Professional Documents
Culture Documents
بحث سيرة
بحث سيرة
بحث سيرة
السيرة النبوية
االستاذ الدكتور /حمدي مراد
بحث بعنوان
"علو الهمة لرسول األمة"
إعداد الطالبة /راما زكريا مرعب
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد هلل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يجب ربنا ويرضى والشكر له على ما أولى من
نعم سابغة ،وأسدى ،أحمده س88بحانه وه88و ال88ولي الحمي88د ،وأت88وب إلي88ه ج88ل ش88أنه ،وه88و الت88واب
الرشيد.
وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ،ال شريك له شهادة نستجلب بها نعمة ،ونس88تدفع به88ا نقم88ه،
وندخرها عدة لنا ـ( يوم ال ينفع مال وال بنون – إال من أتى هللا بقلب سليم) سورة الشعراء.
وأشهد أن محمدا عبدته ورس88وله ،وص88فيه من خلق88ه وخليل88ه ،ص88لى هللا علي88ه وعلى آل88ه
وسلم تسليما كثيرا ،ورضي هللا عن صحابته األبرار الذين قاموا بحق ص88حبته ،وحف88ظ ش88ريعته
وتبليغ دينه إلى سائر أمته ،فكانوا خير أمة أخرجت للناس.
أما بعد،
نسب النبّي محّم د ه88و محّم د بن عبدهللا بن عب88د المطلب بن هاش88م بن عب88د من88اف ،وه88و
عربي من قريش ،ولد في عام الفيل 12ربيع األول عام 53قبل الهجرة ،ولد يتيم األب ،وك88انت
مرض8عته حليم8ة الس8عدية ،وت8وفيت أّم ه آمن8ة بنت وهب وه8و ص8غير الس8ن ،ورب8اه ج8ده عب8د
المطلب ،وبعد وفاه جده رباه عمه أبو طالب ،وكان يعمل النبي محّم د علي88ه الص88الة والس88الم في
التجارة ،ورعي األغنام.
ظهور رسالة النبي محمد ظهرت رس88الة محم88د ص88لى هللا علي88ه وس88لم حيث ن88زل علي88ه
الوحي جبريل في غار حراء وهو في عمر األربعين حيث بشره بالدعوة االس88المية واس88تمر في
دعوته لالسالم ثالث سنوات سرًا وبعدها عشر سنوات جهرا فغزت المش88اعر وش88قت القل88وب،
وتغلغلت في قرارة النفوس ،اطرد سبيلها في األرجاء ،وانتشر أمرها في كل مكان.
ولكن ثالثة من صنوف األعداء أخذوا يقاومونها ويتوقعون النكاية بها ،والكيدة لها وخوفا
على زعامتهم او حرصا على رياستهم ،أو حسدًا من عند أنفسهم:مشركو ق8ريس بمك8ة ،واليه8ود
بالمدينة ،والمنافقون بين االسالم والكفر.
أما المشركون فقد أعلنوا كفرهم صريحًا وأبدوا عداوتهم جهارًا وأقاموها حرب ً8ا ال تنطفئ
جذوتها ،وال تسكن وقدتها .وأما اليهود بالمدينة فإنهم ما كادوا يرون رس88ول هللا بين ظه88رانيهم
حتى نفسوا عليه رسالته ،وحسدوه نعمته ،وأنكروا زعامته ،وسلكوا س88بيل أش88باههم من كف88ار
قريش كفرًا وعنادًا ،وحربا وعداًء ،فأصبح رسول هللا – من بين هؤالء وهؤالء – على المحج88ة
الواضحة والعداوة الصريحة ،يحاربهم أحيانًا ويعاهدهم أحيانا.
فكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يتعامل مع ذلك بعل88و هم ٍ8ة ألن التحلي بك88بر الهم88ة
من س8جايا االس8الم ،ولق8د ت8واردت نص8وص الق8رآن الك8ريم والس8نة النبوي8ة الش8ريفة على حث
المؤمنين على ارتياد مع88الي االم88ور والتس88ابق في الخ88يرات .فح88دث م88ا ش88ئت عن عل88و الهم88ة
للرسول وأصحابه ويقولون حسن من القول وأفضله ،فقد أجمع أهل الس88نة والجماع88ة على أنهم
رأس األولياء وص8فوة االتقي8اء وق8دوة المؤم8نين وأس8وة المس8لمين وخ8ير عب8اد هللا بع8د االنبي8اء
والمرسلين.
غ!!زوات الرس!!ول وقعت بين المس88لمين والمش88ركين الكث88ير من المع88ارك ،وك88ل معرك88ة
شارك فيها النبي -صلى هللا عليه وسلم -تسمى غزوة ،وكل معركة لم يشارك فيها تسمى س88رية،
وقد اختلف أهل العلم في عدد الغزوات التي شارك فيها النبي -صلى هللا علي88ه وس88لم -فقي88ل 25
غزوة ،وقيل أكثر من ذلك ،وكانت كلها تهدف إلى إقامة الحق ومحاربة الباط88ل ،ودع88وة الن88اس
إلى عبادة الواحد القه8ار ،ومن بين تل8ك الغ8زوات ،غ8زوة ب8در الك8برى ،وغ8زوة أح8د ،وغ8زوة
الخندق وغزوة الحديبية وغزوة فتح مكة وحنين ومؤته وفتح خيبر وغزوة تبوك وغيرها الكثير.
البيت النبوي كان الرسول -عليه الص88الة والس88الم -مث88اًال ُيحت88ذى ب88ه في أخالق88ه النبيل88ة
والكريم88ة وتعامالت88ه الس88امية م88ع زوجات88ه وأبنائ88ه وأص88حابه ،وب88ذلك اس88تطاع -علي88ه الص88الة
والسالم -غرس المبادئ والقيم في النفوس ،وقد سّن هللا في الك88ون ال88تزاوج بين ال88ذكر واألن88ثى،
وجعل العالقة بينهما قائمًة على المودة والرحمة والسكينة ،قال -تعالىَ( :-و ِم ْن آَياِتِه َأْن َخ َل َق َلُك م
ِّم ْن َأنُفِس ُك ْم َأْز َو اًجا ِّلَتْس ُكُنوا ِإَلْيَها َو َجَعَل َبْيَنُك م َّم َو َّد ًة َو َر ْح َم ًة ِإَّن ِفي َذ ِل َك آَل َي اٍت ِّلَق ْو ٍم َيَتَفَّك ُروَن ).
وطّبق الرسول المعاني الواردة في اآلي88ة الس88ابقة ،وأوص88ى أص88حابه بالنس88اء وحّث غ88يره على
رعاية حقوقهّن ومعاماتهن معاملًة حسنًة ،فكان -عليه الصالة والسالم -يواسي زوجات88ه ويخّف ف
من أحزانهّن ويقّد ر مشاعرهّن وال يستهزئ منهّن ويمدحهّن وُيث88ني عليهّن ،كم88ا ك88ان يس88اعدهّن
في أعمال الم88نزل ،ويأك88ل معهّن من إن88اٍء واحٍ8د ،ويخ8رج معهّن للت88نزه لزي88ادة أواص88ر المحب88ة
والمودة ،،وكان النبي قد تزّو ج من إحدى عشر زوجًة
وفاة النبي توّفي النبي -عليه الصالة والسالم -يوم االثنين ،الث88اني عش88ر من ش88هر ربي88ع
األول من الس88نة الحادي88ة عش88ر للهج88رة النبوي88ة ،ذل88ك بع88د مرض88ه واش88تداده علي88ه ،وطلب من
زوجاته أن يمّر ض ببيت أم المؤمنين عائشة ،وكانت عادة رسول هللا في مرض88ه أن ي88دعو هللا -
تعالى -وُيرقي نفسه ،وكانت عائشة تفعل ذلك له أيض ً8ا ،وفي مرض88ه أش88ار بق88دوم ابنت88ه فاطم88ة
الزه8راء ،وتحّ8د ث إليه8ا م8رتين سّ8ر ًا فبكت في األولى وض8حكت في الثاني8ة ،فس8ألتها عائش8ة -
رضي هللا عنها -عن ذلك ،فأجابتها بأّن ه أخبره88ا في األولى ب88أّن روح88ه س88تقبض ،وأخبره88ا في
الثانية بأّنها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته.
الخاتمة
لق88د ك88ان رس88ول هللا ه88و خ88يُر مث88اٍل لألخالق الحمي88دة ،وخ88ير ه88اٍد للبش88رية ،فال تكفي
المقاالت وال العب8ارات للتعب8ير عن عظمت8ه وعن مكارم8ه وتض8حياته في س8بيل إرش8ادنا لمنهج
الخالق الكريم ،وللنور الُم ستبين ،فبّلغ الرسالة وأّد ى األمان88ة ووض88ع األس88س القويم88ة وال88دروب
الُم س88تقيمة ،فك88ان خ88ير من وطئت قدمي88ه األرض ،وفي بحثن88ا تناولن88ا باختص88ار مس88يرة حيات88ه
ودعوته.
المراجع:
قصص القرآن /محمد احمد جاد المولى ،محمد أبو الفضيل ،السيد ش88حاتة ،علي -1
البجاوي.
علو الهمة /د .محمد اسماعيل المقدم. -2
وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم واظلمت المدينة /االستاذ نزار العسقالني -3
شذى الياسمين في فضائل امهات المؤمنين -4
غزوات الرسول صلى هللا عليه وسلم محمد متولي الشعراوي. -5