20121

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫د ر ا سة‬

‫يتضح من المسح أن حركة‬


‫الشباب تبرز اآلن كفاعل سياسي‬
‫جديد‪ ،‬في ظل الجمود السياسي‬
‫الذي طال أمده والذي يهيمن‬
‫على المشهد السياسي في‬
‫السودان‪ ،‬وهو فاعل ال يمكن أن‬
‫تتجاهله الجهات الفاعلة السياسية‬
‫الديمقراطيــة وحقــوق اإلنســان‬
‫األخرى‪ ،‬سواء كانت جهات وطنية‬
‫أو إقليمية أو دولية‪.‬‬

‫ّ‬
‫والشباب‬ ‫ّ‬
‫الشابات‬
‫في السودان‬
‫تتجاوز هذه الدراسة مفهوم‬
‫نشاط الشابات والشباب كرد‬
‫فعل سلبي على القمع أو‬
‫الترقب السياسي المجرد وتوثق‬
‫وكالة الشابات والشباب‬
‫وتجربتهم بهدف فهم الخيال‬
‫السياسي للشباب فيما يتعلق‬
‫بتأطير مستقبلهم الشخصي‬
‫والتزامهم بالتحول االجتماعي‪.‬‬ ‫دراسة الشباب في الشرق األوسط‬
‫وشمال أفريقيا‪ :‬تحليل للنتائج‬

‫عطا البطحاني‬
‫لدى مجموعة الشابات والشباب‬ ‫كانون األول ‪ /‬ديسمبر ‪2022‬‬
‫الكثير لتفعله لتحويل البالد‪ ،‬بعد‬
‫أن خاب أملهم وفقدوا الثقة في‬
‫الطبقة السياسية الحالية‪.‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫ّ‬
‫الشابات‬
‫دراسة الشباب في الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ :‬تحليل للنتائج‬

‫تهتم هذه الدراسة بمشاركة الشابات‬ ‫برزت عالمات التعب في صفوف‬ ‫يتم االعتراف بالشابات والشباب كمحرك‬
‫والشباب في النضاالت السياسية‬ ‫الشابات والشباب‪ ،‬عندما يتعلق األمر‬ ‫رئيسي لألحداث السياسية ضد الحكم‬
‫االجتماعية‪ ،‬حيث يواصلون السعي‬ ‫بالتدابير القمعية التي تعتمدها‬ ‫العسكري للبشير منذ عام ‪.1989‬‬
‫لتحقيق أهداف حياتهم وتطوير هوياتهم‪.‬‬ ‫السلطات‪ ،‬تذكرنا بعصر البشير‪ .‬وقد جاء‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ليس من قبيل المصادفة أن‬
‫وبدال من المثل السياسية الثابتة‪ ،‬يتم‬ ‫الرد على ذلك في شكل جهود ثورية‬ ‫المجموعات الشبابية‪ ،‬في شكل لجان‬
‫إعادة تشكيل رؤيتهم للمستقبل‬ ‫مستمرة تبذلها لجان المقاومة لصياغة‬ ‫المقاومة‪ ،‬لعبت دورا مهما في ثورة‬
‫باستمرار من خالل الممارسات الناشطة‬ ‫»مواثيق سياسية« لتوحيد مجموعات‬ ‫ديسمبر ‪ 2018‬التي أسقطت نظام‬
‫إلى جانب األزمات التي تتكشف‪ .‬تتجاوز‬ ‫الشابات والشباب في جميع أنحاء البالد‪.‬‬ ‫البشير في أبريل ‪ .2019‬تم إجراء المسح‬
‫هذه الدراسة مفهوم نشاط الشباب كرد‬ ‫يتضح من المسح أن حركة الشباب تبرز‬ ‫من سبتمبر إلى نوفمبر ‪ .2021‬تزامن‬
‫فعل سلبي على القمع أو الترقب‬ ‫اآلن كفاعل سياسي جديد‪ ،‬في ظل‬ ‫ذلك مع االنقالب الذي قاده اللواء‬
‫السياسي المجرد‪ ،‬وتوثق وكالة الشابات‬ ‫الجمود السياسي الذي طال أمده والذي‬ ‫البرهان‪ ،‬والذي تم تنفيذه في ‪ 25‬أكتوبر‬
‫والشباب وتجاربهم اليومية بهدف فهم‬ ‫يهيمن على المشهد السياسي في‬ ‫‪ 2021‬وأسفر عن اإلطاحة بالحكومة‬
‫الخيال السياسي للشابات والشباب‬ ‫السودان‪ ،‬وهو فاعل ال يمكن أن تتجاهله‬ ‫االنتقالية التي يقودها المدنيون وإنهاء‬
‫فيما يتعلق بتأطير مستقبلهم الشخصي‬ ‫الجهات الفاعلة السياسية األخرى‪ ،‬سواء‬ ‫ترتيب تقاسم السلطة مع األحزاب‬
‫والتزامهم بالتحول االجتماعي في‬ ‫كانت جهات وطنية أو إقليمية أو دولية‪.‬‬ ‫السياسية التي تقودها قوى إعالن‬
‫مجاالت توفير الخدمات االجتماعية‬ ‫الحرية والتغيير‪ .‬خرجت المظاهرات‬
‫لمجتمعاتهم المحلية وكذلك لوطنهم‬ ‫المناهضة للحكومة بقيادة مجموعات‬
‫ككل‪.‬‬ ‫شبابية غاضبة وأحزاب معارضة على‬
‫الفور إلى الشوارع‪ ،‬متجاهلة حالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬للمطالبة بالعودة إلى الحكم‬
‫المدني‪.‬‬

‫لمزيد من المعلومات‪:‬‬
‫‪https://mena.fes.de/ar/topics/youth-study‬‬
‫‪https://sudan.fes.de‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫الديمقراطيــة وحقــوق اإلنســان‬

‫ّ‬
‫والشباب‬ ‫ّ‬
‫الشابات‬
‫في السودان‬

‫دراسة الشباب في الشرق األوسط‬


‫وشمال أفريقيا‪ :‬تحليل للنتائج‬
‫ال م ح ت وي ات‬

‫جدول المحتويات‬

‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫‪1‬‬

‫‪3‬‬ ‫المنهجية‬ ‫ ‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫ت‬
‫أخذ العينات وجمع البيانا ‬ ‫‪1.2‬‬
‫‪3‬‬ ‫الخصائص الديمغرافية للعين ة‬ ‫‪2.2‬‬

‫‪5‬‬ ‫القطري‬
‫‪ 3‬السياق ُ‬

‫‪7‬‬ ‫‪ 4‬إرث السياسات االقتصادية االستخراجية وتقهقرها ‬


‫‪7‬‬ ‫ شابات وشباب السودان‪ :‬االقتصاد وانعدام األمن المعيشي ‬ ‫‪1.4‬‬
‫‪9‬‬ ‫مواجهة فرص الحياة االجتماعية واالقتصادية القاسية ‬ ‫‪2.4‬‬

‫‪11‬‬ ‫حركة شبابية تضغط من أجل نقلة نوعية في السياسة‬ ‫ ‬


‫‪5‬‬
‫‪11‬‬ ‫ارتباط الشابات والشباب بالسياسة‬ ‫‪1.5‬‬
‫‪12‬‬ ‫الشابات والشباب في العصر الرقمي‬ ‫‪2.5‬‬
‫‪13‬‬ ‫المشاركة االجتماعية والسياسية‬ ‫‪3.5‬‬
‫‪14‬‬ ‫نحو نموذج سياسي جديد‬ ‫‪4.5‬‬

‫‪17‬‬ ‫ الخاتمة‬
‫‪6‬‬
‫‪20‬‬ ‫المراجع‬ ‫ ‬
‫‪21‬‬ ‫ت‬
‫قائمة المختصرا ‬ ‫ ‬
‫‪21‬‬ ‫قائمة األشكال‬ ‫ ‬

‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬

‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫ساهمت سياسات التحرير االقتصادي وخصخصة الشركات‬ ‫ُيعتبرالسودان مجتمعا متنوعا للغاية‪ .‬ويتجلى هذا التنوع في‬
‫المملوكة للدولة وإساءة استخدام أموال النفط في تشويه سوق‬ ‫التركيبة االثنية للبلد وأديانه وثقافاته ولغاته المنطوقة‪ .‬وتعلن‬
‫العمل وتفاقم البطالة بين األجيال الشابة في السودان‪ .‬ونجد‬ ‫قطاعات مختلفة من السكان انتمائهم إلى اإلسالم والمسيحية‬
‫حاليا أن غالبية الشابات والشباب إما مولودون أو متعلمون في‬ ‫و»الديانات األخرى«‪ .‬ويستمر عدم التجانس الديني بسبب‬
‫ظل نظام اإلنقاذ اإلسالمي الذي حكم بين ‪ 1989‬و‪.2019‬‬ ‫االنقسامات الطائفية داخل اإلسالم‪ ،‬الذي يعد الدين الذي تعتنقه‬
‫أغلبية السكان‪ .‬وتشترك قطاعات مختلفة من السكان أيضا في‬
‫حدد عدد من الدراسات الشابات والشباب كعامل تغيير محتمل‪،‬‬ ‫أنظمة قيم متنوعة وتدعم هياكل سياسية محلية متعددة وتنخرط‬
‫ال سيما في البلدان التي اضطرت إلى تحمل الحكم االستبدادي‪.‬‬ ‫في ممارسة أنشطة ومهن اقتصادية مختلفة‪.‬‬
‫تولى الشباب‪ ،‬في عدد من بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال‬
‫أفريقيا‪ ،‬زمام المبادرة في االحتجاجات في الشوارع والسياسة‬ ‫كان يحكم السودان حكومة مدنية وعسكرية من عام ‪ 1956‬إلى‬
‫ضد األنظمة االستبدادية‪ .‬ويعتبر السودان من بين البلدان‬ ‫عام ‪ 1989‬حافظت على وحدة البالد على الرغم من الصراعات‬
‫التي غذى فيها الشباب التكهنات حول األسباب التي تجعل من‬ ‫المستمرة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فقد انتقل السودان إلى فترة مختلفة‬
‫الديناميكيات السياسية الحالية متأثرة شديد التأثر بأجندة الشباب‬ ‫تماما مع سيطرة مجموعة عسكرية إسالمية متطرفة على‬
‫وقيادتهم‪ .‬وتدرج هذه الدراسة مشاركة حركة الشباب في السياق‬ ‫السلطة في يونيو ‪ .1989‬وانفصل جنوب السودان في عام‬
‫االجتماعي والسياسي األوسع للبالد عند التطرق إلى هذه‬ ‫‪ 2011‬تاركا بقية البالد تعيش صراعات طويلة األمد ودكتاتوريات‬
‫القضية‪ .‬تركز هذه الدراسة على مجموعات الشباب كجهات فاعلة‬ ‫عسكرية وتدهور اقتصادي وفشل للدولة‪.‬‬
‫محتملة وفاعلة للتغيير في السودان‪ .‬كما تستكشف الدراسة‬
‫الوضعية االقتصادية للشابات والشباب ووجهات نظرهم بشأن‬ ‫في عام ‪ ،2008‬بلغت نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين‬
‫العمل والرفاه‪ ،‬كما تسلط الضوء على آرائهم بشأن المشاكل‬ ‫‪ 15‬و‪ 24‬عاما ‪ 19.8‬في المائة من مجموع سكان السودان البالغ‬
‫السياسية الحالية ودوافعهم للمشاركة في األنشطة السياسية‪.‬‬ ‫عددهم ‪ 39.1‬مليون نسمة‪ .‬وبلغت نسبة الشباب الذين تتراوح‬
‫أعمارهم بين ‪ 15‬و‪ 39‬عاما ‪ 27.7‬في المائة‪ .‬ويمثل الشباب‬
‫البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 20‬و‪ 45‬سنة نحو ‪ 45‬في‬
‫المائة من مجموع السكان‪ .‬وعلى الرغم من حجمها السكاني‪ ،‬تعد‬
‫فئة الشباب مستبعدة إلى حد كبير من العمليات السياسية في‬
‫السودان وغير قادرة على المساهمة في النقاشات السياسية‬
‫وصنع السياسات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ال م ن ه ج ي ة‬

‫‪2‬‬

‫المنهجية‬

‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 16‬و‪ 30‬عاما‪ .‬وأجريت جميع المقابالت باللهجة‬ ‫ترى مؤسسة فريدريش إيبرت أن الشابات والشباب يضطلعون‬
‫العربية المحلية‪ .‬كما أجريت المقابالت في منازل المستجيبين‬ ‫بدور أساسي في التنمية الديمقراطية في المنطقة وتحرص على‬
‫أو في األماكن العامة‪ ،‬مثل المقاهي والمراكز المجتمعية وما‬ ‫تعزيز إمكاناتهم لبدء التغيير في عالم السياسة وفي مستويات‬
‫شابه ذلك‪ .‬وكان من المهم أن يشعر المستجيبون بالراحة وتم‬ ‫المجتمع المختلفة‪ .‬كما تسعى مؤسسة فريدريش إيبرت‪ ،‬بناء‬
‫اختيار مواقع إجراء المقابالت على هذا األساس‪ .‬وتم جمع‬ ‫على نتائج مسح طويل األمد تم إطالقه في عام ‪ ،2016‬إلى‬
‫البيانات في المقابالت التي تم إجراؤها وجها لوجه باستخدام‬ ‫تقديم نظرة ثاقبة حول وضع الشابات والشباب في منطقة‬
‫تكنولوجيا إجراء المقابالت الشخصية بمساعدة الكمبيوتر (‪.)CAPI‬‬ ‫الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ .‬وأطلقت مؤسسة فريدريش‬
‫وتم نقل البيانات التي تم جمعها وتخزينها في قاعدة بيانات‬ ‫إيبرت في عام ‪ 2021‬ثاني مسح تمثيلي واسع النطاق في‬
‫تكنولوجيا إجراء المقابالت الشخصية بمساعدة الكمبيوتر »‪«CAPI‬‬ ‫الجزائر ومصر والعراق واألردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين‬
‫المركزية‪ .‬وأثناء العمل الميداني‪ ،‬قامت شركة »‪،«Kantar Public‬‬ ‫والسودان وبين الالجئين السوريين في لبنان‪ ،‬وكذلك في تونس‬
‫وهي شركة متخصصة في مجال البحث واألدلة واالستشارات‪،‬‬ ‫واليمن‪ .‬وتبني دراسة مؤسسة فريديريش إيبرت في منطقة‬
‫بالتحقق من صحة البيانات باستخدام مجموعات من البيانات‬ ‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا على أساس الشابات والشباب‪،‬‬
‫المؤقتة عبر ترتيب القيم بـ‪ Excel‬و‪( SPSS‬برمجية إحصائية)‪.‬‬ ‫من خالل ‪ 1000‬مقابلة معمقة أجريت لكل بلد‪ ،‬قاعدة بيانات‬
‫وأجرت ‪ Kantar Public‬وجامعة اليبزيغ‪ ،‬بالتوازي مع ذلك‪ ،‬التثبت‬ ‫كبيرة من اإلجابات لحوالي ‪ 200‬سؤال يتعلق بالخلفية الشخصية‬
‫النهائي الشامل للبيانات‪ .‬ولضمان أن تعكس الهيكلية النهائية‬ ‫لألشخاص الذين تمت مقابلتهم وآرائهم حول مجموعة متنوعة‬
‫لتحديد العينات تركيبة المجتمع اإلحصائي للمسح‪ ،‬تم تقليل‬ ‫‪1‬‬
‫من المواضيع‪.‬‬
‫االختالفات مع الترجيح العاملي »‪ .«factorial weighting‬وتم‬
‫ترجيح بيانات المسح بالنسبة لجميع الفئات المستهدفة‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بالمتغيرات الهيكلية للعمر والنوع االجتماعي والمنطقة‪،‬‬
‫استنادا إلى اإلحصائيات المتاحة‪.‬‬ ‫‪ 1.2‬أخذ العينات وجمع البيانات‬

‫تم اختيار طريقة تحديد العينة بناء على الحصة على الصعيد‬
‫الوطني‪ ،‬ألسباب تتعلق بالجدوى‪ ،‬بهدف إجراء ‪ 1000‬مقابلة‬
‫‪ 2.2‬الخصائص الديمغرافية للعينة‬ ‫لكل بلد‪ .‬ويعتبر حجم العينة هذا ممثال بشكل كاف للمجموعة‬
‫المستهدفة وكذلك للمجموعات الفرعية االجتماعية والديموغرافية‬
‫كان ‪ 46‬في المائة من السكان الذين شملهم المسح يقيمون‬ ‫واإلقليمية (على سبيل المثال‪ ،‬العمر والنوع االجتماعي ومستوى‬
‫في مدن كبيرة (أكثر من ‪ 500 000‬نسمة) و ‪ 33‬في المائة في‬ ‫التعليم)‪ .‬وفي السودان‪ ،‬كانت الجمعية اإلحصائية السودانية‬
‫مدن متوسطة الحجم (‪ 500 000 - 100 000‬نسمة) ومدن صغيرة‬ ‫هي المعهد المحلي المسؤول عن العمل الميداني وتحديد‬
‫(‪ 100 000 - 20 000‬نسمة) و‪ 21‬في المائة في مدن ريفية ‪/‬‬ ‫العينة‪ .‬ولدى المعهد مجموعة راسخة من األساليب الختيار نقاط‬
‫مركزية (‪ 20 000 - 1 000‬نسمة) وقرى (‪ 1 000 - 50 000‬نسمة)‬ ‫تحديد العينات وتحديد األسر المؤهلة للمسح‪ ،‬بهدف التوزيع‬
‫ومخيمات لالجئين‪ .‬وقد تم تحديد ‪ 95‬في المائة من بين العدد‬ ‫العشوائي لعملية االختيار قدر اإلمكان‪ .‬وكان الهدف من اعتماد‬
‫اإلجمالي لألشخاص المشمولين بالمسح كـ»شابات وشباب«‬ ‫هذه األساليب هو ضمان انتشار جغرافي للمستجيبين يكون‬
‫و‪ 5‬في المائة كبالغين‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬أشار ‪ 84‬في المائة‬ ‫أقرب ما يمكن إلى توزيع المجتمع اإلحصائي للمسح في البلد‬
‫من مجموع العينة إلى أنهم كانوا في وضع عزوبية وقت إجراء‬ ‫المعني‪ .‬وقدم المعهد قائمة بنقاط تحديد العينات لكل منطقة‬
‫المسح (أعلى نسبة بين الذكور‪ 91 ،‬في المائة‪ ،‬مقارنة باإلناث‪،‬‬ ‫جغرافية‪.‬‬
‫بنسبة ‪ 77‬في المائة)‪ .‬وقال ‪ 89‬في المائة أنهم كانوا مخطوبين‬
‫(‪ 94‬في المائة بين الذكور و‪ 84‬في المائة لإلناث) وذكر ‪ 9‬في‬ ‫تم تنفيذ مرحلة العمل الميداني بين شهري سبتمبر ونوفمبر‬
‫المائة أنهم كانوا متزوجين‪ .‬وذكرت الغالبية العظمى من العينة‪،‬‬ ‫‪ .2021‬ووصل المسح في نهاية المطاف إلى ‪ 1007‬سودانيين‬

‫ّ‬
‫الشرق األوسط‬ ‫‪ 1‬لمزيد من المعلومات حول دراسة الشباب في منطقة‬
‫لمؤسسة فريدريش إيبرت‪ ،‬أنظر‪/‬ي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وشمال إفريقيا التابعة‬
‫‪https://mena.fes.de/ar/topics/youth-study‬‬

‫‪3‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫‪ 92‬في المائة‪ ،‬أنهم ليس لديهم أطفال‪ ،‬مع أعلى نسبة (‪99‬‬
‫في المائة) من بين المستجيبين في الفئة العمرية ‪20 - 16‬‬
‫سنة‪ .‬وبالنظر إلى األرقام من منظور جندري‪ ،‬فلقد أفادت ‪12‬‬
‫في المائة من المستجيبات بأن لديهن أطفال‪ ،‬بينما ذكر ‪ 4‬في‬
‫المائة من الذكور أن لديهم أطفاال‪ .‬ويبلغ متوسط حجم األسرة‬
‫المعيشية للمستجيبين ‪ 7‬أشخاص لكل أسرة معيشية مع ‪5.4‬‬
‫أشخاص تتراوح أعمارهم بين ‪ 16‬و‪ 65‬سنة‪.‬‬

‫وعندما سئلوا عن وضعهم المعيشي‪ ،‬فلقد ذكر ‪ 83‬في‬


‫المائة من المستجيبين أنهم يعيشون مع والديهم داخل نفس‬
‫األسرة المعيشية وأن ‪ 7‬في المائة فقط يعيشون مع عائلتهم‬
‫(مع شريكهم ‪ /‬دون والديهم)‪ .‬وقال أقل من ‪ 5‬في المائة إنهم‬
‫يعيشون إما بمفردهم أو مع أصدقائهم‪ .‬وفيما يتعلق بمن‬
‫يرأس األسرة المعيشية‪ ،‬فلقد ذكر ‪ 69‬في المائة أن رب األسرة‬
‫المعيشية هو أبوهم وذكر ‪ 17‬في المائة أن أمهم هي التي‬
‫ترأس األسرة المعيشية وذكر ‪ 14‬في المائة أنهم هم أنفسهم‬
‫رب األسرة المعيشية وذكر ‪ 12‬في المائة أن »شخصا آخر« هو‬
‫رب األسرة المعيشية‪ .‬وأجاب أقل من ‪ 5‬في المائة بأن الزوج ‪/‬‬
‫الزوجة هو رب األسرة المعيشية (كان من الممكن تقديم إجابات‬
‫متعددة)‪ .‬وتمشيا مع ديناميكيات أو آراء األسرة األكثر تقليدية‪،‬‬
‫فلقد ذكرت نسبة كبيرة من المستجيبات (‪ 67‬في المائة) أن‬
‫آباءهن‪-‬هم أرباب األسر المعيشية‪ ،‬بينما أفاد ‪ 22‬في المائة فقط‬
‫أن أمهاتهم هن ربات األسر المعيشية‪ .‬وعندما طلب منهم تقديم‬
‫تقييم واسع النطاق لحالة عائالتهم في وقت إجراء المسح‪ ،‬فلقد‬
‫أفادت األغلبية الساحقة من المستجيبين أن وضعهم العائلي‬
‫جيد جدا (‪ 17‬في المائة) أو جيد إلى حد ما (‪ 55‬في المائة)‪ .‬وكان‬
‫المستجيبون ينظرون إلى الوضع قبل خمس سنوات على أنه‬
‫أفضل حينها‪ ،‬حيث ذكر ‪ 37‬في المائة إنه كان جيدا جدا وقال ‪39‬‬
‫في المائة إنه كان جيدا إلى حد ما في عام ‪.2016‬‬

‫ذكرت غالبية المستجيبين (‪ 61‬في المائة) أنهم طالب ‪ /‬يتعلمون‬


‫في المدارس ومعظمهم (‪ 70‬في المائة) طالب جامعيون‪.‬‬
‫وتتعمق الدراسة على نطاق واسع في الجوانب المرتبطة بـ‪)1( :‬‬
‫السياق العام للبلد وتنوعه وهياكل الحكم‪ ،‬و(‪ )2‬الوضع االقتصادي‬
‫للشابات والشباب في السودان‪ ،‬وتسليط الضوء على التحديات‬
‫والفرص التي يواجهها الشباب‪ ،‬و(‪ )3‬الديناميكيات السياسية‬
‫وأشكال المشاركة المدنية للشابات والشباب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ال س ي اق ال ُق ط ري‬

‫‪3‬‬

‫القطري‬
‫السياق ُ‬

‫تمثلت فترة العمل الميداني التي أجري خاللها المسح في‬ ‫من المهم التأكيد مجددا على أنه في أعقاب ثورة ديسمبر ‪2018‬‬
‫السودان في الفترة الممتدة من سبتمبر إلى نوفمبر ‪.2021‬‬ ‫التي أطاحت برئيس الدولة‪ ،‬الرئيس عمر البشير‪ ،‬واجه شابات‬
‫وشباب السودان سياقا شكل مالمحه اإلرث التراكمي السلبي‬
‫تزامن ذلك مع االنقالب الذي قاده اللواء البرهان‪ ،‬والذي تم‬ ‫لحكم ‪ 30‬عاما لنظام اإلنقاذ اإلسالمي من ‪ 1989‬إلى ‪.2019‬‬
‫تنظيمه في ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2021‬وأنهى الشراكة بين الذراع المدنية‬
‫لمجموعة قوى إعالن الحرية والتغيير (‪ )FFC‬والجيش ودمر الوثيقة‬ ‫تعتبر فرص الشباب في الحياة محدودة‪ .‬إذ يطلب منهم المشاركة‬
‫الدستورية‪ .‬وأعقب االنقالب إعالن حكومة األمر الواقع التي‬ ‫في حرب الجهاد والتجنيد القسري ويتم إرسالهم إلى مناطق‬
‫تضم ممثلين عن الحركات المسلحة (الموقعين على اتفاق جوبا‬ ‫الحرب‪ 2.‬وكان التوسع في التعليم العالي يعني أن اآلالف من‬
‫للسالم) وأفراد من الجيش‪.‬‬ ‫الخريجين كانوا قادرين على التخرج‪ ،‬غير أنهم تركوا في نهاية‬
‫المطاف دون وظائف في خضم سياسات التحرير االقتصادي‬
‫تم إجراء الجزء األكبر من المسح (‪ 94‬في المائة) قبل االنقالب‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫العدوانية والخصخصة‪.‬‬
‫البد وأن العديد من الذين كانوا جزءا من العينة قد اضطلعوا بدور‬
‫نشط في المظاهرات التي قادتها لجان المقاومة‪.‬‬ ‫لم تتراجع مقاومة الشابات والشباب لنظام اإلنقاذ االستبدادي‬
‫وبلغت ذروتها في ثورة ديسمبر ‪ ،2018‬والتي أظهرت من نواح‬
‫كثيرة المعارضة القوية للشابات والشباب للتلقين الديني والحكم‬
‫االستبدادي‪.‬‬

‫يعزى الدور الحاسم في ثورة ديسمبر ‪ 2018‬واإلطاحة بعمر‬


‫البشير من السلطة إلى حركة الشباب السوداني‪ .‬وبينما حققت‬
‫الحكومة االنتقالية بقيادة عبد الله حمدوك بعض التقدم فيما‬
‫يتعلق باالقتصاد‪ ،‬فإن انقالب أكتوبر ‪ 2021‬عكس المكاسب‬
‫التي تحققت في ‪ 2021 - 2019‬وأعاد البالد إلى أيام االستبداد‬
‫اإلسالمي للبشير‪.‬‬

‫‪ 2‬تم تجنيد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 18‬و‪ً 35‬‬


‫عاما للقيام بالخدمة‬
‫الوطنية‪ ،‬ووجد الكثيرون أنفسهم مجندين لالنضمام إلى قوات الجهاد (الحرب‬
‫المقدسة) التي تقاتل متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان (‪.)SPLM‬‬

‫مؤخرا أطباء ومهندسين ينشئون مقهى مع‬


‫ً‬ ‫‪ 3‬أظهر هاشتاج واسع االنتشار‬
‫الفتة تحمل اسم خسارة قرايتي (خسارة كان تعليمي)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫الشكل ‪1‬‬
‫عمر المشاركين الذين شملهم المسح‬

‫يتضح من الشكل أعاله أن عينة المسح تمثيلية بشكل عام‬


‫لشابات وشباب السودان‪ .‬ويمثل الشباب والشابات الذين‬
‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 16‬و‪ 20‬سنة ‪ 39‬في المائة‪ ،‬في حين‬
‫يشكل الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين ‪21‬‬
‫و‪ 25‬سنة ‪ 33‬في المائة‪ ،‬ويمثل الشباب والشابات الذين تتراوح‬
‫أعمارهم بين ‪ 26‬و‪ 30‬سنة ‪ 28‬في المائة من مجموع العينة‪.‬‬
‫يتوافق هذا مع المعلومات السكانية المتاحة على الصعيد‬
‫الوطني‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إرث ال س ي اس ات االق ت ص ادي ة االس ت خ راج ي ة وت ق ه ق ره ا‬

‫‪4‬‬

‫إرث السياسات االقتصادية االستخراجية‬


‫وتقهقرها‬
‫لجأت حكومة الخرطوم إلى تعدين الذهب واستخراج المعادن‬
‫ّ‬
‫الشكل ‪2‬‬
‫األخرى للتعويض عن خسائر عائدات النفط‪ .‬وقد عززت التدابير‬
‫معدل البطالة بين ‪ 2012‬و‪2021‬‬
‫االقتصادية األخرى التي تم اتخاذها في فترة ما بعد االنفصال‬
‫بعد عام ‪ 2011‬الطابع الريعي لالقتصاد والطبيعة الزبائنية للنظام‬
‫السياسي‪ .‬وبدال من معالجة األسباب الهيكلية والجذرية للركود‬
‫االقتصادي‪ ،‬فلقد كان نظام البشير االستبدادي أكثر اهتماما‬
‫بالمصالح قصيرة األمد وحصل على التمويل الالزم للحفاظ‬
‫على شبكات المحسوبية القائمة على الريع‪ .‬ولم يكن القصد‬
‫من هذه السياسات والجهود اإلصالح الهيكلي لالقتصاد‪ ،‬بل‬
‫ضمان توافر التمويل الالزم لجهاز أمني عسكري متقن بغرض‬
‫تأمين دعم الشبكات الزبائنية وشراء أحزاب المعارضة المنشقة‬
‫والجماعات المتمردة‪ .‬وأظهرت هذه االستراتيجية أنه من شأن‬
‫الريع المتاح للنظام أن يكون أداة فعالة لعرقلة أو حتى منع‬
‫التحول الديمقراطي‪ .‬أدى تضاؤل موارد الريع إلى جعل النظام‬
‫يواجه خيارات صعبة ويتوجه نحو إلغاء الدعم على الوقود والخبز‪،‬‬
‫أال وهي الخطوة التي أثارت احتجاجات واسعة النطاق أدت في‬
‫النهاية إلى سقوطه في أبريل ‪ .2019‬ومع ذلك‪ ،‬حتى بعد‬
‫اإلطاحة بالبشير من السلطة‪ ،‬فإن الوضع االقتصادي لم يتحسن‬
‫وواجه الشابات والشباب على وجه الخصوص ظروفا صعبة‪.‬‬

‫‪ 1.4‬شابات وشباب السودان‪ :‬الظروف المالية‬


‫وانعدام األمن المعيشي‬

‫تأثرت بعض قطاعات الخدمات االجتماعية والعمالة سلبا مع‬


‫توجيه الموارد إلى تمويل الحرب وإبقاء النظام في السلطة‪.‬‬
‫ومن المفارقات أن هذا الوضع لم يتغير حتى بعد أن أطاحت ثورة‬
‫ديسمبر بالبشير‪ .‬وتتمثل أحد أسباب ذلك في أن اإلصالحات‬
‫االقتصادية التي أدخلتها الحكومة االنتقالية التي يقودها‬
‫المدنيون في ‪ 2021 - 2019‬تستغرق وقتا لتؤتي ثمارها‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫ليس من قبيل المصادفة أن مستويات البطالة‪ ،‬كما هو مبين‬
‫‪4‬‬
‫أدناه‪ ،‬قد ارتفعت إلى مستويات أعلى خالل الفترة االنتقالية‪.‬‬

‫‪ 4‬بما أن النظام لم يتمكن من توزيع األرباح من الريع على الجميع‪ ،‬وال سيما بعد‬
‫انفصال جنوب السودان في عام ‪ ،2011‬فقد كان عليه أن حصر قسمة تلك‬
‫األرباح على مجموعة فرعية من ناخبيه وقمع اآلخرين‪ ،‬بما في ذلك من خالل‬
‫تعزيز أجندة عسكرية لحل الصراعات السياسية وما إلى ذلك‪ ,‬وأصبح اللجوء‬
‫مرة أخرى إلى القمع السياسي والصراع ‪ -‬الذي وجد أنه مفيد للغاية في إعاقة‬
‫الديمقراطية ‪ -‬استراتيجية »عقالنية« لمثل هذا النظام‪ .‬لمزيد من التفاصيل‪،‬‬
‫االطالع على البطحاني‪.2017 ،‬‬
‫ّ‬ ‫يرجى‬

‫‪7‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫لقد أدى نقص فرص العمل للشباب وتدهور الخدمات في‬ ‫يعتمد عمل الشابات والشباب اعتمادا كبيرا على الحالة العامة‬
‫المناطق المهمشة وانسداد األفق السياسي إلى خلق أرض‬ ‫لالقتصاد‪ .‬ولقد ترتب عن تواصل الصراع على مدى عقدين‪ ،‬بين‬
‫خصبة للصراع‪ .‬وليس من قبيل المصادفة أن يتزامن اندالع‬ ‫عامي ‪ 1983‬و‪ ،2005‬أثر سلبي كبير على نمو وتطور االقتصاد‪،‬‬
‫الصراعات العنيفة على نطاق واسع في دارفور مع الطفرة‬ ‫إلى أن زادت صادرات النفط في عام ‪ 1999‬وتم توقيع اتفاق‬
‫النفطية واتفاق السالم الذي تم توقيعه مع حركة التمرد الجنوبية‬ ‫السالم الشامل في عام ‪ .2005‬وبلغ متوسط النمو االقتصادي‬
‫في عام ‪.2005‬‬ ‫في السودان حوالي ‪ 7‬في المائة سنويا بين عامي ‪2000‬‬
‫و‪ ،2006‬ويقدر بنسبة ‪ 10‬في المائة في عام ‪ ،2007‬مما يجعله‬
‫ووفقا لتقرير وزير العمل والموارد البشرية السوداني المقدم‬ ‫من بين أعلى المعدالت في القارة األفريقية (‪World Bank‬‬
‫إلى البرلمان‪ ،‬فلم يتجاوز معدل توظيف خريجي الجامعات ‪2.6‬‬ ‫‪ .)2008‬وتظهر النتائج أنه ال تزال فرص العمل الرئيسية في جميع‬
‫في المائة و‪ 1.9‬في المائة بالنسبة لخريجي المدارس الثانوية‪،‬‬ ‫أنحاء شمال السودان هي قطاع الزراعة ‪ /‬الثروة الحيوانية ومؤخرا‬
‫مما ترك مائة ألف خريج عاطلين عن العمل‪ .‬وفي إشارة إلى‬ ‫قطاع البناء والخدمات‪ .‬وتبلغ القدرة على استيعاب اليد العاملة‬
‫زيادة أعداد العمال األجانب‪ ،‬فلقد انتقد وزير العمل تفضيل‬ ‫أعلى المستويات في قطاع زراعة المحاصيل والبستنة (‪ 27‬في‬
‫العمال األجانب على العمال السودانيين‪ ،‬وال سيما بين الشابات‬ ‫المائة) تليها تجارة الجملة والتجزئة وإصالح السيارات وقطاعات‬
‫والشباب (‪ .)Elaph 2013‬وتزامن نشر هذه المعلومات مع تقرير‬ ‫البناء (‪ .)CBS 2009‬ويمكن أن يؤدي اتخاذ قرارات متوازنة فيما‬
‫للبنك الدولي يفيد بأن السودان قد سجل أعلى معدل تضخم‬ ‫يتعلق باالستثمار الكثيف العمالة في الزراعة واألنشطة الريفية‬
‫في العالم (‪ .)Elaph 2013‬ووفقا آلخر تعداد للسكان في عام‬ ‫غير الزراعية إلى خلق فرص عمل فورية قصيرة األمد‪ ،‬والتي يمكن‬
‫‪ ،2009‬فإن أكثر من ‪ 19.5‬في المائة من جميع السودانيين تتراوح‬ ‫للشابات والشباب الوصول إليها بسهولة أكبر‪ .‬وهو ما من شأنه‬
‫أعمارهم بين ‪ 15‬و‪ 24‬سنة‪ ،‬أي ما يعادل حوالي ‪ 5.6‬مليون‬ ‫أن يؤدي بدوره‪ ،‬إذا ما اقترن باستراتيجيات التنمية االقتصادية‬
‫شخص (‪ .)CBS 2009‬مع استمرار نمو إجمالي سكان السودان‬ ‫المحلية المناسبة‪ ،‬إلى زيادة في أنواع الوظائف المتاحة وفي‬
‫وتجربة التحول الديمغرافي‪ ،‬سيواجه البلد بال شك ضغوطا‬ ‫استدامة العمالة على حد السواء‪ .‬وكشفت دراسة أجراها برنامج‬
‫متزايدة فيما يتعلق بخلق فرص العمل خاصة للشابات والشباب‪.‬‬ ‫األمم المتحدة اإلنمائي أيضا عن وجود عدم تطابق خطير بين‬
‫وقد تم استقاء هذا بوضوح من خالل الدراسة‪ ،‬كما هو مبين في‬ ‫المهارات التي تنتجها مؤسسات التدريب ‪ /‬التعليم القائمة في‬
‫الرسم البياني أدناه‪.‬‬ ‫البلد والمهارات التي يتطلبها سوق العمل‪ .‬وال شك أن ذلك‬
‫يشكل عامال هاما يساهم في ارتفاع معدل البطالة بين الشابات‬
‫والشباب (‪.)UNDP 2011‬‬

‫ّ‬
‫الشكل ‪3‬‬
‫مجاالت انعدام األمن‬
‫حد َما؟‬
‫األمن ِإلى ِّ‬ ‫شعر ِب ْ َ‬
‫اأْل ْمن ِإلى ِّ‬
‫حد َما أو ِبانْ عدام ْ‬ ‫هل تَ ُ‬

‫المقياس ‪ :‬من ‪ = 1‬غير آمن على اإلطالق إلى ‪ =10‬آمن تماما‬

‫‪8‬‬
‫إرث ال س ي اس ات االق ت ص ادي ة االس ت خ راج ي ة وت ق ه ق ره ا‬

‫ما هي الخطوات االقتصادية التي يشعرون أنه يمكن‬ ‫من الواضح أن الشابات والشباب أكثر اهتماما بالقضايا المتعلقة‬
‫اتخاذها لمعالجة الوضع؟‬ ‫بالصحة والحصول على الغذاء ومستقبل العائلة‪ .‬ترسم التقارير‬
‫األخيرة الصادرة عن برنامج األغذية العالمي (‪ )WFP‬صورة قاتمة‬
‫على غرار الدراسات التي أجريت في بلدان أخرى في المنطقة‪،‬‬ ‫فيما يتعلق باألمن الغذائي في السودان‪ .‬في عام ‪،2019‬‬
‫فلقد عرف معظم المستجيبين أنفسهم وعائالتهم باالنتماء إلى‬ ‫تشير التقديرات إلى أن حوالي ‪ 6.2‬مليون شخص في السودان‬
‫نفس الطبقة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬اعتبر ‪ 54‬في المائة أنفسهم‬ ‫يواجهون انعدام األمن الغذائي وارتفع هذا الرقم إلى حوالي‬
‫أعضاء في الطبقة العاملة و‪ 32‬في المائة يعتبرون نفسهم‬ ‫‪ 9.8‬مليون في عام ‪ .2021‬وتشير التوقعات لعام ‪ 2022‬بوصول‬
‫غير منتمين لهذه الطبقة في حين قال ‪ 14‬في المائة أنهم ال‬ ‫هذا الرقم إلى ‪ 40‬في المائة من السكان‪ ،‬أي ‪ 18‬مليون شخص‬
‫يعرفون الطبقة التي ينتمون إليها‪ .‬عند موقعة عائالتهم من حيث‬ ‫(‪ .)WFP 2022‬قدم برنامج األغذية العالمي عدة أسباب لذلك‪،‬‬
‫التسلسل الهرمي الطبقي‪ ،‬أظهرت نتائج المسح أن ‪ 1‬في المائة‬ ‫مشيرا إلى التأثير السلبي لجائحة كوفيد‪19-‬والصراعات العنيفة‬
‫من المستجيبين ينظرون إلى عائالتهم كأثرياء و‪ 32‬في المائة‬ ‫المستمرة وضعف المحاصيل والحرب على أوكرانيا هي من‬
‫رأوا أنهم جزء من الطبقة الوسطى العليا و‪ 48‬في المائة قالوا‬ ‫األسباب التي تدفع بأسعار المواد الغذائية إلى االرتفاع‪ .‬وبينما‬
‫الطبقة الوسطى الدنيا و‪ 16‬في المائة رأوا أن عائالتهم فقيرة‬ ‫يلمح برنامج األغذية العالمي إلى الوضع الحالي في السودان‪،‬‬
‫و‪ 2‬في المائة يرونهم كعائالت معوزة و‪ 1‬في المائة لم يعرفوا‪.‬‬ ‫فإننا نؤكد أن انعدام األمن الغذائي يتعمق ويسعى إلى كشف‬
‫أزمة سياسية واقتصادية طويلة األمد‪.‬‬

‫ما يصعب على بعض الشابات والشباب السوداني تقبله‪ ،‬مثل‬


‫‪ 2.4‬التطرق إلى فرص الحياة االجتماعية‬ ‫غيرهم من الشابات والشباب في بلدان الشرق األوسط وشمال‬
‫واالقتصادية الفقيرة‬ ‫أفريقيا األخرى‪ ،‬هو أن وضعهم لم يتحسن على الرغم من التغيير‬
‫الذي طرأ على الحكومة والدور الذي لعبه في إحداث هذا التغيير‪.‬‬
‫لعبت مجموعات الشابات والشباب خالل ثورة ديسمبر من‬ ‫وعند تقييم الحالة االقتصادية لعائالتهم اليوم مقارنة بما كانت‬
‫عام ‪ 2018‬دورا أساسيا في تنظيم الحمالت والتعبئة وتنظيم‬ ‫عليه قبل خمس سنوات‪ ،‬رأى ‪ 28‬في المائة من المستجيبين أن‬
‫االحتجاجات في الشوارع ضد الحكم اإلسالمي‪ .‬كان عدد كبير من‬ ‫وضعية عائالتهم سيئة للغاية ‪ /‬سيئة إلى حد ما اليوم مقارنة‬
‫الشابات والشباب‪ ،‬معظمهم تقريبا‪ ،‬جزءا من لجان المقاومة‪.‬‬ ‫بنسبة ‪ 24‬في المائة الذين صرحوا أن وضعية عائالتهم كانت‬
‫ولقد ساعد هذا التطور‪ ،‬من بين عوامل أخرى‪ ،‬على رفع مكانة‬ ‫سيئة للغاية ‪ /‬سيئة إلى حد ما منذ خمس سنوات‪ .‬وهذا وضع‬
‫الشابات والشباب كالعبين مؤثرين في السياسة في مسار‬ ‫محبط ال يمكن إنكاره بالنسبة للشابات والشباب الذين شملهم‬
‫االحتجاجات المستمرة في الشوارع‪.‬‬ ‫المسح‪.‬‬

‫ّ‬
‫الشكل ‪4‬‬
‫خطط الهجرة الشخصية‬
‫ما هو أفضل وصف لحالتك؟‬

‫‪9‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫يطرح االستبيان السؤال عن الهجرة إلى بلد آخر‪ .‬وفيما يتعلق‬


‫بالهجرة الداخلية (من الريف إلى الحضر)‪ ،‬تبين دراسة حديثة أن‬
‫الهجرة من المناطق الريفية والقرى إلى المدن والبلدات هي‬
‫األكثر شيوعا بين الشابات والشباب (‪ 34‬في المائة)‪ .‬وتبلغ نسبة‬
‫الشبان إلى الشابات من سكان الريف إلى سكان الحضر ‪9:6‬‬
‫للشبان مقابل ‪ 11:6‬للشابات‪ .‬وهو ما يؤكد من جديد تحيز الذكور‬
‫في هجرة اليد العاملة‪ .‬وتعد الفجوة بين الجنسين في مشاركة‬
‫الشابات والشباب في العمل (‪ 24 - 15‬سنة) واسعة للغاية‪ ،‬إذ‬
‫تبلغ نسبة المشاركة ‪ 44‬في المائة بين السكان الذكور و‪ 17‬في‬
‫المائة فقط بين السكان اإلناث (‪.)UNDP 2011‬‬

‫شعر الكثيرون باإلحباط بسبب قساوة الجهاز األمني وضعف‬


‫أداء الحكومة االنتقالية التي يقودها حزب القوى الديمقراطية‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فمن المفهوم أن البعض فضل الهجرة‪ ،‬بينما أصر‬
‫آخرون على البقاء في السودان‪ .‬وقد ساهم شعار الحصة وطن‬
‫(واجبنا هو وطننا) وهنبنيه (سنبنيه) في هذا التصميم على البقاء‬
‫في السودان ونبذ من يرغب في الهجرة‪ .‬كما تؤثر شعارات الحملة‬
‫هذه على الشابات والشباب خارج حدود السودان‪.‬‬

‫وعموما‪ ،‬يفضل الشباب والشابات السوداني البقاء في‬


‫الوطن‪ ،‬عاقدين العزم على إحداث التغيير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من الناحية‬
‫الواقعية‪ ،‬كلما عزز الجيش سلطته وأعاد الجهاز األمني اإلسالمي‬
‫سيئ السمعة وكلما تم إغالق المزيد من الفرص االقتصادية‬
‫للشابات والشباب‪ ،‬زادت احتمالية الهجرة على نطاق واسع من‬
‫البالد‪ .‬وسيوجه هذا ضربة مدمرة للقوى االنتقالية التي تعمل‬
‫على تمهيد الطريق للحكم الديمقراطي‪.‬‬

‫اثنان من المبادئ المنسوبة إلى ثورة ديسمبر في السودان هما‬


‫ما يشير إليه الشباب والشابات باسم الحصة وطن (واجبنا هو‬
‫وطننا) وهنبنيه (سنبنيه)‪ .‬كما هو مبين في أقسام أخرى من‬
‫هذه الدراسة‪ ،‬فإن هذه الدعوات التي أطلقها الشباب والشابات‬
‫السودانيين لها آثار على حركات الشابات والشباب األخرى في‬
‫بلدان أخرى‪ ،‬وال سيما في الجنوب العالمي‪ .‬يعود االرتفاع الحاد‬
‫في عدد الشباب الذين يفيدون بأنهم »يرغبون في الهجرة« ربما‬
‫إلى آثار انقالب أكتوبر ‪ 2021‬الذي أدى إلى تعليق سلسلة من‬
‫اإلصالحات االقتصادية والمساعدة من الخارج إلعادة االقتصاد‬
‫على قدميه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ح رك ة ش ب اب ي ة ت ض غ ط م ن أج ل ن ق ل ة ن وع ي ة ف ي ال س ي اس ة‬

‫‪5‬‬

‫حركة شبابية تضغط من أجل نقلة‬


‫نوعية في السياسة‬
‫بشكل خاص و‪ 53‬في المائة لم يكونوا مهتمين بالمرة‪ .‬وبشكل‬ ‫‪ 1.5‬اهتمام الشابات والشباب بالسياسة‬
‫عام‪ ،‬أفاد ‪ 47‬في المائة من جميع الذين شملهم المسح بأنهم‬ ‫واالرتباط بها‬
‫يشاركون في السياسة‪ .‬وهذا أمر رائع بالنظر إلى التكلفة‬
‫العالية لالهتمام بالسياسة في نظام قمعي معروف بمعاملة‬ ‫خالل فترة نظام البشير‪ ،‬من ‪ 1989‬إلى ‪ ،2019‬كانت دولة الحزب‬
‫بغيضة وعدوانية للقادة الشباب والشابات‪ .5‬وعندما يتعلق األمر‬ ‫الواحد هي التي تملك السيطرة الكاملة‪ ،‬حيث كانت السياسة‬
‫بالشابات‪ ،‬فإن النسبة تقارب نصف النسبة المئوية للشبان‪ ،‬حيث‬ ‫مجاال حصريا للنخب اإلسالمية‪ .‬ونتيجة لثورة ديسمبر‪ ،‬تم كسر‬
‫قالت ‪ 6‬في المائة فقط إنهن مهتمات جدا بالسياسة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫احتكار السلطة هذا في أبريل ‪ 2019‬لكنها فشلت في جعل‬
‫فإن هذا يتناقض مع الوجود الواضح للشابات في المظاهرات‬ ‫الحكومة مسؤولة أمام الشعب‪ .‬ومهد اتفاق لتقاسم السلطة‬
‫ومخيمات االعتصام‪ .‬على الرغم من أن حوالي ‪ 58‬في المائة من‬ ‫بين قوى إعالن الحرية والتغيير والجيش الطريق أمام حكومة‬
‫اإلناث قلن إنهن غير مهتمات بالسياسة‪ ،‬إال أننا نجد أن تقاليد‬ ‫انتقالية بقيادة مدنية‪ .‬وهذا هو التحول الذي تظهر فيه نظرية‬
‫وأساطير كنداكة تلهم العديد من النساء للمخاطرة واالنخراط‬ ‫السياسة وممارستها توجهات متضاربة‪ ،‬على الرغم من أننا سنرى‬
‫في األنشطة السياسية‪ .‬ولعل أحد العوامل التي تثني النساء‬ ‫الحقا أن التوجه الطاغي بين األجيال الشابة هو رسم مسار جديد‬
‫عن اتخاذ موقف أكثر وضوحا في السياسة هو خطر التحرش‬ ‫للسياسة‪.‬‬
‫الجنسي وحتى االغتصاب الذي يواجهنه‪ .‬وفيما يتعلق بالمشاركة‬
‫السياسية‪ ،‬فيبدو عامل السن غير ذي أهمية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فلقد‬ ‫أفاد ‪ 9‬في المائة فقط‪ ،‬من بين جميع الشابات والشباب الذين‬
‫أبدى الحاصلون على تعليم عال ميال أكبر لالنخراط في السياسة‪.‬‬ ‫شملهم االستطالع‪ ،‬بأنهم مهتمون جدا بالسياسة و‪ 11‬في‬
‫المائة كانوا مهتمين فقط و‪ 28‬في المائة لم يكونوا مهتمين‬

‫ّ‬
‫الشكل ‪5‬‬
‫االهتمام بالسياسة‬
‫هل أنت مهتم‪-‬ة بالسياسة؟‬

‫‪ 5‬عدا عن مختلف أشكال التعذيب المميتة‪ ،‬تستخدم تكتيكات أخرى لثني الشابات‬
‫والشباب عن المشاركة في السياسة‪ .‬ومن بين هذه التدابير التشجيع المتعمد‬
‫على بيع المخدرات وتعاطيها بين طلبة الجامعات والمدارس الثانوية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫(قواعد البيانات ومواقع الويب مثل المدونات ومواقع الشبكات‬ ‫تعطي دراسة العالقة بين االهتمام بالسياسة وبيئة اإلقامة‬
‫االجتماعية وما إلى ذلك) والهاتف المحمول (الرسائل القصيرة‬ ‫نتيجة مثيرة لالهتمام‪ .‬في المناطق الريفية والحضرية والمدن‬
‫ورسائل الوسائط المتعددة وما إلى ذلك)‪.‬‬ ‫الكبيرة أو الصغيرة‪ ،‬يكون االهتمام بالسياسة قويا بالمثل بين‬
‫المستجيبين‪ .‬ويمكن القول إن لهذا ارتباطا بطريقة أو بأخرى‬
‫تمهد الحكومة الطريق للقطاع الخاص لالضطالع دور متزايد في‬ ‫بكيفية تعريف االهتمام بالسياسة‪.‬‬
‫االقتصاد الوطني‪ .‬وكانت خدمات االتصاالت السلكية والالسلكية‬
‫أولى الخدمات التي تمت خصخصتها في عام ‪ .1993‬في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬كان السودان رائدا في أفريقيا ومنطقة الشرق األوسط‬ ‫االرتباطات بالسياسة‬
‫وشمال أفريقيا‪ .‬يوجد في البالد عدد من شركات االتصاالت‬
‫السلكية والالسلكية التي تشغل الهواتف األرضية‪ ،‬حيث تم‬ ‫يرتبط تعلق كلمة »سياسة« بالسياسة الحزبية بشكل إيجابي‬
‫إنشاء سوداتل في عام ‪ ،1993‬تليها زين وكنار وغيرها‪ .‬وحددت‬ ‫مع السن‪ .‬ويربط أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 21‬و‪ 30‬عاما‬
‫الحكومة خالل فترة الخصخصة في التسعينيات نسبة األسهم‬ ‫السياسة باألحزاب السياسية‪ ،‬في حين أن أولئك الذين تتراوح‬
‫العامة إلى الخاصة بنسبة ‪ 67‬في المائة إلى ‪ 33‬في المائة‬ ‫أعمارهم بين ‪ 16‬و‪ 20‬عاما يظهرون ميال أقل لرؤية السياسة‬
‫بهدف خفض حصص الحكومة تدريجيا إلى الصفر‪ .‬لكن في وقت‬ ‫تمارس في ارتباط باألحزاب السياسية‪.‬‬
‫الحق‪ ،‬تغيرت سياسات الحكومة وسيطر الجيش وقوات األمن‬
‫على شركات االتصاالت األرضية‪ ،‬خاصة بعد أبريل ‪.2019‬‬ ‫يمكن فهم االرتباط بالحكومة في سياق يكون فيه الوصول إلى‬
‫المناصب العامة مصدرا للسعي وراء الريع‪ .‬هيمنت السياسة‬
‫وتبين المعلومات المتاحة وجود انتشار سريع لتكنولوجيا‬ ‫األبوية الجديدة على عهد البشير وال تزال حاضرة بقوة حتى بعد‬
‫المعلومات واالتصاالت في السودان‪ .‬ومن المتوقع أن تكون‬ ‫التغيير السياسي الذي أحدثته ثورة ديسمبر‪ .‬استخدمت تقارير‬
‫لهذا التطور آثار اجتماعية واقتصادية إيجابية للغاية‪ .‬وقد يشمل‬ ‫الجيش التي تتهم الحكومة االنتقالية التي يقودها المدنيون‬
‫ذلك المزيد من الروابط العائلية واالجتماعية والتفاعل والتواصل‪،‬‬ ‫(‪ )2021 - 2019‬باستبعاد الشركاء الرئيسيين وتعزيز األجندة الحزبية‬
‫بغض النظر عن الزمان والمكان‪ ،‬وتحفيز النشاط االقتصادي وزيادة‬ ‫لتبرير انقالب أكتوبر ‪ ،2021‬مما وضع حدا لتقاسم السلطة بين‬
‫سرعة تداول األموال وخفض تكاليف المعامالت‪ ،‬مما سيفيد‬ ‫القادة العسكريين والمدنيين‪.‬‬
‫المؤسسات الصغرى والمتوسطة بشكل خاص‪.‬‬
‫من المرجح أن يكون للحاصلين على تعليم عال ارتباط بالسياسة‪،‬‬
‫يشكو الشباب من رداءة مرافق اإلنترنت والمرافق اإللكترونية‬ ‫وال سيما مع الحكومة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هذا ليس الحال دائما‪ ،‬حيث‬
‫في السودان‪ ،‬باإلضافة إلى تكلفتها العالية مقارنة بالدول‬ ‫يمكن اكتشاف شعور باالستياء في صفوف الشابات والشباب‬
‫األخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يمكننا إنكار تأثير وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫الذين ال يرون النخبة في صورة إيجابية‪ ،‬وخاصة السياسيين الذين‬
‫واإلنترنت في إعالم وتحفيز نشاط الشابات والشباب‪ .‬وكما قال‬ ‫يعتبرهم الشباب والشابات »جزءا من النادي السياسي القديم «‪.‬‬
‫فيليب هوارد‪ ،‬فإن التغيير الديمقراطي في البلدان اإلسالمية‬
‫يؤثر الوضع االقتصادي الشخصي للمستجيبين على ارتباطاتهم‬
‫يعتمد إلى حد كبير على استخدام تكنولوجيات االتصال‪ .‬يدحض‬
‫بالسياسة‪ .‬ووفقا لردود أولئك الذين لديهم وضع اقتصادي جيد‬
‫هوارد المزاعم القائلة بأن انخفاض معدالت االتصال في هذه‬
‫إلى حد ما ‪ /‬جيد جدا‪ ،‬ترتبط السياسة بالحكومة (‪ 66‬في المائة‬
‫البلدان يحول دون وصول تكنولوجيا االتصال إلى ما يكفي من‬
‫من المستجيبين)‪ ،‬في حين أن عددا أقل في هذه المجموعة‬
‫الحشود الجماهيرية‪ ،‬وبالتالي الحد من دورها التحويلي‪ .‬ويوضح‬
‫ربط السياسة باألحزاب السياسية (‪ 38‬في المائة)‪ .‬ال تزال النظرة‬
‫أن استخدام اإلنترنت يتزايد بسرعة‪ ،‬سواء كان هذا االستخدام‬
‫التقليدية تلوح في األفق‪ ،‬والتي بموجبها ترتبط السياسة‬
‫من المنزل‪ ،‬أو المدرسة‪ ،‬أو العمل‪ ،‬أو المقاهي اإللكترونية‪.‬‬
‫بالمدن الكبيرة حيث يقع مقر السلطة ويمكن فيها الربط مع‬
‫وبدال من االتصال الجماهيري‪ ،‬يتم توزيع المحتوى بين شبكات‬
‫األشخاص المؤثرين‪ .‬بشكل عام‪ ،‬فقد الناس الثقة في الحكومة‬
‫العائلة واألصدقاء‪ ،‬كما يدعي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن شبكات االتصاالت‬
‫والمسؤولين الذين يمارسون السلطة الرسمية‪.‬‬
‫التي يملكها ويديرها أعضاء النظام البائد لها اليد العليا‪ ،‬في حالة‬
‫السودان‪ ،‬في مواجهة الحركات الشبابية المستقلة‪.‬‬

‫من الواضح أن وسائل التواصل االجتماعي تضطلع بدور أساسي‬ ‫‪ 2.5‬الشابات والشباب والعصر الرقمي‬
‫كمصدر للمعلومات حول السياسة بالنسبة لغالبية المشاركين‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬تشكل وسائط التواصل االجتماعي مصدرا‬ ‫أظهر الشباب السوداني‪ ،‬مثل الشابات والشباب في بلدان‬
‫للمعلومات بالنسبة ل ‪ 81‬في المائة من المشاركين الذين يبقون‬ ‫أخرى في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬قدرة ملحوظة‬
‫مطلعين بشكل نشط‪ ،‬في حين يستخدم ‪ 64‬في المائة مواقع‬ ‫على االتصال بتكنولوجيا المعلومات الحديثة واستخدامها‪ .‬وتشير‬
‫اإلنترنت و‪ 63‬في المائة التلفزيون و‪ 53‬في المائة المحادثات‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي الجديدة إلى تكنولوجيا المعلومات‬
‫وجها لوجه و‪ 17‬في المائة الصحف و‪ 16‬في المائة اإلذاعة‪.‬‬ ‫واالتصاالت (‪ )ICT‬الرقمية أو المحوسبة أو الشبكية التي انطلقت‬
‫في الجزء األخير من القرن العشرين‪ .‬ينظر إلى وسائل التواصل‬
‫تعد الشبكات منطقة نزاع بين أولئك الذين يدعمون اإلسالميين‬ ‫االجتماعي الجديدة على أنها شبكة اجتماعية قوية تربط الناس‬
‫ومعارضيهم‪ ،‬وبعبارة أخرى أولئك الذين يدعون إلى التغيير‪ .‬ومن‬ ‫من خلفيات اجتماعية ودينية وعرقية وثقافية مختلفة‪ .‬وهي‬
‫المهم التأكيد على أن الحكومة تسيطر على صناعة االتصاالت‬ ‫تشمل شبكات االتصاالت السلكية والالسلكية واإلنترنت‬
‫وأن الحكومة االنتقالية قد فشلت بعد أبريل ‪ 2019‬في انتزاع‬ ‫والرسائل النصية واأللعاب متعددة الالعبين عبر اإلنترنت على‬
‫السيطرة على هذه الشركات من الجهاز العسكري واألمني‪.‬‬ ‫سبيل المثال ال الحصر‪ .‬قد تكون بعض األمثلة على ذلك اإلنترنت‬

‫‪12‬‬
‫ح رك ة ش ب اب ي ة ت ض غ ط م ن أج ل ن ق ل ة ن وع ي ة ف ي ال س ي اس ة‬

‫ّ‬
‫الشكل ‪6‬‬
‫مصادر ووسائل المعلومات‬
‫ما هي مصادر ووسائل المعلومات التي تستخدمها؟‬

‫‪ 3.5‬المشاركة االجتماعية والسياسية‬ ‫ويخضع الناشطون الشباب والشابات لمراقبة السلطات ويجدون‬
‫صعوبة في منع التعدي على خصوصياتهم وضمان أمن‬
‫بدأ الشباب السوداني على مدى السنوات القليلة الماضية‬ ‫تحركاتهم‪ ،‬ناهيك عن حاالت اغتيال الشخصيات والتشهير‪.‬‬
‫بتجربة وسائل مختلفة للمشاركة السياسية بعد أن فقدوا الثقة‬
‫في الطبقة السياسية القائمة‪ .‬وباإلضافة إلى البناء على‬ ‫يعتمد الشباب السوداني على وسائل التواصل االجتماعي‬
‫رأس المال االجتماعي والروابط االجتماعية‪ ،‬فإنه يجري تجريب‬ ‫ومواقع اإلنترنت أكثر من الصحف إلبقاء أنفسهم مطلعين‬
‫أشكال جديدة من االنخراط في هذا العمل‪ .‬وتم طرح أسئلة عن‬ ‫على السياسة‪ .‬وتكون القنوات األجنبية هي على األرجح‬
‫المستجيبين عن األنشطة السياسية التي من المحتمل أن يفكروا‬ ‫القنوات التلفزيونية المستخدمة‪ ،‬حيث من النادر ما يتم االعتماد‬
‫أو يفكرون بالتأكيد في المشاركة فيها‪ .‬وقبل النظر إلى ردودهم‬ ‫على التلفزيون السوداني نظرا ألنه يخضع لسيطرة الحكومة‪.‬‬
‫على ذلك‪ ،‬فمن المهم أن نالحظ أن أولئك الذين شملهم المسح‬ ‫وتعتبر المحادثات وجها لوجه شائعة بين الشباب والشابات في‬
‫هم من الجيل األصغر سنا‪ ،‬الذين ولدوا خالل العقد األخير من‬ ‫مجموعات صغيرة حيث يجتمعون في الجنبات (المقاهي شبه‬
‫القرن العشرين في التسعينيات‪ ،‬أو في العقد األول من القرن‬ ‫الخاصة) أو يتجمعون حول بائعي الشاي والقهوة في األماكن‬
‫الحادي والعشرين‪ ،‬والذين يمثلون الهدف الرئيسي للتلقين‬
‫‪6‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫بالقيم اإلسالمية وفقا لما يسمى »المشروع الحضاري«‪ .‬ال‬
‫يمكن تحليل األنشطة السياسية التي ينظر فيها المشاركون‬ ‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن القوة الناشئة للشباب والشابات تتجلى‬
‫دون اإلشارة إلى المشهد السياسي لحكم الثالثين عاما للنخب‬ ‫في تطوير تكنولوجيا االتصال في هذه البلدان وإنشاء المحتوى‪.‬‬
‫اإلسالمية المتطرفة المصممة على فرض »المشروع الحضاري«‬ ‫انخرط الشباب والشابات السودانيون‪ ،‬مثل الشابات والشباب‬
‫هذا على المجتمع باستخدام سلطة الدولة‪ .‬فقد فقدت كل من‬ ‫في أماكن أخرى‪ ،‬في النشاط والمشاركة عبر اإلنترنت لسنوات‬
‫النخب اإلسالمية‪ ،‬التي حكمت لمدة ‪ 30‬عاما‪ ،‬وكذلك أحزاب‬ ‫عديدة حتى اآلن‪ ،‬في تحد لجميع ممارسات الرقابة‪ .‬على سبيل‬
‫المعارضة إيمان األجيال الشابة بهم‪ .‬وتعرضت الطبقة السياسية‬ ‫المثال‪ ،‬في األمطار الغزيرة والفيضانات األخيرة في السودان‪ ،‬تم‬
‫في السودان النتقادات من األجيال الشابة بسبب افتقارها‬ ‫تنظيم نفير (العمل التطوعي الجماعي) بسرعة لتقديم المساعدة‬
‫إلى الديمقراطية الداخلية وعدم فتح مناصب قيادية للشابات‬ ‫اإلغاثية للمجتمعات المتضررة من الكوارث‪ ،‬إلى حد أحرج الحكومة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫والشباب‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬ ‫وهذا يدل على أن هناك إمكانية كبيرة لبذل جهود طوعية‪ ،‬شريطة‬
‫أن تتم تهيئة بيئة مواتية وداعمة‪.‬‬

‫‪ 7‬معظم قادة األحزاب السياسية في السبعينيات والثمانينيات من العمر‪.‬‬ ‫‪ 6‬تم تصور إحدى أفكار المشاريع المهمة التي ينفذها نشطاء شباب وشابات‬
‫خالل أحد هذه التجمعات حول بائع شاي وقهوة في أم درمان وأدت إلى تجديد‬
‫أحد مستشفيات المدينة‪ .‬انظر جريدة إيالف‪ 15 ،‬مايو ‪.2015‬‬

‫‪13‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫الشكل ‪7‬‬
‫مكان‪/‬مؤسسة المشاركة المدنية‬
‫أين وكيف تشارك في األنشطة المدنية؟‬

‫لخدمة هذا الهدف‪ .‬وتم استهداف الشابات والشباب الذين لم‬ ‫يتضح من الرسم البياني أعاله أن الشابات والشباب لديهم‬
‫يلتحقوا بالمدارس أو الجامعات للتجنيد اإللزامي لخوض حرب‬ ‫موقف سلبي تجاه مؤسسات المنظومة السياسية‪ ،‬حيث أشار ‪7‬‬
‫الجهاد في التسعينيات وما بعدها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فشلت كل هذه‬ ‫في المائة فقط إلى أنهم يشاركون في األحزاب السياسية و‪10‬‬
‫التدابير واألفعال في قمع مقاومة الشباب للحكم االستبدادي‬ ‫في المائة في المنظمات الدينية و‪ 9‬في المائة في النقابات‪.‬‬
‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫ويبدو أن المدارس والجامعات توفر فرصا ومنصات إلشراك‬
‫الشابات والشباب‪ ،‬بنسبة ‪ 37‬في المائة‪ .‬ولعل ما يشار إليه‬
‫وقعت الحكومة التي يقودها حزب المؤتمر الوطني في عام‬ ‫بالمشاركة غير المؤسسية أو التلقائية (‪ 49‬في المائة) يشمل‬
‫‪ 2005‬اتفاق سالم مع المتمردين الجنوبيين من الحركة الشعبية‬ ‫لجان المقاومة المحلية‪ .‬وتم في وقت الحق بذل جهود إلضفاء‬
‫لتحرير السودان (‪ )SPLM‬وشكلت حكومة تقاسم السلطة التي لم‬ ‫الطابع المؤسسي على هذه اللجان إلى حد ما‪ .‬وأفاد ‪ 54‬في‬
‫تعط المعارضة الشمالية سوى مناصب ثانوية‪ .‬وبينما ضمنت‬ ‫المائة من الشابات والشباب أن إشراكهم في »المشاركة المدنية‬
‫اتفاقية السالم هامشا من الحرية لمنظمات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫الفردية« أمر مشكوك فيه‪ .‬وهنا تعكس اإلجابات التفكير الحالم‬
‫فلقد شعرت مجموعات الشباب أن هذا لم يلب توقعاتهم بتغيير‬ ‫بدال من الوضع الحقيقي‪ .‬في الواقع‪ ،‬ثقافة المشاركة المدنية‬
‫ذي مغزى‪.‬‬ ‫ضعيفة أو حتى غير موجودة‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬فإن الموقف‬
‫السائد هو‪» :‬لماذا تهتم باآلخرين؟« اكتشاف آخر مثير لالهتمام‬
‫بدأ الشابات والشباب السودانيون في التنظم في مجموعات‬ ‫هو الرفض التام الواضح لممارسات الطبقة السياسية القائمة‪،‬‬
‫غير حزبية وفي تبني تكتيكات غير عنيفة في وقت مبكر من عام‬ ‫التي يطلق عليها اسم »النادي السياسي القديم«‪ .‬ويمكن إيجاد‬
‫‪ ،2010‬بمساعدة وسائل جديدة لتكنولوجيا المعلومات وبعد‬ ‫على ظاهرة مماثلة في لبنان والعراق‪ ،‬من بين بلدان أخرى‪.‬‬
‫أن شهدوا كيف كانت الحركات الشبابية في تونس ومصر في‬
‫طليعة الربيع العربي‪ .‬وتم التوصل إلى اتفاق ضمني بين حزب‬
‫المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان للحفاظ على‬
‫الهيكل األمني وتمهيد الطريق النفصال جنوب السودان‪ .‬ومع‬ ‫‪ 4.5‬نحو نموذج سياسي جديد‬
‫انفصال جنوب السودان في عام ‪ ،2011‬كما ذكر أعاله‪ ،‬فلقد‬
‫واجهت الحكومة في الخرطوم تحديات اقتصادية متزايدة‪ ،‬مما‬ ‫عندما تولى اإلسالميون السلطة في عام ‪ ،1989‬كان حسن‬
‫غذى مقاومة الشباب التي بلغت ذروتها في سبتمبر ‪ 2013‬عندما‬ ‫الترابي‪ ،‬زعيم الجبهة اإلسالمية الوطنية‪ ،‬يطور استراتيجية لتحويل‬
‫السودان إلى نقطة انطالق للحركات اإلسالمية األخرى‪ ،‬وكان‬
‫هذا نوعا من الحركة اإلسالمية الدولية‪ .‬كما كانت السيطرة على‬
‫جيل الشباب وتلقينهم دعامة أساسية لسياسات واستراتيجيات‬
‫اإلسالميين‪ .‬وقد صممت المناهج التعليمية واألنشطة الخارجة‬
‫عن المناهج التعليمية (الخدمة الوطنية) في المدارس والجامعات‬

‫‪14‬‬
‫ح رك ة ش ب اب ي ة ت ض غ ط م ن أج ل ن ق ل ة ن وع ي ة ف ي ال س ي اس ة‬

‫ّ‬
‫الشكل ‪8‬‬
‫األنشطة السياسية التي يتم التفكير فيها‬
‫لتحقيق التأثير السياسي‪ ،‬أي مما يلي يمكن أن تفكر فيه؟‬

‫أربعة أشهر وانتهت باإلطاحة بالبشير من السلطة‪ .‬وتم االحتفال‬ ‫قتلت قوات األمن أكثر من ‪ 200‬شاب تتراوح أعمارهم بين ‪16‬‬
‫بالثورة وأعجب بها الكثيرون في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وال سيما الدور‬ ‫‪8‬‬
‫و‪ 30‬عاما في شمبات‪ ،‬شمال الخرطوم‪.‬‬
‫الذي لعبته النساء اللواتي تحملن وطأة التدابير التمييزية الوحشية‬
‫للنظام اإلسالمي‪ .‬ويمكن النظر إلى ثورة ديسمبر في السودان‬ ‫بدأ عدد من مجموعات الشابات والشباب داخل وخارج البالد‪،‬‬
‫على أنها موجة ثانية من الربيع العربي وهي فكرة أثارت مناقشات‬ ‫مستلهمين من الربيع العربي في تونس ومصر‪ ،‬بتجربة‬
‫فكرية وسياسية في العديد من البلدان ذات األغلبية المسلمة‪،‬‬ ‫اإلضرابات المحدودة وأعمال العصيان المدني من عام ‪2015‬‬
‫وال سيما إندونيسيا وماليزيا‪ ،‬وتركيا‪ ،‬ومصر‪ ،‬والمغرب‪.‬‬ ‫فصاعدا‪ .‬ويبدو أن الطبقة السياسية قد فقدت ثقة الحركة‬
‫الشبابية في عام ‪ ،2018‬عندما اكتسبت االحتجاجات الشعبية‬
‫ويرجع ذلك إلى أن ما حدث في السودان‪ ،‬أكثر من أي بلد آخر‬ ‫زخما وأدت الى اسقاط النظام‪ ..‬والفريد من نوعه في حالة‬
‫في المنطقة‪ ،‬يشير إلى نهاية اإلسالم السياسي‪ .‬ويوجد‬ ‫السودان هو أن المجموعات الشبابية‪ ،‬في شكل لجان مقاومة‪،‬‬
‫في السودان توق إلى منظور سياسي بديل‪ ،‬وهو اإلسالم‬ ‫والحقا بدأت في صياغة رؤى للتغيير السياسي في »المواثيق‬
‫ما بعد السياسي‪ .‬اختار نحو ‪ 28‬في المائة الديمقراطية كنظام‬ ‫السياسية«‪ .‬وكانت هذه المواثيق مفتوحة للنقاش والتحاور‪ ،‬أوال‬
‫سياسي مفضل لديهم في ردهم على السؤال المتعلق بالنظام‬ ‫بين الشابات والشباب مع الجهات الفاعلة السياسية واالجتماعية‬
‫السياسي المفضل‪ .‬اآلن‪ ،‬يقع العبء على عاتق قيادة الحركات‬ ‫األخرى الذين يتم دعوتهم للنقاش واإلضافة إلى المواثيق بطريقة‬
‫الشبابية لتحديد كيفية التعبير عن روح وآليات النظام الديمقراطي‬ ‫يرون أنها تحافظ على مبادئ ثورة ديسمبر‪ .‬كانت المشاركة في‬
‫الذي يتجاوز إخفاقات ومزالق »النادي السياسي القديم«‪.‬‬ ‫المظاهرات واإلضرابات أبرز اإلجراءات السياسية المباشرة التي‬
‫يستخدم قادة الشباب مدونات وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫ذكر المستجيبون أنهم قد فكروا فيها‪ .‬وهو ما يعتبر جزء من إرث‬
‫لنشر نسختهم الخاصة من البرامج أو البيانات من أجل التغيير‬ ‫ثورة ديسمبر التي شجعت الناس على التغلب على خوفهم من‬
‫السياسي‪ .‬وفرت مجموعات »واتس ‪ -‬آب« ساحة يمكن لعدد‬ ‫قوات األمن‪ .‬واستمرت ثورة ديسمبر باحتجاجات سلمية ألكثر من‬

‫‪ 8‬وشملت هذه المجموعات »الشعلة«" (الشرارة) و »‪( «Fed - Up‬قرفنا) والتغيير‬


‫اآلن‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫كبير من مجموعات الشباب الوصول إليها من أجل المشاركة في‬


‫مناقشات حول النكسات السياسية بعد انقالب أكتوبر ‪2021‬‬
‫وحول ما هو مطلوب لحماية ثورة ديسمبر ودفع البالد إلى‬
‫األمام‪ .‬ولعل هذا يفسر نسبة ال ‪ 54‬في المائة من المستجيبين‬
‫الذين ذكروا أنهم شاركوا في أنشطة مدنية »كأفراد«‪ .‬من قراءتي‬
‫الخاصة لهذه المدونات والتفاعالت‪ ،‬أصبح من الواضح أن منظور‬
‫الديمقراطية االجتماعية يهيمن على تفكير الناشطين الشباب‬
‫والشابات‪ .‬هنا‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى العمل الذي قامت به مؤسسة‬
‫فريدريش إيبرت في تنظيم سلسلة من ورش العمل حول التربية‬
‫المدنية ومعتكفين خاصين بـ»مدرسة الديمقراطية االجتماعية«‬
‫في عامي ‪ 2020‬و‪ .2021‬وبطريقة ما‪ ،‬يرسم الشباب السوداني‬
‫منظورا جديدا للتغيير لمرحلة ما بعد اإلسالميين‪ .‬هذا يبني على‬
‫عمل آصف بيات والقيمة المضافة السودانية هنا هي المناصرة‬
‫لما يمكن أن نسميه مبدئيا »اليسار االجتماعي« لتمييزه عن‬
‫»اليسار األيديولوجي« المحجوز للحزب الشيوعي السوداني‪.‬‬
‫وقد أدت هذه الفكرة إلى مناقشات فكرية وسياسية في العديد‬
‫من البلدان ذات األغلبية المسلمة‪ ،‬وال سيما إندونيسيا وماليزيا‪،‬‬
‫وتركيا‪ ،‬ومصر‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وإيران‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ال خ ات م ة‬

‫‪6‬‬

‫الخاتمة‬

‫االقتصاد إلى قدميه تساعد في وقف موجة الهجرة إلى الشمال‬ ‫يعتبر الشباب والشابات السودانيين قوة حيوية وديناميكية‬
‫العالمي أكثر من إعانة الكارتالت األمنية ومساعدتها‪.‬‬ ‫في المجتمع‪ ،‬ليس فقط من الناحية العددية‪ ،‬ولكن من‬
‫حيث طاقتهم الكامنة وكفاءتهم في استخدام أدوات العصر‬
‫انتقل السودان اآلن إلى المراحل المبكرة من حقبة ما بعد‬ ‫الرقمي‪ .‬كما يعد الشباب والشابات أكثر انسجاما مع تكنولوجيا‬
‫اإلسالميين‪ .‬لقد قسم اإلسالم السياسي البالد ودمر‬ ‫المعلومات واالتصاالت ووسائل اإلعالم االجتماعية وما شابه‬
‫اقتصادها المنتج وعمق الصراعات االجتماعية وشرذم الطبقة‬ ‫ذلك مقارنة مع األجيال األكبر سنا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنهم يعانون‬
‫السياسية‪ .‬برز الشباب والشابات السودانيين في الطليعة خالل‬ ‫من عدم االعتراف بهم أو اإلقرار بمساهماتهم أو إدماجهم في‬
‫حقبة ما بعد اإلسالميين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن انقالب أكتوبر ‪2021‬‬ ‫الحياة االجتماعية والسياسية‪ .‬وترفض األجيال األكبر سنا إفساح‬
‫وإعادة المساعدات التي كانت سابقا تعطى في عهد البشير‬ ‫المجال‪ ،‬في جميع الميادين التعليمية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫للبقاء في السلطة يغير ديناميكيات حقبة ما بعد اإلسالميين‪.‬‬ ‫والسياسية تقريبا‪ ،‬أمام الشباب والشابات لتولي زمام األمور‪.‬‬
‫لدى مجموعات الشابات والشباب الكثير لتفعله لتحويل البالد‪،‬‬ ‫لهذا السبب تطالب لجان المقاومة بتخليص السودان من‬
‫بعد أن خاب أملهم وفقدوا الثقة في الطبقة السياسية الحالية‪.‬‬ ‫»النادي السياسي القديم«‪.‬‬

‫حدث الشيء نفسه في سبتمبر ‪ ،2013‬مما أدى إلى (‪ )1‬عدم‬ ‫يريد الجيل األصغر سنا من الرجال والنساء أن يعيشوا حياتهم‬
‫تسامح النظام الذي أظهره القمع الوحشي للمظاهرات‪)2( ،‬‬ ‫الخاصة‪ ،‬ربما أكثر من مجرد لعب دور في السياسة‪ ،‬وليس‬
‫تأكيد الفجوة الواسعة بين الشابات والشباب من ناحية واألحزاب‬ ‫الحياة التي تفرضها عليهم األجيال المحافظة األكبر سنا‪ .‬حاول‬
‫السياسية القائمة من ناحية أخرى‪ )3( ،‬ضعف القيادة التنظيمية‬ ‫نظام اإلنقاذ فرض قيم المحافظة االجتماعية في الفضاء العام‬
‫على األرض‪.‬‬ ‫وتقييد أنشطة المرأة في قانون النظام العام لعام ‪ 1996‬على‬
‫سبيل المثال‪ .‬عانت الشابات بشكل كبير خالل الفترة ‪- 1989‬‬
‫وكما هو مبين أعاله‪ ،‬فإن أحد األمور التي ال شك في أن‬ ‫‪ ،2019‬وليس من قبيل الصدفة أن برزت المرأة السودانية كرمز‬
‫مجموعات الشابات والشباب تقف إلى جانبها هو اإليمان‬ ‫لثورة ديسمبر‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬وعلى الرغم من السياقات‬
‫بأنفسها وديناميكياتها المحتملة‪ ،‬النابعة من عدد من العوامل بما‬ ‫المختلفة‪ ،‬فإن ما حققته النساء السودانيات‪ ،‬والشابات على وجه‬
‫في ذلك الديموغرافيا واالقتصاد والسياسة وعصر المعلومات‪.‬‬ ‫الخصوص‪ ،‬والكيفية التي حققنه بها يوفر للنساء في جميع أنحاء‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يجب ترجمة هذا الدور الحيوي المحتمل كوكالء تغيير‬ ‫العالم مجموعة من األفكار والدروس حول كيفية تحقيق التغيير‬
‫إلى وكالة تغيير حقيقية وفعالة‪ ،‬وال يمكن تحقيق ذلك إال من‬ ‫اإليجابي‪ ،‬وال سيما النساء في العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫خالل التنظيم الفعال‪ .‬تعمل مجموعات الشابات والشباب اآلن‬
‫على »مواثيق التغيير« وسط النقاشات‪ ،‬وفي بعض األحيان‪،‬‬ ‫وقد تمكن الشباب والشابات من تجاوز االختالفات القبلية‬
‫الخالفات حول الرؤية واألولويات للمستقبل‪ .‬ليس من الواضح ما‬ ‫واالثنية واإلقليمية والطبقية وخلق صورة للوحدة الوطنية في‬
‫إذا كانت حركة الشباب ستستمر في استخدام الوسائل السلمية‬ ‫بلد مقسم ومدمر بسبب االنقسامات والصراعات بين القبائل‬
‫وغير العنيفة أو ما إذا كانت قد تتحول في مرحلة ما إلى العنف‪.‬‬ ‫واألعراق واألديان‪.‬‬

‫بدأت مجموعات الشابات والشباب مثل الشرارة وقرفنا والتغيير‬ ‫تتمثل واحدة من أهم الخالصات التي خلصت لها هذه الدراسة‬
‫اآلن كمجموعات مقاومة غير عنيفة بعد فشل ما كان يسمى‬ ‫حول الشابات والشباب السودانيين في وجهات نظرهم حول‬
‫االنتفاضة المحمية‪.‬‬ ‫القضايا المتعلقة بالهجرة‪ .‬فعلى الرغم من أن هناك من يرغب‬
‫في الهجرة‪ ،‬فإن أحد اإلنجازات المنسوبة إلى ثورة ديسمبر‬
‫هناك دالئل اآلن على أن بعض المجموعات الشبابية مثل‬ ‫هو دعوة الشباب إلى الحصة وطن (واجبنا هو وطننا) وهنبنيه‬
‫الغاضبون وملوك االشتباك (ملوك المواجهة)‪ ،‬وخاصة في‬ ‫(سنبنيه)‪ .‬كما هو مبين في أقسام أخرى من هذه الدراسة‪ ،‬فإن‬
‫صفوف الفئة العمرية ‪ 19 - 12‬سنة‪ ،‬ال يخافون من مواجهة‬ ‫هذه الدعوات التي أطلقها الشباب والشابات السودانيين لها آثار‬
‫قوات األمن بإلقاء الحجارة واستخدام الغاز المسيل للدموع‬ ‫على حركات الشابات والشباب األخرى في بلدان أخرى‪ ،‬وال سيما‬
‫ناهيك عن نصب حواجز على الطرق ‪ .‬عندما يتعلق األمر بالفئة‬ ‫في الجنوب العالمي‪ .‬كما أظهرت للجهات الفاعلة اإلقليمية‬
‫العمرية األكثر نشاطا في المظاهرات ونصب حواجز الطرق‪ ،‬نجد‬ ‫والدولية أن اإلصالحات االقتصادية والمساعدة من الخارج إلعادة‬

‫‪17‬‬
‫ّ‬
‫والشباب في السودان‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت – ّ‬
‫الشابات‬ ‫ّ‬

‫األشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 12‬و‪ 16‬عاما (غير المدرجين‬


‫في االستبيان) الذين ربما يكونون أكثر نشاطا وإصرارا وعنادا‬
‫في االشتباكات مع الشرطة وقوات األمن‪ .‬إن أفراد هذه الفئة‬
‫العمرية األصغر هم جنود المشاة في سياسة الشوارع‪.‬‬

‫قد يساهم الشابات والشباب في إطالق عملية التغيير‪ ،‬ولكن‬


‫ليس هناك ما يضمن أنهم سيقودون هذه العملية‪ ،‬ناهيك عن‬
‫جني ثمارها‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يتعين على مجموعات الشابات‬
‫والشباب السودانيين أن تجد طريقتها الخاصة لترجمة إمكاناتها‬
‫إلى واقع ملموس‪ .‬في جهودهم لالبتعاد عن »النادي السياسي‬
‫القديم«‪ ،‬طرح عدد من لجان المقاومة مقترحات لـ»المواثيق‬
‫السياسية« التي ينظر إليها على أنها إحدى الطرق لجماعات‬
‫الشابات والشباب للتعبير عن رؤيتهم للتغيير‪ .‬وقد خلقت هذه‬
‫المواثيق ديناميكية جديدة بين لجان المقاومة وسلطت الضوء‬
‫على قضايا مثل الهيكل التنظيمي المفضل (األفقي أو الرأسي)‬
‫وصيغة التغيير وطريقة تنفيذه (اإلصالح التدريجي أو التغيير‬
‫الجذري)‪.‬‬

‫وعندما يتعلق األمر بحقوق المرأة‪ ،‬فهناك الكثير من الجدل‪ ،‬ال‬


‫سيما فيما يتعلق بالشابات‪ .‬وفي حين أن ثورة ديسمبر تؤيد‬
‫حقوق المرأة‪ ،‬فإن بعض مجموعات الشابات تعارض أي قيود‬
‫على حقوقهن الشخصية وتنميتها ‪ -‬بعض المجموعات الصغيرة‬
‫جدا تدعو إلى منح المرأة جميع الحقوق (بما في ذلك الحقوق‬
‫الجنسية)‪ ،‬وهو مطلب مرعب ألولئك الذين يدعمون المساواة‬
‫بين الجنسين‪ ،‬ولكن يخشون من رد فعل عنيف من رجال الدين‬
‫‪9‬‬
‫المحافظين في البالد‪ ،‬في صفوف العلماء اإلسالميين‪.‬‬

‫وبينما تؤيد األغلبية شعار ديسمبر »الحرية والسالم والعدالة«‬


‫وتؤيد نموذجا ديمقراطيا أكثر تشاركية‪ ،‬فإن لديهم تحفظات جدية‬
‫بشأن أهمية ما يسمونه »النادي السياسي القديم «‪ ،‬أي األحزاب‬
‫السياسية القائمة‪ .‬فهم ال يرون اإلطار السياسي القائم معيبا‬
‫فحسب‪ ،‬بل يدعون أيضا إلى تحول نموذجي بعيدا عن منظور‬
‫البحث عن الريع في المجال السياسي إلى منظور جديد حيث‬
‫يكون السياسيون خدما للشعب وليس العكس‪.‬‬

‫‪ 9‬عارض العلماء واألحزاب السياسية المحافظة بشدة خطط حكومة حمدوك‬


‫االنتقالية إلصالح مناهج المدارس االبتدائية‪ .‬تم تصوير إصالحات المناهج‬
‫الدراسية على أنها تمس الهوية اإلسالمية لألمة‪.‬‬

‫‪18‬‬
ّ
‫والشباب في السودان‬ ّ – ‫مؤسسة فريدريش إيبرت‬
‫الشابات‬ ّ

Hibo, Beatrice / Banegas, Richard (2000): Civil Society and Public


Space in Africa.
‫المراجع‬
Abdelrahman, Maha (2004): Civil Society Exposed: The Politics of
Howard, Philip N (2010): The Digital Origins of Dictatorship and De-
NGOs in Egypt, Cairo.
mocracy: Information Technology and Political Islam. London : Oxford
University Press.
http://alharakalseyasi.com ‫؛‬395 ‫ صحيفة عدد‬:)2022( ‫الحراك السياسي‬
Human Rights Watch (2011): World Report 2011: Sudan, Events of
2010; https://www.hrw.org/world-report/2011/country-chapters/sudan
Allagui, Ilhem / Kuebler, Johanne (2011): The Arab Spring and the
Hyden, Goran S (2000): Building Civil Society at the Turn of the Millen- Role of ICTs, Editorial Introduction, in: International Journal of Communi-
nium, in John Burbidge (ed): Foreign Aid Towards the Year 2000: Expe- cations 5; https://ijoc.org/index.php/ijoc/article/viewFile/1392/616
riences and Challenges.
Bayat, Asef (2007): Making Islam Democratic Social Movements and the
International Labour Organization (2022): Will the Arab youth Post-Islamist Turn, Stanford Studies in Middle Eastern and Islamic Socie-
reap the harvest of the »spring« any day; https://pjp-eu.coe.int/docu- ties and Cultures, Stanford University Press.
ments/42128013/47262046/20_chapter_2.pdf/7fc58314-4138-4734-
bdd0-c9d257a97fe8 Central Bureau of Statistics (2009): Report, Khartoum;
https://ghdx.healthdata.org/record/sudan-statistical-yearbook-2009
MECAM (2022): The MECAM Traveling Academy, Disparities, Youth and
Socio-spatial Reconfigurations in Morocco and Tunisia; https://mecam. Castells, Manuel (2007): An introduction to the information age, in:
tn/events/disparities-youth-and-socio-spatial-reconfigurations-in-moroc- City Analysis of Urban Change, Theory, Action 2(7);
co-and-tunisia/?lang=en https://doi.org/10.1080/13604819708900050

OCED (2022): Young people in MENA: Coming of age in a context of El-Badawi, Ibrahim/Makdisi, Samir (2017): Democratic Transitions In
structural challenges and global trends; https://www.oecd-ilibrary.org/ the Arab World. London: CUP.
sites/3ced02bf-en/index.html?itemId=/content/component/3ced02bf-en
El-Badawi, Ibrahim/Makdisi, Samir (2011): Democracy in the Arab
Sandbrook, Richard (2014): Reinventing the Left in the Global South. World: Explaining the Deficit. London: Routledge.
The Politics of the Possible. Cambridge: CUP.
El-Battahani, Atta (2019): Sudan Uprising: Anything can happen, in:
Sorbo, Gunnar / Ahmed, Abdelghaffar M (2013): Sudan Divided. Middle East Eye (6 February); https://www.middleeasteye.net/opinion/
London: Palgrave Macmillan. sudan-uprising-anything-can-happen

Tanneberg, Dag / Stefes, Christoph / Merkel, Wolfgang (2013): El-Battahani, Atta (2017): Transition to Democracy in the Post-2011
Hard times and regime failure: autocratic responses to economic down- Sudan: A Dismembered State Navigating through Uncertainties, in: El-Ba-
turns. dawi, I. and Makdisi, S. (eds) Democratic Transitions in the Arab World.
Cambridge: CUP, pp. 269-304.
Trading Economics (2022): https://tradingeconomics.com/sudan/unem-
ployment-rate El-Battahani, Atta (2006): A Complex Web: Politics and Conflicts in
Sudan, in: ACCORD: International Review of Peace Initiatives 18.
United Nations (2010): Sudan MDG Report; https://www.un.org/millen-
niumgoals/pdf/MDG per cent20Report per cent202010 per cent20En European Institute of the Mediterranean (2016): Countering Violent
per cent20r15 per cent20-low per cent20res per cent2020100615 per Extremism in the MENA Region: Time to Rethink Approaches and Strate-
cent20-.pdf. gies; https://www.iemed.org/publication/countering-violent-extremism-
in-the-mena-region-time-to-rethink-approaches-and-strategies/

Elaph Newspaper (2015): Economic weekly newspaper, Khartoum.

Evans, Peter (1996): Government Action, Social Capital and Develop-


ment: Reviewing the Evidence on Synergy, in: World Development 24/6,
pp. 1119-113, https://www.sciencedirect.com/journal/world-develop-
ment/vol/24/issue/6

Fox, Jonathan (1994): How Does Civil Society Thicken? The Political
Construction of Social Capital in Rural Mexico.

‫ مأزق الشباب في الشرق األوسط وشمال‬:)2019( ‫ رالف‬،‫ هكسل‬/‫ يورغ‬،‫غرتل‬


https://library.fes.de/pdf-files/iez/18101.pdf ‫إفريقيا؛‬

‫ تأثير جائحة كورونا على الشباب استبيان بين‬:)2021( ‫ ديفيد‬،‫ كرويير‬/‫ يورغ‬،‫غرتل‬
‫القادة الشاب لمؤسسة فريدرش ايبرت في منطقة الشرق األوسط وشمال‬
‫إفريقيا؛‬
https://library.fes.de/pdf-files/bueros/tunesien/18328-20210929.pdf

Hadenius, Axel / Uggla, Fredrik (1996) Making Civil Society Work,


promoting democratic development: what can states and donors do?, in:
World Development, 1996, vol. 24, issue 10, pp.1621-1639

Harir, Sharif / Tvedt, Terje (1994): Short-Cut to Decay: the Case of the
Sudan, Nordiska Africainstitutet, Uppsala.

20
‫ال م راج ع ‪ -‬ق ائ م ة ال م خ ت ص رات ‪ -‬ق ائ م ة األش ك ال‬

‫قائمة األشكال‬ ‫قائمة المختصرات‬


‫‪ 6‬الشكل ‪1‬‬ ‫الدستورية‬
‫ّ‬ ‫الوثيقة‬ ‫ ‬
‫‪CD‬‬
‫عمر المشاركين الذين شملهم المسح‬
‫الحرية والتغيير‬
‫ّ‬ ‫قوى إعالن‬ ‫‪FFC‬‬
‫‪ 7‬الشكل ‪2‬‬
‫معدل البطالة بين ‪ 2012‬و‪2021‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالتّ صال‬ ‫ ‬
‫‪ICT‬‬

‫‪ 8‬الشكل ‪3‬‬ ‫حزب المؤتمر الوطني‬ ‫‪NCP‬‬


‫مجاالت انعدام األمن‬
‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫الجبهة‬ ‫ ‬
‫‪NIF‬‬
‫‪ 9‬الشكل ‪4‬‬
‫خطط الهجرة الشخصية‬ ‫لجنة مقاومة‬ ‫ ‬
‫‪RC‬‬

‫‪ 11‬الشكل ‪5‬‬ ‫الشعبية لتحرير السودان‬


‫ّ‬ ‫الحركة‬ ‫‪SPLM‬‬
‫االهتمام بالسياسة‬
‫برنامج األمم المتّ حدة اإلنمائي‬ ‫‪UNDP‬‬
‫‪ 13‬الشكل ‪6‬‬
‫البنك الدولي‬ ‫‪WB‬‬
‫مصادر ووسائل المعلومات‬
‫برنامج الغذاء العالمي‬ ‫‪WFP‬‬
‫‪ 14‬الشكل ‪7‬‬
‫مكان‪/‬مؤسسة المشاركة المدنية‬

‫‪ 15‬الشكل ‪8‬‬
‫يتم التفكير فيها‬
‫األنشطة السياسية التي ّ‬

‫‪21‬‬
‫ال ن اش ر‬

‫الناشر‬ ‫نبذة عن المؤلف‬

‫مؤسسة فريدريش إيبرت | مكتب السودان‬ ‫عطا البطحاني هو عالم سياسي في جامعة الخرطوم‪ .‬كان‬
‫شارع ‪ 18‬المتفرع من شارع البلدية‪،‬‬ ‫رئيس قسم العلوم السياسية بكلية االقتصاد‪ ،‬جامعة الخرطوم‬
‫ص‪.‬ب‪ 3668 .‬الخرطوم ‪11111‬‬ ‫بين ‪ 2003‬و‪ .2006‬ومن ‪ 2006‬إلى ‪ ،2009‬شغل منصب المدير‬
‫‪https://sudan.fes.de‬‬ ‫القطري للمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة االنتخابية‬
‫(‪ .)IDEA‬لمدة عشر سنوات‪ ،‬شغل منصب رئيس تحرير مجلة‬
‫للحصول على الدراسات‬ ‫السودان للدراسات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬التي نشرتها جامعة‬
‫‪secretary@fes-sudan.org‬‬ ‫الخرطوم (‪.)2020-2010‬‬

‫اإلشراف العلمي‪ :‬ديفيد كروير‪ ،‬فردريكا ستوليس‬

‫الترجمة من اإلنجليزية إلى العربية‪ :‬مروان زغواني‬ ‫الدراسة حول الشباب في منطقة الشرق‬
‫نبذة عن ّ‬
‫األوسط وشمال أفريقيا‬
‫التدقيق اللغوي‪ :‬إلياس عمري‬
‫ّ‬
‫الشباب‬ ‫والرجال‬
‫ّ‬ ‫مؤسسة فريدريش إيبرت إلى النّ ساء‬ ‫ّ‬ ‫تنظر‬
‫ال ُيسمح باالستخدام التجاري لجميع الوسائط التي تنشرها‬ ‫يمقراطي في المنطقة وتحرص‬ ‫ّ‬ ‫الد‬
‫كعامل حاسم في التّ طور ّ‬
‫مؤسسة فريدريش إيبرت (‪ )FES‬دون موافقة خطية من مؤسسة‬ ‫السياسة وفي‬ ‫ّ‬ ‫على تعزيز إمكاناتهم لبدء التّ غيير في عالم‬
‫فريدريش إيبرت‪.‬‬ ‫استنادا إلى‬
‫ً‬ ‫المجتمع‪ .‬وعليه‪ ،‬تسعى مؤسسة فريدريش إيبرت‬
‫تم إطالقها عام ‪،2016‬‬ ‫استقصائية طويلة المدى ّ‬
‫ّ‬ ‫نتائج دراسة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إلى تقديم لمحة وافية عن وضع الشباب في منطقة الشرق‬
‫األوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬

‫مؤسسة فريدريش إيبرت عام ‪ ،2021‬المسح‬ ‫ّ‬ ‫وقد أطلقت‬


‫التمثيلي الثاني واسع النّ طاق في الجزائر ومصر والعراق واألردن‬
‫ّ‬
‫الالجئين‬
‫والسودان‪ ،‬ولدى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين‬
‫السوريين في لبنان‪ ،‬وكذلك في تونس واليمن‪ .‬ومن خالل‬ ‫ّ‬
‫المعنية‬
‫ّ‬ ‫الدراسة‬
‫كل دولة‪ ،‬أنتجت ّ‬ ‫متعمقة في ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1000‬مقابلة‬
‫الصادرة‬
‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا ّ‬ ‫بالشباب في منطقة ّ‬ ‫ّ‬
‫عن مؤسسة فريدريش إيبرت قاعدة بيانات كبيرة من األجوبة على‬
‫الشخصية لألشخاص الذين‬ ‫بالخلفية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متعلق‬ ‫حوالي ‪ 200‬سؤال‬
‫متنوعة من المواضيع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تمت مقابلتهم وآرائهم بشأن مروحة‬ ‫ّ‬

‫إن اآلراء الواردة في هذا المنشور هي آراء المؤلف وال تعكس بالضرورة آراء‬
‫مؤسسة فريدريش إيبرت‪.‬‬

You might also like