إنهاء عقد الشغل الفردي في التشريع المغربي termination of the individual employment contract in moroccan legislation

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫إهناء عقد الشغل الفردي يف التشريع املغريب‬


‫‪Termination of the individual employment contract in Moroccan legislation‬‬
‫‪ 1‬ابراهـيم اشـويع ــر‬
‫‪ 1‬جامعة عبد املالك السعدي اململكة املغربية‬

‫اتريخ النشر‪2020/12/31 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪ :‬ا‪/11‬ا‪2020/12‬‬ ‫اتريخ االستالم‪2020/12/ 10 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫نظرا ملا يطرحه إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة يف التشريع املغريب ابإلرادة املنفردة لطرفيه من‬
‫إشكاالت فإن جمال هذه الدراسة ميتد لدراسة عقد الشغل غري حمدد املدة واليت يشرتك فيها مع عقد‬
‫الشغل حمدد املدة‪ ،‬كاتفاق الطرفني واإلبطال واستحالة التنفيذ وغريها من أسباب انتهاء العقود على‬
‫اختالف أنواعها‬
‫فاملشرع املغريب من خالل مدونة الشغل حياول إعطاء حياة أطول لعقد الشغل حىت حيقق األهداف‬
‫املتوخاة منه‪ ،‬وسد الباب أمام عالقات الشغل املؤقتة اليت ال تؤدي يف غالب األحيان إىل االستقرار‬
‫االجتماعي املتمثل يف محاية أطراف العالقة الثالثية املتمثلة يف األجري كطاقة لإلنتاج واملشغل كفاعل‬
‫اقتصادي واجتماعي داخل اقتصاد وطين متماسك وقوي‪ ،‬والدور اهلام للقضاء يف تطبيق املقتضيات‬
‫احلمائية تطبيقا سليما وذلك لتحقيق التوازن يف عالقات الشغل خلدمة مصلحة املقاولة واألجري‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬عقد الشغل الفردي ‪،.‬التشريع املغريب ‪ ،.‬اخلطأ اجلسيم ‪ ،.‬االجري‪ ،.‬املشغل ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Deu to the fact that the termination of the work contract is not fixed for‬‬
‫‪a period of time Moroccan legislation With the unilateral will of both sides,‬‬
‫‪the scope of this study extends To study the indefinite labor contract It shall‬‬
‫‪participate in it with a fixed-term employment contract, such as the‬‬
‫‪agreement of the parties, avoidance and impossibility of implementation And‬‬
‫‪other reasons for the termination of contracts.Through the Labor Code, the‬‬

‫‪1‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫‪Moroccan legislator tries to give a longer life For the work contract In order‬‬
‫‪to achieve its objectives, it has blocked the door to non-performing temporary‬‬
‫‪labor relations Often, social stability is the protection of parties The triangular‬‬
‫‪relationship represented As a production energy and operator as an economic‬‬
‫‪and social actor within a national economy Consistent and strong, and the‬‬
‫‪important role of the judiciary in the proper application of protective‬‬
‫‪requirements.‬‬
‫‪Keywords:‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪individual‬‬ ‫‪employment‬‬ ‫;‪contract‬‬ ‫‪Moroccan‬‬
‫‪legislation;serious error; employee ; employer.‬‬
‫__________________________________________‬
‫املؤلف املرسل‪ :‬ابراهيم ا شويعر ‪ ،‬اإلمييل‪chuiarbrahim @gmail.com:‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫يعد الشغل وسيلة أساسية من وسائل تنمية البالد وصيانة كرامة اإلنسان والنهوض مبستواه املعيشي‪،‬‬
‫وحتقيق الشروط املناسبة الستقراره العائلي وتقدمه االجتماعي‪ ،‬هلذا يسعى كل فرد يف اجملتمع إىل احلصول‬
‫على عقد شغل يناسب مؤهالته املهنية وقدراته البدنية‪ ،‬وعندما تتحقق رغبته وحيصل على عمل‪ ،‬يبذل كل‬
‫ما يف جهده للحفاظ على استقرار عقده ومحايته من أي إهناء حمتمل‪.‬‬
‫وإذا كان املشرع يف مدونة الشغل قد جعل من عقد الشغل غري حمدد املدة هو األصل يف عقود‬
‫الشغل حىت يضمن استقراره ألطول مدة ممكنة‪ ،‬فإن هذا العقد مع ذلك يظل عقدا كسائر العقود حبيث ال‬
‫ميكن أن يكون أبداي إذ أن كل اتفاق يلتزم مبقتضاه شخص بتقدمي خدماته طوال حياته يكون ابطال‪ ،‬لذلك‬
‫فقد منح املشرع لكال طريف العالقة الشغلية إمكانية إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة إبرادته املنفردة‪ ،‬ولعل‬
‫هذه العناية بقانون الشغل ترجع ملا له من أتثري كبري ومباشر ليس فقط على تنظيم العالقة بني األجراء‬
‫واملشغلني‪ ،‬و لكن على احلياة اليومية هلؤالء األجراء وأسرهم بل على االقتصاد الوطين ككل‪.‬‬
‫فاملشرع من خالل مدونة الشغل حياول إعطاء حياة أطول لعقد الشغل حىت حيقق األهداف املتوخاة‬
‫منه‪ ،‬وسد الباب أمام عالقات الشغل املؤقتة اليت ال تؤدي يف غالب األحيان إىل االستقرار االجتماعي‬
‫املتمثل يف محاية أطراف العالقة الثالثية املتمثلة يف األجري كطاقة لإلنتاج واملشغل كفاعل اقتصادي واجتماعي‬
‫داخل اقتصاد وطين متماسك وقوي‪ .‬واملشرع وإن كان قد مسح إبهناء عقد الشغل غري حمدد املدة عن طريق‬

‫‪2‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫اإلرادة املنفردة لطرفيه فإنه مع ذلك مل يرتك هذه اإلرادة على إطالقها‪ ،‬وإمنا قيد هذا اإلهناء مبجموعة من‬
‫الضوابط والشروط ووضع أحكاما خاصة به محاية للطرف املتضرر‪.‬‬
‫وكل هذه القيود والضماانت لن يتأتى هلا أن أتيت أكلها دون محاية ورقابة خاصة من القضاء‪،‬‬
‫فالقضاء هو الضامن لتطبيق املقتضيات احلمائية تطبيقا سليما والباحث عن احلل العادل الذي استهدفه‬
‫املشرع‪ ،‬وعلى أساس ما سبق ما هي الضماانت اليت قررها املشرع املغريب حلماية األجراء عند إهناء عقد‬
‫الشغل غري حمدد املدة ؟‬
‫إن البحث يف اإلشكالية املذكورة يتطلب منا االنطالق من فرضيتني اثنتني‪:‬‬
‫الفرضية األوىل ‪ :‬تتعلق مبا إذا كان املشرع املغريب يف ظل مدونة الشغل قد أسس لتكريس ضماانت قانونية‬
‫فعالة قد تساهم يف تكريس احلماية الفعالة لألجراء ابعتبارهم الطرف الضعيف يف العالقة الشغلية‪ ،‬مما قد‬
‫يؤثر سلبا على األجري الضعيف يف العقد غري احملدد املدة‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬تنطلق مما إذا كان توجه املشرع املغريب من خالل مدونة الشغل حنو حتقيق األمن االجتماعي‬
‫من جهة يف ظل التنزيل الناجع للمقتضيات التشريعية من طرف القضاء‪ ،‬وأيضا حتقيق األمن االقتصادي من‬
‫خالل محاية األمر الذي يفرض إعادة النظر يف بعض املقتضيات القانونية ضمن مدونة الشغل من خالل‬
‫تعديلها ملواكبة التطورات اجملتمعية‪.‬‬
‫وملعاجلة املوضوع سوف نقسمه إىل مبحثني‪ ،‬نعاجل يف املبحث االول إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة من‬
‫طرف األجري ‪ ،‬فيما سوف خنصص احلديث يف املبحث الثاين عن اآلاثر املرتتبة عن إهناء عقد الشغل غري‬
‫حمدد املدة‪.‬‬
‫‪ .2‬املحبث اوأل ‪ :‬انتهاء عقد الشغل غري حمدد املدة من طرف اوأجري‪:‬‬
‫لقد أعطى املشرع لكل من األجري و املشغل حق إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة ابإلرادة املنفردة‬
‫لكل منهما ‪ ،‬فاألجري ميكنه إهناء هذا العقد بتقدمي استقالته ‪ ،‬و املشغل ينهيه بفصل األجري عن عمله ‪.‬‬
‫واملشرع وإن كان قد مسح إبهناء عقد الشغل غري حمدد املدة عن طريق اإلرادة املنفردة لطرفيه فإنه‬
‫مع ذلك مل يرتك هذه اإلرادة على إطالقها‪ ،‬وإمنا قيد هذا اإلهناء مبجموعة من الضوابط والشروط ووضع‬
‫أحكاما خاصة به محاية للطرف املتضرر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫تعد االستقالة أهم وأبرز طريقة خوهلا املشرع لألجري إلهناء عقد الشغل غري حمدد املدة إبرادته‬
‫املنفردة‪ ،‬فتبعا ملبدأ احلرية التعاقدية ميكن لكل أجري أن يتخلى عن العمل لدى مشغله مىت شاء‪ ،‬معربا عن‬
‫عدم رغبته يف التبعية هلذا املشغل‪ 1،‬وذلك ألي سبب يراه مناسبا سواء تعلق األمر بعدم انسجامه مع مشغله‬
‫أو عثوره على عمل أفضل ابمتيازات أكثر من االمتيازات السابقة‪ ،‬أو لكون العمل اجلديد يضمن له حقوقا‬
‫أنفع وأكثر بكثري مما كان يستفيد منه سابقا‪.‬‬
‫‪ 1.2‬طرق إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة من طرف اوأجري‪:‬‬
‫لقد أعطى املشرع لكل من األجري و املشغل حق إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة ابإلرادة املنفردة‬
‫لكل منهما ‪ ,‬فاألجري ميكنه إهناء هذا العقد بتقدمي استقالته ‪ ،‬و املشغل ينهيه بفصل األجري عن عمله ‪،‬‬
‫وتعد االستقالة أهم وأبرز طريقة خوهلا املشرع لألجري إلهناء عقد الشغل غري حمدد املدة إبرادته املنفردة‪ ،‬فتبعا‬
‫ملبدأ احلرية التعاقدية ميكن لكل أجري أن يتخلى عن العمل لدى مشغله مىت شاء‪ ،‬معربا عن عدم رغبته يف‬
‫التبعية هلذا املشغل‪2،‬وذلك ألي سبب يراه مناسبا سواء تعلق األمر بعدم انسجامه مع مشغله أو عثوره على‬
‫عمل أفضل ابمتيازات أكثر من االمتيازات السابقة‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬تعريف االستقالة‪.‬‬
‫مبراجعة نص الفقرة الثانية من املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل‪ 3‬املنظم لالستقالة يتبني أن املشرع املغريب‬
‫مل يعمل على تعريف االستقالة وال على حتديد مفهومها‪ ،‬وحسنا فعل‪ ،‬ذلك أن مسألة التعريف مرتوك أمرها‬
‫للفقه والقضاء‪4‬‬
‫وفعال فقد أسس الفقه والقضاء ملفهوم االستقالة ومدلوهلا‪ ،‬فبعض الفقه يعرف االستقالة أبهنا‬
‫تصرف قانوين يصدر عن األجري مبقتضاه يعرب عن إرادته‪ ،‬إما صراحة أو ضمنيا بوضع حد للرابطة العقدية‬
‫اليت تربطه بصاحب املؤسسة‪5‬و هي تعبري عن إرادة األجري يف إهنائه العالقة الشغلية مبحض إرادته عن نية‬
‫وإدراك دون أن تكون إرادته معيبة أبي عيب من عيوب الرضى‪.‬‬
‫وكذلك هي تصرف قانوين يصدر عن اإلرادة املنفردة لألجري يعرب مبقتضاه عن رغبته إما صراحة أو‬
‫‪6‬‬
‫ضمنا يف وضع حد لعالقة الشغل اليت تربطه ابملشغل‬

‫‪4‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫ويف تعريف آخر هي تعبري عن إرادة األجري يف إهناء العالقة الشغيلة بينه وبني مشغله ومبحض إرادته‬
‫‪7.‬‬
‫ودون أن تكون إرادته معيبة أبي عني من عيوب الرضى‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬شروط االستقالة‪.‬‬

‫تنص الفقرة الثانية من املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل على أنه ‪" :‬ميكن إهناء عقد الشغل غري احملددة‬
‫املدة إبرادة األجري عن طريق االستقالة املصادق على صحة إمضائها من طرف اجلهة املختصة وال يلزمه يف‬
‫ذلك إال احرتام األحكام الواردة يف الفرع الثالث أدانه بشأن أجل اإلخطار"‪،‬ومن خالل هذا النص ميكن‬
‫استنباط جمموعة من الشروط الواجب توافرها يف االستقالة حىت تكون صحيحة ومنتجة آلاثرها‪.‬‬
‫ومنها ضرورة احرتام أجل اإلخطار ألن عدم حتديد مدة عقد الشغل ختول لكال الطرفني احلق يف‬
‫إهنائه إبرادته املنفردة مىت شاء‪ ،‬األمر الذي يرتتب عنه مفاجأة للمتعاقد اآلخر‪ ،‬لذلك كان من الالزم جتنيب‬
‫املتعاقدين معا عنصر املباغتة يف إلغاء عقد الشغل غري حمدد املدة‪ ،‬وذلك عن طريق سبق اإلخطار به وترك‬
‫‪8‬‬
‫مدة معينة للمتعاقدين لتدبري أمورمها قبل حتقق اإلهناء‪.‬‬
‫فاملقصود أبجل اإلخطار هو منع وقوع املفاجأة على الطرف اآلخر ومتكينه خالل مهلة اإلخطار‬
‫من هتيئ نفسه للوضع اجلديد الذي سيوجد عليه بعد انتهاء العقد‪.‬‬
‫فإذا كان اإلهناء من جانب املشغل‪ ،‬قام األجري ابلبحث عن عمل آخر‪ ،‬وإن كان اإلهناء عن طريق‬
‫األجري قام املشغل ابلبحث عن أجري آخر‪ 9‬فهو إذن خيول فرتة معينة لألجري ختفف عنه وطأة املفاجأة بقطع‬
‫‪10‬‬
‫مورد رزقه‪ ،‬كما أنه يتيح للمشغل مهلة قصد إجياد اخللف وحىت ال تصبح مقاولته عرضة لالهنيار‪.‬‬
‫وألن املشرع املغريب مل يتول تعريف أجل اإلخطار سواء يف إطار قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬أو يف‬
‫مدونة الشغل‪ ،11‬فقد عرفه بعض الفقه أبنه ‪" :‬تصرف قانوين من جانب واحد ال ينتج أثره القانوين إىل من‬
‫وقت اتصاله بعلم من وجه إليه‪ ،‬ويعترب وصوله إليه قرينة على العلم به ما مل يثبت عكس ذلك"‪.‬‬
‫كما يعرف أبنه ‪ :‬إعالن إرادة أحد العاقدين إىل اآلخر إبهناء العقد وعماال قانوين من جانب واحد خيضع‬
‫‪12.‬‬
‫املبادئ العامة يف األعمال القانونية‬

‫‪5‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫هذا وقد عملت املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل على حتديد اإلطار العام لتنظيم أجل اإلخطار‪،‬‬
‫فبخصوص مدته أحالت على مقتضيات النصوص التشريعية‪ ،‬أو التنظيمية أو عقد الشغل أو اتفاقية الشغل‬
‫اجلماعية أو النظام الداخلي أو العرف‪ ،‬وابلفعل صدر مرسوم حتت عدد ‪ 2-4-469‬بتاريخ ‪ 29‬دجنرب‬
‫‪13 2004‬حيدد آجال اإلخطار حبسب مدة جتربة األجري وذلك كيفما كانت دورية األداء‪ ،‬وتشكلها ومييز‬
‫بني خمتلف مدد اإلخطار بناء على معياري أقدمية األجري ووصفته لذلك فرق بني كل من األطر وما شاهبهم‬
‫وبني فئة العمال واملستخدمني‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد تنص املادة ‪ 64‬من مدونة الشغل على أنه ‪" :‬يبدأ سراين أجل اإلخطار من اليوم‬
‫املوايل لتبليغ إهناء العقد"‪ ،‬فاملشرع وإن كان قد حدد بوضوح الوقت الذي يبدأ فيه أجل اإلخطار‪ ،‬فإنه حيدد‬
‫مل الشكل الذي يكون عليه تبليغ قراراهناء عقد الشغل غري حمدد املدة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة من طرف املشغل ‪:‬‬
‫إذا كان املشرع املغريب خيول لطريف عقد الشغل غري حمدد املدة احلق يف إهنائه إبرادته املنفردة‪ ،‬فإن هذا احلق‬
‫ليس مطلقا‪ ،‬بل البد من استعماله دون أن ترتتب أي مسؤولية على من استعمله‪ ،‬وذلك ليس فقط‬
‫‪14‬‬
‫ابحرتام أجل اإلخطار كما سبق الذكر‪ ،‬بل أيضا بعدم التعسف يف استعمال حق اإللغاء‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬الشروط املوضوعية‪.‬‬
‫جيب على املشغل الذي يريد إهناء عالقة الشغل اليت جتمعه واألجري الذي يشتغل عنده أن يستند‬
‫على سبب مشروع هلذا اإلهناء‪ ،‬والسبب املشروع هو السبب احلقيقي واجلدي الذي ينزع عن الفصل صفة‬
‫التعسفية‪ 15‬ويف مقدمة هاته األسباب ارتكاب األجري خلطأ جسيم‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم اخلطأ اجلسيم‪.‬‬
‫ويف غياب تعريف تشريعي هلذا املصطلح عمد الفقه والقضاء إىل حتديد معناه من خالل جمموعة التعاريف‬
‫‪16‬‬
‫اليت حتاول ضبط مفهومه‪.‬‬
‫فبالنسبة للفقه فقد تعددت التعاريف اليت حتاول توضيح مفهوم اخلطأ اجلسيم‪ ،‬فمنها من عرفه أبنه‬
‫اخلطأ الذي جيعل االحتفاظ ابلعالقة العقدية غري ممكنة حىت أثناء أجل اإلخطار ويكون بطبيعته سببا شرعيا‬

‫‪6‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫للفصل‪ 17‬أو هو اخلطأ الذي يستحيل قبول األجري بعده يف املؤسسة سواء كان العقد الرابط بينهما حمدد‬
‫‪18 .‬‬
‫ملدة أو غري حمدد املدة‬
‫ومن التعاريف الفقهية أيضا أنه ذلك اخلطأ الذي مل يقصد الفاعل نتائجه ولكنه تصرف بطريقة‬
‫‪19‬‬
‫جعلت الضرر غري ممكن تفاديه أو هو اخلطأ الذي يصل حدا يفرتض فيه نشوء نية الفاعل‪.‬‬
‫وأمام صعوبة حتديد مفهوم للخطأ اجلسيم وعدم توفر معيار دقيق ميكن استخدامه لذلك‪ ،‬وجب‬
‫أن يرتك أمر تقديره لقضاة املوضوع دون أن يكونوا ملزمني ابألخذ بعني االعتبار ما قد يتفق عليه الطرفان‬
‫خبصوص حتديد األفعال اليت تعترب أخطاء جسيمة تستلزم الطرد مبقتضى عقد الشغل أو اتفاقية مجاعية أو‬
‫‪20‬‬
‫قانون داخلي‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬صور اخلطأ اجلسيم‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 39‬من مدونة الشغل على أنه ‪" :‬تعترب مبثابة أخطاء جسيمة ميكن أن تؤدي إىل الفصل‬
‫األخطاء التالية املرتكبة من طرف األجري ‪:‬‬
‫‪-‬ارتكاب جنحة ماسة ابلشرف أو األمانة أو اآلداب العامة صدر بشأهنا حكم هنائي وسالب للحرية‪ ،‬إفشاء‬
‫سر مهين نتج عنه ضرر للمقاولة‪ ،‬ارتكاب األفعال التالية داخل املؤسسة أو أثناء الشغل‪ ،‬السرقة‪ ،‬خيانة‬
‫األمانة‪ ،‬السكر العلين‪ ،‬تعاطي مادة خمدرة‪ ،‬االعتداء ابلضرب‪ ،‬السب الفادح‪ ،‬رفض إجناز شغل من‬
‫اختصاصه عمدا وبدون مربر‪ ،‬التغيب بدون مربر ألكثر من أربعة أايم أو مثانية أنصاف يوم خالل االثين‬
‫عشرة شهرا‪ ،‬إحلاق ضرر جسيم ابلتجهيزات أو اآلالت أو املواد األولية عمدا أو نتيجة إمهال فادح‪ ،‬ارتكاب‬
‫خطأ نشأت عنه خسارة مادية جسيمة للمشغل ‪،‬عدم مراعاة التعليمات الالزم اتباعها حلفظ السالمة يف‬
‫الشغل وسالمة املؤسسسة ترتب عنها خسارة جسيمة‪ ،‬التحريض على الفساد‪ ،‬استعمال أي نوع من أنواع‬
‫العنف واالعتداء البدين املوجه ضد األجري أو املشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سري املقاولة‪.‬‬
‫يقوم مفتش الشغل يف هذه احلالة األخرية مبعاينة عرقلة سري املؤسسة وحترير حمضر بشأهنا"‪.‬‬
‫أورد املشرع يف إطار املادة ‪ 39‬جمموعة من األخطاء ال تكتسب صفة اجلسامة إال عند ارتكاهبا‬
‫داخل املؤسسة أو أثناء الشغل‬

‫‪7‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشروط الشكلية‪.‬‬


‫من مجلة الشروط اليت يتعني على املشغل مراعاهتا أثناء إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة‪ ،‬مراعاة‬
‫األحكام املتعلقة ابإلخطار وأجله ومدته وتبليغه والتزامات األطراف أثناءه ‪ 21‬لكن عند ارتكاب األجري خلطأ‬
‫جسيم فإن املشرع أعفى املشغل من احرتام أجل اإلخطار‪ 22‬ومع ذلك فقد أوجب عليه احرتام جمموعة من‬
‫الشروط الشكلية منها ما هو متعلق بكافة األجراء ومنها بعض الشكليات اخلاصة بفئات معينة من األجراء ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إجراءات الفصل املتعلقة ابألجراء العاديني‪.‬‬

‫نظم املشرع مسطرة الفصل يف إطار املواد من ‪ 62‬إىل ‪ 65‬وأوجب يف املادة ‪ 62‬ضرورة استماع‬
‫املشغل أو من ينوب عنه لألجري وذلك حىت تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه يف أجل ال يتعدى مثانية أايم‬
‫ابتداء من التاريخ الذي تبني فيه ارتكاب الفعل املنسوب إليه‪ ،‬حبضور مندوب األجراء واملمثل النقايب ابملقاولة‬
‫‪23‬‬
‫الذي خيتاره األجري بنفسه‪.‬‬
‫هذا اإلجراء الذي مل يكن معموال به قبل مدونة الشغل‪24‬يكتسي أمهية خاصة ليس فقط لألجري‬
‫ولكن كذلك ملشغله الذي تتوضح له العديد من األمور اليت مل يكن على بينة من أمرها إذ عند االستماع‬
‫إىل األجري ومتكينه من الدفاع عن نفسه يقدم كل اإلثبااتت والتوضيحات اليت من شأهنا أن تنفي مسؤولية‬
‫‪25‬‬
‫األجري عن اخلطأ أو أن جتعله مربرا‪.‬‬
‫وقد قيدت املادة ‪ 62‬من مدونة الشغل مسطرة االستماع أبن تتم داخل أجل ‪ 8‬أايم ابتداء من‬
‫التاريخ الذي يتم فيه ارتكاب الفعل‪ ،‬وذلك حتت طائلة سقوط حقه يف فصل األجري‪ ،‬بصرف النظر عن‬
‫‪26‬‬
‫نطاق ومدى الفعل أو األفعال املنسوب إليه‪.‬‬
‫وحىت يتم إثبات احرتام مسطرة االستماع إىل األجري فقد نصت الفقرة الثانية من املادة ‪ 62‬على ضرورة‬
‫حترير حمضر يف املوضوع من قبل إدارة املقاولة يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه إىل األجري‪ ،‬وإذا رفض أحد‬
‫الطرفني إجراء وإمتام املسطرة يتم اللجوء إىل مفتش الشغل‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫وإذا ما اختذ املشغل قراره بفصل األجري‪ ،‬وجب عليه أن يسلمه قرار الفصل‪ ،27‬وذلك إلطالعه‬
‫على ما نسب إليه وكذا العقوبة اليت اختذت يف حقه‪ ،‬ويسلمها له إما يدا بيد مقابل وصل أو بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع إشعار ابلتوصل داخل أجل مثانية وأربعني ساعة من اختاذ املذكور‪.‬‬
‫ويتضمن مقرر الفصل األسباب املربرة الختاذ واتريخ االستماع إليه مرفقا ابحملضر املشار إليه يف‬
‫املادة ‪6228‬وجيب أن توجه نسخة من مقرر الفصل إىل العون املكلف بتفتيش الشغل‪.‬‬
‫وبعد هذا البيان املوجز للمسطرة الواجب اتباعها لفصل األجري‪ ،‬يبقى السؤال املطروح أمام عدم‬
‫ترتيب املشرع ألي أثر على خمالفة األحكام السابقة هو مدى إلزامية هذه املسطرة ؟ وما هو اجلزاء يف حالة‬
‫‪29‬‬
‫عدم احرتامه؟ا‬
‫ومن خالل كل األحكام السابقة يتجلى بكل وضوح أن القضاء يقرر إلزامية مسطرة الفصل ويرتب‬
‫على عدم سلوكها اعتبار الفصل تعسفيا ومن مث يستحق عنه األجري جمموعة من التعويضات‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬إجراءات الفصل املتعلقة بفئات خاصة من األجراء‪.‬‬

‫سنقتصر تناول مندوب األجراء على اعتبار الدور اهلام الذي منحه املشرع ونظرا للطبيعة اخلاصة ملهامه واليت‬
‫تتمثل يف الدفاع عن املصاحل املهنية لزمالئه يف العمل يف مواجهة مشغله‪ 30‬األمر الذي يعرضه ملضايقات هذا‬
‫‪31.‬‬
‫األخري اليت قد تصل إىل حد فصله‬
‫وبغية احلد من خمتلف املواقف السلبية اليت قد جتعل املشغل يتحني الفرصة للتخلص من مندوب‬
‫األجراء وإبعاده عن االحتكاك بباقي األجراء‪ 32.‬فقد منحه املشرع حبماية خاصة‪ ،‬إذ ابإلضافة إىل مسطرة‬
‫الفصل العادية ألزم املشغل الذي يعتزم اختاذ كل إجراء أتدييب يف حق مندوب األجراء أن حيصل على موافقة‬
‫صرحية من العون املكلف ابلتفتيش‪33‬هذا األخري الذي منحه املشرع مدة ‪ 8‬أايم املوالية إلشعاره مبقرر الفصل‬
‫من قبل املشغل ليتخذ قرارا معلال إما ابملوافقة أو ابلرفض طبقا لنص املادة ‪ 459‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫ويف حالة ارتكاب مندوب األجراء خلطأ جسيم فللمشغل أن يقرر حاال التوقيف املؤقت يف حقه‪،‬‬
‫وأن يشعر فورا العون املكلف بتفتيش الشغل ابإلجراء التأدييب املزمع اختاذه‪ ،‬ويعترب بعض الباحثني أن هذه‬

‫‪9‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫احلماية تظل انقصة مادام مل ينص املشرع على إخضاع فصل مندوب األجراء للموافقة الصرحية ملفتش‬
‫‪34‬‬
‫الشغل‪.‬‬
‫بقي أن نشري إىل أن احرتام هذا اإلجراء من النظام العام يرتتب على عدم احرتامه اعتبار الفصل الناتج‬
‫عنه تعسفيا‪ ،‬ويف ذلك جاء يف قرار للمجلس األعلى ‪":‬وحيث إن اختاذ أي قرار أتدييب يف حق مندوب‬
‫العمال دون أخذ رأي مفتش الشغل كما يتجلى من مقتضيات الفصل ‪ 12‬املذكور أعاله يعد ابطال ألنه‬
‫إجراء من النظام العام ال ميكن خمالفته ونتيجة لذلك يعترب طرد مندوب العمال بدون أخذ رأي مفتش الشغل‬
‫طردا تعسفيا ‪.‬‬
‫‪ .3‬آاثر إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة ‪:‬‬

‫عندما ينتهي عقد الشغل غري حمدد املدة لسبب من األسباب اليت سبق عرضها يف الفصل السابق‬
‫وتنقطع العالقة بني طريف عقد الشغل تنشأ هلا جمموعة من احلقوق ختتلف من حيث عددها ومداها ابختالف‬
‫مسؤولية الطرف املتسبب يف إهناء العالقة الشغلية ما إذا كان اإلهناء مشروعا أو غري مشروع‪.‬‬
‫ومن الناحية الواقعية ملا كانت الصورة األكثر شيوعا إلهناء عقد الشغل غري احملدد املدة تتعلق بفصل‬
‫األجري من طرف املشغل فصال تعسفيا‪ ،‬عالوة على أن دراسة هذه الصورة تكفي إلبراز أهم اآلاثر املرتتبة‬
‫عن ذلك ابإلضافة إىل توضيح مدى احلماية اليت يقدمها القضاء لضمان حقوق األجري فقد آثرننا أن تقتصر‬
‫الدراسة يف هذا الفصل على اآلاثر املرتتبة عن الفصل التعسفي لألجري‪.‬‬
‫واألجري الذي تعرض للفصل التعسفي حيق له رفع دعوى قضائية للمطالبة مبجموعة من التعويضات‬
‫اليت تضمنها له مدونة الشغل ولكن قبل أن حتكمك احملكمة له ابلتعويضات القانونية جيب عليها مراقبة‬
‫بعض املقتضيات املتعلقة بدعوى التعويض عن اإلهناء التعسفي كأن تقدم داخل القانوين ومسألة اإلثبات‬
‫ابإلضافة إىل مدى إمكانية مشول هذه التعويضات ابلنفاذ املعجل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫‪ 1.3‬اإلثحبات يف دعوى التعويض عن الفصل التعسفي يف عقد الشغل غري احملدد املدة‪::‬‬

‫اإلثبات يف االصطالح القانوين هو إقامة الدليل أمام القضاء ابلطرق احملددة يف القانون على وجود‬
‫حق متنازع فيه واإلثبات هو الوسيلة العلمية اليت يعقد عليها األفراد يف صيانة حقوقهم كما أهنا األداة‬
‫الضرورية اليت يعول عليها القاضي يف التحقق من الوقائع القانونية‪،‬و يقع عبء اإلثبات يف ميدان الشغل‬
‫اترة على األجري واترة على املشغل حبسب الوقائع املطلوب إثباهتا‪.‬‬

‫الفقرة األوىل ‪ :‬جمال إثبات األجري‪.‬‬

‫أول ما جيب على األجري إثباته يف دعوى التعويض عن الفصل التعسفي هو وجود عالقة شغل‬
‫جتمعه مبشغله‪ ،‬ويف ذلك جاء يف حكم صادر عن احملكمة االبتدائية بطنجة أنه ‪" :‬وحيث تبني للمحكمة‬
‫من خالل اطالعها على واثئق امللف أنه خال مما يفيد وجود عالقة تبعية بني املدعي واملدعى عليها وأن‬
‫حمضر حماولة التصاحل الصادر عن مفتشية الشغل جمرد تصرحيات أدىل املدعي ملفتش الشغل على مسؤوليته‬
‫وال ترقى إىل إثبات هذا األمر‪".‬‬
‫وحيث إن عالقة الشغل هي املنفذ الوحيد الذي ميكن من خالله األجري مطالبة املشغل مبختلف‬
‫التعويضات سواء الناجتة عن إهناء العقد أو تنفيذه‪.‬‬
‫وإذا ما استطاع األجري أن يثبت عالقة الشغل‪ ،‬وابملقابل قام املشغل إبثبات انتهائها‪ ،‬يعدون عبء اإلثبات‬
‫استقراريتها من جديد على األجري‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬جمال إثبات املشغل‪.‬‬

‫تنص املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل يف فقرهتا الثانية على أنه ‪" :‬يقع على عاتق املشغل عبء إثبات‬
‫وجود مربر مقبول للفصل كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجري ملشغله‪ ،‬كما يقع عليه‬
‫عبء إثبات احرتامه ملسطرة الفصل"‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬عبء إثبات املشغل لوجود مربر مقبول للفصل‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫خبالف األصل وهو أن البينة على املدعي‪ ،‬ألقت املدونة عبء إثبات وجود مربر مقبول للفصل‬
‫على عاتق املشغل‪ ،‬حىت يف احلالة اليت يدعي فيها األجري أنه فصل تعسفيا ذلك أن تطبيق القاعدة يف هذه‬
‫‪35‬‬
‫احلالة تقتضي أن األجري هو امللزم إبثبات صفة التعسف‪ ،‬ألنه يف غالب األحيان يكون هو املدعي‪.‬‬
‫إال أن مدونة الشغل والقضاء قبل ذلك‪ ،‬ومحاية منه لألجري ابعتباره الطرف الضعيف يف هذه‬
‫العالقة‪ ،‬قلب عبء اإلثبات وجعله على عاتق املشغلة فبعد أن يثبت األجري عالقة الشغل وجب على‬
‫املشغل أن يثبت مربر فصله‪.‬‬
‫وقد تواترت األحكام والقرارات القضائية اليت تلقي بعبء إثبات مربر الفصل على عاتق املشغل‬
‫ومنها القرار الصادر عن اجمللس األعلى الذي جاء فيه ‪" :‬لكن حيث إن النزاع بني الطرفني ال يتعلق بتاريخ‬
‫فسخ عالقة الشغل ولكن بسبب فسخها ألن الطاعنة ادعت يف رسالة الطرد أن سببه هو انقطاع املطلوب‬
‫يف النقض عن العمل مدة فاقت شهرا دون مربر‪ ،‬وهو ما نفاه األجري وأكد أنه لو تغيب ومل يتوصل عن هذا‬
‫التغيب أبي إنذار‪ ،‬وإمنا فصل عن العمل بدون مربر‪ ،‬مما جيعل الطاعنة اليت ادعت أن مربر إهناء عالقة‬
‫الشغل قائم هي امللزمة ابإلثبات سواء ادعت أن األجري انقطع عن العمل من تلقاء نفسه أو اعتمدت هذا‬
‫اخلطأ مربرا لطرده‪ ...‬وابلتايل يكون تواصل األجري وعدم توصله برسالة الطرد غري مؤثر ألن توصله هبا ال‬
‫‪36‬‬
‫يعفي الطاعنة من إثبات اخلطأ"‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬إثبات املغادرة التلقائية‬
‫إن الصورة الغالبة من امللفات املعروضة على احملاكم وأمام القضاء االجتماعي على األقل أمام‬
‫احملكمة االبتدائية بطنجة – أن األجري يدعي تعرضه للطرد التعسفي يف حني يدفع املشغل أبنه هو الذي‬
‫غادر عمله بصفة تلقائية‪ ،‬وأهم إشكال يرتتب على هذا الوضع‪ ،‬متعلق ابلتمييز بني ترك العمل عمدا أو‬
‫بدون مربر والذي يعترب خطأ جسيما وبني املغادرة التلقائية‪ ،‬فأمام عدم وجود نص قانوين يعطي مفهوما‬
‫خاصا للمغادرة التلقائية وعندما يدفع املشغل مبغادرة األجري لعمله‪ ،‬هل يدخل يف زمرة األخطاء اجلسيمة‬
‫وابلتايل من حق املشغل فصله عن العمل ويعترب فصله مربرا وال يستحق أي تعويض‪ ،‬أم يقصد منه أن األجري‬
‫هو الذي اختار فسخ العقد إبرادته املنفردة وترك العمل تلقائيا‪ ،‬وبصفة هنائية‪ ،‬أو اعتباره قد استقال بصفة‬

‫‪12‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫ضمنية‪37‬مدونة الشغل مل تبني املقصود ابملغادرة التلقائية‪ ،‬لكنها ألقت عبء إثباهتا على الشغل بصريح نص‬
‫املادة ‪ ،63‬وهو ما كرسه القضاء سواء على مستوى اجمللس األعلى أو على مستوى حماكم املوضوع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬جمال إثبات املشغل‬

‫تنص املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل يف فقرهتا الثانية على أنه ‪" :‬يقع على عاتق املشغل عبء إثبات‬
‫وجود مربر مقبول للفصل كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجري ملشغله‪ ،‬كما يقع عليه‬
‫عبء إثبات احرتامه ملسطرة الفصل"‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬عبء إثبات املشغل لوجود مربر مقبول للفصل‪.‬‬
‫خبالف األصل وهو أن البينة على املدعي‪ ،‬ألقت املدونة عبء إثبات وجود مربر مقبول للفصل‬
‫على عاتق املشغل‪ ،‬حىت يف احلالة اليت يدعي فيها األجري أنه فصل تعسفيا ذلك أن تطبيق القاعدة يف هذه‬
‫‪38‬‬
‫احلالة تقتضي أن األجري هو امللزم إبثبات صفة التعسف‪ ،‬ألنه يف غالب األحيان يكون هو املدعي‪.‬‬
‫إال أن مدونة الشغل والقضاء قبل ذلك‪ ،‬ومحاية منه لألجري ابعتباره الطرف الضعيف يف هذه‬
‫العالقة‪ ،‬قلب عبء اإلثبات وجعله على عاتق املشغلة فبعد أن يثبت األجري عالقة الشغل وجب على‬
‫املشغل أن يثبت مربر فصله‪.‬‬
‫وابلنسبة لقضاء املوضوع فقد جاء يف حكم البتدائية طنجة ‪" :‬وحيث إنه وبتفحص واثئق امللف‬
‫ومستنداته تبني أنه خال مما يربر مشروعية فسخ عقد الشغل ليبقى التزام املدعى عليها (املشغلة) قائما وإن‬
‫عدم تربيرها التحلل منه جيعل من فسخها لعقد الشغل فسخا تعسفيا ويكون الطرف املدعي حمقا يف طلب‬
‫"‪39.‬‬
‫التعويض عن الضرر الالحق به من جراء هذا الفسخ‬
‫وحيث إن املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل تضع على عاتق املشغل عبء إثبات وجود مربر مقبول‬
‫للفصل‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫وحيث تبني للمحكمة من خالل دراستها لواثئق امللف أن واقعة اخلطأ اجلسيم غري اثبتة يف حق‬
‫املدعي بعد ختلف الشهود رغم التوصل‪ ،‬ولكون املشغلة بذلك قد عجزت عن إثبات دفعها القائل خبيانة‬
‫‪40‬‬
‫األمانة‪ ،‬ويبقى قرار الفصل املتخذ يف حقه مشوب بعدم املشروعية والتعسف يف استعمال هذا احلق ‪."...‬‬
‫اثنيا ‪ :‬إثبات املغادرة التلقائية‪.‬‬
‫إن الصورة الغالبة من امللفات املعروضة على احملاكم أن األجري يدعي تعرضه للطرد التعسفي يف‬
‫حني يدفع املشغل أبنه هو الذي غادر عمله بصفة تلقائية‪ ،‬وأهم إشكال يرتتب على هذا الوضع‪ ،‬متعلق‬
‫ابلتمييز بني ترك العمل عمدا أو بدون مربر والذي يعترب خطأ جسيما وبني املغادرة التلقائية‪ ،‬فأمام عدم‬
‫وجود نص قانوين يعطي مفهوما خاصا للمغادرة التلقائية وعندما يدفع املشغل مبغادرة األجري لعمله‪ ،‬هل‬
‫يدخل يف زمرة األخطاء اجلسيمة وابلتايل من حق املشغل فصله عن العمل ويعترب فصله مربرا وال يستحق‬
‫أي تعويض‪ ،‬أم يقصد منه أن األجري هو الذي اختار فسخ العقد إبرادته املنفردة وترك العمل تلقائيا‪ ،‬وبصفة‬
‫‪41‬‬
‫هنائية‪ ،‬أو اعتباره قد استقال بصفة ضمنية‪.‬‬

‫مدونة الشغل مل تبني املقصود ابملغادرة التلقائية‪ ،‬لكنها ألقت عبء إثباهتا على الشغل بصريح نص‬
‫املادة ‪.6342‬‬
‫و نورد يف هذا الصدد حكم صادر عن احملكمة االبتدائية ابلرابط جاء فيه ‪" :‬حيث متسكت املدعى عليها‬
‫بكون املدعية تغيبت عن العمل ملدة تفوق أربعة أايم دون مربر مشروع‪ ،‬مؤكدة أهنا غادرته ومل تستجب‬
‫لرسائل الرجوع إىل العمل رغم توصلها"‪.‬‬
‫وحيث إنه تطبيقا ملقتضيات املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل فإنه يقع على عاتق املشغل عبء إثبات‬
‫وجود مربر مقبول للفصل‪ ،‬كما يقع على عاتقه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجري لشغله‪.‬‬
‫وحيث إن املدعى عليه مل تدل مبا يثبت أن املدعية تغيبت عن العمل ملدة تفوق أربعة أايم دون‬
‫مربر‪ ،‬كما أهنا مل تدل على مبا يثبت أهنا غادرت عملها تلقائيا خاصة أن عبء اإلثبات يقع على عاتقها‬
‫وفيما خيص رسائل االلتحاق ابلعمل اليت استدلت هبا فإنه بثبوت أهنا وجهتها للمدعية بعد إقامة هذه‬
‫األخرية لدعوها جتعلها والعدم سواء وابلتايل تبقى فري منتجة يف الدعوى ويتعني عدم األخذ هبا‪ ،‬وحيث إنه‬
‫‪14‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫واستنادا ملا ذكر وأمام عدم إثبات املدعى عليها الدعاءاهتا اليت بقيت جمرد زعم ال أساس له يتعني القول أبن‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الذي تعرضت له املدعية غري مربر ويتسم بطابع التعسف‬

‫‪ 2.3‬التعويضات الناجتة عن إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة‪:.‬‬


‫ترتتب على إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة جمموعة من اآلاثر ختتلف بني اآلاثر املستحقة لألجري يف‬

‫مجيع حاالت اإلهناء لكوهنا انجتة عن عقد الشغل‪ ،‬واآلاثر اخلاصة اليت يستحقها األجري مىت مت فصله تعسفيا‬
‫من طرف مشغله‪ .‬وتدخل دعوى اخليار بني الرجوع إىل العمل أو احلكم ابلتعويض يف نطاق اآلاثر املرتتبة‬
‫على اإلعفاء التعسفي‪ ،‬حبيث إنه ال جمال إلعماهلا إال بعد ثبوت واقعة الطرد التعسفي‪.‬‬

‫وقد نظمته مدونة الشغل يف املادة ‪ 41‬حيث نصت على ‪ ..." :‬يف حالة تعذر أي اتفاق بواسطة‬
‫الصلح التمهيدي‪ ،‬حيق لألجري رفع دعوى أمام احملكمة املختصة اليت هلا أن حتكم يف حالة ثبوت فصل‬
‫األجري تعسفيا‪ ،‬إما إبرجاع األجري إىل شغله أو حصوله على تعويض‪."...‬‬

‫الفقرة األوىل ‪ :‬احلكم ابلتعويض عن الضرر‬

‫إن أساس هذا التعويض هو اخلطأ التقصريي الذي يرتكبه املشغل أو األجري إبقدامه عن إهناء عقد الشغل‬
‫بدون مربر‪ ،‬واحلاالت املربرة هلذا التعويض هي ‪:‬‬

‫ـ إهناء العقد غري احملدد املدة دون احرتام أجل اإلخطار‪ ،‬أن يكون اإلهناء غري مبين على سبب مشروع ‪،‬أو‬
‫مربر مقبول‪ ،‬أن يكون اإلهناء غري مبين على سبب مشروع ‪،‬أو مربر مقبول‪.‬‬

‫ومما سبق ذكره ‪،‬ميكن القول أن هذا اإلهناء هو إهناء تعسفي ‪،‬وابلتايل يكون موجب للتعويض وهذا التعويض‬
‫هو مستقل عن التعويض عن أجل اإلخطار والتعويض عن الفصل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫ولتقدير هذا التعويض اعتمدت املدونة عنصرا وحيدا هو أجر شهر ونصف عن كل سنة من العمل أو جزء‬
‫من السنة‪ ،‬على أن ال يتعدى سقف هذا التعويض ‪ 36‬شهرا ‪.‬‬

‫كما يستفيد العامل من تعويض عن عدم التمتع ابلعطلة السنوية‪ ،‬يف حالة إهناء العقد‪ ،‬سواء كان اإلهناء‬
‫مبين على سبب مربر أو غري مربر‪ ،‬حسب نص املادة ‪4441‬من مدونة الشغل‪ ،‬ويف حالة تعذر أي اتفاق‬
‫بواسطة الصلح التمهيدي حيق لألجري رفع دعوى أمام احملكمة املختصة اليت هلا أن حتكم يف حالة ثبوت‬
‫فصل األجري تعسفيا‪ ،‬إما إبرجاع األجري إىل شغله أو حصوله على تعويض عن الضرر حيدد مبلغه على‬
‫أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل‪ ،‬أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التعويضات الناجتة عن الفصل التعسفي لألجري‬

‫لقد نصت مدونة الشغل على التعويض عن مهلة اإلخطار‪ ،‬إذ يوصف إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة‬
‫دون احرتام أجل اإلخطار ابإلهناء الفجائي أو ابلطرد املفاجئ‪ ،45‬ولقد سبقت اإلشارة إىل أن كال من‬
‫املشغل واألجري يلتزمان هبذا اإلجراء‪ ،‬وأييت هذا التعويض كجزاء على عدم إعطاء الطرف اآلخر فرصة تدبري‬
‫‪.46‬‬
‫أمره‬
‫ويف هذا الصدد تنص املادة ‪ 51‬من مدونة الشغل على أنه‪" :‬يرتتب عن إهناء عقد الشغل غري‬
‫حمدد املدة دون إعطاء أجل اإلخطار أو قبل انصرام مدته‪ ،‬أداء الطرف املسؤول عن اإلهناء‪ ،‬تعويضا عن‬
‫اإلخطار للطرف اآلخر يعادل األجر الذي كان من املفروض أن يتقاضاه األجري‪ ،‬لو استمر يف أداء‬
‫شغله‪."...‬‬
‫فمن خالل هذه املادة يتبني أن عناصر تقدير هذا التعويض واحتسابه‪ ،‬تتحدد أوال يف صفة األجري‬
‫وأقدميته وذلك للتوصل إىل مدة اإلخطار اليت كان جيب أن يتم احرتامها وذلك حسب املرسوم املتعلق‬
‫‪47.‬‬
‫بتحديد أجل اإلخطار‬
‫مث اثنيا ابألجر الذي كان من املفروض أن يتقاضاه األجري لو استمر يف أداء شغله‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فقد نصت مدونة الشغل أيضا على التعويض عن الفصل‪ ،‬وقد حددت املادة ‪ 53‬من‬
‫مدونة الشغل التعويض عن الفصل على أساس عنصرين‪ :‬مها أجرة الساعة واألقدمية يف العمل‪ ،‬يف حني‬
‫‪16‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫نصت املادة ‪ 55‬من املدونة أن األجر املعتمد لتقدير التعويض عن الفصل ‪،‬جيب أن ال يقل عن احلد األدى‬
‫لألجر ‪،‬إضافة إىل أنه يقدر على أساس معدل األجور املتقاضاة خالل األسابيع االثنني واخلمسني السابقة‬
‫‪48‬‬
‫عن اتريخ اإلهناء‪.‬‬
‫نظمت مدونة الشغل هذا التعويض يف املواد ‪ 52‬إىل ‪ ،60‬وجاءت مبقتضى جديد وهو استفادة األجري‬
‫من هذا التعويض إذا قضى مدة ‪ 6‬أشهر من الشغل داخل نفس املقاولة‪ ،‬أي أن األجري الذي اشتغل أكثر‬
‫من ‪ 6‬أشهر يعترب عامال رمسيا يستحق التعويض عن الفصل التعسفي‪ ،‬كما أن املادة ‪ 59‬أضافت مقتضى‬
‫آخر هو اعتبار جزء من السنة كأنه سنة كاملة‪.‬‬
‫خامتة ‪:‬‬

‫إذا كانت مدونة الشغل كأداة قانونية ومؤسساتية لضبط وتنظيم العالقات املهنية والشغلية‪ ،‬قد‬
‫حاول املشرع من خالهلا خلق التوازن بني مصاحل الطبقة العاملة ومصاحل املقاولة‪ ،‬فإهنا مع ذلك مل تسلم من‬
‫بعض االنتقادات خاصة ما تعلق منها ابلصياغة الغامضة والفضفاضة اليت تقبل أكثر من أتويل‪ ،‬واليت ال‬
‫توفر احلماية الكافية لألجراء‪ ،‬ومن مث حتتاج إىل مراجعة خاصة يف شقها املرتبط إبهناء عقد الشغل غري حمدد‬
‫املدة من خالل تعزيز وضبط الشروط املوضوعة والشكلية لإلهناء‪.‬‬
‫دائما ويف إطار احلديث مسؤولية احلفاظ على استقرار عقد الشغل‪ ،‬نؤكد كذلك على ضرورة وعي أطراف‬
‫العالقة الشغلية أبمهية العمل على متكني الروابط بينهما عن طريق نشر ثقافة احلوار والتشاور وهتيئ األجواء‬
‫الالزمة ليقوم كل بواجبه فاألجري من جهته جيب أن يؤمن أبن استقرار عمله ابملقاولة لن يتأتى إال إبخالصه‬
‫يف عمله وتقييده ابلضوابط الالزمة لذلك‪ ،‬واملشغل من جهة أخرى وجب عليه احرتام األجري االبتعاد عن‬
‫التعسف كل ذلك يف سبيل حتقيق األمن االجتماعي من جهة ومحاية االقتصاد الوطين واملقاولة من جهة‬
‫اثنية ‪،‬ومن أهم االقرتاحات‪:‬‬
‫ـ ـ مراجعة مقتضيات مدونة الشغل يف شقها املرتبط إبهناء عقد الشغل غري حمدد املدة من خالل ضبط‬
‫الشروط املوضوعة والشكلية لإلهناء‪.‬‬
‫ـ ـ تعزيز دور القضاء من أجل توفري احلماية القانونية والقضائية الالزمة لألجري كطرف ضعيف يف العالقة‬
‫الشغلية‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫ـ ـ تفعيل دور مفتشية الشغل من خالل تعزيزها ابالمكانيات ابملوارد املادية والبشرية للسهر على مراقبة‬
‫حسن تطبيق مقتضيات قانون الشغل داخل املقاوالت‪.‬‬
‫ـ اعتماد الطرق البديلة يف حل نزاعات الشغل الفردية واجلماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .6‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫حممد سعيد بناين ‪" :‬قانون الشغل ابملغرب يف ضوء مدونة الشغل‪ ،‬ج‪ "II‬طبعة يناير ‪ ، 2007‬ص‬
‫‪.945‬‬
‫يونس العياشي ‪" :‬دور التشريع والقضاء يف محاية حق الشغل يف أفق ‪ "2010‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا املعمقة يف القانون اخلاص كلية احلقوق أكدال‪ ،‬الرابط ‪ ،2006-2005‬ص ‪.67‬‬
‫حممد الكشبور ‪" :‬التعسف يف إهناء عقد الشغل‪ ،‬أحكام التشريع ومواقف الفقه والقضاء‪ ،‬دراسة مقارنة"‬
‫مطبعة النجاح اجلديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1992 ،‬ص ‪.26‬‬
‫بالل العشري ‪" :‬مستجدات مدونة الشغل يف جمال إهناء عقد اخلدمة"‪ ،‬مقال منشور مبجلة احملاكم املغربية‪،‬‬
‫العدد ‪ 109‬ص ‪.15‬‬
‫بشرى العلوي ‪" :‬الفصل التعسفي لألجري على ضوء العمل القضائي"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة الدار‬
‫البيضاء ‪ ،2007‬ص ‪.207‬‬
‫خالد بنهاشم ‪" :‬استقرار التعاقد يف قانون الشغل"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف القانون‬
‫اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق احلسن الثاين‪ ،‬الدار البيضاء‪ ، 2007-2006 ،‬ص ‪, .94‬‬
‫دنيا مباركة ‪" :‬القانون االجتماعي املغريب" دار النشر اجلسور‪ ،‬وجدة‪ ،2003-2002 ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪18‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫يونس آيت محو ‪" :‬الرقابة القضائية على إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة" رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا املعمقة يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق حممد األول‪ ،‬وجدة‪ 2007-2006 ،‬ص ‪.8‬‬
‫احلاج الكوري ‪" :‬مدونة الشغل اجلديدة‪ ،‬القانون رقم ‪ ،65-99‬أحكام عقد الشغل" مطبعة األمنية‪،‬‬
‫الرابط ‪ ،2004‬ص ‪.147‬‬
‫عبد اللطيف خالفي ‪" :‬الوسيط يف مدونة الشغل‪ ،‬اجلزء األول" املطبعة الوراقة الوطنية ‪ ،2004‬ص‬
‫‪.484‬‬
‫حممد الدكي ‪" :‬إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة يف القانون املغريب " أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون‬
‫اخلاص‪ ،‬بكلية احلقوق ‪ ،‬جامعة حممد األول‪ ،‬وجدة‪ ،2006-2005 ،‬ص ‪.205‬‬
‫عز سعيد ‪" :‬العمل القضائي املغريب يف جمال نزاعات الشغل الفردية"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1994‬ص ‪.67‬‬
‫األحكام والقرارات القضائية ‪:‬‬
‫حكم صادر عن احملكمة االبتدائية بطنجة يف امللف عدد ‪ 21/08/ 287‬بتاريخ ‪ ،2010/01/18‬غري‬
‫منشور‪.‬‬
‫حكم صادر عن احملكمة االبتدائية بطنجة يف امللف عدد ‪ 1132/09/1501‬بتاريخ ‪،2010/02/22‬‬
‫غري منشور‪.‬‬
‫حكم صادر عن احملكمة االبتدائية ابلرابط يف امللف عدد ‪ 11/08/54‬بتاريخ ‪ 2009/01/27‬غري‬
‫منشور‪.‬‬
‫قرار اجمللس األعلى عدد ‪ 405‬مؤرخ يف ‪ ،2003/4/22‬منشور مبجلة قضاء اجمللس األعلى عدد ‪/61‬‬
‫‪ 2003‬ص ‪ 192‬وما بعدها‪.‬‬

‫اهلوامش‪:‬‬
‫‪ . 1‬حممد سعيد بناين ‪" :‬قانون الشغل ابملغرب يف ضوء مدونة الشغل‪ ،‬ج‪ "II‬طبعة يناير ‪ ، 2007‬ص ‪.945‬‬
‫‪. 2‬حممد سعيد بناين ‪" :‬قانون الشغل ابملغرب يف ضوء مدونة الشغل‪ ،‬ج‪ "II‬طبعة يناير ‪ ، 2007‬ص ‪.945‬‬

‫‪19‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫‪ 3‬تنص الفقرة الثانية من املادة ‪ 34‬على ‪" :‬ميكن إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة إبرادة األجري عن طريق االستقالة‬
‫املصادق على صحة إمضائها من طرف اجلهة املختصة‪ ،‬وال يلزمه يف ذلك إال احرتام األحكام الواردة يف الفرع الثالث أدانه‬
‫بشأن أجل اإلخطار"‪.‬‬
‫‪-4‬يونس العياشي ‪" :‬دور التشريع والقضاء يف محاية حق الشغل يف أفق ‪ "2010‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة‬
‫يف القانون اخلاص كلية احلقوق أكدال‪ ،‬الرابط ‪ ،2006-2005‬ص ‪.67‬‬
‫‪5‬حممد الكشبور ‪" :‬التعسف يف إهناء عقد الشغل‪ ،‬أحكام التشريع ومواقف الفقه والقضاء‪ ،‬دراسة مقارنة" مطبعة النجاح‬
‫اجلديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1992 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪6‬بالل العشري ‪" :‬مستجدات مدونة الشغل يف جمال إهناء عقد اخلدمة"‪ ،‬مقال منشور مبجلة احملاكم املغربية‪ ،‬العدد ‪109‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪ 7‬بشرى العلوي ‪" :‬الفصل التعسفي لألجري على ضوء العمل القضائي"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة الدار البيضاء ‪،2007‬‬
‫ص ‪.207‬‬
‫‪ 8‬خالد بنهاشم ‪" :‬استقرار التعاقد يف قانون الشغل"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق احلسن الثاين‪ ،‬الدار البيضاء‪ ، 2007-2006 ،‬ص ‪, .94‬‬
‫‪ 9‬دنيا مباركة ‪" :‬القانون االجتماعي املغريب" دار النشر اجلسور‪ ،‬وجدة‪ ،2003-2002 ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ 10‬حممد سعيد بناين ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1249‬‬
‫‪ 11‬يونس آيت محو ‪" :‬الرقابة القضائية على إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة‬
‫يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق حممد األول‪ ،‬وجدة‪ 2007-2006 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 12‬احلاج الكوري ‪" :‬مدونة الشغل اجلديدة‪ ،‬القانون رقم ‪ ،65-99‬أحكام عقد الشغل" مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط ‪،2004‬‬
‫ص ‪.147‬‬
‫‪ 13‬مرسوم رقم ‪ 2.04.469‬صادر يف ‪ 2004/12/29‬يتعلق أبجل اإلخطار إلهناء عقد الشغل غري حمدد املدة إبرادة‬
‫منفردة‪.‬‬
‫‪14‬ـ عبد اللطيف خالفي ‪" :‬الوسيط يف مدونة الشغل‪ ،‬اجلزء األول" املطبعة الوراقة الوطنية ‪ ،2004‬ص ‪.484‬‬
‫‪15‬ـ احلاج الكوري ‪" :‬القانون االجتماعي املغريب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ 16‬حممد الدكي ‪" :‬إهناء عقد الشغل غري حمدد املدة يف القانون املغريب " أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬بكلية‬
‫احلقوق ‪ ،‬جامعة حممد األول‪ ،‬وجدة‪ ،2006-2005 ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪-17‬ـ حممد سعيد بناين ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1011‬‬
‫‪-18‬ـ بشرى العلوي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪20‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫‪ -19‬عز سعيد ‪" :‬العمل القضائي املغريب يف جمال نزاعات الشغل الفردية"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪ ،1994‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -20‬دنيا مباركة ‪" :‬أثر اخلطأ اجلسيم على حقوق العامل"‪ ،‬مقال منشور مبجلة امليادين‪ ،‬عدد ‪ ،5‬ص ‪.93‬‬
‫‪-21‬سبقت اإلشارة لألحكام املتعلقة ابإلخطار سابقا‪.‬‬
‫‪-22‬راجع نص املادة ‪ 61‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪-23‬راجع نص املادة ‪ 62‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ -24‬رشيد الزعيم ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪-25‬عصام خليفي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -26‬عبد اللطيف خالفي ‪" :‬الوسيط يف مدونة الشغل‪ ،‬ج ‪ "I‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ -27‬املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪-28‬املادة ‪ 64‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪29 -‬للمزيد من التفاصيل راجع ‪ :‬رشيدة أحفوظ ‪" :‬مسطرة اإلهناء والتعويض" مداخلة يف ندوة مدونة الشغل بعد سنتني‬
‫من التطبيق‪ ،‬سلسلة الندوات واللقاءات واألايم الدراسية‪ ،‬العدد ‪ 2007 – 9‬ص ‪ 166‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-30‬راجع بشرى العلوي ‪" :‬إجراءات إهناء عقد الشغل من طرف املشغل" مداخلة يف الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي‪،‬‬
‫سلسلة الندوات واللقاءات واألايم الدراسية عدد ‪ 2004 – 3‬ص ‪ 51‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-31‬ـ بشرى العلوي ‪" :‬الفصل التعسفي لألجري على ضوء العملي القضائي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.347‬‬
‫‪ -32‬عصام خليفي ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪-33‬ـ حممد الكشبور ‪" :‬التعسف يف إهناء عقد الشغل"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪-34‬راجع نص املادة ‪ 457‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪-35‬ـ إدريس فجر ‪" :‬إهناء عقد عمل األجري احملمي"‪ ،‬مداخلة يف الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي‪ ،‬مرجع سابق ص‬
‫‪.91‬‬
‫‪-36‬بشرى العلوي ‪ :‬اإلثبات يف مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.74‬‬
‫‪-37‬قرار اجمللس األعلى يف امللف االجتماعي عدد ‪ 97/801‬بتاريخ ‪ 98/2/3‬منشور مبجلة اإلشعاع عدد ‪/ 19‬‬
‫‪ 1999‬ص ‪ 138‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-38‬هبذا الصدد راجع‪ ،‬بشرى العلوي ‪" :‬الفصل التعسفي لألجري يف ضوء العمل القضائي" مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 195‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -39‬بشرى العلوي ‪ :‬اإلثبات يف مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.74‬‬
‫‪-40‬حكم صادر عن احملكمة االبتدائية بطنجة يف امللف عدد ‪ 21/08/ 287‬بتاريخ ‪ ،2010/01/18‬غري منشور‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫‪-41‬حكم صادر عن احملكمة االبتدائية بطنجة يف امللف عدد ‪ 1132/09/1501‬بتاريخ ‪ ،2010/02/22‬غري‬


‫‪ -42‬بشرى العلوي ‪" :‬الفصل التعسفي لألجري يف ضوء العمل القضائي" مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 195‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -43‬ـ تنص املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل على ‪ :‬يسلم مقرر العقوابت التأديبية الواردة يف املادة ‪ 37‬أعاله أو مقرر‬
‫الفصل إىل األجري املعين ابألمر يدا بيد مقابل وصل‪ ،‬أو بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار ابلتوصل داخل أجل مثاين‬
‫وأربعني ساعة من اتريخ اختاذ املقرر املذكور‪.‬‬
‫يقع على عاتق املشغل عبء إثبات وجود مربر مقبول للفصل‪ ،‬كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجري‬
‫لشغله‪.‬‬

‫‪ -44‬حكم صادر عن احملكمة االبتدائية ابلرابط يف امللف عدد ‪ 11/08/54‬بتاريخ ‪ 2009/01/27‬غري منشور‪.‬‬
‫‪ -45‬تنص املادة ‪ 41‬من مدونة الشغل على‪ :‬حيق للطرف املتضرر‪ ،‬يف حالة إهناء الطرف اآلخر للعقد تعسفيا‪ ،‬مطالبته‬
‫ابلتعويض عن الضرر‪.‬‬
‫ال ميكن للطرفني أن يتنازال مقدما عن حقهما احملتمل يف املطالبة ابلتعويضات الناجتة عن إهناء العقد سواء كان اإلهناء‬
‫تعسفيا أم ال‪.‬‬
‫ميكن لألجري الذي فصل عن الشغل لسبب يعتربه تعسفيا اللجوء إىل مسطرة الصلح التمهيدي املنصوص عليه يف الفقرة ‪4‬‬
‫من املادة ‪ 532‬أدانه من أجل الرجوع إىل شغله أو احلصول على تعويض‪.‬‬
‫يف حالة احلصول على تعويض‪ ،‬يوقع توصيل استالم مبلغ التعويض من طرف األجري واملشغل أو من ينوب عنه‪ ،‬ويكون‬
‫مصادقا على صحة إمضائه من طرف اجلهة املختصة‪ ،‬ويوقعه ابلعطف العون املكلف بتفتيش الشغل‪.‬‬
‫يعترب االتفاق الذي مت التوصل إليه يف إطار الصلح التمهيدي هنائيا وغري قابل للطعن أمام احملاكم‪.‬‬
‫يف حالة تعذر أي اتفاق بواسطة الصلح التمهيدي‪ ،‬حيق لألجري رفع دعوى أمام احملكمة املختصة‪ ،‬اليت هلا أن حتكم‪ ،‬يف‬
‫حالة ثبوت فصل األجري تعسفيا‪ ،‬إما إبرجاع األجري إىل شغله أو حصوله على تعويض عن الضرر حيدد مبلغه على أساس‬
‫أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أن ال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا‪.‬‬

‫‪ -46‬احلاج الكوري ‪" :‬القانون االجتماعي املغريب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ -47‬يعرف أجل اإلخطار حسب أغلب الفقه أبنه"الفرتة الزمنية الواجب احرتامها بني اتريخ اإلخطار أو اإلشعار‬
‫ابإلهناء أو الفصل من الشغل‪,‬وبني دخول اإلهناء أو الفصل حيز التطبيق العملي‪" .‬‬
‫وقد أحالت مدونة الشغل خبصوص تنظيم أجل اإلخطار ‪,‬ومدته على نصوص التنظيمية أو عقد الشغل ‪,‬او اتفاقية الشغل‬
‫اجلماعية ‪,‬أو النظام الداخلي أو العرف ‪,‬مع أتكيدها على أنه يكون ابطال بقوة القانون كل شرط حيدد أجل اإلخطار يف‬
‫أقل من مثانية أايم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اجمللد رقم ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2020(01 :‬ص ‪28-05‬‬ ‫اجمللـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫وقد نصت املادة ‪51‬على أنه "يرتتب عن إهناء عقد الشغل غري احملدد املدة ‪,‬دون إعطاء أجل اإلخطار ‪,‬أو قبل انصرام‬
‫مدته ‪,‬أداء الطرف املسؤول عن اإلهناء ‪,‬تعويضا عن اإلخطار للطرف اآلخر‪,‬يعادل األجر الذي كان من املفروض أن‬
‫يتقاضاه األجري لو استمر يف أداء شغله ‪,‬ما مل يتعلق األمر خبطأ جسيم " ومينح هذا التعويض لألجري كمقابل عن املدة اليت‬
‫تسمح له ابلبحث عن عمل جديد بعد تعرضه للطرد‪.‬‬
‫ويالحظ يف الواقع العملي أنه غالبا ماال حترتم مدة اإلخطار من قبل املشغل ‪،‬حيث يلجأ إىل طرد األجري بصفة مفاجئة‬
‫وفورية ‪،‬وال متنح له هذه املهلة‪.‬‬
‫‪ -48‬سبق التطرق إليه يف املبحث األول من الفصل األول‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like