Professional Documents
Culture Documents
بحث حضانة 0705
بحث حضانة 0705
بحث حضانة 0705
22
وعليه و بناء على ما سبق ذكره فالجدوى األساسية للبحث و المناقشة في موضوع الحضانة يتجلى على
المستوى النظري في الوقوف على أهم االشكاالت التي يثيرها موضوع الحضانة ،اما على المستوى
العملي فتكمن في معرفة مدى تماشي احكام الحضانة المنصوص عليها في مدونة االسرة مع تطبيقاتها
في الجهاز القضائي و مدى نجاعة هذه االحكام في حماية المصلحة الفضلى للطفل .
المنهج المعتمد
تصميم الموضوع
الفصل األول :ماهية الحضانة واستحقاقها في مدونة االسرة
المبحث األول :مفهوم الحضانة ومستحقوها
المطلب األول :تعريف الحضانة
الفقرة األولى :التعريف اللغوي واالصطالحي للحضانة
الفقرة الثانية :تمييز الحضانة عن غيرها من األنظمة المشابهة
المطلب الثاني :مستحقو الحضانة وترتيبهم
الفقرة األولى :مستحقو الحضانة
الفقرة الثانية :تراتبية مستحقي الحضانة
المبحث الثاني :شروط اسناد الحضانة وموجبات سقوطها
المطلب األول :شروط الحضانة واثباتها
الفقرة األولى :شروط الحضانة
الفقرة الثانية :وسائل اثبات شروط الحضانة
المطلب الثاني :موجبات سقوط الحضانة
الفقرة األولى :موجبات سقوط الحضانة الواردة في مدونة االسرة
الفقرة الثانية :موجبات سقوط الحضانة غير الواردة في مدونة االسرة
الفصل الثاني :وتطبيقاتها على مستوى القضاء
المبحث األول:
المطلب األول
الفقرة األولى
الفقرة الثانية
المطلب الثاني:
الفقرة األولى
الفقرة الثانية:
المبحث الثاني :دور القضاء في حماية مصلحة المحضون
المطلب األول :المعايير والمبادئ المعتمدة من القضاء لتحديد مصلحة المحضون
الفقرة األولى :معايير تحديد القضاء مصلحة المحضون
الفقرة الثانية :مبادئ تقييم مصلحة المحضون
المطلب الثاني :إشكاليات تطبيق أحكام الحضانة على مستوى القضاء
الفقرة األولى :اإلشكاليات المرتبطة بالجانب الموضوعي
الفقرة الثانية :اإلشكاليات المرتبطة بالجانب االجرائي
الفصل االول :ماهية الحضانة واستحقاقها في مدونة األسرة
إن الحضانة بشكل عام هي وضع الطفل عند من هو أقدر على االهتمام به والعناي ة بش ؤونه بحيث يكف ل
للطف ل التربي ة الص حية والخلقي ة الس ليمة ،ومن هن ا ف إن الحض انة مظه ر من مظ اهر عناي ة التش ريع
اإلس المي والوض عي بالطفول ة ،وعلي ه س نحاول في ه ذا الفص ل أن نع رف الحض انة لغ ة واص طالحا
ونميزها عن غيرها من األنظمة المشابهة لها (المبحث األول) ونتعرف أيضا على شروط اسناد الحضانة
وموجبات سقوطها (المبحث الثاني)
المبحث األول :مفهوم الحضانة ومستحقوها
المطلب األول :تعريف الحضانة
يلزم لبيان مفهوم الحضانة تعريفها لغة واصطالحا وتمييزها عن غيرها من األنظمة المشابهة لها
الفقرة االولى :التعريف اللغوي واالصطالحي للحضانة
الحضانة في اللغة من حضن حضنا وحضانة وحض انا وحض ونا واحتض ن الط ير بيض ه وعلى بيض ه:
رخم عليها للتفريخ
الحضنة :االسم من حضن الطائر بيضه
الحاضنة وتجمع على حواضن :المرخمة على بيضها ،يقال حمامة حاضن وحمام حاضن ،أي جواثم.
وحضن حضنا وحضانة واحتضن الصبي ،جعله في حضنه ،ضمه إلى صدره رباه .الحضن ويجمع على
أحضان وحضون ،ما دون اإلبط إلى الكشح أو الصدر والعضدان وما بينهما.
قدر ما يحمل الحضن ،يقال أعطاه حضنا من التمر ،أي قدر ما يحمل حضنه.
الحاضنة ،وتجمع على حواضن هي التي تقوم على الصغير في تربيته .الحضانة وهي روض ة األطف ال،
أي مؤسسة تعتني بحالة األطفال ونظافتهم وتعويدهم ألعاب ا متنوع ة في اله واء الطل ق وتعليمهم م ا يتف ق
وسنهم.
دار الحضانة هي دار يربى فيها األطفال ويعتنى بهم
أما الحضانة في االصطالح فقد عرفها الكساني بأنها "تربية الطفل ورعايته والقيام بجميع أموره في س ن
معينة ممن له الحق في الحضانة « ،كم ا عرفه ا الفقي ه الم الكي بن عرف ة بأنه ا " حف ظ الول د في مبيت ه
ومؤونته ولباسه وضجعه وتنظيف جسمه" ..
أما االمام الباجي فقد عرفها بأنها " حفظ الولد في مبيته ومؤونة طعامه ولباسه ومضجعه وتنظيف جسمه
« .كما عرفها المشرع المغربي في المادة 163من مدونة االسرة بق ول« :حف22ظ الول22د مم22ا ق22د يض22ره،
والقيام بتربيته ومصالحه".
الفقرة الثانية :تمييز الحضانة عن غيرها من األنظمة المشابهة لها
1-تمييز الحضانة عن الوصاية والتقديم :
تعتبر الحضانة والوصاية والتقديم مؤسسات قانونية تجعل لمن تثبت له س لطة التقري ر في ش ؤون الغ ير،
فهي مراكز قانونية غير ذاتية والقانون ينظر إليها كتكاليف وأعباء في حق الممارس لها.
فالوصاية هي تعيين األب أو األم لمن يتابع مهمة النظر للقاصرين من أبنائهما بعد وفاتهما ،وهي تق ترب
من التقديم مع اختالف بسيط هو أن القاضي هو الذي يتدخل لتعيين المقدم.
وتختلف الحضانة عن الوص اية والتق ديم في أن الحض انة ته دف إلى حماي ة المحض ون في نفس ه وبدن ه
وخلقه ،وال عالقة لها بتدبير أمواله ،في حين أن الوص اية والتق ديم يه دفان إلى ت دبير أم وال القاص ر أو
ناقص األهلية حماية له من نفسه ،وألموال ه من بعض التص رفات ال تي ق د ي ترتب عليه ا ض رر ف احش
بالقاصر لقلة خبرته وتمرسه.
فالوصاية والتقديم يندرجان في إطار الوالية على المال ،وال يلتبسان بمفهوم الحضانة على عكس الوالي ة
على النفس.
-2تمييز الحضانة عن الكفالة:
الكفالة طبقا للم ادة 2من الق انون رقم 15_01المتعل ق بكفال ة األطف ال المهملين¹هي":االل تزام برعاي ة
طفل مهمل وتربيته وحمايته والنفقة عليه كما يفعل األب مع ولده وال ي ترتب عن الكفال ة ح ق في النس ب
وال في اإلرث".
فإذا كانت الكفالة والحضانة تلتقيان من حيت الموضوع المتمثل في العناية بالطف ل وتربيت ه وحفظ ه ق در
المستطاع إال أنهما يختلفان فيما يلي:
-1تتعل ق الكفال ة برعاي ة وتربي ة أطف ال مهملين ،وق د ع رفت الم ادة األولى من الق انون رقم 15_01
المتعلق بكفالة األطفال المهملين الطفل المهمل على الشكل التالي:
"يعتبر مهمال الطفل من كال الجنسين الذي لم يبلغ سنه ثمان عشر سنة شمس ية كامل ة إذا وج د في إح دى
الحاالت التالية :
-إذا ولد من أبوين مجهولين ،أو ولد من أب مجهول وأم معلومة تخلت عنه بمحض إرادتها.
-إذا كان يتيما أو عجز أبواه عن رعايته وليست له وسائل مشروعة للعيش.
-إذا كان أبواه منحرفين وال يقومان بواجبهما في رعايته وتوجيهه من اكتساب سلوك حسن،كم ا في حال ة
سقوط الوالية الشرعية أو كان أحد أبويه الذي يتولى رعايته بعد فقد اآلخر أو عجزه عن رعايته منحرف ا
وال يقوم بواجبه المذكور إزاءه".
أما الحضانة فتتعلق بتربية الطفل الناشئ الذي هو ثمرة مشتركة بين ال زوجين ،يعيش تحت جناحيهم ا إن
كانت العالقة الزوجية قائمة أو مع أحدهما إذا انقضت وتناط مهم ة الطف ل بمن ل ه الح ق فيه ا ،دون أخ د
موافقته إن كان سنه لم يصل إلى 15سنة شمسية كاملة.
-2الكفالة عمل اختياري الغاية منه التقرب إلى هللا عز وجل ،ثم إشباع الرغبة الفطري ة والمي ل الغري زي
لدى اإلنسان في أن يكون له أوالد ،في حين أن الحضانة هي واجبات اآلباء تجاه األبناء ما دامت العالق ة
الزوجية قائمة ،فإذا انفك فصام ه ده الزوجي ة ،ف إن الحص انة تعت بر واجب ا على الحاض نة وال يمكن له ا
إسقاطها في حالة ما إذا لم يقبل المحضون غيرها وكان من شأن هذا اإلسقاط أن يلحق ضررا بالصغير.
-3تناط الكفالة بأشخاص وهيئات عينهم القانون على سبيل الحصر وهم:
* الزوجان المسلمان البالغان سن الرشد القانوني ،الص الحان للكفال ة أخالقي ا واجتماعي ا المت وفران على
الوس ائل المادي ة الكافي ة لتغطي ة احتياج ات الطف ل ،الس ليمان من ك ل م رض مع د أو م انع من تحم ل
مسؤوليتهما ،اللذان لم يسبق الحكم عليهما أو على أح دهما من أج ل جريم ة ماس ة ب األخالق ،أو مرتكب ة
ضد األطفال ،وليس بينهما وبين الطفل الذي يريدان كفالته أو بينهما وبين والديه نزاع قضائي ،أو خالف
يخشى منه على مصلحته.
* المرأة المسلمة المتوفرة على الشروط المشار إليها أعاله.
* المؤسسات العمومية المكلفة برعاية األطفال والهيئات والمنظمات والجمعيات ذات الط ابع االجتم اعي
المعترف لها بصفة المنفعة العامة ،والمؤهلة لرعاية األطفال وتنشئتهم تنشئة إسالمية
في حين تناط مهمة الحضانة باألبوين ما دامت الزوجية قائمة بينهما ،وإن حصلت الفرقة كانت الحاض نة
لألم ثم أبوه ثم أمها ثم أحد األقارب الذي رأت المحكمة أنه أكثر أهلية لرعاية المحضون.
* تتطلب الكفالة لمباشرتها القيام بإجراءات مسطريه معينة يجب إتباعها حيت يجب على من ي رغب في
كفالة طفل مهمل أن يتقدم إلى القاضي المكلف بشؤون القاصرين الذي يقع بدائرة نفوذه مقر إقام ة الطف ل
المذكور بطلب في الموضوع مرفق بجميع الوثائق المثبتة الستيفائه الشروط التي س بق ذكره ا ،وبنس خة
من رسم والدة الطفل المراد كفالته.
وبعد إجراء بحث في الموضوع والتأك د من ت وفر الش روط المطلوب ة ،يص در القاض ي المكل ف بش ؤون
القاصرين أمرا بإسناد الكفالة إلى الشخص أو الجهة التي تقدمت بالطلب.
اما الحضانة فتبقى مخولة ألشخاص معينين نص عليهم الشرع والقانون بحيث تؤول إليهم ه ذه الحض انة
مباشرة بدون حاجة إلى إتباع مسطرة قانونية خاصة.
-4يشترط في الشخص الراغب في كفالة طفل مهمل أن يكون مسلما طبقا للمادة 9من القانون رقم -01
15المتعلق بكفالة األطفال المهملين ،في حين أن المادة 173من مدونة األسرة التي تتحدث عن ش روط
الحضانة ال تشترط قيد اإلسالم.
نعم ،كانت مدونة األحوال الشخصية الملغاة تنص في المادة 108على ما يلي:
"إذا كانت الحاضنة على غ ير دين المحض ون ولم تكن أم ا لم يكن له ا الح ق في الحض انة إال في الس ن
الخمس األولى من عمر المحضون ،فإذا كانت الحاضنة أما صحت حضانتها بش رط أال يت بين اس تغاللها
للحضانة لتنشئة المحضون على غير دين أبيه".
ولم يظهر لهذا المقتضى أثر في مدونة األسرة الجديدة ،ويعتقد األستاذ محمد الكشبور:
"أنه من المبادئ الفقهية الواجبة التطبيق اعتمادا على اإلحالة الواردة بالمادة 400من تلك المدونة "(.)1
ونعتقد بأن مراعاة مصلحة المحض ون طبق ا لمقتض يات الم ادة 186من مدون ة األس رة تقتض ي إس قاط
الحضانة إذا تبين استغالل الحاضن لتنشئة المحضون على غير دين أبيه.
إن الحديث عن أصحاب الحق في الحضانة وترتيبهم يستوجب منا القي ام بإطالل ة علي ه من ج وانب ع دة
أهمها قول الفقه المالكي وما جاء في مدون ة األح وال الشخص ية الملغ اة وك ذا مس تجدات مدون ة األس رة
،2004وبهذا سنقسم هذا المطلب لفقرتين األولى سنتحدث فيه ا عن مس تحقي الحض انة وفي الثاني ة عن
ترتيبهم.
إن الحضانة أثناء العالقة الزوجية تتعاقبها حق وق األطف ال على أب ويهم في حماي ة مص الحهم من الحم ل
وتثبيت ه ويتهم إلى بل وغ س ن الرش د الق انوني ( 18س نة) ،دون تمي يز بين ال ذكر واألن ثى ،غ ير أن
انفصام الزوجين يجعل هذه المس ؤولية على المح ك ،بحيث تس تأثر به ا األم بحس ب م ا ج اء ب ه الش رع
الحكيم مما روي عن الرسول ص لى هللا علي ه وس لم أن« اْم َر َأًة َق اَلْت َ :ي ا َر ُس وَل ِهَّللاِ ،إَّن اْبِني َه َذ ا َك اَن
َب ْط ِني َلُه ِو َع اًءَ ،و َتْد ِبي َلُه ِس َقاِء َ ،و ِحْج ِر ي َلُه ِحَو اٌءَ ،و ِإْن َأَب اُه َط َّلَقِني َو َأَر اَد َأْن َي ْن ِز َع ُه ِم ِّن يَ ،فَقاَل َلَه ا َر ُسوُل
ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا عليه وسلم َ :أْن ِت َأَح ُّق ِبِهَ ،م ا َلْم َت ْن ِكِحي » ،ف األم أش فق وأرف ق بول دها من غيره ا بم ا في
ذلك أبوه ،فهي أكثر صبرا و تحمال للمشاقة والصعاب في القيام بشؤونه وخصوص ا في الس نوات األولى
من عمره ،فح تى عن دما تثبت الحض انة لألب فإن ه في الغ الب يص رفها إلى غ يره مثل أم ه أو أخت ه أو
زوجته ،وليس من بين هؤالء عادة من هن أحن على المحضون من أمه.
إذا سقطت حضانة األم أو تخلت عنها ،فإنه ال يوجد في الكتاب أو الس نة أو اإلجم اع م ا ه و ص ريح في
استحقاق الحضانة بعدها ،فذهب الفقه المالكي إلى منحها لقريبات األم واألب وقريباته ،فإذا انع دم ه ؤالء
تنتقل الحضانة للولي وكذا العصبات وهو ما أخذت به مدونة األحوال الشخصية الملغاة من خالل الفص ل
99سواء في نسخته األولى لسنة 1957أو المعدلة سنة ،1993بحيث منحت الحضانة للنساء من جهة
األم كأمها وأم أمها وأختها واألب وقريباته.
أما مدونة األسرة ،فمن بين المستجدات التي أنت بها ما يتعلق بمستحقي الحضانة حيث حصرتهم في األم
واألب وأم األم ،فإن لم يوج د من ه ؤالء من يتحم ل ه ذه المس ؤولية ،أو كلت للمحكم ة اختي ار من ت راه
مناسبا بما في ذلك بما في ذلك المؤسسات المؤهلة لذلك ،فم ا ت رتيب مس تحقي الحض انة في ض وء الفق ه
ومدونة األحوال الشخصية الملغاة وكذا مدونة األسرة؟
الفقرة الثانية :تراتبية مستحقي الحضانة
قدم الفقهاء باختالف مذاهبهم األم والنساء من جهته ا على الرج ال بمن فيهم األب في ممارس ة الحض انة
واألساس الذي استندوا إليه في ت رتيب المس تحقين ه و القراب ة المحرمي ة ال تي تعت بر قرين ة على وج ود
الشفقة والعطف والحنان في الحضانة اتجاه ولدها المحضون يقول ابن عاصم الغرناطي في التحفة:
وصرفها إلى النساء أليق***ألنهن األمور أشفق
وكونهن من ذوات الرحم***شرط لهن وذوات محرم.
وهكذا فالقاع دة عن د المالكي ة أن األم وقريباته ا من أص ول اإلن اث يق دمن على األب وقريبات ه ،ثم األب
وقريباته ،فإذا انعدمت القرابات انتقلت إلى الولي ثم إلى العصابات وهذا الترتيب هو م ا ك ان معم وال ب ه
بمدونة األحوال الشخصية ل سنة1957خاصة الفصل 99منها قبل أن يتم تعديل ه س نة ،1993حيث ثم
بموجبه منح األب المرتبة الثانية بعد األم بعد أن كان في المرتبة السادسة ،اي بعد جميع قريبات األم.
وبالنظر إلى مدونة األسرة نجدها قد حذفت هي أيضا الترتيب الذي وضعه الفق ه اإلس المي ،حيث نظمت
المادة 171منها مراتب الحضانة وحددت صراحة األشخاص الذين يمكنهم ممارس ة الحض انة ابت داءا ،
وكذا األشخاص والمؤسسات الذين تسند إليهم إن قررت المحكمة ذل ك،حيث ج اء فيه ا "الحض انة تخ ول
لألم ،ثم لألب ثم ألم األم فإن تعذر ذلك فللمحكمة أن تقرر بن اء على م ا ل ديها من ق رائن لص الح رعاي ة
المحضون إسناد الحضانة ألحد األقارب األكثر أهلية»،..ومفاد ه ذه الم ادة أن األم هي األولى بالحض انة
فإذا تنازلت أو سقطت عنها ،فإنها تنتقل لألب ثم بعده أم األم ،هذا مع مراعاة مقتضيات المادة . 166
من جهة اخرى تخلت المدونة الجديدة عن الترتيب المنصوص علي ه في الفص ل 99م.ح.ش،حيث انتق ل
المشرع مباشرة إلى تكليف القضاة للنظر في من هو أهل لرعاية المحض ون بع د الثالثة األوائ ل ،أي ان
المدونة أسندت حماية مصلحة المحضون للسلطة التقديرية للقاضي دون تمي يز في ذل ك لمن هم من جه ة
األب او األم وهذا مايطرح أكثر من عملية استفهام حول مصير المصلحة الفضلى للطفل ،في ظل تش تت
العالقات األسرية بسبب تصدع العائلة الممتدة وتفككها ،في الوقت الذي كانت تشكل في ه العائل ة الي وقت
قريب قبيلة أو دوارا يتعايش فيه أكثر من جيل ،كما جاء في تعليق د.محمد الشافعي.
وسيرا على الترتيب ال ذي خطت ه المدون ة الجدي دة للحض انة فإن ه للمحكم ة ان تخت ار للمحض ون إح دى
المؤسسات المؤهلة الحتضانه ،إن لم يكن هناك من يستحق هذه الحضانة من أقارب ه ،غ ير أنه ا لم تح دد
طبيعة وال نوعية هذه المؤسسات ،مما يجعل الب اب مفتوح ا أم ام عالم ات اس تفهام أخ رى ح ول رعاي ة
وتربية المحضون وبالتالي خلق المزيد من المنازعات التي قد تنشأ في هذا الصدد ،وهذه بعض األحكام
المتعلقة بالنزاع حول استحقاق الحضانة:
-القاعدة :يفترض في األب التوفر على شروط الحضانة.
إقامة الحاضنة في إيطاليا مايقرب السنة مسقط لحضانتها
"...لكن حيث إنه من جهة فإن المادة 171المحتج بها لما خولت لألب الحق في الحضانة بعد األم فإنه ا
افترضت فيه القدرة على ذلك مالم يثبت ما يخالفه،كم ا أن وج وده في إيطالي ا ال يمنع ه من حض انة ابن ه
المذكور وهو الملزم بنفقته ،والطالبة لم تثبت ادعاءه ا في ه ذا الش أن ،ومن جه ة ثاني ة ،ف إن الثابت من
محضر الجلسة المؤرخ في ،23\11\2005أن الطالبة صرحت أمام المحكمة بأنها تقيم في إيطالي ا ،وأن
قدومها إلى منطقة ت اكزبرت ب المغرب ك ان لف ترة15يوم ا فق ط ،كم ا أن وال دتها المتدخل ة في ال دعوى
أك دت ب دورها ،س واء في جلس ة البحث او في مقاله ا ،ب أن االبن المحض ون يوج د معه ا وليس م ع
الطالبة ،وبالتالي فإن المحكمة لما استنتجت مما ذكر أن الطالبة تقيم في إيطالي ا م ا يق ارب الس نة تارك ة
المحضون في المغرب ،وهو ما يعد إخالال بواجباتها نحو المحضون ،ورتبت على ذلك إس قاط حض انتها
عنه وتسليمه لوالده المطلوب،فإنها تكون بذلك قد عللت قرارها بما فيه الكفاي ة ،ويبقى م ا أثير ال أس اس
له"
قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ01/14/2009الملف رقم 124\2\1\2008تحت عدد22
-القاعدة:إن بعد الحاضنة عن المحضونين وعدم إشرافها على تربيتهما وتوجيههما بصفة شخصية،وإسناد
هذا المهمة لوالدتها إخالل بواجب الحضانة وخرق للترتيب الوارد في المادة 171من مدونة األسرة ،وبه
وجب التصريح بسقوط حضانتها عن الولدين المذكورين.
وحيث إن أساس سقوط حضانة األم بعد زواجها هو اشتغالها بحقوق ال زوج عن الحض انة وألن منافعه ا
تكون مملوكة لغيرها،فأشبهت المملوكة كما يقول ابن قدامة في المغني.
وحيث إن األب يأتي في المرتبة الثانية من بين مس تحقي الحض انة بع د س قوطها عن األم عمال بالم ادة
171من المدونة ،ومناط استحقاقه لحق الحضانة كذكر هو وجوب توفره على من يحضن له عمال بقول
الشيخ خليل"وللذكر من يحضن"،ومادام المستأنف عليه متزوج،فزوجته تق وم مق ام من يحض ن ل ه وفقم ا
استقر عليه المذهب المالكي وعليه أضحت وسائل االستئناف غير مبررة وهي رد".
حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بأسفي بتاريخ 07/02/19في الملف عدد06 /527
-القاعدة:المادة176في مدونة األسرة ال تطبق على الحالة التي يكون فيها الكلبين ليسا أبوين للمحضونة.
سكوت األب منذ وفاة زوجته أم المحضونة المطالبة قضائيا باسترجاع حضانة البنت من ج دتها ال يعت بر
تنازال منه عن الحضانة وال يسقط حضانته .
...لكن حيث إنه ردا على ماج اء في الوس ائل الثاني ة والثالثة والرابع ة مجتمع ة ،ف إن مقتض يات الم ادة
171من مدونة األسرة الواجب ة التط بيق في النازل ة تخ ول الحض انة لألم ثم لألب ثم ألم األم،والمحكم ة
مصدرة القرار لما تبين لها أن مقتضيات الم ادة 166من نفس الق انون ال تطب ق على النازل ة باعتب ار ان
الطالبين ليس أبوين للمحضونة،واعت برت مص لحة المحض ونة في التحاقه ا ب بيت وال دها،وقض ت بتأيي د
الحكم المس تنأنف فيم ا قض ى ب ه من تمكين المطل وب من ابنت ه ه اجر لحض انتها،خاص ة وأن س كوت
المستأنف عليه منذ وفاة زوجته أم المحضونة عن المطالب ة قض ائيا باس ترجاع حض انة البنت الم ذكورة
من جدتها ال يعتبر تنازال منه عن الحض انة،وال يس قط حض انته،باعتب ار مج ال تط بيق الم ادة 177من
مدونة األسرة المحتج بها هو حالة سكوت األب مدة سنة بعد علمه ب زواج األم الحاض نة فإنه ا ف د طبقت
مقتضيات المادة 171من مدونة األسرة تطبيقا سليما ،ولم تخرق اي مقتضى قانوني،وعللت قرارها بم ا
فيه الكفاية ،وماجاء في النعي على غير أساس مما يتعين معه رفض الطلب.
ق رار محكم ة النقض ع دد 638الص ادر بت اريخ 11\\10\2016في المل ف الش رعي ع دد\1\2\848
2015
يشترط لممارس ة الحض انة كمؤسس ة قانوني ة مجموع ة من الش روط القانوني ة والفقهي ةوتخلف أح د ه ذه
الشروط يؤدي حتما إلى إسقاط الحضانة ممن له مصلحة في ذلك ،األمر الذي يس توجب ض رورة إثب ات
تخلف هذهالشروط في حق من فق دها .وهك ذا س وف نع الج في المبحث األول ش روط الحض انة على أن
نتناول مسألة إثباتها في المبحث الثاني.
الفقرة االولى :شروط الحضانة
يشترط في الحضانة كمؤسسة قانونية مجموعة من الشروط ،حتى تتحقق األهداف المبتغاة من وراء سنها
وتشريعها ،وهكذا ،نصت المادة 173من مدونة األسرة على أنه يشترط في الحاضن ما يلي :
-1الرشد القانوني لغير الوالدين:
للقيام بأي تصرف قانوني كيفما كان نوعه البد من توفر ركن األهلي ة ك أول ركن ع ام نص علي ه ق انون
االلتزامات والعقود في الفصل الثاني من ه ،حيث تعت بر الحض انة تص رفا قانوني ا يخض ع ألحك ام مدون ة
األسرة وتحت إشراف ومراقبة النيابة العامة وبالتالي يجب على الحاض ن أن يك ون كام ل األهلي ة أي أن
يبلغ 18سنة شمسية كاملة فالحاضن في هذه الحالة يك ون متمتع ا ب أهليتي الوج وب واألداء ،بش رط أال
يكون هناك عارض من عوارض األهلية كالجنون والعته ،وبالتالي فإن سن الرش د وال ذي حددت ه مدون ة
األسرة في 18سنة شمسية كاملة الزم توفره في صاحب الحضانة ،باس تثناء األب وين األم واألب ،وذل ك
حسب ما نصت عليه الفقرة األولى من المادة 173من مدونة األسرة التي جاء فيها أن ش روط الحاض ن
هي الرشد القانونيلغير األبوين .
المشرع المغربي عندما استثنى األبوين من الرشد القانوني للقيام برعاية المحضون ،ك ان من اط ذل ك أن
يتمشى مع المقتضيات كل من المواد 20و 21و 22من مدونة األسرة ال تي تس مح ب زواج من لم يبل غ
بعد سن الرشد القانوني ،حيث يكتسب الزوجين األهلية لممارسة حق التقاضي في كل ما يتعلق بآثار عق د
الزواج من حقوق ووجبات كما نصت المادة 22من مدونة األسرة ،ومن ضمن هذه الحق وق التص رفات
التي تقع على الحضانة.
حيث يفهم من هذا القرار التحريض على الفساد سلوك من افي للش رط الثاني ال وارد في الم ادة 173من
مدونة األسرة.
كم ا يجب أن يك ون الحاض ن أمين ا على المحض ون في نفس ه ومال ه ،وتتحق ق الحض انة عن د اجتناب ه
سائرالتصرفات المضرة بهم ،كدفع بالمحضون إلى التسول الشيء الذي ينعكس س لبا على مس ار الطف ل،
وبالتالي يكون الحاضن لم يؤمن للمحضون حقه في الحياة الجيدة.
كم ا ان ه اذا ك ان س بب الفرق ة جنح ة الخيان ة الزوجي ة ف إن مرتكبه ا يعفى من الحض انة وذل ك اس تنادا
لقرارالمجلس األعلى الذي جاءفي ه( ...بخص وص طلب س قوط الحض انة ف إن المحكم ة مص درة الق رار
المطعون فيه لما ثبت لها عدم صالحية طالبة الحضانة بعد إدانتها جنحيا بالخيانة الزوجية ،فإنها تكون قد
طبقت مقتضيات الفقرة الثانية من المادة 173من مدونة األسرة تطبيقا صحيحا…).
-3القدرة على تربية المحضون وصيانته ورعايته دينا صحة وخلقا وعلى مراقبة تمدرسه
يعتبر هذا الش رط ه و األص ل تتف رع من ه ب اقي الش روط .اذ يالح ظ أن المش رع جم ع في ه ذا الش رط
عدةشروط عن دما اس تلزم في الحاض ن الق درة والمقص ود به ذا المص طلح اإلمكاني ة على القي ام بش ؤون
المحضون حفظه بمعنى آخر أن يكون الحاضن ص حيح الجس م وس الما من األم راض المعدي ة ،فحس ب
الفقه الم الكي فإن ه ال حض انة لمن ال ق درة ل ه على تربي ة وص يانة المحض ون مثل األعمى والمش غول
بوظيفة أو عمل يمنع من تربية الصغير وتدبير شؤونه ،وكبار السن ،غ ير أن االجته اد القض ائي اعت بر
أن كبر السن بدون عجز ال يبرر إسقاط الحضانة.
-البعض يرى انه غير مشترط بالنسبة لألم مدام مناط الحضانة هو الشفقة والحنان اللذان يكونان متوفرين
عند األم.
-فحين يرى البعض بأنه ال حضانة للكافرة على الص غير المس لم وذل ك ألم رين ،أن الحض انة والي ة ولم
يجع ل هللا والي ة الك افر على المس لم مص داق لقول ه تع الى {ولن يجع ل هللا للك افرين على المؤم نين
سبيال}،األمر الثاني انه يخشى على دين المحضون من الحاضنة لحرصها على تنشئته على دينها اس تنادا
لح ديث رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم" ك ل مول د يول د على الفط رة ف أبواه يهودان ه أو ينص رانه أو
يمحسانه".
ولكن بالرجوع إلى مدون ة األس رة ،فإنن ا ال نج د في مواده ا أنه ا تط رقت إلى مس ألة الحض انة إذا ك ان
الحاضن على غير دين المحضون ،ولكن إذا رجعنا إلى المادة 400من مدونة األس رة نج د أن المش رع
المغربي يحيل على المذهب الم الكي ،وب الرجوع إلى الم ذهب الم الكي فإن ه ال يش ترط إس الم الحاض نة
فيصح ك ون الحاض نة كتابي ة أو غ ير كتابي ة س واء ك انت أم ا أو غيره ا ،ولكن ب الرجوع إلى االجته اد
القضائي نجد المجلس األعلى في قرار له أن ترك الحاضنة محضونتها عند أختها في مدينة ،وإقامتها في
مدينة أخرى تمارس أفعاال منافية للدين واألخالق مسقط لحضانتها حيث يالحظ من هذا الق رار أن ش رط
ال دين ليس ه و الس بب الوحي د في إس قاط الحض انة وإنم ا ك ان م دعوما بمجموع ة من األفع ال المنافي ة
لألخالق حسب هذا القرار.
كذلك يجب على الحاضن أن يعتني بشؤون المحضون في التأديب والتوجيه المدرسي ،ويعتبر التعليم حق
دستور يضمن لجميع أفراد المجتمع بما فيهم المحضون وبالتالي ال يمكن سلب ه ذا الح ق من للمحض ون
كدفعه إلى العمل في سن مبكرة شيء الذي يدفعه إلى التوقف عن الدراسة.
-4عدم زواج طالبة الحضانة إال في الحاالت المنصوص عليها في المادتين 174و 175
يعتبر شرطا خاصا أفراده المشرع للنساء الحاضنات من أم وأم األم وبالرجوع إلى مدونة األسرة نجد أن
المشرع خصص شرطا وحيدا فقط ،وهو عدم زواج طالبة الحاضنة والمنص وص علي ه في الفق رة 4من
المادة ،173ولكن رغم ذلك يمكن لألم أو غير األم أن ت تزوج وتبقى م ع ذل ك الحض انة مس تمرة ،وهي
االستثناءات الواردة في المواد 174و 175من مدونة األسرة ،وهذه االستثناءات هي كاألتي:
الحاض نة الغ ير األم يمكن أن تك ون أم األم أو أح د األق ارب األك ثر أهلي ة ال تي تس ند إلي ه الحض انة
وب الرجوع إلى مدون ة األس رة تج دها في الم ادة 174تنص على أن زواج الحاض نة غ ير األم ،يس قط
حضانتهاإال في الحالتين اآلتيتين:
والمقص ود ب القريب المح رم للمحض ون أي من أقارب ه ال ذين يح رم علي ه ال زواج ب ه إذا افترض نا أن
المحض ون أن ثى ،وبالت الي ف إن زواج الحاض نة غ ير األم بخ ال المحض ون أو عم ه ف إن ذل ك ال يس قط
حضانتها ،إذا تزوجت الحاضنة بالنائب الشرعي للمحضون فإن ذلك ال يسقط الحضانة.
حسب مضمون المادة 175من مدونة األسرة أن زواج الحاضنة األم ال يسقط حضانتها في األحوال
التالية :
-إذا كان المحضون صغيرا لم يتجاوز سبع سنوات ،أو يلحقه ضرر من فراقها
ذلك أن المحضون في هذه الحالة يحتاج إلى حنان أمه من حيث التركيبة البيولوجي ة للمحض ون في ه ذا
السن ألن ذلك قد يؤثر عليه مستقبال من الناحية العاطفية ،لذلك نجد المشرع قد اسند الحض انة في البداي ة
إلى ااألم ،ألن األم تكون أكثر حرصا على طفلها خاصة في سنوات األولى له.
-إذا كانت بالمحضون علة أو عاهة تجعل حضانته مستعصية على غير األم.
-إذا كان المحضون يعاني من األمراض تجعل حضانته لغير األم شبه مس تحيلة ،ف إن ذل ك يعت بر م بررا
لعدم إسقاط الحضانة في حالة زواجها بشخص أجن بي عن المحض ون ،ألن األم ق د تض حي ب النفيس من
أجل ابنها ألن غريزة هي فطرة في األم،
يتضح مما سبق أن المشرع قد تساهل مع األم من ناحية القيود الواردة على شروط إسناد الحضانة.
إذا وقع تنازع في استحقاق الحضانة فعلى من يدعي خالف األصل أن يثبت ما يدعيه ،ألن األمر يتعلق
بوقائع مادية أو بأوصاف معنوية ولعل هذا ما سار عليه المجلس األعلى ،إذ جاء في قرار له ما يلي :
والذي يجري به العمل هو اعتماد شهادات "اللفيف" إلثبات األهلية المطلوبة في الحضانة أو عدم توافرها
.
ولعل من أخطر النزاعات في هذا الصدد أن يثبت األب أو النائب الشرعي للمحضون سوء أخالق
الحاضنة ،وتثبت هي من جهتها عكس ذلك وقد قرر الفقه بهذا الخصوص أن شهادة التعديل ترجح على
شهادة التجريح وقد جاء في حكم حديث البتدائية مراكش ما يلي :
"….وحيث إنه من الثوابت الفقهية التي أكدتها مدونة األسرة هو أنه يلزم أن يكون الحاضن ذا مروءة
وأخالق سلسة حافظا على حسن التربية السليمة للمحضون ،وهذا الشرط محلنزاع وطعن من طرف
المطلق الذي أكد في مقاله أن مطلقته الحاضنة ذات أخالق فاسدةوأدلى إثباتا لذلك بلفيف عدلي ...بأن
المدعى عليها دخالة وخراجة بكثرة وخاصة بالليل وتعاشر بعض األشخاص ذوي األخالق السيئة وأنها
غير صالحة للحضانة.
وحيث إن شهادة اللفيف المدلى به نوزع فيه من طرف المدعى عليها التي لم تسلم بما جاءفيه مؤكدة أنها
مستقيمة الخلق ،صالحة لتربية أبنائها وعززت دفعها المذكور بلفيف عدلي ..شهد شهوده أنها ووالدتها
مجتنبتان ألهل الرذائل مصاحبتان ألهل الخير والفضائل لم تظهرعليهما منقصة قط وال اتهمتا بها.
وحيث إن المحكمة وأمام تباين الشهادتين المذكورتين أعاله حول صالح المدعى عليها أو فساد أخالقها
فإنها ارتات ترجيح حجج الطرفين على ضوء المبادئ المقررة قضاء ،وهي أن شهادة التعديل تقدم على
شهادة التجريح استنادا لقرار المجلس األعلى بتاريخ 9فبراير 1982بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد
30ص 109وما بعدها ،وهذه القاعدة تجد تبريرها ضمن قواعد الفقه المالكي ،إذ يقول الزرقاني في
شرح قول خليل بأن األصل العدالة.
وحيث إن المبررات المذكورة تجعل من الضروري القول بأن المدعى عليها ذات أخالق لتربية أوالدها
إعماال لقواعد الترجيح أعاله مما ينبغي معه رفض الطلب ."...
وهكذا ،فإثبات أهلية الحضانة ،أو الطعن في تلك األهلية ،يعتمد إلى حد بعيد األبحاث التحقيقات التي
ينجزها القاضي في كل قضية تعرض عليه ،مع الشهود والمتنازعين ومع األطفال أنفسهم إذا كان لهم
من التمييز ما يمكنهم من التعبير عن حقيقة وضعيتهم ،وعن شعورهم كذلك إزاء المتداعين حول
حضانتهم.
وبعبارة أخرى ،فالقاضي ال ينبغي أن يتخذ موقفا سلبيا يكتفي بما يقدمه له المترافعون من وسائل
اإلثبات ،وبالتطبيق التلقائي لقوتها اإلثباتية المنصوص عليها في االجتهاد الفقهي وإنما يتعين أن يفحص
مالبسات كل قضية وعناصرها المختلفة عن طريق األبحاث و التحقيقات التي ينجزها.