Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية علوم اإلعالم واالتصال‬


‫قسم االتصال‬

‫سنة ثانية ماستر‬ ‫اتصال وعالقات عامة‬

‫بـــطاقــــة قــــراءة لكتــــــاب سيميائيات الصورة‬

‫لبغداد أحمد بلية‬

‫من اعداد الطالبة‬

‫ندى عظيمي‬

‫‪2024/2023‬‬
‫بـــطاقــــة قــــراءة لكتــــــاب سيميائيات الصورة‪:‬‬

‫اختيار الكتاب‪:‬‬

‫في سياق اعداد مذكرة التخرج لنيل شهادة الماستر في علوم االعالم واالتصال تخصص " اتصال وعالقات‬
‫طلب منا إعداد بطاقة قراءة لكتاب يتناسب مع موضوع انجاز مذكرة التخرج‪ ،‬اخترت كتاب تحت عنوان‬
‫عامة"‪ُ ،‬‬
‫سيميائيات الصورة للكاتب بغداد أحمد بلية‪ ،‬حيث أن هذا الكتاب يتوافق مع موضوع المذكرة تحت عنوان "تسويق‬
‫صورة المرأة الجزائرية من خالل السينما الجزائرية – دراسة تحليلية سيميولوجية"‪.‬‬

‫معــــلومــــات عـــن الكـــــتاب‬

‫عنوان الـــكـــتاب‪ :‬سيميائيات الصورة‬

‫المؤلـــــــف‪ :‬بغداد أحمد بلية‬

‫الــــــطــــــبـــعة‪ :‬طبعة أولى‬


‫ســـنــة الطـــــبع‪2007 :‬‬

‫دار الـــــنشـــر‪ :‬منشورات دار األديب‬

‫بــــــلــــد الـــــنـــشر‪ :‬الجزائر‬

‫عــــدد الصفحــــات‪123 :‬‬

‫معلـــومـــات عن الـــمؤلـــف‪:‬‬

‫بغداد أحمد بلية‬

‫كاتب وباحث في تاريخ السينما واألدب المقارن‪ .‬من مواليد ‪ 1963‬بمدينة بشار ويعمل أستاذ جامعي تخصص‬
‫‪.‬األدب المقارن بالمركز الجامعي بالنعامة – الجزائر‬

‫متخصص في األدب المقارن‪ ،‬متحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة وهران ‪ ،2010‬له العديد من المؤلفات‬
‫حول السينما الجزائرية والتلفزيون الجزائري‪.‬‬
‫محتوى الـــــــــكتاب‪:‬‬
‫المقدمــة‪:‬‬

‫تناول الكاتب في المقدمة عن اإلبداع كوسيلة للتعبير عن وجود االنسان‪ ،‬وأعطى مثال عن الرسومات الصخرية‬
‫كوسيلة لتصوير حياة االنسان القديم‪ ،‬مع تطور الحضارات وتكامل اللغة ظهر االنسان قدرات إبداعية أكثر‪ ،‬وأضاف‬
‫الكاتب أن االبداع واالبتكار في الفن لهما جانبان‪ :‬أحدهما الصراع اإلنساني واألخر هو تعبير االنسان عن الوجود‪.‬‬

‫كما أشار الباحث في مقدمته الى أهمية فهم وتفسير المحتوى الذي يتعرض له الفرد‪ ،‬ويتوقع أن تتطور وسائل‬
‫االتصال لتصل الى مستويات أعلى من الكمال في العرض‪ ،‬مما سيزيد قدرتها على السيطرة وتوجيه الجمهور‪ .‬يقترح‬
‫الكاتب أيضا بعض األفكار المتوسعة مشي ار الى أن المتلقي في العصر الحديث يجب أن يمتلك األدوات التحليلية‬
‫الالزمة لتحليل العروض والصور المقدمة له ليصبح عضوا فعال في العملية االتصالية‪ ،‬وتعد السميائيات هي العلم‬
‫الوحيد القادر على تحقيق ذلك‪ ،‬حيث أكد الكاتب أنه منذ انتاج العروض والصور والدالالت من خالل الرموز‬
‫والعالمات وهو موجوب على المتلقي فهم آليات انتاج تلك الدالالت‪ ،‬وإال سيظل قراءة الصورة سطحية‪.‬‬
‫تلخيص الفصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬بين العرض والتلقي‬

‫يشتمل هذا الفصل على تسعة أجزاء‪ ،‬حيش كان يناقش الكاتب العالقة بين الصورة الفنية والحقيقية‪ ،‬مشي ار الى تأثير‬
‫التكنولوجيا الحديثة على الصور الوهمية‪ ،‬ويشير الى تأثير المسرح والتلفزيون والسينما كوسائل تواصل جماهيري‪،‬‬
‫وأهمية النقد السينمائي في توجيه المشاهد وتفادي التأثيرات السلبية والتطرف‪.‬‬

‫الصورة بين الفني والحقيقي‪ :‬هنا تحدث الكاتب عن العالقة بين الصورة الفنية والحقيقة‪ ،‬حيث يستعرض مثاال للفنان‬
‫التشكيلي روني ماك غريت الذي رسم لوحة تصور غليونا وكتب عليها "هذا ليس غليونا" وعند سؤاله عن معنى ذلك‪،‬‬
‫ويدخن‪ ،‬لذا هذا فالغليون في اللوحة ليس حقيقيا ومنه فإن الكاتب هنا‬‫أجاب بأن الغليون الحقيقي يحتوي على تبغ ُ‬
‫المشاهد بالصورة والى ضرورة التفريق بين الصورة الفنية والواقعية‪.‬‬
‫أشار الى تأثر ُ‬
‫كما أنه ذكر أن تطور الفنون في العصر الحديث جعل االبداع يرتقي الى مستويات عالية من االتقان‪ ،‬مما أدى الى‬
‫االبهار البصري الذي يسيطر على المشاهد‪.‬‬

‫مع العلم أنه حسب الباحث فإن التكنولوجيا البصرية الحديثة قد وصلت الى درجة تقنية عالية في انتاج الصور‬
‫الوهمية سواء في السينما أو التلفزيون أو التصوير الفوتوغرافي مما جعل المشاهد غالبا ضحية الصورة بدال من‬
‫الحقيقة‪.‬‬

‫من ثم تطرق الباحث الى العالقة بين الصورة (الباث) والمتلقي في العملية االتصالية‪ ،‬تعتمد على التفاعل بين‬
‫الحقيقة والواقع وبين الخيال والوهم‪.‬‬

‫في الوقت الذي يعتمد فيه المحور األول على الحقيقة اإلنسانية كركيزة للتأثير على المتلقي‪ ،‬يعتمد المحور الثاني‬
‫المشاهد‪ .‬المتلقي في هذه العملية االتصالية يجب أن يتعامل مع‬
‫على الخيال والوهم لتحقيق تأثير عميق في نفس ُ‬
‫الصورة بعقالنية وفهم السياق من حوله لفهم الرسائل بشكل صحيح‪.‬‬

‫المسرح واإليهام‪ :‬هنا أشار الكاتب أن العروض المسرحية تعتمد على الوهم واإللهام لجعل المتلقي يشعر بحقيقة‬
‫األحداث التي يشاهدها‪ ،‬وهو ما يميزه عن واقعه‪.‬‬

‫وأضاف أن المسرح يظل موجودا ومتجددا رغم تطور وظهور وسائل التواصل األخرى مثل السينما والتلفزيون‪ ،‬حيث‬
‫يتناول المسرح األصول األولى للعروض الترفيهية واالحتفالية التي تعود للحضارات القديمة‪ ،‬يعتبر الوهم واإليهام جزءا‬
‫أساسيا من عرض المسرح‪ ،‬حيث يهدف إلى إعادة تصوير األحداث بطريقة تثير مشاعر المتلقي وتجعله يتأثر بما‬
‫يشاهده على المسرح‪.‬‬
‫بعد ذلك أضاف الكاتب أن المسرح الحديث يستخدم العديد من العناصر إليهام المشاهد بواقعية األحداث المعروضة‪،‬‬
‫مثل القاعات المغطاة واإلضاءة المناسبة والتمثيل المتقن‪ .‬في الجانب اآلخر المسرح القديم كن يعتمد على عناصر‬
‫تباعد بين العرض والواقع‪ ،‬مما يقلل من تأثير اإليهام على المشاهد‪.‬‬

‫أضاف الكاتب أن اإليهام المسرحي محور دراسات الباحثين إلى يومنا هذا‪ ،‬حيث يسعون لفهم طبيعة العروض‬
‫المسرحية وتأثيرها على الجمهور‪.‬‬

‫موقف برتولد بريخت من اإليهام‪ :‬تناول هنا الكاتب عن أحد رواد الذين حاولوا تحديد العالقة بين المسرح والجمهور‬
‫حيث حاول برتولد بريخت من خالل أعماله المسرحية ونظرياته النقدية تحديد هذه العالقة‪ ،‬كان يرى أن الجمهور‬
‫يعيش حالة سلبية خالل المسرحيات فيصبح مستسلما أمام العرض مما يمنعه من النقاش أو التفكير‪ .‬أضاف الكاتب‬
‫أنه أعتبر برخيت هذا الوضع غير مرغوب فيه‪ ،‬ودعا الى مشاركة المتفرج في العملية الدرامية‪ ،‬حيث كانت رؤيته‬
‫تحث على االبتعاد عن التأثر العاطفي واالندماج الكامل مع الشخصيات الممثلة وبدال من ذلك يجب على الجمهور‬
‫البقاء منتبها وواعيا خالل العروض المسرحية‪.‬‬

‫السينما وسحر الصورة‪ :‬هنا ذكرنا بتاريخ السينما وتحدث عن أول دار سينما في باريس وأول عرض صور حية‬
‫متحركة على شاشة‪ ،‬كانت التي عرضتها اآللة المخترعة من قبل األخوين لوميار‪ ،‬وقد قدم العديد من العلماء‬
‫شهادات اختراع آلالت تصوير مشابهة آللة السينماتوغراف التي ابتكرها األخوين لوميار‪ ،‬مما يشير إلى أنهما قد‬
‫سبقوا الكثير من المخترعين اآلخرين‪.‬‬

‫حيث أن ابتكار االخوين لوميار يعرض الصورة بطريقة واقعية‪ ،‬ومنه إمكانية عرض األفالم في قاعة جعل الجمهور‬
‫منبهر بواقعية الصور بعدها بدأت السينما تنتشر كوسيلة فنية ترفيهية‪.‬‬

‫كما أضاف الكاتب أن لغة السينما تعتمد على الصورة كرمز دال‪ ،‬وبدأت الواقعة السينمائية كمجموعة من الصور‪.‬‬
‫مع ظهور السينما الناطقة في عام ‪ ،1927‬أضيفت عناصر جديدة مثل الكالم والتأثيرات الصوتية والموسيقى‪.‬‬

‫هذا ما جعل لغة السينما موضوعا جذابا للدراسة في مجال السيميولوجيا‪.‬‬

‫ومنه استند الكاتب الى مختلف الباحثين في المجال ليتوصل الى أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية‪ ،‬بل هي حلم‬
‫وواقع في آن واحد‪ ،‬تقدم االلهام والسحر وتعتبر وسيلة قوية للتأثير على المشاهدين‪.‬‬

‫الترفيه والتليفزيون‪ :‬هنا تطرق الكاتب الى ظهور التلفزيون كوسيلة تأثير خطيرة على المشاهدين‪ ،‬حيث أنه من أكثر‬
‫وسائل االتصال تأثي ار على المشاهدين فمعظم الدراسات التي أجريت حول عالقة التلفزيون بالمشاهدين‪ ،‬كانت تركز‬
‫على النماذج التي تنتمي لنفس الجنسية والثقافة للباحثين‪ ،‬كما اقترح الكاتب ضرورة اجراء دراسة ميدانية تستهدف‬
‫فئات متنوعة من المشاهدين لفهم تأثير البرامج عليهم‪.‬‬

‫تتمحور في هذا الجزء القضية األساسية حول كيفية تأثير البرامج التلفزيونية األجنبية على المشاهدين‪ ،‬خاصة في‬
‫ظل تباين الثقافات والديانات والجنسيات‪ .‬تشير الدراسات أن المشاهد يتفاعل مع البرامج التلفزيونية بشكل مختلف‬
‫بناء على خلفيته الثقافية والدينية واالجتماعية‪.‬‬

‫حاالت تباعد المشاهد‪ :‬أكد الباحث في هذا الجزء أن المشاهد يتفاعل مع التلفزيون بشكل متقلب حسب الظروف‬
‫ونوعية المحتوى‪ ،‬فقد ينجذب لإلعالنات أكثر من المحتوى اآلخر‪ ،‬وهناك فئة تهتم باألفالم الخيالية وفئة تتجاهل‬
‫النشرات اإلخبارية وغيرها من الفئات‪.‬‬

‫أضاف الكاتب أن مع تطور القنوات بشكل سريع دون التركيز على المحتوى‪ ،‬وهذا يزيد من حرية المشاهد في قبول‬
‫أو رفض المحتوى وتطوير حس نقدي تجاهه‪ .‬إضافة الى ذلك فإن التغيرات السريعة لألحداث السياسية جعلت بعض‬
‫المشاهدين يبحثون عن معرفة األخبار بشكل متزامن مع متابعتهم للبرامج األخرى وهذا ما يزيد من انفصال المشاهد‬
‫عن المحتوى التلفزيوني ويجعله أكثر نقدا‪.‬‬

‫الترفيه الصحيح‪ :‬هو حسب الكاتب الذي يقدم للمتلقي مادة تلفزيونية ترفه عنه وتخفف من اضطراباته‪ ،‬دون أن‬
‫تضلله أو تضعف عقله وعواطفه‪ .‬يساهم في تخفيف حدة أزمات المشاهد‪ ،‬دون أن يمنعه من التعمق في فهم نفسه‬
‫ومجتمعه وواقعه وعصره وعوامله‪.‬‬

‫كما أضاف الكاتب أن تأثير التلفزيون على المشاهد يعتمد على وعي المتلقي بأهداف اإلعالم الحديث حيث أنه‬
‫يؤدي الى تغريبه داخل مجتمعه ووطنه إذا لم يكن يقضا وال يدرك أهدافه‪ .‬فالمادة التلفزيونية تعتبر وعاء لقيم وثقافة‬
‫البلد األصلي‪ ،‬وتختلف تماما باختالف المتلقي عن ثقافة المرسل‪.‬‬

‫المسرح والسينما والتلفزيون أنظمة للتواصل الجماهيري‪ :‬حيث أقر الكاتب هنا أن الفروق بين السينما‪ ،‬المسرح‬
‫والتلفزيون تتمثل في طريقة العرض وتفاعل الجمهور‪ ،‬السينما تعتمد على عروض األفالم في قاعات سينما‪ ،‬حين‬
‫يحتاج المسرح إلى حضور الجمهور لتفاعله مع العرض في الفضاء المحدد‪.‬‬

‫أما التلفزيون فيجمع بين األنظمة السينمائية والمسرحية‪ ،‬حيث يتحول المسرح الى واقعة تمثيلية متصورة والفيلم‬
‫السينمائي يعرض على شاشات التلفزيون‪.‬‬

‫النقد السينمائي‪ :‬أشار هنا الكاتب عن أهمية النقد السينمائي في العالم العربي بعد تطوير التقنيات السينمائية وانتشار‬
‫األفالم العربية واألجنبية‪.‬‬
‫يجب على النقاد والمختصين تقييم األفالم وتوجيه المشاهدين لفهم قيمتها الفنية‪ .‬حيث أن األفالم السينمائية تثير‬
‫النقاش واالهتمام‪ ،‬وهناك تجارب سينمائية في العالم العربي تشجع المشاهدين على مناقشة األفالم والتعبير عن‬
‫آرائهم‪.‬‬

‫كما يجب على المشاهد العربي الوعي بالتأثير السلبي للصورة التي يتعرض لها‪ ،‬فالسينما الحديثة تسعى للتميز‬
‫واالحترافية في التصوير والسرد إلثارة الفكر واإلبداع‪ .‬من المهم تمييز األفالم الغربية وفهمها بشكل صحيح ألنها‬
‫تعكس ثقافة المجتمعات الغربية ومنه استنتج الكاتب أنه بجب على المشاهد العربي أن يكون لديه قدرة على فهم‬
‫وتحليل األفالم بشكل نقدي وعقالني لتفادي التأثرات السلبية والتطرف‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬قراءة صور العرض‬

‫يشمل هذا الفصل على تسعة أجزاء‪ ،‬وكل جزء كان يتمحور حول فهم السنن الفنية واللغوية في العروض‪ ،‬وكيف‬
‫يمكن للمتلقي فهم البنية العميقة لهذه األعمال والتفاعل معها بشكل أفضل‪.‬‬

‫سيمياء الصورة الممسرحة‪ :‬أشار الكاتب عن الدراسات التي تحلل الدالالت الجسدية والحركات والمالمح في‬
‫العروض المسرحية‪ ،‬وتعتبر العروض المسرحية بمثابة تجسيد حي للدالالت والرموز‪.‬‬

‫في الماضي‪ ،‬كانت المسرحيات تعتمد على حركات الجسد والمالمح للتعبير‪ ،‬بينما كان استخدام األقنعة شائعا‪،‬‬
‫فيعتبر الجسد جزءا ال يتج أز من العرض المسرحي‪ ،‬حيث يكمل اللغة المنطوقة ويصبح مصد ار للدالالت‪.‬‬

‫استنتج الباحث أن العروض المسرحية تتطلب فهما خاصا يركز على دراسة الدالالت الجسدية‪ ،‬والحركات والمالمح‬
‫وكيفية تفاعلها مع الفضاء المسرحي‪.‬‬

‫العالمات المرئية‪ :‬حسب الكاتب تتجسد العالمات المرئية في العروض المسرحية في العلم األيقوني‪ ،‬حيث تربط بين‬
‫الشيء المشار إليه وشبيهه في الواقع والتاريخ‪.‬‬

‫تتجسد هذه العالمات المرئية في الديكور‪ ،‬المالبس‪ ،‬اإلشارات الدالة‪ ،‬والرموز الثقافية والدينية‪ .‬من خالل هذه‬
‫العالمات‪ ،‬يمكن للمتفرج فهم السياق الزماني والمكاني للعرض‪ ،‬وتحديد شخصيات الشخصيات‪ ،‬وفهم المواضيع‬
‫والمشاعر التي يتم تمثيلها‪.‬‬
‫بالتالي‪ ،‬يلعب المتفرج دو ار حيويا في استيعاب وتفسير العروض المسرحية‪ ،‬ويمكن للتحليل السيميائي أن يوفر أدوات‬
‫دقيقة لفهم هذه العالمات وتفسيرها‪.‬‬

‫اللغة البصرية في السينما‪ :‬أكد الكاتب أنه في العصور القديمة‪ ،‬استخدم االنسان الصورة لوصف حياته ومواجهة‬
‫مصاعبها‪ ،‬فكانت الرسوم الجدارية تعكس الحياة البشرية على األرض‪.‬‬

‫تطورت هذه الرسوم في الحضارات المتعاقبة لتصبح وسيلة لتوثيق المعارف‪ ،‬كما أن اللغات القديمة كانت ذات طابع‬
‫رمزي‪.‬‬

‫وهذا ما أدى الى التصوير في ابداع صور تعكس واقع االنسان القديم بشكل مجسد‪ ،‬ويظهر التطور والزوال من خالل‬
‫األشكال الفنية المختلفة‪.‬‬

‫تعتبر الصورة المسرحية والسينمائية نسخة للواقع المحيط‪ ،‬وتساهم في تخليد الذكريات‪.‬‬

‫إضافة الى ذلك فإن الصورة في السينما نظاما ممي از يعتمد على اإلشارة والعالمة والرمز من خالل مجموعة من‬
‫الرموز التي يتفاعل معها المشاهد لتفسيرها‪ .‬وتعتبر نظاما من العالمات اللغوية التي تعتمد على الصورة كوسيلة‬
‫للتعبير والتواصل‪.‬‬

‫ويقدم الكاتب أمثلة على أنواع مختلفة من الصورة‪ ،‬مثل الصورة المتتابعة والصورة الركنية‪ ،‬ويشير الى أن تقسيم‬
‫الصورة الى أنماط ركنية يشبه تقسيم الكالم الى جمل وأفعال وأسماء‪ ،‬مما يسهل فهم الخطاب السينمائي وتحليله‪.‬‬

‫سيمياء العروض‪ :‬في هذا الجزء أشار الكاتب الى تأثير العروض الدرامية على المشاهدين‪ ،‬مؤكدا على تفاعلهم مع‬
‫العروض واستجابتهم لها‪.‬‬

‫فالعروض المسرحية تثري خيال المشاهد مما يمكنه من فهم األحدث والمواقف التي يتعرض لها‪ ،‬بينما األفالم‬
‫والبرامج التلفزيونية يثريان مخزون المشاهد بشكل مشابه‪ ،‬لكنه يكون أكثر واقعية‪ ،‬مما يمكن المشاهد من فهم‬
‫األحداث والمواقف المشابهة في حياته الواقعية‪.‬‬

‫ومن خالل ذلك‪ ،‬حاول الباحثون دراسة الصور المتحركة بطريقة سيميائية‪ ،‬اعتمادا على ما وصل إليه السيميائيون‬
‫مثل دي سوسير وشارل ساندرس بيرس وغيرهم‪ ،‬لتحديد العالقة بين الصور والمعنى وعملية التفسير التي يقوم بها‬
‫المتلقي‪.‬‬

‫السيمياء والتلقي التواصلي‪ :‬أكد الكاتب أن الدراسات السيميائية تطورت في القرن العشرين مع تأكيد على جانب‬
‫التواصل في الخطابات‪ .‬وتركز هذه الدراسات على تحليل طرق التواصل وتقسيم العالمات إلى دال ومدلو وقصد‪.‬‬
‫تستخدم السيمياء التواصلية كوسيلة للتأثير على اآلخر من خالل إقناعه أو تحفيزه أو تحذيره‪ .‬ويعتبر هذا االتجاه‬
‫جزءا من نظرية السيميولوجيا التي بناها دي سوسير وبريس‪.‬‬

‫وتتطلب بناء التواصل السيميائي المرور عبر مرحلتين أساسيتين هما مرحلة التواصل ومرحلة العالمات‪.‬‬

‫وعلى الصعيد الفني‪ ،‬تعتمد االستعراضات في الفنون الدرامية على عناصر أساسية مثل النص والتمثيل واإلخراج‬
‫والتركيب‪ ،‬وهذه العناصر تعمل معا على توجيه المشاهد الى فهم الخطابات التي تصدر عنها‪.‬‬

‫كما يمكن القول إن الممثلون هم دعامة العروض الدرامية‪ ،‬حيث يمكن أن يكون لديهم مساهمة كبيرة في جعل‬
‫العروض متميزة ومثيرة لالهتمام‪ .‬مما يجعلهم مركز اهتمام الجمهور ويسهم في نجاح بعروض الدرامية‪.‬‬

‫العالمة اللغوية‪ :‬حسب الكاتب فإن العالمة اللغوية في األفالم والبرامج التلفزيونية بأنها تستخدم الصورة كلغة بصرية‬
‫للتواصل مع الجمهور‪ ،‬ومع بداية القرن العشرين تم ابتكار الفيلم الناطق مما جعل الصوت جزءا حيويا من لغة الفيلم‬
‫وزاد من تفاعله مع القصص السردية‪.‬‬

‫فاألفالم الناطقة تعد ترجمة مباشرة للغات متنوعة‪ ،‬تعبر عن لغات الشعوب المختلفة‪ .‬وتعكس تطورات المجتمع‬
‫والتغيرات االقتصادية والثقافية‪ ،‬وتعد اللغة الصوتية دعما للصورة‪.‬‬

‫وظيفة اللغة الصوتية‪ :‬أشار الكاتب هنا أن وظيفة اللغة الصوتية في األفالم والبرامج التلفزيونية تكمن في االتصال‬
‫والتواصل مع المشاهدين‪.‬‬

‫حيث أنه يستعين الفيلم بالحوارات كوسيلة لنقل الرسالة‪ ،‬مما يجعل المتلقي يندمج تماما ويتحول الى مشارك في‬
‫الحوار‪ ،‬فالمتكلم يبلغ رسالة لسانية للمتلقي‪ ،‬لذي يتأثر بالرسالة مما يعزز فهمه للداللة بدقة‪.‬‬

‫نسق التواصل غير اللساني‪ :‬تطرق هنا الكاتب على نسق التواصل الغير اللساني الذي يتجسد في العروض‬
‫المسرحية والسينمائية والتلفزيونية من خالل سنن إشارية مثل اإلماءات والحركات والعالمات األيقونية باإلضافة الى‬
‫الديكور واإلضاءة والمالبس‪.‬‬

‫هذا النوع من التواصل يعتمد على تفاعل المشاهد مع العروض والممثلين‪ ،‬ويحمل دالالت معينة تسهم في فهم‬
‫الرسالة والمضمون الذي يقدمه العرض‪.‬‬

‫قراءة الواقعة الفيلمية‪ :‬أكد الكاتب أن الواقعة الفيلمية تتطلب فهما عميقا لنظام العالمات البصرية‪ ،‬حيث يجب على‬
‫المتلقي معرفة الشفرات التي تحملها العروض واألفالم لتفسير المضمون الذي تقدمه‪ .‬بالتالي تعتمد قراءتها على‬
‫تفسير األيقونات والرموز والمؤشرات والقرائن التي تحملها‪.‬‬
‫يجب على المتلقي فهم هذه العالمات والعالقات المعرفية التي تربطها بالمضمون الذي ترمز اليه‪ ،‬لتمكن من فك‬
‫رموز العروض واستيعاب معانيها بشكل أفضل‪.‬‬

‫خــــــاتمة‪:‬‬

‫بعد االطالع على محتوى كتاب "سيميائيات الصورة" تم االستنتاج أنه محاولة قيمة لتلبية رغبات وحاجات الباحثين‬
‫الذين يريدون التعمق وفهم سيميائيات الصورة‪ ،‬حيث أن الكاتب في كتابه طرح مختلف النقاط التي توضح وتفسر‬
‫كيفية التحليل السيميائي للصور وكيفية التفسير الصحيح للمحتوى الفني بشكل عام‪ ،‬حيث أكد على وجوب الفرد‬
‫الحديث أن يمتلك القدرة التحليلية للعروض والصور التي يتعرض لها‪ ،‬خاصة مع التدفق الهائل الذي نواجه في الحياة‬
‫اليومية المعاصرة للمعلومات والصور‪ .‬بالتالي أكد الكاتب أنه يجب على الفرد أن يكون عضوا فعاال في العملية‬
‫االتصالية‪.‬‬

‫إذن يمكن القول إن السيميائيات هي العلم الوحيد القادر على توجيه الفرد نحو فهم أفضل وأكثر عمقا للفنون‬
‫والعروض الفنية‪.‬‬

You might also like