارسها ،فإذا مارسها شخص مدني تعتبر
أعماال مدنية ،وإذا مارسها تاجر فإنها تفقد صفتها المدنية وتكتسب الصفة التجارية ،لذلك
يقال بأنها أعمال مدنية بطبيعتها إال أنها تعتبر تجارية متى قام بها تاجر وتعلقت بشؤون
تجارته ،وإنها تسمى كذلك ب األعمال التجارية الذاتية أو الشخصية " و" األعمال التجارية
النسبية " ،وإن الهدف من هذه النظرية هو تطبيق نظام قانوني موحد على جميع األعمال
التي تصدر عن التاجر تبعا للمبدأ القائل" تبعية الفرع لألصل في الحكم.
الفرع الثاني :شروط تطبيق النظرية
إنه لتطبيق هذه النظرية ال بد من توافر شروط محددة وفقا للمادة السابقة الذكر:
- 59احمد محرز ،المرجع السابق ،ص96 .
- 60راجع المادة 78من القانون التجاري الجزائري.
28
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
أوال :ضرورة إكتساب صفة التاجر ،حسب المادة 01من القانون التجاري الجزائري.
ثانيا :إرتباط العمل بالمهنة التجارية ،كشراء التاجر للوقود آلالت مصانعه التأمين على
المحل التجاري ضد الحريق و السرقة ،العقود التي يبرمها التاجر مع شركة لإلعالن عن
بضائعه في الصحف و المجالت لترغيب المستهلكين بها ،شراء سيارة لنقل البضائع ،التعاقد
مع شركة ما لتوريد الكهرباء و الغاز لمحله التجاري ،االقتراض لشؤون تجارته ...إلخ.
إن الفقرة األخيرة من المادة 04توحي بأن المشرع يشترط العتبار العمل تجاري
بالتبعية أن يتم بين تاجرين ،غير أن كال من الفقه والقضاء في فرنسا ومصر قد استقرا على
االكتفاء بأن يكون أحد طرفي االلتزام تاجرا حتى يعتبر العمل بالنسبة إليه تجاريا ،بينما يبقى
الطرف الثاني محتفظا بصفته المدنية ،وإن هذا ما قصدته المادة 4ق تجاري جزائري.
الفرع الثالث :تطبيقات نظرية االعمال التجارية بالتبعية
ان نظرية االعمال التجارية بالتبعية تشمل جميع االلتزامات سواء كان مصدرها العقد
أو باقي مصادر االلتزام كالمسؤولية التقصيرية أو اإلثراء بال سبب.
أوال :تطبيق النظرية على االلتزامات التعاقدية
تطبيقا لنص المادة 4ق تجاري جزائري ،فإن جميع العقود التي يبرمها التاجر
لحاجات تجارته تعتبر تجارية حيث تعتبر هذه المادة أساسا لنظرية االعمال التجارية
بالتبعية ،مثل شراء األثاث للمحل التجاري أو شراء آالت صناعية ،أو شراء شاحنة لنقل
البضائع أو عقد تأمين محله التجاري ،كذلك عقود العمل التي يبرمها التاجر مع عماله .كل
هذه األعمال تعتبر تجارية بالتبعية بالنسبة للتاجر ،ولكن في الواقع يطبق عليها كذلك قانون
العمل والتأمين وقوانين خاصة بها .اال أن هناك بعض العقود تثير لبسا في وصفها باالعمال
التجارية بالتبعية وهي كما يلي:
أ-عقد العمل ،تعتبر عقود العمل مدنية بالنسبة للعمال الذين تعاقدوا مع التاجر .لكن فيما يتعلق
بطبيعة هذا العقد بالنسبة للتاجر فقد ثار خالف فقهي ،حيث ذهب جانب من الفقه إلى القول
بأن عقد العمل يبقى محتفظا بطابعه المدني بالنسبة لرب العمل – التاجر -على أساس أن
العالقة القانونية بين التاجر وعماله تخضع ألنظمة قانونية مستقلة عن القانون التجاري(،) 61
ولكن الرأي الراجح يرى أن عقد العمل بالنسبة لرب العمل تضفى عليه الصفة التجارية وهذا
استنادا إلى نظرية االعمال التجارية بالتبعية.
29
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
ب-عقد الكفالة ،الكفالة من عقود التبرع ،حيث يقدم الكفيل خدمة للمدين دون أن يتقاضى
أجرا على كفالته ،والكفالة عقد مدني ولو كان الدين تجاري ولو كان الكفيل تاجرا (،) 62
فاألصل أن الكفالة تبقى محتفظة بالطابع المدني سواء كان الكفيل تاجرا أو مدنيا ،اال ان
الكفالة تكتسب الصفة التجارية في الحاالت االتية:-إذا كانت الكفالة بمثابة ضمان احتياطي
لورقة تجارية ،فتعتبر الكفالة في هذه الحالة عمال تجاريا كأن تتعلق مثال بضمان الورقة
التجارية (سفتجة مثال) ،وهذا طبقا للمادة 651الفقرة 2من القانون المدني الجزائري.
كما تعتبر الكفالة تجارية إذا صدرت من أحدى البنوك لعميل من عمالئها ،فتعتبر
الكفالة هنا تجارية ألن أعمال البنوك تجارية بطبيعتها ،وهذا استنادا إلى نص المادة 2فقرة
13ق تجاري جزائري .وتعتبر الكفالة أيضا عمال تجاريا بالتبعية إذا قام بها الكفيل التاجر
لمصلحته التجارية ،كأن يكفل تاجر أحد عمالئه التجار ليجنبه خطر اإلفالس.
ج-العقود الواردة على العقار ،تعتبر هذه العقود من قبيل األعمال المدنية يحكمها القانون
المدني .لكن إذاتعلق األمر بعقود تنشأ التزامات محلها العقار ،كتعاقد التاجر مع المقاول على
ترميم المحل التجاري ،فإن التزام التاجر في هذه الحالة يكون متعلقا بالتجارة ،وبالتالي يعد
من ضمن األعمال التجارية بالتبعية ،وكذلك إذا اتفق التاجر مع أحد المقاولين على توريد
األدوات الالزمة لبناء مصنع أو لتوسيع العقار الذي يزاول فيه نشاطه التجاري( ،)63فإن
التزام التاجر بالوفاء بقيمة هذه األدوات يعد عمال تجاريا بالتبعية مصدره عقد مقاولة.
ثانيا :تطبيق النظرية على االلتزامات غير التعاقدية
يمتد تطبيق هذه النظرية على االلتزامات غير التعاقدية أيضا ،فقد جاء نص المادة
الرابعة( )04شامال لمفهوم االلتزامات ،ومن ثم يعتبر تجاريا بالتبعية التزامات التاجر
المتعلقة بنشاطه التجاري والتي يكون مصدرها غيرالعقد ،كالمسؤولية التقصيرية ،االثراء
بال سبب ،االرادة المنفردة و القانون.
أ -المسؤولية التقصيرية ،تقوم مسؤولية الشخص التقصيرية متى ارتكب فعل بخطئه،
وسبب ضررا للغير يستوجب التعويض( ،)64وتطبيقا لذلك يلتزم التاجر بالتعويض عن
العمل غير المشروع الذي يقع منه بمناسبة نشاطه التجاري سواء في ذلك كانت
المسؤولية عن أعمال شخصية أو عن عمل الغير أو عن فعل الحيوانات أو األشياء
وسواء كانت األضرار مادية أوبدنية ،كما يعد عمال تجاريا بالتبعية التزام التاجر
بالتعويض عن أعمال المنافسة غير المشروعة ،كتقليد العالمات التجارية الخاصة
بالغير أو براءة االختراع .
30
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
ب: -االثراء بال سبب ،حتى يعتبر اثراء التاجر بال سبب عمال تجاريا بالتبعية يشرط أن
تكون عالقة بين هذا اإلثراء والنشاط التجاري للتاجر ،وعليه ،تطبيق نظرية االعمال
التجارية بالتبعية على أعمال الفضالة والدفع غير المستحق ،كما لو تسلم تاجر مبلغا
يزيد على ثمن البضاعة التي باعها ،فان التزامه برد ما زاد على الثمن يعتبر تجاريا
بالتبعية ،إذ يلتزم برد المبلغ الزائد عن الثمن ألنه غير مستحق ويعتبر عمال تجاريا
بالتبعية ألنه متصل بالشؤون التجارية ،كذلك التزام التاجر برد ما صرفه الفضولي
بمناسبة أعمال تتعلق بتجارة رب العمل ،كما لو تدخل الفضولي ليدفع دينا عن التاجر
المتوقف عن الدفع حتى ال يشهر إفالسه.
الفرع الرابع:االرادة المنفردة والقانون ،يعتبر الوعد بجائزة من طرف تاجر لمن قام بعمل
معين عمال تجاريا بالتبعية بشرط أن يكون هذا االلتزام -الذي مصدره االرادة المنفردة-
متعلق بالنشاط التجاري للتاجر .كما يعد من قبيل األعمال التجارية بالتبعية دفع التاجر
اشتراكات التأمين على عماله نظرا لتوفر شروط العمل التجاري بالتبعية حيث أن القاائم
بالعمل تاجر ودفع االشتراكات متعلق بنشاطه التجاري ،ومصدر هذا االلتزام هو القانون.
المطلب الرابع :األعمال التجارية المخـــتلطة
الفرع األول :التعريف ،ال تعتبر األعمال التجارية المختلطة فئة جديدة قائمة بذاتها أو مستقلة
عن األعمال التجارية ،إنما تدخل في األعمال التجارية التي سبق ذكرها ،لكن تطلق عليها
هذه التسمية نظرا لكونها تتصف بالتجارية بالنسبة لطرف ومدنية بالنسبة للطرف اآلخر،
مثل :بيع تاجر التجزئة السلع للمستهلك ،شراء تاجر من مزارع محاصيل زراعية إلعادة
بيعها( ،)65دار النشر التي تتعاقد مع كاتب وتشتري حقوق التأليف ،عقود العمل التي يبرمها
التاجر ،تعاقد صاحب المسرح مع الممثلين...إلخ.
الفرع الثاني :النظام القانوني لألعمال التجارية المختلطة ،يقتضي المنطق القانوني تطبيق
أحكام القانون التجاري على من يعتبر العمل بالنسبة إليه تجاريا ،وتطبيق أحكام القانون
المدني على من يعتبر العمل بالنسبة إليه مدنيا ويتجلى ذلك في المسائل التالية:
أوال :اإلختصاص القضائي
أ -اإلختصاص النوعي ،ال يثير هذا االختصاص أي اشكال في الجزائر لعدم وجود
قضاء تجاري مستقل عن القضاء المدني ،وما هو موجود يعتبر مجرد تقسيم للعمل
بين القضاة ،على عكس المشرع الفرنسي الذي أوجد نوعين من المحاكم ،محاكم
خاصة بالمنازعات المتعلقة باألعمال التجارية وأخرى خاصة بالمنازعات المدنية.
31
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
ويعود االختصاص النوعي للمحكمة المدنية او التجارية بحسب صفة العمل بالنسبة
للمدعي عليه ،تطبيقا للقواعد العامة التي تقرر بأنه :على المدعي أن يلجا إلى محكمة
المدعى عليه في اقرب المحاكم الى موطنه ،فإذا كان العمل مدنيا بالنسبة للمدعي عليه،
وجب رفع الدعوى إلى المحكمة المدنية باعتبارها محكمة المدعى عليه ،أما إذا كان
العمل تجاريا بالنسبة للمدعى عليه ،فانه بامكان الطرف المدني أن يقاضي المدعى عليه
أمام المحكمة التجارية ،كما أن القضاء أجاز للطرف المدني الحق في رفع الدعوى أمام
المحكمة المدنية ،نظرا ألن القضاء التجاري قضاء استثنائي.
ب-االختصاص المحلي ،فيكون وفقا لما يحدده المشرع الجزائري إذ يرجع إلى موطن
المدعى عليه كقاعدة عامة منصوص عليها في المادة 37من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،حيث جاء نصها كما يلي " :يؤول االختصاص االقليمي للجهة القضائية التي يقع
في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه ،"...وعليه ،ال يجوز مقاضاة الطرف المدني إال
أمام محكمة موطنه أي محل إقامته وهذا طبقا للقواعد العامة ،أما بالنسبة للطرف الذي يعتبر
عمله تجاري فيجوز رفع الدعوى عليه أمام إحدى المحاكم التالية :محكمة موطنه ،محكمة
محل إبرام العقد ،محكمة محل تنفيذ العقد.
ثانيا :اإلثبات ،إن الطرف المدني يستطيع أن يثبت حقه في مواجهة خصمه الذي يعد العمل
بالنسبة إليه تجاريا بكافة طرق اإلثبات مهما كانت قيمة الحق المطالب به( ،)66في حين أنه ال
يجوز اإلثبات في مواجهة من يعتبر الحق بالنسبة إليه من طبيعة مدنية إال بالكتابة متى
تجاوزت 100000دج أو كان غير محدد القيمة ،تطبيقا لما نصت عليه المادة 333من ق
المدني الجزائري.
وفي حالة وجود نزاع قضائي ترتب عن عمل مختلط ،فانه يمكن الطرف المدني أن
يثبت حقه في مواجهة الطرف التجاري بكافة طرق اإلثبات ،أما الطرف التجاري فال يستطيع
اإلثبات في مواجهة الطرف المدني إال وفقا لقواعد القانون المدني ،فمثال إذا ادعى تاجر
التجزئة الذي باع سلعة الى المستهلك بأنه لم يستلم ثمنها وجب عليه االلتزام بقواعد اإلثبات
المدنية )الكتابة ( إال إذا وجد مانع أدبي أو ضاع سند الدين بسبب أجنبي(.)67
ثالثا :الرهن والفائدة ،إذا كان الدين المضمون بالرهن بالنسبة للمدين تجاريا أعتبر الرهن
تجاريا و أخضع ألحكام القانون التجاري ،أما إذا كان الرهن بالنسبة للمدين مدنيا طبقت عليه
أحكام القانون المدني ،وهذا هو الحال بالنسبة لنظام الفائدة الذي يختلف بحسب ما إذا كان
الدين مدنيا أو تجاريا ،كما نشير الى ان المشرع الجزائري منع الحصول على الفائدة
32
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
المترتبة عن القرض المدني وفقا للمادة 454ق مدني جزائري ،في حين أجاز اخذ فائدة على
القروض التجارية( القروض البنكية).
- 68متى كانت التجارة من اعمال التصرف فان المشرع الجزائري يشترط في التاجر االهلية الكاملة لمباشرة التصرفات التجارية (المادة 40من
القانون المدني الجزائري) ،اما القاصر فله أحكام خاصة تضمنتها المادتين 05و 06من القانون التجاري الجزائري ،وهي الحصول على اذن مسبق
من الوالد او االم ،أو قرار من مجلس العائلة مصدق عليه من طرف المحكمة.
- 69المواد 07و 08من القانون التجاري الجزائري.
- 70حسين النوري ،األعمال التجارية والتاجر ،مكتبة عين شمس ،مصر ،1976 ،ص 74.
33
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
االحتراف هو توجيه النشاط اإلنساني لمزاولة عمل معين بشكل منتظم ومستمر قصد
اتخاذه مهنة إلشباع الحاجات ،واتخاذ هذه المهنة وسيلة للعيش واالرتزاق حتى ولو لم يكن
ذلك العمل المصدر الوحيد لإلرتزاق .هذا ويرد االحتراف الكتساب صفة التاجرعلى
األعمال التجارية الموضوعية( ،)71وبصفة رئيسية ،وعليه يخرج من دائرة االعمال محل
االحتراف االعمال التجارية بالتبعية ألن هذا النوع من األعمال يتطلب ابتداء تحقق احتراف
العمل التجاري بالنسبة لمن يمارسها( ،)72بحيث يكون القائم بها تاجرا وأن يقوم بهذه األعمال
لحاجات تجارته تطبيقا لنص المادة 04من القانون التجاري.
وعليه فاالحتراف في مهنة التجارة يعني ممارسة النشاط التجاري بصورة متكررة،
مستمرة ،منتظمة وعلى سبيل االستقالل.
الفرع الثالث :االستقاللية في ممارسة األعمال التجارية والقيام بها لحسابه الخاص
هذا الشرط لم ينص عليه المشرع التجاري ،ويقصد به اإلستقاللية في المهنة ،بحيث
يمارس الشخص العمل التجاري لحسابه الخاص وليس لحساب غيره ،لذلك ال يعتبر العمال
والمستخدمين تجارا ألنهم ال يقومون باألعمال التجارية لحسابهم الخاص ،إنما لحساب
التاجر ،لذلك يتحمل التاجر مخاطر القيام بالنشاط ،كما يكون مسؤول عن تنفيذ العمليات
التجارية مع الزبائن.
وفي هذا الشأن نستحضر المادة 07من ق التجاري الجزائري التي تؤكد مبدأ
االستقالية في ممارسة النشاط التجاري ،على أنه " :ال يعتبر زوج التاجر تاجرا إذا كان
يمارس نشاطا تجاريا تابعا لنشاط زوجه .وال يعتبر تاجر إال إذا كان يمارس نشاطا تجاريا
منفصال ، ".كما يجب أن تلتزم المرأة التاجرة شخصيا باألعمال التي تقوم بها في إطار
تجارتها وهذا ما كرسه المشرع بموجب المادة 08فقرة 1من القانون التجاري ،حيث نصت
صراحة على أن " :تلتزم المرأة التاجرة شخصيا باألعمال التي تقوم بها لحاجات
تجارتها...ويكون للعقود بعوض التي تتصرف بمقتضاها في أموالها الشخصية لحاجات
تجارتها ،كامل االثر بالنسبة للغير.".
المطلب الثالث :األهلية التجارية
تشترط األهلية التجارية للتجار لالشخاص ،فال يكفي للشخص ممارسة األعمــال
التجارية الكتســـاب صفة التاجر بل ال بد أن تتوفر فيه األهلية القانونية الحتراف التجارة،
وإن األهلية التجارية هي قدرة الشخص على مباشرة التصرفات القانونية ،بحيث يكون
مسؤوال عن األعمال التي يقوم بها.
71
Bernard SAINTOURENS, Annales droit des affaires et droit commercial 2006,Dalloz, Paris, 2006, p 33.
- 72محمد فريد العريني ،محمد السيد الفقي ،القانون التجاري ،االعمال التجارية ،التجار ،الشركات التجارية ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت2010 ،ص157 .
34
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
إن القانون التجاري الجزائري لم يتطرق إلى األهلية التجارية االمر الذي يجعلنا
نرجع إلى القواعد العامة ،فتنص المادة 40من ق المدني الجزائري على ان :سن الرشد 19
سنة كاملة ،وعليه ،فكل شخص بلغ هذه السن يجوز له مزاولة التجارة طالما كانت أهليته
كاملة ولم يشوبها عارض من عوارض األهلية كالجنون ،السفه ،العته ،الغفلة.
كما ان مباشرة االعمال التجارية واحترافها من طرف االشخاص دون توفرهم على
االهلية ال يكسبهم صفة التاجر ،كما انه ال نخلط بين إنعدام األهلية والمنع من إحتراف
التجارة ،ذلك ألن الشخص قد تتوفر لديه أهلية ويمنع من إحتراف التجارة مثل المحامين،
المهندسين ،االطباء والموظفين...الخ ،ولكن في حالة ما إذا إحترف هـؤالء األشخاص
التجارة ،فإنهم يكتسبون صفة التاجر ويلتزمون بجميع اإللتزامات التجارية ،وهذا حماية
للغير الذي تعامل معهم ،باالضافة إلى تطبيق عليهم العقوبات نتيجة مخالفة الحظرالذي جاء
به القانون المتضمن شروط ممارسة االنشطة التجارية( ،)73زيادة على توقيع عليهم عقوبات
تأدبية تضمنتها قوانين مهنتهم(.)74
الفرع األول :أهلية القاصر
لقد تطرق المشرع الجزائري في المادة 05ق تجاري جزائري إلى أهلية القاصر
المرشد ،ويستفاد منها ضرورة توافر ثالث شروط حتى يستطيع القاصر مباشرة األعمال
التجارية وهي:
-أن يكون القاصر قد بلغ 18سنة كاملة ذكر أو أنثى.
-أن يحصل على إذن مسبق من والده أو أمه أو قرار مجلس العائلة مصادق عليه من
المحكمة.
-أن يقدم هذا اإلذن الكتابي دعما لطلب التسجيل في السجل التجاري.
كما تضيف المادة 06أن ذوي شأن القاصر يجوز لهم أن يقيدوا اإلذن ألن هدفهم يتمثل
دائما في تحقيق مصلحة القاصر ،وبالتالي فإن القاصر ال يتمتع بأهلية االتجار إال في الحدود
التي رسمها له اإلذن المصادق عليه من المحكمة ،ما يعني أن جميع التصرفات التي تكون
في إطار اإلذن تعتبر صحيحة و تكسبه صفة التاجر ،أما التصرفات التي تخرج عن الحدود
الـمرسومة في اإلذن فيجــوز له أن يتمسك بإبطالها لمصلحته
- 73تنص المادة 09فقرة 1من القانون رقم 08 -04المؤرخ في 14أوت 2004و المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية" :ال يجوز ألي كان
ممارسة نشاط تجاري إذا كان خاضعا لنظام خاص ينص على حالة تنافي." ...
- 74راجع في هذا الشأن مثال قانون الوظيفة العمومية رقم 03-06لسنة ،2006قانون المحاماة لسنة . 2013كما ان االعمال التجارية التي اذا ما
قاموا بها أصحاب المهن الحرة والموضفين تظل صحيحة و تعطى لهم الصفة التجارية ،ويلتزمون بجميع ما يلتزم به التاجر ،وهذا ما جسده المشرع
الجزائري في القانون المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ،حيث اعتبر أن األعمال الصادرة عن شخص في وضعية التنافي ترتب كل أثارها
القانونية تجاه الغير حسن النية الذين يمكن هم التمسك بها ،دون أن يكون للمعني حق اإلستفادة منها ،والهدف من ذلك هو حماية الغير حسن النية
المتعامل مع هذا الشخص.
35
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
لبطالنا نسبيا ،وال تكسبه صفة التاجر ،هذا فيما يخص األموال المنقولة.
أما بالنسبة لألموال العقارية ،فإن القانون ال يجيز للقاصر التصرف فيها إال بعد إتباع
اإلجراءات الشكلية المتعلقة ببيع أموال القصر أو عديمي األهلية ،لكن يجوز لهم أن يرتبوا
عليها التزاما أو رهنا(.)75
أما إذا مارس القاصر التجارة دون إذن ولي أمره فال يكتسب صفة التاجر ويمنع شهر
إفالسه ،وال يمكن تطبيق أحكام القانون التجاري عليه ،وبالتالي تقع تصرفاته باطلة بطالنا
نسبيا لمصلحته ،وإذا تمسك بإبطال تصرفاته وجب عليه أن يرد للطرف اآلخر الفائدة التي
عادت إليه من جراء تنفيذ العقد كي ال يثرى على حساب الغير.
الفرع الثاني :أهلية المرأة المتزوجة
نصت المادة 08من ق التجاري الجزائري ":تلتزم المرأة التاجرة شخصيا باألعمال
التي تقوم بها لحاجات تجارتها."...
وعليه ،يمكن للمرأة أن تمارس التجارة دون إذن من زوجها وتتحمل كامل المـسؤولية
عن ممارسة المهنة ،ولها أن تلتـــزم بكل إلتــــزامات التجار ،وحينما تقوم بمساعدة
زوجها في البيع بالتجزئة ال تكتسب صفة التاجر ،وال يعتبر عملها إال مجرد مساعدة
نتيجة لرابطة الزوجية ،فهي تعمل لحساب زوجها وليس لحسابها الخاص حسب المادة
07من القانون التجاري الجزائري.
الفرع الثالث :األجنبي والتجارة
إن أهلية األشخاص تخضع في األصل للقانون الشخصي أي القانون الوطني ،ومن ثم
فإن أهلية األجنبي يحكمها قانونه الوطني استنادا إلى المادة 10الفقرة 1من القانون
المدني الجزائري التي تنص " :يسري على الحالة المدنية لألشخاص وأهليتهم قانون
الدولة التي ينتمون إليها بجنسيتهم."...
فبمفهوم المخالفة تسري القوانين الوطنية على الحالة المدنية واألهلية لألجانب ،لكن
الفقرة 02من نفس المادة تضع إستثناء لهذا األصل فتنص " ...ومع ذلك ففي التصرفات
المالية التي تعقد في الجزائر وتنتج آثارها فيها إذا كان أحد الطرفين أجنبيا ناقص األهلية،
وكان نقص أهليته يرجع إلى سبب فيه خفاء ال يسهل تبينه على الطرف اآلخر ،فإن هذا
السبب ال يؤثر في أهليته وفي صحة المعاملة."...
36
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
إن األجنبي الذي بلغ سن الرشد 19سنة كاملة يستطيع أن يمارس التجارة في
الجزائر حتى وإن لم يبلغ سن الرشد وفقا لقانون دولته( ،)76وإنه يعتبر في نظر القانون
الجزائري كامل األهلية متى كان كامل األهلية طبقا للقانون الجزائري ،فيعتد بتصرفه
ويعتبر صحيحا.
المبحث الثاني :التزامات التــــجار
يقع على عاتق كل من يكتسب صفة التاجر إلتزامين أساسيين :القيد في السجل
التجاري ،ومسك الدفاتر التجارية.
المطلب االول :مسك الدفاتر التجارية
ألزم القانون التجاري على التجار مسك دفاتر معينة (الدفاتر التجارية) يسجلون فيها
ما لهم من حقوق وما عليهم من ديون ،ويدونون فيها جميع العمليات التجارية التي
يباشرونها ،ويأتي إلتزام التاجر بإمساك الدفاتر التجارية من معرفة مركزه المالي بانتظام،
ومن فكرة المحاسبة التي ترتبط إرتباطا وثيقا بنشاط التاجر(.)77
فمسك الدفاتر التجارية بطريقة منتظمة وفقا لعرف المهنة ،أمر ضروري في الحياة
التجارية ،حيث يعود ذلك بالفائدة على التاجر ودائنيه والخزينة العامة على حد سواء ،فهي
األداة التي يسترشد بها التاجر في أعماله ،فمن خاللها يستطيع أن يتأكد من حقوقه وما عليه
من ديون وما أصابه من ربح أو خسارة .كما أنه في حالة إفالسه وكانت دفاتره منتظمة و
ممسوكة وفقا لما يقتضيه القانون ،يمكنه اإلستفادة من الصلح الواقي ،أما إذا كانت دفاتره
غير منتظمة أو لم يمسكها التاجر أصال ،فلن يكون إفالسه بسيطا بل سيكون مرتكب لجريمة
التفليس بالتقصير أوالتفليس بالتدليس(.)78
كما أن الدفاتر التجارية تعتبر طريقة ووسيلة لإلثبات في المعامالت والنزاعات
التجارية .وقد نص القانون التجاري الجزائري على الدفاتر التجارية في المواد من 09إلى
،18حيث حددت هذه النصوص األشخاص الملزمين بإمساك الدفاتر التجارية ،أنواع هذه
الدفاتر وكيفية تنظيمها ،مدة اإلحتفاظ بها وطريقة تقديمها أمام القضاء والجزاء المترتب عن
مخالفة هذه القواعد.
الفرع االول :الملزمون بمسك الدفاتر التجارية
يلزم المشرع الجزائري كل تاجر بمسك الدفاتر التجارية( )79دون تمييز بين الوطني
واألجنبي أو بين التاجر كشخص طبيعي أو شخص معنوي ( الشركات التجارية) ،فالقانون
التجاري ال يفرض عليه مسك الدفاتر التجارية شخصيا ،بل يجوز له اإلستعانة بمحاسب في
تقييد عملياته في الدفاتر التجارية.
الفرع الثاني :أنواع الدفاتر التجارية
- 76المادة 20من القانون رقم 11-08مؤرخ في 25يونيو 2008يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم( ،جريدة رسمية
عدد 36مؤرخة في .)2008/07/02
- 77نادية فضيل ،المرجع السابق ،ص132.
- 78راجع المادة 383من القانون التجاري الجزائري.
- 79المادة 09من القانون التجاري الجزائري.
37
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
38
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
أ -الدفتر الكبير (دفتر االستاذ) :تقيد فيه منفردة الحسابات الفردية الخاصة بالزبائن أو
الخاصة بالممونين ،ويترتب على ذلك أن كافة البيانات المقيدة في دفتر اليومية يعاد تدوينها
في هذا الدفتر لكن يتم ترتيبها بحسب نوعها أو حسب أسماء الممونين أو الزبائن.
ب -دفتر المسودة :هو في الحقيقة مسودة لدفتر اليومية ،تدون فيه العمليات التجارية بمجرد
وقوعها بسرعة وبصورة مذكرات ثم تنقل بعد ذلك لدفتر اليومية بعناية وبانتطام.
ج -دفتر المخزن :تدون فيه كل البضائع التي تدخل مخزن التاجر وتخرج منه.
د -دفتر األوراق التجارية ( دفتر اإلستحقاق ) :تقيد فيه تواريخ إستحقاق األوراق التجارية
الواجب دفع قيمتها للغير ،وتلك الواجب تحصيلها من الغير.
ه-دفتر الصندوق ( دفتر الخزانة ) :تدون فيه كل المبالغ النقدية التي تدخل الصندوق وتخرج
منه يوميا ،وهو ذو أهمية بالنسبة للتاجر ألنه يبين له رصيده في نهاية كل يوم.
و -دفتر صور الرسائل :ت دون فيه التاجر جميع مرسالته وفواتيره وغيرها من المستندات،
ويتم ذلك بطريقة منتظمة تسهل معها المراجعة وتكفل عند الضرورة التحقق من األرباح
والخسائر مع مالحظة أن ال يشترط أن تشكل دفترا بل يمكن أن تكون في ملف يضم جميع
مستندات التاجر(.)82
الفرع الثالث :حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصلحة التاجر
األصل أنه ال يجوز ألي شخص أن يصنع دليال لنفسه ،ولكن القانون التجاري خرج على
هذا األصل إذ سمح للتاجر أن يمسك دفاتر تجارية يمكن له أن يستعملها كدليل إثبات
لمصلحته ،وللتاجر اآلخر الذي يحتج عليه بالدفاتر التجارية إثبات عكس ما جاء فيها بجميع
طرق اإلثبات بما في ذلك البينة والقرائن ،وتختلف الحجية في اإلثبات للدفاتر التجارية في
حالة ما إذا كان التعامل بين تاجرين أو بين تاجر و غير تاجر.
أوال :حجيتها بين تاجرين ،منح القانون للتاجر الحق في التمسك بدفاتره التجارية ألجل
اإلثبات في دعاوى التجار المتعلقة بالمواد التجارية إذا كانت تلك الدفاتر منتظمة وذلك حسب
المادة 13ق تجاري جزائري التي تنص '' :يجوز للقاضي قبول الدفاتر التجارية المنتظمة
كإثبات بين التجار بالنسبة لألعمال التجارية ''.
( )83 :
و لكي تكون دفاتر التاجر حجة لمصلحته يجب أن تتوافر ثالث شروط
أ -يجب أن يكون النزاع قائما بين تاجرين ،أي بين شخصين يلتزمان بمسك الدفاتر التجارية
حيث يسهل على القاضي التحقق من البيانات عن طريق مقارنة دفاتر كل من الخصمين ،وال
39
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
صعوبة إذا تطابقت بياناتها ،أما إذا اختلفت الدفاتر جاز للقاضي ترجيح دفاتر أحدهما إذا
كانت منتظمة على دفاتر الطرف اآلخر.
ب -يجب أن يكون النزاع متعلقا بعمل تجاري بالنسبة لكل من الخصمين كما إذا باع تاجر
بضاعة إلى تاجر آخر ألجل بيعها ،أما إذا اشترى تاجر من تاجر آخر بضاعة الستعماله
الخاص فال يجوز اإلحتجاج عليه بالدفاتر التجارية.
ج -يجب أن تكون الدفاتر التجارية التي يحتج بها على الغير منتظمة ،أما غير المنتظمة فال
تكون حجة في اإلثبات أمام القضاء ،إال أن القاضي يمكنه أن يستأنس بها ويستنبط منها
قرائن تكمل عناصر اإلثبات األخرى.
ثانيا :حجتها على غير التجار ،إن التاجر في هذه الحالة يقدم دفاتره إلثبات شيء ضد
شخص ال يتمتع بصفة التاجر ،لذا ال تصلح دفاتر التاجر حجة على خصمه غير التاجر لعدم
مسك هذا الخصم للدفاتر التجارية ،إال أنه يجوز للقاضي اإلستعانة بدفاتر التاجر الستخراج
قرائن يستند إليها في حكم الدعوى لصالح التاجر الذي قام بمسكها بطريقة منتظمة ،ويجوز
للقاضي أن يكمله بتوجيه اليمين المتممة إلى أي من الطرفين وذلك فيما يجوز إثباته بالبينة
لكن يجب توافر الشروط التالية :
أ -أن يتعلق النزاع ببضائع وردها التاجر لغير التاجر كالمواد الغذائية ،فإذا تعلق األمر
بقرض قدمه التاجر لغير التاجر فال يؤخذ بعين اإلعتبار.
ب -أن يكون الدين محل النزاع مما يجوز إثباته بالبينة ،كأن تكون قيمة ما ورده التاجر ال
تتجاوز 100.000دج وهذا ما جاء به نص المادة 333ق مدني جزائري.
ثالثا :طريقة تقديم الدفاتر التجارية إلى القضاء
نص المشرع الجزائري التجاري على طريقتين لإلطالع على الدفاتر التجارية.
أ-اإلطالع الكلي على الدفاتر ،وهذه الطريقة تستعمل في حاالت حددتها المادة 15ق
تجاري جزائري ،ويقصد به تخلي التاجر عن دفاتره إلى المحكمة أو إلى خصمه
لإلطالع عليه ،واالطالع الكلي يكشف أسرار التاجر ،ويمكن الخصم من النظر في دفاتر
خصمه فهو طريقة خطيرة ،ولهذا السبب حدد المشرع حاالت اإلطالع الكلي في المادة
15ق تجاري جزائري ،وهذه الحاالت هي :قضايا اإلرث ،قسمة الشركة ،وفي حالة
اإلفالس.
ب-اإلطالع الجزئي (التقديم) ،وهذا ما نصت عليه المادة 16ق تجاري جزائري ،فإذا
طلب خصم من التاجر بتقديم الدفاتر التجارية ،فالقاضي حر في قبول هذا الطلب أو
رفضه ،كما يجوز للقاضي بالمطالبة من تلقاء نفسه بتقديم هذه الدفاتر ،وإذا رفض التاجر
40
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
االمثتال وإمتنع ،كان للقاضي أن يحمله على التنفيذ بتطبيق عليه غرامة تهديدية ،وإذا
واصل في إمتناعه ،يستنتج من هذا الرفض دليال على صحة ما يدعيه خصم التاجر أي
يستنتج القاضي قرينه ضد التاجر الممتنع.
وعليه ،الزام التاجر بتقديم دفاتر ليس مطلقا لما في اإلطالع على الدفاتر من افشاء
ألسرار التاجر المهنية ،فتقدم للمحكمة وليس للخصم ،ويمكن إستعمال هذه الطريقة سواء
كان الخصم تاجر أو غير تاجر .كما يلزم على التاجر تقديم الدفاتر اإلجبارية فقط دون
الدفاتر اإلختيارية وتتم عملية اإلطالع مباشرة من طرف القاضي أو عن طريق خبير
وهذا تحت رقابة التاجر ودون التخلي عن حيازة الدفاتر ،فإذا كانت هذه الدفاتر في مكان
بعيد عن مركز المحكمة المختصة يجوز للقاضي أن يوجه إنابة قضائية للمحكمة(،)84
التي يوجد فيها الدفاتر أو يعين قاضي لإلطالع عليها ويحرر إليه محضرا ينص فيه على
محتو ى هذه الدفاتر.
الفرع الرابع :الجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارية
أوال :الجزاءات المدنية
أ -في حالة عدم مسكها منتظمة فال يعتد بها في اإلثبات لمصلحة التاجر في حالة وقوع نزاع
بينه و بين تاجر آخر بشأن األعمال التجارية بينهما.
ب -فرض الضريبة الجزافية عليه من طرف مصلحة الضرائب في حال الدفاتر غير
المنتظمة.
ج -إذا لم يمسك التاجر دفاتر منتظمة جاز حرمانه من الصلح الواقي من اإلفالس في حالة
توقفه عن دفع ديونه .وذلك بموجب المادة 226فقرة 4من القانون التجاري الجزائري.
ثانيا :الجزاءات الجزائية
أ -إذا توقف التاجر عن دفع ديونه وتبين أنه لم يمسك دفاتره التجارية أو كانت غير منتظمة
اعتبر مرتكبا لجريمة اإلفالس بالتقصير حسب المادة 370ق تجاري جزائري ،فتطبق عليه
العقوبات الوارد ذكرها بالمادة 383ق عقوبات جزائري.
ب -إذا أفلس التاجر وتبين أنه أخفى دفاتره أو بددها أو اختلسها اعتبر مفلسا بالتدليس وذلك
حسب المادة 374ق تجاري جزائري ،فيعاقب بالعقوبة الوارد ذكرها في المادة 383ق
عقوبات جزائري.
المطلب الثاني :القيد في السجل التجاري
- 84المادة 17من القانون التجاري الجزائري.
41
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
الفرع األول :مفهوم السجل التجاري ،هو دفتر يحتوي على صفحات خاصة تقيد فيها بيانات
عن التجار وتخصص لكل تاجر صفحة خاصة تسجل فيها بيانات عنه وعن نشاطه.
أوال :التعريف الفقهي ،هناك عدة تعاريف فقهية للسجل التجاري ،حيث عرفه الدكتور محمد
حسين إسماعيل بأنه " :هو السجل الذي تمسك به إحدى الجهات الرسمية في الدولة لتحقيق
غايات قانونية وإعالنية وإقتصادية من خالل تدوين المعلومات المحددة للمراكز القانونية لكل
من التجار (أفراد وشركات ) والمؤسسات التجاري(.)85
اما الفقه الغربي فقد عرفه ألفرد جوفريه بأنه '' :سجل التجارة موسوعة ذات طابع رسمي،
تتضمن قائمة بكل المؤسسات التجارية ،وتحدد وضعيتها ووضعية القائمين عليها '' (.)86
ثانيا :التعريف القانوني للسجل التجاري ،إن أغلب التشريعات التي أخـذت بنظــام السجل
التجاري عزفت عـن تعريـفه ،إال أن المشرع الجزائري قـام بتعريف السجل التجاري
بموجب المادة 03من القانون رقم 08-04المؤرخ في ) 87(2004/08/14بأنـه '' :يعد
مستخرج السجل التجاري سندا رسميا يؤهل كل شخص طبيعي أو اعتباري يتمتع بكامل
أهليته القانونية ،لممارسة نشاط تجاري ،ويعتد به أمام الغير الى غاية الطعن فيه بالتزوير''.
هذا وقد نصت المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 111-15المؤرخ في
2015/04/03على أنه '':يقصد بالتسجيل في السجل التجاري ،كل قيد أو تعديل ،أو
شطب . ''...كما ان '' :القيد في السجل التجاري له طابع شخصي .وال تسلم للخاضع للقيد في
السجل التجاري اال رقم واحد للقيد الرئيسي الذي ال يمكن تغييره الى غاية شطبه''(.)88
وبالتالي ،يمكننا القول بأن السجل التجاري نظام لتسجيل وشهر كل ما يتعلق بالتجار
وأعمالهم ومراكزهم القانونية ،ضمن دفتر خاص تخول بمسكه جهة رسمية ،يحدد لها القانون
الوظيفة المنوطة به ،والطريقة التي يتم بها القيد فيه.
وقد نص القانون رقم 08-04المــؤرخ فــي 2004 /08/14يتعلق بشــروط
ممارســة األنشطة التجارية( ،)89وذلك في المادة الثانية منه على أنّـه '' :يمسـك السـجل
التجـاري المركـز الوطني للسجل التجاري ويرقمه ويؤشر عليه القاضي." ...
ثالثا:الهدف من السجل التجاري
-حصر عدد المتاجر و بيان نوع نشاطها لذلك تكون له وظيفة إحصائية.
- 85علي فتاك ،مبسوط القانون التجاري الجزائري في السجل التجـاري ،دراسـة مقارنـة ،ابـن خلـدون للنشـر والتوزيع ،الجزائر ،2004 ،ص43 .
- 86علي فتاك ،نفس المرجع ،ص43 .
- 87القانون رقم 08-04المــؤرخ 14أوت 2004يتعلق بشــروط ممارســة األنشطة التجارية( ،ج ر ،العدد ، 52مؤرخة في .)2004 /08/18
- 88المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 111-15المؤرخ في 2015/04/03يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل التجاري ( ،ج ر،
العدد ،24الصادرة في .)2015/05/13
- 89القانون رقم 08-04المــؤرخ 14أوت 2004يتعلق بشــروط ممارســة األنشطة التجارية ،نفس المرجع.
42
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-لتمكين كل ذي مصلحة من أن يتعرف على بيانات التاجر الذي يرغب في التعامل معه(.)90
-يعتبر أداة قانونية لإلشهار ،وذلك وفقا للمادة 11من القانون رقم 08-04المؤرخ في 14
أوت 2004المذكور اعاله والتي تنص على أن " :يجب على كل شركة تجارية أو أية
مؤسسة أخرى خاضعة للتسجيل في السجل التجاري اجراء االشهارات القانونية المنصوص
عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما''.
الفرع الثاني :أهمية السجل التجاري
للسجل التجاري ،أهمية تختلف في الواقع باختالف الفكرة التي أدت الى وضعه
واألخذ بنظامه في بلد عن آخر( ،)91وإجماال يمكن حصرها في بعدين أساسيين هما ،بعد
تحكمي بإعتباره أداة تنظيمية إحصائية ،رقابية وتوجيهية لألنشطة االقتصادية بهدف خدمة
اإلقتصاد الوطني وتوجيهه ،وبعد تعاملي كونه أداة قانونية ،إستعالمية وإشهارية ،أما تفصيال
فيمكن تحديدها كمايلي :
أوال :األهمية القانونية للسجل التجاري ،تبرز األهمية القانونية من خالل الوظيفة
االشهارية ،والتي يقصد بها أن المشرع يرتب آثارا قانونية على واقعة القيد في السجل
التجاري ،ومن خالل الوظيفة اإلعالمية كذلك ،فتطبيقا لمبدأ العالنية التي وضع ألجلها
السجل التجاري ،يجوز للجمهور معرفة البيانات التي تهمه عن التاجر والمشروع التجاري،
ويرتب القانون على هذه العالنية قرينة العلم بالبيانات المقيدة ويقر لها حجية في مواجهة
الغير .وبإستقراء نصوص القانون المتعلق بالسجل التجاري الجزائري ،يتضح أن السجل
التجاري يلعب قبل كل شيءدورا جوهريا في المجال القانوني ،فهو ليس مجرد قائمة أو دليال
فقط ،بل هو أداة قانونية لإلشهار ،فالوظيفة االشهارية للسجل التجاري أمر غير متنازع فيه
بدليل المادة 29من القانون 22-90سالفة الذكر ،ومن الثابت أن التاجر ،شخصا طبيعيا كان
أو معنويا يلتزم بذكر البيانات اإلجبارية اذا أراد أن يحتج بها إزاء الغير .
هذا من جهة ومن جهة أخرى جعل المشرع الجزائري السجل التجاري أداة لإلستعالم
) ،(Moyen d’informationحيث أنه يسمح للغير الحصول على معلومات عن
االشخاص القائمين باألعمال التجارية ،لغرض اإلطمئنان على سالمة المعامالت والعقود قبل
إبرامها ،فيسهم بذلك في دعم الثقة في المعامالت التجارية ،والقضاء على ضروب الغش
الكثيرة التي قد يلجأ إليها التجار تحقيقا ألغراضهم الخاصة .من أجل ذلك ألزم المشرع كل
تاجر بذكر رقم القيد ومكانه في المستندات المتعلقة بالتجارة ،وذكر االسم التجاري على
واجهة المحل ،وأقر حق اإلطالع على محتويات السجل التجاري.
43
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
هذا وتكمن أهمية السجل التجاري تكمن أساسا في دعم اإلئتمان التجاري ،فبيان
مركز التاجر القـانوني يسـمح إذا بتسـهيل العمليـات التجاريـة ،إذ أنـه يسـمح بتحقيق األمن
الالزم للتعهدات التجارية.
ثانيا :األهمية االقتصادية للسجل التجاري ،إن السجل التجاري تجتمع لديه بيانات وافرة عن
التجار والشركات والمشاريع التجارية ،الوطنية منها واألجنبية ،وبوصفه أداة إحصائية
يستطيع السجل التجاري أن يهيئ جميع البيانات الالزمة لعملية التخطيط اإلقتصادي وتوجيه
النشاط التجاري وفقا لمتطلبات االقتصاد الوطني اآلنية والمستقبلية ،ولعل مثل هذه الغاية ال
تتأخر تشريعات السجل التجاري عن إستهدافها.
الفرع الثالث :الملزمون بالقيد في السجل التجاري
تضمنت المادة 19ق تجاري جزائري أنه على كل تاجر مزاول للتجارة في الجزائر سواء
كان شخصا طبيعيا أو معنويا و سواء كان جزائريا أم أجنبيا شرط أن يكون له مكتبا أو فرعا
أو أي مؤسسة أخرى.
أما بالنسبة للحرفي فهو غير ملزم بالقيد في السجل التجاري إنما ملزم بالتسجيل لدى
غرفة الصناعة التقليدية والحرف التابعة للمكان الذي يمارس فيه نشاطه الحرفي ،وذلك
حسب المادة 26من القانون رقم 01 - 96المؤرخ في 10جانفي 1996المنظم للصناعة
التقليدية والحرف.
هذا وقد نصت المادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم 111-15يتعلق بشروط القيد
في السجل التجاري على أنه" :يخضع للتسجيل في السجل التجاري كل شخص طبيعي أو
معنوي ملزم به ،طبقا للتشريع المعمول به " .أي الى ما نصت عليه المادتين 19و 20من
القانون التجاري ،حيث نصت المادة 19على أنه":يلزم بالتسجيل في السجل التجاري:
-01كل شخص طبيعي له صف التاجر في نظر القانون الجزائري ويمارس اعماله
التجارية داخل القطر الجزائري،
-02كل شخص اعتباري تاجر بالشكل أو يكون موضوعه تجاريا ومقره في
الجزائر او كان له مكتب او فرع او أي مؤسسة كانت ".
ثم نصت المادة 20من الق التجاري على ان :يطبق هذا االلتزام خاصة على:
-01كل تاجر ،شخصا طبيعيا كان أو معنويا؛
-02كل مقاولة تجارية يكون مقرها في الخارج وتفتح في الجزائر وكالة أو فرعا أو أي
مؤسسة أخرى؛
44
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-03كل ممثلية تجارية أجنبية تمارس نشاطا تجاريا على التراب الوطني.
هذا ونشير أن الحرفيين ال يخضعون للتسجيل في السجل التجاري ،حيث نصت
المادة 33من االمر رقم )92(01-96على انه " :ال يخضع الحرفي والتعاونيات
الحرفية للتسجيل في السجل التجاري ،"...وهذا لكونهما يمارسان أعمال مدنية ،غير
أنه يجوز له ممارسة االعمال التجارية دون أن يكتسب صفة التاجر شريطة أن تبقى
أظافية ،أي ثانوية(.)93
الفرع الرابع :األشخاص الممنوعون من التسجيل في السجل التجاري
تطبقيا ألحكام المادة 02من القانون رقم 06-13المؤرخ في )94(2013/07/23التي
عدلت المادة 08من القانون رقم 08-04المذكور اعاله ،يتعذر التسجيل في السجل التجاري
أوممارسة أي نشاط تجاري ،على األشخاص المحكوم عليهم الذين لم يرد لهم االعتبار
إلرتكابهم الجنايات والجنح التالية:
-حرك رؤوس األموال من والى الخارج.
-إنتاج و/أو تسويق المنتوجات المزورة والمغشوشة الموجهة لالستهالك،
-الرشوة ،التفليس،
-التقليد وأو المساس بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة،
-االتجار بالمخدرات،
وبالتالي إن األشخاص المدانين إلرتكاجهم الجنايات والجنح المذكورة ال يمكن قيدهم
في السجل التجاري إال بعد حصولهم على رد االعتبار ،كما ان المشرع الجزائري قد قلص
من عدد الجرائم التي يترتب على االدانة بها المنع من التسجيل في السجل التجاري.
هذا ونشير الى ان القيد في السجل التجاري يجعل التاجر في حالة التنافي مع أي
مهنة او وظيفة أخرى ،تطبيقا لنص المادة 09من القانون رقم 08-04يتعلق بشروط
ممارسة االنشطة التجارية ،والتي نصت على أنه " :ال يجوز ألي كان ممارسة نشاط تجاري
اذا كان خاضعا لنظام خاص ينص على حالة تناف ،" .وعليه يجب على كل شخص يطلب
القيد في السجل التجاري ان يثبت عدم خضوعه ألي تدبير يمنعه من ممارسة ذلك النشاط أو
المهنة .فال يجوز للمهندس او المحامي ان يمارس نشاطا تجاريا وال ان يحصل على السجل
- 92االمر رقم 01-96المؤرخ في ،1996/01/10يحدد القواعدالتي تحكم الصناعة التقليدية والحرف( ،ج ر ،العدد ،03الصادرة في
.)1996/01/14
- 93فرحة زراوي صالح ،ص .435
- 94القانون رقم 06-13المؤرخ في 13يوليو ،2013يعدل ويتمم القانون رقم 08-04المؤرخ في 14غشت ،2004والمتعلق بشروط ممارسة
االنشطة التجارية ( الجريدة الرسمية العدد 39المؤرخة في 31يوليو .)2013
45
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
التجاري ،حيث يتنافى ذلك مع مهنة التجارة ،وعلى الذي يرى حالة التنافي أن يثبت ذلك ،وال
يمكن وجود حالة التنافي بدون نص(.)95
ولكن هناك أشخاص يستبعدون من القيد في السجل التجاري فمن هم ياترى؟
لقد حددتهم المادة 07من القانون رقم : 08-04األنشطة الفالحية ،الحرفيون ،الشركات
المدنية ،التعاونيات التي اليكون هدفها الربح ،المهن المدنية الحرة التي يمارسها أشخاص
طبيعيون والمؤسسات العمومية المكلفة بتسيير الخدمات العمومية ،باستثناء المؤسسات
العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي.
الفرع الخامس :شروط التسجيل في السجل التجاري
هذا التسجيل يخضع لعدة شروط ،منها ما هو مرتبط بالشخص طالب التسجيل ،ومنها
ماهو مرتبط بالنشاط التجاري ،وأخرى متعلقة بمكان ممارسة التجارة.
أوال :الشروط المتعلقة بطالب التسجيل ،أن الصفة التجارية ليست شرطا للتسجيل في السجل
التجاري ،ذلك ان المشرع اشترط الكتساب صفة التاجر ،ممارسة األعمال التجاري على
سبيل االحتراف ،وهذا لن يتأتى اال بالقيد في السجل التجاري( .)96وهو ما نصت عليه المادة
13من القانون رقم 22-90يتعلق بالسجل التجاري المعدل والمتمم " ،يجب على كل شخص
طبيعي متمتع باألهلية المدنية والحقوق الوطنية ويريد ممارسة نشاط يخضع للقانون
التجاري أن يصرح بذلك لدى الظابط العمومي المؤهل قانونا بمقتضى هذا القانون ،ويبين
بوضوح وصراحة أنه يريد أن يمارس هذا النشاط طبقا للقانون وحسب االعراف التجارية
."...
ويرفق الطلب باثبات وجود محل مؤهل الستقبال نشاط تجاري بتقديم سند ملكية او
عقد ايجار او امتياز للوعاء العقاري الذي يحوي النشاط التجاري ،او كل عقد أو مقرر
تخصيص مسلم من طرف هيئة عمومية(.)97
ثانيا :الشروط المتعلقة بالنشاط التجاري ،يجب أن يكون التسجيل في السجل التجاري
مرتبط بممارسة نشاط تجاري ينص عليه القانون ،ومن الضروري ورود النشاط ضمن
مدونة االنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري ،والتي تخضع للتحيين
حسب تطور االنشطة التجارية.
كما ان هناك انشطة مقننة واخرى غير مقننة ،فأما المقننة ،فانها تتطلب رخصة او
موافقة من الجهات المختصة قبل التسجيل في السجل التجاري( ،)98مثال مقهى أنترنت أو
46
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
صيدلية الخ ،...وكذلك االمر اذا كانت االنشطة التجارية مخصصة صراحة للدولة او
لمصالح الجيش الوطني الشعبي( ،)99اما االنشطة غير المقننة ،فان المشرع يسمح بها لجميع
االشخاص الذين يتوفر فيهم الشروط القانونية السالفة الذكر .كما ان هناك بعض االنشطة
التجاري التي تمارس من طرف االجانب المقيمين( ،)100فان المشرع يتطلب ممارستها عبر
شراكة مع الوطنيين بنسبة على االقل °/°51من رأس المال ،كأنشطة استيراد المنتجات
الموجة العادة البيع على حالها تطبيقا لنص المادة 66من قانون المالية لسنة .)101(2016
ثالثا :الشروط المتعلقة بمكان ممارسة النشاط ،يشترط التقنين التجاري الجزائري ممارسة
النشاط التجاري على االقليم الجزائري ( ،) 102وعليه فان الشخص الذي يتمتع بالجنسية
الجزائرية وله محل بالخارج ال يقع عليه االلتزام بالقيد في السجل التجاري ولو كان متمتعا
باألهلية التجارية(.)103
أما األشخاص المعنوية ،فيشترط القانون أن تمارس نشاطها على التراب الوطني
الجزائري ،حتى ولو كان نشاطها الرئيسي في الخارج ،وهو ما نصت عليه المادة 06من
القانون رقم .08-04
الفرع السادس :اجراءات القيد في السجل التجاري
يجب على التاجر أن يقدم طلب القيد شخصيا إلى الجهة المختصة بالسجل
التجاري( ،)104ويتكون الطلب من ثالث نسخ يوفرها المركز الوطني للسجل التجاري ،ويجب
تحريرها بوضوح دون إضافة أو شطب ،والتوقيع عليها من قبل الذي يرغب في امتهان
األعمال التجارية باسمه ولحسابه الخاص ،وأن يبين أنه متمتعا باألهلية المدنية والحقوق
الوطنية ،كما يجب أن يقدم التاجر إذا كان شخص طبيعي مع طلب القيد جميع الوثائق التي
تؤكد طلبه ،أما إذا ما صدر طلب القيد في السجل التجاري من قبل شخص معنوي فإضافة
على وجوب تمتعه بحقوقه المدنية ورغبته في امتهان األعمال التجارية ،يجب عليه أن يعرف
بهويته وصفته ،والشهادة التي تؤهله بأنه يطلب التسجيل في السجل التجاري للشركات
التجارية كشخص معنوي جديد يعمل لحسابها بوصفه ممثال مفاوضا قانونيا ،كما يجب عليه
أن يودع لهذا الغرض القانون األساسي للشركة ومداوالت الجمعية العامة أو الجمعيات
العامة التأسيسية ونسخة من اعالن القانون األساسي للشركة في النشرة الرسمية لالعالنات
- 98المادة 04من القانون رقم ،08-04نفس المرجع.و المادة 26من المرسوم التنفيذي رقم ،111-15نفس المرجع.
- 99راجع المادة من قانون االستثمار رقم 09-16لسنة .2016
- 100يشترط على الخاضعين من جنسية أجنبية نسخة من بطاقة المقيم ،المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم ،111-15المرجع السابق.
- 101القانون رقم 08-16المؤرخ في ،2015/12/30المتضمن قانون المالية( ،ج ر ،العدد ،72الصادر في .)2015/12/31
- 102المادة 19و 20من القانون التجاري الجزائري.
- 103نادية فوضيل ،المرجع السابق ،ص189 .
- 104المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ،111-15المرجع السابق -.نصت المادة 05مكرر من القانون رقم 06-13لسنة 2013على أنه" :
يمكن القيد في السجل التجاري بالطريقة االلكترونية ."...
47
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
القانونية ،واثبات وجود محل الستقبال الجمهور بموجب المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم
111-15المذكور اعاله.
ويتولى مأمور السجل التجاري الذي يتصرف بصفته ضابطا عموميا التحقيق في
مطابقة شكل الشركة التجارية لألحكام القانونية المعمول بها ،وفي الدفع الفعلي لحصة رأس
المال المطلوبة قانونا وفي اختيار الشركة مقرا رئيسيا حقيقيا لها ويسلم وصل التسجيل في
السجل التجاري ،وهذا الوصل صالح ما لم يعترض عليه أي شخص له مصلحة في ذلك،
وفي حالة اعتراض الغير على هذا التسجيل يتوقف التسجيل ويحال االعتراض على القاضي
المكلف بالسجل التجاري لدراسته (المادة 04من القانون رقم 08-04لسنة .)2004
ويجب أن يقدم طلب القيد خالل شهرين من تاريخ الترخيص لهم بمزاولة التجارة
سواء كانوا أشخاص طبيعيين أو معنويين ،وإذا قدم الطلب بعد الميعاد المذكور كان مقبوال
رغم ذلك ،غير أن طالب القيد يتعرض للعقاب بسبب تأخره ،وهذا ما نصت عليه المادة 22
من القانون التجاري الجزائري بقولها" :ال يمكن لألشخاص الطبيعيين أو المعنويين
الخاضعين للتسجيل في السجل التجاري والذين لم يبادروا بتسجيل أنفسهم عند انقضاء مهلة
شهرين أن يتمسكوا بصفتهم كتجار ،لدى الغير أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد تسجيلهم،
غير أنه ال يمكن لهم االستناد لعدم تسجيلهم في السجل بقصد تهربهم من المسؤوليات
والواجبات المالزمة لهذه الصفة".
الفرع السابع :آثار القيد في السجل التجاري
-1اكتساب صفة التاجر ،يترتب على القيد في السجل التجاري اكتساب صاحب القيد
صفة التاجر سواء كان طبيعيا أو معنويا ،ويعتبر القيد في السجل التجاري في هذه الحالة
قرينة قاطعة على ذلك ال يمكن إثبات عكسها ،إذ نصت المادة 21من الق التجاري على
أنه ":كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري يعد مكتسبا صفة التاجر إزاء
القوانين المعمول بها و يخضع لكل النتائج الناجمة عن هذه الصفة".
والتسجيل في السجل التجاري يثبت الصفة القانونية للتاجر تطبيقا ألحكام القانون
األساسي الخاص بالمركز الوطني للسجل التجاري ،بحيث المادة 05منه محددة لمهام
المركز ومن بينها مهمة "يثبت بإذن إرادة الممارسة بصفة تاجر " ،وفي هذا الصدد نصت
أحكام القانون التجاري ال سيما المادة 22منه على أنه " :ال يمكن لألشخاص الطبيعيين أو
المعنويين الخاضعين للتسجيل في السجل التجاري والذين لم يبادروا بتسجيل أنفسهم عند
انقضاء مهلة شهرين أن يتمسكوا بصفتهم كتجار لدى الغير أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد
تسجيلهم في السجل بقصد تهربهم من المسؤوليات والواجبات المالزمة لهذه الصفة.
48
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-3عدم االحتجاج في مواجهة القاصر المرشد بالتصرفات قبل القيد ،حيث ال يمكن ألي
شخص أن يتمسك في مواجهة القاصر المرشد بالعمليات التجارية التي يبرمها هذا األخير إال
إذا قام بتقييد اإلذن الذي حصل عليه في السجل التجاري.
-4التزام التاجر ببيانات ورقم القيد في كل الوثائق التي تصدر منه ،حيث يجب على كل
تاجر مقيد في السجل التجاري أن يلتزم بذكر رقم تسجيله في السجل التجاري ومكان
تسجيله ،والمحكمة التابع إيها على جميع الفواتير والطلبات والنشرات التي تصدر عنه.
-6عدم جواز االحتجاج على الغير ببعض الوقائع إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري
،ومن أمثلة هذه الوقائع:
-07الحق في الممارسة الحرة لألنشطة التجارية ،وهو ما يعني تمكين التاجر من حقه في
ممارسة النشاط التجاري المختار من دون قيد أثناء اختياره لشكل أو موضوع النشاط
الممارس ،وهو ما نصت عليه المادة 04فقرة 2من القانون رقم 08-04بنصها " :يمنح هذا
التسجيل الحق في الممارسة الحرة للنشاط التجاري باستثناء النشاطات والمهن المقننة
الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري ومحتواه عن طريق التنظيم".
49
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
فبمقتضى هذه المادة تتضح التفرقة بين نوعين من األنشطة ،األنشطة الحرة التي
يكون القيد فيها في السجل التجاري بمنح الحق في استمرار الممارسة الحرة للنشاط
التجاري ،باإلضافة الى األنشطة المقننة التي استثناها المشرع من حق استمرار الممارسة
للنشاط الممارس ،إال أن المادة 25من القانون رقم 08-04المؤرخ في 14أوت 2004السالف
الذكر نصت على ما يخالف هذا الطرح بنصها على" :تخضع ممارسة أي نشاط أو مهنة
مقننة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري إلى الحصول قبل تسجيله في السجل التجاري
على رخصة أو اعتماد مؤقت تمنحه اإلدارات أو الهيئات المؤهلة لذلك ،غير أن الشروع
الفعلي في ممارسة األنشطة أو المهن المقننة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري يبقى
مشروطا بحصول المعني على الرخصة أو االعتماد النهائي المطلوبين اللذين تسلمهما
اإلدارات أو الهيئات المؤهلة (.)105
-08اإلشهار القانوني اإلجباري ،نصت عليه المواد من 11إلى 16من القانون 08-04
المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية المعدل والمتمم ،وقد نصت المادة 11من القانون
رقم 08-04المعدلة والمتممة بموجب المادة 05من القانون رقم 06-13لسنة 2013على
أنه " :يجب على كل شركة تجارية أو أي مؤسسة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري القيام
باالشهارات القانونية المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما .)106( "...كما
نستحضر نص المادة 15منه المعدلة بموجب المادة 05من القانون رقم 06-13لسنة
،2013على أنه " :يجب على كل شخص طبيعي تاجر أن يقوم باالجراءات المتعلقة
باالشهارات القانونية ،وتهدف االشهارات القانونية االلزامية ،بالنسبة لالشخاص الطبيعيين
التجار ،الى اعالم الغير بحالة وأهلية التاجر وبعنوان المؤسسة الرئيسية لالستغالل الفعلي
لتجارته وبملكية المحل التجاري ،وكذا بتأجير التسيير وبيع المحل التجاري ،"...وعليه يكون
السجل التجاري وسيلة للنشر تؤمن الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالتجار
والمؤسسات التجارية سواء كانت شركات أو مقاوالت وطنية أو أجنبية تمارس نشاطها على
إقليم الدولة ،وما يتضمنه السجل من معلومات يعد نافذا في مواجهة الغير.
المطلب الثالث :الجزاءات المترتبة عن عدم القيد في السجل التجاري
إذا كان للتاجر حقوق بعد قيده في السجل التجاري تتمثل في اكتساب صفة التاجر،
االحتجاج بالبيانات المقيدة في السجل التجاري ضد الغير ،لذلك فإنه بالمقابل عليه واجبات
تستوجب عند مخالفتها عقوبات مدنية و جزائية.
الفرع االول :الجزاءات المدنية
- 105نور الدين قاسطل ،القيد في السجل التجاري و في سجل الصناعة التقليدية و الحرف ،د.ط ،منشورات بغدادي ،الجزائر ،دون ذكر السنة ،ص.
251
- 106تجد ر االشار الى ان المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ال تخضع لالشهارات القانونية المنصوص عليها في القانون رقم
08-04المعدل والمتمم وذلك تطبيقا لنصت المادة 17من القانون رقم 08-04المعدلة والمتممة بموجب المادة 06من القانون رقم 06-13لسنة
. 2013
50
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
أ -ال يجوز للشخص غير المقيد في السجل التجاري التمسك بالصفة التجارية اتجاه الغير أو
اتجاه اإلدارات العمومية المادة 22ق تجاري جزائري.
ب -ال يجوز لهم بحجة عدم قيدهم في السجل التجاري التهرب من مسؤوليتهم وللغير كامل
الحرية في مطالبتهم سواء بصفة التاجر أو غير التاجر.
ج -ال يجوز االحتجاج بالبيانات المسجلة في السجل التجاري اتجاه الغير إال بعد إشهارها
وفقا للقانون ،والعكس صحيح يمكن للغير االحتجاج بهذه البيانات رغم عدم إشهاره ،وعلى
العموم ينبغي في هذا الميدان تطبيق أحكام الشريعة العامة ،فكل من ارتكب خطأ ملزم
بتعويض من ألحق به ضرر ،وذلك وفقا للمادة 124ق مدني جزائري.
الفرع الثاني :الجزاءات الجنائية
نص المشرع الجزائري في قانون السجل التجاري من المادة 26إلى المادة 28على
جزاءات متفاوتة حسب خطورة العمل.
فبالنسبة لعدم التسجيل في السجل التجاري ،تتراوح الغرامة المالية بين 5000دج إلى
20000دج ،وفي حالة العود تتضاعف مع إمكانية الحبس من 10أيام إلى 6أشهر ويمكن
الحرمان من منحة التجارة.
و وفقا للمادة 27من قانون السجل التجاري ،إذا قام تاجر وبسوء نية بتسجيل بيانات غير
صحيحة أو غير كاملة فإن الغرامة تتراوح بين 5000دج إلى 20000دج ،والحبس من مدة
10أيام إلى 6أشهر أو بإحدى هاتين العقوبتين ،وفي حالة العود تتضاعف العقوبة ويمكن
األمر بتسجيلها على هامش السجل التجاري ونشرها في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية
على نفقة المخالف.
كما عاقب المشرع كل من زيف أو زور شهادات التسجيل في السجل التجاري أو أي
وثيقة متعلقة بها بغرامة مالية تتراوح بين 10000دج إلى 30000دج ،والحبس من 6أشهر
إلى 3سنوات ،وذلك حسب المادة 28من قانون السجل التجاري الجزائري.
أما الجزاءات المقررة بموجب القانون رقم 08-04فقد حددتها المواد من 31إلى 41منه
وهي:
-حالة ممارسة نشاط تجاري قار دون القيد ،يعاقب بغلق المحل لكل شخص طبيعي أو
اعتباري ،وبغرامة مالية من 10.000إلى 100.000دج تطبيقا لنص المادة 31من هذا
القانون.
51
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-يعاقب على ممارسة نشاط تجاري بمستخرج سجل تجاري منتهي الصالحية بغرامة من
10.000دج ،الى 500.000دج .ويصدر الوالي زيادة على ذلك قرار الغلق االداري للمحل
التجاري ،تطبيقا لنص المادة 31مكرر المستحدثة بموجب 09من القانون رقم 06-13يعدل
ويتمم القانون رقم .08-04
-حالة ممارسة نشاط تجاري غير قار دون التسجيل في السجل التجاري يعاقب بغلق المحل
التجاري وغرامة مالية من5.000دج إلى 50.000دج ،كما يجوز لألعوان المؤهلين القيام
بحجز السلع ،وعنداإلقتضاء حجز وسيلة النقل المستعملة.
-حالة اإلدالء بمعلومات غير صحيحة بغرامة من 50.000دج إلى 500.000دج ( المادة
.)33
-حالة تزوير مستخرج السجل التجاري بعقوبة الحبس من 6اشهر إلى 01سنة وغرامة من
100.000إلى 1.000.000دج +غلق المحل كما يمكن منع القائم بالتزوير من ممارسة
التجارة لمدة أقصاها 5سنوات (المادة .)34
-يعاقب الشخص المعنوي على عدم اشهار البيانات القانونية بغرامة من 30.000إلى
300.000دج أما الشخص الطبيعي فيعاقب بغرامة مالية 10.000إلى ،30.000ويعاقب
الشخص الطبيعي بغرامة من 10.000إلى 30.000دج (المادة ،)35اال انه ابتداء من
صدور القانون رقم 06-13المعدل والمتمم للقانون رقم 08-04فانه بالنسبة لالشخاص
المعنوية التاجرة ،تتوقف المتابعة القضائية عند تسديد المخالف لغرامة الصلح لدى قابض
الضرائب لمكان اقامته ،او مكان ارتكاب المخالفة ،قدرها 100.000دج (المادة 35مكرر).
-يعاقب على عدم تعديل بيانات مستخرج السجل التجاري في أجل 03أشهر بغرامة
10.000دج إلى 500.000دج والسحب المؤقت للسجل التجاري ،ويعذر المخالف لتسوية
وضعيته في أجل ثالثة 03أشهر ابتداء من تاريخ معاينة الجريمة.و في حالة عدم التسوية في
اجل الثالثة 03أشهر الموالية للغلق اإلداري ،يحكم القاضي بالشطب من السجل التجاري"
(.)107
-يعاقب على منح وكالة لممارسة نشاط تجاري للغير باسم صاحب السجل التاجري بغرامة
1.000.000الى 5.000.000دج باستثناء الزوج واألصول والفروع من الدرجة األولى،
وتطبق على صاحب السجل التجاري وعلى المستفيد من الوكالة وعلى الموثق أو أي شخص
قام تحريرها (المادة .)38
52
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-حالة ممارسة مهنة مقننة دون الحصول على رخصة بغرامة 50.000دج الى
500.000دج ،كما يحكم القاضي بغلق المحل(المادة .)40
-يعاقب على عدم احترام االلتزام بالمداومة بغرام تتروح بين 30.000دج الى 200.000
دج ،اال اذا دفع المخالف غرامة الصلح المقدرة ب 100.000دج يقترحها عليه المدير
الوالئي للتجارة (المادة 41مكرر المستحدثة بموجب المادة 11من القانون رقم .) 06-13
-حالة ممارسة نشاط تجاري خارج عن موضوع السجل التاجري تكون العقوبة بالغلق
اإلداري المؤقت للمحل التجاري لمدة شهرواحد وغرامة من 20.000إلى 200.000دج،
وفي حالة عدم التسوية يحكم القاضي تلقائيا بشطب السجل التجاري( المادة .)41
53
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
الحياة التجارية والصناعية ،حيث تزايدت معها المعامالت والعقود الواردة على المحالت
التجارية.
وإذا كان المحل التجاري عبارة عن ملكية تجارية فانه يجوز لمالكه أن يتصرف فيه
بالبيع ،الرهن ،اإليجار واالنتفاع ،كما ينتقل عن طريق الهبة واإلرث.
وعليه نحاول البحث عن اإلطار القانوني لهذه العقود الواردة على المحالت التجارية
وكيف نظمها المشرع الجزائري؟ ،وهل تخضع لما تخضع له جميع العقود األخرى؟ أم أنها
عقود تجارية لها طابع خاص يتفق وطبيعة الملكية التجارية.
وباستقراء أحكام التشريع الجزائري المتعلقة بالعقود الواردة على المحل التجاري ،نجده
قد نظم أحكام البيع ،الرهن ،اإليجار ،وتقديم المحل كحصة في شركة في القانون التجاري،
في المواد من 79إلى 214منه ،بينما العقود األخرى أحالها إلى القواعد العامة والى أحكام
قانون األسرة إذا كانت المعامالت الواردة على المحل من عقود االفتقار -كالهبة مثال. -
وقبل التطرق إلى العقود الواردة على المحالت التجارية يجب اإلشارة إلى مسالتين
مهمتين األولى :إثبات العقود الواردة على المحالت التجارية ،والثانية :شهر العقود الواردة
على المحالت التجارية.
أما مسألة إثبات العقود الواردة على المحالت التجارية يمكننا القول انه إذا كانت القاعدة في
القانون التجاري الجزائري تقرر بان إثبات العقود التجارية( )108حر بين أطرافها تطبيقا لنص
المادة 30منه ،حيث نصت على ما يلي(( :يثبت كل عقد تجاري:
بسندات رسمية ،سندات عرفية ،فاتورة مقبولة ،الرسائل ،دفاتر الطرفين ،اإلثبات بالبينة أو
أية وسيلة أخرى إذا رأت المحكمة وجوب قبولها)).
فانه بالنسبة للعقود الواردة على المحالت التجاري خرج المشرع عن هذه القاعدة ،ونص
على إلزامية إبرام العقود الواردة على المحالت التجارية في الشكل الرسمي سواء تعلق
األمر ببيع المحل التجاري ( ،) 109رهن المحل التجاري ( ،) 110وإيجار تسيير المحل
التجاري ( ،) 111وكذلك تقديم المحل كحصة في شركة .هذا وتجدر اإلشارة إلى أن هذه
العمليات تعتبر عمل تجاري حسب الشكل( ،)112حيث تعتبر هذه العقود ذات صفة تجارية
حتى إذا كان أطرافها أشخاص غير التجار.
- 108يقصد بالعقود التجارية في القانون الجزائري :عقد الرهن ،عقد النقل البري ،عقد الوكالة التجارية ،عقد العمولة للنقل.
- 109نصت المادة 79فقرة 01من القانون التجاري على انه...(( :يجب أن يثبت البيع والوعد بالبيع بعقد رسمي وإال كان باطال))...
- 110نصت المادة 120من القانون التجاري على انه (( :يثبت الرهن الحيازي بعقد رسمي))...
- 111نصت المادة 187مكرر من القانون 02-05مؤرخ في 06فبراير 2005على أنه (( :تحرر عقود اإليجار المبرم ابتداء من تاريخ نشر هذا
القانون في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،في الشكل الرسمي ،وذلك تحت طائلة البطالن.))...،
- 112راجع نص المادة 03من القانون التجاري الجزائري.
54
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
أما بالنسبة لشهر العقود الواردة على المحالت التجارية ،فهو متعلق باإلشارة إلى وضع
المحل التجاري وعناصره وتبيان العقود الواردة عليه ،حيث ألزم المشرع الجزائري وجوب
إعالن هذه العقود في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية خالل الخمسة عشر يوما من أول
نشر( ،)113كما نص المشرع أيضا على اإلشهار القانوني اإلجباري( )114بهدف إعالم الغير
بالعمليات التي وردت على المحالت التجارية.
وعليه قبل إن نبين العمليات الواردة على المحل التجاري نتطرق إلى األحكام العامة
للمحل التجاري (المبحث االول) ،ثم بيع المحل التجاري(مبحث ثاني) ،رهن المحل التجاري
(مبحث ثالث) ،وإيجار تسيير المحل التجاري (مبحث رابع) ،وهي كاآلتي:
المبحث االول :األحكام العامة في المحل التجاري
سبق وان بينا أن المحل التجاري يتكون من عناصر مادية أخرى معنوية ،غير أن
الطبيعة المنقولة للمحل التجاري تقتضي استبعاد العقارات من عناصره ،بحيث ال يشملها
المحل التجاري .ولذلك سوف ندرس األحكام العامة في المحل التجاري من خالل أربعة
مطالب :المطلب األول نفرده لتعريف المحل التجاري ،والمطلب الثاني للطبيعة القانونية
للمحل التجاري ،والمطلب الثالث نبين فيه خصائص المحل التجاري.
المطلب األول :تعريف المحل التجاري من خالل عناصره
نصت المادتين 79 –78من القانون التجاري الجزائري على ما يلي ((:تعد جزءاً من
المحل التجاري األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري ،ويشمل المحل التجاري
إلزاميا ً عمالءه وشهرته.
كما يشمل أيضا ً سائر األموال األخرى الالزمة الستغالل المحل التجاري كعنوان المحل
واالسم التجاري والحق في اإليجار والمعدات واآلالت والبضائع وحق الملكية الصناعية
والتجارية وكل ذلك ما لم ينص على خالف ذلك )) .ويتبين من استقراء هذه المادة أن المحل
التجاري هو مجموعة من األموال المنقولة المخصصة لممارسة النشاط التجاري ،وهو يسمح
أساسا ً باجتذاب الزبائن نظراً لجودة المنتجات المعروضة للبيع أو نظراً لخبرة التاجر ،أو
ألي سبب آخر مرتبط بأحد عناصره.
والمشرع الجزائري لم يعرف المحل التجاري كما هو ,وإنما عدد عناصره دون بيان
طبيعته أو خصائصه القانونية ،وحتى في القانون الفرنسي ال يوجد نص صريح يحدد
العناصر المكونة للمحل التجاري أو على األقل العنصر اإلجباري الذي يجب أن يتضمنه.
ومن أجل استغالل المحل التجاري البد أن يتضمن عناصر مادية تتمثل في المعدات
واآلالت والبضائع ،وعناصر معنوية هي العمالء والشهرة ،وعنوان المحل ،واالسم
التجاري ،والحق في اإليجار وحقوق الملكية الصناعية والتجارية.
- 113انظر المادة 83من القانون التجاري بشان إشهار عملية بيع المحل التجاري مثال.
- 114أنظر القانون 22-90المؤرخ في 18أوت 1990المتعلق بالسجل التجاري ) جريدة رسمية العدد .)36المعدل والمتمم بموجب االمر رقم -96
07المؤرخ في 10يناير .1996
55
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
- 115فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري الجزائري ،المحل التجاري والحقوق الفكرية ،القسم األول ،المحل التجاري،ابن خلدون
للنشر والتوزيع ،2001 ،ص12.
- 116انظر المادة 78فقرة 02من القانون التجاري.
117
-G. RIPERT et R. ROBLOT, “Traite de droit commercial”, T.1, 16edition.par M.GERMAIN, L.G.D.J., 1996,
no526, p430
- 118نادية فوضيل :القانون التجاري الجزائري ،األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1994ص.
169
56
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
والبضائع وتنظيم المحل بطريقة تجذب الزبائن ،وهذه المسائل غير مرتبطة بشخص التاجر
كما هو الحال في عنصر االتصال بالعمالء.
ثالثا :االسم التجاري ،هو االسم الذي يستعمله التاجر ليميز محله التجاري عن المحال
التجارية األخرى وهو عنصر من عناصر المحل التجاري .وهذا يسمح للتاجر باستعمال
تسمية مبتكرة الجتذاب الزبائن ،حيث يضع الجمهور ثقة كبيرة في هذا االسم التجاري ما
يكسب التاجر شهرة وطنية ودولية وزيادة كبيرة في رقم أعماله(.)119
هذا ويعتبر االسم التجاري حق مالي يجوز التصرف فيه بصورة متالزمة مع التصرف
بالمحل التجاري عن غيره بمعنى انه ال يجوز التصرف باالسم التجاري على حدة( ،)120كما
ان االسم التجاري ال يعتبر لصيقا بالشخصية ،بل هو عنصر من عناصر المحل التجاري ،ما
يجعلنا نقول بأنه يتمتع بقيمة مالية معينة كغيره من عناصر المحل التجاري حيث يدخل في
الذمة المالية للتاجر.
()121
وإذا كان االسم التجاري ال يعتبر متصال بالشخصية فانه يختلف عن االسم المدني
الذي يعتبر حق من الحقوق الشخصية التي ال يجوز التصرف فيها وال يدخل في الذمة المالية
للتاجر .كما يوضع االسم التجاري عادة على واجهة المحل ،وعلى فواتير التاجر ورسائله
وأوراقه التجارية .ويختلف االسم التجاري عن الرمز )122(le sigleحيث يعتبر هذا األخير
اسما تجاريا ذو طابع خاص ،فهو يظهر بصورة عامة كالتسمية المختصرة التي تستعملها
الشركة التجارية في عالقاتها مع الغير.
رابعا :العنوان التجاري ،l’enseigneيقصد بالعنوان التجاري أو الشعار التسمية المبتكرة
التي يختارها التاجر لتمييز محله التجاري عن المحالت التجارية المماثلة ،ويختلف العنوان
التجاري عن االسم التجاري ،فالتاجر غير ملزم باتخاذ تسمية مبتكرة لمحله التجاري في حين
انه ملزم باتخاذ اسم تجاري( . )123وال يوجد مانع من أن يستعمل التاجر شعارا مشتقا من
57
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
االسم التجاري ،كما يختلف الشعار عن االسم التجاري لكونه غير إجباري لممارسة
التجارة(.)124
و على غرار االسم التجاري يوضع العنوان التجاري على واجه المحل التجاري وعلى
فواتير التاجر ورسائله وأوراقه التجارية ليكسب شهرة لدى زبائنه ،وعليه البد على التاجر
أن يستعمل تسمية مبتكرة ومميزة تفرده وتميزه عن التسميات المألوفة والعادية مثال مالبس ''
المرأة الجميلة'' أو'' فندق الرياضي'' .وعليه يعتبر العنوان التجاري عنصرا من عناصر
المحل التجاري وله دور فعال في جذب الجمهور وإكساب المحل شهرة عالية.
هذا ويمكن حماية الشعار إذا كان مبتكرا وغير مخالف للنظام العام ،حيث يحق للتاجر
منع استعمال الشعار في تجارة مماثلة إذا كانت له األسبقية في استعماله( ،)125ويمكن للتاجر
حماية هذا الشعار بموجب دعوى المنافسة غير المشروعة طبقا للقواعد العامة(.)126
خامسا :حق اإليجار ،الحق في اإليجار هو الحق المخول لصاحب المحل التجاري في
االنتفاع باألماكن التي يزاول فيها تجارته( .)127ويعتبر هذا الحق من أهم العناصر التي يقوم
عليها المحل التجاري الن غالبية العمالء تقصد المحل نتيجة الموقع المالئم للمحل خاصة إذا
كان النشاط الممارس يقع في مكان تكثر فيه األسواق أو عبارة عن خدمات سياحية مناسبة
لموقع المحل كالفندق والمطاعم.
وإذا كان هذا العنصر من العناصر المعنوية للمحل التجاري فانه غير إجباري باعتبار أن
هذا العنصر ال يوجد إال إذا كان التاجر مستأجرا للمكان الذي يزاول فيه تجارته وليس مالكا
له ( .) 128و بالتالي يبقى للمحل التجاري وجود قانوني رغم عدم وجود عنصر الحق في
اإليجار.
وقد نص القانون التجاري الجزائري على أهمية حق اإليجار ،وبين أحكام انتقال هذا
الحق إلى الغير ،كما نص على جواز انتقال الحق في اإليجار إلى الغير بالرغم من كل شرط
مخالف على أن ال يتأثر نشاط المحل السابق ،وان يلتزم المستأجر بجميع التزامات عقد
اإليجار .وأجاز للمؤجر الحق في مراجعة بدل اإليجار إذا ما تبين أن بدل اإليجار المتفق
عليه لم يعد يساير مستجدات األوضاع االقتصادية واالجتماعية(.)129
-أ -متى يوجد الحق في اإليجار؟ يعتبر الحق في اإليجار عنصرا من العناصر المعنوية
للمحل التجاري على غرار عنصر اإلتصال بالعمالء .كما انه ليس عنصرا إجباريا ،وال
- 124سميحة القليوبي :القانون التجاري ،نظرية األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري ،دار النهضة العربية ،القاهرة 1994ص101 .
125
- G.RIPERT et R.ROBLOT, op.cit., no466, p.321.
- 126سميحة القليوبي :المرجع السابق،ص287.
- 127فرحة زراوي صالح :المرجع السابق ،ص31.
- 128أنظر في ذلك :الياس ناصيف :المرجع السابق ،ص .106و -فرحة زراوي صالح :نفس المرجع ،ص31.
- 129أنظر المادة 192وما بعدها من القانون رقم 02-05المؤرخ في 06فبراير 2005المتعلق بتعديل القانون التجاري الجزائري
58
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
يوجد هذا العنصر إال إذا كان صاحب المحل التجاري هو صاحب العقار ،ويلعب هذا الحق
دورا هاما في إجتذاب العمالء نظرا لموقع المحل المستغل( ،)130كوجوده في منطقة تكثر فيها
األسواق واألنشطة المماثلة بحيث يسهل على الزبائن المقارنة بين السلع المعروضة في هاته
المحالت.
:01مفهوم الحق في اإليجار الحق في اإليجار هو الحق الذي يخول للتاجر عندما يكون
مستأجرا للعقار الذي يمارس نشاطه التجاري ،ولمدة معينة أن يطلب من المؤجر تجديد
اإليجار ،فإذا ما رفض المؤجر ذلك بدون مبرر شرعي ألزمه القانون أن يعوض التاجر
بتعويض يسمى " :تعويض اإلستحقاق" يعادل القيمة التجارية للمحل ومصاريف النقل إلى
مكان مناسب ومماثل باإلضافة إلى ما لحقه من الخسارة نتيجة اإلخالء (المادة 176من
القانون التجاري الجزائري).
أما الطبيعة القانونية لحق اإليجار :فإن حق اإليجار وأن كان عنصرا من العناصر
المعنوية للمحل التجاري إال أنه يعتبر حقا ذا طبيعة شخصية ،ألنه يقابل إلتزام المؤجر
بتجديد اإليجار ،فإذا ما رفض المؤجر تجديد اإليجار بدون مبرر شرعي يكون قد أخل
بالتزامه وقامت مسؤوليته العقدية ،وجزاء المسؤولية العقدية هو التعويض.
غير أن هذا التعويض من نوع خاص لم يتركه المشرع لقواعد النظرية العامة في
اإللتزام وإنما نظمه بأحكام خاصة ،وعلى وجه الخصوص المادة 176من القانون التجاري،
وال يقلل أهمية عنصر الحق في العمالء ،وإنما يكون هذا األخير مرتبطا في قيمته ومتأثرا
بحق اإليجار كما هو الحال في المحالت التجارية التي تمارس فيها التجارة في عقار مستأجر
في موقع استراتيجي ،كأن يكون في أحد الشوارع الهامة واآلهلة بالسكان ،أو أن يكون في
مكان سياحي ،أو يكون قرب ملتقى الطرق أوالمطارات أو محطة المسافرين .فبمجرد تغيير
المكان يفقد المحل معظم عمالئه مما يعرضه للزوال.
:02الشروط الواجب توفرها للتمتع بحق اإليجار ،حتى يتوفر للتجار الحق في اإليجار
ويكون هذا الحق عنصرا في المحل التجاري يجب ان تتوفر الشروط التالية:
-أن يكون هناك إيجار وارد على العقارات المذكورة في المادة 169ق.ت.ج ،فالبد أن
يكون إلى عقار بمختلف أنواعه ،وأن تكون العالقة التي تربط التاجر بمالك العقار هي عالقة
إيجار ،وبالتالي ال يمكن القول بوجود هذا الحق إذا كان التاجر يمارس بشاطة في عقار
مملوك له أو مملوك لوالده رخص له بممارسة النشاط بطريقة مجانية.
-أن يكون اإليجار من أجل ممارسة نشاط تجاري او صناعي أو حرفي ،ولذلك نستبعد
اإليجارات التي تتم من أجل ممارسة المهن الحرة والمدنية او من أجل السكن تطبيقا لما ورد
في المادة 169من ق.التجاري حتى يكتسب الحق في اإليجار.
:03رفض وتجديد اإليجار،
-3أ -تجديد اإليجار :إذا كانت القاعدة العامة أن "العقد شريعة المتعاقدين" .وطبقا لهذه
القاعدة ينتهي اإليجار بانتهاء المدة المحددة في العقد ،وهو ما كرسه المشرع التجاري
بموجب المادة 187مكرر من القانون رقم 02-05المؤرخ في 06فبراير 2005يتعلق
بتعديل القانون التجاري ،بنصها " تحرر عقود االيجار المبرمة ابتداء من نشر هذا القانون
في الجريدة الرسمية ...في الشكل الرسمي ،وذلك تحت طائلة البطالن ،وتبرم لمدة يحددها
االطراف بكل حرية ."...اال أنه يبقى تجديد عقود االيجار المبرمة قبل النشر المذكور في
المادة 187مكرر أعاله ،خاضعا للتشريع الساري المفعول بتاريخ ابرام عقد االيجار تطبيقا
لنص المادة 187مكرر 1من نفس القانون.
وعليه ،يكون المشرع التجاري قد أبقى على االطار القانوني الذي كان ينظم
االيجارات التجارية التي ابرمت قبل فيفري ،2005بحيث خرج عن القاعدة العامة ( حرية
التعاقد) ،بإقرار الحق في تجديد اإليجار للتاجر المستأجر إذا ما توفرت الشروط المشار إليها
أعاله .فيحق له أو لمن انتقل إليهم المحل التجاري أو لورثة التاجر أن يطلبوا من المؤجر عند
اقتراب مدة انتهاء اإليجار ،وذلك طبقا لما ورد في المادة 174من القانون التجاري خالل
ستة أشهر قبل انتهاء اإليجار ،وبمقتضى سند غير قضائي -عن طريق المحضر أو برسالة
مضمنة مع وصل اإلشعار بالوصول -يعبر فيه التاجر عن رغبته في تجديد اإليجار ،كما
يمكن أن يطلب ذلك في أي وقت ،إذا لم يكن المؤجر قد وجه له التنبيه بإخالء العين المؤجرة
وذلك وفقا للشكل الوارد في المادة 174بحيث يكون طلب التجديد بواسطة سند غير قضائي
مع ذكر الفقرات والمواد التي اقتضتها هذه المادة.
-3ب -رفض تجديد اإليجار :في اطار القانون رقم 02-05لسنة 2005يمكن للمؤجر رفض
تجديد االيجار للمستأجر دون دفع تعويض االستحقاق ،وهذا ينطبق على العقود التي ابرمت
ابتداء من صدور هذا القانون ،أما اذا كانت العقود قد ابرمت قبل فيفري ،2005فانه إذا كان
المؤجر(المالك) ال يرغب في تجديد اإليجار للتاجر المستأجر الذي نشأ له الحق في اإليجار،
يلزمه القانون أن يوجه للتاجر المستأجر تنبيها بإخالء العين المؤجرة ،وذلك قبل ستة أشر من
انتهاء اآلجال ،وبواسطة محضر قضائي (سند قضائي) .ويجب أن يتضمن التنبيه باالخالء
البيانات التالية:
_ذكر موجه التنبيه باالخالء وصفته ومقر إقامته وهويته( ،االسم ،اللقب ،العنوان ،صفة
المؤجر.)،
ذكر األسباب التي جعلت المؤجر يطلب إخالء العين المؤجرة.
_ذكر العين المؤجرة وتحديدها ،وسند الملكية ،اسم المستأجر وهويته ،وان يوجه الى مكان
ممارسة نشاطه التجاري.
_ذكر مضمون المادة 194من القانون التجاري واال كان باطال (.)131
61
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
وإبرام عقد اإليجار من الباطن ،ومع ذلك ،فإن االجتهاد القضائي كما هو الشأن في الحالة
السالفة الذكر يعتبر السكوت مدة طويلة بمثابة موافقة ضمنية على هذا اإليجار من الباطن.
-عدم تسديد مبلغ اإليجار أو التأخر فيه ،استنادا إلى مبدأ أن مبلغ اإليجار يطلب من المؤجر
وال يحمل من طرف المستأجر ،فيكفي أن يثبت المؤجر مطالبته بمبلغ اإليجار ،ورفض
المستأجر تسديده.
-3ب -3-أسباب ذات صلة بالتوقف بدون مبرر عن استغالل النشاط أو غلق األمكنة بدون
سبب جدي و مشروع ،ان التوقف عن االستغالل التجاري من طرف المستأجر يؤثر على
وجود المحل التجاري ،ولذلك يجب على المؤجر أن يثبت ان تصرف المستأجر هذا قد
أصابه بضرر ،ويمكن تبرير غلق المحل بأسباب اقتصادية(عدم تزويد التاجر بالمواد التي
من طرف الجهة المحتكرة لذلك) .أو أسباب عائلية (نزاع بين الورثة في انتظار القسمة التي
تحدد صاحب المحل المتنازع عليه) ،وتعد األحكام القضائية المتعلقة بهذه القسمة عناصر
إثبات أن النشاط متوقف.
-حاالت ذات صلة بوضعية المبنى حيث يستغل المحل التجاري المتنازع عليه.
اإلسترجاع المؤسس على إعادة بناء المبنى حيث يستغل المحل التجاري بطلب من اإلدارة
المادة 177فقرة 2قانون تجاري :وفي هذه الحالة ال يكفي تسبيب التنبيه باالخالء بمجرد
ذكر سبب اعادة البناء بطلب من االدارة ،وانما يجب ارفاق هذا التنبيه بنسخة من القرار
االداري ،اآلمر باعادة البناء ،واليلزم المؤجر في هذه الحالة بدفع تعويض عن الضرر
الالحق بالمستاجر ،ومع ذلك يجب على المؤجر دفع هذا التعويض للمستاجر في حالة عدم
مراعاة المؤجر لمقتضيات المادة 179من القانون التجاري.
-خطورة شغل المحل ألنه آيل للسقوط ،ان التنبيه باالخالء المتضمن هذا السبب يعد تسبيبا
كافيا وفقا الحكام المادة177من القانون التجاري ،والسبب في هذه الحالة يكمن في أن هذه
الحالة تعد مسألة واقع تخضع لتقدير قضاة الموضوع ،فيكمن للقاضي استخالصه عن
طريق انتقال الجهة القضائية للمعاينة في عين المكان ،واما من التحقيق ،واما من خبرة طبقا
للمادة 43من قانون االجراءات المدنية.
-حالة توسيع او بناء او اعادة بناء المبنى ،حيث يستغل المحل التجاري(178قانون
تجاري) ،وفي هذه الحالة التوجد خطورة لشغل االمكنة بل العبرة باالرادة المنفردة للمؤجر
الذي يرغب في االسترجاع العادة بناء او توسيع مبناه ،وهنا يلزم المؤجر بدفع تعويض عن
االخالء ،في حالة عدم توفير محل بديل للمستأجر ،او بدفع تعويض عن الضرر الالحق
بالمستأجر نتيجة حرمانه مؤقتا من االنتفاع بالعين المؤجرة.
-حالة تعليق سريان عقد االيجار لمدة ال تزيد عن ثالثة سنوات:
نصت على هذه الحالة المادة181من القانون التجاري والتي تضمنت تعليق سريان عقد
االيجار لمدة ال تزيد عن ثالث سنوات ،أي حالة القيام باشغال تعلية المبنى حيث يمارس
نشاطه التجاري.
62
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-حالة استرجاع أرض غير مبنية لصيقة بالمحل ذو االستعمال التجاري ،يتم تسبيب التنبيه
باالخالء في هذه الحالة بالنص المتضمن للمادة183من القانون التجاري المتعلقة باسترجاع
المؤجر ارضا غير مبنية لصيقة باالمكنة المؤجرة الستخدامها كأرضية للبناء بناء على
رخصة بناء يكون قد حصل عليها مسبقا أي قبل التنبيه ،حيث يجب ارفاق هذا االخير بنسخة
من رخصة البناء المذكورة ،واذا كان من شأن البناء التسبب في وقف النشاط التجاري ،فإن
المؤجر ملزم بدفع التعويض عن االخالء او التعويض عن الضرر حسب الحالة طبقا الحكام
المادة 178من القانون التجاري.
-حالة استرجاع االمكنة ذات االستعمال السكني التابعة لالمكنة ذات االستعمال التجاري.
يحق للمستأجر المحكوم عليه بالخروج من االماكن المؤجرة في الحاالت المذكورة سابقا
والمنصوص عليها في المادة177من القانون التجاري وما يليها ،وطبقا لمقتضيات
المادة186من القانون التجاري الحصول على التعويض عن الضرر الالحق به اذا ما اثبتت
ان المؤجر لم يستعمل حقه في االسترجاع اال بهدف التحايل والمساس بحقوقه ،وعلى
المستأجر هنا المطالبة بهذا التعويض عن طريق دعوى قضائية يرفعها على المؤجر مثل
الحالة المنصوص عليها في المادة.181
سادسا :حقوق الملكية الصناعية ،ويقصد بها تلك الحقوق المعنوية التي ترد على
االبتكارات الجديدة كبراءات االختراع والعالمات التجارية والرسوم والنماذج
الصناعية( ،)132وقد تكون عنصرا جوهريا في تكوين المحل التجاري الذي يستمد قيمته من
هذه الحقوق ،ويجوز التنازل عنها على حدة أو مع المحل التجاري باستثناء االسم التجاري
الذي ال يجوز التصرف فيه بشكل مستقل عن المحل كما سبق تبيانه .وهذه الحقوق تخضع
لتنظيم قانوني خاص س وف نبحثه في الباب الثاني من هذه الدراسة والمتعلق بنظام الملكية
الصناعية.
سابعا :حقوق الملكية األدبية والفنية ،وهي حقوق المؤلفين على إنتاجهم األدبي وحقوق
الفنانين على إنتاجهم الفني ،ويمكن أن تكون عنصرا معنويا من عناصر المحل التجاري كما
لو كان المحل التجاري دار نشر يشتري حقوق المؤلفين ثم يقوم بنشرها( .)133وهذه الحقوق
تنتقل مع المحل التجاري عند التصرف فيه.
و رغم أن الملكية األدبية والفنية هي من أفكار القانون المدني وحقوق المؤلف( )134إال أنها
يمكن أن تكون متعلقة بأموال تجارية وصناعية ،وبالتالي تخاطب في إطار أحكام القانون
التجاري كما لو كان العمل الفني في شكل مقاولة مثال.
63
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
هذا ولم ينص المشرع الجزائري على أن هذه الحقوق من عناصر المحل التجاري
السيما في نص المادة 78من القانون التجاري إال انه استعمل عبارة ((...سائر األموال
األخرى الالزمة الستغالل المحل التجاري ،))...كما انه تطرق إلى حقوق الملكية األدبية
والفنية بمناسبة معالجته ألحكام رهن المحل التجاري ،حيث أجاز شمل الرهن الحيازي
للمحل التجاري بحقوق الملكية الصناعية والتجارية وكذلك حقوق الملكية األدبية أو الفنية
المرتبطة به تطبيقا لنص المادة 119من القانون التجاري.
ثامنا :الرخص واإلجازات ،هي التي تصدرها اإلدارة لممارسة أنواع معينة من النشاطات
التجارية كالرخص المتعلقة باستغالل مقهى أو فندق أو شاطئ .ونشير بان هذه الرخص لها
إطارها القانوني الخاص بها مثال رخصة ممارسة عمليات النقل( ،)135ورخصة استغالل
وكالة للسياحة واألسفار( )136وتعتبر الرخص عنصر من عناصر المحل التجاري إذا توافرت
فيها شروط قانونية معينة ،كإصدارها من سلطة مختصة أو تعلقها بالنشاط التجاري المراد
ممارسته.
وهذا العنصر ينتقل إلى مشت ري المحل التجاري ،ما لم تكن ذات طابع شخصي لصيق
بشخص مالكها األساسي كاستغالل صيدلة ،كما أنه في حالة أخرى ال يمكن انتقالها إلى الغير
ألنها منحت تبعا لمزايا الشخص المستغل للنشاط التجاري(.)137
الفرع الثاني :العناصر المادية
سبق وان تطرقنا أوال إلى العناصر المعنوية للمحل التجاري ألهميتها ،واآلن سوف
نتناول العناصر المادية حيث نص المشرع في المادة 78على هذه والعناصر وهي المعدات
واآلالت والبضائع.
أوال :المعدات واآلالت ،وهي المنقوالت المخصصة الستغالل المحل التجاري( )138كسيارات
النقل واآلالت الصناعية المخصصة لصنع المنتجات باإلضافة إلى األثاث المستخدم في
المحل التجاري كالخزائن وآالت الطباعة والمحاسبة من اجل تقديم خدمات الئقة للمستهلك.
هذا وفي حالة رهن المحل التجاري يمكن أن يشملها الرهن طبقا لنص المادة 119فقرة
01من القانون التجاري التي نصت على ما يلي ((:ال يجوز أن يشمل الرهن الحيازي للمحل
التجاري من األجزاء التابعة له إال عنوان المحل واالسم التجاري والحق في اإلجارة
- 135المادة 01/12من القانون رقم 17-88المؤرخ في 1980 /05/10المتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه( ،ج ر العدد 19المؤرخ في
.)1988/01/11
- 136راجع :القانون رقم 05-90المؤرخ في 18فبراير 1990المتعلق بوكاالت السياحة واألسفار( ،ج ر العدد ،08المؤرخ في 21فبراير)1990
- 137نعيم مغبغب ،قانون األعمال ،بدون دار نشر ،2000 ،ص123.
-138فرحة زراوي صالح ،المرجع السابق ،ص144.
64
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
والزبائن والشهرة التجارية واألثاث التجاري والمعدات واآلالت التي تستعمل في استغالل
المحل.))...
كما أن المعدات واآلالت ال تعتبر حسب التشريع الجزائري عنصرا من عناصر المحل
التجاري إذا كان التاجر مالكا للعقار الذي يمارس فيه النشاط التجاري ،على اعتبار أن
المنقوالت التي يضعها صاحبها في عقار يملكه رصدا على خدمة هذا العقار أو استغالله
يعتبر عقارا بالتخصيص( )139أي أن المعدات تخضع لألحكام المنظمة للعقارات في هذه
الحالة ،أما إذا كان التاجر مستأجرا للعقار فهنا يمكن القول أن المعدات تصبح عنصرا من
عناصر المحل التجاري الن منقوالت في هذه الحالة.
ثانيا :البضائع ،تعتبر البضائع كذلك من المنقوالت المادية والمخصصة للبيع سواء كانت
مصنوعة أو معدة للتصنيع .وبما أنها معدة للبيع فإنها ليست عنصرا دائما للمحل
التجاري( . )140كما يقصد بالبضائع السلع المعدة للتأجير إذا كان المحل التجاري يقوم بتأجير
آالت الحفر والتنقيب.
وتجدر اإلشارة إلى أن المعدات واآلالت يمكن أن تكون أحيانا بضائع ،وأحيانا أخرى
معدات إذا كان الغرض منها تشغيل المحل وصناعة المواد وهذا للتشابه الموجود بينهما،
حيث مثال مادة الزيت تستعمل تارة لتشغيل آالت المصنع وتارة أخرى تمثل بضائع يمكن
للتاجر أن يبيعها .إال أننا نشير بان البضائع عنصر غير ثابت نسبيا ،فهي تتناقص وتزيد
حسب طبيعة النشاط أي أن قيمتها متغيرة ،لذلك استبعدها المشرع من عملية رهن المحل
التجاري بموجب المادة 119من القانون التجاري السابقة الذكر ،بينما أجاز رهن اآلالت
والمعدات.
الفرع الثالث :العناصر المستبعدة من المحل التجاري
سبق وان بينا بأن المحل التجاري يتكون من عناصر منقولة معنوية مادية وغير مادية ،األمر
الذي يؤدي بنا إلى القول أن العقارات مستبعدة من عناصر المحل التجاري بطبيعتها،
باإلضافة إلى استبعاد بعض الحقوق كالديون والحقوق الشخصية ،ونبحث ذلك على التوالي.
أوال :استبعاد العقارات من المحل التجاري ،هل إذا كان التاجر يمارس تجارته في عقار
مملوك له يعتبر هذا العقار عنصرا من عناصر المحل التجاري أم ال؟
لإلجابة على هذا السؤال ال بد من التوضيح بان تقسيم األموال إلى عقارات ومنقوالت
يتعلق بالنظام العام ،وسبب خروج العقارات من تكوين المحل التجاري هو أن القانون
التجاري لم يذكرها ضمن عناصر المحل التجاري .وإذا كان صاحب المحل التجاري هو
- 139أنظر المادة 683فقرة 02من القانون المدني الجزائري.
- 140نعيم مغبغب :قانون األعمال ،المرجع السابق ،ص128.
65
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
نفسه صاحب العقار فال مجال للمطالبة بالحق في اإليجار وهذا هو الرأي الراجح فقها(،)141
أي أن العقار ليس عنصرا من عناصر المحل التجاري.
هذا وتجدر اإلشارة في هذه الحالة أن صاحب المحل يملك نوعين من األموال ،األول،
متعلق بمال عقاري يتمثل في العقار الممارس في النشاط التجاري ،أما الثاني ،فهو مال
منقول يتمثل في المحل التجاري.
كما أن العقارات تحكمها قواعد شكلية معقدة وملزمة إذا تعلق األمر بنقل ملكيتها(،)142
لذلك ال يجوز أن تشملها التصرفات القانونية التي ترد على المحل التجاري(.)143
ثانيا :استبعاد الديون والحقوق الشخصية ،تترتب الديون والحقوق الشخصية نتيجة
استغالل التاجر لمحله التجاري فهي مرتبطة بشخص التاجر وليست عنصرا من عناصر
المحل التجاري ،ومن ثم فهي ال تنتقل إلى المشتري إال إذا وجد اتفاق أو نص على ذلك
كالحقوق وااللتزامات الناشئة عن العقود التي يبرمها التاجر وهي كاآلتي:
أ -عقد العمل :يشترط قانون العمل أن تبقى عقود العمل قائمة في حالة التنازل عن المحل
إلى شخص آخر .حيث أنه ":إذا حدث تغيير في الوضعية القانونية للهيئة المستخدمة ،تبقى
جميع عالقات العمل المعمول بها يوم التغيير قائمة بين المستخدم الجديد والعمال"(.)144
وعليه ،يستوجب على مشتري المحل أن يحترم عقود استخدام عمال المحل التجاري ،وفي
ذلك حماية من المشرع للمستخدمين في عالقاتهم مع المالك والمستغل الجديد للمحل
التجاري.
ب -الحق في اإليجار :ينتقل الحق في اإليجار إلى من انتقلت إليه ملكية المحل التجاري
بشرط عدم تغيير طبيعة النشاط التجاري السابق وعدم اإلخالل بااللتزامات الناشئة عن عقد
اإليجار ،وهنا تطبق القواعد المتعلقة بحوالة الحق( )145المنصوص عليها في القانون المدني،
حتى يتمكن المشتري من االنتفاع بالعين المؤجرة عن طريق تسليمه عقد اإليجار.
ج -عقد الضمان :نص المشرع الجزائري على انتقال عقود التامين بحكم القانون لصالح
المشتري أو الوارث ،حيث يستمر اثر التامين إليهما ،شريطة االلتزام بما هو مطلوب من
التزامات في العقد تطبيقا لنص المادة 24فقرة 01من القانون رقم 07- 95المتعلق
- 141أنظر في ذلك :الياس ناصيف ،المرجع السابق،ص 104ود.سميحة القليوبي المرجع السابق،ص.267
- 142يمر العقد الناقل للملكية بمجموعة من المراحل ابتداء بعملية توثيق الع قد أمام الموثق ثم تسجيله لدى مفتشية أمالك الدولة ،وأخيرا شهره في
البطاقات العقارية لكي يرتب أثره العيني وهو نقل الملكية.
143
-George Ripert et René Robllot: traite de droit commerciale, Tome 1-n 393 p.272 et280, L.G.D.J paris1993.
- 144راجع المادة 74فقرة 01من القانون 11-90المؤرخ في 1990/04/ 21المتعلق بعالقات العمل( ،ج ر العدد ،17المؤرخة في
.)1990/04/25
- 145نصت المادة 239من القانون المدني الجزائري على أنه(( يجوز للدائن أن يحول حقه إلى شخص آخر ،إال إذا منع ذلك نص القانون أو اتفاق
المتعاقدين ،أو طبيعة االلتزام.وتتم الحوالة دون رضا المدين)).
66
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
بالتأمينات ،ويلتزم الورثة والمشتري بإبالغ مؤسسة التامين بانتقال ملكية المحل التجاري
إليهما.
د -االتفاقات المتعلقة بتنظيم المنافسة :إن الحقوق وااللتزامات الناشئة عن االتفاقات التي
أبرمها مالك المحل التجاري تنتقل إلى مشتري المحل التجاري الجديد .كحق البائع في أن ال
ينافس محل مملوك لشخص آخر .أو التزام مالك المحل التجاري باالمتناع عن مزاولة تجارة
معينة في وقت ومكان معين(.)146
ثالثا :استبعاد الدفاتر التجارية ،لم ينص المشرع الجزائري على أن الدفاتر التجارية هي
عنصر من عناصر المحل التجاري( .)147لكن ذكر هذه العناصر كان على سبيل المثال ال
الحصر ،وبالرجوع إلى أحكام المحل التجاري ،نجد أن المشرع ألزم بائع المحل التجاري
بتمكين مشتريه من الدفاتر التجاري التي ترتبت عن استغالل المحل التجاري ،وذلك لمدة
ثالث سنوات من تاريخ استغالله للمحل التجاري تطبيقا لنص المادة 82من القانون
التجاري .ورغم ذلك فان الدفاتر التجارية ال تدخل في تكوين المحل التجاري ،بل يحق
لمالكها أن يحتفظ بها إلثبات تصرفاته التجارية ال غير.
المطلب الثاني :الطبيعة القانونية للمحل التجاري
لم يتوحد الفقه حول طبيعة المحل التجاري ،حيث أن هذه األخيرة تتجاذبها عدة نظريات
وهي نظرية الذمة المستقلة ،نظرية المجموع الواقعي ،ونظرية الملكية المعنوية.
الفرع األول :نظرية الذمة المستقلة
ومضمونها اعتبار المحل التجاري ذمة مالية مستقلة عن ذمة التاجر لها حقوقها وعليها
التزاماتها المتعلقة بالمحل التجاري والمستقلة عن بقية حقوق وااللتزامات التاجر .وقد تبنى
هذه النظرية التشريع األلماني الذي اعتبر أن المحل التجاري مجموعا قانونيا من األموال
يحتوي مجموعة الحقوق والديون الناشئة عن االستثمار( )148إال أن التشريع الجزائري لم
يأخذ بهذه النظرية بل اخذ بمبدأ وحدة الذمة )(Principe de l’unité du patrimoine
بين التاجر ومحله ومنح للدائن حق الضمان العام على أموال مدينه ،حيث نص صراحة في
المادة 188فقرة 01من القانون المدني على أنه " :أموال المدين جميعها ضامنة لوفاء
ديونه" ،أي انه يحق لدائن التاجر سواء بديون تجارية(كدين تاجر آخر) أو ديون مدنية (كدين
الطبيب) أن يستوفيا حقهما من خالل التنفيذ على جميع أموال مدينهما التاجر وسواء المتعلقة
بالمحل التجاري أو بغيره.
- 146تعتبر االتفاقات المتعلقة بتنظيم المنافسة صحيحة إذا لم تكن مخالفة للنظام العام واآلداب العامة ،وفي إطار احترام قانون المنافسة 03/03
المؤرخ في سنة 2003المعدل والمتمم بالقانون رقم 12-08مؤرخ في 25جوان ( ،2008ج ر ،عدد 36مؤرخ في .)2008/07/02
- 147راجع :المادة 78من القانون التجاري المتعلقة بعناصر المحل التجاري.
148
-M.de JUGLART et B.IPPOLITO, ‘’ droit commercial’’, T.1, 3é éd, 1979, no158, p.546.
67
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
وبمعنى آخر فان التاجر ال تكون له سوى ذمة مالية واحدة .وفي ذلك يرى بعض الفقه
انه :ال يستقل دائنوا المحل بالحجز عليه بل يزاحمهم في هذا المجال غيرهم من دائني التاجر
وتصبح جميع أموال التاجر ضامنة للوفاء بجميع ديونه سواء كانت متصلة بنشاطه التجاري
أم منفصلة عنه(.)149
وعليه ،يمكننا القول بان المحل التجاري ليست له ذمة مالية وال يكون ذمة مالية مستقلة
عن ذمة التاجر وال يمكن األخذ بهذه النظرية ،وبالتالي ال يعتبر المحل التجاري شخصا
معنويا بدليل انه لم ينص المشرع الجزائري عليه ضمن األشخاص المعنوية طبقا لنص المادة
49من القانون المدني ،أي أن المحل ليس بشركة أو مؤسسة.
الفرع الثاني :نظرية المجموع الواقعي
ترى هذه النظرية أن المحل التجاري عبارة عن مجموع واقعي من األموال ،نشأ من
اجتماع وتآلف بعض العناصر بقصد االستغالل التجاري دون أن تترتب على ذلك ذمة مالية
مستقلة عن ذمة مالكه( .)150ويكون المحل بهذا الوصف محال لتصرفات قانونية ترد على
مجموع هذه العناصر التي تشكل المحل التجاري ،ويخضع ألحكام خاصة تتميز عن األحكام
التي ترد على كل عنصر من عناصره.
ويترتب على اجتماع هذه العناصر مال معين ذو طبيعة خاصة مستقل عن العناصر
المتباينة التي يتكون منها المحل التجاري ،بحيث تشكل هذه العناصر مجموعة واقعية مختلفة
عن النظرة إلى كل من عناصر هذه المجموعة.
إال أننا باستقراء القانون التجاري الجزائري نجد أن المشرع ال ينظر إلى المحل التجاري
في كل الحاالت بأنه وحدة مستقل عن عناصره ،وإنما يقر بأنه لكل عنصر نظامه القانوني
الخاص به .خاصة لما قرر المشرع عدم إجبارية بعض عناصر المحل التجاري التي يمكن
االستغناء عنها في بعض المحالت التجارية كحقوق الملكية األدبية والفنية ،باإلضافة إلى أن
العناصر التي يشملها رهن المحل التجاري هي محددة قانونا.
ونالحظ على هذه النظرية أنها ليست قائمة على مدلول قانوني واضح .فالمجموع من
األموال إذا وجد ال يمكن إال أن يكون قانونيا.
الفرع الثالث :نظرية الملكية المعنوية
نظرا لالنتقادات التي وجهت إلى نظرية المجموع القانوني ونظرية المجموع الواقعي،
فانه قد استقر الفقه المعاصر إلى التمييز بين المحل التجاري باعتباره وحدة مستقلة ويبن
68
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
العناصر المختلفة والمكونة له( ،)151حيث اعتبر أن للتاجر حقا ينصب على الملكية المعنوية
للمحل يرد على أشياء غير مادية مثل االتصال بالعمالء .وهذه الملكية المعنوية التي للتاجر
على المحل التجاري والتي يطلق عليها الملكية التجارية ،تتضمن احتكارا لالستغالل يجوز
االحتجاج به في مواجهة الغير ،وتحميه دعوى المنافسة غير المشروعة مع مراعاة مبدأ
المنافسة الحرة أثناء استغالل محله.
هذا وتتصف الملكية التجارية بطابع الحق المؤقت بحيث تزول إذا توقف التاجر عن
استغالل المحل التجاري ،على عكس ملكية األموال المادية التي هي حق دائم ال يسقط بعدم
االستعمال.
وخالصة القول أن هذه النظرية ترتكز على عنصر االتصال بالعمالء الذي يعتبر المحل
بحد ذاته ،ولقيت رواجا كبيرا لدى الفقه المقارن ألنها تصب في فكرة واحدة تناسب طبيعة
المحل التجاري ،الذي يعتبر مجموعة من األموال للتاجر عليها حق ملكية معنوية يتضمن
احتكارا الستثمار محله التجاري.
المطلب الثالث :خصائص المحل التجاري
لقد تبين لنا من خالل دراسة طبيعة المحل التجاري انه مال منقول معنوي ،وان اجتماع
العناصر المكونة له وخضوعها لنظام موحد ومتجانس ،رغم اختالف كل عنصر عن اآلخر
تجعل من المحل التجاري يمتاز بخصائص هامة ،وهي أنه مال منقول ،معنوي ،وذو صفة
تجارية.
الفرع األول :المحل التجاري مال منقول
سبق وأن بينا أن العقارات مستبعدة من تكوين المحل التجاري ،أي أن المحــــــــــــــل
التجاري ال يعتبر عقارا ،فهو مال منقول وبالتالي يمكن نقله على خالف ما هو ثابت قانونا
بالنسبة للعقارات( ،)152ولذلك تسري عليه األحكام القانونية الخاصة بالمنقول ،حيث مثال ال
يمكن أن يكون المحل التجاري خاضع للرهن العقاري ،وإنما يرهن رهنا حيازيا تطبيقا لنص
المادة 118من القانون التجاري( .)153كما أن خاصية المال المنقول مستمدة من عناصره
المكونة له والتي هي عبارة عن منقوالت.
الفرع الثاني :المحل التجاري مال معنوي
-- 152لقد عرفت المادة 683من القانون المدني العقار بأنه ((:كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيه وال يمكن نقله منه دون تلف.وكل ماعدا ذلك من
شيء فهو منقول)).
- 153سوف يتم التطرق إلى موضوع الرهن بالتفصيل في معرض دراسة العقود الواردة على المحل التجاري-رهن المحل التجاري.-
69
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
رغم أن المحل التجاري يتكون من عناصر مادية كالمعدات والبضائع كما سبق تبيانه،
إال أنها ليست مهمة كما هو الشأن بالنسبة للعناصر المعنوية التي تؤثر في طبيعة المحل
السيما عنصر االتصال بالعمالء ،مما يدل أن المحل التجاري مال معنوي ،ويترتب على
اعتبار المحل التجاري كذلك النتائج التالية:
أوال :أن المحل التجاري مال منقول ذو طبيعة خاصة ال يخضع لقاعدة الحيازة في المنقول
سند الملكية( ،)154وهي قاعدة تنطبق على المنقوالت المادية فقط.
ثانيا :أن المحل التجاري يعتبر من األشياء المعينة بالذات رغم أن بعض عناصره من
األشياء المثلية وعليه تكون األحكام المتعلقة باالنتفاع قابلة للتطبيق على المحل التجاري،
حيث يجوز أن يكون المحل التجاري موضوع انتفاع الن هذا الحق ال ينشأ إال على األعيان
المعينة(.)155
ثالثا :ال يجوز أن يكون المحل التجاري موضوع عقد هبة عن طريق التسليم باليد الن هذا
النوع من الهبة ال يتم إال بتسليم الواهب الشيء موضوع الهبة إلى الموهوب له( ،)156حيث أن
المحل التجاري ليس من المنقوالت المادية بل هو المنقوالت المعنوية.
الفرع الثالث:الصفة التجارية للمحل
ال يمكن اعتبار المحل تجاريا أال إذ خصص لممارسة أعمال تجارية( ،)157وعليه إذا كان
المحل مخصص لممارسة نشاط مدني كمكاتب األطباء والمهندسين ،فال يعد محال تجاريا ولو
تضمن اتصاال بالعمالء أو حق اإلجارة مثال ،أي أن الفرق بينهما يبقى قائما من حيث طبيعة
األعمال ،إذا كانت األعمال مدنية كان المحل مدنيا ،وإذا كانت األعمال تجارية كان المحل
تجاريا ،مع احترام مشروعية النشاط وعدم مخالفته للنظام العام واآلداب العامة.
- 154نصت على هذه القاعدة المادة 835من القانون المدني الجزائري بقولها ((:من حاز بسند صحيح منقوال أو حقا عينيا على المنقول أو سندا
لحامله ،فانه يصبح مالكا له إذا كان حسن النية وقت حيازته.))...
- 155الياس ناصيف :المرجع السابق ،ص.99
- 156عقد الهبة من العقود العينية في القانون الجزائري ،ال يتم العقد إال بتسليم الشيء الموهوب إلى الموهوب له وتتم الحيازة ،أنظر في ذلك المادة
206فقرة-01و 02من قانون األسرة رقم 11-84المؤرخ في 09يونيو 1984معدل ومتمم باألمر رقم 02-05المؤرخ في 27فبراير.2005
- 157أنظر المادة 03فقرة 04من القانون التجاري الجزائري
- 158المادة 61من الدستور الجزائري الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم 442-20المؤرخ في 2020/12/30يتعلق باصدار التعديل الدستوري
المصادق عليه في استفتاء اول نوفمبر ( ، 2020الجريدة الرسمية العدد 82الصادرة في ..)2020/12/30حيث نصت على أنه " :حرية التجارة
واالستثمار والمقاولة مضمونة ،وتمارس في اطار القانون.''...
70
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
منتوجاتهم لتحقيق األرباح من خالل جذب العمالء في إطار المنافسة ،غير انه قد تكون هذه
المنافسة غير نزيهة كأن يقوم التجار ببعض الممارسات المنافية للمنافسة(مخالفة القانون)
تؤدي إلى تحويل العمالء من محل تجاري إلى محل تجاري أخر ،و ذلك من خالل تقليد
عالمات تجارية ،أو استعمال نفس االسم التجاري أو العنوان التجاري و ذلك من اجل تضليل
الزبائن ،وما ينتج عن ذلك من أرباح كبيرة.
تهدف حماية المحل التجاري أساسا إلى حماية عنصر االتصال بالعمالء من االعتداء
على احد العناصر المعنوية المكونة للمحل التجاري ،فحماية هذه العناصر تتم عن طريق
دعوي المنافسة غير المشروعة ،أما العناصر المادية للمحل التجاري في حال االعتداء عليها
فيتم حمايتها عن طريق دعوي االسترداد التي يتم بواسطتها استرجاعها من المعتدي مع
إمكانية الحكم بالتعويض لصالح المضرور عما لحقه من ضرر نتيجة ذلك االعتداء(.)160
وعليه سوف نبين اوال المنافسة الممنوعة(المطلب االول) ،ثم أساس دعوى المنافسة
غير المشروعة (المطلب الثاني).
71
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
القانون ،حيث يقوم احد أطراف العقد بمخالفة ما تم االتفاق عليه( .)161ولهذه المنافسة عدة
حاالت:
أوال :اتفاق مؤجر العقار بعدم منافسة المستأجر
تقرر القواعد العامة في عقد اإليجار بأنه من التزامات المؤجر تمكين المستأجر من
استغالل العين المؤجرة استغالال هادئا ومستمرا دون أن يتعرض له( ، ) 162ووفقا للمبادئ
العامة أيضا ،من حق مالك العقار الذي استأجر منه التاجر الذي يباشر فيه تجارته ،أن يؤجر
لغير التاجر أماكن أخرى من العقار لمزاولة نفس نشاط التاجر األول ،ولكن هنالك استثناء
في حالة إذا ما اتفق التاجر مع المؤجر على عدم تأجير أماكن أخرى في نفس العقار لمباشرة
نفس النشاط التجاري الذي يمارسه التاجر المستأجر ،كما قد يشترط على المؤجر نفسه عدم
ممارسة تجارة مماثلة( .) 163وال في حالة قبول المؤجر بالتعاقد يصبح ملزما باالنضباط لهذا
الشرط وال يستطيع مخالفته ،واتعرض للمسؤولية العقدية لمخالفته لشرط من شروط العقد،
وبالتالي هنا ال يمكن رفع دعوى منافسة غير مشروعة بل دعوى أساسها المسؤ ولية العقدية.
فإقامة المؤجر تجارة مماثلة وسحب العمالء بعد إبرام عقد تأجير االستغالل يعد
تعرضا يلحق ضررا كبيرا بالمستأجر ،ويحرمه من تحقيق الغاية المنشودة من استئجار
المحل ،أال وهي إستمرار تردد العمالء عليه ،ويلتزم المالك بهذا الشرط طوال مدة اإليجار
للمحل ،وقد يلتزم به المستأجر بالنسبة للمدة الالحقة على نهاية العقد ،وال يكون هذا الشرط
صحيحا إال إذا ورد مقيدا من حيث الزمان و المكان(.)164
ثانيا :االتفاق بعدم المنافسةالناشئ عن عقد بيع المحل التجاري ذاته
لقد استقر إن الفقه القضاء على أن بيع المتجر يقتضي بذاته امتناع البائع عن افتتاح
تجارة مماثلة لنشاط المتجر المبيع ،وهذا االلتزام ينشأ على البائع دون الحاجة إلى النص عليه
في عقد البيع ،و ذلك تطبيقا لحكم القواعد العامة التي تلزم البائع بعدم التعرض للمشتري(.)165
فالتزام البائع إزاء المشتري بأن يوفر له االنتفاع الهادئ بالمبيع ال يكفي ،بل يجب أن
يوفر له فضال عن ذلك االنتفاع الكامل والمفيد ،أي أن هذا االلتزام يقع على البائع حتى وإن
لم ينص عليه عقد البيع ،والتزام البائع بعدم التعرض للمشتري في حالة بيع المحل التجاري
تتضمن التزامه بعدم منافسته في مزاولة نفس التجارة وفي مكان قريب من المحل المبيع،
ألن صدور هذه المنافسة من البائع ولو كانت مشروعة قد تؤدي إلى تحويل العمالء الذين هم
في األصل عمالؤه من المحل القديم الذي تم بيعه ،فما الفائدة في أن يشتري شخص متجرا
وبمجرد أن يبدأ بالنشاط ينشئالبائع تجارة مماثلة ويسترجع عمالئه( ،) 166وهنا يصبح هذا
المحل الذي سوف تقوم عليه تجارة ما بدون فائدة للمشتري ،وهذا النقض أهم عنصر فيه،
وهو العمالء(.)167
- 161طعمة الشمري ،أحكام المنافسة غير المشروعة في القانون الكويتي ،منشور في مجلة الحقوق ،يصدرها مجلس النشر العلمي ،جامعة الكويت،
الكويت1995 ،م ،العدد ، 19ص22 .
- 162المادة 483من األمر رقم 75-58المؤرخ في 20رمضان 1395الموافق 26سبتمبر 1975المتضمن للقانون المدني ،المعدل و المتمم ،الجريدة
الرسمية الصادرة في 30سبتمبر ،1975عدد 78
- 163أحمد شكري السباعي ،الوسيط في القانون التجاري المغربي و المقارن ،الجزء الثالث ،دون طبعة ،دار المعرفة للنشر و التوزيع ،الرباط ،دون
سنة ،ص331 .
- 164المرسوم التنفيذي رقم 96-94المؤرخ في 19مارس 1994المتضمن المصادقة على نموذج عقد اإليجار.
- 165راجع المادة 371من األمر ،75/58المتضمن القانون المدني المعدل و المتمم.
- 166عمار عمورة ،العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري ،دون طبعة ،دار الخزينة ،الجزائر ،ص 40.
- 167عمارعمورة ،المرجع نفسه ،ص41 .
72
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
وفي غالب األحيان يتفق الطرفان صراحة على منع البائع مزاولة نفس النشاط
التجاري وفي نفس المنطقة ،ويعتبر االتفاق صحيحا بتحديد المكان والزمان ،وما لم يكن
التحديد تعسفيا ،فإذا كان المنع مطلقا فال شك أنه باطل لمخالفته أحكام النظام العام ،وعلى
حسب ما جاء به المشرع الجزائري أنه متى أجل البائع بهذا االلتزام أمكن مساءلته ومطالبته
بالتعويض على أساس المسؤولية العقد ،ويكون برفع دعوى الضمان(.)168
ثالثا :االتفاقات بين المنتجين والتجار ،تشكل هذه الصورة اتفاق اطراف العقد على ان
يشتري التاجر السلع التي ينتجها المصنع دون غيره من المصانع التي تنتج نفس السلعة،
حتى يتفادى التاجر منافسة غيره من التجار ،ومثل هذه االتفاقية صحيحة بشرط أن تكون
محدودة الزمان والمكان حتى ال نكون امام وضعية احتكار.
رابعا :اتفاق العامل بعدم منافسة رب العمل ،بحيث يلتزم العامل بعدم ممارسة تجارة مماثلة
أو يلتزم بعدم العمل لدى متاجر منافسة تزاول نشاطا مماثال ،وهنا البد من تحديد مدة االلتزام
أما االتفاق المطلق دون تحديد مدة زمنية فهو غير جائر ،حفاظا على حق شغل العامل بالعمل
وتوفير الرزق له ولذويه.
خامسا :االتفاق بين المصانع على تنظيم إنتاج السلع ،من حيث كميتها وتحديد أسعارها
لتحديد النشاط الذي يقوم به كل مصنع ،وعدم تجاوزه بقصد تنظيم المنافسة بين المنتجين .اما
اذا ترتب على هذه الحالة احتكار وارتفاع كبير في أسعار بيع هذه السلع ،فان هذه االتفاقات
تكون باطلة لمخالفتها النظام العام وتاثيرها على حقوق المستهلكين.
المطلب الثاني :المنافسة غير المشروعة
عرفها الدكتور طعمه الشمري بأنها " :كل عمل في مجال التجارة و الصناعة أو
الخدمات أو غيرها من المجاالت يقوم به شخص من شأنه إلحاق الضرر بشخص منافس أو
تحقيق مكاسب على حسابه بإتباع وسائل يمنعها القانون" (.)169
وقد عرفها القانون النموذجي للدول العربية في المادة 33الفقرة األولى والمتعلق بشأن
العالمات التجارية واألسماء التجارية ،وأعمال المنافسة غير المشروعة على أنها " :يعتبر
غير مشروع كل عمل من أعمال المنافسة الذي يتنافى مع العادات الشريعة في المعامالت
الصناعية والتجارية "(.)170
هذا ولم يسن المشرع الجزائري تعريفا قانونيا مباشرا للمنافسة غير المشروعة وهو
األمر الذي يمكن استخالصه من خالل استقراء العديد من نصوص القانون المنظم للمنافسة.
حيث نستحضر هنا االمر رقم 03-03المؤرخ في جو يلية 2003والذي يلغي أحكام األمر
، 95 -06حيث حاول المشرع تفادي النقائص الموجودة في األمر السابق والغاية منها إعطاء
السوق دوره الحقيقي وتكريسه طابعه التنافسي ،اال انه لم يعرف المنافسة غير المشروعة،
وبالنظر للقانون 02-04المحددة للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية( ،)171نجد أن
المشرع الجزائري اكتفى بذكر بعض من أفعال المنافسة غير المشروعة ،كما نص في المادة
26منه على ان :المنافسة غير المشروعة هي ":كل عمل مخالف لألعراف التجارية
73
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
النظيفة و النزيهة و الذي من خالله يعتدي عون اقتصادي على مصالح عون أو عدة أعوان
اقتصاديين آخرين".
الفرع االول :أساس دعوى المنافسة غير المشروعة
امام عدم وجود نص في القانون التجاري لحماية المحل التجاري من المنافسة غير
المشروعة يمكننا االستناد إلى القواعد العامة في المسؤولية التقصيرية ،كما ان القضاء
الفرنسي أسس دعوى المنافسة غير المشروعة على المادة 1382من التقنين المدني
الفرنسي( ) 172والتي تقابلها المادة 124من القانون المدني الجزائري التي تنص بان كل عمل
أيا كان يرتكبه المرء و يسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض.
وعليه ،يحكم على المنافس بتعويض الضرر الذي يلحق المضرور ،اال ان هذه
الدعوى لها طبيعة خاصة تختلف عن دعوى المسؤولية التقصيرية.
الفرع الثاني :شروط دعوى المنافسة غير المشروعة
يشترط لرفع دعوى المنافسة غير المشروعة وجود منافسة غير مشروعية ،وهذا
يمثل ركن الخطأ ،و أن ينشأ ضرر عن هذه المنافسة غير المشروعة و هو يمثل ركن
الضرر ،وأن تتوفر عالقة سببية بين العمل غير المشروع الذي قام به المنافس و الضرر
الذي لحق التاجر.
أوال :ركن الخطأ في دعوى المنافسة غير المشروعة
يرتكب المنافس خطأ في هذه المنافسة ،حيث يشترط في هذه المنافسة أن تتم بين
تاجرين يمتهنان تجارة من نوع واحد ،ألن االعتداء الذي يقع على احدهما يؤدي إلى
انصراف عمالئه إلى التاجر األخر .و الخطأ كركن في المسؤولية التقصيرية هو اإلخالل
بالتزام قانوني ،بحيث يكون مرتكب الخطأ قد حقق ربح اكبر ،مع التاكيد على إلى إضفاء
الطابع التجاري على التزام مرتكب الفعل بالتعويض ،و ذلك من خالل مد نطاق تطبيق
نظرية األعمال التجارية بالتبعية إلى االلتزامات غير التعاقدية للتاجر(.)173
فقيام المنافسة غير المشروعة تتمثل في قيام الخطأ الناجم عن العمل غير المشروع
إما لمخالفة القوانين أو األعراف أو العادات التجارية أو مخالفة لمبادئ الشرف و األمانة
والتعامل التجاري التي تقوم على أساس المعامالت التجارية ،و نتيجة لذلك فان أفعال
المنافسة غير المشروعة تختلف باختالف زمان و مكان ممارسة هذه الحرف (.) 174
وعليه ،نحاول تبيان بعض صور الخطأ المؤدي للمنافسة غير المشروعة ،حيث أن أفعال
المنافسة غير المشروعة متنوعة و ال يمكن حصرها ،إال أن الفقه التجاري يرجع مختلف
أنواع المنافسة غير المشروعة إلى ثالث طوائف من األعمال:
أ -أعمال الخلط و اللبس ،يقصد بأعمال الخلط هي تلك األعمال التي تؤدي إلى إحداث
الخلط بين المحالت التجارية أو منتجاتها أو بضائعها الجتذاب عمالء الغير و تحويلهم عنه
كاستعمال نفس االسم التجاري أو العنوان التجاري أو تقليد العالمة التجارية(.)175
- 172هاني دويدار ،التنظيم القانوني للتجارة ،نظرية األعمال التجارية -نظرية التاجر ،موجبات التجارة القانونية -المؤسسة التجارية ،دون دار
النشر ،دون بلد النشر ، 1997،ص284 .
- 173هاني دويدار ،المرجع السابق ،ص290 .
-أحمد محرز ،القانون التجاري الجزائري ،نظرية األعمال التجارية و التاجر ،الدفاتر التجارية ،المحل التجاري ،العقود التجارية ،الجزء األول،
الطبعة الثانية ،دون دار النشر ، 1980،ص 200.
- 175بوقادوم أحمد ،المرجع السابق ،ص65.
74
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
ب -أعمال التشويه ،إن هذه األعمال قد تستهدف شخص التاجر كما قد تستهدف منتجاته و
بضائعه من اجل صرف العمالء عنه ،كان يقوم احد منافسيه باإلدالء ببيانات غير صحيحة
عن التاجر أو منتجاته ،من اجل الحط من سمعته مثل االدعاء بعدم أمانته أو بقرب إعالن
إفالسه أو بعدم صالحية منتجاته لالستهالك(.)176
ج :أعمال إثارة االضطراب ،كافشاء أسرار المحل المنافس و إفشائها أو عن طريق تقديم
سلع فاسدة و االدعاء بأنها بضاعة التاجر المنافس أو تحريض عمال المحل المنافس على
ترك عملهم من اجل استخدامهم لجلب عمالء التاجر األصلي ،و يعتبر من قبيل بث االضط ا
رب في السوق وصف التاجر لسلعه بمميزات غير صحيحة بأنها أحسن نوع وهي ليست
كذلك(.)177
ونستحضر هنا ما جاء به المشرع الجزائري بهذه الصور للخطأ المكون للمنافسة غير
المشروعة في القانون رقم 02-04الذي نصت المادة األولى منه على أن هذا القانون يهدف
لتحديد قواعد نزاهة الممارسات التجارية بين األعوان االقتصاديين و بين هؤالء
والمستهلكين ،وهذا في المواد 27 -26من الفصل الرابع من هذا القانون المعنون
بالممارسات التجارية غير النزيهة.
وفقا لنص المادة 26من القانون 02-04الممارسات التجارية غير النزيهة هي
الممارسات المخالفة لألعراف التجارية و النزيهة و التي من خاللها يتعدى عون اقتصادي
على مصالح عون أو عدة أعوان اقتصاديين آخرين.
اما المادة 27من القانون 02-04فقد نصت على أن الممارسات غير النزيهة غير
واردة على سبيل الحصر ،كما نصت على الممارسات التي تعتبر غير نزيهة بموجب هذا
القانون وهي تشويه سمعة عون اقتصادي ،تقليد العالمات المميزة لعون اقتصادي منافس او
تقليد منتجاته ،او خدماته أو االشهار الذي يقوم به ،قصد كسب زبائن هذا العون .استغالل
مهارة تقنية او تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها ...اقامة محل تجاري في الجوار
القريب لمحل منافس بهدف استغالل شهرته خارج االعراف والممارسات التنافسية المعمول
بها ...وغيرها من الممارسات المنصوص عليها في هذه المادة.
ثانيا :ركن الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة
يجب أن يثبت المدعي الضرر الذي لحقه بسبب المنافسة غير المشروعة سواء كان
الضرر وقع فعال أو محتمل الوقوع في المستقبل ،كما قد يكون الضرر ماديا أو معنويا إذا
تجاوز المساس بحجم المبيعات و أصاب سمعة التاجر أو سمعة منتجاته ،وال أهمية لمقدار
جسامة الضرر ،فتتقرر المسؤولية و لو كان الضرر بسيطا(.)178
و نظرا لصعوبة إثبات وقوع الضرر الفعلي يشارط القضاء إثبات المتضرر للضرر
االحتمالي حتى يحكم لصالحه( ،)179فمتى كان الضرر محتمل الوقوع في المستقبل فإن
القاضي ال يحكم بالتعويض و إنما يحكم باتخاذ االجراءات الكفيلة بمنع وقوع هذا الضرر
(.)180
ثالثا :ركن العالقة السببية بين الخطأ و الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة
- 176هاني دويدار ،المرجع السابق ،ص29.
- 177بوقادوم أحمد ،المرجع السابق ،ص96.
- 178أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص201.
- 179بوقادوم أحمد ،المرجع السابق ،ص65 .
- 180حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،المرجع السابق ،ص26.
75
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
يقصد بالعالقة السببية أن يكون الضرر الحاصل نتيجة للخطأ المرتكب ،لكن في
الحقيقة إن إثبات ذلك ليس باألمر السهل ،فإذا كان باإلمكان إثبات عالقة السببية بين الخطأ و
الضرر عن تحقق الضرر الفعلي فإنه من الصعب إثبات عالقة السببية عندما يكون الضرر
احتمالي ،فالضرر االحتمالي هو الذي يميز دعوى المنافسة غير المشروعة عن دعوى
المسؤولية التقصيرية العادية ،حيث يشترط في هذه األخيرة أن يكون الضرر محقق الوق وع
و ليس محتمل الوقوع ،لذلك ال يشترط في دعوى المنافسة غير المشروعة إثبات عالقة
السببية متى كان الضرر محتمل الوقوع ،و ذلك انه في دعوى المنافسة غير المشروعة ال
يحكم بالتعويض في حالة الضرر االحتمالي و إنما يحكم به في حالة الضرر الفعلي(. )181
وعليه ،يمكن للتاجر رفع الدعوى بسبب ما لحقه من ضرر من أعمال المنافسة غير
المشروعة ،كما في حالة أعمال المنافسة التي تقوم على إثارة االضطراب في السوق ،و لكن
ال يحكم للمضرور بالتعويض إال إذا كان قد لحقه ضرر شخصي ،و لما كانت دعوى
المنافسة غير المشروعة تؤسس على القواعد العامة في المسؤولية التقصيرية ،فإنه متى ثبت
للمحكمة توافر عناصر المسؤولية من خطأ و ضرر و عالقة سببية بين الخطأ و الضرر
يتعين عليها الحكم بالتعويض المناسب للمضرور ،لكن من الصعب تقدير هذا التعويض لذلك
تستعين المحكمة في هذا الشأن بأهل الخبرة ،غير انه يتعين على المحكمة الحكم بالتعويض
عن األضرار التي لحقت المضرور بالفعل و إلى جانب ذلك تأمر بازالة المخالفة
،كما يجوز للمحكمة أن تأمر باإلجراءات المناسبة لوقف أعمال المنافسة غير المشروعة
وذلك لمنع وقوع الضرر في المستقبل .كأن تأمر المحكمة المدعي عليه بمنع استعمال تسمية
معينة أو عالمة مميزة أو شكل معين للواجهة أو التغليف ،و ذلك منعا لحدوث الخلط و اللبس
لدي الجمهور بين منتجاته و منتجات غيره متشابهة في الشكل أو الصورة.
- 181حلو أبو حلو ،زهير عباس كريم ،نفس المرجع السابق ،ص268 .
76
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
الخاتمة:
يمكن القول ان القانون التجاري له خصوصياته سواء تعلق االمر بالتاجر او باالعمال
التجارية ،وال يمكن تطبيق قواعد القانون المدني عليهم اال في حالة عدم وجود نص يحكم
وينظم مسألة تجارية ،وهذا راجع الى المبادئ التي يقوم عليها القانون التجاري المتمثلة في
السرعة و الثقة و االئتمان بين التجار ،فالعمل التجاري يتميز عن العمل المدني و لكل واحد
خصائصه القانونية الخاصة به ،فالعمل التجاري يهدف دائما إلى تحقيق الربح و ال يعرف
التبرع ،فاألعمال التجارية متنوعة منها التي تعتبر تجارية بطبيعتها أو بحسب موضوعها ،و
منها ما تعتبر تجارية بمجرد ما تأخذ شكل من األشكال المنصوص عليها قانونا ،و منها ما
تأخذ الصفة التجارية بالتبعية لصفة التاجر القائم بها و لتعلقها بنشاطه التجاري .كما أن صفة
التاجر تكتسب متى توفرت الشروط المطلوبة قانونا في من يرغب ممارسة األعمال التجارية
و يتخذها مهنة معتادة له ،ويترتب على هذه الصفة التزمات قانونية تتمثل في مسك الدفاتر
التجارية و القيد في السجل التجاري.
هذا ويمارس التاجر في الغالب نشاطه التجاري في شكل محل تجاري و في حالة
االعتداء عليه تكون حمايته عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة.
قائمة المراجع:
-1الكتب والمؤلفات:
-01حسين النوري ،األعمال التجارية والتاجر ،مكتبة عين شمس ،مصر.1976 ،
-02أحمد محرز ،القانون التجاري الجزائري ،نظرية األعمال التجارية و التاجر ،الدفاتر التجارية،
المحل التجاري ،العقود التجارية ،الجزء األول ،الطبعة الثانية ،دون ذكر دار النشر. 1980،
-03عباس حلمي المنزالوي ،القانون التجاري ،الشركات التجارية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.1984،
77
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-04الياس ناصيف ،الكامل في قانون التجارة ،منشورات عويدات والبحر المتوسط،ج ،01ط1985 ، 02
.
-05باسم محمد صالح ،القانون التجاري :النظريـة العامـة –التـاجر -العقـود التجاريـة ،دار الحكمـة
،بغـداد . 1987،
-06محمد فريد العريني ،جالل وفاء محمدين ،المبادئ العامة في القانون التجاري ،الدار الجامعية،
بيروت.1988 ،
-07نادية فوضيل ،القانون التجاري الجزائري ،األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر . 1994
-08سميحة القليوبي :القانون التجاري ،نظرية األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري ،دار النهضة
العربية ،القاهرة . 1994
-09هاني دويدار ،التنظيم القانوني للتجارة ،نظرية األعمال التجارية -نظرية التاجر ،موجبات التجارة
القانونية -المؤسسة التجارية ،دون دار النشر ،دون بلد النشر. 1997،
-10علي البارودي ،محمد السيد الفقي ،القانون التجاري االعمال التجارية ،التاجر ،االموال التجارية،
الشركات التجارية ،عمليات البنوك واالوراق التجارية ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية.1999 ،
-11نعيم مغبغب ،قانون األعمال ،بدون دار نشر. 2000 ،
-12عمارة عمور ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،االعمال التجارية التاجر ،الشركات
التجارية ،دار المعرفة الجزائر.2000 ،
-13فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري الجزائري ،المحل التجاري والحقوق الفكرية،
القسم األول ،المحل التجاري ،ابن خلدون للنشر والتوزيع.2001 ،
-14عبد الحميد الشواربي ،نظرية األعمال التجاری ،التاجر وفقا لقانون التجارة رقم 17لسنة ،1997
الفقه ،القضاء ،التشريع ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية. 2002 ،
-15عادل علي المقدادي ،القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني رقم 55لسنة ، 1990
الجزء األول ،الطبعة األولى ،الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ،دار الثقافة ،عمان ،األردن. 2003 ،
-16علي فتاك ،مبسوط القانون التجاري الجزائري في السجل التجـاري ،دراسـة مقارنـة ،ابـن خلـدون
للنشـر والتوزيع ،الجزائر.2004 ،
-17مصطفى كمال طه ،أساسيات القانون التجاري( ،دراسة مقارنة) ،االعمال التجارية ،التاجر،
المؤسسة التجارية ،الشركات التجارية ،الملكية الصناعية ،الطبعة االولى ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت لبنان.2006 ،
-18أكرم ياملكي ،القانون التجاري االعمال التجارية ،التاجر ،والمتجر ،والعقود التجارية ،دار الثقافة
عمان االردن.2010 ،
-19محمد فريد العريني ،محمد السيد الفقي ،القانون التجاري ،االعمال التجارية ،التجار ،الشركات
التجارية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.2010 ،
-20نور الدين قاسطل ،القيد في السجل التجاري وفي سجل الصناعة التقليدية والحرف ،د.ط ،منشورات
بغدادي ،الجزائر ،دون ذكر السنة.
-21حلو أبو حلو زهير عباس كريم ،الوجيز في شرح القانون التجاري االردني ،نظرية العمل التجاري،
والتاجر ،والمتجر ،والعقود التجارية ،الجزء االول ،دون طبعة ،جامعة اليرموك ،دون ذكر السنة.
-22نور الدين الشادلي ،القانون التجاري ،األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري ،دار العلوم للنشر
والتوزيع ،عنابة ،الجزائر ،دون ذكر السنة.
-23أحمد شكري السباعي ،الوسيط في القانون التجاري المغربي و المقارن ،الجزء الثالث ،دون طبعة،
دار المعرفة للنشر والتوزيع ،الرباط ،دون ذكر السنة.
-24عمار عمورة ،العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري ،دون طبعة ،دار الخزينة ،الجزائر،
دون ذكر السنة.
78
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-2المطبوعات:
-بوقادوم أحمد ،برنامج مادة القانون التجاري المقرر للسنة الثالثة ليسانس ،المعهد الوطني للتعليم العالي
للعلوم اإلدارية ،تيزي وزو ،دون سنة.
-3المقاالت:
-طعمة الشمري ،أحكام المنافسة غير المشروعة في القانون الكويتي ،منشور في مجلة الحقوق ،يصدرها
مجلس النشر العلمي ،جامعة الكويت ،الكويت1995 ،م ،العدد . 19
-محمد محبوبي ،حماية الملكية الصناعية من المنافسة غير المشروعة ،المأخوذة من الموقع
االلكتروني ،:www.justice.govتاريخ الزيارة ،2020/11/20على الساعة .15.00 :
-4النصوص القانونية:
-الدستور الجزائري الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم 442-20المؤرخ في 2020/12/30يتعلق
باصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في استفتاء اول نوفمبر ( ، 2020الجريدة الرسمية العدد 82
الصادرة في .)2020/12/30
-األمر رقم 75-58المؤرخ في 20رمضان 1395الموافق 26سبتمبر 1975المتضمن للقانون المدني،
المعدل و المتمم ،الجريدة الرسمية الصادرة في 30سبتمبر ،1975عدد 78
-االمر رقم 59-75مؤرخ في 26سبتمبر 1975المتضمن القانون التجاري معدل ومتمم بالمرسوم
التشريعي رقم 08-93المؤرخ في .1993/04/25المعدل والمتمم للقانون التجاري الجزائري ،واالمر
رقم 27 -96المؤرخ في 9ديسمبر ، 1996معدل و متمم ،جريدة رسمية عدد 77مؤرخة في 11
ديسمبر . 1996
-القانون رقم 11-84المؤرخ في 09يونيو 1984يتضمن قانون االسرة ،معدل ومتمم باألمر رقم-05
02المؤرخ في 27فبراير.2005
-القانون رقم 17-88المؤرخ في 1980 /05/10المتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه( ،ج ر العدد19
المؤرخ في .)1988/01/11
-القانون 22-90المؤرخ في 18أوت 1990المتعلق بالسجل التجاري ) جريدة رسمية العدد .)36
المعدل والمتمم بموجب االمر رقم 07-96المؤرخ في 10يناير .1996
القانون 11-90المؤرخ في 1990/04/ 21المتعلق بعالقات العمل( ،ج ر العدد ،17المؤرخة في
.)1990/04/25
-القانون رقم 05-90المؤرخ في 18فبراير 1990المتعلق بوكاالت السياحة واألسفار( ،ج ر العدد،08
المؤرخ في 21فبراير.)1990
-المرسوم التشريعي رقم 08-93المؤرخ في 1993/04/25يعدل ويتمم االمر رقم 59-75المؤرخ في
1975/09/26المتضمن القانون التجاري.
-االمر رقم 01-96المؤرخ في ، 1996/01/10يحدد القواعدالتي تحكم الصناعة التقليدية والحرف( ،ج
ر ،العدد ،03الصادرة في .)1996/01/14
-االمر رقم 04-01المؤرخ في 2001/08/20يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها
وخوصصتها مكمل باالمر رقم 01-08المؤرخ في .2008/02/20
-االمر رقم 03-03المؤرخ في 19يوليو ،2003يتعلق بالمنافسة ،الجريدة ر العدد 43لسنة ،2003
المعدل والمتمم بالقانون رقم ،2008/12/-08المؤرخ في 25يونيو ،2008ج ر العدد ،36لسنة
.2008والقانون رقم 05-10مؤرخ في ، 2010/08/15ج ر العدد ،46لسنة .2010
-القانون رقم 05-03المؤرخ في 19يوليو 2003يتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (ج ر
العدد 44مؤرخ في .)2003/07/23
-القانون رقم 06 -03المؤرخ في 19يوليو سنة ،2003يتعلق بالعالمات(ج.ر العدد 44مؤرخ في
.)2003/07/23
79
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
-القانون رقم 11-03يتعلق بالنقد والقرض لسنة ( .2003ج ر ،العدد 52مؤرخ في 27غشت .)2003
-القانون رقم 02-04المؤرخ في 23يونيو ،2004يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية(،
الجريدة الرسمية العدد ،)41المعدل والمتمم بالقانون رقم 06-10المؤرخ في 15غشت ( ،2010جريدة
رسمية العدد.) 46
-القانون رقم 08-04المؤرخ في ، 2004/08/14يتعلق بشروط ممارسة االنشطة التجارية (الجريدة
الرسمية العدد ،52الصادرة في .)2004/08/18
-القانون رقم 09-08لسنة 2008يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
-القانون رقم 11-08مؤرخ في 25يونيو 2008يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها
وتنقلهم( ،جريدة رسمية عدد 36مؤرخة في .)2008/07/02
-القانون رقم 06-13المؤرخ في 13يوليو ،2013يعدل ويتمم القانون رقم 08-04المؤرخ في 14
غشت ،2004والمتعلق بشروط ممارسة االنشطة التجارية ( الجريدة الرسمية العدد 39المؤرخة في 31
يوليو .)2013
-القانون رقم 20-15المؤرخ في 2015/12/30يعدل ويتمم األمر رقم 59-75المؤرخ في
1975/09/26المتضمن القانون التجاري( ،ج ر ،العدد ،71المؤرخ في.)2015 /12/30
-القانون رقم 08-16المؤرخ في ،2015/12/30المتضمن قانون المالية( ،ج ر ،العدد ،72الصادر في
.)2015/12/31
-القانون رقم 09-16لسنة 2016يتعلق بترقية االستثمار( ،ج ر عدد ،46المؤرخ في 06غشت
.)2016
-المرسوم التنفيذي رقم 111-15المؤرخ في 2015/04/03يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في
السجل التجاري ( ،ج ر ،العدد ،24الصادرة في .)2015/05/13
-المرسوم التنفيذي رقم 96-94المؤرخ في 19مارس 1994المتضمن المصادقة على نموذج عقد
اإليجار.
80
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
الفهرس:
مقدمة1 .................................................................................................................................................. :
المحور األول :مفهوم القــانون التجـــاري 2 .........................................................................................................
المبحث األول :المقصود بالقانون التجاري 2 .....................................................................................................
المطلب األول :النظرية الموضوعية المادية 3 ...............................................................................................
المطلب الثاني :النظرية الشخصية الذاتية 3 ..................................................................................................
المطلب الثالث :موقف المشرع الجزائري 3 ..................................................................................................
المطلب الرابع :خصائص القانون التجاري 4 .................................................................................................
الفرع األول :السرعة4 ......................................................................................................................... .
الفرع الثاني :االئتمان 4 .........................................................................................................................
المبحث الثاني :تطور القانون التجاري 5 .........................................................................................................
المطلب األول :العصر القديم 5 ..................................................................................................................
المطلب الثاني :العصر الوسيط 6 ...............................................................................................................
المطلب الثالث :العصر الحديث 7 ...............................................................................................................
المبحث الثالث :عالقة القانون التجاري بالقوانين االخرى 8 ...................................................................................
المطلب االول :عالقة القانون التجاري بالقانون المدني 8 ..................................................................................
الفرع االول :المناداة بوحدة القانون الخاص 9 ...............................................................................................
الفرع الثاني :ضرورة استقالل القانون التجاري 10 ........................................................................................
المطلب الثاني :عالقة القانون التجاري بالقانون الجنائي 11 ..............................................................................
المطلب الثالث :عالقة القانون التجاري بالقانون االقتصادي 11 ...........................................................................
المطلب الرابع :عالقة القانون التجاري بالقانون االدولي 11 ..............................................................................
المبحث الرابع :مصادر القانون التجاري 12 .....................................................................................................
المطلب األول :المصادر الرسمية 12 ..........................................................................................................
81
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
82
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
83
محاضرات في القانون التجاري د.سبتي عبد القادر
84