Professional Documents
Culture Documents
2044
2044
المقدمة
ال زالت مسألة التنمية بمختلف نواحيها ومجاالتها وجوانبها تشغل بال الدول شمالها وجنوبها وباختالف مذاهبها
ونشاطاتها ونظمتها االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية ،كما تشغل بال األفراد بمختلف انتماءاتهم ومستويات
تفكيرهم ومذاهبهم ،ألنها قضية مهمة وهامة ومستمرة في تواجدها وألن مفهومها يشمل الجوانب االقتصادية
واالجتماعية والسياسية والثقافية واألخالقية ،وألنها مطلب طالبت وتطالب به كل المجتمعات دون استثناء ،ألجل
النهوض بمستوى دخول أفرادها وتحسين مستواهم التعليمي والصحي وتوفير الحد األدنى من احتياجاتهم الضرورية.
ينطلق هذا البحث من فرضية مفادها :إن نظريات التنمية التي طبقت في الدول المتقدمة قد ال تصلح للتطبيق على
دول العالم الثالث دون مراعاة تطور الجانب األمني في هذه الدول مع التطور االقتصادي و االجتماعي لتكون هنالك
تنمية حقيقية ،تنهض بالمجتمع و تحافظ على استمرارها لذا ،فإن هذا البحث يهدف إلى تحديد وبيان ألهم االتجاهات
الفصل االول
مفاهيم البحث
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
ان الهدف من البحث هو توضيح أهمية االستقرار األمني في المجتمعات لضمان التقدم و تحقيق البرامج التنموية
التي تحبوا الدول النامية لغرض تحقيق الرفاهية الفراد المجتمع .باالستفادة من هذا البحث في تحديد الحلول و
المعالجات لتحقيق التنمية الشاملة .
تكمن أهمية الدراسة لما تعانيه الدول النامية من عدم تحقيق التنمية في بلدانهم على الرغم من العديد البرامج التي
تقدمها حكوماتهم و المبالغ الطائلة التي ترصدها لهدف التنمية دون مراعاة جانب االمن كعنصر أساسي للتنمية مع
اإلشارة من ان موضوع االمن كان يشكل هاجس األكبر لرجال الدولة و صناع السياسة الذين اعتبروا ضمان ظروف
البقاء و االستمرار أعلى أولويات السياسة الخارجية و الداخلية على حد سوء دون اعتباره عنصر مرادف للتنمية .
تتمحور إشكالية الدراسة في زمن الحكومة السابقة خالل فترة الستينيات و السبعينات القرن الماضي كان العراق
يعيش فترة من النمو االجتماعي و االقتصادي في ضل وضع امني معقد (بين االمن و عدم االمن الشخصي) في
حين الوقت الحاضر العراق يعاني من التخلف في التنمية و حالة كما هو علية في الوضع األمني (بين االمن و عدم
االمن الشخصي) ،و هذا السؤال الذي تدور علية إشكالية البحث حول حقيقة تأثير االمن في التنمية .
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
االمن في اللغة
ذكرت لفظة االمن و األمان و امنوا وامن في القران الكريم في 093موضعا ا مما يدل على أهمية االجتماعية في
بناء االنسان و المجتمع و في األمن في اللغة هو نقيض الخوف .والفعل الثالثي ِ
أمن أي حقق األمان .قال ابن
منظور" :أمنت فأنا آمن ،وأمنت غيري أي ضد أخفته ،فاألمن ضد الخوف ،واألمانة ضد الخيانة ،واإليمان ضد
الكفر ،واإليمان بمعنى التصديق ،وضده التكذيب ،فيقال آمن به قوم وكذب به قوم (. )1
االمن اصطالحا ا
علماء االجتماع األمن من الدوافع االساسية لإلنسان في كل حركة وعمل يقوم به ،وإن أية حركة او عمل او َيعُ ُّد ُ
خطوة يريد اإلنسان اإلقدام عليها فانه يسعى أوالا للتأكد من أنّها مأمونة العواقب ،فاستقرار اإلنسان بمكان مربوط
بشعوره باألمان فيه ومن ال يشعر بذلك يسعى في اقرب فرصة لترك مدينته ووطنه ،كما أن األمن يجعل اإلنسان
طموحا ا للعمل والتجارة واإلعمار ،واذا رأى في عمـل مـا أنّه يؤمن لـه مستقبالا يخوض فيه ،وبالتالي ّ
فإن الشعور
باألمن يفجر طاقة الفرد والمجتمع في العمل والبناء والنشاط وهو عكس الشعور بالخوف ،فالخوف يؤدي بالفرد الى
االنعزال واالنطواء والى تحديد حركته وابتعاده عن التفاعل مع المجتمع وتقوقعه وتعطيل قدراته عن البناء واإلنتاج
،وهو المراد من قول اإلمام علي عليه السالم في مأثور كالمه ( حالوة األمن تُنكدها مرارة الخوف والحذر).
أن الشعور بالخوف بحد ذاته دافع حيوي لتحقيق األمن ،فخوفك من السرقة يجعلك تلجأ ويرى .علماء االجتماع ّ
للبنوك او لتأمين دارك ،وخوف المجتمع من عدو يجعله يقظا ا له متوثبا ا للقضاء عليه والتقاء شره .إن ردة فعل
الخوف عند اإلنسان والمجتمع والنظام سياسي تُولَّد أحد نوعين من األمن ،إما أمنا ا إيجابيا تجعلك تحبس عدوك وتحدد
حركته أو تقضي عليه ،أو أمنا ا سلبيا ا يجعلك تحبس نفسك وتنغلق على ذاتك وتحيط نفسك بأسوار وأسالك شائكة،
وهو ما غلب في طريق حفظ األمن بشكل مغلوط في العراق عقب سقوط صدام واالنسحاب األمريكي (.)2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1ابن منظور ،لسان العرب ،تحقيق عبد الله علي الكبير (القاهرة ،دار المعارف) ،ص.143
التنمية اي بمعنى نما ,ينمو ,نموا : ,أي زاد وكثر " ارتفاعا " ونمي ينمي نميا ونماء ونمية المال وغيره :زاد وكثر
وتنمية الشيء أي جعله ناميا ا (.)1
أن التنمية كعملية متكاملة ال تنقسم ،يمكن النظر إليها باعتبارها التفاعل الديناميكي بين مجتمع معين ومستوى
اإلنتاجية Level productivityالتي بلغها هذا المجتمع واإلنتاجية هنا تعنى الطاقات الكلية لجميع أفراد المجتمع،
إلشباع أو تحقيق المصالح الممكنة في كافة ميادين النشاطات المجتمعية ،كما يشير البنـاء المجتمعي إلى مجمل
العالقات الكلية المستقرة القائمة بين الناس أعضاء المجتمع في إطار وجودهم االجتماعي (بما في ذلك تفاعالتهم
االجتماعية) .وهكذا ،يمكن ان تعرف التنمية بانها مفهوم ذو مدلول ثقافي واجتماعي واقتصادي سياسي وإداري،
وهو ال يرتبط بقطاع من المجتمع دون آخر كما أنه يشير إلى عملية مجتمعية متكاملة ومتفاعلة في إطار نسيج من
الروابط بالغ التعقيد من جميع عوامل التنمية والتنمية ،وبهذا المعنى ال تمثل فقـط الناتج النهائي لمجموع المتغيرات
الثقافية واالجتماعية والسياسية واإلدارية ،بل هي محصلة تفاعالت مستمرة بين هذه العوامل مكتملة .ويتوقف مدى
أهمية كل منها والدور يمارسه في عملية التنمية على الظروف التي تتم فيها عملية وعلى المرحلة التي قطعتها
مسيرة التنمية في اإلطار المجتمعي ،فقد تلعب العوامل االقتصادية دورا بارزا في إحدى مراحل التنمية في بلد ما،
بينما تلعب العوامل السياسية الدور الحاسم في بلد آخر أو حتى في نفس البلد في مرحلة أخرى (. )2
ثالثا ا /مفهوم التنمية االجتماعية :
تعرف التنميــة االجتماعيــة هي عمليــات تغيــر اجتماعي تلحـــــق بالبنـــــاء االجتمـــــاعي ووظائفـــــه
بغـــــرض إشـــــباع الحاجـــــات االجتماعية للفرد والجماعة بمعنى أنها عملية تغير اجتماعي لكافـة األوضـاع
التقليديـة مـن أجـل إقامـة بنـاء اجتماعي جديـد ينبثـق عنـه عالقــــات جديــــدة وقــــيم مســــتحدثة تشــــبع
رغبــــات وحاجــــات األفــــراد وتطلعـاتهم وال يـتم ذلـك إال عـن طريـق دفعـة قويـة الحـداث تغيـرات كيفية
()0
وإلحداث التقدم المنشود ،فالتنمية الشاملة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-2رشاد احمد عبد الطيف ،التنمية المحلية ،دار الوفاء ،2311 ،ص . 9
تعريف التنمية االقتصادية بأنها عملية تحسين وتنظيم واستقالل الموارد اإلنتاجية المادية والبشرية بهدف زيادة
اإلنتاج الكلى من السلع والخدمات بمعدل أسرع من معدل الزيادة في السكان بهدف زيادة متوسط الدخل الحقيقي
للفرد من السكان عامة والفرد من القوة العاملة بصفة خاصة خالل فترة معينة من الزمن .ويعرف معجم العلوم
االجتماعية التنمية االقتصادية بأنها "عملية بموجبها تستخدم الدول مواردها المتاحة لتحقيق معدل سريع للتوسع
االقتصادي يؤدى إلى زيادة مطردة في دخلها القومي وفى نصيب الفرد من السلع والخدمات .ويعرف براين
F.Brayneالتنمية االقتصادية بأنها في الحقيقة نتاج التقدم ويعرف ألبرت ماير Albert Mayerالتنمية
االقتصادية بأنها حجر الزاوية في التنمية وبدونها تصبح برامج التنمية ال جدوى منها ألن عملية تنمية المجتمع إذا
لم تعتمد أساسا وبصفه جوهرية على تحسين األحوال االقتصادية فإننا ال نستطيع تقديم الخدمات االجتماعية والصحية
والتعليمية الالزمة لرفع مستوى المعيشة للموطنين .ويرى بالدوين .E. Baldwinالتنمية االقتصادية بأنها زيادة
مستمرة في متوسط داخل الفرد وأنه يمكن من خاللها إنجاز المشروعات االقتصادية األخرى وتحقيق األهداف
السياسية كما تعمل التنمية االقتصادية من خالل االحتياطي النقدي على تحقيق مستويات عالية في التعليم وزيـــــادة
القوة العسكرية وكذلك الصادرات والواردات بين الدول المتقدمة والنامية .ويعرض موريس دوب M. Dobb
التنمية االقتصادية بأنها "العلمية التي يتم من خاللها تطوير طرق ووسائل اإلنتاج بل وفروع هذا اإلنتاج الذي من
شأنه زيادة الفائض المخصص لالستثمار وتحقيق الكفاية اإلنتاجية للصناعات المنتجة للسلع الرأسمالية مثل العدد
()1
واآلالت وموارد البناء و التعمير
خامسا ا /مفهوم التنمية االجتماعية االقتصادية:
التنمية االجتماعية ال يمكن فصلها عن التنمية االقتصادية الرتباط كل منها باآلخر وإذا كان علماء االقتصاد قد اهتموا
بمعالجة قضايا التنمية من وجهة نظر اقتصادية فقد لوحظ أن هذه العالقة تغيرت في الوقت المعاصر واتجه
االقتصاديون المعاصرون إلى دراسة التنمية دون إغفال أبعادها االجتماعية ويعني ذلك بتداخل وتفاعل عناصر
التنمية االقتصادية كانت أم اجتماعية وبمعنى آخر أن التنمية عملية ذات جانبين جانب اجتماع -جانب اقتصادي
وأصبح هناك اعتقاد كبير بأن التنمية االقتصادية تؤدى إلى جانب وظيفتها االقتصادية -وظيفة اجتماعية وأن التنمية
االجتماعية تؤدى وظيفة اقتصادية حيث أنها في المدى البعيد .تستهدف رفاهية اإلنسان ورفع مستوى معيشته فالتنمية
االجتماعية تعتبر ضرورة لتحقيق التنمية االقتصادية ولدفع عملية التنمية وضمان نجاحها واستمرارها لتحقيق النمو
االقتصادي ولقد لوحظ أن الدول المتقدمة تعتمد في الوقت الحاضر على الجوانب االجتماعية أكثر من اعتمادها على
رأس المال ،فاإلنسان ذي الكفاءة اإلنتاجية المرتفعة الذي ينال قسطا وافيا من التعليم والذى يتمتع بصحة جيدة ويعيش
في مسكن مريح ويتوفر له الضمانات الكافية والتي تكفل له الحياة المستقرة في حاضره ومستقبله كما أن التنمية
االجتماعية ضرورية لمعالجة المشكالت المترتبة على التنمية االقتصادية (مشكلة أطفال الشوارع -تعاطى
المخدرات) هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وجد أن التنمية االقتصادية تؤدى إلى تغيير سلوكي فالتغير االقتصادي
()2
ينتج عنه تغير في الجوانب االجتماعية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1محمد عبد العزيز عجمية ،التنمية االقتصادية المفاهيم و الخصائص ،البحيرة , 2330،ص02
-2رشاد احمد عبد الطيف ،التنمية المحلية ،دار الوفاء ،2311 ،ص 01
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
الفصل الثاني
المبحث األول :الوضع األمني في العراق
المبحث الثاني :األمن االساس التنمية االقتصادية.
المبحث الثالث :تأثير األمن على مناخ االستثمار.
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
في الحالتين و إذا كان فكره قد دلّه على مخرج من موت في جبهات القتال فلماذا يُشل تفكيره عند مالقاة الموت على
يد فرق االعدام ؟ .إن إعمال الفكر في مثل هذه الصورة يقودنا الى ذات النتيجة ،وهي أن صداما ا ونظامه قد سعيا
الى قتل روح المقاومة عند المواطن والجندي وأشعراه بصدق أنه يعيش بسجن كبير اسمه العراق ،فمن يكون بالسجن
ال يرى مهربا ا أو أية فائدة من المقاومة ألنه تحت قبضة سجانه.
لقد وصل األمر بصدام الى أن يتجرأ علنا ا بتحقير أهالي من يعدمهم رغم أنّه يعلم أن العراق مجتمع عشائري ال تنام
فيه عين من يطلب الثأر فكان يعمد الى تغريم أهالي المعدومين قيمة اإلطالقات التي أطلقها على أوالدهم ويجبرهم
على أن يحضروا حفل إعدامهم الدموي (إن أمكن) وهو أمر مذل للغاية ،ثم تأتي األوامر ألهاليهم بأن ال تقام الفاتحة
على أرواحهم ويُطرد ذوو المعدوم حتى الدرجة الثالثة) من وظائف الدولة ،كما لم يكن يتسامح نهائيا ا مع ردود
االفعال اإلنسانية لعائلة تستلم جثة ولدها ،فحتى لو صرخ احد اخوته وشتم النظام فإنه يُعدم فوراا.
وكنماذج من الجرائم التي أرهب بها صدّام الشعب العراقي قرار مجلس قيادة الثورة 461في 01/0/1903والذي
قرر فيه اعدام كل من يثبت انتماءه لحزب الدعوة وبأثر رجعي وقد أعدم نظام صدام بهذا القرار ما يقارب
ال( )633,333عراقي بحجج واهية ودون أية اثباتات وبمحاكمات صوريّة .وفي الفترة ما بين نيسان ابريل 1902
وآب اغسطس 1900انطلقت عمليات االنفال التي قاد عملياتها قريبه علي حسن المجيد والملقب بعلي الكيمياوي
وسقط فيها ( )102333بين شهيد ومصاب بالسالح الكيمياوي كلهم من المدنيين ،فضالا عن تدمير 4333قرية من
أصل 4644في كردستان ،وتدمير ( )244مدرسة و ( )223مستوصف و ( )2443مسجد و ( )22كنيسة ،في
16و 12آذار مارس عام 1900ضرب حلبجة بذات السالح مما ادى الى إستشهاد قرابة ال ( )4333شهيد داخل
المدينة و ( )11333مصاب بالسالح الكيمياوي ،كما أصدر صدام قرارا ا بالرقم ( )043في 4/11/1906حدد فيه
عقوبة االعدام لكل من ينال منه ومن قيادته وعائلته.
وبعد اخماد االنتفاضة الشعبانية في أحداث آذار مارس من عام 1991هاجمت قواته الحكومية المحافظات الجنوبية
واصدر النظام حينها قرارا ا مشابها ا لقرار تجريم االنتماء لحزب الدعوة ولكن هذه المرة ضد قوات فيلق بدر وأدالئها
وكل من يتعاون معه ا وكل من يخفي معلومات وال يبلغ عن عناصرها ،واعدم النظام اثر االنتفاضة ما يقارب
النصف مليون شهيد من 14محافظة ووضعهم بمقابر جماعية.
وفي عام 1994اصدر صدّام قرارا ا بالرقم ( )139في 10/0/1994خاص بعقوبات عجيبة كقطع االذن واللسان
()1
وشم الجبهة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1بشير الوندي ،االمن المفقود (دار الصفار ، )2310،ص . 00
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
وساهمت بعض دول الجوار بشكل مباشر في إذكاء الدّمار وحالة الال أمن من خالل الدفع بعناصرها المأجورة
إلحراق البنايات والوزارات والمنشاة الحكومية بشكل متعمد ،كما تدفقت أعداد كبيرة من العناصر التخريبية التابعة
ألجهزة مخابرات الكثير من الدول عدا عن مخابرات دول الجوار لتشعل الحرائق في المؤسسات والمنشآت الحكومية.
لقد زادت القوات األمريكية الغازية األمر سوءا ا من خالل نشر السالح والفوضى وأرخت تلك القوات أيديها عمدا ا
أمام سرقات المخازن والبنوك والمتاحف واآلثار العراقية ،وكانت قواتهم تُهدي مسدسات لكل من هب ودب دونما
رقيب ،وكانت المسدسات تلك تباع علنا ا في الشوارع في سوق مريدي والباب الشرقي مع باقي األسلحة تحت بصر
األمريكان ،وتزامن ذلك مع قرارات متسرعة أصدرتها سلطة االحتالل بحل الجيش والشرطة العراقية وأجهزة األمن
كافة.
ط ٍر صحيحة ال تجعل مئات األلوف في مهب لقد كان من الممكن أن يكون مفهوما ا حل الجيش بشك ٍل ُمقنَّ ٍن وضمن أ ُ ْ
الريح لفترات طويلة ،ولكن من غير المفهوم حل القوات األمريكية لشرطة النجدة والمرور واألخطر من ذلك ح ّل
قوات الحدود ،وهنالك الكثير من مالمح التخبط األمريكي غير المدروس والمعتمد على معلومات سطحية .وال
نستبعد أن يكون وراء هذا األمر هدف إستراتيجي أمريكي تمثل في غَض الطرف عن تسلّل العرب االفغان كي
تحشد القاعدة اإلرهابية طاقاتها في العراق ومن ثم يقوم األمريكان بمقاتلتها فيه واستنفاذ انتحاريها حتى لو أدّى األمر
في تداعياته الى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين العراقيين ،فقتالها في العراق أسهل من قتالها في وعورة
أفغانستان .من مالمح تخبط األمريكان وعدم تفهمهم للوضع العراقي أنهم حين أعادوا تشكيل قيادة قوات الحدود
فإنهم ألحقوا بها مديريتي الجنسية واإلقامة !! وهو أمر غير مألوف في تعامل المؤسسات العراقية.
كان أمرا ا واضحا ا أن أولويات األجندة األمريكية ال تتطابق (بل تتنافر أحياناا) مع مفردات أجندة العراقيين الذين كانوا
يلعقون جراحهم.
كان هاجس األمن القومي األمريكي يفرض على األمريكان أن يقاتلوا أفراد القاعدة في العراق ،وكانت عقيدة
التكفيريين الفاسدة بتكفير شيعة آل البيت العراقيين دافعا ا اضافيا ا كي يقطعوا آالف االميال وبمساعدات من مخابرات
اقليمية ليفجروا أنفسهم وسط الحسينيات وأسواق البسطاء وأماكن تجمعات العمال.
المنظمات
لقد ازداد العنف مع ح ّل األجهزة القمعية التي وجد موظفوها المختصون منهم في صناعة الموت (والذين ال يُجيدون
أمرا ا سوا ه مخرجهم في التعاطي مع اإلرهابية لمزاولة مهنتهم التي أتقنوها لعقود ،السيما وأن المواطنين كانوا
يطاردونهم على جرائمهم .واعتمد األمريكان على البعض من هؤالء في الداللة على األهداف ،وقد كان مريبا ا أن
ترى أرتاالا أمريكية يرافقها ضباط مخابرات عراقيون سابقون وضباط من الحرس الجمهوري السابق وعناصر
األمن المنحل لإلفادة منهم كأدالء ،مما أثار مشاعر متضاربة ناقمة لدى العراقيين وهم يرون أعداءهم في خدمة من
جاءوا ليدعوا تحريرهم منهم.
وتراكمت أمام أعين العراقيين صور لتصرفات تنم عن العنف المفرط لعناصر الجيش األمريكي نابع من غرور
التفوق الممزوج بخوف المقاتل األمريكي من تواجده على أرض غريبة عنه في كل شيء ،وتكررت ظواهر سحق
دبابات في
الشوارع لسيارات مدنية والصعود فوقها حين تضايقها في السير على الطرقات ،والسير بسرعات جنونية بالمدرعات
وسط االهالي وفي الساحات العامة والهستيريا األمريكية المصاحبة لحمالت المداهمات والتفتيش حتى أن دبابة
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
إقتحمت منزالا في أحد أحياء بغداد ووصل عمود مدفعها وسط العائلة في المطبخ !!َّ .
إن عدم مراعاة مشاعر وعادات
وتقاليد المواطنين وتفتيش النساء أثارت موجةا من اإلستياء ومشاكل وحساسيات ال لزوم لها.
بأن ردّة الفعل األمريكي يجب أن تكون أشدلقد ساد مبدأ في أمريكا بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ينادي ّ
المروجين فكانت
ّ وأبعـد أثـرا ا مـن العدو ،وأن من الواجب في الحرب على اإلرهاب مكافحة الحواضن والمساعدين و
شرعنه قتل كل من يهدد األمن األمريكي في أي بلد في العالم حتى لو كان التهديد في مرحلة التخطيط والتفكير دونما
حاجة الى غطاء شرعي دولي .كانت مكافحة اإلرهاب تتم عند األمريكان بشكل وحشي وهو أمر قوى اإلرهاب بدالا
من أن يضعفه أحياناا ،بل أن الوحشية األمريكية أو جدت أحيانا ا دافعا ا لمبررات المقاومة (سواء كانت حقيقية او
مبرقعة زيفاا) .ووردت على العراق نوعيات أخرى غريبة من األرتال األمريكية تحت مسمى الشركات األمنية
متعددة الجنسيات وهي مسميات لم تطرق يـومــا سـمـع المواطن العراقي ،وكانت تلكم الشركات مستهترة في عملها
وتقتل بال رحمـة كـل مـن تشعر أنه يضايقها في الشارع ألتفه األسباب وكان كل ضحاياها من المدنيين ونخص
بالذكر شركة بالك ووتر سيئة الصيت .
لقد ساهم إعالن الواليات المتحدة األمريكية الستراتيجيتها الجديدة المسماة بالشرق األوسط الجديد في تصاعد الرعب
ل دى الحكومات العربية ودول الجوار والشرق االوسط وشعورها بأن نجاح التجربة العراقية سيكون مدعاة النهيار
أنظمتهم ،فتكاتفت تلك الدول إلفشال التجربة العراقية بأي ثمن من خالل الدفع باإلرهابيين والتخطيط المخابراتي
إلسقاط العراقيين في مستنقع الدم وإغراق القوات األمريكية فيه كي ال تفكر في إعادة التجربة واستنساخها في دولهم،
وظهرت عنـد ذاك وبشكل مريب تشظيات للمعتقدات الدينية واالثنية والطائفية في كل االتجاهات وساهمت تلك الدول
في دعم التشدد الديني والمذهبي إلغراق العراقيين في حرب أهلية مستقبلية إنطلقت شرارتها بحدث خطير في
تداعياته تمثل بتفجير مرقد اإلمامين العسكريين عام .2336إن مما نفتقده في فترة اإلحتالل األمريكي هي البنية
التكاملية المساعدة على إستتباب األمن ،وهو أمر لم يحدث رغم معرفة األمريكان بأهمية الجوانب االقتصادية
واإلعمار وحركة اإلنتاج والعلوم والتكنلوجيا في تعزيز أمن المواطنين .لقد برزت تحديات اإلهمال األمريكي منذ
المتفرج للنهب والسلب والحرائق في كل مؤسسات الدولة ومصانعها، ّ اللحظات األولى لإلحتالل الذي اتخذ موقف
وكذا األمر مع نهب البنوك والمتاحف والمخازن الحكومية ،ناهيك عما كشفته التقارير األمريكية والتحقيقات عن
سرقت من قبل الجنراالت األمريكان ،وبرز الفساد المالي العراقي على يد ساسة تمرسوا على أموال بالمليارات ُ
السرقة ودربتهم لقد سعى ونجح اإلرهاب في مراحل معينة في شل حركة المجتمع العراقي ثم زادت مالمح الحرب
االهلية عامي -2332 2336اثر تفجير مرقدي اإلمامين العسكريين عليهما السالم من ضالل سوداء لغيوم قاتمة
في سماء العراق ،وتزامنت هذه الظروف مع هجرة قسريّة للعقول وللطبقة المتوسطة مما أغرق العراقيين في
كوابيس الجثث مجهولة الهوية وعصابات القتل التي تطوف في الظالم كالكالب السائبة و خالل مرحلة سيطرة دولة
الخالفة على الموصل و االنبار و صالح الدين خالل عام 2314الذي أوصل العراق إلى مرحلة الحرب ضد
()1
اإلرهاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1بشير الوندي ،االمن المفقود (دار الصفار ، )2310،ص . 20
االستقرار األمني عامل من عوامل االزدهار والرخاء االقتصادي؛ ذلك أن غياب األمن ال يشجع على االجتهاد في
ميادين التنمية ،ففي ظل االرتباك األمني تختفي األنشطة التنموية واالقتصادية ،ويمثل هذا االرتباك بيئة طاردة
لالستثمارات المحلية ،وتحد من عملية االستقطاب لرؤوس األموال الخارجية ،عالوة على جذب العمالت األجنبية
لتغذية المخزون االحتياطي من األوراق النقدية األجنبية.
التنمية االقتصادية عبارة عن توسع كمي ونوعي مستمر يؤدي إلى تغيرات في عالقات وأساليب اإلنتاج ،مما يؤدي
إلى تحسن في المستوى المادي واالجتماعي والثقافي للفرد ،ويوجد العديد من العوامل التي تؤثر في عملية التنمية
االقتصادية أهمها رأس المال ،ومعدالت االستثمار ،وأساليب وطرق اإلنتاج ،وحجم وهيكل القوي العاملـة والمــوارد
وتعد التنمية االقتصادية إحدى مؤشرات التقدم؛ ذلك أن موضوع التنمية االقتصادية يعد موضوعا شامالا يضم تحته
مجموعة من العناصر االقتصادية؛ كقطاع االستثمار والصرف األجنبي والسياحة والبطالة والتضخم وميزان
المدفوعات ،وغيرها من المتغيرات الكلية المهمة (.)1
وتشترك كـل هـذه المتغيرات في حساسيتها للبيئة السياسية واالجتماعية المحيطة سلبا أو إيجابا ،بل إن بعضها يكون
تأثره كبيرا ا ومباشراا ،فرأس المال مثالا يعد من أكثر العناصر التي تناولت األدبيات االقتصادية سرعة تأثره بالبيئات
المضطربة وابتعاده عنها ،وعندما نتناول هروب رأس المال الوطني إلى الخارج وآثاره االقتصادية ،فإننــا نتحدث
عن أحد آثار البيئة غير اآلمنة.
والتنمية االقتصادية ذات أهمية بالغة ومن أجل تحقيقها سخرت لها الدول المتقدمة كـل امكاناتها ومقدراتها ،فأمكن
من خاللها تحقيق التقدم ،وتحقيـق نهوضـــا ا ملموســـا ا فـــي مختلف المجاالت .ولعل الدخول إلى ساحة التنمية
االقتصادية ليس باألمر السهل؛ إذ تتطلب التنمية رغبة حقيقيـة وسعيا ا دؤوبـا ا لتوفير مناخ مناسب للتنمية االقتصادية
باتجـاه تسخير كل االمكانات والمقدرات والطاقات البشرية والطبيعية ،بما في ذلك تحقيق األمن؛ باعتبار االستقرار
األمني عامالا من أهم عوامل نجاح التنمية التي ال يمكن أن تتحقق أو تنمو إال في ظل أجواء ومناخات آمنة ومستقرة.
والقارة األفريقية خي ر مثال على أن األمن هو الركيزة التي تقوم عليها التنميـة االقتصادية؛ حيث أنه بالرغم من
الثروات المعدنية والمناجم والمياه واألراضي الخصبة الشاسعة إال أن عدم االستقرار وضعف األمن يجعل هذه
القارة طاردة للمستثمرين سواء أجانب أو حتى أبناء القارة.
ــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1د /السيد أحمد عبد الخالق االقتصاد الدولي ،مكتبة الجالء الجديدة ،المنصورة ،1992 ،ص .246
هروب رؤوس األموال ،أو إحجام االستثمارات األجنبية عن االستثمار في بلد ما ،يفيد ذلك افتقاد مناخ االستثمار
فـي هـذا البلـد لمقومات االستثمار؛ حيـث تعجز هذه الحكومــات عن توفير ما يسعى إليه المستثمر من الربح واألمان
لرأس ماله؛ ومن ثم يهجر األسواق ؛ ذلك أن المناخ الصالح لالستثمار يشترط توافر مجموعة القوانين والسياسات
والمؤسسات االقتصادية والسياسية التي تؤثر في ثقة المستثمر وتشجعه علي استثمار أمواله في هذا البلد .وال يقتصر
المناخ االستثماري على الحدود االقتصادية بل يتجاوزها إلى الظر السياسية واألمنية السائدة في البلد المعني؛ حيث
تتداخل هذه العوامل والظروف فيما بينها لتشكل وحدة واحدة ال يمكن التغاضي عنها في مجمل الوضع االستثماري
واالقتصادي للبلدان المضيفة .االستقرار واألمن ركيزة أساسية لمناخ االستثمار الجيد؛ ذلك أن رأس المال يبحث
دائما ا عن الربحية واألمان .وقد ساهمت حالة عدم االستقرار في عدد كبير من الدول العربية ،والحروب المختلفة
التي انتشرت في أرجاء الوطن العربي ،بداية من الحروب العربية اإلسرائيلية ،والحرب العراقية اإليرانية الحرب
العراقي للكويت ،وحرب جنوب السودان ،و االحتالل األمريكي للعراق و الحرب على اإلرهاب ومـا يـدور في
البلدان العربية حاليـا مـن ثــورات واحتجاجات ،واستمرار لمسلسل العنف؛ والتي دفعت رؤوس األموال للهجرة
حيـث مناطق أكثـر استقرارا ا وأمانا ا وربحية.
-1أثر األمن على االستثمار األجنبي.
أصبحت العالقة الطردية بين االستثمار ومعدل النمو والتنمية المستدامة من بديهيات علم االقتصاد؛ ذلك أن االستثمار
يعني توظيف األموال في مشاريع اقتصادية ،واجتماعية ،وثقافية بهدف تحقيق تراكم رأس مال ،جديد ،ورفع القدرة
اإلنتاجية ،ومن ثم تعجيل خطي النمو وتخفيض أعداد الفقراء واالستثمار األجنبي المباشر والذي تقوده الشركات
متعدية الجنسيات ،حاز على اهتمام واعتراف عالمي واسع النطاق .و تتنافس الدول النامية والمتقدمة على سواء
منافسة شديدة على جذب هذا النوع من االستثمار .وال تعد عملية جذب االستثمار األجنبي المباشر باألمر السهل؛
وبخاصة في ظـل المنافسة الشديدة؛ ذلك أن هذا النوع من االستثمار يشجع على خلق فرص عمل ،ورفع مهارات
العمال ،من خالل ما تجلبه االستثمارات الخارجية معها من تكنولوجيا جديدة ،يكتسبها العاملون الوطنيون الذين
يعملو ن في مشروعات االستثمار ،كذلك يساهم في فتح أسواق جديدة للتصدير وأهمها أسواق الدولة األم للشركات
المستثمرة ( . )1ويقـوم االستثمار األجنبي المباشر بتنفيذ مشروعات عالية التكنولوجيا ،األمر الذي يتطلب استثمارات
ضخمة إلى جانب تكنولوجيا متقدمة ال تتوافر لدى كثير من دول العالم ،وتمتلكها الشركات متعددة الجنسيات .وتعتبر
الشركات الدولية متعددة الجنسيات أن االستقرار األمني ومن ثم االستقرار السياسي في مقدمة اعتباراتها قبل القيام
بإنشاء مشروع ما في بلد أجنبي ،ومرجـع هـذا االهتمام هو ما تعتقده هذه الشركات من أن غياب االستقرار األمني
في الدولـة مـن شأنه أن يجعل الشركة األجنبية عرضة لمخاطر يصعب عليها التحكم فيها ()2؛ حيث أن غياب
االستقرار األمني يؤثر تأثيرا ا سلبيا ا على سمعة الدولة المضيفة على المسرح الدولي كسوق خطرة بالنسبة لالستثمار
األجنبي المباشر.
بصفة عامة إن تحقيق مناخ أمني مستقر أمر متطلب؛ ألن غياب األمـن يـؤثر علـى صورة الدولة على المسرح
الدولي ،وهو ما قد يقعد المستثمرين المحتملين عـن القـدوم لمصر ،وهو ما يؤثر على معدالت االستثمار ،واالقتصاد
المصري بأكمله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1مجلة مصر المعاصرة ،يوليو /أكتوبر 2331العددان 464460السنة 92القاهرة.
-2د /رضا عبد السالم محددات االستثمار األجنبي المباشر ،دار اإلسالم للطباعة والنشر ،2332 ،ص 024
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
الفصل الثالث
التوصيات
ان األمن في العراق يحتاج الى عوامل موضوعية وعوامل ذاتية ال مناص منها ،وتتمثل العوامل الذاتية بضرورة
اعادة هيكلة المؤسسة األمنية بشكل عملي مرشق يعتمد االسلوب العلمي في المستلزمات والتجهيزات وفي التخطيط
المبني على تثبيت وتوضيح عمل المؤسسات تلك دون تداخل في أعمالها وأهدافها وأن تقسم األجهزة األمنية الى
قسمين واضحي المعالم وهما األجهزة الجامعة للمعلومات واألجهزة المكافحة للعدو او التهديد وبتكثيف لالسلوب
الناعم الحريري في معالجة االزمات األمنية ،بعيدا ا عن عسكرة المجتمع .
ّ
المعززة اما العوامل الموضوعية فتشمل كل الجوانب الموسساتية والتربوية واالقتصادية واالجتماعية والمناخات
ألمن المجتمع وهي العوامل التكميلية التي تساعد على ديمومة األمن واستمراريته ورسوخه.
إن لدينا فرصة رائعة التزال ممكنة التحقيق بحكم الموارد البشرية واالقتصادية والثروات الهائلة التي يتمتع بها
العرا ق ،ولكن الفرص التبقى متماسكة في ايدينا لالبد وكلما تأخرنا وتباطأنا في االمساك بها فإنها تصبح رخوة
وتذوب لتتسرب من بين اصابعنا ،لذا البد من ان تش ّمر الدولة بامكاناتها والحكومات بتخطيطها عن سواعد الجد
لتلقف الفرصة السانحة التي اضعناها لقرابة العقد من الزمان وخسرنا بأهمالها انهارا ا من دماء االبرياء ،وابتهل الى
الباري سبحانه ان يمنحني السداد في ان يسلط هذا البحث واالفكار المبثوثة فيه الضوء على طريق االصالح األمني
في العراق إنَّه ولي .
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
المصادر
-1ابن منظور ،لسان العرب ،تحقيق عبد الله علي الكبير (القاهرة ،دار المعارف) .
-2السيد أحمد عبد الخالق االقتصاد الدولي ،مكتبة الجالء الجديدة ،المنصورة.1992 ،
-3بشير الوندي ،االمن المفقود (دار الصفار .)2310،
-4ثروت محمد شلبي ،تنمية اجتماعية.
-5رضا عبد السالم محددات االستثمار األجنبي المباشر ،دار اإلسالم للطباعة والنشر.2332 ،
-6لويس معلوف , 2339 ,
-7رشاد احمد عبد الطيف ،التنمية المحلية ،دار الوفاء . 9 2311 ،
-8محمد عبد العزيز عجمية ،التنمية االقتصادية المفاهيم و الخصائص ،البحيرة 2330،
-9مجلة مصر المعاصرة ،يوليو /أكتوبر 2331العددان 464460السنة 92القاهرة.
االوضاع ا ألمنية وتأأثيرها على التنمية االجتماعية واالقتصادية
الفهرس
المحتويات
اآلية الكريمة
مقدمة
المبحث االول :العناصر االساسية للبحث ( اهمية البحث ,اهداف البحث ,
مشكلة البحث )
المصادر
الفهرس