Professional Documents
Culture Documents
تعريف دومينيك فولتن للتواصل السياسي 240520 112502
تعريف دومينيك فولتن للتواصل السياسي 240520 112502
دومينيك فولتون
عناصر تعريفية للتواصل السياسي:
الفصل بين الفعل والقول ،مع ايالء قيمة أكبر لألول (الفعل) ،والحدر من الثاني (القول) ،هو
امر يميز مند القدم المجال السياسي .ودلك ناتج ربما عن كون الخطاب السياسي غالبا ما يوحي
الى الكذب ،الوعود وااليديولوجيا ،وهي اوجه اخرى للسياسة.
في خضم هدا التاريخ المتأرجح ،تدخل الفترة الحالية تغييرا عميقا على هدا التعريف بإعطاء
حيز أكبر داخل السياسة للتواصل ،سواء على مستوى الخطابات المتبادلة او على مستوى دور
وسائل االعالم والرأي العام .هدا االهتمام المتزايد بالتواصل ،خاصة التواصل السياسي ،هو
جديد عن المجتمع وعن الديمقراطية الجماهيرية.
بشكل حدسي ،التواصل السياسي يعنى بكل مل له صلة بإنتاج وتبادل الخطابات السياسية وما
يردده االعالم بشأنها.
لكن رغم المكانة الهامة التي يحتلها التواصل السياسي ،اال انه لم يحض بالتمثل الدي يناسبه
لجى الجمهور ،فاالقتراع العام او استطالعات الرأي او التلفزيون ،نجحوا في الحصول على
تمثل نبيل لدى العامة ،لكن التواصل السياسي الزال يلقى التحفظ آلنه يتلقى ويجمع كل
الترسبات السلبية للسياسة المعاصرة.
التواصل السياسي كظاهرة جاء نتيجة الدمقرطة والتواصل الدي بدأ مند قرنين ،ضامنا بدلك
تجسيدا للمثل السياسية الديمقراطية للقرن 18في فضاء عام موسع ،حيث يتمتع مختلف الفرقاء
بغطاء شرعي .ألن المشكل االكبر مند قرنين كان ليس فقط قبول نموذج ديمقراطي ،بل ترجمته
في مجتمع مختلف عن المجتمع الدي نبع منه .فالتواصل السياسي يبدو لنا كنقيض لتدهور
السياسة ،لكن كشرط اساسي ألداء فضاء عام موسع عبر التفاعل بين االعالم ،السياسة
والتواصل.
نعرف التواصل السياسي بأنه الفضاء الدي تتبادل فيه الخطب السياسية المتناقضة بين الفاعلين
الدين لهم الشرعية للتعبير امام الجمهور حول السياسة ،وهم رجال السياسة ،الصحافيون والرأي
العام عن طريق استطالعات الرأي.
هدا التعريف يلح على مسألة التفاعل بين الخطابات المتعارضة لفاعلين ليس لهم نفس الموقع
وال نفس الشرعية ،بل بمواقعهم المختلفة يشكلون حقيقة شرط العمل الديمقراطي الجماهيري.
هدا التعريف يقدم خمس امتيازات:
.1يوسع مجال االشتغال التقليدي الدي كان يحصر التأثير فقط بين وسائل االعالم والرأي
العام ،او دراسة تأثير رجال السياسة.
.2يسطر الطابع األصلي للتواصل السياسي وهو ادارة المستويات الثالثة المتعارضة
والمكونة للديمقراطية وهي السياسة واالعالم والتواصل.
.3التذكير بأن الخطابات السياسية الراهنة ال تدخل في التواصل السياسي ،اد ال يظهر فيها
اال من هم موضوع سجاالت وصراعات.
.4اعادة االعتبار للسياسة مقابل التواصل ،أو بصيغة اخرى االشارة الى كونهما مرتبطين
مع احتفاظهما باالختالفات الجوهرية.
.5أخيرا للتواصل السياسي امتياز االشارة الى كون الجمهور ليس غائبا عن التفاعل،
فالتواصل السياسي ليس فقط تبادل خطابات الطبقة السياسية ،بل هناك وجود فعلي
للرأي العام عن طريق استطالعات الرأي
خصائص التواصل السياسي:
أساس التعريف عند فولتن يعتمد على فكرة الفضاء العام ،الذي وجب فيه أن يستوعب تضاربات
الخطابات السياسية التي تتسم بخصائص معينة أال وهي:
▪ اإليديولوجية والحركة :بالنسبة لرجل السياسة.
▪ المعلومة بالنسبة للصحفيين.
▪ التواصل بالنسبة للرأي العام عن طريق االستطالعات.
يصف هنا فولتن هذه الخطب الثالث أنها في حالة توثر مستمر ،حيث كل طرف يعتمد على
مشروعيته السياسية والديمقراطية في تأويل الواقع السياسي وبالتالي فهو يمارس عملية إقصاء
للطرف األخر.
خصوصية هذا العداء ة التضارب بين الخطابات الثالث نابعة من حقيقة أنه هذه المكونات ليس
لها نفس العالقة بالشرعية ،السياسة ،والتواصل.
❖ الفاعل السياسي :يستمد شرعيته من االنتخابات ،التواصل السياسي هنا قائم على
استراتيجية أيديولوجية هدفها األساس هو استقطاب األخرين لالنخراط في حزبه
السياسي سواء كان :سياسيا أو صحفيا أو مواطنا ناخبا
❖ الصحفي :يستمد شرعيته السياسية من المعلومة التي تشكل له الحدث السياسي وتسمح
بانتقاده ،لذا فحسب دومينيك فهم يروون األحداث السياسية دون ممارستها فإذن هم
بالنسبة له الوجه المقابل أو مرآة السياسي.
❖ الرأي العام :يستمد شرعيته من استطالعات الرأي ذات طابع علمي أو تقني .الهدف
األساس هو نجاح انعكاس الجسم االنتخابي والحصول على قراءات مسبقة ذات دالالت
سياسية للمنتخبين
❖ االنتخابات نموذجا:
حسب فولتن ،في فترة االنتخابات غالبا ما يهيمن على التواصل السياسي منطق
استطالعات الرأي المنفذة من طرف اإلعالم والتي أصبحت بعيدة عن منطق التحليل
الذي يعوضه منطق تأويل وقراءة النتائج وأفكار الناخبين.
❖ مفهوم المراقب الديمقراطي عند فولتن:
بين فترتين انتخابيتين يلعب اإلعالم دور ''المراقب الديمقراطي ‘‘حيث يصبح
veille démocratiqueالحبل السري الذي يربط الطبقة السياسية المنغلقة على نفسها
مع بقية المجتمع
لهذا بالنسبة لفولتن ولو أن دور الفاعل السياسي مهم في العملية السياسية والتواصل
السياسي إال أن دور اإلعالم يبقى محوريا في تنشيط وتجديد التواصل السياسي الذي
يميل بشكل تلقائي إلى االنغالق على نفسه.
في وقت األزمة تقل فاعلية الرأي العام واستطالعات الرأي لصالح الفاعل السياسي إذ
يسلط الضوء على قراراته وخطواته السياسية التي تجعله في مركز التواصل السياسي.