Professional Documents
Culture Documents
القواعد والنظريات الفقهية
القواعد والنظريات الفقهية
«أصول البناء»
لألستاذ الدكتور
ﱁﱂﱃﱄ
املقدمة:
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم عىل سيدنا حممد وآله
وصحبه أمجعني ،وعىل من اتبعهم بإحسان إىل يوم الدِّ ين.
وبعد:
الزمان ،و َك ُثر املهتمون به
علم القواعد الفقهية عال شأنه يف هذا َّ َّ
فإن َ
والدَّ ارسون له واملؤ ِّلفون فيه ،فرغب كثريون بدراسته ،و ُأ ِّلفت فيه من
والرسائل اجلامعية يف مرحلتي املاجستري والدكتوراه ما ال ُي َعد وال
الكتب َّ
ُُيىص ،حتى لو قيلَّ :أَّنا بلغت اآلالف مل يكن القائل مبالغ ًا ،وأصبح ُي َّ
درس
كمساق مستقل يف كليات الّشيعة.
وأمهية هذا العلم وقيمته العلمية تستحق منا هذا االهتامم وزيادة،
ولكن يف ظني حصل سوء فهم كبري هلذا العلم ،جعل أكثر املهتمني بالّشيعة
يتعلقون به وبعلم املقاصد الّشعية؛ ظن ًا منهم َّ
أن بمعرفتهم هلذين العلمني
يستغنون عن الدراسة التفصيلية؛ فأصبح علم هؤالء علم َمن ال علم له.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 8
فمن مل يدرسها،فهذان العلامن يستخرجان من الفروع الفقهيةَ ،
ويعتني هبا عناية كبرية ،فلن يمكنه أن يتعرف املقاصد والقواعد يف الّشيعة،
بحيث يفهمها حق الفهم ،وإنَّام تبقى جمرد تصورات عامة يف ذهنه ال ُيدرك
كيفية تطبيقها.
فلو كانت هذه املعرفة العامة للقواعد ُتغني ،ألمكننا أن نعطي طلبة
ِ
دراسة املساقات الفقهية الّشيعة جمموع ًة من هذه القواعد ،فيستغنوا هبا عن
َّ
املختلفة ،وهذا ال يقول به عاقل.
ناقشت رسائل يف الدكتوراه لبعض َمن كتب يف القواعد الفقهية،
ُ وقد
فرأيت العجب العجاب ،فكيف ُيدخلون يف القواعد ما يشاؤون من ُ
ٌ
ألفاظ ِ
احلقيقة ألَّنا يف
الفروع ،وكيف ُُيرجون منها ما يشاؤون بال ضابط؟؛ َّ
عام ٌة ،حتتمل أن ُُي ََّر َج عليها ُّ
كل ما نريد.
فكانت القواعد بذلك سبب ًا رئيسي ًا يف الضياع الكبري الذي نراه يف فهم
األحكام الّشعية ،وهذا التفلت الذي ال نظري لهُّ ،
فكل أحد ُيلحق ما يشاء
بعلم الفقه؛ مستند ًا مرة إىل قاعدة ،أو مقصد ،أو حديث ،أو آية يفهمها،
ويؤوهلا كيف يشاء.
والكالم يف هذا اجلانب طويل لكثرة تداعياته وأمهيته ،وما هيمنا هنا
تناول القواعد ،وكيف نحل مشكلتها هذه؟ ،حيث حرصت يف هذا الكتاب
عىل تناول القواعد «أصول البناء» بمنظور خمتلف عن طرح املعارصين له،
وذلك عىل النحو اآليت:
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 9
الربط بني علم القواعد والعلوم الفقهية األخرى ،حيث كان
َّ .1
التمهيد يف تقسيم األصول إىل ثالثة أصول :أصول استنباط ،وأصول بناء،
وأصول تطبيق ،فأصول االستنباط :هي علم أصول الفقه ،وهي القواعد
التي يتم من خالهلا استخراج أصول البناء :من القرآن ،والسنة ،واآلثار ،بعد
نظر عميق للمجتهد املطلق.
فأصول البناء متثل القواعد ،والضوابط ،واألصول ،التي َبنى عليها
القرآن والسنة واآلثار األحكام الفقهية ،فهي زبدة وعصارة اجلانب الفقهي
يف مصادر التّشيع.
وعىل أصول البناء ُنخرج األحكام الفقهية املتعددة ،فيكون مستندها
مصادر الوحي؛ َّ
ألن أصول البناء مستخرجة منها ،فتكون هذه األصول هي
املرجع احلقيقي للحكم الّشعي؛ ألنَّه ُيرج عليها.
وهذا ما رصح به أشهر َمن كتب يف القواعد الفقهية وهو ابن نجيم
احلنفي ،حيث قال(«:)1معرفة القواعد وهي أصول الفقه يف احلقيقة ،وهبا
يرتقي الفقيه اىل درجة االجتهاد ولو يف الفتوى».
فانظر كيف جعل هذا العلم هو «أصول الفقه يف احلقيقة» :أي هو
ألَّنا خترج عليه وتستفاد منه.
مصدر ومستند الفروع الفقهية؛ َّ
وكتبه
الدكتور صالح أبو احلاج
يف صويلح بتاريخ2015\7\10م
عامن ،األردن
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 16
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 17
) (1يف صحيح البخاري ،753 :2وصحيح مسلم ،1153 :3وصحيح ابن حبان :11
.327
) (2يف املبسوط .68 :13
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 31
فتكون ثالث ًا وعّشين صالة ،والعمل عىل قول َّ
الصاحبني؛ ألنَّه أحوط(.)1
الثالث :أصول التطبيق:
وهي قواعد اإلفتاء املعروفة بعلم رسم املفتي.
والرسم :هو العالمة التي تدل املفتي عىل ما يفتي به(.)2
َّ
وهو علم يبحث يف كيفية تطبيق الفقه يف الواقع بمراعاة أصوله ،وهي:
الرضورة ،واحلاجة ،ورفع احلرج ،والتيسِّي ،وتغِّي الزمان ،والعرف،
واملصلحة.
وعام ُة األحكام الفقهية متعلق ٌة هبذه األصول ،فكان هلا تأثريها البالغ
يف اختالفها من جمتهد إىل جمتهد؛ بسبب اختالف بيئة الفقهاء وعصورهم،
فكان لذلك أثر كبري يف اختالفهم يف كثري من األحكام والفروع ،حتى َّ
إن
الفقيه الواحدَ كان يرجع عن كثري من أقوالِه إىل أقوال ُأخرى ،وذلك حني
تعرضه لبيئة جديدة ُختالف البيئة التي كان فيها.
الّشعي له طرفان :طرف يف كيفية استنباطه ،ويكون بأصول
واحلكم َّ
الفقه ،وطرف يف كيفية تطبيقه ،ويكون برسم املفتي.
وهذا الرتتيب يعطي لألحكام الفقهية ميزة عظيمة جد ًا بمراعاة قواعد
( )1ينظر :اهلداية ،86 :1والعناية ،512 :9والبدائع ،186 :1واملحيط ،268 :1وغريها.
( )2ينظر :رد املحتار.69 :1
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 32
رسم املفتي عند تطبيقها ،فيتحقق العدل املطلوب ،واملطابقة املرجوة ،قال
عرف زمانه ،بحيث ابن عابدين( «:)1وكثري منها ما يبينُه املجتهدُ عىل ما كان يف ِ
ُ َ ِّ ٌ
لو كان يف زمان العرف احلادث لقال بخالف ما قاله أوالً؛ وهلذا قالوا يف
ِ
معرفة عادات الناس. رشوط االجتهاد :أنَّه ال ُبد فيه من
الزمان؛ لتغري عرف أهله ،أو ِ
باختالف َّ ختتلف
ُ فكثري من األحكام
ٌ
أهل الزمان ،بحيث لو بقي احلكم عىل ما كان حلدوث رضورة ،أو فساد ِ ِ
ون َأ ْز َو ً
اجا أو عىل الرتجيح :كقوله تعاىلَ { :وا َّل ِذي َن ُيت ََو َّف ْو َن ِمن ُك ْم َو َي َذ ُر َ
ِ
ظاهره يقتيض َّ
أن ُ ّشا} البقرة، 234 : رت َّب ْص َن بِ َأن ُفس ِه َّن َأ ْر َب َع َة َأ ْش ُهر َو َع ْ ً
َي َ َ
مح ِ
ال َأ َج ُل ُه َّن َأن احلامل املتوىف عنها زوجها غريها ،وقوله تعاىلَ :و ُأ ْوالَ ُت األَ ْ َ َ
ِ ِ
ّسا} الطالق 4 :يقتيض ُي َعل َّل ُه م ْن َأ ْم ِره ُي ْ ً مح َل ُه َّن َو َمن َيت َِّق اهللََّ َ ْ َي َض ْع َن َ ْ
ألَّنا عامة يف املتوىف عنها انقضاء العدة بوضع احلمل قبل ميض األشهر؛ َّ
رجحنا هذه اآلية بقول ابن َع َّباس َّ أَّنا نزلت بعد
زوجها وغريها ،لكنا َّ
وعِّل مجع بني األجلني احتياط ًا الشتباه
ٌّ نزول تلك اآلية فنسختها،
التاريخ» (.)1
أن َّ
كل خرب جييء بخالف قول أصحابنا ،فإنَّه (ق :)16:األصلَّ « :
ٌ
معارض بمثله ،ثم صار إىل دليل آخر أو ترجيح ُيمل عىل النسخ أو عىل أنَّه
( )1ينظر :أصول الكرخي بّشح النسفي ص 372يف آخر أصول البزدوي.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 36
الرتجيح ،أو يمل عىل التَّوفيق ،وإنَّام يفعل
فيه بام يتج به أصحابنا من وجوه َّ
ذلك عىل حسب قيام الدَّ ليل ،فإن قامت داللة النَّسخ ُيمل عليه ،وإن قامت
الدَّ اللة عىل غِّيه رصنا إليه» ،وهذا يشبه املعنى السابق ذكره يف األصل
السابق ،وبيانه مع التمثيل:
افعي يقول بجواز أداء ُسنة الفجر بعد أداء فرض الفجر قبل إن َّ
الش َّ
طلوع َّ
الشمس؛ ملا روي عن قيس بن سعد ،قال« :مر يب النبي وأنا
أصِّل ركعتني بعد الصبح فقال :ما هذه الصالة؟ فقلت :إين مل أكن صليت
ركعتي الفجر فهام هاتان ،فسكت رسول اهلل .)1( »
ٌ
منسوخ بام ُروي عن أيب سعيد اخلدري ،قال « :ال صالة وهذا
بعد صالة العرص حتى تغرب الشمس ،وال صالة بعد صالة الفجر حتى
تطلع الشمس» (.)2
وأما املعارضة :فكحديث أنس قال« :ما زال رسول اهلل يقنت
معارض برواية عن أنس « :قنت
ٌ يف الفجر حتى فارق الدُّ نيا»( ،)3فهو
رسول اهلل شهر ًا »بعد الركوع يف صالة الصبح يدعو عىل رعل وذكوان
ويقول :عصية عصت اهلل ورسوله» ( ،)4فإذا تعارضت الروايتان تساقطتا،
الفصل األول
التعريفات واحلجية واملصادر
للقواعد «أصول البناء»
أهداف الفصل األول:
يتوقع من الطالب بعد دراسة هذا الفصل أن يكون قادر ًا عىل:
أوالً :األهداف املعرفية:
عرف املصطلحات اآلتية :القواعد ،والضوابط ،واألصول ،واألشباه
.1أن ُي ِّ
والنظائر ،والفروق الفقهية ،والفقه.
ويفرق بينها.
.2أن يذكر التعريف الوصفي للقاعدة والضابط واألصلِّ ،
.3أن ُيعدِّ د أركان القاعدة ورشوطها.
فرق بني القاعدة «أصل البناء» وبني القاعدة األصولية والنَّظريات
.4أن ُي ِّ
الفقهية العامة.
عرف املقاصد الّشعية ،ويبني أنواعها ،ووجه العالقة بينها وبني .5أن ُي ِّ
القاعدة «أصل البناء».
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 44
.6أن يبني أمهية القواعد «أصول البناء» ،وكيفية تكوينها ،وحجيتها.
.7أن يبني مصادر القواعد «أصول البناء».
ثاني ًا :األهداف املهارية:
.1أن ُييد التفريق بني القاعدة والضابط واألصل.
.2أن يضبط علم القواعد الفقهية ،ثم جزئيات الفقه املتناثرة ،ويتمكن من
التَّخريج والتَّفريع للمسائل املستجدة.
ثالث ًا :األهداف الوجدانية:
.1أن ُيدرك أمهية علم القواعد الفقهية وحاجة الـدَّ ارس لـه؛ لبيـان منـاهج
الفقهاء يف بناء األحكام ،وإدراك أسباب اختالف الفقهاء.
.2أن ُيقدِّ راجلهد املبذول من ِقبل كبار العلامء يف املذاهب الفقهية يف تكـوين
علم القواعد الفقهية.
.3أن ُيدرك املقاصد الّشعية ،املتع ِّلقـة بالبنـاء للفـروع ،واملتع ِّلقـة بغايـات
املقاصد.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 45
املبحث األول
التعريفات
املطلب األول :ال َّتعريف اإلضايف وتوابعه:
نعرض ملفردات تركيب مصطلح القواعد والضوابط
واألصول الفقهية عىل النحو اآليت:
.1القاعدة:
لغ ًة :القواعد مجع قاعدة،وهي األساس( ،)1قال َ { :وإِ ْذ َي ْر َف ُع
اهيم ا ْل َقو ِ
ِ
اعدَ }البقرة.127 : إِ ْب َر ُ َ
واصطالح ًا :قضية كلية منطبقة عىل مجيع جزئياهتا(.)2
.الضوابط:
َّ 2
لغ ًة :مجع ضابط ،من الضبط ،وهو حفظ َّ
الّشء ولزومه وحبسه(.)3
( )1ينظر :القواعد للندوي ص 47عن كشف اخلطائر عن األشباه والنظائر للنابلس.
( )2ينظر :املصباح املنري .510 :2
( )3يف األشباه والنظائر.5 :2
( )4يف األشباه والنظائر للسبكي .11 :1
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 47
فقهية ،تنطبق عىل عدد من اجلزئيات والفروع الفقهية ،وأما الفرق بينهام َّ
فـإن
القاعدة تشمل فروع ًا من أكثر من باب ،والضابط فروعـه املنطبقـة هـي مـن
باب واحد ،أي :موضوع واحد(.)1
بأَّنا أمر كِّل ينطبق عـىل جزئياتـه؛
حل َموي(«:)2ورسموا الضابطة َّ
وقال ا َ
بأَّنـا صـورة
لتعرف أحكامها منه ،وهي أعم من القاعدة ،ومن ثم رسموها َّ
كلية يتعرف منها أحكام مجيع جزئياهتا».
ِ
القاعدة من حيث عـدم ختلـف أفـراده أعم من الض َ وعىل هذا َّ
ابط ُّ فإن َّ
عنه ،بخالف القاعدة فلها استثناءات.
.3األصول:
فأساس احلائط أص ُله، وأساسه، لغ ًة :مجع أصل ،وهو أسفل كل ٍ
يشء،
ُ ُ
فـاألب
ُ الّشء إليه، ثم َك ُثر حتى قيل :أصل كل يشء ما يستند وجود ذلك َّ
ال ثابت ًا ُيبنى عليه.
جعلت له أص ً
ُ وأص ْل ُته أصل للولد ،والنَّهر ٌ
أصل للجدولَّ ، ٌ
فمدار معنى األصل لغ ًة عىل ما ُيبتني عليه غريه ،من حيـث أنَّـه ُيبتنـي
السقف عىل اجلدار ،أو عقلي ًا :كابتنـاء
عليه ،سواء كان االبتنا ُء حسي ًا :كابتناء َّ
الفرع فام يكون
ُ ُ
واألصل قد يكون مبتني ًا عىل غريه ،وأ َّما احلكم عىل الدَّ ليل،
( )1ينظر :لسان العرب ،89 :1ومعجم مقاييس اللغة ،109 :1واملصباح املنري ص،16
وقمر األقامر ،7 :1وتسهيل الوصول ص ،3ومرآة األصول ص ،22وكشف األرسار ،6 :1
وفواتح الرمحوت ،8 :1والوايف يف رشح االخسيكثي .167 :1
( )2ينظر :املصباح.303 :1
( )3ينظر :املصباح .612 :2
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 49
تلك املفاهيم أو تنتفي عنها ،فمن نظر إىل املعنى اجلامع والرابط بني الفـروع
اجته إىل إطالق «القواعد» عىل كتابه ،و َمن نظـر إىل الفـروع اجتـه إىل إطـالق
«األشباه والنظائر»(.)1
فمن ُيدقق النظر يف املؤلفات بعنوان« :األشباه والنظائر» يف الفقه ،منـذ
َ
كتــاب ابــن الوكيــل َّ
الشـافعي (ت716هـــ) إىل كتــاب ابــن نجــيم احلنفــي
(ت970هـ) ُيد بعض تلك املؤلفات تتناول مسائل الفقـه وأصـول الفقـه،
وأحيان ًا بعض مسائل علم الكالم التي هلا صلة باملوضـوع اعتبـار ًا بـالفروع
الشبه ضعيف ًا كام يف الفروق.
املتشاهبة ،ولو كان َّ
ويف ذلك إشار ٌة واضح ٌة إىل َّ
أن «األشباه والنَّظائر» ليس معناها القواعد
ِ
ختلف الفنون(.)2 الفقهية فحسب ،بل هي شامل ٌة مل
ووجد االستعامل لألشباه يف رسالة عمر إىل أيب موسـى األشـعري
،قال فيها« :الفهم الفهم فيام ُيـتلج يف صـدرك ِمـا مل يبلغـك يف القـرآن
والسنة ،فتعرف األمثال واألشباه ،ثم قـس األمـور عنـد ذلـك ،واعمـد إىل
ُّ
في( « :)4أي إذا وقعت واقعـ ٌة ال
أحبها إىل اهلل وأشبهها فيام ترى » ( ،)3قال الن ََّس ُّ
تعرف جواهبا فر َّدها إىل أشباهها من احلوادث تعرف جواهبا».
فالفروق الفقهية:
هي املسائل التي تشبه بعضها بعض ًا مع اختالفها يف احلكم؛ ألمور خفية
أدركها الفقهاء بدقة أنظارهم(.)1
أو معرفة األمور الفارقة بني مسألتني متشاهبتني ،بحيث ال ُي َس َّوى بينهام
يف احلكم(.)2
فوظيفة هذا الفن إظهار املسائل بوضوح ،وكشف النقاب عن االختالف يف
الصورة ،أو املسـائل املتقاربـة بعضـها
احلكم والعلة يف املسائل املتشاهبة من حيث ُّ
من بعض ،حيث يتضح بذلك للفقيه طرق األحكام ،ويكون قياسه للفـروع عـىل
األصول متسق النِّظام(.)3
ـ يقيض الفوائت بعد الفجر قبـل طلـوع الشـمس وبعـد العرصـ قبـل
غروب الشمس ،ويصِّل عىل اجلنازة ،ويسجد للتالوة بال كراهة ،و ُيكـره أن
ركعتي الطواف ،وصالة املنذورة يف هذين الوقتني.
( )1ينظرَّ :ناية السول يف رشح منهاج األصول للبيضاوي .8 :1
) (2ينظر :املدخل إىل دارسة الّشيعة اإلسالمية ص.55
) (3ينظر :البحر املحيط ،34 :1ورشح الكوكب املنري ص ،11وحاشية العطار .52 :1
( )4ينظر :حاشيته عىل الدرر ص ،3ومقدمة ابن خلدون ص.312
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 55
املطلب الثاين :التعريف الوصفي:
َك ُثرت التعاريف ملصطلح القواعد الفقهية ،ومنها:
ـ حكم أكثري ال كيل ينطبق عىل أكثر جزئياته لتعرف أحكامها منه(.)1
ـ قضية أكثرية تنطبق عىل أكثر جزئيات موضوعها(.)2
ـ نصوص فقهية كلية يف نصوص موجزة دسـتورية ،تتضـمن أحكامـ ًا
ترشيعية عامة يف احلوادث التي تدخل حتت موضوعها(.)3
وأصل فقهـي كـيل يتضـمن أحكامـ ًا ترشـيعية مـن أبـواب متعـددة يف
القضايا التي تدخل حتت موضوعه(.)4
واألوىل يف ال َّتعريف بنا ًء عىل ما سبق تأصيله:
أصل بناء فقهي ينطبق عىل أكثر جزئياته يف أبواب خمتلفة.
وذكرته بلفظ :أصل بناء ؛ لتمييزه عـن أصـول االسـتنباط وأصـول
التطبيق.
املبحث الثاين
عالقة القواعد «أصول البناء»
بالنظرية والقاعدة األصولية واملقاصدية
نعرض يف هذا املبحث لوجه الفرق بني القاعدة «أصل البناء» والقاعدة
األصولية ،والنَّظريات الفقهيـة العامـة ،ونبـني وجـه العالقـة مـع املقاصـد
الّشعية يف املطالب اآلتية:
ُ
الفرق بـني القاعـدة الفقهيـة والقاعـدة املطلب األَ َّول:
األُصولية:
َّ 1
.إن علم األصـول بالنسـبة لعلـم الفقـه ميـزان وضـابط لالسـتنباط
الصحيح ،شأنه يف ذلك شأن علم النحو لضـبط النُّطـق والكتابـة ،وقواعـد
َّ
األصول هي التي يستنبط هبا احلكم مـن الـدَّ ليل ال َّتفصـيِّل :وهـي اآليـات،
واألحاديث ،واآلثار.
الصحيح ملا ٌ
وضابط للتَّخريج َّ ٌ
ميزان وأما القواعد «أصول البناء» :فهي
يستجد من مسائل ،وهي اسـتقرائية قياسـية ،جزئياهتـا مسـائل خمتلفـة مـن
األبواب الفقهية.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 62
.2موضوع علم األصول األدلة واألحكـام ،فقاعـدة« :األمـر يقتيضـ
الوجوب» قاعدة أصولية تتعلق بكل دليل يف الّشيعة فيه أمر.
وأما موضوع القواعد «أصـول البنـاء» فهـو ُ
فعـل املكلـف ،فقاعـدة:
«اليقني ال يزول بالشك» قاعدة فقهية متعلقة بكل فعل مـن أفعـال املكلفـني
َت َيقنَه املكلف ،أو َت َي َق َن عدمه ،ثم َش َّك يف العكس.
.إن قواعد أصول الفقه إنَّام تتع َّلق باأللفاظ ودالالهتا عىل األحكام يف
َّ 3
غالب أحواهلا ،فقاعدة :عام القرآن يفيد القطع عند احلنفية ،أفادت وجـوب
صالة العيد ،ووجوب األضحية من قولـه تعـاىلَ { :ف َص ِّـل ل ِ َر ِّب َ
ـك َوان َْحـر}
الكوثر.2 :
وأ َّما القواعد «أصول البناء» ،فتتع َّلق بأحكام أفعال املكلفني من حيـث
احلل واحلرمة ،والفساد والصـحة ،فقاعـدة« :األمـور بمقاصـدها» أفـادت
إباحة ،واستحباب ،وكراهة الفعل املباح :من أكل ورشب ولبس عىل حسب
نية املك َّلف له.
َّ .4
إن قواعد أصول الفقه إنَّام تبنـى عليهـا األحكـام اإلمجاليـة ،وعـن
طريقها َيستنبط الفقيه أحكام املسائل اجلزئية من األدلة التفصيلية.
وأما القواعد «أصول البناء» ،فإنَّام تعلل هبا أحكام احلوادث املتشـاهبة،
وقد تكون أص ً
ال هلا.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 63
َّ .5
إن قواعــد أصــول االســتنباط حمصــورة يف أبــواب أصــول الفقــه
وموضوعاته ،ومسائله.
فغري حمصورة وال حمدودة العدد ،بل هـي
وأ َّما القواعد «أصول البناء»ُ ،
كثري ٌة جد ًا ،ومنثور ٌة يف كتب الفقه.
.6إن قواعد أصول االستنباط إذا اتفق عىل مضموَّنا ،فال يستثنى منها
يش ٌء ،فهي قواعد كلية مطردة :كقواعد العربية.
كل منها مسائل ُختـالف حكـم القاعـدة
وأما قواعد الفقه ،فيستثنى من ٍّ
الّضـورة ،أو غـري
بسبب من األسباب :كاالستثناء بالنص ،أو اإلمجـاع ،أو َّ
ذلك من أسباب االستثناء؛ ولذلك ُيطلق عليها :قواعد أغلبية أكثرية ال كلية
مطردة.
.إن القواعد األصـولية متقدمـ ٌة يف وجودهـا الـذهني عـىل القواعـد
َّ 7
«أصول البناء» ،ومن أصول البناء يتم استخراج الفروع الفقهيـة كـام سـبق؛
والسـنة َّ
ألن قواعــد األصــول هــي األدوات التــي اســتعملت مــع الكتــاب ُّ
واآلثار؛ الستخراج أصول البناء.
وأ َّما القواعد «أصول البناء» ،فمتقدِّ م ٌة يف وجودها ِّ
الـذهني ،ومتـأخرة
مجع ألشتات الفروع ومعانيها ،وربط
ألَّنا ٌ
يف وجودها الواقعي عن الفروع؛ َّ
بينها.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 64
ألَّنا تركـز
الّشع وال حكمته؛ َّ َّ 8
.إن القواعد األصولية ال ُتظهر أرسار َّ
عىل جانب االستنباط ،فال تالحظ املقاصد فيها عموم ًا.
وأما القواعـد الفقهيـة فـيمكن أن نأخـذ منهـا األرسار ِ
واحلكـم؛ َّ
ألن
ٌ
رابـط بـني الفـروع واجلزئيـات املتعـدِّ دة ،فـتالحظ معرفـة القواعد الفقهية
الّشعية التي دعت إليها.
املقاصد َّ
َّ 9
.إن القواعد األصولية هلا احلجية والقوة ،بحيث ُيمكن االستناد إليها
يف استنباط األحكام الّشعية من أدلتها التفصيلة.
أما القواعد الفقهية ،فال يصح االعتامد عليها لبيان احلكم الّشعي كـام
ســيأيت ،وقــد نجــد القواعــد «األصــول الفقهيــة» تصــلح ألن تبنــى عليهــا
األحكام؛ النضباطها بفروع حمصورة.
فمث ً
ال قاعدة« :االجتهاد ال ينقض بمثله» ،ينظر إليها من حيـث كوَّنـا
دلي ً
ال يعتمد عليه يف بيـان :عـدم جـواز نقـض أحكـام القضـاة وفتـاوى
املفتني ،إذا تع َّلقت هبا األحكام عىل سبيل العموم واإلمجال(.)1
( )1ينظر :الوجيز لبورنو ص ،22-20واملدخل إىل دراسة الفقه وأصوله ص،187-186
والقواعد للندوري ص ،69-68والقواعد لشبري ص ،30-28والقواعد للباحسني
ص.43
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 65
املطلب الثاين :الفـرق بـني القاعـدة الفقهيـة والنظريـة
الفقهية:
فالنَّظرية الفقهية :موضوعات فقهية ،أو موضوع يشـتمل عـىل مسـائل
فقهية ،أو قضايا فقهية ،حقيق ُتها :أركان ورشوط وأحكام ،تقوم بني كل منها
صل ٌة فقهية ،جتمعها وحدة موضوعية حتكم العنارص مجيع ًا.
وذلك كنظرية امللكية ،ونظرية العقد ،ونظرية اإلثبات.
تتكون من :حقيقة اإلثباتَّ ،
والشـهادة ،ورشوط فمثالً :نظرية اإلثبات َّ
الشـهادة ،ومسـؤولية َّ
الشـاهد، والرجـوع عـن َّ الشهادة ،وكيفيـة َّ
الشـهادةُّ ، َّ
واإلقرار ،واخلـّبة ،ومعلومـات القـايض ،والكتابـة ،واليمـني ،والقسـامة،
وال ِّلعان.
وتتفق النَّظرية مع القاعدة «أصل البناء» :يف َّ
أن ك ً
ال منهام تشـتمل عـىل
مسائل من أبواب متفرقة من الفقه(.)1
و ُيمكن تلخيص الفروق بينهام فيام يِّل:
.1القواعــد «أصــول البنــاء» بمثابــة ضــوابط بالنِّســبة ملســائل تلــك
النَّظريات ،فقاعدة« :العّبة يف العقود للمقاصد واملعاين» مثالً :هي ضـوابط
لناحية خمصوصة من أصل نظرية العقد.
( )1ينظر :املدخل إىل الفقه اإلسالمي وأصوله ص 187عن النظريات العامة أليب سنة
ص.44
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 66
تتضمن حك ًام فقهي ًا يف ذاهتـا ،وهـذا احلكـم
َّ .2القواعد «أصول البناء»
الذي تتضمنه ينتقل إىل الفـروع املندرجـة حتتهـا ،فقاعـدة «اليقـني ال يـزول
بالشك» تضمنت حك ًام فقهي ًا يف ِّ
كل مسألة اجتمع فيها يقـني وشـك ،وهـذا
فإَّنا ال تتضمن حك ًام فقهي ًا يف ذاهتا ،كنظرية امللكية.
بخالف النَّظرية الفقهيةَّ :
.3شمول بعـض النَّظريـات ملجموعـة مـن القواعـد «أصـول البنـاء»
املختلفة ،واملشرتكة يف موضوع معني ،كنظرية العرف :تشـتمل عـىل قواعـد
متعددة« :العادة حمكمة» ،و«استعامل الناس حجـة ُيـب العمـل بـه» ،و«ال
ينكر تغري األحكـام بتغـري األزمـان» ،و«املعـروف عرفـ ًا كاملّشـوط رشطـ ًا
بينهم» ،و«التعيني بالعرف كالتعيني بالنص».
.4متتاز النظريات بشموهلا جانب ًا واسع ًا مـن الفقـه ومباحثـه ،و ُتشـكل
دراسة موضوعية مستقلة لذلك اجلانب ،ومتتاز القاعدة «أصل البناء» بإُيـاز
الصياغة؛ لعموم معناها ،وسعة استيعاهبا للفروع اجلزئية من أبواب خمتلفة(.)1
ِّ
املطلب الثالث :املقاصد الرشعية والقواعد الفقهية:
يلزمنا لبيان العالقة بني املقاصد والقواعد «أصول البناء» أن نقف وقفة
رسيعة؛ مع املقاصد؛ لتوضيح حقيقتها ،وبخاصة بعد حصول اختالط كبري
يف مفهومها ،فإن تبينت لنا حقيقة املقاصد ،مع ما مر بنا سابق ًا من املقصود
بالقواعد «أصول البناء» ،فإنه يظهرلنا بجالء وجه العالقة بينهام.
املبحث الثالث
أمهية القواعد «أصول البناء»
وكيفية تكوينها وحجيتها
بعد االطالع عىل تعريف أصول البناء بفروعه الثالثـة :مـن القواعـد،
والضوابط ،واألصـول ،ومالحظـة الفـرق بينهـا وبـني أصـول االسـتنباط
َّ
والنظريات الفقهية واملقاصـد الّشـعيةُ ،يسـن بنـا أن نقـف عـىل أمهيتهـا،
وتكوينها ،وحجيتها.
املطلب األول :أمهية القواعد «أصول البناء»:
ُ
ال َشك َّ
أن القواعد «أصول البناء» يف غاية األمهية يف علم الفقه ،ويظهر
ذلك من خالل النُّقاط اآلتية:
.1تبيني مناهج الفقهاء يف بناء األحكام ،قـال القـرايف( «:)1مهمـة ـ أي
القواعد ـ يف الفقه عظيمـة النفـع ،وبقـدر اإلحاطـة هبـا يعظـم قـدر الفقيـه
( )1يف صحيح مسلم ،1211 :3وسنن أيب داود ،248 :3ومسند أمحد .397 :37
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 76
باجلص بال شبهة؛ الحتاد العلة ،وهي
ُّ مل تذكر يف احلديث :مثل :بيع اجلص
ُ
الكيل مع اجلنس عند بيع اجلص باجلص؛ إذ ال يبقى إال اختالف عدد
األشخاص التي هي جماري املعنى ،ويكون ذلك كظهور أثر الوقاع يف إُياب
الكفارة عىل األَعرايب؛ إذ يكون ُّ
الرتكي واهلندي يف معناه.
الربا
ومثال آخر :تأثري عني الوزن مع اجلنس ـ وهو علة يف ثبوت حكم ِّ
الذهب َّ
بالذهب ،فيلزم ال َّتساوي وال َّتقابض؛ حتى ال ُيصل الربا يف ـ يف بيع َّ
السابق.
بيعهام ،كام يف احلديث َّ
(ق :)18:وأصله الفقهي هو« :منع بيع الوزين بجنسه إال بالتَّساوي
والتَّقابض» ،كام سبق.
ونستفيد ضابط ًا فقهي ًا من هذين األصلني الفقهيني ،وهو:
(ق«:)19:منع بيع جنس الربويات إال متساوي ًا مقبوض ًا».
ب.أن يظهر تأثِّي عني الوصف يف جنس ذلك احلكم :واملراد باجلنس
املجانس ،واملجانسان مها املتحدان من حيث اجلنس ،فمث ً
ال :حرج
االستئذان ليس بمقول عىل حرج النَّجاسة وغريه من األنواع حتى ال يكون
جنس ًا هلا ،لكنَّهام يتحدان يف مطلق احلرج ،فأمكن أن يعتّبا متجانسني.
مؤثر يف سقوط سقوط وبيانه :عني وصف حرج االستئذان بني املحارم ٌ
االستئذان بينهم ،قال تعاىلَ { :يا َأ ُّ َهيا ا َّل ِذي َن آ َمنُوا ل ِ َي ْست َْأ ِذن ُك ُم ا َّل ِذي َن َم َلك ْ
َت
َث َم َّرات ِمن َق ْب ِل َصال َِة ا ْل َف ْج ِر َو ِح َ
ني احلُ ُل َم ِمن ُك ْم َثال ََأ ْي َام ُن ُك ْم َوا َّل ِذي َن َمل ْ َي ْب ُل ُغوا ْ
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 77
ون ثِ َيا َب ُكم ِّم َن ال َّظ ِه َري ِة َو ِمن َب ْع ِد َصال َِة ا ْل ِع َشاء َثال ُ
َث َع ْو َرات َّل ُك ْم َل ْي َس ت ََض ُع َ
ون َع َل ْي ُكم َب ْع ُض ُك ْم َع َىل َب ْعض} النور: َع َل ْي ُك ْم َوالَ َع َل ْي ِه ْم ُجن ٌ
َاح َب ْعدَ ُه َّن َط َّوا ُف َ
،58فنستفيد منه األصل الفقهي:
(ق« :)20:حرج االستئذان يسقطه بني املحارم».
مؤثر يف سقوط
وعني وصف حرج نجاسة سؤر سواكن البيوت كاهلرة ٌ
حكم نجاستها ،قال « :اهلر ُة ليست بنجسةَّ ،إَّنا من ال َّطوافني عليكم أو
ال َّطوافات»( ،)1فنستفيد منه األصل الفقهي:
(ق« :)21:حرج نجاسة سواكن البيوت مسقط لنجاستها».
ويمكن أن نستخرج ضابط ًا فقهي ًا من مطلق احلرج الواقع يف النَّجاسة
واالستئذان ،وهو:
(ق« :)22:الطواف مطلق ًا موجب لسقوط احلرج».
ومثال آخر :تأثري عني وصف األُخوة ألب و ُأم ـ وهو علة يف عني
احلكم وهو التَّقديم يف املرياث ـ يف جنس حكم التَّقديم يف املرياث ،وهو
التقديم يف والية اإلنكاح ،فيقاس عليه؛ َّ
ألن الوالية ليست هي عني املرياث
لكن بينهام جمانسة يف احلقيقة ( ،)2حيث استخرجنا من عني احلكم «التقديم يف
( )1ينظر :كشف األرسار للبخاري ،383 :3ونور األنوار وقمر األقامر ،144 :2وفتح
الغفار ،21 :3ورشح ابن ملك ،791-2:790وأصول الفقه اإلسالمي لشاكر بك
ص ،333وغريها.
( )2يف صحيح مسلم ،265 :1وصحيح البخاري .71 :1
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 82
وعن النائم حتى يستيقظ ،وعن الصبي حتى ُيتلم» (.)1
(ق :)29:واألصل الفقهي« :املرض يبيح تأخِّي الصيام».
(ق :)30:واألصل الفقهي« :املرض يبيح الصالة قاعد ًا ومومئ ًا»؛ فعن
عمران بن حصني ،قال« :كانت يب بواسري ،فسألت النبي عن الصالة،
فقالِّ :
صل قائ ًام ،فإن مل تستطع فقاعد ًا ،فإن مل تستطع فعىل جنب» (.)2
وتتحد هذه األصول الفقهية يف كالمها عن احلرج واملشقة من الشارع،
فيستخرج منها الضابط الفقهي هلا:
(ق« :)31:احلرج واملشقة لعارض ساموي خمفف لألحكام».
الصالة» ،فعن عائشة السفر ُيوجب قرص َّ(ق :)32:واألصل الفقهيَّ « :
الصـالة ركعتـني ،فزيـدت يف احلّضـ ،و ُأ ِق َّـرت يف
ريض اهلل عنهاُ « :ف ِر َضت َّ
الضـحى وصـالة
السفر ركعتان ،وصـالة َّ
السفر»( ،)3وعن عمر « :صالة َّ
َّ
الفطر ركعتان ،متام غري قرص عىل لسان حممد .)4( »
السفر يبيح تأخِّي الصيام» ،قـال تعـاىل : (ق :)33:واألصل الفقهيَّ « :
يضا َأ ْو َع َىل َس َفر َف ِعدَّ ٌة ِّم ْن َأ َّيام ُأ َخ َر} البقرة.184 :
َان َم ِر ً
{ َو َمن ك َ
( )1يف صحيح ابن حبان ،356 :1وسنن أيب داود .545 :2
( )2يف صحيح البخاري ،376 :1وسنن الرتمذي .208 :2
( )3يف صحيح البخاري ،137 :1وصحيح مسلم.478 :1
( )4يف سنن النسائي الكّبى ،535 :1واملجتبى ،111 :3وسنن ابن ماجه.338 :1
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 83
واألصل الفقهي« :حرج االستئذان يسقطه بني املحارم».
واألصل الفقهي« :حرج نجاسة سواكن البيوت مسقط لنجاستها».
وتتوافق هذه األصول الفقهية يف وجود احلرج بعارض ساموي يف
احلاجيات احلياتية ،فيستخرج منها الضابط الفقهي:
(ق«:)34:وجود احلرج يف احلاجيات رافع للحرج».
الضابطني وغريمها ِما يتعلق بوجود احلرج ورفعه تكونت
ومن هذين َّ
القاعدة الفقهية الكّبى« :املشقة جتلب التيسري».
وال ُيتلف احلال يف تكوين القاعدة ولو كانت منصوص ًة يف احلديث:
بالضامن» ،و«البينة عىل املدعي واليمني
كـ«ال رضر وال رضار» ،و«اخلراج َّ
ٌ
مشرتك بني أعيان أوصاف عىل َمن أنكر»؛ َّ
ألن هذا املعنى يف احلديث هو
ال كبري ًا يعتمد عليه ،ولكن
كثرية وأعيان أحكام كثرية ،فكانت قاعد ًة وأص ً
جاء أحد ألفاظ احلديث رصُي ًا به ،فال ُيرج عام سبق تقريره.
وال ُيفيد حك ًام زائد ًا عن كونه قاعدة فقهية ،فتنطبق عليه أحكام القاعدة
من عدم جواز االستدالل به مطلق ًا ،من غري تثبت ملجانسة الفرع اجلديد
لفروع تلك القاعدة؛ َّ
ألن القواعد يف ألفاظها عمومات ،ف ُيمكن أن يدرج
حتتها ما ليس من جنس فروعها ،فيهدم الّشيعة ،وهذا ما نفصله يف املطلب
اآليت:
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 84
املطلب الثالث :حجية القواعد الفقهية:
هذا املوضوع يف غاية األمهيـة حيـث يتعلـق بـأمر عظـيم يلتـبس عـىل
كثريين ،وهو اعتبار القواعد الّشعية أدلة لألحكام.
والسؤال املطروح ههنا :هل تعتّب القواعد الفقهية أحد أدلـة األحكـام
فيستند إليها عند عدم وجود نص أو إمجاع أو قياس يف املسألة؟ أو هل ُيـوز
ال رشعي ًا يستنبط منه حكم رشعي؟
أن جتعل القاعدة الفقهية دلي ً
ال رشعي ًا ُتستنبط منـه األحكـام؛
واجلواب :ال تعدُّ القواعد الفقهية دلي ً
وكل ما ال يكون مـن جـنس ألَّنا جامع ٌة لفروع متعدِّ دة ُمتجانسة يف معناهاُّ ،
َّ
فروعها ،ومدركاهتا ،وضوابطها ال يدخل حتتها.
القياس عىل األصول الفقهية التي ُبنيت عليها الضـوابط
ُ وبالتَّايل يكون
والقواعد الفقهية ملا يِّل:
ألَّنـا وجـدت
.1انطباق األصول الفقهية عىل أفرادها بدون اسـتثناء؛ َّ
لضبط مسائل حمدودة معدودة ،بخالف القواعد الفقهية فتكثر االسـتثناءات
فيها ،بل هي ال تشمل إال مسائل األصـول الفقهيـة التـي شـملتها القاعـدة
الفقهية ،وما عداها من املسائل ال يدخل حتتها ،فكيف نعرف ما يندرج حتت
القاعدة الفقهية إذا مل نرجع إىل األصول الفقهية التي استفيدت منها؛ لنعرف
هذا الفرع يندرج حتتها أم ال؟
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 85
و«معظم هذه القواعـد ال ختلـو عـن املسـتثنيات ،فقـد تكـون املسـألة
املبحوث عن حكمها ِم َن املسائل والفـروع املسـتثناة ،ولـذلك ال ُيـوز بنـاء
احلكم عىل أساس هذه القواعد ،وال يسوغ ختـريج أحكـام الفـروع عليهـا،
ولكنَّها تعتّب شواهد مصاحبة لألدلة ،يستأنس هبا يف ختريج األحكام للوقائع
اجلديدة قياس ًا عىل املسائل الفقهية َّ
املدونة»(.)1
ألَّنا ليست كلية
قال ابن نجيم « :ال ُيوز الفتوى بام تقتضيه الضوابط؛ َّ
بل أغلبية» (.)2
.2كون األصول الفقهية مسـتفادة مبـارشة مـن الفـروع املنقولـة عـن
املجتهدين املطلقني ،حيث تكـون األصـول الفقهيـة يف ذهـن املجتهـد عنـد
استخراج الفرع منها ،بـدليل احتـاد أحكـام الفـروع املتفقـة يف أصـلها عنـد
املجتهد ،فلو مل يكن األصل الفقهي يف ذهن املجتهد عند إفتائـه يف الفـروع؛
الختلفت أحكام فروعه املتفقة يف أصل واحد.
وعاد ًة املجتهد ال يرصح بأصـله الفقهـي ،وإنَّـام يـذكر الفـروع هلـذا
األصل ،وبالتَّأ ُّمل من املجتهدين يف املذهب ِمن يأتون بعد املجتهـد املطلـق،
يتم استخراج األصل الفقهي الـذي كـان هلـذا املجتهـد عنـد مجـع الفـروع
املتشاهبة له ،فيكون األصل الفقهي بسبب استخراجه املبارش من فروع
( )1يف سنن ابن ماجة ،533 :1ومسند أمحد ،374 :4وحسنه األرنؤوط ،وسنن البيهقي
الكبري ،231 :4وسنن النسائي ،103 :2واملجتبى ،180 :4ورشح معاين اآلثار ،422 :1
ومسند ابن اجلعد .185 :1
( )2يف اخلراج ليحيى بن آدم ص.108
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 92
فمصادر املجتهد املطلق هي:
.1اآليات القرآنية:
ويقصد هبا آيات اآلحكام ،فك ُّلها حمل نظر واجتهاد من املجتهد املطلق؛
السابقة ،ونعرض ههنا بعض اآليات
الستخراج األصول الفقهية بالطريقة َّ
األكثر رصاح ًة يف ا َّلداللة عىل القواعد «أصول البناء»؛ َّ
ألن من اآليات ما
جرت جمرى القواعد ،ومنها:
( )1يف صحيح البخاري 794 :2معلق ًا ،واملستدرك ،57 :2وسنن البيهقي الكبري ،79 :6
واللفظ له ،وسنن الدارقطني ،27 :3ورشح معاين اآلثار ،90 :4وغريها.
( )2ينظر :موسوعة القواعد .9 :9
) (3يف صحيح البخاري .4 :1
( )4يف مسند أيب حنيفة للحصكفي ص ،186وجامع مسانيد أيب حنيفة للخوارزمي :2
،182وخرجه الزيلعي يف نصب الراية 333 :3موقوف ًا من كالم سيدنا عمر .
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 95
الشبهات للحدود ،ويف معناه القاعدة املشهورة« :احلدود تدرأ بالشبهات»،
فيسقط حد الّسقة إن كان املّسوق أقل من دينار ذهب ( 5غرام) ،أو مل يكن
حرز من مكان ُيفظ فيه ،أو يوجد حافظ عنده مثالً ،عم ً
ال هبذه القاعدة،
فيالحظ القارئ ألبواب احلدود َّ
أن املقصود منها التخويف أكثر من التحقيق
يف الواقع؛ لكثرة الشبهات يف إسقاط احلدود.
وال يقبل كتاب القايض بشهادة أو حكم إىل القايض يف احلدود
بالشبهة ،ويف كتاب القايض إىل القايض شبه ٌة؛
ألَّنام يسقطان ُّ
والقصاص؛ َّ
أن يكون اخلط ليس خط ًا للقايض(.)1
خل َّطوط متشاهبة ،ف ُيمكن َّ َّ
ألن ا َ
وقوله « :البينة عىل املدعي واليمني عىل َمن أنكر»( ،)2فهذا احلديث هو
القاعدة الرئيسة التي يدور عليها القضاء ،وسيأيت الكالم عليها يف الفصل
الثالث.
(ق :)37:وقوله « :احلالل بني واحلرام بني وبينهام أمور مشتبهة،
ومن اجرتأ عىل ما ُيشك
فمن ترك ما شبه عليه من اإلثم كان ملا استبان أتركَ ،
َ
فيه من اإلثم أوشك أن يواقع ما استبان»( ،)1يدل عىل ظهور احلالل واحلرام
( )1ينظر :األشباه للسيوطي ص ،103واملنثور للرزكّش ،93 :1وحاشية الطحطاوي :2
.34
( )2ينظر :األشباه للسيوطي ص ،101واملستصفى ص.367
( )3ينظر :رد املحتار .122 :1
( )4يف منحة اخلالق.340 :1
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 104
رصحوا باستحباب مراعاة اخلالف ،وهذا منه كام ال ُيفى ،نعم ،لو كان
لكن َّ
الدُّ عاء املذكور منهي ًا عنه عندنا ال تستحب املراعاة ملا يلزم عليها من اخلروج
عن املذهب لكن ثبوت الكراهة ُيتاج إىل دليل».
الشافعي مع َّ
أن السنة عند َّ
وقال(«:)1ال َّتغليس يف صالة الفجر ،فإ َّنه ُّ
األفضل عندنا اإلسفار فال ُيندب مراعاة اخلالف فيه ،وكصوم يوم الشك
فإ َّنه األفضل عندنا ،وعند َّ
الشافعي حرام ،ومل أر من قالُ :يندب عدم صومه
السنة عندنا تركهام .ولو
مراعاة للخالف ،وكاالعتامد وجلسة االسرتاحة ُّ
فعلهام ال بأس ف ُيكره فع ُلهام تنزهي ًا مع َّأَّنام سنتان عند َّ
الشافعي».
.5العقول والعادات:
يعتمد املجتهد يف تقعيد العديد من القواعد عىل قواعد العقول
والعادات؛ ألن كثري ًا من األمور تعد من مقررات العقول ومتفق العادات،
وهي صاحلة يف االستناد إليها يف تقرير قواعد الّشع ،وال ضري يف ذلك؛ ألن
العقل والّشع من خلق اهلل تعاىل ،وكل منهام يكمل اآلخر.
وسيأيت أمثلة لذلك ال حتىص منها قاعدة« :األصل يف الكالم احلقيقة»
«الوصف يف احلارض لغو» ،و«السكوت معاد يف اجلواب» ،و«إذا سقط
األصل سقط الفرع» ،و«ال عّب للتوهم» ،ويقبل قول املرتجم مطلق ًا»،
و«إذا تعذر الكالم هيمل».
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 108
الفصل الثاين
نشأت القواعد «أصول البناء»
وتدوينها وتطورها
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 113
متهيد:
أن لدينا ثالث حلقات :صغرى :وهي األصول تبني لنا ِما سبق َّ
َّ
الفقهية ،ووسطى :وهي الضوابط الفقهية ،وكّبى :وهي القواعد الفقهية،
فاحللقة األوىل داخلة يف الثانية ،والثانية داخلة يف الثالثة.
ومن الصعب جد ًا الفصل بني هذه الثالثة؛ لشدة االتصال بينها؛ وملا
رأينا بينها من التالحم ،وإطالق ُمسمى ٍّ
كل منها عىل اآلخر؛ حتى شاع
إطالق القواعد عىل أصغر حلقة منها ،وهي املختصة بفروع حمدودة ،فمث ً
ال:
أطلق اب ُن عابدين لفظ «قاعدة» عىل « :أصل حوى مسائل حمددة» ،حيث
قال(« :)1كان مناط الفساد كون اللفظ ُأفيد به معنى ليس من أعامل َّ
الصالة،
فكان ذلك قاعدة كلية يندرج حتتها أفراد جزئية :»...أي كون اللفظ يفيد
معنى غري الذكر هلل تعاىل ،فهو سبب إلفساد الصالة هبذا اللفظ.
وبالتَّايل يدخل يف معنى القواعد «أصول البناء» األنواع الثالثة ،وهي:
األصول ،والضوابط ،والقواعد الفقهية ،ويقصد هبا :قضي ٌة كلي ٌة منطبق ٌة عىل
مجيع جزئياهتا ،بدون حتديد هلا بأبواب ،أو باب ،أو مسائل.
املبحث األول
عناية احلنفية بالقواعد
«أصول البناء» ،وأمثلتها
مرت كتابة القواعد يف مراحل ،بياَّنا عىل النحو اآليت:
املطلب األول :القواعد يف عرص االجتهاد املطلق:
الصحابة،ثمة أصول متناثرة نجدها يف ثنايا كالم املجتهدين :من َّ
ملدونات ِ
والتابعني و َمن بعدهم ،ومن أمثلة ذلك ما ُوجد يف أقدم ا َّ
الشيباين:الفقهية التي بني أيدينا :ككتب أيب يوسف ،وكتب حممد بن احلسن َّ
أوالً :أبو يوسف (ت182هـ) يف «اخلراج»:
املرصح هبا فيه:
فمن األصول َّ
(ق« :)45:التَّعزير إىل اإلمام عىل قدر عظم اجلرم وصغره»( ،)1حيث إنَّه
أن َمن ا َّدعى دين ًا عىل رجل وضامن ًا ،فأنكر َّ
الرجل الدَّ ين ومثالهَّ :
الذمم يف األصل ُخلِ َقت بريئ ًة ،والبين ُة عىل َمن
ألن ِّ
الرجل؛ َّ فالقول قول َّ
يدعي خالف الظاهر(.)2
أن أمور املسلمني حممولة عىل السداد والصالح
(ق :)58:األصلَّ « :
حتى يظهر غِّيه».
وهذا يعتمد عىل اعتبار ما سبق من أصول :من َّ
أن العّبة بالظاهر ما مل
يقم دليل ُيالفه ،وال شك َّ
أن ظاهر املسلم حممول عىل الصالح« ،فترصفات
املسلمني من عقود وبيوع ومعامالت ُيب أن حتمل عىل حممل حسن
( )1يف سنن أيب داود ،336 :1ومسند أمحد ،،12 :3وصحيح ابن حبان .388 :6
( )2ينظر :أصول البزدوي ص.367
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 131
صحيح؛ َّ
ألن املسلم بأصل إيامنه وإسالمه ومراقبته هلل ال يترصف إال
ترصف ًا رشعي ًا سلي ًام سديد ًا صاحل ًا ،وال نحمل أي ترصف صدر عن مسلم
عىل غري ذلك ،إال إذا ظهر دليله وقامت حجته؛ ألنا ُأمرنا بإحسان الظن
بأهل القبلة»(.)1
أن َمن باع درمه ًا ودينار ًا بدرمهني ودينارين جاز البيع ورصف
ومثالهَّ :
اجلنس إىل خالف جنسه حتري ًا للجواز ،مح ً
ال حلال املسلم عىل الصالح ،ولو
َص عىل َّ
أن الدرهم بالدرمهني والدينار بالدينارين فسد البيع؛ أل َّنه قد غري ن َّ
هذا الظاهر رصُي ًا(.)2
أن للحالة من الداللة كام للمقالة».
(ق :)59:األصلَّ « :
ومعناهَّ « :
أن لغري اللفظ من عرف أو إشارة أو عالمة أو حال إفادة كام
للفظ الرصيح عند عدم وجوده»(.)3
ال ماالً فدفع املو َدع إىل َمن هو يف عيال املو َدع
أن َمن أودع رج ً ومثالهَّ :
كزوجته مثالً ،فهلكت الوديعة عندها مل يضمن املودع ،وإن مل يرصح ِ
املودع َ
باإلذن بالدَّ فع إىل غري املو َدع؛ أل َّنه ملا أودعه مع علمه بأ َّنه ال ُيمكنه أن ُيفظ
بيده أناء الليل والنهار ،كان ذلك إذن ًا منه داللة أن ُيفظه له كام ُيفظ مال
( )1ينظر :البحر الرائق ،160 :6وجممع الضامنات ،224 :1والدر املختار،111 :5
وغريها.
( )2ينظر :رد املحتار.264 :5
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 152
أن القايض مأمور بالنظر واالحتياط» ،وهذا
(ق :)85:أصل البابَّ « :
بمعنى قاعدة« :والية القايض نظرية»؛ ألنه ُنصب لدفع الظلم وإيصال
احلقوق إىل أرباهبا ،ف َيحتاط إليفائها ويتحرز عن تعطيلها.
ومثالهَ :من قتل مسل ًام ً
خطأ ال ويل له ،فعىل عاقلته الدِّ َية ،وعليه الكفارة
لبيت املال؛ أل َّنه قتل نفس ًا معصومة خطأ ،فتعتّب بسائر النُّفوس املعصومة،
وليس للقايض أن يعفو؛ َّ
ألن احلق للعامة بأخذ الدِّ َية ،ووالية القايض نظرية،
وليس من النظر إسقاط حقهم من غري عوض(.)1
فهذه األمثلة وما شاهبها جرت وشاعت عند املتأخرين مع حسن
الصياغة ووجازة التعبري.
ويف َّناية املطاف يمكن أن نتوصل إىل النتائج اآلتية من خالل ما
أسلفنا:
َّ .1
إن القواعد الفقهية ثمرة اختامر الفقه ومسائله يف األذهان ،فال ُيلو
فقيه إال ويتعرض للقواعد ويستأنس هبا.
.2كثرة عبارات املجتهدين املنتسبني واملجتهدين يف املذهب التي تبني
القواعد والضوابط واألصول الفقهية ،وهلا سمة يف شموهلا ألحكام فرعية
عديدة.
(ق :)87:وكذا ما أورده أبو زيد الدَّ بويس يف كتابه «تأسيس النظر»
حيث يصدِّ ر َّ
كل قاعدة بكلمة «األصل» ،فمث ً
ال يقول« :األصل عند علامئنا
أن اخلرب املروي عن النبي من
الثالثة ـ أي أيب حنيفة وأيب يوسف وحممد ـ َّ
الصحيح ،وعند مالك القياس الصحيح
طريق اآلحاد ُمقدَّ م عىل القياس َّ
مقدم عىل خرب اآلحاد».
( )1يف صحيح البخاري ،2455 :6وصحيح مسلم ،809 :2واملنتقى .105 :1
( )2يف رشح تنقيح الفصول.387 :1
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 156
َّ .6
إن صيغ القواعد والضوابط واملدارك عند املتقدمني يف عبارهتا طول
وزيادة بيان ،بخالفها عند املتأخرين حيث امتازت بإُياز عبارهتا وقلة كلامهتا
أن املرء يعامل يف حق
مع استيعاهبا ملسائلها ،ومثاله قول الكرخي« :األصل َّ
نفسه كام أقر به ،وال ُيصدَّ ق عىل إبطال ح َّق الغِّي أو إلزام الغِّي حق ًا» ( .)1و َع َّّب
عنها املتأخرون هبذه العبارة املوجزة اجلامعة ،وهي قوهلم« :اإلقرار حجة
قارصة» ،وسيأيت الكالم عليها يف الفصل ال َّثالث.
ومثل هذه قوله أيض ًا« :األصل :أ َّنه إذا مىض باالجتهاد ال يفسخ
ٍ
باجتهاد مثله و ُيفسخ بالنص»( ،)3وعند املتأخرين قالوا« :االجتها ُد ال ينقض
بمثله» ( ،)4وسيأيت الكالم عليها يف الفصل الثالث.
( )1ذكر يف خزانة الرتاث ر 102818أن له نسخة يف املكتبة األزهرية رقم .2671
( )2ينظر :هدية العارفني.726 :1
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 158
و«األشباه والنظائر» لعبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمني الدِّ ين ابن
ملك( ،ت801هـ)(.)1
وكالمنا عن أشباه ابن نجيم يف النقاط اآلتية:
أوالً :وصف كتاب األشباه:
لزين الدِّ ين ابن نجيم (ت970هـ) ،له كتابان يف القواعد «أصول
البناء»« :الفوائد الزينية يف مذهب احلنفية» ،و«األشباه والنظائر».
السيوطي؛ إذ أ َّنه
ويسري ابن نجيم يف «أشباهه» عىل غرار « أشباه» ُّ
يشتمل عىل سبعة فنون (أبواب):
الفن األول :يف القواعد ،وقد ذكر فيه نوعني من القواعد:
النوع األول :القواعد الكّبى حيث عدَّ ها ست ًا بزيادة قاعدة عىل ما
السيوطي« :ال ثواب إال بالنية».
ذكره ُّ
وبني ابن نجيم مع ِّ
كل قاعدة ما يندرج حتتها من قواعد فرعية ،وما
يدخل كل قاعدة من األبواب الفقهية مع التمثيل.
ويتخرج عليها
َّ والنوع الثاين :يف قواعد أقل اتساع ًا وشموالً للفروع،
ما ال ينحرص من الصور اجلزئية.
فكان جمموع ما حتت النَّوعني مخس وعّشين قاعدة ،وسيأيت ذكرها
«اليقني ال يزول َ
بالشك» ،فإذا ثبت أمر من األمور أو حالة من
احلاالت ثبوت ًا يقيني ًا ،أي :قطعي ًا ،ثم وقع الشك يف وجود ما يزيله ،يبقى
ّب إىل أن يتحقق السبب املزيل؛ َّ
ألن األمر اليقيني ال األمر املتيقن هو املعت ُ
فمن تيقن
يعقل أن يزيله ما هو أضعف منه ،بل ما كان مثله أو أقوىَ ،
الطهارة وشك يف احلدث ،فهو متطهر ،وكذا عكسه( ،)3وسيأيت بياَّنا يف
الفصل الثالث.
«الرضر يزال» ،معناها :أنَّه ُيب رفع الّضر وترميم آثاره بعد الوقوع؛
َّ
ألن اإلخبار يف كالم الفقهاء للوجوب ،ومن مسائلها :الرد بالعيب ومجيع
أنواع اخليار( ،)2وسيأيت بياَّنا يف الفصل الثالث.
) (1ينظر :الفوائد املكية ص ،12ورشح القواعد الفقهية ص ،105واملدخل الفقهي العام
،993-991 :2وغريمها.
) (2ينظر :مرآة املجلة ،16 :2ورشح القواعد الفقهية ص ،125والفوائد املكية ص،12
واملدخل الفقهي العام ،982 :2وغريمها.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 162
أخص؛ َّ
ألن األيامن مبنية عىل األلفاظ العرفية ال عىل األغراض واملقاصد(،)1
وسيأيت بياَّنا يف الفصل الثالث.
ثالث ًا :القواعد األقل اتساع ًا عند ابن نجيم ،هي:
«االجتهاد ال ينقض باالجتهاد» :وسيأيت الكالم عليها يف الفصل
الثالث.
دليل ِّ
احلل (ق«:)89:إذا اجتمع احلالل واحلرام ُغ رلب احلرام» ،معناهُ :
ُ
ودليل احلرمة ،فاحلرام ُيب تركه ،واحلالل يباح فعله(.)2
) (1ينظر :الفوائد املكية ص ،12ورشح القواعد الفقهية ص ،167واملدخل الفقهي العام
.999 :2
( )2ينظر :االختيار ،413 :5وحسن الدراية.95 :4
( )3ينظر :رشح السري الكبري.410 :1
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 163
(ق «:)90:ترصف اإلمام عىل الرعية منوط باملصلحة» ،فنفاذ ترصف
الراعي عىل الرعية ولزومه عليهم «شاؤوا أو أبوا» مع َّلق ومتو ِّقف عىل
تضمن
َّ ترصفه ،دينية كانت أو دنيوية ،فإن
وجود الثمرة واملنفعة يف ضمن ِّ
وترص ُفه حينئذ
ُّ ناظر، منفع ًة ما وجب عليهم تنفيذه ،وإال ُرد؛ َّ
ألن الراعي ٌ
الّضر والعبث ،وكالمها ليس من النَّظر يف يشء.
مرت ِّدد بني َّ
بالراعيُّ :
كل َمن ويل أمر ًا من أمور العامة ،عام ًا كان :كالسلطان واملراد َّ
األعظم ،أو خاص ًاَ :
كمن دونه من الوالة ،فإن نفاذ ترصفات كل منهم عىل
العامة مرتتب عىل وجود املنفعة يف ضمنها.
الصغرية من غري كفء ،أو قىض بخالف رشط زوج القايض َّ فلو َّ
أجل الدَّ ين عىل الغريم بدون ِ
حقوق العامة ،أو َّ حق من
الواقف ،أو أبرأعن ٍّ
رضا الدائن مل ُيز (.)1
ولو َّ
أن السلطان عفا عن قاتل من ال ويل له ال يصح عفوه ،وإ َّنام له
القصاص والصلح؛ أل َّنه نصب ناظر ًا ،وليس من املصلحة العفو(.)2
«احلدود تدرأ بالشبهات» ،سبق الكالم عليها عند مصادر القواعد.
احلر ال يدخل حتت اليد فال يضمن بالغصب ولو صبي ًا».
(قُ « :)91:
احلر :هو اإلنسان غري اململوك ،واليد :قرينة عىل امللك ،أو السلطة عىل
ُّ
( )1ينظر :فتاوى قايض خان ،163 :1وقرة عني األخيار.550 :7
( )2ينظر :موسوعة القواعد.269 :2
( )3ينظر :الفوائد البهية ص.31-30
( )4ينظر :موسوعة القواعد.448 :7
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 199
الشهادة قبل ثبوهتا وبعد التعديل رفع هلا ،بعد الثبوت ،حتى ُيب عىل
القايض العمل هبا إذا مل يوجد اجلرح(.)1
ولعل هذا الكتاب من أمجع ما أ ِّلف يف موضوع القواعد إىل عرص
َّ
املؤ ِّلف؛ وذلك أل َّنه التقطها من مواطن خفية يف مصادر الفقه ،ال ي َّطلع عليها
إال َمن َس َّب الفقه ومارسه(.)2
سادس ًا :املجددي (ت1975م) يف «القواعد الفقه»:
ملحمد عميم اإلحسان املجددي الّبكتي البنجالديّش احلنفي ،وهو
كتاب ُيتوي عىل مخس رسائل :الرسالة األوىل :ذكر فيها أصول اإلمام
الكَرخي ،والرسالة الثانية :ذكر فيها أصول اإلمام الدَّ بويس ،والرسالة
الثالثة :ذكر فيها ست ًا وعّشين وأربعامئة قاعدة من قواعد املذهب احلنفي(،)3
ومل يتعرض لّشحها.
ومن قواعده:
(ق :)131:قاعدة« :اليمني عىل نية احلالف إن كان مظلوم ًا وعىل نية
املستحلف إن كان ظامل ًا»()4؛ ألنَّه هو َمن طلب اليمني من احلالف ،قال :
) (1يف صحيح مسلم ،1274 :3ومسند أيب عوانة ،48 :4وسنن ابن ماجه ،685 :1
ومسند الشهاب ،178 :1وغريها.
) (2يف صحيح مسلم ،1274 :3وغريه.
) (3ينظر :املبسوط ،215 :30وغريه.
) (4ينظر :املبسوط ،215 :30وغريه.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 201
حقيقة؛ ألنَّه نوى ما ُيتمله لفظ الـدفع ،وهـو البيـع ،وإن كـان لفـظ الـدفع
ظاهر ًا ال يفيد البيع؛ َّ
ألن ال َغموس ما يقتطع هبا حق مسلم(.)1
(ق :)132:قاعدة« :اليمني إذا عقدت عىل صفة كانت صحتها لصـفة
حملها» ،أي متى عقد يمينه عىل عني بوصف ،يـدعو ذلـك الوصـف ()2
( )1ينظر :املدخل الفقهي العام ،1041 :2ورشح الزرقا ص. 466
( )2ينظر :املدخل الفقهي العام.1035 :2
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 204
سكناهم فيه(.)1
(ق« :)136:يلزم مراعاة الرشط بقدر اإلمكان» ،والّشط املقصود يف
هذه القاعدة هو الّشط التقييدي ال التعليق ،فيجب احرتامه ونفاذه بقدر
اإلمكان ،واملراد بقدر اإلمكان :أن ال ُيالف قواعد الّشيعة يف نظام
العقود(.)2
وهذه من قواعد «املجلة» ،حيث يلزم مراعاة الّشط اجلائز بقدر
اإلمكان ،ومراعاته بالوفاء به ،ففي احلديث« :املسلمون عند رشوطهم»(.)3
بالّشط عدم قبل والفرق بني املعلق بالّشط واملقيد بالّشطَّ :
أن املعلق َّ
وجود الّشط؛ َّ
ألن ما توقف حصوله عىل حصول يشء يتأخر بالطبع عنه،
بخالف املقيد بالّشطَّ ،
فإن تقييده ال يوجب تأخره يف الوجود عىل القيد ،بل
سبقه عليه.
وتقييد الّشط باجلائز إلخراج غريهَّ ،
فإن الّشط ثالثة أنواع:
.1رشط جائز :وهو ما يقتضيه العقد :أي ُيب بدون رشط :كاشرتاط
حبس املبيع بالثمن ،أو يالئمه :كاشرتاط رهن بالثمن ،أو ال يقتضيه وال
يالئمه ولكن جرى العرف به ،كّشاء نعل عىل أن يّشكها البائع ،أو ورد
املبحث الثاين
عناية املالكية والشافعية واحلنابلة
بالقواعد «أصول البناء»
سبق ذكر اهتامم احلنفية بالقواعد «أصول البناء» ،وظهر يف املذاهب
السابع اهلجري برز هذا العلم إىل
الفقهية األخرى عناية كبرية به ،ففي القرن َّ
حدٍّ كبري ،وعىل رأس املؤلفني يف ذلك العرص :حممد بن إبراهيم اجلاجرمي
السهلكي (ت 613هـ) ،فألف كتاب ًا بعنوان« :القواعد يف فروع الشافعية»،
ثم ِعز الدِّ ين بن عبد السالم (ت 660هـ) أ َّلف كتابه« :قواعد األحكام يف
مصالح األنام» ،والذي شاع صيته يف اآلفاق.
ومن فقهاء املالكية :أ َّلف العالمة حممد بن عبد اهلل بن راشد البكري
القفيص ( 685هـ) كتاب ًا بعنوان« :املذهب يف ضبط قواعد املذهب».
الفصل الثالث
القواعد اخلمس الكربى والوسطى
أهداف الفصل الثالث:
يتوقع من الطالب بعد دراسة هذا الفصل أن يكون قادر ًا عىل:
أوالً :األهداف املعرفية:
.1أن يوضح القواعد اخلمس الكّبى ومتعلقاهتا ،مع بيان فروعها ومستثنياهتا.
.2أن يوضح القواعد الوسطى ومتعلقاهتا ،مع بيان فروعها ومستثنياهتا.
ثاني ًا :األهداف املهارية:
أن ُيفظ القواعد اخلمس الكّبى والقواعد الوسطى ،وُييد التمييز بني
القواعد املتعلقة هبا ،ويستحّض فروع ومستثنيات هلا.
ثالث ًا :األهداف الوجدانية:
.1أن يدرك مدى اسـتيعاب الفقـه اإلسـالمي لألحكـام ،ومراعاتـه للحقـوق
والواجبات ،من خالل علم القواعد الفقهية ،ويفتخر بعدالة اإلسالم.
.2أن يرغب يف دراسة علم القواعد الفقهية.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 232
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 233
املبحث األول
القواعد الكربى ومتعلقاهتا
وبياَّنا، نتوقف يف هذا الفصل مع القواعد الفقهية الكّبى بتوضيحها
وبيان القواعد املتعلقة ِّ
بكل واحدة منها عىل النحو اآليت:
(ق :)140:القاعدة األوىل
األمور بمقاصدها
األمور مجع أمر ،وهو :لفظ عام لألفعال واألقوال كلها.
إن الكال َم عىل تقدير مقتىض :أي أحكام األمور بمقاصدها؛ َّ
ألن ثم َّ
علم الفقه إ َّنام يبحث عن أحكام األشياء ال عن ذواهتا(.)1
وأصل هذه القاعدة فيام يظهر قوله « :إ َّنام األعامل بالنيات»(.)2
وال تعتّب النية التي ال تقرتن بفعل ظاهري ال ترتتب عليها أحكام
رشعية :فلو طلق شخص زوجته يف قلبه ،أو باع فرسه ومل ينطق بلسانه ،فال
) (1وكان أبو حنيفة يقول أوالً يدخل فيه رأس اإلبل والبقر والغنم ،ثم رجع فيه إىل رأس
البقر والغنم خاصة ،وعندمها يف رأس الغنم خاصة .فعلم أنَّه اختالف عرص وزمان ال
اختالف حجة وبرهان .ينظر :رشح مال مسكني ص ،147وغريه.
) (2ينظر :رد املحتار ،744 :3وغريه.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 242
فاليقني :العلم الذي ال تردد معه؛ َّ
ألن األحكام الفقهية إ َّنام تبنى عىل
الظاهر ،فكثري ًا ما يكون األمر يف نظر الّشع يقين ًا ال يزول بالشك ،يف حني
َّ
أن العقل ُييز أن يكون الواقع خالفه ،وذلك كاألمر الثابت بالبينة الّشعية،
الشهود ال خترج عن الّشع يقني كالثابت بالعيان ،مع َّ
أن شهادة ُّ فإ َّنه يف نظر َّ
كوَّنا خّب آحادُ ،ييز العقل فيها السهو والكذب ،وهذا االحتامل الضعيف
ال ُيرج ذلك عن كونه يقين ًا؛ أل َّنه َّ
لقوة ضعفه قد طرح أمام قوة مقابله ،ومل
يبق له اعتبار يف نظر الناظر.
والش ُّك :الرت ُّدد بني النَّقيضني بال ترجيح ألحدمها عىل اآلخر ،فإن
َّ
ترجح أحدُ مها عىل اآلخر بدليل ،ووصل ترجيحه إىل درجة ال ُّظهور الذي َّ
يبني عليه العاقل ُأموره لكن مل يطرح االحتامل اآلخر ،فهو ال َظن ،فإن طرح
االحتامل اآلخر ،بمعنى أ َّنه مل يبق له اعتبار يف النظر لشدة ضعفه ،فهو غالب
الظن ،وهو معتّب رشع ًا بمنزلة اليقني يف بناء األحكام عليه« يف أكثر املسائل»
إذا كان مستند ًا إىل دليل معتّب ،وذلك كام إذا رأى إنسان عين ًا يف يد آخر،
يترصف هبا ترصف ًا يغلب عىل ظن َمن يشاهده أَّنا مل ُكه ،وكان مثله يملك
ُّ
مثلها ،ومل ُيّب الرائي عدالن بأَّنا ملك غريه ،فإ َّنه ُيوز له أن يشهد لذي اليد
بملكها(.)1
لو ادعت الزوجة عىل زوجها عدم وصول النفقة املقدَّ رة إليها ،وادعى
الزوج اإليصال ،فالقول قوهلا بيمينها؛ َّ
ألن األصل بقاؤها بعد أن كانت ثابتة َّ
يف ذمته ،حتى يقوم عىل خالفه دليل من بينه أو نكول.
( )1ينظر :األشباه البن نجيم ص ،58وعبارة الزرقا هنا مومهة ،فلينتبه.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 253
ولو اختلف البائع واملشرتي يف رشط اخليار ،فالقول ملنكره؛ أل َّنه صفة
عارضة.
ولو دفع إنسان آلخر شيئ ًا ثم أراد اسرتداده مدَّ عي ًا أ َّنه دفعه له عارية،
وقال القابض :إ َّنك كنت بعتني إياه أو وهبتني إياه ،فالقول للدافع يف كونه
عارية؛ َّ
ألن األصل عدم البيع واهلبة.
ويستثنى من هذه القاعدة:
ترصفه كان الزوج يف غالت زوجته ثم ماتت ،فادعى َّ
أن َّ ترصف َّ
لو َّ
فإن القول قوله بيمينه مع َّ
أن األصل عدم اإلذن. بإذَّنا وأنكر الورثةَّ ،
( )1يف مصنف ابن أيب شيبة ،375 :21ومعرفة السنن.316 :12
( )2ينظر :رشح الزرقا ص.164-163
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 264
الّضورة الّضورة من املحظورات إ َّنام ُي َّ
رخص منه القدر الذي تندفع به َّ
يتوسع يف املحظور ،بل ُ
اإلنسان ملحظور فليس له أن َّ فحسب ،فإذا اضطر
الّضورة فقط.
يقترص منه عىل قدر ما تندفع به َّ
ومن مجلة ما يتفرع عىل هذه القاعدة:
ِ
إباحة إقدامه عىل الّضور َة تقترص عىل َمن اضطر ألكل مال الغريَّ ،
فإن َّ
الّضورة بال إثم فقط ،ولكن ال تدفع عنه الضامن.
أكل ما يدفع به َّ
و َمن ُأكره عىل اليمني الكاذبة فإ َّنه ُيباح له اإلقدام عىل التَّلفظ مع
وجوب التَّورية والتَّعريض فيها إن خطرت عىل ،باله التَّورية والتَّعريض(.)1
الرابعة :ما جاز لعذر بطل بزواله:
(قَّ :)155:
السابقة.
فهي بمثابة التَّعليل للقاعدة َّ
ومن فروعها:
مريضَّ ،
فإن فيئه إليها بالقول ،ولكن إذا مرضت لو آىل من زوجته وهو ٌ
فإن فيئه بالوطء ال باللسان؛ َّ
ألن تبدُّ ل الزوجة ثم برئ وبقيت مريضةَّ ،
َّ
بالرخصة األوىل.
الرخصة يمنع من االحتساب ُّ
أسباب ُّ
وُيوز حتميل َّ
الشهادة للغري بعذر السفر أو املرض ،فإذا زال ذلك العذر
قبل أداء الفرع َّ
للشهادة بطل اجلواز(.)2
ولو وهب حصة شائعة قابلة للقسمة ،ثم قسم وس َّلمها َّ
صحت اهلبة.
ولو اَّندمت الدَّ ار املأجورة سقطت األجرة ،فإذا بناها املؤجر يف املدة
قبل أن يفسخ املستأجر اإلجارة عادت يف املستقبل.
ولو اطلع عىل عيب قديم يف املبيع له ر َّده ،ولكن إذا حدث عنده عيب
آخر امتنع الرد ،فإذا زال العيب احلادث ولو بمداواة املشرتي عاد حق
الرد(.)2
املبحث الثاين
القواعد الوسطى ومتعلقاهتا
ولو قبض املشرتي املبيع قبل نقد ال َّثمن بمشهد من البائع ومل ينههَّ ،
صح
السكوت عىل اإلذن ،وال يملكالقبض ،وسقط حق احلبس بال َّثمن بداللة ُّ
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 289
اسرتداده بل ُيطالبه بال َّثمن فقط ،أما لو وجد رصيح النَّهي فال يسقط ُّ
حق
احلبس ،وله أن يسرت َّده منه وُيبسه بال َّثمن.
ويستثنى من هذه القاعدة:
لو اشرتى شيئ ًا ثم اطلع عىل عيب فيه ،فاستعمله استعامالً ُّ
يدل عىل
الرضا به ،فإ َّنه يلزمه املبيع ،وال يقبل منه
رصح بعدم ِّ
الرضا بالعيب وهو ُي ِّ
ِّ
الرضا.
ترصُيه بعدم ِّ
ولو بنى املتويل أو غرس يف عقار الوقف ،ومل يشهد أ َّنه لنفسه ،ثم
اختلف مع املستحقني فقال :فعلته لنفس ،وقالوا :بل للوقف ،فالقول
قوهلم؛ ترجيح ًا للدَّ اللة بكونه متولي ًا ،وبناؤه وغرسه لنفسه غري جائز و ُي َعدُّ
خيان ًة منه ،واألصل عدمه عىل ترصُيه بأنه فعل لنفسه.
إنسان حيوان ًا ،ثم قال ملن يساومه عليه :اشرته فال عيب به،
ٌ ولو اشرتى
ومل يتفق بينهام البيع ثم وجد به عيب ًا ،فله َرده عىل بائعه ،وال يمنعه إقراره
الرتويج؛
جماز عن َّ
ألن كال َمه ذلك ٌ السابق ملن ساومه بأ َّنه ال عيب فيه؛ ََّّ
لظهور أ َّنه ال ُيلو عن عيب ،فيتيقن َّ
بأن ظاهر إقراره غري مراد(.)1
(ق :)185:الثالثة :إذا َّ
تعذرت احلقيق ُة ُيصار إىل املجاز:
تعذرت احلقيق ُة أو َّ
تعّست أو ُهجرت ُيصار إىل املجاز. إذا َّ
( )1يف سنن البيهقي الكبري ،252 :1قال النووي :حديث حسن .وينظر :تلخيص احلبري:4
،208وكشف اخلفاء.342 :1
( )2يف صحيح مسلم ،1336 :3وصحيح البخاري.1657 :4
( )3ينظر :رشح الزرقا ص.369
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 304
القواعد املتعلقة هبذه القاعدة:
(ق :)201:األوىل:الب رينة إلثبات خالف ال َّظاهر ،واليمني إلبقاء
األصل:
فالبينة رشعت إلثبات خالف األصل :كإضافة احلادث إىل أبعد أوقاته،
وكعدم بقاء ما كان ،وكوجود الصفات العارضة ،وكشغل الذمة ،فإن كل
ذلك خالف األصل ،فإن األصل إضافة احلادث إىل أقرب أوقاته ،وبقاء ما
كان عىل ما كان عليه ،وعدم وجود الصفات العارضة ،وبراءة الذمة ،فال
ُيكم بخالف األصل إال بالبينة.
وما كان األصل فيه اخلصوص :كالوكالة والعارية ،والعموم:
كاملضاربة والّشكة ،فإ َّنه ال ُيكم يف ٍّ
كل منها بخالف األصل إال ببينة.
واليمني رشعت إلبقاء األصل عىل ما كان عليه من عدم ،إن كان
األصل عدم املتنازع فيه :كالصفات العارضة ،أو وجود إن كان األصل
كالصفات األصلية.
وجود املتنازع فيهِّ :
فإذا متسك أحد املتخاصمني بام هو األصل وعجز اآلخر عن إقامة
البينة عىل ما ادعاه من خالفه ،يكون القول قول َمن يتمسك باألصل بيمينه.
وخرج عن هذه القاعدة مسائل:
ُ
فالقول قول َمن يدَّ عي املرض ،وال َب ِّينة الصحة واملرض
-لو اختلف يف ِّ
عارض واألصل الصحة.
ٌ املرض
ب ِّينة من يدعي الصحة ،مع أن َ
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 305
-ولو اختلف يف العقل واجلنون فالقول قول َمن يدعي اجلنون ،والب ِّينة
ب ِّينة من يدعي العقل.
-ولو اختلف يف القدم واحلدوث فالقول قول من يدعي القدم ،والبينة
بينة مدعي احلدوث.
وإ َّنام خرجت هذه؛ َّ
ألن مدعي املرض أو اجلنون أو القدم إ َّنام هو يف
منكر ملا يدَّ عيه املدعي :من حق إزالة ما يدعي حدوثه يف األخرية،
ٌ احلقيقة
ومن موجب عقد املريض واملجنون يف الباقي(.)1
(ق :)202:الثانية :ال َّثابت بالربهان كال َّثابت بالعيان:
الشخصية العادلة كال َّثابت باملشاهدة ،فكام أ َّن
فاملرا ُد به ال َّثابت بالبينة َّ
األمر املشاهد بحاسة البرص ال يسع اإلنسان خمالفته ،فكذلك ما ثبت بالبينة
املزكاة ال تسوغ خمالفته؛ ألن البينة كاسمها ُمب ِّينة ،فإذا ثبت بالب ِّينة إقرار
الُ ،يكم عليه بمنزلة ما إذا أقر باحلّضة واملشاهدة. املدعى عليه باملدعى مث ً
فلو ثبت الدَّ ين ا ُملدعى أو البيع أو الكفالة أو الغصب أو امللك مثال
بالبينة ،فإ َّنه ُيكم به بمنزلة ما إذا شوهد باحلس(.)2
(ق :)203:الثالثة :الب رينة حجة متعدر ية ،واإلقرار حجة قارصة:
فالب ِّينة حجة متجاوزة إىل غري من قامت عليه ،وملزمة له ،واإلقرار
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 321
املراجع:
.1أثر احلديث الّشيف يف اختالف األئمة الفقهاء :ملحمد عوامة ،دار البشائر اإلسالمية،
بريوت ،ط1418 ،4هـ.
.2االختيار لتعليل املختار :لعبد اهلل بن حممود املوصِّل (ت683هـ) ،ت :زهري عثامن ،دار
األرقم ،بدون تاريخ طبع.
.3إدرار الّشوق عىل أنوار الفروق؛ لّساج الدِّ ين قاسم بن عبد اهلل األنصارى املالكي املعروف
بابن الشاط (ت 723هـ) ،ت :خليل منصور ،دار الكتب العلمية1418 ،هـ ،بريوت.
.4إسعاد املفتي عىل رشح عقود رسم املفتي ملحمد أمني ابن عابدين :للدكتور صالح أبو احلاج،
دار البشائر اإلسالمية ،ط2015 ،1م.
.5اإلسعاف يف أحكام األوقاف :إلبراهيم بن موسى الطرابلس ،ت :الدكتور صالح أبو
احلاج ،دار الفاروق ،ط2015 ،1م.
.6أسنى املطالب رشح روضة الطالب :أليب ُييى زكريا األنصاري الشافعي (926-823هـ)،
دار الكتاب اإلسالمي.
.7األشباه والنظائر :إلبراهيم ابن نجيم املرصي زين الدين (ت970هـ) ،ت :حممد مطيع
احلافظ ،دار الفكر ،دمشق ،ط1403 ،2هـ ،وأيض ًا :طبعة دار الكتب العلمية ،بريوت،
1405هـ.
.8األشباه والنظائر :لتاج الدين السبكي ،دار الكتب العلمية ،ط1991 ،1م.
.9األشباه والنظائر :جلالل الدين السيوطي ،دار الكتب العلمية ،ط1990 ،1م.
.10األصل ملحمد بن احلسن الشياين (ت189هـ) ،ت :د .حممد بوينوكالن ،وزارة األوقاف
القطرية ،ط2012 :1م.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 322
.11أصول اإلفتاء وآدابه :ملحمد تقي الدين العثامين ،طبعة مكتبة معارف القرآن ،كراتّش،
باكستان1432 ،هـ.
.12أصول البزدوي :لعِّل بن حممد بن حسني البزدوي (482-400هـ) ،دار الكتاب
اإلسالمي ،مطبوع مع رشحه كشف األرسار.
.13أصول الّسخس :ملحمد بن أمحد الّسخس (ت 590هـ) ،ت :أبو الوفاء األفغاين ،دار
املعرفة ،بريوت1342 .هـ.
.14أصول الفقه اإلسالمي :لشاكر بك احلنبِّل ،اعتنى به رفعت نارص ،املكتبة املكية ،مكة
املكرمة ،ط2002 ،1م.
.15أصول الفقه للمبتدئني :ملحمد أنور بدخشاين ،مكتبة اإليامن ،كراتّش ،ط.1420 ،1
.16أصول الفقه :ملحمد أبو زهرة ،دار الفكر العريب ،القاهرة.
.17البحر الرائق رشح َكنْز الدقائق :إلبراهيم ابن نجيم املرصي زين الدين (ت970هـ) ،دار
املعرفة ،بريوت ،بدون تاريخ طبع.
.18البحر املحيط يف أصول الفقه :ملحمد بن هبادر الزركّش (ت794هـ) ،ت :الدكتور عمر
األشقر ،ط1989 ،1م ،الكويت ،وأيض ًا :طبعة دار الكتبي.
.19بدائع الصنائع يف ترتيب الّشائع :أليب بكر بن مسعود الكاساين (ت587هـ) ،دار الكتاب
العريب ،بريوت .ط1402 ،2هـ ،وأيض ًا :طبعة دار الكتب العلمية.
.20البناية يف رشح اهلداية :أليب حممد حممود بن أمحد ال َع ْينِي بدر الدين (855-762هـ) ،دار
الفكر ،ط1980 ،1مـ.
.21تاريخ جرجان :حلمزة بن يوسف اجلرجاين (ت345هـ) ،ت :الدكتور حممد عبد معيد
خان ،عامل الكتب ،بريوت ،ط1401 ،3هـ.
.22تأسيس النظر :لعبيد اهلل بن عمر الدبويس ،أبو زيد (ت430هـ) ،طبع يف املطبعة األدبية،
مرص ،ط.1
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 323
.23تبييض الصحيفة يف مناقب اإلمام أيب حنيفة :لعبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي جالل
الدين (911-849هـ) ،دار إحياء العلوم ،ضمن الرسائل التسعة له.
.24تبيني احلقائق رشح َكنْز الدقائق :لعثامن بن عِّل الزيلعي فخر الدين (ت743هـ) ،املطبعة
األمريية ،مرص ،ط1313 ،1هـ.
.25التحرير يف أصول الفقه :ملحمد بن عبد الواحد بن عبد احلميد السكندري السيوايس كامل
الدين الشهري بـ(ابن اهلامم)(861-790هـ) ،مطبعة احللبي1351 ،هـ.
.26ختريج أحاديث اإلحياء للعراقي وابن السبكي والزبيدي :مجع حممود احلداد ،دار العاصمة
للنّش ،الرياض ،ط1408 ،1هـ.
.27ترتيب الآللئ لناظر زاده الاللئ ملحمد بن سليامن الشهري بناظر زاده ،ت :خالد آل سليامن،
مكتبة الرشد1425 ،ه ،ط ،1الرياض.
.28ترتيب املدارك وتقريب املسالك :أليب الفضل القايض عياض بن موسى اليحصبي (ت:
544هـ) ،ت :ابن تاويت الطنجي ورفقائه ،ط ،1مطبعة فضالة -املحمدية ،املغرب.
.29تسهيل الوصول إىل علم األصول :ملحمد عبد الرمحن املحالوي ،مطبعة مصطفى البايب
احللبي ،مرص1341 ،هـ.
.30تشنيف املسامع بجمع اجلوامع ملحمد بن عبد اهلل بن هبادر الزركّش (ت794هـ)،ت :سيد
عبد العزيز وآخرون ،مكتبة قرطبة1418 ،هـ ،ط ،1مرص.
.31التعريفات :للسيد الّشيف عِّل بن حممد بن عِّل السيد الزين أيب احلسن احلسيني اجلُ ْرجاين
احلَن َِفي ( ،)816-740مطبعة مصطفى البايب1938 ،م.
.32تعليم املتعلم طريق التعلم :لّبهان اإلسالم الزرنوجي ،ت :عبد اجلليل عطا ،دار النعامن،
ط1418 ،1هـ.
.33التقرير والتحبري رشح التحرير :أليب عبد اهلل ،حممد بن حممد احلَ َلبِي احلنفي شمس الدين
املعروف بـ(ابن أمري احلاج)(879-825هـ) ،دار الفكر ،بريوت ،ط1996 ،1مـ.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 324
الرافِ ِعي الكبري :ألمحد بن عِّل ابن حجر ال َع ْس َقالين
.34تلخيص احلبري يف ختريج أحاديث َّ
(852-773هـ) ،ت :السيد عبد اهلل هاشم ،املدينة املنورة1384 ،هـ.
.35التهذيب يف اختصار املدونة :خللف بن أيب القاسم حممد األزدي القريواين (ت372 :هـ)،
ت :الدكتور حممد األمني ولد حممد سامل بن الشيخ ،دار البحوث للدراسات اإلسالمية
وإحياء الرتاث ،ديب ،ط 1423 ،1هـ 2002 -م.
.36تيسري التحرير :ملحمد أمني بن حممود البخاري املعروف بأمري بادشاه احلنفي (ت:
972هـ) ،دار الفكر – بريوت.
.37جامع بيان العلم :ليوسف بن عبد الّب (ت463هـ) ،دار الكتب العلمية ،بريوت،
1398هـ.
.38جامع مسانيد أيب حنيفة :أليب املؤيد حممد بن حممود اخلوارزمي (665-593هـ) ،دار
الكتب العلمية ،بريوت.
.39اجلوهر النقي عىل سنن البيهقي :أليب احلسن عالء الدين عِّل بن عثامن بن إبراهيم بن
مصطفى املارديني الشهري بـ(ابن الرتكامين)(ت750هـ) ،دار الفكر.
.40اجلوهرة النرية رشح خمترص القدوري :أليب بكر بن عِّل بن حممد احلدَّ ِ
ادي (-720 َ
800هـ) ،املطبعة اخلريية ،ط1322 ،1هـ.
.41حاشية البيجرمي :لسليامن بن عمر البيجرمي ،املكتبة اإلسالمية ،ديار بكر ،تركيا.
.42حاشية الرهاوي عىل رشح املنار :ليحيى الرهاوي ،مطبعة عثامنية ،در سعادت1315 ،هـ.
.43حاشية ال َّط ْح َطاوي عىل مراقي الفالح :ألمحد بن حممد ال َّط ْح َط ِ
اوي احلنفي (ت1231هـ)،
ت :حممد عبد العزيز اخلالدي ،دار الكتب العلمية ،ط1418 ،1هـ.
.44حاشية العطار عىل رشح املحِّل عىل مجع اجلوامع :حلسن بن حممد بن حممود العطار
(ت569هـ) ،دار الكتب العلمية.
.45حاشية حتفة املحتاج :ألمحد بن قاسم العبادي (ت992هـ) ،دار إحياء الرتاث العريب.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 325
.46احلجة عىل أهل املدينة :ملحمد بن احلسن الشييباين (ت ،)189ت :مهدي الكيالين
القادري ،عامل الكتب ،بريوت ،مصورة عن طبعة جلنة إحياء املعارف النعامنية.
.47حسن الدراية ألواخر رشح الوقاية :للمولوي حممد عبد العزيز ،املطبع اليوسفي،
1323هـ.
.48اخلراج :ليحيى بن ادم ،املطبعة السلفية ومكتبتها ،ط1384 ،2هـ.
.49الدر املختار رشح تنوير األبصار :ملحمد بن عِّل بن حممد احلصكفي احلنفي
(ت1088هـ) ،مطبوع يف حاشية َرد ا ُمل ْحتَار ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.50درر احلكام رشح جملة األحكام :لعِّل حيدر ،تعريب :املحامي فهمي احلسيني ،دار عامل
الكتب ،الرياض ،طبعة خاصة1423 ،هـ 2003 -م.
.51ذخرية الناظر يف األشبه والنظائر لعِّل بن عبد اهلل الطوري املرصي احلنفي ،من خمطوطات
األزهر.
.52الذخرية :أليب العباس شهاب الدين أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن املالكي الشهري بالقرايف
(ت 684هـ) ،ت :حممد حجي ،وآخرون ،دار الغرب اإلسالمي -بريوت ،ط،1
1994م.
.53رد املحتار عىل الدر املختار :ملحمد أمني بن عمر ابن عابدين احلنفي (1252-1198هـ)،
دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.54سبيل الوصول إىل علم األصول :للدكتور صالح أبو احلاج ،دار الفاروق ،عامن ،األردن،
2006م.
.55سنن ابن ماجه :ملحمد بن يزيد بن ماجه القزويني (273-207هـ) ،ت :حممد فؤاد عبد
الباقي ،دار الفكر ،بريوت.
.56سنن أيب داود :لسليامن بن أشعث السجستاين (275-202هـ) ،ت :حممد حميي الدين عبد
احلميد ،دار الفكر ،بريوت.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 326
.57سنن ال َب ْي َه ِقي الكبري :ألمحد بن احلسني بن عِّل البَ ْي َه ِقي (ت458هـ) ،ت :حممد عبد القادر
عطا ،مكتبة دار الباز ،مكة املكرمة1414 ،هـ.
.58سنن الرتمذي :ملحمد بن عيسى الرتمذي (279-209هـ) ،ت :أمحد شاكر وآخرون ،دار
إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.59سنن الدَّ َار ُق ْطنِي :أليب احلسن عِّل بن عمر الدَّ َار ُق ْطنِي (385-306هـ) ،ت :السيد عبد اهلل
هاشم ،دار املعرفة ،بريوت1386 ،هـ.
.60السنن الصغرى :ألمحد بن حسني البيهقي(ت458هـ) ،ت :الدكتور حممد ضياء الرمحن
األعظمي ،مكتبة الدار ،املدينة املنورة ،ط1410 ،1هـ.
.61سنن الن ََّسائي الكّبى :ألمحد بن شعيب الن ََّس ِائي (ت303هـ) ،ت :الدكتور عبد الغفار
البنداوي وسيد كّسوي حسن ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط1411 ،1هـ.
.62رشح اجلامع الصغري لعبد احلي اللكنوي (ت1304هـ) ،عامل الكتب ،ط1406 ،1هـ.
.63رشح الزيادات حلسن بن منصور األوزجندي ،قايض خان( ،ت 592هـ) ،ت :د .قاسم
أرشف ،دار إحياء الرتاث العريب .بريوت ،لبنان ،ط1426 ،1هـ.
.64رشح السري الكبري :ملحمد بن أمحد الّسخس (ت 590هـ) ،ت :الدكتور صالح املنجد،
مطبعة رشكة اإلعالنات الّشقية1971 ،هـ.
.65رشح القواعد الفقهية :ألمحد الزرقاء ،ت :الدكتور عبد الستار أبو غدة ،دار الغرب
اإلسالمي ،ط1403 ،1هـ.
.66رشح الكوكب املنري :ملحمد ابن النجار احلنبِّل (ت972هـ) ،مطبعة السنة املحمدية.
.67رشح املجلة لسليم رستم باز اللبناين ،دار الكتب العلمية ،بريوت1304 ،هـ.
.68رشح املجلة ملحمد خالد اآلتايس ،طبع يف محص سنة 1349هـ ـ 1930م.
.69رشح املجلة ملحمد سعيد املحاسني ،مطبع الرتقي بدمشق1346 ،هـ.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 327
.70رشح املنار :لعبد اللطيف بن عبد العزيز الكرماين ابن ملك (ت801هـ) ،املطبعة العثامنية
يف دار اخلالفة1316 ،هـ.
.71رشح تنقيح الفصول؛ ألمحد بن إدريس بن عبد الرمحن املالكي الشهري بالقرايف (684هـ)،
ت :طه عبد الروؤف ،رشكة الطباعة الفنية املتجددة1393 ،هـ ،ط.1
.72رشح مجع اجلوامع جلالل الدين املحِّل ،دار الكتب العلمية.
.73رشح معاين اآلثار :ألمحد بن حممد بن سالمة ال َّط َحاوي (321-229هـ) ،ت :حممد
زهري النجار ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط1399 ،1هـ.
.74صحيح ابن ح َّبان برتتيب ابن بلبان :ملحمد بن ِح َّبان التميمي (354هـ) ،ت :شعيب
األرناؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1414 ،2هـ.
.75صحيح البخاري :أليب عبد اهلل حممد بن إسامعيل اجلعفي ال ُب َخ ِاري (256-194هـ) ،ت:
الدكتور مصطفى البغا ،دار ابن كثري والياممة ،بريوت ،ط1407 ،3هـ.
.76صحيح مسلم :ملسلم بن احلجاج ال ُق َش ْريي النَّيْ َسابوري (ت261هـ) ،ت :حممد فؤاد عبد
الباقي ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.77عقد اجلامن يف مناقب اإلمام األعظم أيب حنيفة النعامن :ملحمد بن يوسف الصاحلي
(ت942هـ) ،مكتبة اإليامن ،املدينة املنورة.
.78عمدة القاري رشح صحيح البخاري :أليب حممد حممود بن أمحد ال َع ْينِي بدر الدين (-762
855هـ) ،مصورة عن الطبعة املنريية ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.79العناية عىل اهلداية :ألكمل الدين حممد بن حممد الرومي ال َبا َب ْريت (ت786هـ) ،هبامش فتح
القدير للعاجز الفقري ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.80العني :أليب عبد الرمحن اخلليل بن أمحد الفراهيدي ( ،)175-100ت :الدكتور َم ْه ِدي
ا َْمل ْخ ُز ِ
ومي والدكتور إِبر ِ
اهيم السامرائي ،دار الرشيد ،بغداد1980 ،م. َْ
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 328
.81غاية الوصول يف رشح لب األصول :لزكريا بن حممد األنصاري (ت926هـ) ،طبعة
مصطفى البايب احللبي.
.82غمز عيون البصائر عىل األشباه والنظائر :ألمحد بن حممد احلموي (ت1098هـ) ،دار
الطباعة العامرة ،مرص1290 ،هـ.
وز َجن ِْدي
.83الفتاوى اخلانية (فتاوى قايض خان) :حل َسن بن َمن ُْصور بن َحم ْ ُمود األُ ْ
(ت592هـ) ،مطبوعة هبامش الفتاوي اهلندية ،املطبعة األمريية ببوالق ،مرص1310 ،هـ.
الر ْم ِِّل احلَنَفي (1081-993هـ) ،دار
.84الفتاوي اخلريية لنفع الّبية :خلري الدين بن أمحد َّ
املعرفة ،ط1974 ،2مـ ،أعيدة باألوفست عن الطبعة األمريية1300 ،هـ.
.85فتح العِّل املالك يف الفتوى عىل مذهب اإلمام مالك :ملحمد بن أمحد عليش ،دار املعرفة.
.86فتح العناية بّشح النقاية :أليب احلسن عِّل بن سلطان حممد القاري اهلروي (-930
114هـ) ،ت :حممد نزار وهيثم نزار ،دار األرقم ،ط1418 ،1هـ.
.87فتح الغفار بّشح املنار :إلبراهيم ابن نجيم املرصي زين الدين (ت970هـ) ،مطبعة
مصطفى البايب احللبي ،مرص ،ط1355 ،1هـ.
.88الفروق :ألسعد بن حممد الكرابيس ،ت :د .حممد طموم ،وزارة األوقاف الكويتية ،ط،1
1982م.
.89فضائل الصحابة :أليب عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل (ت241 :هـ) ،ت :د .ويص اهلل
حممد عباس ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1403 ،1هـ 1983 -م.
.90الفقيه واملتفقه :ألمحد بن عِّل اخلطيب (ت463هـ) ،دار الكتب العلمية ،بريوت،
1395هـ.
.91فواتح الرمحوت بّشح ُم َس َّلم ال ُّثبُوت :ل َع ْبد العِّل ُحم َ َّمد بن نظام الدِّ ين األَن َْص ِاري ،دار
العلوم احلديثة ،بريوت.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 329
.92الفوائد البهية يف القواعد الفقهية :ملحمود أفندي احلمزاوي ،مطبعة حبيب أفندي ،دمشق،
1298هـ.
.93الفوائد املكية فيام ُيتاج طلبة الشافعية من املسائل والضوابط والقواعد الكلية :للسيد
علوي بن حممد السقاف ،طبعة مصطفى احللبي.
.94قرة عني األخيار لتكملة رد املحتار عىل «الدر املختار رشح تنوير األبصار» :لعالء الدين
حممد بن حممد أمني ابن عابدين احلسيني الدمشقي (ت1306 :هـ) ،دار الفكر ،بريوت.
حممد عبد احلليم ال َّل ْكن َِوي (ت1285هـ)،
.95قمر األقامر عىل كشف األرسار عىل املنارَّ :
املطبعة األمريية ببوالق1316 ،هـ.
الز ِ
اهدي (ت658هـ) ،من خمطوطات مكتبة وزارة األوقاف .96قنية املنية :ملختار بن حممود َّ
العراقية ،برقم (.)7434
.97قواعد الفقه :ملحمد عميم اإلحسان املجددي الّبكني ،الصدف ببلّش ،كراتّش1986 ،م.
.98القواعد الفقهية وتطبيقاهتا يف املذاهب األربعة :ملحمد مصطفى الزحيِّل ،دار الفكر،
2006م.
.99القواعد الفقهية :لعِّل أمحد الندوي ،دمشق ،دار القلم ،ط1420 ،5هـ.
.100القواعد الكلية والضوابط الفقهية يف الّشيعة اإلسالمية :ملحمد عثامن شبري ،دار
النفائس1428 ،هـ ،ط ،2عامن.
.101القواعد :لعبد الرمحن بن أمحد ابن رجب احلنبِّل (ت795هـ) ،دار املعرفة.
.102الكامل يف التاريخ :لعِّل بن حممد ابن األثري اجلزري (ت630هـ) ،دار الكتاب العريب.
.103كتاب اخلراج :أليب يوسف يعقوب بن إبراهيم (ت182هـ) ،املطبعة األمريية ببوالق،
ط1302 ،1هـ.
.104كشاف اصطالحات الفنون والعلوم :ملحمد بن عِّل التهانوي تويف بعد (1158هـ) ،ت:
الدكتور عِّل دحروج ،مكتبة لبنان ،نارشون ،ط1996 ،1م.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 330
.105كشف األرسار رشح أصول ال َب ْز َدوي :لعبد العزيز بن أمحد البخاري احلنفي عالء الدين
(ت730هـ) ،طبعة دار الكتاب اإلسالمي.
.106كشف اخلفاء ومزيل اإللباس عام اشتهر من األحاديث :إلسامعيل بن حممد العجلوين
(ت1162هـ) ،ت :أمحد القالش ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1405 ،4هـ.
.107كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون :ملصطفى بن عبد اهلل القسطنطيني احلنفي
( ،)1067-1017دار الفكر.
.108لسان العرب :أليب الفضل حممد بن مكرم اإلفريقي املرصي املشهور بـ(ابن
منظور)(ت711هـ) ،ت :ع ْبد اهلل الكبري وحممد حسب اهلل وهاشم الشاذيل ،دار املعارف.
.109ملحات النظر يف سرية اإلمام زفر :ملحمد زاهد الكوثري ،املكتبة األزهرية للرتاث ،مرص.
.110املبسوط :أليب بكر حممد بن أيب سهل الّسخس توىف بحدود (500هـ)1406 ،هـ ،دار
املعرفة ،بريوت.
.111املجتبى من السنن :أليب عبد اهلل أمحد بن شعيب النسائي ( ،)303-215ت :عبد الفتاح
أبو غدة ،مكتب املطبوعات اإلسالمية ،حلب ،ط1406 ،2هـ.
.112جملة األحكام العدلية :جلنة مكونة من عدة علامء وفقهاء يف اخلالفة العثامنية ،ت :نجيب
ِ
جتارت كتب ،آرام باغ ،كراتّش. هواويني ،نور حممد ،كارخانه
الرومي املعروف بـ(شيخِ محن ِ
الر ِ ِ
بن حممد ُّ .113جممع األَّنر رشح ملتقى األبحر :لعبد َّ
زاده)(ت 1078هـ) ،دار الطباعة العامرة1316 ،هـ.
.114جممع الزوائد ومنبع الفوائد :لعِّل بن أيب بكر اهليثمي (ت807هـ) ،دار الريان للرتاث،
1407هـ ،ودار الكتاب العريب ،بريوت.
.115جممع الضامنات :لغانم بن حممد البغدادي ،دار الكتاب اإلسالمي.
الشافِ ِعي(-631
.116املجموع رشح املهذب :أليب زكريا حميي الدين ُييى بن رشف الن ََّو ِوي َّ
676هـ) ،ت :حممود مطرحي ،بريوت ،دار الفكر ،ط1417 ،1هـ.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 331
.117املحيط الّبهاين يف الفقه النعامين :أليب املعايل برهان الدين حممود بن أمحد ابن َم َاز َة
البخاري (ت616 :هـ) ،ت :عبد الكريم سامي اجلندي ،دار الكتب العلمية ،بريوت،
ط 1424 ،1هـ.
.118خمتار الصحاح :ملحمد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي (ت ،)666ت :محزة فتح اهلل،
مؤسسة الرسالة1417 ،هـ.
.119املدخل الفقهي العام :ملصطفى أمحد الزرقاء ،دار الفكر ،ط1387 ،10هـ.
.120املدخل اىل دراسة الّشيعة للدكتور عبد الكريم زيدان ،مؤسسة الرسالة ،مكتبة القدس،
ط1410 ،11هـ.
.121املدخل اىل دراسة الفقه وأصوله للدكتور صالح أبو احلاج وآخرون ،جامعة آل البيت،
خمطوط.
.122املدخل :ملحمد العبدري املالكي الفايس ابن احلاج (ت737هـ) ،دار الرتاث.
.123مرآة األصول يف رشح مرقاة الوصول :ملحمد بن فرا ُموز بن عِّل مال خّسو (ت885هـ)،
مطبعة احلاج حمرم أفندي البوسنوي1291 ،هـ.
.124مرآة املجلة :ليوسف آصاف ،املطبعة العمومية ،مرص1894 ،م.
.125مراسيل أيب داود :لسليامن بن أشعث السجستاين (ت275هـ) ،حتقيق :شعيب
األرناؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1408 ،1هـ.
.126املستدرك عىل الصحيحني :ملحمد بن عبد اهلل احلاكم (ت405هـ) ،ت :مصطفى عبد
القادر ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط1411 ،1هـ.
.127املستصفى من علم األصول :أليب حامد حممد بن حممد بن حممد الغزايل (-450
505هـ) ،دار العلوم احلديثة ،بريوت.
.128مسند ابن اجلعد :أليب احلسن عِّل بن اجلعد اجلوهري (ت230هـ) ،ت :عامر أمحد
حيدر ،مؤسسة نادر ،بريوت.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 332
.129مسند أيب حنيفة رواية احلصكفي :أليب حنيفة النعامن ،ت :عبد الرمحن حممود.
.130مسند أيب داود الطيالس :لسليامن بن داود (ت204هـ) ،دار املعرفة ،بريوت.
.131مسند أيب عوانة :ليعقوب بن إسحاق االسفرائيني أيب عوانة (ت216هـ) ،ت :أيمن بن
عارف ،دار املعرفة ،بريوت ،ط.1
.132مسند أمحد بن حنبل :ألمحد بن حنبل (241-164هـ) ،مؤسسة قرطبة ،مرص.
.133مسند احلميدي :لعبد اهلل بن الزبري احلميدي (ت219هـ) ،حتقيق :حبيب الرمحن
األعظمي ،دار الكتب العلمية ،ودار املتنبي ،بريوت ،والقاهرة.
.134مسند الشهاب :أليب عبد اهلل حممد بن سالمة ال ُق َضاعي (ت454هـ) ،ت :محدي السلفي،
مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1407 ،2هـ.
.135املصباح املنري يف غريب الّشح الكبري :ألمحد بن عِّل الفيومي (ت770هـ) ،املطبعة
األمريية ،ط1909 ،2م.
.136املصنف يف األحاديث واآلثار :لعبد اهلل بن حممد بن أيب َش ْيبَ َة (235-159هـ) ،ت :كامل
احلوت ،ط ،1مكتبة الرشد ،الرياض1409 ،هـ.
.137املصنف :لعبد الرزاق بن مهام الصنعاين (211-126هـ) ،ت :حبيب الرمحن األعظمي،
املكتب اإلسالمي ،بريوت ،ط1403 ،2هـ.
.138معجم أيب يعىل :ألمحد بن عِّل بن املثنى املوصِّل (307-210هـ) ،حتقيق :إرشاد احلق،
إدارة العلوم األثرية ،فيض آباد ،ط1407 ،1هـ.
.139املعجم األوسط :للحافظ أيب القاسم سليامن بن أمحد الطّباين (360-260هـ) ،ت:
طارق بن عوض اهلل ،دار احلرمني ،القاهرة1415 ،هـ.
ّب ِاين (ت360هـ) ،ت :عمر شكور حممود ،املكتب
.140املعجم الصغري :لسليامن بن أمحد ال َّط َ َ
اإلسالمي ،دار عامر ،بريوت ،عامن ،ط1405 ،1هـ.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 333
.141املعجم الكبري :أليب القاسم سليامن بن أمحد ال َّط َ َ
ّباين (360-260هـ) ،ت :محدي
السلفي ،مكتبة العلوم واحلكم ،املوصل ،ط1404 ،2هـ.
.142معجم شيوخ أيب بكر اإلسامعيِّل :ألمحد بن إبراهيم اإلسامعيِّل (371-277هـ) ،ت:
زياد حممد ،مكتبة العلوم واحلكم ،املدينة املنورة ،ط1410 ،1هـ.
.143معجم مفردات ألفاظ ال ُق ْرآن :للعالمة أيب القاسم بن حممد بن املفضل املعروف
بـ(الراغب األصفهاين) (502هـ) ،ت :نديم مرعشِّل ،دار الفكر.
.144معجم مقاييس اللغة :ألمحد بن فارس بن زكريا (ت395هـ) ،ت :عبد السالم هارون،
دار الكتب العلمية.
ّس ْو ِجردي اخلراساين ،أبو
.145معرفة السنن واآلثار :ألمحد بن احلسني بن عِّل بن موسى اخلُ ْ َ
بكر البيهقي (ت458 :هـ) ،ت :عبد املعطي أمني قلعجي ،جامعة الدراسات اإلسالمية
(كراتّش -باكستان) ،دار قتيبة (دمشق -بريوت) ،دار الوعي (حلب -دمشق) ،دار
الوفاء (املنصورة -القاهرة) ،ط1412 ،1هـ 1991 -م.
.146مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج :ملحمد اخلطيب الّشبيني (ت977هـ) ،دار
الفكر.
.147املفصل يف القواعد الفقهية :للدكتور يعقوب بن عبد اهلل الباحسني ،دار التدمرية ،ط،2
1432هـ ،الرياض.
.148املقاصد :البن عاشور ،دار الكتاب اللبناين للطباعة والنّش.
.149مقدمة ابن خلدون :للعالمة عبد الرمحن بن حممد بن خلدون األشبيِّل (ت808هـ) ،دار
ابن خلدون.
.150مقدمة نصب الراية :ملحمد زاهد بن احلسن الكوثري (ت1371هـ) ،ضمن مقدمات
الكوثري ،دار الثريا ،دمشق ،ط1997 ،1م.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 334
.151منافع الدقائق رشح جمامع احلقائق :ملصطفى ُك ْو َزل َحصاري (ت1215هـ) ،دار الطباعة
العامرة1308 ،هـ.
.152املنتقى من السنن املسندة :لعبد اهلل بن عِّل بن اجلارود (ت307هـ) ،مؤسسة الكتاب
الثقافية ،بريوت ،ط1408 ،1هـ.
.153املنثور يف القواعد الفقهية :أليب عبد اهلل بدر الدين حممد بن عبد اهلل بن هبادر الزركّش
(ت794هـ) ،وزارة األوقاف الكويتية ،ط1405 ،2ه 1985 -م.
.154منحة اخلالق عىل البحر الرائق :ملحمد أمني بن عمر ابن عابدين احلنفي (-1198
1252هـ) ،ط ،2دار املعرفة.
.155منحة السلوك يف رشح حتفة امللوك :أليب حممد حممود بن أمحد ال َع ْينِي بدر الدين (-762
855هـ) ،ت :حممد فاروق البدري ،بإرشاف :د .حميي هالل الّسحان ،رسالة ماجستري،
جامعة بغداد1421 ،هـ.
.156املنهاج القويم عىل املقدمة احلّضمية :ألمحد بن عِّل بن حجر املكي اهليتمي الشافعي
(974-909هـ) ،ط1358 ،4هـ.
.157املوافقات :إلبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الغرناطي الشهري بالشاطبي (ت790ه)،
ت :أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلامن ،دار ابن عفان ،ط1417 ،2ه 1997 -م.
.158موسوعة القواعد :ملحمد صدقي آل بورنو ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1424 ،1هـ.
.159موطأ مالك :ملالك بن أنس األصبحي (179-93هـ) ،ت :حممد فؤاد عبد الباقي ،دار
إحياء الرتاث العريب ،مرص.
.160موطأ حممد :ملحمد بن احلسني الشيباين (ت189هـ) ،ت :الدكتور تقي الدين الندوي،
دار السنة والسرية ،بومباي ،ودار القلم ،دمشق ،ط1991 ،1مـ.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 335
.161ميزان األصول يف نتائج العقول يف أصول الفقه :ملحمد بن أمحد السمرقندي
(ت539هـ) ،ت :الدكتور عبد امللك السعدي ،طباعة وزارة األوقاف العراقية ،ط،1
1407هـ.
.162نّش العرف يف بناء بعض األحكام عىل العرف :ملحمد أمني ابن عابدين احلنفي ،مسودة
مصفوفة ومصححة ومعلق عليها عن املطبوعة القديمة (دار الفكر) ،اعتنى هبا وعلق
عليها الدكتور صالح أبو احلاج.
الز ْي َل ِعي (ت762هـ) ،ت:
.163نصب الراية يف ختريج أحاديث اهلداية :لعبد اهلل بن يوسف َّ
حممد يوسف البنوري ،دار احلديث ،مرص1357 ،هـ.
.164نفع املفتي والسائل بجمع متفرقات املسائل :لعبد احلي اللكنوي (1304-1264هـ)،
ت :الدكتور صالح حممد أبو احلاج ،دار ابن حزم ،بريوت2001 ،هـ.
.165النكت يف املسائل املختلف فيها من مسائل الصيام إىل َّناية مسائل الفرائض (:)2
إلبراهيم الشريازي (ت467هـ) ،ت :عيسى أمحد الفالحي ،رسالة ماجستري ،جامعة
بغداد1420 ،هـ.
َّ .166ناية السول يف رشح منهاج األصول ،لآلسنوي ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط،1
1984م.
َّ .167ناية الوصول إىل علم األصول املعروف ببديع النظام اجلامع بني كتاب البزدوي
واألحكام ألمحد بن عِّل بن تغلب بن الساعايت (ت694هـ) ،ت :سعد السلمي ،جامعة
أم القرى ،السعودية1418 ،هـ.
.168اهلداية رشح بداية املبتدي :أليب احلسن عِّل بن أيب بكر املرغيناين (ت593هـ) ،مطبعة
مصطفى البايب ،الطبعة األخرية ،بدون تاريخ طبع.
.169اهلداية عىل مذهب االمام امحد
.170هدية العارفني :إلسامعيل باشا البغدادي (ت1339هـ) ،دار الفكر 1402 ،هـ.
املنهاج الوجيز يف القواعد والضوابط واألصول الفقهية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 336
.171الوايف يف رشح االخسيكثي حلسني بن عِّل السغناقي( ،ت714هـ) ،ت :أمحد اليامين ،دار
القاهرة ،1423 ،مرص.
.172الوجيز يف إيضاح قواعد الفقة الكلية :ملحمد صدقي آل بورنو ،مؤسسة الرسالة ،بريوت،
ط1416 ،4هـ.
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 337
فهرس املوضوعات:
املقدمة7 .......................................................................... :
ثاني ًا :القواعد الفقهية متثل أصول البناء يف االستعامل الفقهي19 .................. :
ثالث ًا :إطالق الفقهاء القواعد الفقهية عىل أصول االستنباط وأصول البناء وأصول
املطلب ال َّث ُ
الث :ركن القاعدة ورشوطها «أصل البناء»58 ...................... : ُ
ِ
والقاعدة األُصولية61 ............... : ِ
القاعدة الفقهية املطلب األَ َّول :ا ُ
لفرق بني
املطلب الثاين :الفرق بني القاعدة الفقهية والنظرية الفقهية65 .................. :
أوالً :مصادر القواعد «أصول البناء» عند املجتهد املطلق90 ................. :
ثاني ًا :مصدر القواعد «أصول البناء» عند املجتهد يف املذهب105 ............ :
ثالث ًا :احلصريي (ت636هـ) يف «التحرير رشح اجلامع الكبري»150 ......... :
ثاني ًا :القواعد الكّبى التي ذكرها ابن نجيم ،هي159 .......................:
ثالث ًا :القواعد األقل اتساع ًا عند ابن نجيم ،هي162 ........................ :
ثالث ًا :الطوري (ت1004هـ) يف «ذخرية الناظر يف األشباه والنظائر»186 ... :
خامس ًا :احلسيني (ت 1305هـ)يف «الفرائد البهية يف القواعد الفقهية»194 ..:
سابع ًا :مصطفى الزرقا (ت1999م) يف «املدخل الفقهي العام»202 ........ :
املبحث الثاين عناية املالكية والشافعية واحلنابلة بالقواعد «أصول البناء» 209 ......
236 .....................................................................
لألستاذ الدكتور صالح أبو احلاج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 343
الثانية :ال ثواب إال بالنية ،وسبق ذكرها عند «أشباه» ابن نجيم239 ...... .
(ق :)142:الثالثة :األيامن مبنية عىل األلفاظ ال عىل األغراض 239 .......
(ق :)148:الرابعة :األصل إضافة احلادث إىل أقرب أوقاته254 ......... :
(ق :)159:الثامنة :إذا بطل األصل ُيصار إىل البدل270 ................. :
(ق :)171:األوىل :استعامل الناس حجة ُيب العمل هبا277 ............ :
(ق :)173:ال َّثالثة :ال ُينكر تغري األحكام بتغري األزمان278 ............. :
الّشء يف األمور الباطنة يقوم مقامه295 ......... : (ق :)192:العارشةُ :
دليل َّ
(ق :)193:احلادية عّشُ :يقبل قول املرتجم مطلق ًا296 ..................... :
(ق :)195:األوىل :التَّابع ال يفرد باحلكم ما مل يرص مقصود ًا298 ........... :
(ق :)196:ال َّثانيةَ :من ملك شيئ ًا ملك ما هو من رضوراته 299 .............
(ق :)202:الثانية :ال َّثابت بالّبهان كال َّثابت بالعيان305 ................... :
(ق :)203:الثالثة :الب ِّينة حجة متعدِّ ية ،واإلقرار حجة قارصة305 .......... :
ٌ
مؤاخذ بإقراره306 ............................... : الرابعة :املر ُء
(قَّ :)204:
(ق :)211:األوىلُ :يضاف الفعل إىل الفاعل ال إىل اآلمر ما مل يكن جمّب ًا 313 .
املراجع321 .......................................................................: